نص رسالة أ.د. غانم قدوري الحمد لأحد محبيه في مسألة الضاد

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30/11/2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
فأدعو الله تعالى أن تصل إليكم رسالتي هذه وأنتم وأسرتكم الكريمة بخير ، وفي تمام العافية والسعادة .
وأود أن أنقل لكم بعض الملاحظات التي عنت لي على ما ورد في كتاب "تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد" لفضيلة الشيخ عبيد الله الأفغاني حفظه الله تعالى ، بعد قراءتي للكتاب وما فيه من مباحث ومنظومات بديعة ، فقد رأيت أنك مهتم بالموضوع ومعتن به عناية كبيرة ، عسى أن تجدوا فيها ما يوضح جانبا من الموضوع أو أجد عندكم ما يعزز دراسة الموضوع ، ومن تلك الملاحظات :
(1)لاحظت أن الشيخ نص في بعض المواضع على أن مخرج الضاد من طرف اللسان ، مشاركا بذلك مخرج الظاء ، وهذا إن صح ما فهمته مما ورد في الكتاب مخالف لما نص عليه علماء التجويد وعلماء العربية ، وهذه بعض المواضع :
ـ ص11س11ـ12 قال :"ويستفاد من ذلك ما يأتي : أـ أن حرف الضاد مخرجه من طرف اللسان.." والشيخ اعتمد على ما ورد في المصباح المنير وهو : "الضاد حرف مستطيل ومخرجه من اللسان إلى ما يلي الأضراس" ، وأحسب أن في النص نقص كلمة وأنه يجب أن يكون : من حافة اللسان ، ويمكن مراجعة المصباح وليس عندي نسخة منه الآن .
ـ ص13س4ـ6 قال الشيخ : "ب ـ أن حرف الضاد عند سيبويه من أول حافة اللسان مع الأضراس ، وهذا يعني قرب مشابهته للظاء ، إذ إن مخرجه من أول حافة اللسان مع أصول الثنايا العليا". وما نسبه الشيخ إلى سيبويه صحيح لكن يبدو لي أنه يفسر (حافة اللسان) بطرف اللسان ، لأنه عبر عن مخرج الظاء أنه من حافة اللسان ، وهو من طرفه باتفاق ، ولعل هذا هو الذي جعل الشيخ ينسب مخرج الضاد إلى طرف اللسان .
ـ ص17س7 نقل الشيخ من كتاب الإقناع في الفقه ما نصه : "..لأن كلا منهما : أي الضاد والظاء من أطراف اللسان وبين الأسنان..". وهذه العبارة ليست دقيقة ومخالفة لما ورد في كتب الفن .
وقد لاحظت أن الشيخ نقل في معرض حديثه نصوصا من علماء كثيرين جاء التصريح فيها بأن مخرج الضاد من أول حافة اللسان ، وحافة اللسان جانبه كما فسره علماء التجويد ، وأول الحافة الجهة العميقة المقابلة لأقصى اللسان ، وأخشى أن يكون الشيخ قد بنى موقفه في الشبه بين الضاد والظاء على تفسيره للحافة بطرف اللسان ، والله أعلم .
(2)يدعو الشيخ إلى نطق الضاد ظاء ـ إذا لم يمكن إخراج الضاد من مخرجه ، وهو غير ممكن لأكثر الناس في زماننا ـ لأن العلماء السابقين صرحوا أن الضاد أقرب ما يكون إلى الظاء وأن بعض العرب ينطقه ظاء ، لكن مخرج الضاد كما نص على ذلك سيبويه بعيد عن مخرج الظاء ، فالضاد من المخرج السابع ، والظاء من المخرج الثالث عشر ، والدال والطاء من هذه الناحية أقرب إلى الضاد ، وإذا تعذر على البعض نطق الضاد من مخرجها ونطقها دالا مطبقة فإنه في ذلك قد أزال الضاد عن مخرجها كما أن من نطقها ظاء قد أزال الضاد عن مخرجها ، فالتغيير حاصل من الفريقين ، وإذا أخذنا بالاعتبار ما يؤدي نطق الضاد ظاء من الخلط بين الصوتين فإن نطق الضاد ظاء ليس بأولى من نطقها دالا مطبقة (أو طاء مجهورة) ، كما هو حال أكثر القراء المصريين ومن أخذ عنهم من قراء الحرمين ، والله تعالى أعلم .
(3)قال الشيخ في صحيفة24السطر12 في صوت الضاد الطائية : "إنه حرف أجنبي من آثار الاستعمار ، لأن المستعمرين في البلاد التي استعمروهم فرخوا فيها فروخا ، فهو جديد لم يكن معروفا". وأشار إلى هذا المعنى في الخاتمة صحيفة 30 السطر13.
أقول : إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد صوت الضاد التي ينطق من مخرج الطاء والدال والتاء اليوم فإن هذا النطق للضاد قديم قد يرجع إلى عصر ابن الجزري ، وقد أشار إيه ابن النجار(ت780هـ) في رسالته غاية المراد في معرفة إخراج الضاد ، وأشار إليه ابن غانم المقدسي(1004هـ) في رسالته بغية المرتاد ، وأشار إليه محمد المرعشي(1150هـ) في رسالته في كيفية النطق بالضاد وفي كتابه جهد المقل.
أخيرا ، فإني استفدت من قراءة الكتاب واطلعت على مصادر لم أكن أعرفها ، خاصة ما ورد في رسالة القاضي مدثر رحمه الله خطيب المسجد المليوشي ، كما أني اطلعت على وجهة نظر معتبرة في موضوع نطق الضاد .
وكنت أود لو أني التقيت بالشيخ الأفغاني وأنا في المدينة المنورة للسلام عليه ، وإذا استطعت أخذ رأي الشيخ في الملاحظات التي عرضتها فإن ذلك سيكون أمرا مفيدا ، إن شاء الله لعلنا نستفيد من إجابته رأيا جديدا في بعض ما ورد في الرسالة .
أرجو أني لم أثقل عليك في هذه الرسالة ، وأدعو لك دائما بالتوفيق والنجاح ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوك : غانم
8/12/2006م
17/11/1427هـ
 
شكرا لك أخي الكريم على إيراد هذه الفوائد القيمة، ومثل هذه المراسلات العلمية من أخص ما يعنى به طالب العلم، والاعتناء بها فيه فوائد جمة، أبرزها رسوخ المسألة العلمية وعدم نسيانها، إضافة إلى أنها تحوي أمورا ومعلومات قد لا تتوافر في أي مصنف، لأنها في الغالب تشتمل على تحرير كاتبها وما وصل إليه علمه في المسألة.

أما قول الدكتور غانم:
وكنت أود لو أني التقيت بالشيخ الأفغاني وأنا في المدينة المنورة للسلام عليه ، وإذا استطعت أخذ رأي الشيخ في الملاحظات التي عرضتها فإن ذلك سيكون أمرا مفيدا ، إن شاء الله لعلنا نستفيد من إجابته رأيا جديدا في بعض ما ورد في الرسالة .
فمن رأيي أن تتولى أنت أخي أبا سفيان مهمة اللقاء بالشيخ عبيد الله وإبلاغه السلام والكلام، ثم تفيدنا بما يستجد ...
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

إن الشيخ عبيد الله الأفغاني لا يقول بتقارب الحرفين في السمع لأجل اتفاقهما أو تقاربهما في المخرج أو لكون الضاد تخرج من طرف اللسان ، كلا والله ، وإني لأتكلم عن علم فإني من تلامذة الشيخ حفظه الله تعالى وما سمعته ولو مرة واحدة أشار إلى ذلك. بل كان يلح على التمييز بين الحرفين في المخرج والاستطالة وكان يخرج الضاد من حافة اللسان ويقرأ ويُقرئ بذلك ويلح على ذلك.

أما استدلاله ببعض أقوال العلماء في كون الضاد تخرج من مخرج الظاء فهو من باب جمع أقوال العلماء في إثبات التقارب بين الحرفين في السمع بغض النظر عن تعليلهم لذلك التقارب ، وقد يكون السبب هو وجود بعض العرب الأقحاح من يخلط بين الحرفين مخرجاً وصفة أو بعض الفقهاء والأصوليين من أشار إلى تقاربهما مخرجا من باب المجاز والعموم وهو يريد التقارب في السمع. ثم أن الشيخ حفظه الله لم يقعّد المسألة على المخرج بل المسألة بُنيت على التقارب في الصفات لاشتراكهما في الاستعلاء والإطباق والرخاوة والجهر لا سيما صفة الرخاوة التي لا تنطبق تماماً على النطق الحالي المروج الآن.

وأما إباحة الشيخ في إبدال الضاد ظاء فليس على الإطلاق بل هو مقيد بعدم القدرة على النطق بحرف الضاد الفصيح وهو خروجه من حافة اللسان مع جريان الصوت فيه جرياناً كلياً ففي هذه الحالة أجاز الشيخ ذلك ضرورة عملاً بأخف الضررين لعدة أسباب :

أولا : تقاربهما في جميع الصفات ما عدا الاستطالة
ثانيا : تقاربهما وتشابههما في السمع كما نص على ذلك الأئمة وحرصهم على التمييز بينهما بحصرهم الكلمات الظائية الثابتة في القرءان الكريم
ثالثا : خلط بعض العرب القدماء الأقحاح بين الحرفين ، فهو من الثابت عند العرب
رابعاً : اغتفار علماء الإسلام في استعمال أحدهما مكان الآخر عند التعذر كابن كثير وابن تيمية وغيرهما وهو مشهور عند الفقهاء والأصوليين وأهل اللغة وهذه الأقوال منقولة في كتاب الشيخ.

وأخيراً أقول : إن لم يكن الاستعمار السبب في تغيير حرف الضاد فلا شكّ أنّه من الأعاجم الذين دخلوا الإسلام قديماً

وما حملني على هذا التدخلّ إلاّ لعلمي أنّ الشيخ عبيد مريض جداً وقد ترقبته في الحرم في شهر رمضان الفارط فلم أجده وللأسف.

أسأل الله تعالى أن يشفي الشيخ عبيد وأن يحفظه ويحفظ شيخنا العلامة غانم قدوري الحمد وأن يجمعنا جميعاً في مستقر رحمته يوم نلقاه وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري
 
أهل الموصل ينطقون الضاد رخوة كما ينطقها الشيخ عبيدالله

أهل الموصل ينطقون الضاد رخوة كما ينطقها الشيخ عبيدالله

[align=center]


كان شيخ القراءات بالموصل الشيخ صالح الجوادي رحمه الله ،ومن طريقه سند أهل الموصل في القراءات

السبع ينطق صوت الضاد رخوا. لي عنه ثلاثة طرق في ذلك، بل أربعة، ،

- أولها الدكتور ليث بن الشيخ زاهد الهاشمي ، وهو مجاز عن الشيخ صالح الجوادي برواية حفص عن عاصم،

رأيته قبل عشرين سنة ينطق الضاد رخوة فاستغربت منه ،فاستثبتّه من نطقها فنطقها رخوة من جانب الفم ،

وقال هكذا كان ينطقها الشيخ صالح الجوادي ، ، . فقلت له ، فأين الفرق بينها وبين الظاء فقال

نحن نفرق بينهما في المخرج والصفة

..

ـ ثانيهما الدكتور عبدالستار فاضل من تلاميذ الشيخ يونس رحمه الله تلميذ الشيخ صالح الجوادي ، نطقها لي

أكثر من عشر مرات ، وقال نحن ننطقها هكذا عن شيوخنا وهو نطق يوافق وصف سيبويه وسائر العلماء.

- الملا محمود إمام جامع قرية العملة قال رأيت غير مرة الملا دحام وهو مُجاز من الشيخ صالح الجوادي

ينطق الضاد رخوة

أما الشيخ إبراهيم المشهداني ـ حفظه الله ـ وهو قد قرأ على الشيخ صالح الجوادي ولكنه أكمل السبع على

تلميذه الشيخ عبدالفتاح الجومردفكان لا يشدد على تلاميذه في هذه المسألة، ولكنه أخبرني أن نطقها

رخوةً هو الصواب.

هذا وبالجملة فيمكن القول إن المحافظين من قراء الموصل على طريقة الشيخ صالح الجوادي رحمه الله

ينطقون الضاد رخوةمستطيلة منحرفة إلى اليسار كما أجمع على وصفها كتب النحو والقراءات، ،

والله أعلى وأعلم

[/align]
 
لا أحد ينكر رخاوتها، فالرخاوة هي زمن الحرف (جريان الصوت بالحرف) فالسين رخوة والهاء رخوة ولا علاقة لذلك بحرف الظاء وإن كانت هي الأخرى رخوة. لكن وقوع النطق مشابها للظاء هو المستنكر من قبل من ألف في عدم التشابه في النطق كالضباع في رسالته ومن سبقه أو تلاه.
 
السلام عليكم

وماذا نفعل بالنصوص التي صرحت بتشابه الحرفين في السمع كنص مكي القيسي في كتابه الرعاية ؟ ، ولماذا ألحّ العلماء على التمييز بينهما في السمع ؟
وما الذي حمل العلماء على حصر الكلمات التي تحتوي على الظاءات في القرءان الكريم ؟ إن كان حرف الضاد لا يشبه حرف الظاء أيشبه إذن حرف
الدال أو الطاء على وفق ما نسمعه اليوم ؟ ، فإن كان كذلك فما دليلكم على ذلك ؟

أرجو أن تكون الإجابة بالدليل والنصّ
 
تمييزها لأن لهجات بعض العوام وبعض القبائل العربية قديما وحديثا على عدم التمييز بين الحرفين كما هو حال معظم الخليج العربي والعراق ومنطقة نجد وبعض قبائل اليمن، فكلا الحرفين عندهم ينطقان ظاء خالصة، فسعى العلماء لحصر الكلمات الظائية لتتميز عند أولئك القوم فيتمرسوا عليها ويستحضروها في أذهانهم بعد تلقي الصوت الصحيح لها على مشايخ متقنين تتصل أسانيدهم بأفصح من نطق بالضاد الحبيب المصطفى الهاد -صلى الله عليه وآله وسلم-.

بل كان أحد أئمة مسجدنا في الرياض من طلبة الدراسات العليا في الشريعة أصله من المنطقة الشرقية، أمنا مرة فقرأ وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناضرة. وحين راجعته قال لي أيهما التي بالضاد.!!! !!! والتبست عليه

فالسبب واضح جلي إن شاء الله تعالى لمن تأمله دون انفعال، ولا يحتاج هذه الإطلاقات التي تأخذ بنا ذات اليمين وذات الشمال.

نسأل الله لنا ولكم السلامة في هذه الأيام الفضيلة ويجعل القرآن العظيم لنا خير وسيلة ويشرح به صدورنا وييسر به أمورنا ويهدينا لصالح الأعمال ويردنا إلى أصدق مقال.
 
السلام عليكم

لماذا كان بعض العرب يخلطون بين الضاد والظاء في السمع دون غيرهما ؟ لو كانت الضاد الدالية التي نسمعها اليوم صحيحة فكيف يقع الخلط بين حرفين متباعدين في السمع - أي بين الظاء والضاد الدالية - ؟ أتريد أن تغطّي الشمس بالغربال كما يقال عندنا في الجزائر ؟ فخلط بعض العرب بين الحرفين لا يفسّر إلاّ بتشابههما وتقاربهما في السمع . سبحان الله إنّ الضاد نزلت شبيهة بالضاد ، والعرب كانوا ينطقونها على تلكم الكيفية ، وبذلك نصّ أئمّة اللغة والتجويد فما لنا إلاّ الاتباع والخضوع لأنّ قراءة القرءان سنة متبعة لا اجتهاد فيها فأنت تتكلّم بالمنطق والعقل المركّز على الخلط بين الحرفين ، وقد طلبت منكم دليلاً ونصاً معتبراً يثبت صحة الضاد الدالية وما زلت في الاتنظار.



قولكم : "بل كان أحد أئمة مسجدنا في الرياض من طلبة الدراسات العليا في الشريعة أصله من المنطقة الشرقية، أمنا مرة فقرأ وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناضرة. وحين راجعته قال لي أيهما التي بالضاد.!!! !!! والتبست عليه"

الجواب : أفهمت الآن لماذا قام القدامى بحصر الظاءات في القرءان الكريم هذا بالنسبة للعوام أما إن كان من المتخصصين فلو فصل بينهما بالمخرج والاستطالة وحفظهما في ذهنه لفرّق بينهما.
 
لا أحد ينكر رخاوتها.




[align=center]
كل الخِلاف على الرخاوة، ،

فإذا أقرّ بها أهل الشام وأهل مصر فعليهم العودة إليها

أما نطقهم بها شديدة وتقليد بعض قراء جزيرة العرب الذين أصبحوا في هذه المسألة

[align=center]يمشون في الوعثِ إعراضاً عن الجَددِ[/align]

فهو مخالفة لإجماع علماء القراءات والنحو جهارا نهاراًِ

ولكن ليس كل قارئ حسن الصوت بعالم في التجويد والأصوات

أما الأستاذ الكبير غانم قدوري الحمدـ حفظه الله ـ فكان متسقاً صريحا ، وإن كنت أعدُّه مغامراً، حين

أعلن أن ثمّ تغييراً قد حصل في صوت الضاد اليوم، ويعني به التخلي عن صفة الرخاوة الثابتة

لها. لكنه وجد نفسه بين أمرين ضاع الحزم بينهما . إما أن يُخَطِّئ جمهور القراء المصريين وهذا

أمر صعب وإمّا أن يؤيدهم في مخالفة إجماع علماء القراءات والنحو على رخاوة الضاد فيختار أن

تُقرأ شديدة كما يقرؤها المتأخرون ، وقد اختار الثاني بحجة علوّ إسنادهم! وتأييده لشدة الضاد هو الذي

أعده مغامرة .

وقد اتخذ بعض أدعياء العلم من قوله ذريعة فراحوا يتعالمون في بعض المنتديات ويبتدعون مصطلحات

من عندهم ، ، ويفكرون بغير منطق البحث العلمي فيسعون إلى لبس المشكلات الصوتية ببعضها كأن القضية

قضية انتصار لاختيار على آخر أو لنطق على سواه. فإذا اضطرب اتساق وصف العلماء للطاء أفعلينا أن

نجر ذلك إلى الزعم بأنهم لم يفهموا الرخاوة وأنهم قد أخطأوا في وصف الضاد!!؟

إني أرى أن في هذه المسألة دليلاً على مبالغة الباحثين في قضية الإسناد ، مما لا ينبغي لهم فعله

فإجماع نص العلماء المكتوب على وصف صوت حجة على أي علو إسناد ما كان له أن يستمرّ

أصلاً لولا مساعدة الكتابة والوصف الكتابي له.
[/align]
 
السلام عليكم

لماذا كان بعض العرب يخلطون بين الضاد والظاء في السمع دون غيرهما ؟ لو كانت الضاد الدالية التي نسمعها اليوم صحيحة فكيف يقع الخلط بين حرفين متباعدين في السمع - أي بين الظاء والضاد الدالية - ؟ أتريد أن تغطّي الشمس بالغربال
.

هذا الكلام لا حجة فيه، فهم يستعملون حرفا مكان آخر كما هو الحال في لهجات أخرى

فأين القاف من الآف في التشابه في السمع

كقول بعضهم رايح السوء والآخر رايح السوغ والثالث رايح السوج (بالجيم المصرية) وكلهم يقصد السوق

وأين الجيم من القيم (كالقاف المشقوقة)

والثاء من التاء في يقولون التعلب ويقصدون الثعلب

والسجرة ويقصدون الشجرة.

والأمثلة كثيرة جدا في اللهجات، والتنبيهات في كتب التجويد أكثر من أن تحصر.

فما سبق لا يدل على التشابه في الفصيح ولا فيه صعوبة تمييز عند التلقي على المتقنين، وبعضهم أتقن من بعض. ولا عبرة بالأقوال المهجورة.

وقول بعضهم أن الحرف تغير مع الوقت في تلاوة القرآن عند أئمة القراءات المتصدرين قول في غاية الوهاء لمنافاته إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. فمن نصدق كتاب ربنا أم اجتهادات وافتراضات بعيدة تستنبط من الكتب والأقوال الموصوفة لا المسموعة خاصة أنها تتعارض مع الحفظ الذي تعهد به ربنا لكتابه.

والرخاوة التي قد يقصر في الإتيان بكمالها البعض لا تعني تغير الحرف منه إلى آخر.

فاللهم صل على سيدنا محمد أفصح من نطق بالضاد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره وسلم تسليما كثيرا
 
يا أخي الكريم انتبه لما سأقوله


إنّ الخلط بين تلك الأحرف التي ذكرتَ في الأمثلة يرجع إلى اختلاف اللهجات وكلّ ذلك جائز ولكنّه ممنوع في القرءان الكريم لأنّه من اللحن الجليّ الذي قد تبطل به الصلاة خلافاً للضاد والظاء حيث امتيازا بمزية وقعت بينهما خلافاً لغيرهما لعدّة أسباب :
أوّلاً : ثبوت النصوص المعتبرة على التشابه بين الحرفين في السمع
ثانياً : صعوبة حرف الضاد حيث قلّ من كان يقيم هذا الحرف إقامة صحيحة من أهل الأداء في القرن الخامس كما صرّح بذلك مكّي القيسي في كتابه الرعاية.
ثالثا : إلحاح العلماء على التمييز بين الحرفين في السمع أكثر من غيرهما من الحروف وهذا الذي يدلّ على شدّة التقارب بين الحرفين.
رابعاً : إحصاء العلماء للظاءات الموجودة في القرءان الكريم لتميّز من الضاد ، ولم يقم العلماء بإحصاء حروف أخرى لأجل نفس العلّة مع وجود تشابه بينها. وهذا ما يدلّ على شدّة التشابه بين الحرفين في السمع.
خامساً : لو كانت بعض القبائل القليلة تخلط بين الحرفين دون غيرها هو السبب في إحصاء الظاءات لما حمل علماء الأمصار شرقيّهم وغربيّهم وقديمهم ومتأخرهم على إفراد الكتب نظماً ونثراً في التفريق بين الحرفين ، فالمشكلة ليست هيّنة كما تتصوّر يا أخي الدكتور
سادساً : اتفاق علماء اللغة وعلماء الأصوات على أنّ الضاد القديمة تشبه الظاء من غير أيّ ريب ولا شكّ.
ثامناً : الأحرف التي ذكرها الدكتور أنمار في الأمثلة مختلفة في السمع تمتاز عن أختها امتيازا جلياً لا غبار عليه والخلط بينهما لا يرجع إلى التقارب بين الحرفين في السمع لا شكّ في ذلك لمن أبدل الحاء قافاً أو غيناً في كلمة { سوق } وإنّما يرجع إلى اللهجة ، وتعلم جيّداً أخي الدكتور أنّ مسألتنا هذه لا علاقة لها باللهجة لما سبق من البيان.

زيادة على ذلك هل يمكنك أن تثبت لنا الدليل على صحة الضاد التي نسمعها اليوم ؟
هل الضاد التي نسمعها اليوم رخوة ؟ هل يجري فيها الصوت جرياناً كلياً ؟ هل هناك قوّة في الاعتماد على المخرج أم ضعف ؟ هل يجري فيها الصوت إذا كانت الضاد ساكنة كما يجري في الحروف البينية فضلاً عن حروف الرخاوة ؟ هل اختلف الأئمّة في رخاوة الضاد ؟ أهناك نصّ واحد يثبت التشابه بين الضاد والدال أو بين الضاد والطاء ؟ إن كانت الضاد التي نسمعها اليوم صحيحة فما هو نصيب التفشّي فيها كما وصفها بعض الأئمّة ؟

أبعد هذا تتكلّم عن الإسناد إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام ؟ أين الإسناد يا أخي فيما يخالف الإجماع الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى ؟
 
[align=center]
كل الخِلاف على الرخاوة، ،

فإذا أقرّ بها أهل الشام وأهل مصر فعليهم العودة إليها

أما نطقهم بها شديدة وتقليد بعض قراء جزيرة العرب الذين أصبحوا في هذه المسألة

[align=center]يمشون في الوعثِ إعراضاً عن الجَددِ[/align]

فهو مخالفة لإجماع علماء القراءات والنحو جهارا نهاراًِ

ولكن ليس كل قارئ حسن الصوت بعالم في التجويد والأصوات

أما الأستاذ الكبير غانم قدوري الحمدـ حفظه الله ـ فكان متسقاً صريحا ، وإن كنت أعدُّه مغامراً، حين

أعلن أن ثمّ تغييراً قد حصل في صوت الضاد اليوم، ويعني به التخلي عن صفة الرخاوة الثابتة

لها. لكنه وجد نفسه بين أمرين ضاع الحزم بينهما . إما أن يُخَطِّئ جمهور القراء المصريين وهذا

أمر صعب وإمّا أن يؤيدهم في مخالفة إجماع علماء القراءات والنحو على رخاوة الضاد فيختار أن

تُقرأ شديدة كما يقرؤها المتأخرون ، وقد اختار الثاني بحجة علوّ إسنادهم! وتأييده لشدة الضاد هو الذي

أعده مغامرة .

وقد اتخذ بعض أدعياء العلم من قوله ذريعة فراحوا يتعالمون في بعض المنتديات ويبتدعون مصطلحات

من عندهم ، ، ويفكرون بغير منطق البحث العلمي فيسعون إلى لبس المشكلات الصوتية ببعضها كأن القضية

قضية انتصار لاختيار على آخر أو لنطق على سواه. فإذا اضطرب اتساق وصف العلماء للطاء أفعلينا أن

نجر ذلك إلى الزعم بأنهم لم يفهموا الرخاوة وأنهم قد أخطأوا في وصف الضاد!!؟

إني أرى أن في هذه المسألة دليلاً على مبالغة الباحثين في قضية الإسناد ، مما لا ينبغي لهم فعله

فإجماع نص العلماء المكتوب على وصف صوت حجة على أي علو إسناد ما كان له أن يستمرّ

أصلاً لولا مساعدة الكتابة والوصف الكتابي له.
[/align]

السلام عليكم
فضيلة د/ عبد الرحمان
قد قرأت نصا لأحد علماء الأصوات يستدل بأن الضاد شديدة وذكر قولا لابن سينا..وإليك قول ابن سينا : قال في كتابه " أسباب حدوث الحروف " ما نصه : وأما الضاد فإنها تحدث عن حبس تام عندما تتقدم موضع الجيم وتقع في الجزء الأمل إذا أطلق أقيم في مسلك الهواء رطوبة وحدة أو رطوبات تتفقع من الهواء الفاعل للصوت ويمتد عليها منحبسا حبسا ثانيا ويتفقأ فيحدث شكل الضاد " ا.هـ 18

هل يمكن أن نستدل بهذا القول علي صحة الضاد الحالية .وبهذا تحل المشكلة ؟؟
ومن المعلوم بأن علماء الأصوات قالوا بأن مخرج الغين والخاء من أقصا اللسان اعتمادا علي قول ابن سينا ..مع أن ابن سينا سينا خالف سيبويه وتقريبا جميع من تقدموا .. والله أعلم
والسلام عليكم
 
يبدو أن صوت الضاد كان يمرّ بتغير إبان نزول القرآن وكانت تنطقه مناطق قريبا من الضاد الشديدة الحالية ولنسمها (ضاد المصريين) وكانت تنطقه مناطق رخواً وهذ السبب الذي جعل بدو نجد والعراق والخليج من أجل المحافظة على الرخاوة يلفظونها ظاءً. وعلينا أنْ نعتبر التغيرات الصوتية التي تحصل بصورة طبيعية أكثر من اعتبارنا النطق المتعلَّم تعلّما لأن في الطبيعية من الأدلة ما ليس في التعمد والقصد.
ولا أشكّ شخصيا أن الشدة البينة في الضاد انحراف عن الوجه الأفضل في نطقها.
والدليل على أن الضاد كانت في حالة تغير وجود بعض الكلمات :
فالغيضة التي وردت في قصة إسلام سلمان هي نفسها (الغيط/ عند المصريين والغيطة/ عند الشاميين ) اليوم. وهذا ليس وحده بدليل ولكنه يصبح دليلا إذا علمنا أنه أصل (الغائط) لغةً أيضاً. فغاض الماء وغيض والغيضة والغيط كلمات تعود إلى أصل المادة اللغوية والتغير الصوتي للضاد بين الشدة والرخاوة هو الذي أدى إليها.
ولكنّ الضاد التي علينا أن نعتبر فيها أقوال النحاة والقراء يجب قطعا أن تكون أخف وأكثر رخاوة مما يقرأ بها جمهور القراء اليوم ولا شك أن انحرافا قد حصل بها نحو الشدة بسبب القراء المصريين. والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال بن الجزري في نشره نصا.
والضاد انفرد بالاستطالة وليس في الحروف ما يعسر علي اللسان مثله فان السنة الناس فيه مختلفة وقل من يحسنه فمنهم من يخرجه ظاء ومنهم من يمزجه بالذال ومنهم من يجعله لاما مفخما ومنهم من يشهم الزاي وكل ذالك لا يجوز انتهي
فافاد بن الجزري ان صوت الذال او الظاء او الزاي لا يجوز وهو من قرا علي اهل المشرق والمغرب
اما الرخاوة في الضاد فهي والله اعلم في اقل درجة فهي كما ذكرها الشيخ عبد الحكيم يستمر الصوت حتي ينتفخ الفم والله اعلم
 
الرخاوة جريان الصوت عند النطق بالحرف...
فالصاد والظاء والخاء والغين كلها حروف استعلاء ورخاوة والصوت لا ينقطع معها

والضاد لم يذكر أحد من علماء التجويد انها شديدة ولا متوسطة
ولم يذكر أحد من علماء التجويد ان الرخاوة على درجات


فالإنسان قد تحيّر بين علماء مشاهير نطقوا بها شديدة وخالفوا ما جاء بالإجماع في كتب العلماء السابقين

فالقراءة سنة متبعة وقد تعارضت هذه السنة المتبعة مع إجماع العلماء السابقين فهل المقدم الإجماع أو السنة المتبعة ؟

ويضاف الى الاجماع ان بعض أسانيد العراق والباكستان قرأت بالرخاوة موافقةً لما نص عليه علماء التجويد فهل القراءة سنة متبعة مع المشاهير فقط؟

وعلى فرض الاختلاف بين نطق المسندين ووصف العلماء أيها المقدم ؟ وهل التقديم على الإطلاق ؟



تساؤلات وإيرادات لم أجد فيها جواباً شافياً

رزقنا الله وإياكم اتباع الحق
 
أحسنتَ أخي محمد ويمكن أن نُضيف أن أهل الموصل الذين يقرأون الضاد رخوا ويميزونها عن الظاء بالمخرج يُسندون قراءتهم إلى ابن الجزري أيضا فهو موجود في كل الأسانيد التي تعطى في القراءات في الموصل اليوم. وعليه فيضاف التساؤل العلمي الآتي إلى الذين أكثروا من توظيف الأثر "القراءة سنة متبعة" حتى جعلوه شعارا يبررون به ما وجدوا عليه آباءهم مَن الذي غيّر النطق بين الشدة والرخاوة آهل الموصل أم المصريون؟ وهل محافظة هؤلاء على الشدة وهؤلاء على الرخاوة يعود لكون الصقع الذي يعييشون فيه يلفظ عوامّ الناس فيه الضاد رخوا أو شديدا؟
فلم تعد هناك حجة بشعار القراءة سنة متبعة للقائلين بنطق الضاد شديدة بل تعادل الميزان لأن لدينا مدرستين مؤجّزتين بالقراءات من طريق ابن الجزري وابن الجزري من ضواحي الموصل أصلا وأبناء الأثير الجزريون انتقلوا إلى الموصل وقبر عز الدين في (باب سنجار ) إلى اليوم إن لم يهدمه الدواعش في ما هدموا من أضرحة، يسميه العوام (قبر البنت).
فالزبدة أن الرأي والله أعلم الالتزام بما نصّ عليه علماء النحو والتجويد من ضرورة نطق الخاء رخوة كاملة الرخاوة ويبدو لي أن أهل الموصل قد حافظوا عليها أو على الأقل قد استطاعوا التوفيق بين ما رووا وما وصفته كتب النحو والقراءات.
ولا يجب أن نهوّن من قول ابن تيمية 728 <شيخ شيوخ ابن الجزري المتوفى 833> عن الضاد والضاء أنهما "في السمع واحد" فكيف يكونان في السمع واحدا إذا لم تقرأ الضاد رخوة تامة الرخاوة؟!

والله أعلم
 
عودة
أعلى