مثانى فواتح السور : معجزة جديدة للقرآن الكريم

إنضم
08/09/2009
المشاركات
1,159
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً - مضمون هذا البحث :
يقوم هذا البحث على التحليل اللغوى والبيانى للمفردات والعبارات والأساليب النحوية التى ترد فى فواتح السور غير القصيرة
مع تطبيق المنهج الإحصائى المقارن فى كل سور القرآن على تلك المفردات والأساليب اللغوية لمعرفة درجة ترددها فى كل سورة على حدة
وقد نتج عن هذا المنهج اللغوى الإحصائى اكتشاف مذهل ، هو أن السور غير القصار تتميز فواتحها دائما بذكر ألفاظ أو عبارات محددة أو حتى أدوات بعينها ، ثم يتكرر ذكرها فى ثنايا السورة من بعد ذلك ، وهذا ما أطلقت عليه اسم : مثانى فواتح السور
حتى الآن يبدو الأمر وكأنه عادي ومألوف ، فالتكرار هو أحد خصائص القرآن باعتباره " كتاباً متشابها مثانى " ، ومن معانى المثانى : المكررات ، أو ما يعاد ذكره ثانيةً
ولكن الشىء غير العادى بالمرة والذى يجعل من هذه المسألة معجزة حقيقية هو أن نجد معدل تكرار مثانى الفواتح فى سورتها ككل قد حقق أعلى معدل تكرار لها على الإطلاق بالمقارنة بباقى سور القرآن جميعا ، وذلك بتطبيق المنهج الإحصائى المقارن ، أى الذى يقارن إحصاء الألفاظ فى إحدى السور بإحصائها فى بقية سور القرآن
والآن إذا ما ثبت لنا أن هذه الظاهرة موجودة بصورة ثابتة ومطردة فى فواتح كل السور غير القصيرة ، أفلا تكون تلك معجزة حقيقية وبدون أدنى شك ؟
أقول : إذا كان القرآن لا تنقضى عجائبه ، فأعتقد يقينا أن تلك هى إحدى عجائبه
ثانياً - قصة هذا البحث :
هذا البحث هو امتداد وتكملة من جهة ، وتصويب وتقويم من جهة أخرى للدراسة التى أعدها الباحث الإسلامى اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب رحمه الله ،والمسماة : " إعجاز النظام القرآنى " والتى صدرت طبعتها الأولى عن مكتبة غريب بالقاهرة سنة 1400 هـ / 1980 م
وقد تركها صاحبها رحمه الله دون تكملة قائلا : " ونكتفى بهذا القدر الآن ، على أن يُترك استكمال دراسة بقية السور الأخرى كثيرة العدد من الآيات لفرصة أخرى قد تتاح قريباً لى أو لغيرى " أنظر ص 76 من " إعجاز النظام القرآنى "
ثم حدث فى سنة 1994م أن ألتقيت سيادته ، وتناقشنا طويلاً فى بعض المسائل العلمية ، ثم تطرق الحديث إلى دراسته المذكورة ، فأخبرته بأنى قد عكفت على إستكمالها عكوفاً تاماً لمدة سبع سنين متصلة ، من سنة 1987 حتى 1994 ، حتى تمكنت بفضل الله تعالى وتوفيقه من تطبيق نظريته على أكثر من خمسين سورة بنجاح تام - وكان رحمه الله قد اقتصر فى دراسته على 19 سورة فحسب - وقد فرح رحمه الله بهذا الخبر وأهدانى أحد أعماله المنشورة مع توقيعه عليها
تلك هى قصة هذه الدراسة الرائدة فى إعجاز فواتح السور ، غفر الله لصاحبها وعامله بما هو أهل له ، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة
ثالثاً - منهج العرض :
سوف أبدأ فى عرضى لهذه المعجزة بذكر نموذج لها من دراسة " إعجاز النظام القرآنى " وهو نموذج سورة البقرة باعتبارها أول السور الطوال فى المصحف ، ثم أتلو هذا بعرض نماذج السور التى تركها المؤلف ولم يتناولها ، أو السور التى لم يوفق فى تحديد مثانيها الإعجازية ، إما نتيجة خطأ فى إحصائه لها ، أو نتيجة غفلته عن المثانى الحقيقية التى تسبق ما ذكره هو وتتقدم عليها فى الذكر ، ومن هنا قلتُ أن بحثى هذا يشمل التكملة من جهة ، كما يشمل التقويم والتصويب من جهة أخرى
يتبع إن شاء الله
 
النموذج الأول : مثانى فاتحة سورة البقرة

فاتحة السورة :
بسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ¨ فِيهِ¨ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5
المثانى الإعجازية :
1 - " للمتقين " : لقد ذُكِر اسم " المتقين " 6 مرات فى هذه السورة فى الآيات : 2 - 66 - 177 - 180 - 194 - 241 ، وبلغ معدل التكرار المطلق ، أى بلغ أكبر معدل تكرار لهذا اللفظ فى أىٍ من سور القرآن
كذلك جاءت سورة البقرة بأكبر عدد من ألفاظ التقوى ومشتقاتها ، مثل : اتقى - اتقوا - يتقِ - يتقون . . . . الخ

كان هذا هو ما ذكره اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب فى دراسته " إعجاز النظام القرآنى " فيما يخص فاتحة سورة البقرة ، ولكنى وقفت على التفاصيل الدقيقة لما ذكره هو مُجملاً ، حيث وجدت أن ألفاظ التقوى ومشتقاتها فى سورة البقرة قد بلغت 36 مرة ، وأن السورة التى تلتها فى الترتيب كانت هى سورة آل عمران بـ 21 مرة ، ثم المائدة بـ 20 مرة ، أما السور المكية فاحتلت قمتها سورة الشعراء برصيد بلغ 17 مرة
كما أنى قد اكتشفت الجديد من المثانى الأخرى التى وردت بفاتحة سورة البقرة وحققت معدل التكرار المطلق كذلك ، وتلك هى :
2 - " هُدىً " ورد هذا اللفظ قبل لفظ " للمتقين " السابق ذكره ، وقد ورد ذكر الهدى ومشتقاته فى سورة البقرة 30 مرة وكانت هى أكثر السور ذكراً له ، يليها فى هذا سورة الأنعام بمقدار 28 مرة
3 - " أولئك . . . وأولئك هم . . . " : ورد هذا الأسلوب التوكيدى فى سورة البقرة أربع مرات ، وذلك فى الآيات : 5 - 157 - 177 - 217
وقد سجل أعلى تكرار له فى هذه السورة ، ثم يليها فى هذا سورة التوبة التى ورد فيها هذا الأسلوب بمقدار مرتين فقط ، فى الآيتين : 69 - 88
يُضاف إلى هذا أن لفظ " أولئك " قد ورد فى سورة البقرة 28 مرة مسجلاً أعلى تكرار له ، ثم تليها سورتى آل عمران والنساء بمقدار 14 مرة لكل منهما وبالتساوى ، مع ملاحظة أن العدد 28 هو ضعف العدد 14 ، وأن السور الثلاثة - البقرة وآل عمران والنساء - ترد متتابعة فى المصحف الشريف
4 - " من ربهم " ورد هذا التعبير فى الآية الخامسة ، ثم تكرر فى الآيات : 26 - 136 - 144 - 157 ، وبذلك يكون إجمالى ذكره فيها خمس مرات ، وقد بلغ كذلك معدل التكرار المطلق فى سورة البقرة ، حيث تفوقت فى ذكرها له على كل السور

وبعد ، كان هذا نموذج للمثانى الإعجازية فى فاتحة سورة البقرة كما وردت فى دراسة " إعجاز النظام القرآنى " ، ثم من بعد بحثى فيها ، والذى أضاف مزيدا من التفاصيل ومن المثانى الجديدة التى وفقنى ربى إليها ، وله الحمد

والآن إخوتى وأخواتى أريد أن أتعرف على رأيكم فى هذا البحث ، وهل ترغبون فى أن أستمر فى عرضى لبقية السور بالتفصيل ؟ أم يكفى عرض نماذج معدودة منه ؟
وهل لدى حضراتكم أية أسئلة واستفسارات بشأن هذا البحث ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
ماشاء الله تبارك الرحمن
بارك الله فيك أخي الكريم
ونتمنى منك العرض الكامل والمفصل وجزاك الله عنا كل خير .
 
والآن إخوتى وأخواتى أريد أن أتعرف على رأيكم فى هذا البحث ، وهل ترغبون فى أن أستمر فى عرضى لبقية السور بالتفصيل ؟ أم يكفى عرض نماذج معدودة منه ؟
وهل لدى حضراتكم أية أسئلة واستفسارات بشأن هذا البحث ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله مجهودك استاذ عليمي وجعله في ميزان حسناتك .رحم الله المهندس احمد عبد الوهاب صاحب الفكره بالفعل الامر يثير الدهشه والتامل واراه سر من اسرار القران فتح الله بها عليك وعلي الاستاذ احمد عبدالوهاب .بالتاكيد نرغب ان نستزيد من هذا البحث فمن هو الذي يمتنع ان يعرف اسرار كتاب الله
 
سبحان الله !!!

أين المتدبرون ؟؟؟ !!!

اثنان فقط هما مَن أدركا أهمية هذه المعجزة الجديدة ؟؟!!

لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

 
سبحان الله !!!

أين المتدبرون ؟؟؟ !!!

اثنان فقط هما مَن أدركا أهمية هذه المعجزة الجديدة ؟؟!!

لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

لاتحزن استاذ عليمي ربما يحتاج الاخوه في المنتدي الي مزيد من الامثله حتي تتضح لهم الصوره لاني اري مااشرتم اليه هي مساله مقصوده في القران بهذا الكم من الادله وليست مصادفه لانه ليست هناك مصادفات في كتاب الله وحتي وان كانوا اثنين فقط استاذ عليمي فلك فيهم ثواب عند الله باخبارهم بهذه المعجزه وجزاك الله خيرا
 
اخي الفاضل العليمي المصري
فتح الله عليك وبارك لك في هذه الأيام الفضيلة بنعمه الجمة الجزيلة ، بانتظار بقية النماذج ولكم الدعاء بالتوفيق ان شاء الله
 
لاتحزن استاذ عليمي ربما يحتاج الاخوه في المنتدي الي مزيد من الامثلة حتي تتضح لهم الصورة
النموذج الثانى
مثانى فاتحة آل عمران


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)

المثانى الإعجازية :
1 - " الله لا إله إلا هو " : هى كلمة التوحيد ، وقد كانت سورة آل عمران هى أشد سور القرآن على الإطلاق ذكرا لها ، حيث وردت فيها خمس مرات ، منها هذه المرة ، ثم مرتين فى الآية 18 ، ومرة بالآية السادسة ، ثم وردت بلفظ " وما من إله إلا الله " بالآية 62

2 - " أنزل التوراة والإنجيل " : تكررَ هذا التعبير مرة أخرى فى الآية 65 التى تقول :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " (65
وجدير بالذكر أن هذا التعبير لم يكتفِ ببلوغ معدل التكرار المطلق فحسب ، بل إنه لم يأتِ فى غير هاتين المرتين فى القرآن كله ، فهو من المثانى الفريدة التى اختصت بها سورة آل عمران ، حيث انفردت هذه السورة وحدها بالحديث عن إنزال التوراة والإنجيل معا
ويجب ملاحظة أن هذا التعبير يختلف عن مثل قوله تعالى : " أقاموا التوراة والإنجيل " وغيره من التعبيرات ، فهو يتعلق بالإنزال على وجه الخصوص وللكتابين معا : التوراة والإنجيل ( ولمزيد من التفاصيل أنظر كتابى : مثانى الألفاظ الفريدة - معجزة جديدة للقرآن - صـ 52)

3 - " الذين كفروا بآيات الله " : ورد الحديث عن " الكفر بآيات الله " فى هذه السورة ست مرات ، فى الآيات : 4 - 19 - 21 - 70 - 98 - 112 ، وحقق معدل التكرار المطلق
يُضاف إلى ذلك أن تعبير " آيات الله " ورد فيها أربع مرات أخرى ، فيكون إجمالى ذكره فيها عشر مرات ، وحقق كذلك معدل التكرار المطلق
ملحوظة : لم يذكر الأستاذ أحمد عبد الوهاب فى دراسته " إعجاز النظام القرآنى " من المثانى المذكورة سوى رقم 2 فقط ، أما الأولى والثالثة فإنهما مما فتح به الله على أخيكم ، وله الحمد
 
النموذج الثانى
مثانى فاتحة آل عمران


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)

المثانى الإعجازية :
1 - " الله لا إله إلا هو " : هى كلمة التوحيد ، وقد كانت سورة آل عمران هى أشد سور القرآن على الإطلاق ذكرا لها ، حيث وردت فيها خمس مرات ، منها هذه المرة ، ثم مرتين فى الآية 18 ، ومرة بالآية السادسة ، ثم وردت بلفظ " وما من إله إلا الله " بالآية 62

2 - " أنزل التوراة والإنجيل " : تكررَ هذا التعبير مرة أخرى فى الآية 65 التى تقول :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " (65
وجدير بالذكر أن هذا التعبير لم يكتفِ ببلوغ معدل التكرار المطلق فحسب ، بل إنه لم يأتِ فى غير هاتين المرتين فى القرآن كله ، فهو من المثانى الفريدة التى اختصت بها سورة آل عمران ، حيث انفردت هذه السورة وحدها بالحديث عن إنزال التوراة والإنجيل معا
ويجب ملاحظة أن هذا التعبير يختلف عن مثل قوله تعالى : " أقاموا التوراة والإنجيل " وغيره من التعبيرات ، فهو يتعلق بالإنزال على وجه الخصوص وللكتابين معا : التوراة والإنجيل ( ولمزيد من التفاصيل أنظر كتابى : مثانى الألفاظ الفريدة - معجزة جديدة للقرآن - صـ 52)

3 - " الذين كفروا بآيات الله " : ورد الحديث عن " الكفر بآيات الله " فى هذه السورة ست مرات ، فى الآيات : 4 - 19 - 21 - 70 - 98 - 112 ، وحقق معدل التكرار المطلق
يُضاف إلى ذلك أن تعبير " آيات الله " ورد فيها أربع مرات أخرى ، فيكون إجمالى ذكره فيها عشر مرات ، وحقق كذلك معدل التكرار المطلق
ملحوظة : لم يذكر الأستاذ أحمد عبد الوهاب فى دراسته " إعجاز النظام القرآنى " من المثانى المذكورة سوى رقم 2 فقط ، أما الأولى والثالثة فإنهما مما فتح به الله على أخيكم ، وله الحمد
بارك الله فيك استاذ عليمي بأبلاغنا مما فتح الله عليك من اسرار القران واعتقد ان هذا اخذ منك من الوقت والمجهود الكثير فجزاك الله خيرا .اردت ان اسالك هل الالفاظ او العبارات في فواتح السور التي تكرر في السوره وعلي مستوي سور القران تكون هذه الالفاظ او العبارات في عدد ثابت من الايات اي مثلا حتي الايه الرابعه او الخامسه فقط في كل سوره .
 
بارك الله فيك استاذ عليمي بأبلاغنا مما فتح الله عليك من اسرار القران واعتقد ان هذا اخذ منك من الوقت والمجهود الكثير فجزاك الله خيرا .اردت ان اسالك هل الالفاظ او العبارات في فواتح السور التي تكرر في السوره وعلي مستوي سور القران تكون هذه الالفاظ او العبارات في عدد ثابت من الايات اي مثلا حتي الايه الرابعه او الخامسه فقط في كل سوره .
وبارك فيكم أخى أحمد
أما عن الوقت والجهد الذى أشرت أخى إليه ، فيعلم الله وحده مقدارهما الكبير ، وأحتسب الأجر والثواب عليهما عنده عز وجل
وقد ذكرتُ من قبل أن هذه الدراسة قد استغرق استكمالها وتصويبها نحو سبع سنين متصلة ، مع العكوف التام عليها وحدها
وكان من المفترض أن أطبعها فى كتاب ، لكنى آثرت أولاً أن أعرض قطوف منها فى الملتقى كهدية منى إلى أهله فى العيد
وأما سؤالك عن مجال أو نطاق وجود المثانى الإعجازية فى فاتحة السورة ، وهل هو نطاق ثابت لا يتعدى الآية الرابعة أو الخامسة مثلاً من بداية السورة ، فأقول :
هذا سؤال منطقى وجميل ، وكنت أنتظر أن يطرحه أحد ، وإليك جوابى عنه :
لوحظ أن مثانى فواتح السور إذا وردت بكثرة فى فاتحة السورة فإن أولها ذكراً لا يتأخر مطلقاً عن الآية الرابعة من السورة بوجه عام ، بل إنه فى أكثر من تسعين بالمائة من السور تأتى المثانى فى الآيات الثلاث الأوائل فقط ، وهذا هو ما يجعل من هذه الظاهرة معجزة حقيقية
أى أنه فى الآيات الثلاث الأوائل من معظم السور غير القصيرة لا بد أن تجد واحدة على الأقل من المثانى قد حازت معدل التكرار المطلق ، أى أعلى معدل تكرار فى كل سور القرآن
بالله عليكم أليس هذا إعجازاً حقيقياً ؟
وكل عيد وأنتم بخير
 
وبارك فيكم أخى أحمد
أما عن الوقت والجهد الذى أشرت أخى إليه ، فيعلم الله وحده مقدارهما الكبير ، وأحتسب الأجر والثواب عليهما عنده عز وجل
وقد ذكرتُ من قبل أن هذه الدراسة قد استغرق استكمالها وتصويبها نحو سبع سنين متصلة ، مع العكوف التام عليها وحدها
وكان من المفترض أن أطبعها فى كتاب ، لكنى آثرت أولاً أن أعرض قطوف منها فى الملتقى كهدية منى إلى أهله فى العيد
وأما سؤالك عن مجال أو نطاق وجود المثانى الإعجازية فى فاتحة السورة ، وهل هو نطاق ثابت لا يتعدى الآية الرابعة أو الخامسة مثلاً من بداية السورة ، فأقول :
هذا سؤال منطقى وجميل ، وكنت أنتظر أن يطرحه أحد ، وإليك جوابى عنه :
لوحظ أن مثانى فواتح السور إذا وردت بكثرة فى فاتحة السورة فإن أولها ذكراً لا يتأخر مطلقاً عن الآية الرابعة من السورة بوجه عام ، بل إنه فى أكثر من تسعين بالمائة من السور تأتى المثانى فى الآيات الثلاث الأوائل فقط ، وهذا هو ما يجعل من هذه الظاهرة معجزة حقيقية
أى أنه فى الآيات الثلاث الأوائل من معظم السور غير القصيرة لا بد أن تجد واحدة على الأقل من المثانى قد حازت معدل التكرار المطلق ، أى أعلى معدل تكرار فى كل سور القرآن
بالله عليكم أليس هذا إعجازاً حقيقياً ؟
وكل عيد وأنتم بخير
ومااجملها هديه استاذ عليمي ان يهدي المسلم لاخوته المسلميين العلم فشكرا لك . اما مسالة عدد الايات هذا ماكنت اتوقعه في هذا البحث منكم كما عودتنا دائما الالتزام بضوابط واضحه ومحدده لايخرج عنها البحث .هنا يجب علي المسلميين ان يفرقوا بين الابحاث الجاده التي تلتزم بضوابط صارمه والاخري الانتقائيه والايرفضوا اي جديد لانه راوا ابحاث متكلفه اخري او لان السلف الصالح من علماء الامه لم يتكلموا عنه وذلك لان القران دائما متجدد لكل زمان وعصر ودائما هناك اسرار تكتشف لكل عالم بمرور الوقت وهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتنقضي عجائبه ولايشبع منه العلماء
 
هنا يجب علي المسلمين أن يفرقوا بين الأبحاث الجادة التي تلتزم بضوابط صارمة والأخري الانتقائية ، وألا يرفضوا أي جديد لأنهم رأوا أبحاثاً متكلفة أخري أو لأن السلف الصالح من علماء الأمة لم يتكلموا عنه

أخى أحمد ، إن كلمتك هذه قد ذكرتنى بالموقف الآتى :
قبل إختيارى لعنوان هذا الموضوع شاورت بعض المقربين فيه ، فنصحنى أحدهم بألا أذكر وصف " جديدة " لهذه المعجزة ، وقد بررّ نصيحته هذه بأن السلفيين - الذين يمثلون أكثر رواد هذا الملتقى - لا يعترفون - حسبما يرى - بأى جديد من معجزات القرآن ، حتى أنهم يرفضون الإعجاز العلمى للقرآن الذى لا يسع أحد اليوم أن يرفضه
ولكنى لم أعمل بنصيحته ، لأن الإخوة السلفيين ليسوا جميعا بهذا الجمود الفكرى الذى يرفض كل جديد من معجزات القرآن دون فحصه والنظر فيه أولاً لمجرد أنه جديد فحسب ولم يقل به السلف من قبل
وأعرف شخصياً من الإخوة السلفيين من هم فى غاية الوسطية والإعتدال فى تقبل الجديد من وجوه الإعجاز بعد نظرهم فيها واقتناعهم بها ، وعدد هؤلاء فى تزايد ولله الحمد
ومن جهة أخرى فإن وصفى لهذه المعجزة بالـ " جديدة " إنما جاء وفقا لما هى عليه بالفعل ، فكيف أتنكر للحق إرضاءاً لبعض الناس ؟!! ، والله لا يستحي من الحق
ثم إن القرآن كما ورد فى الأثر " كتاب لا تنقضى عجائبه " ، فكيف نؤمن بهذا ثم نرفض كل جديد من عجائبه ؟
أرجو أن تتغير نظرتنا للأمور لتكون أكثر مرونة فى تقبلنا للجديد طالما أنه لا يخالف الثوابت ولا يتعارض مع صحيح الدين
والله هو الهادى إلى سواء السبيل
 
وأعرف شخصياً من الإخوة السلفيين من هم فى غاية الوسطية والإعتدال فى تقبل الجديد من وجوه الإعجاز بعد نظرهم فيها واقتناعهم بها ، وعدد هؤلاء فى تزايد ولله الحمد
ومن جهة أخرى فإن وصفى لهذه المعجزة بالـ " جديدة " إنما جاء وفقا لما هى عليه بالفعل ، فكيف أتنكر للحق إرضاءاً لبعض الناس ؟!! ، والله لا يستحي من الحق
ثم إن القرآن كما ورد فى الأثر " كتاب لا تنقضى عجائبه " ، فكيف نؤمن بهذا ثم نرفض كل جديد من عجائبه ؟
أرجو أن تتغير نظرتنا للأمور لتكون أكثر مرونة فى تقبلنا للجديد طالما أنه لا يخالف الثوابت ولا يتعارض مع صحيح الدين
والله هو الهادى إلى سواء السبيل
اتفق معك استاذ عليمي ان من الاخوه السلفيين من هم في غاية الوسطيه والاعتدال في تقبل الحديد وانه يجب ان تتغير نظرتنا للامور طالما ليس هناك بدعه او مخالفه للاصول والثوابت وصريح الدين واتذكر هنا الكلمه المشهوره للامام مالك بن انس رحمه الله (كل امرء يؤخذ من كلامه ويرد عليه الاصاحب هذا المقام)واشار الي روضة النبيصلى الله عليه وسلم فلاعصمه لاحد بعد الانبياء وننتظر منكم التكمله وفقكم الله
 
وننتظر منكم التكملة ، وفقكم الله

النموذج الثالث
مثانى فاتحة سورة المائدة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)

المثانى الإعجازية :
1 - " يـا " : تُعد سورة المائدة أكثر سور القرآن على الإطلاق استعمالاً لأداة النداء " يـا " ، حيث وردت فيها 33 مرة وسجلت معدل التكرار المطلق ، ثم تلتها فى هذا سورة هود التى استعملتها 29 مرة .
يضاف إلى ذلك أن سورة المائدة كانت أكثر سور القرآن نداءاً للمؤمنين ، حيث ورد فيها فيها النداء " يأيها الذين آمنوا " 16 مرة مسجلا كذلك معدل التكرار المطلق

2 - " يحكم " : كانت سورة المائدة هى أكثر سور القرآن الكريم ترديداً للتحكيم ومشتقاته ، إذ ورد فيها 16 مرة ، منها 13 مرة فى تسع آيات فقط ، من الآية 42 حتى الآية 50 ، وقد تلتها فى هذا سورة النساء التى رددته ثمانى مرات
وغنى عن القول أن ألفاظ مثل : حكمة - حكيم - حكيماً لا تدخل ضمن التحكيم ، ولذا تم استبعادها من الإحصاء

3 - " يريد " : جاء هذا الفعل منسوباً إلى الله تعالى فى هذه السورة سبع مرات ، منها مرتين بلفظ " يُرد " فى الآية 41 ، ومرة بلفظ " أراد " بالآية 17 ، وقد سجل هذا الفعل معدل التكرار المطلق فى هذه السورة ، ثم تلتها سورة البقرة برصيد أربع مرات

ملحوظة : لم يذكر الأستاذ أحمد عبد الوهاب من تلك المثانى غير نداء المؤمنين فحسب " يأيها الذين آمنوا " ، كما لم ينتبه رحمه الله إلى معدل تكرار حرف النداء " يـا " بحد ذاته مجرداً من المُنَادى
والموفق هو الله
 
بارك الله فيك وزادك من فضله ..
وضح لي ذلك جليا في سورة مريم حيث بدأت بـ {ذكر رحمت ربك...} فتكرر اسم الرحمن فيها 16مرة غير الرحمة ،وتكرر اسم الرب فيها 23 مرة .. سبحان الله
 
بارك الله فيك وزادك من فضله ..
وضح لي ذلك جليا في سورة مريم حيث بدأت بـ {ذكر رحمت ربك...} فتكرر اسم الرحمن فيها 16مرة غير الرحمة ،وتكرر اسم الرب فيها 23 مرة .. سبحان الله
الأخت الكريمة المتدبرة اللماحة / إشراقة
أسعدنى مرورك وتعليقك
والحمد لله الذى جعل مجهودى لا يضيع سدى ، إذ يكفينى ويسعدنى أن يستفيد منه أمثالك من المتدبرين والمتدبرات
وبالفعل أختنا الفاضلة فإن ما ذكرتيه صحيح ، حيث كانت سورة مريم هى أكثر سور القرآن ذكراً لإسمه تعالى " الرحمن "
بل والأعجب من ذلك أنها كانت أكثر سور القرآن جميعاً ذكراً للرحمة ومشتقاتها بوجه عام
إذ أنه علاوة على اسم الرحمن الذى ورد فيها 16 مرة نجد فى سورة مريم أيضا ما يلى :
لفظ " رحمة " وقد ورد فيها مرتين
لفظ " رحمتنا " و ورد فيها مرتين كذلك
وبذلك يكون إجمالى ذكر الرحمة ومشتقاتها فى سورة مريم قد بلغ 20 مرة ، وهو معدل التكرار المطلق لهذا اللفظ فى سور القرآن جميعاً
أى أن سورة مريم تحتل المركز الأول على مستوى سور القرآن كافة فى ذكرها للرحمة ومشتقاتها
ثم تليها فى المركز الثانى سورة البقرة برصيد 19 مرة ، على الرغم من طولها البالغ بالمقارنة بسورة مريم
وهذا يعنى أن الميزان القرآنى المعجز قد حفظ لسورة مريم موقع الصدارة فى مثانى فاتحتها ، فسبحان الله العظيم

شكراً لكِ أختنا إشراقة ، ونتمنى المزيد من التفاعل والمشاركة من الإخوة والأخوات
 


النموذج الثالث
مثانى فاتحة سورة المائدة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ
بارك الله فيك يااستاذ عليمي واصدقك القول كلما اتيتنا بمثال زاد اعجابنا بهذه المعجزه وتاكد لدينا اكثر انها حق وانها مقصوده .عندي ملاحظه كنت اتوقع النموذج الثالث سيكون سورة النساء باعتبار ترتيب القران ام انك تاتي بنماذج متفرقه .
 
ثالثاً - منهج العرض :
سوف أبدأ فى عرضى لهذه المعجزة بذكر نموذج لها من دراسة " إعجاز النظام القرآنى " وهو نموذج سورة البقرة باعتبارها أول السور الطوال فى المصحف ، ثم أتلو هذا بعرض نماذج السور التى تركها المؤلف ولم يتناولها ، أو السور التى لم يوفق فى تحديد مثانيها الإعجازية ، إما نتيجة خطأ فى إحصائه لها ، أو نتيجة غفلته عن المثانى الحقيقية التى تسبق ما ذكره هو وتتقدم عليها فى الذكر
هذا ما جاء بمشاركتى الأولى أخى أحمد ، ولذا تركت سورة النساء ، لأن المؤلف رحمه الله قد عَرَضَ لها ، وكان مُوَفَقاً فى تحديد مثانيها الإعجازية ، فلم تكن هناك حاجة لعرضها من جديد ، أوللإستدراك عليه ، حيث إنه لم يُخطىء أو يغفل عن مثانيها
وشكراً لإهتمامك ومتابعتك
 
السلام عليكم
أيضا في سورة الحج {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ...} لفظ الناس تكرر 15 مرة الساعة 3 مرات ..عجيب سبحان الله .
زادكم الله من فضله .
 
السلام عليكم
أيضا في سورة الحج {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ...} لفظ الناس تكرر 15 مرة الساعة 3 مرات ..عجيب سبحان الله . زادكم الله من فضله .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اختنا إشراقة
من الواضح أنكِ تتمتعين بعقلية رياضية ممتازة ، مع ميول احصائية قوية
وبالفعل جاء احصاؤك للفظين المذكورين صحيحاً ، ولكن هذين اللفظين لا يمثلان - للأسف - المثانى الإعجازية لفاتحة سورة الحج ، لأن من شروط إعجاز مثانى الفواتح - كما عرفنا من قبل - أن تحقق معدل التكرار المطلق ، وهو ما لم ينطبق عليهما
أما ماذا تكون المثانى الإعجازية الحقة لفاتحة سورة الحج ؟ فالجواب المفصل عن هذا السؤال سوف أرجئه الآن إلى أن أصل فى عرضى للسور إلى سورة الحج إن شاء الله
فلقد سرتُ فى طريقة عرضى على حسب ترتيب السور فى المصحف ، ولعلكِ قد لاحظتى ذلك
ورغم سرورى البالغ بتفاعلكِ ومشاركتكِ فإنى لا أريد أن أخل بهذا الترتيب وأقفز إلى سور بعيدة فيه تاركاً العديد من السور قبلها
ولا أقول هذا لكِ وحدك ، وإنما أقوله لجميع الإخوة والأخوات ، مع ترحيبى الكبير بأى تعليق منكِ أو منهم على ما تم عرضه بالفعل
أرجو أن تلتمسى لى العذر أختى الكريمة ، ومرة أخرى : جزاكِ الله خيراً
 
كانت سورة مريم هى أكثر سور القرآن ذكراً لإسمه تعالى " الرحمن "
بل والأعجب من ذلك أنها كانت أكثر سور القرآن جميعاً ذكراً للرحمة ومشتقاتها بوجه عام
إذ أنه علاوة على اسم الرحمن الذى ورد فيها 16 مرة نجد فى سورة مريم أيضا ما يلى :
لفظ " رحمة " وقد ورد فيها مرتين
لفظ " رحمتنا " و ورد فيها مرتين كذلك
وبذلك يكون إجمالى ذكر الرحمة ومشتقاتها فى سورة مريم قد بلغ 20 مرة ، وهو معدل التكرار المطلق لهذا اللفظ فى سور القرآن جميعاً
أى أن سورة مريم تحتل المركز الأول على مستوى سور القرآن كافة فى ذكرها للرحمة ومشتقاتها
ثم تليها فى المركز الثانى سورة البقرة برصيد 19 مرة ، على الرغم من طولها البالغ بالمقارنة بسورة مريم
وهذا يعنى أن الميزان القرآنى المعجز قد حفظ لسورة مريم موقع الصدارة فى مثانى فاتحتها ، فسبحان الله العظيم
يمكن أن نعتبر ما جاء فى الإقتباس أعلاه هو النموذج الرابع ، ومع أنى كنتُ أود أن أسير مع ترتيب السور فى المصحف ، لكن لا بأس ، قدّر الله وما شاء فعل
والآن ننتقل إلى :
النموذج الخامس
مثانى فاتحة سورة الأعراف


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ( 3 )
المثانى الإعجازية :
1 - مجىء الإنذار مُعَـلَلاً فى " لِتُنذرَ " :
هذه اللام التى دخلت على الفعل " تنذر " بفاتحة الأعراف يطلق عليها النحاة : لام التعليل أو لام كى لأنها تؤدى معنى " كى "
وقد اقترنت هذه اللام بأفعال الإنذار فى القرآن كله 14 مرة ، استأثرت منها سورة الأعراف بنصيب الأسد ، إذ ورد فيها ذلك ثلاث مرات لتتفوق بذلك على سائر سور القرآن الكريم
وهذا بيان بجميع مواضع اقتران لام التعليل بأفعال الإنذار فى القرآن كله :
1 - قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ - الأنعام / 19
2 - وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا - الأنعام / 92
3 - كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ - الأعراف / 2
4 - أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ - الأعراف / 63
5 - أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ - الأعراف / 69
6 - فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ - التوبة / 122
7 - هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ - إبراهيم / 52
8 - قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ - الكهف / 2
9 - بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ - السجدة / 3
10 - لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ - يس / 6
11 - لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ - يس / 70
12 - يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ - غافر / 15
13 - وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا - الشورى / 7
14 - وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ - الأحقاف / 12
من هذا العرض المفصل يتبين لنا أن سورة الأعراف كانت هى أكثر سور القرآن التى اقترنت فيها لام التعليل بأفعال الإنذار ، ثم يليها فى هذا سورتى الأنعام ويس
وننتقل الآن إلى ثانى المثانى لنشهد أمراً عجيباً آخر

2 - " اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ " : جاء الحديث عن " إتباع ما أُنزل " فى الآية الثالثة من فاتحة السورة ، ثم تكرر الحديث عنه فى الآية 157 التى تذكر بشارة التوراة بالنبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ، والتى نلتقط منها قوله تعالى :
" فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
ورغم أن التعبير قد اختلف قليلاً بين الموضعين ، إلا أن المفاجأة المدهشة تقول :
باستثناء سورة الأعراف فلم يأتِ فى القرآن الكريم الحديث عن " إتباع ما أنزل الله " بوجه عام وبكافة الصيغ إلا مرة واحدة فى أربع سور ، كما يلى :
فى سورة البقرة / الآية 170 - ثم الأنعام / 155 - ثم لقمان / 21 - ثم الزمر/ 55
أما سورة الأعراف فكانت الوحيدة التى ذكرت هذا الأمر أكثر من مرة كما شاهدنا ، فيا للعجب
وعلى من يريد أن يستوثق من هذا الأمر فعليه بمراجعة " المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم " كى يتأكد من ذلك بنفسه
وربما كانت أهم المزايا لهذا الوجه من الإعجاز هى إمكانية التحقق منها والتأكد من صدقها دون عناء كبير

ملحوظة : أخطأ الأستاذ أحمد عبد الوهاب رحمه الله فى تحديد المثانى بفاتحة هذه السورة ، حيث لم يذكر منها إلا واحدة ومع ذلك فإنها لم تحقق معدل التكرار المطلق
وقد كانت تلك حسبما ظن تتمثل فى قوله تعالى بفاتحة السورة : " فى صدرك " ، حيث قال رحمه الله :
" لقد جاء الحديث عما فى الصدر أو الصدور فى الآيتين : 2 ، 43 ، وبلغ معدل التكرار المطلق "
ولكن بعد المراجعة والتحقق تبين عدم صحة بلوغه المعدل المطلق ، وما ذكرناه هو المثانى الصحيحة بتوفيق منه تعالى

والحمد لله أولاً وآخراً


 
لأن الإخوة السلفيين ليسوا جميعا بهذا الجمود الفكرى الذى يرفض كل جديد من معجزات القرآن دون فحصه والنظر فيه أولاً لمجرد أنه جديد فحسب ولم يقل به السلف من قبل

بارك الله فيك وغفر الله لك .
لو سألت كبار علمائنا ومشايخنا عن الإعجاز القرآني لأجابوك إجابه حسنه ليس بها جمود فكري كما ضننت من بعض السلفيين .
___
 
بارك الله فيك وغفر الله لك .
لو سألت كبار علمائنا ومشايخنا عن الإعجاز القرآني لأجابوك إجابه حسنه ليس بها جمود فكري كما ضننت من بعض السلفيين .
___

لا تفهمنى خطأ أخى الكريم ، فكلامى ليس فيه ذم لأحد ، معاذ الله ، بل فيه مدح وثناء لو تأملت
وليتك أوردت بقية عبارتى ليتبين ذلك
وغفر الله لنا جميعا
 

النموذج السادس
مثانى فاتحة سورة يونس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)
المثانى الإعجازية :
1 - " أكان للناس " : عجيبة جدا هذه . . . عجيبة حقاً . . . رغم أن العبارة تستنكر العجب : " أكان للناس عجباً "
ولكن هذا التعبير فى حد ذاته فى غاية العجب ، كيف ؟ ولماذا ؟
إليكم الجواب المدهش :
لقد تبين بالإحصاء أن سورة يونس هى أكثر السور التى قرنت الكينونة ومشتقاتها بلفظ " الناس " ، إذ جاء فيها ذلك ثلاث مرات ، فعلاوة على الآية السابقة نجد فيها كذلك ما يلى :
وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)
كما نجد فيها كذلك :
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)
ويقول الإحصاء الدقيق :
فى كل سور القرآن الكريم اقترنت الكينونة بلفظ الناس 10 مرات ، منها ثلاث مرات فى سورة يونس وحدها ، وذلك فى الآيات : 2 ، 19 ، 99
أما السبع الباقيات فكانت فى المواضع التالية :
البقرة : 150 ، 213 - الحج : 5 - النمل : 82 - الزخرف : 33 - الأحقاف : 6 - القارعة : 4
وهنا نتساءل : أليس هذا أمراً عجيباً ويدل على قصد وإحكام ؟
ولكن ها هو القرآن العظيم يرد على تعجبنا بنفس موضع عجبنا قائلاً :
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ
وسبحان الله العظيم

2 - " بشر الذين آمنوا " :
جاءت البشرى للمؤمنين فى هذه السورة ثلاث مرات كذلك ، الأولى فى فاتحتها ، ثم الثانية فى الآيتين : 63 ، 64 ، وهذا نصهما :
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)
أما الثالثة ففى الآية 87 :
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)
ولم تنافس سورة يونس فى هذا الصدد سوى سورة البقرة التى هى أطول سور القرآن ، حيث أنها أوردت البشرى للمؤمنين ثلاث مرات أيضا وبصيغ متنوعة ، ولكن البشارة فى سورة يونس وردت على مدى 86 آية فحسب ، من الآية 2 حتى 87
بينما وردت فى فى سورة البقرة على مدى 199 آية ، حيث جاءت فى الآيات : 25 ، 97 ، 223
أى أنها كانت أشد تركيزاً فى سورة يونس ، منها فى سورة البقرة ، وهذا يجعل سورة يونس هى الأشد قرباً إلى معدل التكرار المطلق

ملحوظة : أخطأ الأستاذ أحمد عبد الوهاب رحمه الله فى تحديد مثانى فاتحة سورة يونس حيث ظن أنها همزة الإستفهام فى " أكان " قائلاً :
" لقد تبين بالإحصاء أن سورة يونس أكثر سور القرآن إستخداماً للهمزة ، فقد أُستُخدِمت فيها 28 مرة وبلغت معدل التكرار المطلق ، يليها فى هذا سورة النمل التى تلاحقها فى إستخدام الهمزة كأداة للإستفهام "
كان هذا ما ذكره المؤلف رحمه الله ، ولكنى بعد أن راجعت مواضع مجىء همزة الإستفهام فى كل سور القرآن - وقد أخذ منى ذلك مجهوداً عظيماً - وجدتُ أن هذه الإحصائية غير دقيقة ، وأن الصواب هو كما يلى :
أكثر سور القرآن إستخداماً للهمزة هى بالترتيب :
1 - سورة الأعراف ، حيث وردت فيها همزة الإستفهام 29 مرة
2 - سورة البقرة ، 26 مرة
3 - سورة الأنعام ، 22 مرة
4 - سورة يونس موضع بحثنا ، وقد جاءت همزة الإستفهام فيها 20 مرة وليس 28 كما ذكر المؤلف ، وذلك لأنه احتسب بطريق الخطأ الهمزة فى ألفاظ : " أم " و " إن " و " ألا " و " أمن " ، مع أن الهمزة فيها لا يمكن فصلها
أما سورة النمل التى ظنها فى الترتيب الثانى بعد يونس فجاءت همزة الإستفهام فيها 17 مرة فقط
والخلاصة أن همزة الإستفهام ليست من بين المثانى الإعجازية فى سورة يونس ، ولم يذكر المؤلف غيرها

هذا ، وبالله التوفيق


 

النموذج السادس
مثانى فاتحة سورة يونس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)
المثانى الإعجازية :
1 - " أكان للناس " : عجيبة جدا هذه . . . عجيبة حقاً . . . رغم أن العبارة تستنكر العجب : " أكان للناس عجباً "
ولكن هذا التعبير فى حد ذاته فى غاية العجب ، كيف ؟ ولماذا ؟
إليكم الجواب المدهش :
لقد تبين بالإحصاء أن سورة يونس هى أكثر السور التى قرنت الكينونة ومشتقاتها بلفظ " الناس " ، إذ جاء فيها ذلك ثلاث مرات ، فعلاوة على الآية السابقة نجد فيها كذلك ما يلى :
وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)
كما نجد فيها كذلك :
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)
ويقول الإحصاء الدقيق :
فى كل سور القرآن الكريم اقترنت الكينونة بلفظ الناس 10 مرات ، منها ثلاث مرات فى سورة يونس وحدها ، وذلك فى الآيات : 2 ، 19 ، 99
أما السبع الباقيات فكانت فى المواضع التالية :
البقرة : 150 ، 213 - الحج : 5 - النمل : 82 - الزخرف : 33 - الأحقاف : 6 - القارعة : 4
وهنا نتساءل : أليس هذا أمراً عجيباً ويدل على قصد وإحكام ؟
ولكن ها هو القرآن العظيم يرد على تعجبنا بنفس موضع عجبنا قائلاً :
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ
وسبحان الله العظيم

2 - " بشر الذين آمنوا " :
جاءت البشرى للمؤمنين فى هذه السورة ثلاث مرات كذلك ، الأولى فى فاتحتها ، ثم الثانية فى الآيتين : 63 ، 64 ، وهذا نصهما :
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)
أما الثالثة ففى الآية 87 :
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)
ولم تنافس سورة يونس فى هذا الصدد سوى سورة البقرة التى هى أطول سور القرآن ، حيث أنها أوردت البشرى للمؤمنين ثلاث مرات أيضا وبصيغ متنوعة ، ولكن البشارة فى سورة يونس وردت على مدى 86 آية فحسب ، من الآية 2 حتى 87
بينما وردت فى فى سورة البقرة على مدى 199 آية ، حيث جاءت فى الآيات : 25 ، 97 ، 223
أى أنها كانت أشد تركيزاً فى سورة يونس ، منها فى سورة البقرة ، وهذا يجعل سورة يونس هى الأشد قرباً إلى معدل التكرار المطلق

ملحوظة : أخطأ الأستاذ أحمد عبد الوهاب رحمه الله فى تحديد مثانى فاتحة سورة يونس حيث ظن أنها همزة الإستفهام فى " أكان " قائلاً :
" لقد تبين بالإحصاء أن سورة يونس أكثر سور القرآن إستخداماً للهمزة ، فقد أُستُخدِمت فيها 28 مرة وبلغت معدل التكرار المطلق ، يليها فى هذا سورة النمل التى تلاحقها فى إستخدام الهمزة كأداة للإستفهام "
كان هذا ما ذكره المؤلف رحمه الله ، ولكنى بعد أن راجعت مواضع مجىء همزة الإستفهام فى كل سور القرآن - وقد أخذ منى ذلك مجهوداً عظيماً - وجدتُ أن هذه الإحصائية غير دقيقة ، وأن الصواب هو كما يلى :
أكثر سور القرآن إستخداماً للهمزة هى بالترتيب :
1 - سورة الأعراف ، حيث وردت فيها همزة الإستفهام 29 مرة
2 - سورة البقرة ، 26 مرة
3 - سورة الأنعام ، 22 مرة
4 - سورة يونس موضع بحثنا ، وقد جاءت همزة الإستفهام فيها 20 مرة وليس 28 كما ذكر المؤلف ، وذلك لأنه احتسب بطريق الخطأ الهمزة فى ألفاظ : " أم " و " إن " و " ألا " و " أمن " ، مع أن الهمزة فيها لا يمكن فصلها
أما سورة النمل التى ظنها فى الترتيب الثانى بعد يونس فجاءت همزة الإستفهام فيها 17 مرة فقط
والخلاصة أن همزة الإستفهام ليست من بين المثانى الإعجازية فى سورة يونس ، ولم يذكر المؤلف غيرها

هذا ، وبالله التوفيق


يسرني أن أرى مثل هذا البحث ، ومثل هذا الباحث ، ويؤلمني أن لا ينال ما يستحقه من التقدير ، في حين تهتم مؤسساتنا وسادتنا بالكثير من الغث الذي لا فائدة فيه . يؤلمني أن تذهب طاقاتنا هدرا ، وهناك من ليس لديه غير النقل والتكرار ويظفر بالكعكة وشهادات التقدير . يؤلمني أن يتسابق الناشرون إلى الأسماء والمظاهر ، والأرباح ، ويظنون أنهم يفعلون ذلك لوجه الله ..
( واسمح لي أخيرا ان ألفت انتباهك إلى أن الهمزة في الألفاظ التي لونتها هي همزة وصل ، فانتبه لأصابعك وهي تضرب على مفاتيح لوحة الطباعة ) .
 
يسرني أن أرى مثل هذا البحث ، ومثل هذا الباحث ، ويؤلمني أن لا ينال ما يستحقه من التقدير ، في حين تهتم مؤسساتنا وسادتنا بالكثير من الغث الذي لا فائدة فيه . يؤلمني أن تذهب طاقاتنا هدرا ، وهناك من ليس لديه غير النقل والتكرار ويظفر بالكعكة وشهادات التقدير . .

تأثرت بالغ التأثر بكلمتك هذه أخى الحبيب
ويُسعدنى ويُشرّفنى أن تأتينى هذه الشهادة من مثلكم
أن تأتينى من عبد الله جلغوم ، هكذا بدون ألقاب
لأنك عندى أكبر من كل الألقاب
اسمك مُجَرَداً هو أكبر لقب
بارك الله فيكم ومتعك بالصحة والعافية
ويسّر لك أمورك كلها
وفتح لك المغاليق والأبواب الموصدة
وألقى عليك محبة منه
آمين . . آمين
و صلِ اللهم على سيد ولد آدم ، وعلى آله وصحبه وسلّم
 

النموذج السابع
مثانى فاتحة سورة هود

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)

المثانى الإعجازية :
" ألا تعبدوا إلا الله " : تكررت هذه العبارة مرة أخرى فى الآية 26 لتسجل بهذا أعلى معدل تكرار لها على الإطلاق فى سور القرآن الكريم كلها
أما الأعجب من هذا فهو ما يؤكده لنا الإحصاء من أن سورة هود هى فوق هذا تعتبر أكثر سور القرآن إيراداً لـ " لا الناهية " مع أفعال العبادة بوجه عام : لا تعبدوا - لا تعبدون - لا تعبد - . . . الخ
ولكن يجب الإحتراز من الإلتباس بين " لا الناهية " وبقية اللاءات الأخرى ، مثل : " لا النافية غير العاملة " أو " لا النافية للجنس" . . . الخ
وإليكم كل ما جاء فى القرآن مما يفيد النهى عن العبادة ، وسواء أكان النهى عن عبادة غير الله بوجه عام ودون تخصيص ، أو عن عبادة مخصص بالذكر كعبادة الشيطان عليه لعنة الله:
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا - البفرة / 83
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ - هود / 2
أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ - هود / 26
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا - الإسراء / 23
يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا - مريم / 44
إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ " - فُصلت / 14
وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ - الأحقاف / 21
تلك هى كافة مواضع " لا الناهية " مع أفعال العبادة فى القرآن الكريم
ومنه يتبين أن سورة هود قد تفوقت على كافة سور القرآن فى هذا الخصوص ، إذ هى الوحيدة التى أوردت ذلك أكثر من مرة

والموفق هو الله

 
النموذج الثامن
مثانى فاتحة سورة يوسف


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)

المثانى الإعجازية :
1 - " القصص " : ورد الاسم " قصص " فى القرآن الكريم خمس مرات فى أربع سور ، حيث كانت سورة يوسف هى الوحيدة التى ذكرته مرتين : مرة فى فاتحتها بلفظ " القصص " ، والأخرى فى خاتمتها بلفظ " قصصهم " بالآية 111
ويذلك تكون سورة يوسف قد حققت معدل التكرار المطلق فى هذا الاسم

2 - واو الحال قبل " إن " المخففة فى " وإن كنت " :
هذه واحدة من أعجب مثانى الفواتح ومن أشدها خفاءاً ، ولم يتسن لى إكتشافها إلا بعد أربع سنين مذ بدأتُ هذا البحث
فالواو المشار إليها هنا يطلق عليها النحاة " واو الحال " ، وهى هنا تصف الحال فى الزمن الماضى
أما " إن " التى أعقبتها فهى " إن المخففة غير الشرطية " ، وتفيد التحقيق والتوكيد ، ومما يميزها عن " إن النافية " أن خبرها يقترن باللام المفتوحة المسماة " اللام الفارقة "
ولقد تكرر هذا التركيب الدقيق فى سورة يوسف للمرة الثانية فى الآية 91 والتى تقول :
قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91)
ولم يأتِ هذا التركيب النحوى الدقيق فى أى سورة أكثر من مرة إلا فى سورة يوسف فحسب ، مما يدل على أن مثانى الفواتح معجزة حقيقية ومقصودة
وإليكم بيان بمواضع ذكره فى القرآن :
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ - البقرة / 198
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ - آل عمران / 164
أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ - الأنعام / 156
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ - يوسف / 3
قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ - يوسف 91
وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ - الشعراء / 186
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ - الروم / 49
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ - الزمر / 56
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ - الجمعة / 2
مما سبق يتبين أن سورة يوسف هى الوحيدة التى أوردت هذا التركيب مرتين ، الأولى منهما جاءت فى فاتحتها لتؤكد معجزة المثانى وكونها مقصودة
ولقد كان من شبه المستحيل أن أكتشف ذلك التركيب الخفى اللطيف لولا توفيق الله عز وجل ، وله الحمد
 
جزاك الله خيرا علي كل هذه النماذج الذ اخذت منك جهدا كبيرا و التي زادت من تاكيد ورؤية هذه المعجزه الجديده اردت ان اسال هل هناك علاقه طرديه بين عدد فواتح او عدد تكرارتها في كل سوره وعدد اياتها بمعني كلما ازدات عدد ايات السوره ازداد عدد فواتحها او عدد تكرار هذا الفواتح التي تكرر علي مدار السوره
 
جزاك الله خيرا علي كل هذه النماذج التى اخذت منك جهدا كبيرا ، والتي زادت من تأكيد و رؤية هذه المعجزة الجديدة
اردت ان اسال : هل هناك علاقة طردية بين عدد الفواتح او عدد تكرارتها في كل سورة وعدد اياتها ؟
بمعني : هل كلما ازدادت عدد ايات السورة ازداد عدد فواتحها او عدد تكرار هذه الفواتح التي تكرر علي مدار السورة ؟
بارك الله فيك أخى أحمد وجزاك خيراً على اهتمامك هذا
وجوابا عن سؤالك فالذى بدا لى أنه كلما طالت السورة ، كلما كثرت مثانيها الإعجازية ، أى ذوات معدل التكرار المطلق
وهذا أمر منطقى ، لأن آيات السور الطوال تحوى عدداً أكبر من المفردات مقارنة ً بغيرها من السور ، وبالتالى تكون فرص أو احتمالات وجود تلك المثانى متاحة أكثر فى تلك السور
أما عدد مرات التكرار فليس شرطا أن يزداد كلما طالت السورة
ومرحباً بأى سؤال يصدر عنكم وعن أى مهتم مثلكم
 

النموذج التاسع
مثانى فاتحة الرعد


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)

المثانى الإعجازية :
" أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ " : وردت هذه العبارة بالآية الأولى ، ثم تكرر ذكرها فى الآية 19 والتى تقول :
" أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ " (19)
ولم تتكرر هذه العبارة بنفس نصها هذا فى القرآن ، وبذلك تكون قد حازت فى سورة الرعد معدل التكرار المطلق لها فى القرآن
أما الأعجب من هذا ، فهو أن وصف ما أنزله الله إلى النبى صلى الله عليه وسلم بأنه الحق قد ورد مرتين فى هذه السورة ، فى الموضعين السابق ذكرهما ، بينما لم يأتِ هذا الوصف فى باقى سور القرآن سوى فى اثنتين فقط ، وبمقدار مرة واحدة فى كل منهما :
الأولى : " وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ " - سبأ / 6
والثانية : " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ " - محمد / 2
مع ملاحظة أن المقصود هنا هو وصف ما أنزل الله بأنه الحق وليس المقصود انزاله بالحق كما فى قوله تعالى مثلا :
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ - النحل / 102
وعلى هذا يمكن أن نلمح وجهاً آخر فى نفس المثانى الإعجازية لهذه السورة ، وصورته كالتالى :
" أُنْزِلَ إِلَيْكَ . . الْحَقُّ "
وهو تعبير أكثر ايجازا ، وأحسبه كذلك أكثر إعجازاً
 

النموذج العاشر
مثانى فاتحة سورة إبراهيم


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)

المثانى الإعجازية :
" بإذن ربهم " : ثبت بالإحصاء أن سورة إبراهيم هى أكثر سور القرآن كافة ذِكراً لتعبير " إذن ربهم "
حيث نجده قد تكرر فيها مرة أخرى فى الآية 23 منها والتى تقول :
وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ
فإذا ما بحثنا عن هذا التعبير فى باقى سور القرآن فلن نعثر عليه مرة أخرى إلا فى الآية الرابعة من سورة القدر والتى تقول :
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ - القدر / 4
وهذا يعنى أن هذا التعبير الوارد بفاتحة سورة ابراهيم قد سجل فيها معدل التكرار المُطلق ، حيث استأثرت هى منه بنصيب الثلثين من اجمالى ذكره فى القرآن
أما الأعجب من هذا فهو ما يؤكده لنا المنهج الإحصائى من أن سورة ابراهيم هى أكثر سور القرآن حديثا عن " إذن الرب " بوجه عام ، وبصرف النظر عن اختلاف الضمائر ، حيث ورد فيها كذلك وصف الشجرة الطيبة بأنها :
" تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا " - إبراهيم / 25
وهكذا نجد الحديث عن إذن الرب يأتى للمرة الثالثة ، مع التنوع فى الضمائر
وهنا نتساءل :
أليس هذا أمراً عجيباً ويدل على قصد وإحكام ؟
الجواب متروك لمن لا يستنكف أن يشهد بالحق
ندعو الله أن يُكثر منهم فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم
 
استدراك :
تابع مثانى فاتحة سورة إبراهيم


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)

عفواً ، فقد سقط منى سهواً ما يلى :
2 - " الإخراج من الظلمات إلى النور " :
جاء الحديث عنه مرتان فى هذه السورة ، بينما لم يأتِ فى أى سورة أخرى أكثر من مرة واحدة
وتلك هى مواضع الحديث عنه فى القرآن كله :
1 - اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ - البقرة / 257
2 - قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ - المائدة / 16
3 - الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ - إبراهيم / 1
4 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ - إبراهيم / 5
5 - هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا - الأحزاب / 43
6 - هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ - الحديد / 9
7 - رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ - الطلاق / 11
ومن هذا العرض يتبين أن سورة إبراهيم قد حازت معدل التكرار المطلق فى الحديث عن الإخراج من الظلمات إلى النور

ومما هو جدير بالذكر والتأمل أن موضع التكرار فى سورة إبراهيم قد جاء قريبا جدا من أول ذكر له
وهذا بإعتقادى كان أمراً مقصوداً ليلفت الأنظار إلى هذه المعجزة الخاصة بفواتح السور
وتأملوا مدى القرب بينهما فى هذا السياق الكامل للآيات :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)
 
بارك الله فيك شيخنا وكان قد أتانى رجل من مدينة الأسكندرية لا أذكر اسمه الآن واستضفته عندى فى برنامج المقرأة على قناة الناس الفضائية من حوالي 4 سنوات وجاء بقريب من هذه البحوث وعرضناها عرضا إجماليا
لكنك وضحت الصورة الآن توضيحا دقيقا وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
 
بارك الله فيك شيخنا وكان قد أتانى رجل من مدينة الأسكندرية لا أذكر اسمه الآن واستضفته عندى فى برنامج المقرأة على قناة الناس الفضائية من حوالي 4 سنوات وجاء بقريب من هذه البحوث وعرضناها عرضا إجماليا
لكنك وضحت الصورة الآن توضيحا دقيقا وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
وبارك فيكم أخى الكريم
ويسرنى أن يأتينى هذا الثناء الجميل من أحد أعلام عائلة " دراز " العريقة ، ورحم الله العلامة الجهبذ دكتور محمد دراز ، صاحب كتاب " النبأ العظيم " وغيره من المصنفات البديعة بالعربية والفرنسية
أما عن الرجل الذى أشرتم إليه فإن قولك أنه : " جاء بقريب من هذه البحوث " يشوبه الغموض ، وكذلك قولك عنى :
" لكنك وضّحتَ الصورة الآن توضيحاً دقيقاً " فكلامك أخى الكريم حافل بالعديد من علامات الاستفهام ، مثل :
من يكون هذا الرجل ؟
وما هذا الشىء القريب الذى جاءك به على وجه التحديد ؟
و ما المقصود بالصورة ؟
وكيف أنها قد اتضحت الآن بدقة على يدى ؟
أرأيت أخى مقدار الغموض الذى يكتنف عبارتك
ولكن لا عليك أخى ، فلا أريد أن أرهق ذاكرتك بتفاصيل قصة مرت عليها أربع سنوات كما تقول ، كما أنى أؤمن بأن العلم رحم بين أهله ، فلا يعنينى مطلقاً أن يقال مثلاً : العليمى المصرى هو مكتشف هذه المثانى الإعجازية الجديدة ، وإنما الذى يهمنى أولاً وأخيراً هو أن تصل تلك المعجزة إلى الناس ، وأن يقفوا على مدى روعة وإعجاز هذا القرآن العجب ، وأن يتيقنوا من أن عجائبه لا تنقضى على مر الزمان ، أما أنا فيكفينى أن أكون خادماً من خُدام هذا القرآن العظيم ، يكفينى رجائى في أن يكون شفيعاً لى يوم الحساب ، فهذا عندى بالدنيا وما فيها
فاللهم شفـّع فينا قرآنك العظيم
سررت بمشاركتك العطرة أخى اسماعيل دراز
بارك الله فيك وكثـّر من أمثالك
 
وبالمناسبة يا شيخنا العليمى عدد أحرف النداء للمؤمنين (يأيها الذين ءامنوا ) 16 حرف هو نفس عدد تكراره فى سورة المائدة
 
بارك الله فيك شيخنا العليمى وتسرنى أبحاثك جدا وقد استفدت منها كثيرا
أما اسم الرجل فحاولت أن أتذكره لكن المحاولة لم تفلح أسأل الله أن يذكرنى به ولكثرة من أتعرض لهم يوميا ..
والشئ القريب الذى جاء به على وجه التحديد هو إعجاز فى علم النحو والصرف فى أول كل آية من السورة أو آيتين يتواجد بنفس العدد فى السورة ولكنى لم استوعبه جيدا فقد كان على سفر ولم ألتق به إلا مرة واحدة ولذا لما قرأت بحثكم الرائع قرنت بين المثانى والآيتين التى فى أول السور..
ولا غموض ..
 
وبالمناسبة يا شيخنا العليمى عدد أحرف النداء للمؤمنين (يأيها الذين ءامنوا ) 16 حرف هو نفس عدد تكراره فى سورة المائدة
هذا موضوع آخر ، ولكن لا بأس من التعليق عليه :
وفقاً لمنهجى فى عد حروف القرآن الكريم فإن عدد حروف جملة النداء للمؤمنين تبلغ 15 حرفاً وليس 16 ، وهذا لأنى لا أعد همزة البدل فى " ءامنوا " ، فهى عندى تعتبر حركة وليست حرفاً ، بدليل أن صورتها تتبدل فى الرسم الإملائى فتصير مدة فوق الألف هكذا : آمنوا
وإن أردت مزيد بيان عن منهجى فى العد فأنظر :
http://vb.tafsir.net/132414-post62.html
أو هذا :
http://vb.tafsir.net/132838-post22.html
 
بارك الله فيك شيخنا العليمى وتسرنى أبحاثك جدا وقد استفدت منها كثيرا
أما اسم الرجل فحاولت أن أتذكره لكن المحاولة لم تفلح أسأل الله أن يذكرنى به ولكثرة من أتعرض لهم يوميا ..
والشئ القريب الذى جاء به على وجه التحديد هو إعجاز فى علم النحو والصرف فى أول كل آية من السورة أو آيتين يتواجد بنفس العدد فى السورة ولكنى لم استوعبه جيدا فقد كان على سفر ولم ألتق به إلا مرة واحدة ولذا لما قرأت بحثكم الرائع قرنت بين المثانى والآيتين التى فى أول السور....
شكر الله لك أخى اسماعيل ، ويسرنى كثيراً أن تكون أبحاثى موضع نفع لأى مؤمن أو مؤمنة
أما عن موضوع معجزة المثانى بفواتح السور فإنها لا تقتصر كما ترى على النحو والصرف فحسب ، وإنما تشمل كذلك المفردات والتعبيرات ، فهى بذلك أشمل وأوسع فى تناولها ومنهجيتها مما جاءك به الرجل المذكور
ومع ذلك فقد كان مما يسرنا لو أمكننا التعرف على ما فى جعبة هذا الرجل ، فقد يكون فى هذا اثراء واضافة لهذا البحث ، فالعلم بحر لا ساحل له ، وفوق كل ذى علم عليم
 

النموذج الحادى عشر :
مثانى فاتحة سورة الحجر


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)
المثانى الإعجازية :
" فسوف يعلمون " :
ورد هذا التعبير فى القرآن كله ست مرات فى خمس سور
ومعنى هذا أنه قد جاء مرتين فى سورة واحدة من بين السور الخمس
تلك السورة الوحيدة كانت سورة " الحجر " ، إذ تكرر فيها هذا التعبير مرة أخرى فى الآية 96 ، وبلغ معدل التكرار المطلق
وهذا بيان تفصيلى بجميع مواضع ذكره فى القرآن :
1 - ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ - الحجر / 3
2 - إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ . الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ - الحجر / 96
3 - لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ - العنكبوت / 64
4 - فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ - الصافات / 170
5 - الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ - غافر / 70
6 - فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ - الزخرف / 89

ملحوظة : لم تتناول دراسة " إعجاز النظام القرآنى " هذه السورة بتاتا
 

بسم الله الرحمن الرحيم


ثانياً - قصة هذا البحث :
هذا البحث هو امتداد وتكملة من جهة ، وتصويب وتقويم من جهة أخرى للدراسة التى أعدها الباحث الإسلامى اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب رحمه الله ،والمسماة : " إعجاز النظام القرآنى " والتى صدرت طبعتها الأولى عن مكتبة غريب بالقاهرة سنة 1400 هـ / 1980 م
وقد تركها صاحبها رحمه الله دون تكملة قائلا : " ونكتفى بهذا القدر الآن ، على أن يُترك استكمال دراسة بقية السور الأخرى كثيرة العدد من الآيات لفرصة أخرى قد تتاح قريباً لى أو لغيرى " أنظر ص 76 من " إعجاز النظام القرآنى "
ثم حدث فى سنة 1994م أن ألتقيت سيادته ، وتناقشنا طويلاً فى بعض المسائل العلمية ، ثم تطرق الحديث إلى دراسته المذكورة ، فأخبرته بأنى قد عكفت على إستكمالها عكوفاً تاماً لمدة سبع سنين متصلة ، من سنة 1987 حتى 1994 ، حتى تمكنت بفضل الله تعالى وتوفيقه من تطبيق نظريته على أكثر من خمسين سورة بنجاح تام - وكان رحمه الله قد اقتصر فى دراسته على 19 سورة فحسب - وقد فرح رحمه الله بهذا الخبر وأهدانى أحد أعماله المنشورة مع توقيعه عليها
تلك هى قصة هذه الدراسة الرائدة فى إعجاز فواتح السور ، غفر الله لصاحبها وعامله بما هو أهل له ، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة
استاذ عليمي تحية تقدير لمجهودك بارك الله فيكم كنت اريد ان اعرف هل عدد السور التي تنظبق عليها هذه الظاهره 69 سوره (ظاهرة مثاني الفواتح) حسب مافهمت من هذه الفقره واعتقد انك ذكرت ان المقياس عندك في تحديد هذه السور هي السور التي تزيد من 57 ايه اليس كذلك
ثانيا هل دراسة اعجاز النظام القراني كانت تقتصر علي مثاني فواتح السور ام كانت هناك درسات اخري في هذا البحث
 
استاذ عليمي تحية تقدير لمجهودك بارك الله فيكم كنت اريد ان اعرف هل عدد السور التي تنظبق عليها هذه الظاهره 69 سوره (ظاهرة مثاني الفواتح) حسب مافهمت من هذه الفقره واعتقد انك ذكرت ان المقياس عندك في تحديد هذه السور هي السور التي تزيد من 57 ايه اليس كذلك
ثانيا هل دراسة اعجاز النظام القراني كانت تقتصر علي مثاني فواتح السور ام كانت هناك درسات اخري في هذا البحث

أخى أحمد ، بارك الله فيك
أولا : أهنئك بترقيتك إلى " مشارك فعال " فى الملتقى بعد كتابة مشاركتك السابقة والتى تحمل العدد 100
ثانياً : بخصوص سؤالك الأول عن عدد السور التى انطبقت عليها هذه الظاهرة الإعجازية فأقول :
دعك أخى مما قلته سابقاً ، وسأقدم إليك الآن - وإلى كل المتابعين للموضوع - أحدث وأدق الإحصاءات المتعلقة بنتائج هذه المعجزة من بعد التمحيص والتدقيق ، فأقول وبالله التوفيق:
انطبقت هذه الظاهرة الإعجازية على طائفتين من السور ، هما :
الطائفة الأولى : وهى تمثل كل السور التى يبلغ عدد آياتها 62 آية فما فوق ذلك ، وهذا بحسب العد الكوفى
الطائفة الثانية : وتمثل بعض السور التى عدد آياتها أقل من 62 آية ووفقاً للكوفى أيضاً
وعدد سور الطائفة الأولى يبلغ 36 سورة تماماً فى العد الكوفى
أما ما انطبق معى على سور الطائفة الثانية فيبلغ قرابة 17 سورة من جملتها
وبذلك يكون إجمالى عدد السور التى انطبقت عليها هذه الظاهرة الإعجازية حوالى 53 سورة
وهذا العدد يشمل مجموع ما اكتشفته أنا ، وما اكتشفه من قبلى اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب رحمه الله ، أى أن هذا العدد لا يخصنى وحدى ، وإنما الذى يخصنى منه حوالى 34 سورة ، هذا بخلاف السور التى أخطأ هو رحمه الله فى تحديد مثانيها وقمت أنا بتصويبها وإستخراج المثانى الصحيحة منها
ومما هو جدير بالذكر أن تلك السور التى انطبقت عليها هذه الظاهرة الإعجازية يفوق مجموع آياتها جميعا ما نسبته 70 % ، أو ما يقترب من 72 % من جملة آيات القرآن البالغ عددها 6236 آية فى العد الكوفى
وأعتقد أن نسبة 72 % من عدد آيات القرآن ليست بالنسبة الصغيرة ولا ريب
أليس كذلك يا أهل القرآن وخاصته ؟
أما عن سؤالك الثانى فإن الجواب عنه سوف يطول وأنا أعانى أخى حالياً من ضيق الوقت ، فأرجو أن تعذرنى فى تأجيله إلى الغد إن شاء الله
وشاكر لك اهتمامك وحرصك
 
أما عن سؤالك الثانى فإن الجواب عنه سوف يطول وأنا أعانى أخى حالياً من ضيق الوقت ، فأرجو أن تعذرنى فى تأجيله إلى الغد إن شاء الله
وشاكر لك اهتمامك وحرصك
اشكرك استاذ عليمي .انا اعرف مسالة ضيق الوقت عندك وفقك الله دائما وكان في عونك وبالتاكيد نعذرك وننتظرك في الوقت المناسب لك . لاحظت ملاحظات لعلها تعجبك
1-اذا ابتدانا العد من الرقم 53 وهو عدد السور التي انطبقت عليها هذه الظاهره الي الرقم 114 عدد سور القران الكريم سيكون هناك 62 رقم وهو رقم مقياس عدد الايات للسور التي اكتشفت فيها هذه الظاهره.
2- عدد السور التي انطبقت عليها هذه الظاهره 36 سوره التي هي اكبر 62 ايه (المقياس الذي اتخذته) بصف الرقمين 36 و 62 ينتج الرقم 6236 وهذا عدد ايات القران الكريم وبجمع ارقام العددين 36و62 ( 3+6+2+6 =17) 17 هو عدد السور اقل من 62 ايه التي تنطبق عليها الظاهره فواتح المثاني
3-عدد السور التي اقل من 62 ايه هو 17 سوره والعدد 17 في ترتيب الاعداد الاوليه (باعتبار العدد واحد عدد اولي ) هو العدد 53 وهو اجمالي السور التي انطبقت عليها الظاهره (الاعداد الاوليه معروف اهميتها في ابحاث اعجاز ترتيب القران) مجموع ارقام كل عدد من الاعداد السابقه متساويه حيث 62 (6+2=8و17(7+1=853(5+3=8).
والله اعلم هذا اجتهاد ربما تكون هذه اشارات لهذه السور
 
. لاحظت ملاحظات لعلها تعجبك
1-اذا ابتدانا العد من الرقم 53 وهو عدد السور التي انطبقت عليها هذه الظاهره الي الرقم 114 عدد سور القران الكريم سيكون هناك 62 رقم وهو رقم مقياس عدد الايات للسور التي اكتشفت فيها هذه الظاهره.
2- عدد السور التي انطبقت عليها هذه الظاهره 36 سوره التي هي اكبر 62 ايه (المقياس الذي اتخذته) بصف الرقمين 36 و 62 ينتج الرقم 6236 وهذا عدد ايات القران الكريم وبجمع ارقام العددين 36و62 ( 3+6+2+6 =17) 17 هو عدد السور اقل من 62 ايه التي تنطبق عليها الظاهره فواتح المثاني
3-عدد السور التي اقل من 62 ايه هو 17 سوره والعدد 17 في ترتيب الاعداد الاوليه (باعتبار العدد واحد عدد اولي ) هو العدد 53 وهو اجمالي السور التي انطبقت عليها الظاهره (الاعداد الاوليه معروف اهميتها في ابحاث اعجاز ترتيب القران) مجموع ارقام كل عدد من الاعداد السابقه متساويه حيث 62 (6+2=8و17(7+1=853(5+3=8).
والله اعلم هذا اجتهاد ربما تكون هذه اشارات لهذه السور
سبحان الله العظيم ! !
ما شاء الله ، فتح الله عليك أخى أحمد وأنار بصيرتك أكثر فأكثر
وتقول : لعلها تعجبك ! !
وأقول : بل عجبتُ منها ، وأُعجَبتُ بها معاً ! !
ما هذه الروعة يا أخى ؟ ! !
ووالله الذى لا إله غيره لقد فوجئت بهذه الملاحظات ولم أنتبه إليها من قبل ، ولا أدرى كيف لم أنتبه إليها ؟!!
وأستطيع الآن أن أوافقك على قولك : ربما تكون هذه اشارات لهذه السور
نعم يا أخى ، إنها إشارات على الأرجح ، وهى تعزز صدق نتائج البحث وتؤكدها
بارك الله فيك وزادك علما وفهماً
ونرجو أن يشاركنا باقى الإخوة والأخوات ويطرحوا ملاحظاتهم
والسلام عليكم ورحمة الله
 
1-اذا ابتدانا العد من الرقم 53 وهو عدد السور التي انطبقت عليها هذه الظاهره الي الرقم 114 عدد سور القران الكريم سيكون هناك 62 رقم وهو رقم مقياس عدد الايات للسور التي اكتشفت فيها هذه الظاهره.
2- عدد السور التي انطبقت عليها هذه الظاهره 36 سوره التي هي اكبر 62 ايه (المقياس الذي اتخذته) بصف الرقمين 36 و 62 ينتج الرقم 6236 وهذا عدد ايات القران الكريم وبجمع ارقام العددين 36و62 ( 3+6+2+6 =17) 17 هو عدد السور اقل من 62 ايه التي تنطبق عليها الظاهره فواتح المثاني
3-عدد السور التي اقل من 62 ايه هو 17 سوره والعدد 17 في ترتيب الاعداد الاوليه (باعتبار العدد واحد عدد اولي ) هو العدد 53 وهو اجمالي السور التي انطبقت عليها الظاهره (الاعداد الاوليه معروف اهميتها في ابحاث اعجاز ترتيب القران) مجموع ارقام كل عدد من الاعداد السابقه متساويه حيث 62 (6+2=8و17(7+1=853(5+3=8).
والله اعلم هذا اجتهاد ربما تكون هذه اشارات لهذه السور
اشكرك استاذ عليمي بارك الله فيك واكرمك دائما لقد شجعتني ان اضيف ملاحظه رقم 4- مجموع العدد 53 (اجمالي عدد السور )زائد العدد17( عدد السور التي اقل من 62 ) اي(53+17) هو 70 ربما هذه اشاره الي نسبة 70% التي اشرت اليها وهي نسبة اجمالي عدد الايات لكل السورال 53الي اجمالي عدد ايات القرأن
واعتقد ايضا ان استاذ عبدالله جلغوم له مقالات عن العددين 36 و 62 باعتبارهم من الاعداد المهمه في ترتيب القران ربما يضيف الينا المزيد
 
واعتقد ايضا ان استاذ عبدالله جلغوم له مقالات عن العددين 36 و 62 باعتبارهم من الاعداد المهمه في ترتيب القران ربما يضيف الينا المزيد
بكل تأكيد ، يسرنى للغاية أن يشاركنا الأستاذ جلغوم بما يعن له من ملاحظات حول الإحصاءات التى أوردتها
وقد أعجبتنى بالفعل ملاحظتك حول العدد 6236 والذى هو عدد آى القرآن الكريم ، وكيف أنه مركب من عددين بينهما علاقة وثيقة جداً ، حيث العدد الأول 36 هو عدد السور التى يبدأ عدد آياتها من بداية العدد الثانى 62 ، فسبحان الله ! !
وأنتقل الآن إلى سؤالك الثانى الذى طرحته بالأمس ، ووعدتك بالجواب عنه اليوم ، وكان عن الموضوعات التى تناولتها دراسة " إعجاز النظام القرآنى " ، فإليك هذا العرض الموجز :
موضوع هذه الدراسة كان يتناول بالأساس" وحدة السورة القرآنية " من الناحيتين : الموضوعية والبيانية ، وكان يحاول إثبات هذه الوحدة بإسلوب علمى من خلال المنهج الإحصائى ، وإليك طرفاً مما قاله رحمه الله فى دراسته :
قال فى المقدمة بعد حمد الله والثناء عليه : " هذا كتاب لا يحتاج إلى تقديم كثير ، يقع فى مبحثين ، يتحدث الأول فى " النظام القرآنى " ، ويتحدث الثانى فى " النظام الكونى " . ثم ينتهى بخاتمة تقرر نتيجة ما إنتهت إليه هذه الدراسة ، وهى نتيجة منطقية تماثل فى استخراجها تلك النتائج التى تعقب النظريات الهندسية "
وفى باب " النظام القرآنى " قال رحمه الله :
" تبدأ دراسة الظواهر المختلفة بملاحظة خاصية من خواصها تجذب انتباه الإنسان إليها . . . تبدأ بعد ذلك الدراسة الموضوعية التى تهدف إلى تقنين تلك الظاهرة وبحث مختلف العوامل التى تؤثر فيها أو تتأثر بها ، على أسس كمية . . . وتنتهى هذه المرحلة بوضع الظاهرة فى صورة قانون ، يُصاغ كحقيقة علمية لا تقبل النقض . . وهكذا تسير دراسة " النظام القرآنى " على نفس المنوال ، فينعدم بذلك المراء فيه أو يكاد ، لأن الدراسة هنا صنو لدراسة الرياضيات والطبيعيات ، لا تسمح لأمزجة البشر المختلفة وأهوائهم المتقلبة دائما ، بالتحكم فيما انتهت إليه من تقدير كميات وإثبات خواص .
ولقد بدأت دراسة ما انتهت تسميته بـ " النظام القرآنى " بملاحظة أن كل سورة من سور القرآن تتميز باستخدام ألفاظ أو تعبيرات خاصة بها ، وهذه وإن كان من الطبيعى أن توجد فى غيرها من السور إلا أنها تغلب فى واحدة من تلك السور على كل ما عداها . . . ومن المعلوم أن القرآن لم ينزل سورة وراء سورة - إلا قليلاً أغلبه من السور القصيرة - لكنه نزل متفرقاً فى مجموعات من الآيات التى تختلف طولاً وعدداً ، وأحياناً نزل ببعض آية . . . حتى إذا ما اكتمل نزول القرآن واكتملت بذلك آيات كل سورة ، نجد أن السور المكية تضم آيات مدنية نزلت بعدها بسنين، وأن السور المدنية تضم آيات مكية نزلت قبلها بسنين . . . فإذا ما وجدنا بعد ذلك أن اكتمال الآيات فى سورها - خلال تلك المدة الطويلة التى بلغت نحو 23 عاماً - قد جاء وفق " نظام " ، لأدركنا على الفور أننا أمام معجزة محسوسة ، لكل من يطلب المزيد من معجزات القرآن "
وتحت عنوان " نظرية وحدة السورة " قال رحمه الله :
" 1 - السورة تجَمُع متكامل ، انتظمت كلماتها فى آيات ، ثم انتظمت الآيات معا فى هذا التجمُع وسُوّر عليها
2 - كما أن لكل سور قوائم أو روابط فهكذا السورة . ويتمثل ذلك الرباط فى كلمة أو تعبير يتكرر ذكره فى السورة ، إما بنفس اللفظ ، أو بلفظ مستخرج منه ، مثل تعريف النكرة أو العكس ، أو إضافة ضمير أو العكس ، أو جمع لمفرد أو عكسه
3 - قد يكون للسورة الواحدة أكثر من رباط
4 - للسورة رباط رئيسى يتردد ذكره فيها أكثر من غيرها من سور القرآن " وتلك هى مثانى الفواتح ، وإن كان الأستاذ أحمد عبد الوهاب قد أعطاها اسماً آخر هو " العلامات "
يكفى هذا الآن فقد تعبت من كثرة الكتابة ، وربما عاودت تكملة الموضوع فى فرصة أخرى إن شاء الله
 
جزاك الله خيرا استاذ عليمي ولانريد ابدا ارهاقكم فلاتتعجل في الاجابه اخي الكريم خاصه ان الكتابه الكثيره ترهق وتمل وخذ وقتك حتي لو كانت ردودك ليست فوريه فليس هناك مشكله في الانتظار بعض الوقت .زادك الله من حسناته بمجهودك الكبير في هذا الموضوع
 
استكمل عرضى الموجز لدراسة " إعجاز النظام القرآنى " بناءا على طلب الأخ العزيز أحمد مجدى ، فأقول :
بعد أن عرض الباحث لـ " نظرية وحدة السورة " أخذ يستعرض الروابط التى حققت معدل التكرار المطلق فى طائفة من السور بلغت 19 سورة ، واستغرق هذا قرابة الخمسين صفحة من ص 28 وحتى ص 76
بعد ذلك وبدءًا من ص 80 تناول قضية " وحدة المصحف " من جانبها الموضوعى ، ملقياً الضوء على جهود الإمام جلال الدين السيّوطى رحمه الله فى علم المناسبات بين السور ، أى فى أسرارترتيب سور القرآن ، وذلك من خلال كتابه " تناسق الدرر فى تناسب السور " ، والذى تم تحقيقه ونشره حديثاً تحت اسم " أسرار ترتيب القرآن "
بعد ذلك أخذ الباحث رحمه الله يتحدث فى موضوعات متفرقة فى الإعجاز العددى للقرآن ، منها :
- نماذج من دراسة الإعجاز العددى للدكتور عبد الرزاق نوفل رحمه الله
- ألفاظ البسملة الأربعة وكيف ارتبطت بالعدد 19 ومضاعفاته ، واستمر هذا الحديث حتى ص 95
- ثم تناول دراسة للدكتور على حلمى موسى عن ثراء الجذور فى ألفاظ القرآن الكريم ، من الناحيتين : اللغوية والإحصائية
- ومنها انتقل إلى دراسة رشاد خليفة عن إحصاءات الحروف المقطّعة ، وكيف أنها تتدرج تنازليا أو تصاعدياً بحسب ترتيب ذكرها فى فواتح السور ، وكمثال فإن الصيغة " الـم " مثلاً يأتى فيها الألف أكثر ذكراً فى السورة ، يليه اللام ، ثم الميم
ثم أخذ من ص 111 يتحدث عن سورة النمل بإعتبارها تمثل - حسبما يرى - محور التوازن العددى فى القرآن ، من حيث عدد آيات القرآن قبلها وبعدها ، وعلاقة هذا بالبسملة الواردة فيها فى قصة سليمان عليه السلام ، حيث رأى أن البسملة فيها تمثل هى الأخرى محور التوازن فى قصة سليمان بسورة النمل ، من حيث عدد آيات القصة قبلها وبعدها فى السورة
وقد أطال رحمه الله فى حديثه عن سورة النمل ، حيث وصل به إلى ص 125
ثم ختم الباحث كتابه هذا بفصل عن النظام الكونى الموازى للنظام القرآنى ، فتحدث عن سنن الله عز وجل فى بناء الذرات وعن توزيع الألكترونات فيها ، ثم سننه تعالى فى بناء جزيئات المادة ، وفى بناء الكائن الحى ، ثم فى مدارات الكواكب وحركة المجرات . . الخ
هذا عرض موجز ، ولكن أحسبه وافياً بالغرض إن شاء الله
 
عودة
أعلى