نقد بحث :الأجوبة السرية عن الألغاز الجزرية

الجكني

مشارك نشيط
إنضم
2 أبريل 2006
المشاركات
1,286
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
هذا " نقد " على البحث المطبوع ضمن العدد الأول (1) من :
[align=center]مجلة الدراسات القرآنية "[/align]
[align=center]
6465eaa2e4127f.jpg
[/align]
والتي تصدر عن :الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه
وعنوانه :
[align=center]"الأجوبة السرية عن الألغاز الجزرية "[/align]
وهذه الأجوبة هي من تأليف الإمام البقاعي (809- 885 ) رحمه الله .
وهي بتحقيق :د/ محمد إلياس محمد نوروهو :عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة :جامعة الملك خالد .
وقد أخذ البحث من الصفحة (155 – 253) ينتهي قسما التحقيق والدراسة عند الصفحة (239) والصفحات الباقية هي للخاتمة والفهارس والمصادر والمراجع ونماذج من النسخة الخطية ( الفريدة ) التي وجدت من هذه الرسالة .
وقبل أن أبدأ بهذا " النقد " أكرر ما قلته سابقاً في نقد سابق لبحث علمي منشور في مجلة علمية أخرى :
علم القراءات له أهله المختصون فيه ، الحامون عنه – بإذن الله تعالى – ( التلاعب ) في تراثه سواء بادعاء "تحقيقه" أو "دراسته " وهذا ما نحاول قدر استطاعتنا وعلمنا القاصر أن "نبني " منهجه ومدرسته ، محاولين في نفس الوقت " تتبع " ما ينشر هنا وهناك ويكون متصفاً ب " خلل " في النهج العلمي " أو بأخطاء علمية .
ويعلم الله أني لا أقصد الإساءة إلى أحد أي كان ، فلله الحمد والمنة كاتب هذه الحروف جليس بيته ورهين مكتبته لا تجمعه مع غيره منافسة دنيوية في أي شأن من الشؤون حتى يظن أن هذا النقد موجه إليه لذاك
والعبد الضعيف إذ يقول هذا الكلام ، أو يكتب هذه الحروف فإنه يشهد الله تعالى وهو المطلع على ما في القلوب والضمائر :
أني لا أقصد أحداً بذاته ، ولا شخصاً بصفاته ، ولا مجلة علمية معينة ، فلله الحمد والمنة لا أعلم أن بيني وبين أي أحداً ما يدعوني لتناول الأشخاص واصحاب البحوث فله تعالى الحمد والشكر أن حبب إلي أهل القرآن ورزقني حب القراءات وأهلها وكتبها وكرّه إليّ منهج " تصنيف الناس " وتتبع آثارهم بنية التشويش ، وأرجو من إخوتي في هذا الملتقى العلمي المبارك أن يقوموني قبل كتاباتي متى ما حدت عن الطريق القويم ، أو طغا القلم أو زلّ ، فليس أحد بمنأى عن النقويم والنصح ، ورحم الله من أهدى إلي عيوبي .
وأتوكل على الله تعالى فأقول :
الملحوظات العامة :
1- بالنسبة للمؤلف البقاعي :
أ – عدم السير على " منهجية " واحدة في شرحه لهذه الألغاز ، فأحياناً تراه يتبع " شرط ابن الجزري " في ألغازه وهو : ما حواه التيسير والشاطبية ، فهو – البقاعي – نفسه قد قال :" لأن الشيخ – ابن الجزري – قيّد الألغاز بالشاطبية والتيسير " .
وأحياناً تجده يترك هذا ويأخذ في اعتماد ما هو " خارج " عنهما .
ب – التكلف في مواضع، " لحل اللغز "وهذا أشار إليه المحقق الفاضل .
ج – اعتماده في موضع ما لا يعرف عند أهل القراءات (مصطلح )
2- بالنسبة للمحقق :
أ- محاولته " تصوير " الإمام البقاعي رحمه الله على أنه من "كبار أعلام علماء القراءات " والواقع ليس كذلك .
ب – بعض الأخطاء العلمية
ج- التعليق على الحاشية بما لا يتفق معها أو يناسبها .
د- التسليم للمؤلف في كل ما يقوله وعدم الوقوف معه موقف المناقش فيما يقوله مما يخالف المتعارف عليه عند أهل القراءات .
هـ - كتابة كلمة قرآنية خطأ
و – الإحالة للمعاجم اللغوية بالجزء والصفحة ، مع أن المعهود والأصوب هو الإحالة إلى مادة الكلمة .
التفصيل :
أولاً :المقدمة

1-ص161 س : 8 (البيت الشعري الثاني ) كتبه هكذا :" بحرفين مد وإذا " وأيضاً :" يدوه ".
الصواب أن يكون هكذا : " بحرفين مدوا ذا" " مدوا : فعل وفاعل " .والكلمة الثانية " يمدوه ".
ويلاحظ هنا أن المحقق الفاضل لم يستكمل المعلومة حيث ذكر أن الإجابة على لغز الإمام الحصري رحمه الله هي للإمام الشاطبي رحمه الله ، وهذا لا يسلّم إلا إذا كان المراد هو أن الشاطبي رحمه الله " نظم " الجواب لا أنه " حله " ، لأن " حل الجواب " على لغز الحصري هو لشيخ شيوخ الشاطبي رحمه الله ، ذكر ذلك الإمام أبو طاهر السلفي رحمه الله حيث قال في كتابه " معجم السفر : 340-341" :
" سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن سعد المقرئ الداني ؛ قدم علينا الثغر قال : سمعت عبد العزيز بن عبد الملك المقرئ بالأندلس يقول : أملى أبو الحسن الحصري القروي سائلاً قراء الأندلس والمغرب :
سألتكمو يا مقرئي الغرب كله **** وما لسؤال الحبر عن علمه بد
(ثم ذكر بيتين آخرين ) وقال :
" قال أبو عبد الله : هما قوله عز وجلّ :" سوآتهما" و " سوآتكم " اهـ
ثم بيّن السلفي أن أبا عبد الله هذا هو : " مقرئ كامل مشهور بالأندلس بالمعرفة ويعرف بابن غلام الفرس ومن شيوخه البياز وأبو داود .اهـ
قلت : وابن غلام الفرس هذا هو شيخ محمد بن علي بن أبي العاص ابن اللايه شيخ الشاطبي رحمه الله كما ذكر ابن الجزري رحمه الله في غاية النهاية :2/ 204
ولا يستبعد أن يكون الشاطبي قد أجاب ولم ير أو يعلم بجواب شيخ شيخه ، لكن البحث العلمي يستلزم ذكر التدرج في المسائل العلمية إذا وجد ، والله أعلم .
ثانيا: الدراسة

1- ص :196 الصفحة كلها :
المحقق في هذه الصفحة يتحدث عن شيوخ البقاعي رحمه الله ، فذكر (11) أحد عشر شيخاً ، بمنهج جديد وعجيب في ذكر الشيوخ لمن يراد دراسة مؤلف من مؤلفاته وهذا كالتالي :
أ – خمسة (5) من هؤلاء الشيوخ أدركهم البقاعي ولا ننازع في تتلمذه عليهم حيث إن سني وفياتهم تحتمل ذلك لأنها على النحو التالي (852، 826، 829 ، 877، 835) والعهدة على المحقق في ذلك وإن كان في النفس شيء من الشيخ الذي توفي (877) أي قبل وفاة البقاعي نفسه ب(8) سنوات ، فيا ترى كم كان عمر الشيخ هذا ؟؟؟
أما الستة (6) الباقية فجاءت سني وفياتهم عنده كالتالي :( 708 ، - 585 وهو هنا يقصد :البيضاوي ، والعجب أنه ذكر بعد ذلك في ص "179" أنه توفي سنة "685" - ؟؟؟، 637 ، 794 ، 543 ، 751 ) ؟؟؟ هكذا ذكر المحقق الفاضل ، والعهدة عليه ؟؟
وحتى لا أظلم المحقق الفاضل وجدته يقول :" ومنهم من أخذ عنه (بواسطة كتبه ) وأذكر بعض أسماء مشايخه " اهـ
فهل المحقق يقصد بهؤلاء (الستة ) من ( الأحد عشر )؟؟؟ أنهم مشايخ للبقاعي ب (واسطة كتبه أو كتبهم ) ؟
حقيقة لا أجد جواباً غير (نعم ) ، وإذا صح هذا فأقول : وهل هذا " منهج " متبع " في مثل هذه الحالات ؟؟ أعني أن يذكر الباحث أسماء شيوخ المؤلف الذين أخذ العلم عن " كتبهم " بهذا الأسلوب ؟ الله أعلم .
ب – المحقق عندما ذكر عنوان الفقرة قال:" شيوخه " ووضع رقم (1) ثم ذكر الشيوخ ، وفي الحاشية تحت هذا الرقم قال : " المصدر السابق " .
وبالرجوع إلى المصدر السابق وجدته :الضوء اللامع (1/ 101 وما بعدها ) وهنا يحق لنا أن نسأل : هل الضوء اللامع ذكر هؤلاء (الستة) ضمن شيوخ البقاعي ؟؟؟؟
ج- بقيت ملحوظة صغيرة وهي أن المحقق لم يذكر ضمن شيوخ البقاعي الإمام ابن الجزري رحمه الله ، ولو ذكره لكان أهم بكثير من ذكر أسماء لم يدركهم شيوخ شيوخ شيوخ البقاعي ؟؟؟؟
2- ص : 170 أثناء كلام المحقق على تلاميذ البقاعي قال :" فقد رحل إليه (كثير ) من طلبة العلم ينهلون منه علوم الشريعة على وجه العموم وعلوم القراءات على وجه الخصوص " اهـ ثم نزل إلى الحاشية وقال :
" هذا ( رأيي الشخصي ) من خلال استقرائي لحياة هذا العالم ، وإن كانت مصادر ترجمته (لم تذكر صراحة) أسماء تلاميذه تحديداً كما ذكرت شيوخه " اهـ ؟؟
وأقول :
أ‌- من يقول ( كثير ) عليه أن يذكر ولو (واحداً ) فقط حتى يسلم له ادعاء هذه الكثرة ، وحتى يتبع في " رأيه الشخصي " ؟؟
ب‌- عدم ذكر المصادر لشيخ واحد من "تلاميذ المؤلف (الكثيرين ) أليس فيه مدعاة للوقوف قليلاً والتأمل لماذا ذلك ؟؟
أرى أن المحقق كان عليه الوقوف هنا وبحث هذه القضية بدل أن يذكر لنا " رأيه الشخصي " في مسألة تفتقد إلى أهم عنصر من عناصر صحة " الاستقراء " وهي " المصادر والمراجع " فإذا كانت المصادر "لم تصرح تحديداً " بذكر التلاميذ فيا ترى كيف جاء هذا " الاستقراء " ؟؟؟ إنه استقراء " باطل " و " ناقص " ولا يسلم لصاحبه " ، .
نعم :نتفق مع المحقق لو قال إن استقراءه أداه إلى " كثرة تلاميذ البقاعي "مطلقاً " ، أما الادعاء بأن هذه (الكثرة ) في علوم القراءات (خصوصاً ) فهذا شيء فيه ما فيه . والله أعلم .
- 3- ص : 173 س :7 قال المحقق نقلاً عن الإمام الشوكاني رحمه الله :" ومن محاسنه التي جعلها السخاوي من (عيوبه ) ما نقله عنه أنه قال في وصف نفسه أنه لا يخرج عن الكتاب والسنة بل هو متطبع بطباع الصحابة " اهـ
وأرى أن الإمام الشوكاني رحمه الله وتبعه المحقق الفاضل حفظه الله قد (تحاملا ) على الإمام السخاوي رحمه الله وفهما عنه ما لم يقصده والله أعلم ، إذ لا يعقل من أفراد البشر الجهلة أن يعدّوا عدم الخروج عن الكتاب والسنة (عيباً ) فضلاً عن إمام كبير من أئمة الحديث في مكانة السخاوي رحمه الله ، هذا لا يعقل ، والسخاوي ليس بتلك " السذاجة " التي تجعله يقول هذا مهما بلغ " التنافس " بينه وبين البقاعي غفر الله لهما وسامحهما .
أرى أن الذي عدّه السخاوي رحمه الله ( عيباً ) في البقاعي هو " تزكيته " نفسه ، فادعاء الشخص لنفسه مهما بلغ ومهما كانت مرتبته أنه لا يخرج عن الكتاب والسنة فيه ما فيه من تزكية النفس وفتح باب للشيطان قد يؤدي بصاحبه إلى " الغرور " وهذا لا شك أنه " سلوك مذموم وعيب فاضح سواء أكان من البقاعي أو من هو أجل منه فضلاً عمن هو دونه ، هذا ما فهمته من كلام السخاوي رحمه الله والله أعلم .
4- ص : 179 :أثناء حديث المحقق عن " مصادر البقاعي " في رسالته ذكر القاضي البيضاوي وترك ذكر الفراء والصاغاني والخاقاني ، ووجه الاعتراض هنا أن ما نقله عن البيضاوي لا يتعدى نصف سطر بل نصه هو " وأصله التحرك ومنه الراموز للبحر " فقط ، أما المذكورون فنقل عنهم نصوصاً وليس كلمات فقط ، فكان الأولى بيان ذلك حتى تتضح للقارئ مكانة هذه الرسالة لأن قوة الرسائل من قوة مصادرها ، والله أعلم .
ثالثاً : التحقيق

5- ص : 184 س 11" ويعرف به الإنسان من الحيوان و(السابق ) ....الخ ، ثم وضع رقم (3) على كلمة (السابق ) وعلق عليها بقوله :
" السابق من سبق إلى رضوان الله يوم القيامة "....الخ
واقول : ما دخل السبق إلى رضوان الله تعالى يوم القيامة هنا ؟؟؟ وما هذه الجملة (الوعظية ) هنا ؟؟ البحث ليس بحث وعظ وإرشاد ، بل هو بحث علمي في " القراءات " والكلمات المعنية جاءت في سياق واضح لا تحتاج إلى إدخال ما لا علاقة لها به فيها ، ثم إن هذه " الموعظة " ليست تفسيراً أو شرحاً " لغوياً " للكلمة ، ومعلوم أن التفسير اللغوي في الأبحاث العلمية مقدم على الوعظ والإرشاد ، بل ل أبلغ إذا قلت : ما أقبح الوعظ والإرشاد إذا كان في غير محله ؟؟؟
وأيضاً :
قام المحقق الفاضل حفظني الله وإياه بضبط الكلمة الأخيرة في تعليقه وهي " السكيت " :ضبطها بتشديد كسر الكاف هكذا : ( السكِّيت ) :
وهذا الضبط غير صحيح فالكاف من كلمة (السكيت ) هنا مفتوحة وأهل اللغة لهم فيها وجهان من حيث التخفيف والتشديد فقط وليس من حيث الفتح والكسر ، والعجب أن المحقق أخذ المعلومات في هذا التعليق كله من " الصحاح " وهو فيه ما ذكرته ، وهذا نص عبارته ، قال الجوهري رحمه الله :
" السكيت : مثال ( الكميت ) آخر ما يجيء .... وقد يشدد فيقال )السكّيت ) ....اهـ
وكذلك في القاموس وشرحه كلهم قالوا أنه على وزن (الكميت )
6- ص :186 عجز البيت الحادي عشر : عن (غيرها ) عتلا " :
لعل الصواب : عن (غيره ) اعتلا
7- ص :191 س 5 قال : " والألغاز : الواحد ( لغزة ) .اهـ
لم أجده في كتب اللغة ، ولاأشك في تحريفه والصواب (لغز ) بدون هاء، والعلم عند الله .
8- ص : 198 الأسطر الثلاثة الأول : مكررة مع الأخيرة في الصفحة سابقتها .
9- - ص :199 س 2 : قال "لأن ضوعُ" بالرفع والصواب معلوم ومعوف .
10- ص :199 س : 9 قال : ( يؤثر فيه أدنى تلوح ..)
لعل في العبارة " سقطاً " بين كلمتة ( أدنى ) و ( تلوح ) ، والله أعلم .
وهنا ملاحظة تتوجه على الإمام البقاعي رحمه الله أو إلى ناسخ المخطوطة ، حيث أخذ من الآية الكريمة ما يفهم منها غير المراد ، حيث كتبت هكذا: " من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء " اهـ فمنذ متى كان في (الكفار ) أولياء ؟؟؟؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
11- ص : 202 س :1قال البقاعي رحمه الله ( وكذا من عدا المدنيين ) اهـ
كان على المحقق الاستدراك عليه ويضيف ( عاصماً ) .
12- ص : 202 س 6 قال : ( ولعله أشار بقوله ( أعقلا ) ...الخ
الذي في النظم " اعتلا " وليس " أعقلا " .
13- ص :202 س : 9 قال : ( هذا منطبق على (التيسير ) من قوله تعالى ....الخ
هذا تصحيف أو تحريف ، صوابه : على ( النسيء ) وليس (التيسير ) .
14- ص : 202 س : 13 قال : " ويمكن تنزيله على ...." الخ
هذا ( الممكن ) وهو ( التعبير عن " القصر " ب ( الفتح ) لا أعرفه في كتب القراءات ، بل أعرف عكسه وهو التعبير عن "الإسكان" بالقصر ، وهذا ما عبر به ابن الجزري رحمه الله عندما ذكر القراءات في كلمة " النشأة " قال : قراءة "المد " و قراءة " القصر " ومعلوم أن القراءة بغير المد إنما هي بتسكين الشين .والله أعلم .
وما يذكره الإمام البقاعي رحمه الله من أن " الألغاز " تعتمد على "التعمية " فصحيح ، لكن لا بد فيها من مراعاة ثوابت المصطلحات العلمية ، فالألغاز باختلاف أنواعها : النحوية واللغوية والحسابية ...الخ يشترط أهلها فيها أن لا تخرج عن تحصيل قواعد كل فن . والله أعلم .
15- ص :207 كل ما ذكره البقاعي نقلاً عن "الذيل " للجعبري هو خروج عن طريق التيسير والشاطبية ولا يقرأ به لقنبل وهشام منهما ، وكان على المحقق التنبيه على ذلك والإشارة إليه واستدراكه على البقاعي لأنه هو نفسه – البقاعي – قد صرح بذلك فقال في ص 205 " لأن الشيخ – ابن الجزري – قيّد الألغاز بالشاطبية والتيسير " اهـ
16- ص : 208س (1) :قال :" هشام بخلاف عنه " اهـ ثم وضع رقماً وكتب تعليقاً عليه : ( بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية مع عدم الإدخال ) :
وهذا خطأ وخلط ، فالتعليق يخص ابن كثير فقط ولا دخل لهشام فيه ألبتة ، والعجب أيضاً أن المحقق في نفس التعليق ذكر مذهب هشام على الصواب ، ؟؟؟؟ فأين المراجعة ؟؟ وأين من ( حكّم ) البحث ؟؟
17- ص : 208 حاشية (3) قال ابن الجزري : وذكر الحافظ .....الخ
هذا التعليق كله خارج عن (قيد ) ابن الجزري في ألغازه ، فهو ليس من التيسير ولا الشاطبية .
18- ص : 208 س 8 قال البقاعي :" وعلى (إثبات ) همزة النقل " اهـ
علّق عليها المحقق ببيت الشاطبي :" آمنتم للكل ثالثاً ( أبدلا )
فالمؤلف يقول (إثبات ) والمحق يعلق ب ( الإبدال ) ؟؟؟
فحق هذا التعليق أن يكون على قول البقاعي رحمه الله " اتفق الكل على (إبدال ) همزته الساكنة ...."
وأيضاً :
ترك المحقق الفاضل بيان مراد المؤلف بقوله " همزة النقل " أي الهمزات الثلاث هي ؟؟؟؟
19- ص :209 س 1 : قال :"نافع وأبو عمرو .....الخ
لم يذكر البقاعي (البزي عن ابن كثير ) ولم يعلق المحقق على ذلك فيبين هل هو سهو من البقاعي فيستدرك عليه أو سقط من الناسخ ؟؟؟ ولا يغني عن المحقق ذكره البزي أثناء ذكره مذاهب القراء في الكلمة ، فذلك شيء وهذا شيء آخر .
20- ص : 208 س : 4 قال :" نقل الجعبري أن قنبلاً يحقق الثانية ...الخ
كان على المحقق بيان أن هذا لا يقرأ به لقنبل وأنه ليس من طرق التيسير والشاطبية ، وذكر البقاعي له إنما هو (تبرع ) وخروج عن تقييد ابن الجزري ألغازه به .
21- ص : 210 س :12: قال : همزة (ذهبتم ) اهـ
الصواب ( أذهبتم ) فهي كلمة قرآنية .
22- ص :211:الصفحة كلها يقال ما قيل في الفقرة (15) من هذا النقد ، ، وأضيف هنا : لو اعتبرنا ما ذكره ابن الجزري في مقدمته إشارات و"كنايات " عن كتب القراءات التي استقى منها هذه الألغاز فإننا لا نجد لكتاب ( المصباح ) أي ذكر ، فهو ليس من مصادره في هذه المنظومة لا بطريق التصريح ولا بطريق الكناية ، والله أعلم .
23- ص : 212 عند شرح قول ابن الجزري رحمه الله :
ولابن كثير حرف أدغمه وعن **** سواه أتى الإظهار فيه مكملا
قال البقاعي رحمه الله :
" هذا الحرف هو (التاء ) المعروفة بتاءات البزي مثل " ولا تيمموا " وهو من الإدغام الكبير لأن أصله تاءان أولاهما محركة سكنت وأدغمت في الثانية وإنما لم يخصه بالبزي زيادة في التعمية ، ولأن عزوه لابن كثير صحيح فإنه أدغمه في رواية البزي عنه وعن غيره ، وباقي القراء أظهروه .اهـ
قلت :
أ‌- لا شك أن البقاعي رحمه الله أخذ طريق " التكلف " في شرحه لهذا البيت وحله لهذا اللغز ، وأشد من ذلك تكلفه هو قوله " لأن عزوه لابن كثير صحيح " ، وهذا من حيث " المنهجية " المتعارف عليها عند أهل القراءات ليس صحيحاً مع احترامنا وتقديرنا للإمام البقاعي رحمه الله ، ولعل البقاعي رحمه الله اعتمد على " الإنفرادة " التي نقلها الداني عن شيخه ابن فارس عن قنبل أنه يشدد هذه التاءات كالبزي ، وحتى لو كان ذلك كذلك فهذا غير معتبر لأنه غير مقروء به لقنبل فلا يصح تعميم الحكم لابن كثير بكماله ، وإلا أصبحت المنهجية عبثاً .
ب‌- قوله رحمه الله :" الباقون ب (الإظهار ) " قول غير دقيق كان على المحقق الوقوف عنده ومناقشته ؛ لأن غير البزي لا يقرؤون بالإظهار ، بل يقرؤون بالتخفيف وهو (حذف ) إحدى التاءين ، فالإظهار يصح لو كانت القراءة بإثبات التاءين غير مشددتين . والله أعلم .
بعد هذا أقول :
إن الحرف الذي (أدغمه ) ابن كثير رحمه الله وأظهره الباقون هو النون الثانية من كلمات :" اللذان " و" هذان" و" هاتين " و " اللذين " المثنى في فصلت ، و "فبم تبشرون" . والله أعلم ، ولا أجزم بأن هذا هو مراد ابن الجزري رحمه الله ، ولكنه عندي هو ظاهر اللغز .
24- ص :213س : 2 :" إلا ما رواه المعلّى .."
المعلّى ليس من طرق التيسير والشاطبية .
25- ص : 215س 5 :قال :" فقوله (هو ) اللغز ...الخ
ليس في البيت اللغز كلمة (هو ) والصواب أنها تحريف لكلمة ( فقط ) فهي التي تفهم من كلام البقاعي أنها محل اللغز .
26- ص : 216 حاشية (1) قال المحقق عن قراءة الزهري عن نافع " إن كان " بكسر الهمزة :"( لم أقف عليه في كتب القراءات إلا للجعبري ) اهـ
القراءة مذكورة في :
أ‌- قرة عين القراء للمرندي (ق 205/أوب )
ب‌- البحر المحيط والدر المصون إلا أنها في الأول صحف الزهري إلى " اليزيدي " وفي الثاني صحف إلى " الزبيدي " ، وذكر محقق الدر المصون أنها في : شواذ ابن خالويه :الزهري .
27- ص : 217 س 3 قال :" وبالسوسي "اهـ
الصواب : بالسوسي ، فلا معنى للواو هنا .
28- ص :219 س :6 :" فإن ابن كثير وأبا عمرو و (الكوفيون ) وعاصماً وحمزة والكسائي " اهـ
فالعبارة بهذا الشكل تغني عن التعليق ؟؟؟؟
29- ص :219 حاشية (3) قال المحقق ( وهي – قراءة نافع وابن عامر "يرتدد" بدالين – موافقة لرسم المصحف المدني والشامي و(كذا في بقية المصاحف ) ....الخ
من قال إنها في (بقية المصاحف ) بدالين ؟؟؟؟ وأين التوثيق العلمي للمعلومة ، بل وأين من حكّم البحث ؟؟؟
30- ص : 220 س : 8 قال :( إذ هيئته ) .
لعل الصواب : أذهله ، من الذهول وهو المناسب للسياق ، والله أعلم .
31- ص : 224 حاشية (3 ) الهمزة فيه (مضمومة ) وهو يخرج الخبء" اهـ
كيف تكون مضمومة والآية المستشهد بها الهمزة فيها (مفتوحة ) ؟؟؟
32- ص : 225 حاشية (1) ذكر المحقق أبيات الشاطبية في إمالة الكسائي لهاء التأنيث واكتفى بمذهبين ولو ذكر المذهب الثالث وهو أوضحها وأسهلها لكان أكثر فائدة . والله أعلم .
33- ص : 227 سحاشية (3) قال " ومن( يضل ِ الله) فما له من هاد " فلتحرر الكلمة القرآنية .
34- ص : 230 س 7 : قال البقاعي :" والواجب كل مثلين ..." علّق عليه المحقق في الحاشية (4) بقوله :" يقصد به المد اللازم "
البقاعي يتكلم عن :" الإدغام " وقسمه إلى : جائز وواجب ثم بين مراده من الاثنين ، والمحقق علق على الإدغام ب " المد " ؟؟؟؟ فأين المراجعة ؟ وأين المحكّم ؟؟؟؟
35- ص : س 1 : قال البقاعي : " ولم يذكر الشاطبي في نظمه غير وجهين ...الخ
كان على المحقق أن يدافع عن الشاطبي ويبينّ أن كلام البقاعي ليس دقيقاً ، فالشاطبي رحمه الله عندما قال :" وأدغم مع إشمامه ( البعض ) عنهم " أشار إلى الوجه الثالث ، وهذا ذكره شراح القصيدة رحمهم الله تعالى .
36- 238 : لما ذكر الإمام البقاعي رحمه الله نظم جوابه لهذه الألغاز لم يذكر نظم البيت ( 16) من أبيات ابن الجزري وهو "ولابن كثير حرف ...." فمحله أن يكون بين البيت السادس والسابع في هذه الصفحة ، ولم يشر المحقق إلى ذلك .
وأيضاً :
البيت التاسع في الصفحة جاء هكذا ( ونحو رياء ) بالياء ، مع أنه في الشرح عند البقاعي قال ( رئاء ) بهمزتين بينهما ألف .
37- ص :214 س : 1 قال المحقق :" مؤلف هذا الكتاب هو إمام كبير من أئمة علم القراءات مما يعطي لهذا الشرح أهمية خاصة " اهـ
بينت سابقاً :أن عدّ الإمام البقاعي رحمه الله من ( كبار ) علماء القراءات هو قول من باب " العاطفة " و " الدعاية " و" الترويج " ليس إلا " ؟؟ويا ليت من يقرأ هذا ويعترض عليه يبين لنا ما هي الأدلة " العلمية " التي بني عليها هذا القول سواء للبقاعي أو غيره ؟؟؟
وأخيراً :
قبل أن أرفع القلم أكرر ما قلته سابقاً :
والله لم أرد من هذا النقد أو التعليق إلا لفت الإنتباه لهذه المجلة العلمية – وهي لا زالت في بداياتها- وغيرها من المجلات العلمية أن يعطو الأهمية القصوى في المراجعة والتدقيق لما يعرض عليهم من بحوث وكتب في القراءات سواء أكانت دراسات أم تحقيقات ، وأن لا يكتفوا بحسن الظن في الباحثين والاعتماد على مناصبهم العلمية .
هذا ما سطرته يداي سائلاً الله تعالى أن يتقبله إن كان حقاً ويعفو عني إن كان غير ذلك .
وآخر دعواي : أنّ الحمدَ لله رب العالمين .
 
بارك الله فيكم يا أبا إبراهيم على قراءتكم للبحث ، وإبداء ملحوظاتكم العلمية . وأخي وصديقي الدكتور محمد إلياس ممن يتقبلون النقد العلمي البناء بصدر رحب كما عرفته رعاه الله ووفقه . ولا ضير في ذلك . كما إن القائمين على المجلة في الجمعية يسعدهم مثل هذا النقد العلمي الهادف ، وهذا سوف يساعد في خروج النص المحقق لو أفرد بالطباعة على أكمل وجه كما أراده مؤلفه ومحققه معاً .

وفي الحق إنني قد قرأت هذا البحث واستفدت منه فجزى الله الدكتور إلياس خيراً على تكرمه بتحقيقه وإخراجه للقراء والباحثين والدكتور إلياس متخصص في القراءات وبحوثه ورسائله العلمية كلها في القراءات وبحوثها ، ولكن لقلة بضاعتي في القراءات لم أتنبه لما تنبه له الدكتور السالم الشنقيطي وأورده أعلاه في مشاركته ولعل الدكتور محمد إلياس يتفضل بإبداء رأيه في هذا ، وإنما توقفت عند بعض العبارات في النص المحقق ، وظهر لي قراءة أخرى لها أراها أنسب . فعلقتها رغبة في النقاش حولها مع المحقق الكريم . وما دمتم قد طرحتم البحث للنقاش فسأشير إلى مواضع يسيرة في قراءة النص :

أولاً : ورد في البحث صفحة 191 قول البقاعي :(وقال الفراء في ديوانه ...) فعلق المحقق في الحاشية : في المخطوط (القزاز) والصواب (الفراء) كما في لسان العرب 7/272 ، ثم ترجم ليحيى بن زياد الفراء رحمه الله . وقد تكرر هذا الأمر في الصفحات 192 ، 193،195 . والمحقق حفظه الله لم يبين وجه اختياره للفراء وتخطئته للقزاز ، مع إنه يحقق على نسخة فريدة ، ولم يثبت الكلام من كتاب الفراء مثلاً حتى نتحقق أنه المقصود حقاً دون القزاز .
والصواب أن القزاز هو المقصود وليس الفراء ، والقزاز عالم مشهور ، وكتابه الذي ينقل منه البقاعي معجم من معاجم اللغة المشهورة . والقزاز هو أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي النحوي المعروف بالقزاز القيرواني؛ كان الغالب عليه علم النحو واللغة والافتتان في التواليف (2) ، فمن ذلك كتاب الجامع في اللغة، وهو من الكتب الكبار المختارة المشهورة.
والقزاز: بفتح القاف وزايين بينهما ألف والأولى منهما مشدودة، هذه النسبة إلى عمل القز وبيعه، وقد اشتهر به جماعة.
قال ياقوت الحموي :(كان إماماً علامةً قيماً بعلوم العربية ، ذكره الحسن بن رشيق في الأنموذج فقال : مات بالقيروان سنة أثنتي عشرة وأربعمائة وقد قارب التسعين ، وهو جامع كتاب الجامع في اللغة ، وهو كتاب كبير حسن متقن يقارب (كتاب التهذيب) لأبي منصور الأزهري رتبه على حروف المعجم ...)[ معجم الأدباء للحموي 6/2475]
قال الذهبي :( القزاز العلامة، إمام الادب، أبو عبد الله، محمد بن جعفر، التميمي القيرواني النحوي.مؤلف كتاب " الجامع " في اللغة، وهو من نفائس الكتب (2).وكان يعرف بالقزاز)[سير أعلام النبلاء17/326]

انظر : وفيات الأعيان لابن خلكان 4/374-376 ، معجم الأدباء للحموي 6/2475 (تحقيق إحسان عباس) ، أنموذج الزمان للقيرواني 365 ، وإنباه الرواة للقفطي 3/84 وكتاب القزاز القيرواني : حياته وآثاره للمنجي الكعبي ، مطبوع في تونس 1968م .

وقول البقاعي :(في ديوانه) أي في كتابه المعجم المسمى بالجامع ، فالبقاعي يسميه الديوانه في مواضع كثيرة من كتبه ، مثل قوله في نظم الدرر :( وقال القزاز في التاء الفوقانية من ديوانه : والتوأم أحد أقداح الميسر وهو الثاني منها...)[نظم الدرر1/334] ، وقال :( وقال القزاز في جامعه : النعم اسم يلزم الإبل خاصة..)[نظم الدرر2/3] .
وقال :( وقال الإمامان أبو عبد الله القزاز في ديوانه وعبد الحق في واعيه : والعقر بضم العين وسكون القاف مصدر العاقر من النساء وهي التي لا تحمل من غير داء ولا كبر)[نظم الدرر2/44]
وقال :( قال الإمام أبو عبد الله القزاز في ديوانه : وأصله - أي النحل : إعطاء الشيء لا يراد به عوض)[نظم الدرر2/171] .
وربما وصفه بالوصفين معاً في مثل قوله :( ويقولون : أراك تبقي هذا ببصرك - إذا كان ينظر إليه - قاله الإمام أبو عبد الله القزاز في ديوانه الجامع)[نظم الدرر4/189] . وقال :( وقال القزاز في ديوانه الجامع : ويك كلمة ينبه بها الإنسان)[6/214]
وقال :( وقال الإمام أبو عبد الله القزاز في ديوانه : فاجأت الرجل مفاجأة - إذا جئته على غفلة مغافصة)[نظم الدرر4/311] .
وقال :( ومنه قول القزاز في ديوانه : هذا رجل مؤرق له دراهم)[نظم الدرر 5/133]
وقال :( وقال الإمام أبو عبد الله القزاز في جامعه : السلام اسم من أسماء الله) [6/452]
وغيرها من المواضع ، وفي تصوري أن المحقق الكريم لو رجع إلى كتاب نظم الدرر في أثناء تحقيقه للرسالة لانحلَّ له هذا الإشكال في قراءة الاسم ، فإن أسلوب البقاعي معروف ، وعنايته بالجامع للقزاز ظاهر ، بل هو من أكثر المفسرين عناية بمعجم القزاز هذا.

ثانياً : في ص 202 السطر الأول قال البقاعي (وليس في العبارة أن جميع الأغبار قرأوا كلاً ...) هكذا قرأها المحقق الكريم . وقام في الحاشية بشرح معنى كلمة (الأغبار) بقوله :( قال الجوهري : غبر الشيء يغبر ، أي : بقي. والغابر : الباقي. والغبر : بقية اللبن في الضرع . يقال : بها غبر من لبن ، أي بالناقة ، والجمع أغبار . الصحاح 2/765)
والذي يبدو لي أن القراءة الصحيحة للفظة هي (الأغيار) جمع (غير) . حيث إن ابن الجزري قال في البيت :
لورش أتت راء يفخمها بلا * خلاف كذا الترقيق عن غيرها عتلا
وهو البيت رقم 11 في الأبيات .
فقال البقاعي في شرحه :(وصدق على الكسائي وأبي عمرو في قراءة (الكفار) أنهما (غيره) وكذا على ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وكذا من عدا المدنيين ، وليس في العبارة أن جميع الأغيار قرأوا كلاً من الكلمتين كذلك) .فالأغيار جمع غير ، وليس لمعنى (بقية اللبن في الضرع) موضع في هذا السياق .

ثالثاً : خطأ ضبط في كلمة (ماحلوه) من المماحلة ص 198 في السطر الأخير فقد كتب هكذا (وماحلَّوهُ) .

رابعاً : خطأ طباعي في كلمة (خفة) في ص 197 السطر الخامس من أعلى ، والصواب (حقه) . وهناك مواضع أخرى لا أشك أنها أخطاء طباعية لا تفوت على المحقق الكريم .

خامساً : في ص 215 السطر الثاني وردت عبارة (الاستخدام) في قول البقاعي . وهو مصطلح من مصطلحات علم المعاني ولم يشرحه المحقق حفظه الله مع غموضه على أمثالي . وقد بحثت عن تعريفه فإذا به ( أن يُؤتَى بلفظ له معنيان فيرادَ به أوّلاً أحدهما، ويُعَادَ الضمير عليه أو يُشَارَ إليه باسم إشارة مراداً به المعنى الآخر، أو يُرادَ بأحد ضميريه أحَدُ معنَيَيْه وَيُراد بالآخر الآخَرُ منهما، سواءٌ أكان المعنيان حقيقيَّيْن، أم مجازيّيْن، أم مختلفَيْن. وهذا فنّ بديع يدعو إليه الإِيجاز من جهة، وتَقْدِيرُ ذَكَاء المتلَقِّي وإرضاؤُه من جهة أخرى) .

سادساً : في ص236 السطر 12 قال البقاعي (وترجمان القرآن ومبدأ مناسبات الفرقان الذي لم تسمح الأعصار بمثله) فغيرها المحقق إلى (تسمع الأمصار بمثله) وقال في الحاشية (في المخطوط (تسمح الأعصار) ولعل المثبت هو الأنسب .
وأنا أتساءل ما هو وجه كونه الأنسب والعبارة مستقيمة بما في المخطوط .

أرجو أن يتقبل أخي وصديقي الدكتور محمد إلياس هذه المحاولات لتقويم قراءة نص المخطوط الفريد الذي أقدر مدى صعوبة تحقيقه ، وأشكره مرة أخرى على إطلاعنا على هذا المخطوط النافع .

في 9/9/1428هـ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخي الدكتور السالم على غيرتك وذبك عن علم القراءات
ولفتة بسيطة لك اخي رعاك الله فالدكتور محمد الياس متشرب بعلم القراءات وكان في الدفعة التي بعدك وقبلي في ثانوية ابي بن كعب رضي الله عنه لتخفيظ القرآن الكريم
وفقكم الله جميعا للخير
 
أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري :حفظك الله وجزاك خيراً على إبداء هذه الملحوظات القيمة والتي لاشك أنها ستزيد البحث قوة إلى قوته متى أخذها المحقق الفاضل بعين الرضا ، أو بمناقشتها .
أما أخي الشيخ "عاصم " الجنيد لله حفظك الله ورعاك :
فشكراً جزيلاً على التعريف بالدكتور محمد إلياس حفظه الله وتزكيتك أنت والدكتور عبد الرحمن له أنه من أهل القراءات تزكية قيمة .
واسمح لي أن أهمس في أذنك بكلمة اخي عاصم :
مع شدة احترامي وتقديري لكم - وأنتم تعرفون ذلك - إلا أن كاتب هذه الحروف بحمد الله ليس ممن يراعي في نقده العلمي المبني على الدليل العلمي " إلاًّ ولا ذمة " فالشيخ إلياس وغيره على الرأس والعين ومع ذلك فبحوثي وبحوثه وبحوث غيرنا ليست فوق النقد العلمي وليست بمنأى عن التصحيح والتقويم وأكرر دائماً الكلمة التي قالها أحد الخلفاء الأربعة :" لا خير فيكم إذا لم تقولوها ، ولا خير فينا إذا لم نسمعها " فلا خير في علمٍ لم يبين الخطأ ، ولا خير في عالم إذا لم يسمع خطأه .
والله من وراء القصد .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مشرفنا الفاضل (السالم الجكني ) جزاك الله خيرا على هذه التنبيهات المفيدة،
وفي ظني يادكتور لوحاولتم عدم ذكر صاحب البحث، والاحتفاظ باسمه حتى يستوجب الأمر ذلك لكان خيرا،
ومن المفيد جدا ياشيخنا الفاضل أن ترسموا خطة لطلبة العلم سواء من يقوموا بتحقيق التراث أو من يقوموا بالتأليف ليكونوا على بينة من هذه الوصايا النافعة،
ومن المهم كذلك بيان هذه الملحوظات للمجلات بطريقة الرسائل الخاصة لتتلافاها في أعدادها القادمة.
أتمنى لكم المزيد من التوفيق، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.والله الموفق.
 
أخي د/ أمين الشنقيطي حفظه الله وبارك فيه :
ما المانع من ذكر اسم صاحب البحث طالما النقاش علمي وليس " شخصياً " ، ومنذ متى كان النقاش لا تذكر فيه أسماء من يُناقَشون ؟؟
الأمر يا أخي د/ أمين ليس بتلك " الحساسية " التي يحاول البعض تصويرها .
من خاف أن ينقد أو يناقش معه فيما يعرضه على الناس فليترك البحث العلمي ولا يعرض مؤلفاته على الملأ .
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال .
 
وقد طبعت الرسالة بتحقيق جمال بن السيد بن رفاعي الشايب ، وقدم له أ.د عبد الكريم إبراهيم صالح أستاذ التفسير والقرآن الكريم بطنطا ، ومكتوب على الغلاف : مخطوط يطبع لأول مرة . طبعة مكتبة أولاد الشيخ

على كل حال فقارنت هذه النسخة بملاحظات د. عبد الرحمن فوجدت ما يلي :
1- في ص 24 : وقال القزاز في ديوانه .
2- في ص 29 : وليس في العبارة أن جميع الأغيار .
3- في ص 27 : خفة . وتصحيح الشيخ عبد الرحمن: حقه .
4- في ص 44 : وترجمان القرآن ومبدأ مناسبات الفرقان الذي لم تسمح الأعصار بمثله .
5- وكلمة : ماحلوه ما رأيتها ولعلي أحتاج إلى قراءتها مرة أخرى .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
 
بعد الاطلاع على هذا النقاش العلمي الهادف أقول وبناء على استنصاح الأخ الفاضل الدكتور السالم بقوله:" وأرجو من إخوتي في هذا الملتقى العلمي المبارك أن يقوموني قبل كتاباتي متى ما حدت عن الطريق القويم ، أو طغا القلم أو زلّ ، فليس أحد بمنأى عن النقويم والنصح .ورحم الله من أهدى إلي عيوبي "أقول:

لمعرفتي الشخصية بالدكتور إلياس أتيقن أنه لم يلج الموقع منذ أكثر من ثلاثة اشهر وإلا فإنه يمتلك من الحجة ما به يضع الأمور في نصابها وزيادة ، وهو ـ كما عرفته ـ رجَّاع للحق آخذ به ، وهذه عين الفضيلة .

ولكن ـ وبعد لكن هذه كلام ـ أقول:
هل نحن في مقام الإنكار يا دكتور حتى تأتي بصورة المجلة كدليل يؤكد ما ينفيه غيرك؟!!!! أو أننا على يقين من أن هدفك يخدم القرآن الكريم فحسب ، والسؤال هل نازعك أحد لتأتي بالصوت والصورة؟!!! أنا شخصياً أرى في مثل هذا عدم تجرد لخلو الذهن مع التصديق الذي لا يحتاج إلى مؤكدات كما يقول علماء البلاغة ، خاصة في مقام النقد فكم نقدت وهدمت أنت بوضع الصورة { صورة الغلاف } وذكر صاحب البحث ، وكم أحرجت من المحكمين والإدارة و.........
قلت: كان يكفيك أن تقدم نقداً ـ كما صنعت ـ بدون هذه الضجَّة أو السبق الإعلامي ـ إن صحَّ التعبير ـ وأنت الشخص الموقر الذي أحترمه وأؤيده في كثير مما يقول ـ لأن ما تفضلتم به قد يتنافي مع ما قدمتموه من قولكم:" أني لا أقصد أحداً بذاته ، ولا شخصاً بصفاته ، ولا مجلة علمية معينة" ؟!!! كذا ما ختمتم به قولكم.

فلقدوجدت بعض الدماء تتناثر من جرحك لزميلك من خلال بعض عباراتك كقولك:

:"... والسخاوي ليس بتلك " السذاجة " التي تجعله يقول هذا مهما بلغ " التنافس " بينه وبين البقاعي ـ غفر الله لهما وسامحهماـ قلت: إذن مفهوم قولك ولكن الباحث هو هو الساذج؟؟!! وهو زميلك!!.
وقولك:".. هذه الجملة (الوعظية ) هنا ؟؟ البحث ليس بحث وعظ وإرشاد، بل هو بحث علمي في " القراءات " ... ثم إن هذه " الموعظة " ليست تفسيراً أو شرحاً " لغوياً " للكلمة، ومعلوم أن التفسير اللغوي في الأبحاث العلمية مقدم على الوعظ والإرشاد، بل لا أبالغ إذا قلت: ما أقبح الوعظ والإرشاد إذا كان في غير محله ؟؟؟
قلت: ما هذا التجريح ؟؟؟!! الذي أقسمت علي أنك لا تستهدفه؟!!!

وقولك:"ـ والعجب أيضاً أن المحقق في نفس التعليق ذكر مذهب هشام على الصواب ، ؟؟؟؟ فأين المراجعة ؟؟ وأين من ( حكّم ) البحث ؟؟
قلت: أليس هذا ذروة الامتهان لأساتذتك وللعلماء أصحاب الفضل والفضيلة الذين يكبرونك سنا ومقاماً؟؟!!!

وقولك:"ـ من قال إنها في (بقية المصاحف ) بدالين ؟؟؟؟ وأين التوثيق العلمي للمعلومة، بل وأين من حكّم البحث ؟؟؟
قلتُ: أقول لك ألم تكرر مع سبق الإصرار والترصد ما حاولت التجرد منه ؟؟؟!! من الذي يقبل منك هذا الهدم { بالجملة } فضلا عن القطاعي .
قلتَ:"ـ البقاعي يتكلم عن :" الإدغام " ... والمحقق علق على الإدغام ب " المد " ؟؟؟؟ فأين المراجعة ؟ وأين المحكّم ؟؟؟؟
قلت: هذا النداء المتكرر منك هو هو المرفوض في استفهامك السابق والذي يسبقه، فكم لقلمك من جموح لا يرتضيه أنصاف العلماء فضلا عن شيوخهم، مع العلم أن كاتبه من التلاميذ ..
فهل علينا أن نصدقك بعد هذا الكلْم والزجر وتجريح العلماء والمجلات المحكمة التي في فجر أيامها وأول نجومها ـ هل نصدقك وأنت تقول:" والله لم أرد من هذا النقد أو التعليق إلا لفت الإنتباه لهذه المجلة العلمية – وهي لا زالت في بداياتها- وغيرها من المجلات العلمية أن يعطو الأهمية القصوى في المراجعة والتدقيق لما يعرض عليهم من بحوث وكتب في القراءات سواء أكانت دراسات أم تحقيقات"
قلتُ: ألم تعلم يا فاضل أن هذا ليس نصحاً بل فضيحة، خاصة وأنت تلمز بقولك:" وأن لا يكتفوا ـ أي: إدارة المجلة ومن حكّم موضوعاتها ـ بحسن الظن في الباحثين والاعتماد على مناصبهم العلمية" أليس معنى كلامك خلو الساحة من قراءة البحوث وتحكيمها تحكيما جادا مع الاكتفاء بمجرد النظر إلى منصب الكاتب فحسب؟؟؟؟!!! ما هكذا يكون ذبح العلماء، فمن السنة أن يحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته !!!

ثم تقول:"ـ هذا ما سطرته يداي سائلاً الله تعالى أن يتقبله إن كان حقاً ويعفو عني إن كان غير ذلك "
قلت: بل أسأل الله أن يعفو عني وعنك، وعن أهل العلم جميعا وخاصة من وجد في نفسه جدارة بموجبها حُق له أن يحكم على البقاعي بأنه من صغار العلماء في القراءات ؟! وحق له أن يحكم على المحقق ـ الذي وصف البقاعي بأنه من أئمة علماء القراءات ـ بأنه مجرد شخص عاطفي يقوم بالدعاية في الانتخابات البلدية والتشريعية التي رشّح البقاعي نفسه عضوا فيها، وكان المحقق بوقا له ومروجا لإنجاحه جماهيرياً. " ليس إلا ".
وعين قولك يا دكتور هو:"قال المحقق :" مؤلف هذا الكتاب هو إمام كبير من أئمة علم القراءات مما يعطي لهذا الشرح أهمية خاصة " اهـ وردك عليه:" بينتُ سابقاً: أن عدّ الإمام البقاعي رحمه الله من ( كبار ) علماء القراءات هو قول من باب " العاطفة " و " الدعاية " و" الترويج " ليس إلا " ؟؟ويا ليت من يقرأ هذا ويعترض عليه يبين لنا ما هي الأدلة " العلمية " التي بني عليها هذا القول سواء للبقاعي أو غيره ؟؟؟
وأما الأدلة العلمية التي أنتجت من البقاعي إماما فهذا ما أتركه لرد فضيلة المحق، فهو أعلم بما كتب، وما قلته "أنا الفقير" لا يتصل بالقراءات من قبيل أو دبير ، بل استجابة لطلبكم التسديد كما ذكرت في مقدمتك، وكم أعجبني تذكير الإخوان لك بزمالتك للمحقق والعكس في المدينة المنورة، وكم تعجبت من فهم فضيلتكم لمثل هذا التذكير على أنه " طلب رحمه أو استعطاف " ولكم مراجعة الرد على الأخ عاصم جنيد الله القاري الذي قلت فيه :" أكرر دائماً الكلمة التي قالها أحد الخلفاء الأربعة :" لا خير فيكم إذا لم تقولوها ، ولا خير فينا إذا لم نسمعها " فلا خير في علمٍ لم يبين الخطأ، ولا خير في عالم إذا لم يسمع خطأه"
قلت: ولكن كما علمنا مشايخ الحديث من عباراتهم السامية أن نقول:" فيه نظر، فيه مقال" وقول غيرهم : جانبه الصواب ...الخ هذه الألفاظ التي تنقد ولا تجرح، ولا يجوز أن نغفل عن الفرق بين مناقشة التلميذ ونقده، ومناقشة الزميل المناظر !!!
أخيرا أقول: خيركم من أهدى إلي عيوبي وأضع عدة خطوط تحت كلمة " أهدى"
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وأشكر سلفاً أخي الدكتور السالم الجكني الأستاذ المشارك على رحابة صدره وتقبله ما تفضل بطلبه من أهل الملتقي ، وإلى الملتقى.
 
أخي الحبيب الأستاذ د/ خضر حفظني الله وإياه ، وتقبل مني ومنه ومن جميع المسلمين الصيام والقيام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
يعلم الله العالم بما تخفي الصدور أنني لا دخل لي بإنزال صورة غلاف المجلة لا في هذا البحث ولا في غيره من البحوث التي كتبتها .لم آمر بها ولم أستشَر فيها .
جزاكم الله ألف خير وبركة وأقولها من كل قلبي وصدري مستبشراً بردكم ومداخلتكم وأنا في لحظة صوم وفي شهر الصوم .
واعلم أخي الكريم أني والله لا أعرف د/ محمد إلياس كما جاء في مداخلتكم وهو لا يعرفني حتى وإن كنا تخرجنا من مدرسة واحدة فليس هو قطعاً من دفعتي ولا من الدفعة التي قبلي أو بعدي مباشرة
وكان ردي على مداخلة أخي الشيخ عاصم واضحاً وهو أن معرفتي المفترضة بكاتب البحث والله لا تقدم ولا تؤخر في ما كتبته وأكتبه .
هذا قولي " إجمالاً " على ما تفضلتم به مما له " مسّ " بشخصي الضعيف – أو على الأقل هكذا فهمته –وأما ما يخص ردكم العلمي فأقول وبالله التوفيق :
العبد الضعيف وأنتم لازلنا في انتظار رد الدكتور الفاضل إلياس فهو أدرى ببحثه وما يتعلق به من مؤاخذات .
أما عباراتك " الضجة والسبق الإعلامي ....الخ فجوابي أنني : لم " أدرس " لغة الصحافة " ، وايضاص ليس هناك " سبق إعلامي " فالبحث منشور من عدة شهور ، و....
قولكم :
"قلت: إذن مفهوم قولك ولكن الباحث هو هو الساذج؟؟!! وهو زميلك!!.
كان عليكم أستاذي الكريم والدكتور الفاضل حسب دليلكم هذا أيضاً أن الإمام (الشوكاني ) رحمه الله – حاشاه – "ساذج " لأن الكلام أصلاً له ؟ فما أدري ما هو السبب في اقتصار فهمكم للعبارة بما يخص زميلكم مع أنه حفظني الله وإياه العبارة ليست له أصلاً ؟؟
وأقول :
هذا الذي فهمته أستاذي الكريم والله الذي لا إله غيره لم يرد في خاطري ولم أعنه أو أقصده لا من قريب ولا بعيد ، خاصة وأنكم وأنتم العارفون أن " مفهوم المخالفة " كثير من العلماء لا يسلم به دليلاً ، ومن سلّم به فقد اشترط له شروطاً سبعة أو أكثر ولا يصح الاستدلال به واعتباره إلا بمجموعها أو أكثرها ؛ ولتحرر المسألة أصولياً لعروضها هنا في كلامنا .
قولكم :
" قلت: ما هذا التجريح ؟؟؟!! الذي أقسمت علي أنك لا تستهدفه؟!!!
أي تجريح أستاذي الكريم ؟ البقاعي جاء بكلمة لغوية في إطار وسياق محدد ، فما وجه إدخال "جمل " الوعظ والإرشاد ؟
5- قولكم :
"قلت: أليس هذا ذروة الامتهان لأساتذتك وللعلماء أصحاب الفضل والفضيلة الذين يكبرونك سنا ومقاماً؟؟!!!
ما أراك أنصفتني أستاذي الكريم ، ألئن نبهت على "خطأ " علمي يتفق عليه كل من يتعامل مع " تحقيق " التراث أنه "خطأ " تصف تنبيهي هذا بأنه " ذروةالامتهان للأساتذة والعلماء ....الخ
أستاذي الكريم :
المحقق الفاضل علّق تعليقات "خطأ " وفي أحدها " خلط ونسبة قراءة ليست لصاحبها ،وهو ما يخص هشام ، والثاني فيه أن المصاحف " اتفقوا" على شيء وهو ليس صحيحاً ، والثالث علّق بما لا علاقة له على كلام المؤلف بل بما يخالفه وليس مما يقصده المؤلف ألبتة ..
أفبيان هذه الأوهام والأخطاء يقال إنها " امتهان ...؟؟؟؟
وأيضاً :ليس المحقق وحده من يتحمل هذا " الخطأ " بل يتحمله معه من أوكلت إليه إدارة المجلة " تحكيم " البحث وتقويمه ، والعادة المعروفة والمتبعة أن المحكمين اثنان ، فكيف يتفق (ثلاثة ) من المتخصصين – وهذا هو الظن – المحقق والمحكمان على هذا " الخطأ " ولا ينتبهان إليه ح هل بسبب " كبر في السن"وعظمة في " المقام " ؟؟أم بسبب " عدم مراجعة للبحث ؟
أم أن هناك شيء آخر ؟؟
قد لا أكون مثلك أستاذي الكريم في أن لا تعتبر مثل هذا الشيء لا يوجب الانتباه والتوقف عنده ، وإلا ما فائدة " المحكمين " أصلاً إذا لم يقوموا بتقويم البحث دون اعتبار لشيء آخر .
أما قولكم حفظكم الله :
" فهل علينا أن (نصدقك) بعد هذا الكلْم والزجر وتجريح العلماء والمجلات المحكمة التي في فجر أيامها وأول نجومها...الخ
أقول:
إذا كان تعامل المرء مع ربه عز وجل فلا يهمني تصديق غيره أو عدم تصديقه ، الله يعلم أني ما قصدت " تجريحاً " لأحد ولا " شخصنة " للنقد وإنما قصدت بيان أخطاء علمية ومنهجية في بحوث عرضت علينا على ملأ من الناس ومن المجلات العلمية في علم نحمد الله تعالى أن درسناه وأخذناه عن العلماء المختصين ولم نأخذه عن طريق الكتب فقط ،ونرجو الله تعالى أن يفتح علينا غوامضه ويكشف لنا أسراره ووالله العظيم لا يهمنا هذه الأخطاء جاءت من زيد أو من عمرو، فعامل " السن " والمقام " محفوظ بل ومقدس عندي يعرف ذلك عني من يعرفني تحدثاً بنعمة الله تعالى ، ولست ممن يسيء الأدب على من هو أصغر منه فضلاً على من هو أكبر منه ،
ثم قلتم حفظكم الله :
"أن هذا ليس نصحاً بل فضيحة"
فضيحة لمن يا أستاذي الكريم ؟؟؟
ثم قلتم ما هو أشد مدعاة للتعجب :
أليس معنى كلامك خلو الساحة من قراءة البحوث وتحكيمها تحكيما جادا مع الاكتفاء بمجرد النظر إلى منصب الكاتب فحسب؟؟؟؟!!!
لا أدري والله العظيم كيف فهمتم حفظكم الله هذا المعنى مع أن نص كلامي هو :
"وأن لا يكتفوا بحسن الظن في الباحثين والاعتماد على مناصبهم العلمية " هل عدم الاكتفاء بالظن والاعتماد على المناصب العلمية : معناه : خلو الساحة من ما ذكرتم ....
فإني أعتذر عن هذه " العجمة " في قلمي ؟؟؟؟
ثم قلتم :
" وخاصة من وجد في نفسه جدارة بموجبها حُق له أن يحكم على البقاعي بأنه من (صغار) العلماء في القراءات ؟!""
من حكم على البقاعي رحمه ألله أنه من ( صغار ) علماء القراءات ؟؟؟
مشكلتكم – وأعتذر وربي عن هذه الكلمة في حقكم- أنكم تلزمونني بمفهوم المخالفة فتأخذونني به ؟
الذي قلته ولا أزال أقوله :
الإمام البقاعي ليس من (كبار ) علماء القراءات بل ولا يعد من أئمتها فالمعروف أن الإمامة في القراءات تبنى من حيث :
كثرة التلاميذ
المؤلفات الرصينة في الفن نفسه .
آراؤه وتحقيقاته وجهوده لخدمة هذا العلم .
فلو أخذنا البقاعي رحمه الله وطبقنا عليه هذا الكلام :ما ذا سنستنتج :
لم يذكر له أي تلميذ
لم يؤلف إلا ثلاثة رسائل إحداها هي على شاكلة ما نسميه الآن " بحث التخرج " الذي يكتبه الطالب في السنة الرابعة من الكلية ، وأيضاً هو في هذه الرسالة إنما استلها من كلام شيخه ابن الجزري رحمه الله في كتابه " النشر "
وأيضاً :
كيف نعتبر الشخص – أي شخص – من كبار علماء القراءات وهو لم يقرئ الناس ولم يتتلمذوا عليه .
ولا زلنا في انتظار " الأدلة العلمية " سواء من د/إلياس أو غيره ممن يرى رأيه في هذه المسألة .
وليس معنى هذا الاجحاف في مكانة البقاعي العلمية ، فهذا لا ينكره ولا يعارض فيه إلا الأهبل ، كلامنا هو في " علم القراءات " ولا يضر البقاعي أن كان ليس من أئمتها ( الكبار) .
ختاماً :
أقدم كل شكري وتقديري للأستاذ الدكتور : عبد الفتاح خضر على ما أنحفني به وعلى إعطائي هذه " الفرصة " للنقاش " معه ، ومهما كان مني فإني على ما نقول عندنا في المدينة :
" العين ما تعلا- كذا- على الحاجب "
والله من وراء القصد .
 
الأخ العزيز الدكتور السالم الجكني رعاه الله
النقد العلمي الهادئ - كما كررتُ مراراً - هو مطلبُ لنا في هذا الملتقى العلمي ، ونحن لا ننكره ولا نتأفف منه أبداً ، وإنما نحبُّ لأنفسنا ولزملائنا في الملتقى انتقاء العبارات النقدية ، حتى لا تذهب الظنون بالقارئ والمنقود هنا وهناك في فهمها . فتقديمك للنقد بقولك :(علم القراءات له أهله المختصون فيه ، الحامون عنه – بإذن الله تعالى – ( التلاعب ) في تراثه سواء بادعاء "تحقيقه" أو "دراسته " وهذا ما نحاول قدر استطاعتنا وعلمنا القاصر أن "نبني " منهجه ومدرسته ، محاولين في نفس الوقت " تتبع " ما ينشر هنا وهناك ويكون متصفاً ب " خلل " في النهج العلمي " أو بأخطاء علمية) . يوحي للقارئ وللمنقود معاً أنك تُجَهِّلُ المحقق أو الباحث مع كونه من المتخصصين في القراءات في مراحل دراسته كلها ، وهذا ليس مقصوداً لك كما تفضلتم ولكن معاني العبارات الظاهرة لا يشفع لها حسنُ نية الناقد ، والمحصلة التي ترمي إليها من النقد العلمي لا تتحقق على وجهها مع وجود مثل هذه المقدمات ذات العبارات اللافحة . وأما النقد العلمي للبحث فهذا محل تقدير الجميع ، وهو يثري البحث والقارئ على حد سواء . زادكم الله توفيقاً وبصيرة بالعلم ، وجعلنا وإياكم إخوة متحابين فيه .

وأما صورة غلاف المجلة فأنا الذي أضفته ، وأستغرب من ذهاب أخي وصديقي العزيز الدكتور عبدالفتاح خضر بظنه هذا المذهب ، وتعليله وضع صورة الغلاف هذا التعليل ، وإنما أراه يزيد الموضوع حيوية، ويقرب الصورة للقارئ ، وهذا أمرٌ يصنعه أهل الصحافة والإعلام في المجلات ، وليس المقصود منه الاستدلال على صحة ما ذهب إليه الناقد أو نحو ذلك ، وعلى كل حال فالأمر في هذا قريب إن شاء الله .
وقد هاتفني أخي العزيز الدكتور محمد إلياس اليوم - الإثنين 12/9/1428هـ - وسألته هل اطلع على الموضوع هنا فأخبرني أنه لم يطلع عليه بعدُ ، ووعدني بالاطلاع والتعقيب وفقه الله ، ونحن في انتظار تعقيبه مشكوراً.
 
أخي العزيز والغالي د/ عبد الرحمن حفظك الله ورعاك :
كل ما قلتم وقاله د/خضر وما قاله الأخ العالي الذي " همس في أذني " في رسالته لي على " الخاص " حول رؤيتكم لبعض العبارات التي جئت بها في ما كتبت أقول :
1- آمل التكرم بمراجعة - إن سمح وقتكم - لكل البحوث التي كتبت عليها نقداً في هذا الملتقى وهي حسب ما أتذكر الآن :
أ- بحث د/ محمد إلياس
ب- بحث د/ عبد العزيز الجهني
ج - دراسة وتحقيق كتاب :قراءات القراء للأندرابي
د- تحقيق الجامع تفسير ابن وهب
ه- دراسة وتحقيق كتاب الاكتفاء
وغيرها مما جاء ضمن المداخلات والمناقشات العلمية مع الإخوان :
أقول :
لو رجعتم إلى كل هذه مجموعة لعرفتم الملحوظات الهائلة ذوات الأعداد الكثيرة من " الخطأ " سواء علمياً أو منهجياً ، وهذه الكتب ليست هي التي فقط عليها هذه الملحوظات وهذا النقد بل غيرها كثير ولست وحدي والله الذي تتبعها ، بل ليس في مقدوري تتبع كل ذلك .
ولقد حدثني بعض مشايخ القراءات وهو أحد أعضاء هذا الملتقى وهو أعلم مني وأكثر نشاطاً ودراسة وبعداً عن الكسل - حفظه الله ووقاه من عين كل حسود - أنه سجل على كتاب واحد نشر حديثاً في القراءات من الكتب المعتبرة أكثر من ( 50) ملحوظة علمية ومنهجية ، وإنه عندي لصادق إن شاء الله ، هذا غير ما سجله من مطالعاته على كتب وأبحاث في هذا العلم .
أفبعد هذا كله تُستصغَر وتنتقد كلمة " تلاعب " والله إني لأرى أنها قليلة في وصف ما أعرفه ويعرفه من تتبع المسألة .
2- كاتب هذه الحروف لم يصف أي واحد من أصحاب البحوث بانه " متلاعب " حاشا وكلا ، فالوصف كان على العمل بنظرة جامعة ، فإني عندما عبرت بهذه الكلمة لم يكن نظري واقفاً عند هذا البحث بعينه بل إني أقصد أن "تحقيق وبحوث كتب القراءات بهذا الشكل من عدم الاهتمام بتصحيحه هو " التلاعب " فالمأمول عدم أخذ هذه الكلمة ومثيلاتها وصبّها على بحث واحد ، بل أخذها ووضعها في سياقها الذي يعنيه كاتبها وهو "العموم " عموم كتي القرءات .
كلي أذن صاغية ، وصدر رحب لمرئياتكم وآرائكم .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضحك الله سنك ياأباإبراهيم تقول ( واسمح لي أن أهمس في أذنك بكلمة اخي عاصم ) ، وتكتبه في العام ويقرأه كل أحد فكيف صار من حروف فحثه شخص سكت؟ الله يكثر قروشك وقروشي ويزوجك على العيد ويزوجني معاك :)
وللتوضيح عندما ذكرت لأخي الشيخ السالم أن زميلنا الدكتور محمدإلياس كان معنا في ثانوية أبي بن كعب كان لأمر واحد وهو أن الدكتور محمد إلياس من أهل القراءات والتنبيه كان لهذا الأمر فقط لا غير .
أما نفس الرد على البحث ومناقشته فذكرت لأخي الشيخ السالم وصدرت تعقيبي به أني أشكره على ذبه وغيرته على علم القراءات ومن معرفتي به لهو احرص من أن يجرح أحدا وقلبه مثل الحليب الصافي ( أو المراعي كله واحد) .
وتذكرة لنفسي ولغيري لو أن كثيرا من العتب الذي هنا كتب هنا على العام وضع بالخاص وفرغ العام لمناقشة البحث نفسه علميا لما ذهبت الأمور شرق غرب.
غفر الله لي ولكم في هذا الشهر وتقبله منا اللهم آمين.
 
أشكر الدكتور الفاضل / السالم الجكني على رحابة صدره وأدبه الجم ـ والشيء لا يستغرب من معدنه ـ وكم أفدنا من هذا النقاش العاقل المتسم بالصراحة والوضوح ، والشكر موصول للصديق الفاضل د. عبد الرحمن على مداخلته ، وإن كان يستحق 99,9% فقط من مجموع شكري وتقديري له لوضعه غلاف المجله ، ولن نغفل عن الأخ الفاضل عاصم من أن نشكره ويبقى الود ما بقي العتاب. تقبل الله منا صالح العمل ، والرد من سعادة الدكتور الفاضل محمد قادم إن شاء الله فصبر جميل.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد وصلتني نسخة من المجلة يوم الاثنين 12/9/1428هـ ودخولي على قسم القراءآت هنا في فترات متباعدة
وقد تفضل المشائخ ببيان ما يرونه حول نقد شيخنا للبحث ، وعندما قرأت ما كتبه وفقه الله وقبل أن أطلع على الردود زورت في نفسي شيئا مما كتب وكُفيتُ بمن هو أفضل مني ، أما وقد اجتمعت آراؤهم على أن في عباراتك حدة وإن لم تقصد ذلك ، أليس من المفيد شيخنا أن تلطف عباراتك ونحن أخوة نذل لبعضنا ، أنت تطلب الحق وتحرص عليه وغيرك كذلك ، وغيرتك على العلم لا تبرر عباراتك اللافحة ، كما أن كثرة البحوث التي نقدتها لا تبرر ذلك ، وحبنا لبعضنا يستلزم النصح بعبارة لطيفة وكلمات مختارة ، بل النصيحة تستلزم ذلك لكل منصوح ، آمل قبول ما ذكره إخوانك إذ نصح ونقد بهذه الطريقة ربما منع الكثير من أمثالي أن يستفيدوا من علم أمثالك ونصحه
 
مع احترامي لجميع المداخلات السابقة وخاصة " الأخيرة" التي ليس فيها جديد : فإننا لم نر أي تعليق أو تصحيح للمسائل " العلمية " في النقد الموجه لبحث زميلكم .
 
شيخنا د/السالم وفقك الله لك خير
أنا أعلم أن مداخلتي لم تأت بجديد ، وما قصدت ذلك ، ولا أنازعلك في تخصصك أو أتهمك في ملحوظاتك وكما ذكر الدكتور عبدالفتاح خضر صاحب البحث أعرف ببحثه وتخصصه وهو المعني بالرد ، والذي أعنيه أن أعضاء الملتقى وغيرهم في حاجة إلى العبارات الرقراقة بينهم ، وتأليف القلوب طريق قويم وقصير لإيصال المراد ، وكم سلك هذه الطريق أهل الباطل حتى استمالوا قلوبا عصية فسارت في ركابهم ، وما ذكرته هو تأكيد على ما قاله الأعضاء ، ومع ما ذكرته من ملحوظات قيمة ومفيدة لغير المتخصصين في علم القراءآت لا أعتقد أن النصيحة والنقد بإسلوب حسن وكلمات مختارة - لا تعجزك - لا يقصر عن درجة الملحوظات العلمية ، بل ربما يفوقها ويفتح القلوب لقبولها ، وكم من كلمة منعت خيرا كثيرا والله من وراء القصد
 
عفواً أخي د/ فاضل حفظني الله وإياك :
قصدي من مداخلتي أننا - كل من يقرأ الموضوع - لم نجد رداً علمياً على القضية الأساس وهي " النقد الموجّه لليحث " بل راينا كل المداخلات إنما هي في نقد " الطريقة " التي كتب بها " النقد " وهذا انتهينا منه سلفاً
وإني والله لم أكن أرغب في أن أعلق على المداخلات السابقة إلا بكل " أدب " والاعتراف - من أجل خاطركم وعيونكم - بخطأ لم أرتكبه وهو ما حاولتم تصويره والتركيز عليه وهو :الحدة في النقد أو الأسلوب الجارح - حسب رأي بعضكم - وكأن القضية في هذا .
أما قولكم حفظكم الله :
والذي أعنيه أن أعضاء الملتقى وغيرهم في حاجة إلى العبارات الرقراقة بينهم
فأقول : هذا رأيكم وأحترمه وأتفق معكم فيه؛ لكن من وجهة نظر أخيكم أن من يتعرض لعلم القراءات بالخلل المنهجي والأخطاء العلمية - أياً كان هذا الباحث - فهو في حاجة إلى أن ينبه باسلوب التنبيه والعبارات القوية حتى يستشعر خطر خطئه ، واعلم يا أخي الفاضل أننا:
لسنا نكتب لأهل " الضلال " حتى نستميل قلوبهم العصية " ]
وإنما نكتب رداً على من تجرأ على القراءات من أهل العلم والشهادات العالية ولا يهمنا استمالة قلبه وقلب غيره بقدر ما يهمنا - لوجه الله تعالى - أن يعرف خطأه وأن يكون ذلك رسالة لغيره من أن " القراءات " لها من يحميها ويدافع عنها ووالله لا أقصد نفسي بذلك بل هي أضعف أهل القراءات ولكن أقصد أهلها وعلماءها ، وأن ما جئت به إنما هو كلام أئمتنا وعلمائنا ،
أخي الكريم :
ما كتبته واضح وليس مخلاً بالآداب وليس شتماً لعرض مسلم وليس تسفيهاً أو تحقيراً لشخص مسلم هو نقد علمي بطريقة قد لا تروق لبعض الناس لكن المعوّل عليه :
هل هي مخالفة للشرع ؟ هل فيها تعدً على من قيلت فيه وكتبت من أجله ؟
وختاماً :
غفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين .
 
الرد على انتقادات د/ السالم الشنقيطي لبحث الأجوبة السرية .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده وبعد :
قبل أن أبدأ في الرد على هذه الانتقادات أود أن أشكر جميع الاخوة الذين كانت لهم مداخلات حول هذا الموضوع والغريب في الأمر أن أكون آخر من يعلم بهذه الانتقادات ولو لا اتصالي بالأخ الدكتور / عبدالرحمن الشهري لما علمت بخبرها . ثم أشكر الأخ الدكتور السالم الشنقيطي على ما أبدى من ملاحظات على مواضع من البحث ، وأعتقد أن معظم هذه الملاحظات وجهات نظر ولم يحالفه الصواب في الاعتراض في أكثرها وأصاب في مواضع معدودة وله مني الشكر عليها.
وقبل الرد أريد أن أقول شيئاً للأخ الدكتور السالم الشنقيطي نصيحة أخوية فعليه أن يتقبلها بصدر رحب .
1- إن هذا البحث وغيره من البحوث العلمية التي أرسلت إليك عبر البريد للنظر فيها وإبداء مرئياتك حولها كان ينبغي عليك أن ترسلها إلى المصدر بنفس الوسيلة لكي يتم مخاطبة المعنيين وتزويدهم بملاحظاتك ، هب لو أني لم أتصل بالمشرفين على الملتقى لما علمت بالأمر لأني - وغيري _ ربما لا يكثرون من الولوج إلى الشبكة العنكبوتية والملتقيات العلمية .
2- أثناء قراءتي لهذه الملحوظات ومقدمتك شممت من حديثك رائحة العجب والتكبر – علماً بأني لا أعلم عن الاخوة الشناقطة هذه الصفات _ وأن كل بحثٍ لا يحظى بتوقيعكم الكريم لا يعد بحثاً بل هو من المتلاعبين بتراث الأمة فعليه أن يصوم شهرين متتابعين ، أو ...... أو ..........
أخي الكريم : هذه البحوث العلمية هي محاولات من أصحابها للوصول إلى الأفضل والأجود ـ كلٌ على حسب قدرته واستطاعته – ولا أظن أحداً ولج هذا الباب وهو ليس من أهلها أو أراد العبث والتلاعب بكتب القراءات وغيرها إنما هذا هو جهده واجتهاده وهو مأجور في جميع الأحوال ، وأكاد أجزم بأنه لا يوجد كتاب – سوى كتاب الله عزَّ وجل – خال من التصويبات والملاحظات ، وكل شخص لو كتب كتاباً و نظر فيه من غده لقال لو أضفت هذا لكان أحسن ، ولو حذفت هذا لكان يستحسن ، .... . حتى أنتم في قراءتكم لهذا البحث فاتتكم أشياء استدركها غيركم ، واستدركتها على نفسي ولو أتى شخص آخر واطلع عليه لأبدى ملاحظات ومرئيات حول ما كتب فما كان ينبغي لك أن تتهجم على المحكمين – لهذا البحث وبحوث غيري– بهذه الطريقة ووصفهم بأنهم من المجاملين وغير جادين في قراءة البحوث – حاشا أن يكون هناك أحد بهذه الصفة بين طلبة العلم – والاخوة المحكمين اجتهدوا وأبدوا ملاحظات جديرة بالأخذ بها وفاتتهم أشياء لا تُنقص من جهدهم ولا تنزل من قيمتهم العلمية ، ولا يكون ذلك قدحاً في أمانتهم . فليتدبر ... ومهما تحلف وتقول بالله وتالله لم اقصد الإساءة لأحد لا يقبل منك لأنه تكرر منك في أكثر من واقعة وكلهم انتقدوا عليك هذا الأسلوب ( انظر كلام زميلي أ.د. خضر ، و د. عبدالعزيز الجهني و د . فاضل الشهري ود. عبدالرحمن ، والشيخ عاصم قاري .
الدكتور الفاضل : هذه الملتقيات العلمية سداها ولحمتها العلماء ، والعلماء يُنبه بعضهم بعضاً ، ويسدد بعضهم بعضا ، وخيرهم أنفعهم للناس ، ولم تجعل هذه الملتقيات لفرد العضلات وتسفيه الآخرين والتهكم عليهم أو السخرية من أعمالهم العلمية .
وقولك : بأن لعلم القراءات أهله المختصون فيه الحامون عنه – بإذن الله تعالى – من التلاعب في تراثه بادعاء تحقيق أو دراسته .
أقول وصفك للمشتغلين بهذا العلم الشريف ( بالتلاعب ) هذا الكلام مرفوض منك جملة وتفصيلا وأن هذه الأعمال غير جديرة بالاهتمام ولا القراءة .- ما هكذا يا ابن المدينة - ينبغي عليك أن تحسن الظن بأهل العلم وطلبة العلم ولا تكن من الذين قالوا { إنما أوتيته على علم عندي } وللأسف الشديد حتى الإمام البقاعي لم يسلم منك ، فتأدب – رحمني الله وإياك – مع العلماء وأهل العلم ، قل ما عندك من ملاحظات بأسلوب علمي مقبول وبطريقة حضارية بعيدا عن تسفيه الآخرين واتهامهم بأنهم من اللاعبين ، ولعلك تقول مرة أخرى لم أقصد ما ذهبتم إليه . أقول تقصد أو لا تقصد فهذا الذي فُهمَ من كلامك فعليك أن تتواضع وتعتذر لمن أسأت إليهم خاصة المحكّمين وإدارة المجلات العلمية . ثم أقول :
ملاحظاتك كانت على النحو التالي :
1- على الإمام البقاعي وجلَّ اعتراضك عليه بأنه لم يتقيد بالمنهج وخرج عنه وأنه استعمل اصطلاحات غير معروفة عند أهل هذا الفن .
أقول : لا حرج في فعله هذا وما المشكلة إن خرج عن المنهج لبيان زيادة فائدة أو إيضاح مسألة وهذا منهج متبع قديماً وحديثاً وأعتقد بأنك أيضاً سلكت هذا المنهج في رسائلك العملية ( الماجستير والدكتوراه ) وكونه استخدم اصطلاحات غير معروفة عند أهل هذا الفن ، والمعروف بأنه _ لا مشاحة في الاصطلاح – إذا كان معروفاً ومصطلحاً عليه عند أهل ذلك الزمان أو عند من يخاطبهم .
2- ملا حظاتك على عمل المحقق .
أقول :
1- لم تكن مصيباً في أكثرها وجلها وجهات نظر .
2-منها أخطاء مطبعية بحاجة إلى التصويب ( وهذا أمر طبيعي ، وقد وردت أخطاء مطبعية عندكم في عرضكم لهذه الانتقادات فلتراجعها لتلتمس العذر لغيرك ومن ذلك ما حرَّفته أنت في لقبي الأخير .
3-هناك ملاحظات جيدة وقيمة أنت محقٌّ فيها وأنا شاكر ومقدر لك ولا حرمك الله أجرها

إيضاح الانتقادات بالتفصيل :
1- صـ 161 س 8 البيت الشعري الثاني
• نعم . هذا خطأ مطبعي وصوابه كما ذكرت .
وأما قولك : لايسلم بأن الجواب للشاطبي على لغز الإمام الحصري .
• أقول : القائل بأن الإمام الشاطبي هو الذي أجابه هو الإمام الجعبري في كنز المعاني ، ولا ضير في نسبة الإجابة إلى الشاطبي حتى ولو أجابه شيخ شيوخ الشاطبي ، - ربما يكون الشاطبي أيضاً أجابه بعد إجابة مشايخه .
2- صـ 196 ما يتعلق بشيوخ الإمام البقاعي وإنكارك بأن من أخذ علماً من كتاب شيخٍ ما لا يعد تلميذاً له ما لم يأخذ عنه مباشرة .
• قلت هذا مألوف ووقفت عليه في كثير من الرسائل العملية وأنه منهج متبع في أعرق الجامعات الإسلامية ومنها الأزهر أيضاً .
- وأما قولك : أني لم أذكر الإمام ابن الجزري ضمن شيوخ البقاعي وكان من الواجب عليَّ ذكره .
أقول : عليكم مراجعة البحث لتجد استقلال ابن الجزري بمبحث هو صدر ما كتب في البحث فتأمله ، ولا تتعجل بالنقد .
وأما ما يتعلق بتلاميذ الإمام البقاعي ، واعتراضك على استنتاجي بأن له تلاميذ في القراءات ، بل تلاميذ كُثر رغم أني لم أذكر لذلك أي مثال .
قلت : عندما لا تذكر المصادر أية أسماء لتلاميذ البقاعي فليس معنى ذلك أنه انقطع عن الدرس وانقطع النسب العلمي إليه ، في حين أنه جاب طباق الأرض من بيت المقدس إلى مكة والمدينة والطائف والقاهرة والإسكندرية ، .... وأنا شخصياً أثبت من خلال ترحاله العلمي كثرة التلاميذ عموماً ، وفي القراءات خصوصاً ، والمعترض عليه ذكر دليل المنع .[ علماً بأن هذه النقطة ليست من صميم البحث ]
- وأما اعتراضك بأنه ليس من الأئمة في القراءات .
فأقول : أسألك هل الإمام البقاعي عنده عالم بالقراءات أو لا ؟!!! وظني أن إجابتك ستكون : نعم .
فإن سلمت بهذه أقول هل علمت أن الإمام ابن الجزري قد وضع هذه الألغاز على سبيل الامتحان والتحدي لعلماء القراءات في أرض الله الواسعة ، فلما عجزوا عن حل هذه الألغاز ، توسلوا إلى البقاعي بالإجابة على هذه الألغاز فاعتذر لانشغاله بكتاب " نظم الدرر " ثم لمَّا شددوا عليه أن يجيب اشترط البقاعي على من دعوه أن يمرَّ على علماء البلد ليجيبوا أو يثبتوا عجزهم ، فلما عجزوا فرَّغ وقته واقتطع أسبوعاً واحداً صنف فيه الإجابة كاملة على ألغاز ابن الجزري [ راجع صـ 184 وما بعدها ].
وبعد هذا إن شهدت بأنه ليس من كبار أهل القراءات فلن أشهد معك[ علماً بأن مناقشة هذه النقطة ليس لها عظيم فائدة في صلب البحث بالكلية]
صـ 173 – اعتراضك على إيرادي لمقولة الإمام الشوكاني – رحمه الله - ومن محاسنه التي جعلها السخاوي من عيوبه ....... أنه قال في وصف نفسه أنه لايخرج عن الكتاب والسنة .. .. الخ
قلت : حتى نعيب معك على الشوكاني اعتراضه على السخاوي لحملك العبارة على أنها من باب تزكية البقاعي لنفسه لا بد من إيرادك سبب ورود هذه العبارة والجو التي قيلت فيه ، فإن أعيتك الحيل فعليك أن تسلِّم لي ولشيخنا الشوكاني ما اعترض به على السخاوي ، خاصة وقد أثبت الشوكاني قصفاً عنيفاً نال من خلاله السخاوي من البقاعي حيث وصفه بأخس الأوصاف وأشنعها وأبغضها ، ومن هنا وردت عبارة الشوكاني في نطاق الدفاع عن البقاعي ، ومن هنا سلمنا للشوكاني ما عابه على السخاوي والذي قال ضمن ما قال" وقد ترجم ـ أي: السخاوي ـ له ـ للبقاعي ـ ترجمة مظلمة كلها سب وانتقاص وطولها بالمثالب بل ما زال يحط عليه في جميع كتابه المسمى بالضوء اللامع [ انظر : البدر الطالع 1/19 وما بعدها ] .[ علماً بأن هذه النقطة ليست من صميم البحث والأمر فيها يسع الآراء ] .
صـ 179 من مصادره أيضاً ( القزاز ، والصاغاني ، والخاقاني )
قلت : من أمانة العلم وبركته نسبة الأقوال إلى قائليها وحيث إنني لم أقف على عبارات القزاز والصاغاني والخاقاني في كتبهم هُم فلم أثبت كتبهم في المراجع .
صـ 184 اعتراضك على قولي ( والسابق من سبق إلى رضوان الله يوم القيامة )
قلتَ هذا وعظ وأن الوعظ يقبح في هذا المكان ........الخ
أقول : استغرب أن يصدر هذا الكلام من أهل القرآن .
ثم أخي الكريم قولي السابق من سبق ... هذا إيضاح لمعنى ( السابق ) لأن المؤلف قال : (ويعرف به الإنسان من الحيوان والسابق يوم الرهان ) سؤالي بماذا يعرف المرء يوم الرهان ( يوم القيامة ) قلتُ : يعرف بسباقه إلى رضوان الله .
ثم على فرض لو كان وعظاً فما العيب ؟ " إذا فسرت عبارة فيه إيحاء إلى هذا ، ولا تغرنك مقولة أعداء البحث العلمي الذين يقولون ينبغي التجرد عن جميع العواطف الدينية في البحوث العلمية ، إن كنت تعتقد هذا فأنا لاأعتقده . فليتدبر .
ثم قولك : بل لا أبالغ إذا قلت : ما أقبح الوعظ والإرشاد إذا كان في غيرمحله.
أقول :بل إن هذا عين محله ولبه وبابه ...
صـ 184 ( ضبط كلمة ( السكيت ) نعم خطأ مطبعي .
صـ 191 الألغاز : الواحد ( لغزة ) .
قلت : هكذا في المخطوط ، ووجدت في لسان العرب ( الألغوزة كاللغز ) فتركت على حالها لعل لها وجها في اللغة والله أعلم .
صـ 199 ( لأن ضوع )
قلتُ : نعم خطأ في التشكيل هو بالفتح .
صـ 199 قولك لعل في العبارة سقط بين كلمة ( أدنى ) و ( تلوح ) .
قلت : لا سقط في العبارة وهو كذلك في المخطوط .
صـ199 قولك هناك ملا حظة تتوجه على الإمام البقاعي _ رحمه الله _ أو ناسخ المخطوطة حيث أخذ من الآية الكريمة ما يفهم منها غير المراد حيث كتبت هكذا ( من الذين أوتو الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ) قلتَ : متى كان الكفار أولياء .
قلتُ : سبحان الله من قال بأن الإمام البقاعي _ رحمه الله _ أراد ما ذهبت إليه بفكرك العظيم وهو أراد الاستشهاد لترقيق الراء في كلمة ( الكفار ) . ثم هنا وقف ( جائز ) راجع المصحف إلا إذا كنت لاتؤمن بعلامات الوقف الموجودة في المصاحف .فهذا أمر آخر .
صـ 202 قلت كان على المحقق الاستدراك على المؤلف في قوله : ( وكذا من عدا المدنيين ) بإضافة عاصماً .
قلت : سبق ذكر عاصم في صـ 200 عند بيان القراءات في كلمة ( الكفار )ولا داعي للتكرار .
صـ 202 ولعله أشار بقوله ( اعقلا ) .
قلت : نعم هنا خطا مطبعي الصواب ( اعتلا ) كما في النظم .
صـ 202 ( هذا منطبق على التيسير ) قلت : هو ( النسيئ ) وليس التيسير .
قلتُ : هكذا في المخطوط ويحتمل ( التيسير ) أي كما جاء في التيسير ، ويحتمل ( النسيئ ) أي في كلمة النسيي ) ولعل ما ذهبت إليه هو الأقرب للصواب .
صـ 202 اعتراضك على الإمام البقاعي وهو التعبير عن القصر بالفتح .
قلتُ : لا حرج في استخدام مصطلح عرف عنده وعند أهل زمانه .
صـ 207 اعتراضك على الإمام البقاعي بأن كل ماذكره البقاعي عن " الذيل " هو خروج عن طريق التيسير والشاطبية .
قلتُ – رحمني الله وإياك ـ لا بأس بالخروج عن المنهج لبيان فائدة أو إيضاح أمر ، ثم الإمام البقاعي إذا خرج عن الشاطبية والتيسير يذكر المصدر فيقول وفي الذيل كذا ، إلا ما رواه المعلى . وهكذا .
صـ 208 في قراءة ابن كثير وهشام في كلمة ( أذهبتم ) في الأحقاف .
قلتَ : هذا خطأ وخلط .
قلتُ : نعم . اختلط عليك لا عليَّ ، وإيضاحه : التعليق الأول هو خاص ( بابن كثير ) لأن المؤلف أورده أولاً في العبارة فبدأت ببيان قراءته ( فقلت بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية مع الإدخال ) ولم أذكر اسمه لأنه مذكور سابقاً ، ثم ذكرت مذهب هشام فقلت : وهشام له وجهان ...... ثم تعجبت أيضاً بأن المحقق في نفس التعليق ذكر مذهب هشام على الصواب .
لو أنك أعملت فكرك لما اختلط عليك - إذا كان التعليق الثاني صواباً في بيان مذهب هشام إذاً التعليق الأول ليس لهشام بل لابن كثير ...
ثم ذهبت بأسلوبك الجميل في الهجوم على المحكمين أين المراجعة أين المحكمين ؟ أين المحكمين؟
صـ 208 قال البقاعي : وعلى ( إثبات ) همزة النقل ، جاء التعليق من المحقق ببيت الشاطبي ( آمنتم للكل ثالثا ابدلا ) .
قلتُ : نعم هنا خطأ في مكان الإحالة .
صـ 209 قلتَ لم يذكر البقاعي ( البزي عن ابن كثير ) ولم يعلق على ذلك ..... ولا يغني عن المحقق ذكره للبزي أثناء ذكره مذاهب القراء في الكلمة .
قلتُ : هذا يكفي علمياً في مقامنا هذا .
صـ 209 ، و صـ 208 ، وصـ 210 ، صـ 211 ، صـ 212 أوردت بعض الملاحظات على الإمام البقاعي في منهجه واصطلاحاته
قلت : سبق بيان موقفي من هذه القضية .
صـ 215 فقوله هو ( اللغز ) قلتَ : الصواب ( فقط ) وليس ( هو ) .
قلت : هكذا في المخطوط ( هو ) .
صـ 216 قراءة الزهري عن نافع ( إن كان ) بكسر الهمزة .
قلتُ : بعد البحث في مجموعة من كتب القراءات فعلاً لم أقف على نسبة القراءة إلا عند الجعبري ، وأشكرك على إضافة مصادر أخرى .
صـ 217 قال البقاعي ( وبالسوسي ) قلتَ : بالسوسي بدون الواو .
قلت : هكذا في المخطوط ( وبالسوسي ) والصواب بغير الواو .
ص، 219 قال البقاعي ( فإن ابن كثير وأبا عمرو و ( الكوفيون ) وعاصماً وحمزة والكسائي .
قلتُ : ذكر عاصم وحمزة والكسائي بعد الكوفيين هو بيان للمراد من الكوفيين وهي غير خافية عليك ( والصواب بأن العبارة بحاجة إلى ترميم ( الكوفيون _ عاصم وحمزة والكسائي _
صـ 219 في كلمة ( يرتدد ) جاء فيه كذا في بقية المصاحف .
قلتُ : نعم العبارة خاطئة والصواب ( كذا في مصاحفهم ) وأنا شاكر لك على هذه الملاحظة القيمة لاحُرمت أجرها .
صـ 220 ( إذ هيئته ) قلت : لعل الصواب ( أذهله ) .
قلتُ : هكذا في المخطوط ( إذ هيئته ) وله توجيه أيضاً والله أعلم .
صـ 224 حاشية ( 3) الهمزة فيه مضمومة )
قلت : نعم الهمزة فيه مفتوحة وقد تصحفت من المفتوحة إلى المضمومة .
صـ 230 قال البقاعي : " والواجب مثلين ... علقتُ عليه في الحاشية بقولي ( يقصد به المد اللازم .
قلتُ : نعم تعليق خاطئ ولك مني جزيل الشكر .
صـ 238 ضبط كلمة ( رئاء ) كتبت بالياء .
قلتُ : هكذا في المخطوط ( رياء ) بالياء .
• هناك بعض الملاحظات من قبلكم على الإمام البقاعي في منهجه لم أتطرق إليها ، لأنه سبق بيان موقفي من ذلك .
• وأيضاً إصرارك بأن الإمام البقاعي ليس من أئمة القراءات . سبق بيان موقفي من هذه المسألة .
أخيراً وليس آخراً أقول : أن النقاش لا يفسد للود قضية . وملاحظات الناقد على البحث منها ما هو مقبول ومنها ما هو مردود ومنها ما هو وجهات نظر .
ما كان مقبولاً من الملاحظات فقد قبلته وأنا شاكر له عليها ، وأما ماكان من وجهات نظر فلكل وجهة ، وما كان مردوداً فعلى الأخ الكريم إعادة النظر .
وأخيراً أسأل الله _ عزوجل _ أن يجزي الجميع خير الجزاء على ما أبدوا من ملاحظات نافعة ابتداء من الاخوة المحكمين وفقهم الله لكل خير وانتهاءً بالدكتور : السالم الشنقيطي ، ومروراً بالدكتور عبدالرحمن الشهري، وكل من ذبَّ عن أخيه بالغيب . علما بأنني اهتممت وقمت بالرد ولن أساجل في رد آخر مهما تكن ردود الأخ الشنقيطي فتأمل وتدبر ما قلته حتى لا أتهم بشيء أنا منه بريء ولإيماني بأن حلقة نقدية جديدة تعني الدور والتسلسل وبذا يدخل الشيطان وتوغر الصدور .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .........
 
جزاك الله خيراً على هذا " الرد " الذي اعترفت بنفسك أن فيه " أخطاء " مطبعية وغيرها .
وأقول : أين كنت والمحكمان ؟؟ هذا هو الجوهر ؟؟
أما المقدمة الطويلة التي قدمت بها فما هي إلا " رد " وتكرار لما سبقك به " زملاؤك " الكرام في " جامعة الملك خالد ، فالرد عليك هو الرد الذي ذكرته سابقا لأنه " ظهر " أن المشكاة واحدة .
والله من وراء القصد .
 
أما المقدمة الطويلة التي قدمت بها فما هي إلا " رد " وتكرار لما سبقك به " زملاؤك " الكرام في " جامعة الملك خالد ، فالرد عليك هو الرد الذي ذكرته سابقا لأنه " ظهر " أن المشكاة واحدة .
غفر الله لك ! ما كان ينبغي أن تكون بهذه الحال وأنت من أهل القرآن
نقترب منك وأنت تبتعد ، ونتودد وأنت تغمز وتلمز ! وهل يعتقد فضيلتكم أن قسم القرآن وعلومه في جامعة الملك خالد عقد جلسة طارئة لمناقشة نقدك ، والله ما جمعنا إلا هذا الملتقى المبارك ، وما ظهر منا ما يدعوك لهذه الكلمات التي تتناقض مع أيمانك في نقدك ، ويكفينا قولك ( أن المشكاة واحدة ) ولعل حسن نيتك في هذه العبارة تختلف عن فهمنا ، والحمد لله المشكاة واحدة لنا ولك مع اختلاف في كيفية الأخذ وقدره.
لو كنت أعرف أن هذه الردود والملحوظات لا تقبل لاحتفظت بها لنفسي ، والذي أنصح به إخواني وخاصة في جامعة الملك خالد -كما ظهر لك - أن يتوقفوا عن ردود لا تؤدي إلى شيء ، وقد تذكرت بهذه المناسبة شيخنا عبد الرحيم الطحان حفظه الله وأسعده في الدارين وهو العالم العامل ، والذي تذكرنا رؤيته بالله تعالى كان فيه حدة على طلابه فكلمته عن هذا وذكرت له أن الطلاب يشتكون من شدته عليهم وحدته في بعض الكلمات فتبسم وطلب منا الدعاء له ولم ينكر على الطلاب ، ويعلم الله أنني رأيت أولئك الطلاب بعد تخرجهم تتساقط دموعهم عندما يذكر الطحان ، وما ذاك إلا لخلقه وقربه منهم وتطبيقه لما يحمله من علم ، فهل نطمع في أعضاء هذا الملتقى أن يكون التعامل بينهم بالصورة اللائقة بأهل القرآن ، وكم يرتاد هذا الملتقى المبارك من أناس يتعطشون للعلم والعمل معا ، وأما قول الدكتور السالم في رد سابق ( لسنا نكتب لأهل " الضلال " حتى نستميل قلوبهم العصية ) فلعله يعيد النظر فيه والله المستعان
 
التعديل الأخير:
اخي الكريم فاضل الشهري :
أراك -عفا الله عني وعنك - تحمّل الكلام ما لم يحتمل وأمَا وقد قلت ما قلت فإني اقول :
لا تظنّ السوء بهذه العبارة فقصدي واضح وهو أن كل من تكلم في الموضوع كل واحد منهم صرح بمعرفته وزمالته لصاحب البحث ن وأن من نقد الطريقة التي كتب بها النقد هو من الجامعة المذكورة ماعدا الشيخ عاصم ،فالسبب في إدخال اسم جامعتكم العامرة هو هذا للتمييز بين الردود حيث إن رد الشيخ عاصم لم يتعرض لما تعرضتم إليه جزاكم الله جميعاً ألف خير ، فلا دخل لقسم القرآن وعلومه في جامعة الملك خالد بهذا الموضوع من قريب أو بعيد. وصدقني لو كنت أقصد ما اشرتم إليه لقلته تصريحاً لا تلميحاً .
أخي الكريم :
الموضوع ليس " شخصياً " يعلم الله تعالى - وسواء صدقتم هذا اليمين أم لم تصدقوا - فلا تحملوه ما لا يحتمل .
وأخيراً :
أضم صوتي لصوتكم لوقف الردود على هذا الموضوع إلا إذا كان فيه ما يتعلق بالمسائل العلمية التي أثيرت فيه خاصة وأن المعني وهو د/إلياس لن يجيب عليها .
وأجدها فرصة مناسبة لطلب " السماح " من كل من ضمني وإياه نقاش علمي حاد في هذا الملتقى وهم كثر وأخص منهم من أتذكر اسمه الآن :
1- الشيخ أبو عبد المعز - وأعتذر عن خطئي في الاسم - على ما كان مني في أول أيامي دخولي للملتقى.
2-الشيخ عبد الرحمن السديس
3-الشيخ محمد يحي شريف
4-د/عبد العزيز الجهني
5- د/إلياس نور
7-د/موراني
هذا ما استحضرته الآن ، وإني أقول هذه الكلمة وأنا بحمد الله صائم ومؤمن بأن يدي ستشهد علي وعلى ما كتبت :
مهما كان من حدة في الطرح والنقد واستخدام عبارات استخدمها العلماء قبلي فإنها لم تكن موجهة إلى " شخص "المتكلم معه وإنما هي موجهة لبحثه وعمله العلمي الذي رايت أن يكون التنبيه على ما أراه غير صواب لآبد أن يكون بأسلوب قوي يجذب إليه انتباهه للمسألة ولم يكن في خلدي أن أرضي أو أغضب زيداً أو عمرو، فمن أراد أن يصدق هذا فليصدقه ومن أراد عكس ذلك فهو وما أراد .
 
لولا أنني أعرف أخي الدكتور السالم الجكني جيداً وأعرف دماثة أخلاقه لوقع في نفسي من كتابته الشيء الكثير، فقلمه فيه نفور وجموح سامحه الله ، ولعلكم تغتفرون هذه الشدة يا دكتور إلياس ويا دكتور فاضل مقابل حرصه على العلم ونيته الصادقة إن شاء الله . وإلا فقد تذكرتُ وأنا أقرأ تعقيب الدكتور السالم قول العرب : كيف آمنك وهذا أثر فأسك ؟ فالدكتور أبو إبراهيم (السالم الجكني) يقسم أنه لا يقصد الإساءة في حين إن جراح كلماته تثعب هنا وهناك. ولكن ولله الحمد أنا أشهد أن الدكتور السالم الجكني لا يقصد الإساءة ولو وقعت فعلاً ، وأنه صاحب غيرة علمية على القراءات نشكره عليها ، ولكن ندعوه مستقبلاً أن يلطف عباراته النقدية ولا نطلب منه التوقف عن النقد فإن النقد العلمي الهادئ هو الذي يحرك الباحثين ويحفزهم لتطلب الكمال والعناية بالبحث في جميع جوانبه إن لم يكن حباً للعلم فخوفاً من النقد .
وفي الختام أسأل الله أن يوفقكم جميعاً ، وأن يصلح قلوبنا وأن يرزقنا الإخلاص والتوفيق وحسن الخلق والرفق في شؤوننا كلها ، ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله .

الجمعة 16/9/1428هـ
 
أستاذي العزيز وأخي الكريم د/ عبد الرحمن الشهري حفظه الله من كل سوء :
أولاً: أرجو الله سبحانه وتعالى أن لا أكون ممن يشمله قوله تعالى " أخذته العزة بالإثم " أجارنا الله وإياكم وجميع الإخوة من ذلك .
ثانياً: جزاك الله كل خير على تزكيتم لأخيكم ، ولعل ذلك يشفع عند الأخوة الذين أخذوا بالحديث مساراً غير مساره العلمي .
1- لم يكن في خلدي أن أعاود الحديث في هذا الموضوع لانعدام الفائدة فيه بعد أن حول عن قصد أو غير قصد إلى النتيجة التي رأيتموها ورآها كل القراء ،لكن لما قرأت ما كتبتم فإني أقول حباً لكم وكرامة :
أما وقد اتفقت آراؤكم على خطئي هنا فإني أكرر اعتذاري وأسفي لمن فهم من كلماتي تجريحاً في حقه أو تقليلاً من مكانته أو " غمزاً " أو " لمزاً " وخاصة لمن فهم أن أيماني وقسمي إنما كان للضجة الإعلامية والسبق الإعلامي أو غير ذلك مما قرأناه تحت السطور وانتبهنا له أو لم ننتبه إليه .
أدعو الله تعالى أن يغفر لي ولكم ويتجاوز عني وعنكم وأن يجعل كل ما كتبناه " خالصاً " لوجهه الكريم ، فما فيه من خير و " صدق " يتقبله ، وما فيه من حظ للنفس وشهوات للشيطان يمحه عنا ولا يعاقبنا عليه .
2 وأطمع من فضيلتكم التكرم بالسماح لي بهذه الكلمة أيضاً:
فَهِم الأخوة أن المقدمة التي كتبتها موجهة لشخص بعينه سواء صاحب هذا البحث أو غيره ، وهي – علم الله - ليست كذلك ، بل هذا وصف عام للأبحاث التي اطلعت عليها ، وعندي ما يثبت هذا الكلام (خمسة ) أخرى غير ما كتبته ( غير مأسوف عليه ) في هذا الملتقى ، فاستعمالي لكلمة ( التلاعب ) التي لم تعجب الأخوة هي ليست وليدة من فراغ وليس " تهكماً " أو " سخرية " أو " إحراجاً للمحكمين " أو " امتهاناً للأساتذة " أو طعناً في مصداقية المجلات العلمية ، وأبعد من كل ذلك أن تكون من باب " العجب " أو " التكبر " وأبعد من ذلك مرات ومرات أن تكون من باب " عرض العضلات " وكل هذه الأوصاف قد جاءت ضمن مداخلات الأخوة الكرام ، ولو كتب الله لكم المجيء إلى المدينة المنورة وأطلعتكم على الملحوظات العلمية على بعض ما اطلعت عليه من تحقيق وتأليف في القراءات من بعض الباحثين لعرفتم أن وصف " التلاعب " قليل فيها، ولكن الأخوة الكرام استعجلوا من ناحيتين :
1- أنهم فهموا ثم جزموا أني أقصد شخصاً أو شخصين على التعيين .
2- أنهم لم ينتظروا حتى أنتهي من عرض كل الأبحاث التي تثبت صحة كلامي ، ثم بعد ذلك وعندها لهم أن يقولوا ما يريدون قوله ، ولكن "رُبَّ ضارة نافعة" فأراحوني وأراحوا الملتقى .
وإني أسألك أخي الكريم د/ عبد الرحمن :
أتظن أن كاتب هذه الحروف بهذه الغفلة " والدروشة " حتى يعطي هذا الحكم على ملأ من الناس وفي جهاز " الانترنت " الذي قد تقوم الساعة ولا يحذف ما فيه – من أجل هفوات علمية في بحث أو بحثين ؟؟
وتقبلوا كامل التحية والتقدير من أخيكم وزميلكم :المحب لأهل الملتقى جميعاً .
السالم الجكني .
 
بهذه الحلقة أرى ـ ومعي كل العقلاء ـ إسدال الستار على قضية مناقشة بحث الأجوبة السرية ، حيث تم النقد البصير ، وتم الرد المسدد عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ ، وبتعليق الدكتور الفاضل السالم الجكني، ومن قبله الأخ الألمعي الموفق ـ إن شاء الله ـ أبو عبد الله الشهري تكون الغاية من طرح هذه القضية قد حدثت فعلا ، وبذا فأستميح أهل الملتقى عذرا أن يقف الأمر في التعليق عند هذا الحد.
وعلى استحياء شديد أقول: لا يخفى على أحد أن الترقية الوظيفية هي الغرض الرئيس من نشر البحوث في المجلات المحكمة ، وعلى هذا فالنقد لبحث من البحوث التي هي على هذه الشاكلة يسبب إحراجا شديدا للباحث والمجلة والمحكمين , والحياة العلمية برمتها ، فإن وفق الله صاحب البحث لعبور قنطرة النقد فقد أضاف مجدا وتخليدا لبحثه بين العلماء ، وإن لم يتجاوز القنطرة فقد باء بما هو أهله ، وليس بكثير عليه أن يسمع ويري ما يصب عليه مما لا يخفى على بصير.
وعلى هذا أفرع نقطتين :
الأولى : يكفي للنقد البناء مجرد صدوره من عالم يتحكم في كل ما يقول بالدليل ، ولو قال في نهاية النقطة فأين الباحث أو المحقق من هذا ...لأصاب المحزَّ ، ويكون قد خاطب الباحث و عاب من أجازه من المحكمين والإدارة بل والجامعة التي تنتمي إليها المجلة ....ويكون الناقد قد سلَّح نفسه ضد النقد لأسلوبه ، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب ـ هذه واحدة.
أما الثانية : فالذي نحن جميعا على يقين منه، أن توجيه الأمر أو النهي إلى الغير من الأمور المثتثقلة على النفس، لأن المأمور يجد في غيره فضيلة يفتقدها في نفسه أو يظن نقصاً في نفسه أمام آمره ، ومن هنا كان من الواجب خفض الجناح وترقيق القول في النقد أو الأمر أو النهي ليُقبل الكلام ويؤتي أكله ، مصداق ذلك قوله تعالى مخاطبا نبيه موسي وهارون عليهما السلام :" {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }{طه44 } فلا أحد من المسلمين ـ والله أعلم بعباده ـ أكفر من فرعون ، ولا أحد أتقى من الأنبياء ، ومن هنا أجزم بأن لليونة الكلام تأثيرات عجيبة لا نجدها في الشدة أو العنف، وفي خضم البحث العلمي نجد أننا في حاجة إلى اتباع هذا الأسلوب القرآني العظيم الذي تتنزل معه الرحمة وتتقبله النفوس مختارة .
هذا ما أردت أن أختم به هذه المناقشة العلمية الجادة،:" وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }{هود88} .
 
جزاكم الله خيراً على هذا التعقيب الموفق جميعاً ، وأعد هذا الحوار من الحوارات العلمية الموفقة التي اتسم بها ملتقى القراءات والتجويد .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى وقت قريب كنا مستمتعين بهذه الدرر التي انتثرت علينا من الشيخ الدكتور/ السالم - حماه الله من كل سوء- ثم ازددنا فرحًا بتعليق الشيخ الدكتور / إلياس - سدد الله على الخير خطاه- ثم حُوِّر الموضوع برمته إلى ما لا فائدة منه أصلاً فكأننا والماء حولنا جلوس وحولنا ماء وعليه ختم الموضوع فانقطعت بذلك الفائدة على القارئ - ولا حول ولا قوة إلا بالله- وصدق الإمام الشاطبي حين قال : فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا - فإنا لله وإنا إليه راجعون
 
التعقيبات في محلها والرد أقر كثير منها، وأتمنى أن نرى المزيد من النقد البناء بعيدا عما يجرفه لغير مبتغاه
 
عودة
أعلى