من أسرار مفردات القرآن: الليل والنهار=الأرض

إنضم
20/04/2003
المشاركات
577
مستوى التفاعل
24
النقاط
18
من أسرار مفردات القرآن: الليل والنهار=الأرض

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ الأنبياء33

قد نخالف المفسرين جميعا في هذا الموضع، وندعي أن "الليل والنهار" كناية عن الأرض نفسها...
ولنا حجتان:
الحجة الأولى وهي نحوية:
1-تأويلنا "الليل والنهار" بالأرض يزيل كل الإشكالات النحوية التي تثيرها الجملة الحالية( أو المستأنفة)" كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، خاصة ما يتعلق فيها بقاعدة المطابقة.. وقد اضطر بعض المفسرين إلى حلول لا تسلم من التعسف:
-فقد أدخلوا النجوم مع أنها غير مذكورة اعتبارا لمعنى المطابقة..قال الفخر الرازي:
المسألة الثانية : أنه لا يجوز أن يقول : وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ إلا ويدخل في الكلام مع الشمس والقمر النجوم ليثبت معنى الجمع ومعنى الكل فصارت النجوم وإن لم تكن مذكورة أولاً فإنها مذكورة لعود هذا الضمير إليها والله أعلم .
-وقد أولوا الشمس والقمر بالمطالع وهذا أبعد من التأويل السابق..قال الزمخشري :
كُلٌّ التنوين فيه عوض من المضاف إليه ، أي : كلهم فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ والضمير للشمس والقمر ، والمراد بهما جنس الطوالع كل يوم وليلة ، جعلوها متكاثرة لتكاثر مطالعها وهو السبب في جمعهما بالشموس والأقمار ، وإلا فالشمس واحدة والقمر واحد ..
ولا يخفى ما فيه من تعسف وتكلف..!!
فلا يتصور أن تتعدد الشمس فقط لتعدد مطالعها..!!
كما لا يتصور أن يقال "زيد جاؤوا" لأن زيدا تعود أن يرجع إلى بيته سالكا في كل مرة طريق غير الطريق..!!
-فضلا عن مشكلة تخالف الحال مع صاحبها..فالقوم أخرجوا الليل والنهار وجعلوا الحال للشمس والقمر..
قال ابن عادل:
المضاف إليه ( الشَّمْس والقَمَر ) وهو الظاهر ، لأن السباحة من صفتهما دون ( اللَّيلِ والنَّهَارِ ) ، وعلى هذا فيتعذر عن الإتيان بضمير الجمع ، وعن كونه جمع من يعقل ، أما الأول فقيل : إنما جمع ، لأن ثم معطوفاً محذوفاً تقديره : والنجوم كما دلت عليه آيات أخر ، فصارت النجوم وإن لم تكن مذكورة يعود هذا الضمير إليها..
قال صاحب الكشاف:
فإن قلت : كيف استبدّ بهما دون الليل والنهار بنصب الحال عنهما؟ قلت : كما تقول : رأيت زيداً وهنداً متبرجة ونحو ذلك؛انتهى.
وهذا التعليل غير مسلم لأن المثال على غير وزان تركيب الآية..
والمثال المناسب هو قولنا :
كلا زيد وهند متبرجة..
فهل يصح أم لا؟
قال السمين الحلبي:
وقيل : التقدير : كلُّها ، والخبر « يَسْبَحُون » ، أتى بضميرِ الجمعِ على معنى « كل » . وفي هذا الكلامِ نظرٌ : من حيث إنه لمَّا جَوَّز أن يكونَ المضافُ إليه شيئين جَعَل الخبرَ الجارَّ ، و « يَسْبَحون » حالاً ، فِراراً من عدم مطابقةِ الخبر للمبتدأ ، فَوَقَعَ في تخالُفِ الحالِ وصاحبِها .

الحجة الثانية وهي بلاغية:
2-جاءت كثير من الآيات تعدد نعم الله على الإنسان ..من الغريب أن تذكر من بينها الشمس والقمر والنجوم ولا تذكر الأرض ،مع التناسب البدهي بين هذه المخلوقات:
-وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إبراهيم33
- وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ النحل12
-وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ الأنبياء33
-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ لقمان29
-يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ فاطر13
-خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ الزمر5
-وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فصلت37

في هذه الآيات كلها شغلت "الليل والنهار" مكان الأرض، ونحن نرى في ذلك إشارة إلى ترادفهما الدلالي..فأي توجيه بلاغي للسكوت عن الأرض وقد ذكرت الشمس والقمر في مثل هذه المواضع!! .. إلا أن يكون ذكر" الليل والنهار" هو نفسه ذكر الأرض!

ولا يعترض علينا بآية الزمر حيث ذكرت الأرض في سياق واحد مع "الليل والنهار"..بل الآية حجة لنا:
فقد ذكر خلق السماوات والأرض إجمالا ،ثم فصل بعد ذلك فذكر تكوير الليل والنهار، وتسخير الشمس والقمر، على أسلوب اللف والنشر ..

وقد يقال:
كيف تقول شيئا لم يذكره المفسرون؟
نقول لأن الشبكة الثقافية في عهدهم لم تكن تخول لهم التفكير في هذا الاحتمال..!
وقد يقال :
لماذا كنى الله في تلك المواضع ولم يصرح..؟
جوابنا:
هذا من بديع احتراس القرآن !!
فلو ذكرت الأرض صراحة مع وصفها بالسباحة مثل الشمس والقمر لافتتن الناس..ولتبلبلت أذهانهم :كيف يسبح شيء هو مستقر من تحت أرجلهم..وقد يكون ذلك سببا في تكذيب الله ورسوله..

فكانت الكناية في أعلى محل من البلاغة:
أولا ،جنبت الناس الحيرة مع أخبارها بالحقيقة ..
ثم إن الكناية هي إرادة لازم معنى اللفظ مع جواز إرادة المعنى المصرح به...فيكون "الليل والنهار" في المواضع التي أشرنا إليها يراد بها الليل والنهار حقيقة ؛ فيكون فهم السلف صحيحا ،كما يكون الليل والنهار صفتين كنى بهما عن الموصوف؛ فيكون فهمنا غير معارض لفهم السلف لأن الجمع ممكن، والله أعلم.
 
الليل والنهار لا يوجدان إلا بالنسبة للأرض...وهما لازمان للأرض دائما: فالليل في شق والنهار في الشق الثاني.وبدون الأرض لا يمكن الحديث عن ليل أونهار...
هذا ما يقرره علماء العصر.
 
عنيت بارك الله فيك أن المذكور في الآية مثنى فإذا اعتبرنا أن الليل والنهار تشير للآرض تكون بذلك جمعا يصلح أن يشار إليه بكل
صحيح ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )
بارك الله لك، على هذا التدبر والفهم الوجيه ،ولن تصدق اخي / ابو عبد المعز -
كنت قبل ايام قليله اقرأ اية سورة الانبياء قوله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) - فوقفت عند قوله (الليل والنهار ) وشعرت وقتها بان الاشارة هنا الي الارض .


والله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم


قولك كيف يسبح شيئ وهو مستقر تحت أرجلهم ؟!
فقد بين الله قرار هذا الشئ في عدة آيات

قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمينَ} [غافر:64](أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [النمل:61] (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [الأنبياء:31]فهذه الآية تدل على أن الأرض قرار بالنسبة لنا وهذا ما نشعر به، ولكنها في ذاتها تدور وتسبح .وكون الأرض تدور لا يفيد أنها تضطرب ،
مع العلم بأن الآيات لا تتعارض،
هذه الآية تفيد قرارها بالنسبة لنا ،
وهذه تفيد حركتها مع قرارها بالنسبة لنا، وهكذا .
والله أعلم
 
الليل والنهار لا يوجدان إلا بالنسبة للأرض...وهما لازمان للأرض دائما: فالليل في شق والنهار في الشق الثاني.وبدون الأرض لا يمكن الحديث عن ليل أونهار...
هذا ما يقرره علماء العصر.

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين أما بعد
فالاقتباس أعلاه لقول كان من الممكن أن يقبل لو أنه قيل في القرون الأُوَلْ ، أما واليوم في هذا العصر فعلماؤه يقررون غير ما تفضلت به ، فالليل والنهار آياتان عظيمتان تلازمان كل جرم سابح ، وهذا سر شمول وعظمة هذه الآية الكريمة ، فالأرض ليست هي المراد ، وما الأرض في هاتين السنَّتين الاّ جسم غير مذكور بالمقارنة مع مليارات الكواكب والأجرام السابحة في افلاك الفضاء التي يطلع عليها شمس بنهارها ويظلم عليها ليل بقمرها أو أقمارها.

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) الأنبياء33
فالوجه الراجح بالنظر لما وصل إليه البشر خارج هذا الكوكب من السنن والقوانين والأجرام أن الليل والنهار كآيتين والشمس والقمر كدليلين على هاتين الآيتين تبين لنا أنها لا تقتصر على كوكبنا بل هي سنة ربانية كونية واسعة الحدوث ، سواءً كانت الشمس شمسنا التي نعرف وقمرنا الذي نرى أو شموساً وأقماراً أخرى تتناثر بنظام عجيب وتحيط بها كواكب وأفلاكاً ومنازل متعددة.
فالكلية هنا أوسع وأشمل من ارضنا وقمرنا وشمسنا هذه ، والملحظ الهام الذي يقود لهذا الاستنتاج هو عدم المجيء على ذكر الارض فالإشارة لا تتعلق بها مباشرة بل بآيتي الليل والنهار ودليلهما (القمر والشمس).
بل فالضوء الذي ينطلق على شكل فوتونات ويتجه لمختلف ارجاء الكون المحيط بكل شمس من شموس الكون يسبح فيكون بذلك النهار يسبح والشمس تسبح والقمر يسبح وكل في فلك يسبحون.

أما القول :
فلو ذكرت الأرض صراحة مع وصفها بالسباحة مثل الشمس والقمر لافتتن الناس..ولتبلبلت أذهانهم :كيف يسبح شيء هو مستقر من تحت أرجلهم..

فالله تعالى يقول : { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } [النمل:88]
قد تكون هذه الآية أجدر ببلبلة الاذهان قياساً على ما تفضلت به

والله أعلم
 
[FONT=ge_m]من أسرار مفردات القرآن: الليل والنهار=الأرض ......
[/FONT]
الليل والنهار لا يوجدان إلا بالنسبة للأرض...وهما لازمان للأرض دائما: فالليل في شق والنهار في الشق الثاني.وبدون الأرض لا يمكن الحديث عن ليل أونهار...
هذا ما يقرره علماء العصر.

أوليس هذا من التفسير العلمي الذي رأينا معارضته من قبل هنا:
الفصل (ب1) – أبو عبد المعز - كتاب: براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه

فهل يُعد هذا الرأي الجديد تراجعاً عن المعارضة، .. ولو من حيث المبدأ ؟!
 
هذا تفسير غير صحيح لان الليل والنهار من بين أيات الله لخدم الانسان على الارض ولخدمة الارض , " وجعلنا الليل والنهار أيتين فمحونا أية الليل وجعلنا أية النهار مبصرة "
وقولة تعالي " يغشي الليل النهار " بمعني يستر الليل النهار أو يخبئ الليل النهار
وقولة تعالي " وجعل الليل سكنا " " وجعل الليل لباسا والنهار معاشا "
وهنا الكثير من الايات التي تتحدث عن الليل والنهار بانهما مخلوقان بخلاف الأرض والسماء وبخلاف باقي مخلوقات الله التي خلقها الله لخدمة الانسان على الارض
ويكفي بهذة الايات الكريمة للرد وتوضيح خطاء التفسير
 
عودة
أعلى