أحمد بن محمد فال
New member
- إنضم
- 14/06/2010
- المشاركات
- 159
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ،وبعد :فهذه هوامش على كتاب [إثبات تواتر القرءان دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات] جعلتها على شكل وقفات والتزمت فيها بالمنهجية التالية:
1 - تجنبت فيها أسلوب الردود الذي يتسم عادة بالتجريج والنقد من أجل النقد
2 - التزمت فيها بنقل كلام المؤلف في المسائل التي أردت التعليق عليها
3 - علقت على المسائل حسب ورودها في كلام المؤلف، وربما كررت التعليق عليها بسب تكرر ورودها في كلامه، وربما أحلت عليها تفاديا للتكرار
4 - حصرت كلامي فيها في مسائل القراءات والقياس واللهجات وما يتصل بذلك، وأعرضت عما سوى ذلك،
هذا وقد وقفت في هذا الملتقى على بعض الردود التي نقدت الكتاب من زوايا مختلفة،ولعل هذه الهوامش وتلك الردود تزيل غبار الشبهات التي أثارها المؤلف حول بعض المسائل،والله تعلى نسأل أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه،إنه سميع مجيب
الوقفة الأولى:
قال المؤلف ((الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد فإن القرءان المتواتر جملة وتفصيلا دون الحاجة إلى خلاف اللهجات كالإدغام والتسهيل بأنواعه ونوعي الإمالة والإشمام والروم، وكذلك دون الحاجة إلى الخلاف اللغوي والذي لا علاقة له بالمعنى كوجهي يحسب، وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها، ومثل الفتح والإسكان في ياءات الإضافة المختلف فيها، والحذف والإثبات في الزوائد المختلف فيها، ومثل وجهي (الملائكة اسجدوا) والتأنيث والتذكير والخطاب والغيب وغالب الجمع والإفراد، ومثل وجهي (القدس) و(أكل) و(خطوات) ومثل تعدد اللغات في جبريل وميكال، وكذلك تواتر القرءان في كل خلاف معنوي، وفي كل زيادات في المبنى وتركها، كل على حدة مثل وجهي و(صى) و(فتنوا) النحل (وأرجلكم) و(يطهرن) و(ترجعون) بمعنى البعث، ومثل زيادة (هو) قبل الغني في الحديد وكقراءات (وأن يظهر في الأرض الفساد) وشبهه.
أقول لو تركنا جميع لهجات القسم الأول واكتفينا بالأصل الذي أثبتنا تواتره كما سيأتي قريبا، وكذلك لو اكتفينا بأحد وجهي الخلاف اللغوي الذي لا علاقة له بالمعنى في القسم الثاني لتم انقراض كثير من الروايات والقراءات ولما تأثر تواتر القرءان الذي يجب أن يتمسك بخلافه المعنوي كما هو القسم الثالث، وأن تتعدد بحسبه المصاحف والتلاوة،إن القضاء على الخلاف في القسم الأول ضروري لأنه خطوة ومشاركة في إنقاذ آية(ولقد يسرنا القرءان للذكر) المكررة في القمر بدل هذه اللهجات التي قلبت المعادلة وجعلت التمسك بها عائقا أمام إتقانالقرءان والتفرغ لخلافه المعنوي، وإن القضاء على الخلاف في القسم الثاني غير ضروري لكنه مشاركة في التيسير ولعلهما المقصودان بقول ابن الجزري النشر ("1/32" فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة ...إلخ)).هـ
أقول: هذه هي المقدمة التي بدأ بها المؤلف كتابه، وقد رأيت أن انقلها برمتها ليقف القارئ على منهجه في العرض والاستدلال، أما ماورد في هذه المقدمة ، فيجاب عنه من أوجه:
2 - :إجماع القراء على الادغام في مواطن كثيرة،منها ما أشار إليه الشاطبي بقوله:
ولا خلف في الادغام إذ ذل ظالم وقد تيمت دعد وسيما تبتلا
وقامت تريه دمية طيب وصفها وقل بل وهل:راها لبيب ويعقلا
ومنها (يدرككم) و(واضرب بعصاك) وماكان مثله مما سكن فيه أول المثلين في كلمة واحدة أو في كلمتين وهو كثير في القرآن، ومنها إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء بغير غنة،وإدغامهما في حروف (ينمو) بغنة، ومنها:الإدغام في(الضالين) و( صواف)ونحوه،ويشملكثيرا من كلمات القرآن ،فهذا كله يدلك على أن تواتر القرآن لاينفك عن هذه اللهجات، وإلا فقل لي فيكف يتأتى أداء هذه الألفاظ التي لم تنطق بها العرب إلابهذه الكيفية، ولم ينقل فيها عن أحد من القراء غير ما ذكر
الوجه الثالث: أن هذه النظرية غير قابلة للتطبيق،وقد ظهر ذلك بشكل واضح في خاتمة الكتاب ا حين اقترح المؤلف أن تعتمد رواية حفص في الإقراء، لقلة اللهجات فيها، فلم يلبث أن اصطدم بالتسهيل في ((أأعجمي))، والروم والاشمام في((تأمنا))([3]) فاختار التحقيق في ((أأعجمي)) موافقة لبعض القراء، واختار الادغام في ((تأمنا)) موافقة لأبي جعفر،فوقع فيما فر منه،لأن لإدغام صنو الروم والاشمام، ولأنه يلزم على الادغام في (تأمتا) تحقيق الهمزة لحفص،ولا يخفي ما في ذلك،لأن الجمع بين التحقيق والإدغام المحض لم يقرأ به أحد من العشرة من الطرق المشهورة المقروء بها،فلم يبق من سبيل إلا أن يقول بجواز القراءة بالإ ظهار،وتلك ثالثة الأثافي،لأن الإظهار لم يقرأ به في المتواتر .
الوجه الرابع:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقِرُّ قراءات أصحابه للقرءان على اختلاف لهجاتهم، وما أقره لا يمكن إلا أن يكون وحيا منزلا من عند الله، فقدتواترر فيما تواتر من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم أقرأ هشام ابن حكيم سورة الفرقان على وجه لم يقرئ عليه عمر ابن الخطاب ، فسمع عمر قراءة هشام فأنكرها، فرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ يا هشام ) فقرأ، فقال (هكذا أنزلت)، ثم قال (اقرأ ياعمر) فقرأ (فقال هكذا أنزلت)([4])
واماقوله:((وكذلك دون الحاجة إلى الخلاف اللغوي والذي لا علاقة له بالمعنى كوجهي يحسب، وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها)) فسيأتي الجواب عنه.
وأما قوله(( إن القضاء على الخلاف في القسم الأول ضروري لأنه خطوة ومشاركة في إنقاذ آية(ولقد يسرنا القرءان للذكر) المكررة في القمر بدل هذه اللهجات التي قلبت المعادلة وجعلت التمسك بها عائقا أمام إتقان القرءان والتفرغ لخلافه المعنوي، وإن القضاء على الخلاف في القسم الثاني غير ضروري لكنه مشاركة في التيسير )).
فيجاب عنه بأن اختلاف الأوجه ليس بالأمر الذي يعكر على علي قاعدة التيسير التي أشارت إليها الآية، وذلك أن الله تعلي جعل في طبائع البشر نوعا من التباين في العقل والإدراك والفهم، وهذا الاختلاف لا يناسبه إلا كثرة الأوجه وتعدد الروايات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في حد ذاته مظهر من مظاهر التيسير، وسياتي مزيد بيان لهذه المسالة
[1] انظر: النشر 1/13 وإتحاف فضلاء البشر، ص.18.
[2] انظر المعرب فيما وقع في القرآن من المعرب:للإمام السيوطي ص:27
[3] من المعاني اللطيفة أن لقاريء حين يلفظ بهذه الكلمة ،تضظرب شفتاه، نوع اضطراب، فكأنه يحكي حال إخوة يوسف حين قالوا لأبيهم ماقالوا .
[4] الحديث رواه البخاري في كتاب التفسير باب( لقد جاء كم رسول من أنفسكم ) 8/194، وفي كتاب الجهاد: باب قول الله عز وجل( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)6/26، وفي كتاب المغازي، باب: غزوة أحد وقول الله( وإذ غدوت من أهلك..)9/400،وفي كتاب التفسير، باب ( فمنهم من قضي نحبه..)8/377، وفي باب جمع القرآن 9/626،وفي باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم،8/637، وفي كتاب الأحكام باب:يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا،13/195، وفي كتاب التوحيد: باب : وكان عرشه على الماء 13/414، ورواه مسلم في الصحيح 6/98، ومالك في الموطا1/406.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ،وبعد :فهذه هوامش على كتاب [إثبات تواتر القرءان دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات] جعلتها على شكل وقفات والتزمت فيها بالمنهجية التالية:
1 - تجنبت فيها أسلوب الردود الذي يتسم عادة بالتجريج والنقد من أجل النقد
2 - التزمت فيها بنقل كلام المؤلف في المسائل التي أردت التعليق عليها
3 - علقت على المسائل حسب ورودها في كلام المؤلف، وربما كررت التعليق عليها بسب تكرر ورودها في كلامه، وربما أحلت عليها تفاديا للتكرار
4 - حصرت كلامي فيها في مسائل القراءات والقياس واللهجات وما يتصل بذلك، وأعرضت عما سوى ذلك،
هذا وقد وقفت في هذا الملتقى على بعض الردود التي نقدت الكتاب من زوايا مختلفة،ولعل هذه الهوامش وتلك الردود تزيل غبار الشبهات التي أثارها المؤلف حول بعض المسائل،والله تعلى نسأل أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه،إنه سميع مجيب
الوقفة الأولى:
قال المؤلف ((الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد فإن القرءان المتواتر جملة وتفصيلا دون الحاجة إلى خلاف اللهجات كالإدغام والتسهيل بأنواعه ونوعي الإمالة والإشمام والروم، وكذلك دون الحاجة إلى الخلاف اللغوي والذي لا علاقة له بالمعنى كوجهي يحسب، وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها، ومثل الفتح والإسكان في ياءات الإضافة المختلف فيها، والحذف والإثبات في الزوائد المختلف فيها، ومثل وجهي (الملائكة اسجدوا) والتأنيث والتذكير والخطاب والغيب وغالب الجمع والإفراد، ومثل وجهي (القدس) و(أكل) و(خطوات) ومثل تعدد اللغات في جبريل وميكال، وكذلك تواتر القرءان في كل خلاف معنوي، وفي كل زيادات في المبنى وتركها، كل على حدة مثل وجهي و(صى) و(فتنوا) النحل (وأرجلكم) و(يطهرن) و(ترجعون) بمعنى البعث، ومثل زيادة (هو) قبل الغني في الحديد وكقراءات (وأن يظهر في الأرض الفساد) وشبهه.
أقول لو تركنا جميع لهجات القسم الأول واكتفينا بالأصل الذي أثبتنا تواتره كما سيأتي قريبا، وكذلك لو اكتفينا بأحد وجهي الخلاف اللغوي الذي لا علاقة له بالمعنى في القسم الثاني لتم انقراض كثير من الروايات والقراءات ولما تأثر تواتر القرءان الذي يجب أن يتمسك بخلافه المعنوي كما هو القسم الثالث، وأن تتعدد بحسبه المصاحف والتلاوة،إن القضاء على الخلاف في القسم الأول ضروري لأنه خطوة ومشاركة في إنقاذ آية(ولقد يسرنا القرءان للذكر) المكررة في القمر بدل هذه اللهجات التي قلبت المعادلة وجعلت التمسك بها عائقا أمام إتقانالقرءان والتفرغ لخلافه المعنوي، وإن القضاء على الخلاف في القسم الثاني غير ضروري لكنه مشاركة في التيسير ولعلهما المقصودان بقول ابن الجزري النشر ("1/32" فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة ...إلخ)).هـ
أقول: هذه هي المقدمة التي بدأ بها المؤلف كتابه، وقد رأيت أن انقلها برمتها ليقف القارئ على منهجه في العرض والاستدلال، أما ماورد في هذه المقدمة ، فيجاب عنه من أوجه:
الوجه الأول: أن اللهجات العربية ،جزء من اللغة التي نزل بها القرآن،فلا يمكن أن تنفصل عنها،لأن العلاقة بينهما علاقة تلازم، وقد نص علماء القراءات على هذا المعنى،حين اشترطوا في صحة القراءة أن يصح سندها وتوافق الرسم ولو احتمالا، وتوافق اللغة ولو بوجه،سواء أكان أفصح أم فصيحا ،مجمعا عليه أم مختلفا فيه اختلافا لايضر مثله ،إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقاه الأمة بالإسناد الصحيح، إذ هو الأصل الأعظم والركن الأقوام([1] )،ولعل هذا هو السر في أن المؤلف ألغى هذه الأركان،لاشتمالها على هذا الركن ، لأن القضاء على اللهجات لايمكن الوصول إليه إلا بهذه الطريقة التي سيذكر المؤلف أنها إحدى نتائج تحقيقاته،ثم إن هذه اللهجات أقرب إلى اللغة التي نزل بها القرآن من كثير من الكلمات التي يسميها العلماء بالْمًعَرَّبِ، ك(مشكاة) و(قسطاس) و(إستبرق) فالأولى كلمة هندية ،والثانية كلمة رومية، والثالثة كلمة فارسية([2])، ولم ينقل عن أحد من المتقدمين أنه هم بتصفية القرآن من هذه الكلمات التي ترجع في أصولها إلى لغات العجم ،أفلا يسع المؤلف ما وسع غيره من المتقدمين والمتأخرين ؟
الوجه الثاني:أن تصفية القرءان من اللهجات أمر غيرممكن،لوجود كلمات كثيرة من القرآن لم تقرأ إلا بهذه الأوجه، التي يحلو للمؤلف ان يسميها ب"اللهجات،"ومن أمثلة ذلك:
1 - ((آلذكرين)) في الانعام و((آلله)) في يونس والنمل و((الآن)) في موضعي يونس ،فقد اتفق القراء العشرة على قراءة الهمزة الثانية من هذه الكلمات الثلاث في مواضعها الستة بوجهين،أحدهما تسهيلها بين بين، وثانيهما إبدالها ألفا مع المد الطويل،ولم يقرأ أحد منهم بتحقيقها كما سيأتي
ولا خلف في الادغام إذ ذل ظالم وقد تيمت دعد وسيما تبتلا
وقامت تريه دمية طيب وصفها وقل بل وهل:راها لبيب ويعقلا
ومنها (يدرككم) و(واضرب بعصاك) وماكان مثله مما سكن فيه أول المثلين في كلمة واحدة أو في كلمتين وهو كثير في القرآن، ومنها إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء بغير غنة،وإدغامهما في حروف (ينمو) بغنة، ومنها:الإدغام في(الضالين) و( صواف)ونحوه،ويشملكثيرا من كلمات القرآن ،فهذا كله يدلك على أن تواتر القرآن لاينفك عن هذه اللهجات، وإلا فقل لي فيكف يتأتى أداء هذه الألفاظ التي لم تنطق بها العرب إلابهذه الكيفية، ولم ينقل فيها عن أحد من القراء غير ما ذكر
الوجه الثالث: أن هذه النظرية غير قابلة للتطبيق،وقد ظهر ذلك بشكل واضح في خاتمة الكتاب ا حين اقترح المؤلف أن تعتمد رواية حفص في الإقراء، لقلة اللهجات فيها، فلم يلبث أن اصطدم بالتسهيل في ((أأعجمي))، والروم والاشمام في((تأمنا))([3]) فاختار التحقيق في ((أأعجمي)) موافقة لبعض القراء، واختار الادغام في ((تأمنا)) موافقة لأبي جعفر،فوقع فيما فر منه،لأن لإدغام صنو الروم والاشمام، ولأنه يلزم على الادغام في (تأمتا) تحقيق الهمزة لحفص،ولا يخفي ما في ذلك،لأن الجمع بين التحقيق والإدغام المحض لم يقرأ به أحد من العشرة من الطرق المشهورة المقروء بها،فلم يبق من سبيل إلا أن يقول بجواز القراءة بالإ ظهار،وتلك ثالثة الأثافي،لأن الإظهار لم يقرأ به في المتواتر .
الوجه الرابع:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقِرُّ قراءات أصحابه للقرءان على اختلاف لهجاتهم، وما أقره لا يمكن إلا أن يكون وحيا منزلا من عند الله، فقدتواترر فيما تواتر من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم أقرأ هشام ابن حكيم سورة الفرقان على وجه لم يقرئ عليه عمر ابن الخطاب ، فسمع عمر قراءة هشام فأنكرها، فرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ يا هشام ) فقرأ، فقال (هكذا أنزلت)، ثم قال (اقرأ ياعمر) فقرأ (فقال هكذا أنزلت)([4])
واماقوله:((وكذلك دون الحاجة إلى الخلاف اللغوي والذي لا علاقة له بالمعنى كوجهي يحسب، وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها)) فسيأتي الجواب عنه.
وأما قوله(( إن القضاء على الخلاف في القسم الأول ضروري لأنه خطوة ومشاركة في إنقاذ آية(ولقد يسرنا القرءان للذكر) المكررة في القمر بدل هذه اللهجات التي قلبت المعادلة وجعلت التمسك بها عائقا أمام إتقان القرءان والتفرغ لخلافه المعنوي، وإن القضاء على الخلاف في القسم الثاني غير ضروري لكنه مشاركة في التيسير )).
فيجاب عنه بأن اختلاف الأوجه ليس بالأمر الذي يعكر على علي قاعدة التيسير التي أشارت إليها الآية، وذلك أن الله تعلي جعل في طبائع البشر نوعا من التباين في العقل والإدراك والفهم، وهذا الاختلاف لا يناسبه إلا كثرة الأوجه وتعدد الروايات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في حد ذاته مظهر من مظاهر التيسير، وسياتي مزيد بيان لهذه المسالة
[1] انظر: النشر 1/13 وإتحاف فضلاء البشر، ص.18.
[2] انظر المعرب فيما وقع في القرآن من المعرب:للإمام السيوطي ص:27
[3] من المعاني اللطيفة أن لقاريء حين يلفظ بهذه الكلمة ،تضظرب شفتاه، نوع اضطراب، فكأنه يحكي حال إخوة يوسف حين قالوا لأبيهم ماقالوا .
[4] الحديث رواه البخاري في كتاب التفسير باب( لقد جاء كم رسول من أنفسكم ) 8/194، وفي كتاب الجهاد: باب قول الله عز وجل( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)6/26، وفي كتاب المغازي، باب: غزوة أحد وقول الله( وإذ غدوت من أهلك..)9/400،وفي كتاب التفسير، باب ( فمنهم من قضي نحبه..)8/377، وفي باب جمع القرآن 9/626،وفي باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم،8/637، وفي كتاب الأحكام باب:يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا،13/195، وفي كتاب التوحيد: باب : وكان عرشه على الماء 13/414، ورواه مسلم في الصحيح 6/98، ومالك في الموطا1/406.