[
في اعتقادي أن إنكار هذه الرواية هو الصحيح ..
ولما كانت هذه الرواية وامثالها من عجيب الروايات التي تزخر بها كتبنا ، هي منافذ المشككين بالقرآن ، فيا حبذا لو يقوم احد الباحثين بجمعها وبيان فسادها حتى لا تظل حجة يتمسك بها المشككون بالقرآن والمفترون في الطعن بالقرآن وإثارة الشبهات حوله .
كيف تنكرها وهي صحيحة ؟؟ لعل هذه اسهل طريقة ولكنها غير صحيحة . فليس الاجابة عن سؤال يعني صحة الاجابة بل احيانا تركك لما لم تحط بعلمه خير من التكلم فيه .
اما كونها تشكك بالقران فليس صحيح وانما قل تلبس عليك .
لان تواتر القران لم يكن كما يتصوره البعض بان حفاظ القران بين الدفتين هم جل الصحابة . بل الثابت ان من جمع القران في حياة النبي صلى الله عليه وسلم خمسة كلهم من الانصار(1) . ثم عني الصحابة بعد ذلك بحفظه . وانما حصل التواتر للايات والسور بحفظ كل اية وكل سورة جمع يستحيل تواطؤهم . فبمجموعهم يكون تواتر القران . وابن مسعود رضي الله عنه لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بهما وكان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يرقي به الحسن والحسين رضوان الله عليهم . فكم من الصحابة من مات ولم يعرف كل القران . ولكن الكلام هنا ليس عن المعوذتين في هذا الباب من كونهما قرآن وانما هي في قول ابن مسعود .
ولكن وجد رواية تذكر عن ابن مسعود يطلب من زوجة له ان تقرء المعوذتين وقل هو الله احد بدلا من وضع التميمة . ولكن لم ادرس الحديث . وكون ابن مسعود داوم على انكارهما امر لا يقول به الا من يرمي الامر بلا علم بل ان الرواية لا تبين الا ان زر بن حبيش قال ذلك لابي وابي بين ذلك لزر .
متى قابل زر بن حبيش ابي . فيه خلاف والامر بحاجة لتحقيق , ففي تاريخ البخاري ان زرا سأل ابا المنذر عندما وقع الناس في عثمان وهذا ما جعل اغلب من قال انه عاش حتى نهاية خلافة عثمان والامر بحاجة لدراسة السند واخرون انما قالوا ذلك لانهم يرون ان ابي كان مع زيد في امر المصحف زمن عثمان . والامر استبعده الذهبي واصل من قال به هو رواية ابن شهاب الزهري التي جمع فيها بين حديث الجمع والنسخ فقدم النسخ وأخر الجمع فظن البعض ان عثمان جمع المصحف مرة اخرى .
اورد الذهبي في سير أعلام النبلاء روايات من بينها :
سويد بن سعيد: حدثنا علي بن مسهر، عن الاعمش، عن أبي وائل قال: لما أمر عثمان بتشقيق المصاحف، قام عبد الله خطيبا فقال: لقد علم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله.ثم قال: وما أنا بخيرهم.
أخبرنا ابن علان وغيره كتابة أن حنبل بن عبد الله أخبرهم قال: أنبأنا ابن الحصين، حدثنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا الاسود بن عامر، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك، قال: أمر بالمصاحف أن تغير، فقال ابن مسعود: من استطاع منكم أن يغل مصحفه فليغله فإنه من غل شيئا جاء به يوم القيامة. ثم قال: لقد قرأت من فم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سبعين سورة
أفأترك ما أخذت من في رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؟ ! أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن خمير: سمعت ابن مسعود: إني غال مصحفي، وذكر الحديث.
اذا فما في مصحف عبد الله انما هو ما اخذه من النبي صلى الله عليه وسلم او كتبه بين يديه . ثم اورد الذهبي
"قلت: إنما شق على ابن مسعود، لكون عثمان ما قدمه على كتابة المصحف، وقدم في ذلك من يصلح أن يكون ولده، وإنما عدل عنه عثمان لغيبته عند بالكوفة، ولان زيدا كان يكتب الوحي لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فهو إمام في الرسم، وابن مسعود فإمام في الاداء، ثم إن زيدا هو الذي ندبه الصديق لكتابة المصحف وجمع القرآن، فهلا عتب على أبي بكر ؟ وقد ورد أن ابن مسعود رضي وتابع عثمان ولله الحمد".(2)
لم اتثبت اين ورد ما اشار اليه الذهبي .
ما كان من صواب فمن الله وحده وان زللت فمن نفسي ومن الشيطان .
********************************
1-قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الانصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي أخرجه البخاري (5003) في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي، ومسلم.
2-سير أعلام النبلاء - (ج 1 / ص 488)