بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان الرسالة :
توجيه الفكر الإنساني في القرآن الكريم- الأصول و الآثار –
قدمت هذه الرسالة استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في التفسير – الرسالة تقع ضمن مئة و ثلاث و سبعون صفحة
إعداد الباحثة
هالا يونس ياسين خليل
المشرف
الدكتور أحمد إسماعيل نوفل
لجنة المناقشة :
أ.د محمد خازر المجالي
د . عبد الله الزيوت
د. هارون نوح القضاة
كلية الدراسات العليا
الجامعة الأردنية
تشرين الثاني , 2015م
الملخص
تناول القرآن الكريم في آياته المتعددة موضوع التفكروالعمليات العقلية المختلفة مثل التذكر , و النظر , و التبصر , والإعتبار , و التفقه و غيرها , بطريقة موجة توجيها منضبطا , وقد هدفت هذه الدراسة للتعرف على معنى توجيه الفكر ونظائره ومجالاته من خلال القرآن الكريم. والسؤال الرئيس الذي أجابت عليه الدراسة هو: ما أصول القرآن الكريم في توجيه الفكر الإنساني؟ فقد جاءت هذه الدراسة لتبين أهمية الموضوع وتجليته بشكل متسلسل وعلمـي متبعـا طريقة التفسير الموضوعي؛ حيث رجعت إلى القرآن الكريم لأستقي منه ألفاظ قريبة من معنى الفكر , وأضعها في عناوين فرعية متبعا منهج الاستقراء والتحليل . وقد قسمت الدراسة بعد بيان أهميتها , الى تمهيد و فصلين , مبتدئا بالتمهيد الذي تناول تعريف توجيه الفكر ونظائره ، وناقشت في الفصل الثاني الأصول التي اعتمدها القرآن الكريم في توجيه الفكر الإنساني بمباحث محددة ، فكان التسخير نقطة البداية لهذا التوجيه ثم أعقبه بخلافة الإنسان في الأرض, حتى يخلصه من كل تبعات الجمود والانحصار وأردفه بالنقلة المعرفية, ثم أعطفه بحرية الاعتقاد, ومن ثم توحيد الخالق سبحانه وتعالى. أما الفصل الثاني فكان الحديث يتمحور حول آثار توجيه الفكر الإنساني في القرآن الكريم على الفرد و المجتمع و الأمة . لنتبين من خلاله أهمية هذا التوجيه و آثاره العظيمة في استقامة حياة الفرد , و بالتالي تطور المجتمع و ريادة الأمة .
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج الهامة تمثلت في أن القرآن الكريم أولى عناية فائقة في توجيه الفكر الإنساني, وقد بنى هذا التوجيه على أصول راسخة , ثابتة , مستعينا بالاستدلال وقامة الحجج, والبراهين, اللازمة لتحقيق الهدف الأسمى الذي لأجله جعل الله- U-هذا الإنسان خليفته في الأرض, قال تعالى: ( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )
(الذاريات: 56).
خطة البحث:
تم تقسيم البحث إلى مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة بالنتائج والتوصيات.
التمهيد ويشمل:
أولاً: توضيح مفهوم عنوان الدراسة.
1- بيان معنى توجيه الفكر الإنساني.
2- مفهوم الفكر لغة واصطلاحا.
ثانياً: بيان ألفاظ قريبة من معنى الفكر.
ثالثا: بيان عناية القرآن الكريم في توجيه الفكر الإنساني.
الفصل الأول: أصول المنهج القرآني في توجيه الفكر الأنساني.
المبحث الأول: مبدأ التسخير.
المبحث الثاني: مبدأ الإستخلاف.
المبحث الثالث: النقلة المعرفية.
المبحث الرابع: حرية الإعتقاد.
المبحث الخامس: وحدانية الخالق.
الفصل الثاني: الآثار المترتبة على منهجية القرآن الكريم في توجيه الفكر الإنساني.
المبحث الأول: أثار توجيه الفكر الإنساني في القرآن الكريم على الفرد.
المبحث الثاني: أثار توجيه الفكرالإنساني في القرآن الكريم على المجتمع.
المبحث الثالث: أثار توجيه الفكر الإنساني في القرآن الكريم على الأمة.
الخاتمة وتشمل: *
نتائج وتوصيات *
أهم النتائج:
1- أن الطريقة المثلى لتوجيه الفكر الإنساني هي طريقة القرآن الكريم بحججه الناصعة وبراهينه الساطعة, المستندة على أصول ثابتة وراسخة, وعندما نتأمل في هذه الطرق نجد أنها تتركز في النقاط التالية:
ا) اطلاق العنان للفكر الإنساني ليحلق في محراب الكون, ولينظر فيما يحيط به من محسوسات ليهتدي بها إلى خالق هذا الكون ومدبره.
ب) ذكر البراهين الدالة على مصداقية هذه الرسالة, ليهتدي أصحاب العقول المنصفة إلى الحق, وتقام الحجة على أصحاب العقول المنكرة والمنحرفة.
ج) إبطال شبهات الكفار والمشركين, ونقض ما يجادلون به ويحتجون به من شبهات وادعاءات ما أنزل الله بها من سلطان.
د) الجمع بين ما يستدل به الفكر والنظر من حقائق وبين ما جاء به التنزيل.
هـ) بيان مميزات ومحاسن وكمال وجمال هذه العقيدة التي جاءت منسجمة مع الفطرة الإنسانية, والعقل.
2- ان خطاب القرآن الكريم للفكر الإنساني وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم, عجزت عنه كل المذاهب والمنابع والمشارب الوضعية.
3- أن الكتاب المنظور يفسر كثير من آيات الكتاب المسطور, ويشرحها ويبين أغوارها, لذا الجمع بين القراءتين- قراءة الكتاب المنظور والكتاب المسطور- من أوجب موجبات الفهم والعلم والمعرفة التي يهتدى بها إلى حسن الاعتقاد.
4- لا بد للمسلم أن يكون مدركا لجملة هذه الأصول, ليتحقق له بالعلم والمعرفة بها, الحصانة الفكرية التي تقيه الوقوع في المزالق والمهاوي الفكري المشوشة والمشوبه بكثير من الخلط والأوهام والترهات الغير معقولة والغير منطقية.
5- أن يعلم الفرد علم اليقين أن القرآن الكريم بتوجيهاته السديدة, وإرشاداته الحكيمة, صان حقوقه وحفظها, وتكفل بها, وهذا من عظيم رحمة الله- سبحانه وتعالى- بعباده حيث أنزل عليهم شريعة ناصحة, مصلحة, متكفلة بسعادتهم وأمنهم في الدنيا والآخرة.
6- أن القرآن الكريم قد أفاض في الحديث عن التفكر والنظر والتدبر, والتبصر, وبأساليب منوعة وطرق مختلفة, مما يدل على أثر ذلك في إعمال القرائح وما ينتج عنه من أفكار لواقح تسهم في ترسيخ عقيدة التوحيد في نفوس أبناء هذه الأمة, لتكون خير أمة أخرجت للناس.
7- أن التوجيه الفكري السليم من أهم مكتسبات الأمة, جماعات وأفراد, لما له من أثر بالغ في وحدتها وقوتها وعزتها ونصرها وأمنها, تمكينها.
التوصيات:
1- حث طلبة العلم على التوجه لمثل هذا النوع من الدراسات التي تناقش الفكر الإنساني, ومتطلباته, وأهميته, وآثاره, واخطاره, على الأمة, والمجتمع, والفرد, من منطلق القرآن الكريم, والسنة النبوية, حيث وجدت النزر اليسر في المصادر والمراجع التي تبحث في هذا الموضوع بشكل مستقل, ومع ذلك لا تشبع هذا الموضوع بحثا ودراسة ولا تحيط به إحاطة كافية.
2- ضرورة اهتمام أصحاب الفكر السليم في نشر التوعية الفكرية, لشريحة الشباب المسلم, وتكثيف الجهود لبيان أثر التوجيه القرآني للفكر الإنساني.
3- كما أوصي بتجديد الخطاب الواعي للفكر الإسلامي, لمواجهة تحديات العصر, ومواكبة تطورات وتصورات وثقافات الغير بما لا يمس ضوابط ومرتكزات ديننا الإسلامي.
4- ضرورة الاهتمام بتعرية الفكر الأجنبي الذي يقوم على تأليه العقل, ونبذ الدين وتصويره بالتخلف والرجعية والجمود, وبالمقابل بيان حيوية الدين الإسلامي وصلاحه لكل زمان ومكان لأنه رباني المصدر.
5- كما أوصي علماء هذه الأمة بتوحيد الجهود وتكثيفها والعمل على التصدي لكل من تسول لهم أنفسهم دس السم في فكر أبناء هذه الأمة, لمسخ هويتهم وتشتيت طاقاتهم, والعبث في مقدراتهم وتضييع عقولهم وحقوقهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.