وما نَزَلَتْ (كلاّ) بيثربَ فاعلَمَنْ ... وقفة مع هذا البيت .

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,306
مستوى التفاعل
124
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
أورد الزركشي في البرهان ، والسيوطي في الإتقان بيتاً من الشعر للديريني يدل على أن (كلا) لم تنزل في المدينة المنورة ، ولم ترد في النصف الأول أو الأعلى من القرآن الكريم ، وإنما وردت في النصف الثاني منه من سورة مريم(1) ، وهذا البيت هو :
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وما نَزَلَتْ (كَلاّ) بيثربَ فاعْلَمَنْ = وما وَردَتْ في الذِّكْرِ في نِصْفهِ الأَعلى[/poem]وهذا البيتُ المُفرَدُ ، من بحر الطويلِ ، وعَروضهُ :
[align=center](فَعُولُنْ مَفاعِيْلُن فَعُولُنْ مَفاعِيْلُنْ) مكررة [/align]
وقد أشار بعض الباحثين إلى هذا البيت ، وأشار بعده إلى أرجوزة عبدالعزيز الديريني (ت694هـ) (التيسير في علم التفسير) وهي منظومة طويلة في التفسير ، تقع في ثلاثة آلاف بيت وخمسمائة تقريباً. وأولها :
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا رب أنت المستعان الكافي=الواحد الفرد الرحيم الشافي[/poem]
إلى أن قال:
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وبعدُ: فالتفسير أقوى سببِ= إلى العلوم وابتغاء الأرب
وكل علم فمن القرآن= وفيه أصل سائر المعاني
وعلم تفسير الكتاب أعلى= ما يعتني المرء به وأجلى
لأنه فهم كتاب المولى= فكان أوفى مطلب وأولى[/poem]
ثم تعرض لتفسير غريب القرآن حتى أتى عليها كلها فطالت المنظومة جداً. يقول في آخرها:
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نظمته في أربعين يوما= ميقات إتمام الكليم الصوما
وكنت أرجو أن يكون ألفا= فزاد ضعفاً ثم زاد ضعفا
وزاد حتى خفت أن أكثرا= فصرت أطوي نشره مقصِّرا
وما شفى لي نظمه غليلا= لأنني رأيته قليلا
لكن رجوت أن يكون بابا= موصلا يستفتح الأبوابا[/poem]
الخ.
وهذا البيت المفرد ليس أحد أبيات هذه الأرجوزة لاختلاف البحر.
وقد تعرض الديريني في هذه الأرجوزة الطويلة لموضوع كلا ، فقال :
[poem=font="Traditional Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كلا لها وجهانِ ، معنى الزَّجْرِ = والرَّدعِ ، فالوقفُ عليها يَجري
والابتدا بها بمعنى حَقَّا= أثبت بها ما بعدها تُلقَّا
وهي ثلاثٌ وثلاثونَ استمعْ= والكُلُّ في النِّصفِ الأخيرِ فاتَّبِعْ
وكلُّها في السُّورِ المكيَّةْ = وقسمةُ القَيسيْ هيَ المَرْضِيَّةْ [/poem]
والقيسي هو مكي بن أبي طالب القيسي رحمه الله ، وتقسيمه هذا ذكره في كتابه (كلا وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهن في كتاب الله عز وجل) الذي طبعته دار المأمون بتحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات ، وقد لخص الزركشي محتواه في البرهان (1/522-524).
والبيت الأخير في المطبوعة في مكتبة الباز (1/151) هو :
[poem=font="Traditional Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكلُّها في السُّورِ المكيَّةْ = وقسمةُ الفَرَّا هيَ المَرْضِيَّةْ [/poem]
ولعل كلام الفراء في معاني القرآن له ، ولم اراجعه بعد.
والذي يظهر لي أن البيت الذي نقله الزركشي وتبعه غيره في نقله(2) ، لا يخلو من احتمالين :
- الأول : أن يكون بيتاً مفرداً ، من الأبيات التي ينظمها العلماء لضبط بعض المسائل العلمية ، ولا زال العلماء حتى الآن يفعلون ذلك ، وأمثلته كثيرة في الفنون المختلفة.
- الثاني : أن يكون هذا البيت أحد أبيات قصيدته أو منظومته في وجوه (كلا) في القرآن الكريم(3). غير أنه يشكل على هذا أن هذه المنظومة تذكر في كتب الفهارس باسم (أرجوزة في وجوه (كلا) في القرآن) ، مما يعني أنها على بحر الرجز ، وليس الطويل. وقد يكون هذا تساهلاً في إطلاق مسمى أرجوزة على القصيدة من المفهرسين. وأستبعد أن تكون هذه المنظومة في المكي والمدني كما ذكر بعض الباحثين.(4)
ولا يقطع الاحتمالَ إلا الاطلاعُ على هذه المنظومة كاملةً ، فلعل أحد الإخوة الباحثين الذين اطلعوا على هذه المنظومة أن يفيدنا بذلك مشكوراً ، خدمة للعلم وطلابه.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان للزركشي 1/520 ، الإتقان 1/48
(2) البرهان للزركشي 1/520 ، الإتقان للسيوطي 1/48 ،الكليات للكفوي 1/754، التبيان في مباحث تتعق بالقرآن لطاهر الجزائري 36 ، مناهل العرفان للزرقاني 1/190 ، تهذيب وترتيب الإتقان لعمر بازمول 106 .
(3) محفوظة بدار الكتب بمدينة المنصورة بمصر ، كما في فهرس عبدالرحمن عبدالتواب (م.م.خ 4/2 (1958م) 2/32، فهرس مجمع آل البيت بالأردن الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (علوم القرآن – مخطوطات التجويد)ص13
(4) انظر: المحرر في علوم القرآن للدكتور مساعد الطيار 74


[align=center]*****[/align]
 
الشيخ أبا عبد الله:

أشار الزركلي في ترجمة العزّ الديريني إلى أن أرجوزته ( التيسير) مطبوعة، وأشار بعضهم إلى أنها مطبوعة في القاهرة عام 1310 هـ في 167 صفحة.
والديريني - رحمه الله - ناظم. ذكر ابن قاضي شهبة أنه نظم وجيز الغزالي في قريب من 5000 بيت على حرف الراء، ونظم السيرة النبوية، ونظم التنبيه، لأبي إسحاق، وشرع في نظم الوسيط. وأن له المصباح المنير في علم التفسير في مجلدين.ولا أعرف هل هو نظم أم لا.
وذكر السخاوي في الضوء أن له نظمًا في الفرق بين الضاد والظاء، ورائية في مرسوم الخط، ومخمسة في العربية، والقريبة في 685 بيتًا. والميزان الوفي في معرفة اللحن الخفي. ولا أعرف هل هو نظم أم لا.
وذكروا له قصيدة لامية، وأرجوزة وجيزة، أولها:
[align=center]اللهَ أرجو ليس غير اللهِ ** اللهُ حسبُ الطالبِ الأوّاهِ[/align]
ذكر فيها مشايخه، ساقها السراج ابنُ الملقن في طبقات الأولياء.
وذكر السيوطي في معرفة المكي والمدني من إتقانه أن الديريني أفرده بالتأليف.
فلربما أن بيته هذا بيت منفرد، أو ضمن مقطوعة، أو أنه من أحد كتبه المنظومة على الطويل.
 
أحسنت الاستدراك أبا عبد الله ، أسأل الله لي ولك المزيد من فضله ونعمه .
والمنظومة مع طولها جميلة جدًا ، وهي تصلح للشرح والتدريس ، ففيها ـ مع الغريب ـ الإشارة إلى القراءات وتوجيهها .
والدريني صاحب أبيات سائرة ، ومنها ما يردد بعض الوعاظ ، وهي قوله :
إذا ما مات ذو علم وتقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمه
وموت العادل الملك المرجى حكيم الحق منقصة ووصمه
وموت الصالح المرضي نقص ففي مرآه للإسلام نسمه
وموت الفارس الضرغام ضعف فكم شهدت له في النصر عزمه
وموت فتى كثير الجود مَحْل فإن بقاءه خصب ونعمه
فحسبك خمسة تبكي عليهم وموت الغير تخفيف ورحمه
هكذا ذكرها محقق كتاب التيسير الدكتور مصطفى محمد الذهبي
 
عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الديريني أبو محمد الدميري فقيه شافعي مفسر أديب ( 612 ـ 694 هـ ) نسبته إلى ديرين بلدة من أعمال الغربية بمصر وله بالإضافة للتيسير في علم التفسير : ( المصباح المنير في علم التفسير ) وهو تفسير للقرآن،انظر طبقات المفسرين للداودي 1/304 ومعجم المفسرين لنويهض 1/285 .
 
وأضيف إلى مؤلفاته في علوم القرآن ما ذكره السيوطي في الإتقان 1/6 في النوع الأول : معرفة المكي والمدني قال : (أفرده بالتصنيف جماعة منهم مكي والعز الديريني ) ، ولعل من المناسبة أيضا أن أبين أن للديريني أيضاً مؤلفات في الحديث فقد ذكر العجلوني في كشف الخفاء 1 / 337 عند الكلام على حديث:
(البشاشة خير من القرى ): (قال في المقاصد لا أعرفه .... ونظمه عبدالعزيز الديريني في أبيات :
بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف الذي يأتي به وهو ضاحك
وفي لفظ
فكيف إذا جاء القرى وهو يضحك ) .
وعند الكلام على حديث : من أكل مع مفغور له غفر له قال العلجلوني 2/ 302
( وأورده عبدالعزيز الديريني في الدرر الملتقطة وقال لا أصل له )فله إذن الدرر الملتقطة ويظهر أنه في بيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة فحبذا من عنده الرسالة المستطرفة للكتاني أن ينظر فيها لمعرفة هذا الكتاب لأنه ليس في متناولي.
وفي 2/417 قال العجلوني عند الحديث على حديث ( النبي لا يؤلف تحت الأرض ) : (لا أصل له وممن صرح ببطلانه الديريني في الدرر الملتقطة لكنه قال انه منقول عن علماء أهل الكتاب كعبدالله بن سلام وكعب الأحبار)
وفي 2/457 قال عند الكلام على : ( الولد سر أبيه ) : (قال في المقاصد لا أصل له وكذا في الدرر تبعا للزركشي وقال الصغاني موضوع وقال الديريني في الدرر الملتقطه في توجيهه أن الولد اذا كبر ربما يتعلم من أوصاف أبيه ويسرق من طباعه بل قد تصحب رجلا فتسرق من طباعه في الخير والشر ) .
وقد ذكر المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير له قصة 1/ 126 ط المكتبة التجارية بمصر تصوير دار الفكر بيروت فلتنظر .
 
وذكر بعض أهل الطبقات أنه صوفي يتبع الطريقة الرفاعية، وذكروا له مصنفات في التصوف، منها: غاية التحرير، ولطائف القلوب، وأنوار المعارف.
رحمه الله، وعفا عنا وعنه.
ومن صيد الفوائد عن الطريقة الرفاعية.
 
يقوم أحد الباحثين الآن بدراسة المنظومات التي نظمت في علوم القرآن مثل هذه المنظومة وغيرها . أسأل الله أن يوفقه لإتمام بحثه ونشره .
 
جزاكم الله خيرا أساتذتنا الأفاضل علىماتم طرحه في موضوع منظومة الديريني في التفسير والمعروفة ( بالتيسير في علم التفسير) للإمام عبد العزيز الديريني المتوفي 694هـ
وقد كان هذا العالم الجليل موضوع بحثي في الماجستير هو ومنظومته الشهيرة وهي أرجوزة احتوت على ما يزيد على ثلاثة آلاف وثلاثمائة بيتا من الشعر على بحر الرجز وهو نفس ما عرضه أستاذنا الفاضل د/ عبد الرحمن الشهري فهي أرجوزة على بحر الرجز وليست على بحر الطويل وهي طريقة اتخذها علماء العصور الأولى في الإسلام لتيسير تلقى العلم على الطلاب خاصة وأن الإمام الديريني كان ممن يتلقى عنه العلم في أروقة مدارس الدولة الأيوبية مثل ألفية ابن مالك في النحو وألفية ابن معطي ومنظومة الشاطبي في القراءات وغيرها
كما أنها لاتعنى بالمكي والمدني فقط من مباحث علوم القرآن وإنما اشتملت على العديد من علوم القرآن

ولي تعليق أنه أثناء بحثي في تاريخ هذا العالم لم أجد له اهتمامات في الحديث أو علومه وإنما كان جل اهتمامه بالقرآن والفقه وأصوله
والكتاب الذي ذكره الأستاذ الفاضل ( مرهف ) وهو كتاب الدرر الملتقطة في المسائل المختلطة : كتاب فقهي على المذهب الشافعي حسب مذهب الديريني رحمه الله وموجود نسخة منه في دار الكتب المصرية ولكن مصورة علي ميكرو فيلم
وله ايضا كتاب مكاشفة القلوب في حضرة علام الغيوب وهو نفس مسمى كتاب الامام الغزالي وهو مطبوع مكتبة البابي الحلبي بالازهر
وله كتاب ارشاد الحيارى في الرد على النصارى وهو مصورمن ميكرو فيلم
وله كتاب المقصد الاسنى في معرفة الأسماء الحسنى
وللاسف لاتستحضرني الذاكرة لمزيد من المعلومات الآن فإذا أمهلتموني فإن شاء الله أزيد والله المستعان
وعموما لدي نسخة من أرجوزة الامام عبد العزيز الديريني نسخة خطية كتابة حجر من عام 1309هـ ونسخة أخرى محققة في وقت قريب من مكتبة الباز
ويشرفني أن أمد الموقع بما يريد من هذه الكتب للإفادة وجزاكم الله خيييييييييييييييييييرا
بموقعكم الموقر استعيد حيويتي العلمية
][ من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار]
 
منظومة التيسير في علوم التفسير للشيخ عبد العزيز بن أحمد الدميري الشهير بالديريني

وبهامشها ألفية الإمام أبي زرعة العراقي في تفسير غريب القرآن رتبها على حروف المعجم

والكتاب يقع في 161 صفحة

توجد منها نسخة في مكتبة الحرم المكي الشريف برقم 212 د ع ق
ورقم عام 8604
 
ويروى في خبر كلا قصة لا أظنها تصح أن الحجاج قالت له أسماء رضي الله عنها اللهم اقطعه كما قطعت كلا من النصف الأعلى فيقال أنه استعرض نصف القرآن قبل أن يغرز رجله في الركاب ،
أو نحو هذا
وهو مما تظهر عليه آثار القصاصين
 
منظومة التيسير في علوم التفسير للشيخ عبد العزيز بن أحمد الدميري الشهير بالديريني

وبهامشها ألفية الإمام أبي زرعة العراقي في تفسير غريب القرآن رتبها على حروف المعجم

والكتاب يقع في 161 صفحة

توجد منها نسخة في مكتبة الحرم المكي الشريف برقم 212 د ع ق
ورقم عام 8604


جزاكم الله ألف خير.....
 
د. أنمار قال:
منظومة التيسير في علوم التفسير للشيخ عبد العزيز بن أحمد الدميري الشهير بالديريني

وبهامشها ألفية الإمام أبي زرعة العراقي في تفسير غريب القرآن رتبها على حروف المعجم

والكتاب يقع في 161 صفحة

توجد منها نسخة في مكتبة الحرم المكي الشريف برقم 212 د ع ق
ورقم عام 8604

وجدت في مكتبتي 6 صور من هذه المنظومة، فمن يرغب في نسخة منها فليراسلني على الخاص بعنوان بريده وسأرسل لأول 6 طلبات بإذن الله تعالى في أقرب فرصة.
 
هنا مسألة أطرحها للنقاش ، أفادنيها أخي الكريم محمد خربوش الجزائري وفقه الله أثناء شرحي لرسالة السيوطي في علوم القرآن بمكة هذا العام 1429هـ . حيث ذكر لي قول أبي بن كعب الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه - كما في صحيح البخاري - كتاب الرقاق - باب ما يتقى من فتنة المال . وهو قوله بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم :(لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب) .
قال أبي : كنا نرى هذا من القرآن ، حتى نزلت (ألهاكم التكاثر) .

فهل يفهم من قول أبي بن كعب هذا أن سورة التكاثر مدنية وليست مكية ، وبهذا ينخرم الضابط الذي ذكره الديريني وغيره من أن (كلا) لم ترد في السور المدنية ؟
لم أجد مفسراً يقول بمدنية سورة التكاثر ، ووجدت البيضاوي يقول : مختلف فيها أي في مكيتها أو مدنيتها ولم أتتبع كلام كل المفسرين .
وقلت : لعل هذا جارٍ من أبي بن كعب وأنس مجرى التفسير لمعنى التكاثر في الآية وأن منه التكاثر في المال . وقد أورد ابن عاشور كلاماً شبيهاً به في تفسيره لسورة التكاثر ولم يتعرض لحديث أنس هذا .
فمن لديه جواب حول هذا السؤال فليفدنا مشكوراً جزاه الله خيراً .
 
شكرا لفضيلة شيخنا الشيخ عبد الرحمن على تواضعه ووفائه بوعده فجزاه الله خيرا، وتكملة للموضوع يقول الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في "الإتقان 1/46" سورة ألهاكم الأشهر أنها مكية. ويدل لكونها مدنية ـ وهوالمختار ـ ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن بريدة أنها نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار تفاخروا. الحديث. وأخرج عن قتادة أنها نزلت في اليهود. وأخرج البخاري عن أبيّ بن كعب قال: كنا نرى هذا من القرآن: يعني لوكان لابن آدم واد من ذهب حتى نزلت ألهاكم التكاثر. وأخرج الترمذي عن علي قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت، وعذاب القبر لم يذكر إلا بالمدينة كما في الصحيح في قصة اليهودية".
وقال الإمام أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن:"سُورَةُ التَّكَاثُرِ [ فِيهَا آيَتَانِ ] الْآيَةُ الْأُولَى قَوْله تَعَالَى : { أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ } : فِيهَا مَسْأَلَتَانِ : الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : إنَّهَا مَكِّيَّةٌ ، وَرَوَى الْبُخَارِيُّ أَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ .
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ ، وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إلَّا التُّرَابُ .
وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ } .
فَقَالَ ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ : كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ { أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ } .
وَهَذَا نَصٌّ صَحِيحٌ مَلِيحٌ غَابَ عَنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ ، فَجَهِلُوا وَجَهَّلُوا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْمَعْرِفَةِ .
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره:حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنِي، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، فِي قَوْلِهِ:" " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ " ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي قَبِيلَتَيْنِ مِنْ قَبَائِلِ الْأَنْصَارِ، فِي بَنِي حَارِثَةَ، وَبَنِي الْحَارِثِ، تَفَاخَرُوا وَتَكَاثَرُوا، فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا: فِيكُمْ مِثْلُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ وَفُلانٍ؟ وَقَالَ الْآخَرُونَ مِثْلَ ذَلِكَ، تَفَاخَرُوا بِالْأَحْيَاءِ، ثُمَّ قَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْقُبُورِ، فَجَعَلَتْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ تَقُولُ: فِيكُمْ مِثْلُ فُلانٍ؟ يَشِيرُونَ إِلَى الْقَبْرِ، وَمِثْلُ فُلانٍ؟ وَفَعَلَ الْآخَرُونَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ " ، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيمَا رَأَيْتُمْ عِبْرَةٌ وَشُغُلٌ"
والمتتبع لكتب التفاسير يجد أن أصح ما ورد في نزول هذه السورة ما رواه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق عن أنس بن مالك عن أبي بن كعب رضي الله عنهما.والله أعلم.
كتبه محمد بن علي خربوش.
 
بفضل الله تعالى وقفت على منظومة العلامة عبدالعزيز الديريني في (كلا), لكن ليس فيها البيت الذي سأل عنه فضيلة الدكتور/ عبدالرحمن الشهري, ليترجح أن البيت مفرد, كما ذكر فضيلته, والله أعلم.
وجاء البيت المستفسر عنه بالمعنى في هذه المنظومة, وهو قوله:
"والكل في النصف الاخير فاتبع
وكلها في السور المكية".
وهذه اللوحة الأولى من المنظومة:
http://up.tafsir.net/do.php?img=445
 
عودة
أعلى