سؤال لكتاب التفسير العلمي ومؤيديه : ما هو الماء الذي كان قبل خلق السموات والأرض ؟

أنا من مؤيدي الإعجاز العلمي المنضبط. وأرجو من الأخوة أن لا يغلظوا الكلام للأخ جمال، لأنه لم يشط في نقاشاته.

لا أدري لماذا تجاهل العليمي والغامدي الحديث الذي أشار إليه بعض المداخلين. .

أخي الكريم

تجاهلت الرد على إيراد الحديث لأني غير مقتنع بالأسلوب والمسار الذي أخذه النقاش. المسألة الأصلية مدارها على قول جمال:
"ما هو هذا الماء بحسب التفسير العلمي ؟ ماذا يفعل الماء قبل خلق الكون ـ بحسب العلم الحديث ـ برأيكم يا سادة التفسير العلمي ؟ هل للماء موقع في بدء الكون بحسب نظرية الانفجار العظيم التي تفسرون بها قوله تعالى (أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) ؟"

وأنا سألته هل فعلا الماء كان قبل خلق الكون؟
ثم سألته ماذا يعني بالتفسير العلمي المتكامل؟
وأزيد على ذلك:
من قال إن الإنفجار العظيم حقيقة علمية؟
أرجو أن أجد عند الأخ جمال إجابة شافية.
 
ما الجديد الذي أضفته هنا .. وعنوان الموضوع يقرر هذه الحقيقة ويبني عليها سؤالاً تعجيزياً يعيي الزمان واهله ؟.

الأخ الكريم مجدي أضاف جديدا إلى الموضوع ، إذ قام بعرض السياق العام للنصوص الإسلامية في موضوع بدء الخلق ، فمن مجمل النصوص يتبين أن وجود الماء سبق خلق السموات والأرض . والحقيقة أن هذا واضح من الآية أيضا ، ولكن مشكلة البعض هي أنهم ينكرون ما هو واضح ما داموا يناقشون مَن لاحظ الأمر الواضح فيجب أن يخالفوه كأنهم يحسدونه على ملاحظته ! ووجه دلالة الآية على سبق وجود الماء لخلق السموات والأرض ، هو أن الآية تحدثت عن خلق السموات والأرض ثم تحدثت عن كون العرش على الماء فأفادت بهذا أن الماء كان موجودا قبلا .
وأما سؤالي فليس تعجيزيا إلا لكتاب التفسير العلمي الذين فرضوا تصورات العلم الحديث عن النظام الكوني على نصوص القرآن الكريم . وأما بالنسبة للمفسر بحسب المأثور فتفسير الآية سهل جدا ولا يقتضي من المفسر إلا مطالعة الآثار الواردة في الباب ، ومطالعة روايات الطبري في تفسير الآية تكفي في هذا المضمار .
 
هل فعلا الماء كان قبل خلق الكون؟
الكون ، بمعنى النظام الكوني المعقد ، الذي يكتشفه العلم الحديث ، والمنقسم إلى نوعين غير متكافئين من المادة: (المادة السوداء) أو (المادة المظلمة) المجهولة تقريبا التي تؤلف أكثرية مادة الكون ، و (المادة المضيئة) التي هي الجزء المرئي من الكون وتتألف من المجرات والنجوم والكواكب .. هذا النظام الكوني هو أكثر تعقيدا من أن يخاطب القرآن الكريم بوصفه الناس أجمعين وهو كتاب هداية للناس في جميع العصور من جميع الطبقات والأصناف .
ومن البديهي أن الماء لم يكن موجودا في بداية خلق هذا النظام الكوني بأي معنى من المعاني .

ماذا يعني بالتفسير العلمي المتكامل؟
أعني بـ (مدرسة تفسير متكاملة) أن تهتم بتفسير جميع الآيات ومقاصدها وتفسر القرآن بالقرآن (أي تلاحظ السياق العام للآيات في القرآن) ولا تهمل تفسير آية واحدة . أعني أن يكون من يتكلم في التفسير قد درس التفسير كعلم له أصوله وضوابطه ، وأن يكون قد درس القرآن الكريم كوحدة متكاملة ولا يتعامل مع النص كمن يبحث عن شيء معين . أعني أن يكون مفسرا بمعنى الكلمة ، لا أن يكون متخصصا في حقل علمي تجريبي ثم يقدم على تفسير آيات معينة من وجهة نظر العلم التجريبي الذي درسه هو .
وبالنسبة لموضوع الكون والخليقة وبدء الخلق ، يجب على المفسر أن يعرّف قراءه بقصة الخلق في القرآن بصورة مترابطة ، بأن يجمع بين الآيات والنصوص المتعلقة بالموضوع ، ويفسر مجموعة الآيات والنصوص تفسيرا موضوعيا ، ويهتم بالسياق ولا يهمل التفسير المأثور من أحاديث وروايات . وهكذا يؤلف من الآيات قصة الخلق القرآنية المتكاملة المترابطة . وهذا ما لم أجده في كتابات المفسرين العلميين .
ولكننا نرى المفسرين العلميين يفسرون آيات معينة ، وهي الآيات التي أمكن لهم مقارنتها باكتشافات علمية حديثة مدوّية . فلا يهتمون بالسياق العام للنصوص وتكسل همتهم عن رسم ملامح الخليقة التي وصف القرآن الكريم خلقها ونظامها . فلم يبينوا لنا : كيف كان بدء الخلق بحسب القرآن ؟ ثم كيف خلقت السموات والأرض ؟
وهم ـ أعني المفسرين العلميين ـ يفسرون (السموات والأرض) بالكون (النظام الكوني) عادة ( ومن الدلائل الكثيرة على هذا أنهم فسروا فتق السموات والأرض بالانفجار العظيم الذي خُلِق به النظام الكوني )، ولكنهم ـ مثلا ـ لم يبينوا لنا ما هو الشيء الذي بينهما ؟ فقد قال تعالى (... السموات والأرض وما بينهما...) .. فما هو هذا الذي بينهما إذا كانت (السموات والأرض) عبارة عن النظام الكوني بأكمله ؟

من قال إن الإنفجار العظيم حقيقة علمية؟
نظرية الانفجار العظيم حازت اليوم على تأييد أكثرية العلماء الكونيين . وقد اكتشفوا الغبار الكوني الذي تخلف من الانفجار . حتى أنهم التقطوا ترددات وموجات تبين لهم أنها صوت الانفجار وقد وصلنا الآن ! أي أننا على الأرض ابتعدنا عن مركز الكون بسرعة تفوق سرعة صوت الانفجار بشكل خيالي !
وتوجد نظريات أخرى ، ولكنها تدور كلها حول نظرية الانفجار العظيم .
ولذا فنظرية الانفجار العظيم هي ـ الآن ـ أنجح نظرية لتفسير كيفية خلق الكون .
وأما بالنسبة لموضوعنا ، فعدم وجود الماء في بداية خلق الكون (النظام الكوني) هو من الحقائق العلمية البسيطة الواضحة وليس الثابتة فحسب .
ومن هنا فمن المحتم أن نبحث عن تعريف (السموات والأرض) في القرآن ولا نفرض تعريف النظام الكوني بحسب العلم الحديث على المفهوم القرآني .
 
ولكن الذي أعجب منه ما علاقة معرفة هذا الماء بالإعجاز العلمي وجودا أو عدما !!!!
فالسؤال خطأ من الأساس والغريب متابعتكم للسؤال كأن الإجابة عليه تعني وجود الإعجاز من عدمه.
أخي الكريم
المفسرون العلميون يفسرون الآيات التي تحدثنا عن (السموات والأرض) بنظريات العلم وحقائقه عن الكون (النظام الكوني) . وما دمنا نعلم من مجمل النصوص أن وجود الماء المذكور في آية سورة هود سبق خلق (السموات والأرض) ؛ فإن هذا يلزم منه أن وجود الماء سبق وجود الكون بمعنى النظام الكوني ! وهذه نتيجة خاطئة .
ومن هنا فأنا أرى أننا إذا ألزمنا كتاب التفسير العلمي بترك فرض التصور العلمي عن النظام الكوني على (السموات والأرض) المذكورتين في الآية ؛ أعتقد أننا جعلناهم على الدرب الصحيح الذي يؤدي إلى التفسير الصحيح للآيات الطبيعية من القرآن الكريم ، لأن هذا يجبرهم على ترك تعريف المصطلحات القرآنية في وصف الخليقة بالتصورات العلمية الحديثة عن الظام الكوني .
 
لماذا يفترض صاحب السؤال أن هذا الماء المذكور في الآية والحديث والذي عليه العرش هو من مخلوقات الكون (السموات والأرض) الحادث الزائل؟
هل تفترض ـ يا أخي ـ أن ذلك الماء هو غير الماء المعروف ؟ بل هل تجازف بافتراضك أن ذلك الماء كان غير حادث كما قال بذلك ابن رشد في (فصل المقال) واستدل بالآية على قول الفلاسفة بقدم العالم ؟

ما علاقة الماء الذي عليه العرش بالدخان الذي خلقت منه السموات والأرض ؟
أليس هذا خلطاً عجيباً ؟
اسمح لي قبل كل شيء بأن أصحح لك خطأ وقع فيه المفسرون العلميون قبلك . وهو ما تقوله من أن (الدخان) المذكور قد خلقت منه السموات والأرض جميعا . بينما نصت الآية (في سورة فصلت) على أن الدخان خلقت منه السماء فقط . والمفسرون العلميون فسروا هذا الدخان بالمادة الكونية البدائية بحسب نظرية الانفجار العظيم ، بينما لا يقول القرآن الكريم بأن الدخان خلقت منه الأرض أيضا . وبهذا خالفوا النص القرآني وفرضوا عليه فكرة غريبة أجنبية عنه .
وأما الماء والدخان ، فهما مترابطان ، ويجب على مفسر القرآن أن يعرف كيف يربط بينهما في قصة الخلق القرآنية . فالدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور .
وما تسميه خلطا هو التفسير القرآني للقرآن ، هو التفسير الموضوعي المترابط للقرآن .
 
تسجيل حضور ومتابعة

ولى عودة قريبا جدا ان شاء الله لأرد على اسئلة بعض الأخوة

وحتى هذا الحين ، أتوجه بكلمة للأخ جمال فى المداخلة القادمة
 
وأما بالنسبة لموضوعنا ، فعدم وجود الماء في بداية خلق الكون (النظام الكوني) هو من الحقائق العلمية البسيطة الواضحة وليس الثابتة فحسب .

أتفق معك أخى الفاضل فى هذه النقطة كل الموافقة

ثم تقول :

ومن هنا فمن المحتم أن نبحث عن تعريف (السموات والأرض) في القرآن ولا نفرض تعريف النظام الكوني بحسب العلم الحديث على المفهوم القرآني .

وهذا هو بيت القصيد

فما هو تعريف ( السموات والأرض ) فى القرآن كما تراه ؟

سؤال أطلب الجواب عنه تفضلا لا أمرا

والسلام عليكم
 
هل تفترض ـ يا أخي ـ أن ذلك الماء هو غير الماء المعروف ؟ بل هل تجازف بافتراضك أن ذلك الماء كان غير حادث كما قال بذلك ابن رشد في (فصل المقال) واستدل بالآية على قول الفلاسفة بقدم العالم ؟

اسمح لي قبل كل شيء بأن أصحح لك خطأ وقع فيه المفسرون العلميون قبلك . وهو ما تقوله من أن (الدخان) المذكور قد خلقت منه السموات والأرض جميعا . بينما نصت الآية (في سورة فصلت) على أن الدخان خلقت منه السماء فقط . والمفسرون العلميون فسروا هذا الدخان بالمادة الكونية البدائية بحسب نظرية الانفجار العظيم ، بينما لا يقول القرآن الكريم بأن الدخان خلقت منه الأرض أيضا . وبهذا خالفوا النص القرآني وفرضوا عليه فكرة غريبة أجنبية عنه .
وأما الماء والدخان ، فهما مترابطان ، ويجب على مفسر القرآن أن يعرف كيف يربط بينهما في قصة الخلق القرآنية . فالدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور .
وما تسميه خلطا هو التفسير القرآني للقرآن ، هو التفسير الموضوعي المترابط للقرآن .

أخي جمال
السلام عليكم
أشكر لك هدوءك وصبرك في الحوار .. جعله الله في ميزان حسناتك.
لا يلزم من الكلام قدم العالم إلخ.. اللهم غفراً إن أسأت التعبير.. سبحانك.
كلامي عن الكون أعني به هنا (السموات والأرض).. وهي مسبوقة بمخلوقات غيرها.. وإدخالك العرش في السموات غريب.. ألا ترى أنك أدخلت العرش هنا في السموات..
ولو عبرت كما قال الله تعالى : (وسع كرسيه السماوات والأرض) لكان أبلغ.
وقولك :
فالدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور
وجعلك لهما مترابطين..
أغرب وأعجب..
أنت تقول إن ذلك الماء هو الماء نفسه الذي نراه اليوم والدخان هو الدخان .. فأي دخان يتصاعد من ماء؟.. الدخان يتصاعد من نار أو انفجار أو نحوه ..
وقد استبعدتّ فيما سلف من مشاركاتك أن يكون المقصود من الماء هو بخاره وسحبه .. فهل هذا رجوع عن ذلك؟.
ما الدليل هنا على أن ذلك الدخان متحول من ذلك الماء؟. أين الدليل على هذا الربط بين الماء والدخان؟.
النظرية الحديثة - التي قلت عنها : إنها أكثر النظريات العلمية وضوحاً - ترى إن هذا الدخان ناشئ عن الانفجار العظيم.
الدخان لاحق للانفجار .. وليس سابقاً على الماء.. بل هو لاحق بعده بآماد بعيدة.. لا يعلمها إلا الله.
وقولك :
بينما نصت الآية (في سورة فصلت) على أن الدخان خلقت منه السماء فقط
غير صحيح ..
فسورة فُصلت لم تذكر خلق السماء هنا من دخان .. بل ذكرت حال السماء بعد خلق الأرض.. وهي سماء.. والمذكور أنه قضاهن سبع سموات في يومين.. وزين السماء...
قال تعالى :
(ثم استوى إلى وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها ...)
وقد قلت إن الراصدين اكتشفوا هذا الدخان في أرجاء الكون وسمعوا أصوات ذلك الانفجار ..
بل هذا قد يبين أن الأرض خلقت أولاً من الانفجار ثم بنيت السموات السبع بعد بالدخان الذي مازالت آثاره في الأرجاء..
والله أعلم.
 
الأخ جمال : بارك الله في جهودك .
وأرى أنه يجب تسجيل نقاط الاتفاق التي توصلت لها بعد جهد جهيد حتى لا تضيع في خضم النقاش .
وبحسب قراءتي لهذا الموضوع يظهر لي والله تعالى أعلم أنكم إلى الآن متفقون على ما يلي :
1 - أن كان في قوله تعالى : "وكان عرشه على الماء" على طبيعتها .
2 - أن الماء في الاية كان قبل خلق السماوات والأرض .
وهذه الأخيرة كانت بجهد الأخ محدي بارك الله فيه ؛ وأدلته فيها مقنعة ولا إشكال فيها .
3 - أنه بحسب نظرية الإنفجار العظيم فالكون يعني الموجود المادي مطلقا ، وليس فيها ذكر لهذا التدرج الخلقي الذي بينته الأحاديث التي ذكرها الأخ مجدي .
من هنا يطرح السؤال التالي نفسه : هل ما ثبت الآن من أدلة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يقضي على نظرية الإنفجار العظيم ، أو على الأقل على أجزاء منها ؟
وبالتالي يغير نظرتنا للكون من الناحية العلمية .
هذا ما أرجو منك إفادتي فيه ولك الأجر والشكر .
 
أخي الكريم
المفسرون العلميون يفسرون الآيات التي تحدثنا عن (السموات والأرض) بنظريات العلم وحقائقه عن الكون (النظام الكوني) . وما دمنا نعلم من مجمل النصوص أن وجود الماء المذكور في آية سورة هود سبق خلق (السموات والأرض) ؛ فإن هذا يلزم منه أن وجود الماء سبق وجود الكون بمعنى النظام الكوني ! وهذه نتيجة خاطئة .
ومن هنا فأنا أرى أننا إذا ألزمنا كتاب التفسير العلمي بترك فرض التصور العلمي عن النظام الكوني على (السموات والأرض) المذكورتين في الآية ؛ أعتقد أننا جعلناهم على الدرب الصحيح الذي يؤدي إلى التفسير الصحيح للآيات الطبيعية من القرآن الكريم ، لأن هذا يجبرهم على ترك تعريف المصطلحات القرآنية في وصف الخليقة بالتصورات العلمية الحديثة عن الظام الكوني .

أخي الكريم . لا يلزم شيء مما ذكرت . لأن العلم لا ينفي أن يكون اصل الموجودات من الماء أو من شيء أخر .
وبصورة أوضح فارق كبير بين كون الشيء من الممكنات او كونه من الموجودات .
فكونه من الممكنات يعني أن العقل لا يحيل إمكانية وجوده بوجود أسبابه . وقد يكون من الممكنات ولكن حقيقة غير موجود لعدم وجود أسبابه.
أما كونه من الموجودات فهذا يعني أنه من الممكنات التي تحققت.
فإذا كانت النظريات العلمية تقول أن السموات والارض كانتا شيئا واحدا فأصبحت ما نراه .فهذا يعني إمكانية تحول كل شيء أي موجود .
وقد بين القران هذا الشيء بجلاء في قوله تعالى : "وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا "[الإسراء/49]وذلك أنهم قالوا إذا بليت الأجسام ورمت العظام ايعقل أن نبعث بهذه الاجسام كما كانت قبل ان تبلى ؟
فبين لهم عز وجل ذلك بقوله :
"قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا "[الإسراء/50-52]

ومدار إتفاق أصحاب الإعجاز العلمي على موضوع واحد وهو أن أصل السموات والأرض كانتا شيء واحدا ثم كانت السماءوالارض بعد ذلك .
وتفاصيل ذلك لا يتفق أحد من أهل القبلة مع أصحاب نظرية" الانفجار العظيم " وأهم تلك النقاط هي:
بينما يؤمن أهل القبلة أن الله خلق السماء والأرض بقدرته وعلمه يقول أصحاب تلك النظرية أن شيء حدث في اللاشيء فأحدث كل شيء!!!!وهذا الأمر لا يقبله عاقل بكون شيء يحدث في اللاشيء من غير شيء . بل عندنا أن الله عز وجل خلق السموات والأرض من مادة أخرى هي مخلوقة أيضا . فقد كانتا رتقا . والله جعل الفتق في ذلك الرتق .

أما كون القران فيه من الآيات الواضحات التي يكشف العلم صحتها . فهذا حق لا يجادل به أحد علم القران . ومن اللطائف في ذلك اصرار المفسرين على أن ماء النهر والنبع من ماء السماء . في وقت كان الفلاسفة والطبيعيون يقولون إنها من البحر .
والأمر لم يعرف إلا حديثا . فانظر كيف سبق المفسرون أهل الطبيعة في هذه المعرفة قبل أن يعلم العلم تلك الينابيع التي سلكها الماء .

وكذلك فإن من التعسف البحث عن الصاق اي نظرية بالقران . ولا حتى الحقائق العلمية لأن الله أنزل القران كتاب هداية للناس ينهل منه الجميع كل على قدره وطاقته وما علمه الله .
وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام أن المُبلغ قد يعي من الكلام أكثر مما وعاه السامع فقال في حجة الوداع :
" فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ"صحيح البخاري - (ج 1 / ص 118)
وقد بين الله عز وجل ذلك أيضا ذلك بقوله جل وعلا:
" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "[فصلت/52، 53]
فانظر كيف أن تلك الأيات ستبين أن القران هو من عند الله .
 
الإخوة الكرام..
التركيز على الاتفاق جيد هنا.. وهو تقدم في الحوار إلى النتيجة أيةً كانت هي..
ولكن هذا لا يلغي أنكم تمررون ربطاً كونياً ما أنزل الله به من سلطان ..
وهو أن الماء والدخان مترابطان؟؟؟؟؟..
وأن الدخان تصاعد من الماء ؟؟؟؟...
بأي كتاب كان ذلك أم بأية سنة ؟؟..
هل صار المعارضون مفسرين علميين أيضاً؟.
 
الإخوة الكرام..
التركيز على الاتفاق جيد هنا.. وهو تقدم في الحوار إلى النتيجة أيةً كانت هي..
ولكن هذا لا يلغي أنكم تمررون ربطاً كونياً ما أنزل الله به من سلطان ..
وهو أن الماء والدخان مترابطان؟؟؟؟؟..
وأن الدخان تصاعد من الماء ؟؟؟؟...
بأي كتاب كان ذلك أم بأية سنة ؟؟..
هل صار المعارضون مفسرين علميين أيضاً؟.
لم هذا التعجب؟
أصل الدخان من كلمة دخن ...وهي من الإرتفاع والسطوع .


"وقوله: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ } ، وهو: بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض"تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 166)


"وقد جاءت الآثار عن السلف بأن السماء خلقت من بخار الماء وهو الدخان."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 380)

" قال ابن جريج : قال سعيد بن جبير : فقال ابن عباس : فكان يصعد إلى السماء بخار كبخار الانهار ، فاستصبر ، فعاد صبيرا"مصنف عبد الرزاق - (ج 5 / ص 90)

"كل دخان يسطع من ماء حار، فهو بخار وكذلك من الندى" فقه اللغة - (ج 1 / ص 2)

"وكل دخان يسطع من ماء حار فهو بخار".تهذيب اللغة - (ج 2 / ص 485)

"وكذلك بُخَار الدُّخَان وكلُّ دُخَانٍ يسَطَعُ من ماءٍ حارٍّ فهو بُخَارٌ وكذلك من النَّدَى وبُخَارُ الماءِ يَرْتفعُ منه كالدُّخان" تاج العروس - (ج 1 / ص 2490)

"البَخْرُ فِعْلُ البُخارِ، بَخَرَتِ القِدْرُ، كمَنَعَ، وبالتحريكِ النَّتْنُ في الفَمِ وغيرِهِ،بَخِرَ، كفَرِحَ،فهو أبْخَرُ، وأبْخَرَهُ الشيءُ،وكُلُّ رائِحَةٍ ساطِعَةٍ بَخَرٌ. وكُلُّ دُخانٍ من حارٍّ بُخارٌ.القاموس المحيط - (ج 1 / ص 352)
"قال : كان يَصَعَدُ بُخَارٌ من المَاءِ إلى السَّماءِ فاستَصْبَر فعادَ صَبِيرا فذلك قوله [ ثم استَوى إلى السَّماءِ وهي دُخَانٌ ]"النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 9)

وهل فسر أحد الدخان هنا بما يصعد من دخن النار؟


لذا أخي الكريم لا يجوز أن تجعل المشهور بين الناس من معان هو المقصود . بل إن القران نزل بلسان العرب . فكل ما يستخدمه العرب في لسانهم يجوز التفسير به إن كان مناسبا .
 
بعض روايات الحديث تصرّح بالترتيب بـ (ثم).
فمن رواية البخاري :
6982 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال
: إني عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) . قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال ( كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ) . ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم

ومن رواية ابن حبان
6142 - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال : حدثنا حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي عن شيبان عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال :
: إني لجالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال : ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) قالوا : قد بشرتنا يا رسول الله فأعطنا فدخل عليه ناس من أهل اليمن فقال : ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) قالوا : قد قبلنا يا رسول الله جئنا لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان ؟ فقال : ( كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ) قال : ثم أتاه رجل فقال : يا عمران بن حصين راحلتك أدركها فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها ذهبت ولم أقم
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري

ومن رواية النسائي
17479 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا شيبان عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال : إني لجالس عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا يا رسول الله قال فدخل عليه أناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله جئنا لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله عز و جل ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء قال وأتاه رجل فقال يا عمران بن حصين راحلتك أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت في طلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها ذهبت وأني لم أقم
 
الأخوة الأفاضل المتحاورون :

هل اتفقتم على معنى لفظ " ماء " ؟
هل هو الماء الذي نشربه أم هو شيء آخر ؟

هل تفيدنا في شيء ؟

يوجد ماء عذب وآخر أجاج ومياه أخر:

"وسمى ساعدة بن جؤية الهذلي الدم ماء اللحم، فقال يهجو امرأة:
شَرُوبٍ لماءِ اللَّحْمِ في كلِّ شَتْوَةٍوإنْ لمْ تَجِدْ مَنْ يُنْزِلِ الدَّرَّ تَحْلُبِ"المحكم والمحيط الأعظم - (ج 2 / ص 244)
"والمُهْلُ: ضَرْبٌ من القَطِرانِ، إلاّ أنّه ماء رقيق يُشبه الزّيت، وهو يَضْرِب إلى الصُّفْرة من مهاوته، وهو دَسِمٌ تُدْهَنُ به الإِبلُ في الشِّتاء، وسائرُ القَطِران لا يُدهنُ به، لأنّه يَقْتل."

العين - (ج 1 / ص 273)
 
هل تفيدنا في شيء ؟

يوجد ماء عذب وآخر أجاج ومياه أخر:

273)

قال تعالى في سورة النور / الآية 45 :
( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير)

يعني بلغة بسيطة الانسان مخلوق من ماء كما تنص الآية ، والآن نعرف بالتحليل أن مادة هذا المخلوق مركبة من العديد من العناصر ، وقد عبر عنها بلفظ ماء ..
فلماذا لا يكون الماء على صورة أخرى غير الصورة التي تتبادر إلى الذهن ؟
 
قال تعالى في سورة النور / الآية 45 :
( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير)

يعني بلغة بسيطة الانسان مخلوق من ماء كما تنص الآية ، والآن نعرف بالتحليل أن مادة هذا المخلوق مركبة من العديد من العناصر ، وقد عبر عنها بلفظ ماء ..
فلماذا لا يكون الماء على صورة أخرى غير الصورة التي تتبادر إلى الذهن ؟

نعم لأن الماء هو الغالب على تلك العناصر . وقد أوردت لك أمثلة أخرى
 
اخي هذه الأية ورد فيها حديث صحيح :
"عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ:
كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ
وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ
فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا"صحيح البخاري - (ج 10 / ص 464)

"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وَقَالَ يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ"صحيح البخاري - (ج 14 / ص 263)

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

أخى الفاضل أبا عيشة
الآثار التى أوردتها من صحيح البخارى لا علاقة لها بتفسير آية سورة هود ، ومعرفة مناسبة ذكرها تؤكد ذلك
وقد صدق أخونا المجريسى حين سألك مستنكرا :

ما وجه ايراد هذه الآثار على الآية وعلى النظرية ؟!

ومع ذلك فسوف أبين لك من شرح صحيح البخارى ما يدل على صدق ما نقول

قال الامام ابن حجر فى شرحه على صحيح البخارى :
(( قوله : ( كان الله ولم يكن شيء غيره ) ‏في الرواية الآتية في التوحيد " ولم يكن شيء قبله " وفي رواية غير البخاري " ولم يكن شيء معه " والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى , ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه في صلاة الليل - كما تقدم من حديث ابن عباس - " أنت الأول فليس قبلك شيء " لكن رواية الباب أصرح في العدم , وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما , لأن كل ذلك غير الله تعالى ))

وجاء بصحيح البخارى كذلك : (( حدثنا ‏ ‏محمد بن كثير ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏جامع بن شداد ‏ ‏عن ‏ ‏صفوان بن محرز ‏ ‏عن ‏ ‏عمران بن حصين ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال : ‏
جاء نفر من ‏ ‏بني تميم ‏ ‏إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا ‏ ‏بني تميم ‏ ‏أبشروا قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاءه ‏ ‏أهل اليمن ‏ ‏فقال يا ‏ ‏أهل اليمن ‏ ‏اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها ‏ ‏بنو تميم ‏ ‏قالوا قبلنا فأخذ النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحدث بدء الخلق والعرش فجاء رجل فقال يا ‏ ‏عمران ‏ ‏راحلتك تفلتت ليتني لم أقم )) "
وجاء التعليق عليه فى فتح الباري بشرح صحيح البخاري هكذا :
‏(( قوله : ( فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بدء الخلق والعرش ) ‏ أي عن بدء الخلق وعن حال العرش , وكأنه ضمن " يحدث " معنى يذكر , وكأنهم سألوا عن أحوال هذا العالم وهو الظاهر , ويحتمل أن يكونوا سألوا عن أول جنس المخلوقات , فعلى الأول يقتضي السياق أنه أخبر أن أول شيء خلق منه السماوات والأرض , وعلى الثاني يقتضي أن العرش والماء تقدم خلقهما قبل ذلك ))

فها أنت تراه قد رجح المعنى الأول القائل بأن أول شىء خلقه تعالى من العالم هو السموات والأرض ( راجع شرح الحديث فى فتح البارى ) .

وجاء بفتح البارى أيضا :(( وقال الكرماني : ‏قوله ( وكان عرشه على الماء ) ‏معطوف على قوله كان الله ولا يلزم منه المعية إذ اللازم من الواو العاطفة الاجتماع في أصل الثبوت وإن كان هناك تقديم وتأخير ))

فتأمل أخى فى قول الكرمانى عن الواو العاطفة لتدرك منه أنها لا تقتضى ترتيبا أو تدرجا على النحو الذى فهمه البعض فظن أن هذه الراوية تشرح معنى الآية فطار بها فرحا ، وأغلق فهمه على ذلك دون تدبر

ولتتذكر أخى ما نقلته عن الامام ابن حجر فى صدر كلامى من قوله أن تلك الرواية وقعت بالمعنى ، فكيف نجعل لألفاظها قدسية مثل قدسية النص القرآنى فنقول كما قال الأخ جمال منذ قليل : بعض روايات الحديث تصرح بالترتيب ب ( ثم )

وردا عليه أقول : فلماذا لم تذكر هذا باقى الروايات ؟
ان هذا يؤكد مرة أخرى ما قاله الامام ابن حجر من أن الرواية قد وقعت بالمعنى ، ومن ثم فلا حجة لمن استشهد باحداها من دون الأخريات ليؤيد بها نظريته ، وهذا ملحظ هام علينا أن نضعه فى الاعتبار

وفى مداخلات قادمة ان شاء الله سوف يتبين بتفصيل أوسع أن القرآن ذاته قد فسر آية هود السابعة وفقا لقاعدة ( القرآن يفسر بعضه بعضا ) وكذلك قاعدة ( رد المتشابه الى المحكم ) ، وسيأتى بيانه قريبا ان شاء الله
 
الأخ جمال وفقك الله

أقول: بل إن القرآن تحدث عن نظام الكون بأدق ما تحدثه العلم المادي الحديث والذي توصل إليه العلم بخصوص الكون إنما هو جزء يسير من الحقيقة التى تحدث عنها القرآن.

[align=center]أحييك أخى الكريم على تلك الكلمة

وأوافقك تماما على ما جاء فيها[/align]
 
والفئة الثانية تفسر النصوص بالمأثور ولكنها تتخذ من معاني النصوص الظاهرية ذرائع لرفض حقائق العلم الحديث الثابتة ، وهذا الفئة ـ مع احترامي وتبجيلي لرموزها وأقلامها ـ تكرّر ـ من دون وعي ـ ما ارتكبته الكنيسة يومها من معارضة العلم ..

[align=center] برغم اختلافى معك فى الموقف العام من الاعجاز العلمى ، فاننى لا أملك الا أن أحييك على كلمتك الواردة بالاقتباس أعلاه[/align]
 
الإخوة الكرام..
التركيز على الاتفاق جيد هنا.. وهو تقدم في الحوار إلى النتيجة أيةً كانت هي..
ولكن هذا لا يلغي أنكم تمررون ربطاً كونياً ما أنزل الله به من سلطان ..
وهو أن الماء والدخان مترابطان؟؟؟؟؟..
وأن الدخان تصاعد من الماء ؟؟؟؟...
بأي كتاب كان ذلك أم بأية سنة ؟؟..
هل صار المعارضون مفسرين علميين أيضاً؟.
أخي الكريم عصام
ألم تسأل نفسك يوما ما العلاقة بين الماء والدخان في الخلق ؟
ألم تقرأ الروايات والمأثورات التي تقرر هذه الأمور ؟
ونحن نريد أولا أن نحيط علما بمجمل النصوص الدالة على ترتيب الخلق .
ثم إذا وجدنا توضيحا علميا أوردناه لتقريب الأمر إلى أفهامنا ، وإلا فليس التوضيح العلمي مهما بقدر فهم السياق العام لقصة خلق السموات والأرض في القرآن الكريم والأحاديث والآثار الواردة في الباب . ولجوئي إلى بعض التوضيحات العلمية بعد الفهم الصحيح للنصوص ، لا يعني أنني صرت مفسرا علميا ، بل غاية الأمر أننا نريد أن نفهم النصوص من آيات وأحاديث وآثار ، وبعد تقرر الفهم الصحيح لا يكون ذكر التوضيح العلمي إلا محاولة لتقريب الصورة من الأفهام .
وأنا مشكلتي أنني أتصل من مركز إنترنت ولا أجد الوقت الكافي لتوضيح فكرتي التي أريد عرضها . ولا أدعي أنني يمكنني توضيح جوانب الموضوع كلها ، لكنني أؤكد على الفهم الصحيح للآيات والأحاديث ذات العلاقة بالموضوع ، هذا هو الأهم ، ثم يأتي التوضيح العلمي في المرتبة الثانية .
وقد تفضل الأخ الكريم مجدي ببعض ما أردت إيراده . فجزاه الله خيرا .
وأعتذر عن أنني لا أجد الوقت الكافي للإجابة على الردود والاعتراضات الوجيهة للإخوة .
 
الإخوة الكرام : لماذا تهملون ما كتب الأخ مجدي مع أنه يصب في صلب الموضوع ، وقد بين فيه ضعف قول بعضكم إن كان هنا بمعنى صار ..
واستدل على ذلك بأدلة واضحة صريحة وصحيحة ، ومنها حديث البخاري وهو صريح في تفسير الآية ..[/color]

ليت الأخ ابراهيم يوضح لنا - مشكورا - كيف كان الحديث صريحا فى تفسير الآية ؟!!!

وهل يرى أن الحديث - أو بالأصح : الرواية - قد سيقت أصلا فى تفسير الآية ؟؟
 
لا أدري لماذا تجاهل العليمي والغامدي الحديث الذي أشار إليه بعض المداخلين.

أخى الكريم سنان

أولا : أحييك على موضوعيتك ووقوفك الى جانب الحق ونصرتك له فى العديد من المشاركات التى قرأتها لك فى مواضيع متنوعة ، وأدعو الله تعالى أن يثبتك على الحق ويجعلك نصيرا له على الدوام

ثانيا : فيما يخص الحديث الذى أشرت اليه ، والذى كان الأخ البيراوى أول من ذكره ، اؤكد لك بأنى لم أتجاهله ، لا أنا ولا الأخ الغامدى كذلك ، ومعاذ الله أن نفعل ذلك ، وكل ما فى الأمر أنى لم أجد لهذا الحديث الشريف صلة بالموضوع محل النزاع
فهذا الحديث - أخى الكريم - يتحدث عن ( السموات السبع ) تحديدا وعلى وجه التخصيص ، بينما الآية موضع النقاش تذكر السموات على اطلاقها ودون تخصيص ، والعلماء - حتى الآن - لم يتفقوا على قول واحد يقطع بمعنى ( السموات السبع ) ، وهل هى تعنى كل السموات التى أبدعها الخالق جل وعلا ؟ أم أن لها دلالة محددة ؟ ذلك أن السموات السبع توصف فى القرآن بأنها ( طباقا ) وقد وصفتها سورة نوح بأن ( القمر فيهن نورا ) مما يعنى أن لها خصائص محددة تميزها عما عداها من السموات ، والله أعلم
ولا نريد أن نستطرد الى قضايا فرعية تجنح بنا بعيدا عن محل النزاع ، فلنولى اهتمامنا بأصل الموضوع ونركز أنظارنا عليه
أما عن باقى كلامك ، فكما ذكرت من قبل للأخ أبى عيشة : من الممكن أن نفسر آية هود السابعة بآيات أخرى من القرآن ترد متشابهها الى المحكم ، وسيأتى بيانه قريبا ان شاء الله ، ولك تحياتى
 
فما هو تعريف ( السموات والأرض ) فى القرآن كما تراه ؟

سؤال أطلب الجواب عنه تفضلا لا أمرا



الأخ الفاضل جمال

أذكركم بسؤالى هذا قبل أن يضيع فى غمرة المشاركات ، وذلك نظرا لأهميته الفائقة لموضوع النقاش
والسلام عليكم‏
 
ليت الأخ ابراهيم يوضح لنا - مشكورا - كيف كان الحديث صريحا فى تفسير الآية ؟!!!

وهل يرى أن الحديث - أو بالأصح : الرواية - قد سيقت أصلا فى تفسير الآية ؟؟

الأخ : العليمي .
لا أعرف من أين استقيت هذا الأصح عندك في تسمية الأحاديث بالرواية .
واستشكالك لتفسير الآية بالحديث ، ولو لم يكن واردا أصلا في تفسيرها بعينها أغرب من ذلك .
لقد نص علماء التفسير في أبجديات هذا العلم أن خير ما يفسر به القرآن هو القرآن ثم بعده الأحاديث الصحيحة ...إلخ .
ولا يقصدون بذلك ضرورة أن يكون الحديث ورد أصلا لتفسير الآية أو جوابا عن سؤال متعلق بها أو نحو ذلك .
 
لم هذا التعجب؟
أصل الدخان من كلمة دخن ...وهي من الإرتفاع والسطوع .
"وقوله: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ } ، وهو: بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض"تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 166)
"وقد جاءت الآثار عن السلف بأن السماء خلقت من بخار الماء وهو الدخان."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 380)

" قال ابن جريج : قال سعيد بن جبير : فقال ابن عباس : فكان يصعد إلى السماء بخار كبخار الانهار ، فاستصبر ، فعاد صبيرا"مصنف عبد الرزاق - (ج 5 / ص 90)
"كل دخان يسطع من ماء حار، فهو بخار وكذلك من الندى" فقه اللغة - (ج 1 / ص 2)
"وكل دخان يسطع من ماء حار فهو بخار".تهذيب اللغة - (ج 2 / ص 485)
"وكذلك بُخَار الدُّخَان وكلُّ دُخَانٍ يسَطَعُ من ماءٍ حارٍّ فهو بُخَارٌ وكذلك من النَّدَى وبُخَارُ الماءِ يَرْتفعُ منه كالدُّخان" تاج العروس - (ج 1 / ص 2490)
"البَخْرُ فِعْلُ البُخارِ، بَخَرَتِ القِدْرُ، كمَنَعَ، وبالتحريكِ النَّتْنُ في الفَمِ وغيرِهِ،بَخِرَ، كفَرِحَ،فهو أبْخَرُ، وأبْخَرَهُ الشيءُ،وكُلُّ رائِحَةٍ ساطِعَةٍ بَخَرٌ. وكُلُّ دُخانٍ من حارٍّ بُخارٌ.القاموس المحيط - (ج 1 / ص 352)
"قال : كان يَصَعَدُ بُخَارٌ من المَاءِ إلى السَّماءِ فاستَصْبَر فعادَ صَبِيرا فذلك قوله [ ثم استَوى إلى السَّماءِ وهي دُخَانٌ ]"النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 9)
وهل فسر أحد الدخان هنا بما يصعد من دخن النار؟
لذا أخي الكريم لا يجوز أن تجعل المشهور بين الناس من معان هو المقصود . بل إن القران نزل بلسان العرب . فكل ما يستخدمه العرب في لسانهم يجوز التفسير به إن كان مناسبا .


قرأت في تفسير الجواهر للشيخ طنطاوي جوهري (ت: 1358=1940م): أن الدخان هو البخار.. وأن السموات والأرض مخلوقة من البخار الذي هو الدخان ...
وعلى نحو قوله اعترض المعترضون.. أليس الشيخ طنطاوي جوهري رحمه من أكثر المفسرين مغالاة في هذا الجانب؟.
وها نحن الآن نعود إلى المربع الأول.. ولكن مع زيادة تفصيل قدرها الله بسبب من التأمل في الآثار الكونية والقرآنية والنبوية.
وأحاول إعادة النظر من جديد..
المعنى الأول للدخان هو المستصحب للهيب.. أياً كان دخان ماء أو دخان جدب أو دخان نار.. وأرجع إليه قوله تعالى : (يوم تأتي السماء بدخان مبين)..
والذي أورد البخار معنىً للدخان ربطه بالحرارة لزوماً..
ولم يذكره ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" والراغب في "مفردات القرآن".. مادة : (دخن) .. لم يذكرا البخار بلفظه ولم يذكراً ماء ولا بخار ماء.
والدلالة اللغوية وحدها هنا لا تغني شيئاً كثيراً لأنها محتملة جداً..

ولعل هذا النقل عن ابن جرير يزيد الأمر وضوحاً ..
روى ابن جرير عن السديّ ، قال : استوى إلى السماء وهي دخان من تنفس الماء حين تنفس ، فجعلها سماء واحدة ، ففتقها ، فجعلها سبع سموات في يومين ، في الخميس والجمعة. وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض".
فهو نص - على ما فيه من عموم وشك- على أن الدخان كان من تنفس الماء، وهذا أول ربط مأثور (على التوسع في كلمة مأثور) بين الدخان والماء.
وعليه يكون ترتيب آماد الخلق بحسب رواية السُّدّيّ الذي لا يحتج به في التفسير:
ماء .. ثم تنفس الماء .. ثم دخان .. ثم (...) .. ثم خلق الأرض والسماء (وهي دخان).. ثم بناء السموات السبع العلى من الدخان..
هو نص عام لأنه لم يذكر أي ماء ذلك الذي تبخر منه فلعله ماء تصاعد من الأرض التي خلقها الله في يومين.. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام، وهو يذكر بخار ذلك الماء الدخاني والسماء مخلوقة، وهو مشكوك فيه لأنه من رواية السديّ.
ويجوز مع ذلك أن نتفكر ونمعن في التفكر وننهل من الأجر ونعل من الحسنات .. في وصل المعلومات بما انقطع من المجهولات.. ونقول : ما الذي بخّر الماء إلى دخان (أقصد ما السبب الكوني).. وما السبب الكوني الذي حول الدخان إلى السموات والأرض (الكون المشهود: الكرة الكونية التي سقفها العرش)..
والذي يصر عليه المعارضون أن الانفجار العظيم : (...) أكذوبة العصر أو شيء نحوها.. ويجعلونه نقيضاً لبدء الخلق من الماء.. وليس هو بنقيض .. بل هو جزء من أطوار الخلق البديع.. ومرحلة من مراحل الخلق اللا حقة على خلق الماء..
[align=center]***[/align]
وبالنسبة للحديث الذي ساقه الأخ البيراوي آنفاً فقد سمعت الدكتور النجار يقول في بحث له يصف بنية الكون في حالته الحاضرة لا تاريخه: إن الأرض هي مركز الكون، وأن السموات محيطة بها.. أنه أخذ هذا من البينية المذكورة في قوله: (وما بينهما).. ومن قوله (أقطار السموات والأرض) .. وعارضه علماء غربيون كثيرون.
لعل هذه النظرة إلى الكون تفسر لنا الحديث : ما السموات والأرض إلى الكرسي كحلقة في فلاة إلخ .
فالأرض هي المركز مركز الكرة السماوية، وهناك آثار تساند ذلك، وتفسير لابن تيمية، وهي كحلقة في فلاة بالنسبة إلى السموات (الكرة الهائلة التي مركزها الأرض) وأن السموات والأرض إلى الكرسي الذي وسع السموات والأرض والذي هو فوقها ومحيط بها .. كحلقة في فلاة.. وأن الكرسي إلى العرش كحلقة في فلاة..
ولا يلزم من أنها مركز السموات أنها لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس.. فالأرض لا تزال في مركز كرة السماء الدنيا.. وهي فيها كحلقة في فلاة..
والرحمن الرحيم العلي العظيم الملك المهيمن سبحانه على العرش استوى .
هذا التفكر مطلوب..
ولعله يكون موضوع محاورة أخرى إن شاء الله: (النظام الكوني في القرآن) أو (البناء الكوني) .. هذا فتح للباب.
(إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)..
والله أعلم .
 
كيف كان الحديث صريحا فى تفسير الآية ؟!!!
وهل الحديث - أو بالأصح : الرواية - قد سيقت أصلا فى تفسير الآية ؟؟

أخي الكريم
الأحاديث تفسر الآية ، وهي ضرورية لفهم الآية ، فالآية إشارة ، وهذه الإشارة كانت مفهومة ، ولكننا في هذا العصر في قطيعة ثقافية عن الثقافة الإسلامية الأصيلة . وتبيّن هذا بوضوح من المداخلات التي استغربت أن يكون وجود الماء المذكور في آية سورة هود قد سبق خلق السموات والأرض واستغربت أن يكون الدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور . وفي ظل هذه القطيعة الثقافية استطاعت مدرسة التفسير العلمي أن تطرح تفسيراتها الجديدة المنقطعة الصلة بالنصوص ومقاصدها وارتباطاتها .

ولماذا يجب أن يكون كل شيء صريحا ؟ لماذا يجب على النص أن يذكر كل صغيرة وكبيرة ويبيّن جوانب الموضوع كلها كأنه تقرير مطلوب من جهة فاحصة ؟!

وكما تفضل الأخ الكريم مجدي أبو عيشة ببيانه ، ليس من الواجب أن يكون الحديث قد سيق أصلا وخصيصا لتفسير الآية . بل يجب أن نجمع ونؤلف بين كل النصوص والآثار ، حتى نفهم الصورة متكاملة .
وهذه الأحاديث التي سقناها ، الأخ أبو عيشة وأنا ، قد سيقت بعضها في سياق تفسير الآية ، فبعض المحدثين أوردوها في باب تفسير قوله تعالى (وكان عرشه على الماء).. وهي صريحة تماما ـ على الأقل ـ في تبيان قبلية وجود الماء وكون العرش عليه وأسبقية ذلك على خلق السموات والأرض . خصوصا الروايات التي تفيد الترتيب بأداة العطف (ثم) : (ثم خلق السموات والأرض) .
 
هذا كلام غريب جدا وفى غاية العجب !!

ولا أدرى كيف سولت لك نفسك أن تقول هذه الجملة الجريئة : (( ان القرآن الكريم لم يحدث الانسان عن الكون أبدا )) !!!!!

أو أن تقول : (( ان حديث القرآن عن خلق السموات والأرض ليس حديثا عن خلق النظام الكونى بأكمله )) !!!!!

فهل أنت مدرك لما تقول وللمعنى الخطير المترتب عليه ؟؟؟

هل تدرى أن كلامك هذا يعنى - من ضمن ما يعنى - أن القرآن الكريم ( والذى من المفترض أنه هو كلام رب العالمين وخالق الكون كله ) لا يعرف شيئا عن نشأة الكون ، وبالتالى فمن الممكن ألا يكون كلام الخالق المبدع ، وانما قد يكون من قول البشر !!!

أخي الكريم
لماذا تحذف التخصيصات والاحترازات في كلامي ؟
أنا قلت إن القرآن الكريم لم يحدث الانسان عن الكون بالمعنى العلمي الحديث وهو (النظام الكوني) . وأنت تروي عني أنني قلتُ (ان القرآن الكريم لم يحدث الانسان عن الكون أبدا ) ! هذا خطأ في الرواية !
فأنا بينت ما أعنيه بـ (الكون) ، وهو هذا النظام الكوني المعقد الذي يحاول علماء الكونيات الحديثة اكتشافه عن طريق المعادلات الرياضية والتلسكوبات العملاقة . والقرآن الكريم يلفت نظر الإنسان إلى الكون المنظور ، والمنظور من خلال بيئة الإنسان ومن خلال نظر الإنسان . ولذا فيوجد فرق بين الكون كنظام كوني كامل ، وبين (السماء والأرض) اللتين يذكر القرآن الكريم الناسَ بآيات الله فيهما . وهما : الأرض ـ المهاد المذلـَّل، والسماء ـ السقف المحفوظ .
ولا تجعلوا الخطاب الإسلامي في موقف حرج أمام الناس بادعاء أن القرآن قد حوى كل شيء عن الكون . فهذا ادعاء لا يمكن إثباته ولا حاجة لنا فيه . وقد أحسن الشاطبي في (الموافقات) الرد على الذين زعموا أن القرآن الكريم قد ذكر كل شيء ، استنادا إلى الفهم السطحي لعبارة (كل شيء) .
هل كان من المناسب أن يذكر القرآن الكريم أشياء عن الكون لا تناسب فهم الناس في عصر التنزيل ؟ هل كان من المناسب أن يذكر لهم البعد الرابع (الزمن) أو (الزمكان) أو عن الثقوب السوداء أو المادة المظلمة التي تؤلف حوالي (90%) من الكون أو أسرار الذرة... ؟
هل تريد مني أن أعدّد لك مئات الاكتشافات العلمية والحقائق العلمية عن الكون والمادة ، لم تُذكَر في القرآن ؟ وهل هذا يضير القرآن ؟
ولماذا يجب أن يذكر الله تعالى كل شيء عن المادة في القرآن ؟ لماذا تنتظر أن يكون العلم الكلي المطلق لله تعالى منزلا كلُّه في القرآن ؟ ( قل : لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) .
 
ولا تجعلوا الخطاب الإسلامي في موقف حرج أمام الناس بادعاء أن القرآن قد حوى كل شيء عن الكون . فهذا ادعاء لا يمكن إثباته ولا حاجة لنا فيه . وقد أحسن الشاطبي في (الموافقات) الرد على الذين زعموا أن القرآن الكريم قد ذكر كل شيء ، استنادا إلى الفهم السطحي لعبارة (كل شيء) .
.

يا أخ جمال
سلام الله عليك
لم نقل إن القرآن حوى كل شيء عن الكون ، وإنما قلنا إن في القرآن عن الكون أكثر مما توصل إليه العلم الحديث.
بارك الله فيك.
ثم إذا تكرمت هل تجيب عن سؤالي:
من تعامل مع نظرية الإنفجار العظيم على أنها حقيقة؟
 
إدخالك العرش في السموات غريب.. ألا ترى أنك أدخلت العرش هنا في السموات..
ولو عبرت كما قال الله تعالى : (وسع كرسيه السماوات والأرض) لكان أبلغ.

لم أفهم الكلام . أرجو التوضيح يا أخي . كيف ذلك ؟ كيف أدخلتُ العرش في السموات ؟
 
ونحن في انتظار إنجاز وعدك ..
= النظرية المتكاملة ..
أرحنا بها .. بارك الله فيك ..
 
أخى الفاضل أبا عيشة
الآثار التى أوردتها من صحيح البخارى لا علاقة لها بتفسير آية سورة هود ، ومعرفة مناسبة ذكرها تؤكد ذلك
ومع ذلك فسوف أبين لك من شرح صحيح البخارى ما يدل على صدق ما نقول
قال الامام ابن حجر فى شرحه على صحيح البخارى :
(( قوله : ( كان الله ولم يكن شيء غيره ) ‏في الرواية الآتية في التوحيد " ولم يكن شيء قبله " وفي رواية غير البخاري " ولم يكن شيء معه " والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى , ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه في صلاة الليل - كما تقدم من حديث ابن عباس - " أنت الأول فليس قبلك شيء " لكن رواية الباب أصرح في العدم , وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما , لأن كل ذلك غير الله تعالى ))
وجاء بصحيح البخارى كذلك : (( حدثنا ‏ ‏محمد بن كثير ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏جامع بن شداد ‏ ‏عن ‏ ‏صفوان بن محرز ‏ ‏عن ‏ ‏عمران بن حصين ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال : ‏
جاء نفر من ‏ ‏بني تميم ‏ ‏إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا ‏ ‏بني تميم ‏ ‏أبشروا قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاءه ‏ ‏أهل اليمن ‏ ‏فقال يا ‏ ‏أهل اليمن ‏ ‏اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها ‏ ‏بنو تميم ‏ ‏قالوا قبلنا فأخذ النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحدث بدء الخلق والعرش فجاء رجل فقال يا ‏ ‏عمران ‏ ‏راحلتك تفلتت ليتني لم أقم )) "
وجاء التعليق عليه فى فتح الباري بشرح صحيح البخاري هكذا :
‏(( قوله : ( فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بدء الخلق والعرش ) ‏ أي عن بدء الخلق وعن حال العرش , وكأنه ضمن " يحدث " معنى يذكر , وكأنهم سألوا عن أحوال هذا العالم وهو الظاهر , ويحتمل أن يكونوا سألوا عن أول جنس المخلوقات , فعلى الأول يقتضي السياق أنه أخبر أن أول شيء خلق منه السماوات والأرض , وعلى الثاني يقتضي أن العرش والماء تقدم خلقهما قبل ذلك ))

فها أنت تراه قد رجح المعنى الأول القائل بأن أول شىء خلقه تعالى من العالم هو السموات والأرض ( راجع شرح الحديث فى فتح البارى ) .

أنا لا أرى أن ابن حجر رجح شيئا ، بل أرى أنه وضع احتمالين : 1 (أنهم سألوا عن أحوال هذا العالم) ، 2 (أنهم سألوا عن أول جنس المخلوقات) . وعلى الاحتمال الأول يقتضي السياق أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبر أن أول شيء خُلِق من العالم هو السموات والأرض. وعلى الاحتمال الثاني يقتضي السياق أن العرش والماء تقدم خلقهما . وقوله (وهو الظاهر) ليس ترجيحا ، بل يعني أن ذلك هو أول ما يتبادر إلى الفهم . والاحتمالان ليسا متناقضين ، بل غاية الأمر أن جواب النبي (صلى الله عليه وسلم) كان بحسب سؤالهم ، فإذا كانوا سألوه عن أحوال هذا العالم ؛ فلا بدّ أن جوابه (صلى الله عليه وسلم) كان أن هذا العالم الموجود الآن خُلِق منه أولا السموات والأرض . وإذا كانوا قد سألوه عن أول مخلوق على الإطلاق ؛ فلا بدّ أن جوابه (صلى الله عليه وسلم) كان أن الماء والعرش خُلِقا أولا .

وهذا الحديث مجمل جدا ، حيث قال فقط (يحدث بدء الخلق والعرش) اهـ. وهذا نص الحديث :
3190- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا بَنِي تَمِيمٍ أَبْشِرُوا قَالُوا بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ فَجَاءَهُ أَهْلُ الْيَمَنِ فَقَالَ يَا أَهْلَ الْيَمَنِ اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَبِلْنَا فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ بَدْءَ الْخَلْقِ وَالْعَرْشِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا عِمْرَانُ رَاحِلَتُكَ تَفَلَّتَتْ لَيْتَنِي لَمْ أَقُمْ.
وهذا مجمل ومبهم ، لا يُستفاد منه شيء معين . ولذا أورد ابن حجر احتمالين ، وأما بالنسبة للروايات الأخرى المبيّنة فليس فيها احتمالان إذ كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) جاء فيها صريحا وليس مبهما كما في قوله (يحدث بدء الخلق والعرش).

وأما ما تنقله ـ يا أخي ـ عن ابن حجر من شأن الرواية بالمعنى ، فلا علاقة له إلا بأول الحديث وهو قوله (كان الله ولم يكن شيء غيره) فقال ابن حجر : (قوله "كان الله ولم يكن شيء غيره" في الرواية الآتية في التوحيد "ولم يكن شيء قبله" ، وفي رواية غير البخاري "ولم يكن شيء معه" ، والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه و سلم في دعائه في صلاة الليل كما تقدم من حديث بن عباس أنت الأول فليس قبلك شيء لكن رواية الباب أصرح في العدم وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما لأن كل ذلك غير الله تعالى) اهـ.
فأنت ترى هنا أن الاختلاف وقع في قوله (كان الله ولم يكن شيء غيره) وحدثت الرواية بالمعنى بهذا الخصوص . وأنتَ تعمّم الأمر ليشمل الحديث كله . وهذا لا يُسلـَّم لك . وإذا افترضنا أن رواية الحديث وقعت كلها بالمعنى ؛ ألا يمكننا أن نأخذ بالمعنى الإجمالي الذي يُستفاد من الروايات والألفاظ المتعددة ؟ هل الرواية بالمعنى تسقط الاستدلال بالحديث ؟!

وجاء بفتح البارى أيضا : (( وقال الكرماني : ‏قوله ( وكان عرشه على الماء ) ‏معطوف على قوله كان الله ولا يلزم منه المعية إذ اللازم من الواو العاطفة الاجتماع في أصل الثبوت وإن كان هناك تقديم وتأخير ))
فتأمل أخى فى قول الكرمانى عن الواو العاطفة لتدرك منه أنها لا تقتضى ترتيبا أو تدرجا على النحو الذى فهمه البعض فظن أن هذه الراوية تشرح معنى الآية فطار بها فرحا ، وأغلق فهمه على ذلك دون تدبر

تنبيه الكرماني على كون الواو في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) عاطفة تعطف الجملة على جملة (كان الله..) وأن العطف يفيد الاجتماع في أصل الثبوت ولا يفيد المعية .. أقول : تنبيهه إلى هذا الأمر إنما هو احتراز من توهم أن وجود العرش والماء ووجود العرش على الماء كان مع وجود الله !! إذ ربما يُتوهَّم أن الواو بمعنى (مع) ، أو ربما يتوهَّم أن الواو العاطفة تفيد هنا الاجتماع الزماني . ودفع الكرماني هذا الوهم بقوله إن الواو العاطفة هنا تفيد (الاجتماع في أصل الثبوت) فقط .
وأنت تستغلّ قول الكرماني هذا لتقول لنا إن الواو لا تفيد الترتيب بل هي عاطفة فقط !
وهذا مع أن موضع خلافنا ليس هو الواو في قوله (وكان عرشه على الماء) ، بل هو الواو في قوله (وخلق السموات والأرض) . وأنت تنقل لنا القول الكرماني المتعلق بالواو الأولى !
ونحن لا نقول بأن الواو في قوله (وخلق السموات والأرض) في نفسها تفيد الترتيب . بل نقول : نعلم الترتيب من الأدلة الأخرى ومنها الأحاديث التي تصرّح بالترتيب بـ (ثم) ، والنظم نفسه فيه ترتيب ، إذ قال (وكان عرشه على الماء ... وخلق السموات والأرض) ولم يقل (وخلق السموات والأرض ... وكان عرشه على الماء) . فالنظم يفيد الترتيب .

ولتتذكر أخى ما نقلته عن الامام ابن حجر فى صدر كلامى من قوله أن تلك الرواية وقعت بالمعنى ، فكيف نجعل لألفاظها قدسية مثل قدسية النص القرآنى فنقول كما قال الأخ جمال منذ قليل : بعض روايات الحديث تصرح بالترتيب ب ( ثم )
وردا عليه أقول : فلماذا لم تذكر هذا باقى الروايات ؟
ان هذا يؤكد مرة أخرى ما قاله الامام ابن حجر من أن الرواية قد وقعت بالمعنى ، ومن ثم فلا حجة لمن استشهد باحداها من دون الأخريات ليؤيد بها نظريته ، وهذا ملحظ هام علينا أن نضعه فى الاعتبار

أما بشأن الرواية بالمعنى فقد بيّنته أمرها آنفا ، وبينتُ أن ابن حجر لم يعلّق بهذا الكلام على أمر الترتيب وأسبقية خلق العرش والماء على خلق السموات والأرض أو العكس ، بل قال هذا الكلام عن أول الحديث (كان الله ولم يكن شيء غيره) . والرواية بالمعنى لا تُسقط قدسية الحديث ومعناه الإجمالي .
وأما عن سؤالك لماذا لم أورد أنا باقي الروايات ؛ فذلك لأنني أضفت الروايات التي تصرّح بالترتيب إلى الروايات التي أوردها الأخ مجدي أبو عيشة ، فلم أكرر ما أورده هو . هذا أولا . وثانيا ، ما اعتدنا عليه هو تفسير المجمَل بالمبيّن ، ونحن نفسر الروايات المجملة أو التي لا تصرّح بالترتيب ، بالروايات المفصلة المبيّنة التي تصرّح بالترتيب .

وفى مداخلات قادمة ان شاء الله سوف يتبين بتفصيل أوسع أن القرآن ذاته قد فسر آية هود السابعة وفقا لقاعدة (القرآن يفسر بعضه بعضا ) وكذلك قاعدة ( رد المتشابه الى المحكم ) ، وسيأتى بيانه قريبا ان شاء الله

ننتظر ذلك . ولكن أتمنى أن تبيّن قصة الخلق وتؤلفها من جميع الآيات ، بما فيه آية سورة هود (وكان عرشه على الماء) و آيات سورة فصلت (.. وهي دخان..) وآيات سورة النازعات (أأنتم أشدّ خلقا أم السماء .. والأرض بعد ذلك دحاها..) .
 
الأخ : العليمي .
لا أعرف من أين استقيت هذا الأصح عندك في تسمية الأحاديث بالرواية.

اذا كان الحديث الواحد قد ورد بروايات عديدة ، فبماذا نسمى كل واحدة منها ؟
فأنا كنت أعنى أنك تتحدث عن رواية بعينها من جملة روايات عديدة زاعما أنها كانت صريحة فى تفسير الآية
واستشكالك لتفسير الآية بالحديث ، ولو لم يكن واردا أصلا في تفسيرها بعينها أغرب من ذلك

يبدو أنك نسيت أنك أنت الذى ادعيت أن هذا الحديث كان صريحا فى تفسير تلك الآية ، فما الذى يعنيه قولك ( صريح فى التفسير ) الا أنه جاء مفسرا لها ؟!

وأنا هنا أتحدث عن آية محددة وعن حديث بعينه ، ولكنك عممت الأمر فجعلتنى أبدو كمن يعترض على تفسير الآيات بالأحاديث بوجه عام !!!

فلنكن أكثر دقة فى كلامنا أخى الكريم ، غفر الله لى ولك
 
ولا تجعلوا الخطاب الإسلامي في موقف حرج أمام الناس بادعاء أن القرآن قد حوى كل شيء عن الكون . فهذا ادعاء لا يمكن إثباته ولا حاجة لنا فيه . . . هل كان من المناسب أن يذكر القرآن الكريم أشياء عن الكون لا تناسب فهم الناس في عصر التنزيل ؟ هل كان من المناسب أن يذكر لهم البعد الرابع (الزمن) أو (الزمكان) أو عن الثقوب السوداء أو المادة المظلمة التي تؤلف حوالي (90%) من الكون أو أسرار الذرة... ؟.

لا ، ليس من المناسب ، ولا أختلف معك فى هذا
ولكن من المناسب ، بل من الضرورى جدا أن يذكر القرآن كيف نشأ الكون ، أو بعبارة أخرى : كيف بدأ الخلق
ولا تنس أن هذه العبارة ( كيف بدأ الخلق ) انما هى عبارة قرآنية قد وردت بنفس النص فى القرآن
وأعتقد أنه من غير المناسب على الاطلاق أن ينزل الى الناس وحى من الخالق المبدع جل فى علاه يحدثهم فيه عن مظاهر قدرته وآيات عظمته فيما خلق ، ثم يهمل رأس تلك الآيات وسنامها ، ألا وهى كيف أبدع هذا الوجود ، فهذا هو مبدأ الأمر كله ، فكيف يهمله ؟!
وكيف نقول أن هذا الأمر من قبيل الأمور التى لا ضرورة لذكرها كالبعد الرابع والثقوب السوداء وغيرهما ؟
لا يا أخى الكريم ، ليس الأمر هكذا قطعا ، ويجب أن تفرق بين الأمور الجوهرية الهامة فى علوم الطبيعة والحياة وبين الأمور الثانوية غير الجديرة بالذكر ، فالقياس مع الفارق يا أخى
فكيف يهمل القرآن حديثا حيويا وهاما كهذا ؟ حديث شغل العقل الانسانى منذ القرون الأولى ، وشغل كافة الحضارات والثقافات الانسانية بطول التاريخ كله
حديث بتلك الأهمية البالغة لا يمكن للقرآن الكريم أن يغض الطرف عنه أو يعتبره من فضول العلم
وأعتقد أنك اذا راجعت نفسك بصدق فسوف توافقنى على هذا الرأى ، وفقك الله وهداك للحق
 
لم نقل إن القرآن حوى كل شيء عن الكون ، وإنما قلنا إن في القرآن عن الكون أكثر مما توصل إليه العلم الحديث.
لماذا يجب أن يكون في القرآن عن الكون أكثر مما توصّل إليه العلم الحديث ؟! هل هذا كلام يجب أن يؤمن به كل مسلم أو هو كلام لكم ترجون به زيادة في الأجر فقط ؟!
هل كان القرآن الكريم في عصر التنزيل يخاطب الناس بما توصّل إليه العلم الحديث ؟ أم يخاطبهم بما يعرفون وما يتأثرون به وما يرونه وما يفهمونه ؟ وهل تقوم الحجة بالأمور غير المفهومة والغريبة ؟
أذكرك بكلام الشاطبي في الموافقات ، إذ قال في (المقدمة الثالثة) من مقدماته :
(هذه الشريعة المباركة أمية؛ لأن أهلها كذلك، فهو أجري على اعتبار المصالح ، ويدل على ذلك أمور:
أحدها: النصوص المتواترة اللفظ والمعنى ... وما أشبه هذا من الأدلة المبثوثة في الكتاب والسنة، الدالة على أن الشريعة موضوعة على وصف الأمية لأن أهلها كذلك.
والثاني: أن الشريعة التي بعث بها النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى العرب خصوصا وإلى من سواهم عموما، إما أن تكون على نسبة ما هم عليه من وصف الأمية أو لا، فإن كان كذلك، فهو معنى كونها أمية، أي: منسوبة إلى الأميين، وإن لم تكن كذلك، لزم أن تكون على غير ما عهدوا، فلم تكن لتتنزل من أنفسهم منزلة ما تعهد، وذلك خلاف ما وضع عليه الأمر فيها، فلا بد أن تكون على ما يعهدون، والعرب لم تعهد إلا ما وصفها الله به من الأمية، فالشريعة إذا أمية.
والثالث: إنه لو لم يكن على ما يعهدون لم يكن عندهم معجزا. ولكانوا يخرجون عن مقتضى التعجيز بقولهم: هذا على غير ما عهدنا، إذ ليس لنا عهد بمثل هذا الكلام، من حيث إن كلامنا معروف مفهوم عندنا، وهذا ليس بمفهوم ولا معروف، فلم تقم الحجة عليهم به، ولذلك قال سبحانه: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} [فصلت: 44]، فجعل الحجة على فرض كون القرآن أعجميا، ولما قالوا: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103]، رد الله عليهم بقوله: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]، لكنهم أذعنوا لظهور الحجة، فدل على أن ذلك لعلمهم به وعهدم بمثله، مع العجز عن مماثلته، وأدلة هذا المعنى كثيرة). اهـ .
ثم يقول في (المقدمة الرابعة) ولاحظ انتقاده لمدرسة الإعجاز العلمي وحتى الإعجاز العددي:
(ما تقرر من أمية الشريعة، وأنها جارية على مذاهب أهلها وهم العرب، ينبني عليه قواعد: منها: أن كثيرًا من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحد، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين، من علوم الطبيعيات، والتعاليم، والمنطق، وعلم الحروف، وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح، وإلى هذا، فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم في شيء من هذا المدعى، سوى ما تقدم، وما ثبت فيه من أحكام التكاليف، وأحكام الآخرة، وما يلي ذلك، ولو كان لهم في ذلك خوض ونظر، لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة) اهـ .

من تعامل مع نظرية الإنفجار العظيم على أنها حقيقة؟
المفسرون العلميون فسروا قوله تعالى (أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما..) بنظرية الانفجار العظيم . وهذا يعني أنهم جعلوا من النظرية حقيقة دينية أيضا وليس علمية فقط .
وأما نحن فنقول إن نظرية الانفجار العظيم هي أكثر ما توصل إليه العلم الحديث من نظريات عن أصل الكون نجاحا وأدلة . ولا يزال علماء الكونيات يبحثون أكثر ، والبحث مستمرّ .
 
أخي الكريم
ليس من الواجب أن يكون الحديث قد سيق أصلا وخصيصا لتفسير الآية . بل يجب أن نجمع ونؤلف بين كل النصوص والآثار ، حتى نفهم الصورة متكاملة ..

ان الحديث الذى تشير اليه لا يصلح لك دليلا على ما تقول لأنه قد ورد بروايات مختلفة العبارة حتى جعلت الامام ابن حجر العسقلانى يقول أن رواية الحديث قد وقعت بالمعنى ، وقد أبنت عن هذا فى مشاركة سابقة ( انظر المداخلة رقم 120 ) ويبدو أنك فى مداخلتك الأخيرة لم تفهم كلامى جيدا ، فقد كنت أقصد أن الروايات اختلفت ما بين ذكر الواو العاطفة فى بعضها وما بين ذكر ثم فى الأخرى ، وكنت أتسائل لماذا لم تورد كافة الروايات ثم بدلا من واو العطف ، ولكن يبدو أن عبارتى لم تكن واضحة لك

ثم دعك من هذا كله ، فالأهم من ذلك هو أن تلك الروايات لم تفسر لنا ماهية الماء الذى جاء عنوان موضوعك هذا متسائلا عنه ، ولهذا فان استشهادك بها فى غير محله ، وهى لن تضيف جديدا الى صلب الموضوع
ثم لتكن صادقا مع نفسك ، فمن الواضح أن طرحك فى أساسه يصطبغ بصبغة نقدية وعلمية ويعد طرحا علميا لا علاقة له بالنقول والأحاديث والآثار ، ويدل على هذا كلامك ذاته حين قلت لى أنك توافقنى على التفسير العلمى الذى قرأته فى مجلة منبر الاسلام وأنه يعد قريبا جدا من التفسير الذى كنت ستطرحه علينا ، فمن كلامك هذا يتبين لنا أن توجهك الأساسى كان علميا وليس نقليا ، فلماذا يا أخى تخلط الأموربعضها ببعض وتستشهد بأحاديث لا تجيب عن أصل السؤال المطروح ، ولا تحل الاشكال القائم ؟
ومن الواضح جدا أن استشهادك بها قد جاء فى مرحلة متأخرة ، وبعد أن نبهك بعض الأخوة الى وجودها
ويبدو الأمر كما لو كنت قد وجدت فى هذه الأحاديث فرصة سانحة لتدعيم موقفك ولكسب بعض الأنصار من اخواننا السلفيين ، مع أن اتجاهك كما هو واضح ليس سلفيا خالصا منذ البداية ، ولم يتخذ من النقل منطلقا له
أخى الكريم : ليكن كل منا صادقا مع نفسه ، ولا داعى لأن نخلط الأمور ، فأرجو أن تستمر فى طرحك وفقا للمسار الذى كنت تعتزم أن تسلكه ، وبعيدا عن تشجيع الجمهور المصطف على جانبى الطريق ، أو عن محاولة كسب مزيد من المشجعين !!

فلتستمر فى طرحك الذى طال انتظارنا له ، وكفانا ردودا وتعقيبات ، فقد وصلنا الآن الى المشاركة رقم 139 دون أن نطلع على طرحك بعد ، فمتى اذن نطلع عليه ؟!

وللعلم فانى سوف أتوقف مؤقتا عن المشاركة ولن أضيف جديدا حتى تبدأ أنت فى طرحك
وأدعو باقى الأخوة الأفاضل الى التوقف مثلى ، لأن الموضوع قد طال كثيرا دون أن نجنى شيئا من ثماره الموعودة
فلتبدأ أخى الكريم - تكرما لا أمرا - والله يوفقك لما فيه الخير
 
أخي العليمي حياك الله والإخوة جميعاً ..
أوافق على اقتراحك .. بالتوقف .. إلى حين نسمع النظرية المتكاملة من الأخ الكريم جمال وفقه الله..
والله ولي التوفيق.
 
ان الحديث الذى تشير اليه لا يصلح لك دليلا على ما تقول لأنه قد ورد بروايات مختلفة العبارة حتى جعلت الامام ابن حجر العسقلانى يقول أن رواية الحديث قد وقعت بالمعنى ، وقد أبنت عن هذا فى مشاركة سابقة ( انظر المداخلة رقم 120 ) ويبدو أنك فى مداخلتك الأخيرة لم تفهم كلامى جيدا ، فقد كنت أقصد أن الروايات اختلفت ما بين ذكر الواو العاطفة فى بعضها وما بين ذكر ثم فى الأخرى ، وكنت أتساءل لماذا لم تورد كافة الروايات ثم بدلا من واو العطف ، ولكن يبدو أن عبارتى لم تكن واضحة لك
لكن ابن حجر لم يسمّ اختلاف الروايات في أمر الترتيب والعطف بـ (و) أو (ثم) روايةً بالمعنى . بل ما يُعتبَر رواية بالمعنى هو أن يكون الراوي صاغ الحديث بشيء من عنده يتوافق ـ على وجه الإجمال ـ مع معنى الحديث . تأمل قول ابن حجر : (فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه و سلم في دعائه في صلاة الليل كما تقدم من حديث بن عباس أنت الأول فليس قبلك شيء) اهـ .

ثم لتكن صادقا مع نفسك ، فمن الواضح أن طرحك فى أساسه يصطبغ بصبغة نقدية وعلمية ويعد طرحا علميا لا علاقة له بالنقول والأحاديث والآثار ، ويدل على هذا كلامك ذاته حين قلت لى أنك توافقنى على التفسير العلمى الذى قرأته فى مجلة منبر الاسلام وأنه يعد قريبا جدا من التفسير الذى كنت ستطرحه علينا ، فمن كلامك هذا يتبين لنا أن توجهك الأساسى كان علميا وليس نقليا ، فلماذا يا أخى تخلط الأموربعضها ببعض وتستشهد بأحاديث لا تجيب عن أصل السؤال المطروح ، ولا تحل الاشكال القائم ؟
ومن الواضح جدا أن استشهادك بها قد جاء فى مرحلة متأخرة ، وبعد أن نبهك بعض الأخوة الى وجودها
ويبدو الأمر كما لو كنت قد وجدت فى هذه الأحاديث فرصة سانحة لتدعيم موقفك ولكسب بعض الأنصار من اخواننا السلفيين ، مع أن اتجاهك كما هو واضح ليس سلفيا خالصا منذ البداية ، ولم يتخذ من النقل منطلقا له
أخى الكريم : ليكن كل منا صادقا مع نفسه ، ولا داعى لأن نخلط الأمور ، فأرجو أن تستمر فى طرحك وفقا للمسار الذى كنت تعتزم أن تسلكه ، وبعيدا عن تشجيع الجمهور المصطف على جانبى الطريق ، أو عن محاولة كسب مزيد من المشجعين !!
أنا قلتُ في مشاركتي الأولى التي بدأتُ بها الموضوع : (وأنا عارف بتفسير الآية والمقصود من الماء وكون العرش عليه ، وأستند في ذلك إلى التفسير المأثور والسياق العام للنصوص..) ولم أقل أنا أطرح تفسيرا علميا للآية . وكرّرتُ القول إنني أستند في تفسير الآية والآيات المرتبطة إلى المأثور وإلى العلاقات والارتباطات بين النصوص القرآنية نفسها ، وبعد تقرير الفهم الصحيح فإذا وجدتُّ توضيحا علميا للفكرة أذكره وإلا فلا يهم ذلك ، مع الحرص على عدم الخلط بين مصطلحات العلم في وصف النظام الكوني ومصطلحات القرآن الكريم في وصف السموات والأرض ، وعدم الخلط بين نظريات أصل الكون أي النظام الكوني في العلم الحديث وقصة الخلق في نصوصنا الإسلامية أي خلق السموات والأرض .
المهم هو فهم النصوص كما هي . وتوجيه المسائل بحيث لا يكون التفسير برأي يُفرَض على النصوص فرضا ، وبحيث لا يُتخذ من النصوص ذرائع لمعارضة العلم الحديث ، فإن النصوص تتناول السماء والأرض التي تكوّنان بيئة الإنسان ، والعلم الحديث يتناول نظاما معقدا من المادة .

ويحزنني كثيرا أن تظنّ أنني أستشهد بالأحاديث والآثار بعد أن نبّهني ـ كما تقول أنتَ ـ بعض الإخوة إلى وجودها !!! وأنا اشتغلتُ بالموضوع منذ حوالي 10 أعوام . إذا كان بعض الإخوة سبقني في إيراد بعض الأحاديث عن الموضوع ؛ هل يعني هذا أنني لم أطّلع عليها إلا الآن ؟ إذن لماذا كنتُ قد كتبت أن (الدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور) ـ مع أن هذا كان له وقع القنبلة على بعض الإخوة ـ إن لم أكن مستندا إلى الآثار والروايات التي تبين لنا العلاقات والارتباطات بين النصوص ؟

فلتستمر فى طرحك الذى طال انتظارنا له ، وكفانا ردودا وتعقيبات ، فقد وصلنا الآن الى المشاركة رقم 139 دون أن نطلع على طرحك بعد ، فمتى اذن نطلع عليه ؟!
لم أعِدْ بشيء في مشاركتي الأولى بل سألتُ سؤالا وجهتُه إلى مؤيدي التفسير العلمي أعتقد أنه لا يمكنهم الإجابة عليه ما داموا يعرّفون الخليقة (السماء والأرض) في القرآن بالكون أي النظام الكوني في العلم الحديث . وبعد أن رأيتُ أن موضوع بدء الخلق وقصة الخلق وترتيب الخلق بحسب الآيات والأحاديث ، هو من المواضيع الغريبة على الفكر الإسلامي الحديث المنقطع عن التفسير الأصيل والثقافة الإسلامية الأصيلة ، وأن الموضوع مجهول تقريبا وغير مطروق إلا قليلا .. ؛ رأيت أن أبين قصة الخلق القرآنية معتمدا على الربط بين الآيات والتأليف بين النصوص جميعها ، ثم أورد التوضيح العلمي لبعض الفقرات ، دون أن أدّعي أنني أستطيع أن أقارن بين كل فقرة وبين حقيقة علمية . وسأطرح ما فهمته من قصة الخلق من مجمل النصوص ، وأذكر بعض التوضيحات العلمية أو بعض الحقائق العلمية التي يمكن مقارنتها ببعض فقرات قصة الخلق ، مع الحذر وعدم القطع بالمقارنة .
وتكمن صعوبة طرحي في أنني ملتزم بفهم النص كما هو وبالاستناد إلى التفسير المأثور ، وملتزم بحقائق العلم الحديث الثابتة . والآخرون ليسوا كذلك ، فإما يلتزمون بالعلم الحديث ويقيسون النصوص عليه ويفسرونها بشكل يوافق ما في أفكارهم الحديثة ، وإما يلتزمون بالتفسير المأثور ولا يلتفتون إلى الجانب العلمي أي العلاقة بالعلم الحديث ، وهذا سهل جدا لا يتطلب إلا قراءة تفسير من التفاسير القديمة أو الاطلاع على الأحاديث والآثار الواردة في تفسير الآيات . ولكن مسلكي صعب ، إذ يتطلب الجمع بين التفسير المأثور المستقيم الملتزم باللغة والمأثور والفهم الأصيل ، وبين موافقة العلم الحديث بصورة إجمالية ، وهذا ـ كما ترون ـ صعب . ومن يحاول أن يسلك هذا الطريق الصعب ؛ يجعل نفسه هدفا لسهام الطرفين الآخرين !
وعلى أي ، سأكتب ما فهمته في مشاركة ستكون مشاركتي الرئيسة النهائية .
 
ثم دعك من هذا كله ، فالأهم من ذلك هو أن تلك الروايات لم تفسر لنا ماهية الماء الذى جاء عنوان موضوعك هذا متسائلا عنه ، ولهذا فان استشهادك بها فى غير محله ، وهى لن تضيف جديدا الى صلب الموضوع
تأتي أهمية الروايات والآثار من أنها تفيد أن الماء كان موجودا قبل النظام الثنائي المكون من (السماء) و (الأرض) وأنه يوجد ارتباط بين هذا الماء والدخان الذي خُلِقت السماء منه وبينه وبين خلق الأرض أيضا ، فهذا الماء كان أساسا لخلق السماء وخلق الأرض أيضا .
والأهم أن الروايات تفيد أن هذا الماء كان بداية الخلق ، ومن هنا لا تستطيع مدرسة التفسير أن تفسّر النص بمنهجها الذي يعرّف (السموات والأرض) بالنظام الكوني .
والروايات مهمة جدا في تبيان ماهية الماء أيضا ، إذ أفادت أنه هو الماء الذي يمكن أن يتبخّر . وهذا يعني أنه الماء الموجود على الأرض نفسُه .
 
اذا كان الحديث الواحد قد ورد بروايات عديدة ، فبماذا نسمى كل واحدة منها ؟
فأنا كنت أعنى أنك تتحدث عن رواية بعينها من جملة روايات عديدة زاعما أنها كانت صريحة فى تفسير الآية

أخي الكريم : دعك من عبارات لا فائدة منها علميا في الحوار مثل : زاعما ، ونحوها .
أنا لم أتكلم عن رواية ؛ بل تكلمت عن حديث صحيح ، صريح في تفسير الآية ؛ وهو أمر لا يحتاج إلى نقاش عند مبتدئ في علم التفسير ؛ فضلا عن طلاب علم كبار من أمثالك .
فلنتركه جانبا ؛ وإذا كنت لا تراه مفسرا لهذه الآية ، فراجع كلام أهل العلم في المسألة ؛ فإن وجدت فيه ما يزيل الإشكال فبها ونعمت وإلا فهات الاعتراضات التي تمنع عندك من تفسير الآية بهذا الحديث .
 
يبدو أنك نسيت أنك أنت الذى ادعيت أن هذا الحديث كان صريحا فى تفسير تلك الآية ، فما الذى يعنيه قولك ( صريح فى التفسير ) الا أنه جاء مفسرا لها ؟!

وأنا هنا أتحدث عن آية محددة وعن حديث بعينه ، ولكنك عممت الأمر فجعلتنى أبدو كمن يعترض على تفسير الآيات بالأحاديث بوجه عام !!!

فلنكن أكثر دقة فى كلامنا أخى الكريم ، غفر الله لى ولك

وهذه العبارة الأخرى : ادعيت كسابقتها .
وأنا لم أدع ؛ وليست دعوى ؛ بل الحديث صريح في تفسيره لهذه الآية .
علمنا الله وإياك العلم النافع .
 
السلام عليكم
لنطرح جديدا فى الموضوع
إن عبارة " وكان عرشه على الماء " تفيد أنه هكذا كان طوال الأيام الست وليس قبل اليوم الأول
هذا هو المستفاد من نص الآية
والروايات الحديثية لم تقطع بكون العرش على الماء قبل خلق السموات والأرض ...وإلا لسألنا وعلى أي شيء كان فى الأيام الست وعلى أي شيء هو الآن ؟
 
إن عبارة " وكان عرشه على الماء " تفيد أنه هكذا كان طوال الأيام الستة وليس قبل اليوم الأول . هذا هو المستفاد من نص الآية
أخي العزيز
مرحبا بك
لو قال (خلق السموات والأرض في ستة أيام وعرشه على الماء) لأفاد المعنى الذي تذكره ، ولكنه قال (وكان عرشه على الماء) وهذا يعني أنه كان عرشه على الماء من أول الخلق وقبل أن يبدأ خلق السموات والأرض . وهذا مثل أن تقول (سافرتُ وكنتُ مقيما) أي كنتُ مقيما فسافرتُ . فـ (كان) يدل على وقوع خبره في الماضي ، ويدلّ هنا أيضا على أنه لم يستمرّ ، مما يعني أنه لم يبقَ عرشه على الماء بعد أن خلق السموات والأرض ، كما في مثالنا (سافرتُ وكنتُ مقيما) فهنا لم يبق مقيما بعد أن سافر .

الروايات الحديثية لم تقطع بكون العرش على الماء قبل خلق السموات والأرض ...
بل عندنا من الروايات ما أفاد الترتيب صريحا ، وهو الروايات التي تقول (وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، ثم خلق السموات والأرض) . وهذه الرواية المفصَّلة تُفسَّر بها الروايات المجملة والمبهمة .

على أي شيء كان العرش فى الأيام الستة وعلى أي شيء هو الآن ؟
يظهر لي من تأمل النصوص ، أن العرش هو دائما فوق كل المخلوقات الأخرى ، فقوله تعالى (وكان عرشه على الماء) هو ـ في جانب منه ـ يُفيد أن الماء كان هو المخلوق أو الموجود قبل أن يخلق الله السموات والأرض ، فما عليه العرش هو أعلى مستوى من المخلوقات (الأخرى) . وتفيد النصوص أن العرش هو الآن فوق السماء السابعة .. لماذا ؟ لأن السماء السابعة هي أعلى مستوى .
ولذا نستطيع القول ـ كفهم لمجمل النصوص وسياقاتها ـ بأن العرش كان ـ خلال الأيام الستة ـ على أعلى شيء مخلوق من الخليقة .
 
[align=center](مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [/align]سورة الكهف (51)
 
[align=center]الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( آل عمران : 191 )
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( العنكبوت : 20 )
[/align]
 
[align=center]الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( آل عمران : 191 )
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( العنكبوت : 20 )[/align]
[/size]



هل غيرت رأيك في قضية الإعجاز يا جمال ؟

إن كنت فعلتَ فأنا لم أغير رأيي وإنما أوردت آية سورة الكهف لأني رأيت النقاش ومن البداية أخذ طريقا لا يصلح لتقرير المسائل العلمية بصورة صحيحة.

إن هناك من القضايا ما لا يمكن للعقل البشري أن يصل إليها وهذا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار.

أنا
 
السلام عليكم
أخى جمال
حياك الله
لو قال (خلق السموات والأرض في ستة أيام وعرشه على الماء) لأفاد المعنى الذي تذكره ، ولكنه قال (وكان عرشه على الماء) وهذا يعني أنه كان عرشه على الماء من أول الخلق وقبل أن يبدأ خلق السموات والأرض . وهذا مثل أن تقول (سافرتُ وكنتُ مقيما) أي كنتُ مقيما فسافرتُ . فـ (كان) يدل على وقوع خبره في الماضي ، ويدلّ هنا أيضا على أنه لم يستمرّ ، مما يعني أنه لم يبقَ عرشه على الماء بعد أن خلق السموات والأرض ، كما في مثالنا (سافرتُ وكنتُ مقيما) فهنا لم يبق مقيما بعد أن سافر .
المثل الذى سقته (سافرتُ وكنتُ مقيما) لا ينطبق لأنها أحوال نفس الشخص أو يجب أن تقول " سافرت وقد كنت مقيما " أو هو مثل فيه ركاكة لأن من سافر لابد أنه كان مقيما قبل السافر فلا داعى للقول وكنت مقيما
أما إن أردت التمثيل فتقول -أقمت عندك وكان الحارس بالبيت - كان الحارس يحرس البيت مدة اقامتى عندك
- سافرت بالقطار وكان القمر بدرا - فهل تقول أنه كان بدرا قبل خروجى للسفر ولم يك كذلك أثناء السفر ؛ أقمت عندك وكان الجو باردا .. إلخ
الآية تتكلم عن السموات والأرض خلقتا فى ستة أيام والجملة الثانية تتكلم عن العرش وأين كان وقت خلق السموات والأرض
أما كون خبر كان يقع فى الماضى لايمنع كونه مستمر فى الحاضر مع الحدث المستمر أو للحال الدائمة " وكان بالمؤمنين رحيما " ... " بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ.." فهم لازالوا شهداء وقت الخطاب
"كان ذلك فى الكتاب مسطورا " فهو لايزال مسطورا

بل عندنا من الروايات ما أفاد الترتيب صريحا ، وهو الروايات التي تقول(وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، ثم خلق السموات والأرض)
" ثم "بعد الكتابة فى الذكر ... لكن لادلالة أن الكتابة تمت حال كون العرش على الماء
ولذا نستطيع القول ـ كفهم لمجمل النصوص وسياقاتها ـ بأن العرش كان ـ خلال الأيام الستة ـ على أعلى شيء مخلوق من الخليقة .
هذا يستتبع سؤالا هاما .. وأين ذهب الماء ؟ هل كان المادة الخام التى خلقت منها السموات والأرض ؟ إذن ظل العرش فوقه أو فوق آخر شيء منه حتى نهاية اليوم السادس ..حيث تكاثف كله إلى الكون ومادنه
 
عودة
أعلى