أصل التوحيد - بقلم الشيخ لطف الله خوجه

CyXHj7RXAAkXwpv.jpg:large
 
عِلم شيخنا ابن عثيمين
رحمه الله تعالى


دروسه ومحاضراته..


مفهرسة مبوبة في 5446 شريطًا


 
113177:

الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة

ما الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ؟

الحمد لله

تستعمل كلمة "الدعاء" للدلالة على معنيين اثنين :

1- دعاء المسألة ،
وهو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ،
بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ،
ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة .


كالدعاء بالمغفرة والرحمة ، والهداية والتوفيق ،
والفوز بالجنة ، والنجاة من النار،
وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا ،
وحسنة في الآخرة ... إلخ .


2- دعاء العبادة ،
والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ،
بأي نوع من أنواع العبادات ،
القلبية أو البدنية أو المالية ،
كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ،
والصلاة والصيام والحج ،
وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ،
والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله ،
والدعوة إلى الله ،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... إلخ .



فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى .


انظر : "القول المفيد" (1/264) ،
"تصحيح الدعاء" (ص 15- 21) .


والغالب أن كلمة (الدعاء) الواردة في آيات القرآن الكريم
يراد بها المعنيان معاً ؛ لأنهما متلازمان ،

فكل سائل يسأل الله بلسانه فهو عابد له ،
فإن الدعاء عبادة ،
وكل عابد يصلي لله أو يصوم أو يحج
فهو يفعل ذلك يريد من الله تعالى الثواب
والفوز بالجنة والنجاة من العقاب .


قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :

"كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء ،
والنهي عن دعاء غير الله ، والثناء على الداعين ،
يتناول دعاء المسألة ، ودعاء العبادة" انتهى .


"القواعد الحسان" (رقم/51) .


وقد يكون أحد نوعي الدعاء
أظهر قصدا من النوع الآخر في بعض الآيات
.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

- في قول الله عزّ وجلّ :
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ *
وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا
وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا
إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
)

الأعراف/55-56- :


" هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعَيِ الدُّعاء :
دعاء العبادة ، ودعاء المسألة :

فإنّ الدُّعاء في القرآن يراد به هذا تارةً وهذا تارةً ،
ويراد به مجموعهما ؛ وهما متلازمان ؛

فإنّ دعاء المسألة :
هو طلب ما ينفع الدّاعي ،
وطلب كشف ما يضره ودفعِه ،...
فهو يدعو للنفع والضرِّ دعاءَ المسألة ،
ويدعو خوفاً ورجاءً دعاءَ العبادة ؛


فعُلم أنَّ النَّوعين متلازمان ؛
فكل دعاءِ عبادةٍ مستلزمٌ لدعاءِ المسألة ،
وكل دعاءِ مسألةٍ متضمنٌ لدعاءِ العبادة .

وعلى هذا فقوله :
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ
)
يتناول نوعي الدُّعاء ... وبكل منهما فُسِّرت الآية .


قيل : أُعطيه إذا سألني ،
وقيل : أُثيبه إذا عبدني ،
والقولان متلازمان .

وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما ،
أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ؛
بل هذا استعماله في حقيقته المتضمنة للأمرين جميعاً .

فتأمَّله ؛ فإنّه موضوعٌ عظيمُ النّفع ،
وقلَّ ما يُفطن له ،
وأكثر آيات القرآن دالَّةٌ على معنيين فصاعداً ،
فهي من هذا القبيل .

ومن ذلك قوله تعالى :
(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ)
الفرقان/77
أي : دعاؤكم إياه ، وقيل : دعاؤه إياكم إلى عبادته ،
فيكون المصدر مضافاً إلى المفعول ،
ومحل الأول مضافاً إلى الفاعل ،
وهو الأرجح من القولين .

وعلى هذا ؛ فالمراد به نوعا الدُّعاء ؛
وهو في دعاء العبادة أَظهر ؛
أَي : ما يعبأُ بكم لولا أَنّكم تَرْجُونَه ،
وعبادته تستلزم مسأَلَته ؛ فالنّوعان داخلان فيه .

ومن ذلك قوله تعالى :
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
غافر/60 ،
فالدُّعاء يتضمن النّوعين ، وهو في دعاء العبادة أظهر ؛

ولهذا أعقبه (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) الآية ،
ويفسَّر الدُّعاء في الآية بهذا وهذا .


وروى الترمذي عن النّعمان بن بشير رضي الله عنه قال :
سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول على المنبر :
إنَّ الدُّعاء هو العبادة ،
ثمّ قرأ قوله تعالى :
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) الآية ،

قال الترمذي : حديث حسنٌ صحيحٌ .

وأمَّا قوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) الآية ،
الحج/73 ،


وقوله : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا) الآية ،
النّساء/117 ،

وقوله : (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) الآية ،
فصلت/48 ،

وكل موضعٍ ذكر فيه دعاءُ المشركين لأوثانهم ،
فالمراد به دعاءُ العبادة المتضمن دعاءَ المسألة ،
فهو في دعاء العبادة أظهر ...

وقوله تعالى :
(
فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ)
غافر/65 ،
هو دعاء العبادة ،

والمعنى :

اعبدوه وحده وأخلصوا عبادته
لا تعبدوا معه غيره
.


وأمَّا قول إبراهيم عليه السّلام :
(إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاء)
إبراهيم/39 ،

فالمراد بالسمع هنا السمع الخاص وهو سمع الإجابة والقبول
لا السمع العام لأنه سميع لكل مسموع

وإذا كان كذلك فالدعاء هنا يتناول دعاء الثناء ودعاء الطلب
وسمع الرب تبارك وتعالى له إثابته على الثناء وإجابته للطلب
فهو سميع لهذا وهذا. .

وأمَّا قولُ زكريا عليه السّلام :
( ولم أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا )
مريم/4 ،

فقد قيل : إنَّه دعاءُ لسّمع الخاص ،
وهو سمعُ الإجابة والقبول ، لا السّمع العام ؛
لأنَّه سميعٌ لكل مسموعٍ ،
وإذا كان كذلك ؛

فالدُّعاء : دعاء العبادة ودعاء المسألة ،
والمعنى : أنَّك عودتَّني إجابتَك ،
ولم تشقني بالرد والحرمان ،

فهو توسلٌ إليه سبحانه وتعالى بما سلف من إجابته وإحسانه ،
وهذا ظاهرٌ ههنا .

وأمَّا قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) الآية ،
الإسراء/110 ؛

فهذا الدُّعاء : المشهور أنَّه دعاءُ المسألة ،

وهو سببُ النّزول ،
قالوا : كان النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعو ربه فيقول مرَّةً :
يا الله . ومرَّةً : يا رحمن .
فظنَّ المشركون أنَّه يدعو إلهين ،
فأنزل اللهُ هذه الآيةَ .

وأمَّا قوله : ( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ )
الطّور/28 ،
فهذا دعاءُ العبادة المتضمن للسؤال رغبةً ورهبةً ،

والمعنى: إنَّا كنَّا نخلص له العبادة؛
وبهذا استحقُّوا أنْ وقاهم الله عذابَ السّموم ،

لا بمجرد السّؤال المشترك بين النّاجي وغيره :
فإنّه سبحانه يسأله من في السّموات والأرض ،

(لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا)
الكهف/14 ،
أي : لن نعبد غيره ،

وكذا قوله : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) الآية ،
الصّافات/125 .

وأمَّا قوله :
(وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ)
القصص/64 ،

فهذا دعاءُ المسألة ،
يبكتهم الله ويخزيهم يوم القيامة بآرائهم ؛
أنَّ شركاءَهم لا يستجيبون لهم دعوتَهم ،

وليس المراد : اعبدوهم ،

وهو نظير قوله تعالى :

(وَيَوْمَ يَقولُ نَادُوا شُرَكائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فلمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ)
الكهف/52 "
انتهى .

"مجموع فتاوى ابن تيمية" (15/10-14) باختصار .
وانظر أمثلة أخرى في "بدائع الفوائد" لابن القيم (3/513-527) .

والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب


http://islamqa.info/ar/113177
 
إن الفطرة تدل على
توحيد الألوهية ؛

لأن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية؛
فمن أيقن أن الله ربه وخالقه،
فلا بد أن يصرف
العبادة له وحده،

كما قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ،

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ
فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

[البقرة: 21-22] ؛


فالإنسان إذا آمن بأن الله عز وجل
هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت،
المعطي، المانع، الضار، النافع،
بيده الأمر كله،
وإليه يرجع الأمر كله،
فلا بد أن ينتهي به الأمر إلى أنه
المعبود بحق وحده،
لا شريك له؛

فيخضع قلبه له محبة، وإنابة،
وذلا، وخوفا، وخشية، وتوكلا؛

إذ كيف يعبد، أو يخاف،
أو يحب محبة عبادة،
أو يتوكل على مخلوق
لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.



=======================
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html
 
<3>


أول شرك وقع في الخليقة
هو شرك قوم نوح عليه السلام،
وسبب كفرهم وتركهم دينهم
هو غلوهم في الصالحين؛
فمعبوداتهم التي عكفوا عليها وتعصبوا لها،

وقالوا عنها:

{ لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ
وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا
وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}

[نوح: 23] ،

هي "أسماء رجال صالحين من قوم نوح.
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم
أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا
وسموها بأسمائهم، ففعلوا. فلم تعبد،
حتى إذا هلك أولئك
وتنسخ العلم، عُبدت" ( 1 )،
كما قال الحبر ابن عباس رضي الله عنهما.

فالشرك طارئ على البشرية،
وأول ما وقع في قوم نوح عليه السلام،
بعد ألف سنة من آدم عليه السلام.


````````````````````
1 - صحيح البخاري، كتاب التفسير،
باب: {وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} .

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 

< 4 >

أنواع التوحيد

تمهيد:

اعلم أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أنواع ( 1 ).
وهذه القسمة استقرائية،
قد دلت عليها النصوص.

يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:

"دل استقراء القرآن العظيم
على أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول:
توحيده في ربوبيته،
وهذا النوع جبلت عليه فِطر العقلاء.

الثاني:
توحيده جل وعلا في عبادته،

وضابط هذا النوع من التوحيد هو:

تحقيق معنى لا إله إلا الله،
وهي متركبة من نفي وإثبات.

الثالث:
توحيده جل وعلا
في أسمائه وصفاته " ( 2 ).

`````````````````````
1 - انظر الدين الخالص لصديق حسن خان 1/ 56.

2- أضواء البيان للشنقيطي 3/ 410-411.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html
 
< 5 >

فأنواع التوحيد إذًا ثلاثة.
وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في آية واحدة
من كتاب الله عز وجل؛
في قوله تعالى:
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}

[مريم: 66] .

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
موضحا ذلك:

"فقوله:
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}
هذا توحيد الربوبية.

وقوله:
{فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}
هذا توحيد الألوهية.

وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}
هذا توحيد الأسماء والصفات؛

أي: لا تعلم له سميا؛
أي: مساميا يضاهيه ويماثله عز وجل" ( 1 ).

`````````````````````
1 - الجواب المفيد في بيان أقسام التوحيد لابن عثيمين ص9.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html
 
< 6 >

توحيد الربوبية شرعًا

هو الاعتقاد والاعتراف والإقرار الجازم
بأن الله وحده
رب كل شيء ومالكه،
وخالق كل شيء ورازقه،
وأنه المحيي والمميت،
والنافع والضار،
المتفرد بإجابة الدعاء عند الاضطرار،
الذي له الأمر كله،
وبيده الخير كله،
وإليه يرجع الأمر كله،
ليس له في ذلك شريك ( 1 ).


`````````````````````
1 - انظر تيسير العزيز الحميد
للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ص33.



**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 
< 7 >


ما الذي يلزم المؤمن بتوحيد الربوبية ؟

عندما نقول:
على العبد أن يوحد الله في ربوبيته،
فإنا نطلب منه أمورا، هي:

1- أن يؤمن بوجوده أولا.

2- أن يؤمن بأفعال الله العامة؛
كالخلق، والرزق،
والنفع، والضر،
والإعطاء، والمنع،
والإحياء، والإماتة، إلخ.

3- أن يؤمن بقضاء الله وقدره؛
لأن ما يجريه الله في كونه،
وما يقدره من مقادير هي من أفعاله عز وجل.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 
< 8 >

دلالة الفطرة على توحيد الربوبية ( 1 )

هذا النوع من التوحيد جُبلت عليه فِطر العقلاء؛
فالله عز وجل فطر خلقه على
الإقرار بربوبيته،
وأنه الخالق الرازق، المحيي المميت، إلخ.

وقد حكى الله عز وجل عن المشركين
أنهم يقرون بهذا النوع من التوحيد،

فقال:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}

[العنكبوت: 61] ،

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}

[الزخرف: 87] ,

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}

[العنكبوت: 63]

فهم ينسبون لله سبحانه:
الخلق، والإحياء، والإماتة،
وتدبير الأمر؛ من رزق، وإنزال مطر،
وغير ذلك.

`````````````````````
1 - تقدم الحديث عن الفطرة في ص49-51 من هذا الكتاب.

**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html
 
< 9 >


هل يكفي توحيد الربوبية وحده ؟
وهل يُدخل صاحبه في الإسلام ؟
لا يكفي توحيد الربوبية وحده،
ولا يُدخل صاحبه في الإسلام،
ولذلك قاتل رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-
من أقرَّ به،
وصرف العبادة لغير الله.


**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 

< 10 >

توحيد الإلهية
،

أو العبادة:
هو توحيد عملي؛
فيه أمر بفعل يصرف لواحد؛
وهو الله سبحانه وتعالى،

أو نهي عن فعل يترك لأجل واحد،
هو الله عز وجل؛
فهو توحيد في الطلب والقصد،
أو توحيد إرادي طلبي،
فيه دعوة إلى عبادة الله وحده،
وخلع ما يُعبد من دونه ( 1 ).
````````````````````
1- انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص42-43.



**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 
< 11 >

تعريف توحيد الألوهية

عرف العلماء توحيد "الألوهية"
بأنه "إفراد الله تعالى
بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة،
قولا وعملا،
ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تعالى
كائنا من كان" ( 1 ).

````````````````````
1- أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص51.
وانظر المجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين / 11.

**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html



 
< 12 >


هذا التوحيد هو الفارق
بين الموحدين والمشركين،

وعليه يقع الثواب أو العقاب في الدارين،

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"فالتوحيد ضد الشرك،
فإذا قام العبد بالتوحيد الذي هو حق الله،
فعَبَده لا يشرك به شيئا،
كان مُوحدا" ( 1 ).

````````````````````
1- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 52-53.

**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html



 
< 13 >


هذا التوحيد هو الذي أُمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أن يقاتل الكفار عليه ( 1 ) ؛

يقول صلى الله عليه وسلم:

"أمرت أن أقاتل الناس
حتى يشهدوا
أن لا إله إلا الله،
ويؤمنوا بي
وبما جئت به.
فإذا فعلوا ذلك
عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها
وحسابهم على الله" ( 2 ).

و"لا إله إلا الله"
هو معنى توحيد الألوهية، كما سيأتي.

````````````````````
1- انظر المجموع الثمين من فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 2/ 11-12.

2- صحيح مسلم، كتاب الإيمان،
باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 
< 14 >


الأدلة الشرعية على
توحيد الألوهية

"توحيد الله،
وإخلاص الدين له
في عبادته واستعانته،
في القرآن كثير جدا"،
كما قال ابن تيمية رحمه الله ( 1 ).

ومن هذه الأدلة الكثيرة:
قوله تعالى:
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ
وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}

[النساء: من الأية36] ،

وقوله:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}

[الإسراء: من الآية23] ،

وقوله:
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاءَ}

[البينة: من الآية5] ،


وقوله:
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ،
لا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}

[الأنعام: 162-163] .

والأدلة من السنة كثيرة جدا،
أكتفي بقوله صلى الله عليه وسلم
لمعاذ بن جبل رضي الله عنه:

"يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟
وما حق العباد على الله؟
" قال معاذ: الله ورسوله أعلم.
قال:

"حق الله على العباد:
أن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئا،

وحق العباد على الله:
أن لا يعذب
من لا يشرك به شيئا" ( 2 ).



````````````````````
1- في مجموع الفتاوى 1/ 70.

2- صحيح البخاري، كتاب التوحيد،
باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله.

وصحيح مسلم، كتاب الإيمان،
باب أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا. واللفظ لمسلم.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 
< 15 >


حكم من لم يأت بهذا النوع من التوحيد،
وأخذ بالنوعين الباقين

لا يدخل في الإسلام
من لم يأت بتوحيد الألوهية،
ولو كان آخذا بالنوعين الآخرين؛

"فلو أن رجلا من الناس يؤمن بأن الله سبحانه
هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور،
وأنه سبحانه المستحق لما يستحقه
من الأسماء والصفات؛

لكن يعبد مع الله غيره،
لم ينفعه إقراره بتوحيد الربوبية،
والأسماء والصفات" ( 1 )،

وكذا لو صرف شيئًا من العبادة لغير الله عز وجل؛

لأن الله سبحانه وتعالى يقول:

{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}

[المائدة: من الآية72] .
````````````````````
1- المجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 2/ 12.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 

< 16 >


يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

رحمه الله:

ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار
باعترافهم بربوبيته جل وعلا
على وجوب توحيده في عبادته.

ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير،
فإذا أقروا بربوبيته،
احتج بها عليهم،
على أنه
هو المستحق لأن يُعبد وحده،

ووبخهم منكرا عليهم
شركهم به غيره ،
مع اعترافهم بأنه هو
الرب وحده؛

لأن من اعترف بأنه هو الرب وحده،
لزمه الاعتراف بأنه
هو المستحق لأن يُعبد وحده" ( 1 ).

````````````````````
1- أضواء البيان للشنقيطي 3/ 411.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html


 
< 17 >


فتوحيد الربوبية
يستلزم توحيد الألوهية؛

فمن أقر بالأول، لزمه الثاني؛
أي: من عرف أن الله ربه وخالقه ومدبر أموره،
-وقد دعاه هذا الخالق إلى عبادته-
وجب عليه
أن يعبده وحده لا شريك له؛

فإذا كان هو الخالق الرازق
النافع الضار وحده،
لزم إفراده بالعبادة ( 1 ).


والله عز وجل كثيرا ما يستدل
على المشركين المقرين بتوحيد الربوبية بهذا.

من ذلك قوله:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ،
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ

فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

[البقرة: 21-22] .


````````````````````
1- انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للشيخ الفوزان ص34-35.
وتوحيد الألوهية للحمد ص60.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html
 


< 18 >

توحيد الألوهية
يتضمن توحيد الربوبية؛
أي يدخل ضمنا فيه؛

فمن عبَدَ الله وحده
لا شريك له،
فلا بد أن يكون معتقدا أنه ربه وخالقه ورازقه؛
إذ لا يُعبد إلا من بيده النفع والضر،
وله الخلق والأمر ( 1 ).


````````````````````
1- انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للشيخ الفوزان ص34-35،
وتوحيد الألوهية للحمد ص61.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html
 
< 19 >


الكفار الذين
قاتلهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
فاستحل دماءهم،
وسبى نساءهم،
وأخذ أموالهم؛

لقد كانوا مقرين بتوحيد الربوبية؛
يعلمون أنه لا خالق لهم،
ولا رازق، ولا محيي، ولا مميت،
ولا مدبر لأمورهم إلا الله.

ومع هذا
لم يدخلهم ذلك في الإسلام؛
لأنهم لم يشهدوا "أن لا إله إلا الله"؛
فعبدوا آلهة مع الله عز وجل.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html


 
< 20 >


يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين:

فلا إله إلا الله"
اشتملت على نفي وإثبات؛
فنفت الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى؛
فكل ما سواه من الملائكة، والأنبياء،
فضلا عن غيرهم؛
فليس بإله،
ولا له من العبادة شيء.

وأثبتت الإلهية لله وحده؛
بمعنى أن العبد لا يأله غيره؛
أي لا يقصده بشيء من التأله؛
وهو تعلق القلب
الذي يوجب قصده بشيء من أنواع العبادة؛
كالدعاء، والذبح، والنذر،
وغير ذلك ( 1 ).


فالنفي إذن:
نفي الإلهية واستحقاق العبادة
عن كل ما سوى الله عز وجل.

والإثبات:
إثبات الإلهية واستحقاق العبادة
لله عز وجل وحده،
لا شريك له ( 2 ).

وهو معنى قوله سبحانه وتعالى:

{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ،
لا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}

[الأنعام: 162-163] .



`````````````````````
1 - الشهادتان: معناهما، وما تستلزمه كل منهما للشيخ ابن جبرين ص22.
وانظر الدين الخالص لصديق حسن خان 1/ 189.

2 - انظر أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص39





**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 
< 21 >




الإخلاص
أن تكون العبادة لله وحده،
دون أن يصرف منها شيء لغير الله عز وجل،
لا ملك مقرب،
ولا نبي مرسل ( 1 ).


من الأدلة على هذا الشرط:

1- قول الله عز وجل:

{أَلا لِلَّهِ الدّينُ الْخَالِص}

[الزمر: من الآية3] ؛

أي لا يقبل الله من العمل
إلا ما أخلص فيه العامل
لله وحده لا شريك له.

2- قول الله عز وجل:

{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}

[البينة: 5] .



3- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" إن الله حرم على النار
من قال لا إله إلا الله
يبتغي بذلك وجه الله " ( 2 ).

4- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أسعد الناس بشفاعتي
من قال لا إله إلا الله
خالصًا من قلبه"
( 3 ).


``````````````````````
1- انظر الشهادتان: معناهما، وما تستلزمه كل منهما
للشيخ ابن جبرين ص83-84.

2- صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت،
وكتاب الرقاق، باب العمل الذي أبتغي به وجه الله.

3 - صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html



 
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :

( لست تاركاً شيئاً كان رسول الله

صلى الله عليه وسلم

يعمل به إلا عملت به ،

فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره

أن أزيغ ).

متفق عليه

 
< 22 >


الشرط الثامن [ من شروط لا إله إلا الله ]:

الكفر بما يُعبد من دون الله

المراد بهذا الشرط:

أن يعتقد بطلان عبادة من سوى الله عز وجل،

وأن كل المعبودات سوى الله باطلة،
وجدت نتيجة جهل المشركين وضلالهم؛

فمن أقرهم على شركهم،
أو شك في بطلان ما هم عليه؛
فليس بموحد،
ولو قال لا إله إلا الله،
ولو لم يعبد غير الله ( 1 ).


يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله
عن الكفر بما يعبد من دون الله:


"وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله؛
فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال؛
بل ولا معرفة معناها مع لفظها،
بل ولا الإقرار بذلك،
بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له،
بل لا يحرم ماله ودمه
حتى يضيف إلى ذلك
الكفر بما يُعبد من دون الله.

فإن شك أو توقف
لم يحرم ماله ولا دمه"( 2 ).



````````````````````
1- انظر الشهادتان: معناهما، وما تستلزمه كل منهما
للشيخ ابن جبرين ص78.

2-كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص33.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 



< 23 >


الناقض الأول [ من نواقض الإسلام ]:

الإشراك بالله ( 1 )

المراد بهذا الناقض:

يقع هذا الناقض إذا صرف الإنسان شيئا من العبادة
لغير الله عز وجل؛
من صلاة، أو زكاة، أو ذبح، أو نذر،
أو نحو ذلك.

يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
-رحمه الله-:

" الشرك هو
تشريك غير الله
مع الله في العبادة ؛
كأن يدعو الأصنام أو غيرها،
أو يستغيث بها،
أو ينذر لها،
أو يصلي لها،
أو يصوم لها،
أو يذبح لها" ( 2 ).


ومن العبادة: النذر؛
فمن صرفه لغير الله فقد أشرك.

يقول الشيخ سليمان بن عبد الله -رحمه الله:

إن الله تعالى مدح الموفين بالنذر،
والله تعالى لا يمدح إلا على فعل واجب أو مستحب،
أو ترك محرم،
لا يمدح على فعل المباح المجرد،
وذلك هو العبادة.

فمن فعل ذلك
لغير الله متقربا إليه،
فقد أشرك ( 3 ).



````````````````````
1-
سيأتي الحديث عن هذا الناقض مفصلا في الباب الثاني من هذا الكتاب.

2 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 4/ 32.

3-تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص203.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html


 
< 24 >


قول الله عز وجل:


{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}

[المائدة: من الآية72] ؛

فالله عز وجل
قد حرَّم الجنة على كل مشرك،
وجعل النار مأواه الدائم
لأنه ترك القيام بعبوديته
عز وجل ( 1 ).


````````````````````
1- انظر الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
لابن القيم ص191.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html


 
< 25 >


الناقض الثاني [ من نواقض الإسلام ]:

من جعل وسائط وشفعاء بينه وبين الله،
يدعوهم مع الله،
أو من دون الله،
أو يسألهم الشفاعة،
أو يتوكل عليهم ( 1 ).


المراد بهذا الناقض:

أن يجعل العبد لنفسه واسطة بينه وبين الله عز وجل،
فيما لا يقدر إلا الله ،

أو فيما لا يشرع ولا يجوز
للعبد أن يجعله واسطة؛
كطلب الرحمة والمغفرة،
و دخول الجنة،
و طلب الشفاء،
و الرزق من غير الله سبحانه وتعالى؛
فهذا من الشرك الأكبر ( 2 ).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
رحـمه الله
عن هذا الناقض:

فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم،
ويتوكل عليهم،
ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار؛
مثل أن يسالهم غفران الذنوب،
و هداية القلوب،
و تفريج الكروب،
و سد الفاقات؛
فهو كافر بإجـماع المسلمين ( 3 ).

لأن الثمرة التي يريد أن يصل إليها
من يجيز جعل الوسائط بين العبد وربه،
هو إثبات الاستغاثة والاستعانة بغير الله
فيما لا يقدر عليه إلا الله.
وهذا هو الشرك بعينه ( 4 ).


````````````````````
1- سيأتي الحديث عن هذا الناقض مفصلا في الباب الثاني من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

2 - انظر تيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام
لسعد بن محمد القحطاني ص44.

3 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 124.

4 - انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي عواجي ص37.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html
 
< 26 >

الناقض الثالث
[ من نواقض الإسلام ]:
عدم تكفير المشركين،
أو الشك في كفرهم.
أو تصحيح مذهبهم ( 1 )

المراد بهذا الناقض:

أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم
في آيات كثيرة
بالبعد عن الكفار والمشركين،
والمخالفة لهم،
والبراءة منهم.

قال تعالى:

{وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ
أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ
وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}

[يونس: 41] ،

وقال عز وجل:

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ،
لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ،
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ،
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ،
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ،
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} .


من الأدلة على هذا الناقض:

1- قول الله عز وجل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ
إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإيمَانِ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

[التوبة: 23] .

2- قول الله عز وجل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا تَتَّخِذُوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}

[الممتحنة: من الآية1] .

3- قول الله عز وجل:

{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ
أَوْ أَبْنَاءَهُمْ
أَوْ إِخْوَانَهُمْ
أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}

[المجادلة: من الآية22] .

`````````````````````
1 - سيأتي الحديث عن هذا الناقض مفصلا
في الباب الثالث من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
[
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

 
عودة
أعلى