فن الاحتباك

الحكيمة

New member
إنضم
29/05/2006
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله وكفى ، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى:
أعضاء هذا الملتقى المبارك : ماذا تعرفون عن فن الاحتباك ومَن من المفسرين من أكثر من ذكره في تفسيره ؟
 
الاحتباك باب من البديع مبني على مبدأ الحذف والاختصار....
وصورته الشكلية كالتالي:
لنفرض متوالية مكونة من أربعة عناصر نرمز لها بالأرقام:

1-2-3-4
نقسم الرباعي إلى ثنائيتين.
1-2
3-4
أفقيا توجد علاقة تقابل فردي –زوجي.
عموديا توجد علاقة تشابه فردي- فردي(3.1)......زوجي- زوجي.(2-4)
يحصل الاحتباك بحذف عنصرين على المحور الوتري..(1.4) أو(2.3)
فلا يبقى إلا عنصران: 2 و3.(أو1و4)
لكننا بواسطة المذكورين نستحضر ذهنيا المحذوفين:
ف2 المذكورة تدل على مقابلها المحذوف1.
و3 المذكورة تشير إلى مقابلها المحذوف 4.

وهذه صورة حقيقية:
قوله تعالى : ادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء.
ذهب أبو حيان وآخرون إلى أن تخرج بيضاء جواب لأمر مقدر وليس للأمر المذكور أي ادخل يدك......فيكون التقدير العام:
1-أدخل (يدك في جيبك).........2-تدخل .
3-أخرجها.............4-تخرج (بيضاء من غير سوء. )

لكن الآية اقتصرت على 1و4أي فيها احتباك
ادخل يدك في جيبك....تخرج بيضاء من غير سوء.
فدل فعل الأمر المذكور(أدخل) على جوابه المحذوف.. (تدخل)
ودل جواب الأمر المذكور (تخرج بيضاء)على فعله المحذوف. (أخرجها).
والله أعلم.
من المفسرين الذين اعتنوا بهذا الوجه البديعي الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير والألوسي في روح المعاني.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وبعد..
فقد وفقنى الله لكتابة بحث بعنوان ( بلاغة الاحتباك في القرآن الكريم) وقد تم تحكيمه وأجيز ولله الحمد في ترقيتى إلى درجة أستاذ مشارك بكلية القرآن الكريم جامعة الأزهر، ولو كنت أعرف طريقة إرساله إلى المنتدى لفعلت ، وإلى ان يتيسر لى معرفة الطريقة أقول الآن: إن أكثر من تكلم في الاحتباك واعتنى به الإمام البقاعى في كتابه: (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) وقد ذكر السيوطى في الإتقان ان البقاعى قد أفرده بالتصنيف. وسوف أوافيكم ببحثى عما قريب إن شاء الله.
 
فن الاحتباك

بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله
الاحتباك فن عزيز من فنون البلاغة ، وسر لطيف من أسرار هذه اللغة ، وهو من ألطف أنواع البديع، وأبدعها. وقلَّ من تنبَّه له، أو نبَّه عليه، من أهل فنِّ البلاغة- كما قال السيوطي في (الإتقان). وقد ذكره الزركشي في(البرهان) ، ولم يسمِّه هذا الاسم، بل سماه:(الحذف المقابلي) ، وقد أكثر منه برهان الدين البقاعي في تفسيره العجيب نظم الدرر وقال عنه : وهو فن عزيز نفيس وقد جمعت فيه كتاباً حسناً ذكرت فيه تعريفه ومأخذه من اللغة وما حضرني من أمثلته من الكتاب العزيز وكلام الفقهاء وسميته " الإدراك لفن الاحتباك ". نظم الدرر(1/31)
وقد ذكر البقاعي كتابه هذا في فهرسته الذي جمع فيه مؤلفاته برقم (41) وقام بجمعه الدكتور: محمد أجمل أيوب الإصلاحي
تعريفه : - قال الجرجاني:
الاحتباك : هو أن يجتمع في الكلام متقابلان، ويحذف من كل واحد منهما مقابله، لدلالة الآخر عليه كقوله: علفتها تبنا وماء باردا
أي علفتها تبناً، وسقيتها ماءً بارداً.
- ونقل الزركشي عن الأندلسي قوله في شرح(البديعية):” من أنواع البديع:(الاحتباك) ؛ وهو نوع عزيز وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني، ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول " قال البقاعي : وهو أن يؤتى بكلامين يحذف من كل منهما شيء إيجازاً، يدل ما ذكر من كل على ما حذف من الآخر، وبعبارة أخرى: هو أن يحذف من كل جملة شيء إيجازاً ويذكر في الجملة الأخرى ما يدل عليه " نظم الدرر(2/18).
وذكر في تفسيره ما يقارب من (250) آية تصلح أن تكون مثالا لهذا الفن البديع، وأوضح الآيات رأيتها تقرب فهم هذا الفن قوله تعالى : "وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ " قال رحمه الله: " وقد علم بهذا أن الآية من الاحتباك حذف من الأول مثل الداعي لدلالة الناعق عليه ومن الثاني المنعوق به لدلالة المدعوين عليه " نظم الدرر (1/148)
وقوله تعالى : " قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ".قال رحمه الله : " قد كان لكم آية " أي عظيمة بدلالة تذكير كان " في فئتين" تثنية فئة ـ للطائفة التي يفيء إليها ـ أي يرجع ـ من يستعظم شيئاً، استناداً إليها حماية بها لقوتها ومنعتها " التقتا "أي في بدر " فئة " أي منهما مؤمنة، لما يرشد إليه قوله: " تقاتل في سبيل الله " أي الملك الأعلى لتكون كلمة الله هي العليا، ومن كان كذلك لم يكن قطعاً إلا مؤمناً "وأخرى " أي منهما "كافرة " أي تقاتل في سبيل الشيطان، فالآية كما ترى من وادي الاحتباك " نظم الدرر (2/18)
ومن مارس الحواشي والمتون أدرك أن الفقهاء يستعملونه كثيرا كما ذكر البقاعي رحمه الله، وبما أن البقاعي شافعي المذهب فلا شك أنه أكثر من ذكر الأمثلة الفقهية في كتابه " الإدراك لفن الاحتباك " فو أسفاه على ضياع هذا الكتاب ، واقتداء به رحمه الله سنذكر مثالا فقهيا ولكنه على مذهب مالك جاء في مواهب الجليل للحطاب : " والتحريم بعقده ووطئه "
ش : هو كقول ابن الحاجب في موانع الزوجية : وكل نكاح اختلف فيه اعتبر عقده ووطؤه ما لم يكن بنص , أو سنة ففي عقده قولان . قال في التوضيح : معنى كلامه أن كل نكاح اختلف العلماء في صحته وفساده والمذهب قائل بالفساد ; فإنه يعتبر عقده فيما يعتبر فيه العقد ووطؤه فيما يعتبر فيه الوطء فيحرم بالعقد على أمهاتها وتحرم بالوطء على آبائه وأبنائه وتحرم عليه البنت بالدخول بالأم فيه وقوله : ما لم يكن بنص , أو سنة يعني أنه اعتبر العقد والوطء إلا أن يكون الفساد بنص كتاب الله , أو سنته فحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول ففي عقده قولان , ويعتبر وطؤه بالاتفاق وقال في المقدمات : والمشهور أن الحرمة تقع بكل نكاح لم يتفق على تحريمه ونفى غيره الخلاف ورأى أن المذهب كله على التحريم فإن قلت : كيف يكون فيه نص كتاب الله , أو سنته ويختلف فيه ؟ " ثم قال رحمه الله: فقوله : فحذف من الأول إلخ هو من النوع المسمى بالاحتباك من أنواع البديع وهو أن يحذف من أحد شقي الكلام نظير ما أثبته في الثاني ومن الثاني نظير ما أثبته في الأول ومنه قوله تعالى " ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع " أي ومثل الأنبياء والذين كفروا كمثل الذي ينعق وينعق به وجعل منه السيوطي قوله تعالى" لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " على أن المراد بالزمهرير البرد أي لا يرون فيها شمسا ولا قمرا ولا حرا ولا زمهريرا ومنه قوله تعالى" وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء" التقدير تدخل غير بيضاء وأخرجها تخرج بيضاء وذكر أنه لم يقف عليه في شيء من كتب البديع إلا أنه خطر له في الآية المذكورة أعني قوله " لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " وهذا النوع لطيف وإنه لا يعرف في أنواع البديع ما يدخل تحته , ثم ذكر ذلك لصاحبه برهان الدين البقاعي فأفاده أن بعض شيوخه أفاد أن هذا النوع يسمى الاحتباك , ثم وقف عليه في شرح بديعية ابن جابر لصاحبه أحمد بن يوسف الأندلس قال ومن ألطفه قوله تعالى" خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " أي صالحا بسيئ وآخر سيئا بصالح ومأخذه من الحبك الذي معناه الشد والإحكام وتحسين آثار الصنعة وبيانه أن مواضع الحذف أشبهت الفرج بين الخيوط فلما أدركها الناقد البصير فوضع المحذوف مواضعه كان حابكا له مانعا من خلل يطرقه فسد بتقديره ما يحصل به الخلل وقد ذكره الخلوي في بديعيته والله أعلم .
وللأستاذة البتول وهي إحدى رواد هذا الملتقى المبارك بحث عن البقاعي لعلها تبرز لنا أهمية فن الاحتباك في ادراك المناسبات
 
اني اخوك في الله
عدنان الاسعد
اكملت بحمد الله وشكره بحثي للماجستير عن الاحتباك في القران الكريم دراسة بلاغية
واذا اردت اي مساعدة فان مستعد لارسال البحث برا او عن طريق البريد الالكتروني
واذا اردت البحث ارجو اعلامي وبريدي هو [email protected]
ومن الله التوفيق
عدنان الاسعد
المدرس المساعد في جامعة الموصل
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته
 
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله :
بارك الله فيك أخي أسعد، وجزاك ربي أفضل الجزاء وأوفره ، على ما أنتجت قريحتك وخطت أناملك .
فما زلتم يا أهل العراق محل القدوة ، كان شيخي الدكتور سامي الكناني -حفظه الله - وهو عراقي يقول:" إن الكتاب يُكتب في مصر ، ويُطبع في لبنان ، ويُقرأ في العراق "
أنظر بريدك الخاص
 
السلام عليكم
الاخ عدنان من جامعة الازهر ارغب باطروحة دكتوراه ادب الحكمة بين العهد القديم والقران الكريم بجامعة الازهر
 
عودة
أعلى