هل تصلح الهرمنيوطيقا نهجًا لتفسير القرآن؟!

من الكتب الهامة التي طبقت المنهج الهرمونوطيقي، كتاب "The Zealot: the life and time of Jesus of Nazareth" (المؤمن الراسخ: حياة وعصر عيسى الناصري)، ويروي سيرة المسيح عليه السلام. من تأليف الكاتب الإيراني الأمريكي رضا أصلان. وهو أستاذ جامعي في التاريخ القديم، تحول للمسيحية في مراهقته، ثم أسلم نتيجة بحث معرفي طويل حين كان في الجامعة. ورفض المذهب الشيعي، ويعتبر حاليا من رموز المدافعين عن حقوق المسلمين في أمريكا، والمناظرين للإلحاد

تابعت العديد من محاضراته، والتي كان يبدأها بمقدمة، يشرح فيها أسلوبه في تأليف ذلك الكتاب.
قال أنه لا يتكلم عن ( عيسى عليه السلام ) المتعلق في الإيمان أو عن عيسى الذي عرّفوه وشكلوه الناس من خلال خلفياتهم الدينية، بل عيسى الناصري التاريخي!
وقال إن الكثير من علماء التاريخ يجدون صعوبة في إعادة بناء ( سيرة تاريخية ) عن عيسى عليه السلام، إذ لا توجد مادة كافية يبنون عليها! ويقصد بذلك المادة التاريخية الغير مصبوغة بصبغة دينية!، وكان مما قال أيضاً أن ( المؤكد) عن عيسى عليه السلام تاريخياً ثلاثة أمور
١- أنه يهودي.
٢- أنه قام بحركة - يقصد ثورة على السائد أو ماشابه .
٣- أنه ( صُلب) نتيجة لهذه الحركة.!

ويكمل رضا أصلان الكلام ويقول...
ونتيجة لهذه الشح في المعلومات التاريخية يُحبط الكثير من علماء التاريخ لبناء سيرة تاريخية عن
شخص يُعد من أعظم الشخصيات التي تأثر بها التاريخ البشري.

وأضاف، أنه على عكس الكثير من العلماء لم يستسلم!
لماذا؟
قال :
إذا كانت المعلومات عن عيسى تاريخياً شحيحة، فالبيئة التي عاش فيها عيسى عليه السلام كانت ثرية تاريخياً، لأن الروم كانوا حريصون على توثيق تاريخهم وكتابته، وعلى هذا الأساس زرع هذه البذور التاريخية والشحيحة عن عيسى عليه السلام في هذه البيئة ، فظهر له عيسى التاريخي! ( على حد وصفه)!
كذلك قال أنه من المهم أن يُفسر كل قول لعيسى عليه السلام بناء على الثقافة واللغة اليهودية!

وكان من ضمن ما استنتجه:
أن عيسى عليه السلام لم يكن ( حمامة السلام) كما يصفه النصارى، بل كان قوياً في الحق، وأن الروم لا يصلبون إلا من يهدد دولتهم.
وقال أيضاً أن عيسى عليه السلام لم يدعي أنه إله على الأرجح وذلك من منطلق تاريخي.

==================
وبالرغم أنه دكتور ويحمل أربع شهادات أكاديمية! لم يرضى عنه النصارى حتى الليبراليون!
وقالوا أن خلفيته الإسلامية أثرت على كتابه!
وبالرغم أنه مافتيء ينكر هذه الإتهامات إذ أنه لا يتفق مع المسلمين في قولهم أن عيسى عليه السلام لم يُصلب، لكنه لم يرضوا! ولن يرضوا حتى تتبع ملتهم!
 
أقولُ متعجبًا وبغضب: سبحان الله، من الذي زعم ذلك، هذا بهتان عظيم...
لم أذهب للدكتور الطيار ولم أشرف بعد بلقائه....
أرجو أن تخبرنا بمن زعم ذلك، وعليك تصويب ذلك، لأن في السياق إساءة لا أقبلها....
حاضر سيدي، بما أن إستعمالي للأمثال الكامنة غير واضح، سأستخدم أدوات التشبيه لأصوب كلام:
مثل كلامك في المشاركة 129 وما نسبته لصديقك البروفيسور هنري فيركلر كمثل من ذهب إلى الدكتور مساعد الطيار يسأله عن التفسير بالإشارات الغنوصية والباطنية، ثم رجع إلينا وقال: "يا سادة، هذا ما فعله التفسير بالقرآن، فماذا أنتم فاعلون؟ لسنا بحاجة إلى التفسير إن كنتم تعتبرون ..".

الآن واضح؟ هذا ما نتمناه إن شاء الله، إذن لا حاجة للغضب ولا وجودة للإساءة، إذ كل ما هنالك دعوة إلى عدم خلط الأمور فعندما تسأل عن الهرمنيوطيقا الاستعارية أو "الأليغورية" فإنك تسأل عن الأليغورية، وعندما تسأل عن الهرمنيوطيقا فإنك تسأل عنها لا عن غيرها، أي: عندما تسأل عن التفسير اللغوي فأنت تسأل عن التفسير اللغوي لا التفسير ولا التفسير الباطني ولا التفسير الفقهي ولا التفسير الكلامي .. ولا غيرها من التفاسير إلا التفسير اللغوي.

عندما قلت في تعليقي "لم تزودنا بالسياق الذي طرح فيه السؤال" لم أقل ذلك عبثا، بل لتطبيق التحليل القريني (أو contextual analysis في كتاب البروفيسور هنري فيركلر) لأن الهدف هو الوصول إلى تأويل صحيح لما نقلته عن البروفيسور. وتفاعلك مع هذا الطلب مشكورا كشف لي عن خلط كبير:
- في المشاركة 129: الهرمنيوطيق نموذج للتفسير تم تطويره من قبل الإغريق في القرون ..
- في المشاركة 142: الألغورية هي نموذج للتفسير تم تطويره من قبل الإغريق في القرون ..


معلومة:
الأليغورية أو المجاز باب يندرج ضمن مبحث التحليل الأدبي للنص، وهو مبحث من مباحث الهرمنيوطيقا في كتاب البروفيسور هنري فيركلر (special literary analysis).
 
من تأليف الكاتب الإيراني الأمريكي رضا أصلان.
قرأت له كتاب No god but God وأسلوبه في التأليف رائع جدّا. وكما قلت في مشاركة سابقة الهرمنيوطيقا لا تتعامل مع النصوص فقط، بل تقريبا مع كل حاملات المعرفة: نص، رمز، ظاهرة، شيء، .. ربما كتاب "تأويل الثقافات" لكليفورد غيرتز من أهم الكتب في المنهج الإناسثقافي في التأويل (هرمنيوطيقا الانثروبولوجيا الثقافية) حيث يستخدم الهرمنيوطيقا في دراساته للأنظمة الرمزية:
Geertz used hermeneutics in his studies of symbol systems to try to understand the ways that people "understand and act in social, religious, and economic contexts " (Woodward 1996:557).

الكتاب نقله إلى العربية الدكتور محمد بدوي، وموجود على النت: http://www.mediafire.com/?85qadk5bjbd5kg9.
 
"حاضر سيدي، بما أن إستعمالي للأمثال الكامنة غير واضح، سأستخدم أدوات التشبيه لأصوب كلام:
مثل كلامك في المشاركة 129 وما نسبته لصديقك البروفيسور هنري فيركلر كمثل من ذهب إلى الدكتور مساعد الطيار يسأله عن التفسير بالإشارات الغنوصية والباطنية، ثم رجع إلينا وقال: "يا سادة، هذا ما فعله التفسير بالقرآن، فماذا أنتم فاعلون؟ لسنا بحاجة إلى التفسير إن كنتم تعتبرون ..".
الآن واضح؟
سيد زاوشثتي للأسف لم يتضح شيء
حتى في تشبيهك أسأت إساءة بالغة
هذا ملتقى علمي لا ذكر فيه للتشبيهات بل للحقائق
أرجو ألا تتكرر تلك الإساءة لا معي ولا مع غيري وشكرًا
 
أخي عبدالرحمن أبوالمجد،
أعتذر ولم أقصد الإساءة، ولا أعتقد بحدوث إساءة، لكن من ناحية أرحّب بالإنتقادات والتوجيهات حتى الشخصية أي الخارجة على الموضوع منها. من ناحية ثانية: في الهرمنيوطيقا الفكرية من يرى أن عملية الفهم لا تتم بلا إفتراضات أو أحكام مسبقة ولذا لا أستبعد في التأويل الذاتي وقوع الإساءة لأن المحتمل هنا هو تجربة شخصية ما في سياق محدد حيث كان التواصل بالأمثال قد أدت إلى تفاعل مغاير ينتج عنه الإحسساس بالإساءة، وهذا تأويل صحيح داخل الذات وفي هذا الإطار يمكن نقد نقد الأستاذ الجشتمي الذي وجّهه لرأي الأستاذ أحمد بوعود في النظرة الهرمنيوطيقية التي ذهب فيها جادمير إلى القول بأن كل تفسير للنص فهو تفسير صحيح (http://vb.tafsir.net/tafsir23314/#.VU5rHJO0ddh) لأن قوله هذا مستساغ عندما يتعلق الأمر بالتأويل الذاتي أو عندما يتعلق الأمر بالتفاسير التي تخضع لنفس الضوابط والشروط. ومع ذلك يمكن النظر إلى هذا الرأي على أنه وسط بين "البلاغ المقصود" عند صديقك البروفيسور هنري فيركلر والتوجهات المابعدحداثية التي لا تسلم بإمكانية قيام تفسير صحيح أو باطل. من ناحية ثالثة: رغم ترحيبي بالإنتقادات والتوجيهات إلا أن الأولوية للأسئلة المعلّقة، والمتسلسلة والمستمرة والتي تدفّقت من مشاركات متعددة وآخرها الآن هذه التي تحمل الرقم 155، وهذه الأولوية لسبب فني معروف وهو أن المشخصنات والنصائح والشكاوى إنما عن طريق الرسائل الخاصة، الإشراف والقسم الخاص بالشكاوى، وهذه من وظائف برنامج الملتقى والتي تم تصميمها بتطبيق الهرمنيوطيقا، أي أن هذه الهرمنيوطيقا حاضرة حتى في الفن والتقنية (On the hermeneutic implications of text encoding). الثمرة الثانية لهذا التصنيف الهرمنيوطيقي للوظائف والأقسام هي تنظيم التخصص فلا مكان في المواضيع المخصصة للحوار المعرفي أو العلمي أو الأكاديمي إلا ما يخص الحوار، وأما في الحوارات النقدية فلا مكان إلا للرصاصات الإعتراضية والقنابل النقدية..

ودائما في إطار الهرمنيوطيقا، نطرح السؤال المهم: كيف نستفيد من الفكرة التي تقول أن عملية الفهم لا تتم بلا إفتراضات أو أحكام مسبقة؟ نستفيد منها في التواصل، و من خلال العمل بمقاصد "مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ؛ إِلا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةٌ".

أما قولك "هذا ملتقى علمي لا ذكر فيه للتشبيهات بل للحقائق"، فأقول - و طبعا دائما في إطار الهرمنيوطيقا و بعد أخذ الأليغورية بعين الأعتبار، أي الأمثولية أو المجازية (باب من أبواب مبحث التحليل الأدبي للنص الذي هو من مباحث الهرمنيوطيقا في كتاب البروفيسور هنري فيركلر special literary analysis) - كيف نوفق بين كلامك هذا، وموقف شيخ الإسلام ابن تيمية من المجاز؟ هل نفي المجاز نفي للأمثال لأن عكس المجاز حمل الكلام على الحقيقة؟ هل أنكر المجاز من باب سد الذريعة، ومن ثم نعيد قراءة موقفه هرمنيوطيقيا بنما نستفيد منه أن النفي/الإنكار لا يحمل معنى بل وظيفة؟

طبعا أسئلة الهدف منها الهرمنيوطيقا، لا الكلام في حد ذاته عما يخص أو لا يخص الملتقى العلمي إذ لم أر في أغلب المشاركات أي شيء يمت للحقائق (أو التطبيقات والنماذج والأمثلة) بصلة.
 
لو سمحتم،
ارجو ممن لديه اطلاع على الهرمنيوطقيا( تعريفها، مبادئها، تطبيقاتها)، ان يضع روابط لكتب عنها، و يمكن تحميلها من الانترنت.
علما انه في المشاركة رقم (67)، ذكر اسماء لكتب في هذا المجال لكن بعضها غير موجود في الانترنت .


مع جزيل الشكر.
 
أختنا زمزم،
تلك الكتب - وغيرها من الكتب المشار إليها في هذا الموضوع - طبقت (بعض أجزاء) الهرمنيوطيقا وليست حول الهرمنيوطيقا، ماعدا:
- The Hermeneutical Spiral لـ Grant R. Osborne
- Hermeneutics لـ Henry A Virkler
- A Short Introduction to Hermeneutics لـ David Jasper
 
لا يوجد مروِّج ولا متحمِّس لفكر شلايرماخر في العالَم العربي تقريبًا مثل د. نصر حامد أبو زيد الذي رأَى فيه بُغْيتَه، يقول عنه: "يعود إليه الفضل في أنَّه نقل المصطلَح من دائرة الاستخدام اللاهوتِي ليكون علمًا أو فنًّا لعمليَّة الفهم وشروطِها في تحليل النصوص، وهكذا تباعد شلايرماخر بالتأويليَّة بشكلٍ نهائيٍّ عن أن تكون في خدمة علمٍ خاص، ووصل بها إلى أن تكون علمًا بذاتها يؤسِّس عملية الفهم، وبالتالي عمليَّة التفسير"؛ (إشكاليات القراءة وآليات التأويل ص20).

في الحقيقة لم ينقل شلايرماخر المصطلَح كما ادَّعى أبو زيد، ولم يتباعَد بالتأويلية بشكلٍ نهائي كما زعم أبو زيد، للأسف لم أجد لهذه الأقوال أساسًا؛ لا فيما طالعتُ من كتبِه ولا فيما كُتب عنه، وهذه فرصة مناسبة للتفكير حول فريدريش شلايرماخر خلال هذه المقابلة مع البروفيسور ريتشارد كروتر المتخصِّص في شلايرماخر، وكَتَب عنه كتابَه "فريدريش شلايرماخر بين التنويرِ والرومانسية"؛ الذي يؤكِّد فيه بأنه ظلَّ وفيًّا للاهوت البروتستانتي، خلافًا لمزاعم (أبو زيد) ومَن دار في فلَكِه.
 
يا سيدي الكريم:
لم تسأل الأستاذ المحترم ريتشارد كروتر حول الهرمنيوطيقا (التأويلية) و لا نظرية الهرمنيوطيقا (فن التأويلية) حتى يتبين لنا الخط الأبيض من الأسود؛ إذن: لا علاقة لمقدمة الحوار بالحوار، ولهذا سألت في مشاركتي السابقة عن مناسبة الحوار، لا مناسبة مقدمته لأن المقدمة أو الإشارة إلى مقولة ناصر حامد أبو زيد شيء، بينما الحوار شيء آخر.

أما كلام ناصر حامد أبو زيد فهو كلام صحيح ومعروف في كل التمهيديات إلى الهرمنيوطيقا، وهذا ما أشرت إليه في قولي أن شلايرماخر أحدث نقلة نوعية في الهرمنيوطيقا. ثم الأستاذ الفاضل د. أحمد بوعود (في موضوعه http://vb.tafsir.net/tafsir23314/#.VVuyepO0ddg) لم يقل بخلاف ما ينسب هنا لناصر حامد أبو زيد.

وخلاصة القول: التحول هنا من علم خاص -مثل علوم الآلة-، إلى علم قائم بذاته. بمعنى آخر: التأسيس التنظيري للهرمنيوطيقا النظرية التي إبتعدت عن الهرمنيوطيقا البيبلية، ولو لم يكن الأمر كذلك لما صلحت الهرمنيوطيقا في العلوم الأدبية والثقافية والعلوم الإنسانية عامة، ولكانت حبيسة علم خاص يتعلق بتأويل الكتاب المقدس، أي علم تفسير الكتاب المقدس. والهرمنيوطيقا إستطاعت بذاتها الدفاع عن نفسها والصراع من أجل البقاء رغم كل الهجومات المتتالية التي تعرضت لها من طرف الإتجاهات الأخرى، والإتجاهات المابعدحداثية بالخصوص، وأنصح بقراءة تقديم Joel Weinsheimer في ترجمة Martha Woodmansee لكتاب Peter Szondi:
Introduction to Literary Hermeneutics
(Literature, Culture, Theory)


وبالنسبة لحجة لم أقرأ أو لم أجد فمغالطة منطقية واضحة.
 
إن كان المقصود هو أن الهرمنيوتك من علوم الآلة كعلم الرياضيات والفيزياء فهذا خطأ شنيع وكل مايبنى عليه من كلام فهو باطل .
الهرمنيوتك كما قلنا ونعيد هو محاولة لمسايرة العلوم التطبيقية للوصول إلى الحقائق وكشفها في العلوم الإنسانية ، وتاريخها التطبيقي أثبت فشل ذلك فشلا ذريعا، فلم يجد دعاته بدا من أن ينحوا به إلى مبدأ النقض ، أي أن كل نص نص يكشف بنقضه ، هكذا زعم أهله .
ولهانز قادامر كلام مفصل حول هذا ، يرجع إليه .
ويمكن فهم سبب محاولتهم تفكيك نصوصهم التاريخية الدينية اعتمادا على مبدأ النقض وذلك لكثرة ما يصدم العقل فيها ولا يتفق مع الطبع السليم .
 
أخي العزيز محمد عبدالله آل الأشرف:
والله الذي لا إله إلا هو لم أفهم ولا جملة واحدة في تعليقك الأخير، ماعدا إستنتاج واحد توصّلتُ إليه وهو أنك طبّقت الهرمنيوطيقا في تأويل "سبب محاولاتهم". فهل من توضيح أكثر حول النقط التالية:
- إن كان المقصود هو أن الهرمنيوتك من علوم الآلة
- من علوم الآلة مثل الرياضيات
- الرياضيات علم آلة
- إن كان المقصود كذلك .. خطأ شنيع
- كل ما يبنى عليه (على المقصود؟ على الخطأ الشينع؟) من كلام فهو باطل
- الهرمنيوتك كما قلنا ونعيد: في أي مشاركة حتى أعود إليها وأقرأ المقولة في السياق؟
- الهرمنيوتك محاولة لمسايرة العلوم التطبيقية
- هدف المسايرة الوصول إلى الحقائق وكشفها في العلوم الإنسانية
- تاريخ الهرمنيوطيقا التطبيقي
- التاريخ أثبت فشل المسايرة
- أدى الفشل إلى مبدأ النقض
- كل نص نص يكشف بنقضه
- زعم أهل الهرمنيوطيقا أن كل نص نص يكشف بنقضه
- لقادامر كلام مفصل حول (؟ ماذا ؟)
 
أنا أصدقك دون حاجة إلى ألفاظ الأيمان المغلظة !
أنا على استعداد أن أجيب على أسئلتك واحدا تلو الآخر ، فاختر بأيها نبدأ .
 
من أين نبدأ؟
- بداية عامة: تعريف للهرمنيوطيقا + مثال أو تطبيق.
- بداية تتعلق بآخر مشاركة:
- إن كان المقصود هو أن الهرمنيوتك من علوم الآلة
- من علوم الآلة مثل الرياضيات
- الرياضيات علم آلة
- إن كان المقصود كذلك .. خطأ شنيع
- كل ما يبنى عليه (على المقصود؟ على الخطأ الشينع؟) من كلام فهو باطل
- الهرمنيوتك كما قلنا ونعيد: في أي مشاركة حتى أعود إليها وأقرأ المقولة في السياق؟
- الهرمنيوتك محاولة لمسايرة العلوم التطبيقية
- هدف المسايرة الوصول إلى الحقائق وكشفها في العلوم الإنسانية
- تاريخ الهرمنيوطيقا التطبيقي
- التاريخ أثبت فشل المسايرة
- أدى الفشل إلى مبدأ النقض
- كل نص نص يكشف بنقضه
- زعم أهل الهرمنيوطيقا أن كل نص نص يكشف بنقضه
- لقادامر كلام مفصل حول (؟ ماذا ؟)

بما أنها متسلسلة حسب ورودها في التعليق فالبداية حيث تبدأ السلسلة. من أهداف الهرمنيوطيقا رفع سوء التفاهم وتقليص إحتمالية سوء التواصل وقديما قيل فهم السؤال نصف الجواب وهي مقولة هرمنيوطيقية، لذا سأستعمل الأرقام.

فهل من توضيح أكثر حول النقط التالية:
1- إن كان المقصود هو أن الهرمنيوتك من علوم الآلة
2- من علوم الآلة مثل الرياضيات
3- الرياضيات علم آلة
4- إن كان المقصود كذلك .. خطأ شنيع
5- كل ما يبنى عليه (على المقصود؟ على الخطأ الشينع؟) من كلام فهو باطل
6- الهرمنيوتك كما قلنا ونعيد: في أي مشاركة حتى أعود إليها وأقرأ المقولة في السياق؟
7- الهرمنيوتك محاولة لمسايرة العلوم التطبيقية
8- هدف المسايرة الوصول إلى الحقائق وكشفها في العلوم الإنسانية
9- تاريخ الهرمنيوطيقا التطبيقي
10- التاريخ أثبت فشل المسايرة
11- أدى الفشل إلى مبدأ النقض
12- كل نص نص يكشف بنقضه
13- زعم أهل الهرمنيوطيقا أن كل نص نص يكشف بنقضه
14- لقادامر كلام مفصل حول (؟ ماذا ؟)
 
أظنك اخترت أن نبدأ بالتعريف فإن كان كذلك فقد أحسنت الابتداء.
الهرمنيوتك :
هو علم ( هكذا زعم أهله ) قام على علم المنطق يساعد على تفكيك النص التاريخي ( الديني ) وبسطه لمعرفة المراد منه في السياق الذي جاء فيه ( التاريخي ) ويعتمد على مبدأ مقابلة النص بنقيضه لمحاولة معرفة المراد من النص الأصل .
 
بارك الله فيك أخي محمد آل الأشرف؛
طبعا لا أتفق كليا مع التعريف، ولكن سأفترضه من الناحية الفنية، كقاعدة تنطلق منها لتوضيح النقاط في التعليق السابق. عليه: ما معنى (1) أو "إن كان المقصود هو أن الهرمنيوتك من علوم الآلة" في إطار هذا التعريف خصوصا وأنك ذكرت أنه علم "يساعد" فهو علم مساعد، أي من العلوم المساعدة، فبالتالي من علوم الآلة؟
 
أخي شايب
إني لماقرأت مشاركتك رقم 161 وجدتك تقول فيها :
التحول هنا من علم خاص - مثل علوم الآلة -،إلى علم قائم بذاته ..
لم يكن التعبير في هذه الجملة واضحا !
فأجبتك باختصار مامعناه : إن كنت تقصد أن الهرمنيوتك من علوم الآلة فذلك خطأ فاحش وكل مايبنى على هذا التصور باطل !
والسبب أنهم ينسبون الهرمنيوتك إلى العلم ويعدونه آلة بقوانين محكمة كقوانين علم الرياضيات وعلم الفيزياء التي تكشف بها الحقائق العلمية .. وهذا لا يصح في علم الهرمنيوتك لأنه مبني على علم المنطق الذي ليست له قوانين مسلم بها كقوانين الفيزياء والرياضيات .
أما وصف الهرنيوتك بالعلم فلا أقول بذلك مطلقا وإنما أنقل قول أهله فيه ونسبتهم إياه إلى العلم !
 
نعم، تحولت الهرمنيوطيقا من علم خاص إلى علم قائم بذاته. وقد عبّر الأستاذ سليمان الخراشي عن هذه الطفرة بقوله: "وانتقل من مجال علم اللاهوت إلى دوائر أكثر اتسـاعًا تشمل كافة العلوم الإنسانية؛ كالتاريخ وعلم الاجتماع والأنثروبولوجى وفلسفة الجمال والنقد الأدبي والفلوكلور" ولكن تعبيره هذا غير دقيق، وأدق تعبير هو ما قاله الأستاذ أحمد بوعود، والتعبير الأدق هو تعبير ناصر حامد أبو زيد إلا أنه ذهب بالهرمنيوطيقا إلى إتجاه آخر، وطبعا هناك إتجاهات ومدارس ومذاهب كما هو الحال في التفسير والفلسفة والإجتماع والتاريخ والسياسة..

وقولي "مثل علوم الآلة" هي لأن علوم الآلة هي كذلك في مهدها، وتتحول إلى علوم مستقلة بتراكم المعرفة، فالفيزياء مثلا علم قائم بذاته، ولكن عندما نستخدم الفيزياء في التقنية الآلية (مثل الميكانيكا) فإنه علم آلة، أي علم مساعد، وهكذا بالنسبة لباقي العلوم، بسبب التداخل بينها.

الهرمنيوتيك علم ولا معنى "ينسبون" ولا معنى "حسب زعمهم"، وبالمناسبة هذا كلام يذكرني بأحد العلمانيين العرب عندما قال ليس هناك شيء إسمه "علوم دينية" فالعلم علم والدين دين .. لا، بل العلم علم رغم أنف الذات.

وطبعا هناك أخطاء كثيرة، ومقولات غير مفهومة في التعليق الأخير وفي التعريف، لكن سأحترم المتفق عليه حيث قلت سأفترض التعريف من الناحية الفنية.

لم أقل في المشاركة السابقة أن الهرمنيوتيك علم آلة، لكن هذا ما أقوله الآن.
1- إن كان المقصود هو أن الهرمنيوتك من علوم الآلة: نعم، هذا ما أقوله الآن.
2- من علوم الآلة مثل الرياضيات: يعدونه آلة بقوانين محكمة كقوانين علم الرياضيات وعلم الفيزياء التي تكشف بها الحقائق العلمية.
3- الرياضيات علم آلة: لها قوانين مسلم بها.
4- إن كان المقصود كذلك فخطأ شنيع: لأنها الهرمنيوطيقا ليست لها قوانين مسلم بها.
5- كل ما يبنى عليه (على المقصود؟ على الخطأ الشينع؟) من كلام فهو باطل: كل ما ينبني على الافتراض بأن الهرمنيوتيك آلة بقوانين محكمة كقوانين علم الرياضيات وعلم الفيزياء التي تكشف بها الحقائق العلمية كلام باطل.
6- الهرمنيوتك كما قلنا ونعيد: في أي مشاركة حتى أعود إليها وأقرأ المقولة في السياق؟

لم تحترم التسلسل والإكتفاء بتوضيح النقطة الأولى فقط، وربما لتداخل ضروري بينها، وعلى أية حال أنا لم أفهم هذا الشرح بل زاد الطين بلة ويلزم الآن الإنتقال من الهرمنيوطيقا إلى مناقشة مفهوم "علوم الآلة" ثم "كشف الحقائق العلمية" ثم "علم المنطق". وذلك لعدم وضوح معنى الادعاء، ولا من ادعى، أن الهرمنيوطيقا آلة بقوانين محكمة كقوانين علم الرياضيات وعلم الفيزياء التي تكشف بها الحقائق العلمية. ونفس الشيء بالنسبة لقوانين الرياضيات والفيزياء تكشف بها الحقائق العلمية لأن المعلوم هو أن الإكتشاف بالحواس وبالأدوات التقنية المساعدة ودور الفيزياء تفسير هذا الحقائق للوصول إلى نظريات أو إستخدام هذه الحقائق لدراسة النظريات الموجودة، بينما الرياضيات علم صورة لا تكشف ولا تفسر ..

وقبل الدخول في النقطة السابعة، أريد أن أفهم معنى "مبني على علم المنطق الذي ليست له قوانين مسلم بها كقوانين الفيزياء والرياضيات".
 
بعيدا عن فيركلر وتعريفه المدرسي للهرمنيوطيقا البيبلية، والذي لا يفيد في هذا الموضوع لوجود أسئلة مفتوحة وأخرى مُعَلّقة.

أخي محمد عبدالله آل الأشرف: هل ستجيب وتوضح ما سئلت عنه، أم تسمح لي بنقد تعريفك للهرمنيوطيقا ؟
 
بعيدا عن فيركلر وتعريفه المدرسي للهرمنيوطيقا البيبلية، والذي لا يفيد في هذا الموضوع لوجود أسئلة مفتوحة وأخرى مُعَلّقة.
لقد حاولت أن أغطي جل الموضوع عبر نقاط مهمة يا أخي شايب
ولعلي أخفقت .....
عليك بهذا الحوار إلى أن تنشر ترجمته بإذن الله
http://en.alukah.net/World_Muslims/0/5865/
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وعباده الصالحين. وبعد.
فإن الهرمنيوطيقا هى المعادل الموضوعي لما بدأ في فرق الإسلام منذ نشأة المعتزلة ألا وهو "التأويل" .
والدراسة والنقاش هنا لا يكون أبداً للنظرية الغربية في إطارها الأدبي الفلسفي المحاط بظروف النشأة في الغرب.
وإنما يكون لأهداف وأطر وعملية تطبيق (ما يمكن وما يراد تطبيقه) من هذه النظرية في واقعنا الفكري العربي وعلى الخصوص في جانب فهم القرآن والسنة.
وإذا كان الفهم والفقه في دين الله فريضة (كفاية أوعين بتفصيل)، وإذا نتحدث عن توظيف الأدوات المعرفية جميعا في عملية الفهم تلك .
فإن المتقصي لاستنساخ وتطبيق تلك الهرمنيوطيقا على أرض الواقع الفكري العربي المعاصر يشم كثيراً من الروائح الكريهة لهذا الاستجلاب الغربي. ولا يشكك في هذا إلا مكابر بغير دليل.
ولذلك حذر وأنذر وتوعَّد مَن توعد.
كما أن للتاويل المنضبط لكتاب الله وتوظيف أدوات المعرفة ضوابط وقواعد عرفها من عرفها وجهلها من جهلها.
وهى بحاجة للجمع والدراسة وسيكون ذلك أنفع في نظري من درس الهرمنيوطيقا.
ولعل من يقرأ كتابى شيخ الإسلام وتلميذه ( درء تعارض العقل والنقل) و( الصواعق المرسلة) بجانب فتاوى الشيخين يجد كثيرا من قواعد التأويل الصحيح المقبول للقرآن الكريم. إذ كان احتكاك الشيخين بأدوات الاعتزال والجهمية الفكرية وغيرها احتكاكا عنيفا افاد الفكر الاسلامي وأثراه في هذا الجانب من جوانب التعامل مع النص الحكيم.
وكما قلنا فإن المجال الوحيد لتطبيق الهرمنيوطيقا تلك في واقعنا الفكري والنصوصي هو من خلال وجوب حصيرة فكرية في الفكر الاسلامي وهى "التأويل" ...
والله أعلم والحمد لله رب العالمين.
 
د.محمد عبد المعطي
هل تابعت النقاشات منذ بداياتها؟!
نرجو التكرم بالتدليل عما ترتأيه
وشكرًا
 
لقد حاولت أن أغطي جل الموضوع عبر نقاط مهمة يا أخي شايب
ولعلي أخفقت .....
عليك بهذا الحوار إلى أن تنشر ترجمته بإذن الله
David Jasper and Abdur-Rahman Abou Almajd discuss on Short Introduction to Hermeneutics. - Reportage - Muslims Around the World - Alukah.net
أحسنت أخي الكريم؛ فالإعتراف فضيلة من الفضائل. ليس العيب في الإخفاق وإنما في عدم الإستفادة منه.

هناك أساسيات مهمة في علم التواصل يجب إحترامها في أي عملية تواصلية بأي وسيلة كانت وهي مراعاة الجماعة المستهدفة، وهذا يعني لن أنطلق من مفهوم معين أو مصطلح مثل "دليل الخطاب" ثم أنظر في فهرس كتاب من الكتب، وأذهب إلى مؤلفه أسأله ما سبب إهتمامه بدليل الخطاب ولماذا لم يفصل في الخطاب الفقهي عند أهل الظاهر ولماذا ركّز كثيرا على الخطيب البغدادي، ومثل هذه الأسئلة. والمسألة الثانية تحديد المُوجّهات في العملية التواصلية التي أريد أن أكون طرفا فيها: هل أعرّف بالكاتب، بالكتاب أم بمحتوى الكتاب؟ والمسألة الثالثة هي إحترام الصلة الموضوعية في السؤال والوصف والتحليل .. الخ..
ويمكن بعد ذلك تعديل المراسلة وكتابة مقدمة تأطيرية فيها تعريف بدليل الخطاب وكل المفاهيم والمصطلحات والأدوات الفنية التي أستخدمها في المراسلة، وأما عندما أنقل هذه المراسلة إلى حوار، فالمهمة عندها ستزداد صعوبة كلما إستشعرت المسؤولية أكثر، مسؤولية نقل المعرفة إلى القارئ بشكل صحيح، ويُحتمل أن يكشف الحوار عن عدم فهمي للمراسلة التي أجريتها بنفسي فضلا عن الموضوعات المثارة فيها .. من هنا أهمية الحوار في الملتقيات العلمية: أخذ وعطاء، أن تفيد وتستفيد .. من الأمور المعروفة في الدراسات الإنسانية، السلك الإبتدائي في حل التمارين الميدانية، لأن المراسلة، اللقاء، الدردشة .. وكل عملية تواصل أخرى قد يكون أحد أطرافها من الأميين في الموضوع، وقد يكون من المتخصصين لكن يفترض أن الطرف الآخر متخصص مثله أو على الأقل باحث، وهنا يتجلى الفرق بين السيد فيلكر والسيد جاسبر، ففيلكر مثلا يفترض الأمية في الموضوع لذا قال: (بما أن بعض المستمعين لهذه المقابلة قد لا تكون مألوفةً لهم كلمةُ "الهرمنيوطيقا").

دعنا من هذه المراسلة مع فيلكر أو جاسبر، ولندخل في الموضوع.
نستفيد من تعريف فيلكر شيء إسمه هرمنيوطيقا الكتاب المقدس -الهرمنيوطيقا البيبلية-. يفيد الموضوع من حيث إعادة صياغة السؤال "عن أي هرمنيوطيقا نتحدث" .. هناك خلط كبير بين الإتجاهات والأنواع، ويُضاف هذا الخلط إلى الأسئلة المفتوحة والمعلقة.

ونستفيد من كلام جاسبر وجود شيء إسمه الهرمنيوطيقا اللاهوتية. علاقة هذه الهرمنيوطيقا بالموضوع؟ إعادة صياغة السؤال؛ وأيضا في كلام الأستاذ محمد عبد المعطي محمد عندما قال: (إن الهرمنيوطيقا هى المعادل الموضوعي لما بدأ في فرق الإسلام منذ نشأة المعتزلة ألا وهو "التأويل"). هذا كلام فيه جانب من الصحة عن تحديد الهرمنيوطيقا بـ theological hermeneutics في إيجاد قانون للتأويل. تأويل الآيات التي يُفهم منها تناولها للغيبيبات وقضايا الإيمان، والطريقة التي ناقش بها شيخ الإسلام قانون التأويل الكلامي، داخلة في الهرمنيوطيقا النظرية، أي النظر في عملية الفهم وآليات وقواعد التأويل. أي ان بن تيمية رحمه الله طّبّق الهرمنيوطيقا كما يُعرّفها فلاسفة العلوم الإنسانية: (الهرمنيوطيقا هي دراسة عمليات التأويل بما في ذلك الكشف عن الخلفية أو السياق الذي يُفهم من خلاله النص)، والنص بالمعنى العام كل ما يحمل المعرفة سواء باللغة أو غير ذلك من الوسائل الأخرى، أي أنه لم ينظر في مقولات المتكلمين من حيث هي مجردة عن القانون الذي وجهها، بل ناقش منطلقاتهم أيضا، وحاول الكشف عن هذا التأويل وفلسفته ونشأته. وما أحوج الأمة اليوم إلى منهج بن تيمة النقدي في العقليات والإلهيات، وهذا أشارت إليه مقدمة تحقيق درء التعارض.

إذا كان بن تيمية قد طبق الهرمنيوطيقا النظرية من خلال النظر النقدي في قانون التأويل، فما هي الهرمنيوطيقا التي طبّقها في صياغة "العقيدة" ؟ الظاهر لا هرمنيوطيقا إذ لا وجود للتأويل لأن المنطلق الأساسي كما عُبّر عنه في اللامية المنسوبة له "وجميع آيات الصفات أمرُّها ** حقاً كما نقل الطراز الأول" .. لكن ما الفرق بين "أمرّها" و "أمرّها حقا"؟ بمعنى آخر: هل إضافة الحقيقة للتمرير ممارسة تأويلية؟ وما الفرق بين هذا التمرير و التحديث من غير تفسير كما نقل في الصفات للدارقطني "قُلْنَا: لَا يُفَسَّر هَذَا وَلَا سَمِعْنَا أَحَدًا يُفَسِّرُهُ" وكذلك "يُحَدِّثُونَ بَهَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَلَا يُفَسِّرُونَ شَيْئًا"؟ وأسئلة أخرى، كلها تدخل في الهرمنيوطيقا اللاهوتية، لا الهرمنيوطيقا بشكل عام.

فإن المتقصي لاستنساخ وتطبيق تلك الهرمنيوطيقا على أرض الواقع الفكري العربي المعاصر يشم كثيراً من الروائح الكريهة لهذا الاستجلاب الغربي. ولا يشكك في هذا إلا مكابر بغير دليل.
بما أنك أشرت لبن تيمية، أقول: لم يقف هو عند حد الحديث عن "الاستجلاب اليوناني" بل تكلم بموضوعية قدر طاقته حول تلك اليونانيات وميز فيها بين معقوليات هي كذلك وغيرها. وأرى في عصرنا هذا كثير من الإخوة يدندنون صباح مساء قال بن تيمية وقال شيخ الاسلام، كأنه تحول إلى خزانة تاريخية للآراء والفتاوى، أما كيف وصل إلى تلك الآراء والفتاوى، فابحث عن مكان بين المصلين للمشاركة في أداء صلاة الجنازة على المعقوليات.

تابعت اليوم تصريحات فاتيكانية عقب إعلان نتائج الإستفتاء على الدستور الارلندي الذي سيسمح من الآن بالزواج المثلي في هذا البلد الأوروبي، وإذا كان الكاردينال Pietro Parolin يرى أن هذه النتيجية إنحطاط للإنسانية، فإن السيد Diarmuid Martin رئيس الأساقفة هناك وقف مع نفسه ليسأل ماذا وراء هذه النتيجة ويجيب بأن الإستفتاء قد أكّد رؤية الشباب وعلى الكنيسة أن تفكر بجدية في تطوير لغة تسهل التواصل مع هذه الفئة المهمة في المجتمع، ويضع يده على الجرح بسؤاله: كيف التواصل معهم وبأي لغة؟ كيف يمكن التغلب على العوائق والفجوات بين الأجيال؟

شخصيا لا أدري كيف ستتعامل الكنيسة الكاثوليكية مع هذه النتيجة ولا مع اللوبي الكاثوليكي الذي يناصر حرية الشذوذ داخل الكنيسة نفسها، ولكن أعرف أن لغة ما من قبيل "ولا يشكك في هذا إلا مكابر بغير دليل" وما يدور في فلكها، لن يكون هو الجواب. ونحن أولى بالبحث عن لغة مناسبة بدل الإكتفاء بإطلاق الأحكام، وتصنيف الناس، ورميهم بالتطاول والتكبر والتعالم والابتداع وغير ذلك من ألفاظ المعقوليات التي لا تتمسك بأي قيمة من قيم الذوقيات.. كيف ينبغي التواصل مع شباب الأمة؟ للجواب: ما أهمية الهرمنيوطيقا في فهم هذا السؤال؟
 
نرجو التكرم بالتدليل عما ترتأيه
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}
وماذا عن تعليل تلك الأحكام المرسلة والتدليل عليها، وشرح سبب التلاعب بكلام السيد فيلكلر الذي تحدث عن الأليغورية وجعلت منها الهرمنيوطيقا وو؟ مازلنا ننتظر .. وأسئلة معلقة وأخرى مفتوحة.. السيد فيلكلر للأسف ينتمي لتيار الأقلية، تلك الأقلية التي تحاول إحياء علم الهرمنيوطيقا، والذي طُمس وتم إستبعاده في التيارات التحررية التي لا تريد أن تتقيد بقيد في فهم النصوص الثقافية والدينية والفكرية، لتسمح لهم هذه الفوضى الناتجة عن إستبعاد التأويل المنضبط بالتلاعب والإسقاط .. لأنهم لا يريدون "البلاغ المقصود" على حد تعبير الترجمة، بل يريدون قراءة تناسب الحاجة الإيديولوجية والشخصية.
 
لا حاجة للإستئذان أخي الكريم
تفضل بما يفتح الله به عليك
سألت ربما لأنك مشغول وتنتظر حتى تتفرغ لترد. وفي الحوار لابد من إحترام التسلسل، ومن أخلاقيات الحوار أن تستفهم قبل الإستئناف، وأن لا تحاول إغراق المحاور بكلام كثير حتى لا يتيه في متابعته. قلتَ بارك الله فيك:
هو علم ( هكذا زعم أهله ) قام على علم المنطق يساعد على تفكيك النص التاريخي ( الديني ) وبسطه لمعرفة المراد منه في السياق الذي جاء فيه ( التاريخي ) ويعتمد على مبدأ مقابلة النص بنقيضه لمحاولة معرفة المراد من النص الأصل .

عند الحديث عن الهرمنيوطيقا الكلاسيكية سأتفق مع جزء مهم في التعريف وهو:
الهرمنيوطيقا التقليدية علم يساعد في فهم المراد من النص، ومن مباحثه التحليل التاريخي وتاريخية النص. هذه الهرمنيوطيقا قريبة من الهرمنيوطيقا البيبلية عند النظر في تطبيقاتها سنلاحظ أهمية السياق الداخلي للنص، والسياق التاريخي، وتاريخية النص. أما كيفية البحث في تاريخية النص فمتنوعة أي أن العلوم المساعدة في هذا المبحث غير منحصرة في مبدأ المقابلة أو أي منهج آخر يبحث عن النص المفضل عند الإختلاف، مثل صعوبة القراءة والتي تفترض أن الزمن الذي يفصل بين النص وقارئه يحدد الصعوبة وهذا قريب مما يطلق عليه في اللاتينية Lectio difficilior potior ومن خلال السياق الداخلي أو التفاعل معه يتم البحث عما يسمى Internal consistency إلى آخره.

- زعمه أهله غير صحيح، فهي علم (طرق تأويل) وفن (كيفية تطبيق الطريقة).
- أما التفكيك فهل يراد منها التفكيكية؟ لا، الهرمنيوطيقا أقدم من التفكيكية أما بوصفها عمليات تأويل وطرق معينة في ممارسة هذه العمليات، أي من حيث المضمون، فهي أقدم من المصطلح وأقدم من اليونان، بل كانت منذ تعلم آدم الأسماء. أو يراد بها التحليل؟ نعم، التحليل عملية مهمة من عمليات التأويل مثل التحليل اللغوي والتاريخي والثقافي إلى آخره.
- قام على المنطق؟ نعم مثل أي علم آخر؛ هناك علاقة بين بعض القواعد في الهرمنيوطيقا والقواعد المنطقية، نعم. أما على علم المنطق؟ لا. هذا ما لم يخرج من رأس أي هرمنيوطقي يحترم نفسه. وبما أنك أشرت لجادامر في مشاركة أخرى، فلا بد أن أذكر هنا بأن جادامر مثله في هذا مثل كلادينوس أشار إلى الفرق بين الهرمنيوطيقا والمنطق، ولكن بعد أن تطورت الهرمنيوطيقا (في أوروبا)، أي بعد إنتقالها من الدراسات البيبلية إلى الفلسفة فالعلوم الإنسانية عامة.
 
ماعلاقة مصطلح Lectio difficilior potior بالتعريف ؟!
- الهرمنيوتك ليس علما لأنه (طرق تأويل) وفن ((((((( يحاول )))))) أن يكشف المراد من النص !
كما أن العلم لا يبني إلا على الحقائق لا التصورات الهرمنيوتكية والظنية ولا التشكيكية في النص المعالج لاختبار مدى صحته !
- أما التفكيك فلازم للتحليل !
- تقول (الهرمنيوتك قام على المنطق؟ نعم مثل أي علم آخر؛ هناك علاقة بين بعض القواعد في الهرمنيوطيقا والقواعد المنطقية، نعم. أما على علم المنطق؟) فأقول بلى .
- حيث أنك رجعت لجادامر وقلت (أن مثله في هذا مثل كلادينوس أشار إلى الفرق بين الهرمنيوطيقا والمنطق ) فيكفيك ولا داعي للإستثناء فنحن نتكلم عن التعريف وليس عن تطور تطبيقه .
 
علاقة مبدأ أصعب قراءة هي الأقوى بالتعريف؟ هي علاقة بالمثال يتضح المقال، إذ هو داخل في مبحث تاريخية النص من الهرمنيوطيقا الكلاسيكية أو التقليدية.
الهرمنيوطيقا طريقة وفن لا علم. أصلا كل طريقة أو فن عبارة عن مجموعة من المعلومات التي يمارس فيها وبها بمنهج من المناهج، من العلم، لكن منعا للتشتت، وكذا مسؤولية نقل المعرفة بشكل أصح إلى القارئ: ماهو العلم حتى ننظر آالهرمنيوطيقا علم أم لا؟

الهرمنيوطيقا الحديثة سواء كانت فنا أو علما أو رياضة ذهنية أو شعيرة من شعار المعقوليات أو بروتوكلات تقنية أو غير ذلك لا علاقة لها بمحاولة كشف مراد النص. أو إن شئت قل لا علاقة لها ((((بمحاولة)))) الكشف عن مراد النص، مع إضافة بعض من علامات التعجب. الكشف عن مراد النص هدف من أهداف الهرمنيوطيقا الكلاسيكية.
لماذا؟ إذا كنت تعرف ما الذي دفع مثلا بجادامر إلى التمييز بين المنطق والهرمنيوطيقا فسوف تفهم. ويجب أن تعلم لماذا ميّز بينهما أو بين العلوم الطبيعية والهرمنيوطيقا، بل هذا هو المفترض بما أنك قلت: "يكفيك ولا داعي للإستثناء فنحن نتكلم عن التعريف وليس عن تطور تطبيقه". ثم ما معنى تطور تطبيقه في سياق نقد فرضية قيام الهرمنيوطيقا على "علم المنطق"؟ هذه مقولة مفهومة لغة ولكن لم أفقه منها شيئا.

كما أن العلم لا يبني إلا على الحقائق لا التصورات الهرمنيوتكية والظنية ولا التشكيكية في النص المعالج لاختبار مدى صحته !
لا أدري عن أي علم تتكلم هنا، وسأنتظر تعريف العلم الذي تتصوره لنعرف به هل الهرمنيوطيقا علم أم ماذا، لذا لن أتدخل في المقصود بالتصورات الهرمنيوطيقية.
أما إن كنت تقصد العلوم الطبيعية كما تمارس اليوم وفق الأعراف التي يتواصل من خلالها العلماء والتي تطورت نظريا في فلسفة هذه العلوم، فإن العلم الطبيعي كالفيزياء مثلا لا ينبني على حقائق ولا يرمي الوصول إليها، ذلك لأن مفهوم الحقيقة ضمن الإلهيات، أي هو مفهوم ميتافيزيقي، والعلم يقوم في أساسه على مسلمات لا يتدخل العلم الطبيعي في تفسيرها وتبريريها لأنها ليست من تخصصه ولا مجاله؛ أما بالنسبة للملحوظات أو تلك المعلومات المحسوسة DATA، فهي حقائق من الناحية الإيبستيمية أي المعرفية لا الأنطلوجية الوجودية. وهذه الحقائق يتم توظيفها في علميات تفسير الظواهر وفق المنهج التجريبي والنماذج الإفتراضية التي تصاغ بجهازه، للوصول لا إلى حقيقة بالمعنى المعرفي ولا بالمعنى الوجودي وإنما إلى نظريات. عليه: هي علوم قائمة أصلا على مسلمات وفرضيات، لا تتدخل في مفاهيم الالهيات/الميتافيزيقا، لأنها محددة بالإطار الإبستيمولوجي.

ملاحظة: أشك وبحسن نية في ألفاظ مثل "سيكفيك" لأن المهم هنا إيصال المعرفة بشكل أصح، أما الذي يكفيني أنا شخصيا في هذا الموضوع بالذات فقد كتبه الأستاذ بن جماعة في أول مداخلة له: أمثلة، تطبيقات، توضيحات عملية.
 
أود أن أسجل هنا تقديري لجهود أستاذنا (عبدالرحمن أبو المجد) في دأبه على إجراءه حوارات مفيدة مع بعض أعلام العصر في الغرب النشطين في دراسة الشرق وأديانه وأعلام آخرين في علوم أخرى خادمة للدراسات الشرقية وأديانه في بعض المؤسسات العلمية .
وأدعو الله أن يوفقه لإخلاص النية وأن يثيبه على جهوده ويضاعف له الأجر .
وأتمنى على أستاذنا بكل تلطف أن يتقدم بنا خطوات في حواراته المستقبلية وذلك بأن يستخلص لنا مواقف وآراء المحاور في جزئيات محددة يختارها أستاذنا عبدالرحمن ويغوص بنا مع المحاور في العمق حتى لا يبقى في الجزئية رأي إلا وقد استخلصه من المحاور ضمن خطة حوار معدة ومدروسة مسبقا تخدم جزئية من قضية فكرية مطروحة متعلقة بدين الإسلام العظيم .
مرة أخرى أدعو الله أن يجزي أخانا أبالمجد خير الجزاء ومن حقنا عليه مطالبته بالمزيد فإن ماينشره معين ومرجع لا يستغني عنه الباحث أوالقاريء المتابع.
 
عودة
أعلى