سؤال حول ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ؟

إنضم
09/01/2004
المشاركات
1,474
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة النبوية
ورد عن الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه روايات تدل على أنه كان يحك المعوذتين من المصحف فمنها :
أخرج ابن حبان(797) وغيره عن زر بن حبيش قال: لقيت أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت له: "إن ابن مسعود رضي الله عنه كان يحك المعوذتين من المصاحف ويقول: إنهما ليستا من القرآن فلا تجعلوا فيه ما ليس منه ... الحديث"، وأخرج الطبراني في الكبير(9151) عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: لا تخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النبي – صلى الله عليه وسلم- "قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" وكان عبد الله رضي الله عنه يمحوهما من المصحف. وأخرج الطبراني في الكبير(9148) عن عبد الرحمن بن يزيد قال: رأيت عبد الله رضي الله عنه يحك المعوذتين، ويقول: لم تزيدون ما ليس فيه، وفي لفظ عنده: ليستا من كتاب الله.
وسؤالي هو : هل هناك أحد أفرد هذه المسألة بالبحث والحكم على هذه الروايات , والإجابة على هذه الإشكال ؟
 
بحث لمحب القراءات حول هذه المسألة

بحث لمحب القراءات حول هذه المسألة

لما كنا ندرس في السنة المنهجية لمرحلة الدكتوراة كان مقررا علينا مادة ( تفسير آيات أشكلت ) واستفدنا كثيرا من كتاب ( مشكل القرآن الكريم ) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور .
وكان يدرسنا هذه المادة فضيلة الأستاذ الدكتور /عبد العزيز بن صالح العبيد , الذي استفدنا منه كثيرا فجزاه الله عنا خير الجزاء , وقد طلب من كل واحد منا عمل بحث في تفسير بعض الآيات التي أشكل تفسيرها , واقترح علي الدكتور حفظه الله أن أبحث مسألة إنكار ابن مسعود رضي الله عنه للمعوذتين فاستجبت لطلبه وأعددت هذا البحث المختصر المتواضع , وقد أرفقته هنا ليستفاد منه .
 
بحث قيّم استفدتُ منه كثيراً..
بارك الله في علمك أخي الحبيب ونفع بك..
وأعادك إلى طيبة الطيبة في أتمّ صحة وأهنئ حال..

 
بارك الله فيك أخي محب القراءات وليتك تنشره هنا في الملتقى حتى يتم الاطلاع عليه بشكل أكبر ويعم نفعه ، كما يمكن الزيادة من قبل الإخوة في الملتقى أو المناقشة فتزداد الفائدة ..
وفقك الله لكل خير ..
 
شكر الله للأخوين الفاضلين / فهد الوهبي , والردادي , وأسأل الله أن يمن علي وعليكما بالعلم النافع والعمل الصالح , واستجابة لأخي الكريم فهد , فهذا هو البحث , وانا أعترف بالتقصير وإعداده في وقت انشغال فلعلي أستفيد من ملاحظات الإخوة الكرام عليه وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً , أما بعد :
فإن من توفيق الله تعالى ومنته عليّ أن يسر لي الالتحاق بمرحلة الدكتوراة بقسم القراءات في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية .
ومن ضمن المواد المقررة علينا مادة ( تفسير آيات أشكلت ) وهي مادة ماتعة ومفيدة , وقد طلب منا فضيلة شيخنا الأستاذ الدكتور / عبد العزيز بن صالح العبيد , أن يبحث كل طالب في تفسير آية أشكلت , أو موضوع من الموضوعات المشكلة , مما له علاقة بالقرآن الكريم وعلومه , واقترح عليَّ شيخنا الكريم بحث موضوع ( موقف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود  من المعوذتين ) , فوافقت على ذلك واستعنت الله تعالى بكتابة هذا البحث , وسميته :
( حل الإشكال الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود  في المعوذتين )
وقسمته إلى : مقدمة ومبحثان وخاتمة وفهرس للمصادر والمراجع :
المبحث الأول : تحرير الإشكال الوارد عن ابن مسعود  في موقفه من المعوذتين وبيانه .
المبحث الثاني : أقوال العلماء في حل هذا الإشكال و الجواب عنه .
أسأل الله تعالى أن يجعله بحثا مباركا وأن ينفع به .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه
أبو أسامة
في 27 / 4 / 1428ﻫ

المبحث الأول : تحرير الإشكال الوارد عن ابن مسعود  في موقفه من المعوذتين وبيانه .
ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود  روايات تدل على أنه كان يمحو المعوذتين من المصحف ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تعالى , وفيما يلي ذكر لبعض هذه الروايات :
أخرج الطبراني في المعجم الكبير بسنده عدة روايات تدل على هذا منها( ):
• حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَيَقُولُ:"لِمَ تَزِيدُونَ مَا لَيْسَ فِيهِ؟".
• حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بن عُمَرَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بن عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن كَثِيرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مُصْحَفِهِ، فَيَقُولُ:"أَلا خَلَطُوا فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ".
• حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الْحُسَيْنِ بن إِشْكَابَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أَبِي عُبَيْدَةَ بن مَعْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ الْمُصْحَفِ يَقُولُ:"لَيْسَتَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ".
• حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مُوسَى الْحَرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بن الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:"لا تَخْلِطُوا بِالْقُرْآَنِ مَا لَيْسَ فِيهِ، فَإِنَّمَا هُمَا مُعَوِّذَتَانِ تَعَوَّذَ بِهِمَا النَّبِيُّ  : "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" [الفلق: 1]، وَ "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ""[الناس: 1]، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَمْحُوهُمَا مِنَ الْمُصْحَفِ.
• حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الصَّلْتِ بن بَهْرَامَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ،"أَنَّهُ كَانَ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ الْمَصَاحِفِ، وَيَقُولُ: إِنَّمَا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ  أَنْ يُتَعَوَّذَ بِهِمَا، وَلَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ بِهِمَا".
وأخرج الإمام أحمد بسنده عدة أحاديث تدل على هذا منها( ) :
• 21226 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى( ) .
• 21227 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم عن زر قال : قلت لأبي إن أخاك يحكهما من المصحف فلم ينكر قيل لسفيان بن مسعود قال نعم وليسا في مصحف بن مسعود كان يرى رسول الله  يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه , وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه( ) .
وذكر ابن كثير في تفسيره عدة روايات عن ابن مسعود في ذلك منها ( ):
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عاصم بن بَهْدَلة، عن زر بنُ حُبَيش قال: قلت لأبي بن كعب: إن ابن مسعود [كان] لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟ فقال: أشهد أن رسول الله  أخبرني أن جبريل عليه السلام، قال له: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " فقلتها، قال: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " فقلتها. فنحن نقول ما قال النبي .
ورواه أبو بكر الحُميدي في مسنده( )، عن سفيان بن عيينة، حدثنا عبدة بن أبي لُبَابة وعاصم بن بهدلة، أنهما سمعا زر بن حبيش قال: سألتُ أبي بن كعب عن المعوذتين، فقلت: يا أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يَحُكهما من المصحف. فقال: إني سألت رسول الله  ، فقال: "قيل لي: قل، فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله  .
وقال البخاري( ): حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عَبدَةُ بن أبي لُبَابة، عن زر بن حُبَيش -وحدثنا عاصم عن زر-قال: سألت أبي بن كعب فقلت: أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا. فقال: إني سألت النبي  فقال: "قيل لي، فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله  .
ورواه البخاري( ) أيضًا والنسائي، عن قتيبة، عن سفيان بن عيينة، عن عبدة وعاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، به .
وقال الحافظ أبو يعلى( ): حدثنا الأزرق بن علي، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا الصَّلْت بن بَهرَام، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كان عبد الله يَحُك المعوذتين من المصحف، ويقول: إنما أمر رسول الله  أن يتعوذ بهما، ولم يكن
عبد الله يقرأ بهما .
ورواه عبد الله بن أحمد من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه، ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله -قال الأعمش: وحدثنا عاصم، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب قال: سألنا عنهما رسول الله  ، قال: "قيل لي، فقلت" .


قلت : فهذه الأحاديث كلها تدل على أن ابن مسعود  كان يرى أن المعوذتين ليستا من القرآن , وأنه كان يمحوهما من المصحف .
وقد اختلف الأئمة قديما وحديثا في هذا المروي عن ابن مسعود  فمنهم من رد الرواية عنه وضعفها بل وبالغ في إنكارها كصنيع ابن حزم رحمه الله، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها بما لا يخلو من ضعف ، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها بما يليق بمكانة هذا الصحابي الجليل ومنزلته .
وخلاصة هذا الإشكال أنه ورد عن صحابي جليل من كبار الصحابة و علمائهم روايات تدل على أنه كان ينكر سورتين من سور القرآن الكريم الثابتة بالتواتر .
وقد استغلت بعض الفرق المبتدعة كالشيعة( ) وغيرهم من المستشرقين والجهال هذه الروايات , وطعنوا في تواتر القرآن الكريم وفي حفظ الله تعالى له , وقالوا بأن الصحابة حرفوا القرآن وغيروا فيه وحذفوا منه أشياء كما زعم الشيعة أنهم حذفوا اسم علي
وأسماء آل البيت منه .
وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ هَذَا الْمَوْضِع غير واحد من العلماء ومنهم الْفَخْرُ الرَّازِيَُّ فَقَالَ : إِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن كَانَ مُتَوَاتِرًا فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَزِمَ تَكْفِير مَنْ أَنْكَرَهَا ، وَإِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن كَانَ لَمْ يَتَوَاتَر فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَزِمَ أَنَّ بَعْض الْقُرْآن لَمْ يَتَوَاتَر . قَالَ : وَهَذِهِ عُقْدَة صَعْبَة ( ).

المبحث الثاني : أقوال العلماء في حل هذا الإشكال و الجواب عنه .

ذكرت في المبحث السابق أن العلماء اختلفوا في هذا المروي عن ابن مسعود رضي الله عنه فمنهم من رد الرواية عنه وضعفها بل وبالغ في إنكارها كصنيع ابن حزم رحمه الله، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها بما لا يخلو من ضعف، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها بما يليق بمكانة هذا الصحابي الجليل ومنْزلته .
وفيما يلي سرد لبعض أقوالهم في ذلك :

أولا : أقوال العلماء الذين أنكروا هذه الروايات عن ابن مسعود  :
• قال الإمام النووي رحمه الله : « أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه»( ) .
• وقال ابن حزم رحمه الله : هذا كذب على ابن مسعود وموضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه وفيها المعوذتان والفاتحة ( ).
• وقال الباقلاني رحمه الله ( ): ولو كان قد أنكر السورتين على ما ادعوا، لكانت الصحابة تناظره على ذلك، وكان يظهر وينتشر، فقد تناظروا في أقل من هذا، وهذا أمر يوجب التكفير والتضليل، فكيف يجوز أن يقع التخفيف فيه ؟ ! وقد علمنا إجماعهم على ما جمعوه في المصحف، فكيف يقدح بمثل هذه الحكايات الشاذة المولدة في الإجماع المقرر، والاتفاق المعروف ؟ !
• وقال الإمام السيوطي رحمه الله ( ) : لا خلاف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواترا في أصله وأجزائه وأما في محله ووضعه وترتيبه فكذلك عند محققي أهل السنة للقطع بأن العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله لأن هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم مما تتوفر الدواعي على نقل جمله وتفاصيله فما نقل آحادا ولم يتواتر يقطع بأنه ليس من القرآن قطعا وذهب كثير من الأصوليين إلى أن التواتر شرط في ثبوت ما هو من القرآن بحسب أصله وليس بشرط في محله ووضعه وترتيبه بل يكثر فيها نقل الآحاد قيل وهو الذي يقتضيه صنع الشافعي في إثبات البسملة من كل سورة .
ورد هذا المذهب بأن الدليل السابق يقتضي التواتر في الجميع ولأنه لو لم يشترط لجاز سقوط كثير من القرآن المكرر وثبوت كثير مما ليس بقرآن أما الأول فلأنا لو لم نشترط التواتر في المحل جاز ألا يتواتر كثير من المتكررات الواقعة في القرآن مثل فبأي آلاء ربكما تكذبان وأما الثاني فلأنه إذا لم يتواتر بعض القرآن بحسب المحل جاز إثبات ذلك البعض في الموضع بنقل الآحاد .
إلى أن قال : ومن المشكل على هذا الأصل ما ذكره الإمام فخر الدين قال نقل في بعض الكتب القديمة أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة والمعوذتين من القرآن وهو في غاية الصعوبة لأنا إن قلنا إن النقل المتواتر كان حاصلا في عصر الصحابة بكون ذلك من القرآن فإنكاره يوجب الكفر وإن قلنا لم يكن حاصلا في ذلك الزمان فيلزم أن القرآن ليس بمتواتر في الأصل قال وإلا غلب على الظن أن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل باطل وبه يحصل الخلاص عن هذه العقدة .


• ومن المعاصرين الشيخ / عبدالرحمن محمد سعيد دمشقية , حيث ذكر في بحث له بعنوان : ( شبهة أن عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف والرد عليها ) ( ) أن ما ورد في مسند الإمام أحمد , والطبراني في المعجم مروي من من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخره . فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.
• ومن المعاصرين كذلك : الشيخ أ.د / محمد بن محمد أبو شهبة , فقد ذكر في كتابه ( المدخل لدراسة القرآن الكريم ) ( ) أن هذه الروايات غير صحيحة , وأغلب الظن أنها مدسوسة على ابن مسعود .


ثانيا : أقوال العلماء الذين أثبتوا هذه الروايات عن ابن مسعود  وأجابوا عن هذا الإشكال :
• قال القرطبي _ رحمه الله _ : وزعم ابن مسعود أنهما دعاء تعوذ به، وليستا من القرآن، خالف به الاجماع من الصحابة وأهل البيت( ).
• و في مسند البزار ( 1586) بسند حسن عن علقمة عن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول إنما أمر النبي أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما .
قال البزار عقبه : وهذا الكلام لم يتابع عبد الله عليه أحد من أصحاب النبي  وقد صح عن النبي  أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف .
• وقال ابن كثير _ رحمه الله _ ( ): فلعله لم يسمعهما من النبي  ، ولم يتواتر عنده . ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة، فإن الصحابة ، كتبوهما في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك .
• و في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ( ) :قال ابن قتيبة: لم يكتب عبد الله بن مسعود في مصحفه المعوذتين، لأنه كان يسمع رسول الله  يعوذ الحسن والحسين - رضي الله عنهما - بهما، فقدر أنهما بمنزلة: أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة،ومن كل عين لامة. قال أبو بكر الانباري: وهذا مردود على ابن قتيبة، لأن المعوذتين من كلام رب العالمين، المعجز لجميع المخلوقين، و " أعيذكما بكلمات الله التامة " من قول البشر بين.وكلام الخالق الذي هو آية لمحمد  خاتم النبيين، وحجة له باقية على جميع الكافرين، لا يلتبس بكلام الآدميين، على مثل عبد الله بن مسعود الفصيح اللسان، العالم باللغة، العارف بأجناس الكلام، وأفانين القول.
• وقال القرطبي( ) قال بعض الناس: لم يكتب عبد الله المعوذتين لأنه أمن عليهما من النسيان، فأسقطهما وهو يحفظهما، كما أسقط فاتحة الكتاب من مصحفه، وما يشك في حفظه وإتقانه لها.
فرد هذا القول على قائله، واحتج عليه بأنه قد كتب: " إذا جاء نصر الله والفتح "، و " إنا أعطيناك الكوثر "، و " قل هو الله أحد " وهن يجرين مجرى المعوذتين في أنهن غير طوال، والحفظ إليهن أسرع، ونسيانهن مأمون، وكلهن يخالف فاتحة الكتاب، إذ الصلاة لا تتم إلا بقراءتها.
وسبيل كل ركعة أن تكون المقدمة فيها قبل ما يقرأ من بعدها، فإسقاط فاتحة الكتاب من المصحف، على معنى الثقة ببقاء حفظها، والأمن من نسيانها، صحيح، وليس من السور ما يجري في هذا المعنى مجراها، ولا يسلك به طريقها.

• وقال ابن حجر_ رحمه الله _( ) :
وَأَخْرَجَ أَحْمَد عَنْ أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش عَنْ عَاصِم بِلَفْظِ " إِنَّ عَبْد اللَّه يَقُول فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ " وَهَذَا أَيْضًا فِيهِ إِبْهَام .
وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد فِي زِيَادَات الْمُسْنَد وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيق الأَعْمَش عَنْ أَبِي إِسحَاق عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد النَّخَعِي قَالَ " كَانَ عبد اللَّه بن مَسْعُود يَحُكّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفه وَيَقُول إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَاب اللَّه . .
وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبَزَّار وَفِي آخِره يَقُول " إِنَّمَا أُمِرَ النَّبِيّ  أَنْ يَتَعَوَّذ بِهِمَا " قَالَ الْبَزَّار: وَلَمْ يُتَابِع اِبْن مَسْعُود عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَة . وَقَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيّ  أَنَّهُ قَرَأَهُمَا فِي الصَّلاة .
قال ابن حجر : هُوَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ عُقْبَة بْن عَامِر وَزَادَ فِيهِ اِبْن حِبَّان مِنْ وَجْه آخَر عَنْ عُقْبَة بْن عَامِر " فَإِنْ اِسْتَطَعْت أَنْ لَا تَفُوتك قِرَاءَتهمَا فِي صَلاة فَافْعَل "
وَأَخْرَجَ أَحْمَد مِنْ طَرِيق أَبِي العلاء بْن الشِّخِّيرِ عَنْ رَجُل مِنْ الصَّحَابَة " أَنَّ النَّبِيّ  أَقْرَأَهُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَقَالَ لَهُ : إِذَا أَنْتَ صَلَّيْت فَاقْرَأْ بِهِمَا " وَإِسْنَاده صَحِيح .
وَلِسَعِيدِ بْن مَنْصُور مِنْ حَدِيث مُعَاذ بْن جَبَل " أَنَّ النَّبِيّ  صَلَّى الصُّبْح فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ " .
وَقَد تَأَوَّلَ القَاضِي أَبُو بَكْر الْبَاقِلانِيّ فِي كِتَاب " الانتصَار " وَتَبِعَهُ عِيَاض وَغَيْره مَا حُكِيَ عَنْ اِبْن مَسْعُود فَقَالَ : لَمْ يُنْكِر اِبْن مَسْعُود كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن وَإِنَّمَا أَنْكَرَ إِثْبَاتهمَا فِي الْمُصْحَف ، فَإِنَّهُ كَانَ يَرَى أَنْ لا يَكْتُب فِي الْمُصْحَف شَيْئًا إِلا إِنْ كَانَ النَّبِيّ  أَذِنَ فِي كِتَابَته فِيهِ ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغهُ الإِذْن فِي ذَلِكَ ، قَالَ : فَهَذَا تَأْوِيل مِنْهُ وَلَيْسَ جَحْدًا لِكَوْنِهِمَا قُرْآنًا . وَهُوَ تَأْوِيل حَسَن إِلا أَنَّ الرِّوَايَة الصَّحِيحَة الصَّرِيحَة الَّتِي ذَكَرْتهَا تَدْفَع ذَلِكَ حَيْثُ جَاءَ فِيهَا : وَيَقُول إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَاب اللَّه . نَعَمْ يُمْكِن حَمْل لَفْظ كِتَاب اللَّه عَلَى الْمُصْحَف فَيَتَمَشَّى التَّأْوِيل الْمَذْكُور .
وَقَالَ غَيْر الْقَاضِي : لَمْ يَكُنْ اِخْتِلَاف اِبْن مَسْعُود مَعَ غَيْره فِي قُرْآنِيَّتهمَا ، وَإِنَّمَا كَانَ فِي صِفَة مِنْ صِفَاتهمَا اِنْتَهَى .
وَغَايَة مَا فِي هَذَا أَنَّهُ أَبْهَمَ مَا بَيَّنَهُ الْقَاضِي . وَمَنْ تَأَمَّلَ سِيَاق الطُّرُق الَّتِي أَوْرَدْتهَا لِلْحَدِيثِ اِسْتَبْعَدَ هَذَا الْجَمْع .
وَأَمَّا قَوْل النَّوَوِيّ فِي شَرح الْمُهَذَّب : أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَالْفَاتِحَة مِن الْقُرْآن ، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَ مِنْهُمَا شَيْئًا كَفَرَ ، وَمَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود بَاطِل لَيْسَ بِصَحِيحٍ ، فَفِيهِ نَظَر ، وَقَدْ سَبَقَهُ لِنَحْوِ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْم فَقَالَ فِي أَوَائِل " الْمُحَلَّى " : مَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود مِنْ إِنْكَار قُرْآنِيَّة الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَهُوَ كَذِب بَاطِل . وَكَذَا قَالَ الْفَخْر الرَّازِيَُّ فِي أَوَائِل تَفْسِيره : الأغلب عَلَى الظَّنّ أَنَّ هَذَا النَّقْل عَنْ اِبْن مَسْعُود كَذِب بَاطِل . وَالطَّعْن فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة بِغَيْرِ مُسْتَنَد لا يُقْبَل ، بَلْ الرِّوَايَة صَحِيحَة وَالتَّأْوِيل مُحْتَمَل ، والإجْمَاع الَّذِي نَقَلَهُ إِنْ أَرَادَ شُمُوله لِكُلِّ عَصْر فَهُوَ مَخْدُوش ، وَإِنْ أَرَادَ اِسْتِقْرَاره فَهُوَ مَقْبُول . وَقَدْ قَالَ اِبْن الصَّبَّاغ فِي الكلام عَلَى مَانِعِي الزَّكَاة : وَإِنَّمَا قَاتَلَهُمْ أَبُو بَكْر عَلَى مَنْع الزَّكَاة وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِذَلِكَ ، وَإِنَّمَا لَمْ يَكْفُرُوا لأَنَّ الْإِجْمَاع لَمْ يَكُنْ يَسْتَقِرّ . قَالَ : وَنَحْنُ الآن نُكَفِّر مَنْ جَحَدَهَا . قَالَ : وَكَذَلِكَ مَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، يَعْنِي أَنَّهُ لَمْ يَثْبُت عِنْده الْقَطْع بِذَلِكَ ، ثُمَّ حَصَلَ الاتِّفَاق بَعْد ذَلِكَ . وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ هَذَا الْمَوْضِع الْفَخْرُ الرَّازِيَُّ فَقَالَ : إِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن كَانَ مُتَوَاتِرًا فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَزِمَ تَكْفِير مَنْ أَنْكَرَهَا ، وَإِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن كَانَ لَمْ يَتَوَاتَر فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَزِمَ أَنَّ بَعْض الْقُرْآن لَمْ يَتَوَاتَر . قَالَ : وَهَذِهِ عُقْدَة صَعْبَة . وَأُجِيبَ بِاحْتِمَالِ أَنَّهُ كَانَ مُتَوَاتِرًا فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَكِنْ لَمْ يَتَوَاتَر عِنْد اِبْن مَسْعُود فَانْحَلَّتْ الْعُقْدَة بِعَوْنِ اللَّه تَعَالَى .
• ومن المعاصرين الشيخ : عبد الرحمن دمشقية حيث قال( ) : وعلى افتراض ثبوت السند إلى عبد الله بن مسعود في إنكاره للمعوذتين فإن لذلك توجيهات مهمة:
1. أن هذا الصحيح المفترض لا يبلغ في درجة صحته قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين والفاتحة.
2. أن هذا كان منه في فترة وجيزة بين موت رسول الله إلى أن تم جمع الصحابة على القرآن بالإجماع. فأما بعد هذا فلم يحك عنه شيء من الإصرار على ذلك. وكان يدرس القرآن ويفسره على الناس طيلة حياته بعد رسول الله إلى أن توفاه الله. ولم يحك عنه بعد الجمع أي إصرار أو استنكار. ولو أنه بقي على موقفه لبلغنا ذلك كما بلغنا إصرار بعض الصحابة كابن عباس الذي بقي حتى خلافة عمر وهو يظن أنه لم يرد من النبي كلام حول تحريم متعة النساء.
3. أن هذا القول قد صدر منه ولم يكن الإجماع قد استقر بعد. فأما لو ثبت عن أحد المنازعة فيه بعد إجماع الصحابة  عليه فهو منهم كفر. ولهذا حكمنا بالكفر في حق كل من شكك في القرآن من الرافضة بعد استقرار الإجماع على هذا القرآن الذي بين أيدينا.
4. أن هذا يؤكد ما نذهب إليه دائما من أن الصحابة ليسوا غير معصومين في آحادهم، وإنما هم معصومون بإجماعهم. وهم لن يجمعوا على ضلالة .
• ومن المعاصرين كذلك الشيخ / ناصر الماجد ( ), فقد ذكر في رد له على سؤال حول ذلك :
" هذا المروي عن ابن مسعود  اجتهاد منه، بحسب ما انتهى إليه علمه، إذ ظن أنهما دعاء كان النبي  يتعوذ بهما، وهو بشر غير معصوم يصيب ويخطئ، كما يصيب البشر ويخطئون، ولا عصمة لقول أحد بعد النبي  ولذا رأينا الصحابة  لم يقروه على قوله بل خالفوه، وأجمعوا على إثبات المعوذتين في المصحف الإمام وفي سائر المصاحف التي أُرسلت إلى الأمصار، ولم ينقل عن أحد من الصحابة  أنه تابع ابن مسعود  على قوله هذا بل رأينا أبي بن كعب  يخالفه في ذلك استنادا إلى ما ثبت عن النبي فقد أخرج أحمد(21186) وغيره بسند صحيح عن زر بن حبيش قال : قلت لأبي بن كعب  : إن ابن مسعود  كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه! فقال: أشهد أن رسول الله  أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له: "قل أعوذ برب الفلق" فقلتها، فقال":قل أعوذ برب الناس" فقلتها، فنحن نقول ما قال النبي  .
ومن المتقرر؛ أن من حفظ وعلم، حجة على من لم يحفظ ولم يعلم، فابن مسعود  لم يحفظ ولم يعلم هاتين السورتين، وغيره من سائر الصحابة  علمها وحفظها فالحجة لهم عليه .
وكذلك لم ينقل عن أحد من تلاميذ ابن مسعود  ـ مع كثرتهم وجلالة قدرهم ـ أنه تابعه على قوله هذا، بل ثبت عن بعضهم مخالفته صراحة فقد روى ابن أبي شيبة (30197) عن النخعي قال : قلت للأسود بن يزيد ـ وكان من أعلم أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه من القرآن هما؟ قال: نعم، يعني المعوذتين. وفوق هذا أن إجماع الأمة كلها من عهد الصحابة إلى يومنا على إثبات هاتين السورتين أبلغ دليل على خطأ هذا القول" ا.ﻫ

الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , والصلاة والسلام على من بعثه الله بالهدى والخيرات , أما بعد :
ففي ختام هذا البحث المختصر الماتع أحمد الله تعالى أن وفقني لحل هذا الإشكال , وإزالة هذه الشبهة العضال , وأسطر فيما يلي أهم نتائج هذا البحث :
من وجهة نظري القاصرة والله أعلم حول هذا الإشكال ما يلي :
أولاً : أن بعض الروايات التي وردت عن ابن مسعود , ثابتة وصحيحة , فتصحيح بعض العلماء لها ومنهم الإمام ابن حجر وهو العلم البحر في هذا العلم دليل على صحتها عن ابن مسعود  .
ومن هذه الروايات الصحيحة :
1. عن عبد الرحمن بن يزيد قال رأيت عبد الله يحك المعوذتين ويقول لم تزيدون ماليس فيه .
2. وفي رواية : لا تخلطوا فيه ما ليس منه .
3. وفي رواية عنه : أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول ليستا من كلام الله .
( أخرج هذه الرويات الثلاث الطبراني وقد سبق ذكرهما في المبحث الأول )
ثانياً: أن هذه الروايات الصحيحة عنه لا تبلغ في درجة صحتها قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين .
ثالثاً : أن من أحسن ما أجيب على ذلك أن ابن مسعود لَمْ يُنكِر كَونهمَا مِن الْقُرآن وَإِنّمَا أَنْكرَ إِثْبَاتهمَا فِي الْمُصْحَف ، فَإِنَّهُ كان يرَى أن لا يَكْتُب فِي الْمُصْحف شيئًا إلا إن كَان النَّبي  أذن في كتابته فيه ، وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك .
رابعاً : أن هذا كان منه في فترة وجيزة بين موت رسول الله إلى أن تم جمع الصحابة على القرآن بالإجماع. فأما بعد هذا فلم يحك عنه شيء من الإصرار على ذلك .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والحمد لله رب العالمين .
 
وقد طلب مني الإخوة في القسم اختصار هذا البحث فلخصته فيما يلي :
أولا : تحرير الإشكال الوارد عن ابن مسعود  في موقفه من المعوذتين وبيانه .
ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود  روايات تدل على أنه كان يمحو المعوذتين من المصحف ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تعالى , وفيما يلي ذكر لبعض هذه الروايات :
• في مسند الإمام أحمد : عن زر قال : قلت لأُبيّ إن أخاك يحكهما من المصحف ؟ فلم ينكر , قيل لسفيان : بن مسعود ؟ قال نعم , وليسا في مصحف ابن مسعود , كان يرى رسول الله  يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه , وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه( ).
• وأخرج الإمام أحمد في مسنده أيضا عن عبد الرحمن بن يزيد قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى( ) .
• وأخرج الطبراني بسنده عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: رأيت عبد اللَّه يحك المعوذتين، ويقول:"لم تزيدون ما ليس فيه؟".
• وأخرج الطبراني أيضا بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود، أنه كان يقول:"لا تَخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النَّبِيُّ  : "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" ، و "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ"، وَكان عبد اللَّه يمحوهما من المصحف.
• وأخرج أيضا بسنده عن علقمة، عن عبد اللَّه،"أنه كان يحك المعوذتين من المصاحف، ويقول: إنما أمر رسول اللَّه  أَنْ يُتَعَوذ بِهما، ولم يكن يقرأ بهما".
قلت : فهذه الأحاديث كلها تدل على أن ابن مسعود  كان يرى أن المعوذتين ليستا من القرآن , وأنه كان يمحوهما من المصحف .
وقد اختلف الأئمة قديما وحديثا في هذا المروي عن ابن مسعود  فمنهم من رد
الرواية عنه وضعفها بل وبالغ في إنكارها ، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها .


ثانيا : أقوال العلماء في حل هذا الإشكال و الجواب عنه .
• من العلماء من رد هذه الروايات وضعفها وأنكر ثبوتها عن ابن مسعود  ومنهم الإمام النووي وابن حزم والباقلاني والفخر الرازي والسيوطي وغيرهم .
• ومن العلماء من أثبت هذه الروايات عن ابن مسعود , وأجاب عنها بإجابات منها وهي إجابات متفاوتة من أقواها :
1. أن هذا اجتهاد منه  أخطأ فيه , ولم يوافقه عليه الصحابة , و هذا يؤكد ما يذكره العلماء من أن الصحابة ليسوا معصومين في آحادهم، وإنما هم معصومون بإجماعهم. وهم لن يجمعوا على ضلالة .
2. أنه  لعله لم يسمعهما من النبي  ، ولم يتواتر عنده .
3. أن هذا القول كان منه  في فترة معينة ثم رجع إلى إجماع الصحابة  .
4. أن هذه الروايات الصحيحة عنه لا تبلغ في درجة صحتها قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين .
ومن الإجابات الضعيفة – من وجهة نظري القاصرة - :
1. أن ابن مسعود لم ينكر كونهما من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف ، فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئًا إلا إن كان النَّبي  أذن في كتابته فيه ، وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك . (1 )
2. وقيل: لأنه أمن عليهما من النسيان، فأسقطهما وهو يحفظهما، كما أسقط فاتحة الكتاب من مصحفه، وما يشك في حفظه وإتقانه لها.
.........................................
( 1) ملاحظة هامة : كنت قد كتبت في الخاتمة في أصل هذا البحث أن هذا القول من أحسن ما أجيب عن هذه الروايات عن ابن مسعود , ثم رجعت عن ذلك بعد أن ذكر شيخنا عبد العزيز العبيد أن هذا القول فيه نظر . ( وإنما نبهت على ذلك حتى لا يظن أن هذا تناقض من الباحث ) .
 
وممن تحدث عن هذا الموضوع ايضا الامام ابن العربي المالكي في كتابه الماتع العواصم من القواصم المطبوع في الجزائر في مجلدين بتحقيق عمار طالبي
 
جزاكم الله خيرا بحث قيم خاصه لمن يسعى للرد على شبهات الشيعه حيث لا يزالون يدندنون حول هذا الأمر كثيرا
 
[
محب القراءات
أولا : أقوال العلماء الذين أنكروا هذه الروايات عن ابن مسعود  :
• قال الإمام النووي رحمه الله : « أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه»( ) .
• وقال ابن حزم رحمه الله : هذا كذب على ابن مسعود وموضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه وفيها المعوذتان والفاتحة ( ).
• وقال الباقلاني رحمه الله ( ): ولو كان قد أنكر السورتين على ما ادعوا، لكانت الصحابة تناظره على ذلك، وكان يظهر وينتشر، فقد تناظروا في أقل من هذا،


في اعتقادي أن إنكار هذه الرواية هو الصحيح ..

ولما كانت هذه الرواية وامثالها من عجيب الروايات التي تزخر بها كتبنا ، هي منافذ المشككين بالقرآن ، فيا حبذا لو يقوم احد الباحثين بجمعها وبيان فسادها حتى لا تظل حجة يتمسك بها المشككون بالقرآن والمفترون في الطعن بالقرآن وإثارة الشبهات حوله .
 
التعديل الأخير:
[


في اعتقادي أن إنكار هذه الرواية هو الصحيح ..

ولما كانت هذه الرواية وامثالها من عجيب الروايات التي تزخر بها كتبنا ، هي منافذ المشككين بالقرآن ، فيا حبذا لو يقوم احد الباحثين بجمعها وبيان فسادها حتى لا تظل حجة يتمسك بها المشككون بالقرآن والمفترون في الطعن بالقرآن وإثارة الشبهات حوله .

أخي الفاضل : جزاك الله خيرا على مشاركتك وإبداء رأيك , وأقول : لعلك قرأت البحث كاملا , وما ذهبت إليه _ حفظك الله _ من إنكار هذه الروايات عن الصحابي الجليل ابن مسعود , هو مذهب طائفة من العلماء كما هو مدون في البحث .
إلا أن الراجح من وجهة نظري _ والله أعلم _ يتلخص فيما قاله الإمام العلامة ابن حجر _ رحمه الله _ في فتح الباري حيث قال : وَأَمَّا قَوْل النَّوَوِيّ فِي شَرح الْمُهَذَّب : أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَالْفَاتِحَة مِن الْقُرْآن ، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَ مِنْهُمَا شَيْئًا كَفَرَ ، وَمَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود بَاطِل لَيْسَ بِصَحِيحٍ ، فَفِيهِ نَظَر ، وَقَدْ سَبَقَهُ لِنَحْوِ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْم فَقَالَ فِي أَوَائِل " الْمُحَلَّى " : مَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود مِنْ إِنْكَار قُرْآنِيَّة الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَهُوَ كَذِب بَاطِل . وَكَذَا قَالَ الْفَخْر الرَّازِيَُّ فِي أَوَائِل تَفْسِيره : الأغلب عَلَى الظَّنّ أَنَّ هَذَا النَّقْل عَنْ اِبْن مَسْعُود كَذِب بَاطِل . ثم قال:
(وَالطَّعْن فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة بِغَيْرِ مُسْتَنَد لا يُقْبَل ، بَلْ الرِّوَايَة صَحِيحَة وَالتَّأْوِيل مُحْتَمَل ) أهـ
 
[


في اعتقادي أن إنكار هذه الرواية هو الصحيح ..

ولما كانت هذه الرواية وامثالها من عجيب الروايات التي تزخر بها كتبنا ، هي منافذ المشككين بالقرآن ، فيا حبذا لو يقوم احد الباحثين بجمعها وبيان فسادها حتى لا تظل حجة يتمسك بها المشككون بالقرآن والمفترون في الطعن بالقرآن وإثارة الشبهات حوله .

كيف تنكرها وهي صحيحة ؟؟ لعل هذه اسهل طريقة ولكنها غير صحيحة . فليس الاجابة عن سؤال يعني صحة الاجابة بل احيانا تركك لما لم تحط بعلمه خير من التكلم فيه .
اما كونها تشكك بالقران فليس صحيح وانما قل تلبس عليك .
لان تواتر القران لم يكن كما يتصوره البعض بان حفاظ القران بين الدفتين هم جل الصحابة . بل الثابت ان من جمع القران في حياة النبي صلى الله عليه وسلم خمسة كلهم من الانصار(1) . ثم عني الصحابة بعد ذلك بحفظه . وانما حصل التواتر للايات والسور بحفظ كل اية وكل سورة جمع يستحيل تواطؤهم . فبمجموعهم يكون تواتر القران . وابن مسعود رضي الله عنه لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بهما وكان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يرقي به الحسن والحسين رضوان الله عليهم . فكم من الصحابة من مات ولم يعرف كل القران . ولكن الكلام هنا ليس عن المعوذتين في هذا الباب من كونهما قرآن وانما هي في قول ابن مسعود .
ولكن وجد رواية تذكر عن ابن مسعود يطلب من زوجة له ان تقرء المعوذتين وقل هو الله احد بدلا من وضع التميمة . ولكن لم ادرس الحديث . وكون ابن مسعود داوم على انكارهما امر لا يقول به الا من يرمي الامر بلا علم بل ان الرواية لا تبين الا ان زر بن حبيش قال ذلك لابي وابي بين ذلك لزر .
متى قابل زر بن حبيش ابي . فيه خلاف والامر بحاجة لتحقيق , ففي تاريخ البخاري ان زرا سأل ابا المنذر عندما وقع الناس في عثمان وهذا ما جعل اغلب من قال انه عاش حتى نهاية خلافة عثمان والامر بحاجة لدراسة السند واخرون انما قالوا ذلك لانهم يرون ان ابي كان مع زيد في امر المصحف زمن عثمان . والامر استبعده الذهبي واصل من قال به هو رواية ابن شهاب الزهري التي جمع فيها بين حديث الجمع والنسخ فقدم النسخ وأخر الجمع فظن البعض ان عثمان جمع المصحف مرة اخرى .
اورد الذهبي في سير أعلام النبلاء روايات من بينها :
سويد بن سعيد: حدثنا علي بن مسهر، عن الاعمش، عن أبي وائل قال: لما أمر عثمان بتشقيق المصاحف، قام عبد الله خطيبا فقال: لقد علم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله.ثم قال: وما أنا بخيرهم.
أخبرنا ابن علان وغيره كتابة أن حنبل بن عبد الله أخبرهم قال: أنبأنا ابن الحصين، حدثنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا الاسود بن عامر، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك، قال: أمر بالمصاحف أن تغير، فقال ابن مسعود: من استطاع منكم أن يغل مصحفه فليغله فإنه من غل شيئا جاء به يوم القيامة. ثم قال: لقد قرأت من فم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سبعين سورة أفأترك ما أخذت من في رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؟ ! أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن خمير: سمعت ابن مسعود: إني غال مصحفي، وذكر الحديث.
اذا فما في مصحف عبد الله انما هو ما اخذه من النبي صلى الله عليه وسلم او كتبه بين يديه . ثم اورد الذهبي
"قلت: إنما شق على ابن مسعود، لكون عثمان ما قدمه على كتابة المصحف، وقدم في ذلك من يصلح أن يكون ولده، وإنما عدل عنه عثمان لغيبته عند بالكوفة، ولان زيدا كان يكتب الوحي لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فهو إمام في الرسم، وابن مسعود فإمام في الاداء، ثم إن زيدا هو الذي ندبه الصديق لكتابة المصحف وجمع القرآن، فهلا عتب على أبي بكر ؟ وقد ورد أن ابن مسعود رضي وتابع عثمان ولله الحمد".(2)
لم اتثبت اين ورد ما اشار اليه الذهبي .

ما كان من صواب فمن الله وحده وان زللت فمن نفسي ومن الشيطان .
********************************
1-قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الانصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي أخرجه البخاري (5003) في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي، ومسلم.
2-سير أعلام النبلاء - (ج 1 / ص 488)
 
[
مجدي ابو عيشة;

]كيف تنكرها وهي صحيحة ؟؟ لعل هذه اسهل طريقة ولكنها غير صحيحة . فليس الاجابة عن سؤال يعني صحة الاجابة بل احيانا تركك لما لم تحط بعلمه خير من التكلم فيه .
اما كونها تشكك بالقران فليس صحيح وانما قل تلبس عليك .


الأخ المحترم :
ألا قرأت الموضوع جيدا من أوله إلى آخره ...

إنكار الرواية هو مذهب طائفة من العلماء , فهل كلامك موجه لي بالذات أم لهم أيضا ؟

( بل احيانا تركك لما لم تحط بعلمه خير من التكلم فيه ]

[ إنكار هذه الروايات عن الصحابي الجليل ابن مسعود , هو مذهب طائفة من العلماء كما هو مدون في البحث ] .

هل قرأت هذه الفقرة ؟ ها أنا قد ميزتها لك باللون الأحمر لتساعدك في تأملها ..

وأما كلامك التالي :
اما كونها تشكك بالقران فليس صحيح وانما قل تلبس عليك

فهو يحير أكثر من سابقه ، مرة أخرى عد إلى أصل الموضوع واقرأ :

[ جاء في البحث : وقد استغلت بعض الفرق المبتدعة كالشيعة( ) وغيرهم من المستشرقين والجهال هذه الروايات , وطعنوا في تواتر القرآن الكريم وفي حفظ الله تعالى له , وقالوا بأن الصحابة حرفوا القرآن وغيروا فيه وحذفوا منه أشياء كما زعم الشيعة أنهم حذفوا اسم علي
وأسماء آل البيت منه . ] .............

فيا أخي الفاضل : اقرأ الموضوع جيدا وبلاش تخبيص ..
 
[


الأخ المحترم :
ألا قرأت الموضوع جيدا من أوله إلى آخره ...

إنكار الرواية هو مذهب طائفة من العلماء , فهل كلامك موجه لي بالذات أم لهم أيضا ؟

( بل احيانا تركك لما لم تحط بعلمه خير من التكلم فيه ]

[ إنكار هذه الروايات عن الصحابي الجليل ابن مسعود , هو مذهب طائفة من العلماء كما هو مدون في البحث ] .

هل قرأت هذه الفقرة ؟ ها أنا قد ميزتها لك باللون الأحمر لتساعدك في تأملها ..

وأما كلامك التالي :
اما كونها تشكك بالقران فليس صحيح وانما قل تلبس عليك

فهو يحير أكثر من سابقه ، مرة أخرى عد إلى أصل الموضوع واقرأ :

[ جاء في البحث : وقد استغلت بعض الفرق المبتدعة كالشيعة( ) وغيرهم من المستشرقين والجهال هذه الروايات , وطعنوا في تواتر القرآن الكريم وفي حفظ الله تعالى له , وقالوا بأن الصحابة حرفوا القرآن وغيروا فيه وحذفوا منه أشياء كما زعم الشيعة أنهم حذفوا اسم علي
وأسماء آل البيت منه . ] .............

فيا أخي الفاضل : اقرأ الموضوع جيدا وبلاش تخبيص ..

احسنت هي مذهب لبعض العلماء . ولكن هل هذا دليل علمي ؟ هل تقصد يجب على صاحب البحث اختصار بحثه بتلك الكلمات :
ننكر الرواية لانكار بعض العلماء لها . اذا اخي ابحث كل واحد لم انكر فالعالم يذكر علة انكاره وانظر في تحقق العلة وصحتها .
وارجوا منك بيان موضع التخبيص . اجارنا الله وياكم من التخبيص ومن سوء المقال. وانا فقير لنصيحتك يا استاذنا الغالي.
احسن الله اليك .
 
عودة
أعلى