يأجوج ومأجوج هم التتار وقد خرجوا

إنضم
30 أكتوبر 2004
المشاركات
342
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
يأجوج ومأجوج


لا مناص من القول بأن يأجوج ومأجوج هما المغول والتتارفهذان الشعبان هما يأجوج ومأجوج

ولقد أكد إبن عاشور ذلك بقوله

((والذي يجب اعتماده أن ياجوج وماجوج هم المغول والتتر. وقد ذكر أبو الفداء أن ماجوج هم المغول فيكون ياجوج هم التتر. وقد كثرت التتر على المغول فاندمج المغول في التتر وغلب اسم التتر على القبيلتين))
ولنقرأ الآيات معا


((قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَداًّ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً راًآتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً))
ويؤكد أبن عاشور على موقع الحادثة فيقول

((إن موضع السدين هو الشمال الغربي لصحراء (قوبِي) الفاصلة بين الصين وبلاد المغول شمال الصين وجنوب (منغوليا). وقد وجد السد هنالك ولم تزل آثارهُ إلى اليوم شاهدَها الجغرافيون والسائحون وصورت صوراً شمسية في كتب الجغرافيا وكتب التاريخ العصرية.))

ولقد أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إلى بدء وعد الله بهدم السد بقوله

((قال النبي صلى الله عليه وسلم " فُتح اليوم من رَدم ياجوج وماجوج هكذا، وعقد بين أصبعيه الإبهام والسبابة ))

وعندما تم هدم الردم حسب قوله تعالى(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ ))---فالوعد هنا موعد هدم الردم تماما

انطلقت أمواج التتارمدمرة مخربة كل ما في طريقها قال تعالى((وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ))

ولقد انطلق التتار وهم خليط يأجوج ومأجوج في بداية القرن السادس الهجري مقتحمين البلاد الأسلامية بقيادة جنكيز خان

المهم في هذا التحليل---إن قصة يأجوج ومأجوج قد حصلت وانتهى الأمر

وليس هناك على سطح الأرض سدا يحجزهم لم يهدم بعد---فلقد ذرع الإنسان الأرض مترا مترا ولا وجود لمثل هذا الردم
 
ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن شيء
وذكرهما في الحديث خاصة في كتب الفتن وأشراط الساعة شيء آخر تماما وفي أغلب هذه الأحاديث نظر

وفي قول بن عاشور , باحترام علمه واسع وفضله , أيضا نظر حسب النتائج التي اسفرت عن عديد من الحفريات . اذ كيف نواجه سدا في وسط أحر صحراء على وجه الأرض

موراني
 
هل لديك يا أخ موراني ما ينقض قوله من ناحية جغرافية غير عدم تصورك لوجود سد هناك؟


أعني هل لديك صورا للمنطقة التي أشار إليها إبن عاشور والتي قال عنها

((إن موضع السدين هو الشمال الغربي لصحراء (قوبِي) الفاصلة بين الصين وبلاد المغول شمال الصين وجنوب (منغوليا). وقد وجد السد هنالك ولم تزل آثارهُ إلى اليوم شاهدَها الجغرافيون والسائحون وصورت صوراً شمسية في كتب الجغرافيا وكتب التاريخ العصرية.))
 
خروج يأجوج ومأجوج لا يكون إلا بعد نزول عيسى بن مريم عليه السلام، كما ثبت في صحيح مسلم وغيره.
 
اذا قتل عيسى الدجال ومن معه مكث الناس حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج فيموجون في الأرض ويفسدون.....
كتاب الفتن لنعيم بن حماد , ص 404 (دار الكتب العلمية)
في هذه الأحاديث كلها نظر ( في رأيي)
فمثلها في كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر ليوسف بن علي بن عبد العزيز المقدسي ( من علماء القرن السابع )
ص 103 وما بعدها (تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ; مكتبة عالم الفكر , القاهرة 1979 .
 
ينظر تفسير ابن كثير لقول الله عز وجل في سورة الأنبياء : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُون } ، وقد ذكر أحاديث خروجهم ، وهي تدل على أنهم يخرجون بعد نزول عيسى عليه السلام كما ذكر الشيخ أحمد القصير .
ومن الأحاديث التي ذكرها حديث نزول الدجال ، وفيه :
: ( ...فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً يديه على أجنحة ملكين، فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرقي قال فبينما هم كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى ابن مريم عليه السلام أني قد أخرجت عباداً من عبادي لا يدان لك بقتالهم، فحوز عبادي إلى الطور، فيبعث الله عز وجل يأجوج ومأجوج، كما قال تعالى: { وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل عليهم نغفاً في رقابهم فيصبحون موتى كموت نفس واحدة، فيهبط عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض بيتاً إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل الله عليهم طيراً كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله»، قال ابن جابر: فحدثني عطاء بن يزيد السكسكي عن كعب أو غيره قال: فتطرحهم بالمهبل، قال ابن جابر: فقلت ياأبا يزيد، وأين المهبل ؟ قال: مطلع الشمس. قال: «ويرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر أربعين يوماً، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة، ويقال للأرض: أنبتي ثمرتك ودري بركتك، قال: فيومئذ يأكل النفر من الرمانة ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر تكفي الفخذ، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت، قال: فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل ريحاً طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم أو قال: كل مؤمن ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر وعليهم تقوم الساعة» . انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري، ورواه مع بقية أهل السنن من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. وقال الترمذي: حسن صحيح. )

وكلام الأستاذ موراني غير مقبول ؛ لأن هذه الأمور لا تخضع للآراء ، وإنما هي من أمور الغيب التي أخبر الله تعالى عنها في كتابه ، وثبتت في السنة الصحيحة عن الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .

وأما قوله : ( ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن شيء وذكرهما في الحديث خاصة في كتب الفتن وأشراط الساعة شيء آخر تماما ) فمردود بالحديث السابق ، لأنه ذكر خروجهم ثم قرأ الآية .


وهذه روابط حول هذا الموضوع :

http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01817



http://www.salafi.net/contrib/contribution13.html
 
مهما يكون من الأمر , فما جاء ذكره عن فضيلة الشيخ
ابن عاشور فلا يتناسق بما ذكر في الأحاديث من أمر يأجوج ومأجوج بعد نزول عيسى بن مريم
والأماكن التي يظهران فيها .
أما الغيب وما يتعلق به في هذه الأحاديث فانّه ليس بحجة في البحث الوضعي بل هو خارج منه
لكونه غيبا .

موراني
 
السلام عليكم


عندما تتحقق أشراط معينة---وهي

# خروج أقوام عاثوا في الأرض فسادا وهم المغول والتتار من نفس المنطقة التي بنى فيها ذو القرنين السد


# وجود آثار سد أو ردم في منطقة حدود منغوليا ماثلة حتى الآن


# لا يوجد على سطح الأرض سد أو ردم يحجز أقواما خلفه فلقد ذرع الإنسان الارض مترا مترا


هذه الحقائق تدفع المرء لتفسير الأحاديث الرابطة بين خروج الدجال وخروج ياجوج وماجوج ونزول عيسى عليه السلام تفسيرا منسجما مع هذه الحقائق
 
كلامك يا أخي جمال صحيح فعلاً عند من لا يؤمن بما في قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان في قولك عموميات غير مُسلَّمة - بتشديد اللام وفتحها.
وأما ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فواضح في أنهم لا يخرجون إلا بعد نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم وعلى أمه مريم ، وأما قولك أن العلم قد كشف الأرض الآن إلى آخر ما قلت : فهكذا يقولون ، لكن لا أظن أن واحداً منا قد صحبهم في هذه الرحلة ورأى بنفسه كل شيء.
ثم حتى لو رأوا ما تظنه أنت علامات تنطبق على ما قيل عن يأجوج ومأجوج ، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم واضح لا لبس فيه بأنهم لم يخرجوا بعد. وهذا يكفي إن شاء الله في هذا .
تقبل تحياتي .
 
أخي جمال:
ما موقفك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم الصريح الصحيح بأن خروج يأجوج ومأجوج لا يكون إلا بعد عيسى؟
وقولك: (( هذه الحقائق تدفع المرء لتفسير الأحاديث الرابطة بين خروج الدجال وخروج ياجوج وماجوج ونزول عيسى عليه السلام تفسيرا منسجما مع هذه الحقائق )).
فهلا تفضلت ببيان معنى الأحاديث الذي فهمته أنت؟
ثم إنه ثبت في الحديث الصحيح أيضاً أن يأجوج ومأجوج يأتون على بحيرة طبرية ويشربون مائها فهل حدث هذا زمن التتار والمغول؟
آمل التثبت في مثل هذه المسائل وعدم مصادمة النصوص لمجرد اطروحات قيلت هنا أو هناك.
 
قال الدكتور الشهري


((وهذا يكفي إن شاء الله في هذا ))


ففهمت من كلامه كمشرف عام التوقف عن الكلام في الموضوع


فهل يعني أن أتوقف أنا فقط؟؟
 
لم تجب على السؤال أخي جمال، وهذه المرة الثانية التي أراك تتهرب فيها وتحيد عن الجواب، ولست أريد إلا الحق فإن كان ما تقوله حق فرجاء أن لا تبخل علينا ببيانه.
 
المستغرب في هذا الأمر أن فضيلة الشيخ بن عاشور فسر الآية والأحاديث المعنية
على غير تفسيرها ففسرها برأيه
فأنا أرى أنه لا فائدة في شرح أمور الغيب بالمعايير التأريخية أو شبه التأريخية

تقديرا
موراني
 
أستئذن الدكتور الشهري بالإجابة مع أنني التزمت بقوله بالكف---إلا أن إصرار الشيخ القصير فهمت منه عدم المعارضة من الدكتور الشهري
=====================================

الشيخ القصير

# إن خروج يأجوج أو عدم خروجهم ليس من أمور الدين القطعية فمن الممكن الإختلاف فيها---وتفسيري بأنهم هم التتار ليس قاطعا ومن الممكن التنازل عنه أذا جئتني بكلام مقنع عن موقع السد أو الردم الذي لم يفتح بعد---


# أنا لم آت ببدع من القول إنما التزمت قول مفسر له اعتباره وقيمته بين المفسرين وهو إبن عاشور


# الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج بعد نزول المسيح عليه السلام---لا تتعارض مع خروجهم الأول--ولكن هذا الخروج الثاني ليس مرتبطا بالآية لأن الآية تتحدث عن سد صار دكاء وليس هناك على وجه الأرض مثل هذا السد---والأحاديث لا تربط خروجهم بهدم السد

# ليس في الأمر إلا رغبة شديدة في الوصول إلى الحق ففصل يرحمك الله
 
يا جمال المحترم
كيف تريد الوصول الى الحق (كما تقول) في أمور الغيب ؟
أخشى أنّ الحوار في هذا الموضوع لن يسفر عن شيء ذي بال .
موراني
 
أخي جمال :(ربما لا تدرك أن أمور الغيب يخبرنا بها الصادق المصدوق فنصدق بها) ! ما أجدرك بهذا القول أنت . الإخوان يقولون قال رسول الله .... وأنت تلف وتدور. عموماً رأيي الخاص إنه لا يوجد مشكلة في تقليدك ابن عاشور رحمه الله ، ولكن كف عنا رحمك الله آرائك الفطيرة الخاصة ، وكفى !
الدكتور موراني على الرغم من كونه ليس مسلماً ، ولكنه رجل عاقل ، يدرك حدود علمه ، ويعرف أين يقف.
تحياتي لكم جميعاً.
معذرة أخ جمال لكن تأمل في كتابتك ، وركز قليلاً ، وخفف الضغط على ملتقى التفسير فقد أثقلت كاهله ، وأظن الشيخ أبو مجاهد العبيدي يستحي منك فيسكت ويمسكه الحياء من الرد !
 
أشكر الجميع على تعليقاتهم ، وأرجو أن نعود أنفسنا على سلوك الجادة ، وألا تأخذ بنا العواطف مأخذاً يخرجنا عنها

نحن بحاجة إلى التذكير بمبدأ : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } (النساء: من الآية59)
أما أن نقول : قال فلان ، أو أنا على مذهب فلان = فهذا مسلك وخيم العاقبة ، عديم الفائدة ؛ لأن الآراء لا حد لها ، والعقول متفاوتة ...

وقد قال الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (الحجرات:1)

هذا أمر ..

والأمر الآخر : ما أحوجنا إلى توطين النفس على تحمل من خالفنا الرأي ، وأصر على رأيه . الله عز وجل يقول : { وجادلهم بالتي هي أحسن ..} تأملوا قوله سبحانه : { بالتي هي أحسن }

قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( ومن الحكمة إيضاح المعنى وبيانه بالأساليب المؤثرة التي يفهمها المدعو وبلغته التي يفهمها حتى لا تبقى عنده شبهة . وحتى لا يخفى عليه الحق بسبب عدم البيان . أو بسبب عدم إقناعه بلغته . أو بسبب تعارض بعض الأدلة ، وعدم بيان المرجح ، فإذا كان هناك ما يوجب الموعظة وعظ وذكر بالآيات الزواجر ، والأحاديث التي فيها الترغيب والترهيب . حتى ينتبه المدعو ويرق قلبه ، وينقاد للحق ، فالمقام قد يحتاج فيه المدعو إلى موعظة وترغيب وترهيب على حسب حاله ، وقد يكون مستعدا لقبول الحق ، فعند أقل تنبيه يقبل الحق ، وتكفيه الحكمة ، وقد يكون عنده بعض التمنع وبعض الإعراض فيحتاج إلى موعظة وإلى توجيه ، وإلى ذكر آيات الزجر والترغيب وأحاديث الزجر والترغيب والترهيب حتى يلين قلبه ، ويقبل الحق .

وقد يكون عنده شبه فيحتاج إلى جدال بالتي هي أحسن . حتى تزاح الشبهة ، ويتضح الحق ولهذا قال جل وعلا : وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فإذا كان المدعو عنده بعض الشبه . فعليك أيها الداعي أن توضح الحق بدلائله . وأن تزيح الشبهة بالدلائل التي تزيحها ، حتى يبقى معك المدعو على أمر بين واضح ، وليكن هذا بالتي هي أحسن؛ لأن العنف والشدة قد يضيعان الفائدة . وقد يقسو قلب المدعو بسبب ذلك ويحصل له به الإعراض والتكبر عن القبول فعليك بالرفق والجدال بالتي هي أحسن حتى يقبل منك الحق ، وحتى لا تضيع الفرصة . وتذهب الفائدة سدى . بسبب العنف والشدة ، ما دام صاحبك يريد منك الحق . ولم يظلم ولم يتعد . أما عند الظلم والتعدي فله نهج آخر . وسبيل آخر ، كما قال جل وعلا : وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فإذا كان أهل الكتاب يجادلون بالتي هي أحسن ، فالمسلمون من باب أولى أن يجادلوا بالتي هي أحسن ، لكن من ظلم ينتقل معه إلى شيء آخر ، فقد يستحق الظالم الزجر ، والتوبيخ ، وقد يستحق التأديب والسجن ، إلى غير ذلك على حسب ظلمه . )

وأرجو من الجميع أن يعيد قراءة موضوع : النقاش الحسن في هذا الملتقى للشيخ مساعد الطيار مع تعليقات الآخرين عليه
 
أولاً: أحب أن أنبه على أمور:
1- عند النقاش العلمي ينبغي التحاكم إلى الأدلة الشرعية، دون آراء الرجال، فما دل عليه الدليل قبلناه على العين والرأس ، وأما آراء الرجال فليست بحجة ، مع احترامنا وتقديرنا لقائلها.
2- أن أمور الغيب قد لا تدرك بالحس، فلا ينبغي التسرع والاعتماد على الحس ومصادرة النص أو محاولة إضعافه.
وأعود للنقاش فأقول:
إن ما ذكرته أخي جمال من أن الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج بعد نزول المسيح عليه السلام---لا تتعارض مع خروجهم الأول، وتدعي أن ليأجوج ومأجوج مرحلتان في الخروج، الأول: وهو الكائن في زمن التتر، والثاني وهو ما سيكون بعد نزول المسيح.........
هكذا فهمت من كلامك.
أقول هل لديك دليل على هذا التقسيم، فعموم الأحاديث لا تذكر إلا مرحلة واحدة حسب الظاهر المتبادر منها، وكل قول ليس عليه دليل فهو مردود.
وقولك: إن هناك وجود آثار سد أو ردم في منطقة حدود منغوليا ماثلة حتى الآن.
أقول: على أي أساس عقلي أو شرعي جزمت أن هذه الآثار هي بقايا سد يأجوج ومأجوج؟
وإن كنت لا تصدق إلا بالحس فهناك ما يعارض رأيك ، إذ هناك سلسلة جبال الهملايا الشاهقة العالية والتي تمتد من شمال آسيا حتى جنوبها، فما يدريك لعل السد مغمور في أتون تلك السلسة العظيمة، خصوصاً إذا فسرنا السد بأنه الحاجز بين الشيئين ولا يلزم أن يكون المحجوز أمراً مشاهداً للعيان، بل قد يكون مغموراً تحت تلك السلسة.
علماً بأني لا أجزم بأن السد هو في أتون تلك السلسلة من الجبال، إلا أن مشاهدتها عبر الأقمار مما يجعل المرْ يكاد يجزم بأن السد ليس إلا في هذه السلسلة، وذلك لعظمها وضخامتها، ولعلي أحاول التقاط الصورة ووضعها هنا إن شاء الله تعالى.
 
سور الصين بني قبل الميلاد بناه ملك صيني يسمى تشين من اجل تحصين دولته التي أسسها خوفاً من هجمات أولاد الخنزير (إسم التتار عند الصينيين) و قد مات في بناءه الآلاف.

وسور ذو القرنين تختلف مواصفاته عن سور الصين العظيم (((آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)))

و الزبر هو قطع من الحديد و القطر هو النحاس. وضع ذو القرنين سداً ووضع وسطه قطعا من حديد ونحاس ثم صهره فما استطاعوا أن ينقبوه.

قال الإمام الرازي في تفسيره (21/169) : الأظهر أن موضع السدين في ناحية الشمال ، و قيل جبلان بين أرمينية و بين أذربيجان ، و قيل هذا المكان في مقطع أرض الترك .

يقول العلامة القاسمي في تفسيره (11/4113-4114) : الراجح أن السد كان موجوداً بإقليم داغستان التابع الآن لروسيا بين مدينتي دربند و خوزار ، فإنه بينهما مضيق شهير يسمى ( باب الحديد ) و هو أثر سد حديدي قديم بين جبلين من جبال القوقاز ..

و يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن ( 4/2293 الهامش ) : كُشف سد بمقربة من مدينة ( ترمذ ) عرف بباب الحديد ، و قد مر به في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي العالم الإسباني ( سيلد برجر ) و سجله في كتابه ، و ذكره كذلك المؤرخ الإسباني ( كلافيجو ) في رحلته سنة ( 1403) و قال : إن سد مدينة باب الحديد على الطريق – سمرقند والهند .. و قد يكون هو السد الذي بناه ذو القرنين .
خلاصة الأمر أن السد الذي بناه ذو القرنين منذ آلاف السنين موجود حتى الآن ؟ لكن لا نستطيع أن نجزم بمكان وجوده ، مع أن هناك بعض العلامات و الدلالات التي تؤكد أنه موجود فعلاً في جمهورية جورجيا السوفيتية في فتحة داريال بجبال القوقاز ، التي كانت القبائل المتوحشة تغير منها على مناطق جنوب القوقاز و شرق البحر الأسود وغرب بحر قزوين .

و قد تتبع أبو الكلام آزاد من خلال استقراء التاريخ .. فوصل إلى نفس ما هو قائم في الواقع ، في جمهورية جورجيا السوفيتية الآن .. و هو كتل هائلة من الحديد المخلوط بالنحاس موجود في جبال القوقاز في منطقة مضيق داريال الجبلي ..

و هذه حقيقة قائمة لكل من أراد أن يراها .. جبال شاهقة تمتد من البحر الأسود حتى بحر قزوين التي تمتد لتصل بين البحرين طوال ( 1200كم ) ، و هي جبال التوائية حديثة التكوين ، شامخة متجانسة التركيب ، إلا من كتل هائلة من الحديد الصافي المخلوط بالنحاس الصافي في سد داريال .. تلك هي الثغرة المسدودة التي كان هؤلاء المتوحشون يغيرون منها ..

أما التغيرات الطبيعية .. فلم تنل من السد شيئاً ، غير أن جسم الجبال الصخري ( جبال القوقاز ) من جانبي السد ، تآكل بفعل عوامل التعرية .. على مدى هذا الزمن الطويل .. و صار هناك فراغ فيما بين الصخور الجبلية و جسم السد الحديدي النحاسي ، الذي ظل شامخاً حتى الآن ، ولا يستطيع إنسان أن ينقبه أو يعلوه .. و صدق الله العظيم { فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً } . انظر مفاهيم جغرافية للدكتور عبد العليم خضر ( ص 299 ، 313 ، 317 ) .

ومع هذا الذي ذكرت يظل الأمر كله تخمينات وافتراضات ، حتى يثبت شيء صحيح بالدليل .
 
فإن قيل أين يأجوج ومأجوج اليوم؟ وكيف يحجزهم السد. فإن قوماً يشربون بحيرة طبريا لا بد أن يكونوا بمئات الملايين.

والجواب أنهم قوم أخفاهم الله عنا إلى وقت نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، فيظهرهم الله بقدرته تبارك وتعالى.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو تأمل كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان ( 3 / 341 ) قال :
قوله تعالى : ( قال هـذا رحمة من ربى فإذا جآء وعد ربى جعله دكآء وكان وعد ربى حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور فجمعنـاهم جمعا ):
اعلم أولا ـ أنا قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أنه إن كان لبعض الآيات بيان من القرآن لا يفي بإيضاح المقصود وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم فمنا نتمم بيانه بذكر السنة المبينة له وقد قدمنا أمثله متعددة لذلك.
فإذا علمت ذلك فاعلم ـ أن هاتين الآيتين لهما بيان من كتاب أوضحته السنة فصار بضميمة السنة إلى القرآن بياناً وافيا بالمقصود والله جل وعلا قال في كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ).
فإذا علمت ذلك فاعلم أن هذه الآية الكريمة وآية الأنبياء قد دلتا في الجملة على أن السد الذي بناه ذو القرنين دون يأجوج ومأجوج إنما يجعله الله دكاً عند مجيء الوقت الموعود بذلك فيه.
وقد دلتا على أنه بقرب يوم القيامة لأنه قال هنا : ( فإذا جآء وعد ربى جعله دكآء وكان وعد ربى حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور ) :
وأظهر الأقوال في الجملة المقدرة التي عوض عنها تنوين يومئذ من قوله : ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ) أنه يوم إذ جاء وعد ربي بخروجهم وانتشارهم في الأرض.
ولا ينبغي العدول عن هذا القول لموافقته لظاهر سياق القرآن العظيم.
وإذا تقرر أن معنى يومئذ يوم إذ جاء الوعد بخروجهم وانتشارهم ـ فاعلم أن الضمير في قوله : ( وتركنا بعضهم ) على القول بأنه لجميع بني آدم فالمراد يوم القيامة وإذاً فقد دلت الآية على اقترانه بالخروج إذا دك السد وقربه منه.
وعلى القول بأن الضمير راجع إلى يأجوج ومأجوج فقوله بعده : ( ونفخ فى الصور ) يدل في الجملة على أنه قريب منه. قال الزمخشري في تفسير هذه الآية :" (قال هذا رحمة من ربي) هو إشارة إلى السد أي هذا السد نعمة من الله ورحمة على عباده أو هذا الإقدار والتمكين من تسويته ( فإذا جآء وعد ربى ) يعني فإذا دنا مجيء يوم القيامة وشارف أن يأتي جعل السد دكا أي مدكوكا مبسوطا مسوى بالأرض وكل ما انبسط من بعد ارتفاع فقد اندك ومنه الجمل الأدك المنبسط السنام" ا. هـ
وآية الأنبياء المشار إليها هي قوله تعالى: ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هى شـاخصة أبصـار الذين كفروا ).
لأن قوله : ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج ) وإتباعه لذلك بقوله : ( واقترب الوعد الحق فإذا هى شـاخصة أبصـار الذين كفروا ) يدل في الجملة على ما ذكرنا في تفسير آية الكهف التي نحن بصددها وذلك يدل على بطلان قول من قال إنهم روسية وأن السد فتح منذ زمان طويل.

فإذا قيل إنما تدل الآيات المذكورة في الكهف و الأنبياء على مطلق اقتراب يوم القيامة من دك السد واقترابه من يوم القيامة لا ينافي كونه قد وقع بالفعل كما قال تعالى: ( اقترب للناس حسـابهم )، وقال : ( اقتربت الساعة وانشق القمر )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ـ وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها" الحديث وقد قدمنا في سورة المائدة فقد دل القرآن والسنة الصحيحة على أن اقتراب ما ذكر لا يستلزم اقترانه به بل يصح اقترابه مع مهلة وإذا فلا ينافي دك السد الماضي المزعوم الاقتراب من يوم القيامة فلا يكون في الآيات المذكورة دليل على أنه لم يدك السد إلى الآن؟

فالجواب ـ هو ما قدمنا أن هذا البيان بهذه الآيات ليس وافياً بتمام الإيضاح إلا بضميمة السنة له ولذلك ذكرنا أننا نتمم مثله من السنة لأنها مبينة للقرآن قال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي (ح) وحدثني محمد بن مهران الرازي (واللفظ له) حدثني الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال: " ما شأنكم" قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال: " غير الدجال أخوفني عليكما إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طائفته كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يميناً وعاث شمالاً يا عباد فاثبتوا" قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟. قال: " أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنه أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: " لا أقدروا له قدره". قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: " كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً وأسبغه ضروعاً وأمده خواصر ـ ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعون فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض انبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها يبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة". انتهى بلفظه من صحيح مسلم رحمه الله تعالى

وهذا الحديث الصحيح قد رأيت فيه تصريح النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يوحي إلى عيسى بن مريم خروج يأجوج ومأجوج بعد قتله الدجال فمن يدعي أنهم روسية وأن السد قد اندك منذ زمان فهو مخالف لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة صريحة لا وجه لها ولا شك أن كل خبر ناقض خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فهو باطل لأن نقيض الخبر الصادق كاذب ضرورة كما هو معلوم ولم يثبت في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم شيء يعارض هذا الحديث الذي رأيت صحة سنده ووضوح دلالته على المقصود .

والعمدة في الحقيقة لمن ادعى أن يأجوج ومأجوج هم روسية ومن ادعى من الملحدين أنهم لا وجود لهم أصلاً ـ هي حجة عقلية في زعم صاحبها وهي بحسب المقرر في الجدل قياس استثنائي مركب من شرطية متصلة لزومية في زعم المستدل به يستثنى فيه نقيض التالي فينتج نقيض المقدم وصورة نظمه أن يقول:
لو كان يأجوج ومأجوج وراء السد إلى الآن لا طلع عليهم الناس لتطور طرق المواصلات لكنهم لم يطلع عليهم أحد ينتج فهم ليسوا وراء السد إلى الآن لأن استثناء نقيض التالي ينتج نقيض المقدم كما هو معلوم.
وبعبارة أوضح لغير المنطقي لأن نفي اللازم يقتضي نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم ـ
هذا هو عمدة حجة المنكرين وجودهم إلى الآن وراء السد ومن المعلوم أن القياس الاستثنائي المعروف بالشرطي إذا كان مركباً من شرطية متصلة واستثنائية فإنه يتوجه عليه القدح من ثلاث وجهات :
الأولى ـ أن يقدح فيه من جهة شرطيته لكون الربط بين المقدم والتالي ليس صحيحاً.
الثانية ـ أن يقدح فيه من جهة استثنائيته .
الثالثة ـ أن يقدح فيه من جهتهما معا.

وهذا القياس المزعوم يقدح فيه من جهة شرطيته.
فيقول للمعترض الربط فيه بين المقدم والتالي غير صحيح فقولكم: (لو كانوا موجودين وراء السد إلى الآن لاطلع عليهم الناس)؛ غير صحيح لإمكان أن يكونوا موجودين والله يخفي مكانهم على عامة الناس حتى يأتي الوقت المحدد لإخراجهم على الناس.
ومما يؤيد إمكان هذا ما ذكره الله تعالى في سورة المائدة من أنه جعل بني إسرائيل يتيهون في الأرض أربعين سنة وذلك في قوله تعالى : (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الارض ) وهم في فراسخ قليلة من الأرض يمشون ليلهم ونهارهم ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه لأنهم لو اجتمعوا بالناس لبينوا لهم الطريق.

وعلى كل حال فربك فعال لما يريد وأخبار رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه صادقة وما يوجد بين أهل الكتاب مما يخالف ما ذكرنا ونحوه من القصص الواردة في القرآن والسنة الصحيحة زاعمين أنه منزل في التوراة أو غير من الكتب السماوية ـ باطل يقينا لا يعول علينا لأن الله جل وعلا صرح في هذا القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بأنهم بدلوا وحرفوا وغيروا في كتبهم كقوله : ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) وقوله : ( تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا ) وقوله : ( فويل للذين يكتبون الكتـاب بأيديهم ثم يقولون هـاذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) وقوله تعالى: ( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتـاب لتحسبوه من الكتـاب وما هو من الكتـاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب
وهم يعلمون ).
إلى غير ذلك من الآيات ـ بخلاف هذا القرآن العظيم فقد تولى الله جل وعلا حفظه بنفسه ولم يكلمه أحد حتى يغير فيه أو يبدل أو يحرف كما قال تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحـافظون ) وقال : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه ) وقال : ( لا يأتيه البـاطل من بين يديه ولا من خلفه ) وقال في النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى ) وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أذن لأمته أن تحدث عن بني إسرائيل ونهاهم عن تصديقهم وتكذيبهم خوف أن يصدقوا بباطل أو يكذبوا بحق

ومن المعلوم أن ما يروى عن بني إسرائيل من الأخبار المعروفة بالإسرائيليات له ثلاث حالات في واحدة منها يجب تصديقه وهي ما إذا دل الكتاب أو السنة الثابتة على صدقه وفي واحدة يجب تكذيبه وهي ما إذا دل القرآن أو السنة أيضا على كذبه وفي الثالثة لا يجوز التكذيب ولا التصديق كما في الحديث المشار إليه آنفا وهي ما إذا لم يثبت في كتاب ولا سنة صدقه ولا كذبه .

وبهذا التحقيق ـ تعلم أن القصص المخالفة للقرآن والسنة الصحيحة التي توجه بأيدي بعضهم زاعمين أنها في الكتب المنزلة ـ يجب تكذيبهم فيها لمخالفتها نصوص الوحي الصحيح التي لم تحرف ولم تبدل والعلم عند الله تعالى .

انتهى كلامه رحمه الله وأعلى منزلته وهو نفيس ودقيق .
ولا تعجل بالجواب قبل فهمه والتأمل فيه .
وفقك الله لكل خير .
 
الأخ فهد الوهبي

كل الإحترام لك وللشنقيطي ولكل من تدبر في الوحيين---ولست رادا كلام أحد---إنما هو إتفاق أرغب أن نتفق عليه جميعا وهو أن نعذر بعضنا بعضا في خلافات جزئية فرعية---فأنا لم أنف وجود الجن بينما أنت تثبته---إنما هي قصة يأجوج ومأجوج التي يتراوح القول فيها بين مؤجل خروجهم ليوم القيامة--وبين قائل بخروجهم زمن التتار

وعندما يجمعنا الله أنا وأنت وكافة الأخوة هنا في جنات النعيم نتذاكر معا هذا النقاش حينهانعرف من المصيب)
 
انصح في هذا المقام بقراءة كتاب اسمه مفاهيم جغرافية في قصص القرآن للدكتور عبد العليم خضر وكذا كتاب ذي القرنين لابي الكلام ازاد واظن ان اعدل الاقوال في كتب المعاصرين هو ما ذكره الدكتور البوطي في كتابه كبرى اليقينيات الكونية مما اطلعت عليه ولا يمنع ان يوجد رايه لدى المتقدمين او بعض المتاخرين الذين لم اطلع على كتبهم
والاشارة مغنية للاعتذار
 
د جمال

هل من الممكن ذكر ما ذكره الدكتور البوطي في كتابه كبرى اليقينيات الكونية ولماذا أعجبكم؟
 
مما ميز أهل السنة أنهم يقدمون النقل على العقل ، والعقل الصحيح السالم من الهوى وحظوظ النفس لا يعارض النقل الصحيح ، وقد ثبتت النصوص في أن يأجوج ومأجوج يخرجون بعد قتل الدجال ، والدجال يقتله عيسى ، فإن قلنا بخروجهم أدى ذلك إلى القول بخروج الدجال وقتله ، ونزول عيسى عليه السلام .
ثم إن التسليم في مثل هذه الأمور للنصوص يبعث انشراحاً في القلب ، وتغليب العقل والتحاكم إليه يورث حيرة وقلقاً . أسأل الله أن يعصمني وإياكم من تلك الفتنة العظيمة .
 
جمال حسني الشرباتي قال:
أستئذن الدكتور الشهري بالإجابة مع أنني التزمت بقوله بالكف---إلا أن إصرار الشيخ القصير فهمت منه عدم المعارضة من الدكتور الشهري
=====================================

الشيخ القصير

# إن خروج يأجوج أو عدم خروجهم ليس من أمور الدين القطعية فمن الممكن الإختلاف فيها---وتفسيري بأنهم هم التتار ليس قاطعا ومن الممكن التنازل عنه أذا جئتني بكلام مقنع عن موقع السد أو الردم الذي لم يفتح بعد---


# أنا لم آت ببدع من القول إنما التزمت قول مفسر له اعتباره وقيمته بين المفسرين وهو إبن عاشور


# الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج بعد نزول المسيح عليه السلام---لا تتعارض مع خروجهم الأول--ولكن هذا الخروج الثاني ليس مرتبطا بالآية لأن الآية تتحدث عن سد صار دكاء وليس هناك على وجه الأرض مثل هذا السد---والأحاديث لا تربط خروجهم بهدم السد

# ليس في الأمر إلا رغبة شديدة في الوصول إلى الحق ففصل يرحمك الله

----------------------------------------------------------
الأخ الأستاذ جمال الشرباتي
سلام الله عليكم

لا لوم عليك فيما ذكرت ، لأنك عن البعض نقلت و استندت ،
فينبغي الرد و التعقب على القائل بذلك القول ، لا على ناقله ،
أعني : القول بوقوع خروج يأجوج و مأجوج ، و حدوثه من زمن طويل مضى و انقضى !

- فهذا الزعم يخالف الأحاديث النبوية القائلة بعدم خروجهم من محبسهم بالسد بين الجبلين - الذي بناه ذو القرنين - إلا في آخر الزمان ، و دنو الساعة ،

و من تلك الأحاديث ما جاء في :

1 - " سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ " ، أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَابٌ : وَمِنْ سُورَةِ الكَهْفِ :

( حدثنا محمد بن بشار وغير واحد - المعنى واحد واللفظ لابن بشار - ، قالوا : حدثنا هشام بن عبد الملك قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال : " يحفرونه كل يوم ، حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا ، فيعيده الله كأشد ما كان ، حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس . قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى " " ، قال : " " فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه ، فيخرجون على الناس ، فيستقون المياه ، ويفر الناس منهم ، فيرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء ، فيقولون : قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء ، قسوة وعلوا ، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيهلكون ، فوالذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض تسمن وتبطر وتشكر شكرا من لحومهم " " : " هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا " ) .

2 - " مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ " ، مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :

( حدثنا روح ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، حدثنا أبو رافع ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ، فيعودون إليه كأشد ما كان ، حتى إذا بلغت مدتهم ، وأراد الله أن يبعثهم على الناس ، حفروا ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ، إن شاء الله ، ويستثني ، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه ، فيحفرونه ويخرجون على الناس ، فينشفون المياه ، ويتحصن الناس منهم في حصونهم ، فيرمون بسهامهم إلى السماء ، فترجع وعليها كهيئة الدم ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض ، وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده ، إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم " حدثنا حسن ، حدثنا شيبان ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن يأجوج ومأجوج " فذكر معناه إلا أنه قال : " إذا بلغت مدتهم ، وأراد الله عز وجل أن يبعثهم على الناس " ) .


3 - " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " ، لِلْحَاكِمِ ، كِتَابُ الْفِتَنِ وَالْمَلَاحِمِ :

( حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا يحيى بن محمد الذهلي ، ثنا أبو الوليد الطيالسي ، ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد ، قال : " يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا " ، قال : " فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان ، حتى إذا بلغوا مدتهم وأراد الله تعالى قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى واستثنى " ، قال : " فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ، فيستقون المياه ويفر الناس منهم ، فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض ، وغلبنا من في السماء قوة وعلوا " ، قال : " فيبعث الله عز وجل عليهم نغفا في أقفائهم " ، قال : " فيهلكهم " قال : " والذي نفس محمد بيده ، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر ، وتشكر شكرا ، وتسكر سكرا من لحومهم " " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " ) .


_ فتلك الأحاديث - حسنها و صحيحها ، و بمجموعها و تضافرها و تعاضدها - صريحة الدلالة على أن يأجوج و مأجوج لم يخرجوا على الناس بعد ، و لن يخرجوا إلا قرب الساعة - و بعد نزول عيسى عليه السلام ، و اعتصامه و المسلمين معه منهم ، كما ورد بالأحاديث الأخرى الصحيحة -
و إلا فهل عادوا ثانية إلى محبسهم بعد خروجهم منه - كما زعم القائل بهذا - ليعيدوا الحفر للخروج ؟!


و إن قوله عليه الصلاة و السلام : " حتى إذا بلغت مدتهم ، وأراد الله أن يبعثهم على الناس " : هو بيان لقوله تعالى : { فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء و كان وعد ربي حقا } . [ الكهف : 98 ] .

* * * والظاهر أن يأجوج و مأجوج محبوسون في منخفض من الأرض ، واقع بين الجبلين المذكورين في الأحاديث ، و أن الجبلين الشاهقين مطبقان مع السد عليهما ،
و مثل هذا الإطباق هو ما قد يفسر سر استتارهم عنا ، و عدم اطلاع أحد من الناس عليهم من زمن ذي القرنين إلى زمننا هذا ،

و يدل على ذلك أن الرجل الذي رأى ذلك السد المضروب عليهم - سد ذي القرنين - في عهد النبي صلى الله عليه و سلم ، و وصفه للنبي عليه الصلاة و السلام ، فأقره على أنه هو السد المذكور في القرآن الكريم - لم ير أحدا من يأجوج و مأجوج ، و لم يذكر لهم خبرا ، و لم ير لهم أحد أثرا ،


- و قد بوَب الإمام البخاري في " صحيحه " ( بَاب قِصَّةِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
{ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ }
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَاتَّبَعَ سَبَبًا إِلَى قَوْلِهِ ائْتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ }
وَاحِدُهَا زُبْرَةٌ وَهِيَ الْقِطَعُ
{ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ }
يُقَالُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ الْجَبَلَيْنِ وَ
{ السُّدَّيْنِ }
الْجَبَلَيْنِ
{ خَرْجًا }
أَجْرًا
{ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا }
أَصْبُبْ عَلَيْهِ رَصَاصًا وَيُقَالُ الْحَدِيدُ وَيُقَالُ الصُّفْرُ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ النُّحَاسُ
{ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ }
يَعْلُوهُ اسْتَطَاعَ اسْتَفْعَلَ مِنْ أَطَعْتُ لَهُ فَلِذَلِكَ فُتِحَ أَسْطَاعَ يَسْطِيعُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ اسْتَطَاعَ يَسْتَطِيعُ
{ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكًّا }
أَلْزَقَهُ بِالْأَرْضِ وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ لَا سَنَامَ لَهَا وَالدَّكْدَاكُ مِنْ الْأَرْضِ مِثْلُهُ حَتَّى صَلُبَ وَتَلَبَّدَ
{ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ }
{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ }
قَالَ قَتَادَةُ حَدَبٌ أَكَمَةٌ
قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَأَيْتُ السَّدَّ مِثْلَ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ . قَالَ : "رَأَيْتَهُ " ) .


هذا و الله تعالى أعلم
 
سبحان الله!!


يقول الأحبة و -أنا على قولهم- أن ظاهر الحديث في خروج قوم يأجوج ومأجوج بعد نزول عيسى عليه السلام مستندين إلى حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

و يقول الأستاذ جمال: قال ابن عاشور! وإذا لزم الأمر نزهنا إبن عاشور عن الخطأ فقلنا خروج أول وثان... وثالث.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)
) الحجرات.


و أهل الحق يقدمون قول الله سبحانه، ثمّ قول نبيه الصحيح على كل قول ورأي اياص كان صاحبه!
 
د.أبو بكر خليل قال:
هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا

هذا معناه حديث ضعيف باصطلاح الترمذي.
 
3. [ إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فسنحفره غدا ، فيعيده الله أشد ما كان ، حتى إذا بلغت مدتهم ، وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فسنحفره غدا إن شاء الله تعالى ، واستثنوا ، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه ، فيحفرونه ويخرجون على الناس ، فينشفون الماء ، ويتحصن الناس منهم في حصونهم ، فيرمون بسهامهم إلى السماء ، فترجع عليها الدم الذي اجفظ ، فيقولون : قهرنا أهل لأرض وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلون بها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ] . ( صحيح ) . ( اجفظ : أي ملأها ، يعني ترجع السهام عليهم حال كون الدم ممتلئا عليها . في القاموس : الجفيظ : المقتول المنتفخ . والجفظ : الملء ، واجفاظت كاحمار واطمأن : انتفخت . نغفا : دود تكون في أنوف الإبل والغنم ، واحدتها نغفة . وتشكر بفتح الكاف : أي تمتلىء شحما ، يقال : شكرت الناقة تشكر شكرا إذا سمنت وامتلأت ضرعها لبنا ) . انظر في الكتاب مناقشة ابن كثير في تفسير آيات قصة ذي القرنين .
(صـحـيـح)


4. يفتح يأجوج ومأجوج ، يخرجون على الناس كما قال الله عز وجل : { من كل حدب ينسلون } فيغشون الأرض ، وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ، ويضمون إليهم مواشيهم ، ويشربون مياه الأرض ، حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا ، حتى إن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول : قد كان ها هنا ماء مرة ! حتى إذا لم يبق من الناس إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم : هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ، بقي أهل السماء ! قال : ثم يهز أحدهم حربته ، ثم يرمي بها إلى السماء فترجع مختضبة دما للبلاء والفتنة . فبينما هم على ذلك إذ بعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في اعناقهم ، فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس . فيقول المسلمون : ألا رجل يشري نفسه فينظر ما فعل هذا العدو ، قال : فيتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه قد أظنها على أنه مقتول ، فينزل ، فيجدهم موتى ، بعضهم على بعض ، فينادي : يا معشر المسلمين : ألا أبشروا ، فإن الله قد كفاكم عدوكم ، فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ، ويسرحون مواشيهم ، فما يكون لها رعي إلا لحومهم ، فتشكر عنه كأحسن ما تشكر عن شيء من النبات أصابته قط ] . ( حسن لكن له شاهد مضى برقم 1735 فهو به صحيح ) .
(صـحـيـح)


5. [ سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين ] . ( صحيح ) .
(صـحـيـح)
 
الأخ الفاضل / جمال الشرباتي
قولكم :
لا يوجد على سطح الأرض سد أو ردم يحجز أقواما خلفه فلقد ذرع الإنسان الارض مترا مترا
هل هذا على عمومه؟
فأين إذًا الجزيرة التي فيها الجساسة التي ذكرها تميم الداريّ للنبي صلى اله عليه وسلم من حديث مسلم؟
بعض الأماكن - و إن كانت في دنيانا هذه - سترها الله لحكمة بالغة فلا تراها العين المجردة و لا الأجهزة المعقدة حتى يحين وقتها.
و كذلك كما تفضل أخونا بذكر مسألة شرب يأجوج و مأجوج المياه، فأين هذا من التتر؟
قد يتسع الخرق على الراقع و تكبر المسألة من غير طائل، فالكفُّ أولى، بارك الله فيك.
و إذا أتى نهر الله بطل نهر معقل و أنا أحب لك ما أحبه لنفس من الخير.
 
أحسن ما يمكن قوله في هذه المسألة هو ما ذكره العلامة الشنقيطي، والذي تفضل بنقله الشيخ فهد الوهبي سابقا.
فقد اشتمل على جوابين لمن شكك في أمر يأجوج ومأجوج، أو في وقت خروجهما، الجواب الأول شرعي، والثاني عقلي.
وأنا هنا أعيد نقل ما أراه هو الشاهد والفصل في القضية، مع اختصار وتصرف يسيرين:



فإذا قيل إنما تدل الآيات المذكورة في الكهف و الأنبياء على مطلق اقتراب يوم القيامة من دك السد، واقترابه من يوم القيامة لا ينافي كونه قد وقع بالفعل.
فالجواب ـ هو ما قدمنا أن هذا البيان بهذه الآيات ليس وافياً بتمام الإيضاح إلا بضميمة السنة له، ولذلك ذكرنا أننا نتمم مثله من السنة لأنها مبينة للقرآن.
قال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه ... عن النواس بن سمعان قال:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل ...
وهذا الحديث الصحيح قد رأيت فيه تصريح النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يوحي إلى عيسى بن مريم خروج يأجوج ومأجوج بعد قتله الدجال، فمن يدعي أنهم روسية وأن السد قد اندك منذ زمان فهو مخالف لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة صريحة لا وجه لها.
ولا شك أن كل خبر ناقض خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فهو باطل لأن نقيض الخبر الصادق كاذب ضرورة كما هو معلوم، ولم يثبت في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم شيء يعارض هذا الحديث الذي رأيت صحة سنده ووضوح دلالته على المقصود .

والعمدة في الحقيقة لمن ادعى أن يأجوج ومأجوج هم روسية ومن ادعى من الملحدين أنهم لا وجود لهم أصلاً ـ هي حجة عقلية في زعم صاحبها، وهي بحسب المقرر في الجدل: قياس استثنائي مركب من شرطية متصلة لزومية في زعم المستدل به يستثنى فيه نقيض التالي، فينتج نقيض المقدم.
وصورة نظمه أن يقول: لو كان يأجوج ومأجوج وراء السد إلى الآن لا طلع عليهم الناس لتطور طرق المواصلات، لكنهم لم يطلع عليهم أحد، (النتيجة): فهم ليسوا وراء السد إلى الآن.
لأن استثناء نقيض التالي ينتج نقيض المقدم كما هو معلوم.
وبعبارة أوضح -لغير المنطقي- : لأن نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم.

هذا هو عمدة حجة المنكرين وجودهم إلى الآن وراء السد.

ومن المعلوم أن القياس الاستثنائي -المعروف بالشرطي- إذا كان مركباً من شرطية متصلة واستثنائية فإنه يتوجه عليه القدح من ثلاث وجهات :
الأولى ـ أن يقدح فيه من جهة شرطيته لكون الربط بين المقدم والتالي ليس صحيحاً.
الثانية ـ أن يقدح فيه من جهة استثنائيته .
الثالثة ـ أن يقدح فيه من جهتهما معا.
وهذا القياس المزعوم يقدح فيه من جهة شرطيته.
فيقول للمعترض: الربط فيه بين المقدم والتالي غير صحيح، فقولكم: (لو كانوا موجودين وراء السد إلى الآن لاطلع عليهم الناس)؛ غير صحيح لإمكان أن يكونوا موجودين والله يخفي مكانهم على عامة الناس حتى يأتي الوقت المحدد لإخراجهم على الناس.
ومما يؤيد إمكان هذا ما ذكره الله تعالى في سورة المائدة من أنه جعل بني إسرائيل يتيهون في الأرض أربعين سنة وذلك في قوله تعالى : (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الارض ) وهم في فراسخ قليلة من الأرض يمشون ليلهم ونهارهم ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه لأنهم لو اجتمعوا بالناس لبينوا لهم الطريق.

وعلى كل حال فربك فعال لما يريد وأخبار رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه صادقة.

انتهى كلامه رحمه الله وأعلى منزلته وهو نفيس ودقيق .
ولا تعجل بالجواب قبل فهمه والتأمل فيه .
وفقك الله لكل خير .
 
عودة
أعلى