سورة الأنعام وهذا السر العجيب !! - دعوة للتدبر

إنضم
08/09/2009
المشاركات
1,159
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
القاهرة
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا السر العجيب فى سورة الأنعام ، دعوة للتدبر

أدعوكم إخوتى وأخواتى إلى تدبر مسألة قرآنية عجيبة لم أجد أحداً قد تناولها بالبحث من قبل
تلك المسألة يمكن أن نسمّيها " ظاهرة الإحالة القرآنية إلى سورة الأنعام " ، حيث استرعى انتباهى منذ فترة طويلة أن بعض سور القرآن الكريم تُحيل إلى سورة الأنعام على وجه الخصوص ، بحيث تكون سورة الأنعام هى أحياناً المصدر الوحيد الذى يجب الرجوع إليه لفهم المقصود ، أو هى – أحياناً أخرى - المصدر الذى يتم الإقتباس منه ، مع بعض التصرف اليسير فى العبارة المقتبسة
ولكن قبل أن نعرض لهذا الأمر بالتفصيل ، يتوجب علينا أن نذكر بعض الخصائص الأخرى اللافتة للنظر كذلك ، والخاصة بتلك السورة الكريمة
فمن الأمور الجديرة بالتأمل ما ورد فى العديد من الروايات من أن سورة الأنعام على طولها الملحوظ قد نزلت جملة واحدة !!!
وما جاء عنها كذلك من أن الملائكة قد احتفلت بنزولها ، حيث شيّعها عشرات الآلاف من الملائكة !!
ففى روايات عن ابن عباس ، وعن أسماء بنت يزيد ، وعن جابر ، وعن أنس بن مالك ، وعن عبد الله بن مسعود – رضى الله عنهم جميعاً – أن هذه السورة مكية ، وأنها نزلت كلها جملة واحدة !!
وفى الرواية عن أسماء تحديد للرواية بحادث مصاحب لنزولها ، حيث قالت : " نزلت سورة الأنعام على النبى صلى الله عليه وسلم جملة وأنا آخذة بزمام ناقة النبى صلى الله عليه وسلم إن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة "
أما الرواية عن ابن عباس كما رواها الطبرانى فتقول :
" نزلت الأنعام بمكة ليلاً ، جملة واحدة ، حولها سبعون ألف مَلَك يجأرون حولها بالتسبيح " !!
كما روى أبو بكر بن مردويه – بإسناده – عن أنس بن مالك قال :
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة سدّ ما بين الخافقين ، لهم زجل بالتسبيح ، والأرض بهم ترتج " ورسول الله يقول : " سبحان الله العظيم ، سبحان الله العظيم !! "
نخلص مما سبق إلى أن من الخصائص المميزة لسورة الأنعام :
1 - نزولها جملة واحدة ، وهو ما لا نعرف له نظيراً مع باقى السور الطوال
2 - تشييع جمع غفير من الملائكة لها وهم يسبحون لله العظيم ، مما يدل على أن لها مكانة مميزة وشأن فريد
ثم نأتى الآن على ذكر ما يمكن أن نعتبره الخصوصية الثالثة لسورة الأنعام ، أو ما أطلقتُ عليه ( ظاهرة الإحالة القرآنية إلى سورة الأنعام )
وإننى إذ أذكر ( ظاهرة الإحالة ) فى سياق الحديث عن الخصائص المميزة لسورة الأنعام فإن ما أرمى إليه هو أن نحاول سوياً من خلال المناقشة وتبادل وجهات النظر أن نجتهد فى معرفة السبب الذى من أجله تميزت تلك السورة الكريمة بتلك الخصائص جميعاً
ولنبدأ الآن بذكر بعض النماذج لما أسميته " ظاهرة الإحالة القرآنية إلى سورة الأنعام "

النموذج الأول
قال عز وجل فى سورة النساء :
" بشّر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً ، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، أيبتغون عندهم العزة ، فإن العزة لله جميعا ، وقد نزّل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفَرُ بها ويُستَهزَأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره "
ويلفت نظرنا هنا قوله تعالى فى الآية 140 : " وقد نزّل عليكم فى الكتاب " ، بما يعنى أن هذا الأمر قد سبق ذكره فى القرآن
ولكن فى أى موضع من القرآن يمكن أن نجد ذلك المعنى المشار إليه ؟
إن الإستقراء يهدينا إلى أن تلك الآية من سورة النساء إنما تحيل إلى آية بعينها من سورة الأنعام ، إنها الآية 68 منها والتى تقول :
" وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غيره ، وإما يُنسينّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين "
وقد وجدت العلامة المفسر " سيد قطب " رحمه الله يذكر فى تفسيره لآية سورة النساء لفظ " الإحالة " حيث قال :
" والذى تحيل إليه الآية هنا مما سبق تنزيله فى الكتاب ، هو قوله تعالى فى سورة الأنعام – وهى مكية – " وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا . . . " الآية
وهكذا نجد أول نموذج لظاهرة الإحالة القرآنية إلى سورة الأنعام
ولكنه ليس الوحيد فى بابه ، وإنما يوجد أكثر من نموذج غيره ، وهذا هو ما دعانى إلى وصفها بـ " الظاهرة " ، وإليكم الآن نموذجا آخر
النموذج الثانى

قال عز وجل فى الآية 118 من سورة النحل : " وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل "
وفى تفسير تلك الآية ذكر المفسرون أن الإشارة هنا بقوله " ما قصصنا عليك من قبل " إنما تتوجه إلى قوله تعالى فى سورة الأنعام :
" وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر ، ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما ، أو الحوايا أو ما اختلط بعظم " الآية 146
وبذلك نكون قد عرضنا لنموذجين لتلك الظاهرة ، وفيما يلى من مشاركات إن شاء الله سوف أستكمل عرض بقية تلك النماذج
ولكنى أحببت أن تشاركونى هذا العرض بدلا من أن أنفرد به وحدى، فعلى من يتعرف على نموذج شبيه بهذين النموذجين فليتكرم بذكره مشكورا قبل أن أستأنف عرضى لبقية النماذج غداً ، أو بعد غدٍ إن شاء الله
 
بسم الله
الحمد لله

هذا كثير في القرآن ... وإذا أردت الاستزادة فعليك بمتشابه القرآن

ستجد أن هناك سور يتكرر فيها المتشابه وبالتالي يكون هناك رابط معين بينها "مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ " [الأنعام : 38]
انظر ما جاء على حرف وما جاء على حرفين وستجد ذلك إن شاء الله

انظر متشابه القرآن للكرماني وغيره من الكتب التي تُعنى بالمتشابهات
 
بسم الله
الحمد لله ، هذا كثير في القرآن ... وإذا أردت الاستزادة فعليك بمتشابه القرآن
انظر متشابه القرآن للكرماني وغيره من الكتب التي تُعنى بالمتشابهات

يبدو أن الأخت الفاضلة قد التبس عليها الأمر ، فليس حديثى عن المتشابه اللفظى ، فذاك موضوع آخر أعرفه جيدا ، بل قد وضعتُ فيه كتاباً منذ ثمانية عشر عاما
أما كتب متشابه القرآن للكرمانى وغيره فقد قرأتها جميعا منذ ما يناهز ثلاثة عقود ونصف ( 35 سنة )
الموضوع باختصار هو وجود نص قرآنى يفيد الإحالة صراحة ً، وذلك من قبيل :
" وقد نزل عليكم فى الكتاب " المذكورة فى النموذج الأول
أو من قبيل " ما قصصنا عليك من قبل " المذكورة قى النموذج الثانى
فبهذا الإعتبار تكون الإحالة صريحة ومنصوص عليها
فإذا التزمتى بهذا القيد فلن تجدى منه الكثير فى القرآن كما ظننتى
بل على العكس تماما ، لن تجدى منه إلا قليلا جدا ، بحيث يمكن عده على أصابع اليدين فحسب على أقصى تقدير
أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت لديك الآن
وأشكركِ على المرور والمشاركة
 
بارك الله فيك أخي الكريم , لكن لم يصح شيء من خبر في نزول السورة جملة واحدة . والله أعلم
 
ماشاء الله .. تابع معنا ..
قال تعالى :" اهدنا الصراط المستقيم " ..
ماهو الصراط المستقيم ..؟؟ هنا تأتي سورة الأنعام لتقول لنا :
"وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
ويتضح هنا أن هناك سبل متبعة وهناك سبيل واحد مطلوب اتباعه ..
ماهو هذا السبيل ..؟؟
تفسره سورة يوسف بقوله تعالى :"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)
يتضح من خلال هذا أن الصراط المستقيم الذي نسأله ربنا تعالى كل يوم هو الاهتداء إلى طريق الدعوة إلى الله ...
 
نعم أخي الفاضل قد أسأت الفهم ... انت الآن تشترط شرطين :
1) أن يكون لفظ الإحالة واضحاً
2) ان تكون الإحالة إلى سورة الأنعام وليس العكس

نعم هذا قليل ....... تابع - يسر الله لك - سورة الأنعام تعنى بقضية التوحيد وهي قضية القرآن الكلية وهي مكية متقدمة في النزول على القرآن المدني فلذا تتم الإحالة عليها والله أعلم
 
التعديل الأخير:
أشكر الأخ الكريم مجدى أبو عيشة على دعائه الطيب مع وعد بالرد عقب فراغى من هذا العرض
كما أشكر أخى صالح الرويلى على مشاركتنا التدبر
وكذلك الأخت أمة الحق على استدراكها وكلماتها الطيبة
وأواصل الآن عرض بقية النماذج

النموذج الثالث

من المعلوم أن سورة الزمر مكية النزول ، وفى الآية 65 منها نجد الحق عز وجل يقول :
" ولقد أُوحِى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين "
ونفهم من هذا أن الله عز وجل قد سبق أن أوحى فى القرآن المكى نفس هذا المعنى الذى يربط الشرك بإحباط العمل ويحذّر النبىصلى الله عليه وسلم ومن سبقه من الأنبياء والرسل عليهم السلام من هذا الأمر
وبالبحث عن هذا المعنى فى القرآن المكى لا نجد مصداقه إلا فى الآية 88 من سورة الأنعام والتى تقول عقب ذكر عدد كبير من الأنبياء والرسل فيما سبقها من آيات :
" ذلك هدى الله يهدى به من يشآء من عباده ، ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون "
ونفهم من هذا أن الآية 65 من سورة الزمر تحيل إلى الآية 88 من سورة الأنعام ، حيث نص الإحالة مؤكد عليه بقوله تعالى : " ولقد أُوحى إليك "
وهذا ما أكده ابن كثير رحمه الله فى تفسيره عند تعرضه لآية سورة الزمر حيث قال : وهذه كقوله تعالى ":وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " ( الأنعام : 88.)
كما أكد هذه الإحالة كذلك الإمام الشنقيطى رحمه الله فى تفسيره ( أضواء البيان ) بقوله عند آية سورة الزمر المذكورة :
" قد تقدم الكلام عليه في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى :
))وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) الأنعام: 88 "

النموذج الرابع

قال عز وجل فى الآية 13 من سورة الشورى :
" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه "
والعبارة التى تفيد الإحالة – وتجدونها دائماً ملونة بالأزرق فى جميع النماذج – هى قوله تعالى هنا : " والذى أوحينا إليك " ، أما مضمون هذا الموحى به من قبل فهو النهى عن التفرق فى الدين
وفى تفسير تلك الآية الكريمة قال الإمام الشنقيطى رحمه الله :
" وما تضمنته هذه الآية الكريمة من النهي عن الافتراق في الدين، جاء مُبَيناً في غير هذا الموضع، وقد بيّن تعالى أنه وصى خلقه بذلك، فمن الآيات الدالة على ذلك، قوله تعالى:وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( الأنعام: 153)
ثم يقول : وقد بيّن تعالى في بعض المواضع أن بعض الناس لا يجتنبون هذا النهي، وتوعدهم على ذلك كقوله تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَاكَانُواْ يَفْعَلُونَ }الأنعام : 159] "
وهكذا نجد الإمام الشنقيطى رحمه الله قد أحال آية الشورى إلى آيتين من سورة الأنعام تحديداً
كما أكّد هذه الإحالة إلى سورة الأنعام كذلك شيخنا الإمام محمد متولى الشعراوى رحمه الله حيث قال :
" إذن: قوله سبحانه : أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ.[الشورى: 13] أى لا تأخذوا أرباباً من دون الله، أو لا تتفرقوا في الدين شيعاً وأحزاباً، كمافي قوله تعالى:
إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ( الأنعام 159 )

ولا يزال للحديث بقية إن شاء الله
 
هناك مثالين لكن لا أدري إن كان لفظ الإحالة واضحا :
1) قوله تعالى في سورة الإسراء :
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ....." (الإسراء : 23-38 )
يحال على الوصايا العشر آخر الأنعام :
"قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ......"[الأنعام : 151-153]

2) قوله تعالى في الشورى :
"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ "[الشورى : 7]
يحال على قوله تعالى :
"وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ "[الأنعام : 92]
 
بارك الله فيك أخي الكريم , لكن لم يصح شيء من خبر في نزول السورة جملة واحدة . والله أعلم

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخى
قد ذكرتُ فى صدر الموضوع أكثر من رواية مثبتة لنزول سورة الأنعام جملة واحدة
وقد وجدت العلامة سيد قطب رحمه الله يعتد بتلك الروايات فى تفسيره " الظلال " ، بل لقد اتخذ منها دليلا قوياً على مكية السورة كلها دون استثناء لأى آية منها ( انظر مقدمة تفسيره لسورة الأنعام فى الظلال )
وفضلا عن ذلك فقد عثرت على بحث مخصص لهذه المسألة وحدها ، وقد انتهى فيه صاحبه – وهو أستاذ جامعى - إلى ترجيح صحة الروايات المثبتة لنزولها جملة واحدة على ما عداها من روايات ، واليك نبذة عن هذا البحث :

نزول سورة الأنعام جملة واحدة
أو نزولها على أسباب متفرقة
دراسة وتحليل
الباحث : الدكتور عطية صدقي الأطرش
جامعة الخليل
ملخص بالعربية
" هذا بحث نظري تطبيقي، يقوم على إزالة التعارض بين روايات أسباب نزول آيات سورة الأنعام التي تثبت نزول آياتها عقب أحداث متفرقة، وبين الروايات التي تثبت نزول السورة نفسها دفعة واحدة. وقد ارتأيت أن يكون هذا البحث في ثلاثة مباحث، جعلت الأول منها لبيان ضوابط سبب النزول التي اصطلح عليها أهل العلم من الناحية النظرية. وفي المبحث الثاني عرضت لدراسة الروايات المثبتة لنزول سورة الأنعام دفعة واحدة، وموقف المفسرين منها، وعلاقة ذلك بمفهوم سبب النزول.
وفي الجانب المقابل عرضت في المبحث الثالث لدراسة بعض روايات أسباب نزول آيات سورة الأنعام من حيث السند والمتن. وقد قمت بدراسة هذه الروايات برؤى جديدة، خرجت من خلالها بنتيجة مفادها: أن روايات نزول سورة الأنعام جملة واحدة أقوى وأثبت ، وأن ما ذكر الرواة لآياتها من أسباب نزول على أحداث متفرقة: بعضه لا يصح، وبعضه يعد شواهد حية من السيرة النبوية، يشكل رافدا حيويا هاما في تفسير آيات السورة من المأثور وان ثبتت صحته. فسورة الأنعام إذن: من السور المكية التي نزلت دفعة واحدة " انتهى الملخص
وكنتُ أود أن أطلع على هذا البحث كاملاً ، ولكنى لم أجده متوفراً على الشبكة
أما عن رأيى الشخصى فى المسألة فلا أقطع بشىء فيها ، بل أفوض العلم إلى الله ، كما فعلتَ أنت بأن ختمتَ مداخلتك بقولك : والله أعلم
 
النموذج الخامس

قال تعالى فى الآية 123من سورة النحل :
" ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ "
ويهدينا الإستقراء إلى أن هذه الآية تحيل إلى الآية 161 من سورة الأنعام ، والتى تقول :
" قُلْ إِنَّنِى هَدَانِى رَبِّىۤ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ "
وهذا ما أكده الإمام ابن كثير رحمه الله فى تفسيره لتلك الآية ، حيث قال :
" وقوله: { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا } أي: ومن كماله وعظمته وصحة توحيده وطريقه ، أنا أوحينا إليك ياخاتم الرسل وسيدالأنبياء: { أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } كقوله في الأنعام : قُلْ إِنَّنِى هَدَانِى رَبِّىۤ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ( الأنعام: 161)
وإلى نفس هذا القول ذهب الإمام الشنقيطى رحمه الله ، حيث قال :
" ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أوحى إلى نبيَّنا صلى الله عليه وسلم الأمر باتباع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين.
وبيّن هذا أيضاً في غير هذا الموضع كقوله ( فى سورة الأنعام ):
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ( الأنعام : 161)

النموذج السادس والأخير
سورة الأنعام تحيل إلى نفسها !!
لعل هذا هو أعجب نماذج الإحالات التى مررنا بها حتى الآن ، إذ فيه نجد آية من سورة الأنعام تحيل إلى آية أخرى منها ، وذلك بحسب ما انتهى إليه التحليل البارع للمفسر الإمام الفخر الرازى ، والذى وافقه عليه المفسر الإمام الشوكانى رحمهما الله ، وإليكم بيان المسألة :
قال عز وجل فى الآية 119 من سورة الأنعام :
" وما لكم ألا تأكلوا مما ذُكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه "
فهذه الآية كما سنرى تحيل إلى الآية 145 من السورة نفسها ، وهى قوله تعالى :
" قل لا أجد فى ما أُوحى إلىّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتةًً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أُهل لغير الله به "
قال الفخر الرازى رحمه الله عند تفسيره لتلك الآية :
(( المسألة الثانية: قوله: { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } أكثر المفسرين قالوا: المراد منه قوله تعالى في أول سورة المائدة: { حُرّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ } وفيه إشكال : وهو أن سورة الأنعام مكية وسورة المائدة مدنية، وهي آخر ما أنزل الله بالمدينة. وقوله ": وَقَدْ فَصَّلَ " يقتضي أن يكون ذلك المفصل مقدماً على هذا المجمل،والمدني متأخر عن المكي، والمتأخر يمتنع كونه متقدماً. بل الأولى أن يقال المراد قوله بعد هذه الآية : " قُل لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِىَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يطعمه )" الأنعام: 145) وهذه الآية وإن كانت مذكورة بعد هذه الآية بقليل إلا أن هذا القدر من التأخير لا يمنع أن يكون هو المراد والله أعلم ))

وإلى نفس هذا المعنى ذهب الإمام الشوكانى فى ( فتح القدير ) حيث قال :
{ قَدْ فَصَّل لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } أي بين لكم بياناً مفصلاً يدفع الشك، ويزيل الشبهة بقوله : { قُل لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِىَ إِلَي مُحَرَّمًا } الأنعام: 145 إلى آخر الآية )) .

ويمكن أن نلحظ هنا أمراً عجيباً ومُلفتاً للنظر جداً ، هو أن تلك الآية التى يُحال إليها تحوى هى الأخرى بدورها إحالة إلى كل ما سبقها من قرآن !! ، وذلك بقولها : " قل لا أجد فى ما أُوحى إلىّ " ، حيث الإشارة هنا متوجهة إلى كل ما سبق من الوحى قبل نزول تلك الآية ، وهذا من عجائب القرآن !!

تم بحمد الله

 
بورك فيكم لفتة رائعة
آية مفاتح الغيب قد يلحظ فيها هذا مع سورة لقمان
وسورة الأنعام أثناء حفظي لها لاحظت أنها تتشابه آياتها مع عدد من السور كسورة الكهف في أكثر من موضع والإسراء والزمر والبقرة
 
هناك مثالين لكن لا أدري إن كان لفظ الإحالة واضحا :
1) قوله تعالى في سورة الإسراء :
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ....." (الإسراء : 23-38 )
يحال على الوصايا العشر آخر الأنعام :
"قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ......"[الأنعام : 151-153]

2) قوله تعالى في الشورى :
"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ "[الشورى : 7]
يحال على قوله تعالى :
"وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ "[الأنعام : 92]
[FONT=&quot]أُخَيتى الفاضلة[/FONT]
[FONT=&quot]أشكر لكِ محاولتك ، ولكن الأمانة العلمية والدينية تقتضى منى أن أقول :[/FONT]
[FONT=&quot]إن المثالين اللذين ذكرتيهما ، ليس فى أىٍ منهما ما يفيد الإحالة إلى سورة الأنعام ، وقد يبدو المثال الأول قوياً وصالحاً ، وهذا صحيح فى ظاهره ، لكن المشهور أن سورة الإسراء قد نزلت قبل سورة الأنعام وليس العكس ، وبالتالى فلا يمكن أن تُحيل عليها لأن الإحالة - كما تعلمين – إنما تتوجه من اللاحق إلى السابق[/FONT]
[FONT=&quot]وإنكِ لمأجورة إن شاء الله على إجتهادك هذا ، جزاكِ الله خيراً[/FONT]
[FONT=&quot]كما أشكركِ على تفاعلك مع الموضوع [/FONT]
[FONT=&quot]هذا التفاعل الذى كنت أرجو أن يصدر عن أناس كُثر ، فى مقدمتهم السادة الأساتذة فى هذا الملتقى الزاخر بطلاب العلم الأفاضل ، لا سيما وأن هذا البحث وكما أشرت فى بدايته يُعدّ جديدا فى بابه ، إذ لم يطرقه أحد من قبل ، ولكن لنا الله ، وهو خير الشاهدين[/FONT]
 
لفتة جميلة وملحظ دقيق تشكر على الجهد ياموفق

[FONT=&quot]الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات[/FONT]
[FONT=&quot]شكر الله لكم أخى الدكتور الخضيرى[/FONT]
[FONT=&quot]وأسعدنى كثيراً مروركم العطر[/FONT]
[FONT=&quot]وكم كنتُ أنتظر دخول طلاب العلم الأفاضل من فريق الإشراف وغيرهم إلى هذا الموضوع ومشاركتهم فيه[/FONT]
[FONT=&quot]وكان يحزننى قلة تفاعل الأخوة الأعضاء معه ، وكنت أقول فى نفسى : ربما بدا الموضوع لهم صعباً ومستعصياً على الفهم ( كما حدث بالفعل لإحدى الأخوات المشاركات )[/FONT]
[FONT=&quot]ولكنك قد أثلجت صدرى وأقررت عينى بكلمتك الطيبة تلك ، أحسن الله إليكم وزادكم من فضله[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
بورك فيكم لفتة رائعة

[FONT=&quot]بارك الله فى أبى عاتكة وجزاه من كل خير[/FONT]
[FONT=&quot]وأقول لكم كما قلتُ لفضيلة أخى الكريم الدكتور الخضيرى :[/FONT]
أسعدنى كثيراً مروركم العطر
وكم كنتُ أنتظر دخول طلاب العلم من فريق الإشراف وغيرهم إلى هذا الموضوع ومشاركتهم فيه ، وكان يحزننى قلة التفاعل معه ، وكنت أقول فى نفسى : ربما بدا الموضوع صعباً ومستعصياً على الفهم ( كما حدث بالفعل لإحدى الأخوات المشاركات )
ولكنك قد أثلجت صدرى وأقررت عينى بكلمتك الطيبة تلك ، أحسن الله إليكم وزادكم من فضله
[FONT=&quot]
أما بخصوص قولكم :[/FONT]

وسورة الأنعام أثناء حفظي لها لاحظت أنها تتشابه آياتها مع عدد من السور كسورة الكهف في أكثر من موضع والإسراء والزمر والبقرة
[FONT=&quot]فأقول :[/FONT]
[FONT=&quot]ملاحظتك صائبة تماماً ، وفى محلها [/FONT]
[FONT=&quot]وقد لاحظتُ مثلكم التشابه الكبير بين سورتى الأنعام والزمر على وجه الخصوص[/FONT]
[FONT=&quot]بارك الله فيكم ، [/FONT][FONT=&quot]وشكراً لكل من شاركنا[/FONT]
 
النموذج السادس والأخير
. . . . . . . . . . . تم بحمد الله

قولى : " النموذج الأخير " لا يجب أن يُفهَم منه أن النماذج المذكورة تُمثّل كل مايمكن التوصل إليه ، أى حصراً ، فليس هذا ما أعنيه ، وإنما أعنى : أن هذا هو ما وفقنى إليه ربى من نماذج الإحالة إلى سورة الأنعام
صحيح أننى قد أفرغت وسعى فى البحث والتنقيب ، ولكن هذا لا يمنع أن يأتى غيرى فيعاود البحث ليكتشف نماذج أخرى غير التى ذكرتها ، ولذا وجب التنويه

وهنا أنصح من يحب استكمال هذا البحث بأن يستعين ببعض الكلمات الدالة التى قد تعينه على حصر دائرة البحث وتيسر له الأمر كثيراً بحيث تقوده فى النهاية إلى نص يفيد الإحالة

فمن تلك الكلمات الدالة أو المرشدة ما يلى :

1 – أوحينا ، 2 – قصصنا ، 3 – كتبنا ، 4 – نزّلنا ، أو أنزلنا

5 – سبق ، فى مثل قوله تعالى : " ولولا كتاب من الله سبق " وهو نص يفيد الإحالة فعلا ، ولكن ليس إلى سورة الأنعام

6 – ذُكِر ، فى مثل قوله تعالى : " فإذا أُنزلت سورة محكمة ، وذُكِر فيها القتال "

وهو بالمثل نص يفيد الإحالة
كذلك ، بل إن كلمة " سورة " بحد ذاتها تُمثل حقلاً خصباً للبحث عن إحالة
هذا ما يحضرنى ذكره الآن من الكلمات الدالة

وأرجو التوفيق لكل من أحب مواصلة البحث فى موضوع الإحالات القرآنية بوجه عام ، ولا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم

 
لم أطلع على هذا الموضوع إلا اليوم وأعجبني جدا جزيت خيراً، ولي وقفتان :
1/بالنسبة للنموذج السادس لعله يحتاج إلى مزيد تأمل لأن كون الإحالة على لاحق ولو كان قريبا كما نقلتم عن الرازي غير معهود خاصة أنه ليس قريبا قُرْباً شديداً، وفي الوقت نفسه قد تتعارض هذه الإحالة مع القول بنزول السورة دفعة واحدة.
2/ ما ذكرته الأخت من إحالة آية الإسراء قد لا يكفي لرده ما ذكروه من الإسراء سابقة للأنعام في النزول لأن هذه الأسبقية تحتاج إلى حجة قوية للتسليم بها ولا تكفي فيها رواية جابر بن زيد المشهورة، خاصة وأن هناك ما يشعر بتأخر سورة الإسراء لارتباط جزء منها بحادثة الإسراء، ولينظر كلام ابن عاشور في تأريخ سورة الإسراء فإنه مفيد.
 
بسم الله

لو تكرم الأخ الفاضل بالتعليق على المثال الثاني الذي ذكرته أكون شاكرة له ...........

.................................

وهذه فقط للتأمل والتدبر :

قوله تعالى في سورة النحل :
" ..... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) "
مع قوله تعالى في سورة الأنعام :
"أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الكِتَابَ مُفَصَّلاً .... " (114)
الفوائد :
في الأنعام :
- "أَنزَلَ " الإنزال جملة واحدة
- "مُفَصَّلاً " مجملة
وفي النحل :
-"وَنَزَّلْنَا " والتنزيل هو ما جاء مفرقا ومنجما
- "تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " تفصيل لـ "مُفَصَّلاً "
_______________________
قوله تعالى في سورة النحل :
" ....وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ "(114)
مع قوله تعالى في الانعام :
"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ " (20)
الفوائد :
في الأنعام : "َيعْرِفُونَهُ "
في النحل : "يَعْلَمُونَ أَنَّهُ "
المعرفة تكون عن سابق جهل ولذلك لا يوصف الله عز وجل بالعارف وليس العلم كذلك .

----------------------
قوله تعالى في سورة النحل :
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (115)"
مع قوله تعالى في سورة الأنعام :
"قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
الفوائد :
في الأنعام :"قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ.."
في النحل :"إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ .."
كأن الأولى سبقت الثانية .
في الأنعام : "َفإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
في النحل :"فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
والربوبية تسبق الألوهية فإن الله جل جلاله يربي عباده أولاً ثم يحاسبهم وهو أرحم الراحمين
قال الحق سبحانه :"وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "[التوبة : 115]
___________________
قوله تعالى في سورة الإسراء :
" وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا القُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (41)"
مع قوله تعالى في الانعام :
"وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)"
الفوائد :
في الأنعام : " نُصَرِّفُ"
في الإسراء :"صَرَّفْنَا "
في الأنعام :"يَعْلَمُونَ "
في الإسراء :"لِيَذَّكَّرُوا "
والتذكر يسبقه العلم


قوله تعالى في سورة النحل :
" وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ (116)"
سبق ذكر هذه الافتراءات في سورة الأنعام
 
لم أطلع على هذا الموضوع إلا اليوم وأعجبني جدا جزيت خيراً، ولي وقفتان :
1/بالنسبة للنموذج السادس لعله يحتاج إلى مزيد تأمل لأن كون الإحالة على لاحق ولو كان قريبا كما نقلتم عن الرازي غير معهود خاصة أنه ليس قريبا قُرْباً شديداً، وفي الوقت نفسه قد تتعارض هذه الإحالة مع القول بنزول السورة دفعة واحدة.
2/ ما ذكرته الأخت من إحالة آية الإسراء قد لا يكفي لرده ما ذكروه من الإسراء سابقة للأنعام في النزول لأن هذه الأسبقية تحتاج إلى حجة قوية للتسليم بها ولا تكفي فيها رواية جابر بن زيد المشهورة، خاصة وأن هناك ما يشعر بتأخر سورة الإسراء لارتباط جزء منها بحادثة الإسراء، ولينظر كلام ابن عاشور في تأريخ سورة الإسراء فإنه مفيد.

[FONT=&quot]أخى الكريم الدكتور نصيف[/FONT]
[FONT=&quot]جزاكم الله خيراً على كلمتك الطيبة[/FONT]
[FONT=&quot]ومن دواعى سرورى أن يحظى هذا الموضوع بإعجابكم[/FONT]
[FONT=&quot]أما بخصوص النقطة الأولى فربما يرى البعض فيها – وعلى العكس مما ترون – دليلا قوياً يؤيد ويدعم نزول السورة جملة واحدة ، على إعتبار أن نزولها بتلك الكيفية يستوى فيه السابق واللاحق ، أو لا يتميز فيه أحدهما عن الآخر من جهة الترتيب الزمنى تميزا حادا وفارقا ، وتلك وجهة نظر تبدو منطقية إلى حد كبير ، وربما أمكنك أن تقيس نموذج الإحالة المذكور على ضوء نموذج مماثل له فى سورة أخرى غير سورة الأنعام ، وإليك إياه :

[/FONT]
[FONT=&quot] إنّ الآية الأولى من سورة المائدة تضمنت إحالة إلى الآية الثالثة من نفس السورة !![/FONT]
[FONT=&quot]ففى الآية الأولى منها ورد قوله تعالى : [/FONT]
[FONT=&quot]" أُحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يُتلَى عليكم غير مُحِلِّى الصيد وأنتم حُرُمُ "[/FONT]

[FONT=&quot]فهاهنا تجد قوله تعالى : " إلا ما يُتلَى عليكم " فيه إحالة واضحة ، وتجد أن المفسرين – كما يقول الفخر الرازى رحمه الله - قد أجمعوا على أن المراد منه هو المذكور بعد هذه الآية ، وهو قوله تعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]" حُرِّمَت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهِلَّ لغير الله به والمُنخَنِقَةُ والمَوقُوذَةُ والمتَرَدِيَةُ والنَّطِيحَةُ وما أكل السَّبُعُ إلا ما ذَكَّيتُم وما ذُبِحَ على النُّصُبِ "[/FONT]
[FONT=&quot] أى أن فى السورة الواحدة يمكن حدوث الإحالة من السابق إلى اللاحق وعلى غير المعهود !![/FONT]

[FONT=&quot]أما عن النقطة الثانية فالأمر يسير جداً ، لأنه إذا ثبت أن آيات سورة الإسراء موضع الشاهد المذكور قد تلت فى النزول آيات الشاهد فى سورة الأنعام – كما ترجحون ذلك – فهذا سوف يضيف إلى علمنا نموذجاً جديدا من نماذج الإحالة إلى سورة الأنعام ، وهذا شىء يسعدنى شخصياً لأنه يُثرى بحثى ويضيف إليه ، ولكن أنى لنا إثبات ذلك ؟! هذا هو السؤال[/FONT]
[FONT=&quot]وأنا قد أجبت الأخت الفاضلة وفقاً للمشهور فى ترتيب النزول ، وليس وفقاً لإحتمالات تفتقر إلى إثباتات أوتستلزم إجراء بحوث أخرى

[/FONT]
[FONT=&quot]وقبل أن أختم حديثى أود أن أسجل سرورى البالغ بمناقشتكم لى فى تلك المسائل ، لأنى أجد فى هذا النقاش تعبيرا صادقا عن الإهتمام بهذا البحث والحفاوة به والتقدير له ، فكما يقول الدكتور محمود الطناحى رحمه الله : " إن من تحية أى بحث والإحتفال به : مناقشته ومفاتشته "[/FONT]
[FONT=&quot]فحياكم الله أخى الكريم ، وجزاكم خيرا على حرصكم واهتمامكم[/FONT]
 
بسم الله

لو تكرم الأخ الفاضل بالتعليق على المثال الثاني الذي ذكرته أكون شاكرة له ...........

.................................

[FONT=&quot]الأخت الفاضلة أمة الحق ، وفقها الله[/FONT]
[FONT=&quot]ما زلتُ لا أرى فى المثال الثانى ما يفيد الإحالة بطريق صريح وبوجه عام[/FONT]
[FONT=&quot]فإن كنتى أختاه ترين غير ذلك فأرجو منكِ أن تحددى لنا صريح العبارة الدالة على الإحالة[/FONT]
[FONT=&quot]أما بقية تأملاتك ففيها قدر جيد من التدبر الواعى الذى أُحييك عليه وأُثمّنه لكِ ، بارك الله فيكِ[/FONT]
[FONT=&quot]وأوافقك على أن بين سورتى الأنعام والنحل تشابه كبير وملحوظ فى المبانى والمعانى معاً[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا أمر يحتاج إلى دراسة دقيقة ومُفَصّلة ، ودُمتِى موفقة[/FONT]
 
جزاك الله خيرا أخي العليمي، وأود الوقوف مع أمرين:
1/التوجيه الذي وجهت به في إحالة السابق على اللاحق وأنه يؤيد مسألة النزول دفعة واحدة توجيه لطيف أفدته منك ولم أكن قد اطلعت ليه من قبل، لكن يبقى أن قوله تعالى: (ما يتلى عليكم ) قد عبر فيه بالفعل المضارع الذي يحتمل الدلالة على الاستقبال كما لا يخفى، وبالتالي يكون : (ما يتلى عليكم) بمثابة التهيئة والتشويق للحكم لا للإحالة.
2/ ربما خانتني العبارة ففُهم أنني رجحت نزول الإسراء بعد الأنعام -خلافا للمشهور- ، والحقيقة أنني أرى أن المسألة تحتاج إلى بحث وقبل ذلك البحث لا ينبغي -في اجتهادي - الاعتماد على مجرد الرواية المشهورة في ترتيب النزل بل ينبغي التوقف- ولذلك فأنا متوقف في تحديد الترتيب - والبحث عما يدل على ترتيب النزول دلالة قوية.
 
جزاك الله خيرا أخي العليمي، وأود الوقوف مع أمرين:
1/التوجيه الذي وجهت به في إحالة السابق على اللاحق وأنه يؤيد مسألة النزول دفعة واحدة توجيه لطيف أفدته منك ولم أكن قد اطلعت عليه من قبل
لكن يبقى أن قوله تعالى: (ما يتلى عليكم ) قد عبر فيه بالفعل المضارع الذي يحتمل الدلالة على الاستقبال كما لا يخفى، وبالتالي يكون : (ما يتلى عليكم) بمثابة التهيئة والتشويق للحكم لا للإحالة. .

[FONT=&quot]وإننى كذلك مثلكم ، لم أطلع على هذا التوجيه من قبل ، وإنما الله عز وجل هو الذى وجهنى إليه ، فله الحمد على هذا الفضل[/FONT]
[FONT=&quot]وقد سرنى أنك قد رأيته وجيهاً ، وأنه يدعم مسألة نزول السورة دفعة واحدة[/FONT]
[FONT=&quot]كما أوافقك على أن التعبير بالمضارع فى " يُتلى عليكم " يفيد الإستقبال وعلى أكثر ما بنيته على ذلك من أحكام
وقد تعجب أخى إذا أخبرتك بأنى كنتُ أتوقع منكم أن ترد بهذا الرد بكل ما فيه من تفاصيل !! و رب البيت العتيق إنى لصادق فى قولى هذا[/FONT]

[FONT=&quot]ولكن لماذا العجب وأنا أحاور أستاذاً قى البلاغة والأدب ![/FONT]
[FONT=&quot]والحمد لله على أن رزق هذا الفقير حساً أدبياً رفيعاً جعله يتوقع مسبقاً ما سوف تردون به[/FONT]
[FONT=&quot]اطمئن أخى ، لا يوجد بيننا كبير اختلاف ، ونقاط الإتفاق بيننا تكاد لا تترك مساحة تُذكر لنقاط الإختلاف
ولله الحمد أولاً وآخراً[/FONT]
 
أخي العليمي....يبدو أن بعض عباراتي ملبسة فقد قلتُ : " توجيه لطيف" ، ولم أقصد أبدا أنه وجيه معتمد يدعم النول دفعة واحدة ، وإنما قصدت أن فيه لطافة وأنه يستحق النظر والتأمل، والله أعلم.
 
أخي العليمي....يبدو أن بعض عباراتي ملبسة فقد قلتُ : " توجيه لطيف" ، ولم أقصد أبدا أنه وجيه معتمد يدعم النزول دفعة واحدة ، وإنما قصدت أن فيه لطافة وأنه يستحق النظر والتأمل، والله أعلم.

[FONT=&quot]لا ضير ، لم تبتعد كثيرا[/FONT]
[FONT=&quot]وأعتقد أن كونه " يستحق التأمل والنظر " ليس بعيدا عن كونه " وجيها "[/FONT]
[FONT=&quot]ثم دعك تماما من هذا النموذج المتنازع فيه ، وانظر معى إلى تلك الظاهرة فى مجملها[/FONT]
[FONT=&quot]لقد ثبت لى ( بعد دراسة قرآنية شاملة ) أن سورة الأنعام هى الأوفر حظاً من الإحالات القرآنية ، بحيث لا تنافسها فى هذا أى سورة أخرى ، فهى تحظى بنصيب الأسد من مجمل الإحالات القرآنية بوجه عام [/FONT]
[FONT=&quot]أفلا تستحق هذه الظاهرة أن نتأمل فيها بهدف التوصل إلى وجه الحكمة منها ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فلماذا سورة الأنعام بالذات ؟[/FONT]
[FONT=&quot]هل السبب فى ذلك يرجع إلى مزيد حرص على حفظها واستظهارها ، كونها قد نزلت جملة واحدة ( على فرض صحة هذا ) برغم طولها الملحوظ ، مما يجعلها عُرضة للنسيان أكثر من سواها ، فاستلزم الأمر دوام التذكير بها ؟[/FONT]
[FONT=&quot]أم لأنها من السور المكية التى يندر أن تأتى إحداها بهذا الطول ، مما جعل سورة الأنعام بمثابة المصدر لعدد كبير جداً من السور ، حيث أغلبية سور القرآن مكية النزول ؟[/FONT]
[FONT=&quot]( ملحوظة هامشية : سورة الأنعام لا تنافسها فى الطول من السور المكية سوى سورة الأعراف ، ولكن سورة الأعراف قد استغرقها القصص القرآنى وغلب عليها ، على العكس من سورة الأنعام التى اعتنت بقضايا عديدة تمس العقيدة والوحدانية والوحى والرسالة والتشريع . . . . . إلى آخره )[/FONT]
[FONT=&quot]أو بعبارة أخرى : هل السبب يرجع إلى أن موضوعاتها تشيع فى العديد من السور ، مع أسبقيتها عليهن فى النزول ؟[/FONT]
[FONT=&quot]أم لسبب آخر لم نقف عليه بعد ؟[/FONT]
[FONT=&quot]أعتقد أن هذا هو ما يجب أن نبحث فيه الآن ، بدلا من التوقف فى مسألة فرعية تشغلنا عن أهم ما فى هذا الموضوع ، والذى جاء عنوانه مُذيّلا بعبارة " دعوة للتدبر "[/FONT]
[FONT=&quot]ولكم تحياتى [/FONT]
 
س: هل يمكن أن يكون من نتائج بحثك اللطيف التحديد التقريبي لوقت نزول سورة الأنعام؟
س: هل قرأت كلام سعيد حوى في تفسيره عن محور سورة الأنعام ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا..)الآيتين؟فلعله يثري بحثك.
 
س: هل يمكن أن يكون من نتائج بحثك اللطيف التحديد التقريبي لوقت نزول سورة الأنعام؟
س: هل قرأت كلام سعيد حوى في تفسيره عن محور سورة الأنعام ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا..)الآيتين؟
فلعله يثري بحثك.

ج 1: لقد فكرتُ فى هذا بالفعل ، ولكن كيف السبيل إلى تحديد ذلك على نحو قاطع ؟! هذا ما لا أملك الجواب عنه فى الوقت الحالى
ج 2
: بالرغم من أن مكتبتى الخاصة تحوى الكثير من كتب التفسير قديما وحديثا ، لكن ليس من بينها تفسير سعيد حوى رحمه الله
فإن أمكنك أخى أن تنقل لى وللأخوة المتابعين تفسير الآيتين منه ، مع التعليق عليه شارحاً لنا وجهة نظرك نكن لك من الشاكرين

وبمقدورك أخى أن تُرجىء هذا إلى أن يتيسر لك فضل وقت ، فما أريد أن أشق عليك

وستجدنى إن شاء الله من الصابرين

مع أطيب التحيات
 
أما كلام الشيخ فطويل متفرق في نصف مجلد، وأنصح بقراءته بشدة، وتلخيصه فيما يبدو لي يضيع كثيراً من فوائده...وإن جدَّ لي جديد وضعته هنا بإذن الله...وجزاك الله خيراً.
 
...وإن جدَّ لي جديد وضعته هنا بإذن الله...وجزاك الله خيراً.

هذا هو المأمول منكم ، بارك الله فيكم
والدعوة موجهة لجميع المتدبرين ، عسى الله أن يفتح على أحدهم بشىء ذى بال يفسر لنا سر استئثار سورة الأنعام وحدها بما يناهز النصف من جملة الإحالات القرآنية جميعا ( أى أن ما يَقرُب من نصف الإحالات فى القرآن كله قد ذهبت إليها )

وأنا أعلم أن من بين أعضاء هذا الملتقى الكريم من له عناية خاصة بسورة الأنعام تحديداً ، بل إن منهم من وضع رسالة أكاديمية ( ماجستير ودكتوراه ) فى مقاصد سورة الأنعام أو فى أحد موضوعاتها

وفق الله الجميع لما فيه الخير ، والسلام عليكم ورحمة الله
 

بلاغ وتحذير

أرجو ممن أعجبه هذا الموضوع فأراد أن ينشره فى ملتقى آخر أن يتقى الله تعالى ويراعى الأمانة العلمية والدينية ، وذلك بأن يذكر أن هذا الموضوع قد نقله من هنا ( ملتقى أهل التفسير ) وألا يضع عليه اسمه وكأنه هو كاتبه فيتلقى عليه التهانى وكلمات الإطراء والثناء والمديح فيقوم بالرد عليها وكأنما هو صاحب الموضوع الحقيقى !!
إى وربى ، إن هذا ما رأيته بأم عينى فى بعض الملتقيات الإسلامية !!!!
رأيت موضوعى هذا منشوراً فيها ومنسوباً لغيرى ، ورأيت هذا الغير يتلقى الشكر والدعاء له وعبارات الإعجاب الشديد من زملائه الأعضاء فيرد عليها شاكرا لهم مرورهم بالموضوع وكأنه يؤكد لهم أنه هو نفسه كاتب الموضوع !!!
فأين ذهبت حُمرة الخجل ؟!
أين الأمانة العلمية ، بل الدينية ؟!
أين الخوف من الله الرقيب الشهيد ؟!
وهؤلاء الذين يحبون أن يُحمَدُوا بما لم يفعلوا ، ألا يظن اولئك أن فعلتهم هذه من الممكن أن تنكشف فيفتضح أمرهم ؟!

إننى لا أمانع مطلقاً فى نشر موضوعى هذا فى أى ملتقى آخر ، بل على العكس تماماً أسعد بهذا وأُسر به جدا ، فما كتبتُ إلا ليعرف الناس ما كتبته ، ولكن أن يتحول الأمر إلى سطو فكرى علنى وإلى سرقة علمية فاضحة على هذا النحو الجرىء فلا أعتقد أن هذا الأمر يقره أحد أو يرضى به أى إنسان حى الضمير
أليس كذلك يا قومنا ؟
قال تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " وهذا هو مطلبى الوحيد
إنها الأمانة العلمية ليس إلا
والسلام عليكم ورحمة الله
 


جزاك الله خيراً اخي الكريم العليمي المصري
موضوع مهم للتدبر في كتاب الله
نفع الله بجهودك​
 
عثرت على بحث مخصص لهذه المسألة وحدها ، وقد انتهى فيه صاحبه – وهو أستاذ جامعى - إلى ترجيح صحة الروايات المثبتة لنزولها جملة واحدة على ما عداها من روايات ، واليك نبذة عن هذا البحث . . . .
وكنتُ أود أن أطلع على هذا البحث كاملاً ، ولكنى لم أجده متوفراً على الشبكة

[FONT=&quot]عثرتُ بحمد الله على رابط هذا البحث كاملا ، وقد طالعته فوجدته بحثاً نفيساً جداً[/FONT]
[FONT=&quot]جزى الله كاتبه الدكتور عطية الأطرش خير الجزاء[/FONT]
[FONT=&quot]وأرجو أن ينتفع به الأخوة والأخوات ، وها هو رابط تحميل البحث :[/FONT]

[FONT=&quot]http://www.hebron.edu/index.php/ar/component/docman/doc_download/12-humantic-85-119.html[/FONT]
 
كتاب الله تعالى يفسر بعضه بعضا

كتاب الله تعالى يفسر بعضه بعضا

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وكافة المرسلين وعباده الصالحين​

تحية طيبة مباركة الى أخي الكريم العليمي المصري واسمح لي
على هذه المشاركة والمداخلة المتواضعة في سياق ما ذكرتم باجتهادكم الموفق
فليس بعد بيان الله بيان كما تعلمون أخي الكريم ونور كتاب الله متغلغل
في قلوب الصديقين الأطهار فهو سراج تستضيء به القلوب
وبحر العلوم وجوهر الكلم وخطابه تعالى متوجه الى قواهم
العقلية النفسية والروحية من ذكاءهم وخيالهم وحافظتهم
وحسهم وذوقهم ليسمو بفكرهم ويوقظ هممهم وغاية غاياته
تقوى الله وهو ذكرهم المحفوظ النافذ لتقوى نفوسهم واستقامتها على ما
صلح به أمر الله ، ولا يخفى عليك أخي الكريم أن كتاب الله
تعالى يفسر بعضه بعضا ، وليس تفسيره بعضه لبعض مقتصر على
سورة دون غيرها فالكتاب علمه غزير وغاياته وأغراضه أكبر ولا يخضع
لاستقراءات محدودة رغم ما ورد في شأنها من روايات
كما لا يخضع لأساليب القياسات العلمية المستحدثة
والتحاليل اللغوية والمختبرات البيانية
لأن ما يشمله يضاهي ذلك ويفوقها دون حصر أو تقييد .​
 
التعديل الأخير:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وكافة المرسلين وعباده الصالحين​

تحية طيبة مباركة الى أخي الكريم العليمي المصري
. . . . ولا يخفى عليك أخي الكريم أن كتاب الله
تعالى يفسر بعضه بعضا ، وليس تفسيره بعضه لبعض مقتصر على
سورة دون غيرها فالكتاب علمه غزير وغاياته وأغراضه أكبر ولا يخضع
لاستقراءات محدودة رغم ما ورد في شأنها من روايات
كما لا يخضع لأساليب القياسات العلمية المستحدثة
والتحاليل اللغوية والمختبرات البيانية
لأن ما يشمله يضاهي ذلك ويفوقها دون حصر أو تقييد .​
وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى إخوانه المرسلين وعباده الصالحين
حياكم الله وبياكم أخانا عمر
وبعد ، اسمح لى أن ألفت نظركم الكريم إلى أن ما عرضتُ له فى هذا الموضوع ليس تفسيراً كما ظننت أخى
ويبدو أنك كنت فى عجلة من أمرك فلم تفهم مغزى الموضوع حق الفهم
وهذا ما وقع فيه البعض من قبل ، ورددت عليه فى نفس الموضوع
أنظر أخى - تكرُماً لا أمراً - ردى على الأخت الفاضلة " أمة الحق " فى المشاركة الثالثة
ثم أنظر بماذا أجابت هى - مشكورة - فى المشاركة السادسة
لعل الأمور تتضح لك بعد ذاك
وليتنا نتريث فى القراءة ولا نتعجل الحكم قبل الإلمام بأطراف الموضوع
عفا الله عنا وعنكم
 
س: هل قرأت كلام سعيد حوى في تفسيره عن محور سورة الأنعام ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا..)الآيتين؟فلعله يثري بحثك.
عثرت على رابط لتفسير سعيد حوى ، وطالعت الجزء المحدد ، ولكنى لم أجد فيه ما يُعِين على فهم سبب الإحالات القرآنية الكثيرة إلى سورة الأنعام ، بل وجدته يبالغ كثيرا فى ربط السورة كلها – وعلى طولها البالغ – بآيتين اثنتين فقط من سورة البقرة ، معتبراً أن السورة بأكملها بمثابة امتداد وتفصيل لهما ، وهو الأمر الذى أراه لا يخلو من غلو وتكلف
 
ما لاحظته في سورة الأنعام تجده لو دققت في كثير من سور القرآن الكريم.
ولو أخذت أي سورة من القرآن، ودرست المناسبات بينها وبين سور القرآن الأخرى لرأيت العجب العجاب، وقد لاحظت ذلك بنفسي، ولي دراسات واسعة في هذا الجانب، ومنها دراسات خاصة على سورة الأنعام تحديدا، فعندي مثلا:
تفسير سورة الأنعام (مطبوع)
والتناسب في سورة الأنعام (رسالة دكتوراة).
وتفسير آيات الوصايا العشر (بحث مطول).
ودراسات أخرى متنوعة حول آيات كثيرة في الإعجاز العلمي والبلاغي.
وآيات زل كثير من الناس في تفسيرها.
 
ما لاحظته في سورة الأنعام تجده لو دققت في كثير من سور القرآن الكريم.
ولو أخذت أي سورة من القرآن، ودرست المناسبات بينها وبين سور القرآن الأخرى لرأيت العجب العجاب
يبدو أنك أخى الكريم لم تقف على فكرة هذا الموضوع ومغزاه الحقيقى فالتبس عليكم الأمر . وهذا هو عين ما وقع فيه بعض من مروا بهذا الموضوع من قبل ، وقد قمتُ بالرد عليهم ، فمن ذلك مثلاً ردى على الأخت الفاضلة " أمة الحق " فى المشاركة الثالثة ، فأرجو أن تطالعها ، ثم أن تطالع ردها الكريم على تصويبى لها فى المشاركة السادسة ، وبمطالعة هاتين المشاركتين سوف تتضح حقيقة المسألة
والسلام عليكم ورحمة الله
 
ولي دراسات واسعة في هذا الجانب، ومنها دراسات خاصة على سورة الأنعام تحديدا، فعندي مثلا:
تفسير سورة الأنعام (مطبوع)
والتناسب في سورة الأنعام (رسالة دكتوراة).
وتفسير آيات الوصايا العشر (بحث مطول)..
بما أن سورة الأنعام كانت موضوع أطروحتكم للدكتوراه ، فلا شك أننا سوف نفيد منكم فى هذا الصدد ، ونتطلع لمعرفة رأيكم حول التحديد التقريبى لوقت نزول هذه السورة الكريمة ، وكذلك فى شأن نزولها جملةً واحدة ، وأسعد الله أوقاتكم
 
قرات موضوعكم اخي استاذ عليمي وهو موضوع رائع بارك الله فيك
وبارك فيك أخى أحمد ، وقد سرّنى أنك أصبحت تهتم بموضوعات أخرى غير الإعجاز العددى ، وكنت أظنه يستأثر باهتمامك الأوحد
وأحب أن أنوه بأن هذا الموضوع له تكملة ، وهى تتعلق بإحالات سورة الجن بوجه خاص إلى سورة الأنعام ، بوصف الأخيرة تُمَثّل " القرآن العجب " الذى سمعه نفر الجن وتأثروا به
وقد أفردت هذه التكملة فى موضوع مستقل لأسباب شرحتها هناك
وهذا هو رابط ذلك الموضوع لمن أراد المزيد من الإحالات إلى سورة الأنعام :

 
النموذج السابع

بعد أن ظننتُ أنى قد استوفيت البحث عن كل الإحالات القرآنية إلى سورة الأنعام عثرتُ بالأمس فقط على إحالة جديدة إليها
حيث وجدتُ أن الآية 12 من سورة الزمر تحيل إلى الآيتين 14 و 163 من سورة الأنعام ، وإليكم البيان بالتفصيل :
تقول الآية الثانية عشر من سورة الزمر فى سياقها الكامل :
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)
وهنا نجد النص على الإحالة متمثلاً فى الفعل " أُمِرْتُ " المبنى للمجهول
أما فحوى هذا الأمر فيتمثل فى قوله تعالى : " لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ "
أى أن الله عز وجل قد أمر النبى صلى الله عليه وسلم بأن يكون أول المسلمين ، أو أن يكون أول من أسلم ، فالمعنى واحد
فأين نجد فحوى هذا الأمر فى القرآن الكريم ؟
بالبحث عن تعبير " أول المسلمين " أو " أول من أسلم " فى القرآن كله ، لا نجد لهما ذكراً إلا فى سورة الأنعام فقط ، حيث ورد فيها هذا المعنى مرتين لا مرة واحدة :
الأولى : فى قوله تعالى : " قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " – الآية 14
أما الثانية فكانت فى قوله تعالى فى خاتمة السورة :
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)
وبذلك يكون عدد نماذج الإحالات القرآنية إلى سورة الأنعام التى تم اكتشافها حتى الآن قد بلغ سبعة نماذج ، هذا عدا الإحالات التى ذكرتها فى موضوعى عن " القرآن العجب " الذى أومأت إليه سورة الجن ، وهو الموضوع الذى أشرتُ إليه فى مشاركتى السابقة
والحمد لله على ما تفضل وجاد
 
كل عام وانت بخير استاذ عليمي وبارك الله مجهودك حيث كنت اظن ان الاحالات الي سورة الانعام تتوقف عند 6 نماذج فقط حتي وجدت هذا النموذج الجديد الرائع وفقك الله دائما
 
النموذج الخامس

قال تعالى فى الآية 123من سورة النحل :
" ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ "
ويهدينا الإستقراء إلى أن هذه الآية تحيل إلى الآية 161 من سورة الأنعام ، والتى تقول :
" قُلْ إِنَّنِى هَدَانِى رَبِّىۤ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ "
وهذا ما أكده الإمام ابن كثير رحمه الله فى تفسيره لتلك الآية ، حيث قال :
" وقوله: { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا } أي: ومن كماله وعظمته وصحة توحيده وطريقه ، أنا أوحينا إليك ياخاتم الرسل وسيدالأنبياء: { أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } كقوله في الأنعام : قُلْ إِنَّنِى هَدَانِى رَبِّىۤ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ( الأنعام: 161)
وإلى نفس هذا القول ذهب الإمام الشنقيطى رحمه الله ، حيث قال :
" ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أوحى إلى نبيَّنا صلى الله عليه وسلم الأمر باتباع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين.
وبيّن هذا أيضاً في غير هذا الموضع كقوله ( فى سورة الأنعام ):
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ( الأنعام : 161)

النموذج السادس والأخير
سورة الأنعام تحيل إلى نفسها !!
لعل هذا هو أعجب نماذج الإحالات التى مررنا بها حتى الآن ، إذ فيه نجد آية من سورة الأنعام تحيل إلى آية أخرى منها ، وذلك بحسب ما انتهى إليه التحليل البارع للمفسر الإمام الفخر الرازى ، والذى وافقه عليه المفسر الإمام الشوكانى رحمهما الله ، وإليكم بيان المسألة :
قال عز وجل فى الآية 119 من سورة الأنعام :
" وما لكم ألا تأكلوا مما ذُكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه "
فهذه الآية كما سنرى تحيل إلى الآية 145 من السورة نفسها ، وهى قوله تعالى :
" قل لا أجد فى ما أُوحى إلىّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتةًً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أُهل لغير الله به "
قال الفخر الرازى رحمه الله عند تفسيره لتلك الآية :
(( المسألة الثانية: قوله: { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } أكثر المفسرين قالوا: المراد منه قوله تعالى في أول سورة المائدة: { حُرّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ } وفيه إشكال : وهو أن سورة الأنعام مكية وسورة المائدة مدنية، وهي آخر ما أنزل الله بالمدينة. وقوله ": وَقَدْ فَصَّلَ " يقتضي أن يكون ذلك المفصل مقدماً على هذا المجمل،والمدني متأخر عن المكي، والمتأخر يمتنع كونه متقدماً. بل الأولى أن يقال المراد قوله بعد هذه الآية : " قُل لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِىَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يطعمه )" الأنعام: 145) وهذه الآية وإن كانت مذكورة بعد هذه الآية بقليل إلا أن هذا القدر من التأخير لا يمنع أن يكون هو المراد والله أعلم ))

وإلى نفس هذا المعنى ذهب الإمام الشوكانى فى ( فتح القدير ) حيث قال :
{ قَدْ فَصَّل لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } أي بين لكم بياناً مفصلاً يدفع الشك، ويزيل الشبهة بقوله : { قُل لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِىَ إِلَي مُحَرَّمًا } الأنعام: 145 إلى آخر الآية )) .

ويمكن أن نلحظ هنا أمراً عجيباً ومُلفتاً للنظر جداً ، هو أن تلك الآية التى يُحال إليها تحوى هى الأخرى بدورها إحالة إلى كل ما سبقها من قرآن !! ، وذلك بقولها : " قل لا أجد فى ما أُوحى إلىّ " ، حيث الإشارة هنا متوجهة إلى كل ما سبق من الوحى قبل نزول تلك الآية ، وهذا من عجائب القرآن !!

تم بحمد الله

 
كل عام وانت بخير استاذ عليمي وبارك الله مجهودك حيث كنت اظن ان الاحالات الي سورة الانعام تتوقف عند 6 نماذج فقط حتي وجدت هذا النموذج الجديد الرائع وفقك الله دائما
وأنت بخير أخى الكريم
وقد ظننتُ كما ظننتَ أنت ، ولكن عطاء القرآن لا يتوقف ، وقد كان وسيظل كريماً
 
ما شاء الله


زادك الله علما ونفك بك

ومن النافع لو يتناول طالب دكتوراه أو ماجستير الإحالات القرآنية
 
ما شاء الله
زادك الله علما ونفع بك
ومن النافع لو يتناول طالب دكتوراه أو ماجستير الإحالات القرآنية
شكر الله لك أخى عمر
أما بخصوص اقتراحك فلا أظن هذا الموضوع يصلح لتناوله فى رسالة أكاديمية مستقلة تقتصر عليه وحده ، وهذا لأن المادة العلمية المتاحة له تعتبر محدودة جدأ ونادرة ، والله أعلم
 
لي دراسات واسعة في هذا الجانب، ومنها دراسات خاصة على سورة الأنعام تحديدا، فعندي مثلا:
تفسير سورة الأنعام (مطبوع)
والتناسب في سورة الأنعام (رسالة دكتوراة).
وتفسير آيات الوصايا العشر (بحث مطول).

بما أن سورة الأنعام كانت موضوع أطروحتكم للدكتوراه ، فلا شك أننا سوف نفيد منكم فى هذا الصدد ، ونتطلع لمعرفة رأيكم حول التحديد التقريبى لوقت نزول هذه السورة الكريمة ، وكذلك فى شأن نزولها جملةً واحدة ، وأسعد الله أوقاتكم
طال غيابكم فضيلة الدكتور
نرجو أن يكون المانع خيرأ إن شاء الله ، ونتطلع إلى معرفة رأيكم فى المسائل المذكورة بالاقتباس الثانى ، حفظكم الله
 
إلى كم تبهرنا بأبحاثك يا أستاذنا ؟؟؟
العجيب أنى رأيت من بعض الإخوة الاعتراض لمجرد الاعتراض
أو لأنه لا يطيق أن يرى شيئا جديدا غير ما قاله المفسرون
أو لأن الفتح لم يأتى من طريقه
ثم تجد البعض ينقل الكلام وينسبه إلى نفسه وهذا أبشع ما فى الموضوع
الله المستعان يا أستاذنا
وامض ولا تلتفت
فأنا أقولها صراحة ..
أبحاثك فوق الرائعة ومفيدة
واسأل الله أن ينفعنا بعلمك اللهم ءامين
 
السلام عليكم .
سورة الأنعام موضوعها الرد على شبه المشركين لذا ذكر فيها قصة إبراهيم عليه السلام و كيف احتج على قومه و عندما وجدت أن هذا هو مقصد السورة تراءى لي أن أقوم ببحث يدور حول استخراج الشبه و الرد عليها من خلال السورة و قد وجدت في كتاب مسائل الجاهلية ورود مواضع كثيرة لسورة الأنعام فيه .سؤالي هل ما وقفت عليه صحيح و هل فكرة هذا البحث صائبة ؟ و هل لأحد فيه سبق لأستفيد منه ؟
 
عودة
أعلى