ثانيا: أحاديث تنهى عن الصلاة إلى القبور، أو اتخاذها عيدا: ومنها:
الأحاديث التي تقدمت بالنهي عن اتخاذ القبور مساجد، دليل واضح في النهي عن الصلاة إليها؛ لأن من قصد القبور للصلاة عندها، أو إليها، فقد اتخذها مساجد وأعيادا، وارتكب ما نهى الله ورسوله عنه، ووقع في وسيلة من وسائل الشرك الأكبر( 1 ).
وقد دلت أحاديث كثيرة
على تحريم الصلاة إلى القبور، أو اتخاذها عيدا، ومن ذلك:
1- ما رواه أبو مرثد الغنوي رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا إليها" ( 2 )؛
ففيه تصريح بالنهي
عن الصلاة إلى قبر.
قال الشافعي رحـمه الله:
وأكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجدا مخافة الفتنة عليه
وعلى من بعده من الناس( 3 ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحـمه الله معلقا على هذا الحديث:
فلا يجوز أن يصلي إلى شيء من القبور؛ لا قبور الأنبياء ولا غيرهم، لهذا الحديث الصحيح،
ولا خلاف بين المسلمين أنه لا يُشرع أن يقصد الصلاة إلى القبر، بل هذا من البدع المحدثة،
وكذلك قصد شيء من القبور لا سيما قبور الأنبياء والصالحين عند الدعاء.
وإذا لم يجز قصد استقباله عند الدعاء لله تعالى، فدعاء الميت نفسه أولى أن لا يجوز،
كما أنهلا يجوزأن يصلي مستقبله، فلأن لا يجوز الصلاة له بطريق الأولى( 4 ).
`````````````````` 1 -انظر الإرشاد إلى توحيد رب العباد
للشيخ عبد الرحمن بن حماد آل عمر ص97.
2 -صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه.
3- شرح النووي على صحيح مسلم 7/ 38.
4 -قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لابن تيمية ص294-295.
2- ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي،
فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" ( 1 ).
فإذا كان هذا في حق قبره صلى الله عليه وسلم
الذي هو أفضل قبر على وجه الأرض، فكيف بقبر غيره من البشر.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحـمه الله معلقا على هذا الحديث:
"ووجه الدلالة:
أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أفضل قبر على وجه الأرض. وقد نهى عن اتخاذه عيدا. فقبر غيره أولى بالنهي كائنا من كان،
ثم إنه قرن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم:
"ولا تتخذوا بيوتكم قبورا":
أي لا تعطلوها عن الصلاة فيها والدعاء والقراءة،
فتكون بمنزلة القبور. فأمر بتحري العبادة في البيوت، ونهى عن تحريها عند القبور ( 2 ).
`````````````````` 1 -أخرجه الإمام أحـمد في المسند 2/ 367.
وأبو داود في السنن، كتاب المناسك، باب زيارة القبور.
الصلاة عندها، واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها.
وقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك والتغليظ فيه ( 1 ).
ولصحة هذه النصوص وتواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتنوع الوعيد الوارد فيها، أجـمع أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من سلف هذه الأمة وجـميــعمن سار على نهجهم على تحريم اتخاذ المساجد على القبور، أو البناء عليها، أو الصلاة إليها.
ومن غربة الإسلام أن هذا الذي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعليه تحذيرا لأمته أن يفعلوه معه صلى الله عليه وسلم ومع الصالحين من أمته،
قد فعله الخلق الكثير من متأخري هذه الأمة، واعتقدوه قربة من القربات، وهو من أعظم السيئات والمنكرات، وما شعروا أن ذلك محادَّة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ( 2 ).
`````````````````` 1 - انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص313. 2- انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص315.
المطلب الثالث: الغلو في الأنبياء والصالحين، والتبرك بآثارهم من الوسائل المفضية إلى الشرك
تمهيد:
أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي الأمة الوسط،
وهي الأمة المجانبة للغلو والإجحاف، فلا إفراط عندها ولا تفريط.
وقد نُهيت هذه الأمة عن الغلو
على لسان رسولها صلى الله عليه وسلم،
في قوله:
"إياكم والغلو في الدين؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" ( 1 ).
والنهي عن الغلو نهي عن الشرك؛
لأن الغلو مطية الشرك بالله عز وجل،
والشرك بالله أعظم ذنب
عُصي الله عز وجل به.
لذلك يجب على أبناء هذه الأمة الحذر منه،
لئلا يهلكوا كما هلك من كان قبلهم، فيخسروا دنياهم، ويوبقوا أُخراهم.
`````````````````````` 1- أخرجه النسائي في السنن، كتاب مناسك الحج، باب التقاط الحصى.
وابن ماجه في السنن، كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي.
وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/ 176-177.
المفيد في مُهماتالتوحيد للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة `````````````````````````````` ````````````````
[ 132 ] ليست المبالغة في مدحه صلى الله عليه وسلم دليلا على محبته، فإن المحبة إنما تُعلم بالاتباع،
ولو كان هؤلاء المسرفين في المدح صادقين في حبه
صلى الله عليه وسلم، لامتنعوا عن الغلو فيه؛
لأنه نهى عن ذلك،
وأمرنا أن ننتهي عما نهانا عنه.
يقول صلى الله عليه وسلم: "فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه،
وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم" ( 1 ).
ونحن نحبهصلى الله عليه وسلم، وهو أحبُّ إلينا
من أنفسنا، وآبائنا،
وأبنائنا، وأهلينا، وأموالنا.
ونعلم أنه لا طريق إلى الله إلا بمتابعته صلى الله عليه وسلم،
وفعل ما أمر،
والانتهاء عما نهى عنه وزجر.
فلا نفعل ما نهانا عنه من الغلو فيه، ومجاوزة الحدفي شخصه الكريم.
`````````````````````` 1-صحيح البخاري، كتاب الاعتصام،
باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المسألة الثانية: تصوير الأنبياء والصالحين،
واتخاذ تماثيل لهم:
لقد كان سبب وقوع أول شرك في بني آدم،
هو الغلو في الأشخاص وتقديسهم،
واتخاذ تماثيل لهم؛
فقد روى البخاري في صحيحه،
عن ابن عباس -رضي الله عنهما-
قال:
"صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح
في العرب بعد،
أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل،
وأما سواع فكانت لهذيل،
وأما يغوث فكانت لمراد،
ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ،
وأما يعوق فكانت لهمذان،
وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع؛
أسماء رجال صالحين من قوم نوح،
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم
أن انصبوا إلى مجالسهم
التي كانوا يجلسون أنصابًا،
وسموها بأسمائهم، ففعلوا. فلم تُعبد،
حتى إذا هلك أولئك
وتنسخ العلم عُبدت" ( 1 ).
````````````````````` 1 - صحيح البخاري، كتاب التفسير،
باب {وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} .
فـ "أول ما حدثت الأصنام
على عهد نوح عليه السلام،
وكانت الأبناء تبرُّ الآباء،
فمات رجل منهم،
فجزع عليه، فجعل لا يصبر عنه؛
فاتخذ مثالا على صورته،
فكلما اشتاق إليه نظره،
ثم مات ففعل به كما فعل،
حتى تتابعوا على ذلك.
فمات الآباء،
فقال الأبناء:
ما اتخذ آباؤنا هذه
إلا أنها كانت آلهتهم. فعبدوها( 1 ).
فكان تساهلهم في تصوير هؤلاء الصالحين وتعليق صورهم في مجالسهم،
من أسباب عبادة ذريتهم لهذه التماثيل
من دون الله عز وجل.
يقول الإمام القرطبي رحمه الله:
"إنما فعل ذلك أوائلهم ليأتنسوا برؤية تلك الصور،
ويتذكروا بها أحوالهم الصالحة،
فيجتهدون كاجتهادهم،
ويعبدون الله تعالى عند قبورهم؛
فمضت لهم بذلك أزمان.
ثم إنه خلف من بعدهم خلف جهلوا أغراضهم،
ووسوس لهم الشيطان أن آباءهم وأجدادهم كانوا يعبدون هذه الصور ويعظمونها. فعبدوها.
فحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من مثل ذلك، وشدَّد النكير والوعيد على فعل ذلك، وسدَّ الذرائع المؤدية إلى ذلك"( 2 ).
````````````````````` 1 -فتح الباري لابن حجر 8/ 669.
2 - المفهم شرح صحيح مسلم للقرطبي 2/ 931-932.
وانظر: الجامع لأحكام القرآن له 18/ 198-199.
والمجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 2/ 249.
قد دلت الأحاديث الكثيرة على تحريم التصوير،
خشية أن يؤدي تعليقها،
والافتتان بها إلى عبادتها من دون الله عز وجل،
ومن هذه الأحاديث:
1- ما تقدم عن أبي الهياج الأسدي،
من قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه له:
ألا أبعثك على ما بعثني عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ،
ولا قبرا مشرفا إلا سوّيته " ( 1 ).
2- قوله صلى الله عليه وسلم:
"إن أشد الناس عذابا
يوم القيامة المصورون" ( 2 )،
وفيه حرمة تصوير الحيوان.
قال النووي:
قال العلماء:
تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم،
وهو من الكبائر؛
لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد،
وسواء صنعه لما يمتهن أم لغيره، فصنعه حرام( 3 ).
````````````````````` 1 - تقدم تخريجه ص159 من هذا الكتاب.
2 - صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب عذاب المصورين يوم القيامة.
وصحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان،
وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه.
والتبرك المقصود في هذه المسألة، هو التبرك بالأشخاص،
وهو ينقسم إلى قسمين:
1- تبرك بذواتهم. 2- وتبرك بآثارهم.
وكلا النوعين يكون شركًا إذا اعتقد المتبرك أن المتبرك به يهب البركة بنفسه؛ فيبارك في الأشياء استقلالا، أو يُطلب منه الخير والنماء فيما لا يقدر عليه إلا الله.
وإنما قلنا بأنه شرك لأن الله موجد البركة وواهبها، والعباد سبب،
يقول صلى الله عليه وسلم حين تفجر الماء من بين أصابعه: "البركة من الله" ( 1 )،
ويقول -عليه الصلاة والسلام- مخاطبا مولاه عز وجل: "والخير كله في يديك" ( 2 ).
أما إذا لم يعتقد المتبرك في المتبرك به أنه واهب البركة، بل نسب ذلك إلى الله عز وجل،
فالأمر فيه تفصيل؛ لأن المتبرك به قد يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يكون غيره من الأولياء والصالحين.
`````````````````` 1- صحيح البخاري، كتاب الأشربة، باب شرب البركة، والماء المبارك.
2- صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه.
إن كان المتبرك به هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلا شك أن رسولنا صلى الله عليه وسلم مباركٌ في ذاته وآثاره،
كما كان مباركًا في أفعاله( 1 ).
ولقد تبرك صحابته رضي الله عنهما بذاته صلى الله عليه وسلم، وبآثاره الحسية المنفصلة منه
صلى الله عليه وسلم في حياته،
وأقرهم صلى الله عليه وسلم على ذلك،
ولم ينكر عليهم.
ثم إنهم رضي الله عنهم تبركوا
ومن أتى بعدهم من سلف هذه الأمة الصالح
بآثاره صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، مما يدل على مشروعية هذا التبرك( 2 ).
فقد تبركت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بيده الشريفة؛
فكانت تقرأ عليه بالمعوذات حين اشتد وجعه،
وتمسح عليه بيده نفسه،
رجاء بركتها، كما قالت ( 3 ).
وكان الصحابة رضي الله عنهم يمسحون بيديه صلى الله عليه وسلم،
ويضعونها على وجوههم رجاء بركتها( 4 ).
وكانوا يتبركون بشعره صلى الله عليه وسلم،
وقد أقرهم على ذلك،
بل إنه وزعه عليهم ( 5 ).
وكانوا يتبركون بعرقه ( 6 ) وبريقه ( 7 )صلى الله عليه وسلم،
وبنخامته فيدلكون بها وجوههم وجلودهم ( 8 ).
وكتب السنة مليئة بتبرك أولئك الأخيار بسيد المصطفين الأطهار
صلى الله عليه وسلم
في حياته، وبعد وفاته ( 9 ).
`````````````````` 1-انظر التبرك: أنواعه وأحكامه للدكتور ناصر الجديع ص243. 2- انظر المرجع نفسه ص244. 3-تقدم تخريج حديثها في ص138، ح"4" من هذا الكتاب.
4 - انظر صحيح البخاري، كتاب المناقب،
باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم،
وصحيح مسلم، كتاب الفضائل،
باب قرب النبي عليه السلام من الناس وتبركهم به.
5 - انظر صحيح مسلم، كتاب الحج،
باب بيان أن السنة يوم النحر: أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق.
6- انظر صحيح مسلم، كتاب الفضائل،
باب طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به.
7- انظر صحيح البخاري، كتاب العقيقة،
باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه،
وصحيح مسلم، كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته.
8- انظر صحيح البخاري، كتاب الشروط،
باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحروب.
9- انظر تفصيل ذلك في كتاب:
التبرك: أحكامه وأنواعه للدكتور ناصر الجديع ص243-26.
ولقد كانت أعظم بركة نالوها: اتباعه صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به، والسير على منهاجه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
كما كان أهل المدينة لما قدم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم في بركته لما آمنوا به وأطاعوه. فببركة ذلك حصل لهم سعادة الدنيا والآخرة.
بل كل مؤمن آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وأطاعه حصل له من بركة الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب إيمانه وطاعته من خير الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله ( 1 ).
`````````````````` 1- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 113.
ثانيا: المتبرك به غير رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ من الأولياء والصالحين:
لم يرد دليل صحيح يجيز التبرك بغير النبي صلى الله عليه وسلم،
وهذا يجعل التبرك بأجساد الصالحين وآثارهم يدخل في دائرة التبرك البدعي؛
لذلك لم يرد عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من التابعين أنهم تبركوا بأحد من الصالحين؛
فلم يتبركوا بأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولا بغيره من العشرة المبشرين بالجنة، ولا بأحد من أهل البيت، ولا غيرهم.
ولو كان خيرًا لسبقونا إليه؛ لحرصهم الشديد على فعل جميع أنواع البر والخير ( 1 ).
وقد أمعنوا كلهم رضي الله عنهم على ترك التبرك بجسد أو آثار أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 2 ).
فدل ذلك على عدم مشروعية هذا التبرك.
`````````````````` 1-مذكرة في العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن جبرين ص95.
2 - ممن نقل إجماعهم على ذلك الإمام الشاطبي في الاعتصام 2/ 8-9.
والعلامة صديق حسن خان في الدين الخالص 2/ 249-250،
والشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد ص186.
والشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد ص188، وغيرهم.
الأعياد والاحتفالات البدعية من الوسائل المفضية إلى الشرك
تمهيد:
شرع الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عيدين سنويين، وعيدا أسبوعيا؛ ففي الدنيا للمؤمنين ثلاثة أعياد: عيد يتكرر كل أسبوع، وعيدان يأتيان في كل عام مرة مرة، من غير تكرر في السنة ( 1 )، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى.
فلا يجوز إحداث أعياد أو احتفالات أخرى. بل كل ما أُحدث يدخل تحت مسمى البدعة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
"وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" ( 2 ).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
وأصل هذا أنه لا يشرع أن يتخذ المسلمون عيدا، إلا ما جاءت الشريعة باتخاذه عيدا، وهو يوم الفطر، ويوم الأضحى وأيام التشريق، وهي أعياد العام، ويوم الجمعة، وهو عيد الأسبوع.
وما عدا ذلك فاتخاذه عيدا وموسما بدعة لا أصل له في الشريعة( 3 ).
وقد أحدثَ الناس أعيادا لم يشرعها الله عز وجل، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم،
فابتدعوا في دين الله، وزادوا فيه ونقصوا، وعارضوا بصنيعهم قول الله تعالى:
وقد قسم الدكتور عبد الله بن جبرين ما أحدثه الناس من الأعياد والاحتفالات إلى ثلاثة أنواع( 1 ):
النوع الأول:
أيام لم تعظمها الشريعة أصلا، ولم يحدث فيها حادث له شأن،
ومن أمثلة هذا النوع:
ما أحدث في شهر رجب من عبادات؛ صلاة، أو صيام، أو زكاة، أو غير ذلك.
يقول الحافظ ابن رجب:
فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب، وباطل لا تصح. وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ( 2 ).
وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنه ( 2 ).
وأما الزكاة فقد اعتاد أهل هذه البلاد إخراج الزكاة في شهر رجب، ولا أصل له في السنة، ولا عُرف عن أحد من السلف( 3 ).
```````````````````` 1- انظر مذكرة العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن جبرين ص161-169.
2 - لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب الحنبلي ص228.
أيام وليالي حدثت فيها حوادث مهمة، ولكن لم يأتِ في الشرع ما يدل على فضلها، أو على مشروعية التعبد لله أو الاحتفال فيها.
ومن أمثلة هذا النوع:
1- حادثة الإسراء والمعراج:
فالإسراء والمعراج حادثتان ثابتان في كتاب الله عز وجل، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولكن لم يرد في تحديد وقتهما حديث صحيح ولا ضعيف.
بل ليس هناك ما يعتمد عليه في تحديد الشهر الذي حدثتا فيه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها،
بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به( 1 ).
ولو ثبت أن هذه الحادثة وقعت في ليلة بعينها، فلا يجوز تخصيصها، أوتفضيلها على غيرها من الليالي
بشيء من العبادات، لعدم ورود الشرع بشيء من ذلك.
```````````````````` 1- نقله عنه تلميذه ابن القيم في كتابه: زاد المعاد 1/ 57. وانظر فتح الباري لابن حجر 7/ 203، فقد ذكر اختلاف الناس الكبير في تحديد وقتها.
ومن فعل شيئا من ذلك
فقد ابتدع في دين الله ما ليس منه.
يقول الشيخ علي محفوظ رحمه الله
عن ابتداع أصحاب هذا العصر احتفالات ما أنزل الله بها من سلطان:
ومنها ليلة المعراج التي شرف الله تعالى هذه الأمة بما شرع لهم فيها،
وقد تفنن أهل هذا الزمان
بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات، وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروبا كثيرة؛
كالاجتماع في المساجد،
وإيقاد الشموع والمصابيح فيها وعلى المنارات،
مع الإسراف في ذلك،
واجتماعهم للذكر والقراءة،
وتلاوة قصة المعراج ( 1 ).
`````````````````` 1- الإبداع في مضار الابتداع لعلي محفوظ ص141.
لم يستطع العلماء تحديد ليلة بعينها
ولد فيها رسولنا صلى الله عليه وسلم،
بل ولا شهر بعينه،
وبينهم في ذلك خلاف مشهور؛
فمنهم من قال إنه ولد في رجب،
ومنهم من قال في رمضان،
ومنهم من قال في ربيع الأول.
حتى من قالوا إنه صلى الله عليه وسلم
ولد في ربيع الأول
اختلفوا في تحديد يوم مولده:
أهو الثاني، أو الثامن، أو العاشر،
أو الثاني عشر، أو السابع عشر،
أو الثامن عشر، أو الثاني والعشرين ( 1 ).
وأتى العبيديون في القرن الرابع الهجري،
فجزموا أن مولده صلى الله عليه وسلم
كان في شهر ربيع الأول؛ في الثاني عشر منه، وأحدثوا الاحتفال فيه ( 2 )،
فخالفوا ما عليه المسلمون طيلة أربعة قرون.
على الرغم من عدم وجود ما يرجح قولهم.
والذي أجـمع عليه العلماء:
أن الأمة الإسلامية أصيبت في هذا الشهر
بأعظم مصاب، وهو وفاته صلى الله عليه وسلم،
والذي عليه جـمهورهم أيضا: أنها كانت في الثاني عشر من هذا الشهر( 3 ).
فمن احتفل بمولده صلى الله عليه وسلم
في شهر ربيع الأول،
وفي الثاني عشر منه، فإنما يحتفل بمصاب الأمة؛
لما تقدم من إجماع العلماء
على أن وفاته صلى الله عليه وسلم كانت يوم الاثنين،
في شهر ربيع الأول،
وقول جمهورهم أنها في الثاني عشر منه.
وليس من محبته أن نقيم احتفالا يوم وفاته.
ولو فرض أن مولده صلى الله عليه وسلم
كان في هذا الشهر، وفي الثاني عشر منه، لما جاز لأحد أن يحتفل بهذه المناسبة؛ لعدم ورود دليل شرعي يجيز ذلك؛
ولأن الصحابة رضي الله عنه لم يفعلوه،
مع أنهم أشد اتباعًا له صلى الله عليه وسلم،
وأشد حبًا ممن أتى بعدهم.
وكذلكلم يفعله أهل القرون الثلاثة المفضلة؛ فلو كان خيرا لسبقونا إليه.
`````````````````` 1-انظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 100-101. والسيرة النبوية لابن هشام 1/ 158. وتاريخ الإسلام للذهبي -قسم السيرة ص25-26-. والبداية والنهاية لابن كثير 3/ 373-380.
3 - انظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 272-275. وتاريخ الإسلام للذهبي -قسم السيرة ص568-571-. وفتح الباري لابن حجر 8/ 129. ولطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب الحنبلي ص212.
"وبالجملة
فإنه ينبغي للمسلم الذي يحب الله تعالى، ويحب نبيه صلى الله عليه وسلم
أكثر مما يحب نفسه وولده،
أن يسير على خُطى ومنهج الحبيب
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
- فداه أبي وأمي -
وأن يكثر من قراءة وحفظ الكتاب الذي أنزل عليه،
ومن حفظ وتدارس سنته وسيرته
في كل أيام وليالي العام،
وأن يكثر من الصلاة والسلام عليه
في جميع الأوقات،
وبالأخص في كل يوم جمعة
وليلتها من كل أسبوع ( 1 ).
```````````````````` 1 -مذكرة العقيدة الإسلامية للدكتور ابن جبرين ص168.
الكفر في اللغة: الجحود.
وأصله من الكفر، وهو الستر والتغطية.
يقال: كفر الشيء كفرا: ستره وغطاه.
ويقال: كفر الزارع البذور بالتراب، غطاها وسترها؛
فهو كافر.
وكفر التراب ما تحته: غطاه.
وكفر الليل الأشياء بظلامه، غطاها وسترها،
فهو كافر،
وتكفر بالشيء: تغطى به وتستر.
وكفر نعمة الله، وكفر بها كفورا وكفرانا: جحدها وسترها( 1 ).
معنى الكفر في الشرع:
الكفر ضد الإيمان،
ويعرف شرعا بأنه: جحد ما لا يتم الإسلام بدونه.
أو جحد ما لا يتم كمال الإسلام بدونه( 2 ).
والصلة بين المعنيين:
أن جاحد الحق كأنه ساتر له، مغطيه،
وجاحد نعم الله: كأنه ساتر لها، مغطيها ( 3 ).
```````````````````` 1 -انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص547. ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس 5/ 9. والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص605-606. ولسان العرب لابن منظور 5/ 144. ومفردات غريب القرآن للأصفهاني ص434. والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص791-792.
2 - انظر: أعلام السنة المنشورة لحافظ الحكمي ص146. والمدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للبريكان ص181.
والكفر الأصغر عملي،
ينافي كمال الإيمان، ولا ينافي مطلقه؛
فهو لا يخرج من الإيمان بالكلية،
بل ينقص من كماله ( 1 ).
والحديث في هذا المبحث منصب على الكفر الأكبر،
وهو الاعتقادي، الذي ينافي الإيمان،
ويضاده من كل وجه، ويخرج صاحبه عن الدين والملة، ويوجب له الخلود في النار،
كما قال عز وجل:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}
[البينة: 6] .
```````````````````` 1 -انظر أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص147.
قسم العلامة ابن القيم رحمه الله كفر الجحود إلى نوعين:
جحود مطلق عام،
وجحود مقيد خاص؛
فالمطلق:
أن يجحد جملة: ما أنزل الله، وإرساله الرسول.
والخاص المقيد: أن يجحد فرضا من فروض الإسلام،
أو تحريم محرم من محرماته،
أو صفة وصف الله بها نفسه،
أو خبرا أخبر الله به؛ عمدا،
أو تقديما لقول من خالفه عليه،
لغرض من الأغراض ( 1 ).
``````````````````` 1- مدارج السالكين لابن القيم 1/ 176. والحديث في صحيح البخاري، كتاب التوحيد، ح7508.
من جحد شيئا مما تقدم ذكره
-في أمثلة الجحود الخاص المقيد- جهلا أو تأويلا يعذر فيه صاحبه،
فلا يكفر صاحبه به؛ كحديث الذي جحد قدرة الله عليه،
وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح.
ومع هذا فقد غفر الله له،
ورحمه لجهله؛
إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه،
ولم يجحد قدرة الله على إعادته
عنادا أو تكذيبا ( 1 ).
``````````````````` 1-مدارج السالكين لابن القيم 1/ 176. والحديث في صحيح البخاري، كتاب التوحيد، ح7508.
2- كفر من عرف صدق الرسول صلى الله عليه وسلم،
وأنه جاء بالحق من عند الله عز وجل؛
عرف، وأقر بذلك،
ولم يشك في صدقه؛ لكنه لم ينقد إليه إباء واستكبارا،
أوأخذته الحمية وتعظيم الآباء
أن يرغب عن ملتهم،
أو يشهد عليهم بالكفر ( 1 ).
أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
الذي عرف صدق ابن أخيه،
واعترف بذلك قائلا:
ولقد علمت بأن دين محمد ...
من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة ...
لوجدتني سمحا بذاك مبينا( 1 )
لكن هذه المعرفة والإقرار لم ينفعاه؛
لأنه أبى أن ينقاد ويقول:
"لا إله إلا الله محمد رسول الله"؛
خشية أن يقال: ترك دين آبائه وأجداده.
وقد سأل العباس رضي الله عنه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن حال أبي طالب في الآخرة،
فأجابه:
"هو في ضحضاح من نار،
ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" ( 2 ) ؛
كالذي حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( 1 )، حين سحره اليهودي لبيد بن أعصم؛
فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء، وما يفعله،
حتى أتاه ملكان؛ فقعد أحدهما عند رجليه صلى الله عليه وسلم، والآخر عند رأسه، فأخبراه بصنيع اليهودي، وأنه سحره في مشط ومشاطة؛ جعله في وعاء طلع النخل، ودفنه في بئر ذي أروان، فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 2 ).
ثالثا: حكم السحر، مع الدليل:
السِحر محرم بالكتاب والسنة والإجماع. وهو من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات.
`````````````````````` 1 - انظر المجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 2/ 143.
2 - انظر الحديث بطوله في صحيح البخاري، كتاب الطب، باب السحر،
وباب: هل يستخرج السحر،
وفي صحيح مسلم، كتاب السلام، باب السحر.
ملاحظة: هذا الذي وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاصا لشخصه،
بل هو كالأمراض التي كانت تعتريه صلى الله عليه وسلم
وإصابته به كإصابته بالسم، لا فرق بينهما.
"انظر: زاد المعاد لابن القيم 4/ 124".
قوله صلى الله عليه وسلم:
"اجتنبوا الموبقات: الشرك بالله، والسحر" ( 1 ).
فالسحر من الموبقات.
يقول الإمام النووي رحمه الله عن السحر:
عمل السحر حرام،
وهو من الكبائر بالإجماع،
وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات.
ومنه ما يكون كفرا،
ومنه ما لا يكون كفرا؛ بل معصية كبيرة.
فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر، فهو كفر،
وإلا فلا.
وأما تعلمه وتعليمه فحرام ( 1 )؛
فالسحر قد يكون كفرا إذا كان فيه تعظيم غير الله؛
من الجن والشياطين والكواكب وغيرهم،
وإذا كان فيه ادعاء علم الغيب.
```````````````````` 1-صحيح البخاري، كتاب الطب، باب الشرك والسحر من الموبقات.
2 - نقله عنه ابن حجر في فتح الباري 10/ 224.
وانظر كلام الحافظ ابن حجر عن حكم السحر وتعلمه في الموضع نفسه.
وانظر: تفسير ابن كثير 1/ 258.
وأضواء البيان للشنقيطي 4/ 456.
وسئل الإمام أحمد عن الساحر، فقال:
إذا عرف بذلك فأقر؛ يُقتل ( 3 ).
```````````````````` 1-مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 29/ 384.
2 - أخرجه مالك في الموطأ 2/ 871.
والحاكم في المستدرك 4/ 360 مرفوعا، ولا يصح رفعه، بل هو موقوف.
3 - انظر مسائل الإمام أحمد، برواية ولده عبد الله ص247.
وأحكام أهل الملل للخلال ص207.
شريطة أن يصدر ذلك عن إخلاص،
وصدق، وتوكل،
وإيمان جازم بأن النافع والضار هو الله عز وجل وحده.
ولو أضاف سبع ورقات من السدر الأخضر،
ودقهن، ووضعهن في ماء تقرأ فيه تلك الآيات،
ويحسو منها المسحور ثلاث حسوات،
ويغتسل بالباقي، لكان ذلك أفضل ( 1 ).
```````````````````` 1-انظر: فتح الباري لابن حجر 10/ 233-234. وأضواء البيان للشنقيطي 4/ 464. ورسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ ابن باز ص8-13. والمجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 1/ 155.
الكاهن هو الذي يدَّعي أنه يعلم الغيب،
وهو لفظ يطلق على العراف، والرمال،
والذي يضرب بالحصى، والمنجم ( 1 )؛
فكل من أخبر عن المغيبات في المستقبل،
هو كاهن،
وكل من ادعى معرفة علم شيء من المغيبات،
فهو إما داخل في اسم الكاهن،
أو مشارك له في المعنى، فيلحق به ( 2 ).
```````````````````` 1-فتح الباري لابن حجر 10/ 216.
2- انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص414.
2-صحيح مسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة، وإتيان الكهان.
3- أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطب، باب في الكاهن.
والترمذي في جامعه، كتاب الطهارة، باب ما جاء كراهية إتيان الحائض.
وابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة، باب النهي عن إتيان الحائض. والحديث صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/ 739،
وفي صحيح سنن الترمذي 1/ 44.
4- فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص411.