شهادة القرآن ونفي النفاق عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم .

إنضم
12/01/2006
المشاركات
452
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فإن الله عز وجل وصف هذا الكتاب المبين بأنه كتاب أحكمت آياته ,ولما كان هذا آخر الكتب ومحمد آخر الأنبياء وجب أن تكون هذه الرسالة تامة ,ووجب نقلها بتمامها للناس ,أتم عليهم حجة الله عز وجل بالبينات ,ولما كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم من نقلوا الكتاب والسنة وكان الطعن بالناقل طعنا بالمنقول ,وكان دخول أهل الزندقة على الناس بطرق مختلفة أهمها أن يلفتوا نظرهم عن القران والسنة الى أهواء الرجال ,كان طعنهم بالنقل هو ما يحاربوا من أجله .فطعن الكثير من أهل الكلام بخبر الواحد ,وطعنت الرافضة بالقران ,والمتتبع لسبب ذلك يجد أن أهل البدع وجدوا خبر الواحد يبعد الناس عن بدعهم ووجدت الرافضة القران لا يذكر ولاية علي رضي الله عنه ووجدوه يمدح أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وجدوا الطعن فيه سبيلا لنشر بدعتهم .
ولما كان الطعن بالقران هو طعن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لانتابع في هذا الموضوع قضية التحريف التي يستحي حتى الرافضة من مناقشتها ويزعمون أنهم لا يقولون بها ,أردت أن أضع الزامات في موضوع عدالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر شبه الروافض في ذلك وبيان فسادها .

الصحابي : هو من لقي النبي مسلما ومات على الإسلام ,هذا أفضل ما أعرف في تعريف الصحابي ,فهو لا يجعل مجرد اللقيا صحبة ليخرج بعض المعاني اللغوية , ثم يخرج المنافقين والمرتدين من التعريف ,فمن التعريف إذا قيل فلان صحابي يعلم أنه له صحبة النبي مسلما وموته على ذلك .وهذا التعريف هو من اصطلاح أهل السنة , فهم لا يطلقون على من نافق صحابيا , ولا من ارتد صحابيا ,لأن الموت على الإسلام من شروط تعريف الصحابي .هذا أهم ما نحتاجه في هذا الموضوع عن الصحابي .

كيف نعلم أن الصحابة ليس فيهم منافق ؟ هذا سؤال يطرحه أهل البدع للطعن في الإسلام فإن كان القرآن متواترا فالسنة أغلبها بأخبار آحاد فيطعنوا بذلك بآحاد الصحابة بالشك فيهم ,وقد تكفل الله حفظ الدين , وكيف يكون هذا الدين واضحا للناس إذا كنا لا نعلم حقيقة من نقل إلينا هذه الأخبار ؟لذا كان على الناس أن يعلموا أن هؤلاء ليسوا منافقين ,وقد بين الله عز وجل ذلك بطرق عدة منها : الثناء على أناس بأعينهم والترضي عنهم وعن فعلهم وفضح المنافقين وفعلهم وبيان حالهم ,ومنها ما هو تفريق الناس الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم .
ولما كان النفاق هو إضمار الكفر وموافقة المسلمين في الظاهر لم يكن بإمكان الناس أن ينفوا ذلك مطلقا إلا عمن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ينقطع الوحي فلا يدري أحد بما أحدث الناس بعده في ضمائرهم , بل يعلم فعلهم .

ووجدت في كتاب الله ما يصلح بأن يكون دليلا قطعيا على عدم نفاق أحد من الصحابة ويرتبط هذا بفهم الآيتين من كتاب الله الأولى يستخدمها أهل البدع للطعن بأصحاب محمد وهي بخلاف استخدامهم تصلح للذب عنهم وبيان حالهم .
{وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم }
فقد ذكر المنافقين وذكر وعدا بملازمتهم بعقوبتين في الدنيا وأخرى يوم القيامة .
ولما كانت عقوبة الآخرة مما لا يختلف عليه , فالمرتين الأولى والثانية قد تكون بأشكال مختلفة لا يراها الناس من الأذى النفسي وعذاب القبر ومختلف أنواع العذاب التي لا يراها كل الناس, كان عدم معرفتهم لهاتين المرتين أمرا محتملا .
ولكن الله عز وجل وصف هذا الكتاب بأنه مبين وأن آياته أحكمت ,وبيان ذلك واضح في آية أخرى من كتاب الله عز وجل وهي قوله تعالى :{ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون }
فإن كان في الآيات الأولى بيان وعد العذاب كان في هذه الآيات بيان نوع العذاب : فهو إما من عند الله بمسخ أو قذف ,أو بأيدي المؤمنين بالقتل والسبي , ولما علمنا أن الله لم يبعث عليهم رجزا من السماء ولم يخسف بهم الأرض ولا عذبهم بعذاب خاص دون غيره , وجدنا أن هذا الوعد الذي قيل لهم أن ينتظروه تحقق بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بظهور النفاق على العيان وأن يتحقق النصر عليهم بأن يعذبوا بأيدي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

فالآية الأولى فيها وعد وفي الثاني وعد وأمر بالانتظار حتى يفصل الله بينهم وقد حقق الله وعده وكشف المنافقين فلا يمكن أن يكون أحد ممن نقل هذا الدين من أصحاب محمد الذين كانوا في المدينة أو حولها منافقين إلا من تحقق فيهم الوعد الحق , فإن كانوا ممن بايع النبي في عام الوفود أو قبلها أو بعدها ثم انقلبوا على أعقابهم بعد أن فارقهم النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الدليل العام ومن بعده أنتقل الى الأدلة الفارقة بين أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم والمنافقين , ببيان ما نزل في كل منهم والتفريق بينهم .وأذكر ما ورد من أحاديث متعلقة بهذه الآيات إن شاء الله تعالى.
 
هذا كتاب مرفق للزميل عبدالله الشايع مفيد في هذا الموضوع
عنوانه ( الصحابة والمنافقون في صدر الإسلام سمات وإشارات – شبهات وردود)
 
رائع....!!

أرجوا ان يكون هناك جهود في استخراج جميع النصوص التي تشهد على براءة الصحابة من النفاق و بيان وجه الشاهد من تلك النصوص
 
رائع....!!

أرجوا ان يكون هناك جهود في استخراج جميع النصوص التي تشهد على براءة الصحابة من النفاق و بيان وجه الشاهد من تلك النصوص
إن شاء الله أخي شريف .
وضع الشيخ عبد الرحمن ربطا مفيدا وفي نفس هذا الموضوع سأقوم بجمع الآيات التي كنا نحتج بها على أهل البدع وأهم ما في الموضوع رد بعض الشبهات التي يسقطون بها الآيات التي نزلت في المنافقين على المؤمنين ,وبيان فضائل الصحابة في الآيات وما نزل فيهم .وهذا كله بعد أصل الموضوع الذي هو نفي النفاق عنهم .
 
بيعة الرضوان

بيعة الرضوان

بيعة الرضوان , بيعة الشجرة ,بيعة الحديبية ,هي بيعة النصرة والتأييد , وهي البيعة التي بايع المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم ووعدهم الله بالأجر العظيم في الدارين إذا وفوا عهدهم وبيعتهم فقال عز وجل :
{إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما }.
وأهل البدع لم يعلموا من هذه الآية الا الوعيد لمن ينكث العهد , وقد بين عز وجل أنه رضي عنهم أجمعين :
{ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ( 18 ) ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما ( 19 ) }
لذا سميت بيعة الرضوان لأن الله رضي عنهم وليس الرضى وحده في هذه الآية بل فيها :
- تزكية قلوبهم ,وذلك أن الله عز وجل أظهر للناس علمه بصدقهم في الظاهر والباطن .لأن الناس يعلمون الفعل ولا يعلمون النيات ,فزكى القلوب لتمام تزكية النفوس .
-تعجيل السكينة في قلوبهم لتطمئن قلوبهم وتسكن فيخرج منها الخوف ويبقى الرجاء برب الأرض والسماء .
-وعد بالمغانم الكثيرة التي منها ما عجل به بعد البيعة ومنها ما أعطاهم الله إياه تباعا .

والرضى متحقق فقد كان الأمر بالمبايعة بوعد بأجر في الدنيا تحقق بالمغانم الكثيرة في الدنيا وذلك بعد أن زكى قلوبهم جميعا ,ثم علمنا ما فعل الله بأعدائهم وما ملكهم من الدنيا ,وما عند الله ثواب أعظم وعدهم اياه .
وفي سورة الفتح العديد من الآيات التي تذكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
 
غزوة العسرة

غزوة العسرة

وهي من الغزوات التي امتحن الله بها الناس فقد اجتمع فيها الحر الشديد والعدو القوي وبعد المسافة في السفر ,مما جعلها صعبة على المؤمنين فكيف على المنافقين؟
لقد بين الله عز وجل حال المنافقين :
فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ( 81 ) فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ( 82 ) فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين ( 83 ) .

{فكان هذا حال المنافقين مثبطين للناس قبل خروجهم للغزو في سبيل الله وقد أخبر عز وجل حال أولئك المنافقين لو رجوا معهم في الغزو فقال عزوجل :{لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين ( 47 ) لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ( 48 ) ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ( 49 )}
فبين حالهم لو خروجوا مع أنهم كانوا مثبطين لغيرهم مستجرين الهزيمة قبل الغزو وفي السير سيكون حالهم بدلا من الثبات الإنهزام والخذلان ,ومع هذا بين أن هؤلاء المنافقين لا فقه لهم ولا عقول بإحتجاجهم بخوف الفتنة في الغزو من أعراض الدنيا وترك الجهاد الواجب الذي بتركه يضيع الدين وتفسد الدنيا فسقطوا بالفتنة المؤكدة خوفا من فتنة مزعومة يستطيع المرء تجاوزها .

فكانت غزوة العسرة فيصلا بين المؤمنين والمنافقين لتقسم الناس الى مؤمنين خرجوا للجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم ومنافقين تعذروا بأعذار غير مانعة لتخلفهم ومثبطين تركوا الجهاد وسعوا في تثبيط الناس ,ولا يغيب ذكر ثلاثة أصناف لا يدخلوا مع المنافقين :
الذين خلفهم النبي لأعذار موجودة فيهم .
الذين خلفهم النبي ليبقوا على المدينة وعلى أهلها يقومون بشؤنهم
ثلاثة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نزلت التوبة عليهم وشهادة من رب العالمين بهم .
وجاء بعد الغزوة بشرى للمؤمنين تُزف اليهم في الدنيا قبل الآخرة :
{لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم ( 117 ) وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ( 118 ) }
فهذه هدية الدنيا بالبشرى في الحياة الدنيا ثم وجه هؤلاء المؤمنين بقوله عز وجل مخبرا أن هذا حالهم في كل وقت ولهم الجازاء الأفى في الآخرة:
{ ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ( 120 ) ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون ( 121 )}

فهذه الشهادة من رب العالمين لا يحجبها شبهة لمنافق يطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله شهد لهم وتاب عليهم ,فهل يأتي من لا يُعلم حاله ولا ندري سريرته ليطعن بهم؟


وهذه الغزوة نزل فيها وعيد شديد للمنافقين تمت الإشارة إليه وهو قوله عز وجل :

{ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ( 52 ) }

ولما كان النفاق عارضا على قلوب بعض الناس فإن الله أمر هؤلاء بأن يتوبوا ويحسنوا سريرتهم فإن العمل هو أول ما يظهر للناس فقال عز وجل :
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ( 105 )}
فهو بيان بأن الله سيخرج من الأعمال بما يدل على ما تخفيه الضمائر فيظهر للناس قبل يوم القيامة ومن ذلك قوله عز وجل :
{أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ( 126 ) وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ( 127 )}
فبين عز وجل ظهور أعمالهم للناس وفضح سريرتهم بما لا يعلمه الناس حتى أصبح المنافقون يحذرون من نزول الوحي يفضح سرائرهم :
{يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون ( 64 )
}
ففضحهم وجعل حذرهم هباء ,فهذه السورة (التوبة ) فيها فضح أعيانهم وإظهار سرائرهم وبيان الحالة النفسية للمنافقين تنبيء بما في قلوبهم وقد ذكر الرب عز وجل فيها أناس من المنافقين وأفعالهم وبينهم للناس حتى أصبح النفاق الباطن لأغلب هؤلاء ظاهرا على العيان فلذلك أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يصلي على أحد منهم ولا يقم على قبره .

 
ومن الذين فضحهم بأعيانهم أناس من المنافقين عرضوا بالمؤمنين قبل غزوة تبوك نزلت فيهم :
{ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ( 65 ) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ( 66 ) }
ومنهم من يحلفون بالله ليرضوا المؤمنين فينزل الوحي ليبرهن نفاقه :
{ يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين ( 62 ) ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم ( 63 )}
{ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون ( 56 ) لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون ( 57 )}

وذلك أن المنافق يلجأ للحلف بدلا من العمل لأنه متعلق بالنية التي لا يطلع عليها الا علام الغيوب , فضح الله عز وجل هذه الأيمان الكاذبة حتى مع ما ظاهره الصلاح من الأعمال :

{والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون }

{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ( 204 ) وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ( 205 ) وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ( 206 )}

فكان بيان فعله دليل على فساد ما أشهد الله عليه من حال قلبه وحلاوة لسانه .
 
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا أخي على ما أفدت
قال الإمام مسلم في (صحيحه):حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منه ، فقال له: اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم.
قال النووي –رحمه الله- في شرحه :( قوله : ( إنما أنت من نخالتهم ) يعني : لست من فضلائهم وعلمائهم وأهل المراتب منهم ، بل من سقطهم ، والنخالة هنا استعارة من نخالة الدقيق ، وهي قشوره ، والنخالة والحقالة والحثالة بمعنى واحد .

قوله : ( وهل كانت لهم نخالة ؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم ) هذا من جزل الكلام وفصيحه وصدقه الذي ينقاد له كل مسلم ، فإن الصحابة - رضي الله عنهم كلهم - هم صفوة الناس وسادات الأمة ، وأفضل ممن بعدهم ، وكلهم عدول ، قدوة لا نخالة فيهم ، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم ، وفيمن بعدهم كانت النخالة .

قوله صلى الله عليه وسلم :
إن شر الرعاء الحطمة قالوا : هو العنيف في رعيته لا يرفق بها في سوقها ومرعاها ، بل يحطمها في ذلك وفي سقيها وغيره ، ويزحم بعضها ببعض بحيث يؤذيها ويحطمها .)
 
مصطلح يحسن تحليله لا تجميله

مصطلح يحسن تحليله لا تجميله

مصطلح "صحابة" من المصطلحات التي أسيء فهمها من قبل كثير من تلاميذ علماء الحديث نتيجة وضع تعريف حقه أن يُقبل فقط من أجل الرواية، وهذا التعريف تطور عبر التاريخ، وبعد جمع جميع الإضافات أصبح المصطلح:
  • من رأى النبي صلى الله عليه وسلم
    أو سمعه ليدخل الأعمى
    وأسلم ليخرج الكافر الذي رآه أو سمعه ولم يسلم
    ومات على الإسلام ليخرج المرتد
وهو إلى هذا الحد مصطلح موفّق مقبول ، ولا سيما من أجل الرواية فمن رآك ولو ساعة من نهار أمكن أن يروي عنك أو يصفك.
لكن الوهم تسرّب إلى بعض الناس حين ظن من ظن منهم وألف الكتب في ظنه أن هذا التعريف يشمل كل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه. وهذا من عيوب الفكر التي أشار إليها علماء الإسلام بقولهم (عيب الفهم بمفهوم متأخر) وقد أشار إلى هذا العيب الفكري الأستاذ عبدالرحمن الشهري في هذا الملتقى.
وبرغم أننا في الملتقى لم نعرّج على وقوع كثير من تلاميذ المحدثين في هذا العيب الفكري إلا أن هذه مناسبة لطرحه.
فقد روى مسلم في صحيحه القصة التي أوردها ابن إسحق في سيرته أن خالد بن الوليد رضي الله عنه سب عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
فواضح من الحديث أن خالد بن الوليد وقد أسلم بعد الحديبية منهيٌّ عن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وقد انزلق كثير من تلاميذ المحدثين إلى استخدام هذا الحديث نفسه للإشادة بمن أسلم بعد خالد بن الوليد!!!
وهذا ليس من العلم في شيء بل هو من عيب الوقوع في الفهم بمفهوم متأخر ولا ريب.
وبمثل هذه الإسقاطات جرّ بعضهم مذهب أهل السنة من كونه يمثل الأمة أي الحق الذي لا مجمجة فيه إلى الدفاع باستماتة عن فهم بعض المحدثين لهذا التعريف.
حتى جعل بعضهم من معاوية بن أبي سفيان وهو من مسلمة الفتح رمزا لأهل السنة لأنه على فهمهم "صحابي"
وهو حقا صحابي حسب التعريف الذي يقبل من أجل الرواية فقط لا أنه كأهل بدر لعل الله اطلع عليهم فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم!!
رمز أهل السنة هو أبو بكر الصديق خير من طلعت عليه الشمس بعد النبيين، ثاني اثنين إذ هما في الغار، الرجل الوحيد الذي سما الله تعالى (صاحبه)، وعمر بن الخطاب وسعد بن الربيع وعبدالله بن مسعود والمهاجرون والأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكل تقي ورع مقدم لآخرته على دنياه من التابعين بإحسان إلى يوم الدين، لا معاوية ومسلمة الفتح الذين لا يكونون رمزا لأهل السنة بحال بل غاية ما لهم أن تذكر فضائلهم ويسكت عن جرائمهم محافظة على أخلاق الإسلام لا إحلالا لهم بنفس منزلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عناهم بقوله لخالد بن الوليد (لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم [قال ابن حزم] أي شعيرا ولا نصيفه).
واليوم ونحن في عصر الاتصالات والناس تكتب وتقيء ما تشاء وقد هجَم علينا الفرس بتراثهم الحاقد على خيرة أصحاب محمد وحري بالناس أن يميزوا في ردودهم على الفرس وعلى المتعاطفين معهم أو من تجمع بينه وبينهم (الأخوّةُ) في اللطم على حد تعبير إخواننا الظرفاء من المنتمين إلى التراث الشيعي الإمامي قال بيننا وبين الفرس (أخوّةٌ في اللطم)، أقول حري بخطاب المتعلمين في الأمة أن لا يرددوا إساءات الفهوم وأن يميزوا في كل مصطلح (مصطلح صحابي وغيره) بين ما يقبل من أجل الرواية وبين ما يفهم في ضوئه حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فالصحابة عند النبي صلى الله عليه وسلم هم أهل بيعة الرضوان ومن أسلم قبلهم فقط، وقد ورد عن سعيد بن المسيب معنى هذا القول وعند المحدثين في القرن الثالث كل من رآه.وقسمهم أبو عبدالله الحاكم بن البيع في معرفة علوم الحديث إلى اثنتي عشر طبقة.
ومن حق أي إنسان أن يتبنى التعريف الذي يقتنع به ، ولكن ليس من حقه أن يستخدم نهي النبي لخالد ابن الوليد ليزكي به معاوية وغيره ممن أسلم بعد خالد بن الوليد، أي أن واجبه الأخلاقي والعلمي أن يبحث عن حديث آخر في فضائل هؤلاء لا أن يستخدم الأحاديث على هواه فإن هذا إبعاد للنجعة.

وأتمنى أن يتخلص بعض الإخوة من التعصب للفئة أو للطائفة أو للرجال، فما أحد ممن يتعصبون لهم بأب لهم ولا بأخ، بل التعصب يكون لله ولرسوله ولأصحابه الذين عناهم بقوله لخالد بن الوليد لا تسبوا أصحابي فقط، مع أنا لا نغمط من رآه وكحل عينيه ببركة رؤيته صلى الله عليه وسلم حقا له، ولكن لأننا لسنا مشرعين فالمشرع الله تعالى ورسوله بإذنه فقط فإننا لا نعد مجرد الرؤية مزية في الدين ترفع عن صاحبها الحساب وتجعل مسلمة الفتح كأهل بدر، وإن كان الله تعالى قد قال وكلا وعد الله الحسنى فقال العلماء أي إن أحسن لأن خطاب التكليف سار على الجميع لا يسقط عن أحد.
ونحن نعلم أن أكثر تلامذة المحدثين إنما يتعصبون للنبي صلى الله عليه وسلم فهم يظنون أن كل من رآه صحابي، وأن النبي قد أشاد بفضل أصحابه فيساوون بين هذا وهذا وما المجموعتين بسواء، فبين المجموعتين تقاطع واشتراك وبينهما انفراد واختلاف، ويجب علينا في عصر التحليل أن نميز بين عناصر المجموعات .
والله من وراء القصد
والله أعلم
 
الإخوة الأفاضل : لنترك الطعن في معاوية رضي الله تعالى عنه والدفاع عنه ؛ فإن من طعن فيه لن يضر إلا نفسه ، والمسألة مشبوعة بحثا ؛ وقد تجرأ بعض العوام الرعاع اليوم على معاوية رضي الله تعالى عنه ؛ وليس الدكتور إلا مقلدا تابعا لمن سبقوه ولمن عاصروه وليس آتيا بجديد ..
ولنعد إلى المهم :
أولا : تعريف الصحابي بقي أن يضاف له شرط آخر وهو أن يكون لقياه للنبي صلى الله عليه وسلم لا على سبيل خرق العادة ؛ وإلا لدخل كثيرون ممن ليسوا بصحابة .
ثانيا :قوله تعالى : "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض .." الآية ؛ ينبغي أن يتنبه إلى أن بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم قد يقع في المحظور لسبب من الأسباب البشرية العادية ، والعصمة إنما هي للنبي صلى الله عليه وسلم وحده ..
من هنا فإن الغلو في الصحابة لدرجة ادعاء العصمة فيهم لا يقل خطرا عن الطعن فيهم ؛ وهو مدخل من مداخل أعداء الله تعالى من الرافضة وغيرهم ، يدخلون به على أهل الحق فينبغي الحذر منه.
وهذه الآية وإن كانت في المنافقين إلا أن فيهم من اختلف فيه فقيل كان منافقا وأسلم بعد هذه الآية وحسن إسلامه حتى مات شهيدا كمخشي ، وقيل بل كان مؤمنا ووقع منه هذا الكفر ثم تاب وحسن إسلامه حتى استشهد .
والله تعالى أعلم .
 
الأخ الدكتور : ليست المسألة في العمر ؛ ورواد هذا الملتقى - وأنا منهم - نريد أن نتثبت ونعرف : هل ما نقل عنك هذا الأخ من وجهة نظرك حول معاوية رضي الله تعالى عنه صحيح أم لا ؟ ونريد أن نعرف ذلك بعيدا عن المساجلات الشخصية والتجريح ؛ بل نريده بعلمية نستفيد منها .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
بالنسبة لتعريف الصحابي هذا التعريف هو التعريف الإصطلاحي عند أهل السنة . ولم اتطرق الى التعريف اللغوي أو قول النبي أصحابي أو قول ربنا عز وجل صاحبكم ودائما يحاسب الإنسان وفقا لما ألزم به نفسه لا بما يلزم الآخرين . فلذلك يا دكتور إن أردت أن تقول خواص أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو التفضيل بين أصحابه فهذا أمر لم اتطرق إليه ولكن إن بقي في العمر بقية , ووفقني الله لتتمة الموضوع أعدك أن تجد الجواب في موضوع من طعن بهم أهل البدع من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكي لا يمر موضوع معاوية رضي الله عنه اذكر من ينتحل التشيع أن الطعن بمعاوية رضي الله عنه هو طعن بالحسن والحسينرضي الله عنهما وذلك أن الحسن رضي الله عنهفي ذروة قوته ترك الأمر طوعا لمعاويةرضي الله عنه وكان غير مكره ولا مجبر .ومعلوم أن الحسنرضي الله عنه لو علم النفاق في معاوية رضي الله عنه لكان ذلك خيانة للأمة وخيانة للأمانة وقد تابعه الحسينرضي الله عنه بالبيعة . وهذا الزام عقلي لأهل البدع .وسيكون تفصيل ذلك فيما يأتي إن شاء الله تعالى .
 
رمز أهل السنة هو أبو بكر الصديق خير من طلعت عليه الشمس بعد النبيين، ثاني اثنين إذ هما في الغار، الرجل الوحيد الذي سما الله تعالى (صاحبه)، وعمر بن الخطاب وسعد بن الربيع وعبدالله بن مسعود والمهاجرون والأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكل تقي ورع مقدم لآخرته على دنياه من التابعين بإحسان إلى يوم الدين، لا معاوية ومسلمة الفتح الذين لا يكونون رمزا لأهل السنة بحال بل غاية ما لهم أن تذكر فضائلهم ويسكت عن جرائمهم محافظة على أخلاق الإسلام لا إحلالا لهم بنفس منزلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عناهم بقوله لخالد بن الوليد (لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم [قال ابن حزم] أي شعيرا ولا نصيفه). ......................
فالصحابة عند النبي صلى الله عليه وسلم هم أهل بيعة الرضوان ومن أسلم قبلهم فقط، وقد ورد عن سعيد بن المسيب معنى هذا القول وعند المحدثين في القرن الثالث كل من رآه.وقسمهم أبو عبدالله الحاكم بن البيع في معرفة علوم الحديث إلى اثنتي عشر طبقة.
ومن حق أي إنسان أن يتبنى التعريف الذي يقتنع به ، ولكن ليس من حقه أن يستخدم نهي النبي لخالد ابن الوليد ليزكي به معاوية وغيره ممن أسلم بعد خالد بن الوليد، أي أن واجبه الأخلاقي والعلمي أن يبحث عن حديث آخر في فضائل هؤلاء لا أن يستخدم الأحاديث على هواه فإن هذا إبعاد للنجعة.

وأتمنى أن يتخلص بعض الإخوة من التعصب للفئة أو للطائفة أو للرجال، فما أحد ممن يتعصبون لهم بأب لهم ولا بأخ، بل التعصب يكون لله ولرسوله ولأصحابه الذين عناهم بقوله لخالد بن الوليد لا تسبوا أصحابي فقط، مع أنا لا نغمط من رآه وكحل عينيه ببركة رؤيته صلى الله عليه وسلم حقا له، ولكن لأننا لسنا مشرعين فالمشرع الله تعالى ورسوله بإذنه فقط فإننا لا نعد مجرد الرؤية مزية في الدين ترفع عن صاحبها الحساب وتجعل مسلمة الفتح كأهل بدر، وإن كان الله تعالى قد قال وكلا وعد الله الحسنى فقال العلماء أي إن أحسن لأن خطاب التكليف سار على الجميع لا يسقط عن أحد.
ونحن نعلم أن أكثر تلامذة المحدثين إنما يتعصبون للنبي صلى الله عليه وسلم فهم يظنون أن كل من رآه صحابي، وأن النبي قد أشاد بفضل أصحابه فيساوون بين هذا وهذا وما المجموعتين بسواء، فبين المجموعتين تقاطع واشتراك وبينهما انفراد واختلاف، ويجب علينا في عصر التحليل أن نميز بين عناصر المجموعات .
والله من وراء القصد
والله أعلم
معذرة يا دكتور !!!!!اريد التجاوز عن كل المداخلة وتخبرني من صاحب القول من المفسرين الذي لونته بالأزرق ؟فظني بك تقصد غير علماء السنة .
 
صفات أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وزيادتهم

صفات أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وزيادتهم

لعل من ما ينفي ما زعمه أهل البدع من ردة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعد موته إلانفر منهم ووصفهم بالنفاق ما ذكره ربنا عز وجل واصفا أصحاب محمد :
{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ( 28 ) محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ( 29 )}
أنظر رحمني الله واياك كيف ذكر ارسال محمد صلى الله عليه وسلم وظهور الدين وشهد على ذلك سبحانه ثم ذكر صفات أصحاب محمد والربط هو ظهور الدين وزيادة المؤمنين عددا وأن أصحاب النبي سيتزايدون .
أما الرحمة بينهم فهي رحمة عامة من النصرة للمهاجرين وايثارهم لبعضهم وحب بعضهم بعضا :
{ وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ( 62 ) وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ( 63 ) يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ( 64 )}

قال ابن جرير رحمه الله تعالى :"وقوله ( ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه ) يقول : وصفتهم في إنجيل عيسى صفة زرع أخرج شطأه ، وهو فراخه ، يقال منه : قد أشطأ الزرع : إذا فرخ فهو يشطئ إشطاء ، وإنما مثلهم بالزرع المشطئ ؛ لأنهم ابتدءوا في الدخول في الإسلام ، وهم عدد قليلون ، ثم جعلوا يتزايدون ، ويدخل فيه الجماعة بعدهم ، ثم الجماعة بعد الجماعة ، حتى كثر عددهم ، كما يحدث في أصل الزرع الفرخ منه ، ثم الفرخ بعده حتى يكثر وينمى .

وقوله ( فآزره ) يقول : فقواه : أي قوى الزرع شطأه وأعانه ، وهو من الموازرة التي بمعنى المعاونة ( فاستغلظ ) يقول : فغلظ الزرع ( فاستوى على سوقه ) والسوق : جمع ساق ، وساق الزرع والشجر : حاملته .
وقوله ( يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) يقول - تعالى ذكره - : يعجب هذا الزرع الذي استغلظ فاستوى على سوقه في تمامه وحسن نباته ، وبلوغه وانتهائه الذين زرعوه ( ليغيظ بهم الكفار ) يقول : فكذلك مثل محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، واجتماع عددهم حتى كثروا ونموا ، وغلظ أمرهم كهذا الزرع الذي وصف - جل ثناؤه - صفته ، ثم قال ( ليغيظ بهم الكفار ) فدل ذلك على متروك من الكلام ، وهو أن الله تعالى فعل ذلك بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ليغيظ بهم الكفار ."
فأصحاب محمد يزدادون ومن يغتاظ بعددهم وزيادة عددهم هو من الذين وصفهم ربنا عز وجل .


 
مصطلح "صحابة" من المصطلحات التي أسيء فهمها من قبل كثير من تلاميذ علماء الحديث نتيجة وضع تعريف حقه أن يُقبل فقط من أجل الرواية، وهذا التعريف تطور عبر التاريخ، وبعد جمع جميع الإضافات أصبح المصطلح:
  • من رأى النبي صلى الله عليه وسلم
    أو سمعه ليدخل الأعمى
    وأسلم ليخرج الكافر الذي رآه أو سمعه ولم يسلم
    ومات على الإسلام ليخرج المرتد
وهو إلى هذا الحد مصطلح موفّق مقبول ، ولا سيما من أجل الرواية فمن رآك ولو ساعة من نهار أمكن أن يروي عنك أو يصفك.
لكن الوهم تسرّب إلى بعض الناس حين ظن من ظن منهم وألف الكتب في ظنه أن هذا التعريف يشمل كل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه. وهذا من عيوب الفكر التي أشار إليها علماء الإسلام بقولهم (عيب الفهم بمفهوم متأخر) وقد أشار إلى هذا العيب الفكري الأستاذ عبدالرحمن الشهري في هذا الملتقى.
وبرغم أننا في الملتقى لم نعرّج على وقوع كثير من تلاميذ المحدثين في هذا العيب الفكري إلا أن هذه مناسبة لطرحه.
فقد روى مسلم في صحيحه القصة التي أوردها ابن إسحق في سيرته أن خالد بن الوليد رضي الله عنه سب عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
فواضح من الحديث أن خالد بن الوليد وقد أسلم بعد الحديبية منهيٌّ عن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وقد انزلق كثير من تلاميذ المحدثين إلى استخدام هذا الحديث نفسه للإشادة بمن أسلم بعد خالد بن الوليد!!!
وهذا ليس من العلم في شيء بل هو من عيب الوقوع في الفهم بمفهوم متأخر ولا ريب.
وبمثل هذه الإسقاطات جرّ بعضهم مذهب أهل السنة من كونه يمثل الأمة أي الحق الذي لا مجمجة فيه إلى الدفاع باستماتة عن فهم بعض المحدثين لهذا التعريف.
حتى جعل بعضهم من معاوية بن أبي سفيان وهو من مسلمة الفتح رمزا لأهل السنة لأنه على فهمهم "صحابي"
وهو حقا صحابي حسب التعريف الذي يقبل من أجل الرواية فقط لا أنه كأهل بدر لعل الله اطلع عليهم فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم!!
رمز أهل السنة هو أبو بكر الصديق خير من طلعت عليه الشمس بعد النبيين، ثاني اثنين إذ هما في الغار، الرجل الوحيد الذي سما الله تعالى (صاحبه)، وعمر بن الخطاب وسعد بن الربيع وعبدالله بن مسعود والمهاجرون والأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكل تقي ورع مقدم لآخرته على دنياه من التابعين بإحسان إلى يوم الدين، لا معاوية ومسلمة الفتح الذين لا يكونون رمزا لأهل السنة بحال بل غاية ما لهم أن تذكر فضائلهم ويسكت عن جرائمهم محافظة على أخلاق الإسلام لا إحلالا لهم بنفس منزلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عناهم بقوله لخالد بن الوليد (لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم [قال ابن حزم] أي شعيرا ولا نصيفه).
واليوم ونحن في عصر الاتصالات والناس تكتب وتقيء ما تشاء وقد هجَم علينا الفرس بتراثهم الحاقد على خيرة أصحاب محمد وحري بالناس أن يميزوا في ردودهم على الفرس وعلى المتعاطفين معهم أو من تجمع بينه وبينهم (الأخوّةُ) في اللطم على حد تعبير إخواننا الظرفاء من المنتمين إلى التراث الشيعي الإمامي قال بيننا وبين الفرس (أخوّةٌ في اللطم)، أقول حري بخطاب المتعلمين في الأمة أن لا يرددوا إساءات الفهوم وأن يميزوا في كل مصطلح (مصطلح صحابي وغيره) بين ما يقبل من أجل الرواية وبين ما يفهم في ضوئه حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فالصحابة عند النبي صلى الله عليه وسلم هم أهل بيعة الرضوان ومن أسلم قبلهم فقط، وقد ورد عن سعيد بن المسيب معنى هذا القول وعند المحدثين في القرن الثالث كل من رآه.وقسمهم أبو عبدالله الحاكم بن البيع في معرفة علوم الحديث إلى اثنتي عشر طبقة.
ومن حق أي إنسان أن يتبنى التعريف الذي يقتنع به ، ولكن ليس من حقه أن يستخدم نهي النبي لخالد ابن الوليد ليزكي به معاوية وغيره ممن أسلم بعد خالد بن الوليد، أي أن واجبه الأخلاقي والعلمي أن يبحث عن حديث آخر في فضائل هؤلاء لا أن يستخدم الأحاديث على هواه فإن هذا إبعاد للنجعة.

وأتمنى أن يتخلص بعض الإخوة من التعصب للفئة أو للطائفة أو للرجال، فما أحد ممن يتعصبون لهم بأب لهم ولا بأخ، بل التعصب يكون لله ولرسوله ولأصحابه الذين عناهم بقوله لخالد بن الوليد لا تسبوا أصحابي فقط، مع أنا لا نغمط من رآه وكحل عينيه ببركة رؤيته صلى الله عليه وسلم حقا له، ولكن لأننا لسنا مشرعين فالمشرع الله تعالى ورسوله بإذنه فقط فإننا لا نعد مجرد الرؤية مزية في الدين ترفع عن صاحبها الحساب وتجعل مسلمة الفتح كأهل بدر، وإن كان الله تعالى قد قال وكلا وعد الله الحسنى فقال العلماء أي إن أحسن لأن خطاب التكليف سار على الجميع لا يسقط عن أحد.
ونحن نعلم أن أكثر تلامذة المحدثين إنما يتعصبون للنبي صلى الله عليه وسلم فهم يظنون أن كل من رآه صحابي، وأن النبي قد أشاد بفضل أصحابه فيساوون بين هذا وهذا وما المجموعتين بسواء، فبين المجموعتين تقاطع واشتراك وبينهما انفراد واختلاف، ويجب علينا في عصر التحليل أن نميز بين عناصر المجموعات .
والله من وراء القصد
والله أعلم
لا أدري يا دكتور عبد الرحمن أي قضية تخدم بهذا الطرح؟
لم يسو أحد بين الصحابة في الفضل وقد فاضل الله بينهم ، ولكنهم يبقون صحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وعدهم الله جميعا بالحسنى ، ولهذا يبقى الحديث " لا تسبوا أصحابي " موجه إلى كل من أتى بعدهم ، وليس لك فيه حجة على هذا التقسيم الذي أعتقد أنك تجاوزت فيه المعقول والمنقول حيث أخرجتَ معاوية رضي الله عنه وكل من أسلم بعد الفتح من أن يكون تقيا ورعا مقدما لآخرته على دنياه !!!
ولو أن فهمك للحديث جائز لجاز لنا أن نقصر الصحبة على أبي بكر رضي الله عنه دون غيره ، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم :
"فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي" كما هو في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري :

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ فَسَلَّمَ وَقَالَ إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثًا ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ فَسَأَلَ أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا لَا فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي مَرَّتَيْنِ فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا".

 
الأحزاب

الأحزاب

ومن ما ذكره ربنا عز وجل في كتابه الكريم من صفات المؤمنين وتميزهم عن المنافقين ما قصه علينا من خبرهم يوم الأحزاب وهو قوله تعالى :
{ ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما * من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما * ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا }
قال ابن جرير رحمه الله :"وقوله : ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب ) يقول : ولما عاين المؤمنون بالله ورسوله جماعات الكفار قالوا - تسليما منهم لأمر الله ، وإيقانا منهم بأن ذلك إنجاز وعده لهم الذي وعدهم بقوله : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ) إلى قوله : ( قريب ) - ( هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ) فأحسن الله عليهم بذلك من يقينهم ، وتسليمهم لأمره - الثناء ، فقال : وما زادهم اجتماع الأحزاب عليهم إلا إيمانا بالله وتسليما لقضائه وأمره ، ورزقهم به النصر والظفر على الأعداء . "


فبين عز وجل أن صفات الإيمان كانت ظاهرة بقولهم وفعلهم , وكذا الأمر بالنسبة للمنافقين :


{ يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا ( 20 )}

{إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ( 10 ) هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ( 11 ) وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ( 12 ) }فبين صفات المنافقين وميزهم عن أهل الإيمان .
 
الذين قال لهم الناس.

الذين قال لهم الناس.

ومن فضائل أصحاب محمدصلى الله عليه وسلم ما ظهر من استجابتهم لربهم بعد الهزيمة في أحد ولما جمع المشركين لهم لم يزدهم إلا تمسكا في دينهم .واتكالا عليه ,بعكس المنافقين الذين يظهر نفاقهم بمجرد الفتن:
{الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ( 172 ) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ( 173 ) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ( 174 ) }
ففيها الثناء على فعلهم وتزكية قلوبهم وبيان ما لهم من الاجر والمثوبة عند الله , فهل يطعن بهؤلاء إلا منافق ؟
 
لا والله

لا والله

ومن فضائل أصحاب محمدصلى الله عليه وسلم ما ظهر من استجابتهم لربهم بعد الهزيمة في أحد ولما جمع المشركين لهم لم يزدهم إلا تمسكا في دينهم .واتكالا عليه ,بعكس المنافقين الذين يظهر نفاقهم بمجرد الفتن:
{الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ( 172 ) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ( 173 ) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ( 174 ) }
ففيها الثناء على فعلهم وتزكية قلوبهم وبيان ما لهم من الاجر والمثوبة عند الله , فهل يطعن بهؤلاء إلا منافق ؟

لا والله لا يطعُن بهؤلاء إلا من ليس لله فيه حاجة

أما الأخ أبو سعد الغامدي حفظه الله فإني إذ يسرني تعقيبه فما أراه إلا قد فاته أن هل أنتم تاركو لي صاحبي فيها معنى التخصيص بإضافتها إلى ياء المتكلم وأن أبا بكر رضي الله عنه أخص الناس صحبة وهو الوحيد الذي عناه الله تعالى بـ(صاحبه) في القرآن الكريم وهذا شرف لا يناله غيره.
لكن يبدو لي أنك قد سهوت أو غفلت عما طرحه تعليق العبد الضعيف.
كل ما في التعليق أنه يأبى أن يربط بعض الناس من روافض ومن بعض المحسوبين على تيار علماء الحديث أهل السنة بمعاوية بن أبي سفيان وهو على قولك وتقسيمات مثل الحاكم بن البيّع في آخرهم طبقة.
وإنما الرمز الحق لأهل السنة هو أبو بكر الصديق وعمر الفاروق والمشمولون بالآية التي أوردها الأخ مجدي أبو عيشة أعني السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.
ومثل كلام أخيك العبد الضعيف لا يقال فيه طعن في معاوية ولا في سواه، بل رفع ودفاع عن مثال أهل السنة.
فكما يقول رجل عن قومه إنهم نجوم الظلام فتقول له بل هم الشمس والقمر.
 
وإنما الرمز الحق لأهل السنة هو أبو بكر الصديق وعمر الفاروق والمشمولون بالآية التي أوردها الأخ مجدي أبو عيشة أعني السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.
ومثل كلام أخيك العبد الضعيف لا يقال فيه طعن في معاوية ولا في سواه، بل رفع ودفاع عن مثال أهل السنة.
.
الرمز الحق لأهل السنة هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم دون تفريق بينهم ؛ بل بالترضي عنهم جميعا ومحبتهم في الله تعالى ، ومعاوية من أفاضل الصحابة ؛ نعم ليس كأبي بكر والفاروق والعشرة ، ولكنه صحابي فاضل ورمز من رموز أهل السنة والجماعة والمسلمين ..
 
لا والله لا يطعُن بهؤلاء إلا من ليس لله فيه حاجة

أما الأخ أبو سعد الغامدي حفظه الله فإني إذ يسرني تعقيبه فما أراه إلا قد فاته أن هل أنتم تاركو لي صاحبي فيها معنى التخصيص بإضافتها إلى ياء المتكلم وأن أبا بكر رضي الله عنه أخص الناس صحبة وهو الوحيد الذي عناه الله تعالى بـ(صاحبه) في القرآن الكريم وهذا شرف لا يناله غيره.
لكن يبدو لي أنك قد سهوت أو غفلت عما طرحه تعليق العبد الضعيف.
كل ما في التعليق أنه يأبى أن يربط بعض الناس من روافض ومن بعض المحسوبين على تيار علماء الحديث أهل السنة بمعاوية بن أبي سفيان وهو على قولك وتقسيمات مثل الحاكم بن البيّع في آخرهم طبقة.
وإنما الرمز الحق لأهل السنة هو أبو بكر الصديق وعمر الفاروق والمشمولون بالآية التي أوردها الأخ مجدي أبو عيشة أعني السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.
ومثل كلام أخيك العبد الضعيف لا يقال فيه طعن في معاوية ولا في سواه، بل رفع ودفاع عن مثال أهل السنة.
فكما يقول رجل عن قومه إنهم نجوم الظلام فتقول له بل هم الشمس والقمر.

يا دكتور بالنسبة لمعاوية فهذا هو :
قال الحافظ ابن عساكر : "وأصحُّ ما رُوي في فضل معاوية حديثُ أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتِبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقد أخرجه مسلم في صحيحه، وبعدَه حديثُ العِرباض: اللهم علّمه الكتاب، وبعده حديث ابن أبي عَمِيرة: اللهم اجعله هاديا مهديّا".
هذا معاوية فمن نحن ؟

يا دكتور لا خلاف في أن الله قد زكى السابقون الأولون ولكن سبق وان سألتك من الذي قال ان احسنوا بالنسبة للذين انفقوا من بعد وقاتلوا؟
 
لا والله لا يطعُن بهؤلاء إلا من ليس لله فيه حاجة

أما الأخ أبو سعد الغامدي حفظه الله فإني إذ يسرني تعقيبه فما أراه إلا قد فاته أن هل أنتم تاركو لي صاحبي فيها معنى التخصيص بإضافتها إلى ياء المتكلم وأن أبا بكر رضي الله عنه أخص الناس صحبة وهو الوحيد الذي عناه الله تعالى بـ(صاحبه) في القرآن الكريم وهذا شرف لا يناله غيره.
لكن يبدو لي أنك قد سهوت أو غفلت عما طرحه تعليق العبد الضعيف.
كل ما في التعليق أنه يأبى أن يربط بعض الناس من روافض ومن بعض المحسوبين على تيار علماء الحديث أهل السنة بمعاوية بن أبي سفيان وهو على قولك وتقسيمات مثل الحاكم بن البيّع في آخرهم طبقة.
وإنما الرمز الحق لأهل السنة هو أبو بكر الصديق وعمر الفاروق والمشمولون بالآية التي أوردها الأخ مجدي أبو عيشة أعني السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.
ومثل كلام أخيك العبد الضعيف لا يقال فيه طعن في معاوية ولا في سواه، بل رفع ودفاع عن مثال أهل السنة.
فكما يقول رجل عن قومه إنهم نجوم الظلام فتقول له بل هم الشمس والقمر.

أخي الفاضل دكتور عبد الرحمن
تقول:
"رمز أهل السنة هو أبو بكر الصديق خير من طلعت عليه الشمس بعد النبيين، ثاني اثنين إذ هما في الغار، الرجل الوحيد الذي سما الله تعالى (صاحبه)، وعمر بن الخطاب وسعد بن الربيع وعبدالله بن مسعود والمهاجرون والأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكل تقي ورع مقدم لآخرته على دنياه من التابعين بإحسان إلى يوم الدين، لا معاوية ومسلمة الفتح الذين لا يكونون رمزا لأهل السنة بحال بل غاية ما لهم أن تذكر فضائلهم ويسكت عن جرائمهم محافظة على أخلاق الإسلام "
يا دكتور:
نفيت عنهم التقوى والورع واتهمتهم بتقديم دنياهم على آخرتهم
فأي طعن بعد هذا ؟
وأكرر مرة أخرى أي قضية تخدم بهذا الطرح ؟
 
قال ابن عبد البر في (التمهيد): [ولا فرق بين أن يُسمِّي التابعُ الصاحبَ الذي حدَّثه أو لا يُسميه في وجوب العمل بحديثه؛ لأنَّ الصحابةَ كلَّهم عدولٌ مرضيُّون ثقاتٌ أثباتٌ، وهذا أمر مجتمعٌ عليه عند أهل العلم بالحديث].
وقال أبو عمرو بن الصلاح في (علوم الحديث):
[ للصحابة بأسرهم خصيصة، وهي أنَّه لا يُسأل عن عدالة أحدٍ منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه؛ لكونهم على الإطلاق, معدَّلين بنصوص الكتاب والسنة إجماع من يُعتدُّ به في الإجماع من الأمَّة, ثمَّ إنَّ الأمَّةَ مجمعةٌ على تعديلِ جميع الصحابة، ومَن لابس الفتنَ منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يُعتدُّ بهم في الإجماع؛ إحساناً للظَّنِّ بهم، ونظراً إلى ما تمهّد لهم من المآثر، وكأنَّ الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماعَ على ذلك لكونهم نقلة الشريعة، والله أعلم]
قال العلامة ابن تيمية-رحمه الله- في (منهاج السنة النبوية):
(وأهل السنة يقولون إن أهل الجنة ليس من شرطهم سلامتهم عن الخطأ بل ولا عن الذنب، بل يجوز أن يذنب الرجل منهم ذنبا صغيرا أو كبيرا ويتوب منه وهذا متفق عليه بين المسلمين، ولو لم يتب منه فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهيرهم بل وعند الأكثرين منهم أن الكبائر قد تمحى بالحسنات التي هي أعظم منها وبالمصائب المكفرة وغير ذلك، وإذا كان هذا أصلهم فيقولون ما يذكر عن الصحابة من السيئات كثير منه كذب وكثير منه كانوا مجتهدين فيه ولكن لم يعرف كثير من الناس وجه اجتهادهم وما قدر أنه كان فيه ذنب من الذنوب لهم فهو مغفور لهم إما بتوبة وإما بحسنات ماحية وإما بمصائب مكفرة وإما بغير ذلك.
فإنه قد قام الدليل الذي يجب القول بموجبه إنهم من أهل الجنة فامتنع أن يفعلوا ما يوجب النار لا محالة. وإذا لم يمت أحد منهم على موجب النار لم يقدح ما سوى ذلك في استحقاقهم للجنة ونحن قد علمنا أنهم من أهل الجنة. ولو لم يعلم أن أولئك المعينين في الجنة لم يجز لنا أن نقدح في استحقاقهم للجنة بأمور لا نعلم أنها توجب النار، فإذا هذا لا يجوز في احاد المؤمنيني الذين لم يعلم أنهم يدخلون الجنة ليس لنا أن نشهد لأحد منهم بالنار لأمور محتملة لا تدل على ذلك. فكيف يجوز نقل ذلك في خيار المؤمنين والعلم بتفاصيل أحوال كل واحد منهم باطنا وظاهرا وحسناته وسيئاته واجتهاداته أمر يتعذر علينا معرفته. فكان كلامنا في ذلك كلاما فيما لا نعلمه والكلام بلا علم حرام. فلهذا كان الإمساك عما شجر بين الصحابة خيرا من الخوض في ذلك بغير علم بحقيقة الأحوال إذ كان كثير من الخوض في ذلك أو أكثره كلاما بلا علم وهذا حرام لو لم يكن فيه هوى ومعارضة الحق المعلوم فكيف إذا كان كلاما بهوى يطلب فيه دفع الحق المعلوم.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة رجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة ورجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار. فإذا كان هذا في قضاء بين اثنين في قليل المال أو كثيره فكيف بالقضاء بين الصحابة في أمور كثيرة. فمن تكلم في هذا الباب بجهل أو بخلاف ما يعلم من الحق كان مستوجبا للوعيد ولو تكلم بحق لقصد اتباع الهوى لا لوجه الله تعالى أو يعارض به حقا آخر لكان أيضا مستوجبا للذم والعقاب. ومن علم ما دل عليه القران والسنة من الثناء على القوم ورضا الله عنهم واستحقاقهم الجنة وأنهم خير هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس لم يعارض هذا المتيقن المعلوم بأمور مشتبهة منها ما لا يعلم صحته ومنها ما يتبين كذبه ومنها ما لا يعلم كيف وقع ومنها ما يعلم عذر القوم فيه ومنها ما يعلم توبتهم منه ومنها ما يعلم أن لهم من الحسنات ما يغمره فمن سلك سبيل أهل السنة استقام قوله وكان من أهل الحق والاستقامة والاعتدال وإلا حصل في جهل وكذب وتناقض كحال هؤلاء الضلال.)
 
قال البخاري في (صحيحه) (2924):((...عَنْ ‏‏خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ‏أَنَّ ‏عُمَيْرَ بْنَ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيَّ ‏حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى ‏عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ،‏ ‏وَهُوَ نَازِلٌ فِي سَاحَةِ ‏ ‏حِمْصَ ،‏ ‏وَهُوَ فِي بِنَاءٍ لَهُ وَمَعَهُ ،‏ ‏أُمُّ حَرَامٍ ،‏ ‏قَالَ ‏عُمَيْرٌ :‏ ‏فَحَدَّثَتْنَا ‏‏أُمُّ حَرَامٍ ‏‏أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏يَقُولُ :‏ ‏أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ ‏‏أَوْجَبُوا ،‏ ‏قَالَتْ ‏‏أُمُّ حَرَامٍ :‏ ‏قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ ، قَالَ أَنْتِ فِيهِمْ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ ‏‏قَيْصَرَ ‏‏مَغْفُورٌ لَهُمْ ، فَقُلْتُ : أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : لَا.))

وفِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ.

قال الخلال في (( السنة )) ( 692 ): عن يوسف بن موسى أن أبا عبد الله سئل عن رجل شتم معاوية يصيره إلى السلطان ؟ قال : أخلق أن يتعدى عليه.
و قال الخلال في (( السنة )) ( 659 ) : أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث حدثهم قال : وجهنا رقعة إلى أبي عبدالله ، ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول : إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين ، فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ قال أبو عبدالله : هذا قول سوء ردئ ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ، ونبين أمرهم للناس . وسنده صحيح .
 
الذين هاجروا وجاهدوا والذين آوو ونصروا ومن تبعهم .

الذين هاجروا وجاهدوا والذين آوو ونصروا ومن تبعهم .

{ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون }

وصف الخالق عز وجل علام الغيوب الذين تركوا ديارهم وأموالهم بالصدق فهل نقبل من يطعن بهم كالرافضة ووالمبتدعة ؟
{ والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }
إذا كان حالهم الفلاح فهل نقبل من يصفهم بالهلاك والنفاق ؟

والمهاجرين اسم مخصوص في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم من هاجر قبل فتح مكة والأنصار اسم مخصوص فيمن نصر النبي والمسلمين من أهل المدينة وهذا فضل لا يحصل عليه أحد غيرهم فضلهم الله واصطفاهم واختارهم ورضي عنهم فوصف المهاجرين بالصدق والأنصار بالفلاح , ثم بين حال أهل الإيمان بعدهم فذكر من وصفهم بأنهم يكثرون من الدعاء لهم { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}.
فهل أمرنا بسبهم أم الدعاء لهم؟
ومن يسبهم أو يلعنهم لهو حري بأن يوصف بالنفاق لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية النفاق بغض الأنصار
 
ومن فضائلهن رضي الله عنهن أنهن امهات المؤمنين .وهذه المكانة أعظم من أمهات الأرحام ,لأن الربط هنا بالدين الذي تفقد هذه الرابطة بفقدانه . فهن امهات المؤمنين ولسن أمهات المنافقين ولا الكافرين . فهل ترى أعظم جرما ممن يبغض أمه ويسبها
{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } فترى المنافقين يطعنون بهن ويتبرؤون منهن وهذا حق لأنهن أمهات المؤمنين لا المجوس .
ومن هنا تأتي الخصوصية لمن تزوجهن النبي صلى الله عليه وسلم قلا يتزوجن بعده صلى الله عليه وسلم ولايرين ولا يرين .
وذلك ليس إلا خوفا من ضعاف النفوس ومن في قلبه مرض:
{يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروف}

ثم إن المؤمنين قد نهوا بعد حادثة الإفك أن يتعرضوا لهن فقال عز وجل:{يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين }
فإن كان مثله ممنوعا فكيف لمن عاد له ؟
فالمؤمن يعتبر ولا يعود لمثله والمنافق يحوم حوله ويقع فيه .
 
أرى أن تعيد النظر في صياغة هذا السطر
وجزاك الله كل خير
القصد أخي أنهن أمهات المؤمنين والمنافقين يتبرؤون من الإيمان وأهله .فالذي يتبرأ من أم المؤمنين يكون من أهل النفاق .
ودائما أهل الكفر يتبرؤون من أهل الإيمان ولأن الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات .
أما إن كان يفهم بخلاف ذلك فأنا استغفر الله وأقول :
فإن أهل النفاق يعلمون أنها أم المؤمنين لا أم المجوس لأن ذلك حقا حال المجوس
 
شهادة القران لأزواج محمد صلى الله عليه وسلم

شهادة القران لأزواج محمد صلى الله عليه وسلم

في هذه الدنيا لا يؤمن على حي الفتنة ,والمعصوم من عصمه الله ,وهو معصوم فيما عصمه عز وجل .وفي حادثة الإفك تناقل الناس الخبر وعرضوا فيه وتولى المنافقون كبر ذلك وقد زل من المسلمين من تلقاه بلسانه وتعرض لما ليس له به علم ,وكانت موعظة الخالق عز وجل للمؤمنين :{يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين} ثم بين الله عز وجل معدن عائشة رضي الله عنها وأنها طيبة لا تستحق إلا الطيب فقال عز وجل :
{الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم }

قال إن جرير رحمه الله :
"اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من القول ، والطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول . "
"وقال آخرون : بل معنى ذلك : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء . "

فقد برأ الله عائشة مما رماها أهل الإفك ,فإن كانت الكلمات الخبيثة قد رميت بها عائشة رضي الله عنها فإن هذه الكلمات لا تقع عليها لأنها طيبة وإنما تستحق الكلم الطيب لأنها طيبة وهي مبرأة من الكلم الخبيث الذي رماها به أهل الإفك وكذا منزهة من التعريض بما قالوا .فهي طيبة لا تستحق من الكلم إلا ما هو طيب .
وعائشة طيبة فهي أهل للنبي صلى الله عليه وسلم خير البشر فالطيبات للطيبين ,وهذه شهادة لها رضي الله عنها لا تمحوها أقوال المنافقين .

مسألة :قيل أليست الآية تذكر ذلك فلم كانت زوجة نوح ولوط لسن كذلك؟
السبب هو التزكية الشرعية لأمهات المؤمنين بعكس ما كان لزوجة لوط ونوح .ومعنى الآية هو تزكية لأم المؤمنين بعكس ما نزل في زوجة نوح ولوط , ويكون معنى الكلام :
إن الكلمات الطيبات تلقى للطيبين والطيبات فتقع لهم لأنهم أهل الطيب وكذا تلقى لأهل الخبث فلا يستحقونها لأنهم ليسوا أهل لها . وكذا الكلمات الخبيثة قد يلقيها الناس للطيبين والكلم الخبيث قد يلقى للطيبات فلا يقع لهم لأنهم ليسوا أهل له بل هم أهل الكلم الطيب .فالكلمات تلقى للناس فيقع فيهم ما هم أهله . وبتزكية القران ووعظه للمؤمنين بعدم العودة لمثله تزكية لعائشة في الماضي والمستقبل .
وفي هذه الأية فضح للمنافقين عبر الأزمنة فبمجرد الطعن بها رضي الله عنها يظهر النفاق الدفين من نفوس الملحدين .


 
شهادة القران لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما

شهادة القران لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما

بعد بيان شهادة القران لأمهات المؤمنين وبيان مكانتهن أبين ما جاء في فضل الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وبراءتهما من النفاق ومرض القلب ,وهذا بين واضح في مجاورتهما للنبي في الدنيا وفي القبر وقد قال ربنا عن المنافقين أنهم لن يجاوروا النبيصلى الله عليه وسلم إلا قليلا أما أبا بكر وعمر فقد جاورا النبيصلى الله عليه وسلم في الدنيا وهما صاحبيه ورفيقيه وفي القبر بالقرب منه مضجعان .
قال عز وجل :{ لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ( 60 ) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ( 61 ) سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ( 62 ) }.

وغني عن ذلك ذكر أبا بكر بالهجرة إذ هو والنبي إثنان الله ثالثهما , وقد قال النبي لأبي بكر "إن الله معنا"
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1473&idto=1473&bk_no=51&ID=1489#docu
 
ومما دلل على صدق اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فعلهم بالتصديق بمحمدصلى الله عليه وسلم والجهاد والنصرة والهجرة والإيواء لمن هاجر فكان هذا تزكية لقلوبهم :{ إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض }.
وهذه التزكية سبقها وعد لهم بالتمكين وهو قوله تعالى :

{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون }

ووعد بالإبتلاء قبل التمكين:
{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ( 2 ) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }
وهذا الإبتلاء فيه التمحيص والفصل بين أهل الحق والباطل وهو ميزان للقلوب وهو ما تحقق في جمع الأحزاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه :{ ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما * من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما * ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا }

فكان التمكين لهم بعد الإبتلاء وهذا دلالة على صدقهم . بعكس المنافقين الذين قالوا ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا فكان لهم الخزي بالردة والقتل بأيدي المؤمنين في حروب الردة , وهذا هو التميز والفصل بين أهل الإيمان وأهل النفاق فكان العمل مصداق للقلب ودليلا عليه , فثبات المؤمن في كل محنة وهلاك المنافق في كل فتنة بقي مستمرا حتى ذكر الخالق عز وجل من علامات المنافقين الفتنة في كل عام :{أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون }

وهذا الأمر يبين أم موضع النفاق ليس كما يظن أهل الأهواء وإنما بين الله الناس ومحصهم وفصل بينهم وميزهم حتى يتم المنة علينا بأن يكون الذين نقلوا الدين أتقياء أنقياء لا منافقين ولا فساق .
 
جاء في القران بيان حال الصحابة بتزكيتهم :
{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } .

"فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير "
"بل الله مولاكم وهو خير الناصرين "
"وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير "
والصحابة رضوان الله عليهم قد فرحوا بالولاية لله التي ذكرها الله وزكى نفوسهم بها وقد روى البخاري عن عن جابر رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية فينا "إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا "بني سلمة وبني حارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول" والله وليهما ".
وآيات الولاية لله ورسوله والمؤمنين في كتاب الله كلها تدل على تزكية نفوسهم رضوان الله عليهم .
 
]، ثم إنه ابتَلى الناسَ بأمور تميز بين المؤمنين والمنافقين، كما قال سبحانه: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت:11]، وقال تعالى: {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران:179] ..»([1]).

http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=155817#_ftnref1([1]) الصارم المسلول على شاتم الرسول: (1/37بتصرف يسير.

منقول من الملف الذي ارفقه الشيخ عبد الرحمن الشهري :للشيخ عبدالله الشايع عنوانه ( الصحابة والمنافقون في صدر الإسلام سمات وإشارات – شبهات وردود)

 
عودة
أعلى