بغض النظر عن مذهبه، ولكن قوله:
يلاحظ أنه لم ينفِ ذات الغنة التي في الميم كغنة النون، وإنما نفى انفراد الخيشوم بها، مع إبطال عمل الشفتين، فيفهم من كلامه - والله أعلم - أنه لا يعترض على الإتيان بالغنة في الميم كغنة النون المخفاة، وإنما على إبطال عمل الشفتين؛ إذ إنه لا يمكن أن يتأتَّى النطق بغنة مع الميم مع إبطال عمل الشفتين معها، والله أعلم.
السلام عليكم
كلام شيخنا محمد الحسن بوصو صحيح ، وهذا على فرض أنه يريد الإخفاء .
وأريدك يا شيخ سمير أن تطمئن فالمسألة تحت الحصار الكامل وقتلت بحثا .
هل تعلم يا شيخنا أن قول القيجاطي الذي نقله عنه المنتوري هو السبب في كتابة هذا السؤال "هل أخذ الداني بالإظهار في الميم الساكنة مع الباء ؟" .
وهذا القول هو من جعلني أبحث في كلام الداني حتى توصلت بأنه يقصد بالإخفاء في حكم الميم الإظهار كما ستجده في مشاركة الشيخ عمرو الديب في هذا المبحث .
تأمل معي هذا النص :
قال المنتوري رحمه الله في شرحه على الدرر 2/ 859:
وقال شيخنا ـرحمه الله ـ في بيان الميم السّاكنة: «وأمّا الميم فحرف شديد، تجري معه غنّة من الخيشوم، فإذا نُطق به ساكنا، فهو مظهر أبدا، لا يجوز إخفاؤه، ولا إدغامه إلا في مثله،
فهكذا ينطق به أبدا منفردا، ومع الفاء والباء وسائر الحروف»، قال: «ومن عبّر من الأئمة بأنه يخفى مع الباء، فلم يرد بذلك حقيقة الإخفاء، وإنما أراد أن يحذّر القارئ من الإسراف والتّعسّف حتى يمنعه من جريان الصّوت ـ الّذي هو الغنّة ـ ويخرجه إلى حيّز الحركة»، قال: «وإتقان النّطق به، إنّما يؤخذ مشافهة من أفواه المتقنين». قال: «وقول الشّاطبيّ:
[TABLE="class: cms_table, align: center"]
[TR]
[TD]وغنة تنوين ونون وميم إن
[/TD]
[TD][/TD]
[TD]سكن ولا إظهار في الأنف يجتلى
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
يوهم أن في الميم غنّة كغنّة النون، ينفرد بها الخيشوم في بعض المواضع، مع إبطال عمل الشّفتين، فتصير حرفا خفيا، كما ينفرد بغنّة النون، مع إبطال عمل اللّسان، وذلك غير جائز». قلت: يريد شيخنا ـ رحمه الله ـ بقوله: «وذلك غير جائز، أنّه لا يتأتى النّطق به»
فقوله(
فهكذا ينطق به أبدا منفردا، ومع الفاء والباء وسائر الحروف) هل الميم تخفى مع الفاء وسائر الحروف ؟ بالطبع لا ؛ بل وأكد لك بقوله "«ومن عبّر من الأئمة بأنه يخفى مع الباء، فلم يرد بذلك حقيقة الإخفاء) حقيقة الإخفاء يا شيخ سمير ما قاله الداني (ما تبقى معه غنة ) قاله في النون مع أحرف الإخفاء .
أما الميم قال فيه "وقال سيبويه:"المخفى بوزن المظهر"). فهل قال سيبويه باإخفاء ، فسيبويه لم يذكر في الميم إلا الإدغام في مثلها والإظهار في بقية الأحرف .وأكد ابن الباذش هذا الكلام فقال (وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون ولا ينبغي أن تحمل الميم على النون في هذا ) .
وقول المنتوري(قلت: يريد شيخنا ـ رحمه الله ـ بقوله: «وذلك غير جائز، أنّه لا يتأتى النّطق به»
فالمغاربة عندهم إجماع في إظهار الميم مع الباء في ذلك الزمان ، وذكر ابن الباذش القول نفسه بعبارته(المعول عليه إظهار الميم عند الفاء والواو والباء ،
ولا يتجه إخفاؤهن عندهن إلا بأن يزال مخرجها من الشفة ، ويبقي مخرجها من الخيشوم كما يفعل ذلك في النون لمخفاة )فهي لا تأتى الغنة وحقيقة الإخفاء للإجماع الذي ذكروه (وقال] أحمد ابن يعقوب التائب : أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن. وبه قال مكي ) ....ويكفي هذا المقدار من كتابي "نهاية الأقاويل يف صحة الفرجة مع الدليل ) .
أما شيخنا الأهدل ..يبدو أنك تسرعت جدا كيف يقول القيجاطي (وأمّا الميم...لا يجوز إخفاؤه، ولا إدغامه إلا في مثله،
فهكذا ينطق به أبدا منفردا، ومع الفاء والباء وسائر الحروف ) ثم تقول (
أنه لا يعترض على الإتيان بالغنة في الميم كغنة النون المخفاة، وإنما على إبطال عمل الشفتين) (خذ عقلي ومشيني مجنون ..بسمة) .
شيخنا الأهدل لقد قلت لك سابقا إذا نطقت بالميم مع الباء مظهرة ستجد انطباقة واحدة للشفتين ولا تنفكان إلا عند نطقك لحركة الباء وهذا سبب تعبيرهم بالإدغام تجاوزا وتقريبا فهي كأنها مدغمة ، أما إخفاؤك وإخفاء شيعتك فالميم تنفرد وتغني بمفردها زمن حركتين ثم تنتقل للباء ، ثم تزعم أنه الإخفاء ؟
خذ هذا النص قبل الإفطار وتدبره جيدا جدّا ، وهو من حبيب لك يقول بالإطباق مثلك ـ وهو في فسحة في مكتبات العالم الآن ـ ولكنه أنصف حيث قال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مشايخي الكرام أود أن انقل نصا في ظني أنه يؤيد ما ذكره فضيلة الشيخ: عبد الحكيم عبد الرزاق في أن الخلاف لفظي بين من يقول بالإخفاء والإظهار للميم الساكنة عند الباء, قال الإمام أبو عمرو الداني في شرحه على الخاقانية 2/ 299: (وقال أبو العباس محمد بن يونس المقرئ النحوي-332هـ-:"بيان الميم الساكنة عند الباء قد يشكل على بعض السامعين؛ فيتوهم أنها مدغمة, ولو أدغمت لشدد الذي اندغمت فيه؛ ولكن الميم والباء متواخيان, واللفظ بهما بضم الشفتين, فإذا توالتا وكانت الأولى منهما ساكنة لم يفتح القارئ شفتيه حتى يتبعهما الأخرى إذا وصل القراءة؛ فتكون الشفتان على حال انضمامهما؛ فيتوهم من ذلك من لا يعرفه أنه أدغم وهو قد أظهر بحسب ما يجوز؛ حيث ترك تشديد الثاني من الحرفين, ووفى الأول تمام اللفظ به,
ومن أهل اللغة من يسمى هذا: الإخفاء, وقال سيبويه:"المخفى بوزن الظهر").
ثم قال أبو عمرو الداني بعد هذا النص: (وهذا شرح حسن وتلخيص واضح).
ودمتم بصحة وعافية ، وسامحني على القص واللصق .
والسلام عليكم