احذر الوقوع في هذا الخطأ !!(مع تنبيهات متعلقة بالاستعاذة )

إنضم
2 أبريل 2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيه على خطأ شائع :
نسمع الكثير من المتكلمين والوعاظ يقولون : ( قال الله تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) !! وهذا خطأ واضح ؛ فالاستعاذة ليست من كلام الله ، وليست آية من القرآن بالإجماع ، وإنما أمر الله بها في قوله جل وعلا : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98) .

وأعجب من بعض المقرئين عندما يلقن الطالب المتعلم الاستعاذة بتركيز شديد ، ويطبق عليها أحكام تلاوة القرآن ؛ مع أنها ليست آية . فالأولى أن تقرأ الاستعاذة قبل التلاوة قراءة عادية بلا ترتيل حتى يعلم السامع – خاصة من ليس من أهل العلم – أنها ليست من القرآن . وأذكر أني كنت في حلقة إقراء عند أحد المقرئين المشهورين ، فأوقف أحد الطلاب عند الاستعاذة حتى أملّه ، وكان يطالبه بتحقيق المخارج الصحيحة لحروف كلماتها ، إظهار صفات تلك الحروف كما ينبغي ، وهكذا .. .!!

ثم وقفت على كلام قيّم للسيوطي له تعلق بما ذكرته هنا ، فأحببت أن أنقله للفائدة .
جاء في رسالة صغيرة الحجم موسومة بـ : ثلاث رسائل علمية من الحاوي للفتاوي للعلامة السيوطي رحمه الله = ما نصه :
( وقع السؤال عمّا يقع كثيراً إذا أرادوا إيراد آية قالوا : « قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم » ويذكرون الآية .
هل (بعد) هذه جائزة قبل الاستعاذة أم لا ؟ وهل أصاب القارئ في ذلك أم أخطأ ؟

فأقول : [ الكلام للسيوطي ] الذي ظهر لي من حيث النقل والاستدلال أن الصواب أن يقول : قال الله تعالى ، ويذكر الآية ولا يذكر الاستعاذة ، فهذا هو الثابت في الأحاديث والآثار من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، والصحابة والتابعين فمن بعدهم .
أخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أنس قال : قال أبو طلحة : « يا رسول الله! إن الله يقول : ) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ( زإن أحب أموالي إليّ بيرحاء ...» الحديث . ...[ ثم ذكر روايات أخرى حول هذه الآية ، وأحاديث لا تخلو من مقال ] ثم قال :
والأحاديث والآثار في ذلك أكثر من أن تحصر ، فالواجب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعاً للوارد في ذلك ، فإن الباب باب اتباع ، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ ) إنما هي عند قراءة القرءان للتلاوة ، أما إيراد آية منه للاحتجاج والاستدلال على حكم فلا .
وأيضاً ؛ فإن قوله : قال الله تعالى بعد أعوذ بالله ، تركيب لا معنى له ، وليس فيه متعلق للظرف ، وإن قدر تعلقه بقال ففيه الفساد الآتي !
وإن قال : قال الله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وذكر الآية ، ففيه من الفساد جعل الاستعاذة مقولاً لله ، وليست من قوله .
وإن قدّم الاستعاذة ثم عقبها بقوله : قال الله ، وذكر الآية ، فهو أنسب من الصورتين غير أنه خلاف الوارد ،وخلاف المعهود من وصل آخر الاستعاذة بأول المقروء من غير تخلل فاصل ، ولا شك أن الفرق بين قراءة القرآن للتلتوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج جليّ واضح . ) انتهى المراد نقله من الرسالة المذكورة ص14-19 وعنوان الرسالة : القُذاذة في تحقيق محل الاستعاذة . حققها : أبو عبدالرحمن محمود . المكتب الإسلامي – بيروت 1410 هـ .
 
بسم الله

وقفت على كلام جيد للطاهر بن عاشورله تعلق بما سبقت الإشاررة إليه أعلاه ، حيث قال رحمه الله وهو يفسر آية النحل :( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) 98 :

وعلى الأقوال كلها فالاستعاذة مشروعة للشروع في القراءة أو لإرادته، وليست مشروعة عند كلّ تلفّظ بألفاظ القرآن كالنّطق بآية أو آيات من القرآن في التعليم أو الموعظة أو شبههما، خلافاً لما يفعله بعض المتحذّقين إذا ساق آية من القرآن في غير مقام القراءة أن يقول كقوله تعالى بعدَ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويسوق آية. انتهى من التحرير والتنوير 7/278
 
أحسنت
و(القُـذاذةُ) من كلِّ شيء: ما قُذَّ منه وسَقَطَ، كالريش وأَطرافِ الذَّهَب والفِضة وغير ذلك. والجمع : قُذَاذات.
 
وجهة نظر

وجهة نظر

أولا : جزاكم الله خيرا على الفائدة .
ثانيا : ألا يمكن أن يقال إن الاستعاذة هنا جملة اعتراضية ، ومفهوم من السياق والقرائن أنها ليست من القرآن ، فيكون مثلها مثل جملة ( تعالى ) فأنت عندما تقول : قال الله تعالى الحمد لله رب العالمين
لو طبقنا كلام السيوطي لقلنا إن القائل أوهم أن الآية هي : تعالى الحمد لله رب العالمين ! ، وأوهم أن تعالى من كلام الله !
وما نجيب به عن جملة ( تعالى ) يمكن أن نجيب به عن جملة الاستعاذة ، والله أعلم .
 
بسم الله

شكر الله لأخينا العزيز على قلوبنا الشيخ أبي خالد مداخلته هذه .

وتعليقاً على كلامه أقول : الفرق ظاهر وكبير بين كلمة تعالى ، وكلمة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ فكلمة تعالى _ وما أشبهها من جمل وكلمات الثناء _ ظاهرة الاتصال بلفظ الجلالة ، ثم هي تصلح أن تكون قولاً له تعالى ، فقد جاء في القرآن الكريم أنه قال : ( تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(النحل: من الآية3)غيرها .

أما كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا تصلح بحال من الأحوال أن تكون من كلام الله لا عقلاً ولا شرعاً .

وعليه _ شيخَنا الكريم _ تكون وجهة نظرك _ من وجهت نظري _ ليست في محلها ، مع تقديري لمشاركتك .
 
فائدة نفيسة

فائدة نفيسة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

الأخ الفاضل الشيخ / أبو مجاهد
وفقه الله ونفع به

جزاك الله خيراً أخي أبو مجاهد ، فهي بحق فائدة نفيسة ، يحسن التصحيح منا لهذا الخطأ .

بارك الله في علمكم ونفع بكم .

محبكم
أبو العالية
 
وإتماماً للكلام عن بعض مسائل الاستعاذة أذكر هنا فائدة لابن القيم رحمه الله .

قال رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان وهو يذكر حكم وفوائد الاستعاذة قبل قراءة القرءان :

(ومنها أن الاستعاذة قبل القراءة عنوان وإعلام بأن المأتى به بعدها القرآن ، ولهذا لم تشرع الاستعاذة بين يدي كلام غيره ، بل الاستعاذة مقدمة وتنبيه للسامع أن الذي يأتي بعدها هو التلاوة ، فاذا سمع السامع الاستعاذة استعد لاستماع كلام الله تعالى ، ثم شرع ذلك للقارىء ، وإن كان وحده ، لما ذكرنا من الحكم وغيرها .

فدل كلامه هذا على أن الاستعاذة مرتبطة بالقرآن الكريم ، وأنه لا يشرع الإتيان بها قبل غير القرآن .
فهل ما ذكره صحيح على إطلاقه ؟

إذا كان الأمر كما قال ؛ فالبداءة بالاستعاذة قبل كلام غير القرآن مما يضاف إلى الأخطاء التي يقع فيها بعض المتكلمين . فليتنبه لذلك .

وفقنا الله للصواب .
 
ومما ذكره أهل العلم ، وله صلة بمسألتنا هذه ما جاء في كتاب المقدمات الأساسية لعلوم القرآن لعبدالله الجديع :

( وهي [ أي الاستعاذة ] مستحبة لكل قارئ ، قرأ وحده ، أو قرأ في جماعة ؛ ولكنها لا تستحب للآية أو الآيات في ثنايا الخطب والمواعظ وأجوبة فتاوي الناس ؛ فإن السنن قد استفاضت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر الاستعاذة عند الاستدلال أو اللإستشهاد بآية من القرآن ، وهذا خلاف ما يفعله بعض الوعاظ اليوم .)
 
إخواني :
جزاكم الله كل خير على خلقكم وعلمكم الجم .

وقد تبادر إلى ذهني أمرا استحسنت أن لا أكتمه عليكم حول الموضوع .

إن كانت كلمة " تعالى " ظاهرة " الانفصال عن الآيات بدلالة قربها وعلاقتها من لفظ الجلالة
فالاستعادة " ظاهرة "الانفصال بدلالة القرائن والسياق والحال
ولها أدلة لا تكاد تنحصر لغة وعرفا ، وإن شاء الله إن وجدت أو استحضرت شيئا لكم من ذلك دونته هنا

وأما تعليقكم حفظكم الله على كلام الأخ أبو خالد السلمي _ حفظه الله _ الذي ذكر كلمة " تعالى " كمثال ، فتم رده بأن الله سبحانه لم يقل كلمة " تعالى " في القرآن ، فعلى الرد مأخذ فهناك أمثلة أخرى غير كلمة " تعالى " ولم تذكر في القرآن مثل " عز وجل "

إنما مشاركتي حتى لا يتبادر إلى ذهن مسلم أن المسألة فيها جزم بالتحريم وأتمنى مزيد تحرير لها .

وتقبلوا من أخيكم كل محبة واحترام وأخوة
 
تنبيه حول تقدير آية الأمر بالاستعاذة ، وهي قول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (النحل:98)
قال ابن القيم رحمه الله : ( وأما قوله تعالى فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم النحل 98 فعلى ما ذكرنا من التعبير عن إرادة الفعل بالفعل هذا هو المشهور .
وفيه وجه ألطف من هذا ؛وهو : أن العرب تعبر بالفعل عن ابتداء الشروع فيه تارة وتعبر عن انتهائه تارة فيقولون فعلت عند الشروع وفعلت عند الفراغ وهذا استعمال حقيقي .
وعلى هذا فيكون معنى قرأت في الآية : ابتداء الفعل ؛ أي : إذا شرعت وأخذت في القراءة فاستعذ ؛ فالإستعاذة مرتبة على الشروع الذي هو مباديء الفعل ومقدمته وطليعته . ومنه قوله "فصلى الصبح حتى طلع الفجر" رواه مسلم والترمذي والنسائي ؛ أي: أخذ في الصلاة عند طلوعه.)

وقال ابن الجزري رحمه الله معلقاً على الآية : ( وتقديرها عند الجمهور : إذا أردت القراءة فاستعذ .....
وعندي أن الأحسن في تقديرها : إذا ابتدأت وشرعت كما في حديث جبريل عليه السلام : "فصلى الصبح حتى طلع الفجر" أي : أخذ في الصلاة عند طلوعه ...) انتهى باختصار من النشر 1/256 .
 
مقتبس

فائدة نفيسة قل من يتنبه لها ، حتى من طلاب العلم. وفقك الله أبا مجاهد لكل خير ، وبارك في علمك.
 
ثلاث كلمات

ثلاث كلمات

1/ اتفق تماما معك في خطأ قال الله تعالى أعوذ.................
2/ في كلامك من ترتيل الاستعاذة نظر كبير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
3/ ملاحظة أضيفها إلى موضوعك وهي أن بعض المدرسين للقرءان في الحلق والمدارس يعودون الطلاب على الفصل بين المقطعين من القرءان أو على المقصع المنهي والمراد إعادته بالاستعاذة في ذلك كله وليس هذا محل للاستعاذة بل محلها عند بدأ القراءة (( فإذا قرأت القرءان....))
والله يرعاكم.
 
أخي أبا معاذ وفقك الله

أشكرك على تعليقك ، وإضافتك .

ولكن ؛ هلا بينت أي نظر كبير في كلامي عن ترتيل الاستعاذة ؟

أرجو منك التوضيح ؛ وإذا كنا متفقين على كون الاستعاذة ليست قرآناً ؛ فلم ترتل ؟
أليس الأولى أن تكون قراءتها بطريقة تظهر الفرق بينها وبين كلام الله المتلو ؟

لعلك تتحفنا بوجهة نظرك ، والقضية محل حوار لنصل إلى الهدف المنشود .
 
لترتيلها وجه، يشبه ترتيل قولك آمين، ويراجع فيها كلام الفقهاء، وتجد بعضه في الأذكار.

وقد قرأ عندي من يقول أعوز بالله من الله العزيم.

فهل أتركه أم أعلمه اللفظ العربي الفصيح.

ولو قلت بل أعلمه

أقول: وماذا يمنعني من تعليمه ترقيق الهمزة، ولام لفظ الجلالة، وتخليص الكسر في الميم وتفخيم الظاء.


والذي أراه أن في ترتيلها تدريب على الأحكام كمقدمة قبل الدخول في تجويد آيات الله المبين.

ثم أن ما بعد كلمة( أعوذ) من قولك (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)

في قوله تعالى: فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

فأكثر من ثلاثة أرباعها كلمات من كلام الله، فلم لا يتعلم الطالب تجويدها.

نعم ينبه أنها ليست قرآنا بل هي ذكر يسبق تلاوة القرآن

والله أعلم.
 
بخصوص ذكر الاستعاذة في كلام المحتجين بالقرآن و المستشهدين به و نحوهما من المقاصد غير التلاوة منها = فهو خلاف المأثور عنه صلى الله عليه و سلم و المأثور عن أصحابه ، فما أكثر ما صح عن نبينا صلى الله عليه و سلم من الاحتجاج بالآيات و الاستشهاد و التمثيل بها ، و لا ينقل عنه استعاذة و لا نحوها ، بل يسوق الآية دونما استعاذة ، و هذا مشهور في سنته .
و كذا هو مشهور أيضا في الأخبار المأثورة عن صحابه الكرام .

و بخصوص تعليل قول المستعيد : قال الله - أعوذ بالله ...-
فالذي أراه - و العلم عند الله - أنها قد تكون من باب ما ذكره أخونا الشيخ أبو خالد نحوا - أعني أنها نحويا تعرب إعراب الجمل الاعتراضية ؛ لكن حصول اللبس بكمال الاتصال و طول الكلام = يشعر بأن الأولى لقائلها تركها أو التعبير - إن كان المقام مقام تلاوة - أن يقول - بعد أعوذ ...- و هو جائز ، لكن الأحسن من كل هذا أن يقدم الاستعاذة بين يدي التلاوة أولا ثم يتلو ما شاء ..
و الله أعلم
 
رفع الله قدرك أبا مجاهد على هذه الفائدة النفيسة
 
سمعت شيخنا ابن عثيمين أكثر من مرة ينبه على هذا ويقول : فرق بين القراءة والتلاوة وبين الاحتجاج والاستدلال فلا يرى ترتيل الآيات للخطيب في خطبته ولا قراءة الاستعاذة ويستدل بمثل ما ذكره الإخوة
 
جزى الله كل من أسهم في هذا المنتدى خيرا:

إشارة لا بد منها:

[color=CC0000]إذا أراد أن يقرأ القارئ آية الكرسي ، وقال " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ثم قرأ قوله تعالى : " الله لا إله إلا هو ...الآية" فإن ذكر لفظ الجلالة بعد كلمة " الرجيم" فيه ما فيه من المحظور[/color]

فإن قال قائل : لفظ الجلالة مرفوع ، وكلمة الرجيم مجرورة فليس هناك أي لبس.

قلت : العربية لها وجوه عديدة في الإعراب، فإن لفظ الجلالة " الله" بمكن أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف تقديره
هو. وكلمة "هو" ترجع إلى " الرجيم" ، أو نقول إن الجملة الإسمية من "هو الله" في محل جر بدل.


[color=CC0099]ولهذا فإني أستحسن أن نقرأ قبل آية الكرسي وكل آية تبتدئ بأسماء الله وصفاته العليا الاستعاذة والبسملة. والله أعلم[/color]
 
وقريب من تنبيه الأخ الكريم مصطفى الفاسي ما ذكره السيوطي في الاتقان بقوله : ( قال القراء‏:‏ ويتأكد عند قراءة نحو {إليه يرد علم الساعة} {وهوالذي أنشأ جنات} لما في ذكر ذلك بعد الاستعاذة من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان‏.‏) يعني : ويتأكد النطق بالبسملة بعد الاستعاذة عند البدء بمثل هذه الآيات .
 
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى :

(أرى لزامًا عليّ أن أنبه على خطأ شائع من كثير من طلاب العلم وغيرهم ألا وهو: أنهم إذا كانوا في مجلس علم وأراد أحدهم أن ينزع بآية وأن يستدل بها أو أراد أن يسأل عن دلالتها أو عما ينبغي التوفيق بينها وبين حديث ما يقول السائل : قال الله عز وجل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ) مثلًا ، أو قال: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ونحو ذلك من الأقوال، فهذا خطأ محض فيه نسبة شيء إلى الله لا يقصده القائل ولكنه يدان بلفظه فيقع في مخالفةِ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( إياك ومايعتذر منه )، فنحن حينما نستدرك على بعض الناس فنقول لهم أين قال الله :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ) لايوجد شيء من هذا إطلاقًا، لكن أدري كما يدري كل فرد منكم إن هذا القارئ أو هذا المستدل أو هذا السائل إنما يقول هذه الكلمة ويذكر هذه الاستعاذة بين يدي الآية إعمالًا منه أو تطبيقًا منه لقوله تعالى : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) هكذا يقولون حينما نعترض عليهم مذكرًا لهم بأن هذا لاينبغي أن يكون كذلك، لأنك قولك قال الله بعد كذا يعني أن الله قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا) وبخاصة إذا قيل قال الله بعد أعوذ بالله ،هذه البعدية إنما تتعلق به ولاتتعلق بالله تبارك وتعالى ،وعلى ذلك فينبغي لكل من ساق آية يريد الاستدلال بها أو يريد السؤال عنها أن يتلوها مباشرة ولا يقول قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ) ولايقول قال الله بعد أعوذ بالله وإنما رأسًا يذكرها فيقول ما التوفيق بين قوله تعالى :( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) وبين حديث كذا ، هكذا يجب أن تنتبهوا ، حتى لا تقعوا في مؤاخذة مخالفة قول الرسول عليه السلام: (إياك ومايعتذر منه)،(لاتكلمن بكلام تعتذر به عند الناس) دائمًا الناس يقولوا : والله قصدت كذا ، ياأخي قصدك في قلبك لايعرفه إلا ربك ، لكن أحسن التعبير عن قصدك بلفظك ، ألم تسمعوا إنكار الرسول عليه السلام الشديد على ذلك الصحابي الذي سمع موعظةً من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقام ليظهر خضوعه واتباعه وإطاعته للنبي بقوله: ماشاء الله وشئت يارسول الله ، فماذا كان موقفه عليه السلام قال: (أجعلتني لله ندًّا ؟! قل ماشاء الله وحده ) أترون بأن هذا الصحابي قصد بقوله مخاطبًا لنبيه : "ماشاءالله وشئت" أن يجعله شريكًا مع الله؟ ماآمن برسول الله يقينًا إلا فرارًا من الشرك ، إذن لماذا بالغ الرسول عليه السلام في الإنكار عليه بهذه العبارة الشديدة: ( أجعلتني لله ندًا قل ماشاء الله وحده)، إذن لاينبغي أن تسوغوا أخطاءكم اللفظية بصوابكم القلبي ، هذا لا يسوغ ذاك فعلينا إذا تكلمنا بكلام أن يكون كلامنا مطابقًا لحسن قصدنا و وألايكون كلامنا سيئًا وقصدنا حسنًا بل يجب أن يطابق اللفظ مافي القلب هذه تذكرة وهذه تنفع المؤمنين إن شاء الله).

من الشريط رقم 33 من سلسلة فتاوي جدة
 
جزاك الله خيرا أبا مجاهد على هذه الفائدة وقد تفاعل الفضلاء معك ومنهم ( أبو خالد السلمي ) ومما قال :


ثانيا : ألا يمكن أن يقال إن الاستعاذة هنا جملة اعتراضية ، ومفهوم من السياق والقرائن أنها ليست من القرآن ، فيكون مثلها مثل جملة ( تعالى ) فأنت عندما تقول : قال الله تعالى الحمد لله رب العالمين
وتعليقاً على كلامه أقول : الفرق ظاهر وكبير بين كلمة تعالى ، وكلمة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ فكلمة تعالى _ وما أشبهها من جمل وكلمات الثناء _ ظاهرة الاتصال بلفظ الجلالة ، ثم هي تصلح أن تكون قولاً له تعالى ، فقد جاء في القرآن الكريم أنه قال : ( تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(النحل: من الآية3)غيرها .

أما كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا تصلح بحال من الأحوال أن تكون من كلام الله لا عقلاً ولا شرعاً .

وعليه _ شيخَنا الكريم _ تكون وجهة نظرك _ من وجهت نظري _ ليست في محلها ، مع تقديري لمشاركتك .

وعليه أقول _ولعل هذا الملتقى المبارك يجمعنا أكثر من القسم وممرات الكلية _الفرق بين كلمة تعالى وكلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ظاهر وليس بكبير ، وما ذكرت في تعقيبك من أن كلمة تعالى تصلح أن تكون قولا لله واستشهدت بالآية فقد أخذت كلمة تستشهد بها ولو فعل أبو خالد السلمي أو غيره كما فعلت لوجد ما يشهد لقوله مثلا قوله أعوذ هي من كلام الله في قوله تعالى (وأعوذ بك من همزات الشياطين )
وبقية الجملة (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ، ومع ما في كلامك من فائدة كما ذكر الدكتور عبد الرحمن ، ألا أنني أميل لما قاله الدكتور أنمار ، وينبه الطالب كما ذكرت وجزى الله الجميع خيرا0
 
السلام عليكم
بالنسبة لترتيل البسملة كلام د/ أنمار وجيه ومصيب .

وبالنسبة لهذا القول :" وقريب من تنبيه الأخ الكريم مصطفى الفاسي ما ذكره السيوطي في الاتقان بقوله : ( قال القراء‏:‏ ويتأكد عند قراءة نحو {إليه يرد علم الساعة} {وهوالذي أنشأ جنات} لما في ذكر ذلك بعد الاستعاذة من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان‏.‏) يعني : ويتأكد النطق بالبسملة بعد الاستعاذة عند البدء بمثل هذه الآيات )) ا.هـ

هذا الكلام مردود عند أكثر القراء وهذا ثابت عند تعليقهم علي قضية (( الأربع الزهر )) فهناك من الآيات تبدأ بمثل ما قال الشيخ الفاضل.

قال في النشر :"..... وإنما اختاروا ذلك لبشاعة وقوع مثل ذلك إذا قيل: أهل المغفرة لا، أو: ادخلي جنتي لا، أو: لله ويل، أو: وتواصوا بالصبر ويل، من غير فصل ففصلوا بالبسملة للساكت، وبالسكت للواصل ولم يمكنهم البسملة له لأنه ثبت عنه النص بعدم البسملة فلو بسملوا لصادموا النص بالاختيار وذلك لا يجوز.

والأكثرون على عدم التفرقة بين الأربعة وغيرها وهو مذهب فارس بن أحمد وابن سفيان صاحب الهادي وأبي الطاهر صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار الطرسوسي صاحب المستنير والإرشاد والكفاية وسائر العراقيين وهو اختيار أبي عمرو الداني والمحققين والله تعالى أعلم.

وعليه الاستدال بالبشاعة مردودة . والله أعلم
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
بالنسبة لترتيل البسملة كلام د/ أنمار وجيه ومصيب .

وبالنسبة لهذا القول :" وقريب من تنبيه الأخ الكريم مصطفى الفاسي ما ذكره السيوطي في الاتقان بقوله : ( قال القراء‏:‏ ويتأكد عند قراءة نحو {إليه يرد علم الساعة} {وهوالذي أنشأ جنات} لما في ذكر ذلك بعد الاستعاذة من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان‏.‏) يعني : ويتأكد النطق بالبسملة بعد الاستعاذة عند البدء بمثل هذه الآيات )) ا.هـ

هذا الكلام مردود عند أكثر القراء وهذا ثابت عند تعليقهم علي قضية (( الأربع الزهر )) فهناك من الآيات تبدأ بمثل ما قال الشيخ الفاضل.

قال في النشر :"..... وإنما اختاروا ذلك لبشاعة وقوع مثل ذلك إذا قيل: أهل المغفرة لا، أو: ادخلي جنتي لا، أو: لله ويل، أو: وتواصوا بالصبر ويل، من غير فصل ففصلوا بالبسملة للساكت، وبالسكت للواصل ولم يمكنهم البسملة له لأنه ثبت عنه النص بعدم البسملة فلو بسملوا لصادموا النص بالاختيار وذلك لا يجوز.

والأكثرون على عدم التفرقة بين الأربعة وغيرها وهو مذهب فارس بن أحمد وابن سفيان صاحب الهادي وأبي الطاهر صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار الطرسوسي صاحب المستنير والإرشاد والكفاية وسائر العراقيين وهو اختيار أبي عمرو الداني والمحققين والله تعالى أعلم.

وعليه الاستدال بالبشاعة مردودة . والله أعلم
والسلام عليكم



قال ابن الجزري : ( وقد كان الشاطبي يأمر بالبسملة بعد الاستعاذة في قوله تعالى (الله لا إله إلا هو) وقوله (إليه يرد علم الساعة) ونحوه لما في ذلك من البشاعة ، وكذا كان يفعل أبو الجود غياث بن فارس وغيره وهو اختيار مكي في غير التبصرة.
(قلت) وينبغي قياساً أن ينهى عن البسملة في قوله تعالى: { الشيطان يعدكم الفقر }، وقوله:{ لعنه الله } ونحو ذلك للبشاعة أيضاً.)
النشر في القراءات العشر - (ج 1 / ص 305)
 
إن كان الترتيل في الاستعاذة ممتنع ففي الاذكار والأذان والتأمين والدعاء أولى .

ثم إن ترك الترتيل في الاستعاذة وفي البسملة عند من يجعلها آية وفي تكبير الختم إزعاجاً للإذن لأن فيه انتقال سريع في طريقة الاداء وهذا نشاز مزعج للإذن مذهب للخشوع.

ثم من أين لك أن الترتيل مخصوص بتلاوة القرآن ؟؟

وأما مايذكره البعض أن في ترك الترتيل تميز للاستعاذة والدعاء من القرآن , فهذا عجيب جدً. فهل تعرف أجهل عامي يخلط بين القرآن وغيره للاشتراك في الترتيل؟؟
 
إن كان الترتيل في الاستعاذة ممتنع ففي الاذكار والأذان والتأمين والدعاء أولى .

ثم إن ترك الترتيل في الاستعاذة وفي البسملة عند من يجعلها آية وفي تكبير الختم إزعاجاً للإذن لأن فيه انتقال سريع في طريقة الاداء وهذا نشاز مزعج للإذن مذهب للخشوع.

ثم من أين لك أن الترتيل مخصوص بتلاوة القرآن ؟؟

وأما مايذكره البعض أن في ترك الترتيل تميز للاستعاذة والدعاء من القرآن , فهذا عجيب جدً. فهل تعرف أجهل عامي يخلط بين القرآن وغيره للاشتراك في الترتيل؟؟

أخي الكريم

حياك الله ، وبارك فيك ، وشكر لك على هذه المسائل والتعليقات

وتعليقاً على ما ذكرت أقول - وبالله التوفيق - :

أولاً : من قال بأن الترتيل في الاستعاذة ممتنع؟
ذكرت في المشاركة رأيي ، وهو أن تركه أولى - ولم أزد على ذلك.

أما قولك : ثم من أين لك أن الترتيل مخصوص بتلاوة القرآن ؟؟
فالجواب عنه : أن الترتيل شيء ، وتحسين الصوت بالقراءة شيء آخر ، فالترتيل هو التجويد بالمعنى الاصطلاحي، وهو إعطاء كل حرف حقه ومستحقه. فهذا الترتيل الخاص لم يأت الأمر به إلا للقرآن.

وأما قولك : وأما مايذكره البعض أن في ترك الترتيل تميز للاستعاذة والدعاء من القرآن , فهذا عجيب جدً. فهل تعرف أجهل عامي يخلط بين القرآن وغيره للاشتراك في الترتيل؟؟
فالجواب عنه يمكنك معرفته بنفسك عندما تسأل بعض العامة من الناس ومن عامة طلبة العلم كذلك ، وسترى أن منهم من يظن أن الاستعاذة من القرآن ، وأنها من كلام الله.
وقد سألتُ أكثر من واحد فتفاجأت بأنهم يظنون أن قول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" من كلام الله.

وأخيراً : المسألة لا تعدو أن تكون مسألة خلافية قابلة لوجهات النظر، مع الاتفاق على بعض جوانبها.


السبت : 28 / 7 / 1428 هـ
أبها
 
[align=justify]
أما قولك : ثم من أين لك أن الترتيل مخصوص بتلاوة القرآن ؟؟
فالجواب عنه : أن الترتيل شيء ، وتحسين الصوت بالقراءة شيء آخر ، فالترتيل هو التجويد بالمعنى الاصطلاحي، وهو إعطاء كل حرف حقه ومستحقه. فهذا الترتيل الخاص لم يأت الأمر به في القرآن.
أولاً : أشكرك جداً على سعة صدرك , وأعتذر عن التجرؤ عليكم.

ثانياً: كلمة " الترتيل" أنت الذي ذكرتها حينما قلت "فالأولى أن تقرأ الاستعاذة قبل التلاوة قراءة عادية بلا ترتيل"
وأنا لم أفسر كلامكم بتحسين الصوت , فأنا تركتك على اصطلاحك فلو أردت به التحسين أو التجويد بالمعنى الاصطلاحي _وهذا هو مرادك كما أعتقد_ أو غيرها , فكلامي شامل لجميع هذه المعاني مادمت تعني التفريق بين الاستعاذة وقراءة القرآن في الطريقة.
فأقصد : ترك التفريق بين قراءة الاستعاذة والقرآن في التجويد والترتيل وغيرها.


وأما قولكم رعاكم الله : ((فهذا الترتيل الخاص لم يأت الأمر به في القرآن)).
فأنا أحتاج لشرح هذه الجملة رعاكم الله.[/align]

وأود أن أنبه على خطأ مطبعي في مشاركتي الاولى , وموضعه : ((ثم إن ترك الترتيل في الاستعاذة وفي البسملة عند من يجعلها آية .....))
والصواب : (( عند من لم يجعلها آية)).
أما من جعلها آية فلا إشكال عند أحد في ترتيلها.
 
وأما قولكم رعاكم الله : ((فهذا الترتيل الخاص لم يأت الأمر به في القرآن)).
فأنا أحتاج لشرح هذه الجملة رعاكم الله.

أقصد : لم يأت الأمر به إلا للقرآن ، وذلك في قوله تعالى : { ورتل القرآن ترتيلاً }

فهو خطأ طباعي.
 
فائدة: قال الحافظ ابن الجزري في النشر: "إذا قرأ جماعة جملة واحدة هل يلزم كل واحد الاستعاذة أو تكفي استعاذة بعضهم؟
لم أجد فيها نصًّا ويحتمل أن تكون كفاية وأن تكون عيناً على كل من القولين بالوجوب والاستحباب، والظاهر الاستعاذة لكل واحد لأن المقصود اعتصام القارئ والتجاؤه بالله تعالى عن شر الشيطان كما تقدم فلا يكون تعوذ واحد كافياً عن آخره" أهـ والله أعلم.
 
[align=justify]ومما له تعلق بالأخطاء الشائعة في استعمال الاستعاذة في غير موضعها ما يفعله بعض الخطباء في نهاية الخطبة الأولى من خطبتي الجمعة، حيث يقولون: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يقرأون بعدها آية أو أكثر تناسب الموضوع الذي يتحدثون عنه.


جاء في كتاب الشامل في فقه الخطيب والخطبة :
( تخصيص الخطيب الآية التي يقرآها في آخر الخطبة أو نحو ذلك بالاستعاذة أو البسملة دون غيرها من الآيات :
ما يلتزمه بعض الخطباء في خطبهم من التغاير اللافت عند الاستشهاد بالآيات هو محل نظر ، حيث إن بعض الخطباء لا يزيد على قوله : قال الله تعالى ، ثم يقرأ الآية أو يقول نحو ذلك ، ولكنه إذا أراد أن يختم الخطبة بآية قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم يقرأ الآية فتجده يخصص الآية الأخيرة بالاستعاذة دون سواها، ولاشك أن هذا لا وجه له لأمور ثلاثة :
أحدها : أن هذا ليس بقراءة ، وإنما هو استشهاد بآية ، والله يقول : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} سورة النحل، آية: 98 . والمراد بالقراءة هنا التلاوة .
وثانيها : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك حسب الاستقراء في استشهاداته بالآيات ، فلم يرد أنه كان يستعيذ بالله إذا استشهد بآية ، إلا في حالة واحدة وهي التي ذكرناها سابقاً في سورة الكوثر ، حيث بدأها بالبسملة .
وثالثها : أن مثل هؤلاء الخطباء يلتزم الاستعاذة في الآية الأخيرة ، دون ما يسبقها من آيات ، ولا شك أن هذا تخصيص بدون مخصص ، وهنا مثار الإشكال والنقص ، فالأولى أن يأتي بالاستعاذة فيها كلها ، أو يترك الاستعاذة فيها كلها .)[/align]
 
ختم الخطبة الأولى بآيات من القرآن والاستعاذة قبلها عهدناه من مشايخ كبار يشهد لهم بالعلم والفضل وأذكر من هؤلاء الشيخ عبد الله خياط رحمه الله تعالى.
فلا أدري هل لفعلهم هذا دليل خاص ؟
أم أنهم تمسكوا بعموم قول الله تعالى:
( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) سورة النحل(98)؟

وهل يثرب على من تمسك بهذا العموم ولم ير فرقا بين قراءة الآية والآيتين والعشر والسورة؟

وأما قول صاحب كتاب الشامل:
"ولاشك أن هذا لا وجه له لأمور ثلاثة" فهو محل نظر.
فقوله:
"أحدها : أن هذا ليس بقراءة ، وإنما هو استشهاد بآية ، والله يقول : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} سورة النحل، آية: 98 . والمراد بالقراءة هنا التلاوة ."
أقول : إنه تفريق وتخصيص لمعنى الآية دون دليل.

وقوله:
"وثانيها : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك حسب الاستقراء في استشهاداته بالآيات ، فلم يرد أنه كان يستعيذ بالله إذا استشهد بآية ، إلا في حالة واحدة وهي التي ذكرناها سابقاً في سورة الكوثر ، حيث بدأها بالبسملة ."

أقول: يكفى دليل واحد على جواز الفعل.

وقوله:
"وثالثها : أن مثل هؤلاء الخطباء يلتزم الاستعاذة في الآية الأخيرة ، دون ما يسبقها من آيات ، ولا شك أن هذا تخصيص بدون مخصص ، وهنا مثار الإشكال والنقص ، فالأولى أن يأتي بالاستعاذة فيها كلها ، أو يترك الاستعاذة فيها كلها .)"

أقول: إن الأمر فيه سعة فإن ترك فقد فعله "أي: الترك" النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره هو في الوجه الثاني.
وإن فعل فقد أخذ بعموم القرآن ، ثم إن العادة أن الخطيب يختم الخطبة بآيات هي بمثابة التلخيص لما قاله في خطبته وفي الاستعاذه عندها تنبيه وتحفيز للسامع الذي ربما قد طال وكثر عليه الكلام وأنساه آخره أوله وكأن الخطيب يقول له إليك زبدة الكلام.
 
ختم الخطبة الأولى بآيات من القرآن والاستعاذة قبلها عهدناه من مشايخ كبار يشهد لهم بالعلم والفضل وأذكر من هؤلاء الشيخ عبد الله خياط رحمه الله تعالى.
فلا أدري هل لفعلهم هذا دليل خاص ؟
أم أنهم تمسكوا بعموم قول الله تعالى:
( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) سورة النحل(98)؟

وهل يثرب على من تمسك بهذا العموم ولم ير فرقا بين قراءة الآية والآيتين والعشر والسورة؟

وأما قول صاحب كتاب الشامل:
"ولاشك أن هذا لا وجه له لأمور ثلاثة" فهو محل نظر.
فقوله:
"أحدها : أن هذا ليس بقراءة ، وإنما هو استشهاد بآية ، والله يقول : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} سورة النحل، آية: 98 . والمراد بالقراءة هنا التلاوة ."
أقول : إنه تفريق وتخصيص لمعنى الآية دون دليل.

وقوله:
"وثانيها : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك حسب الاستقراء في استشهاداته بالآيات ، فلم يرد أنه كان يستعيذ بالله إذا استشهد بآية ، إلا في حالة واحدة وهي التي ذكرناها سابقاً في سورة الكوثر ، حيث بدأها بالبسملة ."

أقول: يكفى دليل واحد على جواز الفعل.

وقوله:
"وثالثها : أن مثل هؤلاء الخطباء يلتزم الاستعاذة في الآية الأخيرة ، دون ما يسبقها من آيات ، ولا شك أن هذا تخصيص بدون مخصص ، وهنا مثار الإشكال والنقص ، فالأولى أن يأتي بالاستعاذة فيها كلها ، أو يترك الاستعاذة فيها كلها .)"

أقول: إن الأمر فيه سعة فإن ترك فقد فعله "أي: الترك" النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره هو في الوجه الثاني.
وإن فعل فقد أخذ بعموم القرآن ، ثم إن العادة أن الخطيب يختم الخطبة بآيات هي بمثابة التلخيص لما قاله في خطبته وفي الاستعاذه عندها تنبيه وتحفيز للسامع الذي ربما قد طال وكثر عليه الكلام وأنساه آخره أوله وكأن الخطيب يقول له إليك زبدة الكلام.

ألا ترى أخي الفاضل بأن في إجاباتك لما ذكره الشيخ سعود الشريم في كتابه الشامل شيئاً من التكلف.
الوجوه الثلاثة التي ذكرها واضحة، ولا أظن تعقباتك عليها شافية مقنعة.

وفقني الله وإياك لاتباع السنة، ورزقنا السداد والحكمة
 
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ترك الإستعاذة عند الإحتجاج بالآية في الخطب والفتوى أولى بالإتباع، ولكن من باب عدم كتم العلم أقول وقفت على أثر لبعض السلف فيه الإستعاذة قبل الاحتجاج... وهو ما أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في العلل 3/ 198 قال: حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا معَاذ بن معَاذ قَالَ حَدثنَا رجل من أَصْحَابنَا بِبَغْدَاد قَالَ حَدثنِي صَاحب لي قَالَ قلت لِابْنِ عون إِن قوما يَزْعمُونَ أَن الله لم يخلق الشَّرّ فَقَالَ: أستعيذ بالسميع الْعَلِيم، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ.
 
عودة
أعلى