أبومجاهدالعبيدي1
New member
- إنضم
- 02/04/2003
- المشاركات
- 1,760
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.org
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه على خطأ شائع :
نسمع الكثير من المتكلمين والوعاظ يقولون : ( قال الله تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) !! وهذا خطأ واضح ؛ فالاستعاذة ليست من كلام الله ، وليست آية من القرآن بالإجماع ، وإنما أمر الله بها في قوله جل وعلا : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98) .
وأعجب من بعض المقرئين عندما يلقن الطالب المتعلم الاستعاذة بتركيز شديد ، ويطبق عليها أحكام تلاوة القرآن ؛ مع أنها ليست آية . فالأولى أن تقرأ الاستعاذة قبل التلاوة قراءة عادية بلا ترتيل حتى يعلم السامع – خاصة من ليس من أهل العلم – أنها ليست من القرآن . وأذكر أني كنت في حلقة إقراء عند أحد المقرئين المشهورين ، فأوقف أحد الطلاب عند الاستعاذة حتى أملّه ، وكان يطالبه بتحقيق المخارج الصحيحة لحروف كلماتها ، إظهار صفات تلك الحروف كما ينبغي ، وهكذا .. .!!
ثم وقفت على كلام قيّم للسيوطي له تعلق بما ذكرته هنا ، فأحببت أن أنقله للفائدة .
جاء في رسالة صغيرة الحجم موسومة بـ : ثلاث رسائل علمية من الحاوي للفتاوي للعلامة السيوطي رحمه الله = ما نصه :
( وقع السؤال عمّا يقع كثيراً إذا أرادوا إيراد آية قالوا : « قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم » ويذكرون الآية .
هل (بعد) هذه جائزة قبل الاستعاذة أم لا ؟ وهل أصاب القارئ في ذلك أم أخطأ ؟
فأقول : [ الكلام للسيوطي ] الذي ظهر لي من حيث النقل والاستدلال أن الصواب أن يقول : قال الله تعالى ، ويذكر الآية ولا يذكر الاستعاذة ، فهذا هو الثابت في الأحاديث والآثار من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، والصحابة والتابعين فمن بعدهم .
أخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أنس قال : قال أبو طلحة : « يا رسول الله! إن الله يقول : ) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ( زإن أحب أموالي إليّ بيرحاء ...» الحديث . ...[ ثم ذكر روايات أخرى حول هذه الآية ، وأحاديث لا تخلو من مقال ] ثم قال :
والأحاديث والآثار في ذلك أكثر من أن تحصر ، فالواجب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعاً للوارد في ذلك ، فإن الباب باب اتباع ، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ ) إنما هي عند قراءة القرءان للتلاوة ، أما إيراد آية منه للاحتجاج والاستدلال على حكم فلا .
وأيضاً ؛ فإن قوله : قال الله تعالى بعد أعوذ بالله ، تركيب لا معنى له ، وليس فيه متعلق للظرف ، وإن قدر تعلقه بقال ففيه الفساد الآتي !
وإن قال : قال الله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وذكر الآية ، ففيه من الفساد جعل الاستعاذة مقولاً لله ، وليست من قوله .
وإن قدّم الاستعاذة ثم عقبها بقوله : قال الله ، وذكر الآية ، فهو أنسب من الصورتين غير أنه خلاف الوارد ،وخلاف المعهود من وصل آخر الاستعاذة بأول المقروء من غير تخلل فاصل ، ولا شك أن الفرق بين قراءة القرآن للتلتوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج جليّ واضح . ) انتهى المراد نقله من الرسالة المذكورة ص14-19 وعنوان الرسالة : القُذاذة في تحقيق محل الاستعاذة . حققها : أبو عبدالرحمن محمود . المكتب الإسلامي – بيروت 1410 هـ .
تنبيه على خطأ شائع :
نسمع الكثير من المتكلمين والوعاظ يقولون : ( قال الله تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) !! وهذا خطأ واضح ؛ فالاستعاذة ليست من كلام الله ، وليست آية من القرآن بالإجماع ، وإنما أمر الله بها في قوله جل وعلا : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98) .
وأعجب من بعض المقرئين عندما يلقن الطالب المتعلم الاستعاذة بتركيز شديد ، ويطبق عليها أحكام تلاوة القرآن ؛ مع أنها ليست آية . فالأولى أن تقرأ الاستعاذة قبل التلاوة قراءة عادية بلا ترتيل حتى يعلم السامع – خاصة من ليس من أهل العلم – أنها ليست من القرآن . وأذكر أني كنت في حلقة إقراء عند أحد المقرئين المشهورين ، فأوقف أحد الطلاب عند الاستعاذة حتى أملّه ، وكان يطالبه بتحقيق المخارج الصحيحة لحروف كلماتها ، إظهار صفات تلك الحروف كما ينبغي ، وهكذا .. .!!
ثم وقفت على كلام قيّم للسيوطي له تعلق بما ذكرته هنا ، فأحببت أن أنقله للفائدة .
جاء في رسالة صغيرة الحجم موسومة بـ : ثلاث رسائل علمية من الحاوي للفتاوي للعلامة السيوطي رحمه الله = ما نصه :
( وقع السؤال عمّا يقع كثيراً إذا أرادوا إيراد آية قالوا : « قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم » ويذكرون الآية .
هل (بعد) هذه جائزة قبل الاستعاذة أم لا ؟ وهل أصاب القارئ في ذلك أم أخطأ ؟
فأقول : [ الكلام للسيوطي ] الذي ظهر لي من حيث النقل والاستدلال أن الصواب أن يقول : قال الله تعالى ، ويذكر الآية ولا يذكر الاستعاذة ، فهذا هو الثابت في الأحاديث والآثار من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، والصحابة والتابعين فمن بعدهم .
أخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أنس قال : قال أبو طلحة : « يا رسول الله! إن الله يقول : ) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ( زإن أحب أموالي إليّ بيرحاء ...» الحديث . ...[ ثم ذكر روايات أخرى حول هذه الآية ، وأحاديث لا تخلو من مقال ] ثم قال :
والأحاديث والآثار في ذلك أكثر من أن تحصر ، فالواجب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعاً للوارد في ذلك ، فإن الباب باب اتباع ، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ ) إنما هي عند قراءة القرءان للتلاوة ، أما إيراد آية منه للاحتجاج والاستدلال على حكم فلا .
وأيضاً ؛ فإن قوله : قال الله تعالى بعد أعوذ بالله ، تركيب لا معنى له ، وليس فيه متعلق للظرف ، وإن قدر تعلقه بقال ففيه الفساد الآتي !
وإن قال : قال الله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وذكر الآية ، ففيه من الفساد جعل الاستعاذة مقولاً لله ، وليست من قوله .
وإن قدّم الاستعاذة ثم عقبها بقوله : قال الله ، وذكر الآية ، فهو أنسب من الصورتين غير أنه خلاف الوارد ،وخلاف المعهود من وصل آخر الاستعاذة بأول المقروء من غير تخلل فاصل ، ولا شك أن الفرق بين قراءة القرآن للتلتوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج جليّ واضح . ) انتهى المراد نقله من الرسالة المذكورة ص14-19 وعنوان الرسالة : القُذاذة في تحقيق محل الاستعاذة . حققها : أبو عبدالرحمن محمود . المكتب الإسلامي – بيروت 1410 هـ .