فتوى خاصة بالجهر بالبسملة للعلامة ابن باز -رحمه الله -لي معها وقفة .

نعم يا شيخ محمد أقصد خارج الصلاة , وقد أضفت ما يزيل اللبس.
أما عن سؤالك :فيم تختلف بسملة الفاتحة عن بسملة باقي السور ؟
فإن بينهم اختلافا واضحا وهو أن بسملة الفاتحة مختلف فيها أهي آية ام ليست بآية , أما في غيرها فالإجماع منعقد على كونها ليست بآية , أليس هذا اختلافا يترتب عليه حكم مختلف ؟
ثم أن الدليل الذي تسوقه دليل عقلي , وهذا الأمر يحتاج لنقل , ولو أردت العقل لقلت لك : من لا يبسمل يجريها مجرى بقية السور , فهل بسملة بقية السور جزء من أول كل سورة فيها ؟؟؟! ,ألا ترى أني عندما أردت استخدام العقل في مسألة الجهر قلت لي ليس دليلا وتوقفت عند الدخل , فلم تدخل العقل الآن ؟؟؟!!! أم أن هذه ينطبق عليها قولك :فليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل ؟؟؟!!
قل لي من قال بقولك من العلماء وما دليله؛ ليكون الكلام مقبولا ؟
 
2- خلاف أهل العد، حسب عباراتهم، ينحصر في كونها آية "مستقلة"، وهو ما ذهب إليه الكوفيون وأهل مكة من أهل العدد. ومفهومه أنها غير مستقلة عند غيرهم. وليس الخلاف بينهم في ثبوتها.
3 - البدء بـ{الحمد لله} في عد غيرهما من مرويات الفقه والحديث، وسأكون مسرورا جدا لو تفضل أحد فضلاء الملتقى بإيراد روايات عن أهل العد تصرح أو تفيد نفي اعتبار البسملة أول الفاتحة آية أو جزء آية.
4 - يقول الهذلي، (كتاب العدد ص 86): "وهي سبع آيات في أكثر العدد، وقال الحسن البصري: ثمان آيات، وقال الحسن الجعفي: ست آيات. فمن قال ثمان لم يعد {بسم الله الرحمن الرحيم} لأنها عند أهل البصرة ليست بآية، وعد {إياك نعبد} و {أنعمت عليهم}. ومن عدها ستا فلم يعد {بسم الله الرحمن الرحيم} ولا {إياك نعبد} ولا {أنعمت عليهم}.
اختلافها على الصحيح آيتان: {بسم الله الرحمن الرحيم}عدها المكي والكوفي. {أنعمت عليهم} أسقطها المكي والكوفي" انتهى كلام الهذلي.
هل يفهم من قول الهذلي: "أسقطها المكي والكوفي" أنهما لا يريان {إياك نعبد} من القرآن ؟ وأن الحسن الجعفي لا يرى {إياك نعبد} و {أنعمت عليهم} من القرآن ؟
أنا لا أفهم من كونها آية مستقلة عند الكوفيين والمكيين إلا عدم كونها غير مستقلة عند المدنيين والبصري والشامي والحمصي، ولا أفهم من عدم استقلالها إلا جزئيتها.
إذا كانت الأدلة والاعتراضات والإيرادات التي جئتم بها لم تكفني، والتي مني لم تكفكم، بالإضافة إلى أن الفهم لا يقبل الإنابة، فمن الممكن أن نغلق الموضوع على أساس أننا لم نتفق على هذه النقطة بالذات، وهو شيء طبيعي في بيئة تتوفر فيها حرية التعبير والسكوت معا.
 
أنا لا أفهم من كونها آية مستقلة عند الكوفيين والمكيين إلا عدم كونها غير مستقلة عند المدنيين والبصري والشامي والحمصي، ولا أفهم من عدم استقلالها إلا جزئيتها.
.
أخي محمد أريدك أن تتحلى معي ببعض الصبر , وحبذا لو شابه بعض الإنصاف أيضا.
دعني أعصر على نفسي نصف ليمونة وأقبل قولك , وأقول : لا بأس بكونها جزءا من آية عند غير الكوفيين والمكي , وبالله عليك كن منصفا.
إذا كان الأمر كذلك لماذا لا تريد أن تعترف بأنهم (في الصلاة ) يجهرون بجزء من الآية الأولى حين يسرون بالبسملة , هل هذا يحتاج لدليل !!!!!!!! لا بأس إليك الدليل : إذا كان الرقم (2)=(1)+(1) ,فإن (1)+(1)=2 !
 
مقولة "ليس بين دفتي المصحف إلا القرآن" خاطئة. ولو كان الأمر كذلك لكفر الذين أنكروا قرآنية البسملات بين السور بإنكارهم الفين ومائة وسبعة وأربعين حرفا. ولكانت قراءة حمزة وخلف وبعض طرق الأزرق وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب ناقصة بمقدار 2128 حرفا. وقد أسلفت، في مشاركة أخرى، أن الصحابة لم يتركوا تقريرا عن مصحفهم.
لمجرد التوضيح فحسب
العدد 2147 المذكور يمثل إجمالى عدد حروف البسملة البالغة تسعة عشر حرفا فى 113 سورة ، حيث 113 × 19 = 2147 ، وهذا العدد يشمل كل البسملات فى اوائل السور بما فيها فاتحة الكتاب ، لأن بسملة سورة براءة لا وجود لها أصلا
أما العدد الثانى المذكور ، وهو 2128 فيمثل عدد حروف البسملات لـ 112 سورة ، أى لكافة السور فيما عدا الفاتحة وحدها ( بعد استبعاد بسملة براءة كذلك )



 
بعد كل هذا النقاش الجامع الماتع من الأخوة الأفاضل - حفظهم الله - أجدنى ما زلت مقتنعا بأن البسملة لا تمثل جزءاً من الآية الأولى فى أى سورة على الإطلاق
وكل ما قرأته فى هذا الموضوع - أو فى غيره من المواضيع المماثلة - لم ينجح فى زحزحة إعتقادى هذا قيد أنملة ، هذا برغم إعتقادى كذلك بأن البسملة تمثل الآية الأولى بأكملها من فاتحة الكتاب ، متبعاً فى ذلك قراءة حفص - رحمه الله - والعد الكوفى والمكى
أما مسألة الجهر بالبسملة أو الإسرار بها ( فى الصلاة )فسوف تظل - فيما أرى - موضع خلاف نظراً لمجىء السنّة النبوية الشريفة بالوجهين معاً ، وعليه فلا جُناح على من أخذ بأىٍ من هذين الوجهين ، شريطة ألا يجحد الوجه الآخر ويقول ببطلانه إلا بدليل قطعى الثبوت
هذا ، والله أحكم وأعلم
وفق الله الجميع وهداهم إلى الحق بإذنه
 
- الاستدلال الذي سقتَه رائع جدا , ألا تذكر أين قرأتَ هذا , ومن صاحب هذا الرأي من المالكية ؟
عنوان الكتاب: سبيل السعادة في معرفة أحكام العبادة على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه
المؤلف: محمد بن محمد عبد الله، الموقت بمدينة مراكش.
الدار: المكتبة الشعبية، بيروت، لبنان
ص: 83
سطور: 20-25
صاحب الرأي هو: المازري.
وفيه أنه كان يبسمل سرا. وهو من المؤلف سهو.
 
عنوان الكتاب: سبيل السعادة في معرفة أحكام العبادة على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه
المؤلف: محمد بن محمد عبد الله، الموقت بمدينة مراكش.
الدار: المكتبة الشعبية، بيروت، لبنان
ص: 83
سطور: 20-25
صاحب الرأي هو: المازري.
وفيه أنه كان يبسمل سرا. وهو من المؤلف سهو.
وذكر القصةَ الدكتورُ/ عبدُ السلامِ محمد الشريف العالم في دراسته وتحقيقه لــــ "حكم البسملة في الصلاة" لأحمد العالم (ت 1967) ص 14 حاشية 18 نقلا عن عبد الباقي الزرقاني في شرح المختصر جــ1 ص 216، مطبعة محمد أفندي مصطفى، مصر بدون تاريخ. وفيه أنه كان يبسمل سرا ؟ لعله كذلك.
 
الذى اعتقده انا : ان البسملة هى آية عند من أثبت وليست كذلك عند من لم يثبت
فان أورد علينا قائل مقولة : الجهر والاسرار فنقول ما جاء فى السنة فنأخذ به على العين و الرأس
فعلى ذلك : فالبسملة آية عند الكوفيين وابن كثيرفى الفاتحة فقط والاسرار بها لان ادلة الاسرار بها هى الاقوى ثبوتا عن الجهر
ولولا ذلك لقت بعدم قرآنيتها اصلا لدخول الخلاف فيها وهذا مستحيل فى القرآن
اما القول بأنها جزء من الاية الاولى او انها آية مستقلة فهذه اعتقد انها ضعيفة جدا بالاضافة لعدم الدليل عليها
 
اللهمَّ اهدِنا لما اختلِف فيهِ من الحقِّ بإذنكَ، إنكَ تهديْ مَن تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ.
معشرَ الأحبةِ: أطلتم النقاشَ، فأغريتموني بالمشاركةِ، فإليكموها:
أولاً: الفاتحةُ سبعُ آياتٍ عند جمهورِ العلماءِ، ولا يُعتدُّ بخلافِ من شذَّ في ذلك.
ثانياً: الخلافُ في البسملةِ نوعانِ:
1. خلافٌ عند القراءِ، ويُرجَع في تحريرهِ لعلماءِ عَدِّ الآي.
2. خلافٌ عند الفقهاءِ، ويُرجَع في تحريرهِ لفقهاءِ المذاهبِ الأربعةِ، ومن يُعتدّ بخلافِهم - على الصحيحِ - كأهلِ الظاهرِ.
وكُلُّ خلافٍ له مجالُه الذي يُراعى فيه، فعندَ القراءة للتعلُّم والتعليمِ، ونحو ذلك، يُراعى خلافُ علماء عدِّ الآي في البسملة، وعندَ القراءةِ في الصلاةِ يُراعى النظرُ الفقهيُّ، فكلٌّ على مذهِبه، أو بحسبِ ما يترجَّح له فقهياً إن كان من أهل النظر والاجتهاد، ولا أرى داعياً لإقحام مذاهب القراء فيما هو من شأنِ الفقهاءِ. ربما كان لملازمةِ الصَّنعةِ تأثيرُهُ في ذلكَ، لا سيّما عند القراءِ المعاصرينَ، وإلا فكيفَ نخالفُ مذاهبَ الأئمةِ الأربعةِ، ونأتي بمذهبٍ جديدٍ؟!
لايعني ذلك الانتقاص من الأئمةِ الكبارِ الذين رأوا ذلك، وإنما تحريرُ المسألةِ فقطْ.
ثالثاً: لا علاقةِ للجهرِ والإسرارِ بالبسملةِ بكونها آيةً أو ليستْ بآيةٍ، فليُتأمل ذلكَ - رعاكم الله -.
وممن نصَّ على ذلك الإمامُ الحافظُ ابن رجبٍ الحنبليُّ - رحمه اللهُ - بقوله:
"واعلمْ : أن الجهرَ بقراءةِ البسملةِ مَعَ الفاتحة ليس مبنياً عَلَى القولِ بأنَّ البسملةَ آيةٌ من سورة الفاتحة وغيرها ، كما ظنه طائفة من النَّاس من أصحابنا وغيرهم ، وإنما الصحيحُ عِنْدَ المحققين من أصحابنا وأصحابِ الشَّافِعِيّ وغيرهم أَنَّهُ غير مبنيٌ عَلَى غير ذَلِكَ .
ولهذا اختلفت الروايةُ عَن أحمدَ : هَلْ البسملة آية من الفاتحة ، أو لا ؟ وأكثر الروايات عَنْهُ عَلَى أنها ليست من الفاتحة ، وَهُوَ قَوْلِ أكثر أصحابه .
ولم تختلف عَنْهُ فِي أَنَّهُ لا يُجهر بِهَا ، وكذا قَالَ الجوزجاني وغيره من فقهاء الحَدِيْث .
واختلف قَوْلِ الشَّافِعِيّ : هَلْ البسملة آيةٌ من كل سورةٍ سوى الفاتحةِ ، وَهُوَ يرى الجهرَ بِهَا فِي السور - أَيْضاً .
وحينئذٍ ؛ فلا يصحُّ أن يؤخَذ الجهرُ بِهَا من القول بأنها آيةٌ من الفاتحة ، كما يفعله كثيرٌ من النَّاسِ ؛ فإنهم يحكون عمن قَالَ : هِيَ آية من الفاتحة : الجهرَ بِهَا ، وليس ذَلِكَ بلازم".
واللهُ أعلمُ.
 
1. خلافٌ عند القراءِ، ويُرجَع في تحريرهِ لعلماءِ عَدِّ الآي.
كررنا القول حتى الملل أن كلامنا عن بسملة الفاتحة خاصة، ومن وجهة نظر أهل العد خاصة. ولو ذلك لقلنا بعدم قرآنية كافة البسملات الثلاث عشرة ومائة لنص الحافظ المتكرر ص: 57، 110 من كتاب البيان. لكنا لم لم نقل بهذا القول لأنه نقله عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي السائب، مولى هشام بن زاهرة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو - كما ترى - طريق فقهي حديثي. والحافظ من أعلم الناس بمذهب مالك في البسملة في الصلاة، ويعلم بأن مالكا كان يقرأ في الغالب بقراءة ابن عامر رضي الله عنهما.
ذكر الشيخ أحمد العالم في تعقيبه - الذي سماه المحقق نيابة عنه ب"حكم البسملة في الصلاة"- على تعقيبه على جواب الشيخ عبد السلام قاجه على سؤال الشيخ محمد بن أحمد العالم: ص 42-43 : "أصله بحث لأبي شامة، ثم جاء من بعده الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني فتوسع فيه، وعده أمرا نفيسا مسلما لا يمكن الطعن فيه، وقد رد خلاف الفقهاء إلى اختلاف القراء، وارتضى هذا البحث تلميذه شمس الدين البقاعي، وقال إنه من نفائس الأنظار، ومرقص الأبحاث - كلمة الرقص هنا، ونحن على أعتاب رمضان، من البقاعي وليس من محمد الحسن بوصو - ومطربها التي ادخرها الله سبحانه وتعالى لهذا الحافظ. وكذا نقل السيوطي في شرحه على الموطإ المسمى "تنوير الحوالك على موطإ الإمام مالك" ما للحافظ ابن حجر وأبي شامة وسلمه.
وكذلك نقله بعض المتأخرين من علماء السادة المالكية وسلّمه، كالبناني في حواشي الزرقاني، وابن حمدون في حاشيته على صغير ميارة، والإمام المجدد المجتهد الفقيه المحدث الأصولي النظار سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي الشنقيطي تلميذ البناني..."
قال محمد بن الحسن بوصو: سبق هؤلاء جميعا إلى القول به أبو محمد بن حزم في المحلى.
 
هذا إهداءٌ من شيخ الإسلام الطاهر ابن عاشور المالكي - رحمه الله - لشيخنا محمد الحسن بوصو - حفظه الله -:
قال في التحرير والتنوير: "اختلاف مذاهب القراء في قراءة البسملة في مواضع من القرآن ابتداء ووصلا كما تقدم لا أثر له في الاختلاف في حكم قراءتها في الصلاة، فإن قراءتها في الصلاة تجري على إحكام النظر في الأدلة وليست مذاهب القراء بمعدودة من أدلة الفقه، وإنما قراءاتهم روايات وسنة متبعة في قراءة القرآن دون استناد إلى اعتبار أحكام رواية القرآن من تواتر ودونه، ولا إلى وجوب واستحباب وتخيير، فالقارئ يقرأ كما روى عن معلميه ولا ينظر في حكم ما يقرأه من لزوم كونه كما قرأ أو عدم اللزوم، تجري أعمالهم في صلاتهم على نزعاتهم في الفقه من اجتهاد وتقليد، ويوضح غلط من ظن أن خلاف الفقهاء في إثبات البسملة وعدمه مبني على خلاف القراء، كما يوضح تسامح صاحب الكشاف في عده مذاهب القراء في نسق مذاهب الفقهاء. وإنما اختلف المجتهدون لأجل الأدلة التي تقدم بيانها، وأما الموافقة بينهم وبين قراء أمصارهم غالبا في هاته المسألة فسببه شيوع القول بين أهل ذلك العصر بما قال به فقهاؤه في المسائل، أو شيوع الأدلة التي تلقاها المجتهدون من مشايخهم بين أهل ذلك العصر ولو من قبل ظهور المجتهد مثل سبق نافع بن أبي نعيم إلى عدم ذكر البسملة قبل أن يقول مالك بعدم جزئيتها؛ لأن مالكا تلقى أدلة نفي الجزئية عن علماء المدينة وعنهم أو عن شيوخهم تلقى نافع بن أبي نعيم".
 
عنوان الكتاب: سبيل السعادة في معرفة أحكام العبادة على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه
المؤلف: محمد بن محمد عبد الله، الموقت بمدينة مراكش.
الدار: المكتبة الشعبية، بيروت، لبنان
ص: 83
سطور: 20-25
صاحب الرأي هو: المازري.
وفيه أنه كان يبسمل سرا. وهو من المؤلف سهو.
شكرا جزيلا أخي الكريم
 
لا بأس فالكلام بينكم إخواني موثق بأدلة , والآن أريد أن أسأل : هل الالتزام بالإسرار بالبسملة (دائما ) في الصلاة يصيب السنة أم أنها تقتضي الأمرين :الإسرار والجهر , مع الأخذ في الاعتبار ان يكون أكثر العمل على الإسرار؟
 
هل الالتزام بالإسرار بالبسملة (دائما ) في الصلاة يصيب السنة أم أنها تقتضي الأمرين :الإسرار والجهر , مع الأخذ في الاعتبار ان يكون أكثر العمل على الإسرار؟
الأخ الكريم حازم وفقه الله ، بما أنك قد وافقتنا على أن السُّنة النبوية الشريفة قد وردت بالأمرين معا ، فليس من العسير أن تستنبط أن من الخطأ الإقتصار على أحدهما فحسب على الدوام ، بل ليس شرطا - فيما أرى - أن يكون الإسرار هو الأغلب كما أشرت ، سيما وأن القصة التى رواها لنا أخونا الكريم الحسن بوصو عن موقف أحد المالكية من البسملة قد نالت إعجابكم كما هو واضح
وفقكم الله
 
هذا إهداءٌ من شيخ الإسلام الطاهر ابن عاشور المالكي - رحمه الله - لشيخنا محمد الحسن بوصو - حفظه الله
وصلت هدية ابن عاشور، وبقوله أقول.
وذهب بعض فضلاء الملتقى إلى القول بأن بسملة الفاتحة قرآن في العد الكوفي والمكي وغير قرآن في عد غيرهما، ولم يتنبه إلى أن هذا يعني بأن الله تكلم ببسملة الفاتحة ولم يتكلم بها في وقت واحد. من يستطيع أن يفهم هذا ؟ وقاسها بعض بالحروف التي تركت في بعض المصاحف وأثبتت في بعضها الآخر، ولم يتنبه إلى فرق الكتابة وعدم الكتابة.
وأطرف ما قرأته قياسُ البسملة بهمزة الوصل في عدم قراءتها في الوصل ووجوب قراءتها في الابتداء.
أكرر بأن البسملة في الفاتحة من السورة سواء كانت آية مستقلة مقبولة في الآيات المتحدة في الجلال والسمو، أم غير مستقلة تحت وصاية سورة الفاتحة المباركة.
 
وجوب التفريق بين أحكام البسملة في الفاتحة في الصلاة ، وغيرها من السور ، هام جدا

وجوب التفريق بين أحكام البسملة في الفاتحة في الصلاة ، وغيرها من السور ، هام جدا

[gdwl]
[ضيف الله الشمراني;151805]هذا إهداءٌ من شيخ الإسلام الطاهر ابن عاشور المالكي - رحمه الله - لشيخنا محمد الحسن بوصو - حفظه الله -:
قال في التحرير والتنوير: "اختلاف مذاهب القراء في قراءة البسملة في مواضع من القرآن ابتداء ووصلا كما تقدم لا أثر له في الاختلاف في حكم قراءتها في الصلاة، فإن قراءتها في الصلاة تجري على إحكام النظر في الأدلة وليست مذاهب القراء بمعدودة من أدلة الفقه، وإنما قراءاتهم روايات وسنة متبعة في قراءة القرآن دون استناد إلى اعتبار أحكام رواية القرآن من تواتر ودونه، "
[/gdwl]
هذا الكلام يحتاج إلى تعقيب أولا :
1- كيف لا يكون له أثر ، والقارئ إنما يقرأ القرآن في الصلاة تبعا للرواية ، بل للوجه الذي تلقاه عن مشايخه في القراءة ، مراعيا القراءة نفسها لا للمذهب الفقهي .
2- أن الخلاف في قراءة البسملة عند القراء في الابتداء والوصل ، بوجه عام من الفاتحة إلى الناس ، دون سورة براءة كما هو معلوم ، أما الخلاف بين المحدثين في قراءة البسملة إنما هو في الفاتحة فحسب لا في البسملة بعد الفاتحة في استفتاح غيرها ، أو البسملة في سائر سور القرآن ، وأما الخلاف بين الفقهاء فقد نشأ تبعا لما جاء من الروايات في هذا الباب ، وما اعتمده كل منهم في هذا الباب ، ثم تبعا لما فهمه واستنبطه من تلك الروايات ، والتي كانت كلها في قراءة البسملة في الفاتحة ، إثباتا أو نفيا ، أو إسرارا أو جهرا ، ولكل وجهه المعتبر ، فبين مضعف لرواية صرحت بالجهر بالبسملة ، وآخر مضعف لرواية صرحت بالإسرار ، أو دفع بوجه الجهر على اعتبار تأويل استفتاحه صلى الله عليه وسلم بالحمد يعني بفاتحة الكتاب لا القراءة ذاتها ، وهكذا .
وانظر مقالة ابن القيم رحمه الله تعالى في ذلك حيث قال : "
وَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ أَعُوذُ بِاَللّهِ مِنْ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ ثُمّ يَقْرَأُ الْفَاتِحَة وَكَانَ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ تَارَةً وَيُخْفِيهَا أَكْثَرَ مِمّا يَجْهَرُ بِهَا دَائِمًا فِي كُلّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرّاتٍ أَبَدًا حَضَرًا وَسَفَرًا وَيَخْفَى ذَلِكَ عَلَى خُلَفَائِهِ الرّاشِدِينَ وَعَلَى جُمْهُورِ أَصْحَابِهِ وَأَهْلِ بَلَدِهِ فِي الْأَعْصَارِ الْفَاضِلَةِ هَذَا مِنْ أَمْحَلِ الْمُحَالِ حَتّى يَحْتَاجَ إلَى التّشَبّثِ فِيهِ بِأَلْفَاظٍ مُجْمَلَةٍ وَأَحَادِيثَ وَاهِيَةٍ فَصَحِيحُ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ غَيْرُ صَرِيحٍ وَصَرِيحُهَا غَيْرُ صَحِيحٍ وَهَذَا مَوْضِعٌ يَسْتَدْعِي مُجَلّدًا ضَخْمًا "
3- لذا يجب التفريق بين ما اشتهر عند كثير من علمائنا من تبنيهم للإسرار بالبسملة في سورة الفاتحة ، ولو على سبيل التغليب ، أو حتى تبني غيرهم من العلماء الجهر ، وبين ما اشتهر عند عامة الناس ، بل وبين أكثر من رأيت من طلاب العلم ، بل وحتى بعض المشايخ وكبار الأئمة ( أعني أئمة المساجد ) من الإسرار فيما بعد الفاتحة عند استفتاح السور ، في الصلوات الجهرية ، ولقد بحثت بجد في هذا الباب ، ولا أدعي العصمة بالطبع ، وعانيت الأمرين عندنا في مصر من كثير طلاب العلم ، لا سيما ممن لا دراية لهم بعلم القراءات ، حيث الإصرار على الإسرار بالبسملة فيما يلي الفاتحة في استفتاح السور في الصلوات الجهرية ، ثم ينسبون هذا الكلام لهذا وذاك من علمائنا الأكارم ، وإن طلبت من أحدهم الدليل ، أتاك بحديث يفيد الإسرار في الفاتحة ( مع ملاحظة ما قاله ابن القيم في هذا الباب )، أو بفتوى لعالم جليل ، لو قرأ سؤالها لعرف مناط الإجابة ، ولكن .....!
4- والذي أدين لله به أن قراءة البسملة في الفاتحة ، يسعنا فيه الخلاف بين الإسرار والجهر ، وإن كان الإسرار - عندي - أولى ، وأنه أغلب أحواله صلى الله عليه وسلم ، كما يفهم من جمع الروايات .
5- والذي أدين لله به أن قراءة البسملة في غير الفاتحة في الصلاة الجهرية ، في فواتح السور ، يتبع فيها المصلى قراءته ، فإن كان يقرأها في غير الصلاة ، فيقرأها في الصلاة جهرا ( قولا واحدا ) بلا خلاف معتبر ، فإن كان يقرأ مثلا برواية حفص عن عاصم جهر بالبسملة إن استفتح بسورة بعد الفاتحة قولا واحدا ، لأن الكوفيين ، كل الكوفيين ، يبسملون بين السور ، وعاصم منهم ، لذا لزم على المصلى لا سيما الإمام ، أن يجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية في قراءته بعد الفاتحة إن استفتح بسورة .
6- من الملاحظ خلط بعض طلاب العلم بين العلوم أخذا ومن ثَّم فتيا ، فيجيب في علم القراءات بالحديث ، ويبحث عن أصل لغوي لكلمة في كتاب فقه ، ثم يخرج حديثا من كتاب لغة ، وهذا الخلط كثير ، فلو أعطينا كل ذي حق حقه ، وكل علم من مأخذه ، لقل كثير من مظاهر الخلاف والاختلاف ، حتى قرأت لأحد علمائنا الأكارم المحدثين قوله بجواز قراءة ملك أو مالك يوم الدين في سورة الفاتحة دون أن يشير لوجوب إتباع المصلي لقراءته ، بزعم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي بطلان هذا القول ما يغني عن إبطاله ، فالشمس لا تحتاج إلى دليل ، غفر الله له ، وجزاه الله عنا خيرا ، ومن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسن فقط ، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه ، ومثلي لا يرقى لأن يحمل نعل من نوهت عنه دون التصريح .
والحديث في هذا الباب ذو شجون ، وفي ذلك القدر كفاية ، والله تعالى المستعان
وكتبه / أبو محمد أحمد التابعي محمود
 
1- كيف لا يكون له أثر ، والقارئ إنما يقرأ القرآن في الصلاة تبعا للرواية ، بل للوجه الذي تلقاه عن مشايخه في القراءة ، مراعيا القراءة نفسها لا للمذهب الفقهي .

فتح الله عليك والله يا عم أحمد ...
كلامك عاقل وواقعي وعقلاني .
القرآن ( بالذات ) أرى أن المرجع فيه للرواية ويستوي الأمر عندها في الصلاة وغيرها.
 
الأخ الكريم حازم وفقه الله ، بما أنك قد وافقتنا على أن السُّنة النبوية الشريفة قد وردت بالأمرين معا ، فليس من العسير أن تستنبط أن من الخطأ الإقتصار على أحدهما فحسب على الدوام ، بل ليس شرطا - فيما أرى - أن يكون الإسرار هو الأغلب كما أشرت ، سيما وأن القصة التى رواها لنا أخونا الكريم الحسن بوصو عن موقف أحد المالكية من البسملة قد نالت إعجابكم كما هو واضح
وفقكم الله
لقد استنبطتها والله أخي العليمي ولكني أريدكم أن تشاركوني هذا الاستنباط , فجزاكم الله كل خير أخي الحبيب.
 
وذهب بعض فضلاء الملتقى إلى القول بأن بسملة الفاتحة قرآن في العد الكوفي والمكي وغير قرآن في عد غيرهما، ولم يتنبه إلى أن هذا يعني بأن الله تكلم ببسملة الفاتحة ولم يتكلم بها في وقت واحد. من يستطيع أن يفهم هذا ؟

" ومن يتول فان الله هو الغنى الحميد "
"ومن يتول فان الله الغنى الحميد "

هل تكلم الله باللفظ هو الزائد عند من اثبته ام لم يتكلم به ؟؟؟؟؟
وهل من لم يثبت "هو " فى قراءته يعتقد انه قرآن؟؟؟

اخى الحبيب : لو قرأت انا لحفص او لغيره بزيادة " من " فى التوبة كما هو فى ابن كثير لردنى من يصلى خلفى لانها ليست موجودة الا عند ابن كثير فقط , فهل اقول انها عند من لم يثبتها من القرآن ايضا ؟؟؟؟؟
 
الناس لم يختلفوا في قرآنية الكلمات التي أثبتت في بعض المصاحف وحذفت في بعضها، ولا في الحروف التي ثبتت في كل المصاحف وقرأها بعضهم في الوصل وبعضهم في الوقف فقط وبعضهم لا في الوصل ولا في الوقف.
الناس مجمعون على أن الله تكلم ب {من}في التوبة لكن هذا الكلام موجود في بعض المصاحف وغير موجود في بعض المصاحف. أما {بسم الله الرحمن الرحيم} في الفاتحة فموجودة في كل المصاحف لكنه تكلم به وسمعه أهل الكوفة وأهل مكة خاصة ولم يسمعه اهل البصرة ولا اهل المدينة والشام وحمص، ثم لم يتكلم به ولم يسمعه أهل المدينة والبصرة والشام وحمص لكن سمعه أهل مكة وأهل الكوفة. وعليه فهو كلام منصوص عليه في المصحف لكنك لما تنظر إليه فهو قرآن وغير قرآن حسب مزاجك ؟ أتتصور يا شيخ محمد.
أتصور للكلام روايات تتفاوت زيادة ونقصانا في صورة أو عدد الكلمات، لكني لا أستطيع أن أتصور أن صاحب الكلام تكلم به فعلا وأثبت في كل رواياته لكنه لم يتكلم به في بعضها.
عندما أقرأ لغير ابن كثير وأزيد كلمة "من" فمن الواجب أن يردني من يعرف عدم وجودها في روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا لأنه توفر فيها أمران غير موجودين في البسملة: الأول هكذا رواه ابن كثير عن النبي صلى الله عليه وسلم. والثاني انه غير مثبت في مصحفه. أما البسملة في الفاتحة فموحودة في مصاحف الجميع، ولم يختلفوا في إثباتها في كل الأحوال عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كلام عجيب أن يقول أحد في نفس الكلام : قرآن عند فلان وغير قرآن عند فلان
 
يا سيدى الم تقل من قليل ان ليس كل ما بين الدفتين قرآن؟؟
والموضوع ليس بالمزاج اخى الحبيب , كل ما فى الموضوع ان القول بأن البسملة جزء من الفاتحة يحتاج الى دليل ونقل لا الى استنتاج عقلى
 
يا سيدى الم تقل من قليل ان ليس كل ما بين الدفتين قرآن؟؟
ليس معنى ذلك أنه لا يوجد قرآن بين دفتي المصحف.
هذه الأدلة التي قدمتها هي آخر ما كان في جعبتي. وقد وددت أن نتفق، لأن العودة إلى الحق تنفع ولا تضر، والإعراض عنه يضر ولا ينفع، ولكني لم أجد لنفسي ولا لكم إلى ذلك سبيلا. ومعذرة إذا لم نتفق. فإلى نقاش جديد في رحاب الملتقى الكريم.
المعجب بإيراداتكم والشاكر لأدبكم: محمد الحسن بوصو
 
وذلك عند من ليست عنده بآية .
اخى الحبيب , دخول الخلاف فى حد ذاته من اقوى الادلة على عدم كونها آية ولكننا نتوسط فى الخلاف فمن اثبت فهى آية فى حرفه ومن لم يثبت فليست بآية عنده

وكما سبق , فعلماء العد مختلفون فقط فى بسملة الفاتحة فمنهم من عدها ومنهم من ترك والذى ترك لم ينص او يشير انها جزء من الاية الاولى من الفاتحة

والله اعلم
 
مشكورون إخواني على ما أوردتموه من كلام للعلماء ولكم الشكر على اجتهاداتكم , ويبقى الخلاف العلمي على حاله , والحب والإحترام موصول لكم جميعا
 
[ولديَّ سؤال للأخ الفاضل محمد الحسن بوصو في قوله: "وإنما الخلاف في كونها آية مستقلة تتكون من أربع كلمات وهو عدّ الكوفيين والمكيين أو كونها نصفا من آية تتكون من ثمان كلمات" ا.هـ.
الذي أفهمه هو أن الآية الأولى في غير المكي والكوفي تبدأ بـ(الحمد) وتنتهي بـ(العالمين) فهي أربع كلمات وحسب، ولا حساب للبسملة أصلا، فمن الذي ذكر أنها مكونة من ثمان كلمات حتى تكون البسملة نصفها؟
جزاكم الله خيرا.
قال الصفراوي في كتاب الإعلان عند سورة الفاتحة: "واختلف من آياتها في موضعين، فعد الكوفي والمكي {بسم الله الرحمن الرحيم} آية منها، وعد من قوله {صراط الذين} إلى {الضالين} آية واحدة. وعد من بقي من {بسم الله الرحمن الرحيم} إلى {العالمين} آية، وعد من {صراط} إلى {عليهم} آية، ومن {غير} إلى {الضالين} آية أخرى. ومتفق على ما عدا ذلك من الآيات"
 
قال الصفراوي في كتاب الإعلان عند سورة الفاتحة: "واختلف من آياتها في موضعين، فعد الكوفي والمكي {بسم الله الرحمن الرحيم} آية منها، وعد من قوله {صراط الذين} إلى {الضالين} آية واحدة. وعد من بقي من {بسم الله الرحمن الرحيم} إلى {العالمين} آية، وعد من {صراط} إلى {عليهم} آية، ومن {غير} إلى {الضالين} آية أخرى. ومتفق على ما عدا ذلك من الآيات"

بوركت أخى ، أين كان هذا النص منذ البداية ؟!
ليتك أسعفتنا به مبكرا قبل أن يتفاقم الخلاف ، ولكن قدّر الله ، وما شاء فعل
وفقكم الله
 
بارك الله فيك أخانا وشيخنا محمد الحسن , نقل نفيس جدا , جزاك الله كل خير وزادك من علمه , والآن أدركت شيئا مهما هو:لماذا كان الإجماع على قراءة البسملة في الصلاة سواء سرا أو جهرا .
 
قال الصفراوي في كتاب الإعلان عند سورة الفاتحة: "واختلف من آياتها في موضعين، فعد الكوفي والمكي {بسم الله الرحمن الرحيم} آية منها، وعد من قوله {صراط الذين} إلى {الضالين} آية واحدة. وعد من بقي من {بسم الله الرحمن الرحيم} إلى {العالمين} آية، وعد من {صراط} إلى {عليهم} آية، ومن {غير} إلى {الضالين} آية أخرى. ومتفق على ما عدا ذلك من الآيات"
جزاكم الله عني خيرا، وبارك في علمكم بالعمل، ونفع بكم المسلمين، آمين
 
نقل نفيس، بارك الله فيكم.
لكن هل له ما يدعمه من قول غيره من أهل الفن؟
 
عودة
أعلى