كيد النساء وكيد الشيطان كما ورد في القرآن

صالح صواب

New member
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
104
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
صنعاء
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]كيد النساء وكيد الشيطان، أمران ورد الحديث عنهما في القرآن الكريم ..
أما كيد النساء فقد ورد في قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ (يوسف/28)، وأما كيد الشيطان فقد جاء في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ (النساء/76).
ومما تردد كثيرا على ألسنة بعض العلماء وطلبة العلم حتى أصبح كالمسلم به، ما قيل:
إن النساء أعظم كيدا من الشيطان، فقد وصف الله عز وجل كيد النساء بأنه عظيم، بينما وصف كيد الشيطان بأنه ضعيف، كما في الآيتين السابقتين، بناء على أن الاستنتاج قد جاء بنص القرآن الكريم.
وقد وقفت على بعض أقوال أهل العلم في ذلك.
يقول الزمخشري: "وعن بعض العلماء: أنا أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان؛ لأن الله تعالى يقول: (إن كيد الشيطـان كان ضعيفا) وقال للنساء: (إن كيدكن عظيم)". اهـ.
وقال الآلوسي رحمه الله: "وحكي عن بعض العلماء أنه قال: أنا أخاف من النساء ما لا أخاف من الشيطان، فإنه تعالى يقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) وقال للنساء: (إن كيدكن عظيم)؛ ولأن الشيطان يوسوس مسارقة، وهن يواجهن به".
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "قوله تعالى: (إن كيدكن عظيم) هذه الآية الكريمة إذا ضُمَّت لها آية أخرى حصل بذلك بيان أن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، والآية المذكورة هي قوله: (إن كيد الشيطـان كان ضعيفا)؛ لأن قوله في النساء: (إن كيدكن عظيم) وقوله في الشيطان: (إن كيد الشيطـان كان ضعيفا) يدل على أن كيدهن أعظم من كيده".
هذه بعض النصوص التي وقفت عليها في هذا الموضوع .. وقد شاعت هذه المقولة على ألسنة كثير من الناس استنادا إلى ما ذكر.
ومع تسليمي بكيد النساء وعظمه، بدليل قوله  : (إنكن صواحب يوسف) متفق عليه، إلا أنني أرى أن في هذه المقالة نظرا ... وذلك من وجهين:
الأول: أن قوله سبحانه: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) هو من إخبار الله عز وجل، وقوله حق لا شك فيه ولا ريب، ولا يحتمل التصديق أو التكذيب، بل يجب الجزم بكونه حقا صدقا لا مرية فيه، بينما قوله: (إن كيدكن عظيم) هو مما حكاه الله عز وجل على لسان العزيز في قوله سبحانه: ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ (يوسف/28).
فالقائل هنا هو العزيز، بخلاف الآية الأولى، وجائز أن يكون ما قاله العزيز حقا، وجائز أن يكون مبالغة، وجائز غير ذلك، فقد حكى الله عز وجل أقوالا كثيرة على ألسنة عدد من البشر، منها ما هو حق ومنها ما هو باطل، وقد صدّق الله عز وجل بعضها، وأبطل بعضها، وسكت عن بعضها، ومن ذلك مثلا قوله سبحانه: ﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ (النمل/34).
الوجه الثاني: على افتراض صحة قول العزيز، وأن الله سبحانه وتعالى لم يبطل قول العزيز، وأن كيد النساء عظيم.. فلا ينبغي القول بأن كيدهن أعظم من كيد الشيطان، وذلك أن وصف كيد الشيطان بالضعف، جاء في مقابل قوة الله عز وجل، ولا شك أن كل قوة في الدنيا، وكل كيد فيها فهو ضعيف أمام قوة الله عز وجل، مهما كانت هذه القوة، فتمام الآية: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ (النساء/76).
فهناك مؤمنون، والله عز وجل وليهم، وهناك كفار ووليهم الشيطان، ومهما كان كيد الشيطان فهو ضعيف.
أما كيد النساء الوارد ذكره في الآية فقد جاء في مواجهة البشر، فيما بينهم، فيما كادت به امرأة العزيز يوسف عليه السلام، حتى ظهر الدليل على براءته، كما قال سبحانه: ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ (يوسف/28).
ولا شك أن كيد النساء عظيم، ولعل ذلك راجع إلى ضعفهن الجسدي، وقلة حيلتهن، مما يضطرهن إلى الكيد بشتى أنواعه، فيقع الرجال ضحايا لذلك الكيد.
ولكن شتان بين كيدهن وكيد الشيطان، وأحسب أن كيدهن المذموم ما هو إلا جزء من كيد الشيطان، كيف لا والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وقد كان سببا في كفر كثير من الناس بنص القرآن الكريم.. وكان سببا في المعصية وتزيينها.
وأختم هذه المقالة بذكر بعض النصوص القرآنية الدالة على كيد الشيطان وسوء فعله في هذه الأمة وفي غيرها من الأمم، على اختلاف في طبيعة المزين لهم والموسوَس لهم، وعلى اختلاف في طبيعة المعصية التي زينها الشيطان، وإنما أسوقها هنا ليتضح الفرق الشاسع بين كيد الشيطان وكيد المرأة الضعيفة، وإليك بعض الآيات:
يقول سبحانه وتعالى:
﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ (الحشر/16).
﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ﴾ (المجادلة/19).
﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى﴾ (طه/120).
﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ (البقرة/36).
﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ (آل عمران/155).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ﴾ (المائدة/90،91).
﴿فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾ (الأنعام/43).
﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ﴾ (الأعراف/175).
﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الأنفال/48).
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).
﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ﴾ (محمد/25).
 
أحسنت أخي صالح في عرض هذا الموضوع ، وهو كما قلت في النظر إلى السياق ، فكيد الشيطان ضعيف أمام كيد الله ، وكيد النساء قوي أمام كيد الرجال ، وإن كن هنَّ من كيد الشيطان على الإنسان ، فكيده للرجال أعظم من كيد النساء بلا ريب .
وليس بين الآيتين شيء من الموافقة في الموقف ولا في السياق حتى يُبحث عن سبب وصف كيد الشيطان بالضعف ، ووصف كيد النساء بالقوة .
وهذا يدعو إلى أنَّ الحكم بالتشابه بين الآيتين ، ثم الاجتهاد في التعرف على سبب الفروق بينهما يحتاج إلى أن يُورد له ضوابط ، وأهم ضابط في ذلك هو أن تتحد القصة في الأشخاص والأوقات ، ويختلف التعبير عنها ، فهنا يُبحث عن سبب الافتراق في التعبير عن القصة بتلك العبارات .
ومن أمثلة ذلك :
ورد في قصة إبراهيم عليه السلام في إلقائه في النار خاتمتان متغايرتان :
الأولى : ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَخْسَرِينَ ) ( الأنبياء : 70 ) .
والثانية : ( فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَسْفَلِينَ (الصافات : 98)
وإذا تأملت القصتين وجدت أن سورة الأنبياء أكثر في إيراد المجادلة والمخاصمة بين إبراهيم عليه السلام وقومه ، وهذه المجادلة يكون فيها رابح وخاسر ، فناسب إيراد ( الأخسرين ) في سورة الأنبياء للطول الذي وردت فيه المجادلة .
وفي سورة الصافات كان ذكر المجادلة والمخاصمة أقل ، ثم ذكر البنيان في قوله تعالى : ( قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم ) فإلقاؤه سيكون إلى سفول ، وهو قعر هذا البناء ، فناسب مجيء ( الأسفلين ) هنا ، إذ لم يرد ذكر البنيان في سورة الأنبياء ، وإنما ورد الأمر بالتحريق فقط .
ووما قد يُتطلب له مناسبة بدعوى الاتفاق ما ورد في قصة يوسف وموسى ، وهو قوله تعالى في يوسف : ( ولما بلغ أشده آتيناه حكمًا وعلمًا ، وكذلك نجزي المحسنين ) ( يوسف : 22 ) ، وقال في موسى : ( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين ) ( القصص : 14 ) . وإنما الذي يصلح أن يُطلب هو سبب ذكر استوى في قصة موسى فحسب ، ولا يعني إن يوسف قد أُعطي الاستواء كما أُعطيه موسى .
وسبب ذلك ظاهر في القصة التي بعده حيث ذكر الله أثر هذا الاستواء الدال على كمال القوة في البنية ، إذ وكز موسى الرجل فأرداه صريعًا .
ومن تأمل حياة موسى وجد حاجته للقوة البدنية في دعوته لقومه ، فقد حمل الألواح ، وألأقاها ، وأخذ برأس أخيه يجره إليه إلى غير ذلك من الأحداث ، أما يوسف فلم يكن في حياته ما يدعو إلى استعمال القوة البدنية ، فلم يُوهب ذلك ، والله أعلم .
والمقصود أن موضوع توجيه المتشابه من الآيات يحتاج إلى وضع ضوابط في الآيات التي يمكن أن يقال : إن فيها إشكالاً يحتاج إلى توجيه .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) حديثا عن مقاتل عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان لأن الله تعالى يقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) [النساء: 76] وقال: (إن كيدكن عظيم)".
[لا أدري مدى صحة هذا الحديث].
 
قبل كتابتي في هذا الموضوع وقفت على الحديث الذي ذكره القرطبي رحمه الله تعالى
ولم أكتب الموضوع إلا بعد الرجوع إلى عدد من كتب التفسير المأثور، وكذا كتب الحديث الشريف إلا أنني لم أقف على هذا الحديث من خلال بعض الموسوعات الاكترونية.
كما أن القرطبي - رحمه الله - تعالى لم يذكر من أخرج هذا الحديث.. لذا لزم التنويه
 
هل يجوز ان يقارن بين الكيدين ؟ ارجوا التدقيق .
فالشيطان كيده ضعف لانه ليس له سلطان الا على من اتبعه . وهو _اي الشيطان _ يذهب كيده بالاستعاذة . وان حزبه الذين حزبهم لقتال المسلمين انما همهم الدنيا دون الآخرة فهذا ضعف كيد الشيطان في تحزيبه."إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ""وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
اما كيد النساء فهو فعلهن في الناس.
كيف يعقد المقرنة بين قول زوج المرأة وبين قول الله عز وجل ؟ وكيف يعقد المقرانة بين المرأة والشيطان؟
لم يصح شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم -فيما أعلم- الا قوله صلى الله عليه وسلم" انكن لصواحب يوسف " وليس في ذلك علاقة بموضوع الكيد .
" فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ"
 
موضوع طريف مفيد .
بارك الله في الجميع .
 
[align=center]بارك الله في كاتي الموضوع وجعله في ميزان حسناته

نعم بل ان المتداول بين الناس أمر خطير فهناك من يرمي بالكلام على سيبل المزاح فيقول انتن النساء كيدكن أعظم من الشيطان فالله المستعان !!

ولكن الحمد لله انه وجد في هذا المنتى المبارك من يوضح الامور المبهمه[/align]
 

شكر الله للدكتور صالح على هذه اللطيفة القرآنية القيمة ، وشكر الله للأخوة الأحبة الذين تفضلوا بإثراء الموضوع بكتاباتهم الطيبة، وأقول:
إن عين ما تفضل بالتنبيه عليه د. صوابي قد ناقشه أ.د. محمد رجب البيومي مع فضيلة الشيخ الشعراوي من خلال خواطره الإيمانية حول القرآن الكريم ، وكتب مقالا كاملا على صفحات مجلة منار الإسلام الإماراتية منذ ما يزيد عن عشر سنين ، وانتصر لما تفضلتم به فجزاكم الله خيرا على هذه اللمحة الطيبة المباركة التي تضع الأمور في نصابها قرآنيا .
 
جزاكم الله خيرا على هذا النقاش الطيب ، ولكني أرى أن قولنا : قوله ( إن كيدكن عظيم ) حكاه الله وهو من كلام العزيز لا يصح ؛ بل هو كلام الله تعالى ، ولو قلنا بهذا القول لأخرجنا كثيرا من آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن كلام الكفار، وحديث الانبياء مع اممهم ، وغير ذلك ؛ بل كما أشرتم من عدم ورود المقارنة أصلا بين الكيدين فكيد الشيطان هنا يقابله قدرة الله تعالى وقوته ، وهناك كيد المرأة يقابلة ضعف البشر وعجزهم والله أعلم
 
جزاكم الله خيرا على هذا النقاش الطيب ، ولكني أرى أن قولنا : قوله ( إن كيدكن عظيم ) حكاه الله وهو من كلام العزيز لا يصح ؛ بل هو كلام الله تعالى ، ولو قلنا بهذا القول لأخرجنا كثيرا من آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن كلام الكفار، وحديث الانبياء مع اممهم ، وغير ذلك ؛ بل كما أشرتم من عدم ورود المقارنة أصلا بين الكيدين فكيد الشيطان هنا يقابله قدرة الله تعالى وقوته ، وهناك كيد المرأة يقابلة ضعف البشر وعجزهم والله أعلم

سبحان الله
ومن يوسوس للمرأة بأمور الكيد أليس الشيطان الرجيم .

والله تعالى يقول :
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }(الناس:1)
{مَلِكِ النَّاسِ }(الناس:2)
{إِلَهِ النَّاسِ } (الناس:3)
{مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ }(الناس:4)
{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } (الناس:5)
{مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ }(الناس:6).


وهذا عام في النساء والرجال .

وقد سمعت الشيخ المغامسي حفظه الله ، وهو يتكلم عن سورة يوسف ، قال إن الكلام السابق هو على لسان العزيز أو كما قال.
وأشعر أن كلامه وجيه ،
فقد قال تعالى :
{قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }(النمل:34).

والله أعلم وأحكم.
 
وما قد يُتطلب له مناسبة بدعوى الاتفاق ما ورد في قصة يوسف وموسى ، وهو قوله تعالى في يوسف : ( ولما بلغ أشده آتيناه حكمًا وعلمًا ، وكذلك نجزي المحسنين ) ( يوسف : 22 ) ، وقال في موسى : ( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين ) ( القصص : 14 ) . وإنما الذي يصلح أن يُطلب هو سبب ذكر استوى في قصة موسى فحسب ، ولا يعني إن يوسف قد أُعطي الاستواء كما أُعطيه موسى .
وسبب ذلك ظاهر في القصة التي بعده حيث ذكر الله أثر هذا الاستواء الدال على كمال القوة في البنية ، إذ وكز موسى الرجل فأرداه صريعًا .
ومن تأمل حياة موسى وجد حاجته للقوة البدنية في دعوته لقومه ، فقد حمل الألواح ، وألأقاها ، وأخذ برأس أخيه يجره إليه إلى غير ذلك من الأحداث ، أما يوسف فلم يكن في حياته ما يدعو إلى استعمال القوة البدنية ، فلم يُوهب ذلك ، والله أعلم .
.


هل ممكن ان يكون هذا الاستواء فى القوة البدنية والعقلية ايضا اذ ان يوسف عليه السلام لم يرسل الى طاغية يدعوه الى الاسلام كما ارسل موسى عليه السلام ولكن دعوته التى ذكرت فى القرآن كانت لصاحبى السجن فلم يكن هناك مجادلة كما حدث مع موسى عليه السلام . فموسى عليه السلام احتاج الى ان يؤتى الحكم والعلم عند اشتداد جسمه واستواء عقله حتى يستطيع مواجهة فرعون. ؟؟؟
 
وهناك أمر أريد أن أضيفه وهو :
المرأة كما يشاهد في واقع الحياة تلجأ للكيد عندما تشعر بالحسد أو غير ذلك من أمراض القلوب .. وهذا بسبب طبيعتها ،
لكن الرجل في هذه الحالة يلجأ للبطش لقوته وطبيعته
وهذا في الغالب .
أما أهل الدين والفضل فأمرهم يختلف .
فالمؤمن عزيز.
والله أعلم وأحكم.
 
سمعت الشيخ ابن عثيمين يقول ماذكره الشيخ مساعد الطيار
( فكيد الشيطان ضعيف أمام كيد الله ، وكيد النساء قوي أمام كيد الرجال ، وإن كن هنَّ من كيد الشيطان على الإنسان )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمح لي ياشيخ صالح أن أطرح بعض الأسئلة ربما يكون لها علاقة بالموضوع :
1- هل إبليس ذكر أم انثى ؟
2- قال الله تعالى : ( {فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}
سورة آل عمران آية رقم 36
هل قوله تعالى : ( وليس الذكر كالأنثى ) يختص بالإنس أم بالإنس والجن وماخلقه الله من الذكور والإناث ؟
3- قال تعالى ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ (النساء/76).
مارأي علماء التفسير في هذا الضعف هل هو عام في المؤمن وغير المؤمن أم أنّ كيد الشيطان يضعف في المخلصين كما قال سبحانه وتعالى {قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين (39) إلا عبادك منهم المخلصين (40) }الحجر

وجزاكم الله خيرا
 
أعجبتني إحدى تغريدات الشيخ الأستاذ محمد رشيد العويد حفظه الله وأطال في عمره ، غَرَّدَ بها هذا الصباح وقال إنها من فتح الله عليه وفقه الله ، وكانت إجابة لسائلة ، أحببتُ إدراجها في هذه الصفحة حتى لا أنساها :
1- ( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) قاله عزيز مصر ولم يقله الله ، كما قال إبليس : { أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ } وقال فرعون : { هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ } ، إبليس ليس خيراً من آدم وموسى ، وموسى ليس مهيناً ، كيد المرأة ليس عظيماً .
2- المسلمة تستثنى من غير المسلمات كما استثنى الله المؤمنين من غيرهم { إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ } .
3- بل وصف المؤمنات المحصنات بأنهن غافلات لا كيد لهن ولا مكر { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .
 
المكر والكيد في القرآن الكريم

المكر والكيد في القرآن الكريم

أحسب أن من المفاتيح المهمة في إزالة ما يبدو أنه إشكال في فهم موضوع " كيد النساء " و " كيد الشيطان " ، ما يلي :
أولاً : تحديد واقع كل من الكيد و المكر في اللغة ، معتمدين على الدلالة المحورية للكلمة . وكذلك معرفة السياق الذي استخدم فيه القرآن الكريم كلاً من الكلمتين . حيث وردتا في سياقين مختلفين .
وثانياً : من الشائع ورودهما كلفظين مترادفين عند أغلب المفسرين ، حيث يفسرون إحدى الكلمتين بالأخرى ، بينما هما في الحقيقة ليسا كذلك ، فمعناهما مختلفان ، ولكن بينهما ترابط وعلاقة .
ثالثاً : أن الشائع في استخدام اللفظين يكون في الشر ، بينما في حقيقتهما أنهما فعلان محايدان ، أي ليس لهما وصف أصيل لا بالخير ولا بالشر ، إنما الفعل منهما يأخذ وصفه من الغاية التي فُعل لأجلها ، إن كان في طاعة الله عز وجل فهو خير ، وإن كانت في معصية الله جل وعلا فهو شر .
هذا والله أعلم ، والتفصيل يتبع لاحقاً بإذن الله تبارك وتعالى .
 
السلام عليكم ؛

التفصيل لما سبق ورد في ورقة رفعتها في " الملتقى العلمي للتفسير " ، تحت نفس العنوان : المكر والكيد في القرآن الكريم .

وجزاكم الله خيراً . .
 
سبحان الله
ومن يوسوس للمرأة بأمور الكيد أليس الشيطان الرجيم .

والله تعالى يقول :
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }(الناس:1)
{مَلِكِ النَّاسِ }(الناس:2)
{إِلَهِ النَّاسِ } (الناس:3)
{مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ }(الناس:4)
{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } (الناس:5)
{مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ }(الناس:6).

وهذا عام في النساء والرجال .

وقد سمعت الشيخ المغامسي حفظه الله ، وهو يتكلم عن سورة يوسف ، قال إن الكلام السابق هو على لسان العزيز أو كما قال.
وأشعر أن كلامه وجيه ،
فقد قال تعالى :
{قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }(النمل:34).

والله أعلم وأحكم.
لقد صدق الله تبارك وتعالى على كلام ملكة سبأ بقوله { وكذلك يفعلون }
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الذي يقول ان كيد النساء ليس عظِيم لم يقف عند هذة الاية قال تعالى :( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)
وقضية المقارنة مع كيد الشيطان يحتاج الى قراءة متأنيه .

والله اعلم
 
القول بأنه عظيم او سوى ذلك دون الوقوف على معنى وماهية الكيد كمصطلح لا يعتد به فكيف تثبت امر او تنفيه وانت لا تعرف معناه على وجه الدقة ؟
والكيد نسب لله جل في علاه ونسب للشيطان ونسب للمرأة ونسب للبشر عموماً كالسحرة والكفار وغيرهم وان لم ينطبق التعريف على كل تلك الحالات لم يكن في رأيي دقيقاً
 
سبحان الله
ومن يوسوس للمرأة بأمور الكيد أليس الشيطان الرجيم .

والله تعالى يقول :
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }(الناس:1)
{مَلِكِ النَّاسِ }(الناس:2)
{إِلَهِ النَّاسِ } (الناس:3)
{مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ }(الناس:4)
{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } (الناس:5)
{مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ }(الناس:6).


وهذا عام في النساء والرجال .

وقد سمعت الشيخ المغامسي حفظه الله ، وهو يتكلم عن سورة يوسف ، قال إن الكلام السابق هو على لسان العزيز أو كما قال.
وأشعر أن كلامه وجيه ،
فقد قال تعالى :
{قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }(النمل:34).

والله أعلم وأحكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول مستعينا بالله: من المعلوم أن القرآن بكل ما فيه لا شك ولا ربب كلام الله المنزل على سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم. وفى القرآن كلام بوصفه حكاية عن قول مخلوق فمن حيث الحكاية فكلام الله حق ولكن من حيث الكلام المحكي عنه ففيه نظر لاحتماله الخطأ والصواب.
أقول:
 
عودة
أعلى