ممن يرى أنه لا فائدة في ذلك مع السخاوي السيوطي وغيره. و مشكلة الاختلاف في العدد الاختلاف في الاجتهاد المتعلق باعتبار ما ليس من الكلمة منها أو العكس . و بعض الكتب المهمة في هذا الموضوع لم تطبع وسجلت كرسالة علمية .
و المهم أن للاختلاف أسبابا أوضحها الشيخ عبد العزيز و أما الإعجاز العددي فإثباته صعب و القراءات السبع توهنه و اختلاف العلماء يضعفه
لو ثبت لم ينتفع به إلا القليل .....
لنتأمل الفقرة التالية نقلا عن الاتقان للسيوطي 1/152:
[ وعد قوم كلمات القرآن 77439 وقيل 77437 وقيل 77277 وقيل غير ذلك .... وقيل وسبب الاختلاف في عد الكلمات ان الكلمة لها حقيقة ومجاز ولفظ ورسم واعتبار ] ..
أيها الأفاضل :
لا يمكن أن تكون هذه الأعداد ناتجة عن أسباب الاختلاف التي أشرتم إليها ، الخطأ والتصحيف أمران واردان ..
والأعداد الثلاثة هذه تمت بمنهج واحد ...
العدد الذي توصلت اليه هو : 77436 إنه يقل عن أحد هذه الأعداد رقما واحدا ..
هناك باحث آخر وصل الى العدد 77432 بفارق اربع كلمات وهي المكتوبة في رسم القرآن هكذا ( ما ل ) ..
فلماذا كل هذه المراوغة ؟؟
القرآن بين ايديكم فلماذا لا تتاكدون من العدد الصحيح ؟ لماذا لا تتوقفون عن ذكر اعداد من المؤكد أنها ليست صحيحة ؟
هل تخشون من نسبة الخطأ الى القدماء ؟
وللعلم : العدد الصحيح يملك الأدلة على صحته ..
وللعلم تخضع سور القرآن باعتبار أعداد الكلمات للنظام نفسه الذي تخضع له باعتبار أعداد الآيات ، في إطارها العام ..
وأما مقولة أن إثبات الاعجاز العددي غير ممكن فمقولة خاطئة ..
ومرة أخرى أكرر : إعجاز الترتيب القرآني في سوره وآياته وكلماته هو الوجه الثاني لإعجاز القرآن الكريم ، وبعبارة أخرى اللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن لا ينفصل أحدهما عن الاخر ..
ولتبسيط المسألة اكثر أقول :
ليست مصادفة أن تأتي الآية الأولى في القرآن المؤلفة من 19 كلمة في رقم الترتيب 13 ( الآية 13 سورة البقرة ) وبعد 19 آية من بداية المصحف ...
يتأكد لنا ذلك حينما نكتشف أن الآية الأخيرة المؤلفة من 19 كلمة في ترتيب آيات القرآن هي الآية رقم 13 في سورة الممتحنة ، السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 13 آية ....
ونتاكد أكثر حينما نلاحظ أن الآية الأولى في ترتيب آيات القرآن - باعتبار عدد الحروف - مؤلفة من 19 حرفا وأن الآية الأخيرة مؤلفة من 13 حرفا ..[ بسم الله الرحمن الرحيم - من الجنة والناس ]
هذا يعني أن :
رقم الآية مهم وله غاية ..
عدد كلمات الآية مهم وله غاية .. كذلك عدد الحروف
كذلك رقم السورة وعدد آياتها ..
الملاحظة الأولى - التي ذكرناها - هي دعوة القرآن للتدبر ...
إذا تتبعنا الملاحظة سنكتشف من أسرار ترتيب القرآن ما لا يخطر على البال ....
وللكلمة دور :
مثال : عدد آيات سورة البقرة 286 آية ..
يمكننا ملاحظة الاشارة المخزنة الى عدد سور القرآن في هذا العدد من خلال جمع العددين 86 + 28 = 114 ...
قد يجد البعض هذا النوع من الحساب غير مألوف ...
نذهب الى السورة رقم 88 في ترتيب المصحف ( الرقمان في الوسط ] نجد أن عدد آياتها 26 [ الرقمان في الطرفين ] ..
نصاب بالتردد .. بشيء من الحيرة ..
- إذا أحصينا عدد مرات ورود لفظ الجلالة في سورة البقرة نجد أنه ورد في 114 آية لا غير ..
ملاحظة تؤكد الاشارات السابقة ..
ما زال لدينا بعض التردد ..
- من السهل أن نستنتج أن عدد الايات التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة [ الله ] في سورة البقرة هو : 172 آية ..
من لديه حس رياضي سيقول سبحان الله العظيم .. لماذا ؟
لأن العدد 172 يساوي : 86 × 2 ..
هل تلاحظون كيف عدنا الى العدد 286 ؟؟؟
ليست مصادفة أن يرد لفظ الجلالة في 114 آية وليس 113 ..
إعجاز الترتيب هنا واضح وضوح الشمس ..
وهذه ظاهرة واحدة فقط في سورة البقرة ومثلها الكثير بحيث لا تدع مجالا للشك لدى كل عاقل ..
أرجو أن أكون واهما حينما أظن أن إقناع غير المسلم بعظمة الترتيب القرآني قد يكون أسهل من إقناع المسلم ..