هل تصلح الهرمنيوطيقا نهجًا لتفسير القرآن؟!

لو هانمشي على هذا المنوال فيمكننا أن نقول إن محمد فريد وجدي أو رشيد رضا-ربما- ربط بين الوحي المنزل وموضوع تحول المادة الى نقيضها او ماعرف في اوروبا بالتنويم المغناطيسي واستحضار الارواح كاشارة او دليل على المفارقة المعترف بها في الغرب نفسه فلما لاتكون في الوحي (انظر الاسلام في عصر العلم لفريد وجدي ص307)
او مغايرة الروح دليل على مغايرة الوحي ومن ثم اثبات الغيب واظن ان هذا من ادلة رشيد رضا على الوحي
ويمكن تتبع هذا في الكتب فمنها ماهو صحيح متفق عليه بين البشر جميعا ومنه ماهو من الخيالات
وهذا يمكن اضافته للهرمنيوطيقا الا انه لن تكون هي هي كما تم تطوير الماركسية وغيرها حتى لم تعد هي هي ولا اصلها
وإن كان المطور للماركسية راح لنصوص ماركس نفسه واتخذ منها تكئة للقول بان في عناصر الماركسية مالم يكن منها مما انتشر وشاع!
اما في الهرمنيوطيقا فكيف سيدار الامر ؟
هذه خاطرة في الموضوع
 
مداخلتي رقم 47 تشير الى بعض من هذا اي النقد العلمي للنصوص حتى الدينية الكتابية منها بل والهندية مثل نقد البيروني في كتابه ما للهند
النقد العلمي للنص في تطبيق من تطبيقات "المنهج التاريخي في التأويل" أو الهرمنيوطيق عندنا؟ حفظ القرآن، التدوين، المصاحف، الضبط، والرسم وغير ذلك من التخصصات في مباحث تاريخ القرآن.

رشيد رضا في مقدمة تفسير المنار يرى ضرورة تطبيق الهرمنيوطيق حيث يقول:
فَمَا هَذَا التَّأْوِيلُ؟ يَجِبُ عَلَى مَنْ يُرِيدُ الْفَهْمَ الصَّحِيحَ أَنْ يَتَتَبَّعَ الِاصْطِلَاحَاتِ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الْمِلَّةِ؛ لِيُفَرِّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَا وَرَدَ فِي الْكِتَابِ. فَكَثِيرًا مَا يُفَسِّرُ الْمُفَسِّرُونَ كَلِمَاتِ الْقُرْآنِ بِالِاصْطِلَاحَاتِ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الْمِلَّةِ بَعْدَ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ الْأُولَى. فَعَلَى الْمُدَقِّقِ
أَنْ يُفَسِّرَ الْقُرْآنَ بِحَسْبِ الْمَعَانِي الَّتِي كَانَتْ مُسْتَعْمَلَةً فِي عَصْرِ نُزُولِهِ. وَالْأَحْسَنُ أَنْ يَفْهَمَ اللَّفْظَ مِنَ الْقُرْآنِ نَفْسَهُ بِأَنْ يَجْمَعَ مَا تَكَرَّرَ فِي مَوَاضِعَ مِنْهُ وَيَنْظُرَ فِيهِ، فَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ بِمَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ كَلَفْظِ " الْهِدَايَةِ " - سَيَأْتِي تَفْسِيرُهُ فِي الْفَاتِحَةِ - وَغَيْرِهِ، وَيُحَقِّقُ كَيْفَ يَتَّفِقُ مَعْنَاهُ مَعَ جُمْلَةِ مَعْنَى الْآيَةِ فَيَعْرِفُ الْمَعْنَى الْمَطْلُوبَ مِنْ بَيْنِ مَعَانِيهِ، وَقَدْ قَالُوا: إِنَّ الْقُرْآنَ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَإِنَّ أَفْضَلَ قَرِينَةٍ تَقُومُ عَلَى حَقِيقَةِ مَعْنَى اللَّفْظِ مُوَافَقَتُهُ لِمَا سَبَقَ مِنَ الْقَوْلِ، وَاتِّفَاقُهُ مَعَ جُمْلَةِ الْمَعْنَى، وَائْتِلَافُهُ مَعَ الْقَصْدِ الَّذِي جَاءَ لَهُ الْكِتَابُ بِجُمْلَتِهِ.

1) أصالة النص أو أصالة وحدة من مكوناته جزء من النقد العلمي للنص: التفريق بين الحادث والأصل.
2) رد الجزء إلى الكل وقراءة الكل من خلال العودة إلى الجزء، أو الدائرة الهرمنيوطيقية: جمع ما تكرر في مواضع منه وينظر فيه.
3) الوحدة التي يتكون منها الكلام لا تنضبط بالمعاني أو علم المفردات عن ضرورة، إذ لابد من السياق: حقيقة معنى اللفظ موافقته لـ .. اتفاقه مع .. ائتلافه مع .. تفسير القرآن بالقرآن.

4) من أشد المعارضين للطريقة الهرمنيوطيقية (في بيان معنى النص، لا طبيعة النص وأصالته) هم أصحاب نظرية تسلسل التأويلات التي تنفي قيمة الحقيقة عن النص إذ لا وجود إلا لسلسلة من التأويلات، بينما ترى الطريقة الهرمنيوطيقية العكس، على الأقل في ظرف زمكاني معين، وهذا ما يشير إليه رشيد رضا بوضوح عندما يقول مثلا "تقوم على حقيقة معنى اللفظ".

تلك بعض مظاهر الهرمنيوطيق.
 
أين صرح محمد رشيد بأنه يرى ضرورة تطبيق الهرمينوتك في تفسير القرآن الكريم ؟
يَجِبُ عَلَى مَنْ يُرِيدُ الْفَهْمَ .. فَعَلَى الْمُدَقِّقِ .. إلخ.
وطبعا نحن لا نتحدث عن لفظ المصطلح إذ لا محمد رشيد رضا ولا غيره من المتقدمين في التفسير طبقوا "علوم القرآن" أو "علوم التفسير" أو غيرها من المصطلحات الحادثة في العلوم الشرعية أو الإسلامية أو الإنسانية العامة، فالعبرة بالمضامين، ولهذا السؤال غير صحيح ويضاف إلى سؤال أين قال مالك بن نبي أنه سيطبق الهرمنيوطق في تحليل الظاهرة القرآنية. الأحسن أن نطرح السؤال في إطار نوجهه به، ومن معالم هذا الإطار الممكنة: التعريف أو التطبيق أو غير ذلك، فتسأل على سبيل المثال: إن الهرمنيوطيقا عندي (وفق ما ذكر في كذا أو عند فلان) تعني البحث في طبيعة النص وقميته حصرا ولا دخل لها في التفسير، فأين طبق الإمام الطبري هذه الهرمنيوطيقا ؟ أو شيء آخر من هذا القبيل.
 
سؤالي لي خطأ !
لا بأس .
لكن الجواب هو : إن محمد رشيد رضا لم يصرح بل لم يلمح إلى ضرورة إعمال المنهج المنطقي الهرمنيوتك لتفسير القرآن الكريم .
 
النقد العلمي للنص في تطبيق من تطبيقات "المنهج التاريخي في التأويل" أو الهرمنيوطيق عندنا؟ حفظ القرآن، التدوين، المصاحف، الضبط، والرسم وغير ذلك من التخصصات في مباحث تاريخ القرآن.

رشيد رضا في مقدمة تفسير المنار يرى ضرورة تطبيق الهرمنيوطيق حيث يقول:
فَمَا هَذَا التَّأْوِيلُ؟ يَجِبُ عَلَى مَنْ يُرِيدُ الْفَهْمَ الصَّحِيحَ أَنْ يَتَتَبَّعَ الِاصْطِلَاحَاتِ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الْمِلَّةِ؛ لِيُفَرِّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَا وَرَدَ فِي الْكِتَابِ. فَكَثِيرًا مَا يُفَسِّرُ الْمُفَسِّرُونَ كَلِمَاتِ الْقُرْآنِ بِالِاصْطِلَاحَاتِ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الْمِلَّةِ بَعْدَ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ الْأُولَى. فَعَلَى الْمُدَقِّقِ
أَنْ يُفَسِّرَ الْقُرْآنَ بِحَسْبِ الْمَعَانِي الَّتِي كَانَتْ مُسْتَعْمَلَةً فِي عَصْرِ نُزُولِهِ. وَالْأَحْسَنُ أَنْ يَفْهَمَ اللَّفْظَ مِنَ الْقُرْآنِ نَفْسَهُ بِأَنْ يَجْمَعَ مَا تَكَرَّرَ فِي مَوَاضِعَ مِنْهُ وَيَنْظُرَ فِيهِ، فَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ بِمَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ كَلَفْظِ " الْهِدَايَةِ " - سَيَأْتِي تَفْسِيرُهُ فِي الْفَاتِحَةِ - وَغَيْرِهِ، وَيُحَقِّقُ كَيْفَ يَتَّفِقُ مَعْنَاهُ مَعَ جُمْلَةِ مَعْنَى الْآيَةِ فَيَعْرِفُ الْمَعْنَى الْمَطْلُوبَ مِنْ بَيْنِ مَعَانِيهِ،
هذا عن البحث عن معنى النص وَيُحَقِّقُ كَيْفَ يَتَّفِقُ مَعْنَاهُ مَعَ جُمْلَةِ مَعْنَى الْآيَةِ فَيَعْرِفُ الْمَعْنَى الْمَطْلُوبَ مِنْ بَيْنِ مَعَانِيهِ(الهرمنيوطيقا لاتحقق في هذا )
فالبحث عن المعنى من مفهوم الآية والألفاظ القرآنية الواردة في السياق هو أمر مختلف تماما عن ماجاءت الهرمنيوطيقا لأجله.
الهرمنيوطيقا تبحث في النص عن ماوراءه لا من معنى ولكن من مستويات في البيئة سترها النص وأخفاها داخله، أو حملتها الفاظه بوعي من الكاتب أو بغير وعي، أو اشترك فيها الكاتب مع ماعاشه أهل زمنه، من فكر وشعور وخيال ورموز لايخرج النص عن حدودها كلها، أي أن النص معبر عن الذات والموضوع، لايخرج عن ماديتهما، فمعنى النص إذن سيدور في دائرة المعاش، أو المفاهيم الدائرة في الخيال والواقع المعرفي المعين، الأسطوري تحديدا، إن تعلق الأمر بالنصوص القديمة، خصوصا الدينية، التي أغلقتها الدوائر التأويلية الهرمنيوطيقية قاطبة داخل مفاهيمها المادية، لاتخرج إلى مايتجاوزها ويفارقها في التفسير، أو التأويل.
فكلام رشيد رضا هنا لايعتبر هرمنيوطيقا، ولا حتى عملية المقارنة بين الألفاظ التي وردت في النص، ومايوافقه من اللغة التي نزل بها النص، وبين مااصطلح بعد ذلك في القرون اللاحقة من مصطلحات قد تكون موافقة لمدلول النص أو مخالفة، فالهرمنيوطيقا لاتقارن بين نصوص بقدر ماتبحث داخل النصوص عن خلوصها المادي ، وانبثاقاتها من النفس والذات، من الداخل والخارج، من البيئة والمعرفي المعاش(الأسطوري فيما يخص النص القديم عند نصر حامد وإخوانه)
أما خريطة العمل التالي مع النص(كما حددها اخي بن جماعة) فهي كالتالي:
السياق الداخلي:
1- النص المستهدف
2- الفقرة
3- كامل الكتاب
4- مؤلفات الكاتب
5- العهد الجديد
6- الكتاب المقدس بكامله
السياق الخارجي:
7- الخلفية الجغرافية
8- الخلفية التاريخية
9- الخلفية الثقافية)انتهى
فكيف للباحث المسلم أن يقوم بها وهو يحتفظ لا أقول بقدسية النص وكأنه يرضي نفسه داخلياً ، وإنما كيف يحافظ على أصالة النصوص بإعتبار أنها فوق أي خلفية ثقافية أو اجتماعية أو جغرافية، فإن قال اليست أسباب النزول خلفية تعين على فهم تلك الأوضاع الإجتماعية والثقافية التي نزل عليها التنزيل ، قلنا بأن تلك الأوضاع لاتشكل النص ولاتصنعه ولاتهيمن عليه ولاتصنع موجهات النص وإطاره المعرفي والعلمي، والقيمي والحكمي، بل إن النص نزل إما لتغيير تلك النظرة والخلفية ليصحح المفاهيم أو يهدم المعايير أو يغير العلامات والإشارات أو يرجعها لأصلها المنزل أو عُرفها النبوي الحائز على التأييد السماوي الرباني الفوقي، أو نزل النص لوضع خطة معرفية علمية منثورة نصوصها وألفاظها في السور والأيات، وهي متجاوزة للماضي والحاضر، مشكلة للمستقبل وحاثة عليه، من العلوم الكونية أو الآيات الكونية التي لم تكن خلفية العالم كله يومها تعرف عنها شيء البتة، اللهم إلا معرفة بالأسماء مثل الشمس والقمر والجبال والآفاق القريبة والبعيدة التي يعلمها أهل الصحراء والمدن معا، لكن أبعاد مانزل في النص، كانت تخبر عن حقائق غير معروفة، بل لم تعرف حتى مضت قرون ثقافية وزمنكانية، جغرافية، لشعوب بمعارف مختلفة، وذهنيات متباينة لتباين ماهي عليه من أديان ووضعيات معرفية ، فالنص القرآني لاتشكله أسباب النزول بل هي معينة على فهم مانزل لأجله النص المعين، وحتى هذا النص فإنه ليس خاص بتلك الحالة المعاشة وإنما في أغلب الأحيان تثبته كنموذج للقياس عليه لأن المشهد مكرر والأوضاع غالبا إن توفرت شروطها المادية والمعرفية تتكرر(مثل آية ولاتكرهوا فتياتكم على البغاء، فهذه الآية وجد مشهدها وتمثيليتها في الوضع الجاهلي لرأسمال المدينة قبل أو أثناء البعثة من أهل النفاق والرأسمال الحرام، كما يوجد يومنا هذا ماهو شبيه به أو أشنع ، مما نراه اليوم في غالب بلدان العالم، من إكراه الفتيات على الدعارة، أو الإحتيال عليهن كبداية لجرهن لهذا المجال، أو استغلال فقرهن(يعمل في هولندا مثلا عاهرات من البلدان الفقيرة مثل كولومبيا وبلاد جنوب أمريكا، وأحيانا يعرض التلفزيون أحوال بعضهن من أن المستغلين لهن ينزعن منهن جوازات السفر حتى لايهربن بعد أن وقعن في مصيدة البغاة والبغاء)، ومثل هذا يعرض في التلفزيون الأمريكي وتشتكي بعض العاهرات من عملية إكراههن على العمل مع رجل يكرههن على العمل معه كمثال!!
فالنص القرآني لعلوه وفوقيته ونزوله من خالق الإنسان لاتحيط به الخلفية الثقافية والإجتماعية التي نزل عليها، بل هو يحيط بها ويحيط في نصوص كثيرة خاصة بصناعة الحياة والكون والإنسان، وتطوير ذلك كله لصالح حضارة إنسانية دينية مدنية توسع من دوائرها العلمية والمعرفية والثقافية من خلال اقامة عملية دوال بين النصوص المنزلة والواقع الذي تطور تحت وقع وايحاء وتشكيل النص نفسه، لكن وأيضا، تحت فاعلية الإنسان الهمام الحارث، الذي دفعه النص ليكون خليفة وسيدا في الأرض، يكتشف ويجتهد، يصنع وينجز، يفكر ويستخلص، ينتهي إلى فرضيات ونتائج ، من ملاحظاته المستمرة ومناهجه المكثفة، داخل إطار قيم ومفاهيم ، واسعة الآفاق العلمية والمعرفية والأخلاقية.
فأين نظريات المعاش المادي بجانب هذا العلم الرباني المهيمن والمتجاوز لكل ماهو مادي لكن المتفاعل معه، تصحيحا وتبديلا، تشكيلا وتهذيبا، تطويرا وتعديلا، موافقة أحيانا لعدم مخالفته لفطرة الإنسان أو لسبب أنه من أصل النبوة القديمة وماانتجته من معارف داخل الإطار المنزل .
 
أخي الأستاذ محمد،

نحن لا نريد إضاعة الكثير من الوقت في العموميات وكل مرة أعلّق سأكرر ما تم الإشارة إليه بقلم الأستاذ بن جماعة، والأستاذة سهاد والدكتور الشريف. من الناحية الشكلية سؤالك صحيح والجواب كذلك، فقياسا على الأخير أقول: إن محمد رشيد رضا لم يصرح بل لم يلمح إلى ضرورة إعمال علوم القرآن ولا مجمل هذه العلوم وهي علوم التفسير لتفسير القرآن الكريم. هذا إذا كنا نتحدث عن المصطلحات. من ناحية أخرى أظن أن الحساسية واقعة بسبب أعجمية المصطلح، ولكن ما العيب عندما نستثني التطبيقات الفلسفية التي لا يمكن فصلها عن المطالب الإيديولوجية والخصوصيات السوسيوثقافية ؟ لا أرى العيب، ونحن مطالبين قرآنيا بالتفاعل، أليس كذلك ؟ مطالبين بالتفكر والتفكير، وكيف نحقق هذا التفاعل، خاصة عند التأليف باللغات الأخرى ؟ خذ علم أو علوم السرد - النرّاتولوجيا - (Narratology) على سبيل المثال، كيف سندعي أن هذا العلم غريب ومنفصل تمام الإنفصال عن علوم الحديث والرواية عندنا؟ ثم كيف تريد تحقيق التفاعل والمشاركة في التواصل العلمي في هذا المجال من دونه؟

لذا طالبت بتأطير السؤال قصد توجيهه بهذا الإطار لتأسيس الأرضية المشتركة ثم الإنطلاق منها للإستفادة أولا، وللإجابة على السؤال المطروح ثانيا. عندما تقول أن الإمام البخاري لم يطبق النرّاتولوجيا، فالسؤال: عن أي نرّاتولوجيا تتحدث: تعريف، تطبيق، منهج، مَعْلَم، مثال .. إلخ..؟؟ نفس الشيء فيما يخص الهرمنيوطيقا! وعلى أية حال هذا سؤال شكلي أحسن من الإكتفاء بالنفي المجرّد (لم يطبق ..)، أو بالحجج التي لا معنى لها مثل حجة عدم صلاحية المنهج التاريخي في التأويل لأن القرآن كلام الله عز وجل. هذا كلام عديم الفائدة، وبلا أدنى معنى. بينما العكس الذي يشترط فيه الإنفتاح هو البداية نحو التفاعل والمشاركة في الإنتاج العلمي، على الأقل في العلوم الإنسانية التي لا تحتاج إلى مختبرات ولا إلى هيمنة أقتصادية ولا شيء من هذا القبيل، لأنك حينها تقوم بتبيئة المنهج، وأسلمته داخل الممارسة الشرعية، وتطويره خارج هذه الممارسة لتتم صلاحيته أو على الأقل قابليته للنقد والأخذ والرد في الممارسة الإنسانية العامة.

كيف يتم ذلك؟ لا شيء غير النظر: إستخراج الذي يوافق ما عندنا فتطويره، والتعامل مع الجديد فيه بالحس النقدي.
 
أخي الأستاذ طارق،

المقصود بالنص، والقراءة والمؤلف شيء معقد جدا وغير واضح بذاته بتاتا، كما أشار إلى ذلك David Jasper في كتاب مدخل مختصر إلى الهرمنيوتيك. لكن ألا يتحدث هو هنا على مستوى التطبيق الفكري أو الفلسفي للهرمنيوتيك في قراءة الكتب الدينية بالخصوص؟ هذا هو السؤال "العملي"، لذا وجب إستحضار الإطار التي تتكلم فيه عندما تقول إن الهرمنيوطيقا تبحث في النص عن ماوراءه، أقول: في أي مجال أو (وهذا أضعف الإيمان) في أي تطبيق؟

ثم، لماذا الإقتصار على هذا الجانب من البحث في طبيعة النص؟ أين الجوانب الهرمنيوطيقية الأخرى التي تبحث في طبيعة النص؟ وأين الهرمنيوطيقا التي تبحث في قيمة النص؟ وأين الهرمنيوطيقا التي تبحث في بيان معنى النص؟

ثم، ما العيب أو ما التقصير في البحث عن ما وراء النص؟ أليس هذا هو المراد بالإستنباط والتعقل (تعقل الأمثال) مثلا؟ لا أرى العيب إلا في التفسير بالرأي المذموم، أما التفسير بالرأي المحمود فداخل في البحث عن ما وراء النص. أما تلك الدائرة المعاشية فكلام يحتمل أكثر من معنى ولا يتم ضبطه إلا بتحديد الهرمنيوطيقا التي تقصدها أو تطبيق من تطبيقاتها. ومن الإحتمالات: الأحكام العملية (وهي أقل القرآن في نظر رشيد رضا) وأسباب النزول والمكي والمدني وغيرها من مباحث القرآن كلها تجري داخل الدائرة المعاشية إلى جانب الدوائر الأخرى.
 
4. AUTHOR’S WRITINGS
Now place the text/passage in the fuller context of the author’s writings. In other words, if looking at a passage in 2 Timothy, you will want to consider the passage in the context of all of Paul’s writings. More precisely, you may want to first look at it the context of Paul’s pastoral letters and then in the broader context of all his writings. Having a sense for each book/letter and historical chronology/context is very helpful as sometimes you can see a development of thought within the author’s writings.
5. TESTAMENT
Place the text in the full context of the testament it is in — Old Testament or New Testament. As Christians, the “hinge” of the incarnation is a pretty big deal! We even divide time by “before Christ” and after… how we interpret a NT passage will be different than an OT passage.
6. WHOLE BIBLE
Now (and only now… the order of this process is important) do you place the text in the full context of the whole Bible and its narrative. How does it fit in with the totality of the Biblical witness?
7. EXTERNAL CONTEXT
After having done the above work, you can then (and only then) start the important work of the external context. Specifically, you should look at GEOGRAPHICAL context/background, HISTORICAL context/background, and then CULTURAL context/background.
That is a relatively simple process for reading a passage.

Now… a couple of notes and observations:
1. As a pastor, when preaching a passage, this is the process (more or less) that I worked through.
2. When reading devotionally, I do not always do this.
3. BUT… when a passage is tricky… I do.
4. I honestly believe that you don’t need to be seminary-trained or a Bible scholar to read the Bible. With the help of the Holy Spirit, anyone and everyone can read it directly. Sometimes when we get into these discussions, it can intimidate your average reader. I think that is bad. Scripture should be and is accessible to all.
5. HOWEVER, some passages are more complicated than others… and when developing theologies from passages, working carefully with the text is important. I think this is especially true with both core theological statements and in theological/ethical issues that effect millions of people — i.e. can women preach and lead in the church? Can gay people follow Jesus? Is it ever acceptable for a Christ-follower to support violence/war (or participate in them)? etc etc. This, of course, this why we are taking the time to really work through these issues.​

شدتني هذه النقاط! وحق لي أن أتساءل!
كيف يمكن تطبيق هذه النقاط على القرآن إلا من خلال جسر التجديف! وأخص النقطة الأولى المرقمة ب٤

ويبدو أن تنزيل الهرمنيوطيق على كتابات بن نبي أو محمد رشيد ، جاءت بناء على التعريف
للهرمنيوطيق لكل شخص!
لو كانت الهرمنيوطيق هي التحليل اللغوي لكان كل المفسرين في عصر الإسلام قد طبقوها!
لكن الأمر ليس بهذه السهولة، أرجو من الإخوة عدم تنزيل هذه السفسطة المسماة بالهرمنيوطيق على مؤلفات علماء الإسلام واختزال تعريفها!
والأسلم أن تعرفوها بالتعريف الذي قال به أربابها وليس تعريفنا الشخصي لها.
 
سؤال جانبي في هذا الحوار الطويل : شايب زاوشثتي يقول :
لا أرى العيب إلا في التفسير بالرأي المذموم، أما التفسير بالرأي المحمود فداخل في البحث عن ما وراء النص.
مَنْ الذي يذم الرأي ؟ ومن الذي يحمده ؟ وبأي من المعايير الكثيرة يذمه أو يحمده ؟ وما هو هذا الرأي ؟
 
شدتني هذه النقاط! وحق لي أن أتساءل!
كيف يمكن تطبيق هذه النقاط على القرآن إلا من خلال جسر التجديف! وأخص النقطة الأولى المرقمة ب٤

ويبدو أن تنزيل الهرمنيوطيق على كتابات بن نبي أو محمد رشيد ، جاءت بناء على التعريف
للهرمنيوطيق لكل شخص!
لو كانت الهرمنيوطيق هي التحليل اللغوي لكان كل المفسرين في عصر الإسلام قد طبقوها!
لكن الأمر ليس بهذه السهولة، أرجو من الإخوة عدم تنزيل هذه السفسطة المسماة بالهرمنيوطيق على مؤلفات علماء الإسلام واختزال تعريفها!
والأسلم أن تعرفوها بالتعريف الذي قال به أربابها وليس تعريفنا الشخصي لها.
تلك السفسطة أشرت إليها في الرد رقم 24 وكما قلت في تلك المشاركة الكلام عام يفتقر إلى أمثلة عملية، ومن جانب آخر الكلام يعالج تطبيق إفتراضي من تطبيقات الهرمنيوطيقا الفلسفية. تلك المنهجية التي لا ترى المعنى في النص وإنما تحاول إستخلاص المعنى بإستنطاق النص للوصول إلى فكرة الكاتب التي حاول إيصالها من خلال اللغة، أو إستنطاق النص من خلال ماوراءه، حسب العلاقة بين القارئ والنص، فالنص إما نقطة إنطلاق فتكون العلاقة ثنائية بين القارئ والنص وإما واسطة فتكون العلاقة ثلاثية بين القارئ والكاتب بينما النص واسطة. السفسطة في هذا التطبيق هو أن التأويل بدوره نص لا يحمل أي معنى فوجب إستنطاقه والنتيجة تأويل وهكذا إلى ما لا نهاية، لأن وضع الحد أو الأصل (قاعدة مثلا) في القراءة سيؤدي إلى تناقض.

النقطة الأولى المرقمة بـ4: هل تقصد 4. AUTHOR’S WRITINGS؟
على أية حال، ذاك مثال واحد في تطبيق النموذج الذي وضعه الأستاذ بن جماعة، والنموذج فضلا عن المثال لا يمكن تطبيقه على القرآن حرفيا، ولا يمكن تطبيقه على رواية يتيمة، ولا على أي نص آخر بغير تاريخ. أما مضمون تلك المنهجية فيمكن تطبيقها في تفسير القرآن من خلال المكي والمدني والناسخ والمنسوخ. يقال: "من فوائد معرفة المكي والمدني تمييز الناسخ من المنسوخ، ومعرفة تاريخ التشريع الإسلامي، ومعرفة تدرّج المشرع الحكيم في نقل الناس إلى المنهج الإسلامي المتكامل". (الواضح في علوم القرآن).

مثال سريع:
الآيات التي ذكر فيها الخمر. طبيعة النص؟ آيات فقهية ويجب أن تكون كذلك إذا تحدثنا عن التدريج في تحريم الخمر.
1- النص المستهدف: آية من هذه الآيات.
2- في الفقرة: وهي مستويات، الفقرة الكبرى هي السورة، هل هي مدنية أم مكية، إن كانت مدنية نبحث عن آية أخرى في سورة مكية تكون هي النص المستهدف حتى نصل إلى أول آية ننطلق منها، ثم قراءة الآية بالآية وهي أصغر فقرة لأن النص المستهدف قد يكون جزء من الآية بالإقتباس أو الوقف أو غير ذلك، وأعلى مستوى في تفسير القرآن بالقرآن هو التفسير الواضح أي ما نقرأه في الآية. والفقرة كذلك ما سبق الآية وما بعدها. للتسبيط وتجريد التفاصيل نتكلم عن السورة التي هي الفقرة. نقرأ الآية من خلال الآية، ثم الآية من خلال السورة كفقرة أي من خلال الوحدة الموضوعية للسورة، وما يسمى بموضوعات السورة.
3- في الكتاب: قراءة الآية من خلال القصد الذي جاء له الكتاب بجملته. وهكذا نصل إلى مجموعة من الآيات حول الخمر. هل هي آيات فقهية (أحكام) وهل هناك تدريج أو هل هناك ناسخ ومنسوخ؟ للإجابة على الأسئلة نعمل مقارنة وننتقل إلى الخطوات الآتية:
4- في التفسير النبوي.
5- في الوجوه والنظائر.
6- في التفسير بالسنة., الخ.
و السياق الخارجي: الخمر في المجتمعات العربية الجاهلية، في المجتمع الإسلامي قبل التحريم، في الشعر الجاهلي، وكذلك الخمر في المحيط الآخر: مثلا عند أهل الكتاب آنذاك فيما نسب إليهم من أقوال وروايات وقصص الحقيقية والمتخيلة، بتعبير محمد رشيد رضا: "تَتَبُّعُ الْقَصَصِ، وَقَدْ سَلَكَ هَذَا الْمَسْلَكَ أَقْوَامٌ زَادُوا فِي قَصَصِ الْقُرْآنِ مَا شَاءُوا مِنْ كُتُبِ التَّارِيخِ وَالْإِسْرَائِيلِيَّاتِ، وَلَمْ يَعْتَمِدُوا عَلَى التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِمْ، بَلْ أَخَذُوا جَمِيعَ مَا سَمِعُوهُ عَنْهُمْ مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍ بَيْنَ غَثٍّ وَسَمِينٍ، وَلَا تَنْقِيحٍ لِمَا يُخَالِفُ الشَّرْعَ وَلَا يُطَابِقُ الْعَقْلَ". والمعلومات الأخرى حول صناعة الخمر وأنواعه والتفنن في ذلك، والتجارة فيه، كل ذلك قد يساهم في فهم طبيعة تلك الآيات هل هي حقا آيات فقهية حتى يسقيم الحديث عن تدريج وناسخ و منسوخ أم لا؟ كما يساهم في فهم وتأويل التفاسير أيضا.


تعريف الهرمنيوطيقا لغة تجده في القواميس (مثال)، وتعريفها إصطلاحا يتوقف على المجال الذي تقصده:
Literary Hermeneutics،
Legal Hermeneutics،
Philosophical Hermeneutics،
Biblical Hermeneutics
...

والآن: ما هو التطبيق، المثال، التعريف الشخصي أو تعريف "أرباب" الهرمنيوطيقا الذي إستندت إليه في الحكم على الهرمنيوطيق بالسفسطة؟
 
سؤال جانبي في هذا الحوار الطويل : شايب زاوشثتي يقول :
لا أرى العيب إلا في التفسير بالرأي المذموم، أما التفسير بالرأي المحمود فداخل في البحث عن ما وراء النص.
مَنْ الذي يذم الرأي ؟ ومن الذي يحمده ؟ وبأي من المعايير الكثيرة يذمه أو يحمده ؟ وما هو هذا الرأي ؟
الحوار طويل، وتلك الأسئلة ستزيد في طوله وعرضه. الذي يفيد في هذا الشريط هو محاولة لتطبيق الهرمنيوطيقا على تلك المشاركة التي تميز بين الرأي المحمود والمذموم في تفسير الذكر الحكيم. حاول دراسة تلك المشاركة نصا أو وعيا. إن كنت لا تؤمن بالكاتب أي لا تؤمن بأن الوعي وراء تلك المشاركة، فادرس المشاركة نصا لا وعيا بتطبيق بعض معالم الهرمنيوطيقا عليها.
 
لم أكن أتوقع إلا مثل هذه الإجابة "التجنّبي" ، للأسف.
مَنْ يذمّ / ومَنْ يحمد ؟ وبأي معيار ؟ سؤال بذاته بسيط . ..
شكرا .
 
هل تصلح الهرمنيوطيقا نهجًا لتفسير القرآن؟!

لا يوجد عقل غربي وعقل شرقي بل يوجد عقل ما قبل غاليلو أي ما قبل الزجاج أي المرقب وما بعد غاليلو. فالتحقيب الزماني للعقل شرط لوجود عامل مكاني فيقال عقل عربي وعقل غربي في حقبة زمنية محددة أما على إطلاقه فلا يوجد في الفلسفة وعلوم العقل شيء اسمه عقل غربي وعقل شرقي. وأما الاختلاف الموضوعي أي تنوع الموضوعات التي يتفكر فيها العقل فهذا مقيد بالثقافة والعادات الأكاديمية والدليل أنك تجد في الغرب عدة تناولات مختلفة لنفس الموضوع. فشهود يهوه منتشرون في أوربا ويفكرون بعقلية قرووسطية مؤمنة وفي جامعات أوربا عقليات أكاديمية تحليلية ولكن ما يعجب لدى الأوربيين هو العادات والثوابت والهيئات البحثية ذات التقاليد الراسخة وهي التي نتمنى أن توجد عندنا ومعايير التقييم كونية لا محلية. فلم تنجح أي معايير محلية في إنتاج مخرجات علمية محترمة باستثناء (علم التجويد) وتدريس القرآن على المشايخ. لذلك فما يسمى بمناهج الفكر الغربي هي طرائق تفكير وتناول لموضوعات معينة فمن الذي يحدد صلوح طريقة ما لتناول موضوع ما من عدمه؟ تاريخيا كانت التجربة قد أثبتت أن طبيعة الموضوع تحدد طبيعة المنهج على أن لا ننغلق ونسد الأبواب أمام محاولات تجريب مناهج جديدة تنير جنبات من الموضوع (أي موضوع) لم تستطع المناهج القديمة أن تنيرها. فهل نختلف عن الغربيين في هذا. إذا اختلفنا فهو ليس خلافا علميا بل اجتماعيا وثقافيا فقط يتعلق بعاداتنا وأخلاقنا لا بعقولنا التحليلية وإلا لأصبح موقفنا عالميا لا محليا. فكل ما هو عقلي فهو عالمي بطبيعته وهو نسبي أيضا بطبيعته. من هنا يبدو لي أن العنوان الأكثر ملاءمة للموضوع هو هل تندرج جهود تفسير القرآن تحت الهرمنيوطيقا وإلى أي حدّ. وهل توصلت التجربة الهرمنيوطيقية إلى قوانين ثابتة وعادات راسخة تمكننا من الكشف عن محدودية جهود مفسّر معين وتعيننا على تصنيف جهود المفسرين تصنيفا شاملا جديدا.
 
الدكتور المستشرق المحترم موراني منهحك واضح والإجابة يمكن استخلاصها من اسئلتك في كل مرة.
فأنت تعتبر كل شيء نسبي، على غير عادة عامة المستشرقيين غير العلمانيين، ولذلك فأي رأي أيا كان، هو إجتهاد عند حضرتك، مهما كانت غرابته أو شذوذه أو نتيجته، هكذا هي النسبية.
ملحوظة: مع أن النسبية-والكلام لغير الدكتور موراني- لاتترك مجالا قالت فيه الإسلامية قولا مخالفا لتوجه العلمانية الا وطرحته أرضا، وصبت عليه النار والزيت المغلي!
وحتى رأينا نحن في بعض الشخوص التي مدحت حضارتنا، إذا عبرنا عنه، نجد ذماً وعيباً في الشخصية وكأنه لارأي له ولا معنى لرأيه، لأنه ملوث في ماضيه كمثال(هونكه!!)
وأما في الهرمنيوطيقا العربية العلمانية التي تناولت نصوص القرآن، فإنها جعلتها من اختراع محمد رسول الله أو من مرض نفسي لازمه منذ الصغر أو لتأثيرات بيئية أو عشائرية أو قبلية أو محلية أو دولية وكلها رماه القرآن بالتخرص.
أي ذمه القرآن، ودعا على أصحابه، هكذا هو علمنا القرآني.
أما الرأي غير المذموم فهو رأي العقلاء وإن أخطأؤوا.
لاتقل لي من العقلاء وكيف تعينهم، وإلا هاندور في دوائر لانهاية لها.
 
الأخ شايب وفقه الله
بالمثال يتبين الحال !
كيف يفاد من منهج الهرمنيوتك في تفسير الحروف المقطعة في أول بعض السور ؟
 
طارق منينة المحترم : إن كان منهجي لديكم واضحا فأنتم وشأنكم .
لم أتحدث عن العلمانيين ولا عن غيرهم ولا عن مناهج الهرمنيوتك وهي كثيرة جدا وأيضا متناقضة كما هو معروف . أنا أتركز على أسئلتي على شكل أوضح ، ويتبين من خلالها الطابع العَمَلِي عندي أو قُلْ : نوع من البراجْـمَتِزْم :
مَنْ يَذمّ / ومَنْ يُذمّ / مَنْ يَحْمد / ومَنْ يُحْمَد ؟ كيف وعلى أي أساس يدّعي صاحب الذم الحق لنفسه لكي يذم غيره (أو يحمد غيره) ؟
وهنا أعيد ما ذكرته بمناسبة أخرى :
مَنْ ينطلق من "تأريخية القرآن " نصا ، فلينطلق منه ،
ومن يتناول القرآن وَحْـيًا وكتابا منزلا بالإيمان وله ذلك أيضا .
وعلى هذا المستوى لا أرى مجالا لذم هذا أو ذاك . كل ما يمكنني السعي إليه هو النقد العلمي حسب المعايير المسلّمة بها في العلم والمعرفة البشرية . وبالاعتماد على المصادر العلمية المسلّمة بها أيضا . ولا مكانَ للذم فيه .
إلا أنني أخشى أنّ هذا الموقف بوصفه الموجز لن يجد ترحيبا لديكم ، فليكن ! لن أذمّ أحدا لذلك...
 
السؤال عن كيفية الإفادة من منهج الهرمنيوتك في تفسير الحروف المقطعة في أول بعض السور، غير مفهوم. والسائل:
1- يظن أن الهرمونوطيقا تجيب عن كل الجزئيات المتعلقة بالنص القرآني، رغم أننا قلنا إن الهرمونوطيقا مقاربة نظمية وليست تجزيئية.
2- يظن أن تطبيقات الهرمونوطيقا على القرآن مستوفاة ومكتملة. في حين أننا لا نجد سوى تطبيقات أولية قليلة، بعضها مسيئ وبعضها متعثر، وأقل منها الجيد.
 
قرأت بعض المداخلات السابقة، وأشعر أننا أحيانا مضطرون لشرح البديهيات.
1- القرآن الكريم يطلب منا أن نطلب علماً خارج القرآن، وذلك بالسير والنظر في الأرض، إلى آيات الله المودعة في الآفاق والأنفس.. فآيات الآفاقِ والأَنْفُسِ من القرآن، من حيث أن القرآن يأمر بالنظر إليها، مكانُ طلبها ليس في القرآن، وإنما في الكون.
2- لا يمكن فهم القرآن إلا من خلال العقل والفهم. وأدوات الفهم والتعقل مشتركة بين المؤمن والكافر، وهي محل الحساب. وبالتالي فلا وجود لحدود جغرافية بين منهج تفكير المؤمن ومنهج تفكير الكافر إلا في بعض المسلّمات القبلية فقط.
 
الأخ محمد بن جماعة
عاملني بمقدار فهمي لا فهمك واستيعابك أنت !
أنا أقول إن الحروف المقطعة ليست جزئية منفكة عن النظم القرآني بل هي جزئيات متكررة في نظم القرآن ومن أكثر المواضع تناولا عند المفسرين وقد أسفر تناولهم له عن بروز مدارس في تفسير النص القرآني عند المسلمين ، ولكن لا بأس دعنا نقرر مقررته أنت يابن جماعة وهو أن منهج الهرمنيوتك ( أو مناهج الهرمنيوتك كما يذكر أحد الإخوة !! ) لا يتعامل مع جزئيات القرآن بمعنى أنه لا يساهم في تفسير آيات القرآن بحال وإنما يقرأ ويحلل النظم الكلي أو المقطعي للقرآن ويخرج بمقاربة منطقية لنصوصه المتضمنة في مقاطعه أو فيه كله !
أهذا ماتريد قوله ؟
 
يا أستاذ عبد الله، هداك الله
أرجو أن تقرأ الكلام جيدا. كلامي واضح ومكتوب بالعربية الفصحى.
قلتُ: الهرمونوطيقا لا تجيب عن "كل" الجزئيات المتعلقة بالنص القرآني، باعتبارها مقاربة نظمية وليست تجزيئية. وأرجو أن تطلع على الفرق بين المقارتبين كي يقترب فهمنا المشترك للموضوع.
وقلت، إن تطبيقات الهرمونوطيقا على القرآن ليست مستوفاة ولا مكتملة. وبالتالي هناك قضايا ربما لم تطرح بعد، وتحتاج لباحثين يتصدون للموضوع بالبحث والكتابة.

بالتالي، أن تقول على لساني أن "منهج الهرمنيوتك (أو مناهج الهرمنيوتك كما يذكر أحد الإخوة!!) لا يتعامل مع جزئيات القرآن" كلام غير صحيح..
فرق بين "لا تتعامل مع الجزئيات" و"لا تجيب عن كل الجزئيات".
أما وضع عبارة "منهج الهرمنيوتك (أو مناهج الهرمنيوتك كما يذكر أحد الإخوة!!) مع نقطتي تعجب، فهذا هو العجيب وليس الحديث ذاته عن تعدد المناهج.
 
بالمناسبة، لعلها فرصة للتذكير بما يلي:
(يروى في حوار جرى بين اثنين، أن أحدهما قال للآخر: هل لك في الحوار؟
فقال: نعم، على عشرة شروط.
قال: وماهي؟
قال: 1- ألا تغضب،
2- ولا تعجب،
3- ولا تشغب،
4- ولا تَحكُم،
5- ولا تُقبل على غيري وأنا أكلّمك،
6- ولا تجعل الدعوى دليلا،
7- ولا تجوّز لنفسك تأويل آية على مذهبك، إلا جوّزت لي تأويل مثلها على مذهبي،
8- وأن تؤثر التصادق،
9- وتنقاد للتعارف،
10- وعلى أن كلا منا يبغي من مناظرته أن يكون الحق ضالته والرشد غايته)
 
الأخ عبدالله الأحمد هداه الله، يجيب كثيرا، بحدّية وأخطاء في الاستنتاج والحكم:
1- كونها كثيرة ومتناقضة، لا يؤدي لاستنتاج أنها (جميعا) لا تصلح أن تكون شارحة للقرآن.
2- لا توجد أي منهجية هرمونوطقية تدّعي لنفسها الحاكمية على القرآن.
ألا يمكن التقدم قليلا في الموضوع؟ فنحن على حافة المراء.
 
طيب أخي الكريم محمد بن جماعة
هات مثالا واحدا لفائدة منهج أو مناهج (دون تعجب - فقد منعتني منه) الهرمنيوتك في فهم القرآن من أي وجه تراه ، فبالمثال يتقدم الحوار ويمتنع المراء .
 
لو قرأت التعاليق السابقة لوجدت ما تبحث عنه:
- كتاب الظاهرة القرآنية (مالك بن نبي). ويبحث قضية (النبوة) وعلاقتها بالإعجاز القرآني.
- كتاب د. عبد الرحمن الحاج (رسالة دكتوراه) "الخطاب السياسي في القرآن: السلطة والجماعة ومنظومة القيم"
- كتاب توشيهيكو إيزوتسو: "الله والإنسان في القرآن"
- كتاب توشيهيكو إيزوتسو: "المفاهيم الأخلاقية-الدينية فيالقرآن"
وكلها موجودة على الإنترنت، ما عدا كتاب الحاج، مطبوع.
 
أخي محمد بن جماعة
كتاب الظاهرة القرآنية قرأته ولم أجد للهرمنيوتك ملمس في كلام مالك بن نبي رحمه الله .
فهلا تكرمت ووضعت يدي على شيء فيه يثبت كلامك تحيلني عليه .
 
من نقاشي مع البروفيسور هنري فيركلر حول الهرمنيوطيقا: مبادئ وتطبيقات...
الخلفية الثقافية التي أحدثت الهرمنيوطيق لا توجد في البيئة العربية وقت نزول القرآن
ونخشى كل الخشية وبقلق زائد عند استخدام الهرمنيوطيق أن يُفهم القرآن لدى الفرنجة بنفس الخلفية التي يفهموا بها كتابهم المقدس...
وفي هذا تقليل لأهمية القرآن وتنزيله منزلة دون منزلته السامية الرفيعة التي هو أهلها على الحقيقة وليس على المجاز...
البروفيسور هنري فيركلر: الهرمنيوطيق نموذج للتفسير تم تطويره من قبل الإغريق في القرون التي عاش فيها المسيح على الأرض، كان لدى الإغريق عديد من الأساطير حول مختلف آلهتهم، أحيانًا صورت هذه الأساطير الآلهة كما لو تفعل الأشياء القاسية جدًا أو أنانية أو القبيحة، من أجل تجنب المعنى الحرفي لبعض هذه القصص، تعاملت بعض الكتب مع هذه القصص برمزية بدلًا من اعتبارها قصص صحيحة حرفيًا، واقترحوا أنه يمكن أن يعطوا هذه القصص تنميطًا ألغوريًا (وهذا، ما يمكن أن يعطى معاني جديدة للقصص التي لا يمكن العثور عليها إلا إذا وجدت فقط في تفسير حرفي) وبعد ذلك شرعوا في تطوير سلسلة من التفسيرات المجازية التي تجعل القصص مقبولة لتفكيرهم المعاصر.
ولأن قادة الكنيسة تأثروا في وقت مبكر بالثقافة الأسطورية المحيطة حولهم، بدئوا باستخدام الهرمنيوطيق كتفسير استعاري لقصص توراتية معينة أو عند مرورهم بشيء قي الكتاب المقدس واختلفوا معه، في كثير من الأحيان تقدم الناس المختلفة تفسيرات مجازية مختلفة لنفس النص المقدس، وكلها ترتكز على إبداعهم وليس على ما يقوله النص في الواقع.
أظن وضح الآن ما قد تفعله الهرمنيوطيق بالقرآن....
 
أخ عبد الله:
إن كنت تبحث عن كلمة "هرمونوطيقا" في كتابات مالك بن نبي، فلن تجدها.
وإن كنت تبحث أين ذكر خطوات المنهج خطوة بخطوة (كما يكتب الطلبة رسائل الماجستير والدكتوراه)، فلن تجدها.
أما إذا قرأت الكتاب بكامله وأنت مدرك للإطار العام الهرمونوطيقي، فستجد أن الكتاب خاضع تمام للمنهجية.
 
أخي محمد بن جماعة وفقه الله
أنت واهم جدا في تصورك عن كتاب الظاهرة القرآنية ، فلا تلبس الكتاب لباسا صنعه خيالك فحسب ، ولا تنسب إلى الكاتب مالم يصرح به فكل مؤلف يوطيء لمؤلفه بمنهجه فيه خصوصا حين يكون يكون منهجا غير مشتهر ومطروق عند قراءه ..
 
لا تغضب مني أخي محمد بن جماعة
ومع أني لا أرى في كلامي ما يغضب
لكن حيث أغضبك كلامي فأنا أسحبه فمثلك لا يليق إغضابه فأنت لك حق علي فقد استفدت من عدد من مشاركاتك وأكن لك التقدير والاحترام .
والحق عندك وعندي أحب وأولى بالتقدم .
 
الأخ شايب وفقه الله
بالمثال يتبين الحال !
كيف يفاد من منهج الهرمنيوتك في تفسير الحروف المقطعة في أول بعض السور ؟
بالمثال يتبين الحال، نعم. منذ أول مشاركة ونحن نسأل ونجري وراء الأمثلة العملية، فشكرا على التذكير أخي الكريم.
الهرمنيوطيقيا تتعامل مع النص، لكن أيضا مع الظواهر والأشياء. مالك بن نبي قرأ الظاهرة الدينية (صفحة 69) قراءة هرمنيوطيقية، وهذه الظاهرة ليست نصا بل مجموعة من الأشياء منها النصوص التأسيسية والتأويلية.

بالنسبة للسؤال، أظن أن الهرمنيوطيقيا طبقت على الحروف المقطعة، هذا عندما أعرب المصطلح بالمنهج التاريخي في التأويل. هذا التعريب لم يأتي بطريقة عفوية أو عملية إسقاطية، بل هناك علاقة وطيدة بين الهرمنيوطيقا والتاريخ (التاريخية: أصالة الشيء، الظاهرة، النص.. والتاريخانية: معاني ووظائف وقيم وطبائع الأشياء والظواهر والنصوص في التاريخ) مثل العلاقة بين الهرمنيوطيقيا والتحليل/التفسير اللغوي أو فقه اللغة بشكل عام. أنظر محاضرة الأستاذ Paul Fry هنا: Ways In and Out of the Hermeneutic Circle

كيف هذا الزعم أنها طبقت؟ أولا، ينبغي أن نفهم الفرق بين الهرمنيوطيقا التي هي أصول أو قواعد في التأويل، والهرمنيوطيقيا نظرية التأويل والتي تبحث في مناهج وأصول التأويل للتوصل إلى العوامل التي تتحكم في العملية التأويلية. الهرمنيوطيقا بالمعنى الأول تبحث في معنى النص إلى جانب قيمة النص وطبيعته وتاريخياته. على الأقل في بعض التطبيقات، وتطبيقاتها متشعبة وكثيرة للغاية. إذا كانت الحروف المقطعة ضمن ما لا مجال للعقل فيه بتعبير مالك بن نبي أو سر استأثر الله تعالى بعلمه بتعبير آخر، فلا مجال للهرمنيوطيقا في بيان معنى هذه الأحرف. هنا سننتقل إلى معلم آخر وهو البحث فيما وراء "المقروء المستهدف" مثل القيمة والوظيفة. والبحث في طبيعة هذه الحروف تم كذلك مثل الإختيار الذي يذهب إلى القول بأنها أقسام أقسم الله بها.

أين المنهج التاريخي في التأويل؟ ستجده في كل أخذ ورد يأخذ التاريخ بعين الإعتبار، مثل تعليق الإمام الشوكاني على الإمام الزمخشري الذي رأى وراء الحروف المقطعة وظيفة وهي إثبات التحدي، سترى أن الإمام الشوكاني يقوم بمحاولة تمييز بين التاريخي والحادث. كما تجد هذه المنهجية التاريخية في المنتصرين لتصنيف تلك الحروف ضمن الأسرار الإلهية. وتجده عند من يبحث عن توظيف الحروف في الشعر: قُلْت لَها قفي لَنَا قالَتْ قاف.

أما على المستوى النظري فيمكن تطبيقها من خلال الإستشكال: ما دور المحيط وبالتالي الذات في توجيه الإختيارات داخل العمليات التأويلية؟ لنفترض الإمام الطبري عاش في حقبة زمنية إنتشرت فيها الفتن الباطنية، هل كان سيميل إلى الإختيار الذي يقف عند طبيعة المقروء المستهدف (إنها سرّ الله في القرآن) ولا يتجاوزه إلى المعنى ولا إلى ماوراءه؟

لماذا هذا السؤال؟ يقول جمال مصطفى عبدالحميد عبدالوهاب: "فإن هذا الأسلوب يفتح الباب على مصراعيه لمن يريد أن يتلاعب بألفاظ القرآن الكريم مثلما فعلت الباطنية قديما، والبهائية والقاديانية حديثا". ( » كلية الدعوة وأصول الدين » قسم الكتاب والسنة » أعضاء هيئة التدريس » جمال مصطفى عبدالحميد عبدالوهاب » الحروف المقطعة في أول بعض سور القرآن الكريم)

أخيرا وبعد تلك الأسئلة التي طرحت مع العلم أنه لا يعقل أن نسأل كيف تشرّب زيد فيرافيا ونحن لا نعلم شيئا عن الفيرافيا هذه: ما هي الهرمنيوطيقا عندك، أو أي تطبيق تعرفه، أو أي مثال صادفته لتسأل أين طبّق فلان هذه الهرمنيوطيقا، و كيف يتم تطبيقها في قراءة تفسير سورة الفاتحة ؟ (صيغة أخرى لنفس السؤال السابق: تأطير السؤال فتوجيهه بهذا الإطار).
 
أخي شايب
لو أن هذا الكلام لغيرك لماخطر في بالي إلا أنه لرجل يعبث في تناوله كلام أهل العلم ، أما وإن هذا الكلام لك فلا أقول فيه بالعبث وإنما اتهم عقلي بقصوره عن فهم مرادك من مشاركتك الأخيرة .
وأراني مضطرا للتوقف عند هذا الحد في مناقشة هذا الموضوع تأدبا مع أساتذتي ، ولعل في بقية الأساتذة من هو أقدر مني على فهم كلامك وبلوغ مرادك..
 
كلنا يا أحبتي ننتظر ذاك المثال،
على الأقل مثال عملي واحد يتناول قضية محددة بحثها مالك بن نبي في الظاهرة القرآنية معتمداً على الهرمنيوطيقا!
 
.... والسائل:
....
2- يظن أن تطبيقات الهرمونوطيقا على القرآن مستوفاة ومكتملة. في حين أننا لا نجد سوى تطبيقات أولية قليلة، بعضها مسيئ وبعضها متعثر، وأقل منها الجيد.
اين الجيد؟
وهل هو في الجانب الاسلامي الذي تمثله؟
 
كلنا يا أحبتي ننتظر ذاك المثال،
على الأقل مثال عملي واحد يتناول قضية محددة بحثها مالك بن نبي في الظاهرة القرآنية معتمداً على الهرمنيوطيقا!
الطلب الأول، مثال مقارن: التفسير والمنهج التاريخي في التأويل (الهرمنيوطيقا) الذي يبحث في (أصول/قواعد) معنى، قيمة، طبيعة وأصالة [النص/الظاهرة/الشيء] إلى جانب إطاره النظري الذي يبحث في العوامل النفسية والخارجية التي تتحكم في العمليات التأويلية أو التي توجّه هذه العلمليات.

في هذا المثال سأركّز على المهمة الرابعة: الأصالة (الصحة التاريخية للنص من خلال النقد العلمي).

النص المستهدف: قراءة ابن مسعود ((فصيام ثلاثة أيام متتابعات)) [المائدة: 89] بغض النظر عن تصنيف هذه القراءة هل هي قراءة فعلا وبالتالي قراءة شاذة، أم ضرب من القراءة بالتفسير.
المنهج التقليدي التاريخي في التأويل: تطبيق العلوم الشرعية التقليدية عامة ومناهج علم القراءات بشكل خاص، ففي إطار الشرط الأول من شروط قبول القراءة (صحة السند) نلاحظ معلما من معالم الهرمنيوطيقا (narrative-historical continuity) أو "إستمرارية السرد التاريخي".
المنهج التاريخي في التأويل: إضافة إلى المنهج التقليدي يتم الإعتماد على الوثائق المحسوسة بعد إخضاعها للتحليل بأدات من أدوات علوم الآلة، وهذا يعني أن العثور على مخطوطة يقدم لنا مادة جديدة في التأويل، وتتم عملية الفهم بشكل أوضح. عملية الفهم هنا: فهم ما دوّن في الكتب عن وجود مصاحف أو صحف دونت فيها آيات بالتفسير.

والآن نفترض أن المنهج التقليدي هو "التفسير الإسلامي" عندنا، والتفسير بشكل أعم؟ علوم القرآن. هذا مجرد إفتراض وإلا فقد قلت فيما سبق أن "المنهج التاريخي" الذي أشار إليه المرحوم صبحي الصالح هو "الهرمنيوطيقا" والهرمنيوطيقا هي هذا "المنهج التاريخي"، والفرق لا يوجد إلا في التطور: تطور الهرمنيوطيقا وتشعّب مساراتها. هذا فقط. لكن هنا أفترض هذا الإفتراض للإجابة على الطلب السابق (المثال المقارن).

والآن سأنتقل إلى الهرمنيوطيقا النظرية.
في هذه النظرية لا يمكن إستبعاد العامل الذاتي في القراءة، وعليه فإن القوم الذين وصفهم الدكتور بن هرماس بقوله :"يؤرقهم أن للقرآن نسخة واحدة وللانجيل نسخ متعددة فأرادوا أن يختلقوا مصاحف أخرى بهذه الطريقة حتى يشاركهم أهل القرآن في وعيهم الشقي الراجع الى تعدد واختلاف كتبهم (المقدسة)" سيؤولون الوثيقة المحسوسة بطريقة أخرى، وربما يستنتجون منها نتائج مباينة للمتفق عليه داخل المجال الإسلامي. ولأن الهرمنيوطيقا متعددة التطبيقات سننتقل إلى مستويات أخرى قصد معالجة مثل هذه الإشكالية، فهي تطرح الأسئلة عن دور علوم الآلة في ذاتها إذ أن أي علم من علوم الآلة في التاريخ (Auxiliary sciences of history) غير قائم بذاته عندما يوظف كآلة، وعليه: أي شيء أثري يؤول ضمن البيانات التاريخية الموجودة، وهذه البيانات التاريخية يتم إعادة تأويلها في ضوء المستجدات الملموسة إن وجدت. هذه طريقة منهجية صالحة للإجابة على تلك الإشكالية في الهرمنيوطيقا النظرية.

الوثيقة: مخطوطة تم تحليلها وتأريخها وصنّفت ضمن المصاحف وفيها "النص المستهدف" (قراءة بن مسعود رضي الله عنه).
التأويل الإسلامي: لا جديد إذ هذا معروف عندنا ومشار إليه في أكثر من رواية.
الإعتراض المفترض: بل هذا يدعم نظرية "الجمع المتأخر للقرآن".
الإعتراض الإسلامي على الإعتراض المفترض:
- كيف ستعيد قراءة الروايات ضمن هذه المعلومة الحسية الجديدة ؟
- كيف توفق بين هذه المعلومة الجديدة والمعلومات الأخرى المحسوسة (مخطوطات أخرى)؟
- هل ترتقي هذه المعلومة الحسية الجديدة إلى رتبة الموجود من حيث الصحة والشهرة والتواتر ؟ أسئلة أخرى تتفرع عن هذا السؤال عن عدد الوثائق، تاريخها، تحقيقها ودقة هذه العمليات .. إلى آخره ...

هذه الطريقة ستجيب على إشكالية من إشكاليات الهرمنيوطيقا النظرية: أين تتدخل الذات في توجيه التأويل: عند المسلمين الذين يؤمنون سلفا أن القرآن محفوظ برعاية إلهية، أم عند غيرهم ممن يخضعون لتأثيرات ثقافية تاريخية خاصة أو إيديولوجية مغرضة؟


إنه تطبيق إفتراضي كمحاولة للإجابة على سؤال: أين نقط الإتفاق والإفتراق بين التفسير والمنهج التاريخي في التأويل.

لي عودة للإجابة على سؤالك الثاني أستاذنا الشريف، وسيتم تجاهل كل سؤال غير مؤطر بإطار يوجه السؤال، وإلا سنبقى ندور في حلقات مفرغة.
 
هناك سؤال آخر، وربما هو أهم سؤال، لم يطرح بعد:
ما علاقة هذا الموضوع بالإنتصار للقرآن الكريم ؟
هناك إجابتين:
1 - قال وقيل .. قال ناصر حامد أبو زيد، وأكّد مقولته علي حرب، وقال السيد سليمان بن صالح الخراشي تعليقا على ما قيل، وأضاف السيد طريق منينة في تحليله لما قيل .. إذن: الهرمنيوطيقا غير صالحة في الدرسات القرآنية. هذا هو الإنتصار المعرفي والنظري للقرآن الكريم و علومه الشرعية.
2 - الإنتصار العملي للقرآن الكريم: هذه بضاعتنا ينبغي أن نستردها ونطورها بالتوجيهات الأخلاقية الإسلامية مع ضبطها بالشروط العلمية من خلال تصفيتها من الفلسفات الإيديولوجية مع الإبقاء على جانبها الفلسفي العقلي وتطويره أيضا ليصلح في الدراسات الأدبية والفكرية الإسلامية، عملا بالمبادئ الإسلامية: الحكمة ضالة المؤمن، التفكير، الإعمار، التعارف والتجديد/الإجتهاد..

ثم إن سؤال الموضوع قد طرح من قبل بقلم الأستاذ أحمد بوعود: http://vb.tafsir.net/tafsir23314/#.VUvZQZO0ddh
عليه: ما هي الجوانب الهرمنيوطيقة التي لا تصلح في الدراسات القرآنية، ولماذا؟ هذا هو السؤال الذي يجب التركيز عليه لأن سؤال هذا الموضوع، خاصة مع غياب التعريفات والنماذج والامثلة والتطبيقات العملية، بصيغته الحالية سؤال متجاوز.

وفي هذا تقليل لأهمية القرآن وتنزيله منزلة دون منزلته السامية الرفيعة التي هو أهلها على الحقيقة وليس على المجاز...
أظن هذا حق يراد به باطل وهناك دعوى أخرى شبيهة بتلك وهي التي عالجها محمد رشيد رضا في مقدمة تفسيره المنار عندما قال "وَيُمْكِنُ أَنْ يَقُولَ بَعْضُ أَهْلِ هَذَا الْعَصْرِ: لَا حَاجَةَ إِلَى التَّفْسِيرِ وَالنَّظَرِ فِي الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ الْأَئِمَّةَ السَّابِقِينَ نَظَرُوا فِيَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَاسْتَنْبَطُوا الْأَحْكَامَ مِنْهُمَا، فَمَا عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ نَنْظُرَ فِي كُتُبِهِمْ وَنَسْتَغْنِيَ بِهِمْ - هَكَذَا زَعَمَ بَعْضُهُمْ، وَلَوْ صَحَّ هَذَا الزَّعْمُ لَكَانَ طَلَبُ التَّفْسِيرِ عَبَثًا، يَضِيعُ بِهِ الْوَقْتُ سُدًى وَهُوَ - عَلَى مَا فِيهِ مِنْ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْفِقْهِ - مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى آخَرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ يَخْطُرُ هَذَا عَلَى بَالِ مُسْلِمٍ؟". ويمكن إضافة الحقيقة المعروفة وهي أن الإستنباط والنظر من الإجتهاد والإجتهاد نشاط بشري فلماذا تنزيل القرآن منزلة دون منزلته السامية؟ في هذا السياق لا يمكن أن نقبل أي تفسير إلا التفسير النبوي وأقصد به تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، لا تفسير القرآن بالسنة النبوية لأن هذا التفسير إجتهاد أيضا، والتفسير النبوي مقبول بنص القرآن {لتبين للناس ما نزّل إليهم}.

أظن وضح الآن ما قد تفعله الهرمنيوطيق بالقرآن...
لا، لم يتضح أي شيء بل العكس هو الصحيح. أنا لا أعرف صديقك البروفيسور هنري فيركلر ولا كتابه المشار إليه، ولم تزودنا بالسياق الذي طرح فيه السؤال، ثم هو لا يشير في تلك الإجابة إلى أي تطبيق أو مثال نستفيد منه أن الـ hermeneutics هي الـ eisegesis ولا شيء إلا الـ eisegesis. فإن لم يفعل و - في إعتقادي - لن يفعل فإن الوحيد الذي يقرأ الهرمنيوطيقا بالقراءة الإسقاطية هو البروفيسور هنري فيركلر، وحتى إن تراجع عن هذا الكلام وقال بواقع الهرمنيوطيقا وأنها منهج بحث علمي لمعرفة حاملات المعرفة (النصوص، الظواهر، الرموز، الأشياء..) لما تغير أي شيء لأن المهم هو النموذج العملي، التطبيق، المثال .. ثم لنفترض أن الهرمنيوطيقا هذه عند عنترة بن حمّو قد أدت إلى القراءات الإسقاطية لشيء ما، فماذا بعد؟ وفي ماذا يهم؟ ألم يحدث هذا في التفسير التقليدي والتأويل الموروث، ألا توجد تفسيرات وتأويلات مذهبية وباطنية و رمزية/إشارية وغيرها؟ هل سنستغني عن التفسير لتلك الأسباب أم نبحث عن الشروط الموضوعية التي ينبغي التمسك بها للوصول إلى أسلم نتيجة في فنون الدراية (التفسير والشرح والتأويل والتدبر والتفقه والتفكر والإستنباط والتعقّل ...) ؟ هل نستغني عن مبحث أسباب النزول مثلا لأن حداثيا من الحداثيين قام بتوظيف هذا المبحث لأغراض إيديولوجية (بسام الجمل مثلا على افتراض أن ذلك تم فعلا) .. ؟

الجواب: لا.
 
الإنتصار العملي للقرآن الكريم: هذه بضاعتنا ينبغي أن نستردها ونطورها بالتوجيهات الأخلاقية الإسلامية مع ضبطها بالشروط العلمية من خلال تصفيتها من الفلسفات الإيديولوجية مع الإبقاء على جانبها الفلسفي العقلي وتطويره أيضا ليصلح في الدراسات الأدبية والفكرية الإسلامية، عملا بالمبادئ الإسلامية: الحكمة ضالة المؤمن، التفكير، الإعمار، التعارف والتجديد/الإجتهاد..
القول بأن هذه بضاعتنا ردت الينا غير صحيح على إطلاقه.
نعم هناك في الهرمنيوطيقا دراسة لبيئة النص ومااضافة المؤلف للنص والمشترك بينه وبين جماعة النص أو المنصوص، وقلنا أن هذا يصلح في أمور خارج النص الموحى به من الخالق المتعالى على أرضية تخليق النصوص البشرية، سواء كانت الأرضية ذهنية مبدع فرد أو ارضية مشتركة.
يمكن النظر في أسباب نزول النص، مع أن هناك مناهج غربية كثيرة تنظر في الواقع وسبب كتابة نص معين أو خروج سردية معينة الى الخارج وتحليل نصوصها الفلسفية او الادبية (كسرديات ماركس وغيره)
ومنها ماهو علمي مخلط له امتداد بدئي في الإسلام وله مشترك في التاريخ البشري، في الذهنيات الفاعلة، التي تنقدح أذهانها عن صواب أو خطأ، ومنها ماهو اقتصادي واجتماعي ومعرفي وسياسي، إلخ.
ليست الهرمنيوطيقا هي الاداة البحثية للبحث او منهج المناهج فهناك كل المذاهب المادية الايدلولوجية او التجريبية الاخرى ، لكنها هي هي التي تنفي ماهو خارج رؤيتها الإختزالية أصلا، تنفي ظواهر الحقيقة، وتكتفي بظاهر من الحياة الدنيا، وتغفل عن أعظم الظواهر، وتحجبها ولاتنظر فيها.
الهرمنيوطيقا فيما يخص النصوص الدينية ليست هي مناهج مقارنة الاديان أو دراسة الدين، وإن كان فيها وفي غيرها من المذاهب الاجتماعية الصلبة مثل مذهب دوركاييم، في نظره للدين أو ماكس فيبر، مايمكن التأمل فيه، لكن هذه اللقي المعرفية اليتيمة والمخترمة يمكن الاستغناء عنها، وبدل محاولة تبرير النظرية لأجل وجود بعض العناصر النافعة فيها وغيرها يمكن بذل نفس الجهد في صناعة منهج مطور في دراسة النصوص القرآنية يتماشي مع حقيقة النص وايضا مع الأدوات العلمية كصور تحليل المخطوطات وبيان درجة أصالتها.
وعلاقة العلم الحقيقي بنصوصنا المنزلة.
ليس هناك شيء يسمى باطل مجرد
لماذا نلهث وراء المستورد وفيه خليط في التصور والتطبيق الخبث والطاهر طبقات من الظلمات وبعض بصيص من نور خافت مطمور في بطون النظريات ومطموس ولا فاعلية قوية فيه وبه ويمكننا لو اردنا بذل نفس المجهود في اختراع مناهج ومصطلحات لها اطرنا المعرفية ومحكومة بتصوراتنا للكون والحياة والانسان
عندك مناهج في دراسة اسباب النزول والتاريخ والاديان والمقارنة بين النصوص يمكن تطويرها وفي نفس الوقت تناول تلك النظريات الغربية بالنقد والتصويب من غير ان نتخذها هي منهجا نلهث وراءه كلما تطور او تغير
 
دائمًا تُسأل في الملتقى الأسئلة الصعبة...
ورطني الشايب بالأسئلة الوعرة التي لا أريد أن أتورط في إجاباتها...أوجز لعلي أبلغ التوضيح.

الشايب: لا، لم يتضح أي شيء بل العكس هو الصحيح. أنا لا أعرف صديقك البروفيسور هنري فيركلر ولا كتابه المشار إليه.

المؤلف والكتاب
هنري فيركلر
البروفيسور في جامعة الأطلسي، ويست بالم بيتش فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤلف خمسة كتب شهيرة وأكثر انتشارًا، لعل أكثرها شهرة وانتشارًا كتاب "الهرمنيوطيقا: مبادئ وتطبيقات في تفسير الكتاب المقدس، ولأنه درس الهرمنيوطيق بعمق وحصل على دورة تدريبية فيه، جعلته الجامعة أفضل من يقوم بتدريس الهرمنيوطبق فيها، وضع محاضرات في شكل مذكرات مكتوبة، ونشرها في كتابه المذكور أعلاه، ومنذ ذلك الوقت تم نشر هذا الكتاب في ثماني لغات، ويُستخدم في جميع أنحاء العالم لتعليم الطلاب هرمنيوطيقا الكتاب المقدس، ليساعد المفسرين المباشرين على فهم التأويل، واعتمد كتابه مادة تدريسية ليس في هذه الجامعة فحسب بل وفي جامعات أخرى شهيرة.
الشايب: ولم تزودنا بالسياق الذي طرح فيه السؤال.
: سألته أريدُ أن أعرف لماذا لم تقم بالتفاصيل حول المنهجيات الهرمنيوطيقية الأخرى مثل الهرمنيوطيقيا الاستعارية والهرمنيوطيقيا الفكيكية.
أجابني: من أجل الإجابة عن هذا السؤال لست بحاجة للحديث عن النظرية الأساسية وراء الهرمنيوطيقا الكلاسيكية، المبدأ الأساسي وراء الهرمنيوطيقا هو: إن معنى النص هو معنى البلاغ المقصود، هناك على الأقل ستة أسباب هامة لتحديد الهرمنيوطيقا على هذا النحو:
(1) هذه هي الطريقة التي يتعرف من خلالها على تفسير صحيح للرسالة من أي شخص (الله أو أي شخص آخر) هل ما تقوله الرسالة تعني ما يقصده المؤلف أو رسالته هي ما يعنيه؟
(2) عندما يفسر شخص ما شيئًا حديثًا أو كتابة ويقول أنها تعني شيئًا مختلفًا عن المقصود، إننا نعترض بشكل عام، ونقول أنه سوء فهم لما فهمناه.
(3) إذا كانت الفكرة أن "معنى النص هو ما يعنيه بالنسبة لي" تم قبوله، فإن ذلك يعني أن كل الاتصالات ستفقد معناها، لأي بيان منطوق أو مكتوب يحتمل أن يكون له العديد من المعاني كما يفعل المفسرين التلقائيين.
(4) إن ذلك يعني أن أي عقد من شأنه أن يكون ملزمًا من الناحية القانونية، لأن كل من يريد أن يخالف شروط العقد يمكن القول أن العقد يعني شيئًا مختلفًا بالنسبة له كما يمكن أن تفعل ذلك الأطراف الأخرى في العقد.
(5) إن ذلك يعني أن المعلمين لا يمكن أن يساعدوا طلاب الصف على حصولهم على المعلومات في الحال، لأن كل طالب يمكن أن يقول أن الكتب المدرسية والمحاضرات والفصل الدراسي تعني شيئًا مختلفًا بالنسبة له عما يقوله المدرب.
(6) وأيضًا يعني أنه لن يكون هناك أي وسيلة لتمييز التفسيرات الأصلية عن تفسيرات الهرطقة، إذا كان كل الكتاب المقدس يمكن أن يفسر على أنه "ما يعنيه القارئ الفردي"، وأن أي تفسير لأي قارئ شخصي ساري المفعول على حد سواء، يمكن أن يكون المسمى لا ينبع من عقيدة أرثوذكسية أصيلة، ويمكن أن يكون المسمى لا معنى له، مجرد بدعة، إن كل واحد يجب أن يعتبر الحق على حد سواء، هذه النقاط لا تعني كمكبرات الصوت أو ككتاب إرشادات يذكر دائمًا المقصود بشكل واضح، أحيانًا نتواصل بشكل غير واضح، ولكن حتى في هذه الحالات، إذا كان هناك شخص يسيء فهم المعنى المقصود لدينا، علينا أن نرد بالقول: أنا لا أعتقد أنني قدمت وجهة نظري بشكل واضح، هذا هو ما قصدته. . . ".
عندما نبذل قصارى جهدنا من أجل فهم ما يقوله المتحدث أو الكاتب، وهذا ما يحدث في بعض الأحيان لأنه يستخدم الكلمات أو النحو أو المفاهيم التي لسنا على دراية بها، ونحن نكافح من أجل فهم المعنى أو الغرض المقصود.
وهذا هو القانون الأول في الهرمنيوطيقا/ التأويل هو: من أجل التواصل والحوار، والتعلم، أو كقواعد قانونية ليكون له معنى، يجب علينا قبول مبدأ أن معنى النص هو معنى البلاغ المقصود، وهذا هو السبب في "معنى النص التوراتي وما يعنيه بالنسبة لي" ليس مجرد إستراتيجية تفسيرية صالحة، مع هذا الفهم كأساس، اسمح لي أن أعود إلى سؤالك، الذي كان في الواقع يتكون من جزأين: أولًا، لماذا لا استغرق مزيدًا من الوقت في مناقشة الهرمنيوطيقا الاستعارية كأنموذج لتفسير الكتاب المقدس؟
الألغورية هي نموذج للتفسير تم تطويره من قبل الإغريق في القرون التي عاش فيها المسيح على الأرض، كان لدى الإغريق عديد من الأساطير حول مختلف آلهتهم، أحيانًا صورت هذه الأساطير الآلهة كما لو تفعل الأشياء القاسية جدًا أو أنانية، من أجل تجنب المعنى الحرفي لبعض هذه القصص، قالت بعض الكتب اليونانية يجب أن تعامل هذه القصص كالرموز بدلًا من القصص التي كانت صحيحة حرفيًا، واقترحوا أنه يمكن أن يعطوا هذه القصص تنميطًا ألغوريًا (وهذا، ما يمكن أن يعطى معاني جديدة للقصص التي لا يمكن العثور عليها إلا إذا وجدت فقط في تفسر حرفي) وبعد ذلك شرعوا في تطوير سلسلة من التفسيرات المجازية التي تجعل القصص مقبولة لتفكيرهم المعاصر.
ولأن قادة الكنيسة تأثروا في وقت مبكر بالثقافة الأسطورية المحيطة حولهم، بدئوا باستخدام تفسير استعاري إذا كانت القصة التوراتية معينة أو مروا بشيء اختلفوا معه، في كثير من الأحيان الناس المختلفة تعطي تفسيرات مجازية مختلفة لنفس الممر، وكلها ترتكز على إبداعهم وليس فيما يقوله الممر في الواقع، كانت تُستخدم الأليغورية وعلى نطاق واسع من قبل المترجمين الفوريين للكتاب المقدس وحتى 1500سنة، في ذلك الوقت مارتن لوثر وغيره بدأ برفض سبب اقترح بداية هذه الإجابة، تم استبداله بمعنى هذا الكاتب بدلًا من فهم معنى المؤلف الأصلي المقصود، إذا كنا لا نعتقد أن التفسير الصحيح لكلمة الله يعني فهم ما، والغرض منه أن يعني مقصد ما، فإن ذلك يعني أنه من الخطأ محاولة جعله يعني شيئًا نود أن يعنيه وليس الغرض الذي يعنيه، وبالتالي فإننا لا نعبر بالمجاز الكتاب المقدس إلا إذا كان واحدة من تلك الحالات النادرة التي يخبرنا المؤلف في الكتاب المقدس أنه يعطي لنا الرمز (Galatians 4: 21-31على سبيل المثال، غلاتينياز 4: 21-31)
معنى هذا النص(" 4: 21-31 في النسخة الدولية الجديدة (NIV)
هاجر وسارة
21 قولوا لي، أنتم الذين تريدون أن تكونوا وفقًا للقانون، هل أنتم لا تعلمون ما يقوله القانون؟ 22 لأنه مكتوب أن لإبراهيم ابنان، واحد من امرأة رقيقة والآخر من امرأة حرة. ولد 23 ابنه من المرأة الرقيقة حسب الجسد، لكن ولد ولده من قبل المرأة الحرة نتيجة للوعد الإلهي.
وتتخذ هذه الأشياء 24 المجازي: وتمثل النساء عهدين. العهد واحد من جبل سيناء والدببة الأطفال الذين يكونوا عبيدا: هذه هي هاجر. 25 وهاجر لتقف على جبل سيناء في العربية وتتوافق مع مدينة القدس الحالية، لأنها مستعبدة مع بنيها. 26 وأما المقدسة الحرة، وأنها والدتنا. 27 لأنه مكتوب: "أن تكون سعيدة، امرأة عاقر، أنت التي لم تلد طفلا.
هتفوا بالبكاء بصوت عال، أنتم الذين كنتم دائمًا في العمل؛ لأن أكثرهم أطفال من امرأة مهجورة من لها الذي لديه الزوج ". [أ]
28 وأما أنتم، أيها الإخوة والأخوات، مثل إسحاق، أولاد الموعد. 29 في ذلك الوقت المولود حسب الجسد يضطهد المولود بقوة الروح. انه هو نفسه الآن. 30 لكن ماذا يقول الكتاب؟ "التخلص من المرأة الجارية وابنها، لابن امرأة العبيد لن يكون له نصيب في الميراث مع نجل المرأة الحرة". و[ب] 31 لذلك أيها الإخوة والأخوات، نحن لسنا أبناء المرأة الأمة، ولكننا من المرأة الحرة.
على الرغم من أن كل هذه الكتب المقدسة
New Living Translation
English Standard Version
New American Standard Bible
King James Bible
Holman Christian Standard Bible
International Standard Version
NET Bible
Jubilee Bible 2000
King James 2000 Bible
American King James Version
Douay-Rheims Bible
Darby Bible Translation
English Revised Version
Webster's Bible Translation
World English Bible
Young's Literal Translation
ذكرت بأنه يبارك إسماعيل وسيكون أمة عظيمة، إلا أنهم يتمسكون ب غلاتينياز 4: 21-31 وهرمنيوطيقيًا يفسرون بتوسع عنصري ويزايدون ويفاخرون... )
يكمل البروفيسور فيركلر كلامه:
لسبب مماثل نجد اللاهوتيين الإنجيليين يرفضون التفكيكية كطريقة تفسيرية، بالنسبة لأولئك قراءة هذه المقابلة قد لا تكون على دراية بهذا المصطلح، وبوصف بسيط جدًا فإن التفكيكية كنهج يعتقد أن كل قارئ للنص قد يفككه (واتخاذ ما عداه) من كلمات النص، ثم إعادة بنائه على أنها تعني معنى ما بالنسبة لهم، كما هو الحال مع الألغورية، والهرمنيوطيقا الكلاسيكية/ أو التأويل الكلاسيكي هو السبب في رفض التفكيكية كطريقة تفسيرية، لأنه يتخلى عن محاولة اكتشاف معنى البلاغ المقصود، وبدلًا من ذلك هناك بدائل كل ما يعنيه بالنسبة لكل قارئ معين.
ولنفس السبب الهرمنيوطيقا الكلاسيكية/ أو التأويلية الكلاسيكية، نجد اللاهوتيين الإنجيليين يرفضون العديد من النظريات التفسيرية لشلايرماخر واللاهوتيين والجماعات الليبرالية الأخرى، ونحن نعتقد أنه إذا ثقافتنا الحديثة لا تتوافق مع شيء يقوله الله تعالى في كلمته، نحن لسنا في محاولة لإعطاء تفسير جديد لما يقوله الله، ولكن بدلًا من ذلك يتفق تفكيرنا إلى ما يقوله الله، حتى عندما ما يقوله الله ما يتعارض مع ما لدينا، وحتى لو كانت الثقافة هي الطريقة الصحيحة سياسيًا في التفكير.

الشايب: ثم هو لا يشير في تلك الإجابة إلى أي تطبيق أو مثال نستفيد منه أن الـ hermeneutics هي الـ eisegesis ولا شيء إلا الـ eisegesis. فإن لم يفعل و - في إعتقادي - لن يفعل فإن الوحيد الذي يقرأ الهرمنيوطيقا بالقراءة الإسقاطية هو البروفيسور هنري فيركلر، وحتى إن تراجع عن هذا الكلام وقال بواقع الهرمنيوطيقا وأنها منهج بحث علمي لمعرفة حاملات المعرفة (النصوص، الظواهر، الرموز، الأشياء..) لما تغير أي شيء لأن المهم هو النموذج العملي، التطبيق، المثال ..

: واضح بأنه ذكر أن الإنجيليين يرفضون التفكيكية كطريقة تفسيرية...
وأن اللاهوتيين الإنجيليين لنفس السبب يرفضون الهرمنيوطيقا الكلاسيكية/ أو التأويلية الكلاسيكية، ويرفضون العديد من النظريات التفسيرية لشلايرماخر والجماعات الليبرالية الأخرى، معروف أن شلاير ماخر بروتستانتي.
 
رأيتم ما أحدثه الهرمنيوطيق من بلبلة حيرة واختلافات وارتباك وإزعاج بين المسيحيين
هل تريدون أن تروا أثر ذلك بين المسلمين؟!
 
أحسنت وأجدت استاذنا الشيخ عبدالرحمن
وعندي تعقيب قصير على مشاركتك 143 :
- إنني اعذر أهل الدراسات والعلوم المبنية على المنطق في الغرب فهم في كتبهم (إرثهم الديني) وردوا على ماء خالطه ماغير لونه وطعمه ورائحته يلمس ذلك كل منه له أدنى ذائقة علم أو منطق فكان أن اخترعوا هذا المنهج المنطقي في النظر في تأويل تلك النصوص ، وهو أمر طبيعي حدوثه خاصة في عصور مابعد التحلل من تحكم الكنيسة في العلوم في كل المجالات.
أما القرآن الكريم فهو نص نقي أنقى من الماء الزلال العذب لا ولن تشوبه شائبة تكفل الله تعالى بحفظه .
- القول بأن الهرمينوتك علم يقوم على تقنيات علمية (وهو قول لأحد الأساتذة الغربيين نقله عنه أحد الأساتذة الأفاضل في موضوع آخر في هذا الملتقى المبارك عرف فيه منهج الهرمونيطقيا ) هو قول مجانب لفلسفة المنهج وتطبيقاته كل المجانبة ، فليس في منهج الهرمنيوتك تقنيات علمية يعملها الباحث عند دراسته وإنما هو مبني على فسلفة منطقية محضة .
 
الإخوة الفضلاء،
الدكتور عبدالرحيم الشريف:
أشرت في مشاركة سابقة إلى فصل قصير بعنوان الظاهرة الدينية في كتاب الظاهرة القرآنية للمفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي وقلت أنه طبق الهرمنيوطيقا في تناول ظاهرة التدين أي ملازمة النزعة التدينية للإنسان حيث طبّق أهم تطبيق من تطبيقات الهرمنيوطيقا وهي "الدائرة الهرمنيوطيقية" والتي تفضي في الدراسات الثقافية (cultural studies) إلى فهم الكل من خلال الأجزاء وفقه الأجزاء من خلال الكل. النتيجة المستخلصة هي أن الإنسان "حيوان ديني" حيث أن الكل هو التاريخ (الماضي التاريخي للإنسان) إلى جانب الواقع بينما الأجزاء هي تلك الأحقاب والسطور والمراحل. إلى جانب تدوير هذه الأبعاد فيما بينها، نجد أن هذه الدائرة متحركة كلما إستجد الجديد مثل البيانات من علم الآثار التي نطل من خلالها على الكل ونعيد عملية التأويل ضمن نفس الدائرة. إن هذا الفيصل موجود في صيغة كتاب وهو كتاب علي عزت رحمه الله المعنون بـ "الإسلام.. بين الشرق والغرب" وهذا الكتاب بخلاصة؟ إنه تناول هرمنيوطيقي لفصل الظاهرة الدينية في كتاب مالك بن نبي بتفصيل.

الأستاذ محمد عبدالله آل الأشرف:
في تعقيبك (المشاركة 136) طبّقت الهرمنيوطيقا وأنت لا تشعر أو لا تدري. عندك معلومات مسبقة عن أقول العلماء ومعاني أقوالهم ودخلت بهذه الحقيبة المعرفية قراءة مشاركتي حيث قمت ولابد بتأويلها تأويلا يناسب تلك الحقيبة ويتوقع بعد القراءة ما يناسبها ولأن هذا لم يتحقق جعلت التأويل يتأثر بما وراء النص؟ الكاتب هنا: حيث إن الكاتب يؤثر في تقييمك للنص المقروء أو على الأقل في التغذية المرتدة. ومن ناحية أخرى الهرمنيوطيقا تساعدك للخروج من الورطة (الكاتب: شايب> قيمة النص: توقف -أو- الكاتب: شخص آخر > قمية النص: عبث) عن طريق التعامل مع النص كأن الكاتب غائب، غير معروف، غير مُخاطب، لا يُسأل .. فتعامل مع النص إن شئت أو تعامل مع الكاتب من خلال النص كواسطة بدون إقحام المعرفة التي تسبق قراءة النص، ولا تهتم بالامور الشخصية فأنا في الحوارات النقدية لا أهتم كثيرا بالأمور الشخصية ولك كامل الحرية في وصف الكاتب والمكتوب بالتقييم الذي وصلت إليه بعد أن تبين ما هو التأويل.

الأستاذ طارق منينة:
فهمت مشاركتك (141) ولكن والله لم أفقه منها شيئا لذا لابد من التطبيق إلى جانب الأمثلة. تطبيق يتعلق بدراسة البيئة والإضافة، إلى جانب أمثلة توضيحية: ما هي بعض هذه العناصر النافعة وما هي العناصر الأخرى الباطلة ؟ بشرط أن لا تعود لحامد أبو زيد مرة أخرى، ليس لأن كلامه كل باطل من الألف إلى الياء، ولكن لأني غير مستعد في هذا الشريط للعموميات والفكريات والفكرانيات. لابد من الأمثلة الواضحة والتطبيقات العملية البينة.

الأستاذ عبد الرحمان أبوالمجد:
قرأت نبذة سريعة عن بعض محتويات كتاب Henry A Virkler,
Hermeneutics: Principles and Processes of Biblical Interpretation (1981)
ويؤسفني القول بأنك ذهبت إلى الدكتور مساعد الطيار تسأله عن التفسير بالإشارات الغنوصية والباطنية، ثم رجعت إلينا وقلت: "يا سادة، هذا ما فعله التفسير بالقرآن، فماذا أنتم فاعلون؟ لسنا بحاجة إلى التفسير إن كنتم تعتبرون ..". ما شأني أنا والهرمنيوطيقا التفكيفية والمكفوفية والكفافية؟ المَحاوِر التي تهمني في كتابه وعليها يدور النقاش للتوصل إلى إجابة واضحة على سؤال: "ما هي الجوانب الهرمنيوطيقية التي لا تصلح في الدراسات القرآنية؟":
Lexical-syntactical analysis
Historical/cultural analysis
Contextual analysis
Theological analysis
Special literary analysis
Biblical hermeneutics - Wikipedia, the free encyclopedia
 
كلامي اوضح من كلامك اخي شايب-ابتسامة
كلامي فيه التالي وانقله مرة اخرى
الهرمنيوطيقا تبحث في النص عن ماوراءه لا من معنى ولكن من مستويات في البيئة سترها النص وأخفاها داخله، أو حملتها الفاظه بوعي من الكاتب أو بغير وعي، أو اشترك فيها الكاتب مع ماعاشه أهل زمنه، من فكر وشعور وخيال ورموز لايخرج النص عن حدودها كلها، أي أن النص معبر عن الذات والموضوع، لايخرج عن ماديتهما، فمعنى النص إذن سيدور في دائرة المعاش، أو المفاهيم الدائرة في الخيال والواقع المعرفي المعين، الأسطوري تحديدا، إن تعلق الأمر بالنصوص القديمة، خصوصا الدينية، التي أغلقتها الدوائر التأويلية الهرمنيوطيقية قاطبة داخل مفاهيمها المادية، لاتخرج إلى مايتجاوزها ويفارقها في التفسير، أو التأويل.
فالهرمنيوطيقا لاتقارن بين نصوص بقدر ماتبحث داخل النصوص عن خلوصها المادي ، وانبثاقاتها من النفس والذات، من الداخل والخارج، من البيئة والمعرفي المعاش
الهرمنيوطيقا هي عمليات تأويلية، تستخدم نتف من مناهج الفلاسفة وعلماء المناهج الحديثة على إختلاف نظرتهم للعنصر المعين (من الظاهرة المادية أو الفردية أو الإجتماعية أو النصية)، الذي يعتبره كل منهم ، هو العنصر المركزي، أو المهم، في تناول المؤلف (دراسة) ، أو النص، أو عمل ما "مكتوب"، أو "شفهي" ، فيأخذون من نيتشه موقفه من "المكتوب"، او فرويد في موقفه من حالة الكاتب أو الملفوظ، وتأثير ذلك على التجربة، ومنها تجربة النص، أو غيرهما ممن هو أقرب للهرمنيوطيقا من علماء النفس أو الفلسفة ، مثل هايدجر أو ريكور أو بولتمان أو شليرماخر أو علماء العلامات واللسانيات ..الخ.
هؤلاء يحيطون موضوعات دراساتهم بسياج المادية
اما المثال فهو في النص التالي من كلامي
كيف تدرسها بهرمنيوطيقا التجربة المعاشة التي لاتخرج عن إطار الزمنية الأرضية والفعل البشري الخالص بالنسبة للفكرة الهرمنيوطيقية، سواء عن المؤلف أو الكاتب أو النص أو المكتوب؟
فإذا أردت أن تقول بأن للنص بُعد سماوي وأنه منزل من فوق، ومفارق من جهة سماويته وفوقيته للأرضي، وهو محدد أو مهذب أو متفاعل مع الأرضي لتطويره أو تنظيمه أو تصحيحه أو تأكيده أو تعديله أو تخليصه من الشوائب أو نفيه أو هدمه أو إقراره أو إرجاعه لأصله الأول، الفطري أو المنزل، مثل البيان التوحيدي المعبر عن الحقيقة،أو الشعائر الدينية ، بإرجاع جذورها للأصل المنزل وفعل الأنبياء الأول لا إفراز الواقع المعاش وتجربة فرد أو مجتمع أو خليط، إذا أردت أن تقول ذلك لاتسعفك الهرمنيوطيقا ولا تدعمك ولاهي مهيئة لذلك أصلا لأنها تمشي بعين ضعيفة وواحدة وغير مدعومة بأي منظار للتقوية خارج حدقيتها الخاصة.
في الهرمنيوطيقا لاتستطيع أن تستخلص اللبن من بين فرث ودم لبنا سائغا للشاربين.
نعم يمكن بعملية تقطير دقيقة جدا ، لاتساعدك الهرمنيوطيقا عليها، إنما عقل المنصف الدقيق والمجرد من الأهواء-أن تقول إن ماحدث للنبي لم يكن تجربة بشرية خالصة ولاظاهرة انسانية مجردة ولكن حدثت ظاهرة مادية رآها الناس وتكلم عنها الصحابة، ووصفوا ظواهرها،(لحظة نزول الوحي كمثال) لكن المفارق هنا، والمتجاوز للتجربة، إنما هو ماظهر مباشرة بعد الإفاقة الظاهرة للنبي، من قرآن منظم مسلسل، يتكلم عن موضوعات مفاهيمية ، تخص كافة المسائل، من لغة وبلاغة، وحياة ومجتمع، ودنيا وآخرة، ووصف للإنسان والكون والحياة والماضي والحاضر والمستقبل، وهو الشئ الذي في كثير منه، لم تعرفه جزيرة العربية لا بالمعاش ولا بالتجربة، ولا الإمبراطوريات المسيطرة وعلماءها وأدباءها، من علوم تخص الإنسان والعلم والحياة، الجنين والأرض والسماء، المرأة والرجل والرهبان والكهنة، الكتب والمدونات، والصحف والمزامير، والزبر، والقراطيس، الحفريات أو الآثار مثل الاشارة الى المدن البائدة ومابقي منها، الدعوة للبحث والنظر في الأرض والآفاق، والإنسان، في طبقات الجو أو جوف البحار، ظلمات بعضها فوق بعضأأو صعودا الى السماء أو مراحل تكوين الجنين في مكان مكين من إمرأة تم تكريمها من قبل.
هذا المفارق والمتجاوز لاتقول به الهرمنيوطيقا بل تنفيه لعدم وجوده في إرثها لا الديني ولا المعرفي ولا الفلسفي لا إنتاجها الإنساني والنفسي والإجتماعي، لا تحليلات بنيوية ولا تفكيكية ولا دراسات للعلامات والأيقونات والحفريات.
انه شيء فوقها متجاوز لظلماتها وتحيزاتها وإغلاقاتها المعتمة وتعصباتها ورؤيتها ودوغمائيتها.
اما النافع فقد قلنا
نعم هناك في الهرمنيوطيقا دراسة لبيئة النص ومااضافة المؤلف للنص والمشترك بينه وبين جماعة النص أو المنصوص، وقلنا أن هذا يصلح في أمور خارج النص الموحى به
انها كخلاصة عند اهلها خصوصا العرب نقلا عن الغرب
تكتفي بظاهر من الحياة الدنيا، وتغفل عن أعظم الظواهر، وتحجبها ولاتنظر فيها.
 
أستاذي الأخ شايب
أشكرك على تلطفك في الرد وإن كنت لازلت أرى أن تناولك لكلام العلماء الذين ذكرتهم ونسبته للهرمينوتك غير مفهوم عندي ، ولذلك تنحيت ليس تواضعا بل تأدبا لأترك لأساتذتنا مواصلة النقاش معك أستاذي الكريم وأنا واثق أنهم سيدركون ماتفضلتم بذكره خيرا مني .
وأما الناحية الشخصية فيعلم الله أني أكن لك الإحترام والتقدير وأنت أخي الكريم ممن استفدت من عضويتهم في هذا الملتقى المبارك .
 
أخي الأستاذ طارق،
الشعب يريد أمثلة عملية تطبيقية واضحة وبينة، وللفائدة: لغة العلم هي لغة جزئيات وتطبيقيات ونماذج حتى لو تمت في إطار التجريد وهو أساسي في التنظير، تنظيم التراكم، التواصل والنمذجة. أما السياج والإطار والدائرة المعاشية أعلاه، فداخلة في التحليل الثقافي التاريخي أو ما يسميه البروفيسور هنري فيركلر بـ Historical/cultural analysis ونحن عندما نتحدّث عن مكي، مدني، سبب نزول، مناسبة نزول، معهود العرب .. وهذه المفاهيم، نتحدث غالبا عن شيء دهري (الفضاء الطبيعي والزمني)، وعليه لا معنى للإختزال المادي في هذا السياق لأنه أصلا يتناول ماديات. أما الأبعاد الأخرى لهذه الماديات فيتم تناولها هرمنيوطيقيا من خلال تحليلات أخرى مثل التحليل الإيماني أو العقائدي أو الكلامي الذي يشير إليه البروفيسور هنري فيركلر بمبحث الـ Theological analysis و هذا الأخير لا شيء آخر غير:
1 - الدائرة الهرمنيوطيقية.
2 - التفسير الموضوعي.

ثم لنفترض أن التحليل الهرمنيوطيقي عند فلان قام على النظرة الإختزالية التي تختزل كل الأبعاد في بعد واحد، فهل العيب في هذا التطبيق أم في الهرمنيوطيقا ؟ في التطبيق بلا شك، لأن التفسير أو التأويل قابل أيضا لمثل هذا التوظيف، فهل إذا قام مؤول من المؤولة بإختزال أبعاد الآيات القرآنية في الإشارات، الإشراقات والرموز، سنقول بعدها لا حاجة لعلم التأويل أو لا حاجة لعلم التفسير؟

مثال آخر؟ قال الدكتور طه عبد الرحمان في لقاء مع المرحوم ماهر عبدالله في برنامج الشريعة والحياة http://www.aljazeera.net/programs/religionandlife/2004/6/3/الحداثة-في-فهم-الدين :
ولكن أين ما كتب في الأخلاق بالنسبة لما كتب في الفقه؟ والأمران سيان، يعني كان التركيز على جانب الحكم ولكن لم يكن التركيز على أثر الحكم وهو الخلق، لأن فائدة الحكم الشرعي هو أن يترك أثرًا، يخلف أثرًا، فما دام هذا الأثر غير موجود فلا فائدة لهذا الحكم، ونجد في القرآن، أظن شخصيًّا أن القرآن كله لا يمكن أن نميز فيه الجانب الخلقي والجانب الفقهي في الحكم، بل نجد داخل النص الواحد مسائل نصنفها نحن في الأخلاق، وصنف نصنفه في باب الأحكام، بينما كل حكم شرعي يورث خلقًا، وقيمة الحكم الشرعي في تحصيل الخلق، فإذا لم يحصَّل هذا الخلق فلا قيمة لهذا الحكم الشرعي، لأن الأصل فيه هو أن يورث الخلق، فإذن بالنسبة لي أصول الفقه أو علماء الأصول - في نظري - وقد قلت بهذا النقد في كتابي (تجديد المنهج في تقويم التراث) في كتابي هذا وبينت كيف أن هذا التصنيف الذي وضعه الأصوليون استمدوه من المتكلمين، والمتكلمون كانت تسيطر عليهم تصور مادي عقلاني، فقدموا في الضروريات المسائل التي تتعلق بالحياة المادية، وألحقوا بها المصالح الحاجية، وقالوا بأن الضروريات لا يستقيم بفقدها نظام الحياة، والحاجيات يلقي يجد الإنسان العنت من فقدها، وجاؤوا إلى مكارم الأخلاق ووضعوها في باب التكميليات أو التحسينيات، وأقول صراحة هذا خطأ منهجي وشرعي، أولاً: الخطأ الشرعي أن هذا يخالف تمامًا النص، نص الحديث الصريح الذي يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" لا يمكن أن نتصور أن الإسلام كان محصورًا في التحسينيات، كان محصورًا في أفعال زائدة عن الحاجية، وعن الأفعال الحاجية والأفعال الضرورية. فقد يقول قائل: لا قد وضعوا الدين في كذلك حفظ الدين للمصالح الضرورية، أقول لهم صراحة أن وضعهم لهذا المقصد ولهذه المصلحة في زاوية الضروريات هو فهم ضيق للدين، لأنهم فهموا منه فقط الجانب العبادي أو جانب الأحكام، جانب الأحكام العبادية والتعاملية وانتهى الأمر، يعني لم ينظروا للدين كمنهج للحياة الدنيا من أجل الحياة الأخرى هذا أولاً.

نفترض صحة قوله (وهو عندي صحيح لكن لا علاقة له بالموضوع هنا) وعندها نرى الإختزال المادي لآيات الأحكام حيث يستبعد التفسير الفقهي البعد الصوفي لهذه الآيات. أين العيب: في التفسير، التفسير الفقهي أم في الأصول التي بدورها نظرية علمية في التفسير ؟

السؤال بلا معنى إلا إذا توفرت الشروط الآتية:
- منطلقات التفسير الفقهي مادية بالضرورة.
- تطبيق التفسير الفقهي خارج إطار الماديات ممتنع.
- التفسير الفقهي جزء من التفسير وينطبق على الجزء ما ينطبق على الكل.
 
الأخ الشايب ثمة ملاحظة في مشاركتك رقم 145


تقول: ويؤسفني القول بأنك ذهبت إلى الدكتور مساعد الطيار تسأله عن التفسير بالإشارات الغنوصية والباطنية،....


أقولُ متعجبًا وبغضب: سبحان الله، من الذي زعم ذلك، هذا بهتان عظيم...
لم أذهب للدكتور الطيار ولم أشرف بعد بلقائه....
أرجو أن تخبرنا بمن زعم ذلك، وعليك تصويب ذلك، لأن في السياق إساءة لا أقبلها....
 
من الكتب الهامة التي طبقت المنهج الهرمونوطيقي، كتاب "The Zealot: the life and time of Jesus of Nazareth" (المؤمن الراسخ: حياة وعصر عيسى الناصري)، ويروي سيرة المسيح عليه السلام. من تأليف الكاتب الإيراني الأمريكي رضا أصلان. وهو أستاذ جامعي في التاريخ القديم، تحول للمسيحية في مراهقته، ثم أسلم نتيجة بحث معرفي طويل حين كان في الجامعة. ورفض المذهب الشيعي، ويعتبر حاليا من رموز المدافعين عن حقوق المسلمين في أمريكا، والمناظرين للإلحاد
 
عودة
أعلى