ما سر هذا الاسم من أسماء الله تعالى, وتعلق الأنبياء به في القرآن..؟؟

إنضم
20/01/2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبعد:
فإن المتتبع لدعوات الأنبياء عليهم وعلى إمامنا وإمامهم أزكى صلوات الله وأتم تسليماته يجد اتفاق ألفاظها في كثير من المواضع على نداء الله باسم (الرب) وأريد أن أسأل المشايخ الفضلاء عن هذا الاسم من أسماء الله تعالى هل قال أحد من أهل العلم أنه هو الاسم الأعظم لله, وإلا فما سر إطباق الأنبياء وإجماعهم على دعاء الله به , سيـَّما وأن كثيراً من تلك الدعوات أُتبع بالفاء الدالة على التعقيب بالإجابة, كقول الله عن آدم عليه السلام حين دعاه هو وحواء بقولهما {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} فقال الله {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}وقوله عن داود {وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب * فغفرنا له}وقوله عن أيوب {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين*فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} وقول الله عن زكريا {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} وقوله عنه في موضع آخر: {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}وقول الله عن إبراهيم {فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير *فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين} وقول الله عن لوط {رب نجني وأهلي مما يعملون * فنجيناه وأهله أجمعين}وقول الله عن يوسف {قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين *فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم }وغير ذلك من المواطن في كتاب الله فما سر ذلك أيها الفضلاء..؟؟
 
أحسنت أخي محمود على هذه اللفتة الجميلة في دعاء الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام ، والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الدعاء باسم الرب هو المناسب لمعنى التربية والإصلاح ، وما في دعواتهم من هذا المعنى ، ولابن القيم إشارات فيما سألت ، منها قوله في بدائع الفوائد : ( وتأمل كيف صدر الدعاء المتضمن للثناء والطلب بلفظة اللهم كما في سيد الإستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك // رواه البخاري // والترمذي والنسائي الحديث وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب نحو قول المؤمنين ربنا اغفر لنا ذنوبنا آل عمران 147 وقول آدم ربنا ظلمنا أنفسنا الأعراف 23 وقول موسى رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي وقول نوح رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم هود 47 وكان النبي يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي // صحيح //
وسر ذلك أن الله تعالى يسئل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره ويثنى عليه بإلاهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى والأسماء الحسنى وتدبر طريقة القرآن تجدها كما ذكرت لك
فأما الدعاء فقد ذكرنا منه أمثلة وهو في القرآن حيث وقع لا يكاد يجيء إلا مصدرا باسم الرب ) .
ولعلي أقف على غيره عنده أو عند غيره فأوافيك به .
 
تأملات متواضعة

تأملات متواضعة

[align=right]

بحمد الله وتوفيقه أضاء الأخ الكريم الشيخ محمود الشنقيطي للبصائر طريقا للبحث والدرس النافع ، بحول الله ،

فتأملت هذه الإضاءة مَلِيّا وبحثت أقوال المفسرين فلم أجد بياناً شافياً تطمئن له الخواطر ،

وبتتبع جملة الأدعية ا لواردة في القرآن الكريم وجدت كثيرا منها يتصدره لفظ ( رب )

بعد حذف ياء المتكلم وبقاء كسرة دالة على المحذوف مثل : ( رَبِّ هَبْ لي مِن الصالحين ) فلم يرد مع الياء في الدعاء .

وما جاء منه موصولا بياء المتكلم فلغير الدعاء بل للإخبار مطلقا .

وإذا اتصل بضمير المتكلمين امتنع أن يُحْذفْ منه الضمير مثل :

( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) .

ووجدت منها ما يرد مسبوقا بلفظ ( اللهم ) ،

ومنها ما يرد مسبوقا بلفظين هما : ( اللهم ربنا ) في موضع واحد

والغالب على الدعاء المسبوق بلفظ ( رب ) أن تأتي بعده استجابة محققة بفاء التعقيب

- كما أفادناه شيخنا محمود الشنقيطي -

وهنا ملحظ لطيف إذ إن لفظ ( رب ) دال على مجموع شيئين :

الإيمان بالله الخالق

الإقرار له سبحانه بالربوبية

وفي هذا الوصف في الدعاء تتحقق ذروة الخضوع والانقياد لمشيئة الله

وأن الداعي بهذا ليس له ملجأ ولا ملاذ إلا الله وحده

فأخلق به أن يتلقى من ربه استجابة عاجلة

ومعلوم أن الدعاء في مواطن الخضوع حيث يكون القرب من الله حقيقة أو أقرب للنوال

كما في الحديث : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ... )

لذلك يؤمل العبادُ من ربهم استجابةً وعطاءً في حال المسكنة ،

وكم تحنف بها الشعراء في لحظات التوبة والندم وإبداء الانكسار طمعا في المغفرة والسَّكينة

من ذلك قول أبي نواس في زهديته المشهورة :

إن كان لا يرجوك إلا محسن

فبمن يلوذ ويستجير المجرمُ



هذا ، والأنبياء لهم من الله مغفرة مسبقة فلا غروَ أن تأتيهم استجابة ربهم إذا دَعَوْا محققة وعاجلة .

والله أعلم .
[/align]
 
التعديل الأخير:
الحمد لله ، وبعد ..

ومِمَّا يقال إضافة إلى ما ذكره الشيخ الدكتور مساعد نفع الله به من معنى التربية والإصلاح ؛ فإنه يقال أيضاً أن مفردة ( رب ) تفيد صاحب النعمة الذي يقوم بإغداقها وإصلاحها للمنعم عليه ، ويشهد له حديث : " هل لك من نعمة تربُّها عليه " مسلم .

وعليه فمن أعظم النعم على الأنبياء عليهم السلام ؛ نعمة الإصطفاء للنبوة والرسالة ؛ فالأنبياء يدعون الله من باب الثناء على الله جل وعلا بالنعمة عليهم وذكر اسمه سبحانه بين يدي طلبهم ؛ فدل ذلك أن اسخدام مفردة ( الرب ) بين يدي الدعاء من باب الثناء على المنعم بكل ما أنعم وتفضل على العبد واعترافه بها.

ولذا يقول السَّكَّاكي رحمه الله في مفتاح العلوم (245 ) في سياق له :
"وما اختيار لفظ الرب على الله ؛ فلأنه صريح في معنى النعمة "

وإذا تأملت قوله تعالى : ( أدعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ) تبيَّن لك أن الذي يُدعى هو صاحب النعمة ، وهل يسأل الناس ربهم إلا نعمة يرجونها أو دفع مضرة يخشونها .

بالإضافة على ذلك ، أن هناك أدعية بلفظ ( رب ) لم يعقبها الجواب بالفاء ، وعليه ؛ فالمسألة ليس على إطلاقها ، ولكن هي في الغالب .( وهي لفتة جميلة بحاجة لتتبع )

غير أن هنا لفتة مهمة في الباب ؛ ذلكم أن هذا لا يعني كون مجرد الدعاء بنفس دعاء الأنبياء شرط في إجابة الدعاء ؛
فلا بد من توفر الدواعي والشروط وانتفاء الموانع ، ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجموع :

" وكذلك دعاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، واستغفارهم وشفاعتهم ، هو سبب ينفع إذا جعل الله تعالى المحلَّ قابلاً له " أهـ

ولذا فمن رام الدعاء بدعاء الأنبياء ؛ فعليه أن لا يغفل هذا الجانب ؛ أعني جانب السبب والشرط .

ولذا يقول تلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله في نكتة دقيقة نفيسه في باب الدعاء :
(( وكثيراً ما نجدُ أدعيةً دعا بها قومٌ فاستُجيب لهم ، ويكون قد اقترن بالدعاء ضرورةُ صاحبه وإقبالُه على الله ، أو حسنةٌ تقدَّمت منه جعل الله سبحانه إجابةَ دعوته شكراً لحسنته ، أو صادفت وقتَ إجابة ، ونحو ذلك فأُجِيبت دعوته ، فيظنُّ الظانُّ أنَّ السرَّ في لفظ ذلك الدعاء ؛ فيأخذُه مجرّداً عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي . وهذا كما إذا استعمل رجلٌ دواءً نافعاً في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي ؛ فانتفع به ؛ فظن غيرُه أنَّ استعمال هذا الدواء بمجرَّدِهِ كافٍ في حصول المطلوب ؛ فإنَّه يكون بذلك غالطاً ، وهذا موضعٌ يغلط فيه كثير من الناس )) الداء والدواء (21).

أما مسألة الله الأعظم ؛ فانظر مزيداً في ذلك ، وتبيان اسم الله الأعظم في أمتع كتاب مفيد ، ( النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى ) للشيخ محمد الحمود النجدي في المجلد الأول

فهو نافع ومفيد .

نفعك الله به .

وفي بحثي وقفت على فوائد نفيسة جزاك الله كل خير .

والله أعلم
 
[align=justify]
نقَلَ بعض أهلِ العلمِ كالْعُتْبِيُّ وغيرهِ عن الإمامِ مالكٍ كراهةَ الدعـاءِ للهِ بغير هذا الاسمِ (رَبَّنَـا) وعلل رحمه الله ذلك بأنَّ أكثر دعاءِ الأنبياءِ إنَّما كان بهِ , وفصَّـلَ شيخُ الإسلامِ في ذلك بوجهٍ حسنٍ خلاصتُـهُ أنَّ من سبَقَ في قلبهِ قصدُ الطلبِ والسؤالِ نَاسبَ أَنْ يَسألَهُ بِاسْمه الرَّب , أَمَّا إذَا سبَق إلَى قَلبِه قَصد الْعِبَادة فَاسمُ (اللَّهِ) أَوْلَى بالمسألةِ , قال رحمه الله:
(وَلِهَذَا قَالَ يُونُسُ: {لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَك إنِّي كُنْت مِنْ الظَّالِمِينَ} وَقَالَ آدَم: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} فَإِنَّ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَهَبَ مُغَاضِبًا، وَقَالَ تَعَالَى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّك وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} قَالَ تَعَالَى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} فَفَعَلَ مَا يُلَامُ عَلَيْهِ )فَكَانَ الْمُنَاسِبُ لِحَالِهِ أَنْ يَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى رَبِّهِ، وَالِاعْتِرَافِ بِأَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ فَهُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ دُونَ غَيْرِهِ فَلَا يُطَاعُ الْهَوَى، فَإِنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يُضْعِفُ عِبَادَةَ اللَّهِ وَحْدَهُ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَدِمَ عَلَى ارْتِفَاعِ الْعَذَابِ عَنْ قَوْمِهِ بَعْدَ أَنْ أَظَلَّهُمْ وَخَافَ أَنْ يَنْسُبُوهُ إلَى الْكَذِبِ فَغَاضَبَ وَفَعَلَ مَا اقْتَضَى الْكَلَامَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَنْ يُقَالَ: {لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ} وَهَذَا الْكَلَامُ يَتَضَمَّنُ بَرَاءَةَ مَا سِوَى اللَّهِ مِنْ الْإِلَهِيَّةِ، سَوَاءٌ صَدَرَ ذَلِكَ عَنْ هَوَى النَّفْسِ أَوْ طَاعَةِ الْخَلْقِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَلِهَذَا قَالَ: {سُبْحَانَك إنِّي كُنْت مِنْ الظَّالِمِينَ}. وَالْعَبْدُ يَقُولُ مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ فِيمَا يَظُنُّهُ وَهُوَ غَيْرُ مُطَابِقٍ، وَفِيمَا يُرِيدُهُ وَهُوَ غَيْرُ حَسَنٍ.
وَأَمَّا آدَم عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّهُ اعْتَرَفَ أَوَّلًا بِذَنْبِهِ فَقَالَ: {ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ آدَمَ مَنْ يُنَازِعُهُ الْإِرَادَةَ لِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، مِمَّا يُزَاحِمُ الْإِلَهِيَّةَ بَلْ ظَنَّ صِدْقَ الشَّيْطَانِ الَّذِي {وَقَاسَمَهُمَا إنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ، فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} فَالشَّيْطَانُ غَرَّهُمَا وَأَظْهَرَ نُصْحَهُمَا فَكَانَا فِي قَبُولِ غُرُورِهِ وَمَا أَظْهَرَ مِنْ نُصْحِهِ حَالُهُمَا مُنَاسِبًا لِقَوْلِهِمَا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} لِمَا حَصَلَ مِنْ التَّفْرِيطِ، لَا لِأَجْلِ هَوًى وَحَظٍّ يُزَاحِمُ الْإِلَهِيَّةَ وَكَانَا مُحْتَاجَيْنِ إلَى أَنْ يَرُبَّهُمَا رُبُوبِيَّةً تُكْمِلُ عِلْمَهُمَا وَقَصْدَهُمَا حَتَّى لَا يَغْتَرَّا بِمِثْلِ ذَلِكَ، فَهُمَا يَشْهَدَانِ حَاجَتَهُمَا إلَى اللَّهِ رَبِّهِمَا الَّذِي لَا يَقْضِي حَاجَتَهُمَا غَيْرُهُ.
وَذُو النُّونِ شَهِدَ مَا حَصَلَ مِنْ التَّقْصِيرِ فِي حَقِّ الْإِلَهِيَّةِ بِمَا حَصَلَ مِنْ الْمُغَاضَبَةِ وَكَرَاهَةِ إنْجَاءِ أُولَئِكَ، فَفِي ذَلِكَ مِنْ الْمُعَارَضَةِ فِي الْفِعْلِ لِحُبِّ شَيْءٍ آخَرَ مَا يُوجِبُ تَجْرِيدَ مَحَبَّتِهِ لِلَّهِ وَتَأَلُّهِهِ لَهُ وَأَنْ يَقُولَ: {لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ} فَإِنَّ قَوْلَ الْعَبْدِ: لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، يَمْحُو أَنْ يَتَّخِذَ إلَهَهُ هَوَاهُ.
وَقَدْ رُوِيَ {مَا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ إلَهٌ يُعْبَدُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ هَوَى مُتَّبِعٍ} فَكَمَّلَ يُونُسُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَحْقِيقَ إلَهِيَّتِهِ لِلَّهِ، وَمَحْوَ الْهَوَى الَّذِي يُتَّخَذُ إلَهًا مِنْ دُونِهِ فَلَمْ يَبْقَ لَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ عِنْدَ تَحْقِيقِ قَوْلِهِ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ إرَادَةُ تَزَاحُمِ إلَهِيَّةَ الْحَقِّ، بَلْ كَانَ مُخْلِصًا لِلَّهِ الدِّينَ إذْ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ عِبَادِ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) انتـهى.

ومن الفوائد المتعلقة بهذا الاسمِ ما أشارَ إليهُِ الشيخُ عبدُ الله بنُ عبد العزيز الحكمة حفظهُ الله تعالى من أنَّ الكفرةَ والجبابرةَ على العُمومِ لا يمسُّـهم من العقوبةِ أدناها وأقلها إلا خاروا واعترفوا واستحالت جبروتهم وكبرياءهم ضعفاً وذلةً ومسكنةً وندماً , ودليلهُ على ذلك أنَّ الله تعالى حين تحدَّثَ عن الكفرةِ المكذبين بالله ورُسله وصفهم بقوله (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) فتأمَّل أنَّـهُ عبَّـرَ بإنْ وهي تحتملُ الوقوعَ وعدمَـهُ , ثمَّ أتبعها بلفظِ المسيسِ وهو أدنى ما تحصلُ به الملاقاةُ , ثمَّ جاءَ بكلمةِ النفحةِ وهي تعبيرٌ عن الشيء اليسير القليل , وأردف ذلك بمن التبعيضيَّـةِ , ثُمَّ أضافَ العذابَ إلى اسمِ الرَّبِّ المشعرِ بالرحمة واللطفِ ثم أتبع ذلك كلهُ بقوله (لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) وأكَّـدَ هذه النتيجةَ باللامِ والنونِ الثقيلةِ وإنَّ , فكيف لو خلا التعبيرُ من المسيسِ والنفحةِ ومن التبعيضيةِ والإضافةِ إلى اسمِ الربِّ ؟
[/align]
 
ذكر الشاطبي رحمه الله في "الموافقات" جواباً عن هذا السؤال، فقال ـ كما في ط.مشهور حسن (4/203) ـ في كلامه على الأنواع المضافة إلى القرآن ،وأنها تنقسم إلى أقسام:

(ومنها: كثرة مجيء النداء باسم الرب المقتضي للقيام بأمور العباد وإصلاحها؛ فكأن العبد متعلق بمن شأنه التربية والرفق والإحسان، قائلًا: يا من هو المصلح لشئوننا على الإطلاق أتم لنا ذلك بكذا، وهو مقتضى ما يدعو به، وإنما أتى "اللهم" في مواضع قليلة، ولمعانٍ اقتضتها الأحوال) انتهى.
 
ما رأي المشايخ الفضلاء أن السر هو الجمع بين توحيد الربوبية ( ربنا ) وتوحيد الألوهية ( الدعاء بعده ) وهذا حقيقة دعوة الأنبياء وما يدعون إليه.
 
ما السر في ذلك ؟

ما السر في ذلك ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لتكون نقطة البحث أدق، وزيادة على ما ذكره الأخ محمود الشنقيطي في سر دعاء الأنبياء عليهم السلام في القرآن ب (ربنا ) أستعين بالله ثم أقول:
الأصل في الدعاء المعهود في القرآن بهذا اللفظ ( ربنا ) لا تتقدمه ( يا ) وتأمل دعاء الأنبياء تجده كذلك فما السر في ذلك ؟
اترك لكم الإجابة
 
جاء لفظ "رب" مسبوق بياء النداء فموضعين فقط:
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا ) الفرقان(30)
(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ ) الزخرف(88)
والمنادي في الموضعين هو الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
وكلا الموضعين تشير إلى حال من الشدة والضيق الحاصل من حال المدعوين فجاءت ياء الاستغاثة تعبيرا عن ذلك
وفي الآيات بعده دليل على ذلك ففي الفرقان قال تعالى بعدها:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا )(31)
وفي الزخرف قال:
( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (89)
والله أعلى وأعلم​
 
التوجه بالدعاء بلفظ الربوبية (ربنا) لأن الأنبياء وهم خير عباد الله تعالى يلجأون إلى ربهم ومربيهم وسيدهم والقائم على أمورهم وهم في نفس الوقت موقنون بأنه سيجيب دعاءهم لأنه الإله القادر على ذلك، ففي دعاء كل الأنبياء ودعاء الخلق من بعدهم إقرار ضمني بتوحيد الربوبية والألوهية معاً. ولو كان الدعاء فقط بلفظ الألوهية لما تحقق معنى الربوبية والله أعلم.
 
سبحان الله أخي الفاضل محمود الشنقيطي نفس الإشكال راودني و قد سألت عنه في ملتقانا المبارك و نَقَلَ لي الإخوة الفضلاء كلام شيخ الإسلام في قصة يونس .
أتأسف لآن الرابط غير موجود فقد حذف و إلا فلعله لمسألة إيضاحا
دمتم موفقين
 
الربوبية أجمع وصف وصف الله به نفسه
فكل معاني أسمائه وصفاته مندرجة تحت هذا الوصف
ولهذا لما عرفنا تبارك وتعالى بنفسه باسمه العلم " الله" أتبعه بأشمل أوصافه تبارك وتعالى فهذا الوصف يظهر جميع آثار أسمائه وصفاته ، فقال تبارك وتعالى:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
فناسب أن يكون الدعاء بهذا اللفظ "رب"
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد​
 
سؤال مبارك ... قال شيخنا السعدي-رحمه الله-في تفسير سورة الفاتحة عند قوله تعالى:{ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الرب: هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة، فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر. ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة. اهـ​
 
الربوبية أجمع وصف وصف الله به نفسه

فكل معاني أسمائه وصفاته مندرجة تحت هذا الوصف
ولهذا لما عرفنا تبارك وتعالى بنفسه باسمه العلم " الله" أتبعه بأشمل أوصافه تبارك وتعالى فهذا الوصف يظهر جميع آثار أسمائه وصفاته ، فقال تبارك وتعالى:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
فناسب أن يكون الدعاء بهذا اللفظ "رب"
والله أعلى وأعلم

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد​
وأجمع تعريف للرب تبارك وتعالى في أوجز عبارة
قوله تعالى
"الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"​
 
قال ابن جرير رحمه الله:
"وَأَمَّا تَأْوِيل قَوْله " رَبّ " , فَإِنَّ الرَّبّ فِي كَلَام الْعَرَب مُتَصَرِّف عَلَى مَعَانٍ :
فَالسَّيِّد الْمُطَاع فِيهَا يُدْعَى رَبًّا , وَمِنْ ذَلِكَ قَوْل لَبِيد بْن رَبِيعَة : وَأَهْلَكْنَ يَوْمًا رَبَّ كِنْدَة وَابْنَهُ وَرَبَّ مَعَدٍّ بَيْنَ خَبْتٍ وَعَرْعَر يَعْنِي بِرَبِّ كِنْدَة : سَيِّد كِنْدَة . وَمِنْهُ قَوْل نَابِغَة بَنِي ذُبْيَان : تَخُبُّ إِلَى النُّعْمَانِ حَتَّى تَنَالَهُ فِدًى لَك مِنْ رَبٍّ طَرِيفِي وَتَالِدِي
وَالرَّجُل الْمُصْلِح لِلشَّيْءِ يُدْعَى رَبًّا . وَمِنْهُ قَوْل الْفَرَزْدَق بْن غَالِب : كَانُوا كَسَالِئَةٍ حَمْقَاءَ إِذْ حَقَنَتْ سِلَاءَهَا فِي أَدِيمٍ غَيْرِ مَرْبُوبِ يَعْنِي بِذَلِكَ فِي أَدِيم غَيْر مُصْلَح. وَمِنْ ذَلِكَ قِيلُ : إِنَّ فُلَانًا يَرُبُّ صَنِيعَتَهُ عِنْد فُلَان , إِذَا كَانَ يُحَاوِل إِصْلَاحهَا وَإِدَامَتهَا . وَمِنْ ذَلِكَ قَوْل عَلْقَمَة بْن عَبْدَة : فَكُنْت اِمْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْك رَبَابَتِي وَقَبْلَك رَبَّتْنِي فَضِعْت رُبُوبُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ أَفْضَتْ إِلَيْك : أَيْ أَوْصَلْت إِلَيْك رَبَابَتِي , فَصِرْت أَنْتَ الَّذِي تَرُبُّ أَمْرِي فَتُصْلِحهُ لَمَّا خَرَجْت مِنْ رَبَابَة غَيْرك مِنْ الْمُلُوك الَّذِينَ كَانُوا قَبْلك عَلَيَّ , فَضَيَّعُوا أَمْرِي وَتَرَكُوا تَفَقُّده . وَهُمْ الرُّبُوب وَأَحَدهمْ رَبّ ;
وَالْمَالِك لِلشَّيْءِ يُدْعَى رَبّه.
وَقَدْ يَتَصَرَّف أَيْضًا مَعْنَى الرَّبّ فِي وُجُوه غَيْر ذَلِكَ , غَيْر أَنَّهَا تَعُود إِلَى بَعْض هَذِهِ الْوُجُوه الثَّلَاثَة . فَرَبّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ
, السَّيِّد الَّذِي لَا شَبَه لَهُ , وَلَا مِثْل فِي سُؤْدُده , وَالْمُصْلِح أَمْر خَلْقه بِمَا أَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمه , وَالْمَالِك الَّذِي لَهُ الْخَلْق وَالْأَمْر . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله جَلَّ ثَنَاؤُهُ { رَبّ الْعَالَمِينَ } جَاءَتْ الرِّوَايَة عَنْ اِبْن عَبَّاس 130 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد , قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْر ابْن سَارَة , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو رَوْق عَنْ الضَّحَّاك , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : قَالَ جِبْرِيل لِمُحَمَّدٍ : " يَا مُحَمَّد قُلْ الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ " . قَالَ اِبْن عَبَّاس : يَقُول قُلْ الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي لَهُ الْخَلْق كُلّه , السَّمَوَات كُلّهنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ , وَالْأَرْضُونَ كُلّهنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا بَيْنهنَّ , مِمَّا يَعْلَم وَمِمَّا لَا يَعْلَم . يَقُول : اِعْلَمْ يَا مُحَمَّد أَنَّ رَبّك هَذَا لَا يُشْبِههُ شَيْء ."

وقال ابن كثير:
"وَالرَّبّ هُوَ الْمَالِك الْمُتَصَرِّف وَيُطْلَق فِي اللُّغَة عَلَى السَّيِّد وَعَلَى الْمُتَصَرِّف لِلْإِصْلَاحِ وَكُلّ ذَلِكَ صَحِيح فِي حَقّ اللَّه تَعَالَى وَلَا يُسْتَعْمَل الرَّبّ لِغَيْرِ اللَّه بَلْ بِالْإِضَافَةِ تَقُول رَبّ الدَّار كَذَا وَأَمَّا الرَّبّ فَلَا يُقَال إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ الِاسْم الْأَعْظَم . "

وورد الدعاء بغير ذكر" ربنا" في مواضع "
"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "[آل عمران/26]
" قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ "[الزمر/46]
 
حفظك الله أنا أتكلم عن عدم تقدم يا في باب الدعاء أما ذكرت هو جار مجرى الإخبار من النبيصل1 عن قومه
والعلة كما ذكره الشاطبي في الموافقات (2/202) لأمرين:
1_ ملاحظة تقديس اسم الله بحيث لا يتقدمه شيء.
2_ أداة النداء ( يا ) موضوعه لنداء البعيد، والله سبحانه قريب ممن دعاه.
وسمعتها من الشيخ صالح العصيمي في تعليقاته على شرح دعاء القنوت للعلامة محمد بن عثيمينرحمه الله.
 
حفظك الله أنا أتكلم عن عدم تقدم يا في باب الدعاء أما ذكرت هو جار مجرى الإخبار من النبيصل1 عن قومه
والعلة كما ذكره الشاطبي في الموافقات (2/202) لأمرين:
1_ ملاحظة تقديس اسم الله بحيث لا يتقدمه شيء.
2_ أداة النداء ( يا ) موضوعه لنداء البعيد، والله سبحانه قريب ممن دعاه.
وسمعتها من الشيخ صالح العصيمي في تعليقاته على شرح دعاء القنوت للعلامة محمد بن عثيمينرحمه الله.
أخي الكريم الموضعين من باب الدعاء والاستنصار بالله
وليس من باب الإخبار كما ذكرت بل هو دعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو حال قومه
قال الرازي رحمه الله في تفسيره:
" اعلم أن الكفار لما أكثروا من الاعتراضات الفاسدة ووجوه التعنت ضاق صدر الرسول صلى الله عليه وسلم وشكاهم إلى الله تعالى وقال : { الرسول يارب إِنَّ قَوْمِى اتخذوا } وفيه مسائل :
المسألة الأولى : أكثر المفسرين أنه قول واقع من الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أبو مسلم بل المراد أن الرسول عليه السلام يقوله في الآخرة وهو كقوله : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاء شَهِيداً } [ النساء : 41 ] والأول أولى لأنه موافق للفظ ولأن ما ذكره الله تعالى من قوله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ المجرمين } [ الفرقان : 31 ] تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ولا يليق إلا إذا كان وقع ذلك القول منه ."
وقال السعدي رحمه الله تعالى:​

"{ وَقَالَ الرَّسُولُ } مناديا لربه وشاكيا له إعراض قومه عما جاء به، ومتأسفا على ذلك منهم: { يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي } الذي أرسلتني لهدايتهم وتبليغهم، { اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } أي: قد أعرضوا عنه وهجروه وتركوه مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه والإقبال على أحكامه، والمشي خلفه، قال الله مسليا لرسوله ومخبرا أن هؤلاء الخلق لهم سلف صنعوا كصنيعهم فقال: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ } أي: من الذين لا يصلحون للخير ولا يزكون عليه يعارضونهم ويردون عليهم ويجادلونهم بالباطل."
وقال الشنقيطي رحمه الله:​

"معنى هذه الآية الكريمة ظاهر ، وهو أن نبينا صلى الله عليه وسلم شكا إلى ربه هجر قومه ، وهم كفار قريش لهذا القرآن العظيم أي تركهم لتصديقه ، والعمل به وهذه شكوى عظيمة ، وفيها أعظم تخويف لمن هجر هذا القرآن العظيم ، فلم يعمل بما فيه من الحلال والحرام والآداب والمكارم ، ولم يعتقد ما فيه من العقائد ، ويعتبر بما فيه من الزواجر والقصص والأمثال ."
وقال بن عاشور رحمه الله:
"والمقصود من حكاية قول الرسول إنذار قريش بأن الرسول توجه إلى ربّه في هذا الشأن فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره ، وتأكيده ب { إنّ } للاهتمام به ليكون التشكّي أقوى . والتعبير عن قريش ب { قومي } لزيادة التذمر من فعلهم معه لأن شأن قوم الرجل أن يوافقوه ."
وعل أي حال قول:
"رب" و"يا رب" كلاهما نداء ودعاء
فلماذا جاءت في هذاين الموضعين مسبوقة بالياء وفي الباقي بدونها ؟
وأعتقد أن الجواب ما ذكرته لك سابقا.
أما قول الشاطبي رحمه الله تعالى :
فالأمر الأول منقوض بالموضعين التي سبق فيهما حرف النداء.
وأما الثاني فصحيح وقد ذكرته في جوابي حين قلت:
"فيه دلالة على قرب المدعو وتذلل الداعي"​
 
{فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين}
ذكر بعض المفسرين أنّ الله سبحانه أحيا له أهله ، وآتاه مثلهم من حَمل أزواجهم أو من نسلهم .
ولعل وجه الدلالة على ذلك من الآية الكريمة :
هو قوله تعالى : ((رحمة من عندنا)) إذْ العندية تفيد أنّ هذه الرحمة لا تكون عادةً للبشر ، بل هي من عند الله .
والإحياء بعد الموت هو من عند الله ، لا يكون إطلاقاً إلا من الله سبحانه .
وإيتاء مثلهم معهم هو من عند الله ، لا يقدر عليه أحد أبداً .
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
وبعد ، فلا يمكن أن نتصور وجود الأنبياء والرسل دون الله . فالله هو الذي اجتباهم واصطفاهم ورعاهم وزودهم بالتعاليم . فهو اصطنعهم لنفسه . وهو معهم : يؤيدهم بآياته ، ويوجههم ، ويصلح أخطاءهم ، ويغفر لهم ، ويؤيدهم بنصره . فما أعظم هذا الرب الكريم .
والأنبياء والرسل يتمثلون كل هذه المعاني ، فهي حاضرة في كل خلية من خلاياهم ، في حركاتهم وسكناتهم . فإذا التجأوا إلى الله نادوه : " رب " ، هذا الاسم الذي يحمل من الدلالات العظيمة التي لا تُحصى .
والقرآن الكريم يبين لنا حياة الأنبياء والرسل ـ صلوات الله عليهم جميعا ـ وكيف يعيشون مع الله ربهم ومليكهم وإلههم في كل وقت وحين ، إلى أن يلقوه مطمئنين . فتأمل .
 
سمعت في درس للشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله أنّ بعض العلماء قالوا أنّ الدعاء ب "ربّنا" خمس مرّات من أسباب إجابة الدّعاء لما جاء في آل عمران
".الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
.رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ
.رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ"
و بعد ذلك قال سبحانه "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ"
والله تعالى أعلم و جعلنا الله متدّبرين عاملين بما في كتابه
 
لأن الإنسان عندما يقول : يا رب , فهذا إعلان منه عن عظمة الألوهية و ضآلة الإنسانية ..إنّه إعلان منه عن الغنى المطلق لله و الفقر المطلق له .. إنّه إعلان منه عن القدرة المطلقة لله و العجز المطلق له .. إنّه إعلان منه بالرحمة المطلقة لله و الأمل الكبير في الله .. فلهذا أمرنا بالإكثار بالدعاء في السجود , لأن السجود يجمع الأمرين معا : عظمة الله , و ضآلة الإنسان , و قد قالوا إن اوسع الأبواب للدخول على الله هو باب : الفقر .
و الله اعلم
 
( رَبِّ هَبْ لي مِن الصالحين )
لو نتأمل الوقت الذي دعا فيه إبراهيم عليه السلام بهذا الدعاء ، والوقت الذي أجيب فيه لخرجنا بفائدة : (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل) .
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الالوهية تقتضي صعود الطاعات والاخلاص في العبادة والايمان بالقدرة المطلقة والوحدانية الحقة.
الربوبية تقتضي احسان الرب الى خلقة وامدادهم بالخير والرزق والحفظ والكرم مؤمنين كانوا او كافرين ، مكلفين او غير مكلفين

فدعاء الانبياء بصفة الربوبية من باب دعوته بما افضل ربنا على خلقه من خيره وعنايته ، وكل رب سوى الله لايراعي الا عباده ويقطع رزقه عن سواهم الا ربنا جل وعلا فقد كتب على نفسه العطاء والامهال لخلقه عبدوه او جحدوه ، والانبياء يرجون ربهم بهذه الصفة العظيمة
فالالوهية صعود الطاعات
والربوبية نزول الرحمات
، والله اعلى واعلم وصلى الله على محمد وآله
 
لو نتأمل الوقت الذي دعا فيه إبراهيم عليه السلام بهذا الدعاء ، والوقت الذي أجيب فيه لخرجنا بفائدة : (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل) .


بارك الله فيكم، استنباط جميل؛ كم بلغت المدّة؟
 
الله أعلم بعدد السنين .
هو دعا لمّا كان فتى ، وأجيب لما أصبح شيخاً .
((الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق)) سورة إبراهيم
 
((ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين)) .
الكشف والبيان (4 / 100) :
يعني أمة محمد عليه السلام ، دليله قوله : ((لتكونوا شهداء على الناس)) .

والذي يظهر أنّ في كتابهم وصف أمة محمد صلى الله عليه وسلم بذلك .
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله....من زيادة التفكر بهذا الاسم...ان ارتبط في اول الفاتحة...رب العالمين...وكل ما سوى الله هو عالم قائم بذاته...وكل عالم يحتاج الى رب قائم يقوم بشؤونه....والله اعلم
 
عودة
أعلى