من هو مؤلف تفسير (المباني في نظم المعاني) الذي نشر آرثر جفري مقدمته ؟

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,322
مستوى التفاعل
131
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
نشر المستشرق الاسترالي الدكتور آرثر جفري كتاباً قيماً سمَّاه (مقدمتان في علوم القرآن) . وهما مقدمة كتاب المباني ، ومقدمة ابن عطية . وقد نشرته دار غويه عام 1937م. ثم أعيد نشره عن مكتبة البابي الحلبي بعد ذلك بمراجعة وتصحيح عبدالله بن إسماعيل الصاوي.
فأما مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي ، فهي لتفسيره المحرر الوجيز ، وهي معروفة طبعت بعد ذلك مع التفسير كاملةً. وأما المقدمة الأخرى فلم يعرف المحققُ صاحبَها ، وكل الذي عرف عنها أنها مقدمة كتاب المباني ، وذلك لفقدان الورقة الأولى من المقدمة والتي عليها العنوان واسم المؤلف.
وقد نشرهما آرثر جفري من المخطوطات المحفوظة في دار الكتب ببرلين ، ودار الكتب المصرية ، وقد أشار إلى أنه نشر هاتين المقدمتين لأهميتهما ، ولحرص المستشرق برجشتراسر من قبله على نشرهما بعد فراغه من نشر كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري ، ولكن لم يتيسر له ذلك ، وأشار إلى أن هذه المخطوطة قد انتفع بها نولدكه في كتابه الشهير (تاريخ القرآن) وغيره من المستشرقين.
والذي عُرف عن مؤلف هذه المقدمة أنه بدأ في تأليف كتابه في سنة أربعمائة وخمس وعشرين من الهجرة ، وسماه (كتاب المباني في نظم المعاني) وهو تفسير القرآن الكريم الذي صدره بمقدمة في عشرة أبواب. وقد استظهر المحقق أن المؤلف من أهل المغرب ، وخولف في ذلك لوجود قرائن قوية في الكتاب تدل على أنه من أهل المشرق الإسلامي.
ولم أطلع على من حاول الكشف عن مؤلف هذه المقدمة مع شهرتها بين الباحثين في الدراسات القرآنية إلا الدكتور غانم قدوري الحمد في بحث له نشره في مجلة الرسالة الإسلامية(1) ببغداد ، في عددين متتاليين هما العدد رقم 164 والعدد 165 عام 1404هـ . تحت عنوان (مؤلف التفسير المسمى : كتاب المباني لنظم المعاني) . وقد ذكر في بحثه هذا أدلة ترجح نسبة هذا الكتاب ومقدمته المنشورة إلى الشيخ أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام المتوفى بعد سنة 425هـ .
وأظنه توفي بعد هذه السنة بكثير ، حيث أشار في مقدمته إلى أنه شرع في تأليف كتابه في هذه السنة.
وقد توصل الدكتور غانم إلى نسبته لان بسطام بواسطة دراسته لأسانيد كتاب (الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي حاتم وأبي عبيد) لأحمد بن أبي عمر الأندرابي المتوفى بعد سنة 500هـ الذي كان تليمذاً لابن بسطام ، وقد وازن الدكتور غانم بين المرويات التي وردت في هذا الكتاب ، والروايات التي وردت في كتاب مقدمة المباني ، فتوصل إلى أن كتاب المباني لابن بسطام .
وعهدي ببحث الدكتور غانم بعيد ، ولعله يتكرم ببسط أدلته على نسبة هذا الكتب لابن بسطام على صفحات هذا الملتقى ، حيث لم أجد هذا البحث منشوراً ضمن كتبه المتأخرة التي جمع فيها بحوثه المنشورة من قبل في المجلات والدرويات.
وتفسير المباني هذا يوجد قطعة منه في مكتبة الدولة ببرلين تبدأ من سورة الفاتحة إلى سورة الحجر برقم 1031 كما في الفهرس الشامل الصادر من مؤسسة آل البيت بالأردن قسم التفسير 919 . وصورة هذه المقدمة محفوظة بمركز الملك فيصل تحت علوم القرآن برقم (2679-2-ف) . ولعل الدكتور غانم لو اطلع على هذه القطعة من التفسير يزداد بصيرة بمؤلف هذه المقدمة ، من خلال الأسلوب والأسانيد .
وهذه المقدمة مليئة بالمباحث العلمية الدقيقة ، وهي في حاجة ماسة لإعادة نشرها وتحقيقها تحقيقاً يليق بها ، ويجلي كثيراً من مسائلها التي تعرضت لها ، ويوازنها بما قاله العلماء فيها. وأرجو أن يوفق الله أحد الباحثين للقيام بهذا العمل العلمي .

---------
(1) هي مجلة فكرية إسلامية تصدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الجمهورية العراقية ، ولا أدري هل ما زالت تصدر أم توقفت عن الصدور.
 
جزاك الله خيرا وقد وجدت فيه كلام نفيس عند بحثي عن موضوع النسخ ايام الجامعة, وقد كنت اتردد في الاقتباس من مقدمة المباني لعدم معرفة صاحباها او صحة نسبتها , واستهل المناسبة في سؤال حول كيف نتعامل مع ما لا نعرف صحة نسبته من أقوال لا تخالف قواعد العلم تكون منسوبة لصاحب الكتاب او كتاب غير معروف النسبة لمن ؟
فانا ان عرضنا الرأي دون الاشارة لمصدره كان سرقة أدبية . وان عرضناه بذكر صاحبه وقعنا بمشكلة نسبة الكتاب الى صاحبه. وبنسب اليه ما لا يثبت عنه .
وجزاكم الله خيرا .
 
تحديد مؤلف الكتاب له شأن في تقويم الروايات والأفكار التي تضمنها الكتاب ، وفي وضعها موضعها الصحيح من تاريخ التراث الإسلامي ؛ لأن علوم الشريعة الإسلامية لا تنبني على أقوال مجهولة توجد في صحف لا يعرف مؤلفها ، ولذا حرص العلماء على الأسانيد ، وعزو الأقوال إلى مصادرها ، لتمييز الصحيح من غيره.
ولذلك قال الدكتور غانم الحمد في بحثه حول هذا الكتاب :(ومعرفة مؤلف (كتاب المباني) لا تضيف - في الواقع- مادة جديدة إلى الكتاب ، ولكنها تعطي قيمة للماة الموجودة أصلاً ، فيمكن للباحثين حينئذٍ أن يتعاملوا معها باطمئنان ، بعد أن كانت الشكوك تساورهم عند استخدامها في أبحاثهم بسبب عدم معرفة المؤلف). ص 245
والخيط الذي استدل به الدكتور غانم على المؤلف هو شيخ صاحب كتاب المباني أبو عبدالله محمد بن الهيصم ، الذي تكرر اسمه في كتاب الإيضاح يروي عنه الاندرابي بواسطة ابن بسطام شيخه . ومن خلال ترجمته في كتاب غاية النهاية لابن الجزري 2/274 تأكد للدكتور غانم صحة استنتاجه . حيث قال ابن الجزري:(محمد بن الهيصم أبو عبدالله إمام مقرئ ، اعتمد عليه أحمد بن أبي عمر صاحب الإيضاح ، وروى عن حامد بن أحمد عنه وأبدى عنه فوائد في كتابه).

* وكتاب الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم لأحمد بن أبي عمر الأندرابي محفوظ في المكتبة المركزية بجامعة الإمام برقم 876 ، وفي مكتبه المصغرات الفيلميه بقسم المخطوطات بالجامعه الاسلاميه برقم 4368/4 ، وفي معهد المخطوطات العربيه برقم 9 عن نسخة استانبول 1350 Ay وهي التي أشار إليها الدكتور غانم الحمد في بحثه ، والكتاب قيم وفي حاجة إلى تحقيق ، ذكر الدكتور غانم الحمد أنه (كتاب عظيم الفائدة ، لأنه يشتمل على كثير مما يحتاج إليه القارئ والمقرئ ، وموضحاً مشروحاً ، فقد قدم فيه المؤلف قبل ذكر القراءات أبواباً بلغت أكثر من خمسين باباً ، كل باب في صنف من العلم لا يستغني عنه طالب علم القراءة ودارس القرآن).

وقد بعث لي الأستاذ الدكتور غانم الحمد رسالة بريدية صباح اليوم السبت 18/2/1427هـ قال فيها :
( بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الأخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد وقفت على عرضكم لقضية مؤلف كتاب " المباني " في ملتقى أهل التفسير ، وأحببت أن أنقل إليكم شخصياً نص البحث الذي أشرتم إليه ، فقد كان الموضوع محور نقاش بيني وبين بعض الإخوة في الفترة الأخيرة ولدي معلومات أخرى حول الموضوع سوف أعرضها في الملتقى إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم : غانم قدوري الحمد )
وأنا أشكر الدكتور غانم حفظه الله على رسالته ، وأنتظر بيانه وتفصيله على صفحات هذا الملتقى إن شاء الله.
 
السلام عليكم
المؤلف من الكرامية وكذا الاندارابي ومحمد بن الهيصم هو من شيوخهم وتنسب اليه الفرقة الهيصمية وكانت بنيسابور وتقريبا وفاة المؤلف كانت بعد سنة 430 وطبقته من طبقة شيوخ الاندارابي لكن ليس هو حامد الذي أشار اليه الدكتور غانم.
ثم إن هناك تطابقاً تاماً حرفياً في أغلب آراء ابن الهيصم في الكتابين ولعله الذي دفع الدكتور إلى ذلك.
وعموماً تحديد وفاة الاندارابي ب بعد 500 أو حولها هو خطأ توارد عليه من ترجم له بعد الجنابي .
أما وفاته فهي في الحادي والعشرين من شهر ربيع الاول سنة 470
أما كون المؤلف هو حامد شيخ الاندارابي فيمتنع لأنه يكنى بأبي جعفر كما في المخطوط اثناء سورة البقرة.
وعموماً يحتاج الأمر لمزيد بحثٍ ، وليت أني أستطيع الاطلاع على بحث الدكتور فهو إمام في هذه الصنعة ، وأنت يا دكتور عبدالرحمن المفيد حقاً وصدقاً.
بقيت مسألة الاستدلال بكتابٍ لا يُعرفُ مصنفه ، هناك كلامٌ نفيس لابن عبدالهادي في الصارم ص 38 طبعة الانصاري وجزاكم الله خيراً.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قد فتحتم الباب ولم تغلقوه فلا زلنا ننتظر البحث حتى تشفى نفوسنا من تحقيق هذه المسالة .
فالبدار البدار يا شيخ عبد الرحمن حفظك الله
 
أخي العزيز الأستاذ الجنيدالله وفقه الله : شكر الله لك تعقيبك المفيد ، وهو يفتح آفاق البحث ، ويدعو للمزيد من التمحيص في المسألة ، ولم يتسن لي ذلك ، وكنت أرغب في تتبع المسألة منذ قديم ، لكن ضاق الوقت ، فرأيت طرح الموضوع للنقاش وقد يسر الله الأمر كما ترى ولا يزال للحديث بقية معكم ومع الدكتور غانم الحمد .

أخي العزيز الدكتور جمال أسعده الله بطاعته : حياك الله وبياك ، وقد كانت رسالتك الهاتفية دافعاً لي لنشر الموضوع بعد انتظار طويل للتنقيح الذي لم يتيسر بعدُ.
وهذا هو بحث الدكتور غانم قدوري الحمد ، فاقرأوه واكتبوا ما ترونه حياله ، بارك الله في علمكم ، وهو مصور بالاسكنر فاطبعوه صورة صورة بحسب ترتيب الترقيم.

 
بسم الله الرحمن الرحيم​

الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله ، وبعد فإني أقَدِّرُ للدكتور عبد الرحمن الشهري عنايته بكثير من المسائل التي غفل عنها الدارسون ، ومن ذلك إثارته لقضية البحث عن مؤلف التفسير المسمى " المباني لنظم المعاني " ، فجزاه الله تعالى خيراً ووفقه .

وتعليقي على الموضوع يتلخص في الآتي :

(1) البحث المذكور منشور في مجلة " الرسالة الإسلامية " في عدد واحد حمل الرقم ( 164 و165 ) لأسباب تتعلق بظروف صدور المجلة آنذاك ( ص 243- 255 ) .

(2) كنت قد أعدت كتابة البحث المشار إليه منذ سنوات ، تحت عنوان " الشيخ حامد مؤلف التفسير المسمى المباني لنظم المعاني "،على نحو أكثر تنسيقاً ودقة ، لكنه لم يتيسر لي نشره ، وهو يقع في خمس عشرة صحيفة تقريباً ، ويتضمن بعد المقدمة النقاط الآتية :

أولاً : تعريف بكتاب ( المباني ) .

ثانياً : المؤلف كما يبدو في صفحات الكتاب .

ثالثاً : تعريف بكتاب ( الإيضاح في القراءات ) للأندرابي ( والقسم الأول منه محقق في جامعة تكريت في رسالة علمية سنة 2002)

.رابعاً : مؤلف الكتاب من خلال كتاب الإيضاح .

خامساً : مؤلف كتاب ( المباني ) في كتب التراجم .

(3) يتلخص ما اعتمدت عليه في ترجيح نسبة الكتاب إلى ( حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام ) في تشابه كثير من النصوص الواردة في كتاب ( المباني ) وكتاب ( الإيضاح ) للأندرابي الذي نقل تلك النصوص عن ( ابن بسطام ) من غير أن يصرح باسم الكتاب الذي ينقل منه ، لكن تشابه تلك النصوص في الكتابين واتفاق الأسانيد فيهما يحملان على ترجيح نسبة كتاب ( المباني ) إلى ابن بسطام .

(4) التقيت في الشهر الماضي بالأستاذ سامر رشواني ، وهو يحضر للدكتوراه في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، عن ( الرد على المطاعن في القرآن الكريم في القرن الرابع الهجري ) وجرى الحديث بيننا إلى ذكر كتاب مقدمة كتاب ( المباني ) ، وكان يتأسف لكون مؤلف هذه المقدمة غير معروف ، وحين أخبرته عن بحثي حول مؤلفه رغب في الاطلاع عليه ، فأرسلته له ، وأثار ما ورد فيه حماسته لمعرفة المزيد عن ابن بسطام ، وتوصل من خلال البحث في الشبكة الدولية للمعلومات على معلومات جديدة حول الموضوع أرسلها إليَّ ، جزاه الله تعالى خيراً ، وأنا أنقل خلاصتها لكم .

(5) تتلخص تلك المعلومات في أن محقق كتاب ( زين الفتى في شرح سورة هل أتى ) لأحمد بن محمد بن علي العاصمي ، المولود سنة 378هـ [ ترجم له القفطي في إنباه الرواة 1/133] ، ذهب إلى أن مؤلف هذا الشرح هو نفسه مؤلف كتاب ( المباني ) ، وأيده في ذلك المستشرق الفرنسي كلود جليو ، لكن الأستاذ محمد كاظم رحمتي كتب بحثاً مطولاً بالفارسية أكد فيه أن مؤلف الكتابين هو ( ابن بسطام ) وقد أرسل إلي الأستاذ سامر نسخة من هذا لبحث ، وهو منشور على هذا لرابط :


(6) إن البحث عن مؤلف كتاب ( المباني ) لا يزال فيه مجال واسع للنظر ، من خلال المعلومات الجديدة التي أشرت إليها ، لكن عدم معرفتي باللغة الفارسية ، وعدم اطلاعي على كتاب ( زين الفتى ) ، وعدم اطلاعي على ما بقي مخطوطاً من كتاب ( المباني ) ، يحول دون قيامي بذلك الآن ، وأرجو أن يتواصل البحث من الإخوة المهتمين بالموضوع حتى يبلغ البحث مداه في الكشف عن مؤلف الكتاب .
 
الرابط الذي تكرم بارسالة الفاضل الدكتور الحمد جزاه الله خيرا يعمل بالفارسية ونحن بالكاد نعرف العربية فليتكرم اكرمه الله بنقل البحث المشار اليه بالعربية الى الموقع او يرسله الى عنواني متكرما لا مامورا وجزاه الله خيرا عن العلم والعلماء
 
أشكر الأستاذ الجليل الدكتور غانم الحمد على هذه الإضافات القيمة لموضوع البحث الذي ابتدأه قديماً حول الكشف عن مؤلف تفسير المباني لنظم المعاني ، وأرجو أن يوفقه الله لإكمال التحري عن هذا المؤلف من خلال البحوث التي أشار إليها. ولعلنا نظفر بمن يترجم لنا البحث المنشور باللغة الفارسية أو خلاصته إن شاء الله.
 
السلام عليكم
هذا بحث محمد كاظم رحمتي مترجما
ــــ
ملاحظات حول النسختين الكراميتين

محمد كاظم رحمتي

تنويه
على الرغم من البحوث العديدة التي تتناول الفرقة الكرامية، إلا أنه لا تزال هناك جوانب رئيسية في هذه الفرقة لم تطلها يد الباحثين، وذلك لتشتت الآثار المتبقية عن هذه الفرقة، ومن هذه الآثار مخطوطة الإيضاح في القراءات لأحمد بن أبي عمر الأندرابي(المتوفى عام 470هـ) موضوع مقالنا هذا، الذي ذيّلناه بنبذة عن الأندرابي وبعض المحطّات المهمة في كتابه، وذلك خلال استعراضنا لبعض نشاطات الفرقة الكرامية في مجال العلوم القرآنية والتفسير، لنختم المقال ببحث حول مخطوطة زين الفتى في تفسير سورة هل أتى.
إنّ تناوب صروف الدهر ودوام تقلّب الأوضاع الاجتماعية في المدن، هي السمات التي امتاز بها العالم الإسلامي، فمدينة نيشابور ظلت لثلاثة قرون(3-6 الهجري) حلبة للنزاع الفكري بين كبرى الفرق والنحل المختلفة مثل الأشاعرة والكرامية(نسبة إلى مؤسسها محمد بن كرام المتوفى عام 255هـ) لتكون بذلك واحدة من أهم مراكز الإشعاع الثقافي الإسلامي، و«دار العلم الإسلام» في فترة تألّقها العلمي. تعدّ الفرقة الكرامية الأخيرة من تفريعات الحنفية ، لكنّ المدينة المذكورة فقدت موقعها المرموق بسبب تواصل حملات التتار.
لعبت هذه الفرقة طيلة أيام نهضتها دوراً رئيسياً في نشر الثقافة والحضارة الإسلامية في أطراف الشرق الإسلامي، ويعود الفضل في انتشار الإسلام في هذه المناطق لخدمات الكراميين وتعاونهم، ومن أهم خدماتهم تدوين آثار عديدة في مجال ترجمة وتفسير القرآن الكريم إلى اللغة الفارسية، وهو الأمر الذي لم يكن ليحظى باهتمام الباحثين.
والسبب الرئيسي في عدم الاهتمام هذا، ضياع أهم المصادر الرئيسية لهذه النحلة، وغمور رجالها، حيث أنه على الرغم من ورود أسمائهم في بعض النصوص التي وصلت إلينا، إلا أن تراجمهم غابت عن المصادر، مما يحول دون التعرّف على هويتهم الكرامية، كما أن اهتمام الكرامية بالعلوم القرآنية ليس بالأمر العجيب.

من ناحية أخرى، تشير الرعاية التي حظي بها المناخ الأدبي والثقافي في خراسان في ذلك العصر، إلى الاهتمام العظيم الذي أولاه العلماء لمسألة تدوين كتب التفسير، والتي بقي معظمها، وللأسف، على حالته الخطية ولم تطبع، بينما طوى بعضها الآخر الاندثار، ومن أجل الوقوف على أهمية العلوم القرآنية والتفسير عند الكرامية، نورد فيما يلي بعض النقاط:

الكرامية وعلم التفسير:
تتكشف أولى علامات اهتمام الفرقة الكرامية بالتفسير من خلال رواية حول محمد بن كرام. فخلال وجوده عند علي بن إسحاق الحنظلي(المتوفى عام 237هـ) في مرو، استمع إلى تفسير ابن الكلبي، وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أنه قام بنفسه بتدوين هذه المسموعات، لكن أتباعه قاموا بالاستفادة مراراً من هذه الرواية، واستمرّ تداولها بينهم، على حدّ علمنا بالنصوص الكرامية، حتى القرنين الرابع والخامس الهجريين، وكان عبدالله بن مبارك الدينوري أول عالم كرامي بعد ابن كرام يقوم بتدوين وجمع هذه الأحاديث، وقد اشتهر تفسيره الواضح، الذي توجد منه عدة نسخ خطية هي: نسخة ليدن برقم 1651(المدوّنة في عام 726هـ/ 1947م وتضم311 ورقة)، نسخة آياصوفيا برقم 221(المدوّنة في عام 585هـ/ 1189م وتضم312 ورقة)، نسخة آياصوفيا برقم221(المدوّنة في عام 578هـ/ 1182م وتضم 234 ورقة)، وأخيراً نسخة آصفية حيدرآباد برقم 5.

من جهة أخرى، يشير الداوودي أيضاً إلى تفسير الواضح، لكن لم يتضمّن كلامه تاريخ الوفاة أو أيّ معلومات أخرى حول المؤلف وهذا التفسير .

ينوّه الثعلبي(المتوفى عام427هـ) في تفسيره المعروف إلى هذا الكتاب مشيراً إلى أن أباحنيفة القزويني(الهروي) قد رواه لأحد معاصريه وهو أبو بكر محمد بن يعقوب الاستوائي . بينما يرى سزگين وريبين أن مؤلف تفسير الواضح هو أبو محمد عبدالله بن محمد بن وهب الدينوري(المتوفى عام308هـ) .

ولكن حسبما أشار فان أس، فبروكلمان هو مصدر هذا الخطأ، وأنّ الدينوري ليس هو مؤلف تفسير الواضح. وأغرب من ذلك، فقد نُسب هذا الكتاب إلى عدة أشخاص من قبيل ابن الكلبي(المتوفى عام146هـ) والفيروزآبادي(المتوفى عام817هـ). إن ذكر سلسلتي السند في بداية هذا التفسير تتيح لنا أن نتوصل إلى هوية المؤلف. ووجود مخطوطات عديدة لهذا التفسير يرقى تاريخها إلى ما قبل ولادة الفيروزآبادي، تقطع الأمل بانتساب هذا التفسير إلى هذا الأخير.

في إحدى هذه المخطوطات، وهي مخطوطة المتحف البريطاني(Or.9277) وردت مقدمة لا تشابه أخواتها في النسخ الأخرى، ونقتطف هنا مقطعاً منها:

«يقول أبو محمد الدينوري، مؤلف الواضح وجامعه: إن هذا التفسير نهل من مصادر شتى، واختصرها لأهل العلم والمعرفة...» .

والسلسلتان الوارد ذكرهما في هذا التفسير هما:

السند الأول: «أخبرنا عبداللّه الثقة بن مأمون المروي (عبدالله بن مأمون الهروي الثقة) قال: اخبرنا ابي (مأمون بن احمد سلمي هروي) قال: اخبرنا ابوعبدالله (محمد بن كرام) قال: اخبرنا ابوعبيدالله محمود رازي قال: اخبرنا عمار بن عبدالمجيد الهروي قال: اخبرنا علي بن اسحاق سمرقندي عن محمد بن مروان (السدي الصغير) عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس».

السند الثاني: «عبدالله بن مبارك (الدينوري) قال حدثنا علي بن اسحاق سمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس.»
وعبدالله بن مبارك الدينوري هذا هو غير عبدالله بن مبارك المروزي(المتوفى عام181هـ)، حيث يحتمل أنه الوارد اسمه في تاريخ نيشابور والمدفون في الحيرة .
ووفقاً لما ذكر، يمكن أن ننسب تفسير الواضح أو تنوير المقباس إلى عبدالله بن مبارك الدينوري، وهو من علماء الكرامية في نيشابور، وشاهد آخر على انتساب مؤلف التفسير إلى الفرقة الكرامية. كما ورد في ترجمة أبي حاتم محمد بن إسحق الخطبي(المتوفى عام488هـ)، وهو من علماء الكرامية في نيشابور، أنه قد قرأ تفسير الواضح على أبي حنيفة عبدالوهاب الهروي.

إلى جانب التفاسير الروائية، برز الكراميّون في العلوم القرآنية، ويعدّ كتاب
فيه ما فيه لأبي سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري، العالم الكرامي الشهير، أقدم أثر وصلنا عنهم، ولم يقتصر على تناول مباحث العلوم القرآنية. ومن سياق عبارات هذا الأثر، يمكن أن نُقرنه بكتاب المباني لأحمد بن محمد العاصمي الذي سنتكلم عنه لاحقاً.

وبالنسبة للأنماري وكتابه التفسيري فيه ما فيه، فإننا عدا ما نقله العاصمي وبعض المنقولات الأخرى، لا نملك أيّ معلومات إضافية.
في زين الفتى، يذكر العاصمي مقتطفات حول موضوع ترتيب نزول القرآن الكريم نقلاً عن كتاب فيه ما فيه:

1. قد ذكره الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري رحمه الله في كتاب فيه ما فيه أخبرنا عنه الشيخ أبوالقاسم عبدالله بن محمشاذ [ بن أسحاق ] بهراة قال أخبرني الشيخ أبوسهل الأنماري (زين الفتى، المخطوطة، الورقة أ 15، أ 268).

2. ذكره الشيخ أبو سهل الأنماري رحمه الله في كتاب فيه ما فيه أخبرنا الشيخ عبدالله بن محمشاذ رحمه الله بهراة قال أجاز لي الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الأنماري رحمه الله على يدي أخي أبي عبدالله أحمد بن محمشاذ بكتاب فيه ما فيه قال أخبرنا...(زين الفتى، المخطوطة، الورقة ب 16).
وقد ذكر الحسكاني هذه السلسلة من الأسانيد باختلاف مهم وهو: قراءة في التفسير تأليف أبي القاسم عبدالله بن محمشاذ بن إسحاق قال كتب إلينا أبو سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني قال... .

3. أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن هيصم رحمه الله قال أخبرنا أبو النصر محمد بن علي الطالقاني قال حدثنا أبوسهل الأنماري (زين الفتى، الورقة ب 19). من هذه الرواية يمكن أن نستنبط أن أبا النصر محمد بن علي الطالقاني هو راوي كتاب فيه ما فيه.

وعبدالله بن محمد بن إسحاق بن محمشاذ الوارد سنده في هذه السلسلة هو أخ أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمشاذ الذي دفن في شط الوادي(محلة في هرات) في 445هـ.

يقول العاصمي في كتاب فيه ما فيه: ««وهذه الاحاديث كلها مكتوبة علي وجهها في كتاب فيه ما فيه للشيخ ابي سهل رحمة الله عليه إلا أنه لم يكن عندي اسنادها و وجدت اسنادها فيما اجاز لي الشيخان ابو عبدالله محمد بن علي و الشيخ ابوالقاسم عبدالله بن محمشاذ... .».
وحول كتاب فيه ما فيه يقول العاصمي: «يمكن الاستنتاج من الأسانيد الكرامية التي تحتويها مقتطفات الأنماري، أنّه مارس نشاطه في أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجري، وعلى ما يبدو، أنه توفّي في عام 425هـ.
يعتبر هذا الكتاب مصدراً مهماً لكتاب كرامي آخر هو كتاب المباني لنظم المعاني للعالم الكرامي أبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي(الذي عاش نحو العام 425هـ)، وهو من المصادر المهمة في الدراسات القرآنية في الغرب، منذ عصر نولدكه وحتى العصر الراهن، ولهذا، نرى من المناسب أن نتناول هنا المباحث المهمة لهذا الكتاب.

يشير آرون زيزو في مقالته «نصّان كراميان مجهولان» إلى كراميّة كتاب المباني وذلك لأول مرة بعد المقالة المتبحّرة لفان أس التي يعرّف فيها المصادر الكرامية المجهولة. وبالنسبة لإثبات كرامية هذا الكتاب، استعان زيزو بأقوال ابن كرام ومحمد بن هيصم الواردة فيه. ويعتبر الأخير شخصية رئيسية في تقنين الفكر الكرامي. ولحفيده أبي الحسن هيصم بن محمد بن عبدالعزيز(المتوفى عام467هـ) أيضاً كتاب في قصص الأنبياء ، وتقوم السيدة Cornelia Schoeck بتصحيح النسخة العربية من الكتاب بالاعتماد على المخطوطة الوحيدة الموجودة في مجموعة يهودا(جامعة برينستون)، ويؤمل أن يُطبع قريباً.
على الرغم من أنّ مشكلة مجهولية مؤلف كتاب المباني لا تزال ماثلة، إلا أنّ كلود جيلو، وبالنظر لأهمية الكتاب، كتب مقالة مطوّلة، ذكر فيها مصادر الأحاديث المنقولة في كتاب المباني مع تراجم للرجال الذين يتضمنهم. ويقول جيلو في خلاصة الكتاب: «كتاب المباني لنظم المعاني مقدمة في تفسير القرآن قام بتدوينه مؤلف مجهول(شروع التأليف عام425هـ/1034م)»، ولكن الشيء الأكيد أنّ المؤلف خراساني أو نيشابوري ومتكلم كرامي.

إنّ البحث في سلسلة رواة الأحاديث المذكورين في الكتاب تعيننا على التعرّف على أساتذته، ولكن ليس إلى الحدّ الذي نتمكّن فيه من تشخيص هويّة المؤلف، علاوة على أنّ تمحيص تلك الأحاديث سيتيح لنا فهماً أفضل عن حجم مساهمة كرامييّ خراسان في مجال العلوم القرآنية».

وقد قام آرثر جفري بنشر مقطع من الكتاب ضمن مجموعة أسماها مقدمتان في علوم القرآن، مع مقدمة تفسير ابن عطية(الموجود في بداية تفسير المحرر الوجيز)، وذلك في الطبعة الأولى، في القاهرة عام 1954م. وقد شهد الكتاب طبعة ثانية، في القاهرة أيضاً، على يد عبدالله إسماعيل الصاوي وذلك في عام 1972م.
يتألف كتاب المباني من بابين: يضم الباب الأول 10 فصول مطوّلة حول العلوم القرآنية، أما في الباب الثاني، فيقوم المؤلف بتفسير آيات القرآن الكريم الواحدة تلو الأخرى، مشيراً إلى معانيها بشكل إجمالي، تماماً كما هو منهج النصوص الكرامية. والنص الحالي يضمّ سور القرآن الكريم حتى سورة الأحزاب، وقد استحوذ هذا الكتاب منذ البداية وحتى الوقت الحاضر على اهتمام الغرب في العالم الإسلامي، بالرغم من عدم احتواء المخطوطة الحالية على اسم المؤلف، وقد ظلّ مجهولاً حتى عهد قريب، وقد وفّر طبع كتاب زين الفتى - كتاب آخر للعاصمي- فرصة للتعرّف على مؤلف المباني.

أهمية كتاب المباني :
اتخذت عملية إصلاح النصوص في السنوات الأخيرة طابعاً أكثر جدية ونشاطاً، وتكمن أهمية كتاب المباني في أنه أتاح فرصة لإصلاح أحد النصوص المهمة المفقودة في مجال العلوم القرآنية ألا وهو كتاب الردّ على من خالف مصحف عثمان.
ينطوي موضوع الزيادة والنقصان في القرآن الكريم، وكذلك مسألة المدى الذي ذهب إليه الصحابة في تغيير رسم الخط القرآني في القرنين الثالث والرابع – في حال سلّمنا بأن تدوين القرآن الكريم تمّ بعد وفاة الرسول الكريم(ص)- على أهمية خاصة في مجال مباحث العلوم القرآنية، وقد أدّى ذلك إلى تدوين آثار في القراءات والمصاحف على مدى القرنين الثالث والرابع. للأسف، لم يصلنا مصنّف من النوع الأول، اللهم إلا إشارات لابن النديم لأسماء بعضها، مع نقل فقرات منها.
أما بالنسبة لمصنّفات النوع الثاني، ونعني المصاحف، فهناك بعض الكتب المتبقية، حيث أن من مباحثها المهمة القراءات القرآنية المختلفة المنسوبة للصحابة، أما أهم أعلامها فهم: عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب. وفقاً لبعض الروايات، فإنّ مصحف ابن مسعود قد غابت عنه ثلاث سور قرآنية هي سورة الفاتحة والناس والفلق. ومصحف أبي بن كعب أيضاً لم يسلم من الادّعاءات، فقد روي أنّه يضمّ سورة باسم حفد.
لقد فجّر أبو الحسن بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ(المتوفى عام328هـ) أزمة حادّة من خلال إطلاق كتابه، أو لنقل مزاعمه، التي ادّعى فيها أن الخليفة عثمان ومعه الصحابة قد أضافوا إلى القرآن الكريم أجزاء ليست منه في الأصل، وعلى هذا الأساس، قام باختيار قراءات أخرى، وكان يقرأها حتى في الصلاة .

في المقابل، قام أبوبكر بن مجاهد(المتوفى عام333هـ) بتدوين رسالة في الردّ على مزاعم ابن شنبوذ بعنوان الردّ على من خالف مصحف عثمان ، لم يصلنا نصّها الكامل، بل مقتطفات كثيرة تضمّنها تفسيري العاصمي والقرطبي. وطبقاً لهذه المرويات، يصبح إصلاح هذه الرسالة ممكناً، ونكون بذلك قد أصلحنا أحد أهم الكتب في مجال تاريخ القرآن الكريم.
لم يشر القرطبي في الفقرات المطوّلة التي نقلها من الرسالة إلى ابن شنبوذ، ويبدو أن ابن مجاهد أيضاً لم يذكره في أصل الكتاب، وسار على خطاهما العاصمي، ما خلا عبارة في موضع معيّن يقصد بها شخص بعينه . بينما يقف شهاب الدين عبدالرحمن بن إسماعيل الشهير بأبي شامة المقدسي(المتوفى عام665هـ) في كتابه عند هذه النقطة طويلاً، حيث يفرد فصلاً مستقلاً ليشرح بالتفصيل موضوع القراءات المختلفة، وردّ آراء ابن شنبوذ، وهو ما يفسّر أهمية الموضوع.
وتزامناً مع أبي محمد العاصمي، ألّف فقيه كراميّ آخر هو أبو محمد عبدالوهاب بن محمد الحنفي(أو الحنيفي) تفسيراً باسم الفصول. وتبيّن أسانيد هذا الكتاب بوضوح إلى أنّه قد استفاد استفادة جمّة من تفسير الواضح. والمثير أن عالماً شيعياً قام بتلخيصه تحت عنوان اللب واللباب وهو القطب الراوندي(المتوفى عام573هـ). هذا التلخيص كان في متناول المحدّث النوري(المتوفى عام1320هـ)، الذي
عدّه أحد مصادر كتاب مستدرك الوسائل. ومن مرويّات المحدّث النوري يمكن أن نستشفّ أنّ الراوندي قام بحذف أسانيد الأحاديث، ليجمع في المقابل طائفة من الأحاديث المرسلة.

من المؤلفات الكرامية الأخرى في مجال العلوم القرآنية والتي ظهرت في أواخر القرن الخامس الهجري، نذكر كتاب الإيضاح لأبي عبدالله أحمد بن عمر الأندرابي(المتوفى عام470هـ)، موضوع هذه المقالة، وتوجد مخطوطة وحيدة لهذا الكتاب ، طبع جزء يسير منها

من التفاسير الكرامية الأخرى الموجودة ، تفسير لعالم كرامي يدعى عتيق بن محمد السورياني(السورآبادي)(المتوفى عام494هـ) ، هذا التفسير مدوّن باللغة الفارسية، ويضم بين دفتيه معلومات هامّة تفيد الدراسات في مجال الفرقة الكرامية، خصوصاً أنّ المؤلف قد استفاد كثيراً من المؤلفات الكرامية التي سبقته . هناك عدّة نسخ من هذه المخطوطة، حيث يبدو أنها تنتمي لمؤلفين .

كتاب الإيضاح :
خلال استعراضه للقراء، يذكر شمس الدين محمد بن محمد، الشهير بابن الجزري(المتوفى عام833هـ) شخصاً يدعى أحمد بن أبي عمر، المعروف بأبي عبدالله الخراساني، مؤلف كتاب الإيضاح في القراءات العشر اختيار أبي عبيد وأبي حاتم. يروي الخراساني القراءات عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبيدالله الفارسي من أصحاب ابن مهران، عن أبي عبدالله محمد بن أبي الحسن علي بن محمد الخبازي عن أبيه، عن أبي بكر أحمد بن الحسين الكرماني عن أصحاب الكارزيني عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبدالعزيز عن أبي عبدالله محمد بن عبدالحكم وغيرهم. يقول الجزري بأن الخراساني توفي بعد العام 500هـ، في حين يظهر عدم علمه بالأشخاص الذين تتلمذوا على يديه . يُستنبط من مضمون هذه الموضوعات أن ابن الجزري استقى معلوماته من نسخة لكتاب الإيضاح كان يحتفظ بها، ولكن السؤال الآن، من يكون أبو عبدالله الخراساني هذا؟

في موضع آخر، يعرض ابن الجزري معلومات تعتبر رؤوس خيوط يمكن أن توصلنا إلى معرفة هوية أبي عبدالله الخراساني. ففي تعريفه لأبي عبدالله محمد بن هيصم المقري يقول ما يلي: يعدّ أحد الذين يثق بهم أحمد بن أبي عمر، مؤلف الإيضاح. هناك شخص آخر أيضاً روى عن ابن هيصم يدعى حامد بن أحمد، وكذلك لأحمد بن أبي عمر مرويّات عن حامد بن أحمد في كتاب الإيضاح. ثم يعقّب ابن الجزري بعد التعريف بحامد بن أحمد قائلاً: «روى حامد بن أحمد {هنا يوجد حكّ في المخطوطة}...أبو محمد، القراءات عن الإمام أبي عبدالله محمد بن هيصم. وروى عنه أيضاً...{هنا يوجد حكّ في المخطوطة} مؤلف الإيضاح .»
تبيّن هذه المرويّات أن مؤلّف كتاب الإيضاح شخص يدعى أحمد بن أبي عمر، وهو من تلامذة محمد بن هيصم وحامد بن أحمد. لحسن الحظ، أنّ ترجمة فريدة لأحمد بن أبي عمر في كتاب يتناول سِيَر علماء نيشابور بقيت لحد الآن. كما أنّ أبا الحسن عبدالغافر بن إسماعيل الفارسي(451- 529هـ) قد ذكر معلومات نادرة عن أحمد بن أبي عمر في كتابه الشهير السياق. تقول هذه المعلومات أنّ أحمد بن أبي عمر المقري، الشهير بالأندرابي هو من أصحاب أبي عبدالله محمد بن كرام ، وقد عُرِف بالوثاقة والزهد والعبادة، وذاع صيته في علم القراءات، وله فيه مؤلفات عديدة. أقام الأندرابي سنوات طويلة في نيشابور، وقد حضر عبدالغافر سماعه لصحيح مسلم وكتب أخرى. وفي يوم الخميس، 21 من ربيع الأول من عام470هـ انتقل إلى جوار ربه، وصلّى على جنازته أبو بكر بن حامد – يحتمل أن يكون ابن حامد بن أحمد الذي ذكره ابن الجزري-، ودفن في مقبرة معمر(في نيشابور).
إنّ مقارنة هذه العبارات مع بعضها، تظهر أن أحمد بن أبي عمر الخراساني الذي ذكره ابن الجزري هو أحمد بن أبي عمر الأندرابي .

أهمية مخطوطة الإيضاح وخصوصياتها :
كما مرّ، فإنّ علماء الكرامية كانت لهم مساهمات مرموقة في مجال تأليف كتب العلوم القرآنية، وأبوسهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري مؤلف كتاب فيه ما فيه هو أحدهم، والذي لم نعثر على ترجمة له. الكتاب المذكور هو أحد المصادر التي اعتمدها الأنداري في تأليف كتابه، وعدا ذلك، استعان الأندرابي أيضاً كما العاصمي من كتاب أو أكثر من مؤلفات محمد بن هيصم. التفصيل وتحديد بداية العبارات المرويّة ونهاياتها، مزيتان أعطت مرويّات الأندرابي موقعاً متقدماً بالمقارنة مع مرويّات العاصمي، وطبقاً لهذا، توفّرت لنا فرصة تمييز ملاحظات العاصمي عن ابن هيصم.
كما أن الأندرابي قد روى بعض الفقرات عن العالم الكرامي أبي الحسين عبدالرحمن بن محمد(بن محبور التميمي)، ويبدو من سياق العبارات، أنّ الفقرات المنقولة، قد نقلت عنه حتى قبل هذا التصريح. وقد وردت بعد ذكر عدد من الملاحظات حول بعض النصوص المهمة من هذا الكتاب.

بعد بيانه لسبب نزول القرآن على سبعة أحرف، يقول الأندرابي:
« فقد تواترت الأخبار بنزول القرآن على سبعة أحرف وتفسير السبعة الأحرف التي نزل بها القرآن عند أكثر العلماء أنها سبع لغات من لغات قريش يختلف ولا يتضاد بل هي متفقة المعنى وغير جائز عندهم أن يكون في القرآن لغة لا تعرفها قريش لقوله عزّ وجل «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه لنبيّن لهم» و قوله عزّ وجلّ «بلسان عربي مبين» وإنما كان كذلك لإن قريشاً تجاور البيت وكانت أحياء العرب تأتي البيت للحج فيسمعون لغاتهم ويختارون من كل لغة أحسنها فصفا كلامهم واجتمع لهم مع ذلك العلم بلغة غيرهم لذلك (ص 18).»
وبعد نقله لعدة روايات تدل على نزول القرآن على سبعة أحرف، يستعرض تفسيرات العلماء عن معنى (سبعة أحرف) كما يلي:
«و قال بعض العلماء معنى السبعة الاحرف انها لغة سبع قبائل من العرب: قريش و قيس و تميم و هذيل و اسد و خزاعة و كنانة لمجاورتهم قريشاً و قال آخرون معناها سبع لغات من لغات العرب من أي لغة كان متفرقة في القرآن مختلفة الالفاظ متفقة المعاني يدل على ذلك ما روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه أنه قد وسع لي أن أقرئ كل قوم بلغتهم و قال آخرون معناها أن يقول في صفات الرب تبارك وتعالى مكان قول غفوراً رحيماً، عزيزاً حكيماً، سميعاً بصيراً ونحو هذا يدل على ذلك ما روى جبير عن الضحاك أن النبي صلي الله عليه قال اقرأوا القرآن على سبعة أحرف ما لم تختموا مغفرة بعذاب أو عذابا بمغفرة أو جنة بنار او نارا بجنة وقال آخرون: إن لفظ السبعة في هذا جاء على جهة التمثيل لأنه لو جاء في كلمة أكثر من سبع قراءات جاز أن يقرأ بها كما جاء لمثل ذلك لفظ السبعين في قوله ان يستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ألا ترى أنه لما قال النبي صلي الله عليه لأزيدن علي السبعين أنزل الله تعالى سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم روي هذا عن الحسن ووجه ذلك أن السبعة والسبعين عند العرب أصل للمبالغة في العدد قال علي بن عيسى لأن التعديل في نصف العدل وزيادة واحد لأدنى المبالغة وزيادة اثنين لأقصى المبالغة، فالسبعة وسط من العلة والكثرة قال ولهذا قيل للأسد سبع لأنه قد ضوعف سبع مرات هو وسط بين الصغر والأكبر وقال بعضهم هي سبع لغات في الكلمة وهذا القول لا تصح لأنه لا توجد في كتاب الله عز وعلا حرف قرئ على سبعة أوجه(ص 19).»
بعدها ينتقل إلى نقل عبارة للعالم الكرامي عبدالرحمن بن محمد بن محبور التميمي:
«قال الشيخ الإمام أبوالحسين عبدالرحمن بن محمد رحمه الله المختار من هذه الأقاويل هو القول الأول لأن كل ما ذكر بعده راجع إليه ودال إليه والعرب تسمى لحرف المقطوع من حروف المعجم حرفا والكلمة المنصوصة حرفا ولهذا قيل للقراءة حرف وللغة حرف يدل على ذلك ما روي عن زائدة قال قلت لسليمان يعني الأعمش: أكانوا تكرهون أن تقولوا على قراءة فلان وحرف فلان؟ فقال سليمان: ما زلت أسمع الناس يقولون على حرف عبدالله(ص 20).»

مسألة أخرى ظلّت موضع تأكيد مختلف المصادر ألا وهي شخصية محمد بن هيصم، والدور الذي لعبه في شرح الآراء الكلامية الكرامية، لذا، فلا عجب أن ينقل عنه الأندرابي. تنطوي الفقرة التالية، التي نقل العاصمي معظمها، على ميزتين: الأولى، تصريح رواية الأندرابي بالنقل عن ابن هيصم، الثانية، أنّها أكمل من باقي الروايات. وفي ضوء العبارة المنقولة، ومرويّات العاصمي التي تصدّرت بحث القراءات السبع، تكون عبارة الأندرابي في النص الأصلي لكتاب ابن هيصم قد أتت بعد فقرة العاصمي.

تشكّل بعض آراء الأندرابي القرآنية، نقطة أخرى مثيرة للاهتمام في كتاب الأندرابي. على سبيل المثال، بعد أن يستعرض أخباراً وافرة تفيد أن أبا بكر كان أول من جمع القرآن الكريم(مخطوطة الإيضاح، الورقة20ب- 23أ) يقول:
«واعلموا أسعدكم الله أن القرآن قد كان مجموعاً على عهد رسول الله صلي الله عليه، فانه ما نزلت آية الا و قد امر رسول الله صلي الله عليه من كان يكتب له أن يضعها في موضع كذا من سورة كذا وما نزلت سورة إلا وقد أمر الكاتب أن يضعها بجنب سورة كذا، يدل علي ذلك ما اخبرنا به ابوبكر محمد بن عبدالعزيز...(مخطوطة الإيضاح، 23أ).»
مسألة درك معاني القرآن كانت أيضاً من النقاط التي لفتت انتباه الأندرابي، فبعد أن يستعرض بعض الأحاديث الشريفة في فضل القرآن الكريم يقول: «قيل والفائدة للقارئ في ذكر ما في هذا الفصل بعد ذكر الفضائل أن يعلم أنه يحتاج إلى العمل بالقرآن مع قراءته وأن لا يرضى لنفسه بإقامة حروفه وإقامة حدوده وأن لا تتكبر على غيره بقراءة ومعرفة علومه بل يتواضع لوجه ربه كي ينال ثوابه».(مخطوطة الإيضاح، الورقة8أ).

مشايخ الأندرابي طبقاً لـ«الإيضاح»

إحدى مزايا مخطوطة الإيضاح، التعريف بمشايخ الأندرابي، وأبرز هؤلاء:
«أبوبكر محمد بن عبدالعزيز الحيري، المتوفى 451هـ (مخطوطة الإيضاح، الورقة 4 أ، 7 أ، 7ب) ؛ أبوالقاسم عمر بن أحمد البستي (نفس المصدر السابق، الورقة 5 أ)؛ أبوسعيد محمد بن علي الخشاب، المتوفى 456هـ (نفس المصدر السابق، الورقة 5 ب) ؛ أبوعلي حسن بن حسين المقري البخاري الذي أجاز للأندرابي بالرواية (نفس المصدر السابق 5 ب، 8 ب)؛ أبوعثمان سعيد بن محمد البحيري (نفس المصدر السابق، الورقة19أ) ؛ أبوالحسين عبدالرحمن بن محمد (بن محبور التميمي) (نفس المصدر السابق، الورقة 11أ)؛ أبوعمرو محمد بن يحيى، المتوفى 427هـ (نفس المصدر السابق، الورقة9ب) .
شخص آخر هو، أبو عمرو محمد بن يحيى له كتاب بعنوان في قوارع القرآن، وصلتنا منه نسخة وحيدة ونادرة. في بداية الكتاب، ذكرت إجازة السماع، حيث ورد اسم الأندرابي ضمن مجموعة الأفراد الذين استمعوا للكتاب.

ومن خلال إلقاء نظرة على مباحث الكتاب ومقارنتها مع مخطوطة الإيضاح يتبيّن بوضوح استعانة الأندرابي بهذا الكتاب. ففي الورقة 38أ، ينقل الأندرابي عن أبي عمرو حديثاً شريفاً حول السبع الطوال، وفضل القرآن على التوراة وكتب أخرى، حيث ورد هذا الحديث الشريف في كتاب في قوارع القرآن(ص29- 30).
هذا، وقد تعدّدت حالات النقل عن أبي عبدالله محمد بن هيصم في هذا الكتاب. ثمّة حالتان مهمّتان، الأولى، رواية عن كتاب فيه ما فيه دون ذكر هذا الاسم صراحة، لكنّ محتوياتها تطابق تماماً ما نقل عن العاصمي في كتاب المباني، مثلاً، يروي الأندرابي عن الأنماري مقتطفات بهذه السلسلة من الأسانيد:

أخبرنا أبومحمد حامد بن أحمد قال أخبرنا أبوعبدالله محمد بن الهيصم قال حدثنا أبو النصر محمد بن علي الطالقاني قال حدثنا أبوسهل محمد بن علي بن الأشعث الأنماري قال حدثنا عبدالله بن محمد بن سليم قال حدثنا صالح بن محمد الترمذي قال حدثنا محمد بن مروان عن الكلبي....(مخطوطة الإيضاح، الورقة 42 ب - 44 ب).
وردت هذه الفقرة كاملة في كتاب المباني(ص8- 16). كما أن الأندرابي ينقل للأنماري عن كتابه فيه ما فيه فقرة تتعلق باختلاف المصاحف، ووفق هذه السلسلة من الأسانيد:

أخبرني أبومحمد [حامد بن أحمد] قال أخبرنا محمد [بن الهيصم] قال أخبرنا أبوالنصر محمد بن علي قال أخبرنا أبوسهل الأنماري قال أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد...السجزي (الإيضاح، الورقة 27 ب). لم تذكر هذه الفقرة في المباني.

مخطوطة زين الفتى :
أصدر الأستاذ محمد باقر محمودي أخيراً كتاباً بعنوان العسل المصفى في تهذيب زين الفتى. وقد شرحت هذا الكتاب ومزاياه، لذا، هنا في هذه العجالة اكتفي بذكر بعض النقاط حول المخطوطة الأصلية التي اعتمدها الأستاذ محمودي في عملية التحقيق، والتطرق إلى المحاور التي لم أشر إليها من قبل.

النقطة الأولى الجديرة بالذكر هي المؤلفات التي استعرضها العاصمي في كتابه، وتقسّم إلى مجموعتين: الأولى، مؤلفات الآخرين، وأهمها: كتاب المناقب لمحمد بن أسلم ، كتاب أسباب التوبة لأبي سعد عبدالملك بن أبي عثمان الواعظ الخرگوشي، تاريخ الطالبيين للحافظ الجعابي، تاريخ النيسابوريين لأبي محمد عبدالرحمن بن أحمد بن محمد العماري، التلفيق لسهل بن محمد، الجامع لإسحق بن راهويه، الجامع لمحمد بن إسماعيل البخاري، الجامع لمسلم بن الحجاج القشيري، ربيع القلوب لإبراهيم بن أحمد الحلواني، الكامل لأبي العباس المبرد، مسند أحمد بن بليد(كذا)، مشكل الآثار لأبي جعفر الطحاوي، وأخيراً كتاب لأبي العباس أحمد بن سعيد المشهور بابن عقده(المتوفى في 333هـ). بالإضافة إلى مؤلفات أخرى لسلسلة من المؤلفين المجهولين أتى على ذكرها هذا الكتاب ، آخر هذه السلسلة والذي كان معاصراً للعاصمي هو أبو سعد عبدالملك بن محمد بن إبراهيم الشهير بأبي سعد الخرگوشي(المتوفى عام 407هـ).

المجموعة الثانية من هذه المؤلفات هي مؤلفات العاصمي نفسه، والتي من جملتها:
- ديباج المذكرين.
- الإبانة والإعراب.
- والمباني لنظم المعاني.
وقد وردت إحالات للعاصمي إلى كتاب المباني في المواضع التالية:

1. يقول في ختام بحثه للآية 143 من سورة البقرة:
و ما جعلنا القبلة التي كنت عليها، أي كنت عليها قبل أن نولينك قبلة ترضاها وتهواها على ما ذكرنا في كتاب الإبانة [ و ] الإعراب وفي كتاب المباني لنظم المعاني فذكر[ ت ] لها وجها من تقديم أو تاخير أو صرف إلى معنى أنت ولم يذكر ذلك... (مخطوطة زين الفتى، الورقة 41أ؛ العسل المصفى، ج 1 ص 84-85).


2. وحول سبب استخدام كلمة فضة في الآية 23 من سورة الحج يقول:
وقد قلنا في كتاب المباني يحتمل أن الله سبحانه ذكر في هذه السورة الفضة لأنه ذكر قبلها السندس الخضر والاستبرق، فذكر بعدها حلي الفضة...». (نفس المصدر السابق، المخطوطة، الورقة 48 ب ؛ العسل المصفى، ج 1 ص 96).

3. وعن خصائص سورة هل أتى يقول العاصمي:
وأما الذي وعدناه من ذكر نظم هذه السورة بعد ذكر فوائدها فهو أحق ما نفتتح به بعد الفراغ من ذكر الفوائد وإن كنا قد أوردنا لنظم آيات القرآن كتاباً وعنونّاه بكتاب المباني لنظم المعاني و بينّا [ هناك ] مقدمات الكلام في هذا الفن الذي لا يسع لمن يتكلم في القرآن الاغفال عنها...(مخطوطة زين الفتى، الورقة 52أ ؛ العسل المصفى، ج1، ص 102).

4. في البحث عن أوجه الشبه بين حالتي النبي موسى(ع) والإمام علي بن أبي طالب(ع)، يشير إلى إحدى احتجاجات موسى فيقول:

وقد بيّنت وجوه الاحتجاج التي في هذا الفصل في كتاب المباني لنظم المعاني فكذلك المرتضى رضوان الله عليه...(زين الفتى، الورقة 206أ؛ العسل المصفى، ج2، ص 8).

مع هذه التصريحات، لا يتبقّى أيّ شك في انتساب كتاب المباني لنظم المعاني- المطبوع من قبل جفري- إلى العاصمي. كما نستنتج أن نص الكتاب هو أكمل من النسخة الحالية المتوفرة.

المسألة الأخرى، هي مخطوطة أو مخطوطات كتاب زين الفتى. المحقق العزيز، في مقدمة الكتاب، لم يجب تقريباً عن السؤال، فكما بيّنت في الذيل، من جملة النسخ المتوفرة من مخطوطة زين الفتى، لعلّ ثمّة نسخة واحدة بمثابة الأصل، وبقية المخطوطات استنساخات متأخرة لها.

يستعرض المُفَهْرِس شمس العلماء محمد هدايت حسين خان في فهرس المخطوطات التابعة لمكتبة بيهار(بوهار) مخطوطة بهذه المواصفات:
مخطوطة زين الفتى في تفسير هل أتى، شرح لهذه السورة المباركة لأبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي. السقوط في المطلع هو: وسماته أصدق السمات وأصله أزكى الأصول.

ويقول المؤلف في المقدمة أنه تفسير لسورة الرحمن، وأنّه قام بتدوينه تلبية لطلبات الأصدقاء. الورقة 12ب- 13أ، تضم أحاديث في مناقب الإمام علي(ع). وشمل الكتاب الفصول التالية:

الفصل الأول في ذكر النزول وعدد آيات السورة وحروفها وكلماتها وثواب قارئها(13ب)، الفصل الثاني في ذكر إعراب هذه السورة ووقوفها(38أ)، الفصل الثالث في ذكر بعض فوائد هذه السورة على وجه الايجاز والاختصار(41ب)، الفصل الرابع في ذكر نظم هذه السورة وتلفيق آياتها وخصائصها(أ 63)، الفصل الخامس في ذكر مشابهة المرتضى سلام الله عليه (أ 81)، الفصل السادس في ذكر أسامي المرتضى سلام الله عليه (أ 354)، الفصل السابع في ذكر خصائص المرتضى سلام الله عليه، الفصل الثامن في ذكر خصائص السبطين، الفصل التاسع في فضائل أهل البيت والعترة والفصل العاشر في فضائل الصحابة.

أما الفصول الأربعة الأخيرة، فهي مفقودة في هذه النسخة، الورقتان أ386، أ387 خالية. والجزء الأخير من المخطوطة أتت عليها الأرضة. وقد تداول على كتابتها عدة خطاطين، يرقى تاريخ كتابتها إلى العام 1271هـ.

هذا بالضبط ما ورد من مواصفات للمخطوطة التي اعتمدها السيد محمودي في طبعته المحققة. نعلم أن مخطوطة زين الفتى كانت محفوظة عند أحد علماء الشيعة المعاصرين وهو ميرحامد حسين، مؤلف الكتاب الشهير عبقات الأنوار، وقد أورد حديث الغدير نقلاً عن هذا الكتاب، ومن ثم نقله عن هذا الأخير العلامة الأميني.
ويشار إلى أن النسخة التي كانت بحوزة المرحوم ميرحامد حسين هي أيضاً استنساخ لنسخة السيد محمودي. وعلى هذا الأساس، نتلمّس من ملاحظات السيد عبدالعزيز الطباطبائي الخاصة بالتعريف بمخطوطة زين الفتى، وجود عدّة نسخ لهذا الكتاب، وأنها جميعاً لا تعدو عن كونها استنساخات لمخطوطة بيهار.65
ــــ
انتهى ونسخة زين الفتى عندي وفيها ما ذكره الكاظمي وبقي الرأي لكم .
 
بورك فيك ياجنيد على نقل هذا النص المترجم ، ففيه فوائد نفيسة في تحقيق اسم مؤلف أكثر من كتاب ، ولعل من له عناية بكتاب ( الواضح في تفسير القرآن ) المنسوب لأبي محمد عبدالله بن محمد بن وهب الدينوري(المتوفى عام308هـ) أن يواصل تحقيق هذه النسبة ، والتعريف بالكتاب ، فصعوبة إثبات اسم المؤلف ظاهرة من هذا النقل الذي نقله الجنيد حفظه الله .
 
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . شكر الله للشيخ الفاضل عاصم جنيدالله القارئ هذا الجهد العلمي الدقيق الذي يدل على طول باعه في البحث العلمي في الدراسات القرآنية ، ولا غرو فهو من بيت عِلْمٍ وفضلٍ ، وهو تلميذٌ ملازمٌ للأستاذ الدكتور المقرئ أبي مجاهد عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ حفظه الله ، وبينهما صلة قرابة وثيقة ، وقد استفدت من مشاركاته في هذا الملتقى كثيراً ، وقرأت البحث المترجم الذي أتحفنا به أربع مرات فجزاه الله خيراً وأحسن إليه لقاء إحسانه إلى الباحثين وطلاب العلم ، وقد حاولت استخلاص أبرز النقاط في البحث السابق ، وخرجت بالآتي مع بعض الأسئلة :

- الباحث محمد كاظم رحمتي يرجح أن مؤلف كتاب (المباني في نظم المعاني) هو أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي (الذي عاش نحو العام 425هـ) ، ولكن لم يذكر اسم بسطام في اسمه ولا جعفر ، كما ذكر الدكتور غانم الحمد في بحثه . ويدور في ذهني سؤال حول احتمال أن يكون العاصمي هذا هو ابن بسطام نفسه ، لكن هذا يحتاج إلى تتبع ترجمة العاصمي هذا في موارد كثيرة للكشف عن حقيقته ، وقد حاولت ذلك في قاعدة (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل مشتملةً على فهارس المخطوطات في العالم ، ولم أجد له ذكراً.

- كتاب (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ) لأحمد بن محمد العاصمي أيضاً.

- أن كتاب (فيه ما فيه) كتاب تفسير لأبي سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري الكرامي .

- تفسير (الفصول) صنفه أبو محمد عبدالوهاب بن محمد الحنفي (أو الحنيفي) ، وهو معاصر للعاصمي وقد بحثت عنه في قاعدة (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل فوجدتها منسوبة لعبدالوهاب بن محمد بن ابراهيم البوني المتوفى في القرن الخامس برقم 1844 في المكتبة المركزية تحت علوم القرآن ، وأظنهم يعنون مكتبة جامعة الإمام بالرياض. ومحفوظة في مركز الملك فيصل برقم 2475-ف . فلعل هذا هو الاسم الصحيح للمؤلف .

- كتاب ( الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم) لأبي عبدالله أحمد بن عمر الأندرابي (المتوفى عام470هـ) ، وليس بعد 500هـ .

- لدي سؤال : مالمقصود بقول الباحث : (وتقوم السيدة Cornelia Schoeck بتصحيح النسخة العربية من الكتاب بالاعتماد على المخطوطة الوحيدة الموجودة في مجموعة يهودا(جامعة برينستون)، ويؤمل أن يُطبع قريباً). هل المقصود كتاب (مقدمة كتاب المباني) نفسها ؟

- في قول الباحث :( وتكمن أهمية كتاب المباني في أنه أتاح فرصة لإصلاح أحد النصوص المهمة المفقودة في مجال العلوم القرآنية ألا وهو كتاب الردّ على من خالف مصحف عثمان) فائدة مهمة ، حيث إن كتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان لأبي بكر بن الأنباري) من الكتب المفقودة ، وقد كتب الدكتور غانم قدوري الحمد بحثاً بعنوان (كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان لابن الأنباري) ألقاه في المؤتمر العلمي الأول لجامعة الأنبار بالعراق عام 1992م ، ونشره في مجلة الحكمة بعد ذلك في عددها التاسع . قال فيه :(وكادت أخبار هذا الكتاب تنقطع وآثاره تختفي ، فلم نسمع أو نقرأ عن وجود نسخة خطية باقية منه ، لولا النصوص التي نقلها أبو عبدالله محمد بن أحمد القرطبي (ت671هـ) في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن) ... ولم أجد من نقل عن الكتاب بعد القرطبي غير السيوطي ) [ص 235 من عدد مجلة الحكمة رقم 9 ] فهو لم يطلع على هذه النصوص التي في كتاب المباني أثناء بحثه هذا كما يظهر لي .


- في قول الأندرابي :( واعلموا أسعدكم الله أن القرآن قد كان مجموعاً على عهد رسول الله صلي الله عليه، فانه ما نزلت آية الا و قد امر رسول الله صلي الله عليه من كان يكتب له أن يضعها في موضع كذا من سورة كذا وما نزلت سورة إلا وقد أمر الكاتب أن يضعها بجنب سورة كذا، يدل علي ذلك ما اخبرنا به ابوبكر محمد بن عبدالعزيز...(مخطوطة الإيضاح، 23أ).») تأكيد أن الجمع الأول للقرآن الكريم كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا نص ٌ ثمين لقلة من نص على ذلك من المؤلفين المتقدمين .

- أن العاصمي مؤلف كتاب (زين الفتى) قد ذكر في كتابه هذا كتباً أخرى له هي :
1- ديباج المذكرين.
2- الإبانة والإعراب.
3- المباني لنظم المعاني.

وفي كتابه (زين الفتى) إحالات كثيرة إلى كتابه (المباني لنظم المعاني) ولذلك قال الباحث بعد النقولات :( مع هذه التصريحات، لا يتبقّى أيّ شك في انتساب كتاب المباني لنظم المعاني- المطبوع من قبل جفري- إلى العاصمي. كما نستنتج أن نص الكتاب هو أكمل من النسخة الحالية المتوفرة).

وفي الختام يظهر لي - بحسب بحث كاظم رحمتي المنقول - أن نسبة (كتاب المباني في نظم المعاني ) لأبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي ، أرجح من نسبته لأبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام المتوفى بعد سنة 425هـ . كما توصل الدكتور غانم قدوري الحمد ، لصراحة أدلة نسبته للعاصمي ، إلا إن أثبت البحث العلمي بطريقة أو بأخرى أن العاصمي هذا هو ابن بسطام ، وأن الأمر لا يعدو أن يكون اختلافاً بين أهل التراجم في اسم هذا المؤلف ، وهذا أمرٌ يحتاج إلى بحث طويل في كتب التراجم .
 
السلام عليكم
الدكتور الفاضل المتفضل عبدالرحمن الشهري
شكرالله لك اطراءك وزادك رفعة وعلما واما انا فطويلب سترالله علينا
المراد بتحقيق المستشرقة هو تحقيق كتاب قصص الانبياء لهيصم بن محمد بن عبدالعزيز حفيد محمد بن الهيصم
وحامد بن احمد بن جعفر بن بسطام ابومحمد الطخري له ترجمة بسيطة في المنتخب من السياق مما يدفع الاحتمالية التي ذكرتموها
 
إذاً فالكتاب لأبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي قولاً واحداً والحمد لله رب العاليمن ، والغريب أنني بحثت عن هذا الاسم في خزانة التراث فلم أظفر له بكتاب ، مع إنه يظهر من مقدمة المباني أنه مكثر من التأليف .
وفقكم الله وبارك فيكم ، وليت الدكتور غانم الحمد يتحفنا برأيه بعد الاطلاع على هذا البحث المترجم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم​

(1) قد اتضح من خلال عرض بحث السيد رحمتي وتعليق الدكتور عبد الرحمن الشهري عليه أن مؤلف كتاب المباني وكتاب زين الفتى عالم واحد ، وترجح أنه أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي ، وذلك من خلال الموازنة بين نصوص الكتابين ، وإشارة العاصمي في كتابه زين الفتى إلى تأليفه كتاب المباني ، وكتباً أخرى ورد ذكرها في كتاب المباني ، وهذه نتيجة طيبة طالما انتظرها المهتمون بكتاب المباني .

(2) ولا شك في أن الذي عجَّل في بلوغ هذه النتيجة مبادرة الشيخ عاصم جنيد الله إلى عرض ترجمة لبحث السيد رحمتي ، فجزاه الله تعالى خيراً ، ولكن لدي استفسار أرجو أن يتفضل الجنيد ببيانه ، وهو ما مصدر هذه الترجمة ؟ فقد حصل عندي شك في ألا تكون ترجمةً للبحث الذي أرسله إليَّ الأستاذ سامر رشواني , وأشرت إليه في مداخلتي السابقة ، ونقلتُ خلاصة لما ورد في رسالته إليَّ ، وذلك من خلال متابعتي للنصوص العربية المنقولة فيه ، وطبيعة الهوامش والتعليقات المذيَّل بها ، وهو يحمل عنوان ( زين الفتى ومؤلف آن) بينما موضوع البحث المترجم هو الحديث عن مخطوطة كتاب الإيضاح للأندرابي ، على الرغم من أن الباحث تطرق لكتاب زين الفتى وكتاب المباني وبحث عن مؤلفهما فيه ، وأرجو أن يدلي الأستاذ راسم بما لديه حول هذا البحث .

(3) وتستوقف المتابع للموضوع قضية غاية في الأهمية ، وهي أننا إذا قلنا إن العاصمي هو مؤلف كتاب المباني فلماذا لم يرد له ذكر في كتاب الأندرابي ، حسب متابعتي السابقة للكتاب ، وهو ينقل أقوال محمد بن الهيصم وأبي سهل الأنماري عن طريق كتاب المباني ، كما أشار إلى ذلك السيد رحمتي في بحثه المترجم ، لكن أسانيد النصوص يتصدرها دائماً اسم ابن بسطام ، وقد قال ابن الجزري في ترجمة محمد بن الهيصم ( غاية النهاية 2/274 ) :" اعتمد عليه أحمد بن أبي عمر صاحب الإيضاح [ هو الأندرابي ] ، وروى عن حامد بن أحمد عنه " .

(4) وأقول – بناء على ذلك - إذا تأكد أن مؤلف كتاب زين الفتى وكتاب المباني عالم واحد ، فإن الجزم بأنه العاصمي لا يزال تعترضه بعض التساؤلات التي ينبغي الإجابة عليها قبل القول بذلك ، فلم يتضح لي مما عُرِضَ عن كتاب زين الفتى الأساس الذي تقرر بموجبه نسبة الكتاب إلى العاصمي ، وهل ذُكِرَ اسمه في أول الكتاب وفي داخله ، وهل الأسانيد في الكتاب تؤيد هذه النسبة وتؤكدها ؟ وما مقدار علاقة النصوص التي نقلها الأندرابي عن ابن بسطام بالنصوص الواردة في كتاب زين الفتى ؟

(5) إن مبادرة الدكتور عبد الرحمن الشهري إلى طرح الموضوع وما انتهى إليه النقاش من نتائج طال انتظار الباحثين لها ، لثمرة طيبة من ثمار هذا الملتقى المبارك ، ودليل على ما يمكن أن ينتهي إليه الجهد الجماعي في البحث والنقاش من اختصار للوقت والجهد ، وفتح آفاق جديدة للبحث ، وأحسب أنه لا يزال هناك مجال رحب للبحث عن مؤلف الكتابين ، وعلاقته بالأندرابي وشيوخه ، وذلك يحتاج إلى إعادة قراءة كتاب المباني وزين الفتى والإيضاح وما له علاقة بها في ضوء ما تكشَّف من حقائق عن هؤلاء العلماء الذين قلَّت عنهم الأخبار في كتب التراجم ، كما أن من المفيد جداً تحقيق هذه الكتب ونشرها ، لتكون في متناول يد الدارسين .

(6) بدا لي التعليق على قضية وردت في بحث السيد رحمتي المترجَم إلى العربية ، وإن لم تكن في صلب موضوع النقاش ، لكن ورودها في البحث قد يترك انطباعات غير دقيقة عن موقف ابن شنبوذ ومذهبه في القراءة ، فقد جاء في البحث أن ابن شنبوذ ادعى " أن الخليفة عثمان ومعه الصحابة[رضي الله عنهم جميعاً] قد أضافوا إلى القرآن الكريم أجزاء ليست منه في الأصل ، وعلى هذا الأساس قام باختيار قراءات أخرى ، وكان يقرؤها في الصلاة" ، وهذا غير صحيح ، فابن شنبوذ من كبار علماء القراءة الموثقين في القرن الرابع الهجري ، لكنه دخلته شبهة فقرأ ببعض القراءات المخالفة لخط المصحف المجمع عليه ، مما روي عن بعض الصحابة أنهم قرؤوا به قبل توحيد المصاحف في خلافة عثمان - رضي الله عنه – ثم رجع عن ذلك وأعلن توبته منه ، كما ذكر ابن النديم في الفهرست ( ص35 ) .

ومما له صلة بذلك ، وورد في البحث المشار إليه ، نسبة كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان إلى ابن مجاهد ، وهو من تأليف أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري ، كما أشار إلى ذلك الدكتور الشهري في مداخلته ، وإن كان لابن مجاهد الدور الأكبر في التصدي لابن شنبوذ ومناقشته وإقامة الحجة عليه في خطئه في مذهبه ورجوعه عنه .
 
جزاكم الله خيراً على هذا التحقيق والتدقيق الذي هو شأن علمائنا السابقين ... وبارك الله في جهودكم .
 
تحيةٌ أرقُّ من النسيم ، وأحبُّ من الوفاء إلى قلب الكريم ، لهذا الموضوع ، ولكل من شارك فيه بعلمه وأدبه ، وأخص الأستاذ الكبير غانم قدوري الحمد لعلمه الواسع ، وأدبه الرفيع ، وتواضعه للعلم وطلابه ، مع كوننا من تلاميذه أنا وأمثالي .
كما أشكر الباحث الجنيد الله على مشاركته البديعة النافعة .
وأختم بشكر المشرف عبدالرحمن الشهري الذي بدأ هذا الموضوع وطرحه للنقاش .
وفق الله الجميع للعلم والمعروف ، وما أجمل هذا الملتقى بأمثالكم أيها الأكابر ، وما أطيب النقاش العلمي المثمر الهادئ ، ونحن في انتظار ما تتوصلون إليه بشوق .
 
بارك الله في الدكتور غانم قدوري الحمد على هذه التعقيبات النافعة ، وهو صاحب سبقٍ للإشارة إلى هذا الموضوع نفع الله به ، وجزاه خيراً. ولعل الأخ الكريم عاصم جنيد الله يجلي ما بقي من تساؤلات حول هذا الموضوع ، وقد أخبرني أخي الدكتور مساعد الطيار أن أحد الباحثين أخبره بأن له بحثاً حول هذا الموضوع ، ووعده بالمشاركة به في الملتقى قريباً إن شاء الله إثراء للبحث ، وتسديداً للرأي .
وفق الله الجميع لما فيه الخير والنفع .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د/ غانم حفظه الله البحث منشور بمجلة الكتب الاسلامية العدد السادس
http://www.i-b-q.com/ara/06/article/02.htm
وعندي شك مثلك ان يكون مؤلف زين الفتى هو العاصمي وهو مؤلف المباني
وسبب ذلك هو اختلاف عقيدة المؤلفين في الصحابة
فمؤلف زين الفتى واضح انه رافضي
اما مؤلف المباني فلا يظهر ذلك من كتابه وان كان يظهر فيه تشيع لكنه يترضى على عثمان رضي الله عنه وعلى الشيخين وعلى أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويستدل باقوالهم
بقي أن أخبرك أن كنية مؤلف المباني أبوجعفر كما جاء أثناء كتابه المباني
وأما الموقع الذي وضعته أنت حفظك الله فلا يفتح معي ولا أعرف لماذا؟
فإن كنت ترى أن هذا البحث غير ذاك فأتمنى أن ترسل لي البحث على الايميل مشكورا وسأترجمه .
وخلاصة الموضوع مايلي:
1- من هو مؤلف كتاب المباني:
أ- العاصمي وهو مؤلف زين الفتى وذلك لما يلي :
1- ورود اسم المباني في أثناء زين الفتى وكذلك ورود أسماء مصنفات مشتركة للمؤلف في كلى الكتابين
2- الاشتراك في النقل عن ابن الهيصم بالنص حرفا حرفا
3- النقل عن كتاب أبي سهل الأنماري فيه ما فيه
4- اتحادهما طبقة وبلدا
ب - العاصمي مؤلف زين الفتى واما المباني فلا زال مجهولا او هو حامد
ج - ان العاصمي مؤلف الكتابين ولكن نسخة زين الفتى الموجودة ليست له ولعلها مختصر او تهذيب بدليل وجود نسخة واحدة لها ومتاخرة النسخ جدا
د - ان حامد هو مؤلف الكتابين واما العاصمي فوهم من ناسخ نسخة زين الفتى وهي نسخة غير معتمدة لتاخرها
وذلك لصراحة ذكر الأندارابي لاسم حامد عندما ينقل نفس النصوص الموجودة في الايضاح والمباني حرفا حرفا
ومن كتاب الانماري ايضا
2- الاندارابي وكتابه الايضاح : اما الاندارابي فوضحت ترجمته كما في المنتخب من السياق للصريفيني
3- العاصمي وحامد رجلان لا رجل واحد كما في المنتخب من السياق ايضا
4- جميع الثلاثة الاندارابي وحامد والعاصمي كراميون
وبقي كتاب تاريخ نيسابور بالفارسية وقد طلبت من احدهم ان يترجمه وفيه تراجم للثلاثة هؤلاء
وساعة ان تصلني الترجمة ساضعها هنا
 
بخصوص مؤلف كتاب (المباني في نظم المعاني)

بخصوص مؤلف كتاب (المباني في نظم المعاني)

العاصمي ليس هو مؤلف المباني المطبوع ..

بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأخ العزيز والشيخ الفاضل الدكتور:مساعد الطيار حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
يسعدني أن أبعث إليكم نسخة مهداة من بحث كتبته وأنا أظن أنى أبو عذرته ؛ويعلم الله أنى لم أعلم أنى سبقت إليه إلا بعد انتهائي منه وإرساله لمجمع الملك فهد يرحمه الله لطباعة المصحف الشريف لتحكيمه ونشره في مجلتهم العلمية ثم فوجئت بالاعتذار عن نشره مع إرسالهم نسخة مصورة من بحث الدكتور غانم الذي توصلت في بحثي إلى نفس النتيجة التي توصل إليها في بحثه مع زيادات علمية مهمة في بحثي لم يتطرق إليها كالتوسع في التعريف بابن بسطام وتصحيح بعض المعلومات التي ذكرها ابن الجزري ووهم فيها وتبعه من جاء بعده حتى الأخ الذي في الملتقى عندكم 0
وإني إذ أكتب إليكم هذه الحروف أتشرف بالمشاركة _إن سمحتم لي _ في الموضوع المطروح المتعلق بمؤلف كتاب المباني لنظم المعاني فأقول وبالله التوفيق :

[align=center]ابن بسطام هو مؤلف المباني [/align]
وهذه حقيقة لا تقبل التغيير-عندي- حتى يؤتى بأدلة معارضة قوية ترقى إلى قوة الأدلة المثبة والتي ذكرها د/غانم الحمد ، وذكرتها في بحثي ، وحتى لا أكون ممن يلقى الكلام جزافا ؛ فإن لي اعتراضات على الأدلة التي جاء بها الباحث مؤكداً بها نسبة الكتاب للعاصمي أعرضها على الباحثين ألخصها كالتالي :
1- لدينا مصدر محايد نقل المعلومات التي في كتاب المباني وصرح باسم ابن بسطام ولم يذكر أصلا العاصمي ؛ وأعنى بالمصدر كتاب الإيضاح للأندرابى .
2-أنَّ مؤلف كتاب المباني المطبوع لايمكن – عندي – أن يكون هو مؤلف كتاب (زين الفتى) وذلك لأسباب واضحة تظهر من خلال ما في كتاب المباني مع النصوص القليلة التي ذكرت في الموقع نقلا عن كتاب زين الفتى وهي كالتالي :
أ- في كتاب المباني نصوص كثيرة جداً تبين موقف المؤلف من الشيخين الجليلين سيدنا أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ، وهو موقف التبجيل والتقدير والاحترام وخاصة من سيدنا عمر رضي الله عنه كما في ص 24س8:فأحبّ صلى الله عليه وسلم أن تكون تلك الفضيلة لأبى بكر من بعده ... وفى أخر سطر يقول :( وقد قال صلى الله عليه وسلم :اقتدوا باللذين من بعدى أبى بكر وعمر وقوله ص82س17:وإلا فإن عمر قد كان بحيث لاتأخذه في الله لومة لائم.
ب- اعتماد المؤلف على ما في صحيح البخاري ، وهذا لايوافق المذهب الشيعي0
ج- صاحب المباني قسّم الأمة صنفين قال ص50س13:ألا ترى أن الأمة صنفان :صنف هم أهل السنة وصنف هم الشيعة فلو سألتهما جميعاً عن أصدق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بالحلال والحرام لقال السني أبو بكر وقال الشيعي علي أ.هـ.
د-الرد العنيف على بعض المسائل التي يقول بها بعض الشيعة كقوله ص58س7:ومن زعم أن بعض القرآن سقط على المسلمين وقت جمع المصحف ..... فقد أعظم على الله الفرية ...الخ .
وقوله ص59س20:ولأن القرآن إذا سقط منه شيء بطل الباقي الخ وكما في ص89-93

ه- صاحب المباني لا يذكر السيدة عائشة رضي الله عنها إلا ويرضى عنها بل يدافع عنها كما فى ص191س2:وأما ماروي عن عائشة رضي الله عنها ...الخ وكقوله ص203س14:( لأنها رضوان الله عليها أجل من أن تكره شيئا وتنكره ثم تصير إليه لترتكبه وتذكره .

و-في كتاب المباني ذكر كثير لسيدنا علي رضي الله عنه متبوع بصيغة الترضية ، وليس فيه موضع واحد أتبعه بصيغة( عليه السلام).

ز- الرد على الروافض وإمامهم تصريحاً كما في ص40و184
وغير هذه النصوص كثير في كتاب المباني يدل دلالة واضحة على أن مؤلفه – أياً كان – يختلف اختلافا ًكبيراً في المشرب الفكري والمذهب العقدي مع صاحب كتاب( زين الفتى) و الذي ظهر لي أنه شيعي المعتقد وذلك من خلال النصوص القليلة ، وبيان ذلك كالتالي :
أ- صيغة( عليه السلام) في حق علي رضي الله عنه وأهل البيت ،وهذا معلوم أنه ليس شعاراً للكرامية ؛ بل هو للشيعة .
ب-الموضوعات المذكورة في كتاب( زين الفتى) كما هو واضح كلها مباحث شيعية ويغلب على ظني أن السبب في إفراد هذه السورة بالتأليف هو ما ذكره بعض المفسرين كالثعلبي والنقاش من أن بعض آياتها نزلت في سيدنا علي وفاطمة رضي الله عنهما ووضعوا لها قصة طويلة وجاءوا بأبيات مصنوعة ذكرها الإمام القرطبي في تفسيره ثم زيّفها ، وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور :( وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أهل لأن ينزل القرآن فيهم إلا أن هذه الأخبار ضعيفة أو موضوعة ).

ج- وجود الكتاب عند الشيعة فقط مظنة بأنه شيعي خاصة وأنهم اهتموا به .
د- المقارنة بين سيدنا موسى عليه السلام وعلي رضي الله عنه ماذا تعنى ؟
ه-ذكر القفطي أن العاصمي "أديب فاضل تميز في النحو والتصريف وأنه شرح المفضليات وله كتاب في التصريف " ومن هذه صفته لايمكن أن يكون كتاب المباني المطبوع من تأليفه لأنه مؤلف بأسلوب بعيد عن الأسلوب الأدبي .
وهناك نقطة يجب الانتباه إليها وذلك ما جاء في العبارة التي نقلها عن كتاب( زين الفتى) في تفسير آية البقرة حيث قال : على ما ذكرنا في كتاب الإبانة والإعراب وفى كتاب المباني لنظم المعاني فذكر(ت) .....ولم يذكر ذلك انتهى .

وهنا أتساءل:
أ-لماذا وضعت التاء من (فذكرت) بين قوسين ؟ وهل هذا من صنيع المحقق أم غيره؟
ب- قوله في آخر العبارة (ولم يذكر ذلك ) من هو فاعل (يذكر)؟

أما قول الأخ وأظنه عبد الرحمن :مع هذه التصريحات لا يبقى شك .....الخ فأقول:
بعد هذا الذي قدمته يجب إعادة النظر ليس فى مسألة أنَّ ابن بسطام ليس هو مؤلف المباني ، لا ، بل في مسألة أهم من ذلك وهي : هل العاصمي كرامي أم شيعي ؟

والخلاصة عندي في الموضوع :
1-ابن بسطام هو مؤلف المباني لنظم المعاني .
2-العاصمي شيعي وليس كرامياً .
3-قد يكون للعاصمي هذا كتاب بنفس العنوان لكن قطعاً ليس هو هذا المطبوع ، وهذا أتذكر مثله الآن تشابه اسم شرح شعلة للشاطبية مع نفس اسم شرح الجعبري .
وفى الختام تقبلوا عذري وخطأي وإطالتي عليكم ، والله يحفظكم ويرعاكم
والسلام عليكم
[align=center]محبكم لله وفى الله
د/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالمدينة المنورة
9/3/1427[/align]
 
التعديل الأخير:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم السالم محمد
اتمنى ان تكون بخير وعافية وان يديم عليكم نعمه
لي زمن عنك اخي الكريم ادعو الله لك بالتوفيق
اما عن اختلاف عقيدة العاصمي وابن بسطام فقد نبهت على ذلك قبل ان تكتب ردك حفظك الله وذكرت ان العاصمي شيعي وان صاحب المباني يخالفه في ذلك وانه يترضى على الشيخين وعلى امنا ام المؤمنين عائشة ويستدل باقوالهم
اما قولك اني تبعت وهم ابن الجزري فالظاهر انك لم تقرا الموضوع كاملا فقد نبهت الى تاريخ وفاة الاندارابي وترجمته عند عبدالغافر في السياق وكذا ترجمة ابن بسطام والى تراجمهم في تاريخ نيسابور المترجم
ونبهت الى الفرق بين ابن بسطام والعاصمي ونبهت الى طبقة مؤلف كتاب المباني وكنيته
اتمنى منك قراءة الموضوع من اوله
اما عن البحث المترجم فليس لي رعاك الله هو لباحث كاظم رحمتي اظنه ايراني طلب الدكتور غانم ان يترجم فنقلت ترجمته ونبه الدكتور غانم الى ان هناك بحثا اخر لنفس الباحث ووعدني بارسال البحث لاترجمه له
اما عن كون هذا الباحث عضوا هنا فليس كذلك
دقق حفظك الله فيما كُتب وانت عندي اهل لكل خير وصاحب علم وفضل وان لم ينشر بحثك اولا فلا ضير فالعلم ما عرف وانتشر وتوارد عليه العلماء وطلبة العلم
وحسبك بحديث عمر رضي الله عنه في الاذان هاديا
اما عني فاشكرك لمجرد قراءة ما كتبت فمثلك يستنار برايه وينصت الى علمه
واشكر جميع الاخوان هنا من علق على الموضوع او كتب فيه وفقنا الله لما يحب ويرضى
 
أخى الكريم والعزيز الشيخ عاصم حفظه الله وسلمه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :كم كنت سعيدا عندما وجدتك مشاركاً فى هذا الملتقى العلمي الذى يحتاجه أهل القراءات والتفسير بل أهل علوم القرآن كلهم ،ولا شك عندى أنك أنت الذى هو أهل لكل خير وصاحب علم وفضل وأدب ، أما فى ما يتعلق بالموضوع هنا فأقسم بالله العظيم أنى ما قصدتك وما ذاك إلا لمعرفتى وثقتي بما تقدمه من معلومات ،وأما أوهام ابن الجزري التى أشرت أنا إليها فليست في تاريخ وفاة الأندرابى لأنى اوافقك على تصحيحك لخطأ ابن الجزرى ومن تبعه ،وإنما أقصد بالأوهام فى كلام ابن الجزرى نقطتين :1-جعله ابن الهيصم من أئمة القراءة وهوليس كذلك بل هو معدود من أئمة علم الكلام .2-ذكره أن الآندرابى روى عن حامد عن ابن الهيصم فى القراءات ،وذلك أيضاً ليس كذلك بل لاتوجد رواية واحدة متعلقة بالقراءات عنه فى كتابه اإيضاح،وليس للأندرابى عن حامد عن ابن الهيصم فى أسانيده للقراءات ذكر أصلاًوإنما فى أبواب أخرى غير أبواب الأسانيد مثل باب الأحرف السبعة وغيرها .وهذا من ابن الجزرى سببه واضح لأن ابن الجزرى في كثير من التراجم إنما يستقيها من كتب القراءات لاكتب التراجم ، هذا ما قصدته وقبل أن أختم هذه الرسالة أدعو الله أن يوفقنى وإياك والمهتمين بالقرآن وعلومه إذ كل منا يكمل الآخر ومهما اختلفنا فى هذه المسألة أو في مسألة "نسخة خطية أو مصورة"أو فى غيرها فتأكد أن مكانتكم فى القلب محفوظة ولك منى كل التقدير والإحترام والسلام عليكم
 
الأخ العزيز الدكتور السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني وفقه الله ورعاه
حياكم الله وبارك فيكم وفي علمكم ، ومداخلتكم أضافت معلومات مفيدة للموضوع ، وليتكم تتحفون الملتقى ببحثكم حول الموضوع كاملاً إن أمكن ، ما دام لم ينشر في مجلة المجمع ، حتى نقرأه ونتأمل أدلتكم وفقكم الله وسددكم ، فيبدو أن الأمر ما يزال في حاجة إلى مزيد بحث وتدقيق .
 
بحث : مؤلف المباني لم يعد مجهولا

بحث : مؤلف المباني لم يعد مجهولا

[align=center]كتاب المباني لنظم المعاني
لم يَعُدْ مجهول المؤلِّف

[align=center]البحث على ملف وورد[/align]

إعداد
د/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي
الأستاذ المساعد بقسم القراءات
في كلية المعلمين بالمدينة المنورة
1426هـ[/align]

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمـة[/align]

الحمد لله الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على النبي المكرم، ورضي الله عن صحابته ومن تبعهم بإحسان ،،، وبعد:

تعتبر معرفة اسم المؤلِّف -أيِّ مؤلِّفٍ- لأي كتابٍ من الكتب من أهمّ الأسباب الداعية إلى الوثوق بمادّته العلميّة وما فيها من تحقيقٍ وتجديدٍ إن وُجد.

وعكس ذلك أيضاً كذلك، فإنَّ الكتاب -أيَّ كتابٍ- إذا كان ((مجهول المؤلِّف)) فإنَّه يفقد كثيراً من الوثوق بمعلوماته حتّى وإن كانت ذات خَطَر وجدّية.

والمطالع لفهارس المخطوطات، وبعض المطبوعات يجد كثيراً منها مصنَّفاً تحت عبارة: ((مجهول المؤلِّف)) أو ((لا يعرف مؤلِّفه)) أو ((مؤلِّفه مجهول)) أو غيرها من العبارات، مع أنَّ ما تحتويه هذه الكتب ((مجهولة المؤلِّف)) قد يفوق في أحايين كثيرةٍ، في جدّة أبحاثه وموضوعاته العلميّة كثيراً من الكتب ((المعروفة المؤلِّف)).

وإنَّ من هذه الكتب ((المجهولة المؤلِّف)) والتي حوت مادّةً علميةً قويةً محبوكة التصنيف، رصينة التأليف، وضمّت أبحاثاً جليلة الفوائد، شريفة المقاصد، الكتاب المعنون بـ:

((كتاب المباني لنظم المعاني))

وهو المطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية رحمهما الله في مجلّدٍ واحدٍ تحت عنوان:

((مقدمتان في علوم القرآن))

ولقد عرفت هذا الكتاب منذ الزمن الذي كنت فيه طالباً في السنة المنهجية لمرحلة الماجستير سنة:1407-1408هـ؛ إذ كنت دائم الرجوع إليه خاصةً فيما أكتبه بياناً لتوجيه بعض القراءات التي أنكرها بعض الناس من النحويِّين وغيرهم.

وكنت دائماً ما أستثقل عبارة: ((مجهول المؤلِّف)) عندما أريد توثيق المعلومات من هذا الكتاب، وحتى عندما أقرؤها لغيري من الباحثين؛ ممّا أثار عندي سؤالاً وهو:

أيعقل أن يظلّ هذا الكتاب ومكانته هذه عند الباحثين والدارسين ((مجهول المؤلِّف))؟

فجعلت نصب عيني محاولة الإجابة عن هذا السؤال، حتى ولو طال الزمن، ثمّ اشتغلت ببحثي للدكتوراه، ولزم الأمر الرجوع إلى الكتاب مرات ومرات، والاستثقالُ من العبارة إيّاها هو هو بل يزيد.

ثم بدأت مرحلةً جديدةً وهي مرحلة ((بحوث ما بعد الدكتوراه)) وكثر معها استصحاب الكتاب حتى قرّرت أن أبدأ بالبحث عن هذا ((المؤلِّف المجهول)) وأفرده ببحث خاص، وأُفرّغ له وقتاً لا أشرك فيه غيره من البحوث، فانشرح صدري لذلك، وعاودت قراءة الكتاب من بدايته قراءةً متأنيةً أسجّل فيها ((الملحوظات)) الدقيقة والتي ستكون هي بداية الطريق لمعرفة هذا المؤلف المجهول، أو لنقل حلّ هذا اللغز الغامض الذي دام أكثر من خمسين سنةً.

وإنِّي أسجِّل هنا معترفاً بفضل الله تعالى عليّ أنِّي لم أستمرّ أكثر من ثلاثة أشهر حتَّى وفقني الله تعالى لمعرفة هذا ((المؤلِّف المجهول)) وهداني إلى مصدر آخر فيه التصريح باسمه، وفيه بعض النصوص المنقولة عنه حرفياً.

ولما تمّ ذلك بعون الله وتوفيقه كتبت هذا البحث وسميته:

((كتاب المباني لنظم المعاني لمْ يَعُدْ مجهول المؤلِّف))

فأصبح بإمكاني وغيري ممن يرجعون في أبحاثهم إلى هذا الكتاب أن ينسبوه لصاحبه ومؤلِّفه، راجياً أن أكون قد قدمت لطلاب العلم فائدةً مهمةً.

وقد بنيت البحث على مقدمة وتميهد ومبحثين وخاتمة.

المقدمة: وذكرت فيها أهميّة البحث وأسباب اختياره.

التمهيد: وهو مدخل للبحث، وجعلته مطلبين:

المطلب الأوَّل: تعريفٌ بالكتاب وطبعته.

المطلب الثاني: تصحيح وبيان.

المبحث الأوَّل: التعريف بمؤلِّف الكتاب، وفيه مطالب:

المطلب الأول: اسمه وكنيته ولقبه.

المطلب الثاني: عقيدته.

المطلب الثالث: شيوخه.

المطلب الرابع: تلاميذه.

المطلب الخامس: مؤلفاته.

المطلب السادس: وفاته.

المبحث الثاني: أدلة توثيق اسم المؤلِّف.

الخاتمة: ذكرت فيها أهم نتائج البحث والتوصيات.

وقبل أن أنهي هذه المقدمة أقول هذه الكلمة القصيرة وهي: أنَّ القارئ لهذا البحث سيفاجؤ إذا ما عرف أنِّي رجّحت أنَّ صاحب الكتاب كان ((كرَّامِيَّ)) المعتقد –للأسف- بأدلّةٍ ذكرتها في محلِّها من البحث، مما أوقعني في بداية الأمر إلى رفع القلم وعدم المضي في البحث، ولكن تداركت أنَّ من المهم ومن الأمانة العلمية أن يُعرَف صاحب الكتاب بغض النظر عن عقيدته ومذهبه، تاركاً ما يتعلّق بذلك لباحثين آخرين أدرى وأقوى مني في هذا المجال.

والله تعالى أعلم






التمهيد: مدخل للبحث

المطلب الأوَّل: تعريف بالكتاب وطبعته:

كتاب: ((المباني لنظم المعاني)) تولت نشره مكتبة الخانجي سنة: 1954م أي قبل (51) إحدى وخمسين سنة تقريباً، ونشر معه في نفس المجلد ((مقدمة تفسير ابن عطية رحمه الله)).

وهاتان الرسالتان، أعني ((كتاب المباني)) و ((مقدمة تفسير ابن عطية)) قام بتحقيقهما لأوَل مرةٍ المستشرق الأسترالي آرثر جيفري([1])، ثم قام الأستاذ: عبد الله إسماعيل الصاوي بتصحيح الطبعة الثانية ((وقوّم نصها وألحق بها استدراكات وتصويبات للطبعة الأولى)).

هذا وقد كتب كل من ((الصاوي)) و((جيفري)) مقدمةً لا يحق لأي باحث التقليل منهما؛ نظراً لظروف ذلك الزمن، وهذا الزمن، بل الإنصاف -والله يحب الإنصاف- الاعترافُ بسبقهما -وخاصة جيفري- وتقدير ما تحمّلا من عناء البحث حتى وصلتنا هاتان الرسالتان.

وقد ذكر جيفري في مقدمة تحقيقه ((مقدمةً)) عرّف فيها بالنسخ الخطية للكتابين، ومدى المتاعب التي عاشها، والأسباب التي جعلته يحقق هاتين الرسالتين، ويمكن تلخيص هذه المقدّمة في النقاط الآتية:

‌أ- أنه أعدّ هاتين الرسالتين لأصدقائه في المشرق والمغرب تلبيةً لرغبةٍ عبّر عنها الأستاذ براجستراسر([2]) قبل وفاته بسنتين في مصر.

‌ب- أن براجستراسر ساء في عينيه ألا يوجد سبيل إلى الإفادة من هاتين الرسالتين.

‌ج- رغبة براجستراسر في نشر هاتين الرسالتين بعد انتهائه من نشر كتاب ((غاية النهاية)) لابن الجزري لكن ظروفاً قاسيةً حالت دون إنجاز قصده.

‌د- هاتان الرسالتان هما من مصادر المستشرق الألماني نولدكه([3]) في كتابه ((تاريخ القرآن)).

‌ه- إنَّ تلميذ نولدكه وهو المستشرق ((شواللي))([4]) استعملها بعد شيخه.

‌و- أنَّ مؤلِّف كتاب ((المباني)) غير معروف.

المطلب الثاني: تصحيح وبيان:

تلك كانت أهم النقاط التي ذكرها ((جيفري)) في أسباب اختياره لنشر هاتين الرسالتين، ولا تعليق على ذلك، لكن ذكر بعد ذلك كلاماً يجدر الوقوف عنده قليلاً، حيث قال:

((ويظهر لنا من لغته -مؤلف ((المباني))- وأسانيده أنه من علماء المغرب، وكثيراً ما نجد أنَّ ما يدلي به يجلو الأمور الغامضة في كتب أبي عمرو عثمان الداني القرطبي المنتشرة بيننا...))([5]).

وهذا لا شك في أنه استظهار في غير محله، ويجانبه الصواب من طرفيه:

فأمّا من حيث اللغة فواضح الأسلوب المشرقي في عرضها، ولا أبالغ إذا قلت: إنّ الأسلوب اللغوي الذي كتبت به الرسالة بعيد كل البعد عن الأسلوب المغربي -الأندلسي- المتميز بصبغته الأدبية من الجناس وغيره من المحسنات البديعية.

وأما من حيث ((أسانيده)) وأعني شيوخه المباشرين الذين روى عنهم فهم غير معروفين -عندي- ولم أجد لهم ذكراً في المصادر المتوفرة ما عدا شيخيه ابن الهيصم والفارسي الذين لا شك أنهما مشرقيان وليسا مغربيين، كما سيأتي في ترجمتيهما.




المبحث الأوَّل: التعريف بالمؤلِّف، وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأوَّل: اسمه وكنيته ولقبه:

وأستسمح عذر القارئ الكريم في القول بأنه الآن جاء موعد الكشف عن اسم هذا ((المؤلِّف المجهول))، ويمكنني بكل ثقة واطمئنان -بفضل الله تعالى- أن أقول ومن الله أستمد العون والتوفيق:

إنَّ كتب التراجم جدّ شحيحة فيما يتعلق بهذا الرجل الذي يظهر من خلال كتابه أنه عالم قوي في قلمه وعلمه وأسلوبه، رغم أنِّي لم أجد له ترجمةً إلا عند الصريفيني([6]) وابن الجزري([7]) رحمهما الله، ومن خلال هذين الإمامين مع مصدر ثالث آخر سأكشف عنه بعد قليل ظهر بوضوح أنَّ المؤلِّف:

اسمُه: حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام.

كنيتُه: أبو محمد.

نسبتُه: الطحري.

ويلاحظ هنا أني كتبت اسمه كاملاً كما جاء عند الصريفيني، أما ابن الجزري فقد جاء الاسم عنده هكذا: حامد بن محمد (بياض) اهـ، فلم يذكر ما بعد ((أحمد)) لكنه اتفق معه في الكنية، وليس عنده ذكر للنسبة([8]).

ولادته: لم أجد من تعرض لها، لكن معروف أنه كان حياً سنة: 425هـ، وهي السنة التي بدأ فيها بتأليف كتابه، حيث قال: وابتدأت بالأخذ في تأليفه واستخراجه يوم الأحد غرة شعبان سنة خمس وعشرين وأربعمائة. اهـ([9])

والشيء المؤكد عندي أنه ولد بل ونشأ قبل سنة أربعمائة، دليل ذلك تلمذته وصحبته لشيخه ابن الهيصم الذي توفي قبل الأربعمائة فيما يظهر لعدم ترجمته في ((السياق))، و((منتخبه)).

المطلب الثاني: عقيدته:

أستطيع القول -بكل أسف- أن هذا العالم القوي القلم والتأليف كان ((كَرَّامياً)) وقبل أن أذكر الأدلة على ذلك يستحسن التعريف بهذه الفرقة إجمالاً، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

((الكرامية))([10]): فرقة ((كلامية)) تنسب إلى: محمد بن كرّام (255هـ) ولد بسجستان، ثم رحل إلى خراسان في بداية حياته وتعلّم بها، قال عنه الذهبي([11]) رحمه الله: المبتدع شيخ الكرامية، كان زاهداً عابداً ربانياً، بعيد الصِّيت، كثير الأصحاب، لكنه يروى الواهيات اهـ([12]).

وقال الشهرستاني([13]): نبغ رجل متنمس([14]) بالزهد من سجستان يقال له: أبو عبد الله محمد بن كرّام، قليل العلم، قد قمش([15]) من كل مذهب ضغثاً([16]) وأثبته في كتابه، وَرَوَّجه على أغتام([17]) غزنة وغور وسواد بلاد خراسان، فانتظم ناموسه وصار ذلك مذهباً... قال: وهو أقرب مذهب إلى مذهب الخوارج وهم مجسِّمة. اهـ([18])

الأدلة على كرّامية المؤلِّف:

إنَّ من يقرأ كتاب ((المباني لنظم المعاني)) لا يجد ذكراً لمسألة من المسائل العقدية التي تميّز الكرّامية عن غيرها، بل قد يجد عكس ذلك، أعني أنّه سيجد عبارات وأبحاثاً يظنّ قارؤها أنَّ كاتبها من أهل السنة والجماعة، وذلك في مثل دفاعه عن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم، وكتسفيهه وإبطاله آراء بعض الفرق التي حاولت بل وطعنت في الصحابة رضي الله عنهم([19]).

ولقائل أن يقول: إذن كيف حكمت على المؤلِّف بأنّه كرّاميّ.

فالجواب: إنَّ كرّاميّة الرجل تظهر لي من ثلاثة جوانب:

الجانب الأوَّل: من خلال كتابه؛ وذلك في:

1- اعتماده الكبير والقوي على شيخه ابن الهيصم، الذي هو من أعمدة المذهب الكرّامي كما سيأتي.

2- الترضي على شيخه.

وهنا قد يقول قائل: إنَّ المؤلِّف استخدم صيغة الترضي مع الصحابة رضي الله عنهم أيضاً، فأقول:

المعلوم والمرجّح عند العلماء هو تخصيص ((الصلاة والسلام)) على الأنبياء والمرسلين، والترضي وهو: ((رضي الله عنه)) أو ((عنهم)) بصحابة رسول الله r، و((الترحم)) بمن جاء بعدهم، أمّا استعمال بعضها في محل بعض فأصبح ذات دلالات معينة؛ كاستخدام ما هو حق للأنبياء لغير الأنبياء، مما أدى مع مرور الزمن إلى أن صارت شعارات تتميز بها فرق دون أخرى، وكذلك استخدام ما يخص الصحابة لغيرهم أصبح ذات إشارات إلى زيادة نوع من المحبة لدى المستعمِل في حق المستعمَل له، خاصةً إذا كان ذلك لا يطبق في حق جميع العلماء.

وفيما يخص الشيخ حامد هنا أنّه ذكر شيخه بألفاظ تدل على ((مزية)) عنده تختلف عن غيره من العلماء، ومثال ذلك:

1- قوله: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله بن علي رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومأواه....([20])

2- وكقوله: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن علي رضي الله عنه... ([21])

3- وقوله: قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم رضي الله عنه...([22])

4- وقوله: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم رضي الله عنه إجازة...[23])

5- وقوله: قال –ابن الهيصم- رضي الله عنه...([24])

6- وقوله: فيما أخبرنا الشيخ محمد بن الهيصم رضي الله عنه ...([25])

فهذه مواضع تميّز فيها ذكرُ شيخه ابن الهيصم عن غيره من العلماء بصيغة ((الترضي)).

3- الترضي على شيخ الكرّامية محمد بن كرّام:

وهذا من أقوى الأدلّة -عندي مع قلة المصادر- التي تشير إلى كرّامية مؤلِّف ((المباني لنظم المعاني)) مع أنَّ شيخ الكرّاميّة ليس له ذكر في الكتاب إلاّ في موضع واحدٍ، إلاّ أنَّ هذا الموضع جاء بأسلوبٍ لا يدع مجالاً لقارئ إلاّ أن يتيقّن أنَّ المؤلِّف ((كرّاميّ)) أو على أقلّ تقديرٍ ((محبٌّ للكرامية)) وجاء النص كالتالي: ((وعن الإمام الهادي أبي عبد الله محمد بن كرام رضي الله عنه ... وإنما ذكر الإمام الهادي رضي الله ... وهي التي ذكرها الإمام الهادي رضي الله عنه...))([26]).

وانظر أخي الكريم إلى هذه الألقاب ((الإمام)) ((الهادي)) مع عبارة ((رضي الله عنه)) وما يوحيه كل ذلك من معاني تشير إلى ((عقيدة)) قائلها عفا الله عنا وعنه وعن جميع المسلمين.

الجانب الثاني: من خارج كتابه، وبالتحديد من كتاب: ((المنتخب من السياق)) حيث ذكر الصريفيني أن حامداً هو ((من أصحاب أبي عبد الله)) وأنه ((صحب المهدي بن محمد من كبار أصحابهم)).

وهنا وقفتان:

الأولى: من هو أبو عبد الله هذا؟

الثانية: من هو المهدي بن محمد هذا؟

أما الأولى: فأبو عبد الله هنا هو: محمد بن كرَّام، شيخ الكرّاميّة، والدليل عندي على ذلك، استخدام الصريفيني هذه العبارة لأناس كثيرين ثبت أنهم ((كرّاميّون)) من ذلك ما ذكره في ترجمته لمحمد بن إسحاق بن محمشاذ، أبي بكر الواعظ، قال: زعيم أصحاب أبي عبد الله ورئيسهم... وظهرت به دولة الكرّاميّة واعتمده الأمير محمود([27]).

هذا وقد قرأت كتاب ((المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور)) من أوّله إلى آخره، فوجدته في ثلاثين ترجمة يصرح فيها بـ((أصحاب أبي عبد الله)) ويزيد في بعضها ((الطائفة)) كقوله عن عتيق بن محمد السورياني: ((شيخ طائفة أبي عبد الله في عصره))([28])، وكقوله عن كامل بن أحمد بن جعفر العزائمي: ((... فتحول إلى الطائفة من أصحاب أبي عبد الله))([29])، وكقوله في ترجمة محمشاذ بن أحمد: زعيم طائفة أبي عبد الله([30]).

وأما الثانية: فـ((المهدي بن محمد)):

يغلب على الظن أنَّ في العبارة تحريفاً صوابه: حذف كلمة ((ابن)) وتكون العبارة (المهدي محمد)، وإن صحّ هذا التخمين فيكون المراد هو: محمد بن عبد الله بن الهيصم، خاصة وأن الشيخ حامد وصفه بـ((الهادي)) والله أعلم.

وإذا صحّ أنَّ المراد هو ابن الهيصم، فيكون هذا دليلاً أيضاً على ((كرّامية)) المؤلف.

الجانب الثالث: هذا الشيخ له ترجمة في كتاب ((تاريخ نيسابور)) بدليل وجودها في ((المنتخب)) مما يعني أنه نيسابوري إمّا من أهلها وإمّا من الطارئين عليها ومعلوم أنَّ نيسابور في هذه الفترة كانت مرتعاً للكرّامية وسوقاً نافذاً لهم حتى تبؤوا في دولتها المناصب العالية.

أمّا مذهبه الفقهي فلم أجد من صرح به، إلا أنِّي وجدته يقول: ((أبو حنيفة رضي الله عنه))([31]) وذكر مالكاً والشافعي ولم يترحّم عليهما([32]). والله أعلم.



المطلب الثالث: شيوخه:

لم يذكر المؤلِّف في كتابه غير شيخين له، هما:

الأوَّل: أبو عبد الله: محمد بن علي بن الهيصم، ويلاحظ هنا أنه تفنن في اسمه، فتارةً يسميه ((أبو عبد الله محمد بن علي))([33])، وتارةً يسميه ((محمد بن الهيصم))([34])، وأخرى ((أبو عبد الله محمد بن الهيصم))([35])، وهذا كله تفنن إذ ليس الجميع إلاَّ شخصاً واحداً، ولم أجد ترجمةً له إلاَّ عند الصفدي([36])، حيث عرفه بأنه:

محمد بن الهيصم، أبو عبد الله شيخ الكرامية، وعالمهم في وقته، وهو الذي ناظره ابن فورك([37]) بحضرة السلطان محمود بن سبكتكين([38])، وليس للكرامية مثله في الكلام والنظر، وكان في زمانه رأس طائفته([39]).

وقال الشهرستاني: وقد اجتهد ابن الهيصم في إرمام مقالة أبي عبد الله في كل مسألة حتّى ردّها من المحال الفاحش إلى نوع يفهم فيما بين العقلاء اهـ([40])

وقد بيّن الشهرستاني مكانة ابن الهيصم وآرائه في علم الكلام فقال: وهو -المذهب الكرَّامي- أقرب مذهب إلى مذهب الخوارج، وهم مجسّمة وحاش غير محمد بن الهيصم فإنَّه مقارب. اهـ([41])

مؤلفاته:

له كتاب ((المقالات)) نقل عنه الشهرستاني واعتمد عليه ابن أبي الحديد([42]) في تقرير مذهب الكرامية في كتابه شرح نهج البلاغة([43]).

تنبيه: ذكر صاحب ((تاج العروس)) في ما استدركه على القاموس: الهيصمية: ((فرقة من الكرامية أصحاب محمد بن الهيصم))([44]).

الثاني: الشيخ أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ، لم يذكره إلاّ في موضع واحد جاء في السياق التالي: وهذه الأحاديث كلها مكتوبة على وجهها في كتاب ((فيه ما فيه)) للشيخ أبي سهل رحمة الله عليه، إلا أنه لم يكن عندي إسنادها، ووجدت إسنادها فيما أجازني الشيخان أبو عبد الله محمد بن علي والشيخ أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ رويتها عنهما لأكون قد جمعت بين ذكر المشايخ... الخ([45]).

وأما في غير كتابه فقد وجدت الأندرابي ذكر شيخين آخرين للمؤلف وهما:

1- أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي، قال الأندرابي([46]): أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي، ثم ذكر سنده إلى عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله r: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظّم ما حقّر الله وحقّر ما عظّم الله))([47]).

ثم ذكر الأندرابي أيضاً عدّة أحاديث لكنها باسم أبي الحسن الفارسي.

2- محمد بن القاسم: قال الأندرابي: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن القاسم ...

وذكره مرةً أخرى هكذا: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفارسي ...([48]).

والذي يظهر لي أنهما شخص واحدٌ خاصةً في اتفاقهما في الشيوخ المذكورين في أسانيدهما فكلٌّ من الاسمين يروي عن أبي عبد الله محمد بن يزيد المعدل وأبي الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم المعدل.

لكن ذلك اختلف في موضعين جاء في أولهما: أبو الحسين محمد بن القاسم الفارسي قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر، وجاء في ثانيهما: محمد بن القاسم قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي...([49]) والله أعلم.

المطلب الرابع: تلاميذه:

وقفت له على ثلاثة تلاميذ وهم:

الأول: الأندرابي: وهو كما ترجمه صاحب المنتخب: أحمد بن أبي عمر المقرئ، المعروف بالزاهد الأندرابي، من أصحاب أبي عبد الله بهيّ المنظر، مشهور، ثقة، زاهد عابد، عالم بالقراءات، له التصانيف الحسنة في علم القراءات، أقام بنيسابور سنين، رأيت سماعه في ((صحيح مسلم)) وغيره، توفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة، وصلى عليه أبو بكر بن حامد، ودفن في مقبرة معمر.([50]) اهـ

هذه أوسع ترجمة وجدتها له، وحسب علمي القاصر لا يوجد إلاَّ هي وترجمة ابن الجزري له([51])، وهي ترجمة تزيد عما هنا بذكر كنيته وهي ((أبو عبد الله)) ونسبته وهي ((الخراساني)) بدل الأندرابي، وذكرَ شيوخه في القراءات واسم مؤلفه فيها وهو ((الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم)) لكن ليس فيها تحديد سن وفاته، بل قال ابن الجزري: ((مات بعد الخمسمائة)) وهو مرجوح بما ذكر صاحب ((المنتخب)) للمعاصرة.

تنبيه مهم:

معلومٌ بالاستقراء أن الإمام ابن الجزري رحمه الله في كتابه ((غاية النهاية)) قد ذكر تراجم كثيرة تعد بالعشرات، مكتفياً بذكر اسم صاحب الترجمة واسم شيخه وتلميذه ولا يذكر سوى ذلك لا التاريخ ولا المؤلفات.

وهذا المنهج الذي سلكه ابن الجزري سببه واضحٌ جداً وهو أنَّ هذه التراجم عنده إنما هي مأخوذة من كتب القراءات وليست من كتب التراجم.

بعد هذا أقول:

إنَّ مؤلف كتاب ((المباني)) الشيخ حامد بن أحمد ليس له ذكر في ((غاية النهاية)) إلا في موضعين.

الموضع الأول: محل ترجمته وذكر قبل قليل.

الموضع الثاني: في ترجمة شيخه ابن الهيصم، ونصّها: محمد بن الهيصم أبو عبد الله، إمام مقرئ، اعتمد عليه أحمد بن عمر صاحب ((الإيضاح)) وروى عن حامد بن أحمد عنه فوائد في كتابه.([52]) اهـ

وفي هاتين الترجمتين وقفات:

الأولى: جعل ابن الجزري ابن الهيصم من أئمة القراءة والإقراء.

الثانية: رواية صاحب ((الإيضاح)) عن حامد عن ابن الهيصم.

أمَّا الملحوظة على الوقفة الأولى: فابن الهيصم -كما تقدم في ترجمته- إمام لكن ليس في القراءة، بل هو إمام في علم الكلام([53]).

وأمَّا الملحوظة على الفقرة الثانية فهي: إن كلام ابن الجزري يُفهم منه أنَّ صاحب ((الإيضاح)) روى عن حامد عن ابن الهيصم في القراءات، وذلك ليس كذلك، فإنِّي تصفَّحت، بل قرأت كل الكتاب وليس فيه رواية واحدة لأي راوي من الرواة العشرين عن القراء العشرة، بمعنى أنَّ صاحب ((الإيضاح)) لم يذكر في ((أسانيده للقراءات)) أي رواية عن حامد بن أحمد، وهذا يعني أنَّ كلاًّ من حامد وشيخه ابن الهيصم ليس من أهل القراءات المذكورين في كتاب ((الإيضاح في القراءات)) للأندرابي.

نعم لهما ذكر كثير -كما قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله- لكن في أبواب أخرى غير أبواب الأسانيد والقراءات، مثل حديث الأحرف السبعة، كما سنذكر بعد قليل.

الثاني: صاعد الحسيري: ترجمه الصريفيني بقوله: صاعد بن محمد الحسيري، فاضل، من أصحاب أبي عبد الله صحب حامد بن أحمد في صباه، ثم صار إلى الأستاذ أبي بكر بن الهيصم([54])، ثم صحب الأستاذ أبا لحسن الهيصم بن محمد بن عبد العزيز([55]) فحصّل عنده التفسير والمعاني، ثم عاد إلى نيسابور وتولى التدريس بمدرسة بمحلة الرمجاز وتوفى([56]). اهـ هكذا بدون ذكر تاريخ الوفاة.

الثالث: عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز المحمد أباذي، أبو سعد معروف عدل من بيت العدالة حدث عن جماعة من أصحاب أبي عبد الله روى عنه أبو عبد الله الفارسي عن حامد بن أحمد([57]).

هذا ما وجدته من شيوخه وتلاميذه، وإذا يسر الله تعالى الاطلاع على الجزء الموجود من ((السياق لتاريخ نيسابور)) قد نجد معلومات كافية عن هذا العلم وشيوخه، فهو مظنة لذلك والله أعلم.

المطلب الخامس: مؤلَّفاته:

لم يتعرض الصريفيني ولا ابن الجزري رحمهما الله، وهما الوحيدان اللذان ترجما للمؤلِّف -فيما وقفت عليه- لذكر مؤلَّفاته، لكن ذكر المؤلِّف نفسه أربعة كتب غير هذا الكتاب، وهي:

1- كتاب الغرر في أسامي السور: أحال عليه أثناء حديثه عن حديث فضائل القرآن، قال: ((الغرر))....([58])

2- الإبانة والإعراب: أحال عليه أثناء رده على الطاعنين في القرآن، قال: ... فهذا وما أشبهه مما ادعوا على القرآن من الزيادة والنقصان والخطأ والنسيان ذكرنا بعضها وإن كنا قد أودعنا كتابنا المعنون بـ((الإبانة والإعراب)) ...([59])

3- الزينة في سؤالات القرآن: ذكره في نفس السياق الذي ذكر فيه سابقه، مع بيانه أنه ((لم يختمه))([60]).

4- الدرر في ترفيع السور: وقد ذكره في الفصل السابع في ذكر التفسير والتأويل، قال: وقد تقدَّم منا في معنى هذا كتابنا المعنون بـ((الدرر في ترفيع السور))([61]).

ويظهر من عناوين هذه الكتب شدة صلتها بعلوم القرآن مما يجعل الباحث يأسف لعدم معرفة أي شيء عنها، والله المستعان.

المطلب السادس: وفاته: لم يذكر الصريفيني ولا ابن الجزري سنة وفاته، ولكن لا شكّ أنها ما بين سنة: 425هـ وهي السنة التي بدأ فيها بتأليف كتابه ((المباني)) وبين سنة: 470هـ وهي السنة التي توفي فيها تلميذه الأندرابي رحمه الله كما سبق في ترجمته.

ويمكن القول تخميناً أنه توفي سنة: 425هـ والتي ألف فيها كتابه بدليل أن الصريفيني ذكره في الطبقة الأولى وكان قد ذكر أن الطبقة الثانية عنده هم ((الذين اتفقت وفاتهم بعد سنة الخمس والعشرين والأربعمائة إلى نيف وستين وأربعمائة))([62]).

لكن يعكر على هذا عندي أنه بمراجعة جميع ((الطبقات الأولى)) في ((المنتخب)) وجدت تراجم موجودة توفي أصحابها بعد الخمس والعشرين والأربعمائة([63]). والله أعلم.




المبحث الثاني: أدلة توثيق اسم لمؤلف

أدلة توثيق الكتاب:

يعتبر هذا لمبحث هو عمدة هذا البحث وأسه والغرض الأساس من كتابته، وبيان ذلك:

قلت -فيما سبق- إنَّ مؤلِّف كتاب ((المباني لنظم المعاني)) هو: أحمد بن حامد بن جعفر، وقد توصّلت إلى ذلك -بعد عون الله تعالى- عن طريقين:

الأول: ابن الجزري رحمه الله:

وذلك فيما كتبه في ترجمة شيخه ابن الهيصم، والحقيقة أنَّ الذي نبهني في بداية الأمر هو ذكر ((ابن الهيصم)) فهذا الاسم مع غرابته عندي، حيث إنه غير متداول عند أهل القراءات، وكان من الأسماء التي تبقى في الذاكرة، فلما رأيته في ((غاية النهاية)) مصادفةً تذكرت أني رأيت هذا الاسم من قبل.

وأول ما رأيت ((ابن الهيصم)) في ((غاية النهاية)) لم أكن أقصده، بل صادف أني كنت أريد أن أوثق ترجمة للشيخ: حامد بن علي بن حسنويه، أثناء تحقيقي لكتاب ((النشر في القراءات العشر))، وما إن بدأت أقرأ كل من بدئ باسم ((حامد)) وإذا بصاحبنا يذكر في أول من اسمه ((حامد)) وبعده مباشرة بل في السطر الذي تحته حامد بن علي، فأسرعت وعلقت عليه أنَّ هذا الاسم قد مرّ علي في كتاب آخر فليبحث، ثم مضى زمن، ولزم الأمر الرجوع إلى كتاب ((مقدمتان في علوم القرآن)) وذلك في مبحث ((ترتيب القرآن هل هو على ترتيب النزول أم لا؟)) وإذا في الكتاب المذكور: قال الشيخ محمد بن الهيصم رحمه الله ... الخ، فاستوقفني الاسم ثانية وتذكرت أني قد علّقت عليه في ((غاية النهاية)) فرجعت إليها فإذا بالاسم هو هو.

كان هذا هو بداية الطريق للبحث عن هذا المؤلِّف غير المعروف لكتاب ((المباني)) واستخلصت من هذا أنَّ مؤلِّف الكتاب هو: حامد بن أحمد.

الثاني: الأندرابي:

وهو الإمام أبي عمر الذي سبق ذكره قبل قليل، وهو المشهور بـ((صاحب الإيضاح))، والمراد كتابه ((الإيضاح في القراءات)).

وأيضاً كنت أرجع إلى هذا الكتاب في أبحاثي المتعلقة بعلم القراءات سواء رسالتيّ العلميتين أم غيرهما، وكان الرجوع إليه مقتصراً على بابي ((الأسانيد)) و((تراجم القراء ورواتهم)) ولم يكن في ذهني مسألة ((حامد)) ولا ((ابن الهيصم)) حتى طلب منِّي باحث من الرياض يحضِّر رسالة دكتوراه توثيق بعض معلومات متعلقة بالإمام أبي الحسن علي بن محمد الفارسي تلميذ ابن مهران وشارح كتابه ((الغاية)) وهو -الفارسي- أيضاً شيخ للأندرابي، فبدأت أقرأ المخطوط ((الإيضاح)) من أوَّله وما إن وصلت إلى الورقة (9/أ) في باب: ((ذكر نزول القرآن على سبعة أحرف واختلاف العلماء في تفسير ذلك)) فإذا فيه:

أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم ... الخ فاستوقفني هذا الإسنادُ قليلاً، وما ذاك إلاَّ بسبب كلمة ((الهيصم)) ثمّ بدأت القراءة مجدّداً مركّزاً على معلوماتٍ بعينها للباحث السابق الذكر، ثم أرسلتها إليه.

عندئذ بدأت بالتفكير جدياً في هذا البحث وهو معرفة صاحب ((المباني)) خاصةً وأنِّي الآن قد عرفت أنَّ ابن الهيصم مذكور في ثلاثة كتب وهي: ((المباني)) و((الإيضاح)) و((غاية النهاية))، وأنَّ حامد بن أحمد مذكور في الأخيرين منهما، وهنا سألت هذا السؤال: ألا يمكن أن يكون حامد بن أحمد هو مؤلِّف المباني، خاصةً وأنَّه تلميذ لابن الهيصم وشيخ للأندرابي، وهذا مذكور في ((غاية النهاية)) و((الإيضاح))؟

فأجبت نفسي: بأنَّه هو مؤلِّفه قطعاً، لكن لا بدّ من توثيق أكبر قوةً، فعاودت قراءة كتاب ((الإيضاح)) فاستخرجت منه كل ما فيه من ذكر ((لابن الهيصم)) أو ((حامد بن أحمد)) وكم كانت النتيجة مفرحةً وسعيدةً عندما توصلت إلى النتيجة الآتية:

كتاب الإيضاح للأندرابي يجوز أن يعتبر شبه مختصر لكتاب المباني، ولا أعني بذلك أنه كله كذلك، لا بل ما فيه من منقولات عن ((حامد)) فقط.

يعني: أنِّي قابلت جميع الروايات والمعلومات التي نقلها الأندرابي عن حامد عن ابن الهيصم وعن غيره من شيوخه وطابقتها بما في ((المباني)) فإذا هي هي بنصها وفصّها، وتذكرت عندئذ فرح الإمام أبي عمرو ابن العلاء في قصته المشهورة بكلمة ((فرجة))([64]).

هذا وقد وجدت الأندرابي نقل في كتابه ((الإيضاح في القراءات)) سبعة وعشرين (27) مسألة ما بين حديث وأثر كلها عن حامد بن أحمد بن جعفر، بعضها بنصها وحروفها في ((المباني)) مما يؤكد صحة نسبة الكتاب إليه، حتى وإن كان الأندرابي لم يصرح باسم الكتاب, وهذه المنقولات هي:

1- قال الأندرابي [ق 5/أ] رحمه الله: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي([65]) قال: ... عن عبد الله بن عمرو([66]) قال: قال رسول الله r: ((من قرأ القرآن فرأى أنَّ أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظَّم ما حقَّر الله وحقَّر ما عظَّم الله))([67]).

2- قال الأندرابي [ق 5/أ] رحمه الله: وأخبرنا أبو محمد([68]) قال: أخبرنا أبو الحسن قال ... عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: ((أفضل العبادة قراءة القرآن))([69]).

3- قال الأندرابي [ق 5/أ] رحمه الله: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو الحسن ... عن ابن عباس t في قوله تعالى:( } ö@è% È@ôÒxÿÎ/ «!$# ¾ÏmÏFuH÷qtÎ/ur y7Ï9ºx‹Î7sù (#qãmtøÿu‹ù=sù uqèd ׎öyz {([70]) قال: ((فضل الله: الإسلام، } ¾ÏmÏFuH÷qtÎ/ur {: أن جعلكم من أهل القرآن))([71]).

4- قال الأندرابي [ق 5/ب] رحمه الله: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن أبي سلمة بن عبد الرحمن([72]) قال([73]): قال رسول الله r: ((أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن، وأفضل العبادة كلها الدعاء))([74]).

5- قال الزاهد الأندرابي [ق 8/أ-ب] رحمه الله تعالى: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الهيصم بن أحمد قال: ... أنهما سمعا عمر بن الخطاب([75]) يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام([76]) وهو يقرأ ((الفرقان))/ في حياة رسول الله r فاستمعت قراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله r فكدت أساوره([77]) في الصلاة فنظرت([78]) حتى سلَّم فلما سلَّم لبَّبْته([79]) بردائي، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي أسمعك تقرأها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه([80])، فقلت له: كذبت؛ فوالله إنَّ رسول الله صلى الله عليه له أقرأني هذه السورة التي تقرأها، قال: فانطلقت أقوده إلى النبي صلى الله عليه فقلت: يا رسول الله إنِّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة الفرقان، قال: فقال النبي عليه السلام: ((أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعتُ، فقال النبي عليه السلام: ((هكذا أنزلت))، ثم قال لي: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله صلى الله عليه ثم قال: ((هكذا أنزلت))، ثم قال النبي صلى الله عليه: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤا منه ما تيسر))اهـ([81]) .

هكذا روى الأندرابي الحديث عن شيخه حامد بن أحمد، ونفس الإسناد والمتن في الكتاب المطبوع([82]).

6- قال الأندرابي [ق 8/ب]: وأخبرني أبو محمد([83]) قال: أخبرنا أبو محمد([84]) قال: ... عن قتادة قال: قال لي أبي بن كعب: اختلفت أنا ورجلٌ من أصحابي في آية([85]) فترافعنا فيها إلى النبي صلى الله عليه فقال: ((اقرأ يا أبي))، فقرأت، ثم قال للآخر: ((اقرأ)) فقرأ فقال النبي صلى الله عليه: ((كلاكما محسن مجمل)) فقلت: ما كلانا محسن مجمل([86])، فدفع النبي صلى الله عليه في صدري وقال: ((أيْ أُبَي: إنَّ القرآن أنزل عليَ، فقيل لي: أعلى حرف أم على حرفين؟ فقلت بل على حرفين، ثم قيل لي: أعلى حرفين أم على أربعة أحرف؟ فقلت: بل على أربعة أحرف، فلم يزل بي حتى انتهى إلى سبعة أحرف كلها شاف كاف، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة، فإذا كانت ((عزيز حكيم)) فقلت: ((سميع عليم)) فإنَّ الله سميع عليم)) اهـ([87]).

7- قال الأندرابي [ق 8/أ]: وأخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن أُبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه جبريل قال: ((يا جبريل إنِّي بُعثت إلى أمة منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتاباً قط))، قال يا محمد: إنَّ القرآن أنزل على سبعة أحرف([88]).

8- قال الأندرابي [ق 12/ب]: ولقد أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة([89]) قال: حدثني أبي في قول النبي عليه السلام ((نزل القرآن على سبعة أحرف)) تأويله على سبعة أوجه من اللغات متفرقةً في القرآن([90]).

9- قال الأندرابي [ق 18/ب]: وأخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: ... عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في شهر رمضان كل ليلة فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة([91]).

10- قال الأندرابي [ق 23/ أ]: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا محمد بن الهيصم قال: ... عن أنس([92]) قال: جمع القرآن على رسول الله صلى الله عليه أربعة من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل([93])، وأبو زيد([94])، وزيد([95])، قلت -يعني لأنس-: ومَنْ أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي([96]).

11- قال الأندرابي: [ق 24/أ] وأخبرنا بجملة الحديث أبو محمد حامد بن أحمد...

12- قال الأندرابي: [ق 9/أ] وأخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن أبي بن كعب...

13- قال الأندرابي [ق 26/أ]: وأخبرنا الشيخ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام محمد بن الهيصم قال: ... حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي([97]) في ذكر ما اختلفت المصاحف فيه من أهل الحجاز والعراق والشام.

14- قال الأندرابي [ق 27/ب]: أخبرني أبو محمد قال: أخبرنا محمد قال: ... قال أبو حاتم سهل بن محمد([98]): إنَّ عثمان لما كتب المصاحف بعث إلى البصرة بمصحف وإلى الكوفة بآخر وإلى مكة بآخر وإلى الشام بآخر وإلى البحرين بآخر وإلى اليمن بآخر، وحبس بالمدينة واحداً، وهي متفقة إلاَّ في حروف...

15- قال الأندرابي [ق 34/أ]: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن القاسم قال: ... عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه: من قرأ القرآن ظاهراً أو نظراً أعطي شجرةً في الجنة لو أنَّ غراباً أفرخ تحت ورقة من ورقها ثم أدرك ذلك الفرخ فنهض لأدركه الهرم قبل أن يقطع تلك الورقة([99]).

16- قال الأندرابي [ق 34/ب]: وأخبرنا أبو محمد قال أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي([100]) عن جده([101]) قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ((قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف تضاعف ذلك إلى ألفي درجة))([102]).

17- قال الأنداربي [ ق39/أ]: وأخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن قطرب([103]) أنَّ السبع الطول من البقرة إلى الأنفال ...

18- قال الأندرابي [ق 39/ب]: أخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: ... سمعت ابن عباس يقول: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى ((براءة)) وهي من المائين وإلى ((الأنفال)) وهي من المثاني فجعلتموها في السبع الطول ولم تكتبوا بينهما بسطر ((بسم الله الرحمن الرحيم))؟ فقال عثمان: كان النبي صلى الله عليه مهما ينزل عليه الآية فيدعوا بعض من كان يكتب له ويقول له: ((ضع الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وينزل عليه الآية والآيتان فيقول مثل ذلك، وكانت ((الأنفال)) من أول ما أنزل عليه بالمدينة وكانت ((براءة)) من آخر ما أنزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتها في السبع الطول([104]) ولم أكتب بينهما ((بسم الله الرحمن الرحيم))([105]).

19- قال الأندرابي [ق 41/ب]: أخبرني الشيخ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن قتادة قال: أنزلت صحف إبراهيم لثلاث مضين ليال من رمضان، وأنزلت التوراة لست ليال مضين من رمضان، وأنزل الزبور لاثني عشرة ليلة مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثماني عشرة ليلة من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين من رمضان، قال إبراهيم: وسمعت قتادة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه: أعطيت السبع الطول مكان التوراة، والمائين مكان الإنجيل، والمثاني مكان الزبور، وفضِّلت بالمفصل.

وعنهم ... عن أبي الجلد قال: نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وذكر نزول التوراة والإنجيل والقرآن على نحو ما قال قتادة اهـ

20- قال الأندرابي [ق 42/ب]: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن عبد الله بن عباس قـال: أول شيء نزل بمكة: } ù&tø%$# ÉOó™$$Î/ y7În/u‘ ...{...([106])

قال الأندرابي بعد ذلك:

قال أبو سهل: وحدثنا محمد بن حاتم الجوزجاني وغيره قالوا: ... عن ابن عباس قال: أول ما أنزل بمكة ... الخ. ثم ذكر ذلك كما في المطبوع، وزاد فيه إلى قوله: إلا أولياء الرحمن([107]).

21- قال الأندرابي [ق 61/ب]: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفارسي قال: ... عن عمر بن الخطاب t قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ((من قرأ القرآن فأعربه كتب الله له بكل حرف أربعين حسنةً، ومن قرأ القرآن فأعرب بعضه ولحن في بعض كتب الله له بكل حرف عشرين حسنة، ومن قرأه القرآن فلم يعرب منه شيئاً كتب الله له بكل حرف عشر حسنات)).

22- قال الأندرابي [ق 62/أ]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم بن أحمد قال: ... عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه: اعربوا القرآن والتمسوا غرائبه.

23- قال الأندرابي [ق 62/أ]: وأخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: عن عبد الله بن بريدة([108]) عن أبيه([109]) قال: كانوا يؤمرون، أو كنا نؤمر، أن نعلم القرآن ثم السنة ثم الفرائض ثم العربية، الحروف الثلاثة، قلنا: وما الحروف الثلاثة؟ قال: الجر والرفع والنصب.

24- قال الأندرابي [ق 62/ب]: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: ... مر عمر بن الخطاب بقوم قد رموا رشقاً فقال: بئس ما رميتم، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا قوم متعلمين، فقال: والله لذنبكم في لحنكم أشد علي من ذنبكم في رميكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: رحم الله رجلاً أصلح لسانه([110]).

25- قال الأندرابي [ق 63/ب]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن عبد الله بن عمرو([111]) عن النبي صلى الله عليه قال: ((لن يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث))([112]).

26- قال الأندرابي [ق 65/ب]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه المسجد فسمع قراءة رجل، فقال: ((من هذا؟)) قيل: عبد الله بن قيس([113])، قال: ((لقد أوتي هذا مزامير آل داود))([114]).

27- قال الأندرابي [ق 205/أ]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي قال: ... عن زرارة بن أوفى([115]) قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه فقال: يا نبي الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: ((الحال المرتحل))، فقال: يا نبي الله ما الحال المرتحل؟ قال: صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله كلما حل ارتحل))([116]).

هذا ما وجدته في كتاب ((الإيضاح)) للأندرابي منقولاً عن شيخه حامد بن أحمد، وبعضه موجود في كتاب ((المباني))، وهناك منقولات أخرى عبارة عن نصوص في ورقات متعددة هي بحروفها في كلّ من ((المباني)) و((الإيضاح)) مما يؤكّد -لي- تأكيداً غير قابل للشكّ أنَّ مؤلِّف كتاب ((المباني لنظم المعاني)) والمطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية تحت عنوان ((مقدمتان في علوم القرآن)) هو حامد بن أحمد بن جعفر، وذلك ما بيّنته خلال البحث، وهذا من فضل الله عليّ إذ وفقني لمعرفته وتعريف الباحثين به.

والله تعالى أعلم




الخـاتمـة

أختم هذا البحث الذي وفقني الله تعالى لكتابته بذكر النقاط لتالية:

1- أنَّ كتاب ((المباني لنظم المعاني)) والمطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية تحت عنوان ((مقدمتان في علوم القرآن)) لم يعد مجهول المؤلِّف.

2- أن مؤلِّف الكتاب هو: حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام من أهل القرن الخامس الهجري.

3- يغلب على ظني أنَّ المؤلِّف كان كرَّامياً.

4- أنَّ المصدر الوحيد الذي وقفت عليه وينقل نصوصاً عن حامد بن أحمد موجودة في كتابه ((المباني)) هو الإمام الأندرابي صاحب كتاب ((الإيضاح في القراءات)).

5- أنَّ الأندرابي -للأسف- كان كرَّامي المعتقد.

6- أقترح أن يتولى جمع من الطلاب تحقيق كتاب ((الإيضاح)) للأندرابي لأهميته ومكانته في علم القراءات.

7- أقترح إعادة تحقيق كتاب ((المباني لنظم المعاني)) حيث إنَّ الطبعة الموجودة الآن والتي لها أكثر من (50) سنة مليئةً بالتحريف والتصحيف، بل وفيها سقط كثير يظهر بمقابلتها مع النصوص التي نقلها الأندرابي عن المؤلف في كتاب ((الإيضاح)).

وفي الختام: آمل أن أكون قد قدّمت للباحثين معلومة تفيدهم في أبحاثهم، وذلك من خلال اكتشاف اسم هذا ((المؤلِّف المجهول)).

والله من وراء القصد

-----------------
[1]- مستشرق أسترالي، عيِّن أستاذاً في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم في جامعة كولومبيا له كثير من المؤلفات والبحوث. انظر: المستشرقون: 3/517.
[2]- نال شهادة الأستاذية في اللغات السامية والعلوم الإسلامية، له مؤلفات عديدة، منها: معجم قراء القرآن وتراجمهم، وتاريخ قراءات القرآن. انظر: المستشرقون: 2/450.
[3]- ألماني (1836-1930م) من أسرة عريقة شغل أفرادها مناصب علمية وإدارية كبيرة، يجيد كثيراً من اللغات، من مؤلفاته: تاريخ نص القرآن. انظر: المستشرقون: 2/379
[4]- فريدريخ، ألماني (1863-1919م)، من أوسع المستشرقين علماً وإتقاناً للعربية. انظر: المستشرقون:2/410.
[5]- انظر: المقدمتان: 3-4.
[6]- هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد (581-641هـ) الحنبلي من تلاميذ الرهاوي وشيوخ الضياء. انظر: سير أعلام النبلاء: 23/89.
[7]- هو: أبو الخير محمد بن محمد (751-833هـ) خاتمة حفاظ القراءات، انظر ترجمته في كتابه: غاية النهاية:2/247.
[8]- انظر: المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور: 224، غاية النهاية: 1/202.
[9]- المباني: 6.
[10]- انظر مذهبها والحديث عنها في: الملل والنحل: 108، ما بعدها.
[11]- محمد بن أحمد بن عثمان (673-748هـ)، عني بالقراءات واشتغل بالحديث ورجاله. انظر: غاية النهاية:2/71.
[12]- انظر: سير أعلام النبلاء: 11/523.
[13]- محمد بن عبد الكريم أبو الفتح (467-548هـ) شافعي متكلم. انظر: سير أعلام النبلاء: 20/286.
[14]- التنميس: التلبيس. القاموس (نمس).
[15]- القمش: الرديئ من كل شيء، والتقميش: جمع الشيء من ههنا وههنا. انظر: تاج العروس (قمش).
[16]- الضغث: الباطل. القاموس.
[17]- الغُتمة: العجمة في المنطق، والأغتم: الأعجم. القاموس والتاج (غتم).
[18]- الملل والنحل: 32-33.
[19]- كما في الصفحات: 85، 184.
[20]- كما في ص: 28.
[21]- انظر ص: 17.
[22]- انظر ص: 188
[23]- انظر ص: 207.
[24]- انظر ص: 221.
[25]- انظر ص: 240.
[26]- انظر ص: 209، 210.
[27]- المنتخب لكتاب السياق: 22.
[28]- المنتخب لكتاب السياق:442
[29]- المصدر السابق: 466.
[30]- المصدر السابق: 502.
[31]- المصدر السابق: 230.
[32]- المصدر السابق: 101.
[33]- المباني ص: 17
[34]- المباني ص: 240.
[35]- المباني ص: 207.
[36]- خليل بن أيبك، أديب مؤرخ تلميذ السبكي والذهبي وغيرهما، (696-764هـ). انظر: طبقات الشافعية للسبكي: 10/1-32.
[37]- محمد بن الحسن، شيخ المتكلمين (ت: 406هـ). انظر: سير أعلام النبلاء: 17/214.
[38]- صاحب خراسان والهند، تركي (361-433هـ). انظر: 17/483.
[39]- الوافي بالوفيات: 5/171.
[40]- انظر: الملل والنحل: 112.
[41]- انظر المصدر السابق: 33.
[42]- قاسم بن هبة الله (586-656هـ) أديب أصولي. انظر: سير أعلام النبلاء: 23/274 و 372.
[43]- انظر: شرح نهج البلاغة: 3/230، 233، 237 وغيرها.
[44]- تاج العروس: هيصم.
[45]- المباني: 16.
[46]- ستأتي ترجمته بعد قليل.
[47]- الإيضاح في القراءات: ق 5/أ.
[48]- المصدر السابق: ق 34/أ, 61/ب.
[49]- الإيضاح في القراءات: 24/ب.
[50]- المنتخب من السياق: 118.
[51]- انظر: غاية النهاية: 1/93.
[52]- غاية النهاية: 2/274.
[53]- انظر: شرح نهج البلاغة: 3/229.
[54]- هو عبد الله بن محمد بن الهيصم، من وجوه الأئمة من أصحاب أبي عبد الله، توفي أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكان قرأ عليه شيئاً يسيراً ثم قرأ على أخيه عبد السلام وتخرّج به، وتوفي يوم الفطر سنة: 467هـ. المنتخب من السياق: 314هـ وما بعدها.
[55]- من أحفاد محمد بن الهيصم، عالم بالتفسير ومعرفة أسانيد الأحاديث، توفي سنة: 467هـ. انظر: المنتخب من السياق: 425، طبقات المفسرين للداودي: 2/356.
[56]- المنتخب من السياق: 282.
[57]- المصدر السابق: 382.
[58]- المباني: 64، وهذا يستدرك على محققه ((جيفري)) حيث لم يذكره في مقدمته له.
[59]- المباني: 116.
[60]- المصدر السابق: 116، وهو مستدرك أيضاً على ((جيفري)) عندما قال: وقد ذكر المؤلِّف في رسالته مصنفين آخرين، ولم يذكره معهما.
[61]- المصدر السابق: 172.
[62]- المنتخب: 30.
[63]- انظر: المنتخب: 129، 225، 351 مثالاً لا استقصاءً.
[64]- قصة مشهورة في كتب الأدب، ويحضرني الآن أن ابن الجزري ذكرها في غاية النهاية: 1/290.
[65]- انظر: مبحث شيوخه.
[66]- رواه البيهقي في شعب الإيمان: 2/529، رقم: (2617)، وقال الهثيمي: فيه إسماعيل بن رافع وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/159.
[67]- الإيضاح: ق 5/أ. والحديث: عن ابن المبارك في الزهد: 1/275، ونحوه في مجمع الزوائد: 7/159.
[68]- هو حامد نفسه.
[69]- الفردوس بمأثور الخطاب: 1/353.
[70]- جزء من الآية: (58) من سورة يونس.
[71]- مصنف ابن أبي شيبة: 6/132، رقم: (30068).
[72]- قيل اسمه: عبد الله، وقيل: إسماعيل، ابن الصحابي الجليل توفي عنه وهو صغير، روى عنه وعن غيره من الصحابة (ت: 94هـ). انظر: أخبار القضاة: 1/116.
[73]- أبو سلمة لم يدرك النبي r, ولد سنة يضع وعشرين. تقريب التهذيب: 1/645، سير أعلام النبلاء: 4/287.
[74]- فيض القدير: 1/549. وانظر: الفتح الكبير: 1/211.
[75]- الفاروق، ثاني خلفاء رسول الله r (ت:23هـ). الإصابة: 4/484.
[76]- ابن خويلد القرشي الأسدي، له ذكر في الصحيح، كان مهيباً ذا فضل. انظر: الإصابة: 6/422.
[77]- أي كدت أعلوه وآخذه، وقيل: أواثبه واستشهدوا له بقول النابغة:

فبـت كأني ساورتنـي ضئيلـة مـن الرقـش في أنيابها السم نـاقع

أي: واثَبَتْني. انظر: الفتح: 9/25، التاج: (سور).

[78]- من قولهم: نظر إليه نظراً تأمله بعينيه، وعبارة البخاري ((فتصبرت))، ورواية السند ((فنظرت)) كما هنا. انظر: فتح الباري: 9/23، التاج (نظر).
[79]- يقال: لبَّبه تلبيباً: جمع ثيابه في الخصومة ثم جره إليه. القاموس والتاج (لبب).
[80]- كذا في جميع الخطوط بدون ((وسلم))، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: عبارة: ((صلى الله عليه)) طريقة العلماء المتقدمين في عصر الشافعي وقبله. الرسالة: 25.
[81]- انظر: فتح الباري: 9/230.
[82]- انظر: المباني: 207، الإيضاح: ق 8/ أ و ب.
[83]- هو حامد بن أحمد نفسه، وهذا باستقراء كتاب ((الإيضاح)) حيث إنه إذا ذكر شيخه في السند وجاء بعده مباشرة بسند آخر عنه فإنه يكتفي بالكنية.
[84]- هو ابن الهيصم.
[85]- هو ابن مسعود t. انظر: السنن الصغرى للبيهق: 1/567، الأحاديث المختارة: 3/379.
[86]- انظر: فتح الباري: 9/24.
[87]- المباني: 208، الإيضاح: ق 8/ب، وانظر: المصنَّف: 11/219.
[88]- انظر: الأحاديث المختارة: 3/373، وعند الترمذي زياة: ((أمة أميين)): 5/194.
[89]- من كبار أئمة الأدب، حدث عن ابن راهويه وأبي حاتم (ت:276هـ). انظر: المزهر: 2/409.
[90]- التأويل بنصه في تأويل مشكل القرآن: 34، وزاد بعده: يدل على ذلك قول رسول الله r: ((فاقرؤا كيف شئتم)).
[91]- انظر: صحيح البخاري: 3/1304.
[92]- ابن مالك، الصحابي الجليل خادم رسول الله r (ت:91هـ). انظر: الإصابة: 1/126.
[93]- بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، الإمام المقدم في الحلال والحرام. الإصابة: 6/136.
[94]- قيس بن السكن. انظر: الإصابة: 5/476، 7/158.
[95]- هو زيد بن ثابت بن الضحّاك الخزرجي. الإصابة: 2/592.
[96]- صحيح البخاري: 3/1386.
[97]- المعروف بنفطويه، كان عالما بالعربية واللغة والحديث، أخذ عن ثعلب والمبرد، (244هـ-323هـ). انظر: معجم الأدباء: 1/159.
[98]- السجستاني، مقرئ نحوي لغوي، تلميذ يعقوب الحضرمي وشيخ أبي داود والنسائي (ت:255هـ). انظر: غاية النهاية: 1/320.
[99]- المستدرك: 3/638، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: 3/204: منكر. وانظر: لسان الميزان: 5/89.
[100]- روى عن جده وسليمان بن هرمز والمغيرة بن شعبة، ذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر: مقبول من الثالثة. انظر: تقريب التهذيب: 384.
[101]- أوس بن حذيفة، وهو أوس بن أبي أوس، (ت:59هـ). انظر: الإصابة: 1/297.
[102]- عزاه الإمام السيوطي إلى الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب وأشار إليه بالضعف. انظر: الجامع الصغير: 2/86.
[103]- محمد بن المستنير، نحوي لغوي، أخذ النحو عن سيبويه، وأخذ عنه ابن السكيت، صنف كثيراً، (ت:206هـ). انظر: معجم الأدباء: 5/445.
[104]- انظر: المباني: 40.
[105]- الأحاديث المختارة: 1/494، وقال: إسناده حسن، وانظر: المستدرك: 2/241.
[106]- انظر: الدر المنثور : 8/240، وعند البيهقي في السنن الكبرى : 9/6 عن عائشة رضي الله عنها. فتح الباري:8/678.
[107]- انظر: المباني: 8-16، الإيضاح: ق 42/أ-44/أ.
[108]- ابن الحصيب، إمام حافظ، ولد في زمن عمر t، وحدث عن أبيه وكثير من الصحابة. (ت:115هـ). انظر: سير أعلام النبلاء: 5/50.
[109]- بريدة بن الحصيب الأسلمي، صحابي جليل (ت:63هـ). انظر: الإصابة: 1/286
[110]- انظر: شعب الإيمان: 2/257، وقال: روينا عن عمر بإسناد غير قوي، وقال الجوزي في العلل المتناهية: يصح.
[111]- بن العاص السهمي، صحابي جليل. انظر: الإصابة: 4/193.
[112]- انظر: سنن الترمذي: 5/198، وقال: حسن صحيح، وفيه ((لم)) بدل ((لن)).
[113]- بن سليم، أبو موسى الأشعري القاضي الفقيه المقرئ. الإصابة: 4/211.
[114]- مصنف ابن أبي شيبة: 6/118، وذكر نحوه البخاري في الصحيح: 4/1925.
[115]- النخفي، أبو عمرو. الإصابة: 2/558.
[116]- سنن الدارمي: 2/560، وذكر الحاكم في المستدرك نحوه عن أبي هريرة: 1/758.

[align=center]البحث على ملف وورد[/align]
 
قرأت بحث أخي الكريم الدكتور السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي وفقه الله المعنون بـ :( كتاب المباني لنظم المعاني لم يَعُدْ مجهول المؤلِّف) ، والذي رجح فيه نسبة كتاب (المباني في نظم المعاني) للشيخ أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري ، وانتفعت بما ورد فيه من الفوائد والنقولات من كتاب الإيضاح للاندرابي عن شيخه حامد بن أحمد بن بسطام.
ولدي بعض التعليقات والتساؤلات أطرحها على أخي الباحث حفظه الله :

1- هل الإشارة إلى كتاب المباني في البحث تعني الحصول على الجزء المخطوط من كتاب المباني في نظم المعاني ، الذي طبعت مقدمته فقط ؟ أم اكتفى الباحث في البحث بالمقدمة المطبوعة ، لأنني لم يتحقق لدي الرجوع للجزء المخطوط من الكتاب ، ولم أجد بياناً للمراجع في آخر البحث للتحقق من ذلك .

2- ليس في قول ابن الجزري في ترجمة ابن الهيصم :( اعتمد عليه أحمد بن عمر صاحب ((الإيضاح)) وروى عن حامد بن أحمد عنه فوائد في كتابه) ما يدل على أن الأندرابي روى عن ابن بسطام وابن الهيصم القراءات بالأسانيد كما ظهر من استدراكك عليه ، وإنما روى عنهم فوائد متفرقة غير مقيدة . ولذلك لا يظهر لي وجه قولكم (كلام ابن الجزري يُفهم منه أنَّ صاحب ((الإيضاح)) روى عن حامد عن ابن الهيصم في القراءات ، وذلك ليس كذلك ، فإنِّي تصفَّحت ، بل قرأت كل الكتاب وليس فيه رواية واحدة لأي راوي من الرواة العشرين عن القراء العشرة ، بمعنى أنَّ صاحب ((الإيضاح)) لم يذكر في ((أسانيده للقراءات)) أي رواية عن حامد بن أحمد ، وهذا يعني أنَّ كلاًّ من حامد وشيخه ابن الهيصم ليس من أهل القراءات المذكورين في كتاب ((الإيضاح في القراءات)) للأندرابي) ص 15

3- في قولكم عن كتاب الإيضاح في القراءات (كتاب الإيضاح للأندرابي يجوز أن يعتبر شبه مختصر لكتاب المباني ، ولا أعني بذلك أنه كله كذلك ، لا بل ما فيه من منقولات عن ((حامد)) فقط) غرابة مع استدراككم . ولعلكم لو قلتم : إنه من المصادر التي نقلت أقوال حامد بن بسطام لكان أدق ، دون القول بكونه مختصراً له ، لاختلاف موضوعيهما ، فالإيضاح في القراءات ، والمباني - فيما يظهر- في التفسير .

4- لم تتعرض لوصف مخطوط كتاب الإيضاح للاندرابي -الذي اعتمدت عليه في الاستنتاج- ورقمه ، وأين يوجد . وقد ذكر الدكتور غانم الحمد في بحثه وصف المخطوط ، وصعوبة القراءة في أجزاء منه ، وقيام أحد طلاب الدراسات العليا في العراق بتحقيق نصف الكتاب عام 2002م . فهل النسخة التي لديكم تختلف عن النسخة التي وصفها الدكتور غانم ، أم هي نفسها وفقكم الله .

5- ذكرتم أن كنية حامد أبو محمد كما ورد في مواضع كثيرة نقلتموها ، ولكن ذكر الأخ عاصم جنيد الله في مشاركته رقم (4) أن كنيته أبو جعفر حيث قال :( أما كون المؤلف هو حامد شيخ الاندارابي فيمتنع ؛ لأنه يكنى بأبي جعفر كما في المخطوط أثناء سورة البقرة.) وهو يعني مخطوط كتاب المباني فيما يظهر لي ، فما الصواب في الأمر ؟ وما معنى قول الأخ الكريم عاصم جنيد الله هذا .

6- ماذا نصنع بتصريح مؤلف كتاب (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى) بأنه قد ذكر في كتابه (المباني في نظم المعاني) كذا وكذا ... في النقول التي ذكرها الباحث محمد كاظم رحمتي ، في حال صحت نسبة كتاب (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى) للعاصمي ؟ وقد ذكر كتابه الآخر (الإبانة والإعراب) الذي ورد في مقدمة تفسير المباني .

بقيت مسألة تحقيق نسبة كتاب (زين الفتى) لمؤلفه تحقيقاً علمياً ، ثم التحقق من أن الكتب التي نسبها لنفسه في الكتاب وهي (المباني في نظم المعاني) و(الإبانة والإعراب) ليست من باب تشابه الأسماء . حتى يقطع بنسبة كتاب (المباني) لمؤلفه الصحيح . ولعلنا نظفر بالبحث الذي ذكره الدكتور غانم مترجماً لتتضح الصورة ، والأخ الكريم سامر رشواني الكاتب السوري الذي أشار إليه الدكتور غانم الحمد في مشاركته رقم (7) هو أحد أعضاء الملتقى ، ولعله يتكرم بذكر ما لديه في الموضوع .

وشكر الله لكم جميعاً أولاً وآخراً ، فقد أثريتم الموضوع ثراءاً كبيراً ، وأفدتمونا بفوائد عزَّتْ على المتخصصين دهراً كريتاً ، وكان الحصول عليها بمثل هذه الصورة مطمعاً بعيد المنال ، إلا بشد الرحال ، وكثرة التنقيب والسؤال ، فالآن جاءت بيسر وسهولة فكانت للباحثين مورداً عذباً عذوبة الماء الزلال ، فالحمد لله الكبير المتعال ، وحُقَّ لي أن أقول :


[poem=font="Traditional Arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="none,6,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كُلَّ المواقعِ قد وردتُ ، فلم أَجِدْ = كالمُلتقى شَرَفَاً وأَهْلِ المُلتـقى
ومُسَدَّدينِ إلى الصَّوابِ فلا تَرى = إِلا جَواباً مُشِرقاً ومُوَّفقا
وعِبارةً تيَّاهَةً مِنْ حُسنِها =ومَسائِلاً تُهْدَى ، ودُرَّاً يُنْتَقى
يا ملتقى التفسيرِ يا مَنْ قَد غدا= بين المواقعِ للمَعارِفِ مَشْرِقا
كمْ زائرٍ مُستعْجِلٍ قَيدَّتَهُ = وأَخَذَتَ مِنه عَلى وِصالِكَ مَوْثِقا
هل زُرتَ أَكرمَ منهُ طِيبةَ مَعْشرٍ = أَمْ هَلْ رأيتَ أَدَقَّ مِنهُ وأَعمقا ؟
ما زالَ يَكْبُرُ ، والأَكابِرُ منكمُ= تَسْقيهِ بالآدابِ حتى أَوْرَقا
كالنُّورِ شَعَّ بُكلِّ أُفْقٍ بِرُّهُ = مَنْ ذا يَصُدُّ الصُّبْحَ عَنْ أَنْ يُشْرِقا ؟!
ما كُلُّ مَنْقبةٍ يُحاوَلُ نَيْلُها= تَدْنو ، ولا كُلُّ المَنازلِ تُرْتَقى
شَرِّقْ وغَرِّبْ ما تَشاءُ فإِنَّما = زَادُ القُلُوبِ وطِبُّها في المُلتقى [/poem]
 
أخى العزيز الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
تشرفت بقراءة الملحوظات التى أبديتموها ، ولا شك أنها قيمة وقوية ، وهذا الظن بهذا الملتقى الذى نتشرف بقطع وقت ثمين من دراستنا والجلوس مع أبنائنا وأحبابنا لمطالعته والبحث فيه بعيداً عن المجاملات العلمية التى ليس وراءها نفع يعود على الباحثين ، فجزاك الله خيراً والقائمين معك عليه ، ومن حقى عليك تصويبى فيما أخطأت فيه.
أخى الكريم :
1- أما النسخة الخطية التى رجعت إليها من (الإيضاح ) فهى نفس نسخة د/غانم ، ولم أرجع إلا للنسخة المطبوعة من مقدمة المبانى .
2- أما الاستدراك على غاية النهاية فبنيته على أن الكتاب هو في تراجم أهل القراءات ، وعبارة ابن الجزرى (روى) قد يفهم منها أنها فى القراءات ، خاصة وأنه ليس من (المنطقى) عندى أن يذكر ترجمة للقارى ويتبعه بذكر شيخ له ويقول (روى ) وهو يقصد شيئاً غير القراءات ، هذا مافهمته ، واستدراككم فى محله إذ كان من الواجب علي التأنى قبل الاستدراك على العلماء.
3- أما بخصوص كنية حامد بأبى جعفر فلم أقف عليها ، وهذا الإشكال أرى أن جوابه عند الشيخ عاصم حفظه الله0هذا والله تعالى أعلم
 
أخي العزيز الدكتور السالم الجكني .
وأنت كذلك جزاك الله خيراً على حسن جوابك ، وأدب خطابك ، مع إخوانك وطلابك ، ولا غرابة فالشيء من معدنه لا يستغرب ، أحسن الله إليك وزادك علماً وفقهاً في كتابه .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. وبعد ..

لشد ما سعدت إذ دعوتموني للمشاركة في هذا الموضوع الذي انشغلت به زمنا. فقد مضى ردح من الزمن على اشتراكي في هذا الملتقى العلمي الثري، الذي ما فتئت متابعا له منذ بداياته الأولى، ولكن صوارف حالت دون المشاركة في نقاشاته. وهو حقيق بأن يعد في قمة المنتديات العلمية المتخصصة على شبكة الانترنت.
أخلص سريعا إلى موضوع النقاش، وهو التحقيق في مؤلف كتاب المباني في نظم المعاني.
ولكن لا بد قبل أن أذكر ما قد توصلت إليه -حتى الآن- بهذا الشأن، أن أنوه بعدة أمور:
- أنه لم يتح لي الاطلاع على مخطوط الايضاح، ولا على كتاب زين الفتى، فما سأذكره عنهما مقتبس عن الباحثين الذي كتبوا في الموضوع.
- أنني حاولت في مداخلتي هذه تلخيص النقاش الدائر حول هذه المسألة، ولملمة أطرافه ، مشيرا إلى مواضع الإشكال والغموض فيه. تاركا للمهتمين متابعة المعلومات التفصيلية التي تحتويها الدراسات التي سأرفقها في نهاية المداخلة.
- إن البحث في التراث الكرامي المتصل بعلوم القرآن والتفسير لا يزال أرضا بكرا، لم تلتفت إليها عناية الباحثين والدارسين بعد – فيما أعلم.
من هو مؤلف كتاب المباني في نظم المعاني؟
1- للأستاذ محمد كاظم رحمتي بحثان يعرضان للحديث عن مؤلف كتاب المباني :
الأول: (نكاتى درباره دو نسخه كرامى), فصلنامه كتاب هاى اسلامى, سال دوم, شماره 6، پاييز 1380.
وقد ترجم إلى العربية –محذوفة منه الحواشي- بعنوان (ملاحظات حول النسختين الكراميتين) وهو الذي أشار إليه الاستاذ الأستاذ الجنيدالله ونقله في هذا المنتدى. ولكن إهمال ترجمة الحواشي قد فوت فوائد ومعلومات كثيرة – لا يستغنى عنها في البرهنة على ما توصل إليه الباحث.
الثاني: بعنوان (زين الفتى و مؤلف آن) آينه پژوهش شماره ( 88).
وهو البحث الذي أشار إليه الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد. وهو أحدث من البحث السابق، وبينهما اختلاف مهم، وزيادات بالغة الأهمية، فضلا عن تصحيح لبعض المعلومات التي وردت فيه، مثل نسبة كتاب "الرد على من خالف مصحف عثمان" إلى أبي بكر بن مجاهد والمعلوم أنه لأبي بكر بن الأنباري.
2- أن مدار الكشف والتحقيق في اسم مؤلف كتاب المباني على كتابين:
الأول: زين الفتى في شرح سورة هل أتي. المنسوب إلى "أبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي".
الثاني: الايضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم. لأبي عبدالله أحمد بن عمر الأندرابي.
3- أن مؤلف كتاب ( زين الفتى) هو نفسه مؤلف كتاب المباني، دل على ذلك أمران:
الأول: التشابه البين بين نصوص كلا الكتابين وأسانيدهما، بل في الوقائع أحيانا مثل:
قول المؤلف في كتاب المباني (ص8) : "وأخبرني الشيخ أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ رضي الله عنه بهراة".
وقوله في (زين الفتى، المخطوطة، الورقة ب 16)- بحسب نقل رحمتي- : "أخبرنا الشيخ عبدالله بن محمشاذ رحمه الله بهراة قال أجاز لي الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الأنماري" .
الثاني: إشارة صاحب (زين الفتى) إلى أنه مؤلف (كتاب المباني في نظم المعاني)، وتحديده لوصفه بما يطابق مقدمة كتاب المباني تماما المطابقة، ونسبته كتابا عنوانه مطابق للذي ذكر في كتاب المباني، وهو كتاب الإبانة والإعراب.

4- أن أبا عبد الله أحمد بن عمر الاندرابي قد نقل عددا من الروايات عن أبي عبد الله محمد بن الهيصم بواسطة " أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري ( أو الطحيري)"، وبعض هذه المرويات موجود بنصه في كتاب المباني. هذا الكشف – الذي سبق إليه الدكتور غانم- يضعنا أمام احتمالين:
الأول: أن " ابن بسطام" المذكور، هو مؤلف كتاب المباني، الذي نقل كثيرا من مرويات شيخه ابن الهيصم في كتابه ، وعنه أخذ الأندرابي مرويات ابن الهيصم.
الثاني: أن " ابن بسطام" ليس إلا أحد تلاميذ أبي الهيصم، الذين نقلوا عنه مروياته، ولا صلة له بكتاب المباني، وعليه يكون صاحب المباني تلميذا آخر روى عن ابن الهيصم ذات المرويات التي جاءت في كتاب الإيضاح عن طريق "ابن بسطام".
ولكن الذي يرجح الاحتمال الأول ( الذي مال إليه الدكتور غانم ، وقطع به الدكتور الشنقيطي) أن الأندرابي قد نقل بعض أراء ابن الهيصم الموجودة بنصها في كتاب المباني ( أنظر النص الثاني الذي نقله الدكتور غانم قدوري الحمد في بحثه ص 250)، كما ذكر الدكتور السالم محمد الشنقيطي أن هناك نصوصا أخرى بحروفها نقلها الأندرابي عن كتاب المباني (وليته ذكرها في بحثه الضافي كي نعلم إن كانت هذه النصوص منقولة عن ابن الهيصم أو لا) وهذا يعني أن الأندرابي ربما كان على مطلعا على كتاب المباني ونقل منه. ولكن هذا لا ينفي أيضا أن الأندرابي ربما نقل ذلك عن كتاب لابن الهيصم مباشرة (وقد تتبع محمد كاظم رحمتي مواطن التشابه بين الأندرابي وكتاب المباني، فوجد أن الفصل السابع من كتاب المباني ملخص من كتاب لابن الهيصم في هذا الموضوع، وأن كتاب الايضاح للأندرابي مصلح لما جاء فيه من الاسانيد مختصرا، ينظر الهامش رقم 50 من "زين الفتى ومؤلف آن").

5- من هو مؤلف كتاب زين الفتى؟
إن صح نسبة "زين الفتى" إلى أبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي، كان كتاب المباني من تأليفه، وكان تلميذا آخر لابن الهيصم ، نقل عنه الأندرابي نصوصا في كتابه الإيضاح. ولكن يشكل على هذا أن الأندرابي لم يشر في كتابه إلى العاصمي ( حسبما ذكر الدكتور غانم ، وحسن أنصارى قمى فيما نقله عنه محمد كاظم رحمتي في مقاله "زين الفتى ومؤلف آن") لاسيما وأنه نصوصا عديدة أوردها في الايضاح هي نفسها مذكورة في كتابي المباني و"زين الفتى"، فضلا عن تشابه التقسيمات وعناوين بعض الموضوعات!!
هذا الاستشكال أثاره حسن أنصاري قمي في بحثه (دو كتاب از يك مؤلف كرامى), كتاب ماه دين, شماره 25 ، آبان 1378. – حسب ما ينقل عنه رحمتي - ورآه موجبا لإعادة النظر في مؤلف كتاب "زين الفتى" ، وأضاف إلى ذلك أن صفحة العنوان من مخطوط "زين الفتى" مفقودة ، وأن اسم العاصمي إنما ورد ذكره في المقدمة فقط. وانتهى إلى أن مؤلف كتابي المباني وزين الفتى هو "أبو محمد حامد بن احمد بن جعفر بن بسطام طحيرى".

6- الدراسات المرفقة:
- بحثان بالفارسية:
1- محمد كاظم رحمتي، (نكاتى درباره دو نسخه كرامى), فصلنامه كتاب هاى اسلامى, سال دوم, شماره 6، پاييز 1380.
2- محمد كاظم رحمتي، (زين الفتى و مؤلف آن) آينه پژوهش ماره ( 88).

ولم أتمكن من الحصول على بحث حسن أنصاري قمي.

- بحث بالانكليزية:
- Aron Zysow, Two Unrecognized Karrami Texts, Journal of the American Oriental Society, Vol. 108, No. 4. (Oct. - Dec., 1988), pp. 577-587.


- بحث بالفرنسية:
CLAUDE GILLIOT, LA THÉOLOGIE USULMANE EN ASIE CENTRALE ET AU KHORASAN, Arabica, tome XLIX,2, 2002.

وهناك أبحاث أخرى، تتصل بالتفاسير الكرامية،أرجو أن أضيفها لاحقا.

في النهاية فإنني قد كنت أود أن يتاح لي الوقت فأترجم شيئا من هذه الابحاث، ولكنني بصدد إنهاء أطروحتي للدكتوراه، فعسى الله أن يوفقني لإنهائها سريعا وللإيفاء بذلك، أو أن يتولى ذلك أحد المشاركين في الملتقى، والله ولي التوفيق وهو على كل شيء قدير.

سامر رشواني
مدرس مساعد بكلية الشريعة جامعة دمشق
 
أحسنت أخي الفاضل الأستاذ سامر في مداخلتك القيمة ، وأحسب أنك قد خطوت بالبحث عن مؤلف كتاب المباني خطوات إلى الأمام حين نقلت إليَّ بحث السيد محمد كاظم رحمتي الذي أشرت إليه في تعليقي على الموضوع الذي أثاره الدكتور عبد الرحمن ، وتداعى الإخوة في الملتقى في التعليق عليه ، ولا شك عندي في أن وضعك الأبحاث المتعقلة بالموضوع اليوم بين يدي المهتمين به سوف يعزز الجهود في البحث عن مؤلف الكتاب ، ويقرب من الوصول إليه ، إن شاء الله تعالى ، فجزاك الله خيراً ، والإخوة الذين أغنوا الموضوع بمشاركاتهم .

وأود أن أذكر لك أن معهد المخطوطات العربية في القاهرة يحتفظ بصورة من مخطوطة كتاب الإيضاح للأندرابي الموجودة في إستانبول ، لعلك تتمكن من الاطلاع عليها ، وتفيد منها في متابعة بحث الموضوع مستقبلاً .
 
المعلومة بنت البحث ، واشتراك العقول النيرة من أمثال هذه العقول بارك الله فيها يجلي الحقيقة في كثير من المسائل المشكلة ، وقد أخذ هذا الموضوع أبعاداً علمية موفقة ، ودفع أمثالكم من الباحثين الفضلاء للمشاركة ، ومن آخرهم الأستاذ سامر رشواني والأستاذ محمد كاظم رحمتي أيضاً .
أشكر أخي الكريم الأستاذ سامر رشواني على هذه الإضافة العلمية ، والتلخيص الموفق لأطراف الموضوع . وأرجو أن يأخذ البحث في كشف مؤلف كتاب المباني حقه من التمحيص إن شاء الله ، ولو يسر الله ترجمة البحوث المرفقة لكان في ذلك إضافة للموضوع تنير طريق البحث .
وأرحب أيضاً بالأستاذ محمد كاظم رحمتي وارجو أن يوافينا مشكوراً بما لديه في الموضوع ، ولا سيما أنه كما بلغني بقوم بتحقيق كتاب المباني ويعد كتاب زين الفتى للنشر .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله حق حمده
كنت أقوم بترجمة بحث الأستاذ محمد كاظم رحمتي ، والتي أرسل إليَّ بعضها الدكتور غانم ثم أنزلت بقيتها من هنا ، ومادام أنَّ الأستاذ محمد كاظم رحمتي عضو في الملتقى الآن فسيكفى ويوفي ، وإذا حضر الماء بطل التيمم .
جزاكم الله خيراً جميعكم ، أما عن تحقيق كتاب المباني فيعمل عليه أيضاً أحد الباحثين بالمدينة المنورة وفق الله الجميع .
 
أخى عاصم حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد يا حبذا لو تساعدونا بالاتصال بالباحث المذكورونطلع على النسخة الخطية التى لديه 0
 
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدا لله وصلاة على رسوله الكريم ، وبعد..
فقد كنت أرفقت في مداخلتي السابقة في هذا الموضوع دراسة للباحث الفرنسي ـ كلود جليوـ المهتم بتراث المسلمين ـ في علوم القرآن وعلم الكلام خاصة ـ في بلدان وسط أسيا. إلا أنها كانت دراسة عن التراث الكلامي في تلك البلاد، تعرض فيه للحديث عن كتاب المباني ومؤلفه تعرضا خاطفا. ولكنني أرفق لكم اليوم بحثا مستفيضا عن أسانيد كتاب المباني، كتبه جليو للتعرف على الرواة والأعلام الذين ورد ذكرهم في كتاب المباني، عسى أن يجعلنا ذلك أدنى للتعرف على شخصيته.
عنوان البحث: (علوم القرآن عند كرامية خراسان: كتاب المباني)
ويقع في أقسام أربعة :
- مقدمة تعريفية بكتاب المباني، ومن كتب عنه، وعني به .
- مبحث للتعرف على مشايخ مؤلف كتاب المباني.
- مبحث خاص عن أبي سهل الأنماري ـ المصدر الأساسي الذي اعتمد عليه مؤلف كتاب المباني في تصنيفه.
- ثم مبحث عن الرواة المذكورين في أسانيد كتاب المباني، إضافة إلى المصنفين الذين نقل عنهم.
لم ينته الباحث الفرنسي إلى قول جازم في تحديد مؤلف كتاب المباني، إلا أن بحثه هذا حري بالنظر، بله الترجمة، لما فيه من فوائد جمة ـ قد لا تخص كتاب المباني وحده فقط ، بل تراث الكرامية في بلاد ما وراء النهر.

إشارة:
إن لأحمد بن أبي عمر الأندرابي ـ تلميذ مؤلف كتاب المباني ـ كتابا آخر غير كتاب (الإيضاح) وهو (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين ) منشور بتحقيق أحمد نصيف الجنابي في مؤسسة الرسالة، وقد قدم له الجنابي معرفا بالأندرابي وشيوخه وتلاميذه. ولم يتح لي الاطلاع على هذا الكتاب بعد، ولكن يبدو ـ من خلال حديث جليو عنه ـ أنه ذو أهمية في التعرف على مشايخ مؤلف كتاب المباني، ومنهم أبو عبد الله محمد بن علي الخبازي ـ وهو ليس بكرامي ـ . هذا فضلا عن أهميته في معرفة آراء الكرامية في علوم القرآن واختياراتهم.

والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الأستاذ سامر إضافاتك قيمة بارك الله فيك ... وأعادك إلينا سالماً غانماً ...
والسلام
 
شكراً جزيلاً للدكتور الكريم سامر رشواني على إضافته القيمة ، ولكن من لنا بترجمة البحث المرفق للغة العربية ؟
وأشكرك بالنسبة للإشارة لكتاب الاندرابي الذي حققه الدكتور الكريم طارق الجنابي ، فبالرغم من أنه أمام ناظري في مكتبتي منذ زمن ، ولكنني لم أتنبه لمراجعته للاطلاع على ترجمة المحقق للمؤلف ولعلي أنظر فيه وأرى الإضافات التي يمكن أن تفيد في هذا . وفقكم الله ورعاكم .
 
كل الشكر والتقدير للدكتور سامر على هذه المعلومات ، إلا أنَّ لديَّ ملحوظتين مهمتين وهما بخصوص الكتاب المشار إليه (قراءات القراء المعروفين).
- فالحقيقة الأولى هى أنه ليس كتاباً مفرداً ، بل هو باب من أبواب كتاب (الإيضاح) وهو الباب الثانى والثلاثون كا أشار إليه محققه ص26 .
- والحقيقة الثانية هى أن سعادة المحقق يظهر لى أنه استعجل فى إخراج هذا الباب وذلك لكثرة التصحيف والتحريف ، بل الأدهى من ذلك أمر(السقط ) الكبيروالكثير ، وقد انتهيت بحمد الله تعالى من بيان كل ذلك وسأنزله فى هذا الملتقى المبارك فى خلال هذا الأسبوع إن شاء الله تعالى .
 
التعديل الأخير:
شكراً جزيلاً للدكتور الكريم السالم الجكني على هذه المبادرة الكريمة لعرض كتاب (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين) للأندرابي .
وقد نشره في موضوع مستقل على صفحات الملتقى تحت عنوان :

[align=center]ملحوظات على تحقيق كتاب (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين) للأندرابي [/align]

وقد أرسلت البحث الذي أرفقه الأستاذ سامر رشوان بالفرنسية لأحد أعضاء الملتقى لترجمته أو تلخيصه بالعربية ولعله يكون قريباً على صفحات الملتقى إن شاء الله ، وربما تكون الترجمة على حلقات .
 
ترجمة بحث (علوم القرآن عند كرامية خراسان) لكلود جيليو (الأصل بالفرنسية)

ترجمة بحث (علوم القرآن عند كرامية خراسان) لكلود جيليو (الأصل بالفرنسية)

تكرمت الأخت الكريمة الدكتورة أم عاصم بترجمة بحث كلود جيليو (علوم القرآن عند كرامية خراسان) الذي أرفقه الأستاذ سامر رشوان وفقه الله في مشاركته رقم (34) .
وهذا الجزء الأول من الترجمة :
[line]
[align=center]علوم القرآن عند كرامية خراسان
بقلم: كلود جيليو*[/align]

ملخص:
كتاب المباني في نظم المعاني المدروس هنا هو مقدمة لتفسير القرآن لمؤلف مجهول بدأ في تأليفه سنة 425 هـ/ 1034 م.
يُعلم الآن بأن مؤلفه خراساني، غالبا من نيشابور، ومتكلم كرامي.
وبدراسة أسانيد الرواة التي يتضمنها الكتاب استطعنا التعرف على عدد من شيوخ المؤلف ولكن دون التوصل إلى تحقيق هوية المؤلف.
من جهة أخرى، فإن تمحيص عدد من النقول أتاح التعرف بصورة أفضل على الإسهام العظيم لكرامية خراسان في العلوم القرآنية.
كلمات مفتاحية: القرآن، تاريخ القرآن، تفسير القرآن، الكرامية، خراسان، نيشابور.

أولا: مقدمة:
1 – كتاب المباني لنظم المعاني الذي هو مقدمة في علوم القرآن، شرع في تأليفه "يوم الأحد غرة شعبان 425 هـ"(3) أي 3 شعبان 425 هـ/ 23 يونيو 1034 م. وقد وصلَنا في نسخة وحيدة، ومؤلفه غير معروف لدينا لأن الصفحة الأولى من المخطوطة مفقودة.
وكتابته بالخط الأندلسي جعلت آرثر جفري، ناشر هذا المقال، يعتقد بأن مؤلفه أصله من الأندلس(4).
ولتيودور نولدكه(1836-1930)، ثم فريدريك شواللي(1863-1919) وكوتثلف برجستراسر(1886- 1933) السبق في الاطلاع على المؤلف ولفت الانتباه إلى أهميته.
ولم يفتح الطريق في وجه البحث من أجل تقويم أفضل لإسهام كرامية خراسان، لاسيما النيسابوريين منهم، سوى في سنة 1980 مع ظهور الدراسة الأساسية لجوزف فان إس للعديد من مقالات الكرامية.
و أظهر ف. سيزكين بعض شيوخ مؤلف كتاب المباني، وأعلن بأنه "في الغالب فارسي أو عاش في فارس" .
إن عمل فان إس أتاح لآرون زيزو من جامعة واشنطن إعادة الدراسة عن قرب لكتاب المباني وإظهار الأصل الكرامي وأيضا في الغالب خراسانية هذا المؤلَّف ومؤلفه.
إننا نتبنى الإثبات الذي توصل إليه أ. زيزو حول الوسط المحلي والعقدي الذي ظهر فيه هذا المؤلف ولكن أردنا أن نتتبع سيرة مؤلفه وشيوخه ومصادره بدراسة جميع أسانيد الرواة وإشارات الأشخاص و المؤلفات وحتى الاستشهادات التي تضمنتها.
بخصوص الرواة المذكورين في الأسانيد، فقط لإيجاد مواقع الشبه بين الروايات المذكورة، لن نهتم سوى بمن يمكننا من كشف هوية علماء يقربونا من مؤلفنا أو إلى مصدره الأساسي، أبي سهل الأنماري.
يعترض البحث في أسانيد الرواة الذين يتضمنه كتاب المباني عائقان:
في الواقع وقبل كل شيء، فالعديد من الأشخاص القريبين من المؤلف ومصدره يصعب بل يستحيل التحقق من هويتهم مع حدود معلوماتنا وانعدام التراجم عن خراسان وبلدان ما وراء النهر( TRANSOXIANE)، (الاسم القديم لجزء من آسيا الوسطى الواقعة ما وراء نهرأوكسس (Oxus)، حاليا أمو- دريا (Amou-Daria)) .
أما العائق الثاني فهو متواجد بكثرة في المؤلفات العربية القديمة. إن مؤلفنا لديه مصدر أساسي -نتحدث عنه لاحقا- ويذكره كثيرا. بخصوص أسانيد الرواة كما هي فإن المؤلف غالبا ما يقوم بالإسناد إلى شيوخه، ولكن مع لعبة الاستشهادات يكون من الصعب في الغالب أن نقرر إن كان هذا السند أو ذاك له أو لأحد شيوخه.
ثانيا: المؤلف وشيوخه:
2 – في سنة 425، وهي السنة التي شرع فيها مؤلفنا في تأليف كتابه. ولكن قبل هذا كان مؤلفنا عالما، سبق له أن ألف أربعة كتب:
- الإبانة والإعراب(11).
- الدرر في ترفيع السور، وقد فسر، من بين آخرين، معنى الحديث النبوي: "من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار".
- كتاب الغرر في أسامي السور.
- الزينة في سؤالات القرآن (لم يتمه، على الأقل آنذاك).
ومن بين شيوخه:
1- أبو عبد الله محمد بن الهيصم التميمي النابي(ت: 28 شوال 409/9 مارس1019)، كرامي من نيسابور.
يظهر حقا، في فقرتين من كتاب المباني انه من شيوخه المباشرين، خصوصا في نص حيث يروي عن الإمام الهادي أبو عبد الله محمد بن كرام (ت255/869) رضي الله عنه(17) عن الثلاثة عشرحرفا للقرآن. وفي أربعة مواضع أخرى روى عنه المؤلف كثيرا، غالبا من خلال مؤلف لم يكن له إجازة الرواية عنه.
إن ابن الجزري الذي ترجم في سطرين لمحمد بن الهيصم يعرف عنه شيئا قليلا ويجهل تاريخ وفاته. وصرح بأنه: "اعتمد عليه أحمد بن أبي عمر، صاحب الإيضاح، وروى عن حامد بن أحمد عنه، وأبدى عنه فوائد في كتابه(20)".
وحامد بن أحمد هذا هو حامد بن أحمد (بياض) أبو محمد الذي ترجم له ابن الجزري قائلا بأنه قد روى القراءات عن الإمام أبي عبد الله محمد بن الهيصم وأنه: "روى القراءات عنه (بياض)، صاحب الإيضاح". إن البياض الموجود في المقال قد يملأ بسهولة مع ما سبق؛ يجب أن يرى أحمد بن أبي عمر (الراجح أنه الأندرابي؛ ت: الخميس 21 ربيع الأول 470هـ/12 أكتوبر 1077م).
يبدو أن حامد بن أحمد هو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الذي يلقبه الأندرابي(24) في كتابه الإيضاح ب: "الشيخ العالم الزاهد" وهي العبارة التي تدل في وسط خراساني معين على توجه كرامي.
في الواقع، فالصريفيني(26) يترجم له بقوله أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري(الطاهري؟)(27) ويصنفه ضمن الكرامية (من أصحاب أبي عبد الله) ويصفه ب"العالم الزاهد". صحب المهدي بن محمد (ولد في 324)(28) من كبار أصحابهم وتخرج به. ويكمل: "وكان من الزهد والورع من الأفراد". ومع الأسف لم يذكر تاريخ وفاته.
ظهر اثنان من شيوخ ابن الهيصم في كتاب المباني:
أ - أبو علي أحمد بن محمد.
ب- أبو النضر محمد بن علي الطالقاني.
2- صرح مؤلف كتاب المباني بأن الأحاديث(32) التي يرويها قد وجدها في كتاب أبي سهل (الأنماري) إلا أنه لم يكن عنده إسنادها، ووجد إسنادها فيما أجازه الشيخان أبو عبد الله محمد بن علي (أي الخبازي) وأبو القاسم عبد الله بن محمشاذ، الذي سيأتي ذكره الآن.
أبو عبد الله محمد بن علي(34): يبدو أنه أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الخبازي المقرئ النيسابوري (ولد في نيشابور 372 هـ/26 يونيو 982، ت: رمضان 449 هـ/1 نونبر 1057)(35) إمام كبير وكان مقدما في علم القرآن والقراءات بنيسابور. صنف كتاب الإبصار محتويا على أصول الروايات وغرائبها. يذكر أنه كان زاهدا، يحيي الليالي بالقراءة والدعاء والبكاء.
قرأ على والده أبي الحسن علي بن محمد وسمع من أبي أحمد الحاكم (محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي، ت: ربيع الأول 398 عن 93 سنة)(36)، وأبي الحسن الماسرجسي (محمد بن علي بن سهل النيسابوري الشافعي، ت: جمادى الثانية 384)(37)، وأبي محمد المخلدي (الحسن بن أحمد بن محمد النيسابوري، ت: 389)(38). ورحل لسماع الحديث من أبي الهيثم الكشميهني (ت: 10 ذي الحجة 389/22 نونبر 999)(39).
وكان مقربا من رجالات الدولة. استحضره يمين الدولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدين(40) إلى غزنة واستمع إلى قراءته وأكرم مورده ورده إلى نيسابور(41). تخرج على يده عدد كثير بنيسابور وغزنة في القراءات القرآنية وأيضا في الحديث. وكان أحد كبار شيوخ القراءات للأندراني -الذي سيأتي الحديث عنه فيما بعد-(42).
إذا رجعنا إلى أسانيد رواة كتاب المباني، نجد من شيوخ أبي عبد الله محمد بن علي:
أ- أبو النضر محمد بن علي الطالقاني(43). أحد تلامذته الكبار في القراءات القرآنية هو الأندرابي.
ب- أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السّري البكّائي(ت: 13 ربيع الأول 376/23 يوليوز 986 عن 99 سنة).
ج- منصور بن العباس البوشنجي. نقرأ في كتاب المباني ص: 18 ما يلي: "قال أبو علي: وفي رواية منصور". نستنتج إذا بأن منصور كان أيضا شيخ أبي علي: أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى السجستاني(45).
د- إبراهيم بن محمد الطّرماحي.
هـ- أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري الهروي الشافعي(ت: ربيع الأول 370/14 شتنبر 980).
3- أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ، كان أيضا أحد شيوخ مؤلف كتاب المباني الذي تابع دروسه في العلوم القرآنية بهراة(47). أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ من جهته أجاز له أبو سهل محمد بن محمد بن علي الأنماري(48) بكتابه(49).
نذكر من بين المحمشاذ العلماء الآتية أسماؤهم:
أ- محمشاذ بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمشاذ، حفيد الإمام أبي بكر بن إسحاق، زعيم طائفة أبي عبد الله (أي محمد بن كرام). سمع حضرا وسفرا خصوصا من الوالد(50).
ب- والده أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمشاذ (ت: الأربعاء غرة شهر رمضان سنة 445/15 دجنبر 1053)(51).
ج- والد هذا الأخير، أبو القاسم علي(ت: 452/ 1030)(52).
د- جد (أ): أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمشاذ: الزاهد بن الزاهد بن الزاهد، زعيم أصحاب أبي عبد الله ورئيسهم صاحب القول في وقته عند السلطان؛ كان مقربا عند الأمير أمين الدولة محمود، دعا إلى السّنة وهدم المسجد الجديد الذي بناه الروافض وظهرت به دولة الكرامية واعتمده محمود في بناء الرباط بمرحلة (بنيسابور) قائمة على طريق سرخس. عقد له مجلس الإملاء بشط الوادي سنة 405. واستملى عليه الحسكاني(53) وبعده أبو عمر بن يحيى. وكان في الارتفاع إلى أن توفي في شوال 421/2 أكتوبر 1030(54).
******************
الحواشي:
* أستاذ بجامعة بروفانس، قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية، 29 شارع روبرت شومان 13621 اكس ان بروفانس، سيديكس1.
** هذا النص نسخة فرنسية جد مكملة لعرض قدمناه بالالمانية تحت عنوان: "..." خلال المؤتمر السابع والعشرين للمستشرقين الألمان، بون 28 شتنبر- 2 أكتوبر 1998. ستظهر النسخة الألمانية الموجزة في قرارات المؤتمر. ونعترف بالفضل الكبير للسيد البروفسور جوزف فان اس على إعادة القراءة لإحدى ترجمات هذا المقال والذي قدّم لنا من خلالها عدة اقتراحات نشكره عليها.
3- كتاب المباني ص: 6
4- كتاب المباني ص: 2 من الترجمة الإنجليزية؛ ... مازال يظن بأن مؤلف كتاب المباني أصله من الأندلس. بالإضافة إلى أن هذه الدراسة هي عمل مبتدئين وتتضمن الكثير من الأخطاء.
11- كتاب المباني ص: 116
12- كتاب المباني ص: 172 وردت أحاديث متقاربة من رواية ابن عباس. انظرابن حنبل، مسند، ج: 1 ص: 232/ ج: 3 ص: 508 رقم: 2069؛ ج: 1 ص: 269/ ج: 3 ص: 108 رقم: 2429؛ الطبري، تفسير ج: 1 ص: 77-9 رقم: 73-8؛ ابن عطية، مقدمة التفسير في "مقدمتان" لجفري ص: 263؛ القرطبي، تفسير ج: 1 ص: 32؛ ابن كثير، جامع ج: ص: 297-5 رقم: 587-91؛ السيوطي، إتقان ج: 4 ص: 210 أو لرواية جندب بن عبد الله، ابن كثير، جامع ج: 3 ص: 147 رقم: 1693 أو لرواية أبي هريرة: "من فسر القرآن برأيه وهو على وضوء فليعد وضوءه‏" الديلمي، فردوس ج: 3 ص: 520 رقم: 5622 حديث موضوع ..‏.
13- كتاب المباني ص: 64
14- كتاب المباني ص: 116. في كشف الظنون يشير إلى كتاب سؤالات القرآن لإبراهيم بن إسحاق الغزنوي.
15- انظرابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج: 3 ص: 229 الذي يسميه بمتكلم الكرامية؛ الرازي، تفسير ج: 14 ص: 111 (مرتين)، عن القرآن7، 54 (وهو عنده محمد بن الهيثم والصحيح ابن الهيصم)؛ ابن تيمية، منهاج السنة، ج: 2 ص: 285- 6، ج: 4 ص: 120- 1. وحسب أبي الحسن البيهقي، غرر الأمثال، ص: 18- 1..: أن حاكم نيشابور استقدم ابن الهيصم وتعجب من كون رجل ذي علم عظيم كيف لا تكون له المكانة العالية التي يستحقها.
16- كتاب المباني ص: 207 (بداية الفصل التاسع، حول الأحرف السبعة): أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم رضي الله عنه إجازة (إذن مع إجازة الرواية)، قال أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد... ، ثم تابع ص: 208: قال وأخبرنا أبو علي أحمد بن محمد.. ، ما يقابله في الصفحة نفسها، قلنا المؤلف. كتاب المباني ص: 240: فيما أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم، رضي الله عنه.
17- كتاب المباني ص: 209. لكأن عبارة رضي الله عنه تستعمل في كتاب المباني للكرامية خاصة.
18- كتاب المباني ص: 47-48: قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم، رحمه الله، ثم قال، ويقابله قلنا المؤلف؛ ص: 170-1؛ ص: 188 الرواية التي تواصلت إلى ص: 190، وأيضا 191؛ ص: 217: ابن الهيصم ذكر القتيبي، أي ابن قتيبة. وفي الحالات الأربعة: قال الشيخ.
19- ابن الجزري، الغاية ج: 2 ص: 274 رقم: 3515
20- الراجح أنه كتابه الإيضاح.
21- اعتمد عليه.. وروى عن حامد بن أحمد عنه وأبدى عنه فوائد في كتابه.
22- ابن الجزري، الغاية ج: 1 ص: 202 رقم: 927 روى القراءة عنه [بياض] صاحب الإيضاح.
24- سيأتي الحديث عن هذا المؤلف الذي يعد طريقا مهما يقربنا من شخصية مؤلف كتاب المباني.
25- الجنابي (أحمد نصيف)، "الإيضاح في القراءات للأندرابي"...
26- الصريفيني، المنتخب من السياق، ص: 211، رقم 638
27- نجهل هذه الكنية أو هذا الأصل، الطهري، ربما من المفترض قراءة الطاهري، المنتسب إلى الطاهر بن الحسين، انظر سمعاني، أنساب، ج: 4 ص: 4-32 ...
28- أبو سلمة مهدي بن محمد بن محمد بن مهدي القشيري الصيدلاني النيسابوري؛ انظر البغدادي ج: 13 ص: 185 رقم: 7163، وكان من شيوخ أبي القاسم التنوخي، شيخ الخطيب البغدادي. أتى إلى بغداد ربما متجها للحج، وفي كل الأحوال عاد في ربيع الأول 388.
29- كتاب المباني ص: 207
30- كتاب المباني ص: 240
31- كتاب المباني ص: 16
32- ليس كلها بل قسم كبير منها.
34- كتاب المباني ص: 8 : أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن علي، رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة منقلبه ومأواه؛ ص: 17 استعملت له عبارة رضي الله عنه من جديد.
35- ابن الجزري: غاية، ج: 2 ص: 207، رقم: 3274؛ الذهبي، معرفة القراء، ج: 1 ص: 332، رقم: 42 (الطبقة 10).. الصريفيني، المنتخب من السياق ص: 43، رقم: 66 الطبعة فيها كتاب الأبصار والراجح .. الإبصار. ابن نقطة، التقييد، ج: 1 ص: 84، رقم: 90، صلى عليه أبو بكر الصابوني على باب دار الرضى، ودفن بالحيرة بنيشابور.
36- السير للذهبي ج: ص: 370-7
37- السير للذهبي ج: ص: 446-7 الذي يذكر بأنه يعد من أولئك الشافعية الذين يستخرجون الفروع من الأصول (من أصحاب الوجوه). لتعريف " وجوه" في المدرسة الشافعية انظر: النووي، كتاب المجموع. شرح المهذب للشيرازي ج: 1 ص: 107
38- السير ج: 16 ص: 539- 41
39 - أبوالهيثم محمد بن مكي المروزي الكشميهني مات في يوم عرفة (9 ذي الحجة)389/ 21 نونبر999. يعد آخر من حدّث بصحيح البخاري بروايته عاليا بخراسان. كانت له روايته الخاصة المذكورة بكثرة في فتح الباري لابن حجر. السمعاني، الأنساب ج: 5 ص: 76. الذهبي، سير ج: 16 ص: 491-2
40- أي محمود بن سبكتكين ت: 420/1030 ..
42- انظر الجنابي في تقديمه لإيضاح الأندرابي ص: 229
43- أخبرنا أبو النضر محمد بن علي الطالقاني، كتاب المباني ص: 8، 10، 12، 51. لم نستطع التعرف على هذه الشخصية الذي كان أيضا شيخ محمد بن الهيصم (كتاب المباني ص: 240..) وتلميذ أبي سهل الأنماري..
44- انظر ابن الجزري، غاية ج: 1 ص: 93 رقم: 426. هذه الملاحظة أساسية وسيظهر ذلك حين يأتي الحديث عن الأندرابي..
45- انظر: أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى السجستاني ص: 17. أبو علي فقط: ص: 18، 19، 33، 34، 208. أبو علي بن محمد بن يحيى ص: 37. أبو علي بن محمد ص: 51، 55. أو أيضا نقل أحدهم الرواية عنه إلى مؤلف كتاب المباني ص: 53: أبو عبد الله محمد بن علي.. الراجح أنه الخبّازي/ أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى)؛ ص: 207: هنا هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم، رضي الله عنه، الذي روى عنه، بحيث أن السند يبدأ كما يلي:
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم إجازة قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد...
47- وأخبرني الشيخ... رضي الله عنه بهراة؛ كتاب المباني ص: 8
48- سنتناول فيما بعد مسألة هوية أبي سهل وكتابه.
49- قال أجاز لي الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الأنماري بكتابه فيه ما فيه قال؛ كتاب المباني ص: 8
50- الصريفيني، المنتخب من السياق ص: 459 رقم: 1566..
51- .. الصريفيني، المنتخب من السياق ص: 100-1 رقم: 225
53- ممكن أنه "الجد"، أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان الحذاء الحنفي(ت: ربيع الأول 423، الصريفيني، المنتخب من السياق ص: 85 رقم: 187)، أفضل من ابن هذا الأخير، أبو محمد عبد الله (ت: شوال 450) والأرجح من "الحفيد" أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد [...] بن حسكان الحذاء الحسكاني (ت: بعد 470).. الذهبي، سير ج: 18 ص: 268-9؛ ابن أبي الوفاء القرشي، الجواهرالمضيئة ج: 2 ص: 496-7 رقم: 897 ..
54- الصريفني ، المنتخب من السياق ص: 22-3 رقم: 13

بقية الترجمة ما زالت لدى المترجمة الدكتورة أم عاصم وفقها الله وسوف تلحقها هنا قريباً إن شاء الله جزاها الله خيراً.
 
كل الشكر والتقدير للدكتورة أم عاصم ،ونحن بانتظار الباقي حتى تتم الدراسة على الوجه المطلوب
 
مرت مدة منذ توقف النقاش حول هذا الموضوع ، وما زالت الأخت الفاضلة الدكتورة أم عاصم عند وعدها بإتمام ترجمة الجزء الثاني من البحث السابق المنشور بالفرنسية بعد استئناف العام الدراسي الجديد ، وها هو العام الآن قد بدأ ولله الحمد . وفق الله الجميع للعلم النافع .
الجمعة 22/8/1427هـ
 
الجنيدالله قال:
2- الاندارابي وكتابه الايضاح : اما الاندارابي فوضحت ترجمته كما في المنتخب من السياق للصريفيني
3- العاصمي وحامد رجلان لا رجل واحد كما في المنتخب من السياق ايضا
4- جميع الثلاثة الاندارابي وحامد والعاصمي كراميون
وبقي كتاب تاريخ نيسابور بالفارسية وقد طلبت من احدهم ان يترجمه وفيه تراجم للثلاثة هؤلاء
وساعة ان تصلني الترجمة ساضعها هنا


الدنيا ساعة فاجعلها طاعة.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم جزاك الله خيرا على نصيحتك الغالية اعاننا الله على طاعته
واعذرني فلم يتبين لي مرادك من الاقتباس فلو بينته لي وفقك الله لكل خير
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هي من باب الشيء بالشيء يذكر

فقد قلت أنت ساعة تصلك الترجمة ستضعها.

فساعة الانتظار تطول علينا خاصة عندما يشوقنا بحاثة لا يأتي إلا بكل جديد مثير.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أقدم اعتذاري عن طول الغياب والتأخير في ترجمة الأجزاء المتبقية من مقال "علوم القرآن عند كرامية خراسان"..
وأشكر أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري على تشجيعه على ترجمة هذا المقال مع أني لا أجد نفسي جديرة بلقب "مترجمة" الذي وصفني به -وفقه الله- بل أعتبر نفسي متطفلة على هذا الميدان.
ولعل اهتمامي وتخصصي العلمي في علوم القرآن وتدريسي هذه المادة لطلبتي في الجامعة وكذا معرفتي المتواضعة باللغة الفرنسية من الأسباب التي شجعتني على دخول غمار هذه التجربة؛ هذا بالإضافة إلى رغبتي في الاطلاع على ما يضيفه هذا البحث من معلومات مفيدة.
وأقدم هذا التوضيح لعل الإخوة الكرام يلتمسون لي العذر إن أخطأت في كلمة أو تعبير..
وأشكر جميع الإخوة الذين أتحفونا في هذا الملتقى بالمعلومات القيمة حول هذا الموضوع الجدير بالبحث والاهتمام.
وأقدم لكم جزءا جديدا من المقال المترجم عسى أن تجدوا فيه بعض الفوائد.
 
ترجمة بحث (علوم القرآن عند كرامية خراسان) لكلود جيليو (الأصل بالفرنسية) (تابع)

ترجمة بحث (علوم القرآن عند كرامية خراسان) لكلود جيليو (الأصل بالفرنسية) (تابع)

ثالثا: أبو سهل الأنماري، المصدر الرئيس لمؤلف كتاب المباني:
الفقرة 3:
يظهر مؤلف المصدر الرئيس لكتاب المباني - في الغالب- بكنية أبي سهل(55)، أو أبي سهل الأنماري(56). ولكن في مستهل الكتاب ظهر اسمه أكثر إتماما: الشيخ أبو سهل محمد بن محمد الطالقاني الأنماري(57). وأحيانا يتبع المؤلف -أو مصدره- اسمه بدعاء: رحمه الله (58).
يظهر لأول وهلة أن أصل الأنماري(59) يرجع إلى إحدى قبائل العرب من خزاعة، الأنمار، كما أشار إلى ذلك الصاغاني، أو أيضا من قبيلة الحبطات(60) حسب الزبيدي نفسه.
وفي موضع آخر، قيل بكل بساطة بأنها قبيلة عربية ضربت خيامها بين أرض مضر ونجران. ومن بين الحملات العسكرية لمحمد [صلى الله عليه وسلم] كانت غزوة ذات الرقاع(61) التي انطلقت بسبب ورود خبر يروى بأن أنمار وثعلبة قد جمعوا رجالا. لكن لم يجدوا أحدا واكتفوا بأخذ النساء أسيرات(62). وهناك أيضا غزوة أخرى متجهة ضد أنمار، سميت غزوة الأنمار أو غزوة غطفان، أو أيضا غزوة ذي أمر(63).
وهناك قبيلة أخرى لأنمار بن مازن بن مالك بن عمر بن تميم.. الخ(64).
وبما أن أبا سهل الأنماري يروي عن تميميّ، هو أبو طلحة سريج بن عبد الكريم الطالقاني التميمي، نستطيع أن نفترض بأن هذه القبيلة هي المقصودة.
يقرأ آخرون اسم مؤلفنا (الأنصاري) بدلاً من (الأنماري) كالأزدي(65) وابن ماكولا.
لكن نشك في صحة هذه القراءة حيث على الأقل إن أنماريا ذائع الصيت وموثق في نيشابور أبو الحسن أحمد بن الخضر بن أحمد الأنماري النيسابوري الشافعي (ت: جمادى الثانية 344) الذي كان تلميذا لأبي عبد الله البوشنجي(ت: 1 محرم 291 أو 290)(66).
في الواقع لا ينبغي قراءة الأنصاري، وإنما الأنماري، وربط هذا الأصل بمقاطعة قرب نيشابور.
بالتأكيد أن هذه المعلومة متأخرة بما أنها جاءت عن السبكي وتُمِّمتْ من الآسنوي، إلا أنهما يعرفان جيداً أنساب السمعاني، ولا يسوغ معارضته إذا لم يملكا دليلاً قوياً.
تبقى إمكانية وجود مقاطعة في منطقة نيسابور أخذت اسم أنمار بسبب استقرار عدد كبير من الأنمار العرب هناك.
فيما يخص نسب الطالقاني، يحتمل أنه راجع إلى بلدة طالقان(68) بخراسان، بين مرو الرّوذ وبلخ (وبالتحديد بين مرو الروذ وميمنة) وليس من طالقان قزوين.
يلزم أن يكون الشخص المذكور باسم أكثر إكمالا عن ابن ماكولا (69): محمد بن محمد بن علي بن الأشعث الأنصاري(الأنماري؟) البلخي. وقد نتساءل إن كان متشابها مع أبي سهل محمد بن الأشعث الذي ذكره فان إس(70) الشيء الذي يتطابق أيضا محليا لأن أحد الأشخاص من حرات (لعلها هرات وهي منطقة في أفغانستان اليوم) روى عنه(71) أو هناك علاقة بينه وبين حرات؛ بالإضافة إلى أن السياق، هناك وهنا، كراميّ، والمجال المبحوث فيه هو علوم القرآن. وفي الغالب فإن سلسلة اسم الراوي تكون مختصرة.
من تلاميذه:
أ‌- أبو النضر محمد بن علي الطالقاني(هو نفسه شيخ الخبازي)(72) والراجح أنه روى كتابه الذي يعد المصدر الرئيس لكتاب المباني(73)؛ ومثله أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ(74).
ب‌- أبو عباس محمد بن محمد الأنماري(سيأتي في الفقرة 25)
الفقرة 4:
يبدو لنا أيضا بان مؤلف المصدر الرئيس لكتاب المباني مطابق لأبي سهل محمد بن محمد [بياض، علي] بن الأشعث الطالقاني الذي يظهر في سند رواية تفسير الأصمّ (أبو بكر عبد الرحمن بن كيسان البصري، ت: 200/816 أو 201) في مقدمة تفسير الثعلبي (أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم ت: محرم 427 هـ 5 نونبر 1035)(75) وفي مقدمة غريب الأخفش(76):
بالنسبة لتفسير الأصم:
1- ابو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر النيسابوري(؟).
2- أبو سهل محمد بن محمد [بياض] بن الأشعث الطالقاني، صاحبنا.
3- محمد بن عبيد الله القاضي الذي يفترض أن يكون محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم القرشي الكريزي أبو عبد الله البصري القاضي (ت: 252 أو 260)(77)، أو أقل ترجيحا: أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن يزيد الشيباني الحرّاني القَردواني (أو القُردواني) (ت: 268) قاضي حرّان(78).
4- الفضل بن عباس بن مهران الذي يحتمل أن يكون: الفضل بن عباس بن إبراهيم بن مهران البغدادي القاضي (البصري)(79).
5- عن علي بن مسلم الطوسي: أبو الحسن علي بن مسلم بن سعيد الطوسي (ت: 23 جمادى الآخرة 253 ببغداد)(80): قرأت على أصحاب عبد الرحمن بن كيسان أبي بكر الأصمّ (ت: 200/816 أو 201).
بالنسبة ل"غريب الأخفش" (ت: 215/830)(81):
1- الحسن بن محمد بن جعفر: الراجح أنه مطابق لما تقدم في رواية الأصم.
2- أبو سهل محمد بن محمد بن الأشعث الطالقاني، صاحبنا.
3- علي بن فارس الدينَوْري(؟).
4- شمر بن حمدويه: أبو عمر الهروي (ت: 255/869)(82).
5- عبد الرحمن بن محمد بن هانئ: غير معروف لدى جولدفلد Goldfeld.
أحد تلامذة الأخفش هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن هانئ النيسابوري (ت. في جمادى الآخرة 236/850). ربما في مقدمة تفسير الثعلبي وجب قراءة: أبو عبد الرحمن ابن محمد بن هانئ، الذي قيل أن أباه دفع 12000 دينار للأخفش(83).
من خلال ما سبق مباشرة نعرف بأن أحد شيوخ أبي سهل قد مات في 252 أو 260 (أو 268)، والآخر في 255.
الفقرة 5:
يقدّم لنا كتاب المباني كذلك مجموعة أسماء من شيوخ أبي سهل الأنماري، كما في سلسلة الرواة في ص: 13-14(84):
1- قال الشيخ أبو سهل حدّثنا، يليه أسماء أربعة من شيوخ أبي سهل، مع تتمة سلسلة الرواة، الذين اخذ عنهم رواية طويلة حول ترتيب نزول السور المكية والمدنية:
2 أ- أبو طلحة سُرَيْح أو سَريح بن عبد الكريم التميمي حسب جفري. يتعلق الأمر في الواقع بـ: أبي طلحة سريج بن عبد الكريم الطالقاني التميمي، حسب ابن ماكولا(85)، الذي يتابع كما يلي: "محمد بن محمد بن علي بن الأشعث الأنصاري(الأنماري؟) البلخي الطالقاني يروي عنه كتاب العروس عن جعفر بن محمد".
يبدو لنا أن مصدره هو الأزدي (ت: 7 صفر 409/25 يونيو 1018)، الذي يضيف بعد ذكر جعفر بن محمد: رضي الله عنه(86).
إن هوية جعفر بن محمد وكتاب العروس يخلقان مشكلة. بالفعل، يمكن التفكير في جعفر الصادق (148/765)، الذي يعدّ راويا أيضا عند اهل السنة (87).
إلا أن هذا ربما يحيلنا إلى كتاب "العروس" في وثائق الجابرية(88).
لكن ابن حجر(89) خصّ ترجمة لجعفر بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي. ذكر بأنه روى عن يزيد بن هارون(90) وأبي نعيم(91) وغيرهما، وروى عنه شريح (سريج؟) بن عبد الكريم وغيره. ويضيف أيضا بأن الجوزقاني (الجُورْقاني أو الجَوْرَقاني)(92) قال في كتاب "الأباطيل" بأنه مجروح(93).
لسنا متأكدين إذن من هوية جعفر بن محمد. أما فيما يخص كتاب العروس لا نعرف ما نقوله عنه.
2 ب- محبّر بن محمد (الطالقاني)(94).
2 ج- أبو يعقوب يوسف بن علي (الطالقاني)(95).
2 د- محمد بن فراس (الطالقاني)(؟)(96): يبدو صعبا اعتباره أبا هريرة محمد بن فراس الضبعي الصيرفي البصري(ت: 245 هـ/ 8 أبريل 859).
بالفعل، إذا كان زمنيا يمكن ذلك، فلا شيء يدل على أن أصله من طالقان؟ كان أحد شيوخ أبي حاتم الرازي (محمد بن إدريس، ت: في شعبان 277) في البصرة، خلال السفر الثاني لهذا الأخير(97). يظهر كالراوي الثاني في سند للطبراني(98).
لقب أبو سهل الأنماري شيوخه الأربعة (2 أ- د) "الطالقانيين" يعني ربما من طالقان خراسان، بين مرو الروذ وبلخ، وليس طالقان قزوين(99).
تتمة السلسلة:
3- أبو الفضل جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي.
هل يكون أبو الفضل جعفر الثائر الذي ذكر اسمه هنا "بالايجاز": جعفر بن محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي (زين العابدين) بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت: 345/956 بطبرستان)؟ (100).
قد يوافق تاريخ وفاته العصر الذي عاش فيه الطالقانيون الأربعة الذين رووا الرواية، ولكن ليس عصر الشخص الذي يلي.
4- سليمان بن حرب المكّي، الذي يحتمل أن يكون أبا أيوب سليمان بن حرب بن بَجيل الأزدي (الواشحي)(101). ولد سنة 140، وولى قضاء مكة من سنة 214 إلى 219(102)، مات في ربيع الثاني 224 هـ. 20 فبراير 839 (أو 223، 227)(103) بالبصرة. وكان له مجلس(للحديث) عند قصر المأمون ببغداد(104).
5- حمّاد بن زيد (ت: 179)(105).
6- علي بن زيد بن جدعان (حسن القرشي؛ ت: 131)(106).
7- سعيد بن المسيب (ت: 94/ 713)(107).
8- علي بن أبي طالب: سألت النبي عن ثواب القرآن: تابع ترتيب نزول السور(108).
شيوخ أبي سهل الأنماري:
أبو طلحة سريج بن عبد الكريم التميمي الطالقاني؛ محبّر بن محمد الطالقاني، أبو يعقوب يوسف بن علي الطالقاني؛ محمد بن فراس الطالقاني (بالنسبة لهؤلاء الأربعة، انظر ما سبق)؛ محمد بن حاتم الجوزجاني (سيأتي ذكره في الفقرة 7، رقم 3)؛ عبد الله بن محمد بن سليم (سيأتي في الفقرة 6)؛ موسى بن عيسى أبو عمران الطالقاني(الفقرة 11 مكرر)، أبو يعقوب يوسف بن موسى الذي يروي عن محمد بن يحيى القطعي(ت: 253)(109) (سيأتي ذكره في الفقرة 41)؛ الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني الذي يروي عن محمد بن خالد البزار(110)؛ أبو الوليد (سيأتي ذكره في الفقرة 42).
******************
55- كتاب المباني ص: 13: قال أبو سهل (ثلاث مرات) أو قال الشيخ أبو سهل؛ ص: 16
56- كتاب المباني ص: 10، 12، 20
57- كتاب المباني ص: 8، 1. 7-8
58- كتاب المباني ص: 20. يفترض أنه مات 325/937، غالبا بالاعتماد على أسانيد الرواة التي يظهر فيها.
59- موثقة في الذهبي، الكاشف ج: 3 ص: 385، 327: أبو كبشة الأنماري: صحابي، وقيل سعد أو عمرو. روى عنه أبو البختري الطائي وسالم بن أبي الجعد. لابن الأثير، أسد، ص: 261، رقم: 6187 ترجمة عنه يقول فيها بأنه من أنمار مَذحِج.
60- الزبيدي، تكملة، ج: 3 ص: 176 ب. تاج، ج: 14، ص: 300.. كحالة، معجم قبائل العرب، ج: 1 ص: 47- 8، مع مراجع أخرى.
61- في محرم 5 حسب الواقدي..
62- الواقدي، مغازي، ج: 1 ص: 395
63- الواقدي، مغازي، ج: 1 ص: 3: في ربيع الأول 3.. مصادر أخرى: محرم 3
64- ابن الأثير، لباب ج: 1 ص: 69؛ خليفة بن خياط، طبقات ص: 277: ينتمي إلى هذه القبيلة؛ عبيد الله بن عيزار، من الطبقة الخامسة.
66- بالنسبة للأنماري، انظر: سمعاني، أنساب ج: 1 ص: 223 وابن الأثير، لباب ج: 1 ص: 90-1 يرجع كلاهما هذا النسب إلى قبيلة عربية. وبالنسبة لأبي عبد الله البوشنجي محمد ابن إبراهيم بن سعيد المالكي، انظر الذهبي، سير ج: 13 ص: 581-9 الذي عنده "المالكي" ولكن يظهر أيضا في طبقات الشافعية والحنابلة؛ السبكي، طبقات ج: 2 ص: 189-207؛ عليمي، المنهج الأحمد ج: 1 ص: 257-8 رقم: 103.
67- السبكي، طبقات ج: 3 ص: 14 رقم: 79 في ترجمته لأبي الحسن أحمد بن الخضر بن أحمد الأنصاري النيسابوري الشافعي(انظر ما سبق): أنمار هو بلدة؛ الاسنوي، طبقات ج: 1 ص: 75 رقم: 55: نسبة إلى بلد يقال لها أنمار من نيسابور.
68- سمعاني، أنساب ج: 4 ص: 29-31: طالْقان(بسكون اللام)؛ ياقوت، بلدان ج: 3 ص: 491-3/ج: 4 ص: 6- 8: طالَقان(بفتح اللام).
69- ابن ماكولا، إكمال ج: 4 ص: 272.
70- فان إس UT ص: 44 رقم: 2 وبعده ص: 53.. يطرح فرضية أنه قد يكون أحد شيوخ ابن عدي أي محمد بن الأشعث الكوفي. هذا غير صحيح لأن هذا الأخير يسمى أبا الحسن محمد بن محمد الكوفي؛ انظر مقريزي، مختصر الكامل في الضعفاء لابن عدي ص: 704-5 رقم: 1791.
71- يتعلق الأمر ب: أبي محمد الهروي، عند فان إس، TU، ص: 44.
72- انظر ما سبق في الفقرة: 2.
73- كتاب المباني ص: 8
74- انظر ما سبق في الفقرة 2 رقم: 3
76- انظر كولدفلد op.cit. ص: 57 رقم: 34، هنا: أبو سهل محمد بن محمد بن الأشعث.
77- ابن حجر، تهذيب التهذيب ج: 9 ص: 324: قال بن حبان مات سنة 250 وقال أبو علي الحراني صاحب تاريخ الرقة مات سنة 252.
78- ابن حجر، تهذيب التهذيب ج: 9 ص: 325: القردواني؛ سمعاني، أنساب ج: 4 ص: 469، بدون هذا الشخص، يعطي: القردواني.
79- البغدادي، تاريخ بغداد ج: 12 ص: 368- 9 رقم: 6806: يظهر في هذه الترجمة ضمن سند رواة بصريين. غير أنه في تهذيب التهذيب ج: 8 ص: 279-80: الفضل بن العباس بن إبراهيم، ويقال بن المهدي، ويقال بن مهران ويقال بن أحمد أبو العباس الحلبي البغدادي الأصل. وفي تاريخ بغداد ج: 12 ص: 369 رقم: 6807: الفضل بن العباس بن إبراهيم أبو العباس، الذي سكن حلب وحدث بها خصوصا عن بصريين.
يلاحظ حين فحص الترجمة الموجودة في تهذيب التهذيب بأنها تحتوي على عناصر من ترجمتي تاريخ بغداد.
80- تاريخ بغداد ج: 12 ص: 108-9 رقم: 6548؛ تهذيب التهذيب ج: 7 ص: 382-3.
81- الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي.
82- أنباري، نزهة، ص: 151-2؛ قفطي، إنباه ج: 2 ص: 77-8، رقم: 298.
83- تاريخ بغداد ج: 10 ص: 73-3 رقم: 5181؛ قفطي، إنباه، ج: 2 ص: 127 رقم: 339؛ 131 رقم: 345، صنو، لكن مع معلومات أخرى.
84- هذه السلسلة من الرواة تقدّم رواية طويلة لعليّ الذي قال: "سألت النبي عن ثواب القرآن فأخبرني بثواب كل سورة على نحو ما أنزل من السماء وبأن أول ما أنزل عليه بمكة فاتحة الكتاب"؛ يليه قائمة السور التي نزلت بمكة؛ وما أنزل بالمدينة، وأخيرا عدد السور، والآيات والحروف(ص: 14-16).
85- ابن ماكولا، إكمال ج: 4 ص: 272؛ زبيدي، تكملة ج: 1 ص: 510 أ: أبو طلحة سريج بن عبد الكريم الطالقاني.
86- أزدي، كتاب المؤتلف والمختلف، (تحقيق: محمد زينهم محمد عزب، القاهرة، دار الأمين، 1994) ص: 117، مادة: سريج؛ ابن حجر، تبصير ج: 2 ص: 779: سرَيْج بن عبد الكريم أبو طلحة الطالقاني عن جعفر بن محمد.
87- تهذيب التهذيب، ج: 2 ص: 103-5: أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الإمام السادس.
89- ابن حجر، لسان الميزان ج: 2 ص: 126 رقم: 543. إن أقوال ابن حجر قد رويت في "أعيان الشيعة" ج: 4 ص: 154ب بالاسم نفسه ولا شيء أكثر (سطران).
90- يزيد بن هارون بن زادان الواسطي، ت: 206/821
91- أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي، ت: 219/834
92- أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر الهمذاني الجورقاني(من جُورقان/ جَوْرَقان، موضع قرب همذان)، ت: 16 رجب 543/ 30 نونبر 1148؛ الذهبي، سير، ج: 20، ص: 177-8 (مع الملاحظة الطويلة للناشر حول اختلاف ضبط كلمة هذا الموضع وهذا اللقب) الذي تكلم عن هذا الكتاب، المسمى أيضا كتاب الموضوعات، على الأصل الذي كتب عليه ابن الجوزي كتابه؛ إيضاح المكنون ج: 4، تحت كتاب الأباطيل، تعطي: الحسين بن جعفر الهمذاني(حرفيا)، ت: 543؛ ابن العماد، شذرات، ج: 6 ص: 136، الصحيح الهَمَذَاني وليس الهَمْدَاني.
93- لا ينبغي أن يخلط مع أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ت: 259/873، (كحالة، معجم المؤلفين؛ ج: 1 ص: 128-9.. الذهبي، ميزان، ج: 1 ص: 75-6، رقم: 257) الذي ألف كتابا عن الرواة "الضعفاء"، أحوال الرجال..
96- من أبي فراس محمد بن فراس بن محمد بن عطاء بن شعيب السامي.. مؤلف كتاب النسب. لا نعرف تقريبا شيئا عنه، سوى أنه كان تلميذا لهشام بن الكلبي وأنه أحد مصادر ابن ماكولا، إكمال؛ الزبيدي، تكملة، ج: 3 ص: 405؛ ابن ناصر الدين، توضيح ج: 3 ص: 151. لا يعرف إن كان هو.
97- ابن أبي حاتم الرازي، جرح ج: 8 ص: 60 رقم: 272؛ الذهبي، الكاشف ج: 3 ص: 78-9 رقم: 5193، الذي يعطي تاريخ وفاته؛ حسيني، تذكرة ج: 3 ص: 6317، يعطي لقب الضبعي.
98- الطبراني، أوسط، ج: 4 ص: 16 رقم 3496، حيث إن الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني البصري (سيأتي ذكره في الفقرة 40)، شيخ الطبراني، هو الذي يروي عنه.
99- انظر الرقم 68
101- حسب ابن سعد، طبقات ج: 7 ص: 300
102- حسب ابن خلّكان، وفيات ج: 2 ص: 420
103- ابن عساكر، المعجم المشتمل، ص: 133 رقم 389؛ الذهبي، سير ج: 10 رقم 330-4
104- الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج: 9 ص: 33-7؛ ابن أبي حاتم الرازي، جرح، ج: 4 ص: 108-9 رقم: 481: روى عن حمّاد بن زيد الذي يأتي بعد في نفس السند.
105- ابن الجزري، غاية: ج: 1 ص: 258 رقم: 1168؛ الذهبي، سير، ج: 7 ص: 456-66.
106- الذهبي، سير، ج: 5 ص: 206-8
107- الدارقطني، مؤتلف، ص: 270: المسيّب.
109- كتاب المباني، ص: 20: وفي لفظ الشيخ أبي سهل الأنماري، رحمه الله/ حدثنا أبو يعقوب يوسف بن موسى، ص: 236: وروى يوسف بن موسى: واضح هنا بأنه أبو سهل الأنماري، الذي يتحدث، ومؤلف كتاب المباني، ذكر ذلك من خلال كتاب أبي سهل المعلَن في الصفحة السابقة: فقد ذكر الشيخ الأجل أبو سهل الأنماري، رضي الله عنه، في كتابه؛ ص: 240.
110- كتاب المباني ص: 235، 245 (هنا الحسن بن أحمد الزعفراني).
[ملحوظة: لم أذكر المراجع الأجنبية.
انتهى المبحث الثالث ويليه المبحث الرابع عن الرواة المذكورين في أسانيد كتاب المباني، إضافة إلى المصنفين الذين نقل عنهم].
 
بارك الله في الأخت الكريمة الدكتورة أم عاصم على جهدها في ترجمة هذا البحث ، وأسأل الله أن يوفقها لكل خير ، وأرجو أن يكون في هذا البحث ما يفتح آفاقاً للبحث عن هذا شخصية مؤلف كتاب (المباني في نظم المعاني).
 
التقيت يوم الأربعاء الماضي 30/5/1429هـ ببعض الزملاء الباحثين من جامعة أم القرى وأخبرني أحدهم أنه يقوم بتحقيق كتاب الإيضاح للاندرابي وأنه متابع لهذا الحوار في ملتقى أهل التفسير ولعله بإذن الله يشاركنا الحوار حول هذا الموضوع ويضيف ما لديه حول الموضوع الذي أخذ حظاً طيباً من النقاش حوله جزاكم الله خيراً .
 
مررت على هذا الموضوع الآن بعد عام من آخر مرة قرأته فيها ، وقرأته مرة أخرى وراجعتُ ما فيه من الفوائد العلمية، ولعل الذين وعدونا بإضافة ما يفيد في هذا الموضوع يتذكرونه فيضيفون ما لديهم إن شاء الله مشكورين مأجورين .
 
عودة
أعلى