ضيف الله الشمراني
ملتقى القراءات والتجويد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
فأدعو الله تعالى أن تصل إليكم رسالتي هذه وأنتم وأسرتكم الكريمة بخير ، وفي تمام العافية والسعادة .
وأود أن أنقل لكم بعض الملاحظات التي عنت لي على ما ورد في كتاب "تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد" لفضيلة الشيخ عبيد الله الأفغاني حفظه الله تعالى ، بعد قراءتي للكتاب وما فيه من مباحث ومنظومات بديعة ، فقد رأيت أنك مهتم بالموضوع ومعتن به عناية كبيرة ، عسى أن تجدوا فيها ما يوضح جانبا من الموضوع أو أجد عندكم ما يعزز دراسة الموضوع ، ومن تلك الملاحظات :
(1)لاحظت أن الشيخ نص في بعض المواضع على أن مخرج الضاد من طرف اللسان ، مشاركا بذلك مخرج الظاء ، وهذا إن صح ما فهمته مما ورد في الكتاب مخالف لما نص عليه علماء التجويد وعلماء العربية ، وهذه بعض المواضع :
ـ ص11س11ـ12 قال :"ويستفاد من ذلك ما يأتي : أـ أن حرف الضاد مخرجه من طرف اللسان.." والشيخ اعتمد على ما ورد في المصباح المنير وهو : "الضاد حرف مستطيل ومخرجه من اللسان إلى ما يلي الأضراس" ، وأحسب أن في النص نقص كلمة وأنه يجب أن يكون : من حافة اللسان ، ويمكن مراجعة المصباح وليس عندي نسخة منه الآن .
ـ ص13س4ـ6 قال الشيخ : "ب ـ أن حرف الضاد عند سيبويه من أول حافة اللسان مع الأضراس ، وهذا يعني قرب مشابهته للظاء ، إذ إن مخرجه من أول حافة اللسان مع أصول الثنايا العليا". وما نسبه الشيخ إلى سيبويه صحيح لكن يبدو لي أنه يفسر (حافة اللسان) بطرف اللسان ، لأنه عبر عن مخرج الظاء أنه من حافة اللسان ، وهو من طرفه باتفاق ، ولعل هذا هو الذي جعل الشيخ ينسب مخرج الضاد إلى طرف اللسان .
ـ ص17س7 نقل الشيخ من كتاب الإقناع في الفقه ما نصه : "..لأن كلا منهما : أي الضاد والظاء من أطراف اللسان وبين الأسنان..". وهذه العبارة ليست دقيقة ومخالفة لما ورد في كتب الفن .
وقد لاحظت أن الشيخ نقل في معرض حديثه نصوصا من علماء كثيرين جاء التصريح فيها بأن مخرج الضاد من أول حافة اللسان ، وحافة اللسان جانبه كما فسره علماء التجويد ، وأول الحافة الجهة العميقة المقابلة لأقصى اللسان ، وأخشى أن يكون الشيخ قد بنى موقفه في الشبه بين الضاد والظاء على تفسيره للحافة بطرف اللسان ، والله أعلم .
(2)يدعو الشيخ إلى نطق الضاد ظاء ـ إذا لم يمكن إخراج الضاد من مخرجه ، وهو غير ممكن لأكثر الناس في زماننا ـ لأن العلماء السابقين صرحوا أن الضاد أقرب ما يكون إلى الظاء وأن بعض العرب ينطقه ظاء ، لكن مخرج الضاد كما نص على ذلك سيبويه بعيد عن مخرج الظاء ، فالضاد من المخرج السابع ، والظاء من المخرج الثالث عشر ، والدال والطاء من هذه الناحية أقرب إلى الضاد ، وإذا تعذر على البعض نطق الضاد من مخرجها ونطقها دالا مطبقة فإنه في ذلك قد أزال الضاد عن مخرجها كما أن من نطقها ظاء قد أزال الضاد عن مخرجها ، فالتغيير حاصل من الفريقين ، وإذا أخذنا بالاعتبار ما يؤدي نطق الضاد ظاء من الخلط بين الصوتين فإن نطق الضاد ظاء ليس بأولى من نطقها دالا مطبقة (أو طاء مجهورة) ، كما هو حال أكثر القراء المصريين ومن أخذ عنهم من قراء الحرمين ، والله تعالى أعلم .
(3)قال الشيخ في صحيفة24السطر12 في صوت الضاد الطائية : "إنه حرف أجنبي من آثار الاستعمار ، لأن المستعمرين في البلاد التي استعمروهم فرخوا فيها فروخا ، فهو جديد لم يكن معروفا". وأشار إلى هذا المعنى في الخاتمة صحيفة 30 السطر13.
أقول : إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد صوت الضاد التي ينطق من مخرج الطاء والدال والتاء اليوم فإن هذا النطق للضاد قديم قد يرجع إلى عصر ابن الجزري ، وقد أشار إيه ابن النجار(ت780هـ) في رسالته غاية المراد في معرفة إخراج الضاد ، وأشار إليه ابن غانم المقدسي(1004هـ) في رسالته بغية المرتاد ، وأشار إليه محمد المرعشي(1150هـ) في رسالته في كيفية النطق بالضاد وفي كتابه جهد المقل.
أخيرا ، فإني استفدت من قراءة الكتاب واطلعت على مصادر لم أكن أعرفها ، خاصة ما ورد في رسالة القاضي مدثر رحمه الله خطيب المسجد المليوشي ، كما أني اطلعت على وجهة نظر معتبرة في موضوع نطق الضاد .
وكنت أود لو أني التقيت بالشيخ الأفغاني وأنا في المدينة المنورة للسلام عليه ، وإذا استطعت أخذ رأي الشيخ في الملاحظات التي عرضتها فإن ذلك سيكون أمرا مفيدا ، إن شاء الله لعلنا نستفيد من إجابته رأيا جديدا في بعض ما ورد في الرسالة .
أرجو أني لم أثقل عليك في هذه الرسالة ، وأدعو لك دائما بالتوفيق والنجاح ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوك : غانم
8/12/2006م
17/11/1427هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
فأدعو الله تعالى أن تصل إليكم رسالتي هذه وأنتم وأسرتكم الكريمة بخير ، وفي تمام العافية والسعادة .
وأود أن أنقل لكم بعض الملاحظات التي عنت لي على ما ورد في كتاب "تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد" لفضيلة الشيخ عبيد الله الأفغاني حفظه الله تعالى ، بعد قراءتي للكتاب وما فيه من مباحث ومنظومات بديعة ، فقد رأيت أنك مهتم بالموضوع ومعتن به عناية كبيرة ، عسى أن تجدوا فيها ما يوضح جانبا من الموضوع أو أجد عندكم ما يعزز دراسة الموضوع ، ومن تلك الملاحظات :
(1)لاحظت أن الشيخ نص في بعض المواضع على أن مخرج الضاد من طرف اللسان ، مشاركا بذلك مخرج الظاء ، وهذا إن صح ما فهمته مما ورد في الكتاب مخالف لما نص عليه علماء التجويد وعلماء العربية ، وهذه بعض المواضع :
ـ ص11س11ـ12 قال :"ويستفاد من ذلك ما يأتي : أـ أن حرف الضاد مخرجه من طرف اللسان.." والشيخ اعتمد على ما ورد في المصباح المنير وهو : "الضاد حرف مستطيل ومخرجه من اللسان إلى ما يلي الأضراس" ، وأحسب أن في النص نقص كلمة وأنه يجب أن يكون : من حافة اللسان ، ويمكن مراجعة المصباح وليس عندي نسخة منه الآن .
ـ ص13س4ـ6 قال الشيخ : "ب ـ أن حرف الضاد عند سيبويه من أول حافة اللسان مع الأضراس ، وهذا يعني قرب مشابهته للظاء ، إذ إن مخرجه من أول حافة اللسان مع أصول الثنايا العليا". وما نسبه الشيخ إلى سيبويه صحيح لكن يبدو لي أنه يفسر (حافة اللسان) بطرف اللسان ، لأنه عبر عن مخرج الظاء أنه من حافة اللسان ، وهو من طرفه باتفاق ، ولعل هذا هو الذي جعل الشيخ ينسب مخرج الضاد إلى طرف اللسان .
ـ ص17س7 نقل الشيخ من كتاب الإقناع في الفقه ما نصه : "..لأن كلا منهما : أي الضاد والظاء من أطراف اللسان وبين الأسنان..". وهذه العبارة ليست دقيقة ومخالفة لما ورد في كتب الفن .
وقد لاحظت أن الشيخ نقل في معرض حديثه نصوصا من علماء كثيرين جاء التصريح فيها بأن مخرج الضاد من أول حافة اللسان ، وحافة اللسان جانبه كما فسره علماء التجويد ، وأول الحافة الجهة العميقة المقابلة لأقصى اللسان ، وأخشى أن يكون الشيخ قد بنى موقفه في الشبه بين الضاد والظاء على تفسيره للحافة بطرف اللسان ، والله أعلم .
(2)يدعو الشيخ إلى نطق الضاد ظاء ـ إذا لم يمكن إخراج الضاد من مخرجه ، وهو غير ممكن لأكثر الناس في زماننا ـ لأن العلماء السابقين صرحوا أن الضاد أقرب ما يكون إلى الظاء وأن بعض العرب ينطقه ظاء ، لكن مخرج الضاد كما نص على ذلك سيبويه بعيد عن مخرج الظاء ، فالضاد من المخرج السابع ، والظاء من المخرج الثالث عشر ، والدال والطاء من هذه الناحية أقرب إلى الضاد ، وإذا تعذر على البعض نطق الضاد من مخرجها ونطقها دالا مطبقة فإنه في ذلك قد أزال الضاد عن مخرجها كما أن من نطقها ظاء قد أزال الضاد عن مخرجها ، فالتغيير حاصل من الفريقين ، وإذا أخذنا بالاعتبار ما يؤدي نطق الضاد ظاء من الخلط بين الصوتين فإن نطق الضاد ظاء ليس بأولى من نطقها دالا مطبقة (أو طاء مجهورة) ، كما هو حال أكثر القراء المصريين ومن أخذ عنهم من قراء الحرمين ، والله تعالى أعلم .
(3)قال الشيخ في صحيفة24السطر12 في صوت الضاد الطائية : "إنه حرف أجنبي من آثار الاستعمار ، لأن المستعمرين في البلاد التي استعمروهم فرخوا فيها فروخا ، فهو جديد لم يكن معروفا". وأشار إلى هذا المعنى في الخاتمة صحيفة 30 السطر13.
أقول : إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد صوت الضاد التي ينطق من مخرج الطاء والدال والتاء اليوم فإن هذا النطق للضاد قديم قد يرجع إلى عصر ابن الجزري ، وقد أشار إيه ابن النجار(ت780هـ) في رسالته غاية المراد في معرفة إخراج الضاد ، وأشار إليه ابن غانم المقدسي(1004هـ) في رسالته بغية المرتاد ، وأشار إليه محمد المرعشي(1150هـ) في رسالته في كيفية النطق بالضاد وفي كتابه جهد المقل.
أخيرا ، فإني استفدت من قراءة الكتاب واطلعت على مصادر لم أكن أعرفها ، خاصة ما ورد في رسالة القاضي مدثر رحمه الله خطيب المسجد المليوشي ، كما أني اطلعت على وجهة نظر معتبرة في موضوع نطق الضاد .
وكنت أود لو أني التقيت بالشيخ الأفغاني وأنا في المدينة المنورة للسلام عليه ، وإذا استطعت أخذ رأي الشيخ في الملاحظات التي عرضتها فإن ذلك سيكون أمرا مفيدا ، إن شاء الله لعلنا نستفيد من إجابته رأيا جديدا في بعض ما ورد في الرسالة .
أرجو أني لم أثقل عليك في هذه الرسالة ، وأدعو لك دائما بالتوفيق والنجاح ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوك : غانم
8/12/2006م
17/11/1427هـ