سؤال : هل أخذ الداني بالإظهار في الميم الساكنة مع الباء ؟

أصل الغنة معروف عند المتقدمين ، قال ابن الجزري _ وهو يتحدث عن الإظهار _ : " وقد ذكر بعض القراء في كتبهم أن الغنة باقية فيهما ، وذكر شيخ الداني فارس بن أحمد في مصنف له : أن الغنة ساقطة منهما إذا إظهرا " التمهيد 108.
قال علي القاري رحمه الله تعليقا على ذلك : " يمكن أن يكون النزاع لفظيا ؛ لأن من قال ببقائها أراد في الجملة ؛ لعدم انفكاك أصل الغنة ، ومن قال بسقوطها أراد عدم ظهورها " المنح 170
 
قول الداني : "مبينة للغنة التي فيها.".
قد فسّرتم بأنّ الغنّة هي الغنّة الغير المشبعة عند الإظهار أي أصل الغنّة. واصطلاح "أصل الغنّة" غير معروف عند المتقدّمين. فإذا أطلقت الغنّة عند المتقدّمين يراد بها الغنّة المشبعة وليس أصل الغنّة. لأنّه لو أراد أصل الغنّة لصرّح به ولاكتفى بذكر الإظهار والتبيين من غير الإشارة إلى الغنّة ، لأنّ الغنّة صفة لازمة لا تنفكّ عن النون وبالتالي ليس لازماً أن يذكر الغنّة مع الإظهار.
أقصد بأن كلام الداني معناه أن الميم مبيَّنة، لأجل أنها حرف غنة، أو لأجل الغنة التي فيها، فالمهم أن إشباع الغنة لا يُفهَم من كلام الداني هنا، مع أن اصطلاح "إشباع الغنة" لم أجده أيضاً فيما اطلعت عليه من كتب المتقدمين.
وما قولكم إذاً في قول القرطبي:
"الميم إذا سكنت عند الفاء والواو في مثل قوله تعالى: (يمدهم في) ... (هم وقود) فأظهر غنتها..."، هل المراد هنا الغنة المشبعة؟
وفي (الرعاية، 268) لمكي القيسي:​
"وإذا قلت: (منه)، و(عنه)، فمخرج هذه النون من طرف اللسان، ومعها غنة تخرج من الخياشيم؛ لأنها غير مخفاة والغنة ظاهرة".
فهل يراد بالغنة هنا أيضاً الغنة المشبعة؟



فالسبب الذي حمله أن يذكر الغنّة هو أنّها مشبعة. فأراد أن يقول : إنّ أهل الأداء قد اختلفوا في العبارة. فمنهم من قال هي مخفاة ومنهم من قال هي مبيّنة مع الغنّة أو للغنّة المشبعة التي فيها.
حقيقةً لم يقل الداني: "مبينة مع الغنة" ولا "للغنة المشبعة التي فيها"، وقولكم بأنه أراد ذلك هو تفسير منكم وفهم لكلامه، ولكنه احتمال، ومذهبكم عدم الأخذ بالاحتمال، وإنما بالنص الصريح الواضح، وهو معدوم هنا.



وعليه فالنطق الصحيح للميم المخفاة هو انطباق الشفتين مع إشباع الغنّة ،
وهذا الذي أراه، ولكن التوصُّل إليه من مصادر أخرى وليس من كلام الداني رحمه الله وحده؛ إذ إن كلامه له عدة احتمالات.


ونستدلّ بكلام الداني على هذا النطق فنقول : أمّا انطباق الشفتين فلكونها مبيّنة ، وأمّا إشباع الغنة فلقوله : "للغنّة التي فيها" ويستحيل أن يُراد من كلامه أصل الغنّة لما بيّناه.
قد ذكرت بأن المتقدمين يعبرون بإظهار الغنة عن حكم الإظهار المحض أيضاً، وقول الداني: "للغنة التي فيها" ليس فيه ما يفيد الإشباع، وإنما المتبادر إلى الذهن تلقائياً أن سبب تبيين الميم هي الغنة التي فيها، وتفسير الغنة بأنها مشبعة غير واضح من كلامه رحمه الله.

من جهة أخرى لوكان الخلاف أدائياً لصرّح به ، ومادام لم يصرّح به فيبقى الأمر محتملاً عندكم ، وهذا الاحتمال باطل لأنّ الذي يُبطله تصريحه بأنّ الخلاف هو في العبارة ، وليس معقولاً أن يقع الخلاف في العبارة وفي الأداء ، فإمّا أن يكون الخلاف أدائياً وبالتالي يكون كذلك في العبارة بالضرورة ولا نحتاج إلى ذكر الخلاف في العبارة لأنّه لازم عند الخلاف الأدائي. وإمّا أن يكون في العبارة دون الأداء. فلو أراد الخلاف في الأداء لصرّح به لأنّ الخلاف في الأداء هو الأولى بالذكر والإشارة وبه يُستغنى عن ذكر الخلاف في العبارة. فاقتصاره على ذكر الخلاف في العبارة دون التصريح بالأداء يدلّ أنّ الخلاف عنده ليس أدائياً.
التصريح بأن الخلاف في العبارة لا يلزم منه الاتفاق في الأداء، بل يبقى الأمر محتملاً، ويزيد في الاحتمال ما ذكره بعد ذلك من أقوال ومذاهب، وطالما وهو كذلك فقد يكون غير معقول عند من يستدل به على أن الخلاف لفظي فقط، ومعقول عند من يستدل به على أن الخلاف لفظي وأدائي، ولا يعاب على من ذهب إلى أحد الاحتمالين.

وقال الداني في الأخير : "وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا، وحكاه أحمد بن صالح عن ابن مجاهد، وبالقول أقول، اه"
انظر إلى قوله وبالقول أقول ولم يقل وبه قرأت وبه آخذ.
لأنّ الخلاف في العبارة يُعبّر عنه بالقول. والخلاف الأدائي يُعبّر عنه بالأداء والقراءة والأخذ وووووووووو.
ليس ما ذكرتَه قاعدة مطردة، بل قد يعبر بالقول والخلاف أدائي، فقد ذكر الداني رحمه الله الخلاف في إمالة الألفات من الأسماء المنونة، ثم قال:
"فمن أخذ بقول الكوفيين والخليل وسيبويه ومن وافقهما وقف على جميع ما تقدم من المنصوب الذي يصحبه التنوين في مذهب حمزة والكسائي بالإمالة، وكذا يقف في مذهب أبي عمرو على قوله في سبأ (قرى ظهرة) ويقف أيضا على جميع ذلك في مذهب من روى الإمالة اليسيرة عن نافع كورش وغيره بالإمالة اليسيرة، ومن أخذ بقول بعض البصريين المازني ومحمد بن يزيد ومن تبعهما وقف على جميع ذلك في مذهب من رأى الإمالة الخالصة والإمالة اليسيرة بإخلاص الفتح، والعمل عند القرّاء وأهل الأداء على الأول، وبه أقول لورود النصّ المذكور به ودلالة القياس على صحته" (جامع البيان، 343-344).
وعند كلامه عن الخلاف في (لا تأمنا) بين إسكان النون سكوناً خالصاً، وبين إخفائها قال:
" وإذا امتنعت من ذلك –أي من السكون الخالص- بطل إدغامها وثبت إخفاؤها، وإلى القول بالإخفاء دون الإدغام ذهب أكثر العلماء من القرّاء والنحويين، وهو الذي أختاره وأقول به" (جامع البيان، 563).

فيلاحظ فيما تقدم أنه عبَّر بـ(أقول) مع أن الخلاف أدائي.
والله تعالى أعلم.

 
كان بإمكان الداني أن يستغني عن ذكر الغنّة باقتصاره على اصطلاح الإظهار والتبيين. فاستعماله للغنّة قد لا يراد به إشباع الغنّة كما أشرت إلى ذلك بارك الله فيك ولكن قد يراد به الإشباع أيضاً ، والأمر محتمل وليس مقطوعاً به.
التصريح بأن الخلاف في العبارة لا يلزم منه الاتفاق في الأداء، بل يبقى الأمر محتملاً، ويزيد في الاحتمال ما ذكره بعد ذلك من أقوال ومذاهب، وطالما وهو كذلك فقد يكون غير معقول عند من يستدل به على أن الخلاف لفظي فقط، ومعقول عند من يستدل به على أن الخلاف لفظي وأدائي، ولا يعاب على من ذهب إلى أحد الاحتمالين.

نعم كلامك صحيح
فالتصريح بأن الخلاف في العبارة لا يلزم منه الاتفاق في الأداء، ولكن إن كان الخلاف أدائياً كان الأولي أن يشير إليه تصريحاً لا تلميحاً لأنّه يستلزم بالضرورة الخلاف في العبارة.
والآن نريد الملموس ولا نريد الحتمالات.
فأقول : إنّ كلام الداني يحتمل الخلاف الأدائي وصريح في الخلاف اللفظي ، وأنّ كلامه قد يحتمل إشباع الغنّة كما يحتمل عدم إشباع الغنّة ، والاحتمال الأقوى هو أنّها مشبعة لأنّ الإخفاء هو المنقول عنه أدائياً والمغاربة لم ينقلوا عنه الخلاف لا من جهة الرواية ولا من جهة النصّ.


قال المرادي (المفيد في شرح عمدة المفيد، صـ 148-149):
"أجمع القراء إلا من شذ على أن الميم الساكنة لا تدغم في الباء، ثم اختلفوا هل تظهر أو تخفى؟ على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها تظهر ولا تخفى وإليه ذهب كثير من المحققين منهم طاهر ابن غلبون، وابن المنادي، والإمام شريح، وبه جزم مكي.
والثاني: أنها تخفى، وإليه ذهب قوم منهم أبو الحسن الأنطاكي، وأبو الفضل الخزاعي، وروي كل من القولين عن ابن مجاهد.
الثالث: التخيير في إظهارها وإخفائها، ونسبه بعضهم إلى ابن مجاهد أيضاً، وليس في كلام الناظم ترجيح، قلت: القول بالبيان أشهر، وعليه الأكثر. قال الإمام شريح: وبه قرأت وبه آخذ...".

أقول : مذهب أبي الحسن طاهر بن غلبون هو الإظهار على ما ذكر المرادي وهو شيخ الداني. وهذا يُفهم منه أنّ الداني قرأ بالإظهار على أبي الحسن وقرأ بالإخفاء على غيره. السؤال لماذا لم يُخبر الداني أنّه قرأ على أبي الحسن بالإظهار كما هي عادته في جامع البيان. لأنّ الخلاف في هذه الحالة يصير خلاف رواية كما في {فرق}. وهذا يحتاج إلى عبارة صريحة من الداني. ودائماً ولسوء الحظ لا نجد كلاماً صريحاً إلا الكلام المحتمل.
لماذا لم يُفرد الأئمّة باباً للميم الساكنة كما أفردوا للنون الساكنة والتنوين ؟ الجواب لأنّ الخلاف فيها ليس أدائياً بخلاف النون الساكنة والتنوين ؟ قد تعترض عليّ بقولك الخلاف في النون الساكنة خلاف رواية. الجواب لم يختلف القراء إلاّ في إخفاء النون والتنوين مع الخاء والغين وكذا مع الواو الياء. أمّا باقي الأحكام فمتفق عليها. ولو كانت المسألة متعلّقة بالرواية لاقتصروا على ما ورد فيه الخلاف. وهل الخلاف في الغنّة عند الراء واللام خلاف رواية أم لا ؟ ومع ذلك نقل أهل الأداء الخلاف الأدائي في ذلك بما فيهم الداني في جامع البيان لبعض الروايات. فلماذا لم ينقل الداني في جامعه الخلاف الميم الساكنة كما نقل الخلاف في الغنة عند اللام والراء ؟
لماذا لم يجعل المرادي الداني ضمن أصحاب التخيير وهو من المتأخّرين إن كان الداني يقول بالخلاف الأدائي.
؟
اعلم حفظك الله أنّ روايات المغاربة تشتهر من طرق ثلاث : طريق الشيخ وهو مكي القيسي. طريق الإمام وهو ابن شريح. وطريق الحافظ وهو الداني. والذي يظهر من كلام المرادي أنّ مكي القيسي وابن شريح يقولان بالإظهار ولم يذكر مذهب الداني مع أنّه إمام المغاربة. فلماذا لم يشتهر هذا الخلاف عند المغاربة سواء من طريق الداني أو غيره. بل نجد حتّى في المغاربة من ينقل عن الداني إلا الإخفاء وبعضهم لا يرى إلاّ الإظهار كالقيجاطي مع أنّه من المتأخرين وهو من علماء المغاربة الكبار بل كان المنتوري لا يخرج عن ترجيحاته. فلو كان الخلاف أدائياً لذكره المغاربة عن الداني ولنقلوه في كتبهم عنه.
أزيدك نصاً صريحاً عن الداني : وهو قوله :
"أما المخفى فهي نوعين : إخفاء الحركات وإخفاء النون والتنوين ". أقول لو كان الخلاف عند الداني أدائياً فكيف يستغني عن ذكر الميم الساكنة. بينما لو كان الخلاف عنده لفظياً لاستغنى عن ذكر حكم الميم الساكنة. أليس هذا دليل صريح.
وهذا النصّ يُثبت الخلاف اللفظي وينفي الخلاف الأدائي لأنّ الخلاف اللفظي يُمكن الاستغناء عنه وهو ما فعل الداني ، وأمّا الخلاف الأدائي فلا يُمكن الاستغناء عنه وقد استغنى عنه الداني.

أكتفي بهذا القدر.
 

أقول : مذهب أبي الحسن طاهر بن غلبون هو الإظهار على ما ذكر المرادي وهو شيخ الداني. وهذا يُفهم منه أنّ الداني قرأ بالإظهار على أبي الحسن وقرأ بالإخفاء على غيره. السؤال لماذا لم يُخبر الداني أنّه قرأ على أبي الحسن بالإظهار كما هي عادته في جامع البيان. لأنّ الخلاف في هذه الحالة يصير خلاف رواية كما في {فرق}. وهذا يحتاج إلى عبارة صريحة من الداني. ودائماً ولسوء الحظ لا نجد كلاماً صريحاً إلا الكلام المحتمل.

نعم الاحتمالات هي المشكلة خاصة مع غياب النصوص الصريحة التي تريح البال، وتطمئن القلب، وكلام المرادي فيه شيء من الصراحة، ولكن الإشكال عدم وجود مصدر صريح يمكن أن يقال أنه اعتمد عليه، والله المستعان.




لماذا لم يُفرد الأئمّة باباً للميم الساكنة كما أفردوا للنون الساكنة والتنوين ؟ الجواب لأنّ الخلاف فيها ليس أدائياً بخلاف النون الساكنة والتنوين ؟ قد تعترض عليّ بقولك الخلاف في النون الساكنة خلاف رواية. الجواب لم يختلف القراء إلاّ في إخفاء النون والتنوين مع الخاء والغين وكذا مع الواو الياء. أمّا باقي الأحكام فمتفق عليها. ولو كانت المسألة متعلّقة بالرواية لاقتصروا على ما ورد فيه الخلاف. وهل الخلاف في الغنّة عند الراء واللام خلاف رواية أم لا ؟ ومع ذلك نقل أهل الأداء الخلاف الأدائي في ذلك بما فيهم الداني في جامع البيان لبعض الروايات. فلماذا لم ينقل الداني في جامعه الخلاف الميم الساكنة كما نقل الخلاف في الغنة عند اللام والراء ؟
قولك حفظك الله: لأن الخلاف فيها ليس أدائياً ... هو أيضاً احتمال؛ لأن عدم إفرادهم باباً لها ليس نصًّا صريحاً في أنها متفق عليها في الأداء.
وباقي أحكام النون الساكنة والتنوين ذُكرِتْ مع أنها متفق عليها تتميماً للباب؛ فجَعْلُ بابٍ مختص بالنون الساكنة والتنوين هو من أجل ذكر الحروف التي وقع فيها خلاف رواية منها، ثم ذُكرِت الباقي تتميماً للباب، هذا الذي يبدو لي، والخلاف في الغنة عند اللام والراء خلاف رواية فما وجه المقارنة بينه وبين الميم الساكنة؟

لماذا لم يجعل المرادي الداني ضمن أصحاب التخيير وهو من المتأخّرين إن كان الداني يقول بالخلاف الأدائي. ؟
ربما لأن الداني اختار وجهاً واحداً منهما، حيث قال: "وبالأول أقول" فلم يذكره ضمن أصحاب التخيير.


اعلم حفظك الله أنّ روايات المغاربة تشتهر من طرق ثلاث : طريق الشيخ وهو مكي القيسي. طريق الإمام وهو ابن شريح. وطريق الحافظ وهو الداني. والذي يظهر من كلام المرادي أنّ مكي القيسي وابن شريح يقولان بالإظهار ولم يذكر مذهب الداني مع أنّه إمام المغاربة. فلماذا لم يشتهر هذا الخلاف عند المغاربة سواء من طريق الداني أو غيره. بل نجد حتّى في المغاربة من ينقل عن الداني إلا الإخفاء وبعضهم لا يرى إلاّ الإظهار كالقيجاطي مع أنّه من المتأخرين وهو من علماء المغاربة الكبار بل كان المنتوري لا يخرج عن ترجيحاته. فلو كان الخلاف أدائياً لذكره المغاربة عن الداني ولنقلوه في كتبهم عنه.
الأمر محتمل، ولكن لا يقطع به، وقد ذكرتم بأن بعض المغاربة لا ينقل عن الداني إلا الإخفاء، وبعضهم لا يرى إلا الإظهار كالقيجاطي، أليس هذا كافياً في ذكرهم الخلاف عنه؟

أزيدك نصاً صريحاً عن الداني : وهو قوله : "أما المخفى فهي نوعين : إخفاء الحركات وإخفاء النون والتنوين ". أقول لو كان الخلاف عند الداني أدائياً فكيف يستغني عن ذكر الميم الساكنة. بينما لو كان الخلاف عنده لفظياً لاستغنى عن ذكر حكم الميم الساكنة. أليس هذا دليل صريح.
وهذا النصّ يُثبت الخلاف اللفظي وينفي الخلاف الأدائي لأنّ الخلاف اللفظي يُمكن الاستغناء عنه وهو ما فعل الداني ، وأمّا الخلاف الأدائي فلا يُمكن الاستغناء عنه وقد استغنى عنه الداني.

لا أراه دليلاً صريحاً،
وهذا من ضمن ما احتج به الشيخ عبد الحكيم حفظه الله على أن الوجه الأدائي في الميم الساكنة عند الباء هو الإظهار الخالص فقط، وفي الحقيقة كلام الداني هنا عن الإضعاف، سواء كان في الحركات بأن يضعف الصوت بهن ولا يتم، أو عن النون الساكنة والتنوين بأن يؤتى بهما لا مظهرين ولا مدغمين – كما بيَّن في باقي كلامه -، ثم قال: "فيكون مخرجهما من الخياشيم لا غير، ويبطل عمل اللسان بهما، ..."، ومعلوم بأن إخفاء الميم الساكنة لا يضعفها، ولا يبطل عمل مخرجها، فاختلفت عن النون الساكنة والتنوين، ثم إنه قال بعد ذلك: "وقال لي الحسين بن علي، قال لنا أحمد بن نصر: المخفى ما تبقى معه غنة". وعلى هذا الضابط تدخل الميم الساكنة.
فعلى هذا لا يمكن أن يكون ما ذكر نصٌّ يثبت الخلاف اللفظي وينفي الخلاف الأدائي، والله أعلم.


وجزاك الله خيراً وبارك فيك.
 
يا أخي:
الداني يتكلّم عن الإخفاء مطلقاً ولم يُقيّده بشيء فلماذا هذه الفلسفة ؟ فالميم مخفاة عنده وهو يتكلّم عن الإخفاء بصفة عامّة ، وحتّى إخفاء الحركات لو أردنا أن نتفلسف فيه لقلنا أنّه ليس إخفاءً لأنّ إخفاء الحركات يكون بإعمال العضو ، وأمّا في الميم الساكنة يكون إعمال العضو فيه آكداً وهذا الذي حمل الأئمّة على إنكار استعمال اصطلاح الإخفاء في الميم.
وبالتالي نخلص أنّ الأئمّة توسّعوا في استعمال اصطلاح الإخفاء ، وإخفاء الميم هو المشهور عن الداني ومع ذلك لم يُدرجه مع النون الساكنة وإخفاء الحركات لأنّ الخلاف فيهما أدائيّ وأمّا في الميم الساكنة فهو لفظيّ.
أعود إلى النصّ الأوّل للداني : ونلاحظ أنّه ذكر الخلاف في العبارة ثمّ فصّل ذاك الخلاف فيكون ما ذكره من التفصيل هو تفسيرٌ للخلاف في العبارة ، فيجب حمل تفسيره على الخلاف في العبارة لأنّه تبع له إذ لا يُعقل أنّ يذكر الخلاف في العبارة ثمّ يُفسّره بالخلاف في الأداء. أنظر إلى كلام الداني مرّة أخرى.
من تأمّل كلام القرطبي يجد أنّه يُفسّر كلام الداني ويختصره ، والقرطبي متأخّر عن الداني وكلام القرطبي صريح في كون الخلاف لفظياً وهذا ليس اسنتتاجاً منّي بل قاله شيخنا العلامة غانم الحمد في كتابه الدراسات الصوتية على هامش الصحفة 390. قال :"قد لخّص القرطبي كلام الداني". وعند التأمّل والنظر وجدتّ ذلك حقيقة.
ومن القرائن التي تدلّ أنّ الخلاف لفظيّ اتفاقهم على إخفاء الميم في نحو {اعلم بالشاكرين} لمن قرأ بالإدغام الكبير ، الإدغام يستلزم إسكان الميم قبل الإدراج فتصير ساكنة ولم يُنقل الخلاف أداءً في ذلك. ولكنّهم اختلفوا في التسمية فبعضهم سماه إدغام وهو تجوّز في العبارة كما ذكر الأئمّة والجمهور على تسميته بالإخفاء ؟ السؤال لماذا لم يُسمّى إظهاراً ؟ الجواب لو سمّي أظهاراً لكان مناقضاً للباب أي الإدغام الكبير بينماً في الميم الساكنة في نحو {يأمركم بالسوء} يُمكن تسميته إظهاراً.

ومن القرائن أيضاً أنّهم لم يختلفوا أداءً في إخفاء الميم المقلوبة من النون في نحو {من بعد} مع أنّها ميم ساكنة محضة وقعت بعد الباء وهذا صريح في النشر.

أكتفي بهذا الرد مستغنياً عن الباقي ، لأنّ الباقي مبنيّ على الاحتمالات التي لا يقوم بها الترجيح في المسألة مع التنبيه أنّ كل استدلالات أخي الشيخ أبي تميم هي مجرّد احتمالات من هنا وهناك ولا يمكنني بأيّ حال أن أعيد النظر في المسالة على أساس هذه الاحتمالات.
ولقد كان النقاش شيّقاً للغاية ، فقد ذكرتني بحواراتي مع بعض المشايخ وفي طليعتهم شيخنا عبد الحكيم. واعلم أنّه لن يتوب ولن يخطر بباله أن يتوب إلاّ إذا حال بين ذلك مشيئة الله تعالى.
أكتفي بما ذكرت والحمد لله ربّ العالمين.
 
يا أخي:
الداني يتكلّم عن الإخفاء مطلقاً ولم يُقيّده بشيء فلماذا هذه الفلسفة ؟ فالميم مخفاة عنده وهو يتكلّم عن الإخفاء بصفة عامّة ، وحتّى إخفاء الحركات لو أردنا أن نتفلسف فيه لقلنا أنّه ليس إخفاءً لأنّ إخفاء الحركات يكون بإعمال العضو ، وأمّا في الميم الساكنة يكون إعمال العضو فيه آكداً وهذا الذي حمل الأئمّة على إنكار استعمال اصطلاح الإخفاء في الميم.
شيخنا الكريم لم أقصد التفلسف - كما ظننتَ -، ربما أنك لم تفهم مرادي مما أوردتُّه فأزيد في التوضيح، أقول: الإمام الداني ذكر إخفاء الحركة بمعنى إضعاف الصوت بها وعدم إتمامها، وذكر إخفاء النون الساكنة والتنوين وفسَّره بأنه إبطال عمل اللسان بهما.
أقول: إخفاء الميم الساكنة يختلف عن إخفاء النون الساكنة والتنوين؛ لأن الاعتماد على مخرجها يظل باقياً في حالة الإخفاء؛ فلذلك لم يذكرها معهما، فأيُّ فلسفة في هذا الكلام؟!

ثم ذكرت قول الداني: "وقال لي الحسين بن علي، قال لنا أحمد بن نصر: المخفى ما تبقى معه غنة".
ألا تدخل الميم الساكنة عند الباء في الإخفاء بهذا الضابط؟


وبالتالي نخلص أنّ الأئمّة توسّعوا في استعمال اصطلاح الإخفاء ، وإخفاء الميم هو المشهور عن الداني ومع ذلك لم يُدرجه مع النون الساكنة وإخفاء الحركات لأنّ الخلاف فيهما أدائيّ وأمّا في الميم الساكنة فهو لفظيّ.
لاحظ أنك قلت بأن إخفاء الميم هو المشهور عن الداني، فهل تقصد بأن في إخفائها خلافاً ولكنه غير مشهور عنه؟
وباقي ما ذكرتَه هو موضع النزاع، وما زال كلامك تحليلاً واحتمالاً ولا يوجد ما يسنده من النصوص الصريحة.


أعود إلى النصّ الأوّل للداني : ونلاحظ أنّه ذكر الخلاف في العبارة ثمّ فصّل ذاك الخلاف فيكون ما ذكره من التفصيل هو تفسيرٌ للخلاف في العبارة ، فيجب حمل تفسيره على الخلاف في العبارة لأنّه تبع له إذ لا يُعقل أنّ يذكر الخلاف في العبارة ثمّ يُفسّره بالخلاف في الأداء. أنظر إلى كلام الداني مرّة أخرى.
أخي الحبيب: نظرتُ في كلام الداني مرات، ومرات أخرى، والنتيجة ما ذكرتُه سابقاً من أن الخلاف اللفظي صريح، والخلاف الأدائي محتمل، وقولكم: " إذ لا يُعقل ..."، أقول: لا يعقل عندكم، ويعقل عند غيركم طالما وهو غير صريح في الإثبات ولا في النفي.

من تأمّل كلام القرطبي يجد أنّه يُفسّر كلام الداني ويختصره ، والقرطبي متأخّر عن الداني وكلام القرطبي صريح في كون الخلاف لفظياً وهذا ليس اسنتتاجاً منّي بل قاله شيخنا العلامة غانم الحمد في كتابه الدراسات الصوتية على هامش الصحفة 390. قال :"قد لخّص القرطبي كلام الداني". وعند التأمّل والنظر وجدتّ ذلك حقيقة.
أما كلام القرطبي فنعم فيه صراحة إلى حدٍّ كبير، وأراه مقنعاً، ومع ذلك فهو فهْمٌ منه كما يظهر من كلامه حيث قال في آخره: "فأما عبارة بعضهم عن ذلك بالبيان، فالذي عندي أنهم لم يريدوا البيان الذي هو التفكيك والقطع".
ولو كان كلام الداني صريحاً لما احتاج إلى أن يقول القرطبي " فالذي عندي...".

ومن القرائن التي تدلّ أنّ الخلاف لفظيّ اتفاقهم على إخفاء الميم في نحو {اعلم بالشاكرين} لمن قرأ بالإدغام الكبير ، الإدغام يستلزم إسكان الميم قبل الإدراج فتصير ساكنة ولم يُنقل الخلاف أداءً في ذلك. ولكنّهم اختلفوا في التسمية فبعضهم سماه إدغام وهو تجوّز في العبارة كما ذكر الأئمّة والجمهور على تسميته بالإخفاء ؟ السؤال لماذا لم يُسمّى إظهاراً ؟ الجواب لو سمّي أظهاراً لكان مناقضاً للباب أي الإدغام الكبير بينماً في الميم الساكنة في نحو {يأمركم بالسوء} يُمكن تسميته إظهاراً.
هذه القرينة - أعني الاتفاق على إخفائها عن الباء لأبي عمرو حالة الإدغام - والتي ستأتي كذلك ذكرها ابن الجزري في النشر، وهي تزيد في الاحتمالات، وكل ما كثرت الاحتمالات اتسعت رقعة الخلاف، وإذا جاز أن يسمى الكبير إدغاماً تجوزاً في العبارة - عند من أجاز ذلك - فلماذا الإنكار على تسمية الصغير كذلك، ويُجعل من الخلاف اللفظي؟

ومن القرائن أيضاً أنّهم لم يختلفوا أداءً في إخفاء الميم المقلوبة من النون في نحو {من بعد} مع أنّها ميم ساكنة محضة وقعت بعد الباء وهذا صريح في النشر.
قال ابن الجزري في النشر:
"وأما الحكم الثالث وهو (القلب) فعند حرف واحد، وهي الباء، فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان عندها ميماً خالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ولابد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: (يعتصم بالله) إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم ولعله انعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء. والعجب أن شارح أرجوزة ابن بري في قراءة نافع حكى ذلك عن الداني. وإنما حكى الداني ذلك في الميم الساكنة لا المقلوبة واختار مع ذلك الإخفاء. وفد بسطنا بيان ذلك في كتاب التمهيد والله أعلم".
وكلام الجزري هنا يثبت ما نفيتموه أولاً من أن كتب المغاربة ليس فيها الخلاف في الميم الساكنة عند الباء، وبالعموم فالخلاف في إخفاء الميم المقلوبة من النون عند حرف الباء خلاف مذكور، وإن اعتبره ابن الجزري وهماً ممن ذهب إليه، وقد ذكر ما يفيد وجود الخلاف المرادي أيضاً في شرحه لعمدة المجيد، حيث قال:
" القلب ويقال الإبدال عند الباء نحو: (أنبئهم) و(أن بورك)، تقلب النون في ذلك ميماً قلباً صحيحاً، وإنما قلبت ميماً لتخفيف اللفظ، والميم من مخرج الباء وفيها غنة، قال في الإقناع: اتفقوا على إبدال النون والتنوين قلباً صحيحاً من غير إدغام ولا إخفاء. قال: وقال لي أبي: زعم القراء أن النون عند الباء مخفية كما تخفى عند غيرها من حروف الفم، وتأويل قوله أنه سمَّى البدل إخفاءً، وقد أخذ بظاهر عبارته قوم من القراء ومعهم قوم من المتأخرين خلطوا بين مذهب سيبويه وعبارة القراء بين القلب والإخفاء فغلطوا. وذكر الجعبري في شرح الشاطبية أن أكثر المصنفين أطلق في قوله إن النون الساكنة والتنوين يقلبان ميماً عند الباء ولا بد من قيدين: قلبهما ميماً وإخفاؤهما بغنة، قلت: أما الغنة فقد نص مكي على أن النون الساكنة إذا أبدلت ميماً لا بد من إظهارها، قال: لأنك أبدلت من حرف فيه غنة حرفاً آخر فيه غنة وهو الميم الساكنة، وأما الإخفاء ففيه نظر، وقد تقدم ما ذكره صاحب الإقناع والذي يظهر أن النون الساكنة إذا أبدلت ميماً قبل الباء أعطيت حكم الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء في نحو: "آمنتم به" وسيأتي الكلام على ذلك" اهـ.
نقلت كلام المرادي بأكمله ولو أن فيه شيئاً من التطويل ليفهم المراد منه بوضوح، وطبعاً الميم الساكنة قد ذكر الإجماع على عدم إدغامها في الباء، والخلاف بين إخفائها وإظهارها – وكلامه موجود في المشاركات السابقة -.
فالمهم أن الخلاف في إخفاء الميم المقلوبة عن النون خلاف موجود بصريح كلام ابن الجزري وإن لم يكن خلافاً معتبراً عنده، والله أعلم.


ولقد كان النقاش شيّقاً للغاية ، فقد ذكرتني بحواراتي مع بعض المشايخ وفي طليعتهم شيخنا عبد الحكيم. واعلم أنّه لن يتوب ولن يخطر بباله أن يتوب إلاّ إذا حال بين ذلك مشيئة الله تعالى.
وأنا كذلك استمتعت كثيراً بالنقاش مع فضيلتكم، والمشكلة أن ما يحتج له شيخنا عبد الحكيم حفظه الله وهو الإظهار الخالص وجهاً واحداً هو وجه منقطعٌ من حيث التلقي إن سُلِّم بأنه قرِئَ به سابقاً، فالخلاف الآن عند الشيوخ بين الإخفاء مع الفرجة أو الإطباق، أما القراءة بالإظهار الخالص فلم أرَ ولم أسمع من يقرأ أو يقرئ به، والعلم عند الله.
 
وبالعموم فالخلاف في إخفاء الميم المقلوبة من النون عند حرف الباء خلاف مذكور، وإن اعتبره ابن الجزري وهماً ممن ذهب إليه.
نعم ، ونص عليه الجعبري في عقود الجمان فقال :
....................................@............................وينقلبان
ميما لدى البا ، ثم أخف بغنة @ في نص لاهوازي وقال الداني
بجواز إظهار كالاصل .............
ولعل الأخ عمرو الديب يذكر لنا هل أعاد الجعبري ذلك في الحدود أم لا .
 
لا أريد التشعّب في الحوار أكثر. فالداني تكلّم عن المخفى بصفة عامّة ولكنّكم تقيّدون ذلك بالاجتهاد والاحتمال كعادتكم.
وهذا النصّ استدلّ به شيخنا عبدالحكيم لصراحته واستدلّ به شيخنا العلامة غانم الحمد لصراحته واستدلّ به غيره كذلك. ولكنّكم للأسف تبنون المسائل على الاحتمالات وتحملون الصريح من النصوص على الحتمالات وفي الأخير تجدون أنفسكم لا أنتم بنيتم المسألة على دليل قطعيّ تُقنعون به غيركم ولا خضعتم واكتفيتم بما هو صريح. فالعلم ليس كثرة الكلام والتفلسف في معاني النصوص. فالعلم هو الذي به يُقنع العبد الغير بكلمات القليلة وليس الذي يجول ويحول حول النصوص من غير أن يصل إلى نتيجة قطعيّة تريحه هو وتُقنع غيره.
وأخبركم والله أنّني ما ناقشتكم إلاّ لسبب واحد وهو لعلّكم تقفون على نصّ لم أقف عليه لعلّي أرجع عن قولي. ولكن للأسف لم أجد ما كنت أنتظره منكم. فكنت أنتظر منكم أن تقفوا عن نصّ صريح من أحد المتقدّمين من طبقة ابن مجاهد أو طبقة أبي الطيّب ابن غلبون أو طبقة أبي الحسن ابن غلبون بل حتّى من طبقة الداني يشير بصراحة واضحة على الخلاف الأدائي بأن يقول بعضهم وقد قرأت بالوجهين. ولأنّ هذه الطبقة والتي قبلها هي طبقة الرواة الذي هم مصادر علم التجويد والقراءات. والذي لاحظته أنّ القائلين بالخلاف الأدائي صراحة هم من المتأخّرين كابن المرابط والمرادي وابن الجزريّ وغيرهم وهذا ما يجعلني أجزم أنّهم تأوّلوا هذه العبارات وحملوها على الخلاف الأدائي بينما نجد بعض المتقدّمين كالقرطبي ووالد ابن الباذش وغيرهما أدركوا حقيقة هذا الخلاف لأنّهم كانوا من تلك الطبقة أو قريبين منها.
وعلى كلّ حال أشكركم على النقاش العلميّ وعلى حسن أدبكم.
وهذا آخر ما أقوله في هذا الموضوع.
 
لا أريد التشعّب في الحوار أكثر. فالداني تكلّم عن المخفى بصفة عامّة ولكنّكم تقيّدون ذلك بالاجتهاد والاحتمال كعادتكم.
كررت عليكم السؤال مرتين، وهو:
قول الداني: "وقال لي الحسين بن علي، قال لنا أحمد بن نصر: المخفى ما تبقى معه غنة".
ألا تدخل الميم الساكنة عند الباء في الإخفاء بهذا الضابط؟

ولم أجد منكم إجابة، ولو تأملتم فيه لوجدتم بأن على هذا القول الذي نقله الداني يشمل النون الساكنة والتنوين ويشمل الميم الساكنة.

وهذا النصّ استدلّ به شيخنا عبدالحكيم لصراحته واستدلّ به شيخنا العلامة غانم الحمد لصراحته واستدلّ به غيره كذلك.
أي صراحة تقصدها أخي الفاضل؟
هل صرَّح الداني بأن الميم الساكنة لا تخفى؟
فالداني ذكر إخفاء النون الساكنة والتنوين ولم يذكر الميم الساكنة، ثم أتبع كلامه برواية تفيد أن الإخفاء شامل للجميع، ثم في موضع آخر ذكر الخلاف في الميم الساكنة بين الإخفاء والإظهار، فهل يوجد لديكم كلام صريح بأن الميم الساكنة لا تخفى عند حرف الباء؟


ولكنّكم للأسف تبنون المسائل على الاحتمالات وتحملون الصريح من النصوص على الحتمالات وفي الأخير تجدون أنفسكم لا أنتم بنيتم المسألة على دليل قطعيّ تُقنعون به غيركم ولا خضعتم واكتفيتم بما هو صريح. فالعلم ليس كثرة الكلام والتفلسف في معاني النصوص. فالعلم هو الذي به يُقنع العبد الغير بكلمات القليلة وليس الذي يجول ويحول حول النصوص من غير أن يصل إلى نتيجة قطعيّة تريحه هو وتُقنع غيره.
للأسف أنك - أخي المكرم - تتوقع بأن كل ما ذكرتَه هو نصوص صريحة، وبأن كل الاعتراضات التي اعترض بها عليك غيرك عبارة عن احتمالات، وكثرة كلام، وتفلسف في معاني النصوص، مع أنك قد صرحت سابقاً بقولك: "ودائماً ولسوء الحظ لا نجد كلاماً صريحاً إلا الكلام المحتمل"، وإني - والذي لا إله غيره - لا يهمني أن يقتنع غيري بما أقتنع به أو لا يقتنع، ولئن وجدت نصًّا صريحاً ولو إلى درجة يسيرة من الصراحة لن أتردد في الرجوع إليه والأخذ به، وقد فعلتُ عندما وجدت صراحة - من وجهة نظري - في كلام القرطبي، والله أعلم بالسرائر.

وأخبركم والله أنّني ما ناقشتكم إلاّ لسبب واحد وهو لعلّكم تقفون على نصّ لم أقف عليه لعلّي أرجع عن قولي. ولكن للأسف لم أجد ما كنت أنتظره منكم. فكنت أنتظر منكم أن تقفوا عن نصّ صريح من أحد المتقدّمين من طبقة ابن مجاهد أو طبقة أبي الطيّب ابن غلبون أو طبقة أبي الحسن ابن غلبون بل حتّى من طبقة الداني يشير بصراحة واضحة على الخلاف الأدائي بأن يقول بعضهم وقد قرأت بالوجهين. ولأنّ هذه الطبقة والتي قبلها هي طبقة الرواة الذي هم مصادر علم التجويد والقراءات. والذي لاحظته أنّ القائلين بالخلاف الأدائي صراحة هم من المتأخّرين كابن المرابط والمرادي وابن الجزريّ وغيرهم وهذا ما يجعلني أجزم أنّهم تأوّلوا هذه العبارات وحملوها على الخلاف الأدائي بينما نجد بعض المتقدّمين كالقرطبي ووالد ابن الباذش وغيرهما أدركوا حقيقة هذا الخلاف لأنّهم كانوا من تلك الطبقة أو قريبين منها.
وأنا كذلك الذي حملني على مواصلة النقاش معكم الحرص على الاستفادة، وقد استفدت كثيراً ولله الحمد، لا حرمكم الله من الأجر، ولعل الله أن ييسر لنا أو لكم الوقوف على نصٍّ صريح من كلام المتقدمين يطمئن القلوب، والله المعين.


وعلى كلّ حال أشكركم على النقاش العلميّ وعلى حسن أدبكم.
ولكم جزيل الشكر على سعة صدركم، وصبركم، وأخلاقكم الرفيعة.
 
"المخفى ما تبقى معه غنة".

أوّلا : هذا الكلام ليس كلام الداني وإنّما هو كلام نقله الداني ولعلّه يقصد غنّة النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة حال الإخفاء لأنّ الداني ذكر الإخفاء للميم الساكنة وذكر لها الغنّة.
انتبه جيّداً يا أخي :
الداني قال في الميم الساكنة أنّها مخفاة وذكر لها غنّة ، فكان من الضروريّ أن يُدرجها مع النون والتنوين وإخفاء الحركات إن كان الخلاف أدائياً. لأنّ الإخفاء في النون والتنوين والحركات له أثرٌ أدائيٌ ، فأثر النون والتنوين هو زوال الذات وأثر الحركات هو التبعيض.والزوال شيء والتبعيض شيء وكلّ من النون والتنوين والحركات تغيّر حال الإخفاء. أمّا الميم فلم تتغيّر لا بالزوال ولا بالتبعيض فبقيت على حالها ولم تتغيّر فلم تُذكر مع النون والتنوين والحركات. وهذا ما يُفسّر أنّ الميم الساكنة ليست مخفاة حقيقة فهي مظهرة لأنّ الإخفاء يستلزم الزوال أو التبعيض ولذلك اعترض والد ابن الباذش على تسميته بالإخفاء ، وهذا ما يُفسّر أيضاً الإجماع الذي نقله بعض الأئمّة على الإظهار لأنّ الميم لم تزل ولم تتغيّر.
ولذلك صرّح الداني بأنّ الخلاف هو خلاف عبارة ولم يُخبر أنّه قرأ بالوجهين أو قرأ بالإظهار على أبي الحسن وقرأ بالإخفاء على بعض شيوخه ، بل نجد أنّ ابن الباذش يقول بالإظهار وهو قرأ للسبع من طريق الداني ومكي. مع أنّ الداني يقول بالإخفاء والثاني يقول بالإظهار إجماعاً. فكيف ثفسّر هذا. وهذا الذي حمل الداني على عدم إدراج الميم الساكنة مع النون والتنوين والحركات لأنّ الإخفاء فيهما له أثر في النطق بخلاف الميم الساكنة.
والعجيب أنّكم تُفسّرون مراد الداني أنّ الإخفاء هو في الحقيقة إضعاف. وهذا خطأ لأنّ حقيقة الإخفاء في النون والتنوين هو زوال الذات وليس الإضعاف ،لأنّ الإضعاف يختصّ بالحركات ولا يختصّ بالحروف. وأطالبك أن تأتيني بدليل واحد على أنّ حقيقة الإخفاء في النون والتنوين هو الإضعاف.
والغريب أنّكم تستدلّون بكلام الداني وهو قوله :
المخفى ما تبقى معه غنة". وتعلم جيّداً أنّ في إخفاء الحركات لا يتبقّى فيها الغنّة فوقعت في التناقض. فالمسألة يا أخي الباحث لا علاقة لها بالغنّة بل الإخفاء منوط بزوال اللفظ أو تغيّره. ولمّا كانت الميم الساكنة لا تتغيّر حال إخفائها مع بقائها غنّتها اختلف الأئمّة في التعبير.
أمّا قضيّة الصراحة فكلام القرطبي قلت عنه أنّه صريح. كلام والد ابن الباذش صريح. كلام الداني صريح في كون الخلاف خلاف عبارة. وأنت لم تأت بأيّ كلام صريح من أقوال الأئمة المتقدّمين. فمن أولى بالاعتراض ؟
والله يا أخي الأهدل الجعبة مازالت مملوءة والله ولا تحسبّنّها نفدت. ولكنّي لا أرغب في المواصلة لأنّني لا أرى أيّ جديد في المسألة بل أرى إلاّ الاحتمال والتناقض.
ولقد امتنعت عن الردّ في بعض الجزئيّات لأنّنا قد نختلف فيها فيتشعّب الجدال من جزئيّة إلى أخرى ففضّلت أن أركّز على الأهمّ.

الذي لا إله غيره - لا يهمني أن يقتنع غيري بما أقتنع به أو لا يقتنع، ولئن وجدت نصًّا صريحاً ولو إلى درجة يسيرة من الصراحة لن أتردد في الرجوع إليه والأخذ به،
فإن لم تجد في نقولي ما هو صريح في الخلاف اللفظي فهذا رأيك وأحترمه وكذلك بالنسبة لي فإنّي لم أجد في نقولكم من أقوال المتقدّمين ما هو صريح في الخلاف الأدائي.
لذا فالأحسن أن نتوقّف إلى هذا الحد.
ولك الحقّ أن تقول ما شئت وأن تعترض على كلامي ولا أخشى أن أكون مخطئاً ولا أن أُفحم في الحوارات ، لأنّها بالنسبة لي وسيلة فقط.
ولكن إن رأيتُ أنّك لم تأت بجديد فلا تنتظر منّي أن أردّ.
والمسألة ليست مهمّة بالنسبة لي لأنّ الخلاف فيها لا يُغيّر ما نحن عليه من الأداء. فكانت بالأمس مهمّة لإبطال الفرجة. وها نحن أبطلناها ولله الحمد يا شيخنا عبد الحكيم (بسمة) فلم تعد للمسألة أهمّية عندي.

 
أنبِّه بأني لا أنتظر الرد على ما سأذكره الآن؛ لأني لن آتي بجديد وإنما سأوضح أمراً ذكرته سابقاً، ووضحت قصدي منه، وما زلت تلومني عليه، فعندما قلتُ:
وفي الحقيقة كلام الداني هنا عن الإضعاف، سواء كان في الحركات بأن يضعف الصوت بهن ولا يتم، أو عن النون الساكنة والتنوين بأن يؤتى بهما لا مظهرين ولا مدغمين – كما بيَّن في باقي كلامه -، ثم قال: "فيكون مخرجهما من الخياشيم لا غير، ويبطل عمل اللسان بهما، ..."، ومعلوم بأن إخفاء الميم الساكنة لا يضعفها، ولا يبطل عمل مخرجها، فاختلفت عن النون الساكنة والتنوين،
هذا التعبير مني غير دقيق حقيقة، والذي أقصده أن إخفاء الميم الساكنة يختلف عن إخفاء النون الساكنة والتنوين، وقد وضحته بقولي:
فأزيد في التوضيح، أقول: الإمام الداني ذكر إخفاء الحركة بمعنى إضعاف الصوت بها وعدم إتمامها، وذكر إخفاء النون الساكنة والتنوين وفسَّره بأنه إبطال عمل اللسان بهما.
أقول: إخفاء الميم الساكنة يختلف عن إخفاء النون الساكنة والتنوين؛ لأن الاعتماد على مخرجها يظل باقياً في حالة الإخفاء؛ فلذلك لم يذكرها معهما، فأيُّ فلسفة في هذا الكلام؟!

ثم ذكرت قول الداني: "وقال لي الحسين بن علي، قال لنا أحمد بن نصر: المخفى ما تبقى معه غنة".
ألا تدخل الميم الساكنة عند الباء في الإخفاء بهذا الضابط؟

ثم قلت مرة أخرى:
كررت عليكم السؤال مرتين، وهو:
قول الداني: "وقال لي الحسين بن علي، قال لنا أحمد بن نصر: المخفى ما تبقى معه غنة".
ألا تدخل الميم الساكنة عند الباء في الإخفاء بهذا الضابط؟

ولم أجد منكم إجابة، ولو تأملتم فيه لوجدتم بأن على هذا القول الذي نقله الداني يشمل النون الساكنة والتنوين ويشمل الميم الساكنة.
فأجبتم حفظكم الله بقولكم:

أوّلا : هذا الكلام ليس كلام الداني وإنّما هو كلام نقله الداني ولعلّه يقصد غنّة النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة حال الإخفاء لأنّ الداني ذكر الإخفاء للميم الساكنة وذكر لها الغنّة.
انتبه جيّداً يا أخي :
الداني قال في الميم الساكنة أنّها مخفاة وذكر لها غنّة ، فكان من الضروريّ أن يُدرجها مع النون والتنوين وإخفاء الحركات إن كان الخلاف أدائياً. لأنّ الإخفاء في النون والتنوين والحركات له أثرٌ أدائيٌ ، فأثر النون والتنوين هو زوال الذات وأثر الحركات هو التبعيض.والزوال شيء والتبعيض شيء وكلّ من النون والتنوين والحركات تغيّر حال الإخفاء. أمّا الميم فلم تتغيّر لا بالزوال ولا بالتبعيض فبقيت على حالها ولم تتغيّر فلم تُذكر مع النون والتنوين والحركات. ...
ولا خلاف بيني وبينك فيما ذكرتَ هنا، فأنت قلت بأن هذا الكلام ليس كلام الداني وإنما نقله، وقد ذكرتُ -كذلك- بأنه نقله.
وقلتَ:
ولعلّه يقصد غنّة النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة حال الإخفاء لأنّ الداني ذكر الإخفاء للميم الساكنة وذكر لها الغنّة، مع باقي التفصيل الذي تفضلتم به.
وهذا الذي قصدتُّه حين قلتُ مستفسراً:
ألا تدخل الميم الساكنة عند الباء في الإخفاء بهذا الضابط؟
فهذا زيادة توضيح عن ما ورد في قولكم:

والعجيب أنّكم تُفسّرون مراد الداني أنّ الإخفاء هو في الحقيقة إضعاف. وهذا خطأ لأنّ حقيقة الإخفاء في النون والتنوين هو زوال الذات وليس الإضعاف ،لأنّ الإضعاف يختصّ بالحركات ولا يختصّ بالحروف. وأطالبك أن تأتيني بدليل واحد على أنّ حقيقة الإخفاء في النون والتنوين هو الإضعاف.
فمرادي زوال الذات، فأخطأت في التعبير عندما عممت الإضعاف للحركات والحروف.


أما قولكم:

وهذا ما يُفسّر أنّ الميم الساكنة ليست مخفاة حقيقة فهي مظهرة لأنّ الإخفاء يستلزم الزوال أو التبعيض ولذلك اعترض والد ابن الباذش على تسميته بالإخفاء ، وهذا ما يُفسّر أيضاً الإجماع الذي نقله بعض الأئمّة على الإظهار لأنّ الميم لم تزل ولم تتغيّر
فقارن بينه وبين قولكم سابقاً:
أقول ما الفرق بين قول بعضهم هي مخفاة وقول بعضهم مبيّنة الغنّة ؟ أليس مرادهما واحد ؟ ألا يكون الإخفاء إلاّ بتبيين الغنّة ؟ ألا تعلم أنّ الإظهار لا يكون بتبيين الغنّة ؟

وأما قولكم:
والغريب أنّكم تستدلّون بكلام الداني وهو قوله : المخفى ما تبقى معه غنة". وتعلم جيّداً أنّ في إخفاء الحركات لا يتبقّى فيها الغنّة فوقعت في التناقض. فالمسألة يا أخي الباحث لا علاقة لها بالغنّة بل الإخفاء منوط بزوال اللفظ أو تغيّره. ولمّا كانت الميم الساكنة لا تتغيّر حال إخفائها مع بقائها غنّتها اختلف الأئمّة في التعبير.
فقارن بينه وبين قولكم في نفس المشاركة:
أوّلا : هذا الكلام ليس كلام الداني وإنّما هو كلام نقله الداني ولعلّه يقصد غنّة النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة حال الإخفاء لأنّ الداني ذكر الإخفاء للميم الساكنة وذكر لها الغنّة.
وسترى من الذي وقع في التناقض!!
فأنت بنفسك تفسر هذا الكلام بأنه يقصد غنة النون الساكنة والتنوين وغنة الميم الساكنة بعد أن نفيته عن الداني، ثم تقول أني باستدلالي به وقعت في التناقض، ولا أظن أن أحداً يخطر بباله دخول إخفاء الحركات في: "المخفى ما تبقى معه غنة" فهو كلام واضح بأن المقصود به إخفاء الحروف لا الحركات، والله الهادي إلى سواء السبيل.



والخلاصة: أنه لا يوجد بيني وبينكم خلاف من جهة الأداء، فالوجه الصحيح عندي هو إطباق الشفتين مع الغنة، سواء أسمي إخفاء، أم إظهاراً، وسواء أكان الخلاف أدائياً أم لفظياً، وهذا هو الوجه الصحيح عندكم، بغض النظر عن التسمية، فالنتيجة واحدة، بل قد أكدتُّ لكم بأن كلام القرطبي عندي يفيد أن الخلاف لفظي وليس أدائيًّا، وبالتالي فنقاط الاتفاق بيننا أكثر، ونقاط الخلاف لا تكاد تُذكر، وأسأل الله العفو والمغفرة إن أتعبتكم، وأطلب منكم السماح والعفو عن ذلك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
كررت عليكم السؤال مرتين، وهو:
قول الداني: "وقال لي الحسين بن علي، قال لنا أحمد بن نصر: المخفى ما تبقى معه غنة".
ألا تدخل الميم الساكنة عند الباء في الإخفاء بهذا الضابط؟

ولم أجد منكم إجابة، ولو تأملتم فيه لوجدتم بأن على هذا القول الذي نقله الداني يشمل النون الساكنة والتنوين ويشمل الميم الساكنة..[/QUOTE]
السلام عليكم
شيخنا الأهدل لأول مرة أراك تتكلف في الجواب ، مع وضوح المسألة .
شيخنا الحبيب ( المخفى ما تبقى معه غنة". قال هذا الكلام في النون الساكنة والتنوين .
أما في الميم قال ( المخفى بوزن المظهر ) كما نقله عن سيبيويه ، ومعلوم أن سيبويه يقول بالإظهار في الميم مع الباء كما في الكتاب ؛ لأنه لم يذكر سوي الإدغام في الميم فقط، إذن الإظهار في البقية ، وهذا الكلام نقله ابن الباذش عن سيبويه .
فكيف يا شيخنا تدخل ما تبقى معه غنة على ما هو بوزن المظهر ؟
أقصد أن الداني في الميم خصه بوزن المظهر ..فكيف نقوله إنه داخل في( المخفى ما تبقى معه غنة". ؟
لا تتكلف يا شيخنا المسألة واضحة سواء كنت في اليمن أو في الصومال أو ذهبت للشيخ محمد يحيي في الجزائر (بسمة )
والسلام عليكم
 
المُـخفَى بوزنِ المظهــر

المُـخفَى بوزنِ المظهــر

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كررت عليكم السؤال مرتين، وهو:
قول الداني: "وقال لي الحسين بن علي، قال لنا أحمد بن نصر: المخفى ما تبقى معه غنة".
ألا تدخل الميم الساكنة عند الباء في الإخفاء بهذا الضابط؟

ولم أجد منكم إجابة، ولو تأملتم فيه لوجدتم بأن على هذا القول الذي نقله الداني يشمل النون الساكنة والتنوين ويشمل الميم الساكنة..[/QUOTE]
السلام عليكم
شيخنا الأهدل لأول مرة أراك تتكلف في الجواب ، مع وضوح المسألة .
شيخنا الحبيب (المخفى ما تبقى معه غنة". قال هذا الكلام في النون الساكنة والتنوين .
شيخنا الجليل حفظك الله:
الظاهر من العبارة الملونة بالأحمر أنها عامة في كل حرف مخفى ولا يوجد ما يقصرها على النون الساكنة والتنوين، والله أعلم.


أما في الميم قال ( المخفى بوزن المظهر ) كما نقله عن سيبيويه ، ...
فكيف يا شيخنا تدخل ما تبقى معه غنة على ما هو بوزن المظهر ؟
أقصد أن الداني في الميم خصه بوزن المظهر ..فكيف نقوله إنه داخل في( المخفى ما تبقى معه غنة". ؟
القول المنقول عن سيبويه ذكره الإمام الداني رحمه الله (التحديد، ص 166) بقوله:​
"قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقرئ: في أهل اللغة من يسمي الميم الساكنة إخفاءً. قال: وقال سيبويه: المُخفَى بوزنِ المُظهر".​
علق د. غانم الحمد – حفظه الله – في الهامش بقوله:​
"ما عثرت عليه في الكتاب (4/ 438) هو أن المخفى بزنة المتحرك" اهـ.​
وقد رجعت إلى الموضع الذي عزا إليه د. غانم حفظه الله فوجدت النص فيه هكذا: "ومما يدلك على أنه يخفى ويكون بزنة المتحرك قول الشاعر...".​
وهذا الكلام جاء في (الكتاب، 4/ 437-439) تحت عنوان: (هذا باب الإدغام في الحرفين اللذين تضع لسانك لهما موضعاً واحداً لا يزول عنه)​
ومما جاء في هذا الباب قوله:​
"وإذا التقى الحرفان المثلان اللذان هما سواءٌ متحركين وقبل الأول حرف مدٍ فإن الإدغام حسنٌ؛ لأن حرف المد بمنزلة متحرك في الإدغام، ألا تراهم في غير الانفصال قالوا:​
رادٌّ، وتُمُودَّ الثوبُ، وذلك قولك: إن المال لَّك، وهم يظلمونِّي، وهما يظلمانِّي، وأنت تظلمينِّي.​
والبيان ههنا يزداد حسناً لسكون ما قبله.​
ومما يدلك على أن حرف المد بمنزلة متحرك أنهم إذا حذفوا في بعض القوافي لم يجز أن يكون ما قبل المحذوف إذا حذف الآخر إلا حرف مدٍ ولين، كأنه يعوض ذلك لأنه حرفٌ ممطولٌ.​
وإذا كان قبل الحرف المتحرك الذي بعده حرفٌ مثله سواءٌ حرفٌ ساكن لم يجز أن يسكن، ولكنك إن شئتَ أخفيتَ وكان بزنته متحركاً من قِبَل أن التضعيف لا يلزم في المنفصل كما يلزم في مُدُقٍّ ونحوه مما التضعيف فيه غير منفصل.​
ألا ترى أنه قد جاز ذلك وحسن أن تبين فيما ذكرنا من نحو: جعل لَّك، فلما كان التضعيف لا يلزم لم يقوَ عندهم أن يغير له البناء، وذلك قولك ابنُ نُوحٍ، واسمُ مُوسى، لا تُدغِمُ هذا. فلو أنهم كانوا يحركون لحذفوا الألف لأنهم قد استغنوا عنها، كما قالوا: قِتَّلُوا، وخِطَّفَ، فلم يقوَ هذا على تغيير البناء كما لم يقو على أن لا يجوز البيان فيما ذكرت لك. ومما يدلك على أنه يخفى ويكون بزنة المتحرك قول الشاعر:

وإنِّي بِمَا كَلَّفَتْني عَشِيرتي *** مِن الذّبِّ عن أَعْراضِها لَحَقيِقُ".​
وقال غيلان ين حريثٍ:​
وامتاحَ مِنّي حَلَباتِ الهاجِمِ *** شَأوُ مُدِلٍّ سابِقِ اللّهامِمِ​
وقال أيضاً:​
وغيرُ سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِمِ​
فلو أسكن في هذه الأشياء لانكسر الشعر، ولكنا سمعناهم يخفون، ولو قال إني ما قد كلفتني، فأسكن الباء وأدغمها في الميم في الكلام لجاز لحرف المد، فأما اللهامم فإنه لا يجوز فيها الإسكان، ولا في القَرادِدِ؛ لأن قردداً فعللٌ، ولهمماً فعللٌ، ولا يدغم، فيكره أن يجيء جمعه على جمع ما هو مدغمٌ واحدُهُ، وليس ذلك في (إني بما)، ولكنك إن شئت قلت: قَرادِدِ فأخفيتَ، كما قالوا متعففٌ فيخفى، ولا يكون في هذا إدغام وقد ذكرنا العلة". اهـ.​
فيلاحظ بأن كلام سيبويه رحمه الله لا علاقة له بالميم الساكنة عند الباء لا من قريب ولا من بعيد، بل وليس كلامه عن إخفاء الحرف وإنما عن إخفاء الحركات، فلا وجه للاحتجاج به، والله أعلم.​

وقد بحثت عن هذه العبارة: (المخفى بوزن المظهر) فلم أجدها في أي كتاب من كتب النحو وكتب اللغة، فالمطلوب أولاً ذكر مصدرها، ثم يُنظَر في سياق الكلام ليُعرَف المقصود منها، ولا أظن أنها توجد في أي كتاب آخر قبل التحديد، والله أعلم.
فلا تتكلف يا شيخنا عبد الحكيم في شرح (المخفى بوزن المظهر) قبل إثبات مصدرها، فالمسألة واضحة سواء كنت في مصر أو في كوكب آخر غير الكرة الأرضية (بسمة )
 
نص أبي الحسن بن شريح

نص أبي الحسن بن شريح

حقيقة أعجبني الموضوع وكنت قد وقفت على نص أبي الحسن ابن شريح في هذه المسألة فأحببت أن يطلع عليه الإخوة الفضلاء القراء.
قال أبو الحسن ابن شريح:
[FONT=&quot]قال: [/FONT]​
[FONT=&quot]"إذا جاءت الميم[/FONT][FONT=&quot] الساكنة وبعدها باء فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة، وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها، وتبقى غنتها، وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ.[/FONT]
 
حقيقة أعجبني الموضوع وكنت قد وقفت على نص أبي الحسن ابن شريح في هذه المسألة فأحببت أن يطلع عليه الإخوة الفضلاء القراء.
قال أبو الحسن ابن شريح:
[FONT=&quot]قال: [/FONT]​
[FONT=&quot]"إذا جاءت الميم[/FONT][FONT=&quot] الساكنة وبعدها باء فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة، وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها، وتبقى غنتها، وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ.[/FONT]
بارك الله فيك ، هلا ذكرت لنا المصدر .
 
وقد بحثت عن هذه العبارة: (المخفى بوزن المظهر) فلم أجدها في أي كتاب من كتب النحو وكتب اللغة، فالمطلوب أولاً ذكر مصدرها، ثم يُنظَر في سياق الكلام ليُعرَف المقصود منها، ولا أظن أنها توجد في أي كتاب آخر قبل التحديد، والله أعلم.
فلا تتكلف يا شيخنا عبد الحكيم في شرح (المخفى بوزن المظهر) قبل إثبات مصدرها، فالمسألة واضحة سواء كنت في مصر أو في كوكب آخر غير الكرة الأرضية (بسمة )

السلام عليكم
شيخنا الحبيب الأهدل أعتذر عن التأخير لظروف.
أعلم ما قاله محقق التحديد من عدم وجود النص ، لأن الداني إنما حكى المفهوم من قول سيبويه لأن الإخفاء يا شيخنا ـ الذي بمعنى الاختلاس ـ بوزن المظهر كما هو في باب الإدغام الكبير ، لأنك لو اختلست لأظهرت في نحو ( المهد صبيا ـ حيث شئتم ) وأشباهه ، وانظر لما قاله سيبويه في "متعفف) .
فيدل كلامه على الإظهار لأن الاختلاس إظهار .
ولعلك تقول : وما علاقة هذا بالميم مع الباء ؟
الجواب : لأن البعض سمى الميم مع الباء إدغاما ، وليس كذلك فأطلق عبارة سيبويه (المخفى بوزن المظهر ) ليدلل على أن الميم مظهرة مع الباء وليس إدغاما ..والكلام يا شيخنا واضح جدا .
حتى لو قلنا بأن قولي ليس صحيحا مثلا ، فماذا تقول في استشهاد الداني بسيبويه في حكم الميم مع الباء ؟
مع العلم التام لديكم يا سيدي أن سيبويه يقول في الميم بالإظهار كما سبق ، ولو كان الداني يقول يقصد بالإخفاء ما يخالف سيبويه لم يكن له أن يستشهد بقوله ..أليس صحيحا ؟
شيخنا الحبيب المسألة واضحة وقد قال لك الشيخ محمد الجزائري إن عبارة ابن الباذش والقيجاطي واضحة صريحة فلم التعنت ؟
والسلام عليكم
 
حقيقة أعجبني الموضوع وكنت قد وقفت على نص أبي الحسن ابن شريح في هذه المسألة فأحببت أن يطلع عليه الإخوة الفضلاء القراء.
قال أبو الحسن ابن شريح:
[FONT=&quot]قال: [/FONT]​
[FONT=&quot]"إذا جاءت الميم[/FONT][FONT=&quot] الساكنة وبعدها باء فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة، وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها، وتبقى غنتها، وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ.[/FONT]
السلام عليكم
بارك الله فيك يا شيخ سمير على هذه الدرر وأعتقد أن هذا الكلام في كتاب لابن شريح يذكر بعض التبيهات في التلاوة ولا أذكر اسمه الآن ..وعلينا الانتظار ....
يا شيخ محمد الجزائري واليمني ما رأيكم في هذا القول للعلامة ابن شريح ؟
دعني أضع لك بعض العبارات :
(وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم..).
(وتبقى غنتها، وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، ) .
هذا الكلام يا شيخنا قول من يقول بالإخفاء المصاحب للغنة لا بد من بطلان عمل الشفتين ، قال ابن الباذش (ولا يتجه إخفاؤهن إلا بأن يزال مخرجها من الشفة ) .
لقد كان الشيخ عامر السيد واسع الإطلاع ثاقب الفهم على علم جمّ بمضمون النص رحمه الله .
بخلاف ما فعله الشيخ أيمن سويد وقراء سوريا ، وتبعهم على ذلك الشيح محمد يحيي شريف والشيخ الأهدل وفرغلي عرباوي وغيرهم وظنوا أنهم أصابوا ومن ثم حكموا بالبدعية ، فرددت عليهم والإطباق أصبح بدعيا بنفس مفهومكم ، ولابد أن تنتهوا عن تعليم الناس بطريقة خاطئة حتى لا تأثموا ، ولا حجة لكم في تلقيكم التلقي الخاطئ الغير معتمد على نص ...أليس كذلك يا أهل الجزائر ؟
ولكم تحياتي
والسلام عليكم
 
لقد كان الشيخ عامر السيد واسع الإطلاع ثاقب الفهم على علم جمّ بمضمون النص رحمه الله .
بخلاف ما فعله الشيخ أيمن سويد وقراء سوريا ، وتبعهم على ذلك الشيح محمد يحيي شريف والشيخ الأهدل وفرغلي عرباوي وغيرهم وظنوا أنهم أصابوا ومن ثم حكموا بالبدعية ، فرددت عليهم والإطباق أصبح بدعيا بنفس مفهومكم ، ولابد أن تنتهوا عن تعليم الناس بطريقة خاطئة حتى لا تأثموا ، ولا حجة لكم في تلقيكم التلقي الخاطئ الغير معتمد على نص ...أليس كذلك يا أهل الجزائر ؟
شيخنا عبد الحكيم حفظك الله:
أنت تعلم جيداً أني لم أحكم بالبدعية على أحد، بل قد صرحت مراراً بأن القول بأن الشيخ عامر هو أول من قال بالفرجة قول غير صحيح - من وجهة نظري -، فلماذا تنسب إليَّ ما لم أقل؟!
ثم إن نصيحتك التي تتفضل بها علينا هلا نصحت بها نفسك أولاً؟ لأنك تعتقد بأن الوجه المقروء به إنما هو الإظهار المحض، أي بدون غنة، وأن الخلاف المذكور إنما هو خلاف لفظي، والذي أعرفه عنك أنك تقرأ وتُقرئُ بالفرجة، ولا شك أن القراءة بإظهار النون مع الغنة أقرب إلى إظهارها بدون غنة من القراءة بالفرجة، فأيُّنا أولى بالنصح؟!
وتقبل مني خالص التحية.
 
أين أطلق ذلك سيبويه؟ هلا ذكرت مصدر هذه العبارة من مؤلفات سيبويه؟!
السلام عليكم
يبدو أنكم لم ترو هذه المشاركة
السلام عليكم
شيخنا الحبيب الأهدل أعتذر عن التأخير لظروف.
أعلم ما قاله محقق التحديد من عدم وجود النص ، لأن الداني إنما حكى المفهوم من قول سيبويه لأن الإخفاء يا شيخنا ـ الذي بمعنى الاختلاس ـ بوزن المظهر كما هو في باب الإدغام الكبير ، لأنك لو اختلست لأظهرت في نحو ( المهد صبيا ـ حيث شئتم ) وأشباهه ، وانظر لما قاله سيبويه في "متعفف) .
فيدل كلامه على الإظهار لأن الاختلاس إظهار .
ولعلك تقول : وما علاقة هذا بالميم مع الباء ؟
الجواب : لأن البعض سمى الميم مع الباء إدغاما ، وليس كذلك فأطلق عبارة سيبويه (المخفى بوزن المظهر ) ليدلل على أن الميم مظهرة مع الباء وليس إدغاما ..والكلام يا شيخنا واضح جدا .
حتى لو قلنا بأن قولي ليس صحيحا مثلا ، فماذا تقول في استشهاد الداني بسيبويه في حكم الميم مع الباء ؟
مع العلم التام لديكم يا سيدي أن سيبويه يقول في الميم بالإظهار كما سبق ، ولو كان الداني يقول يقصد بالإخفاء ما يخالف سيبويه لم يكن له أن يستشهد بقوله ..أليس صحيحا ؟
شيخنا الحبيب المسألة واضحة وقد قال لك الشيخ محمد الجزائري إن عبارة ابن الباذش والقيجاطي واضحة صريحة فلم التعنت ؟
والسلام عليكم
انظر فيها جيدا يا شيخنا وقل لي ..ما رأيك ؟
شيخنا عبد الحكيم حفظك الله:
أنت تعلم جيداً أني لم أحكم بالبدعية على أحد، بل قد صرحت مراراً بأن القول بأن الشيخ عامر هو أول من قال بالفرجة قول غير صحيح - من وجهة نظري -، فلماذا تنسب إليَّ ما لم أقل؟!
ثم إن نصيحتك التي تتفضل بها علينا هلا نصحت بها نفسك أولاً؟ لأنك تعتقد بأن الوجه المقروء به إنما هو الإظهار المحض، أي بدون غنة، وأن الخلاف المذكور إنما هو خلاف لفظي، والذي أعرفه عنك أنك تقرأ وتُقرئُ بالفرجة، ولا شك أن القراءة بإظهار النون مع الغنة أقرب إلى إظهارها بدون غنة من القراءة بالفرجة، فأيُّنا أولى بالنصح؟!
وتقبل مني خالص التحية.
أولا : لم أقصدك في قولي (بدعة) ولو بحثت في مداخلاتي تعرف من أقصد .
ثانيا :أنت لم تفهم كلامي جيدا ولذا سقته في إطار خاطئ .
قلت (ثم إن نصيحتك التي تتفضل بها علينا هلا نصحت بها نفسك أولاً؟ لأنك تعتقد بأن الوجه المقروء به إنما هو الإظهار المحض، أي بدون غنة)
الذي قلته ليس قولي إنما هو قول ابن الباذش الذي أكده الإمام القيجاطي أنهم يقصدون بالإخفاء الإظهار ...فلماذا تتجاهل أقوالهم ؟؟
ثالثا : أقول الداني يقصد بالإخفاء الإظهار..وذكرت أدلة كثيرة تدل على ذلك ..ويكفيك قول القيجاطي.
والسلام عليكم
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يبدو أنكم لم ترو هذه المشاركة

انظر فيها جيدا يا شيخنا وقل لي ..ما رأيك ؟
بل رأيت ما في مشاركتك، ويبدو أنك أيضاً شيخنا لم تقرأ سؤالي جيداً، فأنا قلت لكم:
أين أطلق ذلك سيبويه؟ هلا ذكرت مصدر هذه العبارة من مؤلفات سيبويه؟!
ثم إن الداني قال:
"قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقرئ: في أهل اللغة من يسمي الميم الساكنة إخفاءً. قال: وقال سيبويه: المُخفَى بوزنِ المُظهر".
فالداني لم يحك مفهوم قول سيبويه كما قلتم، وإنما نقل عن أحد النحاة أنه ذكر تلك العبارة عنه، وقد بينت لك بأن عبارة سيبويه مختلفة عما نقله الإمام الداني من حيث الألفاظ وهي تعني موضوعاً آخر، ولا علاقة لها بالميم عند الباء، وليُراجَع - تفضلاً - ما كتبتُه في مشاركة سابقة عن هذا الخصوص.


قلت (ثم إن نصيحتك التي تتفضل بها علينا هلا نصحت بها نفسك أولاً؟ لأنك تعتقد بأن الوجه المقروء به إنما هو الإظهار المحض، أي بدون غنة)
الذي قلته ليس قولي إنما هو قول ابن الباذش الذي أكده الإمام القيجاطي أنهم يقصدون بالإخفاء الإظهار ...فلماذا تتجاهل أقوالهم ؟؟
ثالثا : أقول الداني يقصد بالإخفاء الإظهار..وذكرت أدلة كثيرة تدل على ذلك ..ويكفيك قول القيجاطي.
بغض النظر عن كونه قولك أو قول غيرك، فبماذا تَقرأ وتُقرِئُ أنت؟
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بل رأيت ما في مشاركتك، ويبدو أنك أيضاً شيخنا لم تقرأ سؤالي جيداً، فأنا قلت لكم:

ثم إن الداني قال:
"قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقرئ: في أهل اللغة من يسمي الميم الساكنة إخفاءً. قال: وقال سيبويه: المُخفَى بوزنِ المُظهر".
فالداني لم يحك مفهوم قول سيبويه كما قلتم، وإنما نقل عن أحد النحاة أنه ذكر تلك العبارة عنه، وقد بينت لك بأن عبارة سيبويه مختلفة عما نقله الإمام الداني من حيث الألفاظ وهي تعني موضوعاً آخر، ولا علاقة لها بالميم عند الباء، وليُراجَع - تفضلاً - ما كتبتُه في مشاركة سابقة عن هذا الخصوص.
[/COLOR]

السلام عليكم
شيخنا الأهدل أضع لك بعض العبارات من كلامك يدل على أن المخفى بوزن المظهر عند سيبويه
وإذا كان قبل الحرف المتحرك الذي بعده حرفٌ مثله سواءٌ حرفٌ ساكن لم يجز أن يسكن، ولكنك إن شئتَ أخفيتَ وكان بزنته متحركاً من قِبَل أن التضعيف لا يلزم في المنفصل كما يلزم في مُدُقٍّ ونحوه مما التضعيف فيه غير منفصل.​
لكنك إن شئت قلت: قَرادِدِ فأخفيتَ، كما قالوا متعففٌ فيخفى، ولا يكون في هذا إدغام وقد ذكرنا العلة". اهـ.​
[/RIGHT]
[/COLOR]
فالداني رحمه الله عبر بالمعنى ، ولما كان هناك من يسمي حكم الميم إخفاء أراد أن يخبرك أن المخفى هنا بمعنى الإظهار وخذ كلام الداني مرة أخرى وقم بتحليلها :
قال الإمام أبو عمرو الداني في شرحه على الخاقانية 2/ 299: (وقال أبو العباس محمد بن يونس المقرئ النحوي-332هـ-:"بيان الميم الساكنة عند الباء قد يشكل على بعض السامعين؛ فيتوهم أنها مدغمة, ولو أدغمت لشدد الذي اندغمت فيه؛ ولكن الميم والباء متواخيان, واللفظ بهما بضم الشفتين, فإذا توالتا وكانت الأولى منهما ساكنة لم يفتح القارئ شفتيه حتى يتبعهما الأخرى إذا وصل القراءة؛ فتكون الشفتان على حال انضمامهما؛ فيتوهم من ذلك من لا يعرفه أنه أدغم وهو قد أظهر بحسب ما يجوز؛ حيث ترك تشديد الثاني من الحرفين, ووفى الأول تمام اللفظ به,
ومن أهل اللغة من يسمى هذا: الإخفاء, وقال سيبويه:"المخفى بوزن الظهر").
ثم قال أبو عمرو الداني بعد هذا النص: (وهذا شرح حسن وتلخيص واضح).
وهذا بخلاف ما نقله المالقي شارح التيسير بأنها مظهرة وتنطقها مثل ميم ( الشمس ) هل يقصد بذلك غنة ؟؟
قال القيجاطي:" ومن عبر من الإئمة بأنه يخفى مع الباء فلم يرد بذلك حقيقة الإخفاء ، وإنما أراد أن يحذر القارئ من الإسراف والتعسف حتى يمنعه من جريان الصوت ـ الذي هو الغنة ـ ويخرجه إلى حيّز الحركة " ، قال : "وإتقان النطق به إنما يؤخذ مشافهة من أفواه المتقنين ".
لماذا لا تناقش هذه الأقوال بدلا من التمسك بكلام مرسل ، وقد أخبرك الشيخ محمد يحيي أن قول القيجاطي في غاية الوضوح وأنه لا يقصد بالإخفاء الغنة .
شيخنا الأمر أمامك واضح لايحتاج لطول كلام واقرأ ما تقدمت كتابته وستعلم بأنه انتهى عصر القراءة بالإطباق ، وأصبح الإطباق مخالفا للنصوص وأسأل محمد يحيي . ولك التحية
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
شيخنا الأهدل أضع لك بعض العبارات من كلامك يدل على أن المخفى بوزن المظهر عند سيبويه
شيخنا الحبيب حفظك الله:
كلام سيبويه الذي نقلتُه لم يتعرض لا لإخفاء الحرف، ولا لذكر الإظهار، وإنما ذكر بأن الحرف قد تخفى حركته ويكون بزنته متحركاً، ولتُقرَأ العبارة جيداً، وهي:

وإذا كان قبل الحرف المتحرك الذي بعده حرفٌ مثله سواءٌ حرفٌ ساكن لم يجز أن يسكن، ولكنك إن شئتَ أخفيتَ - أي أخفيت حركته - وكان بزنته متحركاً من قِبَل أن التضعيف لا يلزم في المنفصل كما يلزم في مُدُقٍّ ونحوه مما التضعيف فيه غير منفصل.​
لكنك إن شئت قلت: قَرادِدِ فأخفيتَ، كما قالوا متعففٌ فيخفى، ولا يكون في هذا إدغام وقد ذكرنا العلة". اهـ.
فكلام سيبويه واضح بأنه يعني إخفاء الحركة، وبأنها تكون بوزن الحرف متحركاً، فما علاقة هذا الكلام بإخفاء الميم الساكنة عند الباء، فالاحتجاج بكلام سيبويه على ما تحتجون به غير صحيح.




لماذا لا تناقش هذه الأقوال بدلا من التمسك بكلام مرسل ، وقد أخبرك الشيخ محمد يحيي أن قول القيجاطي في غاية الوضوح وأنه لا يقصد بالإخفاء الغنة .
لو قرأت مشاركاتي السابقة جيداً لتبين لك بأنه لا خلاف بيني وبين الشيخ محمد يحيى، وأن النتيجة التي عند شيخنا محمد الشريف وعندي نتيجة واحدة.

شيخنا الأمر أمامك واضح لايحتاج لطول كلام واقرأ ما تقدمت كتابته وستعلم بأنه انتهى عصر القراءة بالإطباق ، وأصبح الإطباق مخالفا للنصوص وأسأل محمد يحيي .
أعتقد بأن الحوار بأكمله سواء قيل بالإظهار مع الغنة، أو الإظهار المحض بدون غنة يصب في مصب القضاء على الفرجة، ويؤيد القراءة بالإطباق.
والذي قرأته من مشاركات الشيخ محمد يحيى هي بخلاف الرأي الذي أنتم عليه، وأراك تكرر الإحالة إليه، فهل له رأي جديد أخبرك به غير ما كتبه هنا؟ فإن كان الأمر كذلك فأنا بانتظار أن تتحفنا به، أو يتكرم به هو علينا.
وسلام الله عليك ورحمته وبركاته.
 
السلام عليكم وبعد فأرجو من المشايخ الفضلاء الكرام مناقشة هذه المسألة بهدوء وانفتاح صدر.
أما بالنسبة لكلام ابن شريح أبي الحسن فقد نقله عنه النحوي المقرئ ابن آجروم في شرحه للشاطبية: فرائد المعاني، وسأورد كلامه كاملا: قال رحمه الله:
[FONT=&quot]وأما الميم الساكنة إذا وقعت بعدها الباء، نحو: "كنتم به مومنين"؛ فمنهم من قال: إنها تخفى، ولا تبقى لها إلا الغنة، وهو الذي اختاره أبو عمرو وابن مجاهد وأبو الحسن الأنطاكي وأبو الفضل الخزاعي، ويحكى أنه مذهب الفراء.[/FONT]​
[FONT=&quot]ومنهم من قال: إنها تظهر ولا تخفى، وإليه ذهب ابن المنادي وأحمد بن يعقوب التائب وعبد الباقي بن الحسن وطاهر بن غلبون وغيرهم. [/FONT]​
[FONT=&quot]وقد ذكر أبو الحسن شريح فيها فصلا، أرى أن أذكره لحسنه؛ ولأن فيه رَدًّا على كثير من القرأة الذين إذا نطقوا بالميم الساكنة وبعدها الباء حركوها أو وقفوا عليها، ثم ابتدأوا على غير طريقة الوقف، وفي الموضع الذي لا يجوز فيه الوقف، قال: [/FONT]​
[FONT=&quot]"إذا جاءت الميم[/FONT][FONT=&quot] الساكنة وبعدها باء، فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة.[/FONT]​
[FONT=&quot]وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، -كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها وتبقى غنتها- وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ". [/FONT]​
[FONT=&quot]فإن قلت: فلم لم تدغم الميم الساكنة في الباء لأنها قريبة منها في المخرج؟. [/FONT]​
[FONT=&quot]فالجواب: أن الميم فيها غنة، والغنة خارجة من الخيشوم، فقد صارت الميم -وإن كانت تخرج من الشفتين- كأنها خارجة من الخيشوم، فقد تباعدتا بذلك في المخرج -والله أعلم-، فلم يبق بعد تعذر الإدغام إلا الإظهار، وهو الذي اختاره أبو الحسن شريح، أو الإخفاء.[/FONT]​
[FONT=&quot]فمن أظهرها فقد أتى بها على الأصل؛ لأن الإخفاء خارج عن القياس؛ لأنه أخذ بالطرفين، وأيضا فإنهم يفرون إلى الميم مع الباء إذا لقيت النون الساكنة الباء، فإذا ظفروا بها فكيف يغيرونها أو ينتقلون عنها؟، كما قالوا في النسب إلى شقاوة: شقاوي، والتزموا الواو ولم يقلبوها همزة؛ لأنهم يفرون عن الهمزة إلى الواو، فيقولون في النسب إلى كساء: كساوي، فإذا ظفروا بالواو فكيف يفرون عنها.[/FONT]​
[FONT=&quot]ومن أخفاها فإنه -والله أعلم- جعل لها حكما بين حكمين؛ وذلك أن الميم إذا أظهرت، عملت الشفتان في لفظها، والخيشوم في غنتها.[/FONT]​
[FONT=&quot]فإذا لقيتها الباء ففيها مقاربة لها بعمل الشفتين فيها، كعملها في الباء، وفيها بعد بخروج غنتها من الخيشوم، فإذا أخفاها فقد أبطل عمل الشفتين فيها بما فيها من القرب، وأبقى عمل الخيشوم في غنتها لبعدها منها، فصار لها بذلك حكم بين حكمين، وصارت في ذلك كالنون، إذا لقيتها حروف اللسان لم تبعد منها كل البعد فتظهر، ولم تقرب كل القرب فتدغم.[/FONT]
 
السلام عليكم
الشيخ محمد يبدو أنك لم تفهم ما أريد ولا تريد أن تناقش قول القيجاطي وابن الباذش والمالقي وغيرهم .
والداني يريد أن يقول لك :المخفي يظهر المدغم وكذا إخفاء الميم معناه أن تظهره ولكن..........
عموما لا يوجد قول أوضح من قول ابن شريح في وصفه للإخفاء بغنة من إزالة مخرج الشفتين في الميم .
وأشكر الشيخ سمير عمر على هديته الثمينة وهذا النص أراه فصل الخطاب .
وآمل من الإخوة أن يشرحوا لنا هذا النص ، وللعلم أن الداني نقل حكم الملم عن ابن شريح وقال لانطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا ، إذن هذا النص وما شاكله المقصود به الإظهار ، وهو عين النص الذي يستدل به المخالفين على انطباق الشفتين ، وهو عين النص الذي قاله الداني ..فماذا بقي ؟
عموما العلم لابد فيه من تدقيق وأن يكون المحاور واضحا دون حيدة لأن الله سيحاسبنا على ما نقول .
ماذا يقول الإخوة في نص ابن شريح ؟؟ أين يا شيخ محمد يحيي شريف والنصوص بالفرجة تنهال عليك تباعا ، فليس أمامك سوى الفرار إلى طريق المصريين ..ومبارك عليك الوصول للحقيقة .
والسلام عليكم
 
السلام عليكم وبعد فأرجو من المشايخ الفضلاء الكرام مناقشة هذه المسألة بهدوء وانفتاح صدر.
أما بالنسبة لكلام ابن شريح أبي الحسن فقد نقله عنه النحوي المقرئ ابن آجروم في شرحه للشاطبية: فرائد المعاني، وسأورد كلامه كاملا: قال رحمه الله:
[FONT=&quot]وأما الميم الساكنة إذا وقعت بعدها الباء، نحو: "كنتم به مومنين"؛ فمنهم من قال: إنها تخفى، ولا تبقى لها إلا الغنة، وهو الذي اختاره أبو عمرو وابن مجاهد وأبو الحسن الأنطاكي وأبو الفضل الخزاعي، ويحكى أنه مذهب الفراء.[/FONT]​
[FONT=&quot]ومنهم من قال: إنها تظهر ولا تخفى، وإليه ذهب ابن المنادي وأحمد بن يعقوب التائب وعبد الباقي بن الحسن وطاهر بن غلبون وغيرهم. [/FONT]​
[FONT=&quot]وقد ذكر أبو الحسن شريح فيها فصلا، أرى أن أذكره لحسنه؛ ولأن فيه رَدًّا على كثير من القرأة الذين إذا نطقوا بالميم الساكنة وبعدها الباء حركوها أو وقفوا عليها، ثم ابتدأوا على غير طريقة الوقف، وفي الموضع الذي لا يجوز فيه الوقف، قال: [/FONT]​
[FONT=&quot]"إذا جاءت الميم[/FONT][FONT=&quot] الساكنة وبعدها باء، فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة.[/FONT]​
[FONT=&quot]وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، -كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها وتبقى غنتها- وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ".

عذرا منكم ومع احترامي الشديد لكاتب هذا الشرح وناقله : كيف أبطل عمل الشفتين في الميم وأبقي غنتها في الخيشوم من غير اعتماد على الشفتين ؟؟؟ الإخفاء مع الميم يختلف عنه مع النون ، والقول بأن الشفتين تجتمعان للباء وليس للميم غير مقبول عقليا ، فبيانهابتؤدة ويسر وإرسال غنتها من غير إلزامها المخرج إلزاما لما فيها من رخاوة : يعني أن إطباق الشفتين ليس بقوة الإطباق في الباء حيث احتبس صوتها احتباسا تاما في زمن قصير أدى لانفكاك قوي بالقلقة فلم يسمح بجريان صوتها في الخيشوم كالميم التي تشاركها المخرج ، وإنما الذي سمح بجريان صوت الميم في الخيشوم هو ما فيها من رخاوة أي صفة التوسط ، فتنطبق معها الشفتان بقوة أقل من قوة انطباقهما مع الباء فلا يحتبس صوتها احتباسا تاما وإنما انحرف عنهما ليجري في الخيشوم جريانا مسبوقا باحتباس (وهذا معنى إلزامها المخرج إلزاما لما فيها من رخاوة) ومع التؤدة واليسر يطول زمن الغنة إما بإطباق تام عند إدغامها في مثلها ، أو بإطباق غير تام عند إخفائها ، ثم كيف تجتمع الشفتان للباء فقط وهي متحركة وزمن تلاقي طرفي المخرج قصير جدا لكونه متحرك بعد أداء غنة مبهمة : لا هي غنة ميم سببها انطباق الشفتين ، ولا هي غنة نون سببها وضع اللسان داخل الفم مما تسبب في إعاقة لبعض الصوت الذي انحرف إلى الخيشوم مكتسبا غنة ممزوجة بصوت الحرف المخفى عنده ؟؟؟

[/FONT]​
[FONT=&quot]فإن قلت: فلم لم تدغم الميم الساكنة في الباء لأنها قريبة منها في المخرج؟. [/FONT]​
[FONT=&quot]فالجواب: أن الميم فيها غنة، والغنة خارجة من الخيشوم، فقد صارت الميم -وإن كانت تخرج من الشفتين- كأنها خارجة من الخيشوم، فقد تباعدتا بذلك في المخرج -والله أعلم-، فلم يبق بعد تعذر الإدغام إلا الإظهار، وهو الذي اختاره أبو الحسن شريح، أو الإخفاء.

وهذا الكلام أيضا مردود عليه : كيف صارت الميم كأنها خارجة من الخيشوم فقط والخيشوم مخرج مقدر لا يخرج منه صوت الغنة إلا بالاعتماد على جزء محقق داخل الفم ؟؟؟ وكيف تباعدت الميم عن الباء بهذه الطريقة إذا اعتمدنا القول بأننا تركنا الاعتماد على الشفتين ليجري صوت غنة مبهمة في الخيشوم وهذه الحالة بهذا الوصف تماثل حالة إخفاء النون عند الحروف النطعية ؟؟؟ فمعلوم أننا لا نقرع مخرج النون وإنما نكون عند مخرج الحرف النطعي القريب جدا من النون ، ولذا وصف الإخفاء عند هذه الحروف بأنه قريب من الإدغام لقرب مخرجي المخفى والمخفى عنده ، ولم يوصف بأنه قريب من الإظهار لبعد المخرجين حيث تركت النون مخرجها وجرت في الخيشوم ، وكذلك الإخفاء عند القاف والكاف وصف بأنه قريب للإظهار لبعد الحرفين اللهويين عن النون ، وعلى الرغم من جريان غنتها في الخيشوم الذي يبدأ مخرجه فويق اللهاة لم يوصف الإخفاء عند القاف والكاف بأنه قريب من الإدغام وإنما وصف بأنه قريب من الإظهار ، مما يرد التعليل السابق وينفيه تماما .
وأما تعذر الإدغام (إدغام الميم في الباء) لأن مجرد طول زمن انطباق الشفتين انطباقا تاما يجعل الصوت ينحرف ليجري في الخيشوم تلقائيا ، ومعلوم على القول الراجح أنه عند الإدغام التام بغنة
[/FONT] - عموما - [FONT=&quot] فإن الغنة المسموعة تكون للمدغم فيه وليس للمدغم ، والباء ليس فيها صوت غنة ولا يسمح مخرجها الشديد بجريان صوت الغنة فيه ، فلا يمكن إدغام الميم فيها إلا بغير غنة ، ولذا اختلفوا بين الإظهار : النطق بالميم في زمن توسطها (بإطباق الشفتين) ثم الباء الشديدة المتحركة بإطباق الشفتين ابتداء يليه فورا تباعد للحركة ، وإما الإخفاء (بإطباق الشفتين ولكن بتؤدة ويسر مما يجعله انطباقا غير تام) فيطول زمن الغنة التي سببها انطباق الشفتين بضعف ثم بالقوة اللازمة للنطق بالباء الشديدة قبل التباعد للحركة .

[/FONT]​
[FONT=&quot]فمن أظهرها فقد أتى بها على الأصل؛ لأن الإخفاء خارج عن القياس؛ لأنه أخذ بالطرفين، وأيضا فإنهم يفرون إلى الميم مع الباء إذا لقيت النون الساكنة الباء، فإذا ظفروا بها فكيف يغيرونها أو ينتقلون عنها؟، كما قالوا في النسب إلى شقاوة: شقاوي، والتزموا الواو ولم يقلبوها همزة؛ لأنهم يفرون عن الهمزة إلى الواو، فيقولون في النسب إلى كساء: كساوي، فإذا ظفروا بالواو فكيف يفرون عنها.[/FONT]​
[FONT=&quot]ومن أخفاها فإنه -والله أعلم- جعل لها حكما بين حكمين؛ وذلك أن الميم إذا أظهرت، عملت الشفتان في لفظها، والخيشوم في غنتها.[/FONT]​
[FONT=&quot]فإذا لقيتها الباء ففيها مقاربة لها بعمل الشفتين فيها، كعملها في الباء، وفيها بعد بخروج غنتها من الخيشوم، فإذا أخفاها فقد أبطل عمل الشفتين فيها بما فيها من القرب، وأبقى عمل الخيشوم في غنتها لبعدها منها، فصار لها بذلك حكم بين حكمين، وصارت في ذلك كالنون، إذا لقيتها حروف اللسان لم تبعد منها كل البعد فتظهر، ولم تقرب كل القرب فتدغم.[/FONT]
جزيتم خيرا وإن كنت لا أرى صحة هذا الكلام الأخير علميا من وجهة نظري القاصرة لما بينته أعلاه ، والله أعلم .
 
عذرا من الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق : لست من الإخوة الذين طلبت منهم شرح هذا النص ، فقد كنت أكتب الرد أثناء كتابتكم الرد الأخير ، وأعلم أن ردي لا يرقى عندكم لردود الإخوة المشاركين في هذا الموضوع ، وسيتم تجاهله ، ولكنني من المتابعين للموضوع من بدايته ، مما يعطيني الحق بالتعليق وإبداء وجهة نظري سواء لقيت القبول أو لم تقبله .
 
بالطبع كلام ابن شريح غير مقبول ؛لأنه سيقضي على الإطباق ، ولا أعلم وجه الاستنكار أو الصعوبة في تأتي غنة الميم من دون الاعتماد على مخرجها ؟‏!‏
إذا أردتم بيانا لكلام ابن شريح فهو مترجم في قراءة الشيخ الحصري .
وعلى المطبقين السلام ، والسلام .
 
عذرا من الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق : لست من الإخوة الذين طلبت منهم شرح هذا النص ، فقد كنت أكتب الرد أثناء كتابتكم الرد الأخير ، وأعلم أن ردي لا يرقى عندكم لردود الإخوة المشاركين في هذا الموضوع ، وسيتم تجاهله ، ولكنني من المتابعين للموضوع من بدايته ، مما يعطيني الحق بالتعليق وإبداء وجهة نظري سواء لقيت القبول أو لم تقبله .
السلام عليكم
أنا لا أتجاهل أي رد ولكني أسكت أحيانا عندما أرى الجواب ليس موافقا لما أريده فقط ، ومع كامل تقديري واحترامي لجوابكم ، ومع علمي بأنك ما زلت طالبة في معهد القراءات وغالبا الطلبة لا يحققون محل النزاع في كثير من المواضيع ،وجوابك يدل على ما أقوله .
فأنت تقومين بالاعتراض على قول الإمام ابن شريح رحمه الله وتصفين كلامه بأنه غير صحيح وغير مقبول ومعارض للمعقول والمنقول ولذا قمت بالجواب ووضع الرد .
فأقول : ليس هذا محل النزاع الذي نحن بصدده ، محل النزاع هل قول ابن شريح يدل على وصف الفرجة أو لا ؟ فهذا هو السؤال بصرف النظر هل يصح قوله عندكن أو لا ..أليس كذلك ؟
فالإمام ابن شريح ممن يأخذون بالإظهار التام في الميم مع الباء ، ووصف قول من قال بالإخفاء ألا يطبق شفتيه وهو القول الموافق للجعبري (ولاطباق اتقي ) ، وأصحاب الإطباق كانوا ينفون وجود النص وها هو النص الأم في المسألة وهو أقوى دلالة من نص الجعبري ، وهو النص المطابق لنص ابن الباذش (ولا يتجه إخفاؤهن إلا أن يزال مخرجها من الشفة ) فهل بعد هذا قول ؟
الطالبة شذى :جوابك متكلف وسهل الرد عليه جدا لأنك بنيتي جوابك على معلومات قديمة راسخة في ذهنك بأن الإخفاء بالإطباق ومن ثم كان هذا جوابك بناء على فهم خاطئ لمعنى الإخفاء .
وأكرر سؤالي : هل هذا الوصف للإخفاء يدل على الفرجة أو لا ـ بصرف النظر عن كونه الوصف كان صحيحا أو لا ـ ؟
والسلام عليكم عليها السلام
 
السلام عليكم
الشيخ محمد يبدو أنك لم تفهم ما أريد ولا تريد أن تناقش قول القيجاطي وابن الباذش والمالقي وغيرهم .
والداني يريد أن يقول لك :المخفي يظهر المدغم وكذا إخفاء الميم معناه أن تظهره ولكن..........
عموما لا يوجد قول أوضح من قول ابن شريح في وصفه للإخفاء بغنة من إزالة مخرج الشفتين في الميم .
وأشكر الشيخ سمير عمر على هديته الثمينة وهذا النص أراه فصل الخطاب .
وآمل من الإخوة أن يشرحوا لنا هذا النص ، وللعلم أن الداني نقل حكم الملم عن ابن شريح وقال لانطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا ، إذن هذا النص وما شاكله المقصود به الإظهار ، وهو عين النص الذي يستدل به المخالفين على انطباق الشفتين ، وهو عين النص الذي قاله الداني ..فماذا بقي ؟
عموما العلم لابد فيه من تدقيق وأن يكون المحاور واضحا دون حيدة لأن الله سيحاسبنا على ما نقول .
ماذا يقول الإخوة في نص ابن شريح ؟؟ أين يا شيخ محمد يحيي شريف والنصوص بالفرجة تنهال عليك تباعا ، فليس أمامك سوى الفرار إلى طريق المصريين ..ومبارك عليك الوصول للحقيقة .
والسلام عليكم
لا أدري لماذا تتحامل عليَّ شيخنا عبد الحكيم هذه المرة بشدة مع أنك تعرف أني صديقك؟! (بسمة)
عموماً شيخنا حفظك الله:
أنا قصدت أن أناقش ما ذكرتموه فقرة فقرة، فبدأت بالعبارة التي ما زلتَ متمسكاً بها - مع وضوح بطلان الاحتجاج بها - من أن سيبويه قال: (المخفي بزنة المظهر)، وبينت بأن هذه العبارة غير ثابتة عنه، وبأن كلامه عن موضوع آخر، وأطالب من يصر عليها أن يثبتها من مؤلفات سيبويه، ولو بالمعنى.
أما عن الفرجة، فأنا قد صرحت مراراً بأن القول بالفرجة له وجه، وبأني لا أنكر على الآخذين به، وبأنه من البُعْد بمكان أن يكون محدثاً من المتأخرين، وبأن شيخي إسماعيل عبد العال رحمه الله قد ذكر لي شيوخاً أقدم زمناً من الشيخ عامر السيد عثمان كانوا يقرؤون ويُقرئون بالفرجة، فكلام ابن شريح - إن كان هو نص كلامه - لم يأتني بجديد من جهة الفرجة.

ويلاحظ أن نص كلام ابن شريح المذكور:

إذا جاءت الميم الساكنة وبعدها باء، فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة.
فبيان النون وإظهارها واضح من كلامه، ولكن قوله: "وأرسل غنتها" هو موضع الإشكال، ونقطة الخلاف، هل هي الغنة الأصلية في الميم، أو الغنة الزائدة؟ عبارته محتملة، والذي يبدو لي أنه يقصد الغنة الزائدة لعدة أمور أبرزها:
1. لو كان يقصد الغنة الأصلية لاكتفى بذكر الإظهار.
2. لو كانت الميم تُظهر إظهاراً خالصاً لما اختلفت عبارة العلماء في الكلام عنها، كما أسلفتم.


وقوله بعد ذلك:
وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، -كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها وتبقى غنتها- وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم
يلاحظ:
أنه حكى الإخفاء بصيغة التضعيف، ثم فسره بأنه يلزم منه إبطال عمل الشفتين قياساً على إخفاء النون، ولم يذكر بأن هذه الكيفية هي التي يُقرَأ بها، ولا أنها هي المأخوذ بها عنده.
ثم أتبعه بقوله:
"وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ".
فيلاحظ بأن الوجه المأخوذ به عنده إنما هو وجه واحد، وهو الأول.

ولأكون صريحاً معكم شيخنا عبد الحكيم حفظك الله أراك لا تدري ماذا تُريد:
فكلامك في البداية واضح بأن الوجه الصحيح هو وجه واحد فقط وهو الإظهار الخالص، وأن الخلاف المذكور إنما هو خلاف عبارة، واللفظ واحد.
وبعد أن نقل أخونا سمير عمر نص ابن شريح جعلته فصل الخطاب، وعدت إلى التمسك بالقول بالفرجة من جديد، وكلامك في البداية يصب في مصب أن الوجه المقروء به إنما هو وجه واحد وإن اختلفت العبارة.

أما قولكم:

عموما العلم لابد فيه من تدقيق وأن يكون المحاور واضحا دون حيدة لأن الله سيحاسبنا على ما نقول .
فهي موعظة بليغة - بحق -، وعلى الجميع امتثالها، ونسأل الله لنا ولكم العون والسداد.




 
السلام عليكم
أنا لا أتجاهل أي رد ولكني أسكت أحيانا عندما أرى الجواب ليس موافقا لما أريده فقط ، ومع كامل تقديري واحترامي لجوابكم ، ومع علمي بأنك ما زلت طالبة في معهد القراءات وغالبا الطلبة لا يحققون محل النزاع في كثير من المواضيع ،وجوابك يدل على ما أقوله .
فأنت تقومين بالاعتراض على قول الإمام ابن شريح رحمه الله وتصفين كلامه بأنه غير صحيح وغير مقبول ومعارض للمعقول والمنقول ولذا قمت بالجواب ووضع الرد .

أسعدني ردك يا شيخ عبد الحكيم ، نعم أنا طالبة في معهد القراءات ولكني على مشارف الأربعين ، وعملي بالتجويد يمتد لأكثر من عشرين عاما ، ولو اعتمدت فقط على مناهج معهد القراءات لما كتبت كلمة هنا ، وقد وصفت كلام ابن شريح بأنه معارض للمعقول فقط كما بينت ، ولم أقل أنه معارض للمنقول ، فكيف لي تجاهل النصوص التي أوردتموها من بداية الموضوع ؟؟؟ وإن كنت أرى - أيضا من وجهة نظري القاصرة - أن كثيرا منها يحتمل الوجهين : الإطباق والفرجة ، وكل يؤول بحسب فهمه .

فأقول : ليس هذا محل النزاع الذي نحن بصدده ، محل النزاع هل قول ابن شريح يدل على وصف الفرجة أو لا ؟ فهذا هو السؤال بصرف النظر هل يصح قوله عندكن أو لا ..أليس كذلك ؟

فإن لم يصح عندنا كما بينت في الشرح أعلاه فهل أبني عليه رأي ؟؟؟

فالإمام ابن شريح ممن يأخذون بالإظهار التام في الميم مع الباء ، ووصف قول من قال بالإخفاء ألا يطبق شفتيه وهو القول الموافق للجعبري (ولاطباق اتقي ) ، وأصحاب الإطباق كانوا ينفون وجود النص وها هو النص الأم في المسألة وهو أقوى دلالة من نص الجعبري ، وهو النص المطابق لنص ابن الباذش (ولا يتجه إخفاؤهن إلا أن يزال مخرجها من الشفة ) فهل بعد هذا قول ؟
الطالبة شذى :جوابك متكلف وسهل الرد عليه جدا لأنك بنيتي جوابك على معلومات قديمة راسخة في ذهنك بأن الإخفاء بالإطباق ومن ثم كان هذا جوابك بناء على فهم خاطئ لمعنى الإخفاء .

فليتك شيخي الفاضل رددت على ما جاء فيه ، ولكن الرد كان عاما مجملا وليس لما جاء فيه من تفاصيل ، وليست معلومات قديمة راسخة ، فكل له مذهبه وطريقته ، وخاصة أن الخلاف هنا لا يستحق هذه المعارك الضارية فليس بلحن جلي ولا خفي ، وإن كنت أرى أن الفرجة بمسماها الحقيقي كفرجة حقيقية مثل التي تحدث طبيعيا عند النطق بالواو تؤدي لسماع غنة نون وليست غنة ميم - وجهة نظر أيضا - أما إن كان المقصود بالفرجة مجرد التلامس بين الشفتين بحيث تسمحان بمرور ورقة رقيقة من بينهما كما وصف الإخفاء الشفوي في كثير من الكتب ، فهذه الفرجة هي ما نسميها نحن المطبقين : الإطباق غير التام ، أما من وصفوا هذه الفرجة بعلامات ومقاسات معينة جعلت الغنة الخارجة من الخيشوم بسببها غنة مبهمة أو غنة نون فهذا ما نعترض عليه .

وأكرر سؤالي : هل هذا الوصف للإخفاء يدل على الفرجة أو لا ـ بصرف النظر عن كونه الوصف كان صحيحا أو لا ـ ؟
والسلام عليكم عليها السلام

هذه الفقرة من كلام ابن شريح وبنى عليها رأيها عندما ختمها بقوله : " ... وبه آخذ " :
[FONT=&quot]"إذا جاءت الميم
[FONT=&quot] الساكنة وبعدها باء، فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة.[/FONT]
[/FONT][FONT=&quot]وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، -كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها وتبقى غنتها- وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ".[/FONT]
فقوله : ولا تلزمها المخرج إلزاما : يفهم منه النهي عن الإطباق التام الذي يؤدي لسماع غنة ميم مدغمة ، ويفهم منه ضد المنهي عنه وهو : الإطباق الغير تام بمجرد تلامس الشفتين ، وقد يفهم منه أداء الغنة المرسلة بالفرجة المزعومة ، فمثله مثل غيره من النصوص يمكن تفسيره بأكثر من طريقة ، ولا أراه يصف إظهار الميم عند الباء ، فكيف يظهرها بتؤدة ويسر ؟؟؟ : تؤدة : تعبر عن طول زمن المكث في المخرج ، واليسر : تعبر عن عدم إلصاق الشفتين إلصاقا تاما كما يتم مع الميم المظهرة والمدغمة في مثلها ، بل علل سبب إرسال غنتها بناء على بيانها بتؤدة ويسر باشتراك الباء معها في المخرج ، ولذا قال : فلا تلزمها المخرج - أي مخرج الباء- إلزاما ، وبالتالي لا تتركه تركا نهائيا ، وذلك لأن ما في الغنة من رخاوة ليس من صفة الباء : وهذا الكلام بينته في الشرح في المشاركة السابقة .
أما قوله : فربما التبس سكونها بالحركة ، فلم أفهمه : هل يتحدث عن سكون الميم وحركة الباء وإمكانية التباسهما إذا لم تؤد الغنة بتؤدة - طول زمن الغنة - ويسر - بعدم إلصاق الشفتين إلصاقا تاما - أم ماذا يقصد ، فلا أعلم لأن المؤلف كاملا ليس بين يدي ، ولا أعرف كيف يمكن أن يوصف الإظهار بهذا الوصف : تؤدة ويسر وإرسال غنة ، بل وعدم إلزام الميم المخرج إلزاما : فأين هي الميم المظهرة هنا وفيها فقط أصل الغنة وليس طول زمنها ؟؟؟؟
أما ما جاء في الفقرة الثانية وقوله : فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم :
فهذا القول لا يصح عندنا ولا عند غيرنا من أصحاب الفرجة ، وبالتالي لا يدل على الفرجة من قريب ولا بعيد لأنه ببساطة لم يأخذ به ولم يقرأ به وبالتالي لم يطبقه عمليا فأنى له أن يصفه نظريا ؟؟ علما بأننا لا يمكننا إبطال عمل الشفتين عند الإخفاء الشفوي لكون الميم والباء مخرجهما واحد ، ومن قال بالإطباق التام ومن قال بالإطباق الغير تام ومن قال بالفرجة : لا يمكن أبدا أن يترك مخرج الميم أو يبطل عمل الشفتين نهائيا ولو بتلامس جانبي باطن الشفة عند أصحاب الفرجة ، وكما قلت : الإخفاء في الميم غير الإخفاء في النون ، لاستحالة إعدام مخرج الميم كما بينت في السطر السابق ، فإن لم يصح : فكيف أبني رأي على قول لم يصح عندي ؟؟

ولو نظرنا إلى من استشهد بهذه العبارة وهو ابن آجروم ، فنجده قد أوردها كما قال :

[FONT=&quot]وقد ذكر أبو الحسن شريح فيها فصلا، أرى أن أذكره لحسنه؛ ولأن فيه رَدًّا على كثير من القرأة الذين إذا نطقوا بالميم الساكنة وبعدها الباء حركوها أو وقفوا عليها، ثم ابتدأوا على غير طريقة الوقف، وفي الموضع الذي لا يجوز فيه الوقف، [/FONT][FONT=&quot]قال: .............
ثم فسره بعد ذلك بعقد مقارنة بين الإظهار والإخفاء ، والترجيح بينهما من حيث الصحة مع التعليل لكل واحد منهما ، واعترضت على تعليله للإخفاء بتشبيهه لإخفاء النون ، وهذا ما بينته في المشاركة السابقة بالتفصيل ، فالكلام كله ليس عن الإخفاء بفرجة أو بغير فرجة ، بل عن الإخفاء والإظهار وأخطاء القراء في الوجهين ، وتقديمهم وجه الإظهار لأنهم يرون في الإخفاء إعدام المخرج الشفوي ، والحق كما بينت أعلاه أنه لا يمكن إعدامه بحال من الأحوال في الحالات الثلاث ، فعندنا من يخفي بإطباق تام ، وعندنا من يخفي بإطباق غير تام - مجرد تلامس للشفتين - وعندنا من يخفي بفرجة لا تتأتى إلا بتلامس جانبي باطن الشفة ، فأنى لأي من الثلاثة أن يخفي الميم عند الباء دون الاعتماد على الشفتين أو جزء منهما ؟؟؟؟

أتمنى أن لا أكون قد خرجت عن المراد من الموضوع ، وإن كان من وجهة نظركم فلكم الحق في عدم الرد .
[/FONT]
 
بالطبع كلام ابن شريح غير مقبول ؛لأنه سيقضي على الإطباق ، ولا أعلم وجه الاستنكار أو الصعوبة في تأتي غنة الميم من دون الاعتماد على مخرجها ؟‏!‏
إذا أردتم بيانا لكلام ابن شريح فهو مترجم في قراءة الشيخ الحصري .
وعلى المطبقين السلام ، والسلام .
الأستاذ أحمد نجاح : راجع ردي أعلاه ، لا يمكن أن تأتي بغنة يجري صوتها في مخرج مقدر وهو الخيشوم دون الاعتماد على جزء من أجزاء الفم ، كما أنك لا يمكن أن تاتي بحرف مد يجري صوته في المخرج المقدر وهو الجوف دون الاعتماد أولا على جزء من أجزاء الفم ، وسبق واحتكمنا أنا وأنت لشيخنا الشيخ مصطفى أبو بكر : وسمع قراءتي بما أسميه إطباق (غير تام) وسمع قراءتك بما تسميه فرجة ، والنتيجة أن الصوت واحد : مجرد تلامس بين الشفتين لأن الإطباق الغير تام عندي هو نفسه الإخفاء بفرجة عندك ولكنها فرجة تسمح فقط بمرور ورقة رقيقة كما قال الشيخ مصطفى ، وقال أن الاعتراض يكون على من يطبق إطباقا تاما بحيث نسمع غنة ميم مدغمة ، وعلى من توسع في وصف شكل الفرجة بل ومقاساتها كما قال شيخي ، فهذه الفرجة بأوصافها المزعومة ليست هي المرادة عند من وصفوها سابقا ، والشيخ الحصري يقرأ الإخفاء الشفوي بمجرد التلامس بين الشفتين : لا بإطباق تام ، ولا بفرجة تضطر القارئ لضم الشفتين بانفراجهما كما يفعل مع الواو .
والخلاصة أننا يجب أن نفرق في كلامنا بين أربع أقوال وليس بين قولين فيما يتعلق بوصف الإخفاء من واقع ما نسمعه من القراء :
1 - الإطباق التام : وهو ما يؤدي لسماع غنة ميم مدغمة ، وهو مرفوض .
2 - الإطباق الغير تام : ومعه تتكون فرجة طبيعية مع كون الشفتين في وضع انبساط : دون كز أو ضم .
3 - الفرجة الطبيعية : ومها تكون الشفتان أيضا في وضع انبساط : دون كز أو ضم .
والوجهان الثاني والثالث : وجهان لعملة واحدة ، والخلاف لفظي فقط .
4 - الفرجة المفتعلة : ومعها تكون الشفتان في وضع انضمام ، ليس بالضرورة كضمهما مع الواو ولكن يحدث معها بروز للشفتين .
وهذا الوجه أيضا : مرفوض ، فالغنة الناتجة هنا ليست غنة ميم ولا غنة نون ؛ بل غنة مبهمة ممزوجة بصوت الواو .
وعلى هذا يجب أن نفرق في القول والتصنيف بين المطبقين وكيفية إطباقهم ، وبين أصحاب الفرجة وشكل هذه الفرجة ، وبعد هذه الصفحات لا أظن أن المطبقين من المشاركين وأصحاب الفرجة يختلف أداؤهم العملي ، فهما حتما النوعان الثاني والثالث ، فالأسماء والمسميات مختلفة والأداء في النهاية واحد والله أعلم .
وأما القول بإظهار الميم عند الباء ، فليس هو الوجه المقدم في الأداء ، ولا أعلم أحدا يقرأ ويُقرئ به الآن ، والقراءة سنة متبعة ، واشتهرت وتواترت القراءة بإخفاء الميم عند الباء ، والخلاف في كيفية هذا الإخفاء ، كما بينت أعلاه والله أعلم .
 

ولأكون صريحاً معكم شيخنا عبد الحكيم حفظك الله أراك لا تدري ماذا تُريد:
فكلامك في البداية واضح بأن الوجه الصحيح هو وجه واحد فقط وهو الإظهار الخالص، وأن الخلاف المذكور إنما هو خلاف عبارة، واللفظ واحد.
وبعد أن نقل أخونا سمير عمر نص ابن شريح جعلته فصل الخطاب، وعدت إلى التمسك بالقول بالفرجة من جديد، وكلامك في البداية يصب في مصب أن الوجه المقروء به إنما هو وجه واحد وإن اختلفت العبارة.
[/COLOR][/LEFT]
السلام عليكم
شيخنا الحبيب أخبرتك أنك لم تفهم ما أريد .
أنا لم أقل بأن المسألة وجه واحد مطلقا يا سيدي ، بل قصدت في مذهب الداني بمعنى أن الداني يذكر الإخفاء وهو يقصد الإظهار واستدل بكلام سيبويه وقد وضعت لك النص عند سيبويه الذي يفهم منه قول الداني .
وأيضا الأمر عند قراء المغرب القدامى الإظهار فقط .
فلم أنف مطلقا عدم وجود الإخفاء بغنة وأوردت قول ابن الجزري والجعبري دلالة على الغنة ولكن نقاشي في الداني وابن الباذش وغيرهم ....هل فهمت يا شيخنا ما أقصده ؟ وأعتقد أن الجميع فهموا مقصدي .
عموما يا شيخنا سيبها على الله وربنا يفرجها علينا وعليك وعلى المسلمين ...آمين
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
أ. سمير عمر : جزاك الله خيرا على ما تفضلتم به من أدلة دامغة وصريحة لا حجة لأحد بعد ذلك .
شيخنا الأهدل : هل الداني أو النساخ سهيا في النقل عن سيبويه ؟ كيف ذلك وقد ذكره الداني في كثير من كتبه ؟ إذن لا بد من التأويل ـ وقد سبق ـ .
د. أبو هاني :أهل الأصوات مشكلتهم أنهم لا يعترفون إلا بما يقولون ، وعندهم اضطراب شديد في المنهج ، وما أجمل ما قاله د .سليمان يوسف خاطر في أهل الأصوات (وقد درستُ (( علم الأصوات الحديث )) عند بعض هؤلاء التلاميذ الأوفياء لشيوخهم الأدعياء ، فلم أجد عندهم من جديد مفيد ، أو قديم سليم ، فكل ما هنالك مصطلحات جديدة بعضها معربة وأكثرها مترجمة ترجمة من لا يحسن العربية إحسانه الأعجمية ، ثم نظريات طويلة الذيل قليلة النيل ، ثم آراء وأقوال قيلت في لغات أخرى ممن جهل الفُصحَى ، في جملة دعاوى سفسطائية لا صلة لها بالواقع مع الجهل بالقرآن ، فقلما تجد مدرسًا لعلم الأصوات الحديثة في الجامعات الإسلامية والعربية ـ بله غيرها ـ يُحسن قراءة الفاتحة بما يُغني عن إعادة صلاة من صلَّى خلفه . )ا.هـ كلامه ـ حفظه الله ـ وهو خير ختام .
والسلام عليكم
 
[FONT=&quot]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم

قول ابن شريح : "إذا جاءت الميم[/FONT]
[FONT=&quot] الساكنة وبعدها باء فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة، وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها، وتبقى غنتها، وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ."

أقول وبالله التوفيق :
الذي يظهر من كلام ابن شريح أنّه قرأ بالإظهار وبه أخذ ، وأنّ كلامه على الإخفاء كان على فرضيّة إطلاق اصطلاح الإخفاء على الميم الذي [/FONT][FONT=&quot]يلزم عنه إبطال عمل الشفتين في الميم، ، وهو عين ما قاله والد ابن الباذش عندما اعترض على إطلاق اصطلاح الإخفاء على الميم الساكنة ، فكأنّ ابن شريح يقول : على القول بالإخفاء يلزم كذا وكذا وأنّي لم أقرأ به ولم آخذ به.
وبالتالي فكلام ابن شريح صريح على الفرجة ولكنّه ضعيف لا يصحّ من جهة الرواية ، بدليل أنّه قال : [/FONT][FONT=&quot]"وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء" فكأنّه أشار إلى الداني وقد علمنا أنّ مذهب الداني هو انطباق الشفتين مع تسميته له بالإخفاء.

وعليه فإنّ كلام ابن شريح كان على فرضيّة القول بالإخفاء في الميم الساكنة ، وإنّي لمقتنع أنّ الخلاف في الميم الساكنة هو خلاف لفظيّ وأنّ الأولى أن يُطلق عليه لفظ الإظهار وقد قال مكي بالإظهار ونقل الإجماع وقال به ابن شريح وأشار إلى الإخفاء على فرضيّة ثبوته والداني قال بالإخفاء مع انطباق الشفتين.

فالمسألة واضحة عندي.

ولو [/FONT][FONT=&quot]صحّح ابن شريح وجه الإخفاء أو ثبت عنده بالرواية لقلتُ لشيخنا عبد الحكيم مبروك عليك ولأعلنت توبتي ولكن هيهات.


[/FONT]


 
السلام عليكم
رمضان كريم ..يا شيخ محمد يحيي شريف .
لم رأيت جوابك أخذتني نوبة من الضحك وقلت في نفسي : ( لو سيدنا جبريل عليه السلام جاءكم بنص يقول بالفرجة لتأولتم النص ببراعة ) .
(أنا الآن عرفت لماذا دخل أمية بن خلف النار "بسمة" ) .
يا شيخ محمد ..ابن شريح يشرح لك كيفية الإخفاء ـ وإن كان هو يأخذ بالإظهار ـ ولو نظرت أقل نظرة لكلامه لوجدت وصف مذهبه غير مذهب من يقول بالإخفاء ..قال :
(إذا جاءت الميم الساكنة وبعدها باء، فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة.)
شرح لك يا شيخ محمد مذهبه (الإظهار ) .
ثم وصف مذهب من يقول بالإخفاء فقال :
وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، -كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها وتبقى غنتها- وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ".)​
وضحت الآن يا سيدنا ؟
أسأل الله أن يفتح عليك فتوح العارفين (في هذه الأيام المفترجة ..آمين )
تحياتي لشيخنا الغالي الكريم ولشيخنا الأهدل حفظكما الله .
والسلام عليكم
 
قال ابن شريح : "وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء"
ثمّ شرح الإخفاء بما يراه هو ، فقال : يلزم منه كذا وكذا. وهذا الكلام لم يقله غيره فيما نعلم ، فتفسيره للإخفاء كان بما يعتقده هو في معنى الإخفاء للميم الساكنة ، وهذا ما فعله والد ابن الباذش بقوله إلاّ إذا أريد بالإخفاء كذا وكذا.
وبالتالي فليس في كلام ابن شريح ما يدلّ على الفرجة ، وإنّما يُعتبر كلامه دليل إذا قال وبه قرأت وبه آخذ. وهو لم يقرأ به ويأخذ به.
بدليل أنّك لن تجد من وصف الميم المخفاة من المتقدّمين بهذا الوصف مع تصحيحه له أو إخباره بأنّه قرأ به عن شيوخه.

أما قولك :
يا شيخ محمد ..ابن شريح يشرح لك كيفية الإخفاء
فجوابه : كيف له أن يعرف كيفيّة الإخفاء ولم يقرأ به على الشيوخ ولم يأخذ به البتّة ، لذلك فتفسيره للإخفاء كان اجتهاداً منه وقياساً على النون الساكنة والتنوين لا أكثر ولا أقلّ.




ا
 
بدليل أنّك لن تجد من وصف الميم المخفاة من المتقدّمين بهذا الوصف مع تصحيحه له أو إخباره بأنّه قرأ به عن شيوخه.
السلام عليكم
وماذا عن وصف الجعبري الذي اعترفت به أمام الناس (والاطباق اتق) ؟؟؟

فجوابه : كيف له أن يعرف كيفيّة الإخفاء ولم يقرأ به على الشيوخ ولم يأخذ به البتّة ، لذلك فتفسيره للإخفاء كان اجتهاداً منه وقياساً على النون الساكنة والتنوين لا أكثر ولا أقلّ.
الشيخ عامر السيد عثمان وصف الإخفاء فكان اجتهادا !
العلامة ابن شريح يصف الإخفاء فكان اجتهادا !
هل من يخالفكم في الرأي فكلامه اجتهاد ؟!!!
لك الله يا مصر (خليك مصري أفضل لك )
السلام عليكم



 
السلام عليكم
شيخنا الحبيب محمد يحيي شريف ..قرأت لك مفاجأة آمل أن يكون الخبر صحيحا فقد عثرت على مشاركة يقول فيها المشارك :
3454alsh3er.gif
03-31-2009, 09:46 PM

الورزازي
3455alsh3er.gif

عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 68


3456alsh3er.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم وفي علمكم,
للشيخ عمر فولي حفظه الله ونفع بعلمه بحث قيم حول هذه المسألة بالذات,وسوف أنزله لكم فيما بعد انتصر فيه الى القول بالفرجة وفند أقوال القائلين بالاطباق وكذلك نسبته للشيخ سيد عامر عثمان رحمه الله ,وقد أخبرني بعض الاخوة أن الشيخ أيمن سويد حفظه الله تعالى تراجع عن قوله بالاطباق ونقل هذا القول عن تلميذه الشيخ معاذ صفوت المقرئ بغرفة الامام الشاطبي بالبالتولك.فآرجوا من المشايخ الذين لهم صلة بالشيخ التأكد ان كان قد تراجع الشيخ فعلا حفظه الله .

وهنا أسال الذين يقولون بالاطباق كيف سنقرأ قوله تعالى ( أن بورك ) يظهر لي والله أعلم أننا ان قراناها بالاطباق تغير المعنى.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

__________________
قال الذهبي: " ولكن إذا إخطأ إمام في اجتهاد لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه , ونغطي معارفه , بل نستغفر له ونعتذر له ". السير(18/157)
هل بالفعل رجع الشيخ أيمن سويد عن التمسك بالإطباق أو عن نفي الفرجة ؟
آمل ممن له صلة بالشيخ أيمن أن يقوموا بسؤاله في هذا الأمر .
وجزاكم الله خيرا
وهذا رابط الموضوع :
سؤال لأبي الوليد - الصفحة 2 - ملتقى أهل القراءات
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أوّلاً : أستبعد أن يكون هذا الخبر صحيحاً لما أعرفه عن الشيخ العلامة أيمن سويد من جهة ولضعف أدلّة القائلين بالفرجة من جهة أخرى وهذا الكلام أقوله عن اعتقاد ويقين وليس لأجل مجرّد الردّ على شيخي الفاضل الحبيب عبد الحكيم.

ثانياً : كان الأولى التثبّت من هذه الأخبار ، بل ينبغي أن ننزّه المسائل العلميّة الشرعيّة من هذه الإشاعات التي قد يُقصد منها التأثير على الآراء كما هو معهود في الحروب السياسة والإعلاميّة (ابتسامة).

ثالثاً : الحقّ في المسألة ليس متوقفاً على رجوع الشيخ العلامة عن رأيه بل يتوقّف على الأدلّة والنصوص التي عُثر عليها. فإن كان شيخنا عبد الحكيم يعثر على نصّ متشابه في كلّ عشر سنوات فإنّي أقف في كلّ فترة من الفترات على نصوص محكمة تُبطل هذه الفرجة ، وأنّي أستغني عن تتبعها وجمعها بما هو منقول ومكتوب على المنتديات والتي هي كفيلة وكافية في إدحاض هذه الفرجة.

أرجو ألاّ تغضب عليّ شيخنا الحبيب فإنّي والله أكتب ما أعتقدّه صواباً.

حفظك الله من كلّ مكروه ورعاك.
 
السلام عليكم
شيخنا عبد الحكيم ؛ تاريخ هذا الخبر قديم جدا ، مر عليه أكثر من ثلاث سنوات ، فهل يعقل أن يكون رجع عن هذا القول ولا يصرح في دروسه وبرامجه طوال السنوات الثلاث ؟ ! !
 
ثانياً : كان الأولى التثبّت من هذه الأخبار ، بل ينبغي أن ننزّه المسائل العلميّة الشرعيّة من هذه الإشاعات التي قد يُقصد منها التأثير على الآراء كما هو معهود في الحروب السياسة والإعلاميّة (ابتسامة)..
السلام عليكم
أضحك الله سنك يا شيخ محمد ..كلمة جميلة .
أما التثبت ..هذا ما فعلته عندما طلبت تفسيرا لهذه المداخلة ولم أر التاريخ الذي كتب فيه ..وأكيد أنت تعرف السبب وهو أنني سعدت جدا عندما قرأت برجوعه لأن الله انتشله من الاعتقاد الخطأ ..وطلبت التوضيح .
وأنت تعلم أن كل المسائل عندي تنتهي بالفرجة ، لو حدثتني عن كرة القدم سأجيبك بأن هناك فرجة وسنتحدث في نهاية المطاف عنه الميم والفرجة بدلا من المباراة .
والوضع الآن اختلف يا شيخنا فأدلة الإطباق أصبحت أدلة تخمين وظنون ..وانتظر عشر سنوات أخرى ودليل جديد إن شاء الله "بسمة"
تقبل الله صيامنا وصيامكم والمسلمين .آمين
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله
بعد قراءة المداخلات كاملة ..... تبين لي الخلاف بين من يقول بإظهار الميم أو إخفائها... ولكني ما فهمت حتى الآن وجه الفرجة بين الميم والباء بغض النظر عمن قرأ بهذا الوجه أو ذاك، وذلك تأكيدا لما ذكره السائل الكريم أبو حمودة في ملتقى أهل الحديث ....
إذا كانت الميم تنتهي بإطباق الشفتين.... والباء تبدأ بإطباق الشفتين ... فمن أين جاءت الفرجة؟
أرجو الجواب من مشايخنا بشكل علمي.
 
أخي العزيز عبدالله عمر
الخلاف حول الميم المخفاة عند الباء وليس الميم المظهرة عند الباء لان المظهرة تنطق بالاطباق بلا اطالة غنتها بلا خلاف بين المختلفين حول المخفاة.
فميم القائلين بالفرجة مخفاة باحداث الفرجة بين الشفتين ليقل اظهارها كما يرون، وبعد اكتمال صوتها مخفاة بفرجة تطبق الشفتان للباء.
أي لا يختلفون في اطباق الشفاه للباء.
وميم مخالفيهم تؤدى باطباق الشفتين بلا كز شديد باطالة غنتها وبعدها تتوقف الغنة لنسمع الباء بفك اطباق الشفتين.
وكلاهما يبتغيان وجه الله بتجويد ميم القرآن المخفاة.
ارجو ان يكون توضيحي واضحاً بايضاحٍ موضّح بوضوح الواضحين-بسمة-
واخشى ان يجيّر توضيحي تحيزا لأحدهما على الآخر، ولا استطيع تحمل زعل اي منهما-بسمة-
 
قرأت نصا يمكن أن يكون حجة لأصحاب الإطباق ، فوددت أن يطلع عليه المطبقون حتى لا نخفي أدلتهم .

قال الشهرزوري في المصباح :
....ولا خلاف في إبدال النون الساكنة ميما إذا لقيت الباء مثل "من باب " صم بكم ".ولايجوز غيره .
ولا خلاف بينهم في إظهار الغنة فيها والنون الساكنة والتنوين عند باقي الحروف وهو خمسة عشر حرفا ...)ج1ص414
فقد ذكر إبدالها ميما في القلب ، ثم ذكر إظهار الغنة في القلب والإخفاء ولم يذكر أنها تخفى عند الباء ، فوجود القلب والغنة وعدم وجود الإخفاء = دلّ على أن الغنة في القلب تنطق بميم صريحة .
هنيئا لك محمد يحيي ومحمد الأهدل وعبد الله الصومالي بهذا النص ؛ ولكن لا تنسيا قول ابن شريح وابن آجروم وابن الباذش وغيرهم (يعني متفرحوش أوي ) .
 
...ولم يذكر أنها تخفى عند الباء ، فوجود القلب والغنة وعدم وجود الإخفاء = دلّ على أن الغنة في القلب تنطق بميم صريحة
جزى الله خيرا شيخنا على هذا النص، وإن كنت لا أفهم ما ذهب إليه منه، فتعبيره بإظهار الغنة يقصد به: إظهار الغنة فقط أي: الإخفاء والله أعلم.
وقد قال الشهرزوري رحمه الله ص1/ 259: طبعة دار الكتب: فصل في الميم وهي مجهورة: .. ويخفيها عند الباء إذا تحرك ما قبلها كقوله: "أعلم بالظالمين" و"آدم بالحق" .. وما أشبهها..ولا يشدد الباء بعدها إذا أخفاها وتكون مخففة؛ لأنه إخفاء ليس بإدغام ... والباء في هذه الحروف كالباء من قوله "بغيا بينهم" وقائما بالقسط" ... لأن النون والتنوين يصيران عند الباء ميما، فيكون الباء بعدهما وبعد الميم في التخفيف سواء.
وأعاد رحمه الله مثل هذا في أول سورة الحمد عند قوله تعالى: "نعبد".
بسمة: ولكن لا تنسيا قول ابن شريح وابن آجروم وابن الباذش والشهرزوري ...
 
عودة
أعلى