منقول :-
《أدلة تسطح الأرض من أقوال أهل العلم والمفسرين من السلف الصالح والتابعين وغيرهم》:
(1)-الإمام القحطاني:(ت: 383 ه-) :
قال صاحب النونية الإمام والفقيه والحافظ عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني أبو محمد - في قصيدته المشهورة ( نونية القحطاني ) :
245- كذب المهندس والمنجم مثله *** فهما لعلم الله مدعيان
246- الأرض عند كليهما كروية ***وهما بهذا القول مقترنان
247- والأرض عند أولي النهى لَسطيحة *** بدليل صدق واضح القرآن
248- والله صيرها فراشا للورى *** وبنى السماء بأحسن البنيان
249- والله أخبر أنها مسطوحة *** وأبان ذلك أيما تبيان
250- أأحاط بالأرض المحيطة علمهم *** أم بالجبال الشمخ الأكنان
251- أم يخبرون بطولها وبعرضها *** أم هل هما في القدر مستويان
القحطاني: هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن السمح بن صالح بن هاشم بن غريب القحطاني المالكي المعاركي الأندلسي، ولد في قرطبة وارتحل إلى بلاد الشام ومكة المكرمة وبغداد ومصر ومرَّ بالمغرب، وسمع من علمائها وقد قال عنه أبو عبد الله الحاكم: اجتمعنا به بهمذان، مات ببخارى سنة 383هـ، وقد عُرف عنه أنَّه كان من خيرة الناس وأفضلهم، قال عنه غنجار في "تاريخ بخارى": «كان فقيهاً حافظاً، جمع تاريخاً لأهل الأندلس.» وقد كسب القحطاني هذه الشهرة الكبيرة من قصيدته النونية الشهيرة التي سُمِّيت باسمه والتي جمع فيها كثيرًا من أصول الدين .
		
	 و️نونية القحطاني: منظومة نونية في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ، تُنسب للإمام القحطاني الذي كتبها في ما يقارب 686 بيتًا و 690 بيتًا من الشعر في طبعات أخرى، شرح فيها الإمام القحطاني الأندلسي كثيرًا من أمور العقيدة والدين وفصَّل فيها في عدد من المسائل التي فيها اختلاف وتنازع بين أهل العلم بشكل عام، فتحدَّث عن أركان الإسلام الخمسة وسلَّط الضوء على كثير من المسائل الفقهية الفرعية وتناول الكثير من الآداب والحِكم والإرشادات، وقد تناول القحطاني في نونيِّتَهِ هذه أيضًا إثبات وحدانية الله وصفاته وإثبات الإيمان بالقضاء والقدر، كما أنَّه هاجم الأشاعرة والفلاسفة في أكثر من بيت من هذه القصيدة .
(2)-الإمام️ إبن عطية الأندلسي(481هـ /541هـ) :
في تفسير : "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز " للمفسر والمحدث، والمجاهد والأديب أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي
لآية : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ ) [ الرعد : 3 ]
قال: مَدَّ الْأَرْضَ يقتضي أنها بسيطة لا كرة- وهذا هو ظاهر الشريعة . [المحرر الوجيز/ المجلد الثاني/ الجزء الثالث/ ص (293)]
وفي تفسيره لسورة الغاشية : آية: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }(20)
قال: وظاهر هذه الآية أن الأرض سطح لا كرة، وهو الذي عليه أهل العلم، والقول بكرويتها وإن كان لا ينقص ركنا من أركان الشرع، فهو قول لا يثبته علماء الشرع [المحرر الوجيز/ المجلد الخامس/ الجزء الخامس/ ص 475]
وقال أيضا في تفسيره لآية: ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ) [ نوح : 19 ]
وقوله تعالى: { بساطاً } يقتضي ظاهره أن الأرض بسيطة كروية واعتقاد أحد الأمرين غير قادح في نفسه اللهم إلا أن يتركب على القول بالكروية نظر فاسد، وأما اعتقاد كونها بسيطة فهو ظاهر كتاب الله تعالى، وهو الذي لا يلحق عنه فساد البتة. واستدل ابن مجاهد على صحة ذلك بماء البحر المحيط بالمعمور، فقال: لو كانت الأرض كروية لما استقر الماء عليها. [ الجزء الخامس /صفحة 375]
(3)-️الإمام أبو منصور البغدادي(ت:429هـ) :
العلامة الفقيه الأصولي الإمام أبو منصور عبد القاهر البغدادي يبين في كتابه "الفرق بين الفِرق" أنّه من أصول أهل السنّة في زمانه أن الأرض مسطّحة ليست بكرة تدور حيث ذكر في باب الأصول التي اجتمع عليها أهل السنّة :
[ وأجمعوا -أي أهل السنّة- على وقوف الأرض وسكونها, وأن حركتها إنّما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها, خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوي أبداً ] .
وقال كذلك: [ وأجمعوا على أن الأرض متناهية الأطراف من الجهات كلّها وكذلك السماء متناهية الأقطار من الجهات الست, خلاف قول من زعم من الدهرية أنه لا نهاية للأرض من أسفل ولا من اليمين ولا من اليسار , ولا من خلف ولا من أمام, وإنّما نهايتها من الجهة التي تقابل الهواء من فوقها, وزعموا أن السماء أيضاً متناهية من تحتها, ولا نهاية لها من خمس جهات سوى جهة السفل ] .[صفحة 285]
وقال كذلك: [ وأجمعوا على أن السماوات سبع طباق, خلاف من زعم من الفلاسفة والمنجّمين أنها تسع, وأجمعوا على أنّها ليست بكريّة تدور حول الأرض, خلاف من زعم أنّها كراتٌ بعضها في جوف بعض, وأنّ الأرض في وسطها كمركز الكرة في جوفها ] أ.هـ [الفرق بين الفرق/صفحة:286]
وهذا إجماع صريح يؤيده ظاهر القرآن والسنة وفهم سلف الأمة على أن السماء سبع طباق بعضها فوق بعض وأنها ثابتة فوق الأرض المسطحة من وجه واحد وهو ظهرها المبسوط الذي يقابلها وليست كرات بعضها في جوف بعض وتدور حول الأرض الكروية التي تقع في وسطها ومركزها .
وهذا رد على النموذج الكروي لأرسطو وبطليموس القائل بأن السموات كروية مجوفة بعضها وسط بعض والأرض كروية في وسطها كالنقطة في الدائرة وأن الماء والهواء يحيطان بها من جميع جوانبها...وهو وإن كان يقول بثبات الأرض ومركزيتها وهو ظاهر الشريعة لكنه في نفس الوقت يقول بكرويتها وكروية السموات ودورانها وهذا خلاف الشرع...
وهذا بالنسبة للنموذج الكروي لأرسطو وبطليموس فما بالك بالنموذج الكروي الحالي المنسوب لأرسطرخس وكوبرنيكوس القائل بمركزية وثبات الشمس ودوران الأرض والكواكب حولها والمخالف للشرع وظاهر القرآن والسنة في كل شيئ .
وقال أيضا :
[ والباسط في الدلالة على بسط الرزق لمن شاء وعلى أنه بسط الأرض ولذلك سماها بساطا خلاف قول من زعم من الفلاسفة والمنجمين أن الأرض كروية غير مبسوطة ] (أصول الدين /صفحة:124)
(4)-الإمام الماورودي ( 364ه- /450 هـ ) :
قال الفقيه الحافظ القاضي علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي رحمه الله في تفسيره (النكت والعيون ) للآية الثالثة من سورة الرعد:
"قوله عزّ وجل: { وهو الذي مَدّ الأرض } أي بسطها للاستقرار عليها، رداً على من زعم أنها مستديرة كالكرة" [الجزء الثالث/صفحة: (92) ]
وقال أيضا في تفسيره لآية:{واللَّهُ جَعَل لكم الأرضَ بِساطاً }(نوح - 19)
أي مبسوطة، وفيه دليل على أنها مبسوطة [ الجزء السادس/الصفحة: 103]
والإمام الماوردي والإمام بن حزم "456هـ" رحم الله الجميع في فترة متقاربة, غير أنّ الإمام ابن حزم تأثّر بكتب الفلاسفة والمتكلّمين ,
قال إبن عبد الهادي في طبقات علماء الحديث (3/350) :
" وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق ، والفلسفة ، وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي ، وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة " أ هـ .
والإمام ابن حزم من أوائل من اشتهر عنهم القول بالكروية فتأمل ....
(5)-الإمامين جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي(المحلي ت:864هـ)(السيوطي ت: 911هـ) :
في تفسير: ( الجلالين) : للإمام والفقيه الشافعي والمُفسّر جلال الدين محمد بن أحمد المحلي، والإمام العلامة الفقيه والمفسر جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي لقوله تعالى :
{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} (الغاشية 20) :
{وَإِلَى الْأَرْض كَيْف سُطِحَتْ} أَيْ بُسِطَتْ فَيَسْتَدِلُّونَ بِهَا عَلَى قُدْرَة اللَّه تَعَالَى وَوَحْدَانِيّته وَصُدِّرَتْ بِالْإِبِلِ لِأَنَّهُمْ أَشَدّ مُلَابَسَة لَهَا مِنْ غَيْرهَا وَقَوْله سُطِحَتْ ظَاهِر فِي أَنَّ الْأَرْض سَطْح وَعَلَيْهِ عُلَمَاء الشَّرْع لَا كُرَة كَمَا قَالَهُ أَهْل الْهَيْئَة وَإِنْ لَمْ يَنْقُض رُكْنًا مِنْ أركان الشرع .
[ الصفحة:(592) ]
(6)-الإمام القرطبي: (توفي :671هـ) :
في تفسير: (الجامع لأحكام القرآن) للعلامة والفقيه والمحدث العابد "أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي" لقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ } (الرعد 3)
قوله تعالى: وهو{وهو الذي مد الأرض} لما بين آيات السموات بين آيات الأرض أي بسط الأرض طولا وعرضا . {وجعل فيها رواسي} أي جبالا ثوابت واحدها راسية لأن الأرض ترسو بها أي: تثبت والإرساء الثبوت قال عنترة:
فصبرت عارفة لذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع
وقال جميل:
أحبه والذي أرسى قواعده حبا إذا ظهرت آياته بطنا
وقال ابن عباس وعطاء:أول جبل وضع على الأرض أبو قبيس
مسألة : في هذه الآية رد على من زعم أن الأرض كالكرة، ورد على من زعم أن الأرض تهوي أبوابها عليها؛ وزعم ابن الراوندي أن تحت الأرض جسما صعادا كالريح الصعادة؛ وهي منحدرة فاعتدل الهاوي والصعادي في الجرم والقوة فتوافقا. وزعم آخرون أن الأرض مركبة من جسمين، أحدهما منحدر، والآخر مصعد، فاعتدلا، فلذلك وقفت. والذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها ومدها، وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها. [الجزء الثاني عشر /الصفحة: (7)و(8)و(9)]
وفي تفسيره لآية:{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا}[الحجر : 19]
قوله تعالى: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} هذا من نعمه أيضا، ومما يدل على كمال قدرته. قال ابن عباس: بسطناها على وجه الماء؛ كما قال: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] أي بسطها. وقال: {وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [الذاريات: 48]. وهو يرد على من زعم أنها كالكرة. [الجزء الثاني عشر /الصفحة:(190)و(191)]
(7)-الإمام الخازن(678 هـ/741هـ) :
في تفسير الخازن: {لباب التأويل في معاني التنزيل} للمفسر، والمحدث علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي أبو الحسن، المعروف بالخازن لآية: ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ ) [ الرعد : 3 ]
قوله تعالى: {وهو الذي مد الأرض} لما ذكر الدلالة على وحدانيته وكمال قدرته وهي رفع السماوات بغير عمد، وذكر أحوال الشمس والقمر أردفها بذكر الدلائل الأرضية، فقال: وهو الذي مد الأرض أي بسطها على وجه الماء، وقيل: كانت الأرض مجتمعة فمدها من تحت البيت الحرام، وهذا القول إنما يصح إذا قيل إن الأرض منسطحة كالأكف، وعند أصحاب الهيئة: الأرض كرة، ويمكن أن يقال: إن الكرة إذا كانت كبيرة عظيمة فإن كل قطعة منها تشاهد ممدودة كالسطح الكبير العظيم، فحصل الجمع ومع ذلك فالله تعالى قد أخبر أنه مد الأرض، وأنه دحاها وبسطها وكل ذلك يدل على التسطيح والله تعالى أصدق قيلاً وأبين دليلاً من أصحاب الهيئة {وجعل فيها}. يعني في الأرض {رواسي} يعني جبالاً ثابتة، يقال: رسا الشيء يرسو إذا ثبت وأرساه غير أثبته قال ابن عباس: كان أبو قبيس أول جبل وضع على الأرض[ الجزء الثالث/صفحة: (4)]
وفي تفسير الخازن أيضا لآية: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} [ الحجر : 19 ]
قوله سبحانه وتعالى: {والأرض مددناها} يعني بسطناها على وجه الماء كما يقال: إنها دحيت من تحت الكعبة ثم بسطت هذا قول أهل التفسير، وزعم أرباب الهيئة أنها كرة عظيمة بعضها في الماء، وبعضها خارج عن الماء، وهو الجزء المغمور منها واعتذروا عن قوله تعالى: {والأرض مددناها} بأن الكرة إذا كانت عظيمة كان كل جزء منها، كالسطح العظيم فثبت بهذا الأمر أن الأرض ممدودة مبسوطة وأنها كرة، ورد هذا أصحاب التفسير بأن الله أخبر في كتابه بأنها ممدودة، وأنها مبسوطة ولو كانت كرة لأخبر بذلك والله أعلم بمراده، وكيف مد الأرض {وألقينا فيها رواسي} يعني جبالاً ثوابت وذلك أن الله سبحانه وتعالى لما خلق الأرض على الماء مادت ورجفت فأثبتها بالجبال [الجزء الثالث/صفحة(52)]
(8)-الإمام ️أبو حيان(654 هـ/745 هـ) :
في تفسير : (البحر المحيط في التفسير) للعلامة الفقيه واللغوي أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الأندلسي لآية: ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ) [ نوح : 19 ] قال:
{ بساطاً } تتقلبون عليها كما يتقلب الرجل على بساطه. وظاهره أن الأرض ليست كروية بل هي مبسوطة
[الجزء الثامن/ الصفحة:(334) ]
وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَیۡفَ سُطِحَتۡ﴾
* يقول الامام ابن جرير الطبري (٣١٠ هـ):
وإلى الأرض كيف بُسطت، يقال: جبل مُسَطَّح: إذا كان في أعلاه استواء.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
وعن قتادة ﴿وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ : أي بُسطت.
من الآيات التي تشير إلى تسطح الأرض :
(12){ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [ البقرة : 149 ]
جاء في هذه الآية الأمر بالتوجه للمسجد الحرام واستقبال القبلة عند الصلاة من أي مكان في الأرض ،وهذا لايكون إلا على أرض مسطحة ويستحيل أن يكون على أرض كروية.
= قال الإمام العلامة المحدث الحافظ والمفسر شيخ الإسلام: "محمد بن أحمد بن علي السكندري الغيطي الشافعي" (910هـ/981 هـ) في كتابه : (الأجوبة المفيدة عن الأسئلة العديدة) :
[ وأما كون السموات دايرة بالأراضي فهذا قول أهل الهيئة كرية مستديرة ونقل ابن كثير عن غير واحد من العلماء كابن حزم وابن الجوزي أنهم حكوا الإجماع على ذلك وقال أهل الهيئة أن الأرض كرية أيضا وأنها في وسط الفلك كالنقطة في الدائرة والمح في البيضة ومعنى تمثلهم لها بالمح أن البيضة يقلب أعلاها أسفلها وأسفلها أعلاها والمح في مكانه لا ينتقل عنه وفي هذا تنبيه على أن الفلك هو المتحرك دون الأرض
والذي ذهب إليه عامة المفسرون الكتاب العزيز أن السماء مسطوحة غير كرية وكذلك الأرض عندهم مسطوحة غير كرية، قال العلامة المحقق الجلال المحلي في تفسيره عند قوله تعالى وإلى الأرض كيف سطحت قوله سطحت ظاهر في أن الأرض مسطح لا كرة فما قاله أهل الهيئة وإن لم ينقص ركنا من أركان الشرع. إنتهى .
لكن قال الحافظ الجلال السيوطي في الهيئة السنية أخرج عبد ابن حميد وابن وهب قال كل شيئ من أطراف السماء محدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله تعالىوالسماء بناها قال بناء السماء على الأرض كهيئة القبة وهي سقف على الأرض وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم ابن أبي مزة قال ليست السماء مربعة ولكنها مقبوة يراها الناس خضراء وهذه الآثار وما أشبهها لا تعين القول بأنها كرية مستديرة بل ظاهرها أن السماء سقف كري كالخيمة وهو قول قال به جماعة وإن رده من قال من أهل الهيئة أن بأنها كرية مستديرة كما رد القول بأنها مسطوحة وقد علمت أن ظاهر القرآن يؤيده وقال به عامة المفسرين كما تقدم...
"بساطا وظاهره ان الارض ليست كروية بل مبسوطة ".
* الشيخ حمود التويجري 1413 ه
اسم الكتاب: الصواعق الشديدة على اتباع الهيئة الجديدة
المؤلف: حمود التويجري
الطبعة: الأولى
الصفحة: ٨٣
قال كما قال الكافي قال: "قوله" كيف وقد دلت على ان الله حكيم مقتدر عليم حيث جعل الارض كرة لتكون فراشا ومهدا وذلولا قال: الامام محمد بن يوسف الكافي (غير صحيح) بالنسبة لكون الله جعل الارض كرة لانه لا شيء من ايات القران يدل على ذلك البتة كما تقدم واما كونه سبحانه وتعالى حكيما مقتدرا عليما فهذا ثابت له بنص الكتاب بقطع النظر عن كون الارض كرة دائرة او غير كرة وغير دائرة.
{ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَاشاً } [البقرة: 22 ] :
وجاء في : (التيسير في علم التفسير) للإمام "أبو القاسم القشيري" (376 هـ/465 هـ) : وقوله: {فراشا} جاء في التفسير عن ابن عباس وابن مسعود وقتادة والربيع بن أنس : مهادا، وأصله في اللغة من الفرش وهو البسط والفراش الذي يطير لانبساطه بين السماء والأرض في الهواء.....،وفي الآية دليل على أن الأرض مبسوطة وليست على هيئة الكرة .....ويدل عليه من جهة العقل أيضا أنه لو كانت الأرض على هيئة الكرة لم يستقر ماء البحر على ما هو عليه لأنه يكون كالإناء المقبب يفيض الماء من جوانبه ولا يستمسك فيه .
وجاء ️في تفسير: (فتح البيان في مقاصد القرآن) للإمام "أبو الطيب القِنَّوْجَي" (1248هـ/1307 هـ) : أي خلق لكم الأرض بساطاً ووطاء مذللة ولم يجعلها حزنة لا يمكن القرار عليها، والحزن ما غلظ من الأرض، " وجعل " هنا بمعنى صير وجاء بمعنى صار وطفق وأوجد، والتصيير يكون بالفعل تارة وبالقول والعقد أخرى، والفراش وطاء يستقرون عليها، واستدل به أكثر المفسرين على أن شكل الأرض بسيط ليس بكروي .
وجاء ️في تفسير: (حاشية القونوي على تفسير البيضاوي ومعه حاشية ابن التمجيد) للإمام "القونوي" (ت : 1195هـ) :
قوله : (وذلك لا يستدعي كونها مسطحة لأن كرية شكلها مع عظم حجمها واتساع جرمها لا يأبى الإفتراش عليها ) وإن صح إرادتها بل كونها مسطحة راجحة لأنها مختار ابن عباس عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهم وظاهر قوله تعالى: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} وقوله تعالى: {لَاتَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} يدل على كونها مسطحة، وابن عباس وجمع كثير من أهل العلم أعلم باللسان وأدرى بالبيان، فلا جرم أن الميل إليه مقبول لدى أولي العرفان، والكروية قول الفلاسفة، والظاهر أنها مختار المصنف تبعا للإمام الرازي فإنه قول الوجوه العقلية التي أقيمت على الكروية في تفسيره، والمصنف تبعه مع تقرير حدوثها فحينئذ لا محذور في كلا الاحتمالين لكن متابعة السلف أسلم .
وجاء في تفسير: (تفسير القرآن) للإمام أبو المظفر السمعاني" (426هـ/489هـ) : قد كَانَت الأَرْض مَدَرَة مُدَوَّرَة، فبسطها الله تَعَالَى ومدها .
و️جاء في تفسير: (هيمان الزاد إلى دار المعاد) للعلامة "أمحمد بن يوسف أطَّفَيِّش" (1305 هـ/1385 هـ) : (وهو الذي مد) بسط (الأرض) على الماء من تحت البيت الحرام طولا وعرضا لينتفع عليها، سواء قلنا أنها سطحية وهو الصحيح الظاهر، أو كروية الشكل كما قال أصحاب الهيئة .....
وجاء في تفسير: (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية) للإمام "محمد بن علي بن محمد الشوكاني" (1173 هـ/1255 هـ) : أيْ: بَسَطْناها وفَرَشْناها كَما في قَوْلِهِ: ﴿والأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحاها﴾ [النازعات: 30 ] وفي قَوْلِهِ: ﴿والأرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الماهِدُونَ﴾ [الذاريات: 48] وفِيهِ رَدٌّ عَلى مَن زَعَمَ أنَّها كالكُرَةِ .
وجاء في: (الإكليل في استنباط التنزيل) للإمام عبد الرحمن جلال الدين السيوطي" (849 هـ/ 911 ه-) :
قال الكرماني: فيه دليل على أن الأرض مبسوطة وليست على شكل الكرة .
وجاء في تفسير: (الجواهر الحسان في تفسير القرآن) للعلامة "عبد الرحمن الثعالبي" ( 786 هـ/872 هـ) : وظاهر الآية: أنَّ الأرْضَ بسيطَةٌ غيرُ كُرِيَةً، واعتقادُ أحَدِ الأمْرَيْنِ غَيْرُ قَادِح في الشرْعِ بنفسِه، اللهمَّ إلاَّ أنْ يترتبَ على القولِ بالكُرِيَّةِ نَظَرٌ فاسِدٌ، وأما اعتقادُ كونِها بسيطةً، فهو ظاهِرُ كتابِ اللَّه تعالى، وهو الذي لاَ يَلْحَقُ عنه فسادٌ أَلْبَتَّةَ، واستدلَّ ابن مجاهد علَىٰ صحَّة ذلك بماءِ البحر المُحِيطِ بالمَعْمُورِ فَقَال: لَوْ كانت الأرضُ كُرِيَّةً لَمَا اسْتَقَرَّ المَاءُ عَلَيْهَا .
(10)﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰدࣰا﴾ [النبأ: 6] :
جاء في تفسير الإمام مقاتل بن سليمان (ت: 150 هـ) : يعني فراشاً وأيضاً بساطاً مسيرة خمسمائة عام .
أي: فَرَشَها وبسَطَها لكم كَهَيئَةِ البساطِ، تستقرُّون عليها وتنصَرِفون فيها .
وجاء في: (التفسير الكبير) للإمام "سليمان بن أحمد الطبراني"(260 هـ/360 هـ) : أي: فَرَشَها وبسَطَها لكم كَهَيئَةِ البساطِ، تستقرُّون عليها وتنصَرِفون فيها .