مجدي ابو عيشة
New member
- إنضم
- 12/01/2006
- المشاركات
- 452
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فإن الله عز وجل وصف هذا الكتاب المبين بأنه كتاب أحكمت آياته ,ولما كان هذا آخر الكتب ومحمد آخر الأنبياء وجب أن تكون هذه الرسالة تامة ,ووجب نقلها بتمامها للناس ,أتم عليهم حجة الله عز وجل بالبينات ,ولما كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم من نقلوا الكتاب والسنة وكان الطعن بالناقل طعنا بالمنقول ,وكان دخول أهل الزندقة على الناس بطرق مختلفة أهمها أن يلفتوا نظرهم عن القران والسنة الى أهواء الرجال ,كان طعنهم بالنقل هو ما يحاربوا من أجله .فطعن الكثير من أهل الكلام بخبر الواحد ,وطعنت الرافضة بالقران ,والمتتبع لسبب ذلك يجد أن أهل البدع وجدوا خبر الواحد يبعد الناس عن بدعهم ووجدت الرافضة القران لا يذكر ولاية علي رضي الله عنه ووجدوه يمدح أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وجدوا الطعن فيه سبيلا لنشر بدعتهم .
ولما كان الطعن بالقران هو طعن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لانتابع في هذا الموضوع قضية التحريف التي يستحي حتى الرافضة من مناقشتها ويزعمون أنهم لا يقولون بها ,أردت أن أضع الزامات في موضوع عدالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر شبه الروافض في ذلك وبيان فسادها .
الصحابي : هو من لقي النبي مسلما ومات على الإسلام ,هذا أفضل ما أعرف في تعريف الصحابي ,فهو لا يجعل مجرد اللقيا صحبة ليخرج بعض المعاني اللغوية , ثم يخرج المنافقين والمرتدين من التعريف ,فمن التعريف إذا قيل فلان صحابي يعلم أنه له صحبة النبي مسلما وموته على ذلك .وهذا التعريف هو من اصطلاح أهل السنة , فهم لا يطلقون على من نافق صحابيا , ولا من ارتد صحابيا ,لأن الموت على الإسلام من شروط تعريف الصحابي .هذا أهم ما نحتاجه في هذا الموضوع عن الصحابي .
كيف نعلم أن الصحابة ليس فيهم منافق ؟ هذا سؤال يطرحه أهل البدع للطعن في الإسلام فإن كان القرآن متواترا فالسنة أغلبها بأخبار آحاد فيطعنوا بذلك بآحاد الصحابة بالشك فيهم ,وقد تكفل الله حفظ الدين , وكيف يكون هذا الدين واضحا للناس إذا كنا لا نعلم حقيقة من نقل إلينا هذه الأخبار ؟لذا كان على الناس أن يعلموا أن هؤلاء ليسوا منافقين ,وقد بين الله عز وجل ذلك بطرق عدة منها : الثناء على أناس بأعينهم والترضي عنهم وعن فعلهم وفضح المنافقين وفعلهم وبيان حالهم ,ومنها ما هو تفريق الناس الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم .
ولما كان النفاق هو إضمار الكفر وموافقة المسلمين في الظاهر لم يكن بإمكان الناس أن ينفوا ذلك مطلقا إلا عمن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ينقطع الوحي فلا يدري أحد بما أحدث الناس بعده في ضمائرهم , بل يعلم فعلهم .
ووجدت في كتاب الله ما يصلح بأن يكون دليلا قطعيا على عدم نفاق أحد من الصحابة ويرتبط هذا بفهم الآيتين من كتاب الله الأولى يستخدمها أهل البدع للطعن بأصحاب محمد وهي بخلاف استخدامهم تصلح للذب عنهم وبيان حالهم .
{وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم }
فقد ذكر المنافقين وذكر وعدا بملازمتهم بعقوبتين في الدنيا وأخرى يوم القيامة .
ولما كانت عقوبة الآخرة مما لا يختلف عليه , فالمرتين الأولى والثانية قد تكون بأشكال مختلفة لا يراها الناس من الأذى النفسي وعذاب القبر ومختلف أنواع العذاب التي لا يراها كل الناس, كان عدم معرفتهم لهاتين المرتين أمرا محتملا .
ولكن الله عز وجل وصف هذا الكتاب بأنه مبين وأن آياته أحكمت ,وبيان ذلك واضح في آية أخرى من كتاب الله عز وجل وهي قوله تعالى :{ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون }
فإن كان في الآيات الأولى بيان وعد العذاب كان في هذه الآيات بيان نوع العذاب : فهو إما من عند الله بمسخ أو قذف ,أو بأيدي المؤمنين بالقتل والسبي , ولما علمنا أن الله لم يبعث عليهم رجزا من السماء ولم يخسف بهم الأرض ولا عذبهم بعذاب خاص دون غيره , وجدنا أن هذا الوعد الذي قيل لهم أن ينتظروه تحقق بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بظهور النفاق على العيان وأن يتحقق النصر عليهم بأن يعذبوا بأيدي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
فالآية الأولى فيها وعد وفي الثاني وعد وأمر بالانتظار حتى يفصل الله بينهم وقد حقق الله وعده وكشف المنافقين فلا يمكن أن يكون أحد ممن نقل هذا الدين من أصحاب محمد الذين كانوا في المدينة أو حولها منافقين إلا من تحقق فيهم الوعد الحق , فإن كانوا ممن بايع النبي في عام الوفود أو قبلها أو بعدها ثم انقلبوا على أعقابهم بعد أن فارقهم النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الدليل العام ومن بعده أنتقل الى الأدلة الفارقة بين أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم والمنافقين , ببيان ما نزل في كل منهم والتفريق بينهم .وأذكر ما ورد من أحاديث متعلقة بهذه الآيات إن شاء الله تعالى.
فإن الله عز وجل وصف هذا الكتاب المبين بأنه كتاب أحكمت آياته ,ولما كان هذا آخر الكتب ومحمد آخر الأنبياء وجب أن تكون هذه الرسالة تامة ,ووجب نقلها بتمامها للناس ,أتم عليهم حجة الله عز وجل بالبينات ,ولما كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم من نقلوا الكتاب والسنة وكان الطعن بالناقل طعنا بالمنقول ,وكان دخول أهل الزندقة على الناس بطرق مختلفة أهمها أن يلفتوا نظرهم عن القران والسنة الى أهواء الرجال ,كان طعنهم بالنقل هو ما يحاربوا من أجله .فطعن الكثير من أهل الكلام بخبر الواحد ,وطعنت الرافضة بالقران ,والمتتبع لسبب ذلك يجد أن أهل البدع وجدوا خبر الواحد يبعد الناس عن بدعهم ووجدت الرافضة القران لا يذكر ولاية علي رضي الله عنه ووجدوه يمدح أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وجدوا الطعن فيه سبيلا لنشر بدعتهم .
ولما كان الطعن بالقران هو طعن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لانتابع في هذا الموضوع قضية التحريف التي يستحي حتى الرافضة من مناقشتها ويزعمون أنهم لا يقولون بها ,أردت أن أضع الزامات في موضوع عدالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر شبه الروافض في ذلك وبيان فسادها .
الصحابي : هو من لقي النبي مسلما ومات على الإسلام ,هذا أفضل ما أعرف في تعريف الصحابي ,فهو لا يجعل مجرد اللقيا صحبة ليخرج بعض المعاني اللغوية , ثم يخرج المنافقين والمرتدين من التعريف ,فمن التعريف إذا قيل فلان صحابي يعلم أنه له صحبة النبي مسلما وموته على ذلك .وهذا التعريف هو من اصطلاح أهل السنة , فهم لا يطلقون على من نافق صحابيا , ولا من ارتد صحابيا ,لأن الموت على الإسلام من شروط تعريف الصحابي .هذا أهم ما نحتاجه في هذا الموضوع عن الصحابي .
كيف نعلم أن الصحابة ليس فيهم منافق ؟ هذا سؤال يطرحه أهل البدع للطعن في الإسلام فإن كان القرآن متواترا فالسنة أغلبها بأخبار آحاد فيطعنوا بذلك بآحاد الصحابة بالشك فيهم ,وقد تكفل الله حفظ الدين , وكيف يكون هذا الدين واضحا للناس إذا كنا لا نعلم حقيقة من نقل إلينا هذه الأخبار ؟لذا كان على الناس أن يعلموا أن هؤلاء ليسوا منافقين ,وقد بين الله عز وجل ذلك بطرق عدة منها : الثناء على أناس بأعينهم والترضي عنهم وعن فعلهم وفضح المنافقين وفعلهم وبيان حالهم ,ومنها ما هو تفريق الناس الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم .
ولما كان النفاق هو إضمار الكفر وموافقة المسلمين في الظاهر لم يكن بإمكان الناس أن ينفوا ذلك مطلقا إلا عمن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ينقطع الوحي فلا يدري أحد بما أحدث الناس بعده في ضمائرهم , بل يعلم فعلهم .
ووجدت في كتاب الله ما يصلح بأن يكون دليلا قطعيا على عدم نفاق أحد من الصحابة ويرتبط هذا بفهم الآيتين من كتاب الله الأولى يستخدمها أهل البدع للطعن بأصحاب محمد وهي بخلاف استخدامهم تصلح للذب عنهم وبيان حالهم .
{وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم }
فقد ذكر المنافقين وذكر وعدا بملازمتهم بعقوبتين في الدنيا وأخرى يوم القيامة .
ولما كانت عقوبة الآخرة مما لا يختلف عليه , فالمرتين الأولى والثانية قد تكون بأشكال مختلفة لا يراها الناس من الأذى النفسي وعذاب القبر ومختلف أنواع العذاب التي لا يراها كل الناس, كان عدم معرفتهم لهاتين المرتين أمرا محتملا .
ولكن الله عز وجل وصف هذا الكتاب بأنه مبين وأن آياته أحكمت ,وبيان ذلك واضح في آية أخرى من كتاب الله عز وجل وهي قوله تعالى :{ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون }
فإن كان في الآيات الأولى بيان وعد العذاب كان في هذه الآيات بيان نوع العذاب : فهو إما من عند الله بمسخ أو قذف ,أو بأيدي المؤمنين بالقتل والسبي , ولما علمنا أن الله لم يبعث عليهم رجزا من السماء ولم يخسف بهم الأرض ولا عذبهم بعذاب خاص دون غيره , وجدنا أن هذا الوعد الذي قيل لهم أن ينتظروه تحقق بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بظهور النفاق على العيان وأن يتحقق النصر عليهم بأن يعذبوا بأيدي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
فالآية الأولى فيها وعد وفي الثاني وعد وأمر بالانتظار حتى يفصل الله بينهم وقد حقق الله وعده وكشف المنافقين فلا يمكن أن يكون أحد ممن نقل هذا الدين من أصحاب محمد الذين كانوا في المدينة أو حولها منافقين إلا من تحقق فيهم الوعد الحق , فإن كانوا ممن بايع النبي في عام الوفود أو قبلها أو بعدها ثم انقلبوا على أعقابهم بعد أن فارقهم النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الدليل العام ومن بعده أنتقل الى الأدلة الفارقة بين أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم والمنافقين , ببيان ما نزل في كل منهم والتفريق بينهم .وأذكر ما ورد من أحاديث متعلقة بهذه الآيات إن شاء الله تعالى.