عمر بن علي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد قرأت بعض التعقيبات لمشايخنا الأفاضل على موضوع الاختيار وخاصة بعد تكلم الشيخ الدكتور إيهاب فكري في هذه المسألة، وكانت هذه المسألة قد دارت في ذهني منذ مدة، ولكني انشغلت عنها بغيرها فلم أكتب فيها،وأحاول أن أعرض ما وصلت له أولا، وأنتظر تصحيح وتعقيب أصحاب الفضيلة -خاصة شيوخنا العلامة عبد الحكيم عبد الرازق والعلامة محمد الحسن، فأقول وبالله التوفيق:
الأمر دائر بين احتمالين لا ثالث لهما، إما أن يكون الاختيار جائزا أو غير جائز...كنت قد قرأت بعض التعقيبات لمشايخنا الأفاضل على موضوع الاختيار وخاصة بعد تكلم الشيخ الدكتور إيهاب فكري في هذه المسألة، وكانت هذه المسألة قد دارت في ذهني منذ مدة، ولكني انشغلت عنها بغيرها فلم أكتب فيها،وأحاول أن أعرض ما وصلت له أولا، وأنتظر تصحيح وتعقيب أصحاب الفضيلة -خاصة شيوخنا العلامة عبد الحكيم عبد الرازق والعلامة محمد الحسن، فأقول وبالله التوفيق:
فإن قلنا أنه غير جائز وأنه انتهى عند الأئمة العشرة لما اختاروا قراءتهم وتلقت الأمة قراءتهم بالقبول، قلنا إذن فلا وجه لكلام ابن مجاهد رحمه الله أصلا...
وإن قلنا أنه جائز، فلا وجه لمنعه في عصرنا دون باقي العصور، حيث لا دليل على المنع في زمان دون غيره...
فإن قبلنا الاختيار عامة فهو دائر بين أمرين أيضا:
إما أن يكون الاختيار لبعض الأحرف، من باب ما فعله الإمام ابن الجزري وقبله الإمام ورش رضي الله عنهما...
وإما أن يكون اختيار قراءة بأصول ثابتة بالإسناد الصحيح...
والاحتمال الأول:لا يوجد مانع له طالما أن القارئ التزم بما قرأ على شيوخه واختار من هذه الأحرف ما صح عن الأئمة مع عدم نسبة القراءة إلى إمام معين طالما أنه لا يروي حرفه، إنما يروي أحرفا مسندة للنبي صلى الله عليه وسلم دون التزام بطريق واحد، او يوضح أن ما يقرأ به هو اختياره، مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قراءات عديدة...
وأما الاحتمال الثاني: وهو أن يكون اختيار قراءة تامة تنسب إليه، فهذه أيضا لا دليل على منعها، حيث أن الأصل في الروايات المنقولة إلينا بالإسناد الاختيار، فمن المعلوم أن الإمام نافعا -مثلا- قرأ على سبعين من التابعين واختار من بين قراءاتهم قراءته، ولم ينص على كل حرف أنه قرأه على فلان، وحرف كذا قرأه على فلان ، بل أسند قراءته لشيوخه ثم أعلن أنه اختياره من بين ما قرأ...
فإن أتى واحد في زماننا هذا وقال أني اخترت من بين القراءات العشر قراءة أنسبها لنفسي مع إسناد متصل للأئمة، بما قرأته على مشايخي متصلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صح ذلك نظريا، ولكن عمليا :
من الأولى أن يغلق هذا الباب تماما مع بيان جوازه للعلماء والمتخصصين، ولا يعرض مثل ذلك على العامة لعدة أسباب أولها:
أن هذا الباب قد يأتي بمفاسد لا يعلمها إلا الله، فإن القارئ في زماننا هذا إن قرأ ببعض القراءات التي صحت كما هي في بلد لا يقرأ أهلها بما يقرأ هو، لفتن كثيرا من الناس حيث أنهم لم يعتادوها ولقامت فتنة، فما ظنكم برجل يقرأ بقراءة لم يعتدها عامة المسلمين ولا حتى علماؤهم؟!!!!
فالأولى أن يغلق هذا الباب سدا للذرائع...
ثانيا: أنه باب عظيم قد يفتح على الكثيرين أبواب الرياء والسمعة والشهرة، وهذا ما لا يسلم منه الكثير- إلا من رحم ربي-، وإلا فما فائدة اختيار قراءة في مثل هذا الزمان الذي قل فيه من يتقن ما روي أصلا، فضلا عن أن يتقن ما يختاره ويقرئ به ويتقنه غيره...
ثالثا: قد يكون سببا لانصراف الناس عن تعلم القراءات أصلا، فبمثل هذه الاختيارات قد يزداد العدد جدا حتى لا يدرك الناس لا العشر ولا ما فوق ذلك...وغيرها من الأسباب التي يدركها أهل الفطنة والإتقان والتدبر...والله تعالى أعلى وأعلم
وبانتظار تعقيبات مشايخنا الأفاضل على هذا الموضوع
وجزاكم الله خير الجزاء
وجزاكم الله خير الجزاء