هل تصلح الهرمنيوطيقا نهجًا لتفسير القرآن؟!

فمن يعتقد جازماً أن القرآن كتبه بشر فلا ضير أن يستخدم الهرمنيوطيقا في الكشف عن معانيه
الهرمنيوطيقا تؤول الأمر وترجعه -اقصد النص المكتوب اي نص- إما لنفسية المؤلف وإما لبيئة المؤلف وإما لتنفي المؤلف وتجعل كتاب النص أمواتا سابقون، مع أنها أماتت المؤلف،(المؤلف مات) وهذا يعني أنه لا أحد كتب النص اللهم إلا الأول منهم، وهذا عبث، لأنه لابد أن تكون سبقته عناصر غير بشرية، اقتصاد، سياسة، جغرافيا، انعكاس خرافي لعمل الكواكب، عند رواة الأسطورة اليونانية مثلا، أو أول راو فيها.
إذن المؤلف الأول هو (الخيال)!
أو أن ترجع الأمر لتأثيرات متتابعة متراكبة.
وحتى لو راح الهرمنيوطيقي بهرمنيوطيقيته ليفسر كلمة تعبر عن حقيقة ربانية أو معجزة مفارقة، أو فعل نفس متجاوزة فضلا عن الوحي والغيب والتنزيل فإنها ستنفي الحقيقة وتردها إلى المجاز!
فالهرمنيوطيقا لاخير فيها في موضوع كتابنا المجيد، لأنها معادية له، ولاينبغي لها أن تقترب منه!
وحتى لو راح أهلها من العلمانيين الذين ينظرون للحياة والناس والمجتمع بعين الدجال الواحدة فإنهم سوف لن يرون الحقيقة مكتملة، وسيحذفون من اسباب النزول أو السيرة أو جمع المصحف، أو معنى الآية ماهو منزل أصلا لأجلها، فضلا عن حقيقة التنزيل.
فلامجال إذن للهرمنيوطيقا في تفسير أو تأويل أو قراءة القرآن.
أما إعمال خبرات الفلاسفة وقراء النصوص في رواية وليمة لأعشاب البحر أو شيكاغو للأسواني أو عمارة يعقوبيان، أو روايات نجيب محفوظ واكتشاف ماللمؤلف من بصمة ذاتية في النص واكتشاف الخبرة المشتركة التي نهل منها لوضع الفكرة المسبقة بين ثنايا النص، سواء الفكرة الوضعية أو الوجودية لسارتر، او فكرة فرويد في روايات هيرمان هسه الالماني، او ماركسية حيدر حيدر او صادق العظم أو فكرة الفن للفن أو اي هدف يسعى له الرواي فيمكن كشف عناصره بمبضع اي قارئ ملم بالتاريخ ومايؤثر فيه ومش لازم الهرمنيوطيقا فهي تتكلم عن المصادر والمؤلفين وقد تدخل في عمق التاريخ لاكتشاف اللقي والتحف أو المصادر والمؤثرات.
الهرمنيوطيقا كما قال الأستاذ عبد الرزاق هرماس لاتعرف لغة العرب وإن عرفتها قلبت حقائقها مجازات لانها غير قادرة على الفهم ،فهي -بحسب قوله الحصيف-
في الدراسات الغربية المعاصرة المتصلة بالقرآن -تقوم-بالتركيز على الهيرمنيوطيقا أو الفينومنولوجيا أو التفكيك... (باعتبارها مناهج)...للتعويض عن الضعف اللغوي الشديد..
ومن هذا شأنه فليعمل في مجال قصص ميكي ماوس أفضل له!
اما الاستعانة بها فلامجال للاستعانة في رأيي
 
القول بأن "الهرمنيوطيقا منهج غربي لتأويل النصوص نشأ وتطور في دوائر الفكر الغربي، وهذا المنهج لا يصلح بحال لفهم القرآن لأنه ينطلق من افتراضات مسبقة مادية إلحادية"، يعيدنا ثانية لخانة البداية..
الأَوْلى أن نقول إن أغلب التطبيقات الراهنة لهذا المنهج على النصوص الدينية لا تأخذ ربانية المصدر بعين الاعتبار، وبعضها لا يخوض في المسألة نفيا أو إيجابا.
إلا فيمكن ذكر كتابات توشيهيكو إيزوتسو التي تعاطت مع القرآن على أن مصدره هو الله عز وجل، وليس النبي (ص).
ونأمل أن تظهر دراسات جديدة في نفس هذا الاتجاه.
 
القول بأن "الهرمنيوطيقا منهج غربي لتأويل النصوص نشأ وتطور في دوائر الفكر الغربي، وهذا المنهج لا يصلح بحال لفهم القرآن لأنه ينطلق من افتراضات مسبقة مادية إلحادية"، يعيدنا ثانية لخانة البداية..
الأَوْلى أن نقول إن أغلب التطبيقات الراهنة لهذا المنهج على النصوص الدينية لا تأخذ ربانية المصدر بعين الاعتبار، وبعضها لا يخوض في المسألة نفيا أو إيجابا.
إلا فيمكن ذكر كتابات توشيهيكو إيزوتسو التي تعاطت مع القرآن على أن مصدره هو الله عز وجل، وليس النبي (ص).
ونأمل أن تظهر دراسات جديدة في نفس هذا الاتجاه.
جزاكم الله خيراً، لم أفهم ما معنى يعيدنا لخانة البداية لكن على أية حال عندي بعض الأسئلة:
-هل تعد تجربة إيزوتسو إحدى تطبيقات منهج الهرمنيوطيقا؟
-هل كل استخدام لعلم الدلالة من المنظور الغربي هو أحد تطبيقات الهرمنيوطيقا؟
-ألا ترى معي أن هناك تضخيم لتجربة إيزوتسو مع القرآن فقط لأنه تحلى بالموضوعية أثناء دراسته لنص مغلق برأيه؟
-مالجديد الذي أتى به علم الدلالة الغربي ولم يكن موجوداً عندنا في تراثنا حتى نتساءل عن جدوى استخدامه في فهم كتاب الله؟؟
 
العودة الخانة الأولى هي بداية هذا الجدال الطويل الذي بحوم حول الحمى ولا يدخله..
ونعم كتابات أيزوتسو داخلة ضمن الهرمنيوطيقا الدلالية.
 
العودة الخانة الأولى هي بداية هذا الجدال الطويل الذي بحوم حول الحمى ولا يدخله..
ونعم كتابات أيزوتسو داخلة ضمن الهرمنيوطيقا الدلالية.
وهذا ما جعلني أقول في تعليق سابق إنه لا مانع من الإفادة من بعض الجزئيات في علم الدلالة الغربي، لكن من خلال قراءتي في نظرية الدلالة الإسلامية وجدت كنوزاً لا تنضب تغني عن الاستيراد المشوه.

 
هذا هو الإشكال:
- الاستيراد ليس مشبوها بالضرورة.
- بالإمكان الانتقاء والتخيّر في الاستيراد.
- الاستيراد لا يشكل خطرا على الموروث، وإنما يدعمه خصوصا من جهة المنافسة للتحفيز على البحث والتطوير.
- الإفادة من مناهج الآخرين، ولو جزئيا، لا يعني ترك ما هو جيد من مناهج المسلمين.
- مقاومة استيراد المناهج الحديثة والاقتباس منها لن تمنع ذلك. لأن الأمة في عمومها منفتحة تماما على العصر، حتى لو رفض عدد من الباحثين هذا الانفتاح.
- هذا التوجه "المحافظ" لدى بعض العاملين في حقل الدراسات القرآنية، سيبقى موجودا. وهي محافَظة بدرجات متفاوتة (يعني ليست أبيض وأسود، وإنما درجات مختلفة من الرمادي).
- وفي المقابل لن يمنع أصحاب التوجه المنفتح على التفاعل والاقتباس، من الإفادة من المناهج الحديثة. وهم أيضا درجات متفاوتة وليسوا كلهم في خانة واحدة.
- ما يحصل في الدراسات القرآنية، يحصل مثله في الاقتصاد، والسياسة، والتعاطي مع تكنولوجيا الإنترنت، وغيرها. يعني هي سنّة الله في خلقه، ويجب التعاطي معها بوعي.
- في تقديري، من يريد خدمة الدرس القرآني ليس له إلا أن يخوض غمار المناهج الحديثة، ويوظّفها لخدمة القرآن بدل التحذير منها.
 
أستاذي محمد بن جماعة
المناهج الغربية الحديثة لنقد النصوص أحتاجها عقلانيو المدارس الغربية لدراسة نصوص كتب مجتمعاتهم الدينية وحق لهم ذلك لحاجة تلك الكتب للعرضة على موازين نقدية لأنها كتبت من بشر شابت أعمالهم سقط لبعض النصوص وتحريف لأخرى وتشويه لها ، فاحتيج إلى عرضها على موازين منطقية هي في النهاية جهود بشرية تعرض بالنقد لجهود بشرية فجازت مثل هذه الحاكمية فيها .أما القرآن الكريم كلام الله العزيز فحاشا أمثالكم أن يقبل بعرضه على مناهج النقد والتمحيص التي من صنع البشر !وقد أشبع علماء الإسلام التفصيل في ذلك تبيانا للمناهج العلمية التي شرعها الله لفهم كتابه وتأويله ويعجز أي باحث ودارس عن استيعابها في حد اطلاعي وعلمي ، والعمر قصير مهما طال بصاحبه فلا ينبغي لباحث متألق مثلكم إضاعة وقته في فضول العلم وهو بعد لما يستوعب مناهج علماء أمته وطرائقهم العلمية الشرعية في البحث والاستدلال والاستنتاج فضلا عن أنه لا يصح أصلا إعمال موازين البشر لنقد كلام العزيز المتعال سبحانه.
والله أعلم .
 
كتب الاستاذ محمد بن جماعة،
((- ما يحصل في الدراسات القرآنية، يحصل مثله في الاقتصاد، والسياسة، والتعاطي مع تكنولوجيا الإنترنت، وغيرها. يعني هي سنّة الله في خلقه، ويجب التعاطي معها بوعي.))
(( - في تقديري، من يريد خدمة الدرس القرآني ليس له إلا أن يخوض غمار المناهج الحديثة، ويوظّفها لخدمة القرآن بدل التحذير منها.))
نظريا هذا الكلام يمكن التفكير فيه، لكن المسالة هي في التطبيق .
عندما يتعامل المسلم مع كل ما يخص القران، فانه يتعامل مع امر بالغ الحساسية له كفرد، و للأمة كجماعة.
هناك احتمال للخطأ في تجارب البشر، وهذا الاحتمال لم يمنع من البحث و المغامرة ، و الذي قاد البشرية الى كثير من التقدم، مع وجود سلبيات دفعت ثمنها البشرية في نواح اخرى.
بالنسبة للبحث القراني الامر متشعب جدا، لدرجة تبعث على الرعب، و الامر يحتاج الى ما هو اكثر من الوعي.
المسلم ينبغي له ان يخوض غمار البحث في كل ما يجلب الخير له كفرد، و للأمة كجماعة، لكن الامر عندما يتعلق بالمقدسات فالأمر يحتاج الى علم، وعلم ، وعلم، وقبل ذلك الى دعاء الهادي، الكريم، ان يلهمه الصواب.
 
قلت سابقا أن المناهج المعرفية ليست محددةً بالأطر الثقافية والدينية والاجتماعية التي نشأت فيها.
أنتم تتحدوثن وكأن العوالم الثقافية جزر مستقلة بعضها عن بعض.. وكأن الإسلام عالم محدود بحدود جغرافية. وهذا غير صحيح.
الآن ملايين المسلمين يعيشون ويولدون في بلاد الغرب.. وآلاف الغربيين يدخلون الإسلام ولا يغادرون أوطانهم الغربية، ويدرسون في مدارس الغرب منذ الطفولة، وكثير منهم الآن يتوجهون نحو التخصص في الدراسات القرآنية في الجامعات الغربية.. وأنا أعرف الكثيرين من الشباب المسلم ممن يدرسون حاليا في ماجستير علوم الدين في جامعات أوتاوا ومونتريال وتورنتو بكندا، أين يجدون أن المناهج الحديثة هي إطار البحث الممكن.
ل مطلوب منهم ترك المناهج الحديثة بسبب ما ترونهم أنتم من زاوية نظركم؟
أكرر: يجب أن تنفتحوا على مختلف أبعاد القضية.
 
هل تصلح الهرمنيوطيقا نهجًا لتفسير القرآن؟!

حتى نضيء نوراً في أفق هذا الحوار:
ما رأيكم أن نأخذ مسألة / قضية / مصطلح.. مذكور في القرآن الكريم، ندرسه دراسة تقليدية، ودراسة أخرى هرمنيوطيقية، فيتبين أين تتقاطع الدراستان وأين تفترقان؟
 
كتب الاستاذ محمد بن جماعة،
((ل مطلوب منهم ترك المناهج الحديثة بسبب ما ترونهم أنتم من زاوية نظركم؟
أكرر: يجب أن تنفتحوا على مختلف أبعاد القضية.))


المسلم ينبغي له ان يخوض غمار البحث في كل ما يجلب الخير له كفرد، و للأمة كجماعة، لكن الامر عندما يتعلق بالمقدسات فالأمر يحتاج الى علم، وعلم ، وعلم، وقبل ذلك الى دعاء الهادي، الكريم، ان يلهمه الصواب.


نعم للبحث العلمي الذي يخدم البحث القراني، لكن قبل البدا في البحث لا بد ان يكون للباحث أساس متين من العلم في القران و علومه، و العلوم المرتبطة به، قبل ان يبدأ هذا البحث العلمي.


ما هي مختلف ابعاد القضية التي تريد الانفتاح عليها؟
 
القضية قضية منهج وعقيدة
قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة: " وأن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولًا وأنزله على رسوله وحيًا وصدقه المؤمنون على ذلك حقًا وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر حيث قال تعالى: (سأصليه سقر) فلما أوعد الله بسقر لمن قال : (إن هذا إلا قول البشر) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر.
طالما القرآن كلام الله فالهرمنيوطيقا لا تصلح إطلاقًا ولا حتى في قصص القرآن، لأن الهرمنيوطيق تعمل على النصوص الدينية المؤنسنة...
 
د.الشريف"ما رأيكم أن نأخذ مسألة / قضية / مصطلح.. "
القضية قضية اختلاف مصطلح ونهج، قضية مرفوضة تهجًا وتفصيلًا
مثل من يشعر بقوة محرك سيارته ويزعم بأنه يصلح للطائرة...
الهرمنيوطيق تعمل على النصوص البشرية فقط
والقرآن يفوق ويتفوق وطاقة الهرمنيوطيق لا تقوى ولو زعم الزاعمون
لأن الاختلاف في المنهج
 
هل تصلح الهرمنيوطيقا نهجًا لتفسير القرآن؟!

أخي الحبيب عبدالرحمن
لنسمع ممن يرون فيها منهجاً علمياً يصلح للتطبيق والتنزيل على القرآن الكريم،
مثالاً واحداً
 
المشاركات الأخيرة لا تتعلق من حيث مضمونها إلا بالتركيز المنهجي للهرمنيوطيق بمختلف جوانبها في البحث العلمي بين المسلمين ، ومن هنا لا دخْلَ لي في ذلك .

وكذلك لا دخْلَ لي في العبارات الساخرة التي يُستغنى عنها مثل: " فليعمل في مجال قصص ميكي ماوس " بل هي تقع على صاحبها في الحوار العلمي .

جميع النصوص المكتوبة على الرق والورق والورق البرد ي وعلى الحجر...إلخ . نصوص بشرية .
وكل ما ينطق به البشر من هذه النصوص فهو بشري ومخلوق ...كما علّمنا به البخاري على سبيل المثال - إلا أنّ هذا الجانب لا أهمية له من طريق المباشر .
أما العلاقة بين النص والوحي فهي انقطعت عند وفاة نبي الإسلام ، وهذه العلاقة بين النص المكتوب والوحي والتنزيل ليست موضوع البحث مهما كان منهج البحث ، لأنّ الوحي وحده مسألة الإيمان .
 
َ

َ

لدي 4 ملاحظات أقدمها بين أيديكم:

1- الملاحظة الأولى:
مَن المخوّل له أن يحكم بأن القضية مرفوضة نهجا وتفصيلا؟
لعل البعض يظن أن البحث القرآني محمي قانونا من أن يتم بحثه بأي منهجية كانت؟
مثل هذا القول يتوهم وجود "سلطة" تقديرية تسمح أو لا تسمح باعتماد منهج أو أداة في البحث العلمي. هذا وهم وغرور معرفي للأسف.
وهذا الكلام ينطبق أيضا على المذهبية الفقهية والعقائدية. لا وجود لأي سلطة دينية على العوام في مجتمعاتنا الصغيرة والمباشرة، فما بالك في عالمنا الإسلامي، فما بالك بالباحثين الأكاديميين المسلمين، فما بالك بغير المسلمين من الباحثين عن الحق وخدمة المعرفة؟ بدون حديث عن الآخرين الذين يبحثون بخلفيات معادية أو مناقضة للإسلام.
أصلا، تراثنا الإسلامي مليء بالمناهج المختلفة. لماذ نقبل بتعددها لمجرد أنها داخل الساحة الإسلامية، ثم نرفض غيرها من المناهج لمجرد أنها متأتية من غير المسلمين؟
ثم حتى من ناحية العوام: هل يظن بعضكم أن من يدخل الإسلام من الغربيين، من باب اطلاعه وتعاطيه مع القرآن، تعاطى معه بمنهجية فهم القرآ، المؤسسة على مناهج إسلامية أو عربية؟ هؤلاء يتعاطون مع القرآن من خلال ترجمة لغوية، ويتعاطون معها من خلال بنائهم العقلي كما تعلموا في المدارس الغربية.
أريد أن أقول: لا يمكن فرض أي قيود منهجية في التعاطي مع القرآن. ولكن نحن فقط نتدافع من أجل فهم أفضل لكلام الله، يقدّم خدمة لنا كأفراد وكأمة وكعالم معاصر بتعقيداته الكبرى.

2- الملاحظة الثانية:
في تقديري، وهذا كلام قلته في الملتقى منذ بضع سنوات: التعامل مع القرآن الكريم يتنازعه اتجاهان خاطئان:
يرى أحدهما الاكتفاء بدلالة النص زمن نزوله، وأن كتاب الله قد فسره العلماء الراسخون في العلم تفسيرات استغرقت جميع معانيه، وما على المسلم المعاصر إذا أراد فهمه سوى أن يعود إلى أقوال السلف الصالح، ولا مجال بعدها لمستزيد. ويقوم هذا الاتجاه على أن للقرآن معنى تاريخيا فقط، يتمثل في جملة المعاني التي استنبطها المفسرون الأوائل كالصحابة والتابعين وعلماء القرون الأولى، والتي مثلت إطارًا دلاليًّا للغة القرآنية. ويكمن خطأ هذا الاتجاه في كونه يؤدي إلى:
- السقوط في تعارض بين الإطار التاريخي للمعنى القرآني وبين صلاحيته لكل زمان ومكان،
- وإلى الوقوع في وهم المطابقة بين الكلام المفسِّر والكلام المفسَّر في التنزيه والقدسية.
أما الاتجاه الثاني فيرى أن النص القرآني نص لغوي مفتوح يخضع، كأي نص من النصوص، لتطور الدرس اللغوي والأدبي والتاريخي، ويبقى ميدان تجربة للقارئ يقرأ فيه ما يشاء. ويرى هذا الاتجاه أن معنى النص يمكن أن تتعدد وتتنوع قراءاته، وبالتالي فما يهم هو دلالة النص "زمن قراءته". ويتمثل انحراف هذا الاتجاه في كونه يجعل النص تابعاً للمتلقي المزوّد برؤى قبلية ومعانٍ جاهزة، بدل أن يتجه المعنى من النص إلى القارئ.

3- الملاحظة الثالثة:
تتمحور حول طبيعة الدراسات القرآنية وكيفية توليد المعارف القرآنية، وهو أيضا كلام ذكرته منذ بضع سنوات في الملتقى.
حيث توجد مقاربتان مختلفتان في توليد هذه المعارف:
إحداهما يمكن تسميتها بالمقاربة التجزيئية أو التحليلية (Analytical Approach)، وتقوم على اعتبار المواضيع الضخمة والمتشعبة غير قابلة للدراسة بدون تجزئتها وفصل أجزائها بعضها عن بعض، بما يسمح بالتعمق في تفاصيل كل جانب من الجوانب على حدة.
وأما المقاربة الثانية فيمكن تسميتها بالمقاربة النظامية (Systemic Approach)، وقد نشأت كمنهجية مخالفة للمقاربة التحليلية، معتمَدة على أساس أن النظام المركّب من مجموعة وحدات له من الخصائص العامة التي قد تكون أولى بالدراسة من خصائص كل وحدة من وحداته منفردةً عن باقي وحدات النظام.
وترى هذه المقاربة أنه لا يمكن فهم النظم المعقدة فهما دقيقا من خلال الاكتفاء بدراسة وحداته مستقلة بعضها عن بعض كل على حدة. وتؤكد، من ناحية أخرى، على أن معرفة النظام لا بد أن تمر عبر دراسة علاقاته وتفاعلاته مع المحيط والبيئة التي يتواجد فيها، نظرا لتأثر النظم والبيئات المختلفة بعضها ببعض، بحيث أن أي ظاهرة تظل غير قابلة للفهم ما لم يتم توسيع دائرة الملاحظة لتشمل كل الظروف والسياقات والعوامل المحيطة بها.
ولذلك تعتبر المقاربة النظامية متناقضة مع المقاربة التحليلية. إذ خلافا لهذه الأخيرة التي تدعو إلى التجزيء والتفكيك وعزل الوحدات والعوامل بعضها عن بعض، تقوم المقاربة النظامية على دراسة النظام الواحد بأبعاده المختلفة، من زوايا متعددة، اعتمادا على عدد من الهياكل والنظم المعرفية، ومن خلال فهم العلاقات والمؤثرات الداخلية والخارجية.
وأجدني أميل للقول بأن المناهج الإسلامية في الدراسات القرآنية، تغلب عليها النزعة التحليلية. في حين أن الهرمونوطيقا تنزع نو المقاربة النظمية.

4- الملاحظة الرابعة:
أنا مسلم، وإيماني الشخصي، الناتج عن نظر ودراسة أمارسها منذ 30 سنة، أنّ القرآن معجز، وأنه نص إلهي المصدر، منزّل ليقرأه كل من يدخل في خطابه، ومتميز بتعدّد مستويات المعنى وتشابك علاقاته، وقابل للنظر إليه كوحدة بنائية فريدة، من زوايا نظر متعددة، وباعتماد مناهج علمية مختلفة.وهذا ما يستدعي التعمّق في دراسة الأساليب اللغوية والبلاغية، وتنمية ملكة النقد البياني، للحكم على مراتب الكلام وطبقاته، للنظر في القرآن الكريم.
في نظريات الإعجاز، ولنأخذ فقط مبحث الإعجاز اللغوي للقرآن دون غيره من المباحث: أسفرت البحوث عن عدد من نظريات الإعجاز، أهمها: نظرية النظم القرآني (عبد القاهر الجرجاني)، نظرية النظم الموسيقي في القرآن أو الفاصلة القرآنية (مصطفى صادق الرافعي)، نظرية التصوير الفني في القرآن (سيد قطب)، نظرية الإعجاز البياني (عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ)، مظاهر جلال الربوبية في الخطاب القرآني (محمد سعيد رمضان البوطي)، نظرية الوحدة البنائية للقرآن (محمد عبد الله دراز، طه جابر العلواني)...
هذا فقط في الجانب اللغوي. ونحن الآن نقبلها جميعا كجهد علمي بشري قام به علماء المسلمين. ولكن لا ننس أن بعض هذه النظريات لقي رفضا ومقاومة من قبل العلماء المعاصرين لواضعيها. ولم يمنع الرفض ولا المقاومة من بقاء هذه النظريات في حقل الدرس القرآني.
ولكن الإعجاز القرآني ليس إعجازا بلاغيا فقط، بل هو إعجاز معرفي بالمفهوم العام للمعرفة الإنسانية. إذ مما لا شك فيه أن القرآن المكي هو الذي بهر عقول العرب وحملهم على التسليم والإقرار لكون القرآن من عند الله، لما يسمعون من نظمه وبيانه، وليس الإعجاز التشريعي أو غيره مما نزل في الفترة المدينة. غير أن القرآن الكريم لم ينزل ليتحدى العرب فقط، وإنما جاء ليتحدى الإنس والجن قاطبة أن يأتوا بمثله، وهذا يعني أن التحدي ليس واحدا ولا على نفس القدر والشكل لكل الأقوام وكل الأجيال التي يخاطبها القرآن. وعليه، فليس من الصواب اعتبار التحدي من جهة البلاغة العربية فقط، لأنها ليست اللغة المشتركة بين الإنس والجن قاطبة.
في هذا، أستحضر ما قاله مالك بن نبي حين حدّد ثلاث صفات أساسية لمفهوم الإعجاز:
"أولا: أن الإعجاز، بوصفه (حجة)، لا بد أن يكون في مستوى إدراك الجميع، وإلا فاتت فائدته، إذ لا قيمة منطقية لحجة تكون فوق إدراك الخصم، فهو ينكرها عن حسن نية أحيانا.
ثانيا: ومن حيث كونه وسيلة لتبليغ دين: أن يكون فوق طاقة الجميع.
ثالثا: ومن حيث الزمن: أن يكون تأثيره بقدر ما في تبليغ الدين من حاجة إليه" .
إذن، فالتحديد الدقيق لإطار التحدي و(إعجاز القرآن) يستوجب تحديد ما يدخل في حدود قدرة الإنس والجن، وما يخرج عن دائرة قدرتهم، ويكون في نفس الوقت صفة ملازمة للقرآن عبر العصور والأجيال، يدركها العربي إما بذوقه الفطري أو بتذوقه العلمي، ويدركها أيضا غير العربي بأبعاد أخرى.
فما الذي يمكن أن يدعى الإنس والجن للاجتماع والتعاون والتآزر للقيام به، فيعجزون عليه؟ من الواضح أن الأمر متعلق بالمعرفة والحضارة، ليس بجانبها اللغوي فقط، وإنما بمختلف أبعادها: اللغة والبيان، التشريع الاجتماعي، النظام الأخلاقي، البناء الحضاري، إضافة إلى علم الغيب الذي يعجز الإنسان على الإحاطة به، ونقصد به: خبر الأولين، وعلم الساعة، والحياة بعد الموت، والكائنات غير المرئية.
فالتحدي القرآني متعلق بإتقانه وإحكامه في كل النواحي: شكلا ونظما، ومضمونا وخطابا، ودفعا وتأثيرا، ومرونة وتفاعلا مع ظروف البشر الذين يخاطبهم ومتغيرات بيئتهم الزمنية والمكانية "فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ"، مما تعجز البشرية مجتمعة عن الإتيان مثله، أيا كانت تجاربها وخبراتها العلمية والفكرية والحضارية.
ومن هذا، أتفق بالطبع مع القول بأن القرآن فوق طاقة البشر، وفوق طاقة الهرمونيطيقا، ولكن فقط يجب أن نعترف أيضا أنه فوق طاقة مناهج المسلمين في دراسة القرآن. وبالتالي نحتاج لمواصلة الجهد.
بالتالي، فإن أي محاولة لفرض قيود على تطوير مناهج جديدة، هو مصادرة فكرية ومعرفية لا طائل من ورائها.. نعم، ربما تخلق بعض التوترات والجدل، وربما تحجز بعض الباحثين عن السير نحو دراستها والعمل عليها معرفيا، ولكنه لن يمنع من وجود باحثين متحررين زمقاومين لذه النزعة.
ما الحل حينها؟ الحل بسيط: التعاطي بواقعية وندية ومنافسة لهذه المناهج والسعي لما هو أفضل منها إن أمكن..
أعط بديلا معرفيا مقنعا وجادا وادع له، وستجد مكانا يليق برأيك في ميدان البحث العلمي.
 
أسئلة لمن يسأل عن أمثلة:
1- هل اطلعتم على كتاب د. خالد أبو الفضل Speaking in God's Name: Islamic Law, Authority, and Women
وفيه آراء مفيدة حول الهرمونويطقا وصعوبة (وربما استحالة) إيجاد تعريف دقيق لها، ومع ذلك وجود قيمة مضافة لها في حقل الدرس القرآني، وحقل الفقه وأصوله؟ ويرى أن الصعوبة متأتية من كونها علم يقصد به "فلسفة تأويل المعنى في النصوص"، بما يجعله فضاء منهجيا واسعا؟
2- هل اطلعتم على الآراء الهامة للدكتور برنارد فريمون Bernard Freamon (أستاذ القانون في إحدى جامعات نيو جيرزي الأمريكية) التي يصنّف فيها التفاسير القرآنية في التراث الإسلامي ضمن حقل "الهرمونوطيقا" أصلا، ومن ناحية أخرى يرى أن كل إشكالات التوتر القائم بين الإسلام والغرب تعود أسسها لإشكالية منهجية من صميم الهرمونيطيقا، التي يمكنها توفير أدوات معرفية تمنع الصدام؟
3- هل اطلعتم على كتابات توشيهيكو إيزوتسو المتعلقة بالقرآن، وهي في صميم البحث الهرمونوطيقي الدلالي؟
4- هل اطلعتم على رسالة دكتوراه عبد الرحمن الحاج عن "الخطاب السياسي في القرآن"، وهي محاولة جادة في حقل الهرمونيطيقا، في قضية محددة؟
5- هل قرأتم كتاب د. وائل حلاق: Authority, Continuity and Change in Islamic Law
6- هل اطلعتم على آراء د. جون وونسبرو John Wansbrough الذي يصنف هو أيضا تفاسير القرآن التراثية ضمن الهرمونوطيقا، ويقسمها إلى خمسة أقسام:
narrative (سردية)، legal (فقهية/قانونية)، textual (نصية)، rhetorical (بلاغية)، allegorical (استعارية)؟
وقريب منه رأي د. أندرو ريبين، في كتابه (مع مؤلفين آخرين) "مقاربات حول تاريخ تفسير القرآن" (Approaches to the History od the Interpretation of the Qur'an)
7- هل اطلعتم على كتابات فريديرش آست Friedrich Ast التي يحدد فيها ثلاثة أبعاد مختلفة من الهرمونوطيقا في فهم النصوص، كل بعد منها يمكن النظر من جهته إلى النص:
- الهرمونوطيقا التاريخية، ومن خلالها أن نفهم النص من جهة مضمونه.
- الهرمونوطيقا النحوية، ومن خلالها يمكن أن فهم النص من جهة علاقته باللغة.
- الهرمونوطيقا الروحية، ومن خلالها يمكن أن نفهم النص من جهة علاقته بالرؤية العامة لصاحب النص.
وهذا يطرح السؤال: من قال إن فهم النص بهذه الزوايا ينطبق فقط على النص البشري دون النص الرباني؟
8- هل اطلعتم على كتاب د. طارق رمضان حول البحث عن معنى، والأخلاقيات الإسلامية، والإصلاح الجذري في أصول الفقه، وهي أعمال كلها في صميم فهم عدد من القضايا القرآنية.
 
خانة البداية في هذا النهج تبدأ من هذه النقطة، ألا وهي
( هذا القرآن الذي بين أيدينا ليس وحياً، بل هو كلام بشر )
فمن هنا يُرفض هذا المنهج!
فكيف تريدون منا مثالاً تطبيقياً على هذا النهج ولو كان واحداً ؟!!
إن أردت أن أعمل هذا النهج سأكفر بكلام ربي!

وعلى كل .... لكل وجهة هو موليها! هناك طريق محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، وهناك طريق اليهود والنصارى! وكثرة المصطلحات والديابيج علي أي نهج لا تغن عنه شيئاً !
سموا هذا النهج ماشئتم!، علمي ... أكاديمي... نظري.. تطبيقي!
هو يؤدي إلى أن كلام الله ليس بكلام الله! هم يريدون أن تصلوا لهذه النقطة! وهنا نفترق ونتمايز.

ثم
يكتب بعد كل هذا ( النهج العلمي لا يضر بقداسة القرآن )!!!!

والعبارة أعلاه صحيحة في كتبهم ، لا تضرها، لأنهم يؤمنون على غير بينة!

أما نحن معاشر المسلمين، فنؤمن على بينة وبرهان.
لهذا لن أقبل هذا النهج ، وأعيذكم بالله أن تقبلوه.
فهذا فهمي المتواضع للموضوع والله أعلم.
 
في نظري أن هذا الحوار من أمتع حوارات الملتقى من حيث تحديد نقطة البحث من أوله (صلاحية الهرمونوطيقا لتفسير القرآن) ومن حيث لغة الحوار - نسبياً - وما يعلوها من هدوء، وتمحيص للوصول إلى نتيجة مرضية.

انقسم المتحاورون - بعد سؤال عزيزي عبد الرحمن أبو المجد - إلى رأيين:
الأول - يرى أن الهرمونوطيقا غير صالحة للتعامل مع كتاب الله مطلقاً من حيث :
- إنه كتاب الله ونعتقد بأنه وحي معصوم من رب العالمين، فلا يخضع لنظريات تستوجب إنزاله لرتبة الخطاب البشري، وبالتالي سلب قداسة الوحي عنه.
- إن الهرمونوطيقا لها فلسفتها الفكرية المباينة للوحي الإلهي، وتحمل مضامين لا تلتقي مع القرآن الكريم، فضلاً عن أن مفهمومها غير مستقر من حيث مستخدميها ومن حيث العلوم.

الرأي الثاني: أن الهرمونوطيقا يمكن الاستفادة منها في فهم القرآن، ولا يصلح استبعاد كل المناهج الحديثة؛ بل يتم استوراد ما هو صالح منها.
ومن زاوية أخرى قيل إنه يجب استخدام الهرمونوطيقا وبالتالي التعامل مع القرآن على نص بشري - معاذ الله - .

وأعتقد أن أي قارئ مسلم لهذا الحوار سيقول في نفسه: إنْ كانت الهرمونوطيقا تستوجب - فعلاً- التعامل مع القرآن كنص إنساني لتؤتي أكلها فتباً لها ولفائدتها !
 
كما أعجبني طرح د. عبد الرحيم الشريف:

حتى نضيء نوراً في أفق هذا الحوار:
ما رأيكم أن نأخذ مسألة / قضية / مصطلح.. مذكور في القرآن الكريم، ندرسه دراسة تقليدية، ودراسة أخرى هرمنيوطيقية، فيتبين أين تتقاطع الدراستان وأين تفترقان
ويمكن أن نضعه في موضوع جديد ونضع رابطه هنا؛ لنربط بين الموضوعين.
 
الطريق إلى حوار علمي مثمر ومفيد فيما يتصل بالموضوع وحقوله أو تطبيقاته أيضا؟ من هنا:
أليس الأولى مثلا أن نأخذ مثلا لسورة من القرآن، أو لقضية ما أو موضوع ما في القرآن، ونرى كيف تم تطبيق هذا المنهج في فهمه، ثم مناقشة ذلك، وبيان الأخطاء المرتكبة؟
ولما كان الشيء بالشيء يذكر لماذا لا نطرح هنا في الملتقى موضوعاً عن الاتجاهات التأويلية في التراث الإسلامي للكشف عن مدى توازنها وشموليتها وكفاءتها في التعامل مع القرآن بوصفه خطاباً للشارع.
حتى نضيء نوراً في أفق هذا الحوار:
ما رأيكم أن نأخذ مسألة / قضية / مصطلح.. مذكور في القرآن الكريم، ندرسه دراسة تقليدية، ودراسة أخرى هرمنيوطيقية، فيتبين أين تتقاطع الدراستان وأين تفترقان؟

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
 
الهرمنيوطيق قضية كقضية خلق القرآن
من حيث المنهج لا تصلح إطلاقًا للقرآن
لأنها لا تعمل إلا في ما دونه الإنسان
لا يمكن أن نسوي بين القرآن وأعمال دينية كتبها بشر وإن كانت لها قدسية وسحنة سماوية
ولا يمكن أن نجعل لجبريل عليه السلام دورًا كدور هرمس ونتهمه كما اتهموا هرمس وتجاوزوا فهمه بإفهامهم المتباينة فتبلبلت الرسالة وفقدت جل معناها بحيرتهم
 
ثم تطور المصطلح باعتباره- مصطلح علمي- تأثر بدلالات جديدة، وتحقق ذلك التأثر تبعاً لتطور الحقل المعرفي الذي ينتمي إليه المصطلح، مما يجعل الهرمنيوطيقا تتسع لحمل مضامين لم تكن مثارة من قبل.
وما شهده مصطلح الهرمنيوطيقا على وجه الخصوص من تطور كبير في الدلالة يستوجب نظرة خاصة، تتجاوز المعنى الحرفي والدلالة الشكلية للكلمة؛ وذلك لأن الهرمنيوطيقا في دلالتها الأولى لا تتجاوز الوصف المرحلي للمصطلح، وهي دلالة بالتأكيد ذات معنى محدود، تكتسب وجودها الاصطلاحي من خلال ارتباطها المنهجي مع غيرها من المصطلحات في الدائرة المعرفية الواحدة.

أما الهرمنيوطيقا في مجمل الدلالة التاريخية، وما اكتسبته عبر الزمن من مخزون معرفي جديد، لا يمكن كشفه من خلال الترجمة الحرفية. وبخاصة أن مصطلح الهرمنيوطيقا تحوّل من دلالة جزئية ضمن دائرة أوسع، إلى رسم دائرته المعرفية ذات الطابع الاستقلالي الخاص. ما يجعل الباحث في حيرة أمام وصف الحالة الدلالية للكلمة، فإما أن يجعلها في بُعدين يستبطن البعد الأول الدلالة الحرفية للمصطلح، والبُعد الآخر يصف فيه المصطلح بوصفه عنواناً لحقل علمي له خصوصيته المعرفية، أو يتجاوز هذه الثنائية بالقول: إن مصطلح الهرمنيوطيقا يحمل في داخله منذ بدايته بذور تكامله ليصبح علماً له تشخّصه المستقل بذاته.

والباقي من هنا: مجلة البصائر - الهرمنيوطيقا...

الكاتب معتصم سيد أحمد أيضا رحرح وترحرح في العموميات، من غير تعريف معرفي دقيق ولا تمثيل، وخاض في الهرمنيوتيك الفلسفي أو الفكري كما تم تداوله عند بعض من الحداثيين في العالم الإسلامي كناصر حامد وشبستري.
 
طلبتم مثالا هرمنيوطيقيا للتعامل مع سورة من القرآن(إنه تعامل نصر حامد أبو زيد بكامل أدواته الهرمنيوطيقية مع القرآن)
وها أنا أنقل لكم من كتابي أقطاب العلمانية ج1 التالي:"فظاهرة الوحي - بحسب وصفه للوحي وزعمه عنه - لم تكن غريبة عن الرسول فهو: (( كان يعاني دون شك إحساساً طاغياً بالإهمال والضياع ))( ) ولأنه - بحسب زعم نصر أبو زيد - لم يكن يعزل نفسه عن الواقع ولا عن استخدام إمكانياته وتطويرها لصالحه وما يدعو إليه فقد كرر هو - يزعم أبو زيد - في النص القرآني الذي يبدأ بـ ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ الفعل (( خَلَقَ )) ليعوض عن إحساسه بالإهمال الذي لقيه من المجتمع وليختلق له رباً !
يقول : (( ولا شك أن إحساس محمد الذي تتوجه إليه هذه الرسالة - بأن ربه هو الذي خلق , يتصاعد بذاته وبقيمته وأهميته , ويداوي إحساس اليتم والفقر في أعماقه , ولأن محمداً لا يعزل نفسه عن الواقع وعن إنسان مجتمعه فإن النص يكرر الفعل (( خَلَقَ )) كاشفاً لمحمد عن تساؤلاته عن الإنسان ))( ) (( إن المتحدث إلى محمد بالوحي ليس غريباً عنه ))( ) !
فهو هنا يجعل النص من إنتاج محمد  الذي لا يعزل نفسه عن الواقع ولذلك , ولسبب إحساسه بالفقر واليتم , كرر الفعل (( خَلَقَ )) في هذه السورة مرات ليشعر بأن له كفيلاً وعائلاً ووكيلاً .


وليس المتحدث بالوحي إلى محمد  في فلسفة (( نصر أبو زيد )) المادية إلا محمد نفسه  فالوحي ليس غريباً عنه من هذا الوجه !


وبدلاً من معالجة هذه العزلة وهذا الإحساس باليتم والفقر بالدخول في عالم الكهانة والاتصال بالجن , فإن محمد  اتخذ وسيلة أخرى للتعبير عن نفسه فيما سمي
(( الوحي )) هكذا يفكر نصر أبو زيد تقليداً للملاحدة من الغربيين !

وقد طوَّر هذا الوحي الواقع وأعاد صياغته من جديد بما يتلائم مع ظروف النبي ! (( إن النصوص وإن تشكلت من خلال الواقع والثقافة تستطيع بآلياتها أن تعيد بناء الواقع ولا تكتفي بمجرد تسجيله أو عكسه عكساً آلياً مرآوياً بسيطاً ))( ) .


كل ذلك يتماشى مع فلسفة المادية الجدلية التي تدعي أن الواقع هو مُنْشئ الوعي والدين والأخلاق وليس العكس ؛ وأن الوحي ما هو إلا من خيال الأنبياء ناتج عن ظروف الفقر واليتم والاضطهاد !


وهكذا تسيطر على نصر أبو زيد الفلسفة المادية , فهو عندما يتكلم عن الجن مثلاً - لا يجرؤ أن يقترب بصورة ظاهرة مماثلة من (( الله )) بنفس الدرجة وإلا كشف نفسه تماماً !() - فإنه يدعي بأن الجن - أو الملائكة - مفردات ذهنية ليس لها حقيقة أو وجود خارج الذهن ! : (( السحر والحسد والجن والشياطين مفردات في بنية ذهنية ترتبط بمرحلة (!) محددة في تطور الوعي الإنساني (!) وقد حول النص (!) الشياطين إلى قوة معوقة , وجعل السحر أحد أدواتها للاستلاب .. وإذا كنا ننطلق هنا من حقيقة أن النصوص الدينية نصوص إنسانية بشرية لغة وثقافة (!) , فإن إنسانية النبي بكل نتائجها من الانتماء إلى عصر وإلى ثقافة وإلى واقع لا يحتاج لإثبات (!) وما ينطبق على السحر ينطبق على (( الحسد )) ... وليس ورود كلمة
(( الحسد )) في النص الديني دليلاً على وجودها الفعلي الحقيقي ! , بل هو دليل على وجودها في الثقافة مفهوماً ذهنياً (!) يرى علم اللغة الحديث أن المفردات اللغوية لا تشير إلى الموجودات الخارجية ولا تستحضرها ولكنها تشير إلى المفاهيم الذهنية )) ( ) .


وهو هنا واضح في قوله أن الأشياء التي أثبتها القرآن ليس لها وجود فعلي حقيقي خارجي , وإنما لها وجود في الثقافة , في المعرفة الأسطورية , كمفهوم ذهني ليس له في الخارج أي أثر !


فوق ذلك , يتهم القرآن بأنه فعل محمد الذي لم يعزل نفسه عن الواقع وهو ما أدى به - يزعم نصر أبو زيد - إلى تطوير معارفه الأسطورية وإعطاءها في الوحي الجديد طعم آخر ولون آخر حتى صارت نصاً تاريخياً ممتازاً !!


وهدف هذه النصوص هو تطوير الأساطير لمصلحة الدين الجديد !


.. فما دامت الصورة التي جاء بها الوحي هي تطوير الواقع ونقله من الكهانة إلى الوحي - بحسب مزاعم د. نصر أبو زيد - كنص ممتاز فلا مانع من تطوير الوحي وإخضاعه لنظريات وإيديولوچيات مادية مسبقة تدعي أنها يمكن أن تكون أفضل من النص نفسه !!


وما دام الخيال والخداع والمصلحة هي المسيطرة على التطوير القرآني - بحسب اتهامات كتابات نصر أبو زيد !! - فلماذا لا يُخدِّم نصر أبو زيد التطوير القرآني لصالح التطوير المادي الجدلي ( الماركسي !) : (( فإذا عرفنا أن صورة (( الناس )) سابقة في ترتيب النزول على سورة (( الجن )) أمكننا أن نميز بين هاتين الصورتين: صورة الجن الخناس الموسوس الذي يستعاذ بالله منه وصورة الجن الذي يشبه البشر في انقسامه إلى مؤمنين وكافرين , ولا شك أن الصورة الثانية تُعدّ نوعاً من التطوير القرآني النابع من التوافق مع معطيات الثقافة من جهة (!) والهادف إلى تطويرها لمصلحة الإسلام من جهة أخرى ))( ) .


وقوله هذا يعني إتهام القرآن بالخداع , واستغلال الأساطير والعمل على تطويرها لمصلحة الإسلام !


ويدعي أنه كشف ذلك بتحليل مستويات السياق اللغوي ! الذي يمتد - بزعمه - إلى ما وراء ذلك - لاحظ فلسفة ريكور وبولتمان المذكورة منذ قليل وكذلك فلسفة ماركس وفرويد ونيتشه !- : (( يمتد وراء ذلك لاكتشاف الدلالة (( المسكوت عنها )) في بنية الخطاب ))( ) , ويعطي على ذلك مثال :(( نكتفي هنا بالإحالة مثلاً إلى السياق اللغوي لسورة (( الجن )) في القرآن , حيث يبدو من ظاهرة السياق أن النص يتحدث عن ظاهرة (( الجن )) بوصفها ظاهرة لا يحتاج وجودها لإثبات , لكن وجودها في النص يمثل المعرفي الثقافي الذي تحدثنا عنه في الفقرة الأولى من هذا القسم ().
من هذه الزاوية يبدوا النص متجاوباً مع المعرفي الثقافي بدلالة المنطوق (!) - أو الملفوظ - لكن على مستوى المسكوت عنه (!) - الذي يبدأ من أنسنة الجن (!) بتقسيمهم إلى مؤمنين وكافرين نتيجة استماعهم للقرآن ( لاحظ كيف يحيل النص إلى ذاته في أحداث التقسيم )() يؤسس مغايرته - أو اختلافه - مع هذا المعرفي
الثقافي (!) , وتحليل السياق اللغوي إلى مستوى آخر من مستويات المسكوت عنه (!) ... إذا أضفنا إلى ذلك قرار مصادرة الجن , أمكننا القول بأن النص يلغي وجود الجن بدلالة المسكوت عنه المستخرجة من تحليل السياق اللغوي (!) .. ولا شك أن تحليل مستويات السياق اللغوي في بنية النصوص الدينية بإدخال مستوى المسكوت عنه - ناهيك بمستويات هذا المسكوت عنه المتعددة بتعدد مستويات القراءة يمكن أن تساعد إلى حد كبير في فهم أعمق - وأكثر علمية للنصوص والأهم من ذلك أن هذا العمق في الفهم يقربنا من حدود إنتاج وعي علمي (!) بدلالة النصوص الدينية ))( ) !!


فالوعي العلمي عند أبو زيد بدلالة لنصوص يلغي دلالة النصوص ذاتها ! , كما قال بأن سورة الجن - النص - يلغي وجود الجن ! إنه التحرر العلماني من النصوص القرآنية ذاتها وسلطتها المعرفية والعقائدية ومع ذلك ينكر أنه يطالب بالتحرر من النصوص ذاتها !


إن فعله هنا هو كذب على القرآن نفسه , فالأمم البشرية كلها كانت تؤمن بالجن وفيهم المؤمن وفيهم المتمرد ولم يأنسن القرآن الجن ولكن منهم المؤمنين على الحقيقة ومنهم الكافرون والكتب السماوية التي أنزلت على رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كانت تثبت وجود الجن وأصنافهم فلم يضيف القرآن ولم يطور شيئاً وإنما قال حقيقة قالها الوحي لكل الرسل لكن أبو زيد - وتحليلاته وأدواته لا تنظر إلا تحت قدميها !
ولا تنظر إلى الوحي إلا بأيديولوچية مسبقة تنطلق من عملية إخضاع قهرية قسرية للقرآن بحيث تستخرج منه ما وضعته فيه ! , مغرضة خبيثة , لا ما هو موجود فيه بالفعل .. ومع ذلك يدَّعون أن هذه النية المبيتة وهذه المضامين الدخيلة موجودة في القرآن أصلاً وأنه التحليل العلمي لا أكثر ولا أقل !!


ولذلك بالقيام بعملية إلغاء حقائق القرآن يحاول أن يُخضع القرآن للتطوير الغربي ويحرك دلالة النصوص القرآنية إلى نقيضها التام - فسورة الجن تنفي وجود الجن - ! زعم ! -
يقول : (( وليس معنى القول بتاريخية الدلالة (!) تثبيت المعنى عند مرحلة تشكيل النصوص - كما سبقت الإشارة - ذلك أن اللغة - الإطار المرجعي للتفسير والتأويل - ليست ساكنة ثابتة , بل تتحرك وتتطور مع الثقافة والواقع (!) وإذا كانت النصوص - كما سبقت الإشارة تساهم في تطوير اللغة والثقافة من جانب إنها تمثل (( الكلام )) في النموذج السويسري() , فإن تطور اللغة يعود ليحرك دلالة النصوص وينقلها في الغالب من الحقيقة إلى المجاز (!) وتتضح هذه الحقيقة بشكل أعمق بتحليل بعض أمثلة من النص الديني الأساسي وهو القرآن ))( ) .


ولذلك هو لا يجد حرج - في موقف الحرج ! - أن يعلن أنه يؤمن بالله والغيب واليوم الآخر وبالملائكة وبالقدر خيره وشره ..ولكن يؤمن بها مجازات لا حقائق , ومفردات ذهنية لا أكثر ولا أقل !!


وما يضره هذا الإعلان وهو لم يعمل إلا على إلغاء حقيقته , أبقى على اللفظ والرمز, اللغة والمنطوق , لكن دلالاتها حُرِّفت إلى مجازات الماركسية وما يشف عنه المعنى عند ريكور و بولتمان وما يكشف ماركس - اليهودي الكذاب - وفرويد وفلاسفة الهرمنيوطيقا !! ولا من شاف ولا من درى !!


هذه خصائص المتسترين بالنصوص من فريق (( الهدم من الداخل )) من العلمانيين!
-
نقلت النص من ملف يحتاج لإصلاح وتوضيب.
 
اصلا، تراثنا الإسلامي مليء بالمناهج المختلفة. لماذ نقبل بتعددها لمجرد أنها داخل الساحة الإسلامية، ثم نرفض غيرها من المناهج لمجرد أنها متأتية من غير المسلمين؟
ليس لأنها متأتية من غير المسلمين، ولكن لأنها منغلقة داخل المادة لاتخرج عن كثافتها وحدودها بل وتنفي ماهو وراء ذلك
واما اننا نمنع كونيا اي دراسة فمن قال ذلك؟
فليدرسوا كيفما يشاؤؤون لكن الهيمنة في النهاية للعلم الاسلامي نظرا لأصله الحاكم وليس لمن يبينه، وأيضاً ليس عندنا سلطة بشرية متحكمة وإنما عندنا أًطر متحكمة وحاكمة، مهيمنة وسلطة عليا في التقييم، وهي سلطة الوحي ، مما اتفق العلماء بالتواتر على حقيقته وثبوته وهيمنته وسلطانه.
أما عملية فتح المجال سداح مداح فغير معقول أصلاً، والمطالبة بأن يخضع النص القرآني لأي قراءة كلام علماني فارغ، وليفعلوا مايحلوا لهم ومن حقنا الإعتراض على المنهجية والأدوات، لأن الأدوات قاصرة ، وهم قصروها وقسروها على المادة، فإن أراد أحدنا فتحها على الغيب لإثباته أبت، لكن ما رأينا أحداً جرب هذه الأخيرة وعرضه علينا، إنا أذن صاغية.
 
أنتم تطرحون الأمثلة المتطرفة. وأنا أطرح لكم الأمثلة المؤمنة أو المعتدلة.
كتاب "الظاهرة القرآنية" لمالك بن نبي، هو في صميم الهرمونوطيقا.
 
شكراً أخي محمد بن جماعة لتفضلكم بذكر بعض الكتب التي اعتمدت الهرمونوطيقا في بحثها،
فهل تتكرم علينا بذكر مسألة وردت في الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي استبنطها اعتماداً على
الهرمونوطيقا؟
 
د. عبد الرحيم،
ليتك تسأل قبل ذلك: كيف استنبط نصر حامد أبوزيد في المثال المذكور أعلاه، اعتماداً على الهرمونوطيقا؟

الأصل أن يثيرنا مثال أبوزيد وكيف تأكدنا من أنه مثال جيد لمنهج الهرمونوطيقا.

مالك بن نبي درس القرآن الكريم، لإثبات ظاهرة النبوة. وأي أنه حدد قضية واحدة ونظر للقرآن من خلالها. وفي مقدمة كتابه (مدخل إلى دراسة الظاهرة القرآنية)، ذكر أنه يعتمد منهجا تحليليا في دراسة الظاهرة القرآنية، لاقتراح إصلاح مناسب للمنهج القيدم في تفسير القرآن. وأن هذا مرتبط بالتطور الثقافي الحاصل في العالم الإسلامي، وتطور النظرة لمشكلة الإعجاز، والتفاعل مع الدراسات الاستشراقية. وبين أن الإشكال منهجي بالأساس.
ثم تطرق للأمثلة من القرآن لرسم صورة كاملة عن ظاهرة النبوة والوحي، ووضع الذات المحمدية في الخطاب القرآني:
- شرح الصدر
- بداية الوحي (اقرأ)
- حادثة الهجرة
- كيفية الوحي، والاقتناع الشخصي للنبي (ص)، والمقايس العقلي والمقياس الظاهري.
- مقام الذات المحمدية في النص القرآني. ومقارنة ذلك بحالة النبي أرامياء
- ظاهرة التنجيم في الوحي، في مقابل الوحدة التشريعية، وأخذ عليها مثال تشريع الزواج في سورة النساء الآية 22.
- ظاهرة التنجيم في الوحي، في مقابل الوحدة التاريخية
- الصورة الأدبية في القرآن
- مضمون الرسالة في القرآن.
- العلاقة بين القرآن والكتب المقدسة. في كل القضايا الأساسية للدين. ثم أخذ مثال قصة النبي يوسف عليه السلام للمقارنة بين القرآن والكتاب المقدس.
 
يوجد كتاب بعنوان:
The Hermeneutical Spiral: A Comprehensive Introduction to Biblical Interpretation
by Grant R. Osborne
("اللولب التأويلي: مقدمة شاملة لتفسير الكتاب المقدس)، للدكتور جرانت أسبورن، 1997. وهو أستاذ في الدراسات الإنجيلية، ويدرّس في معهد Trinity Evangelical Divinity School
وفيه يعتبر أن الهرمونوطيقا فن (وليس علم) التأويل. ويقترح تصنيفا للمقاربات التأويلية (الهرمونوطيقية) أو الأبعاد التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
1- المقاربة الاستنتاجية (deductive approach)
2- المقاربة الاستقرائية (inductive approach)
3- المقاربة التجزيئية أو المصغّرة (أو الميكانيكية)) (micro-hermeuneutics or Mechanical hermeuneutics)
4- المقاربة الكلية (macro hermeuneutics)
5- المواقف التأويلية (الإيمان أو الشك) (postures in hermeuneutics, faith or skepticism)
ثم يقترح رسما لولبيا للسياقات التأويلية المعتمدة في تأويل النص من خلال تطبيقها على مثال الإنجيل والتوراة:

attachment.php


السياقات المختلفة لأي نص في الكتاب المقدس (الإنجيل والتوراة):
السياق الداخلي:
1- النص المستهدف
2- الفقرة
3- كامل الكتاب
4- مؤلفات الكاتب
5- العهد الجديد
6- الكتاب المقدس بكامله
السياق الخارجي:
7- الخلفية الجغرافية
8- الخلفية التاريخية
9- الخلفية الثقافية
والسؤال:
1- لماذا اختزال الهرمونوطيقا في توجه تأليقي وحيد، في حين أنها ميدان بحثي يضم مقاربات كثيرة، قابلة جميعها للتطوير والحذف والإضافة؟
2- لماذا الإصرار على اعتبار الهرمونوطيقا تتعامل مع النص المقدس فقط على أنه نص بشري، في حين أن مقارباتها لا تنطلق بالضرورة من موقف الشك أو الكفر، بل تقبل الانطلاق من مسلمة الإيمان بربانية المصدر؟
3- ما الذي يمنعنا كباحثين مسلمين من تطبيق ذلك على القرآن الكريم، بما يتفق مع إيماننا بربانية مصدره، ولا يتعارض معه؟
____
وكمثال، هنا شرح سريع بالانجليزية للمراحل السياقية للمقاربة الاستقرائية، لا يسعفني الوقت لترجمته:

Here are the steps for the inductive appraoch:


1. Start with the BASIC TEXT
Start by reading the verse/sentence/phrase/text you are looking at.
Define words.
Define the genre. This is really important. How we read a poem (Psalms, for example) will be (and should be) very different than how we read historical narrative or a letter/epistle or law book, etc. Knowing what kind of literature you are reading is pretty essential. Sometimes it is clear (Psalms is all poetry) and sometimes not — for example many Old Testament books narrative, law and poetry are inter-woven.
Pay attention to grammar or grammatical issues.
Any particular translation issues/challenges.
2. PARAGRAPH/PERICOPE
Read the broader context of the paragraph or pericope. A pericope is a set of verses/sentences that form a natural section or argument. These are often (but not always) easy to define by the bold headings in your Bible.
How does the word/phrase/sentence/text function as part of the paragraph or pericope?
Look for repeated words, themes, etc.
Caution: Ancient Koine Greek (the form found in the New Testament) and ancient Hebrew does not include punctuation or paragraph breaks in the original manuscripts. This means that even how we separate sentences and paragraphs in the text is itself an interpretive act, usually made by the translators.
Example: Looking at Ephesians 5 and what Paul is saying here about men and women, it is vitally important whether one defines the pericope as Eph 5:22-33 or as Eph 5:21-33. This is where grammar and basic understanding of Greek is helpful. Many people separate verse 21 from the rest of the passage — mostly to support a preconceived theological position. In this, they make a big distinction between women “submitting” and men “loving”. But, if vs 21 is part of the passage, it changes the reading significantly. Including vs 21 makes the passage more about parallelism than contrast; if this is the case, Paul is less emphasizing difference than how we “mutually submit to each other.” The kicker is that vs 21 and 22 share the same verb… in other words, there is no independent verb in vs 21 making it grammatically impossible (or at least unlikely) that it stands alone from the previous section.
3. ENTIRE BOOK
Now read the passage in the context of the full book.
How does it work as part of the over-arching narrative or argument?
What questions does this raise
4. AUTHOR’S WRITINGS
Now place the text/passage in the fuller context of the author’s writings. In other words, if looking at a passage in 2 Timothy, you will want to consider the passage in the context of all of Paul’s writings. More precisely, you may want to first look at it the context of Paul’s pastoral letters and then in the broader context of all his writings. Having a sense for each book/letter and historical chronology/context is very helpful as sometimes you can see a development of thought within the author’s writings.
5. TESTAMENT
Place the text in the full context of the testament it is in — Old Testament or New Testament. As Christians, the “hinge” of the incarnation is a pretty big deal! We even divide time by “before Christ” and after… how we interpret a NT passage will be different than an OT passage.
6. WHOLE BIBLE
Now (and only now… the order of this process is important) do you place the text in the full context of the whole Bible and its narrative. How does it fit in with the totality of the Biblical witness?
7. EXTERNAL CONTEXT
After having done the above work, you can then (and only then) start the important work of the external context. Specifically, you should look at GEOGRAPHICAL context/background, HISTORICAL context/background, and then CULTURAL context/background.
That is a relatively simple process for reading a passage.

Now… a couple of notes and observations:
1. As a pastor, when preaching a passage, this is the process (more or less) that I worked through.
2. When reading devotionally, I do not always do this.
3. BUT… when a passage is tricky… I do.
4. I honestly believe that you don’t need to be seminary-trained or a Bible scholar to read the Bible. With the help of the Holy Spirit, anyone and everyone can read it directly. Sometimes when we get into these discussions, it can intimidate your average reader. I think that is bad. Scripture should be and is accessible to all.
5. HOWEVER, some passages are more complicated than others… and when developing theologies from passages, working carefully with the text is important. I think this is especially true with both core theological statements and in theological/ethical issues that effect millions of people — i.e. can women preach and lead in the church? Can gay people follow Jesus? Is it ever acceptable for a Christ-follower to support violence/war (or participate in them)? etc etc. This, of course, this why we are taking the time to really work through these issues.​
 
من الأمثلة التي تستبطن الهرمونوطيقا، وتقترح إطارا منهجيا عاما للدراسات القرآنية، البحث الذي شاركتُ به في ندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة)، التي أقامها مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف، بالمدينة المنورة، سنة 2009، وعنوانه:
"منهجية تعاونية لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه"
وفيه عدد من الرسوم البيانية التي ألخص فيها الإطار العام التحليلي للقرآن الكريم، أضعها هنا لكم للاطلاع.
كما أضع رابطا للبحث للتحميل: منهجية تعاونية لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه | Mohamed Ben Jemaa - Academia.edu
وكنت قد استكملت هذا الجهد ببحث ثان بعنوان: "نموذج تطبيقي لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه"، شاركت به في مؤتمر "توظيف تقنية المعلومات لخدمة القرآن الكريم" بجامعة طيبة بالمدينة المنورة سنة 2013. وتقدمت لبعض الجهات بمشروع تنفيذي لإنجازه، ولم يتم ذلك للأسف، وأرجو مخلصا أن تتوفر لي فرصة لعرضه ثانية على المهتمين بالأمر.
وهذا رابط لتحميل البحث: نموذج تطبيقي لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه | Mohamed Ben Jemaa - Academia.edu

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php
 
الهرمونوطيقا فن (وليس علم) التأويل. ويقترح المؤلف تصنيفا للمقاربات التأويلية (الهرمونوطيقية) أو الأبعاد التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
1- المقاربة الاستنتاجية (deductive approach)
2- المقاربة الاستقرائية (inductive approach)
3- المقاربة التجزيئية أو المصغّرة (أو الميكانيكية)) (micro-hermeuneutics or Mechanical hermeuneutics)
4- المقاربة الكلية (macro hermeuneutics)
5- المواقف التأويلية (الإيمان أو الشك) (postures in hermeuneutics, faith or skepticism)
ثم يقترح رسما لولبيا للسياقات التأويلية المعتمدة في تأويل النص من خلال تطبيقها على مثال الإنجيل والتوراة:..........
أخي محمد بن جماعة
قد فهمنا الكلام أعلاه ، فكيف تريد أن تعكسه على فهمك لآيات القرآن الكريم ؟!
مالذي سيضيفه إليك هذا الكلام زائدا على أقوال المفسرين ؟!
ألا ترى أنك تلبس مؤلفات بعض المفكرين المسلمين كمالك ابن نبي بلبوس الهرمنيوتك وكأن المؤلف ما بنى كلامه في مؤلفه إلا عليه !
هل صرح لك مالك بذلك ؟
الهرمنيوتك يزعم منشؤوه أنه علم وتسميه فنا عمن نقلت عنه ،والحق أنه قد يكون دون ذلك .
 
الهرمنيوطيقا هي عمليات تأويلية، تستخدم نتف من مناهج الفلاسفة وعلماء المناهج الحديثة على إختلاف نظرتهم للعنصر المعين (من الظاهرة المادية أو الفردية أو الإجتماعية أو النصية)، الذي يعتبره كل منهم ، هو العنصر المركزي، أو المهم، في تناول المؤلف (دراسة) ، أو النص، أو عمل ما "مكتوب"، أو "شفهي" ، فيأخذون من نيتشه موقفه من "المكتوب"، او فرويد في موقفه من حالة الكاتب أو الملفوظ، وتأثير ذلك على التجربة، ومنها تجربة النص، أو غيرهما ممن هو أقرب للهرمنيوطيقا من علماء النفس أو الفلسفة ، مثل هايدجر أو ريكور أو بولتمان أو شليرماخر أو علماء العلامات واللسانيات ..الخ.
هؤلاء يحيطون موضوعات دراساتهم بسياج المادية.
ماذا تريد أنت أن تفعل مع محمد رسول الله، هل تدرس قوله أو نصه أو فعله أو عمله أو سيرته أو شريعته ماأضافه على القرآن وحياً(السنة بأمر الله) أو خارج ذلك مما هو اجتهادي وبين أنه اجتهادي ليعلم الناس أن هناك منطقة اجتهاد لانص فيها الا أنها تدور حول النص.
ماذا تريد أن تفعل مع نصوص القرآن ذاتها؟
كيف تدرسها بهرمنيوطيقا التجربة المعاشة التي لاتخرج عن إطار الزمنية الأرضية والفعل البشري الخالص بالنسبة للفكرة الهرمنيوطيقية، سواء عن المؤلف أو الكاتب أو النص أو المكتوب؟
فإذا أردت أن تقول بأن للنص بُعد سماوي وأنه منزل من فوق، ومفارق من جهة سماويته وفوقيته للأرضي، وهو محدد أو مهذب أو متفاعل مع الأرضي لتطويره أو تنظيمه أو تصحيحه أو تأكيده أو تعديله أو تخليصه من الشوائب أو نفيه أو هدمه أو إقراره أو إرجاعه لأصله الأول، الفطري أو المنزل، مثل البيان التوحيدي المعبر عن الحقيقة،أو الشعائر الدينية ، بإرجاع جذورها للأصل المنزل وفعل الأنبياء الأول لا إفراز الواقع المعاش وتجربة فرد أو مجتمع أو خليط، إذا أردت أن تقول ذلك لاتسعفك الهرمنيوطيقا ولا تدعمك ولاهي مهيئة لذلك أصلا لأنها تمشي بعين ضعيفة وواحدة وغير مدعومة بأي منظار للتقوية خارج حدقيتها الخاصة.
في الهرمنيوطيقا لاتستطيع أن تستخلص اللبن من بين فرث ودم لبنا سائغا للشاربين.
نعم يمكن بعملية تقطير دقيقة جدا ، لاتساعدك الهرمنيوطيقا عليها، إنما عقل المنصف الدقيق والمجرد من الأهواء-أن تقول إن ماحدث للنبي لم يكن تجربة بشرية خالصة ولاظاهرة انسانية مجردة ولكن حدثت ظاهرة مادية رآها الناس وتكلم عنها الصحابة، ووصفوا ظواهرها،(لحظة نزول الوحي كمثال) لكن المفارق هنا، والمتجاوز للتجربة، إنما هو ماظهر مباشرة بعد الإفاقة الظاهرة للنبي، من قرآن منظم مسلسل، يتكلم عن موضوعات مفاهيمية ، تخص كافة المسائل، من لغة وبلاغة، وحياة ومجتمع، ودنيا وآخرة، ووصف للإنسان والكون والحياة والماضي والحاضر والمستقبل، وهو الشئ الذي في كثير منه، لم تعرفه جزيرة العربية لا بالمعاش ولا بالتجربة، ولا الإمبراطوريات المسيطرة وعلماءها وأدباءها، من علوم تخص الإنسان والعلم والحياة، الجنين والأرض والسماء، المرأة والرجل والرهبان والكهنة، الكتب والمدونات، والصحف والمزامير، والزبر، والقراطيس، الحفريات أو الآثار مثل الاشارة الى المدن البائدة ومابقي منها، الدعوة للبحث والنظر في الأرض والآفاق، والإنسان، في طبقات الجو أو جوف البحار، ظلمات بعضها فوق بعضأأو صعودا الى السماء أو مراحل تكوين الجنين في مكان مكين من إمرأة تم تكريمها من قبل.
هذا المفارق والمتجاوز لاتقول به الهرمنيوطيقا بل تنفيه لعدم وجوده في إرثها لا الديني ولا المعرفي ولا الفلسفي لا إنتاجها الإنساني والنفسي والإجتماعي، لا تحليلات بنيوية ولا تفكيكية ولا دراسات للعلامات والأيقونات والحفريات.
انه شيء فوقها متجاوز لظلماتها وتحيزاتها وإغلاقاتها المعتمة وتعصباتها ورؤيتها ودوغمائيتها.
فهي تبدا-كما بين الدكتور عبد الرزاق هرماس- من التصورات الاسطورية وترجع اليها، أي من الدهرية الى الدهرية ، حلقة هرمنيوطيقية بجدارة، أما القرآن فهو نصوص أعلى من نصوص البشر، وإن عقبت على نصوص البشر، او وقائع البشر وحوادث البشر وماحدث او يحدث في البيئة او المجتمع للفرد او الجماعة قديمها وآنيها وحديثها(في وقتها كمثال، أسباب النزول مثلا) فهي نصوص سابقة على الواقع والوقائع، بمجرد نزولها للواقع البشري يصير الواقع غير الواقع، والإنسان غير الإنسان يصير مدنيا منهي أن يرجع إلى البادية، حضاريا، يعلم علما مختلفا عن الكون والحياة والإنسان، أما حركته فهي مختلفة عن ذي قبل، استعمارا للارض لتعميرها لصالح البشرية، وتحريرا للانسان لصالح الإنسان، ودفع العلم لاقصى درجة ممكنه في الوقت والحال، حتى وصل الإسلام، رغم ماحدث داخل مجتمعاته وخارجها إلى صنع حضارة بكافة البشر الذين عاشوا على الأرض يومذاك وفي المدة الطويلة التي كانت له فيها السيادة العليا، ومنه أخذت أوروبا وتقدمت.
النص الديني الإسلامي فعال على الدوام ، وهو الذي غير التاريخ والعالم والانسان، وحرر امم وشعوب، ولايمكن أن يكون هذا لنص هرمنيوطيقي أبدا.
انه التنزيل محفوظ كما أن الرجل الذي بعث به(ممنوع) كما عبر خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وأضيف أنه ممنوع عن الهومنيوطيقا مادامت هرمنيوطيقا النظرة المادية
 
يقول الأستاذ منينة: "الهرمنيوطيقا هي عمليات تأويلية". إذا وقفنا عند هذا الجزء من "التعريف" فالجواب على سؤال الموضوع هو: نعم تصلح الهرمنيوطيقا نهجا لتفسير القرآن لأن التأويل إما تفسير وإما تحقق، بغض النظر عن المعاني الأخرى، والفروقات بين التفسير والتأويل. أما إذا واصلنا قراءة التعريف المقترح فسنبدأ عند "تستخدم نتف من مناهج الفلاسفة وعلماء المناهج الحديثة.." وهذا إلى جانب كونه كلاما عاما يفيد في الفكريات لا في العلميات فإنه أيضا من الناحية الفكرية كلام يفتقر إلى تحديد فما هي هذه النتف وما هي هذه المناهج، والباقي سرد لعبارات يظهر منها الإشارة إلى الحقل الفلسفي، وعليه يختزل السؤال الأصلي في السؤال الآتي:

هل تصلح الفلسفة طريقة في التفسير؟

وللإجابة على هذا السؤال، سنواجه نفس الإشكالية مع الهرمسية أو الهرمنيوطيقا: ما الفلسفة؟ عند الخوض في قشور مدخل ما إلى الفلسفة، سنرى أن هذا السؤال بدوره يتحول إلى سؤال أي: ماذا نريد بالسؤال ما الفلسفة، أو بإختصار: "ما ما الفلسفة؟" (أنظر "فقه الفلسفة" - طه عبد الرحمان). سنحاول تجريد تفاصيل هذه الأسئلة وننتقل إلى تطبيقات معينة دون الإنطلاق من تعريف عام أو محدد، ونختصر الطريق من خلال تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية لمصطفى عبد الرازق الذي حاول إرجاع التفكير الفلسفي في التاريخ والجغرافيا الناطقتين بالعربية إلى الإجتهاد والرأي، وأقحم الكلام وعلم الأصول التشريعي ضمنهما. إذن، السؤال في النهاية: هل يصلح إعمال الرأي في التفسير، وهذا سؤال قديم تم الإجابة عليه ومن نواح عدة. التفسير بالمدرسة الكلامية، تفسير صالح؟ التفسير بمدرسة فقهية، تفسير صالح؟ بغض النظر عن الجواب من منطلق هذا الإنتماء أو ذاك، نرى أن هذا واقع، أو لا معنى لسؤال: هل يجوز ترجمة القرآن إلى لغة أعجمية لأن هذه الترجمات موجودة ومنتشرة ومتدوالة والمطلوب هو التوجيه والنقد والتحقيق والتنقيح والتعليق إلى غير ذلك.

مصطلح فضفاض وغامض أو يتميز بليونة وتعددية عالية. في هذه الحالة، يصعب الوقوف على تعريف معين، وأي إجابة على السؤال تبقى عديمة الفائدة. الحل هو الإقتصار على تطبيقات معينة، ولدينا:
- تطبيق فكري أو فلسفي.
- تطبيق أدبي.
- تطبيق لاهوتي أو ديني: التطبيقات المسيحية أنموذجا.

إذن، عن أي هرمنيوطيقا ندندن ؟
 
في الحقيقة لي مقال في النتف هذه سيظهر قريبا إن قدر الله في مجلة البيان.
مع العلم أن المناهج المعرفية الغربية تتداخل عند المحلل العلماني العربي،(وكل يختار منحاه ومنهجه ويختار ادواته) تجده يقول لك(الجابري كمثال وأيضأ سيد القمني) إنه لا يأخذ بحرفية المناهج التي يقتبس منها وإنما يأخذ ويترك، وهكذا فعل نصر أبو زيد مع نتف هرمنيوطيقية، انظر تحديدا مقدمة كتابه إشكاليات القراءة، ومن هذه النتف التي اضافها على المنهج الجدلي المادي اقام تطبيقاته، (بل قال بأن الهرمنيوطيقا بعد تعديلها بالمنهج المادي الجدلي صالحة لقراءة القرآن نفسه!!) ونثرها في كتبه، مثل النص، السلطة، الحقيقة، اشكاليات القراءة، مفهوم النص وهلم جرا( ومقالي المشار اليه سيكون عن هذا الموضوع)
لاشك ان منحاه لغوي ويستعمل مناهج محددة لكنه يستعمل النتف ومن داخل النظريات الهرمنيوطيقية نفسها ويصنع منها توليفة!
على هامش النص في النتف : يقول نصر حامد : « يركز « بول ريكور » اهتمامه على تفسير الرموز ، وهو يفرق بين طريقتين للتعامل مع الرموز، الأولى هي التعامل مع الرمز باعتباره نافذة نطل منها على عالم من المعنى ، والرمز في هذه الحالة وسيط شفاف عما وراءه ( ! ) هذه الطريقة يمثلها « بولتمان » في تحطيمه للأسطورة الدينية في العهد القديم والكشف عن المعاني العقلية التي تكشف عنها هذه الأساطير . وهذه الطريقة يطلق عليها « ريكور » « Dymythologizing » والطريقة الثانية يمثلها كل من « فرويد » و « ماركس » و « نيتشه » وهي التعامل مع الرمز باعتباره حقيقة زائفة لا يجب الوثوق به ، بل يجب إزالتها وصولا إلى المعنى المختبئ وراءها Dymystification إن الرمز في هذه الحالة لا يشف عن المعنى ، بل يخفيه ويطرح بدلاً منه معنى زائفًا ، ومهمة التفسير هي إزالة المعنى الزائف السطحي وصولاً إلى المعنى الصحيح . لقد شككنا فرويد في الوعي باعتباره مستوى سطحيًا يخفي وراءه اللاوعي ، وفسر كل من ماركس ونيتشه(*) الحقيقة الظاهرة باعتبارها زائفة ووضعا نسقًا من الفكر يقضى عليها ويكشف زيفها ، وإذا كان تفسير الرموز عند بولتمان أو فرويد أو نيتشه أو ماركس ينصب على الرموز بمعناها العام اللغوي والاجتماعي فإن تعريف ريكور للرمز معبرًا عنه باللغة ، ومن ثم ينصب التفسير عنده على تفسير الرموز في النصوص اللغوية ، وهذه هي غاية الهرمنيوطيقا
اضافة النتف الى الخلفية المسبقة، من هنا، يقول:"
[SUP](([/SUP] وتعد الهرمنيوطيقا الجدلية عند جادامر بعد تعديلها من خلال منظور جدلي مادي , نقطة بدأ أصلية للنظر إلى علاقة المفسر بالنص لا في النصوص الأدبية , ونظرية الأدب فحسب , بل في إعادة النظر في تراثنا الديني حول تفسير القرآن منذ أقدم عصوره وحتى الآن لنرى كيف اختلفت الرؤى (!) , ومدى تأثير كل عصر - من خلال ظروفه - للنص القرآني [SUP]))[/SUP][SUP]([1])[/SUP]

[1][SUP])[/SUP][SUP]) [/SUP]إشكاليات القراءة ص 49
 
يوجد كتاب بعنوان:
The Hermeneutical Spiral: A Comprehensive Introduction to Biblical Interpretation
by Grant R. Osborne
("اللولب التأويلي: مقدمة شاملة لتفسير الكتاب المقدس)، للدكتور جرانت أسبورن، 1997. وهو أستاذ في الدراسات الإنجيلية، ويدرّس في معهد Trinity Evangelical Divinity School
وفيه يعتبر أن الهرمونوطيقا فن (وليس علم) التأويل. ويقترح تصنيفا للمقاربات التأويلية (الهرمونوطيقية) أو الأبعاد التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
1- المقاربة الاستنتاجية (deductive approach)
2- المقاربة الاستقرائية (inductive approach)
3- المقاربة التجزيئية أو المصغّرة (أو الميكانيكية)) (micro-hermeuneutics or Mechanical hermeuneutics)
4- المقاربة الكلية (macro hermeuneutics)
5- المواقف التأويلية (الإيمان أو الشك) (postures in hermeuneutics, faith or skepticism)
ثم يقترح رسما لولبيا للسياقات التأويلية المعتمدة في تأويل النص من خلال تطبيقها على مثال الإنجيل والتوراة:

attachment.php


السياقات المختلفة لأي نص في الكتاب المقدس (الإنجيل والتوراة):
السياق الداخلي:
1- النص المستهدف
2- الفقرة
3- كامل الكتاب
4- مؤلفات الكاتب
5- العهد الجديد
6- الكتاب المقدس بكامله
السياق الخارجي:
7- الخلفية الجغرافية
8- الخلفية التاريخية
9- الخلفية الثقافية
والسؤال:
1- لماذا اختزال الهرمونوطيقا في توجه تأليقي وحيد، في حين أنها ميدان بحثي يضم مقاربات كثيرة، قابلة جميعها للتطوير والحذف والإضافة؟
2- لماذا الإصرار على اعتبار الهرمونوطيقا تتعامل مع النص المقدس فقط على أنه نص بشري، في حين أن مقارباتها لا تنطلق بالضرورة من موقف الشك أو الكفر، بل تقبل الانطلاق من مسلمة الإيمان بربانية المصدر؟
3- ما الذي يمنعنا كباحثين مسلمين من تطبيق ذلك على القرآن الكريم، بما يتفق مع إيماننا بربانية مصدره، ولا يتعارض معه؟
____
وكمثال، هنا شرح سريع بالانجليزية للمراحل السياقية للمقاربة الاستقرائية، لا يسعفني الوقت لترجمته:

Here are the steps for the inductive appraoch:


1. Start with the BASIC TEXT
Start by reading the verse/sentence/phrase/text you are looking at.
Define words.
Define the genre. This is really important. How we read a poem (Psalms, for example) will be (and should be) very different than how we read historical narrative or a letter/epistle or law book, etc. Knowing what kind of literature you are reading is pretty essential. Sometimes it is clear (Psalms is all poetry) and sometimes not — for example many Old Testament books narrative, law and poetry are inter-woven.
Pay attention to grammar or grammatical issues.
Any particular translation issues/challenges.
2. PARAGRAPH/PERICOPE
Read the broader context of the paragraph or pericope. A pericope is a set of verses/sentences that form a natural section or argument. These are often (but not always) easy to define by the bold headings in your Bible.
How does the word/phrase/sentence/text function as part of the paragraph or pericope?
Look for repeated words, themes, etc.
Caution: Ancient Koine Greek (the form found in the New Testament) and ancient Hebrew does not include punctuation or paragraph breaks in the original manuscripts. This means that even how we separate sentences and paragraphs in the text is itself an interpretive act, usually made by the translators.
Example: Looking at Ephesians 5 and what Paul is saying here about men and women, it is vitally important whether one defines the pericope as Eph 5:22-33 or as Eph 5:21-33. This is where grammar and basic understanding of Greek is helpful. Many people separate verse 21 from the rest of the passage — mostly to support a preconceived theological position. In this, they make a big distinction between women “submitting” and men “loving”. But, if vs 21 is part of the passage, it changes the reading significantly. Including vs 21 makes the passage more about parallelism than contrast; if this is the case, Paul is less emphasizing difference than how we “mutually submit to each other.” The kicker is that vs 21 and 22 share the same verb… in other words, there is no independent verb in vs 21 making it grammatically impossible (or at least unlikely) that it stands alone from the previous section.
3. ENTIRE BOOK
Now read the passage in the context of the full book.
How does it work as part of the over-arching narrative or argument?
What questions does this raise
4. AUTHOR’S WRITINGS
Now place the text/passage in the fuller context of the author’s writings. In other words, if looking at a passage in 2 Timothy, you will want to consider the passage in the context of all of Paul’s writings. More precisely, you may want to first look at it the context of Paul’s pastoral letters and then in the broader context of all his writings. Having a sense for each book/letter and historical chronology/context is very helpful as sometimes you can see a development of thought within the author’s writings.
5. TESTAMENT
Place the text in the full context of the testament it is in — Old Testament or New Testament. As Christians, the “hinge” of the incarnation is a pretty big deal! We even divide time by “before Christ” and after… how we interpret a NT passage will be different than an OT passage.
6. WHOLE BIBLE
Now (and only now… the order of this process is important) do you place the text in the full context of the whole Bible and its narrative. How does it fit in with the totality of the Biblical witness?
7. EXTERNAL CONTEXT
After having done the above work, you can then (and only then) start the important work of the external context. Specifically, you should look at GEOGRAPHICAL context/background, HISTORICAL context/background, and then CULTURAL context/background.
That is a relatively simple process for reading a passage.

Now… a couple of notes and observations:
1. As a pastor, when preaching a passage, this is the process (more or less) that I worked through.
2. When reading devotionally, I do not always do this.
3. BUT… when a passage is tricky… I do.
4. I honestly believe that you don’t need to be seminary-trained or a Bible scholar to read the Bible. With the help of the Holy Spirit, anyone and everyone can read it directly. Sometimes when we get into these discussions, it can intimidate your average reader. I think that is bad. Scripture should be and is accessible to all.
5. HOWEVER, some passages are more complicated than others… and when developing theologies from passages, working carefully with the text is important. I think this is especially true with both core theological statements and in theological/ethical issues that effect millions of people — i.e. can women preach and lead in the church? Can gay people follow Jesus? Is it ever acceptable for a Christ-follower to support violence/war (or participate in them)? etc etc. This, of course, this why we are taking the time to really work through these issues.​
أعددت بحثاً قبل مدة ولم أكن أعلم بهذا الشكل اللولبي ولا بدوائر فيرث، وقمت برسم شكل يحدد دور هذه العوامل في فهم النص لكن شكلي ليس لولبياً ولا دائرياً وسأشرح لاحقاً لماذا اللولبي والدوائر المتداخلة خطأ في تفسير القرآن.
وسأعود للشكل اللولبي وسنطبق على النص القرآني باعتبار أنه نص إلهي وسأقوم بترجمة المصطلحات بما يقاربها بلغة المتخصص الشرعي:
1-geographical background، cultural background ،historical background: معهود العرب، عادات العرب، فهم الصحابة، الشعر الجاهلي وتكمن أهمية الشعر الجاهلي في الفهم لأنه هو الذي يُجلي السياق الثقافي لكتاب الله.
2- Entire Quran:وهذه بحثها العلماء ومنهم الشاطبي وهذا المنهج في الفهم هو ما يطلقون عليه الآن التفسير الموضوعي وأنا أرى تسميته المنهج الموضوعي في كتاب الله، ويلحق به الدراسات المصطلحية، والوحدة الموضوعية للسورة.
3- paragraph:وهو سياق العبارات أو الآيات وهذه منهج معتبر عند مفسرينا في الفهم والترجيح ومثاله تفسير الطبري لقوله تعالى:(أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي) رجح الطبري القول بأن السماء والأرض كانت ممسكة عن الماء والزرع بقرينة الجزء الثاني(وجعلنا من الماء كل شيء حي).
4-Target text: وهذا يحدده سياق الكلمات وسياق الكلمات من أقوى القرائن من حيث التأثير، وتحديد معاني الألفاظ، وأعني بسياق الكلمات ما يتعلق بالكلمة من قضايا نحوية متعلقها الإسناد مثل المبتدأ والخبر، الفعل والفاعل والمفعول به، المتضايفات وغيرها.
وسياق التراكيب أو علم الإعراب ذكره ابن فارس في الصاحبي قائلاً :" من العلوم الجليلة التي خصت بها العرب الإعراب الذي هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ ، وبه يعرف الخبر الذي هو أصل الكلام، ولولاه ما ميز فاعل من مفعول، ولا مضاف من منعوت، ولا تعجب من استفهام، ولا صدر من مصدر، ولا نعت من تأكيد.
إذا اتفقنا على ما سبق فكل تطبيقات تحاول التلاعب بالنص لا يجوز استخدامها في كتاب الله مثل استخدام السياق الثقافي والتاريخي والجغرافي لجعل كتاب الله وأحكامه محصورة في زمن معين.
الأمر الثاني إذا كانت هذه التي تدعى الهرمنيوطيقا المؤمنة موجودة عند المتقدمين من المسلمين فلماذا نستوردها من الغرب وننسبها إليه؟؟
أعطيني تطبيق واحد من هذه الهرمنيوطيقا المؤمنة لم يكن حاضراً عند المفسرين والأصوليين بنسب مختلفة ويفيد في فهم القرآن وساعتها أوافق على استيراد هذا المنهج الغربي المؤمن .
 
من الأمثلة التي تستبطن الهرمونوطيقا، وتقترح إطارا منهجيا عاما للدراسات القرآنية، البحث الذي شاركتُ به في ندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة)، التي أقامها مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف، بالمدينة المنورة، سنة 2009، وعنوانه:
"منهجية تعاونية لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه"
وفيه عدد من الرسوم البيانية التي ألخص فيها الإطار العام التحليلي للقرآن الكريم، أضعها هنا لكم للاطلاع.
كما أضع رابطا للبحث للتحميل: منهجية تعاونية لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه | Mohamed Ben Jemaa - Academia.edu
وكنت قد استكملت هذا الجهد ببحث ثان بعنوان: "نموذج تطبيقي لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه"، شاركت به في مؤتمر "توظيف تقنية المعلومات لخدمة القرآن الكريم" بجامعة طيبة بالمدينة المنورة سنة 2013. وتقدمت لبعض الجهات بمشروع تنفيذي لإنجازه، ولم يتم ذلك للأسف، وأرجو مخلصا أن تتوفر لي فرصة لعرضه ثانية على المهتمين بالأمر.
وهذا رابط لتحميل البحث: نموذج تطبيقي لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه | Mohamed Ben Jemaa - Academia.edu

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php

attachment.php
جزاكم الله خيراً، أخي الكريم هذه الصور والنماذج لم يكن يلزمك لإنجازها استبطان الهرمنيوطيقا كما ذكرت، فعودتك للتفاسير عبر القرون تمكنك من هذا، اللهم إلا من بعض المصطلحات مثل الأنطولوجيا والأبستمولوجيا ومصطلح المقاربة وغيره من المصطلحات التي تسربت لنا من الهرمنيوطيقا.
 
هناك كثير من النقاط الهامة ذكرت في التعليقات السابقة.
تعليقا على كلام سهاد قنبر:
أولا- التفكير بمنطق الاستيراد والتصدير غير مفيد، بل مناقض لوظيفة الباحث الجامعي، ومخالف للمنطق الإسلامي الذي لا يعترض على الاقتباس والتفاعل والاستفادة من عولوم ومعارف غير المسلمين.
وأنا قلت: إن المناهج والأفكار لا تخضع لمنطق الاستيراد والتصدير، وإنما لمنطق التفاعل والتوليد، وتعديد زوايا النظر.
من يتكلم بمنطق الاستيراد والتصدير، يستبطن في كلامه ثلاثة أمور:
-الأول أن تفكيره ما زال خاضعا لتقسيم دار الإسلام ودار الكفر،
- والثاني أنه يظن أن المناهج تخضع لحدود جغرافية تحدد هوّيتها الحضارية، بحيث إذا كانت داخل هذه الحدود فهي منّا، وإن كانت من الخارج فهي علينا.
- والثالث: أن هناك حدودا فاصلة بين العلوم، في حين أننا نعيش في عصر تعدد وتشابك التخصصات (multi disciplinarity).
ثانيا- ذكرت في تعليق سابق لي، رأي د. برنارد فريمون Bernard Freamon (أستاذ القانون في إحدى جامعات نيو جيرزي الأمريكية) التي يصنّف فيها التفاسير القرآنية في التراث الإسلامي ضمن حقل "الهرمونوطيقا" أصلا. بالتالي فترجمة مصطلحات الهرمونوطيقا، إلى مصطلحات يفهمها البحث الشرعي أمر مفيد، حتى يدرك أن الهرمونوطيقا ليست مخيفة، بل هي امتدادات لعلم الدلالة المعروف في تراثنا، وأن المفسّر والمؤوّل لهما أدوات مشتركة وأدوات غير مشتركة. وأن عمل المؤوّل يقترب كثيرا من عمل الأصولي.
وهذا ما أشرت إليه في جزء من بحثي المكذور أعلاه والرسم البياني المتعلق بمقارنة المقاربة التجزيئية والمقاربة النظمية.
ثالثا- لدي انطباع بأن لدى البعض حساسية مفرطة من كل تفاعل مع المناهج الحديثة. ولا أدري، والحال هكذا، ما الذي يطمحون لتقديمه كباحثين وأساتذة جامعيين في القرن الحادي والعشرين؟ وكيف يفهمون طبيعة عمل الباحث أو الأستاذ الجامعي؟
الهوة المعرفية بين الجامعات العربية والجامعات الغربية تتعاظم يوما بعد يوم.
___
تعليقا على كلام طارق منينة:
نصر حامد أبو زيد ليس نبيا في الهرمونوطيقا. هو باحث من جملة البحثين، والاقتصار على النظر للهرمونوطيقا من ثقب كتابات أبو زيد لا يساهم معرفيا.
 
تعليقا على النص السابق
ماهي ادوات الدلالة في العلم الهرمنيوطيقي الذي يمكن ان نستفيد منه في القرن الواحد والعشرين؟
وكيف يقترب عمل المؤول في المعرفة المادية المعاصرة من عمل المفسر؟
وماهي الادوات المشتركة بين المؤول والمفسر؟
وماهو الامتداد الزائد عن الحد او الداخل في حد التفسير او التأويل كما اشرت استاذ محمد بن جماعة؟
 
الدكتور محمد بن جماعة بعيداً عن منطق الاستيراد والتصدير مالذي يضطرني لاستخدام الهرمنيوطيقا وأنا عندي في نظرية الدلالة العربية ما يفوقها، وأنا حقيقة للمرة الأولى أرى من يريد أن ينسب الفضل للاحق فيما أنجزه السابق، إن احتكار الغرب لتأريخ العلوم لا يلزمنا، فأنا لست ملزمة بدخول جحر الضب والقول إن أول من انتبه للمنهج الاستقرائي التجريبي هو فرانسيس بيكون، وأنا أعلم أن علماء المسلمين قد انتبهوا لهذا قبله بقرون طويلة، ولست مضطرة للقول بأن الهرمنيوطيقا الغربية هي التي اعتبرت دور القرائن المقامية والمقالية في تأويل النصوص وعندي منذ فجر التاريخ نظريات محكمة عند المسلمين. وهذا ليس تشنجاً ضد المناهج الغربية لكن يمكنك تسميته انبهار بالكمال الذي وجدته في نظريات الدلالة العربية عند المسلمين.
 
لست دكتورا.
ولا يوجد احتكار لتاريخ العلوم إلى في أذهاننا نحن المسلمين.
ونحن نتحدث عن تفاعل معرفي، وليس عن دخول جحر ضب. وإلا لماذ تستعملين التكنولوجيا الغربية وترضين بها، وتحمدين الله عليها أن وفرت لك إنكانيات التواصل مع الآخرين؟
الدخول الحقيقي لجحر الضب هو منطق الآبائية المسيطر على البعض. وفي الحقيقة، مثل هؤلاء لا يمكن وصفهم بـ"الباحثين الجامعيين".
يا فضلاء: هناك أزمة مّا في الساحة.
 
أرضى بالتكنولوجيا لأني أرضى بالفاضل على المفضول دائماً بقطع النظر عن مصدره، وفي مناهج التأويل أنا على مبدأي لا أستخدم المفضول وأترك الفاضل، هذه هي عدالة المسلم وليس المنطق الآبائي.
على أية حال إن كنت تقصد بالمنطق الآبائي الوصاية الكنسية فأنا لا أمانع أن يكون هذا منطقي، فالله جعلني شهيدة على الناس وجعل النبي عليه الصلاة والسلام علي شهيداً.
 
نصر ابو زيد هو الاكبر في نقل هذا والمشهور به كما بدوي الاشهر في الوجودية وزكي نجيب في الوضعية وهكذا
اما إن أردت فيمكن الكلام عن الهرمنيوطيقا او الهرمنطيقا حتى في التشريع كما حاولها الدكتور محمد الحداد في كتابه المسمى البركان ونفى بها الدين كمقدس ورده الى المجتمع والتغير، كما ارجع الحجاب الى غبار الصحراء وعفارة المدن كما ارجع الخوف من الزنا من حصول المرص أما اليوم فلاخوف نتيجة الوقاية، أي أنه نفى التشريع الإلهي بل قال بصريح العبارة انها لاتوجد(زعم، أيضاً، في السياق،وكأنه مستشرق لم يعش في بلاد الملمين، أن المسلمين يجبرون بناتهم وزوجاتهم على ارتداء الحجاب" إجبار البنات على اتداء الحجاب والتلويح بقطع يد السارق ورجم الزاني، أي الرجوع إلى مجموعة من الأحكام تضمنها النص المؤسس لكنه لم يكن مشرعها، بما أنها كانت موجودة قبله، فالنساء ارتدين الحجاب قبل الإسلام كي لاتلوث شعورهن وأجسادهن عواصف الصحراء(....) وغبار المدن... وكان الزنا وكان الزنا يدخل اضطراباً في بنية الأسرة والقبيلة في عصور لم تعرف فيها وسائل التوقي ومنع الحمل"(البركان ص 50) ) وقال في مجاله هذا :" إن من المهم إدراك أن الاجتهاد لن يكون جهدا مجددا إلا إذا ماارتكز على نظرية جديدة في التأويل واقتبس من المعارف التأويلية الحديثة نتائج مباحثها في قضايا اللغة: الوعي والعلاقة بين الذهني والخارجي ومناهج التعامل مع النص وغير ذلك"(البركان ص 23)
اما استعماله اللفظ فقد استعمله وهو يتكلم عن منهج بن عاشور بعد أن اراد تجاوزه ايضا، فقال " أهمية الجهد الذي قام به صاحبها قصد إيجاد هرمنطيقا حديثة للتشريع الإسلامي"ص 82)
 
أخي الأستاذ محمد بن جماعة
- التقصير عند المسلمين هو في أخذ العلوم التي تسمى تطبيقية أو تجريبية من بعد الحد الذي يسمى الحد التنافسي ، فعجبا أن ترى العجز على مستوى الأفراد والجماعات في تحصيل هذه العلوم والحرص والحث على تحصيل مايدعى أنها علوم مفيدة وخادمة لنصوص الشريعة الإسلامية ومنها النص القرآني !!!
- الهرمنيوتك علم - نطلق عليه هذه الصفة تجوزا ونزولا عند تعريف أهله له - يبنى على علم المنطق تأسيسا ، وعلم المنطق كان قد بلغ مداه في العصور التي ظهرت فيها نتاج البناء العلمي والأمني والإجتماعي في عصر النبوة وعصر الخلفاء الراشدين وسميت بالعصور الذهبية - تجوزا - فتعلمه نبغاء تلك العصور وبرعوا فيها فكانت حصيلة ذلك الجهد أن نتجت عنه مؤلفات تنقد هذا المنهج وترد مافيه من باطل .

وما أرى هذا الموقف منك أستاذي الفاضل إلا تجديدا لتلك الدعوة للأخذ بمناهج منبثقة عن ذلك المنهج .
وأحسب أنك لن تجد في تلك المناهج مايشتم منه رائحة الصواب إلا ووجدت مايغنيك عنه مبينا مفصلا في مناهج المسلمين .
- أنا أعذر كل من يشغر وظيفة علمية في بلاد الغرب أو الشرق غير المسلمة ويعمل معهم أن ينأى بنفسه كليا عن التأثر والتأثير ، ومثلك حري بأن يكون تأثيره بالحق الذي عنده أعظم من تأثره بما قد يكون لابسه شيء من الباطل .
والله أعلم.
وجزاك الله خيرا على ماتقدم من خدمات جليلة للعلم وأهله .
 
كلمة أخيرة أريد أم أسجلها قبل مغادرتي لهذا الحوار وهي أن منظمة الغذاء هي المخولة بالحكم على صلاحية دواء معين للاستعمال البشري، والأطباء هم المخولون بصلاحية إجراء طبي معين، ألا يحق للمتخصصين في التفسير وعلومه أن يحكموا بجدوى صلاحية منهج من المناهج لتفسير كتاب الله؟؟ وهذا جواب لقول الأخ محمد بن جماعة من المخول بقبول ورد أي منهج.
أساله تعالى أن ينير بصرنا وبصيرتنا لما فيه خير هذا الدين وعزه وهيمنته.
 
أستاذ عبد الله الأشرف: لعلك ترثي لحالي أنني أعيش في كندا وتأثرت بالقوم؟ أو لعلك تراني معتزليا أو كلاميا؟ يا راجل (ابتسامة).
أستاذة سهير: كثير من أهل التفسير يعملون ضمن إطار منهجي تراثي يرونه صالحا ومكتملا ويفي بكل أغراض الدرس القرآني المعاصر. وهذا رأيهم الذي يمكن تفهّمه، ولكن لا يسلّم لهم بذلك جميع المسلمين، ولا جميع المذاهب، فضلا عن جميع العلماء أو الباحثين الجامعيين.
لا توجد "سلطة" لهم على غيرهم، في المعرفة. لا وجود لسلطة لا في المعرفة، ولا في الغذاء، ولا في الطب، ولا في التفسير.
لأطباء يرفضون كل ما يسمى بالطب التقليدي، والطب البديل. ويرفضون منح صفة دكتور طبيب لمن يعمل في بعض التخصصات العلاجية.
أستاذ طارق: أدرك تماما حجم الإشكالات التي تطرحها كتابات أبو زيد والحداد.. ولكن أقول ثانية: حجرت واسعا.
___
وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ.
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.
 
لم ترد اخي على اسئلتي
ماهي ادوات الدلالة في العلم الهرمنيوطيقي الذي يمكن ان نستفيد منها في القرن الواحد والعشرين؟
وكيف يقترب عمل المؤول في المعرفة المادية المعاصرة من عمل المفسر؟
وماهي الادوات المشتركة بين المؤول والمفسر؟
وماهو الامتداد الزائد عن الحد او الداخل في حد التفسير او التأويل كما اشرت استاذ محمد بن جماعة؟
 
أخي الأستاذ طارق، الجواب على أسئلتك بكاملها يصلح أن يكون بحثا أو رسالة ماجستير.
وقد وضعت عدة مراجع في تعليقاتي السابقة يمكن العودة إليها للعثور على أطراف من المواضيع التي تسأل عنها.
وأنا منشغل منذ يومين في صياغة مداخلة في ندوة دولية أشارك فيها آخر الأسبوع القادم، ولم أكملها بعد.
ورغم ذلك حرصت على التفاعل معكم في هذا الموضوع لأهميته.
 
ماهي ادوات الدلالة في العلم الهرمنيوطيقي الذي يمكن ان نستفيد منها في القرن الواحد والعشرين؟
التشاعر آلة من أدوات التأويل أو التفسير الهرمنيوطيقي، وهذا المصطلح إستخدمه الجاحظ في الرسائل، وإلى حد ما إبن تيمية في مجموع الفتاوى، بمعنى غير بعيد عن المعنى الذي قصده عالم الإجتماع البولندي - صاحب نظرية الإئتمان الإجتماعي - بيوطر شتومبكا. من الإجتماع إلى علوم الأحياء نجد عالم الرياضيات والأحياء الكندي براين غودوين يستفيد من الهرمنيوطيقا اللسانية في محاولة تأصيل الهرمنيوطيقا البيولوجية إذ رأى التشابه بين لغة الجينوم، وهي علاقات تتواصل بها الكائنات الحية ذاتيا في دائرة من التفاعل مع البيئة والتكيف مع سياقها، ولغة اللسان. هذا ما ساعده في تأطير نموذج يستفيد منه لتطوير مجال تخصصه وهو علم الأحياء النمائي. قد لا يجني منه شيئا، والعكس صحيح، إلا أن المهم هو الحيلولة دون إستقالة العقل وقد تأتي الثمرة من باب نقد إفتراضاته واستنتاجاته، وهذه الثمرة لا تكون لو لم يكن هو كأن الشرط مجرد تخمين عقلي والمشروط نظرية علمية وجدت طريقها إلى التحفيز والإبتكار وتثوير الإشكاليات العلمية التي تدفع بعجلة التطور العلمي.

في الممارسة العلمية يجب أن تنطلق، ولو من تصور خاطئ ما دام قد لاحظتَ لأن المهم هو الإنطلاق أما الذي يأتي بعد ذلك فيخضع لعمليات متعددة ومتتالية مثل النقد ونقد النقد ونقد نقد النقد .. أو لم لا؟ أظن هذه عملية أحسن من التعليق على تفسير ثم تعليق على هذا التعليق وتلك السلسلة من التعليقات.

من أجل الإنطلاق ولو بإنطلاقة ساذجة إبتدائية ومتواضعة، لابد أن نفهم أولا أن الهرمنيوطيقا تقريبا حاضرة في كل التخصصات الأكاديمية، والذي أعنيه بالهرمنيوطيقا هنا هو التأويل الذي يأخذ التطور بعين الإعتبار. والتطور يشير إلى كل متحرك: التاريخ، السياق، التراكم المعرفي، إلى غير ذلك. والمصطلح غامض بسبب ما لحقه من أضرار من طرف الفلسفيات وهذا طبيعي لأن الفلسفة ومنذ الوضعية إنتهت إلى العبثية والعدمية والسفسطة فكان ولابد أن تخوض في مناهج تأويل المنقولات من أي مجال كانت بتلك الطريقة، لكن هذا لا يمنع من البحث عن الهرمنيوطيقا في التخصصات الأخرى من العلوم الطبيعية والأدبية إلى الإجتماع والنفس والإقتصاد، والدراسات الثقافية، والدراسات الجهوية وما إلى هنالك. والمصطلح أعجمي لأن التطور المعرفي في أوروبا الغربية كان دوما بصحبة النزعة العرقية أو المركزية، لذا تم البحث عن جذور لفن الترجمة في النصوص اليونانية، بينما الهرمنيوطيقا من ناحية المضمون وليدة الحضارة الإسلامية، وهذا ما اتضح لي من تطبيق مسيحي للهرمنيوطيقا قرأته مؤخرا. خذ مثلا النقد العلمي للنص، هذا موجود عندنا منذ العهد النبوي بشهادة روايات صحيحة صحابي ينتقد قراءة صحابي آخر والنبي صلى الله عليه وسلم يبين مشروعية تعدد الأحرف وقبل ذلك يأمر بتدوين فكان التدوين إلى جانب الحفظ، بينما كان هذا النقد العلمي غائبا في الوسط المسيحي حتى ظهر إبن حزم وأسس بذور مقارنة الملل، والنقد البيبلي، وانتقلت تلك الطفرة الحزمية مع الحس الغزالي والحركة الرشدية للتغلغل في أوروبا الغربية.

أما المناهج الأخرى فيمكن إختصارها في مصطلح صبحي الصالح "المنهج التاريخي".

سأجيب على الأسئلة الأخرى إن شاء الله، لكن مازلنا ننتظر تعريف، تطبيق، مثال عملي، أو مثال مقارن (تفسير - هرمنيوطيق).
 
مداخلتي رقم 47 تشير الى بعض من هذا اي النقد العلمي للنصوص حتى الدينية الكتابية منها بل والهندية مثل نقد البيروني في كتابه ما للهند
 
عودة
أعلى