أبو العالية
New member
- إنضم
- 02/06/2003
- المشاركات
- 514
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
[align=center]
نُكَتٌ .. ومُلَحٌ .. وفَوائِدٌ مِنْ أَخبَارِ المفَسِّرِين [/align]
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .
إن النظر في كتب التراجم والسِّير عظيمة النفع ، وعلى النَّفس كبيرة الوقع ؛ ذلكم أنها وسيلة لغاية سامية ، وطريق إلى مقاصد غالية ، سيَّما وأنَّ ربط المسلمين بعلمائهم يدخل من أفضل الأعمال ؛ كيف لا ، والغاية المنشودة من جرّاء ذلك أن ينتفع العباد من العلماء ؛ فينتفعون من عِلْمِهم ، و هَدْيِهم ، وسَمْتِهم ، وأخلاقهم ، ويعرفون شيئاً عن عبادتهم ، وتعظيمهم لربهم ؛ فهم بحق أولى الناس إلى أن يُلتفت حولهم ، ويُقبل عليهم ، لعلّ الله أن يكتب نجاة عبدٍ من عباده بسبب كلمة سمعها وانتفع بها من هؤلاء العلماء ؛ فالله درُّهم ؛ أعلى الله شأنهم ، وأشهدهم مع ملائكته في توحيده ، والذي من أجله كان إرسال الرسل ؛ فقال عزَّ من قائل :
( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( آل عمران : 18 )
وإني في هذا المقام مَثَلي كمثل الحافظ بنِ خلِّكان رحمه الله حين قال في كتابه الماتع الرائع " وَفَيَات الأعيان " ( 1 / 20 )
" ولكن ذكرتُ جماعة من الأفاضل الذين شاهدتهم ، ونقلتُ عنهم أو كانوا في زمني ولم أرهم "
ثم قال مبيناً الحكمة من ذلك فقال : " ليطَّلِع على حالهم من يأتي بعدهم "
وقال أحد المؤرخين :
" إنَّ أحسن ما يجب أن يُعتنى به ، ويُلم بجانبه بعد الكتاب والسنة ؛ معرفة الأخبار وتقييد المناقب والآثار ؛ ففيهما تذكرة وتقلُّب الدهر بأبنائه ، وتنبيه أهل العلم الذي يجب أن تتبع أثارهم ، وتُدَوَّن مناقبهم وأخبارهم ؛ فيجِدّ الطالب ليلحق بهم " ( موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر للحازمي ( 1 /3 ) )
وقال آخر : " إنَّ في ذكر تراجم العلماء وأحوالهم ، ومناقبهم ومراتبهم فوائد نفيسة ومهمات جليلة "
وما كل هذا " إلا ليُقتدي بهم ، ويُنسج على منوالهم ، نسيج العلماء الفقهاء ، مذكراً بمآثرهم وفضلهم ، ومبيناً لمعالم القدوة في مسلكهم ؛ ليكونوا منارات هدى ، ومصابيح دجى ، لما في سيرهم من آدابٍ ، وعلومٍ ، وفوائدَ ، وأوابدَ ، لا تجدها في الموسوعات ولا في المطوَّلات ، ولما في مواقفهم من آثار خالدات ، تحي القلوب وتشحذ الهمم " . ( الجواهر الإكليلية في أعيان علماء ليبيا من المالكية للشريف ( 7 ) )
وبعد هذا النقل :
فالحديث عن أهل العلم والعلماء والعناية بجانب حياتهم ، وما فيه من العِبَر والدروس حديث ذو شجون ؛ فمن أحوالهم نستفيد العِبر ، ومن علمهم نستفيد الخبر ، وما زال أهل العلم والعلماء في السلف والخلف يُصنِّفون ويُؤلِّفون في تراجم العلماء وأهل الفضل والمنقبة ، بل لقد تنوَّعت تصانيفهم ، وتلوَّنت مشاربهم في التأليف والكتابة .
فذا عالم يُؤلِّف عن مجموعة من العلماء في عصر من العصور .
وذاك يُسطِّر مصنفاً خاصاً كاملاً عن حياة عَلَمٍ من ا لأعلام .
وآخرُ ينفرد بتصنيف تراجمَ لعلماء برزوا في علوم خاصة ؛ كالمحدِّثين ، والفقهاء ، والقضاة والقرّاء ، وغيرهم ، ومن طالع كتب السِّير والتراجم ، يعلم صحة ما قيدته .
فمن الأول ، " سير أعلام النبلاء " للإمام الحافظ الذهبي رحمه الله .
ومن الثاني ، " العقود الدُّرِّية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيميّة " لتلميذه الحافظ محمد بن عبد الهادي الحنبلي رحم الله الجميع .
ومن الثالث ؛ " ففي علماء القرّاء صنف الذهبي رحمه الله كتابه الموسوم " معرفة القراء الكبار " ، وفي علماء الفقه من الفقهاء صنَّف العلماءُ ، وتنوَّعت تصانيفهم ؛ فتارة من جمع الفقهاء جملة وتفصيلا ، وتارة من جمع علماء كلِّ مذهبٍ على حِدَةٍ .
فأبو الحسنات الَّلكْنَوي الحنفي رحمه الله صنَّف في علماء الحنفية في كتابه " الفوائد البهية في تراجم الحنفية "
ومن المالكية جاء ما صنَّفه القاضي عياض المالكي رحمه الله في كتابه " ترتيب المدارك وتقريب السالك لمعرفة أعلام مذهب الإمام مالك " ؛ فأبدع فيه أيما إبداع .
والإمام السُّبكي الشافعي رحمه الله صنَّف في " طبقات الشافعية الكبرى " .
ومن علماء الحنابلة سطَّرت يراعُ القاضي أبي يعلي رحمه الله في مصنفه " طبقات الحنابلة " وذيّل عليه الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله " ذيل طبقات الحنابلة " .
إلى غير ذلك من التصانيف والمؤلفات التي عُنيت يتراجم العلماء وأهل المنقبة في الإسلام في شتى فنون العلم .
وأياً كان ؛ فإن الغاية والثمرة المرجوَّة من معرفة سير الرجال والعلماء الأفذاذ هي :
التطلع إلى شيء من أخبار القوم وأحوالهم الذين كان لهم قدم سبق في نصرة هذا الدين وإعزازه ، وتعلُّمه وتعليمه ، ودعوة الناس إليه ، بل والإقتداء بهم في جانب علمهم ، وسلوكهم ، وهديهم ، وسمتهم ، وعبادتهم لربهم تعظيمهم إياه .
ومعلوم أنَّ النفس قد يصعب عليها أن ترتقي في درجات العلوّ والكمال جملة واحدة من أول وهلة ، ومن دون سابق عِلْمٍ لها في ذلك ، أو بمن فعل ذلك وحصّل ما حصّل ؛ فإذا كرَّرتْ النظر ، وقلَّبتْ البصر في تراجم علماء هذا حالهم ، وتلك سيرهم ؛ جاهدت نفسَها ؛ للحاق بهم ؛ فجدّت وسعت بكل ما أُتِيت من قوةٍ ونشاطٍ ؛ لتحصيل ما حصّلوه ، وما نَعِموا به من حلاوة العبادة ، ولذة العلم ، والأنس بالله جل في علاه .
[align=center]أولئك أبائي فجأني بمثلِهُمُ إذا جمعتنا يا جرير المجامع[/align]
وإذا كانت الحاجة ماسة في معرفة حال العلماء قاطبة ؛ فإنه يظهر لي أن الحاجة أمس إلى معرفة علماء بذلوا أوقاتهم في خدمة كتاب الله ، وعاشوا سنين عمرهم حُلْوها ومُرِّها ، في عافيتها وسقمها ، مع خير الكلام قاطبة ؛ فامتثلوا أحكامه ، وشرائعه في سلوكهم ، ومعيشتهم ، وسائر حياتهم .
تالله إن من خير ما يجب أن يُعتنى به من التراجم ؛ تراجم المفسرين .
وإذا كان ذلك كذلك .فهذه سلسلة من النكت والفوائد من كتاب ( طبقات المفسرين للداودي رحمه الله تعالى ) أنهيت قراءته كاملاً والفضل لله وحده ؛ فزخرتُ بنفائس عالية قيدتها في مبحثٍ مستقل ؛ وسأنزله على حلقات هنا ليعم نفعها إن شاء الله ، وهذه النكات هي حسب ما ظهر لي ، فقد يقرأ آخر ويجد ما خفي علي ، فيزيد لنفسه أو هنا .
ومنهجي في التقييد :
1_ تسمية الفائدة
2_ نقل النص بحروفه .
3_ تعليق إن كان حاجة إليه .
وليت الإخوة ينشطون لجرد كتب في موضوعات التفسير وعلوم القرآن وإثباتها على شكل دروس وعبر وفوائد .
والله الموفق لكل خير
نُكَتٌ .. ومُلَحٌ .. وفَوائِدٌ مِنْ أَخبَارِ المفَسِّرِين [/align]
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .
إن النظر في كتب التراجم والسِّير عظيمة النفع ، وعلى النَّفس كبيرة الوقع ؛ ذلكم أنها وسيلة لغاية سامية ، وطريق إلى مقاصد غالية ، سيَّما وأنَّ ربط المسلمين بعلمائهم يدخل من أفضل الأعمال ؛ كيف لا ، والغاية المنشودة من جرّاء ذلك أن ينتفع العباد من العلماء ؛ فينتفعون من عِلْمِهم ، و هَدْيِهم ، وسَمْتِهم ، وأخلاقهم ، ويعرفون شيئاً عن عبادتهم ، وتعظيمهم لربهم ؛ فهم بحق أولى الناس إلى أن يُلتفت حولهم ، ويُقبل عليهم ، لعلّ الله أن يكتب نجاة عبدٍ من عباده بسبب كلمة سمعها وانتفع بها من هؤلاء العلماء ؛ فالله درُّهم ؛ أعلى الله شأنهم ، وأشهدهم مع ملائكته في توحيده ، والذي من أجله كان إرسال الرسل ؛ فقال عزَّ من قائل :
( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( آل عمران : 18 )
وإني في هذا المقام مَثَلي كمثل الحافظ بنِ خلِّكان رحمه الله حين قال في كتابه الماتع الرائع " وَفَيَات الأعيان " ( 1 / 20 )
" ولكن ذكرتُ جماعة من الأفاضل الذين شاهدتهم ، ونقلتُ عنهم أو كانوا في زمني ولم أرهم "
ثم قال مبيناً الحكمة من ذلك فقال : " ليطَّلِع على حالهم من يأتي بعدهم "
وقال أحد المؤرخين :
" إنَّ أحسن ما يجب أن يُعتنى به ، ويُلم بجانبه بعد الكتاب والسنة ؛ معرفة الأخبار وتقييد المناقب والآثار ؛ ففيهما تذكرة وتقلُّب الدهر بأبنائه ، وتنبيه أهل العلم الذي يجب أن تتبع أثارهم ، وتُدَوَّن مناقبهم وأخبارهم ؛ فيجِدّ الطالب ليلحق بهم " ( موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر للحازمي ( 1 /3 ) )
وقال آخر : " إنَّ في ذكر تراجم العلماء وأحوالهم ، ومناقبهم ومراتبهم فوائد نفيسة ومهمات جليلة "
وما كل هذا " إلا ليُقتدي بهم ، ويُنسج على منوالهم ، نسيج العلماء الفقهاء ، مذكراً بمآثرهم وفضلهم ، ومبيناً لمعالم القدوة في مسلكهم ؛ ليكونوا منارات هدى ، ومصابيح دجى ، لما في سيرهم من آدابٍ ، وعلومٍ ، وفوائدَ ، وأوابدَ ، لا تجدها في الموسوعات ولا في المطوَّلات ، ولما في مواقفهم من آثار خالدات ، تحي القلوب وتشحذ الهمم " . ( الجواهر الإكليلية في أعيان علماء ليبيا من المالكية للشريف ( 7 ) )
وبعد هذا النقل :
فالحديث عن أهل العلم والعلماء والعناية بجانب حياتهم ، وما فيه من العِبَر والدروس حديث ذو شجون ؛ فمن أحوالهم نستفيد العِبر ، ومن علمهم نستفيد الخبر ، وما زال أهل العلم والعلماء في السلف والخلف يُصنِّفون ويُؤلِّفون في تراجم العلماء وأهل الفضل والمنقبة ، بل لقد تنوَّعت تصانيفهم ، وتلوَّنت مشاربهم في التأليف والكتابة .
فذا عالم يُؤلِّف عن مجموعة من العلماء في عصر من العصور .
وذاك يُسطِّر مصنفاً خاصاً كاملاً عن حياة عَلَمٍ من ا لأعلام .
وآخرُ ينفرد بتصنيف تراجمَ لعلماء برزوا في علوم خاصة ؛ كالمحدِّثين ، والفقهاء ، والقضاة والقرّاء ، وغيرهم ، ومن طالع كتب السِّير والتراجم ، يعلم صحة ما قيدته .
فمن الأول ، " سير أعلام النبلاء " للإمام الحافظ الذهبي رحمه الله .
ومن الثاني ، " العقود الدُّرِّية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيميّة " لتلميذه الحافظ محمد بن عبد الهادي الحنبلي رحم الله الجميع .
ومن الثالث ؛ " ففي علماء القرّاء صنف الذهبي رحمه الله كتابه الموسوم " معرفة القراء الكبار " ، وفي علماء الفقه من الفقهاء صنَّف العلماءُ ، وتنوَّعت تصانيفهم ؛ فتارة من جمع الفقهاء جملة وتفصيلا ، وتارة من جمع علماء كلِّ مذهبٍ على حِدَةٍ .
فأبو الحسنات الَّلكْنَوي الحنفي رحمه الله صنَّف في علماء الحنفية في كتابه " الفوائد البهية في تراجم الحنفية "
ومن المالكية جاء ما صنَّفه القاضي عياض المالكي رحمه الله في كتابه " ترتيب المدارك وتقريب السالك لمعرفة أعلام مذهب الإمام مالك " ؛ فأبدع فيه أيما إبداع .
والإمام السُّبكي الشافعي رحمه الله صنَّف في " طبقات الشافعية الكبرى " .
ومن علماء الحنابلة سطَّرت يراعُ القاضي أبي يعلي رحمه الله في مصنفه " طبقات الحنابلة " وذيّل عليه الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله " ذيل طبقات الحنابلة " .
إلى غير ذلك من التصانيف والمؤلفات التي عُنيت يتراجم العلماء وأهل المنقبة في الإسلام في شتى فنون العلم .
وأياً كان ؛ فإن الغاية والثمرة المرجوَّة من معرفة سير الرجال والعلماء الأفذاذ هي :
التطلع إلى شيء من أخبار القوم وأحوالهم الذين كان لهم قدم سبق في نصرة هذا الدين وإعزازه ، وتعلُّمه وتعليمه ، ودعوة الناس إليه ، بل والإقتداء بهم في جانب علمهم ، وسلوكهم ، وهديهم ، وسمتهم ، وعبادتهم لربهم تعظيمهم إياه .
ومعلوم أنَّ النفس قد يصعب عليها أن ترتقي في درجات العلوّ والكمال جملة واحدة من أول وهلة ، ومن دون سابق عِلْمٍ لها في ذلك ، أو بمن فعل ذلك وحصّل ما حصّل ؛ فإذا كرَّرتْ النظر ، وقلَّبتْ البصر في تراجم علماء هذا حالهم ، وتلك سيرهم ؛ جاهدت نفسَها ؛ للحاق بهم ؛ فجدّت وسعت بكل ما أُتِيت من قوةٍ ونشاطٍ ؛ لتحصيل ما حصّلوه ، وما نَعِموا به من حلاوة العبادة ، ولذة العلم ، والأنس بالله جل في علاه .
[align=center]أولئك أبائي فجأني بمثلِهُمُ إذا جمعتنا يا جرير المجامع[/align]
وإذا كانت الحاجة ماسة في معرفة حال العلماء قاطبة ؛ فإنه يظهر لي أن الحاجة أمس إلى معرفة علماء بذلوا أوقاتهم في خدمة كتاب الله ، وعاشوا سنين عمرهم حُلْوها ومُرِّها ، في عافيتها وسقمها ، مع خير الكلام قاطبة ؛ فامتثلوا أحكامه ، وشرائعه في سلوكهم ، ومعيشتهم ، وسائر حياتهم .
تالله إن من خير ما يجب أن يُعتنى به من التراجم ؛ تراجم المفسرين .
وإذا كان ذلك كذلك .فهذه سلسلة من النكت والفوائد من كتاب ( طبقات المفسرين للداودي رحمه الله تعالى ) أنهيت قراءته كاملاً والفضل لله وحده ؛ فزخرتُ بنفائس عالية قيدتها في مبحثٍ مستقل ؛ وسأنزله على حلقات هنا ليعم نفعها إن شاء الله ، وهذه النكات هي حسب ما ظهر لي ، فقد يقرأ آخر ويجد ما خفي علي ، فيزيد لنفسه أو هنا .
ومنهجي في التقييد :
1_ تسمية الفائدة
2_ نقل النص بحروفه .
3_ تعليق إن كان حاجة إليه .
وليت الإخوة ينشطون لجرد كتب في موضوعات التفسير وعلوم القرآن وإثباتها على شكل دروس وعبر وفوائد .
والله الموفق لكل خير