بحث : مؤلف المباني لم يعد مجهولا
بحث : مؤلف المباني لم يعد مجهولا
[align=center]كتاب المباني لنظم المعاني
لم يَعُدْ مجهول المؤلِّف
[align=center]البحث على ملف وورد[/align]
إعداد
د/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي
الأستاذ المساعد بقسم القراءات
في كلية المعلمين بالمدينة المنورة
1426هـ[/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمـة[/align]
الحمد لله الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على النبي المكرم، ورضي الله عن صحابته ومن تبعهم بإحسان ،،، وبعد:
تعتبر معرفة اسم المؤلِّف -أيِّ مؤلِّفٍ- لأي كتابٍ من الكتب من أهمّ الأسباب الداعية إلى الوثوق بمادّته العلميّة وما فيها من تحقيقٍ وتجديدٍ إن وُجد.
وعكس ذلك أيضاً كذلك، فإنَّ الكتاب -أيَّ كتابٍ- إذا كان ((مجهول المؤلِّف)) فإنَّه يفقد كثيراً من الوثوق بمعلوماته حتّى وإن كانت ذات خَطَر وجدّية.
والمطالع لفهارس المخطوطات، وبعض المطبوعات يجد كثيراً منها مصنَّفاً تحت عبارة: ((مجهول المؤلِّف)) أو ((لا يعرف مؤلِّفه)) أو ((مؤلِّفه مجهول)) أو غيرها من العبارات، مع أنَّ ما تحتويه هذه الكتب ((مجهولة المؤلِّف)) قد يفوق في أحايين كثيرةٍ، في جدّة أبحاثه وموضوعاته العلميّة كثيراً من الكتب ((المعروفة المؤلِّف)).
وإنَّ من هذه الكتب ((المجهولة المؤلِّف)) والتي حوت مادّةً علميةً قويةً محبوكة التصنيف، رصينة التأليف، وضمّت أبحاثاً جليلة الفوائد، شريفة المقاصد، الكتاب المعنون بـ:
((كتاب المباني لنظم المعاني))
وهو المطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية رحمهما الله في مجلّدٍ واحدٍ تحت عنوان:
((مقدمتان في علوم القرآن))
ولقد عرفت هذا الكتاب منذ الزمن الذي كنت فيه طالباً في السنة المنهجية لمرحلة الماجستير سنة:1407-1408هـ؛ إذ كنت دائم الرجوع إليه خاصةً فيما أكتبه بياناً لتوجيه بعض القراءات التي أنكرها بعض الناس من النحويِّين وغيرهم.
وكنت دائماً ما أستثقل عبارة: ((مجهول المؤلِّف)) عندما أريد توثيق المعلومات من هذا الكتاب، وحتى عندما أقرؤها لغيري من الباحثين؛ ممّا أثار عندي سؤالاً وهو:
أيعقل أن يظلّ هذا الكتاب ومكانته هذه عند الباحثين والدارسين ((مجهول المؤلِّف))؟
فجعلت نصب عيني محاولة الإجابة عن هذا السؤال، حتى ولو طال الزمن، ثمّ اشتغلت ببحثي للدكتوراه، ولزم الأمر الرجوع إلى الكتاب مرات ومرات، والاستثقالُ من العبارة إيّاها هو هو بل يزيد.
ثم بدأت مرحلةً جديدةً وهي مرحلة ((بحوث ما بعد الدكتوراه)) وكثر معها استصحاب الكتاب حتى قرّرت أن أبدأ بالبحث عن هذا ((المؤلِّف المجهول)) وأفرده ببحث خاص، وأُفرّغ له وقتاً لا أشرك فيه غيره من البحوث، فانشرح صدري لذلك، وعاودت قراءة الكتاب من بدايته قراءةً متأنيةً أسجّل فيها ((الملحوظات)) الدقيقة والتي ستكون هي بداية الطريق لمعرفة هذا المؤلف المجهول، أو لنقل حلّ هذا اللغز الغامض الذي دام أكثر من خمسين سنةً.
وإنِّي أسجِّل هنا معترفاً بفضل الله تعالى عليّ أنِّي لم أستمرّ أكثر من ثلاثة أشهر حتَّى وفقني الله تعالى لمعرفة هذا ((المؤلِّف المجهول)) وهداني إلى مصدر آخر فيه التصريح باسمه، وفيه بعض النصوص المنقولة عنه حرفياً.
ولما تمّ ذلك بعون الله وتوفيقه كتبت هذا البحث وسميته:
((كتاب المباني لنظم المعاني لمْ يَعُدْ مجهول المؤلِّف))
فأصبح بإمكاني وغيري ممن يرجعون في أبحاثهم إلى هذا الكتاب أن ينسبوه لصاحبه ومؤلِّفه، راجياً أن أكون قد قدمت لطلاب العلم فائدةً مهمةً.
وقد بنيت البحث على مقدمة وتميهد ومبحثين وخاتمة.
المقدمة: وذكرت فيها أهميّة البحث وأسباب اختياره.
التمهيد: وهو مدخل للبحث، وجعلته مطلبين:
المطلب الأوَّل: تعريفٌ بالكتاب وطبعته.
المطلب الثاني: تصحيح وبيان.
المبحث الأوَّل: التعريف بمؤلِّف الكتاب، وفيه مطالب:
المطلب الأول: اسمه وكنيته ولقبه.
المطلب الثاني: عقيدته.
المطلب الثالث: شيوخه.
المطلب الرابع: تلاميذه.
المطلب الخامس: مؤلفاته.
المطلب السادس: وفاته.
المبحث الثاني: أدلة توثيق اسم المؤلِّف.
الخاتمة: ذكرت فيها أهم نتائج البحث والتوصيات.
وقبل أن أنهي هذه المقدمة أقول هذه الكلمة القصيرة وهي: أنَّ القارئ لهذا البحث سيفاجؤ إذا ما عرف أنِّي رجّحت أنَّ صاحب الكتاب كان ((كرَّامِيَّ)) المعتقد –للأسف- بأدلّةٍ ذكرتها في محلِّها من البحث، مما أوقعني في بداية الأمر إلى رفع القلم وعدم المضي في البحث، ولكن تداركت أنَّ من المهم ومن الأمانة العلمية أن يُعرَف صاحب الكتاب بغض النظر عن عقيدته ومذهبه، تاركاً ما يتعلّق بذلك لباحثين آخرين أدرى وأقوى مني في هذا المجال.
والله تعالى أعلم
التمهيد: مدخل للبحث
المطلب الأوَّل: تعريف بالكتاب وطبعته:
كتاب: ((المباني لنظم المعاني)) تولت نشره مكتبة الخانجي سنة: 1954م أي قبل (51) إحدى وخمسين سنة تقريباً، ونشر معه في نفس المجلد ((مقدمة تفسير ابن عطية رحمه الله)).
وهاتان الرسالتان، أعني ((كتاب المباني)) و ((مقدمة تفسير ابن عطية)) قام بتحقيقهما لأوَل مرةٍ المستشرق الأسترالي آرثر جيفري([1])، ثم قام الأستاذ: عبد الله إسماعيل الصاوي بتصحيح الطبعة الثانية ((وقوّم نصها وألحق بها استدراكات وتصويبات للطبعة الأولى)).
هذا وقد كتب كل من ((الصاوي)) و((جيفري)) مقدمةً لا يحق لأي باحث التقليل منهما؛ نظراً لظروف ذلك الزمن، وهذا الزمن، بل الإنصاف -والله يحب الإنصاف- الاعترافُ بسبقهما -وخاصة جيفري- وتقدير ما تحمّلا من عناء البحث حتى وصلتنا هاتان الرسالتان.
وقد ذكر جيفري في مقدمة تحقيقه ((مقدمةً)) عرّف فيها بالنسخ الخطية للكتابين، ومدى المتاعب التي عاشها، والأسباب التي جعلته يحقق هاتين الرسالتين، ويمكن تلخيص هذه المقدّمة في النقاط الآتية:
أ- أنه أعدّ هاتين الرسالتين لأصدقائه في المشرق والمغرب تلبيةً لرغبةٍ عبّر عنها الأستاذ براجستراسر([2]) قبل وفاته بسنتين في مصر.
ب- أن براجستراسر ساء في عينيه ألا يوجد سبيل إلى الإفادة من هاتين الرسالتين.
ج- رغبة براجستراسر في نشر هاتين الرسالتين بعد انتهائه من نشر كتاب ((غاية النهاية)) لابن الجزري لكن ظروفاً قاسيةً حالت دون إنجاز قصده.
د- هاتان الرسالتان هما من مصادر المستشرق الألماني نولدكه([3]) في كتابه ((تاريخ القرآن)).
ه- إنَّ تلميذ نولدكه وهو المستشرق ((شواللي))([4]) استعملها بعد شيخه.
و- أنَّ مؤلِّف كتاب ((المباني)) غير معروف.
المطلب الثاني: تصحيح وبيان:
تلك كانت أهم النقاط التي ذكرها ((جيفري)) في أسباب اختياره لنشر هاتين الرسالتين، ولا تعليق على ذلك، لكن ذكر بعد ذلك كلاماً يجدر الوقوف عنده قليلاً، حيث قال:
((ويظهر لنا من لغته -مؤلف ((المباني))- وأسانيده أنه من علماء المغرب، وكثيراً ما نجد أنَّ ما يدلي به يجلو الأمور الغامضة في كتب أبي عمرو عثمان الداني القرطبي المنتشرة بيننا...))([5]).
وهذا لا شك في أنه استظهار في غير محله، ويجانبه الصواب من طرفيه:
فأمّا من حيث اللغة فواضح الأسلوب المشرقي في عرضها، ولا أبالغ إذا قلت: إنّ الأسلوب اللغوي الذي كتبت به الرسالة بعيد كل البعد عن الأسلوب المغربي -الأندلسي- المتميز بصبغته الأدبية من الجناس وغيره من المحسنات البديعية.
وأما من حيث ((أسانيده)) وأعني شيوخه المباشرين الذين روى عنهم فهم غير معروفين -عندي- ولم أجد لهم ذكراً في المصادر المتوفرة ما عدا شيخيه ابن الهيصم والفارسي الذين لا شك أنهما مشرقيان وليسا مغربيين، كما سيأتي في ترجمتيهما.
المبحث الأوَّل: التعريف بالمؤلِّف، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأوَّل: اسمه وكنيته ولقبه:
وأستسمح عذر القارئ الكريم في القول بأنه الآن جاء موعد الكشف عن اسم هذا ((المؤلِّف المجهول))، ويمكنني بكل ثقة واطمئنان -بفضل الله تعالى- أن أقول ومن الله أستمد العون والتوفيق:
إنَّ كتب التراجم جدّ شحيحة فيما يتعلق بهذا الرجل الذي يظهر من خلال كتابه أنه عالم قوي في قلمه وعلمه وأسلوبه، رغم أنِّي لم أجد له ترجمةً إلا عند الصريفيني([6]) وابن الجزري([7]) رحمهما الله، ومن خلال هذين الإمامين مع مصدر ثالث آخر سأكشف عنه بعد قليل ظهر بوضوح أنَّ المؤلِّف:
اسمُه: حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام.
كنيتُه: أبو محمد.
نسبتُه: الطحري.
ويلاحظ هنا أني كتبت اسمه كاملاً كما جاء عند الصريفيني، أما ابن الجزري فقد جاء الاسم عنده هكذا: حامد بن محمد (بياض) اهـ، فلم يذكر ما بعد ((أحمد)) لكنه اتفق معه في الكنية، وليس عنده ذكر للنسبة([8]).
ولادته: لم أجد من تعرض لها، لكن معروف أنه كان حياً سنة: 425هـ، وهي السنة التي بدأ فيها بتأليف كتابه، حيث قال: وابتدأت بالأخذ في تأليفه واستخراجه يوم الأحد غرة شعبان سنة خمس وعشرين وأربعمائة. اهـ([9])
والشيء المؤكد عندي أنه ولد بل ونشأ قبل سنة أربعمائة، دليل ذلك تلمذته وصحبته لشيخه ابن الهيصم الذي توفي قبل الأربعمائة فيما يظهر لعدم ترجمته في ((السياق))، و((منتخبه)).
المطلب الثاني: عقيدته:
أستطيع القول -بكل أسف- أن هذا العالم القوي القلم والتأليف كان ((كَرَّامياً)) وقبل أن أذكر الأدلة على ذلك يستحسن التعريف بهذه الفرقة إجمالاً، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
((الكرامية))([10]): فرقة ((كلامية)) تنسب إلى: محمد بن كرّام (255هـ) ولد بسجستان، ثم رحل إلى خراسان في بداية حياته وتعلّم بها، قال عنه الذهبي([11]) رحمه الله: المبتدع شيخ الكرامية، كان زاهداً عابداً ربانياً، بعيد الصِّيت، كثير الأصحاب، لكنه يروى الواهيات اهـ([12]).
وقال الشهرستاني([13]): نبغ رجل متنمس([14]) بالزهد من سجستان يقال له: أبو عبد الله محمد بن كرّام، قليل العلم، قد قمش([15]) من كل مذهب ضغثاً([16]) وأثبته في كتابه، وَرَوَّجه على أغتام([17]) غزنة وغور وسواد بلاد خراسان، فانتظم ناموسه وصار ذلك مذهباً... قال: وهو أقرب مذهب إلى مذهب الخوارج وهم مجسِّمة. اهـ([18])
الأدلة على كرّامية المؤلِّف:
إنَّ من يقرأ كتاب ((المباني لنظم المعاني)) لا يجد ذكراً لمسألة من المسائل العقدية التي تميّز الكرّامية عن غيرها، بل قد يجد عكس ذلك، أعني أنّه سيجد عبارات وأبحاثاً يظنّ قارؤها أنَّ كاتبها من أهل السنة والجماعة، وذلك في مثل دفاعه عن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم، وكتسفيهه وإبطاله آراء بعض الفرق التي حاولت بل وطعنت في الصحابة رضي الله عنهم([19]).
ولقائل أن يقول: إذن كيف حكمت على المؤلِّف بأنّه كرّاميّ.
فالجواب: إنَّ كرّاميّة الرجل تظهر لي من ثلاثة جوانب:
الجانب الأوَّل: من خلال كتابه؛ وذلك في:
1- اعتماده الكبير والقوي على شيخه ابن الهيصم، الذي هو من أعمدة المذهب الكرّامي كما سيأتي.
2- الترضي على شيخه.
وهنا قد يقول قائل: إنَّ المؤلِّف استخدم صيغة الترضي مع الصحابة رضي الله عنهم أيضاً، فأقول:
المعلوم والمرجّح عند العلماء هو تخصيص ((الصلاة والسلام)) على الأنبياء والمرسلين، والترضي وهو: ((رضي الله عنه)) أو ((عنهم)) بصحابة رسول الله r، و((الترحم)) بمن جاء بعدهم، أمّا استعمال بعضها في محل بعض فأصبح ذات دلالات معينة؛ كاستخدام ما هو حق للأنبياء لغير الأنبياء، مما أدى مع مرور الزمن إلى أن صارت شعارات تتميز بها فرق دون أخرى، وكذلك استخدام ما يخص الصحابة لغيرهم أصبح ذات إشارات إلى زيادة نوع من المحبة لدى المستعمِل في حق المستعمَل له، خاصةً إذا كان ذلك لا يطبق في حق جميع العلماء.
وفيما يخص الشيخ حامد هنا أنّه ذكر شيخه بألفاظ تدل على ((مزية)) عنده تختلف عن غيره من العلماء، ومثال ذلك:
1- قوله: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله بن علي رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومأواه....([20])
2- وكقوله: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن علي رضي الله عنه... ([21])
3- وقوله: قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم رضي الله عنه...([22])
4- وقوله: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم رضي الله عنه إجازة...[23])
5- وقوله: قال –ابن الهيصم- رضي الله عنه...([24])
6- وقوله: فيما أخبرنا الشيخ محمد بن الهيصم رضي الله عنه ...([25])
فهذه مواضع تميّز فيها ذكرُ شيخه ابن الهيصم عن غيره من العلماء بصيغة ((الترضي)).
3- الترضي على شيخ الكرّامية محمد بن كرّام:
وهذا من أقوى الأدلّة -عندي مع قلة المصادر- التي تشير إلى كرّامية مؤلِّف ((المباني لنظم المعاني)) مع أنَّ شيخ الكرّاميّة ليس له ذكر في الكتاب إلاّ في موضع واحدٍ، إلاّ أنَّ هذا الموضع جاء بأسلوبٍ لا يدع مجالاً لقارئ إلاّ أن يتيقّن أنَّ المؤلِّف ((كرّاميّ)) أو على أقلّ تقديرٍ ((محبٌّ للكرامية)) وجاء النص كالتالي: ((وعن الإمام الهادي أبي عبد الله محمد بن كرام رضي الله عنه ... وإنما ذكر الإمام الهادي رضي الله ... وهي التي ذكرها الإمام الهادي رضي الله عنه...))([26]).
وانظر أخي الكريم إلى هذه الألقاب ((الإمام)) ((الهادي)) مع عبارة ((رضي الله عنه)) وما يوحيه كل ذلك من معاني تشير إلى ((عقيدة)) قائلها عفا الله عنا وعنه وعن جميع المسلمين.
الجانب الثاني: من خارج كتابه، وبالتحديد من كتاب: ((المنتخب من السياق)) حيث ذكر الصريفيني أن حامداً هو ((من أصحاب أبي عبد الله)) وأنه ((صحب المهدي بن محمد من كبار أصحابهم)).
وهنا وقفتان:
الأولى: من هو أبو عبد الله هذا؟
الثانية: من هو المهدي بن محمد هذا؟
أما الأولى: فأبو عبد الله هنا هو: محمد بن كرَّام، شيخ الكرّاميّة، والدليل عندي على ذلك، استخدام الصريفيني هذه العبارة لأناس كثيرين ثبت أنهم ((كرّاميّون)) من ذلك ما ذكره في ترجمته لمحمد بن إسحاق بن محمشاذ، أبي بكر الواعظ، قال: زعيم أصحاب أبي عبد الله ورئيسهم... وظهرت به دولة الكرّاميّة واعتمده الأمير محمود([27]).
هذا وقد قرأت كتاب ((المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور)) من أوّله إلى آخره، فوجدته في ثلاثين ترجمة يصرح فيها بـ((أصحاب أبي عبد الله)) ويزيد في بعضها ((الطائفة)) كقوله عن عتيق بن محمد السورياني: ((شيخ طائفة أبي عبد الله في عصره))([28])، وكقوله عن كامل بن أحمد بن جعفر العزائمي: ((... فتحول إلى الطائفة من أصحاب أبي عبد الله))([29])، وكقوله في ترجمة محمشاذ بن أحمد: زعيم طائفة أبي عبد الله([30]).
وأما الثانية: فـ((المهدي بن محمد)):
يغلب على الظن أنَّ في العبارة تحريفاً صوابه: حذف كلمة ((ابن)) وتكون العبارة (المهدي محمد)، وإن صحّ هذا التخمين فيكون المراد هو: محمد بن عبد الله بن الهيصم، خاصة وأن الشيخ حامد وصفه بـ((الهادي)) والله أعلم.
وإذا صحّ أنَّ المراد هو ابن الهيصم، فيكون هذا دليلاً أيضاً على ((كرّامية)) المؤلف.
الجانب الثالث: هذا الشيخ له ترجمة في كتاب ((تاريخ نيسابور)) بدليل وجودها في ((المنتخب)) مما يعني أنه نيسابوري إمّا من أهلها وإمّا من الطارئين عليها ومعلوم أنَّ نيسابور في هذه الفترة كانت مرتعاً للكرّامية وسوقاً نافذاً لهم حتى تبؤوا في دولتها المناصب العالية.
أمّا مذهبه الفقهي فلم أجد من صرح به، إلا أنِّي وجدته يقول: ((أبو حنيفة رضي الله عنه))([31]) وذكر مالكاً والشافعي ولم يترحّم عليهما([32]). والله أعلم.
المطلب الثالث: شيوخه:
لم يذكر المؤلِّف في كتابه غير شيخين له، هما:
الأوَّل: أبو عبد الله: محمد بن علي بن الهيصم، ويلاحظ هنا أنه تفنن في اسمه، فتارةً يسميه ((أبو عبد الله محمد بن علي))([33])، وتارةً يسميه ((محمد بن الهيصم))([34])، وأخرى ((أبو عبد الله محمد بن الهيصم))([35])، وهذا كله تفنن إذ ليس الجميع إلاَّ شخصاً واحداً، ولم أجد ترجمةً له إلاَّ عند الصفدي([36])، حيث عرفه بأنه:
محمد بن الهيصم، أبو عبد الله شيخ الكرامية، وعالمهم في وقته، وهو الذي ناظره ابن فورك([37]) بحضرة السلطان محمود بن سبكتكين([38])، وليس للكرامية مثله في الكلام والنظر، وكان في زمانه رأس طائفته([39]).
وقال الشهرستاني: وقد اجتهد ابن الهيصم في إرمام مقالة أبي عبد الله في كل مسألة حتّى ردّها من المحال الفاحش إلى نوع يفهم فيما بين العقلاء اهـ([40])
وقد بيّن الشهرستاني مكانة ابن الهيصم وآرائه في علم الكلام فقال: وهو -المذهب الكرَّامي- أقرب مذهب إلى مذهب الخوارج، وهم مجسّمة وحاش غير محمد بن الهيصم فإنَّه مقارب. اهـ([41])
مؤلفاته:
له كتاب ((المقالات)) نقل عنه الشهرستاني واعتمد عليه ابن أبي الحديد([42]) في تقرير مذهب الكرامية في كتابه شرح نهج البلاغة([43]).
تنبيه: ذكر صاحب ((تاج العروس)) في ما استدركه على القاموس: الهيصمية: ((فرقة من الكرامية أصحاب محمد بن الهيصم))([44]).
الثاني: الشيخ أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ، لم يذكره إلاّ في موضع واحد جاء في السياق التالي: وهذه الأحاديث كلها مكتوبة على وجهها في كتاب ((فيه ما فيه)) للشيخ أبي سهل رحمة الله عليه، إلا أنه لم يكن عندي إسنادها، ووجدت إسنادها فيما أجازني الشيخان أبو عبد الله محمد بن علي والشيخ أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ رويتها عنهما لأكون قد جمعت بين ذكر المشايخ... الخ([45]).
وأما في غير كتابه فقد وجدت الأندرابي ذكر شيخين آخرين للمؤلف وهما:
1- أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي، قال الأندرابي([46]): أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي، ثم ذكر سنده إلى عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله r: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظّم ما حقّر الله وحقّر ما عظّم الله))([47]).
ثم ذكر الأندرابي أيضاً عدّة أحاديث لكنها باسم أبي الحسن الفارسي.
2- محمد بن القاسم: قال الأندرابي: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن القاسم ...
وذكره مرةً أخرى هكذا: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفارسي ...([48]).
والذي يظهر لي أنهما شخص واحدٌ خاصةً في اتفاقهما في الشيوخ المذكورين في أسانيدهما فكلٌّ من الاسمين يروي عن أبي عبد الله محمد بن يزيد المعدل وأبي الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم المعدل.
لكن ذلك اختلف في موضعين جاء في أولهما: أبو الحسين محمد بن القاسم الفارسي قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر، وجاء في ثانيهما: محمد بن القاسم قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي...([49]) والله أعلم.
المطلب الرابع: تلاميذه:
وقفت له على ثلاثة تلاميذ وهم:
الأول: الأندرابي: وهو كما ترجمه صاحب المنتخب: أحمد بن أبي عمر المقرئ، المعروف بالزاهد الأندرابي، من أصحاب أبي عبد الله بهيّ المنظر، مشهور، ثقة، زاهد عابد، عالم بالقراءات، له التصانيف الحسنة في علم القراءات، أقام بنيسابور سنين، رأيت سماعه في ((صحيح مسلم)) وغيره، توفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة، وصلى عليه أبو بكر بن حامد، ودفن في مقبرة معمر.([50]) اهـ
هذه أوسع ترجمة وجدتها له، وحسب علمي القاصر لا يوجد إلاَّ هي وترجمة ابن الجزري له([51])، وهي ترجمة تزيد عما هنا بذكر كنيته وهي ((أبو عبد الله)) ونسبته وهي ((الخراساني)) بدل الأندرابي، وذكرَ شيوخه في القراءات واسم مؤلفه فيها وهو ((الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم)) لكن ليس فيها تحديد سن وفاته، بل قال ابن الجزري: ((مات بعد الخمسمائة)) وهو مرجوح بما ذكر صاحب ((المنتخب)) للمعاصرة.
تنبيه مهم:
معلومٌ بالاستقراء أن الإمام ابن الجزري رحمه الله في كتابه ((غاية النهاية)) قد ذكر تراجم كثيرة تعد بالعشرات، مكتفياً بذكر اسم صاحب الترجمة واسم شيخه وتلميذه ولا يذكر سوى ذلك لا التاريخ ولا المؤلفات.
وهذا المنهج الذي سلكه ابن الجزري سببه واضحٌ جداً وهو أنَّ هذه التراجم عنده إنما هي مأخوذة من كتب القراءات وليست من كتب التراجم.
بعد هذا أقول:
إنَّ مؤلف كتاب ((المباني)) الشيخ حامد بن أحمد ليس له ذكر في ((غاية النهاية)) إلا في موضعين.
الموضع الأول: محل ترجمته وذكر قبل قليل.
الموضع الثاني: في ترجمة شيخه ابن الهيصم، ونصّها: محمد بن الهيصم أبو عبد الله، إمام مقرئ، اعتمد عليه أحمد بن عمر صاحب ((الإيضاح)) وروى عن حامد بن أحمد عنه فوائد في كتابه.([52]) اهـ
وفي هاتين الترجمتين وقفات:
الأولى: جعل ابن الجزري ابن الهيصم من أئمة القراءة والإقراء.
الثانية: رواية صاحب ((الإيضاح)) عن حامد عن ابن الهيصم.
أمَّا الملحوظة على الوقفة الأولى: فابن الهيصم -كما تقدم في ترجمته- إمام لكن ليس في القراءة، بل هو إمام في علم الكلام([53]).
وأمَّا الملحوظة على الفقرة الثانية فهي: إن كلام ابن الجزري يُفهم منه أنَّ صاحب ((الإيضاح)) روى عن حامد عن ابن الهيصم في القراءات، وذلك ليس كذلك، فإنِّي تصفَّحت، بل قرأت كل الكتاب وليس فيه رواية واحدة لأي راوي من الرواة العشرين عن القراء العشرة، بمعنى أنَّ صاحب ((الإيضاح)) لم يذكر في ((أسانيده للقراءات)) أي رواية عن حامد بن أحمد، وهذا يعني أنَّ كلاًّ من حامد وشيخه ابن الهيصم ليس من أهل القراءات المذكورين في كتاب ((الإيضاح في القراءات)) للأندرابي.
نعم لهما ذكر كثير -كما قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله- لكن في أبواب أخرى غير أبواب الأسانيد والقراءات، مثل حديث الأحرف السبعة، كما سنذكر بعد قليل.
الثاني: صاعد الحسيري: ترجمه الصريفيني بقوله: صاعد بن محمد الحسيري، فاضل، من أصحاب أبي عبد الله صحب حامد بن أحمد في صباه، ثم صار إلى الأستاذ أبي بكر بن الهيصم([54])، ثم صحب الأستاذ أبا لحسن الهيصم بن محمد بن عبد العزيز([55]) فحصّل عنده التفسير والمعاني، ثم عاد إلى نيسابور وتولى التدريس بمدرسة بمحلة الرمجاز وتوفى([56]). اهـ هكذا بدون ذكر تاريخ الوفاة.
الثالث: عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز المحمد أباذي، أبو سعد معروف عدل من بيت العدالة حدث عن جماعة من أصحاب أبي عبد الله روى عنه أبو عبد الله الفارسي عن حامد بن أحمد([57]).
هذا ما وجدته من شيوخه وتلاميذه، وإذا يسر الله تعالى الاطلاع على الجزء الموجود من ((السياق لتاريخ نيسابور)) قد نجد معلومات كافية عن هذا العلم وشيوخه، فهو مظنة لذلك والله أعلم.
المطلب الخامس: مؤلَّفاته:
لم يتعرض الصريفيني ولا ابن الجزري رحمهما الله، وهما الوحيدان اللذان ترجما للمؤلِّف -فيما وقفت عليه- لذكر مؤلَّفاته، لكن ذكر المؤلِّف نفسه أربعة كتب غير هذا الكتاب، وهي:
1- كتاب الغرر في أسامي السور: أحال عليه أثناء حديثه عن حديث فضائل القرآن، قال: ((الغرر))....([58])
2- الإبانة والإعراب: أحال عليه أثناء رده على الطاعنين في القرآن، قال: ... فهذا وما أشبهه مما ادعوا على القرآن من الزيادة والنقصان والخطأ والنسيان ذكرنا بعضها وإن كنا قد أودعنا كتابنا المعنون بـ((الإبانة والإعراب)) ...([59])
3- الزينة في سؤالات القرآن: ذكره في نفس السياق الذي ذكر فيه سابقه، مع بيانه أنه ((لم يختمه))([60]).
4- الدرر في ترفيع السور: وقد ذكره في الفصل السابع في ذكر التفسير والتأويل، قال: وقد تقدَّم منا في معنى هذا كتابنا المعنون بـ((الدرر في ترفيع السور))([61]).
ويظهر من عناوين هذه الكتب شدة صلتها بعلوم القرآن مما يجعل الباحث يأسف لعدم معرفة أي شيء عنها، والله المستعان.
المطلب السادس: وفاته: لم يذكر الصريفيني ولا ابن الجزري سنة وفاته، ولكن لا شكّ أنها ما بين سنة: 425هـ وهي السنة التي بدأ فيها بتأليف كتابه ((المباني)) وبين سنة: 470هـ وهي السنة التي توفي فيها تلميذه الأندرابي رحمه الله كما سبق في ترجمته.
ويمكن القول تخميناً أنه توفي سنة: 425هـ والتي ألف فيها كتابه بدليل أن الصريفيني ذكره في الطبقة الأولى وكان قد ذكر أن الطبقة الثانية عنده هم ((الذين اتفقت وفاتهم بعد سنة الخمس والعشرين والأربعمائة إلى نيف وستين وأربعمائة))([62]).
لكن يعكر على هذا عندي أنه بمراجعة جميع ((الطبقات الأولى)) في ((المنتخب)) وجدت تراجم موجودة توفي أصحابها بعد الخمس والعشرين والأربعمائة([63]). والله أعلم.
المبحث الثاني: أدلة توثيق اسم لمؤلف
أدلة توثيق الكتاب:
يعتبر هذا لمبحث هو عمدة هذا البحث وأسه والغرض الأساس من كتابته، وبيان ذلك:
قلت -فيما سبق- إنَّ مؤلِّف كتاب ((المباني لنظم المعاني)) هو: أحمد بن حامد بن جعفر، وقد توصّلت إلى ذلك -بعد عون الله تعالى- عن طريقين:
الأول: ابن الجزري رحمه الله:
وذلك فيما كتبه في ترجمة شيخه ابن الهيصم، والحقيقة أنَّ الذي نبهني في بداية الأمر هو ذكر ((ابن الهيصم)) فهذا الاسم مع غرابته عندي، حيث إنه غير متداول عند أهل القراءات، وكان من الأسماء التي تبقى في الذاكرة، فلما رأيته في ((غاية النهاية)) مصادفةً تذكرت أني رأيت هذا الاسم من قبل.
وأول ما رأيت ((ابن الهيصم)) في ((غاية النهاية)) لم أكن أقصده، بل صادف أني كنت أريد أن أوثق ترجمة للشيخ: حامد بن علي بن حسنويه، أثناء تحقيقي لكتاب ((النشر في القراءات العشر))، وما إن بدأت أقرأ كل من بدئ باسم ((حامد)) وإذا بصاحبنا يذكر في أول من اسمه ((حامد)) وبعده مباشرة بل في السطر الذي تحته حامد بن علي، فأسرعت وعلقت عليه أنَّ هذا الاسم قد مرّ علي في كتاب آخر فليبحث، ثم مضى زمن، ولزم الأمر الرجوع إلى كتاب ((مقدمتان في علوم القرآن)) وذلك في مبحث ((ترتيب القرآن هل هو على ترتيب النزول أم لا؟)) وإذا في الكتاب المذكور: قال الشيخ محمد بن الهيصم رحمه الله ... الخ، فاستوقفني الاسم ثانية وتذكرت أني قد علّقت عليه في ((غاية النهاية)) فرجعت إليها فإذا بالاسم هو هو.
كان هذا هو بداية الطريق للبحث عن هذا المؤلِّف غير المعروف لكتاب ((المباني)) واستخلصت من هذا أنَّ مؤلِّف الكتاب هو: حامد بن أحمد.
الثاني: الأندرابي:
وهو الإمام أبي عمر الذي سبق ذكره قبل قليل، وهو المشهور بـ((صاحب الإيضاح))، والمراد كتابه ((الإيضاح في القراءات)).
وأيضاً كنت أرجع إلى هذا الكتاب في أبحاثي المتعلقة بعلم القراءات سواء رسالتيّ العلميتين أم غيرهما، وكان الرجوع إليه مقتصراً على بابي ((الأسانيد)) و((تراجم القراء ورواتهم)) ولم يكن في ذهني مسألة ((حامد)) ولا ((ابن الهيصم)) حتى طلب منِّي باحث من الرياض يحضِّر رسالة دكتوراه توثيق بعض معلومات متعلقة بالإمام أبي الحسن علي بن محمد الفارسي تلميذ ابن مهران وشارح كتابه ((الغاية)) وهو -الفارسي- أيضاً شيخ للأندرابي، فبدأت أقرأ المخطوط ((الإيضاح)) من أوَّله وما إن وصلت إلى الورقة (9/أ) في باب: ((ذكر نزول القرآن على سبعة أحرف واختلاف العلماء في تفسير ذلك)) فإذا فيه:
أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم ... الخ فاستوقفني هذا الإسنادُ قليلاً، وما ذاك إلاَّ بسبب كلمة ((الهيصم)) ثمّ بدأت القراءة مجدّداً مركّزاً على معلوماتٍ بعينها للباحث السابق الذكر، ثم أرسلتها إليه.
عندئذ بدأت بالتفكير جدياً في هذا البحث وهو معرفة صاحب ((المباني)) خاصةً وأنِّي الآن قد عرفت أنَّ ابن الهيصم مذكور في ثلاثة كتب وهي: ((المباني)) و((الإيضاح)) و((غاية النهاية))، وأنَّ حامد بن أحمد مذكور في الأخيرين منهما، وهنا سألت هذا السؤال: ألا يمكن أن يكون حامد بن أحمد هو مؤلِّف المباني، خاصةً وأنَّه تلميذ لابن الهيصم وشيخ للأندرابي، وهذا مذكور في ((غاية النهاية)) و((الإيضاح))؟
فأجبت نفسي: بأنَّه هو مؤلِّفه قطعاً، لكن لا بدّ من توثيق أكبر قوةً، فعاودت قراءة كتاب ((الإيضاح)) فاستخرجت منه كل ما فيه من ذكر ((لابن الهيصم)) أو ((حامد بن أحمد)) وكم كانت النتيجة مفرحةً وسعيدةً عندما توصلت إلى النتيجة الآتية:
كتاب الإيضاح للأندرابي يجوز أن يعتبر شبه مختصر لكتاب المباني، ولا أعني بذلك أنه كله كذلك، لا بل ما فيه من منقولات عن ((حامد)) فقط.
يعني: أنِّي قابلت جميع الروايات والمعلومات التي نقلها الأندرابي عن حامد عن ابن الهيصم وعن غيره من شيوخه وطابقتها بما في ((المباني)) فإذا هي هي بنصها وفصّها، وتذكرت عندئذ فرح الإمام أبي عمرو ابن العلاء في قصته المشهورة بكلمة ((فرجة))([64]).
هذا وقد وجدت الأندرابي نقل في كتابه ((الإيضاح في القراءات)) سبعة وعشرين (27) مسألة ما بين حديث وأثر كلها عن حامد بن أحمد بن جعفر، بعضها بنصها وحروفها في ((المباني)) مما يؤكد صحة نسبة الكتاب إليه، حتى وإن كان الأندرابي لم يصرح باسم الكتاب, وهذه المنقولات هي:
1- قال الأندرابي [ق 5/أ] رحمه الله: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي([65]) قال: ... عن عبد الله بن عمرو([66]) قال: قال رسول الله r: ((من قرأ القرآن فرأى أنَّ أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظَّم ما حقَّر الله وحقَّر ما عظَّم الله))([67]).
2- قال الأندرابي [ق 5/أ] رحمه الله: وأخبرنا أبو محمد([68]) قال: أخبرنا أبو الحسن قال ... عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: ((أفضل العبادة قراءة القرآن))([69]).
3- قال الأندرابي [ق 5/أ] رحمه الله: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو الحسن ... عن ابن عباس t في قوله تعالى:( } ö@è% È@ôÒxÿÎ/ «!$# ¾ÏmÏFuH÷qtÎ/ur y7Ï9ºx‹Î7sù (#qãmtøÿu‹ù=sù uqèd ׎öyz {([70]) قال: ((فضل الله: الإسلام، } ¾ÏmÏFuH÷qtÎ/ur {: أن جعلكم من أهل القرآن))([71]).
4- قال الأندرابي [ق 5/ب] رحمه الله: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن أبي سلمة بن عبد الرحمن([72]) قال([73]): قال رسول الله r: ((أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن، وأفضل العبادة كلها الدعاء))([74]).
5- قال الزاهد الأندرابي [ق 8/أ-ب] رحمه الله تعالى: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الهيصم بن أحمد قال: ... أنهما سمعا عمر بن الخطاب([75]) يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام([76]) وهو يقرأ ((الفرقان))/ في حياة رسول الله r فاستمعت قراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله r فكدت أساوره([77]) في الصلاة فنظرت([78]) حتى سلَّم فلما سلَّم لبَّبْته([79]) بردائي، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي أسمعك تقرأها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه([80])، فقلت له: كذبت؛ فوالله إنَّ رسول الله صلى الله عليه له أقرأني هذه السورة التي تقرأها، قال: فانطلقت أقوده إلى النبي صلى الله عليه فقلت: يا رسول الله إنِّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة الفرقان، قال: فقال النبي عليه السلام: ((أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعتُ، فقال النبي عليه السلام: ((هكذا أنزلت))، ثم قال لي: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله صلى الله عليه ثم قال: ((هكذا أنزلت))، ثم قال النبي صلى الله عليه: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤا منه ما تيسر))اهـ([81]) .
هكذا روى الأندرابي الحديث عن شيخه حامد بن أحمد، ونفس الإسناد والمتن في الكتاب المطبوع([82]).
6- قال الأندرابي [ق 8/ب]: وأخبرني أبو محمد([83]) قال: أخبرنا أبو محمد([84]) قال: ... عن قتادة قال: قال لي أبي بن كعب: اختلفت أنا ورجلٌ من أصحابي في آية([85]) فترافعنا فيها إلى النبي صلى الله عليه فقال: ((اقرأ يا أبي))، فقرأت، ثم قال للآخر: ((اقرأ)) فقرأ فقال النبي صلى الله عليه: ((كلاكما محسن مجمل)) فقلت: ما كلانا محسن مجمل([86])، فدفع النبي صلى الله عليه في صدري وقال: ((أيْ أُبَي: إنَّ القرآن أنزل عليَ، فقيل لي: أعلى حرف أم على حرفين؟ فقلت بل على حرفين، ثم قيل لي: أعلى حرفين أم على أربعة أحرف؟ فقلت: بل على أربعة أحرف، فلم يزل بي حتى انتهى إلى سبعة أحرف كلها شاف كاف، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة، فإذا كانت ((عزيز حكيم)) فقلت: ((سميع عليم)) فإنَّ الله سميع عليم)) اهـ([87]).
7- قال الأندرابي [ق 8/أ]: وأخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن أُبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه جبريل قال: ((يا جبريل إنِّي بُعثت إلى أمة منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتاباً قط))، قال يا محمد: إنَّ القرآن أنزل على سبعة أحرف([88]).
8- قال الأندرابي [ق 12/ب]: ولقد أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة([89]) قال: حدثني أبي في قول النبي عليه السلام ((نزل القرآن على سبعة أحرف)) تأويله على سبعة أوجه من اللغات متفرقةً في القرآن([90]).
9- قال الأندرابي [ق 18/ب]: وأخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: ... عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في شهر رمضان كل ليلة فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة([91]).
10- قال الأندرابي [ق 23/ أ]: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا محمد بن الهيصم قال: ... عن أنس([92]) قال: جمع القرآن على رسول الله صلى الله عليه أربعة من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل([93])، وأبو زيد([94])، وزيد([95])، قلت -يعني لأنس-: ومَنْ أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي([96]).
11- قال الأندرابي: [ق 24/أ] وأخبرنا بجملة الحديث أبو محمد حامد بن أحمد...
12- قال الأندرابي: [ق 9/أ] وأخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن أبي بن كعب...
13- قال الأندرابي [ق 26/أ]: وأخبرنا الشيخ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام محمد بن الهيصم قال: ... حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي([97]) في ذكر ما اختلفت المصاحف فيه من أهل الحجاز والعراق والشام.
14- قال الأندرابي [ق 27/ب]: أخبرني أبو محمد قال: أخبرنا محمد قال: ... قال أبو حاتم سهل بن محمد([98]): إنَّ عثمان لما كتب المصاحف بعث إلى البصرة بمصحف وإلى الكوفة بآخر وإلى مكة بآخر وإلى الشام بآخر وإلى البحرين بآخر وإلى اليمن بآخر، وحبس بالمدينة واحداً، وهي متفقة إلاَّ في حروف...
15- قال الأندرابي [ق 34/أ]: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن القاسم قال: ... عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه: من قرأ القرآن ظاهراً أو نظراً أعطي شجرةً في الجنة لو أنَّ غراباً أفرخ تحت ورقة من ورقها ثم أدرك ذلك الفرخ فنهض لأدركه الهرم قبل أن يقطع تلك الورقة([99]).
16- قال الأندرابي [ق 34/ب]: وأخبرنا أبو محمد قال أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي([100]) عن جده([101]) قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ((قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف تضاعف ذلك إلى ألفي درجة))([102]).
17- قال الأنداربي [ ق39/أ]: وأخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن قطرب([103]) أنَّ السبع الطول من البقرة إلى الأنفال ...
18- قال الأندرابي [ق 39/ب]: أخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: ... سمعت ابن عباس يقول: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى ((براءة)) وهي من المائين وإلى ((الأنفال)) وهي من المثاني فجعلتموها في السبع الطول ولم تكتبوا بينهما بسطر ((بسم الله الرحمن الرحيم))؟ فقال عثمان: كان النبي صلى الله عليه مهما ينزل عليه الآية فيدعوا بعض من كان يكتب له ويقول له: ((ضع الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وينزل عليه الآية والآيتان فيقول مثل ذلك، وكانت ((الأنفال)) من أول ما أنزل عليه بالمدينة وكانت ((براءة)) من آخر ما أنزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتها في السبع الطول([104]) ولم أكتب بينهما ((بسم الله الرحمن الرحيم))([105]).
19- قال الأندرابي [ق 41/ب]: أخبرني الشيخ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن قتادة قال: أنزلت صحف إبراهيم لثلاث مضين ليال من رمضان، وأنزلت التوراة لست ليال مضين من رمضان، وأنزل الزبور لاثني عشرة ليلة مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثماني عشرة ليلة من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين من رمضان، قال إبراهيم: وسمعت قتادة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه: أعطيت السبع الطول مكان التوراة، والمائين مكان الإنجيل، والمثاني مكان الزبور، وفضِّلت بالمفصل.
وعنهم ... عن أبي الجلد قال: نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وذكر نزول التوراة والإنجيل والقرآن على نحو ما قال قتادة اهـ
20- قال الأندرابي [ق 42/ب]: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن عبد الله بن عباس قـال: أول شيء نزل بمكة: } ù&tø%$# ÉOó™$$Î/ y7În/u‘ ...{...([106])
قال الأندرابي بعد ذلك:
قال أبو سهل: وحدثنا محمد بن حاتم الجوزجاني وغيره قالوا: ... عن ابن عباس قال: أول ما أنزل بمكة ... الخ. ثم ذكر ذلك كما في المطبوع، وزاد فيه إلى قوله: إلا أولياء الرحمن([107]).
21- قال الأندرابي [ق 61/ب]: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفارسي قال: ... عن عمر بن الخطاب t قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ((من قرأ القرآن فأعربه كتب الله له بكل حرف أربعين حسنةً، ومن قرأ القرآن فأعرب بعضه ولحن في بعض كتب الله له بكل حرف عشرين حسنة، ومن قرأه القرآن فلم يعرب منه شيئاً كتب الله له بكل حرف عشر حسنات)).
22- قال الأندرابي [ق 62/أ]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم بن أحمد قال: ... عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه: اعربوا القرآن والتمسوا غرائبه.
23- قال الأندرابي [ق 62/أ]: وأخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: عن عبد الله بن بريدة([108]) عن أبيه([109]) قال: كانوا يؤمرون، أو كنا نؤمر، أن نعلم القرآن ثم السنة ثم الفرائض ثم العربية، الحروف الثلاثة، قلنا: وما الحروف الثلاثة؟ قال: الجر والرفع والنصب.
24- قال الأندرابي [ق 62/ب]: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: ... مر عمر بن الخطاب بقوم قد رموا رشقاً فقال: بئس ما رميتم، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا قوم متعلمين، فقال: والله لذنبكم في لحنكم أشد علي من ذنبكم في رميكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: رحم الله رجلاً أصلح لسانه([110]).
25- قال الأندرابي [ق 63/ب]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن عبد الله بن عمرو([111]) عن النبي صلى الله عليه قال: ((لن يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث))([112]).
26- قال الأندرابي [ق 65/ب]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه المسجد فسمع قراءة رجل، فقال: ((من هذا؟)) قيل: عبد الله بن قيس([113])، قال: ((لقد أوتي هذا مزامير آل داود))([114]).
27- قال الأندرابي [ق 205/أ]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي قال: ... عن زرارة بن أوفى([115]) قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه فقال: يا نبي الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: ((الحال المرتحل))، فقال: يا نبي الله ما الحال المرتحل؟ قال: صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله كلما حل ارتحل))([116]).
هذا ما وجدته في كتاب ((الإيضاح)) للأندرابي منقولاً عن شيخه حامد بن أحمد، وبعضه موجود في كتاب ((المباني))، وهناك منقولات أخرى عبارة عن نصوص في ورقات متعددة هي بحروفها في كلّ من ((المباني)) و((الإيضاح)) مما يؤكّد -لي- تأكيداً غير قابل للشكّ أنَّ مؤلِّف كتاب ((المباني لنظم المعاني)) والمطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية تحت عنوان ((مقدمتان في علوم القرآن)) هو حامد بن أحمد بن جعفر، وذلك ما بيّنته خلال البحث، وهذا من فضل الله عليّ إذ وفقني لمعرفته وتعريف الباحثين به.
والله تعالى أعلم
الخـاتمـة
أختم هذا البحث الذي وفقني الله تعالى لكتابته بذكر النقاط لتالية:
1- أنَّ كتاب ((المباني لنظم المعاني)) والمطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية تحت عنوان ((مقدمتان في علوم القرآن)) لم يعد مجهول المؤلِّف.
2- أن مؤلِّف الكتاب هو: حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام من أهل القرن الخامس الهجري.
3- يغلب على ظني أنَّ المؤلِّف كان كرَّامياً.
4- أنَّ المصدر الوحيد الذي وقفت عليه وينقل نصوصاً عن حامد بن أحمد موجودة في كتابه ((المباني)) هو الإمام الأندرابي صاحب كتاب ((الإيضاح في القراءات)).
5- أنَّ الأندرابي -للأسف- كان كرَّامي المعتقد.
6- أقترح أن يتولى جمع من الطلاب تحقيق كتاب ((الإيضاح)) للأندرابي لأهميته ومكانته في علم القراءات.
7- أقترح إعادة تحقيق كتاب ((المباني لنظم المعاني)) حيث إنَّ الطبعة الموجودة الآن والتي لها أكثر من (50) سنة مليئةً بالتحريف والتصحيف، بل وفيها سقط كثير يظهر بمقابلتها مع النصوص التي نقلها الأندرابي عن المؤلف في كتاب ((الإيضاح)).
وفي الختام: آمل أن أكون قد قدّمت للباحثين معلومة تفيدهم في أبحاثهم، وذلك من خلال اكتشاف اسم هذا ((المؤلِّف المجهول)).
والله من وراء القصد
-----------------
[1]- مستشرق أسترالي، عيِّن أستاذاً في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم في جامعة كولومبيا له كثير من المؤلفات والبحوث. انظر: المستشرقون: 3/517.
[2]- نال شهادة الأستاذية في اللغات السامية والعلوم الإسلامية، له مؤلفات عديدة، منها: معجم قراء القرآن وتراجمهم، وتاريخ قراءات القرآن. انظر: المستشرقون: 2/450.
[3]- ألماني (1836-1930م) من أسرة عريقة شغل أفرادها مناصب علمية وإدارية كبيرة، يجيد كثيراً من اللغات، من مؤلفاته: تاريخ نص القرآن. انظر: المستشرقون: 2/379
[4]- فريدريخ، ألماني (1863-1919م)، من أوسع المستشرقين علماً وإتقاناً للعربية. انظر: المستشرقون:2/410.
[5]- انظر: المقدمتان: 3-4.
[6]- هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد (581-641هـ) الحنبلي من تلاميذ الرهاوي وشيوخ الضياء. انظر: سير أعلام النبلاء: 23/89.
[7]- هو: أبو الخير محمد بن محمد (751-833هـ) خاتمة حفاظ القراءات، انظر ترجمته في كتابه: غاية النهاية:2/247.
[8]- انظر: المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور: 224، غاية النهاية: 1/202.
[9]- المباني: 6.
[10]- انظر مذهبها والحديث عنها في: الملل والنحل: 108، ما بعدها.
[11]- محمد بن أحمد بن عثمان (673-748هـ)، عني بالقراءات واشتغل بالحديث ورجاله. انظر: غاية النهاية:2/71.
[12]- انظر: سير أعلام النبلاء: 11/523.
[13]- محمد بن عبد الكريم أبو الفتح (467-548هـ) شافعي متكلم. انظر: سير أعلام النبلاء: 20/286.
[14]- التنميس: التلبيس. القاموس (نمس).
[15]- القمش: الرديئ من كل شيء، والتقميش: جمع الشيء من ههنا وههنا. انظر: تاج العروس (قمش).
[16]- الضغث: الباطل. القاموس.
[17]- الغُتمة: العجمة في المنطق، والأغتم: الأعجم. القاموس والتاج (غتم).
[18]- الملل والنحل: 32-33.
[19]- كما في الصفحات: 85، 184.
[20]- كما في ص: 28.
[21]- انظر ص: 17.
[22]- انظر ص: 188
[23]- انظر ص: 207.
[24]- انظر ص: 221.
[25]- انظر ص: 240.
[26]- انظر ص: 209، 210.
[27]- المنتخب لكتاب السياق: 22.
[28]- المنتخب لكتاب السياق:442
[29]- المصدر السابق: 466.
[30]- المصدر السابق: 502.
[31]- المصدر السابق: 230.
[32]- المصدر السابق: 101.
[33]- المباني ص: 17
[34]- المباني ص: 240.
[35]- المباني ص: 207.
[36]- خليل بن أيبك، أديب مؤرخ تلميذ السبكي والذهبي وغيرهما، (696-764هـ). انظر: طبقات الشافعية للسبكي: 10/1-32.
[37]- محمد بن الحسن، شيخ المتكلمين (ت: 406هـ). انظر: سير أعلام النبلاء: 17/214.
[38]- صاحب خراسان والهند، تركي (361-433هـ). انظر: 17/483.
[39]- الوافي بالوفيات: 5/171.
[40]- انظر: الملل والنحل: 112.
[41]- انظر المصدر السابق: 33.
[42]- قاسم بن هبة الله (586-656هـ) أديب أصولي. انظر: سير أعلام النبلاء: 23/274 و 372.
[43]- انظر: شرح نهج البلاغة: 3/230، 233، 237 وغيرها.
[44]- تاج العروس: هيصم.
[45]- المباني: 16.
[46]- ستأتي ترجمته بعد قليل.
[47]- الإيضاح في القراءات: ق 5/أ.
[48]- المصدر السابق: ق 34/أ, 61/ب.
[49]- الإيضاح في القراءات: 24/ب.
[50]- المنتخب من السياق: 118.
[51]- انظر: غاية النهاية: 1/93.
[52]- غاية النهاية: 2/274.
[53]- انظر: شرح نهج البلاغة: 3/229.
[54]- هو عبد الله بن محمد بن الهيصم، من وجوه الأئمة من أصحاب أبي عبد الله، توفي أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكان قرأ عليه شيئاً يسيراً ثم قرأ على أخيه عبد السلام وتخرّج به، وتوفي يوم الفطر سنة: 467هـ. المنتخب من السياق: 314هـ وما بعدها.
[55]- من أحفاد محمد بن الهيصم، عالم بالتفسير ومعرفة أسانيد الأحاديث، توفي سنة: 467هـ. انظر: المنتخب من السياق: 425، طبقات المفسرين للداودي: 2/356.
[56]- المنتخب من السياق: 282.
[57]- المصدر السابق: 382.
[58]- المباني: 64، وهذا يستدرك على محققه ((جيفري)) حيث لم يذكره في مقدمته له.
[59]- المباني: 116.
[60]- المصدر السابق: 116، وهو مستدرك أيضاً على ((جيفري)) عندما قال: وقد ذكر المؤلِّف في رسالته مصنفين آخرين، ولم يذكره معهما.
[61]- المصدر السابق: 172.
[62]- المنتخب: 30.
[63]- انظر: المنتخب: 129، 225، 351 مثالاً لا استقصاءً.
[64]- قصة مشهورة في كتب الأدب، ويحضرني الآن أن ابن الجزري ذكرها في غاية النهاية: 1/290.
[65]- انظر: مبحث شيوخه.
[66]- رواه البيهقي في شعب الإيمان: 2/529، رقم: (2617)، وقال الهثيمي: فيه إسماعيل بن رافع وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/159.
[67]- الإيضاح: ق 5/أ. والحديث: عن ابن المبارك في الزهد: 1/275، ونحوه في مجمع الزوائد: 7/159.
[68]- هو حامد نفسه.
[69]- الفردوس بمأثور الخطاب: 1/353.
[70]- جزء من الآية: (58) من سورة يونس.
[71]- مصنف ابن أبي شيبة: 6/132، رقم: (30068).
[72]- قيل اسمه: عبد الله، وقيل: إسماعيل، ابن الصحابي الجليل توفي عنه وهو صغير، روى عنه وعن غيره من الصحابة (ت: 94هـ). انظر: أخبار القضاة: 1/116.
[73]- أبو سلمة لم يدرك النبي r, ولد سنة يضع وعشرين. تقريب التهذيب: 1/645، سير أعلام النبلاء: 4/287.
[74]- فيض القدير: 1/549. وانظر: الفتح الكبير: 1/211.
[75]- الفاروق، ثاني خلفاء رسول الله r (ت:23هـ). الإصابة: 4/484.
[76]- ابن خويلد القرشي الأسدي، له ذكر في الصحيح، كان مهيباً ذا فضل. انظر: الإصابة: 6/422.
[77]- أي كدت أعلوه وآخذه، وقيل: أواثبه واستشهدوا له بقول النابغة:
فبـت كأني ساورتنـي ضئيلـة مـن الرقـش في أنيابها السم نـاقع
أي: واثَبَتْني. انظر: الفتح: 9/25، التاج: (سور).
[78]- من قولهم: نظر إليه نظراً تأمله بعينيه، وعبارة البخاري ((فتصبرت))، ورواية السند ((فنظرت)) كما هنا. انظر: فتح الباري: 9/23، التاج (نظر).
[79]- يقال: لبَّبه تلبيباً: جمع ثيابه في الخصومة ثم جره إليه. القاموس والتاج (لبب).
[80]- كذا في جميع الخطوط بدون ((وسلم))، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: عبارة: ((صلى الله عليه)) طريقة العلماء المتقدمين في عصر الشافعي وقبله. الرسالة: 25.
[81]- انظر: فتح الباري: 9/230.
[82]- انظر: المباني: 207، الإيضاح: ق 8/ أ و ب.
[83]- هو حامد بن أحمد نفسه، وهذا باستقراء كتاب ((الإيضاح)) حيث إنه إذا ذكر شيخه في السند وجاء بعده مباشرة بسند آخر عنه فإنه يكتفي بالكنية.
[84]- هو ابن الهيصم.
[85]- هو ابن مسعود t. انظر: السنن الصغرى للبيهق: 1/567، الأحاديث المختارة: 3/379.
[86]- انظر: فتح الباري: 9/24.
[87]- المباني: 208، الإيضاح: ق 8/ب، وانظر: المصنَّف: 11/219.
[88]- انظر: الأحاديث المختارة: 3/373، وعند الترمذي زياة: ((أمة أميين)): 5/194.
[89]- من كبار أئمة الأدب، حدث عن ابن راهويه وأبي حاتم (ت:276هـ). انظر: المزهر: 2/409.
[90]- التأويل بنصه في تأويل مشكل القرآن: 34، وزاد بعده: يدل على ذلك قول رسول الله r: ((فاقرؤا كيف شئتم)).
[91]- انظر: صحيح البخاري: 3/1304.
[92]- ابن مالك، الصحابي الجليل خادم رسول الله r (ت:91هـ). انظر: الإصابة: 1/126.
[93]- بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، الإمام المقدم في الحلال والحرام. الإصابة: 6/136.
[94]- قيس بن السكن. انظر: الإصابة: 5/476، 7/158.
[95]- هو زيد بن ثابت بن الضحّاك الخزرجي. الإصابة: 2/592.
[96]- صحيح البخاري: 3/1386.
[97]- المعروف بنفطويه، كان عالما بالعربية واللغة والحديث، أخذ عن ثعلب والمبرد، (244هـ-323هـ). انظر: معجم الأدباء: 1/159.
[98]- السجستاني، مقرئ نحوي لغوي، تلميذ يعقوب الحضرمي وشيخ أبي داود والنسائي (ت:255هـ). انظر: غاية النهاية: 1/320.
[99]- المستدرك: 3/638، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: 3/204: منكر. وانظر: لسان الميزان: 5/89.
[100]- روى عن جده وسليمان بن هرمز والمغيرة بن شعبة، ذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر: مقبول من الثالثة. انظر: تقريب التهذيب: 384.
[101]- أوس بن حذيفة، وهو أوس بن أبي أوس، (ت:59هـ). انظر: الإصابة: 1/297.
[102]- عزاه الإمام السيوطي إلى الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب وأشار إليه بالضعف. انظر: الجامع الصغير: 2/86.
[103]- محمد بن المستنير، نحوي لغوي، أخذ النحو عن سيبويه، وأخذ عنه ابن السكيت، صنف كثيراً، (ت:206هـ). انظر: معجم الأدباء: 5/445.
[104]- انظر: المباني: 40.
[105]- الأحاديث المختارة: 1/494، وقال: إسناده حسن، وانظر: المستدرك: 2/241.
[106]- انظر: الدر المنثور : 8/240، وعند البيهقي في السنن الكبرى : 9/6 عن عائشة رضي الله عنها. فتح الباري:8/678.
[107]- انظر: المباني: 8-16، الإيضاح: ق 42/أ-44/أ.
[108]- ابن الحصيب، إمام حافظ، ولد في زمن عمر t، وحدث عن أبيه وكثير من الصحابة. (ت:115هـ). انظر: سير أعلام النبلاء: 5/50.
[109]- بريدة بن الحصيب الأسلمي، صحابي جليل (ت:63هـ). انظر: الإصابة: 1/286
[110]- انظر: شعب الإيمان: 2/257، وقال: روينا عن عمر بإسناد غير قوي، وقال الجوزي في العلل المتناهية: يصح.
[111]- بن العاص السهمي، صحابي جليل. انظر: الإصابة: 4/193.
[112]- انظر: سنن الترمذي: 5/198، وقال: حسن صحيح، وفيه ((لم)) بدل ((لن)).
[113]- بن سليم، أبو موسى الأشعري القاضي الفقيه المقرئ. الإصابة: 4/211.
[114]- مصنف ابن أبي شيبة: 6/118، وذكر نحوه البخاري في الصحيح: 4/1925.
[115]- النخفي، أبو عمرو. الإصابة: 2/558.
[116]- سنن الدارمي: 2/560، وذكر الحاكم في المستدرك نحوه عن أبي هريرة: 1/758.
[align=center]البحث على ملف وورد[/align]