ما علاقة علم التفسير بعلم البلاغة ؟

ابن ماجد

New member
إنضم
28 ديسمبر 2005
المشاركات
49
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
هل من كلمة شافية في هذا الموضوع ومفصلة ؟ جزاكم الله خيرًا
 
ابن ماجد حفظه الله
إجابة شافية ومفصلة لا يمكن في مثل هذا المقام ؛ لأن ذلك يتطلب بحثًا كاملاً .
لكن من وجهة نظري أن في الأمر تفصيل ، فهناك موضوعات من علم البلاغة تدخل في بيان المعنى ، وتلك تكون من علم التفسير ؛ لأن فيها بيانًا عن المعنى . وهناك معلومات ـ وهي الغالب الأعم ـ لا تدخل في بيان المعنى ، وإنما هي مما وراء المعنى ، وهذه لا تدخل في علم التفسير ، وإنما يحتاجها من يريد الحديث عن إعجاز القرآن الكريم ، وقد يقع خلط في هذا كما وقع للزمخشري لما جعل من شروط المفسر معرفة البلاغة بدون تفصيل ، وإنما يحتاجها من أراد بيان بلاغة القرآن وإعجازه ، والله أعلم .
 
وجهة نظر أخرى :
مع تأكيدي على ما قاله الدكتور مساعد حفظه الله بأن هذا السؤال جوابه يطول ولكني أرى أن في علم البلاغة جانباً يسمى بعلم البيان ، وهذا من أهم جوانب البلاغة تعلقاً بعلم التفسير ، واسم هذا الفن ينبئك عن مضمونه ، وإن دراسة علم التفسير بالاعتماد على علم البلاغة ينشط الحركة اللغوية في ذهن المفسر من خلال تنشيط صور المعاني وتحسسها في النفس كأنها جزء منا . والله أعلم .
 
[line][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
اسمحوا لي أن أبيّن رأيي في هذا الموضوع من خلال أول مشاركة لي في ملتقاكم، أسأل الله أن يكون ملتقى خير وبركة في ظلال القرآن وعلومه.
للوقوف على العلاقة بين البلاغة والتفسير، يجمُل بنا أن نعرف معنى كلٍّ من العلمين، علم البلاغة وعلم التفسير، أما علم التفسير، فهو العلم الذي يعين على كشف وبيان معاني آيات القرآن الكريم، واستخراج الأحكام منها.
أما البلاغة (لغة) فهي: الوصول والانتهاء، وعرّفها صاحب التلخيص (اصطلاحاً)، فقال: "البلاغة في الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته .. فالبلاغة راجعة إلى اللفظ باعتبار إفادته المعنى بالتركيب" [التلخيص، القزويني، ص33].[/move]
نفهم من هذا أن سلامة تركيب الكلمات إذا أدى إلى إفادة معنى يكون هذا من البلاغة، أي أن الكشف عن المعنى والوصول إلى المقصود هو من البلاغة. وهذا بحدّ ذاته يكشف عن علاقة البلاغة بالتفسير.
وليس عبثاً أن أطلق العلماء على أبرز قسم من أقسام البلاغة (علم المعاني)، فلولا التصاقه بالمعاني وكشفه عنها لما كان لهذه التسمية كبير فائدة.
وليس عبثاً كذلك أن ربط الإمام المفسر صاحب القريحة الوقادة البليغ الماهر جار الله الزمخشري بين القدرة على التصدي لعلم التفسير والبراعة في علمي البيان والمعاني، حيث قال في مقدمة تفسيره (الكشاف): "لا يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق، ولا يغوص على شيء من تلك الحقائق، إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن، وهما: علم المعاني، وعلم البيان، وتمهل في ارتيادهما آونة، وتعب في التنقير عنهما أزمنة..".
فإذا عرفنا أن التقديم والتأخير (مثلاً) مبحث من مباحث علم المعاني الذي هو أحد أقسام علم البلاغة وإذا عرفنا ما له من أثر على المعنى، نعلم حينئذِ مدى الالتصاق بين علم المعاني وعلم التفسير.
[align=justify] فليس تقديم المفعول (إياك) في قوله تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين" إلا لمعنى أفاده هذا التقديم، وهو التخصيص؛ لذلك قال المفسرون إن تفسير الآية: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة، ولم يقولوا: نعبدك ونستعينك... وفرقٌ بين التفسيرين.
كما أن اختيارَ اللفظة القرآنية الذي هو من مظاهر البلاغة أمرٌ شديد الصلة بالمعنى الذي تفيده الآية، وإلا فلماذا ذكر الله عز وجل كلمة (السنة) تارة، وكلمة (العام) تارة أخرى في الآية نفسها؟ فقد قال تعالى: "ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً"؟ لم يكن ذلك إلا لأن كل كلمة تعطي معنى مختلفاً عن الآخر. [للتوسع انظر: إعجاز القرآن الكريم، د. فضل عباس، ص178].[/align]
وهذا يقال في جميع مباحث البلاغة من (التعريف والتنكير) و(الحذف والذكر)، وكذا يقال في علم البيان من تشبيهات واستعارات ومجازات.
قد يعترض أحد على ما ذكرتُه بأن هذه الأمور المذكورة كلها أمور تعكس إعجاز القرآن الكريم، فالبلاغة متصلة بالإعجاز لا بالتفسير.
وأقول: إن هذه العلوم متشابكة، لا يمكن الفصل بينها بحدود عازلة، فبعضها يؤدي إلى بعض، ويكمل بعضها بعضاً، فليس لنا أن نكتشف إعجاز القرآن الكريم إنْ لم يكن لدينا علم بمعانيه، ولن نستطيع أن نعرف دقائق هذه المعاني إن لم يكن لدينا علم بالبلاغة.
وأظن أن صلة علم البلاغة بعلم النحو لا يدع مجالاً للشك بأن أهم دعامة من دعائم علم التفسير هي البلاغة؛ ذلك أن أحداً لا يشك بأن التفسير يقوم على علم النحو وأن من أهم شروط المفسر أن يكون على دراية بهذا العلم.
بيان ذلك: أن تأليف الكلام وفقاً لقوانين النحو وأصوله مدخل لفهم معناه وتحديد المراد منه، ولا يخفى أن الأساس الذي قام عليه علم المعاني ـ وهو نظرية النظم ـ هو توخي معاني النحو وأحكامه، كما يقول الشيخ عبد القاهر الجرجاني صاحب نظرية النظم في كتابه العظيم (دلائل الإعجاز): "...إلا أنك قد علمت علماً أبى أن يكون للشك فيه نصيب، وللتوقف نحوكَ مذهبٌ، أنْ ليس "النظم" شيئاً إلا توخي معاني النحو وأحكامه ووجوهه وفروقه فيما بين معاني الكلم" [ص525].
وهكذا فإن موضوعي (علم المعاني) و(علم النحو) واحد، فهما يبحثان القوانين التي يجب مراعاتها في تأليف الكلام، والعلاقات القائمة بين الكلمات في الجملة وبين الجمل بعضها مع بعض، وأثر ذلك على أداء المعنى المطلوب.
[align=center]وإذا ثبتت الصلة بين علم المعاني وعلم النحو،
وإذا ثبتت أهمية علم النحو للتفسير،
يثبت ـ بلا شك ـ مدى الصلة الوثيقة التي بين علمي التفسير والبلاغة.[/align]

فلا يجوز إقصاء البلاغة عن التفسير، وإبعادها عن وظيفتها في الوقوف على الخصائص التعبيرية للآيات الكريمة واستخلاص معانيها.
ناهيك عن التأثير الذي تحدثه بلاغة آيات الكتاب العزيز في نفس السامع لها والقارئ وإيصال المعنى إلى قلبه في أحسن صورة من اللفظ.
بقيت مسألة وهي التي أشار إليها الدكتور الفاضل مساعد الطيار: "أن هناك معلومات ـ وهي الغالب الأعم ـ لا تدخل في بيان المعنى ، وإنما هي مما وراء المعنى ، وهذه لا تدخل في علم التفسير، وإنما يحتاجها من يريد الحديث عن إعجاز القرآن الكريم".
أقول: إن ما قصده الدكتور هو ما عبّر عنه الشيخ عبد القاهر بـ(المعنى) و(معنى المعنى) وإنْ شئت قلت: المعاني الأولية للفظ والمعاني الثانوية، والمقصود بـ(المعنى) أو المعاني الأولية تلك المعاني التي نجدها في المعجمات، وهي المعنى المفهوم من ظاهر اللفظ، والذي تصل إليه بغير واسطة، أما (معنى المعنى) أو المعاني الثانوية، فهي الناتجة من خصائص التراكيب اللغوية. أو أن تعقل من اللفظ معنى ثم يفضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر. [انظر: دلائل الإعجاز، ص262]، و[إتقان البرهان في علوم القرآن، د. فضل عباس، (298:2)].
وهذه المعاني الثانوية مدارها على الكناية والاستعارة والتمثيل كما يقول الشيخ عبد القاهر، وغيره من العلماء.
واضح مما تقدم أن المعاني الثانوية ناتجة من بناء الكلام على أسس البلاغة، وقد سبق الحديث عن علاقة التفسير بالبلاغة.إذن فهذه المعاني ذات صلة وثيقة بعلم التفسير.
[align=center]والله تعالى أعلم بالصواب.[/align]

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

[align=center]اللهم أكرمنا بأنوار الفهم
وأجرنا من ظلمات الوهم[/align]
 
علم البلاغة لا يستغني عن معرفته من يريد فهم القرآن على وجهه . وما ذكره الإخوة الفضلاء - الدكتور مساعد والأستاذ مرهف والأخت الباحثة باحثة - أشار إلى جانب مهم من هذه العلاقة الوثيقة بين علم البلاغة والتفسير. وقد أحسنت الباحثة الكريمة في تعريجها على علاقة علم المعاني خصوصاً ، وبيان أهميته. وقد كتب الباحثون في علم البلاغة في كثير من موضوعاتهم التفصيلية عن بلاغة القرآن الكريم إلى هذه العلاقة بين البلاغة والتفسير وأفاضوا في ذلك.
 
إضافة مني قد تكون مهمة ، والله أعلم


كلامكم عجيب ومفيد

أكيد أن إعجاز القران في الجانب البلاغي قوي جداً ، يعرفه أهل التخصص في علمي التفسير والبلاغة ، لكن ما أود التنبيه عليه أن البلاغيين كان لهم أخطاء في التفسير كانت من هذا الباب ، أقصد البلاغة ، سيما في باب العقيدة ، وخاصة في الصفات الألهية .

أذكر ونحن في الجامعة أنّه حصل خطأ نبهنا عليه شيخنا بعد مروره بوقت ، وهو في صفة من الصفات وكان الخطأ في المحسنات البديعية وفي باب " المشاكلة " .

لعله في " ويمكرون ويمكر الله "

المهم ما أود المشاركة به باختصار هو أنه :
قد تكون البلاغة باب يمكن أن يُصد به عن الحق في جوانب عقدية
 
إن فهم القرآن الكريم وتفسيره بالاستعانة بعلوم البلاغة يُعدَّ تفسيراً بالرأي (الدراية)، وحتى يكون التفسير بالرأي محموداً مقبولاً لا بد أن تتوفر فيه شروط معروفة لدى المهتمين بهذا العلم، مثل موافقة ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم بتر النص القرآني عن سياقه، وموافقة اللغة العربية، وأن لا يكون التفسير موافقاً لبدعة أو هوى. [للتوسع، انظر: التفسير والمفسرون، الذهبي، (281:2)، والتفسير أساسياته واتجاهاته، د.فضل عباس، ص208].
فإذا اختل شرط أصبح التفسير مذموماً .
وعليه فإن علم البلاغة إذا سُخِّر لتفسير الآيات الكريمة ضمن هذه الشروط فلا مانع منه ما دام يجلي المعنى ويوضح الصورة.
أما إذا أدى إلى محاذير شرعية عقدية فلا خلاف في أنه مردود، فالأمر فيه تفصيل إذن، ولا يجوز أن نردّ هذا العلم المهم جملة.
وكذا يقال في جميع العلوم التي تُعدّ وسائلَ للمفسر في تفسير القرآن الكريم، فإذا أردتَ أن تردّ علم البلاغة لما قد يترتب عليه من معانٍ فاسدة إذا تعسّف المفسر في توظيفه، فعليك أن ترد علم النحو؛ إذ فيه وجوه إعرابية مختلفة للآيات القرآنية، بعضها قد يُخرج الآية عن مقصودها، وعليك أن ترد جميع ما جاء في المعجمات من أصول لغوية للألفاظ، لأن بعضها لا يتناسب مع مراد الله تعالى.
فهذا الإمام الزمخشري ـ رحمه الله وغفر له ـ تكلّف حين فسّر قوله تعالى: "وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة"، ففسر (ناظرة)، بأنها منتظرة، هروباً من إثبات الرؤية لله تعالى يوم القيامة، فمع أن هذا المعنى لا يخالف اللغة العربية إلا أنه يخالف الظاهر من اللفظ، بلا قرينة صارفة، ويخالف السياق، ويوافق مذهبه المعتزلي.
ولكن، لم يقل أحد بعد أن قال الزمخشري ما قال إن دلالات الألفاظ الواردة في اللغة يجب أن تُرفض ولا يُستعان بها في فهم كتاب الله تعالى، وإنما قيّدوا الأمر بعدم اتباع الهوى .
هذا مثال يمكن أن يقاس عليه أي تكلّف أو تعسف أو ليّ لعنق الآية القرآنية، باستخدام أي علم من العلوم التي تصب في توضيح معاني القرآن الكريم.
أما بالنسبة لقوله تعالى: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" [الأنفال:30]، فلم يفسر هذه الآية أحد من أهل السنة تفسيراً يتنافى مع الأصول العقدية المقررة لديهم، وإذا وُجد تفسير مخالف لا يتناسب مع تنزيه الله تعالى فهو بلا شك منسوب لصاحب بدعة وهوى.
ومثل هذا التفسير يردّ لا علم البلاغة.
ولزيادة الفائدة أنقل ما جاء في تفسير الشيخ أبي السعود رحمه الله،وهو من أئمة المفسرين، قال:
{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ } أي يرد مكرَهم عليهم أو يجازيهم عليه أو يعاملهم معاملةَ الماكرين وذلك بأن أخرجهم إلى بدر وقلل المسلمين في أعينهم حتى حمَلوا عليهم فلقُوا منهم ما لقُوا { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ } لا يُعبأ بمكرهم عند مكرِه، وإسنادُ أمثالِ هذا إليه سبحانه مما يحسن للمشاكلة، ولا مساغَ له ابتداءً لما فيه من إيهام ما لا يليق به سبحانه.أ.هـ.
والله أعلم بالصواب

ــــــــــــــ
[align=center]اللهم أكرمنا بأنوار الفهم
وأجرنا من ظلمات الوهم
[/align]
 
هناك كتاب جيد في هذا الموضوع بعنوان (علاقة التفسير بالبلاغة عند الزمخشري) لعمر حامد الملا حويش. لعلك تراجعه أخي الكريم ففيه تفاصيل جديرة بالقراءة.
 
علاقة البلاغة بالتفسير

علاقة البلاغة بالتفسير

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. أما بعد،
فالحديث في علاقة البلاغة بالتفسير يطول كما قال الشيخ مساعد وغيره؛ ولكن ألمح إلى ما يلي:
1- علم البلاغة بيان للسان العرب وأساليبهم ونظمهم، وكتاب الله تعالى نزل بهذا اللسان العربي، كما قال الله عز وجل: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)[يوسف: 2].
ومن سنة الله تعالى في إرسال الرسل وإنزال الكتب أن يكون الرسول والكتاب بلسان القوم الذين أرسل فيهم وأنزل إليهم، كما قال الله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) [إبراهيم: 4].
ولما اصطفى الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً إلى قومه العرب خاصة والناس كافة؛ أنزل إليه كتابه بلغة قومه العرب؛ ليفهموا عن الله مراده وخطابه، بياناً لهم وحجة عليهم، كما قال الله تعالى: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)[يوسف: 2]، وقال سبحانه: (قرآناً عربياً غير ذي عوجٍ لعلهم يتقون) [الزمر: 28]. وينظر ما قاله الإمام أبو جعفر الطبري في أول مبحث من مباحث مقدمة تفسيره.
ولهذا كانت لغة العرب من المصادر المهمة التي بها يعرف كلام الله تعالى، فلا بد لمن يريد تفسير آيات القرآن الكريم وتوجيهها من معرفة اللغة التي بها نزل، قال الخطيب البغدادي: (يحتاج الناظر في علم القرآن إلى حفظ الآثار ودرس النحو وعلم العربية واللغة؛ إذ كان الله تعالى إنما أنزله بلسان العرب)(1)، وقال ابن فارس: (إن العلم بلغة العرب واجب على كل متعلق من العلم بالقرآن والسنة والفتيا بسبب، حتى لا غناء بأحد منهم عنه؛ وذلك أن القرآن نازل بلغة العرب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عربي، فمن أراد معرفة ما في كتاب الله جل وعز، وما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل كلمة غريبة أو نظم عجيب؛ لم يجد من العلم باللغة بدا)(2)، وقال الشاطبي: (لا بد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين، وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، فإن كان للعرب في لسانهم عرف مستمر فلا يصح العدول عنه في فهم الشريعة، وإن لم يكن ثم عرف فلا يصح أن يجرى في فهمها على ما لا تعرفه، وهذا جار في المعاني والألفاظ والأساليب)(3).
(وما زال السلف ومن كان على هديهم يستدلون على معاني الكتاب والسنة بكلام العرب من شعر وغيره، وإذا أشكل عليهم فهم لفظة أو تركيب رجعوا إلى كلام العرب وأسلوبها في الكلام)(4)، وقد حكى صاحب كتاب ”المباني في نظم المعاني“ إجماع الصحابة رضي الله عنهم على تفسير القرآن على شرائط اللغة(5)، وعمَلُ مفسري السلف رحمهم الله بالأخذ بلغة العرب في التفسير إجماعٌ فعلي منهم(6).
(ويفهم من ذلك أن معرفة اللغة العربية شرط في فهم القرآن؛ لأن من أراد تفسيره وهو لا يعرف اللغة التي نزل بها القرآن فإنه لا شك سيقع في الزلل؛ بل سيحرف الكلم عن مواضعه)(7)، وقد روى الخطيب البغدادي عن الحسن البصري أنه سئل: أ رأيت الرجل يتعلم العربية، يطلب بها حسن المنطق، ويلتمس أن يقيم قراءته؟، فقال: حسن، فتعلمها يا أخي، فإن الرجل ليقرأ الآية، فيعي بوجهها، فيهلك فيها)(8)، ولقد أنكر بعض الأئمة على من أخطأ في تفسير كتاب الله من جهة جهلهم بلغة العرب أو قلة المعرفة بها(9).
ومع أن اللغة العربية تعد من أهم مصادر التفسير؛ إلا أنها لا تستقل بفهم القرآن وتفسيره وتوجيه آياته وألفاظه، دون سائر المصادر الأخرى كالقرآن والسنة وآثار السلف رحمهم الله؛ لأن التفسير الصحيح قد يكون من جهة هذه المصادر، أو تكون هذه المصادر محددة للمعنى اللغوي المحتمل عند تعدد وجوه التفسير(10)،.
2- يختلف العلماء في تحديد وجوه الإعجاز في القرآن إلا أنهم يتفقون -عدا من رأى قصر الإعجاز في الصرفة- على أن الإعجاز البلاغي وجهاً مهماً لا يمكن إغفاله. ولقد عني علماء الإعجاز بهذا الجانب أكثر من غيره، فدونوا في مؤلفات الإعجاز ملحوظاتهم وآراءهم وأفكارهم البلاغية، حتى أصبح معظم الكتب المؤلفة في الإعجاز القرآني مصادر بلاغية، كرسالة الخطابي في إعجاز القرآن، والنكت في إعجاز القرآن للرماني، وإعجاز القرآن للباقلاني، والبرهان الكاشف عن إعجاز القرآن للزملكاني،وغيرها من الكتب، ثم صار البلاغيون يؤلفون مؤلفاتهم البلاغية لتكون وسيلة لفهم الإعجاز القرآني، كما تدل عليه عناوين هذه المؤلفات: دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز للفخر الرازي، والطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز للعلوي، وغيرها من المؤلفات، وكثيراً ما يؤكدون أهمية تعلم البلاغة لفهم القرآن وإدراك إعجازه، ومن ذلك قول أبي هلال العسكري في مقدمة كتاب الصناعتين: (اعلم –علمك الله الخير- أن أحق العلوم بالتعلم وأولاها بالحفظ -بعد المعرفة بالله جل ثناؤه- علم البلاغة والفصاحة الذي يعرف به إعجاز كلام الله)، وقول ابن سنان الخفاجي في مقدمة كتاب سر الفصاحة: (لا بد لمن يبحث في إعجاز القرآن من معرفة سر الفصاحة والبلاغة، سواء أقال بالصرفة أم بغيرها) مع أن ابن سنان يقول بالصرفة، وقول السكاكي في كتاب مفتاح العلوم وهو يتحدث عن الإعجاز: (ولا يمكن تحصيله لغير ذوي الفطرة إلا بإتقان علمي المعاني والبيان والحذق فيهما) وغيرها من الأقوال.
3- نبه العلماء إلى أهمية العناية بعلم البلاغة لمن أراد تفسير القرآن الكريم، فضلاً عن علوم اللغة الأخرى كما سبق ذكره، وأذكر هنا قول أبي حيان في مقدمة تفسيره البحر المحيط: (اعلم أنه لا يرتقي من علم التفسير ذروته، ولا يمتطي منه صهوته، إلا من كان متبحراً في علم اللسان، مترقياً منه إلى رتبة الإحسان...) ثم قال: (ولنبين أن علم التفسير ليس متوقفاً على علم النحو فقط، كما يظنه بعض الناس؛ بل أكثر أئمة العربية هم بمعزل عن التصرف في الفصاحة والتفنن في البلاغة، ولذلك قلت تصانيفهم في علم التفسير، وقل أن ترى نحوياً بارعاً في النظم والنثر، كما قل أن ترى بارعاً في الفصاحة يتوغل في علم النحو. وقد رأينا من ينسب إلى للإمامة في علم النحو وهو لا يحسن أن ينطق بأبيات من أشعار العرب، فضلاً أن عن يعرف مدلولها، أو يتكلم على ما انطوت عليه من علم البلاغة والبيان، فأنى لمثل هذا أن يتعاطى علم التفسير؟ ولله در أبي القاسم الزمخشري حيث قال في خطبة كتابه في التفسير ما نصه: إن أملأ العلوم بما يغمر القرائح، وأنهضها بما يبهر الألباب القوارح، من غرائب نكت يلطف مسلكها، ومستودعات أسرار يدق سلكها؛ علم التفسير الذي لا يتم لتعاطيه وإجالة النظر فيه كل ذي علم، كما ذكر الجاحظ في نظم القرآن، فالفقيه وإن برز على الأقران في علم الفتاوى والأحكام، والمتكلم وإن بز أهل الدنيا في صناعة الكلام، وحافظ القصص والأخبار، وإن كان من ابن القرية أحفظ، والواعظ وإن كان من الحسن البصري أوعظ، والنحوي وإن كان أنحى من سيبويه، واللغوي وإن علك اللغات بقوة لحييه؛ لا يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق، ولا يغوص على شيء من تلك الحقائق، إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن، وهما: علم المعاني، وعلم البيان، وتمهل في ارتيادهما آونة، وتعب في التنقير عنهما أزمنة، وبعثته على تتبع مظانهما همة في معرفة لطائف حجة الله، وحرص على استيضاح معجزة رسول الله، بعد أن يكون آخذاً من سائر العلوم بحظ، جامعاً بين أمرين: تحقيق وحفظ، كثير المطالعات، طويل المراجعات... إلى آخر ما نقله أبو حيان عن الزمخشري.
وينظر إلى ما قاله ابن خلدون في مقدمته حين تحدث عن علوم القرآن.
4- ثمة اتجاه في التفسير سمي: التفسير البياني، أو البلاغي، وهو اتجاه له جذوره في تفاسير السلف والخلف، وخص في العصر الحاضر بالتأصيل والتأليف، وقد تناوله الدكتور فهد الرومي بالبحث والدراسة والتقويم في كتابه: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، فليرجع إليه.
هذه إشارات حول علاقة البلاغة بالتفسير، أرجو أن يكون فيها ما ينفع، سائلاً الله التوفيق والسداد وحسن الفهم للقرآن، والعفو عن الزلل والعصيان، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

الحواشي==============================
( 1) الفقيه والمتفقه1/198.
( 2) الصاحبي/50.
( 3) الموافقات2/62، وانظر: كتاب الإيمان، ضمن مجموع الفتاوى7/116.
( 4) منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد2/441.
( 5) انظر: مقدمتان في علوم القرآن/201.
( 6) انظر: التفسير اللغوي للقرآن/154.
( 7) المرجع السابق/41.
( 8) الفقيه والمتفقه1/198.
( 9) انظر أمثلة ذلك في: التفسير اللغوي للقرآن/41.
( 10) انظر: المرجع السابق/50 و633.
 
الآيات التي ورد فيها صفة المكر مضافة إلى الله

الآيات التي ورد فيها صفة المكر مضافة إلى الله

[align=justify]أشارت الأخت "باحثة" في مشاركتها حول علاقة البلاغة بالتفسير إلى الانحراف في استخدام البلاغة في تفسير القرآن الكريم، وأنه ليس مانعاً من الإفادة من البلاغة في التفسير، وإنما الإنكار على سوء الإفادة، لا على العلم ذاته، وقد كتبت من قبل مشاركة بعنوان: تطويع الأساليب البلاغية لخدمة المعتقد في توجيه الآيات القرآنية ، وهذا رابطها لمن أحب الرجوع إليها:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=2430
وأحب هنا أن أنبه على ما نقلته "باحثة" عن المفسر أبي السعود العمادي في صفة المكر المضافة إلى الله عز وجل، وقد نَقَلَت الكلام على جهة التسليم، على ما ظننتُ، وقد وقعت الكاتبة فيما فرت منه، حيث استعمل أبو السعود البلاغة في توجيه الصفة توجيهاً مخالفاً لاعتقاد السلف كما فهمتُ.
وأبو السعود من فقهاء الحنفية وقضاتهم في بلاد الترك، وينهج منهج الأشاعرة في الاعتقاد، ولد سنة 898هـ، وقيل غيرها، وتوفي سنة 982هـ، وألف تفسيراً عنوانه: إرشاد العقل السليم...
ولبيان المسألة أقول:
وردت صفة المكر في آيات عديدة منها: قول الله تعالى: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) [آل عمران: 54]، وقوله تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) [الأنفال: 30]، وقوله تعالى: (ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون) [النمل: 50]،
وقد ذهب جمع من علماء البلاغة والتفسير بناء على مذاهبهم في الصفات إلى أن المكر المضاف إلى الله عز وجل ليس على حقيقته، وإنما هو مجاز عن العقوبة؛ لأنه سبب لها، فهو من التجوز بلفظ السبب عن المسبب، كما ذكر ذلك العز بن عبد السلام وابن النقيب والقزويني والزركشي(1)، أو أنه من مجاز المقابلة، كما ذكر ذلك السبكي في موضع والزركشي في آيتي آل عمران والنمل، قال الزركشي: (حمل اللفظ على اللفظ، فخرج الانتقام بلفظ الذنب؛ لأن الله لا يمكر)(2)، ومجاز المقابلة هو المشاكلة، وقد استشهد لها بآية آل عمران السكاكي والعلوي والإيجي والرعيني والسجلماسي والزركشي، وبآية النمل العلوي، وبآية الأنفال ابن البناء(3)، وقال بعد أن ذكر جملة من الشواهد: (وهذا النوع كله يقصد به المقابلة وتحقيق المساواة في المعادلة، فلذلك استعير للمعنى الثاني اللفظ عن المعنى الأول)(4)، والمشاكلة عند هؤلاء في إسناد المكر إلى الله تعالى، ظناً منهم أن المكر مذموم بإطلاق، فلا يصح إسناده إلى الله عز وجل، وإنما أسند إليه سبحانه في هذه الآيات مشاكلة للفظ المكر المسند إلى الكافرين.
واعترض السبكي في موضع آخر على عد المكر من مجاز المقابلة بذكر مكر الله في آية الأعراف: أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون [الأعراف: 99] (فإنه لم يذكر قبله ولا بعده مكر الآدمي، فلا مقابلة)(5)، والاعتراض لا على كونه مجازاً؛ وإنما على عده من مجاز المقابلة فليتنبه؛ لأن السبكي يرى أن نسبة المكر إلى الله تعالى (ولو وقع استعماله وحده فهو مجاز على الصحيح) كما قال(6)
إلا أن الزركشي رداً على هذا الاعتراض ذكر أنه (وإن لم يتقدم ذكر مكرهم في اللفظ، لكن تقدم في سياق الآية قبله ما يصير إلى مكر، والمقابلة لا يشترط فيها ذكر المقابل لفظاً؛ بل هو، أو ما في معناه)(7)، وهذا الرد فيه نظر؛ لأن المصطلح عليه في المقابلة ذكر الحقيقة بلفظها لا معناها، كما قال السبكي في رده على ابن سنان الخفاجي: (قد أغرب الخفاجي فقال في سر الفصاحة(8): إن قوله تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم) (9) من مجاز المقابلة؛ لأنه لما ذكرت البشارة في المؤمنين في آية أخرى، ذكرت في الكافرين، وهذا يقتضي أن مجاز المقابلة لا يشترط فيه ذكر الطرف الحقيقي لفظاً، بل يسمى كل اسم ثبت لأحد المتقابلين حقيقة أطلق على مقابله مجازاً، وفي هذه التسمية نظر؛ لأنها مخالفة لاصطلاح الناس)(10 ).
وعلى أي القولين فإن صرف لفظ المكر عن حقيقته إلى المجاز لا دليل عليه إلا ما يعتقده هؤلاء من نفي الصفة عن الله عز وجل، واستحالتها عليه عقلاً، وظنهم أن المكر مذموم على الإطلاق.
وقد احتمل العز وبعض من تبعه (أن يكون مكر الله حقيقياً؛ لأن المكر هو التدبير فيما يضر الخصم خفية، وهذا متحقق من الله عز وجل باستدراجه إياهم بنعمه مع ما أعده لهم من نقمه)(11).
ومع أن هذا الرأي لا يعدو أن يكون احتمالاً مقدماً عليه المجاز؛ إلا أن السبكي لم يرتضه، فلا يصح عنده هذا الاحتمال، قال: (لأن التدبير –أيضاً- يستحيل نسبة حقيقته إلى الله تعالى)(12)، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً(13).
وهذا الذي ذكروه بصيغة الاحتمال هو الحق، وهو ظاهر اللفظ في المعنى الموضوع له، إذ المكر هو: التوصل إلى إيقاع الخصم من حيث لا يشعر(14)، ومنه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم، ويوصف به الله في مقام المدح، لا على الإطلاق، كما في مقام الجزاء والعقوبة ومقابلة مكر الماكرين، ولذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «وامكر لي ولا تمكر علي»(15)، قال الفيروزأبادي: (المكر: صرف الغير عما يقصده بنوع من الحيلة… والمكر ضربان:
محمود؛ وهو ما يتحرى به أمر جميل، وعلى ذلك قوله تعالى: (والله خير الماكرين) (16)
ومذموم؛ وهو ما يتحرى به فعل ذميم، نحو قوله تعالى: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)(17).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رداً على القائلين بالمجاز: (وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن، كلفظ ”المكر والاستهزاء والسخرية“ المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز، وليس كذلك؛ بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة كانت ظلماً له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله كانت عدلاً)(18)
وفي مختصر الصواعق كلام تام حول وصف الله عز وجل بهذه الصفة وغيرها من الصفات التي غلب استعمال العامة لها في المعاني المذمومة، كالمكر والخداع والاستهزاء والكيد، قال فيه بعد أن ذكر جملة من الآيات فيها: (لما كان غالب استعمال هذه الألفاظ في المعاني المذمومة ظن المعطلون أن ذلك هو حقيقتها، فإذا أطلقت لغير الذم كانت مجازاً. والحق خلاف هذا الظن، وأنها منقسمة إلى محمود ومذموم، فما كان منها متضمناً للكذب والظلم فهو مذموم، وما كان منها بحق وعدل ومجازاة على القبيح فهو حسن ممدوح، فإن المخادع إذا خادع بباطل وظلم، حسن من المجازي له أن يخدعه بحق وعدل، وكذلك إذا مكر واستهزأ ظالماً متعدياً، كان المكر به والاستهزاء عدلاً حسناً…) ثم قال: (فعلم أنه لا يجوز ذم هذه الأفعال على الإطلاق، كما لا تمدح على الإطلاق، والمكر والكيد والخداع لا يذم من جهة العلم ولا من جهة القدرة، فإن العلم والقدرة من صفات الكمال؛ وإنما يذم ذلك من جهة سوء القصد وفساد الإرادة، وهو أن الماكر المخادع يجور ويظلم بفعل ما ليس له فعله أو ترك ما يجب عليه فعله)، ثم قال: (والمقصود أن الله سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنة من المخلوق، فكيف من الخالق سبحانه، وهذا إذا نزلنا ذلك على قاعدة التحسين والتقبيح العقليين؛ وأنه سبحانه منزه عما يقدر عليه مما لا يليق بكماله، ولكنه لا يفعله لقبحه وغناه عنه، وإن نزلنا ذلك على نفي التحسين والتقبيح عقلاً؛ وأنه يجوز عليه كل ممكن ولا يكون قبيحاً، فلا يكون الاستهزاء والمكر والخداع منه قبيحاً ألبتة، فلا يمتنع وصفه به ابتداء، لا على سبيل المقابلة على هذا التقدير، وعلى التقديرين فإطلاق ذلك عليه سبحانه على حقيقته دون مجازه)(19)، والله أعلم.
الحواشي===========================
(1) مجاز القرآن/209و442، ومقدمة تفسير ابن النقيب/36، والإيضاح/400، والبرهان للزركشي 2/381.
(2) عروس الأفراح3/180، و4/38و44، والبرهان للزركشي2/397،.
(3) انظر: المفتاح/424، والروض المريع/164، والطراز/387، والفوائد الغياثية/161، وطراز الحلة/413، والمنزع البديع/402، والبرهان للزركشي3/449 و3/507.
(4) الروض المريع/164، وقال الدكتور محمد الصامل في المدخل إلى بلاغة أهل السنة/80 بعد أن ذكر قول ابن البناء: (وهذا هو مفهوم المشاكلة عند المتأخرين).
(5) عروس الأفراح4/38، وانظر: الإكسير/65، ومختصر الصواعق المرسلة/289 و292.
(6)عروس الأفراح3/180.
(7) البرهان للزركشي 2/397.
(8) انظر: سر الفصاحة/133، وهذا القول نقله عن أبي بكر الصولي.
(9) آل عمران: 21، والتوبة: 34، والانشقاق: 24.
(10) عروس الأفراح4/44، وانظر: الإكسير/65.
(11) انظر: مجاز القرآن/209 و442، ومقدمة تفسير ابن النقيب/36، والإيضاح/400.
(12) عروس الأفراح4/38.
(13) نفى السبكي عن الله عز وجل حقيقة التدبير، وقد أثبتتها النصوص الشرعية، في قول الله سبحانه: ثم استوى على العرش يدبر الأمر [يونس/3] ، وقوله : يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون [الرعد/2]، وقوله: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض [السجدة/5] ، بل إن المشركين أثبتوا هذا التدبير لله عز وجل حيث قال الله: قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ومن يخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [يونس/31].
وأما ما ذكره السبكي وغيره من تأويلات واعتراضات فإنما هو مبني على الأهواء الفاسدة والعقيدة الباطلة في صفات الله وأفعاله، وهو يتفق مع نفي الأشاعرة للحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى؛ لأن التدبير هو: تصريف الأمور على ما يوجب حسن عواقبها، قال السبكي بعد نفيه نسبة التدبير إلى الله: (قال الجوهري: التدبير في الأمر: أن ينظر إلى ما تؤول إليه عاقبته، وقال الراغب: هو التفكر في دبر الأمور، وقال الغزالي: هو جودة الروية في استنباط الأصلح، وهو على الله محال)، فما لم تدركه عقولهم القاصرة يستحيلونه على الله، مع أن المشركين الذين خاطبهم الله بلغتهم أجابوا على حد ما خاطبهم الله به إثباتاً لا نفياً، فأقرهم الله على ذلك، وجعله من علامات الرشد والتقوى لمن أرادهما، والله أعلم.
(14) انظر: لسان العرب5/183 مادة (م ك ر).
(15) أخرجه أحمد (1/227-ح1997)، وأبو داود (ح1510)، والترمذي (ح3551) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه (ح3830)، والحاكم (1/519) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه أحمد شاكر في تحقيق المسند، والألباني في صحيح سنن أبي داود (ح1337).
(16) آل عمران: 54.
(17) بصائر ذوي التمييز4/516، وانظر: حاشية الدسوقي على مختصر السعد، ضمن شروح التلخيص3/181.
(18) الإيمان/106، وهو ضمن مجموع الفتاوى7/111، وانظر: إعلام الموقعين3/217، ومجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين1/170.
(19) مختصر الصواعق المرسلة/292.[/align]
 
بارك الله فيكم جميعاً على هذه التعقيبات العلمية النافعة ، وأخص الأخت باحثة ، والأخ يوسف العليوي لتفصيلهم وتوثيقهم .
 
الاخ يوسف العلوي بارك الله فيك وجزاك خيرا على ما خطت يمينك .
الاشكال يتعلق بفهم البلاغة لا بالبلغة نفسها كما اشرت في اخر كلامك بالربط السابق .
بعد ان درست البلاغة في مادة في اللغة العربية وجدت شيئا اود ان تفيدنا والاخوة فيه فهو استنتاج مني ولم ارى في الكتب ما يسعفني في ذلك .
فقد وجت ان ما يستخدم للتشبيه او للمجاز يتبعه المدح والذم بصور مختلفة .
فان كان صاحب الصفة هو افضل فيما اجرينا عليه الموصوف يدخله نوع من المدح .
كقولك فلان اسد تقصد بالقوة والشجاعة وان كان العكس دخله نوع من الذم كقولك فلان قط تقصد بالضعف والانهزام .
قس على هذه الاحوال اي صفات ستجد بين الموجودات ستجدها كذلك .
وبالتالي يستحيل ان تكون صفات الله عز وجل مجازية على نحوا ما فعله نفاة الصفات .
اي ان البلاغة لا يستخدم منها شيء بشكله الصحيح بما يخالف الايمان .
ولم اجد مثالا للتشبيه او للاستعارة الا وجدته موافقا لما ذكرت . فهل هي قاعدة في لسان العرب ام ان هناك اوجه تخرج عن هذه الطريقة ؟
 
الأخ مجدي أبو عيشة
سلام عليكم ورحمة من الله وبركات.. أما بعد،
فآمل منك إيضاح المقصود من مشاركتك بأسلوب واضح وسليم لغوياً، مع ذكر الأمثلة التي تبين ما أردت.
وأسأل الله أن يرزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
 
رسالتي في الماجستير بعنوان «أسئلةُ الإمامِ الزمخشريِّ البيانيَّةُ في تفسيرِ سورةِ البقرةِ : دراسةٌ تحليليَّةٌ تفسيريَّةٌ»فيها دراسة تطبيقية مطولة حول الموضوع
 
عودة
أعلى