نعم هذه القصيدة موجودة في الإحاطة في أخبار غرناطة وغيرها من مطولات الأثير ومنها:
[poem=font="Traditional Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هو العلم لاكالعلم شىء يراوده = لقد فاز باغيه وأنجح قاصده
وما فضل الإنسان إلابعلمه = وماامتاز إلا ثاقب الذهن واقده
وقد قصرت أعمارنا وعلومنا = يطول علينا حصرها ونكابده
وفي كلها خير ولكن أصلها = هو النحو فاحذر من جهول يعانده
به يعرف القرآن والسنة التي = هما أصل دين الله ذو أنت عابده
وناهيك من علم على مشيد = مبانيه أعزز بالذي هو شايده
لقد حاز في الدنيا فخاراً وسودداً = أبو الأسود الديلي فللجر سانده
هو استنبط العلم الذي جل قدره = وطار به للعرب ذكر نعاوده
وساد عطا نجله ابن هرمز = ويحيى ونصر ثم ميمون ماهده
وعنبسة قد كان أبرع صحبه = فقد قلدت جيد المعالي قلايده
ومازال هذا العلم تنميه سادة = جهابذة تبلى به وتعاضده
إلى أن أتى الدهر العقيم بواحد = من الأزد تنميه إليه فرايده
إمام الورى ذاك الخليل بن أحمد = أقرله بالسبق في العلم حاسده
وبالبصرة الغرا قد لاح فجره = فنارت أدانيه وضاءت أباعده
ياذكى الورى ذهناً وأصدق لهجة = إذا ظن أمراً قلت ماهو شاهده
وما أن يروى بل جميع علومه = بداية أعيت كل حبرٍ تجالده
هو الواضع الثاني الذي فاق أولا = ولاثالث في الناس تصمى قواصده
فقد كان ربانى أهل زمانه = صوم قوم راكع الليل ساجده
يقيم منه دهره في مثوبة = وثوقاً بأن الله حقاً مواعده
فعام إلى حج وعام لغزوة = فيعرفه البيت العتيق ووافده
ولم يثنه يوماً عن العلم والتقى = كواعب حسن تنثنى ونواهده
وأكثر سكناه بقفر بحيث لا = تناغيه إلا عفره وأوابده
وما قوته إلا شعير يسيغه = بماء قراح ليس تغشى موارده
عزوباً عن الدنيا وعن زهراتها = وشوقاً إلى المولى وما هو واعده
ولما رأى من سيبويه نجابة = وأيقن أن الحين أدناه باعده
تخيره إذ كان وارث علمه = ولا طفه حتى كأن هو والده
وعلمه شيئاً فشيئاً علومه = إلى أن بدت سيماه واشتد ساعده
فإذ ذاك وافاه من الله وعده = وراح وحيد العصر اذ جاء واحده
أتى سيبويه ناشراً لعلومه = فلولاه أضحى النحو عطلاً شواهده
وأبدى كتاباً كان فخراً وجوده = لحطان إذ كعب بن عمرو محاتده
وجمع فيه ما تفرق في الورى = فطارفه يعزى إليه وتالده
بعمرو بن عثمان بن قنبر الرضا = أطاعت عواصيه وتابت شوارده
عليك قرآن النحو نحو ابن قنبر = فآياته مشهودة وشواهده
كتاب أبي بشر فلا تلك قارياً = سواه فكل ذاهب الحسن فاقده
هم خلج بالعمل مدت فعندما = تناءت غدت تزهي وليست تشاهده
ولا تعد عما حازه إنه الفرا = وفي جوفه كل الذي أنت صائده
إذا كنت يوماً محكماً في كتابه = فإنك فينا نابه القدر ماجده
ولست تبالي إن فككت رموزه = أعضك دهر أم عرتك ثرايده
هو العضب إن تلق الهياج شهرته = وإن لاتصب حرباً فإنك غامده
تلقاه كل بالقبول وبالرضى = فذور الفهم من تبدو إليه مقاصده
ولم يعترض فيه سوى ابن طراوة = وكان طرياً لم تقادم معاهده
وجسره طعن الميرد قبله = وإن الثمالي بارد الذهن خامده
هما ماهما صارامدى الدهر ضحكة = يزيف ماقالا وتبدو مفاسده
تكون صحيح العقل حتى إذا ترى = تبارى أبا بشرٍ، إذا أنت فاسده
يقول امرؤ قد خامر الكبر رأسه = وقد ظن أن النحو سهل مقاصده
ولم يشتغل إلا بنزر مسايل من = الفقه وفي أوراقه هو راصده
وقد نال بين الناس جاهاً ورتبه = وألهاك عن نيل المعالي ولا بده
وما ذاق للآداب طعماً ولم = يبت يعنى بمنظوم ونثر يجاوده
فينكح أبكار المعاني ويبتغي لها = الكفو من لفظ بها هو عاقده
رأى سيبويه فيه بعض نكادة = وعجمة لفظ لا تحل معاقده
فقلت أتيت ما أنت أهل لفهمه = وما أنت إلا غايض الفكر راكده
لعمرك ماذو لحية وتسمت = وإطراق رأس والجهات تساعده
فيمشي على الأرض الهوينا كأنما = إلى الملإ الأعلى تناهت مراصده
وإبهامك الجهال أنك عالم = وأنك فرد في الوجود وزاهده
بأجلب للنحو الذي أنت هاجر = من الدرس بالليل الذي أنت هاجده
أصاح تجنب من غوى مخذل = وخذ في طريق النحو أنك راشده
لك الخير فادأب ساهراً في علومه= "فلم تشم"إلا ساهر الطرف ساهده
ولا ترج في الدنيا ثواباً فإنما = لدى الله حقاً أنت لاشك واجده
ذوو النحو في الدنيا قليل حظوظهم = وذو الجهل فيها وافر الحظ زايده
لهم أسوة فيها على لغدٍ مضى = ولم يلق في الدنيا صديقاً يساعده
مضى بعده عنها الخليل فلم = ينل كفافاً ولم يعدم حسوداً يناكده
ولاقي أبا بشرٍ سفيهها = غداة تمالت في ضلال يمادده
أتى نحو هارون يناظر شيخه = فنفحة حتى تبدت مناكده
فأطرق شيئاً ثم أبدى دوابه = بحق ولا كن أنكر الحق جاحده
وكاد على عمراً إذا صار حاكماً = وقد ما على كان عمرو يكايده
سقاه بكأس لم يفق من خمارها = وأورده الأمر الذي هو وارده
ولابن زياد شركة في مراده = ولابن رشيد بشرك للقلب رابده
هما جرعا إلى على وقنبر = أفاويق سم لم تنجد أساوده
أبكى على عمرو ولا عمر مثله = إذا مشكل أعيا وأعوز ناقده
قضى نحبه شرخ الشبيبة لم يرع = بشيب ولم تعلق بذام معاقده
لقد كان للناس اعتناء بعلمه = بشرقٍ وغربٍ تستنار فوايده
والآن فلا شخص على الأرض قارئ = كتاب أبي بشرٍ ولا هو رايده
سوى معثر بالغرب فيهم تلفت = إليه وشوق ليس يخبو مواقد
وما زال منا أهل أندلس له = جهابذ تبدى فضله وتناجده
وإني في مصر على ضعف ناصري = لناصره ما دمت حياً وعاضده
أثار أثير الغرب للنحو كامناً = وعالجه حتى تبدت قواعده
وأحيا أبو حيان ميت علومه = فأصبح علم النحو ينفق كاسده
إذا مغربي حط بالثغر رحله = تيقن أن النحو أخفاه لاحده
مبيد العدا قتلاً وقد عم شرهم = ومحي الندى فضلاً وقد رم هامده
منينا بقوم صدروا في مجالس = لإقراء علم ضل عنهم مراشده
لقد أخر التصدير عن مستحقه = وقدم غمر خامد الذهن جامده
وسوف يلاقي من سعى في جلوسهم = عقبى ما أكنت عقايده
علا عقله فيهم هواه فما ذرى = بأن هوى الإنسان للنار قايده
أقمنا بمصر عشرين حجة يشاهدنا = ذو أمرهم ونشاهده
فلما ننل منهم مدى الدهر طايلا = ولما نجد فيهم صديقاً نوادده
لنا سلوة فيمن سردنا حديثهم = وقد يتسلى بالذي قال سارده
أخي إن تصل يوماً وبلغت سالماً = لغرناطة فانفذ لما أنا عاهده
وقبل ثرى أرض بها حل ملكنا = وسلطاننا الشهم الجميل عوايده[/poem]