ردٌّ لطيف على الصحفي فهد الأحمدي في فهم ( أوهن البيوت)

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
01.png


اطلعت على مقالة للأستاذ فهد الأحمدي فيها تفسير لقوله تعالى : (كمثل الْعنكبُوت اتّخذتْ بيْتًا وإنّ أوْهن الْبُيُوت لبيْتُ الْعنكبُوت لوْ كانُوا يعْلمُون).
يقول:
((يعتقد معظمنا خطأ أن "شبكة العنكبوت" هي "بيت العنكبوت" الذي يعيش ويستقر فيه.. ولكن الحقيقة هي أن العنكبوت يعيش في كل مكان (وبالتالي قد يكون بيته داخل الجحور أو الشقوق والصدوع أو تحت الماء والصخور أو حتى في أعالي الجبال والأشجار).. أما شبكة العنكبوت التي نراها كثيرا في زوايا الجدران والمواقع المظلمة فهي مجرد مصيدة للفرائس تبنيها العنكبوت في موقع لا يبتعد عن بيتها كثيرا.
وهذه الحقيقة قد تمنحنا فهما أفضل لحقيقة البيت الذي ورد ذكره في قوله تعالى (كمثل الْعنكبُوت اتّخذتْ بيْتًا وإنّ أوْهن الْبُيُوت لبيْتُ الْعنكبُوت لوْ كانُوا يعْلمُون). فهذه الآية تشير صراحة الى وهن بيت العنكبوت وأنه يأتي كأكثر البيوت ضعفا وهشاشة.. ولكن ما نعرفه الآن أن العنكبوت قد يعيش داخل مواقع حصينة وصدوع صلبة أو على عمق كبير من سطح الأرض.. وحتى في حال الإصرار على أن البيت المقصود هو شبكته الحريرية نشير الى أن خيط العنكبوت (أقوى من خيوط الفولاذ وجميع المعادن المعروفة) من حيث مادته النقية وسماكته المجهرية.
فالخيوط الحريرية التي يفرزها العنكبوت لو جمعت في سماكة الأصبع لاستطاعت حمل طائرة ضخمة بكامل ركابها. فرغم أن خيط العنكبوت يبدو ضعيفا وواهيا إلا أنه مقارنة بسماكته التي تقل 400 مرة عن شعرة الانسان على درجة عالية من القوة والمرونة (لدرجة أن الجيش الأمريكي يصنع منها ملابس مضادة للانفجارات).. فهذا الخيط المصنوع من سائل بروتيني يتصلب عند ملامسته للهواء يمكنه التمدد إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع. أضف لهذا أنه (مقارنة بوزنه وحجمه) أقوى من الفولاذ ب 20 مرة والألمنيوم ب 29 مرة وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة - وهو ما دعا العلماء لتسميته ب"الفولاذ الحيوي" أو "الفولاذ البيولوجي" أو "البيوصلب".
وكل هذه الحقائق تستطيع اكتشافها بنفسك حيث يمكنك بسهولة إزاحة شبكة العنكبوت بسبب وزنها الخفيف ولكن يستحيل عليك قطعها أو تمزيقها أو تغيير شكلها الهندسي!
السؤال هو: كيف نوفق إذا بين "وهن البيت" في الآية الكريمة مقابل عيشه في مواقع منيعة وصلبة، ناهيك عن "قوة المادة" التي يبنى منها شبكته؟!
.. قبل الإجابة على هذا السؤال لاحظ أن كلمة العنكبوت وردت في الآية الكريمة بصيغة التأنيث لا التذكير (اتخذت بيتا). فالعلماء لم يكتشفوا إلا مؤخرا أن أنثى العنكبوت هي من تتخذ البيت للسكن والتفريخ وهي من تفرز الخيوط الحريرية وتغزل شبكة الصيد للإيقاع بالفريسة.
وفي المقابل يقتصر دور الذكر على "المسيار" والارتماء عند قدمي الأنثي كي (تأكله) بعد انتهائه من تلقيحها.. وهذا المصير المخيف يوحي بأن المقصود - في الآية الكريمة - هو وهن البيت من الناحية الأسرية والأخلاقية، لا المادية والإنشائية.. فحتى بالمقارنة مع عالم الحشرات يعد بيت العنكبوت من "أوهن البيوت" من حيث الروابط الأسرية والمبادئ الأخلاقية وسيادة الخيانة والغدر والقسوة؛ فالأنثى تأكل الذكر بعد التلقيح وتأكل أبناءها بعد خروجهم من البيض كما يأكل الاخوة بعضهم البعض كلما سنحت لهم الفرصة!!
والتفريق بين وهن البيت (كوصف مجازي) وقوة المادة التي يبنى داخلها (ولا أقول: منها) يثبته استعمال الآية الكريمة لكلمة "بيت" يتم اتخاذه، وليس "خيوطا" أو "شبكة" يتم صنعها عمدا.
أضف لهذا أن وهن البيت - في الآية الكريمة - جاء في سياق ضرب المثل بمن يتخذ من دون الله أولياء حيث الصلات واهية والروابط متقطعة والغدر وارد في أي لحظة (مثلُ الّذين اتخذُوا من دُون اللّه أوْلياء كمثل الْعنكبُوت اتّخذتْ بيْتًا وإنّ أوْهن الْبُيُوت لبيْتُ الْعنكبُوت)!
.. ومن هذا كله يتضح أن "أوهن البيوت" معنى مجازي يفوق في قوته أي مادة عرفها أو صنعها الانسان! )) . انتهى ..
( الخميس 7 رمضان 1433 ).
وقد كتبت معلقًا على ذلك، فأقول:
لا أزال أتعجب من حالنا نحن المعاصرين، ومن حرصنا على الجديد في تفسير المعاني، وكأن الله ادَّخر لنا من المعاني مالم يصل إليه السابقون، ولن يلحقنا به اللاحقون.
ومن هذا تفسير (بيت العنكبوت) بهذا التفسير الذي ينقله الأستاذ المفيد فهد الأحمدي، وليس هو ببدع في هذا الفهم المغلوط، بل هو مسبوق إليه ببعض المعاصرين الذين ذهبوا إلى هذا الرأي الغريب العجيب.
وصاحب الرأي يظهر أنه لا يعرف ( أصول علم التفسير ) ، ولا ( المنهج الصحيح في التفسير)، لا يعرف متى يجوز له الاجتهاد، ومتى يلزمه الوقوف على ما قاله السابقون.
كما لا يعرف كيف يضيف ما يصلح إضافته من الأقوال الحادثة بضوابط العلم المعروفة، دون أن يخطِّئ السابقين في فهمهم.
وذلك ما لم يحصل ـ مع كل أسى ـ في مقالة الأستاذ فهد ( حفظه الله ووفقه).
وسأرتب التنبيه على الخطأ في هذا المقال في عدد من النقاط:
النقطة الأولى: إن الله خاطب الصحابة بلغتهم العربية التي يعرفونها، وأي تخطئة لهم من هذه الجهة فهي دليل على خطأ المخطِّئ لهم:
هذا التفسير الذي ذكره في معنى (وهن بيت العنكبوت)، مع تخطئة ما تعارف عليه الناس قديمًا وحديثًا من معنى هذا الوهن يحمل مشكلات علمية كبيرة، وأذكر منها:
أنه يلزم ـ من هذين التفسيرين ـ احتمالان:
الأول : إما أن يكون قول السابقين صوابًا، وهذا القول خطأ.
الثاني: وإما أن يكون هذا القول صوابًا ، وقول السابقين خطأ.
وهذا الاحتمال الثاني هو ما ذهب إليه الأستاذ الفاضل بعبارته ( يعتقد معظمنا أن شبكة العنكبوت هي بيت العنكبوت الذي يعيش ويستقر فيه).
وينتج عن ذلك :
1 ـ أن الله خاطب الصحابة أهل اللغة العربية بما لا يعرفون معناه، فخاطبه بألفاظ عربية ذات رموز لا يعرفونها، ففسروه على غير مراد الله، ثم فهَّموا التابعين هذا المراد الخطأ، ثم تسلسل هذا الخطأ من الصحابة إلى يومنا هذا.
2 ـ وهذا يعني أن الأمة كانت على ضلال في فيهم مراد ربها في قوله : (أوهن البيوت)، فهل يا ترى يُصحِّح الأستاذ هذا؟!
3 ـ لو افترضنا صحَّة القولين معًا فإن من قواعد التفسير أن يُحمل كلام الله على المتبادر من دلالة ألفاظه، وليس على الأقلِّ منها أو الأنكر أو الأخفى ؛ إلا إذا وُجِد قرينة تدل على أنه يراد به غير الظاهر
والمتبادر للذهن في ( بيت العنكبوت ) هو نسجه، وعلى هذا سار المفسرون من الصحابة ون بعدهم إلى يومنا هذا.
وأما كون دلالة أوهن البيوت مأخوذة (من حيث الروابط الأسرية والمبادئ الأخلاقية وسيادة الخيانة والغدر والقسوة؛ فالأنثى تأكل الذكر بعد التلقيح وتأكل أبناءها بعد خروجهم من البيض كما يأكل الاخوة بعضهم البعض كلما سنحت لهم الفرصة) ، وهذا ما سمَّاه غيره بـ(الوهن الاجتماعي) = فإن هذا إذا صحَّ، فإنه بعيد خفيٌّ.
وفي هذه الحالة يُقدَّم الظاهر الذي ذهبت إليه الأمة على هذا الخفيِّ الأنكر في دلالته على مراد الله.
النقطة الثانية: ليس كل ما صحَّ ثبوته من المكتشفات المعاصرة تصحُّ دلالة القرآن عليه:
وذلك أنه لو ثبت (الوهن الاجتماعي) المذكور في المكتشفات المعاصرة، فإنه لا يلزم أن يكون هو المراد بالوهن في الآية.
فإن قلت: فما يذكرونه من ثبوت قوة خيوط العنكبوت وأنه (أقوى من خيوط الفولاذ وجميع المعادن المعروفة)، فكيف الحال معه؟
فالجواب: إن الحال يرتبط بالمشاهدة، وليس بغيرها، والمشاهدة تثبت أنك بقشَّة صغيرة تستطيع أن تفسد بيت العنكبوت، وأي وهن أشد من هذا، وهل يخفى هذا الوهن على كل إنسان كائن من كان؟!
أما إثبات أن خيوط العنكبوت أقوى من الفولاذ فذلك مما لا يدركه كل واحد، بل قد لا يصدقه كثير من العقلاء، وهم يرون بالمشاهدة وهن بيت العنكبوت المنسوج من خيوط.
وإذا كان الأمر كذلك، فما بالنا نذهب بالقرآن إلى هذه التأويلات المتعسفة، والأمور المستغربة، ونترك ما سارت عليه الأمة جيلاً بعد جيل؟!
ثمَّ إن وجه الشبه في اتخاذ الأصنام باتخاذ العنكبوت بيتًا، إنما هو ( الضعف في كليهما) : ضعف الأصنام في نصرة عابديها ، كما يضعف بيت العنكبوت ( خيوطه ) في حمايته من الأذى.
وهذا المعنى ظاهر لكل الناس، ولا يحتاج إلى مزيد علم وبيان، أما القول الآخر فيحتاج إل إثباته مقدمات علمية، وتجارب يجريها المدَّعون لذلك تُثبت ما قالوه، ثم بعد صدق قولهم، يلزم من ذلك صحَّة دلالة الآية عليه، وهذا مما يجهله كثير ممن يتعاطون مثل هذه التفسيرات المعاصرة.
والخلاصة: أنه لا يلزم من صدق المسألة المعاصرة في ذاته = صحَّةُ دلالة القرآن عليها، فهما جهتان منفكَّتان.
النقطة الثالثة: أيهما أحقُّ بوصف الوهن ـ على هذا القول المعاصر ـ الأنثى أم الذكر من العنكبوت؟
إن هذا القول المعاصر يدَّعي أن بيت العنكبوت هو بيت الأنثى، وأنها تفترس ذكرها وأولادها، وهذا موطن قوة فيها، وإنما الوهن هو الذكر، فكيف يستقيم وصف بيت الأنثى القوية بالوهن؟!
كيف وهي التي تبقى على قيد الحياة عزيزة غير آبهة بما حصل من موت ذكرها، ولا موت أولادها؟!
وما دامت هذه سنة الله فيها ـ كما يقول البحث المعاصر ـ فكيف ندَّعي أن هذا وهنًا؟!
بمن نقيسه؟!
إن كان الأمر كما يقولون، فليس في الأمر أي وهن اجتماعي إلا إذا قلنا إنَّ هذا نقصًا حقيقيًا.
وليس الأمر كذلك؛ لأن هذه سنة الله في العنكبوت ، وهذا إن كان نقصًا في غيرها، فهو كمال فيها تستقيم به حياتها التي قدَّر الله لها هذا القَدَر وهداه له ، كما قال تعالى ( والذي قدَّر فهدى).
تبيه:
اللغة في (العنكبوت) وردت بالتذكير والتأنيث ( وهو الأكثر ) في هذا اللفظ، ولا دلالة في الآية على أن المراد أنثى العنكبوت دون ذكرها، وإنما المراد جنس العنكبوت.
فإن قلت : تأنيث ( اتخذت).
فالجواب: إن هذه دلالة محتملة، قد يراد بها الأنثى فقط، وقد يراد بها جنس الحشرة ( انثى وذكر).
وأخيرًا:
أسأل الله أن يفتح عليَّ وعلى الأستاذ فهد، بل وعلى المسلمين من فهم كتابه الفهم الصحيح السليم، وأن يعمر قلوبنا بذكره وطاعته وتلاوة كتابه وتدبره.
كتبه : د / مساعد الطيار
الخميس 7 رمضان 1433
 
بارك الله فيكم شيخنا الكريم الحبيب ، وجزاكم خيرا على ما تفضلتم به . بيد أنا نريد منكم زيادة بيان لهذي النقطة خاصة :
من قواعد التفسير أن يُحمل كلام الله على المتبادر من دلالة ألفاظه، وليس على الأقلِّ منها أو الأنكر أو الأخفى ؛ إلا إذا وُجِد قرينة تدل على أنه يراد به غير الظاهر
لأنه قد يعترض عليها بأن ( المتبادر، والظاهر، والأنكر، والأخفى ) كله من الأمور النسبية التي يختلف فيها الناس ، كلٌ حسب ما بلغه ونشأ عليه ؛ فما يتبادر إلى ذهنكم مثلا قد يتبادر غيره إلى ذهن غيركم ، وكذلك الظاهر والمنكر والخفي .
فما ضابط ذلك ؟ وأليست القرينة مطلوبة على كل حال ؟
بارك الله فيكم ، ونفعنا بعلمكم ، ولا حرمنا من فوائدكم أبدا .
 
أشكر الدكتور مساعد الطيار وفقه الله على هذا التعليق العلمي الرصين حول مقال الأستاذ فهد سلمه الله، وأحب أن أؤكد على قضيتين تفضل بهما الدكتور جزاه الله خيراً:
الأولى: أن الأصل في كلام العرب أن يفهم بحسب الظاهر المتبادر لهم من لغتهم، وهنا يظهر أن المعنى المتبادر من البيت هو ما يُعرف من النسيج الطري الذي يمكن إزالته بأدنى جهد، والآية تتحدث عن هذا البيت الضعيف، في هذه الحالة، لا في حالة كونه مؤلفاً في صورة أخرى، كما يظهر المعنى المتبادر من الوهن هو عدم صمود هذا البيت أمام أدنى قوة تتلفه وتزيله، وهو ما نشاهده ونعاينه بلا حاجة إلى استدلال علمي.
الثانية: أن الذي يحدد المعنى المتبادر من اللفظة هم علماء اللغة والتفسير، هذا في حالة كون الكلمة تحتمل معنيين، أما إن كانت لا تحتمل عندهم إلا معنى واحداً بقي اللفظ دالاً نصاً على المعنى ويجب المصير إليه، فإن كان خاصاً بقيت دلالته على الخصوص، وإن كان عاماً دخل كل ما تحته من الصور في المعنى مع عدم نفي عمومه.
والله الموفق،،،​
 
جزاكم الله خيرا دكتور مساعد. و من حسن الظن بالكاتب أعتقد أنه اطلع أخيرا على المعلومة المتعلقة بخيط العنكبوت ومدى قوته فأراد البحث عن قول يوفق بينها و بين الاية من سورة العنكبوت. غير أن الحديث في الاية جاء عن البيت و ليس الخيط، و لا يستلزم من قوة مادة الخيط قوة البيت، فلو اتخذ العنكبوت بيتا من خيوط الفولاذ بتلك الدقة لم يزدد بيته إلا وهنا. فاعتقادك القوة في خيط واحد لن ينفعك إذا اعتمدت عليه وحده في بناء بيتك.. و الله أعلم

يقول الإمام الطبري رحمه الله: "مثل الذين اتخذوا الآلهة والأوثان من دون الله أولياء يرجون نَصْرها ونفعها عند حاجتهم إليها في ضعف احتيالهم، وقبح رواياتهم، وسوء اختيارهم لأنفسهم، (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ) في ضعفها، وقلة احتيالها لنفسها، (اتَّخَذَتْ بَيْتًا) لنفسها، كيما يُكِنهَا، فلم يغن عنها شيئا عند حاجتها إليه، فكذلك هؤلاء المشركون لم يغن عنهم حين نزل بهم أمر الله، وحلّ بهم سخطه أولياؤُهم الذين اتخذوهم من دون الله شيئا، ولم يدفعوا عنهم ما أحلّ الله بهم من سخطه بعبادتهم إياهم".

وأرجو أخيرا أن يكون مبلغ علمه من علوم القرآن أفضل من حظه من العلوم التجريبية حين يقول:"وكل هذه الحقائق تستطيع اكتشافها بنفسك حيث يمكنك بسهولة إزاحة شبكة العنكبوت بسبب وزنها الخفيف ولكن يستحيل عليك قطعها أو تمزيقها أو تغيير شكلها الهندسي!".
 
لم يقل الله عز وجل : وإن أوهن الخيوط لخيط العنكبوت ، فتأمل !
ولو كان من هدي الله لخلقه العنكبوت أن يسد مدخل جحر له بخيوط متماسكة يصنعها لصعب هتك أواقتحام سده ، لكن العنكبوت لا يفعل ذلك بل ينسج نسجا واهيا وشكلا واهنا لا يثبت له بيتا وقد يزول بهبة من ريح ، فهل بعد ذلك من وهن !
 
01.png





اطلعت على مقالة للأستاذ فهد الأحمدي فيها تفسير لقوله تعالى : (كمثل الْعنكبُوت اتّخذتْ بيْتًا وإنّ أوْهن الْبُيُوت لبيْتُ الْعنكبُوت لوْ كانُوا يعْلمُون).
يقول:
((يعتقد معظمنا خطأ أن "شبكة العنكبوت" هي "بيت العنكبوت" الذي يعيش ويستقر فيه.. ولكن الحقيقة هي أن العنكبوت يعيش في كل مكان (وبالتالي قد يكون بيته داخل الجحور أو الشقوق والصدوع أو تحت الماء والصخور أو حتى في أعالي الجبال والأشجار).. أما شبكة العنكبوت التي نراها كثيرا في زوايا الجدران والمواقع المظلمة فهي مجرد مصيدة للفرائس تبنيها العنكبوت في موقع لا يبتعد عن بيتها كثيرا.
وهذه الحقيقة قد تمنحنا فهما أفضل لحقيقة البيت الذي ورد ذكره في قوله تعالى (كمثل الْعنكبُوت اتّخذتْ بيْتًا وإنّ أوْهن الْبُيُوت لبيْتُ الْعنكبُوت لوْ كانُوا يعْلمُون). فهذه الآية تشير صراحة الى وهن بيت العنكبوت وأنه يأتي كأكثر البيوت ضعفا وهشاشة.. ولكن ما نعرفه الآن أن العنكبوت قد يعيش داخل مواقع حصينة وصدوع صلبة أو على عمق كبير من سطح الأرض.. وحتى في حال الإصرار على أن البيت المقصود هو شبكته الحريرية نشير الى أن خيط العنكبوت (أقوى من خيوط الفولاذ وجميع المعادن المعروفة) من حيث مادته النقية وسماكته المجهرية.
فالخيوط الحريرية التي يفرزها العنكبوت لو جمعت في سماكة الأصبع لاستطاعت حمل طائرة ضخمة بكامل ركابها. فرغم أن خيط العنكبوت يبدو ضعيفا وواهيا إلا أنه مقارنة بسماكته التي تقل 400 مرة عن شعرة الانسان على درجة عالية من القوة والمرونة (لدرجة أن الجيش الأمريكي يصنع منها ملابس مضادة للانفجارات).. فهذا الخيط المصنوع من سائل بروتيني يتصلب عند ملامسته للهواء يمكنه التمدد إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع. أضف لهذا أنه (مقارنة بوزنه وحجمه) أقوى من الفولاذ ب 20 مرة والألمنيوم ب 29 مرة وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة - وهو ما دعا العلماء لتسميته ب"الفولاذ الحيوي" أو "الفولاذ البيولوجي" أو "البيوصلب".
وكل هذه الحقائق تستطيع اكتشافها بنفسك حيث يمكنك بسهولة إزاحة شبكة العنكبوت بسبب وزنها الخفيف ولكن يستحيل عليك قطعها أو تمزيقها أو تغيير شكلها الهندسي!
يقع الإشكال عند البعض بسبب الاستناد لمعلومات غير مؤكدة و لا موثقة ؛ كما وقع لهذا الصحفي في نقله هو غيره عن مواقع غير متخصصة و غير علمية - بمعنى الكلمة - على شبكة المعلومات ؛ حيث نقل عن النسخة العربية لـ شبكة المعلومات الحرة ( ويكيبيديا ) و مثيلاتها ، و ما ذكر فيها عن خيط العنكبوت لم يذكر في النسخة الإنجليزية . و كلتا النسختين مجرد مقالات لا يمكن الركون إليها ؛ إذ هي مقالات يضيفها أشخاص غير مُعَرّفين ، و هذا ظاهر من اسمها ( شبكة المعلومات الحرة ).
 
فالإشكال المزعوم في فهم تلك الآية متولد من التوظيف المغلوط لبعض المعلومات العلمية ؛ فما يقال عن قوة و صلابة خيوط بيت العنكبوت تدحضه المشاهدة و المعاينة ، و ليس الخبر كالمعاينة .
و لو صح ذلك القول لصح القول بأن الفحم - الذي هو عبارة عن عنصر الكربون - أقوى و أصلب من الحديد ؛ بدعوى أن كربون الفحم ممكن تحوّله إلى ماس . و الماس أصلب من الحديد . و لكن هذا القول باطل عَيانا، مثله مثل سابقه . و كلا القولين تدليس .
 
أخي الدكتور ( أبو بكر ) رعاه الله ووفقه
حديثنا عن الخيط البروتيني الذي تنتجه انثى العنكبوت حصرا ، فهل ماذكره الأستاذ الأحمدي عن مواصفته غير صحيح ؟!
فإن كان كذلك فما هو الصحيح ، وماهو مصدرك العلمي ؟
 
ومما لا يحتاج إلى إقامة الدليل عليه أنك وإن استخدمت أقوى وأصلب مواد البناء فلا يلزم من ذلك أن يكون المبنى أيضاصلبا قويا ومتماسكا متقنا ، بل يرد عليه أن يكون ضعيفا وهنا إن لم تبنه بطريقة محكمة ، فمواد البناء أمر والبناء أمر آخر .
 
العَيان خير بيان ، و المشاهدة تغني عن الُحاججة

العَيان خير بيان ، و المشاهدة تغني عن الُحاججة

أخي الدكتور ( أبو بكر ) رعاه الله ووفقه
حديثنا عن الخيط البروتيني الذي تنتجه انثى العنكبوت حصرا ، فهل ماذكره الأستاذ الأحمدي عن مواصفته غير صحيح ؟!
فإن كان كذلك فما هو الصحيح ، وماهو مصدرك العلمي ؟
الأخ العزيز ( عبد الله )
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته

ما دعاني لكتابة ما كتبته هو ما يثيره المبطلون من شبهات مزعومة بشأن القرآن الكريم ، و منها ما قاله الله عَزّ و جَلّ في تلك الآية من سورة العنكبوت ؛ قال تبارك وتعالى - و هو أصدق القائلين - : { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }؛ فَرّد المبطلون ما أخبر به الله تعالى هنا بضعف و وَهَن بيت العنكبوت ، و قالوا إن خيوط هذا البيت أشد قوة و صلابة من الحديد و الفولاذ . و يلزم من هذا قوة وصلابة بيت العنكبوت المنسوج من ذلك الخيط القوي الصلب .

- و هنا قال بعض المعاصرين إن المراد بوَهَن بيت العنكبوت معنى مجازي ، هو وَهَن الصلات الأُسَرية بين ذكر العنكبوت و الأنثى ، و أنها تفترسه بعد التزاوج و التلقيح . وهذا هو الوَهَن المقصود .
و هذا مدفوع بأمريْن :
الأول : إن القول بافتراس الأنثى لِذَكرها بعد التزاوج غير مؤكد ، و قيل إن الأنثى تفترس الذكر الغريب فقط .
الثاني - و هو الأهم - : أنه من القواعد الأصولية المقررة في نصوص الشرع أن ( الأصل في الكلام الحقيقة ) . و حكى الإمام الفخر الرازي في " المحصول " إجماع الكٌلّ على ذلك ، و ذكره القرافي في " الفروق " ، و ابن نجيم و السيوطي في " الأشباه و النظائر " ، و غيرهم .
فإذا دار الكلام بين الحقيقة و المجاز فالأصل فيه الحقيقة ، و عليه فقوله تعالى : { وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ } هو على حقيقته ؛ بمعنى الضَعْف و الوَهَن الحقيقي لذلك البيت ، و ليس المعنى المجازي بمعنى ضعف الصلات و العلاقات الاجتماعية لأفراد ذلك البيت .

- و لا يٌصار إلى المجاز إلا بدليل . و لو قلنا بالمجاز لا نتفى الغرض من ضرب الله تعالى لذلك المَثَل . حاشا لله ؛ قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره " جامع البيان " :
القول في تأويل قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) } :
يقول تعالى ذكره: مثل الذين اتخذوا الآلهة والأوثان من دون الله أولياء يرجون نَصْرها ونفعها عند حاجتهم إليها في ضعف احتيالهم، وقبح رواياتهم، وسوء اختيارهم لأنفسهم، (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ) في ضعفها، وقلة احتيالها لنفسها، (اتَّخَذَتْ بَيْتًا) لنفسها، كيما يُكِنهَا، فلم يغن عنها شيئا عند حاجتها إليه، فكذلك هؤلاء المشركون لم يغن عنهم حين نزل بهم أمر الله، وحلّ بهم سخطه أولياؤُهم الذين اتخذوهم من دون الله شيئا، ولم يدفعوا عنهم ما أحلّ الله بهم من سخطه بعبادتهم إياهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ... ) إلى آخر الآية، قال: ذلك مثل ضربه الله لمن عبد غيره، إن مثله كمثل بيت العنكبوت.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ) قال: هذا مثل ضربه الله للمشرك مَثل إلهه الذي يدعوه من دون الله كمثل بيت العنكبوت واهن ضعيف لا ينفعه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا) قال: هذا مثل ضربه الله، لا يغني أولياؤهم عنهم شيئا، كما لا يغني العنكبوت بيتها هذا.
وقوله: (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ) يقول: إن أضعف البيوت (لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) يقول تعالى ذكره: لو كان هؤلاء الذين اتخذوا من دون الله أولياء، يعلمون أن أولياءهم الذين اتخذوهم من دون الله في قلة غنائهم عنهم، كغناء بيت العنكبوت عنها، لكنهم يجهلون ذلك، فيحسبون أنهم ينفعونهم ويقرّبونهم إلى الله زلفى ) . اهـ
فما وجه ضرب المَثَل هنا لو صَحَ القول بالمجاز في لفظ ( إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ) بمعنى ضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد البيت ؟!

*** *** ***

و قال الإمام الزمخشري في تفسيره " الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل " : { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42)
الغرض تشبيه ما اتخذوه متكلا ومعتمدا في دينهم وتولوه من دون الله، بما هو مثل عند الناس في الوهن وضعف القوّة. وهو نسج العنكبوت. ألا ترى إلى مقطع التشبيه وهو قوله وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ . و قال : إن أوهن البيوت إذا استقريتها بيتا بيتا بيت العنكبوت .

- و القول بأن ضعف البيت لا يلزم منه ضعف مادة بنائه صحيح ، لو كانت هناك عوامل أخرى داخلة في البناء ، أو كان البنّاء الذي بناه جاهلا بأمر الصنعة او غير ذلك من أسباب . و هذا منتف في بيت العنكبوت ؛ فهي ماهرة في بناء بيتها بما ألهمها الله . فليس هناك إلاّ الخيط و رقته و وهنه .

أمّا عن سؤالك - أخي - عن الصحيح في خيط بيت العنكبوت : أنه بالغ الرِقّة و الدِقّة و الضعف و الوهن .

فإن سألتني عن ( المصدر العلمي ) لذلك القول : فهو المشاهدة و المعاينة ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أحمد و الطبراني و الحاكم و صححه ابن حبان - : " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ " .
فاختبر خيط بيت العنكبوت بنفسك ، و اهتكه بغصن شجرة أو اضربه سكينِِ ، و انظر ماذا ترى ؟
أتراه سليما متماسكا غير منقطع ؟!

- و أمّا قيل عن قوته فشيء نسبي مقارنة بسمكه الدقيق جدا البالغ واحد على أربعمائة من سُمْك شعرة الرأس ، كما ذُكِر و نُشِر .


و الله الهادي إلى سواء السبيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله طاعاتنا وطاعاتكم ووفقنا واياكم لما فيه الخير والصلاح
جزيل الدعاء وطيب الامنيات لشيخنا الفاضل الدكتور مساعد الطيار وفقه الله ورعاه ولكل من داخل في هذا الموضوع من الاصفياء الانقياء كما نحسبهم. اما بعد
فإني أرى والله أعلم ان وسائل الاحتجاج على الكاتب الكريم الاستاذ فهد ليست قوية بل انها تفضي لتصديق قوله فمثلا : القول بعدم ثبوت افتراس الانثى للذكر يدحضه اثباتها فاذا كنت تستخدم ذلك كحجة فلا يرقى ان يكون حجة لانه لو اثبتها علميا بالتصوير والمشاهدة بطلت حجتك ، ولكن هناك ماهو اقوى واجدى من المعاني والشواهد التي تثبت خطأ فهم الاخ الكاتب الفاضل سوف آتي عليها في وقت اوسع سنرى من خلالها بما لا يدع مجالا للشك ان المقصود هو البيت الحسي الفعلي ولو ان الاية كلها كانت على سبيل المجاز وطبقا لتفسير الاستاذ فهد اصبح مجازا مركبا ولكن الحقيقة غير ذلك في ظني وسأعود بإذن الله لاطرح وجهة نظري المتواضعة وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
 
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT]
[FONT=&quot]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين [/FONT]
[FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT]
[FONT=&quot]في سورة العنكبوت قال ربنا جلت قدرته:[/FONT]
[FONT=&quot]مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ [/FONT][FONT=&quot]أَوْهَنَ الْبُيُوتِ[/FONT][FONT=&quot] لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [/FONT](41) [FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [/FONT](42) [FONT=&quot]وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [/FONT](43)
[FONT=&quot]مقدمة[/FONT][FONT=&quot] : استحثني رد فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار وفقه الله على الأستاذ الكاتب فهد الأحمدي وفقه الله على مقال يؤول فيه الكاتب البيوت المذكورة في الآية المسطرة أعلاه في قوله تعالى (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) بأنه طبقاً لما كشف عنه العلم الحديث أن خيوط العنكبوت لو اجتمعت لكانت أقوى من الفولاذ وعليه فإن الوهن المذكور في الآية ليس المقصود به الوهن الحسي لخيوط العنكبوت ولكن يقصد منه الوهن المعنوي في علاقات العنكبوت الأنثى بالذكر وتصدعها وضعفها حتى أنها تصل لان تأكل الأنثى الذكرَ ، وقرأت حجة ورد الشيخ الفاضل الدكتور مساعد واتفق معه في الهدف ولا اتفق في الوسيلة فإني اعتقد أن الاحتجاج لم يكن مستفيضا في مكانه لأنه طرق أسسا أخرى غير ما أرى أنه ينبغي أن يطرقها فكان التركيز على جزئيات في الفكرة وليس نقض اساسها وهذا ما تبعه عدد من الاخوة المعقبين على ما كتب وفي هذا المقال الذي استغفر الله جل وعلا إن أخطأت فيه وأحمده إن وفقني للقول الحق فيه ابدأ بمحاولة لفهم من وجه آخر للآيات ثم أفند ما ذهب إليه أستاذنا الكريم فهد الأحمدي وووجه الخطأ فيه فأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.[/FONT]
[FONT=&quot]أولا : فهمي للآية الكريمة[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
[FONT=&quot] الله جلت قدرته يضرب لنا مثلا في سياق تبيانه لخلقه الفرق بين تولي المؤمنين لله جل وعلا وبين تولي المشركين للأوثان والأصنام والآلهة المتعددة من دون الله ، فيبين الحق جل وعلا الفرق بين اللجوء والاعتصام بالله جل وعلا وبحبله المتين ،واللجوء إليه وحده لا شريك له والاستعاذة به واللوذ به والاستمساك بعروته الوثقى وبين الاستمساك بحبال متعددة هي توازي في ضعفها ووهنها الحبال التي يستعين بها العنكبوت في تعليق بيته فهي مئات الحبال كما يتخذ المشركين مئات الأصنام يتعلقون بها ويلجئون إليها ولكن هم من قام بتأليهها فهم كالعنكبوت التي صنعت بيتها بنسج خيوطها وحبالها وملجأها بنفسها مقابل المؤمن المعتصم بعروة الله الوثقى التي ألقاها الله إليه ولم يصنعها بنفسه فهي لا تنفصم عراها ولا تنقض فتائلها لأنها ليست من صنع اللاجئ واللائذ بل من صنع الملجأ والملاذ نفسه جلت ذاته ، والمشركين يشابهون العنكبوت التي (اتخذت) بيتها فهم (أتخذوا) من دون الله آلهة إذ يقول سبحانه وتعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]{ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ } [يس:74][/FONT][FONT=&quot]
بينما المؤمنين يستمسكون بحبل واحد وعروة واحدة لم يصنعوها بل مدها الله إليهم لينقذهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور وهي في قوله جلت ذاته:[/FONT]



[FONT=&quot](وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[/FONT]( [FONT=&quot]لقمان:22[/FONT]
[FONT=&quot]فالمقابلة هنا بين [/FONT][FONT=&quot]العروة الوثقى[/FONT][FONT=&quot] الواحدة وبين [/FONT][FONT=&quot]الحبال المتعددة[/FONT][FONT=&quot] التي تصل الكفار بأوثانهم التي صنعوها وجعلوا منها آلهة ويقول تعالى:[/FONT]
( [FONT=&quot]لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot]البقرة:256[/FONT]
[FONT=&quot]ففي حين كانت حبال العنكبوت المتصلة بالأحجار والأخشاب كحبال المشركين المتصلة بالأحجار والأخشاب تنفصم بأهون المخلوقات ولا تغني عمن يستمسك بها شيئا كانت عروة الله واحدة وثقى لا تنفصم ولا تنقطع.[/FONT]
[FONT=&quot]وشتان بين الاعتصام بحبل الله والاعتصام بحبال الشركاء والأولياء المتفرقون من دون الله [/FONT]
([FONT=&quot]يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]يوسف:39[/FONT]
[FONT=&quot]أتعتصمون بحبال ضعيفة واهنة كحبال العنكبوت تلجئون إليها وتلوذون بها أم حبل الله الواحد الأحد ذا الحبل الوثيق والقدرة المطلقة ؟[/FONT]
[FONT=&quot]ويقول جلت قدرته مبينا ضعف أولياء المشركين [/FONT]
( [FONT=&quot]قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [/FONT][FONT=&quot]الرعد:16[/FONT]
[FONT=&quot]ويأمر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا وأتباع هذا الدين القويم عموما بالاعتصام بحبل الله والاتحاد في العقيدة والاعتقاد بأن الله جمع المؤمنين بأن وحد عقيدتهم وأوصلهم للعبودية الحقة[/FONT]
[FONT=&quot]فيقول ربنا سبحانه وتعالى:[/FONT]
( [FONT=&quot]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون)[/FONT][FONT=&quot]آل عمران:103[/FONT]
[FONT=&quot]ثانيا :تأويل الأستاذ فهد الأحمدي[/FONT]
[FONT=&quot]لا شك أن التفكر في كتاب الله أساس متين من أسس هذا الدين وتدبر آياته قيمة عظيمة من قيم هذا الدين وأمر صحي وهو يفضي إلى الاجتهاد فإما الإصابة فيحوز المجتهد أجران وإما أن يخطئ فيحوز اجر اجتهاده فقط ، والركون لكتب المفسرين رحمهم الله وحدهم دون إعمال العقل واستجلاب المعاني التي تتوافق مع ما استجد في العصر[/FONT][FONT=&quot]بجانب الرجوع للتفاسير[/FONT][FONT=&quot] هو التدبر وأما الركون لاجتهادات المتقدمين فقط فهو تدبر لتدبرهم وليس تدبرا لكتاب الله مباشرة ولكن الضابط هو رجوع المجتهد إلى الحق أن عرفه سريعا ونحن هنا نتدارس ما اجتهد فيه الأستاذ فهد الأحمدي فنقول الآتي:[/FONT]
· [FONT=&quot]اتضح مما سبق ذكره أن عناصر المثل وأركانه هي العلاقة بين : اللاجئ والملجأ ، العابد والمعبود ، ففي حال الأيمان يكون (الله) الإله المعبود و(المؤمن) هو العابد ، وفي حال الكفر تكون (الآلهة) من الأوثان والأصنام هي المعبودات و(الكافر) هو العابد ، وهم - اي الكفار- مثلهم مثل العنكبوت التي ربطت نفسها بحبال واهنة بما لا ينفع ولا يغني شيئا وبالتالي فلا مقابلة بين العلاقة بين الإله والعبد وعلاقاتهما (إلوهية وعبودية وربوبية ) وبين الذكر والأنثى فالذكر والأنثى علاقتهما تكاملية متساوية في التكافل فكل منهما بحاجة الآخر ، فلا حاجة لتفنيد هذا التشبيه والدخول في دقائقه من الاصل حتى وإن صح لأنه لا يلج في مجال المراد من المثل والعلة من ايراده في الآية لعدم وجود تشابه في العلاقة بين ذكر العنكبوت وأنثاه وبين الأرباب والأوثان وعبّادها من جهة وبين الله وموحديه وعابديه من جهة أخرى وهنا يكفي ان تنقض المسألة بذلك.[/FONT]
· [FONT=&quot]أن وصف العلاقات الاجتماعية بين العنكبوت وأنثاه بالضعف والوهن غير دقيق فإذا كانت الأنثى تأكل الذكر وتأكل صغارها فلم تعد علاقة واهنة بل علاقة عدائية تفضي إلى الموت، فتسمى واهية لو كانت الأنثى او الذكر يترك الصغار ويغادر او تتبع الأنثى ذكرا آخر إلى آخر علامات وهن العلاقات الاجتماعية ولكن في هذه الحالة المسألة تختلف وتتعدى ذلك إلى القتل ولعمري لم تعد علاقة واهية بل عدائية قاتلة وبالتالي تنتفي نسبة الوهن لعلاقة العنكبوت.[/FONT]
· [FONT=&quot]إن محاولة إثبات نظرية العلاقات الاجتماعية بين العنكبوت على حساب نفي وهن بيت (شبكة) العنكبوت خطأ كبير ، فالقول بأن خيط العنكبوت إذا كان سمكه كذا وكذا أصبح أقوى من الفولاذ فإنه في هذه الحالة لا يصبح بيت عنكبوت بل شيئا آخر وعليه فالاستدلال بذلك وأن صحت المعلومة فاسد ، وتركيب لمجاز على مجاز والأمر ابسط من ذلك ، وهنا تبرز نقطة هامة أن ما يستجد من فهم لكتاب الله عادة يكون وجه جديد من وجوه المعاني وصورة إضافية وفقا لما يكتشفه العلم ولا ينفي الصورة التي تبادرت إلى ذهن المتقدمين والصحابة لأن في نفيها نسبة الإضلال إلى كلام الله تنزه وتعالى الله عن ذلك ، فلا احد حين نزول الوحي يطيق ويستطيع أن يعرف أن العنكبوت يأكل بعضه أو أن بيت العنكبوت وخيوطه إذا تضاعفت صارت أقوى من الفولاذ والله لا يلزم ولا يكلف الأنفس مالا طاقة لها به ، فضلا أن هذا الفهم يتعارض مع كون هذا الكتاب مبين واضح سهل.[/FONT]
[FONT=&quot]وبعد فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وأدعو الله أن يجزل المثوبة لمن دفعنا جميعا لهذا البحث والتدبر والتفكر والإيضاح والاستيضاح وهو الأستاذ فهد الأحمدي واشكر شيوخنا الاكارم وأولهم شيخنا الكريم الشيخ الدكتور مساعد الطيار وفقه الله ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

رابط المقال في المدونة
[/FONT]
 
خيوط العنكبوت أقوى من خيوط الصلب التي لها القطر نفسه .
المرجع كتاب : أساسيات علم الحيوان
الناشر : دار ماكجرو هيل
المؤلفون : أربعة أساتذة من جامعة كاليفورنيا
المترجمون : ثلاثة أساتذة من جامعة القاهرة
 
أمّا عن سؤالك - أخي - عن الصحيح في خيط بيت العنكبوت : أنه بالغ الرِقّة و الدِقّة و الضعف و الوهن .

فإن سألتني عن ( المصدر العلمي ) لذلك القول : فهو المشاهدة و المعاينة ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أحمد و الطبراني و الحاكم و صححه ابن حبان - : " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ " .
فاختبر خيط بيت العنكبوت بنفسك ، و اهتكه بغصن شجرة أو اضربه سكينِِ ، و انظر ماذا ترى ؟
أتراه سليما متماسكا غير منقطع ؟!

- و أمّا ما قيل عن قوته فشيء نسبي مقارنة بسمكه الدقيق جدا البالغ واحد على أربعمائة من سُمْك شعرة الرأس ، كما ذُكِر و نُشِر .


و الله الهادي إلى سواء السبيل
ما ذكرتموه و نقلتموه - ( أخي محمد عبد الله ) من أن خيوط العنكبوت أقوى من خيوط الصلب التي لها القطر نفسه ، هو بمعنى ما ورد في نهاية الاقتباس أعلاه .

و عليه فقد اتفقنا في أن قوة خيط العنكبوت قوة نسبية - بالنسبة إلى رقته الشديدة جدا .
و ليست قوة يُعتد بها ، و ليست في ذاتها و في حالتها المعروفة تماثل أو تفوق قوة الحديد أو الفولاذ في حالته المعروفة .

* و تبقى مسألة عدم تمزقه في حالته المعروفة غير صحيحة ؛ بدلالة المشاهدة و التجربة الحسية . و المماري عليه الدليل .
 
يقولون خيط العنكبوت أقوى من خيط الصلب ، و فَك النملة أقوى من فَك التمساح - هكذا بإطلاق !

يقولون خيط العنكبوت أقوى من خيط الصلب ، و فَك النملة أقوى من فَك التمساح - هكذا بإطلاق !

ما ذكرتموه و نقلتموه - ( أخي محمد عبد الله ) من أن خيوط العنكبوت أقوى من خيوط الصلب التي لها القطر نفسه ، هو بمعنى ما ورد في نهاية الاقتباس أعلاه .

و عليه فقد اتفقنا في أن قوة خيط العنكبوت قوة نسبية - بالنسبة إلى رقته الشديدة جدا .
و ليست قوة يُعتد بها ، و ليست في ذاتها و في حالتها المعروفة تماثل أو تفوق قوة الحديد أو الفولاذ في حالته المعروفة .

* و تبقى مسألة عدم تمزقه في حالته المعروفة غير صحيحة ؛ بدلالة المشاهدة و التجربة الحسية . و المماري عليه الدليل .
أخي الكريم
قوة خيوط أو خيط العنكبوت - تلك التي تستطيع حمل و تحَمّل وزن حشرة تفوق وزنه ربما بآلاف المرّات - هي قوة نسبية ؛ مقارنة بوزنه الذي لا يُذْكر وبقُطْره و سُمْكه البالغ الضآلة حَد العَدَم .

و القول بأن قوة خيط العنكبوت أقوى من قوة خيط الحديد الصلب ، هو مِثل القول المنشور على المواقع بأن فَكّ النَملة أقوى من فَكّ التمساح . هكذا بإطلاق !
و الصحيح إنها قوة نسبية في كلا الحاليْن - نسبة لوزن كليهما .

و القول إن خيط العنكبوت أقوى من خيط الصلب الذي يماثله في قُطْره هذا و سُمْكه البالغ حَد العَدَم خارج عن موضوعنا هذا ،
و قوته تلك لا تكاد تُذْكَر .

و إنما حرف النزاع هو في قولهم : خيوط العنكبوت أقوى من خيوط الصلب و الفولاذ . هكذا بإطلاق و بغير قَيد !

و يمكننا التحقق و التثبت من زَيف هذا الزعم بضرب هذا الخيط بسلك من الحديد صغير أو قَطْعه بسكين من الصلب صغير ؛ لنرى أيهما أقوى ؟
لا شك في أننا سنرى خيط العنكبوت هذا متقطعا متهتكا .
و ذلك لضعفه و وهنه الشديد ؛ لرقّة نسيجه .
و ترتب على ضعف مادة البناء هذه - الخيط - ضعف و وهن البيت المبني من تلك الخيوط ،
و صدق الله العظيم القائل : ( و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ) .
( و من أصدق من الله قيلا ) ، ( و مَن أصدق من الله حديثا )
 
قال الفاضل د مساعد الطيار
وقد كتبت معلقًا على ذلك، فأقول:
لا أزال أتعجب من حالنا نحن المعاصرين، ومن حرصنا على الجديد في تفسير المعاني، وكأن الله ادَّخر لنا من المعاني مالم يصل إليه السابقون، ولن يلحقنا به اللاحقون
قــلـــت قال تعالى {ثم إنا علينا بيانه} وثم تفيد التماطل والتراخي وكل زمان يأخد نصيبه من البيان وقال صلى الله عليه وسلم " و لا تنقضي عجائبه"الحديث وبالتالي فالمعاني الحالية لم يصل إليها السابقون وسيطـلع من يجئ بعدنا على اكثر مما وصلنا اليه
والقرءان كلام الله وهو ليس ملكا لاحد وهو كلام مطلق لا يقيد بما قاله فلان او غيره ولا يقيد برأي
قولك كأن الله إدخر لنا من المعاني مالم يصل اليه السابقون . قـلت هذا اتهام للحق سبحانه بالبخل وبأن خزائنه محدودة وعطاءه محظور وأن إسمه تعالى المعطي يجب عليه إعادة النظر فيه فهو أعطى السابقين وعجز عن إعطاء اللاحقين وان كلامه عجائبه تنقضي ....؟وهل الحق سبحان يدخر ؟؟ يدخر من يخاف الفقر ومن يخشى المنع ومن خزائنه محدودة.
ومن هذا تفسير (بيت العنكبوت) بهذا التفسير الذي ينقله الأستاذ المفيد فهد الأحمدي، وليس هو ببدع في هذا الفهم المغلوط، بل هو مسبوق إليه ببعض المعاصرين الذين ذهبوا إلى هذا الرأي الغريب العجيب
قلت أعجب وأغرب منه, مذهب من يحصر كلام الله في فهمه . ويقيده برأيه ويضع عليه الحواجز والضوابط ما انزل الله بها من سلطان والحق قال { أفلا يتدبرون القرءان }​
وصاحب الرأي يظهر أنه لا يعرف ( أصول علم التفسير ) ، ولا ( المنهج الصحيح في التفسير)، لا يعرف متى يجوز له الاجتهاد، ومتى يلزمه الوقوف على ما قاله السابقون
قلت ؟؟؟؟ يقول ابن خلدون التقليد هو احياء الموتى. الظاهر أن استاذنا الفاضل هوصاحب المقولة الشهيرة [ما ترك السابق للاحق] .
في القرءان الكريم كنوزا جمة من العلوم والمعارف والمعاني والحقائق وباب التفسير والتاويل لم يغلق ولن يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها ولا بد ان يكون في كل جيل مفسرين ولأهل كل عصر علومهم وقضياهم واستنباطتهم وسيجدون في القرءان ما يبحثون عنه { ما فرطنا في الكتاب من شئ} فكــــــم ترك الاول للاخر بطبيعة الحال الـــــــكــــــثــــــيـــــــــــــــــــر وكم خبرية تكثيرية الكثير من علوم القرءان ومعانيه
كما لا يعرف كيف يضيف ما يصلح إضافته من الأقوال الحادثة بضوابط العلم المعروفة، دون أن يخطِّئ السابقين في فهمهم
قلت السابقون بشر الخطأ وارد في حقهم كلامهم ليس قرءانا يتلى {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}بحثت عن اية يقول فيها تعالى يا عبادي اذا اردتم ان تفسروا كلامي فعليكم بتتبع المنهج الصحيح واصول علم التفسير وان تقفوا على ما قاله السابقون للاسف لم اعثر عليها لم أجد الا { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} صحيح ياربي اقفال واقفال بالجمع وقوله تعالى { ِكتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَاب }ووجدت في الحديث مولانا رسول الله يدعوا لابن عباس رضي الله عنه :"اللهم فقهه في الدين وعلمه التاويل "
دون أن يخطِّئ السابقين في فهمهم من سبق داود أم سليمان بطبيعة الحال داود هو أب لسليمان سلام الله عليهما ومع ذلك في قضية النعاج كان الصواب مع اللاحق سليمان { فـــــفـــــهـــمـــنـــاهـــــا ســـــلـــــيــــمان}

وذلك ما لم يحصل ـ مع كل أسى ـ في مقالة الأستاذ فهد ( حفظه الله ووفقه).
وسأرتب التنبيه على الخطأ في هذا المقال في عدد من النقاط:
النقطة الأولى: إن الله خاطب الصحابة بلغتهم العربية التي يعرفونها، وأي تخطئة لهم من هذه الجهة فهي دليل على خطأ المخطِّئ لهم
قلت هذا الكلام عن } إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت } لايخطئ لا الصاحبة ولا غيرهم
و القرءان يخاطب البشر كلهم ولم ياتي ليخاطب الصحابة خاصة قال تعالى { ياايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا}
لو خاطب الصحابة خاصة لقال تعالى سنريكم اياتنا في الافاق بل قال { سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق}
ولم يقل لــــكــــم
وقال في سورة يس { وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } ولم يقل خلقنا لكم والايات كثيرة
خاطب الصحابة بلغتهم العربية وقال تعالى { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}{ِإنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} فهو عربي لقوم يعقلون ولقوم يعلمون اما لغيرهم فهو "مرموز"
هذا التفسير الذي ذكره في معنى (وهن بيت العنكبوت)، مع تخطئة ما تعارف عليه الناس قديمًا وحديثًا من معنى هذا الوهن يحمل مشكلات علمية كبيرة، وأذكر منها:
أنه يلزم ـ من هذين التفسيرين ـ احتمالان:
الأول : إما أن يكون قول السابقين صوابًا، وهذا القول خطأ
قول السابقين رضي الله عنهم صواب على حد فهمهم وتدبرهم للقرءان وعلى حد فتوحات زمانهم وعلى حسب ما يريد الله إظهاره من خبايا وخفايا كلامه { ثم إن علينا بيانه} .
الثاني: وإما أن يكون هذا القول صوابًا ، وقول السابقين خطأ
قلت
هذا القول صواب وقولك قول السابقين خطأ هو الخطأ. بعينه مقدمة صحيحة ونتيجة فاسدة .كلام اللاحقين يكمل كلام السابقين قلت لك كلام الله ليس ملكا لأحد ولا يعلم تاويله إلا الحق سبحانه ويوما ما سيأتي تاويله كما قال تعالى { يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه} فلا أحد يعرف مراد الله من الاية ولا أحد يمكن أن يجزم بأن ما قاله هو منتهى مراد الله
والمجتهد قد يصيب وقد يخطا وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد

وهذا الاحتمال الثاني هو ما ذهب إليه الأستاذ الفاضل بعبارته ( يعتقد معظمنا أن شبكة العنكبوت هي بيت العنكبوت الذي يعيش ويستقر فيه وهل قال يعتقد معظم السابقين ).
وينتج عن ذلك :
1 ـ أن الله خاطب الصحابة أهل اللغة العربية بما لا يعرفون معناه، فخاطبه بألفاظ عربية ذات رموز لا يعرفونها، ففسروه على غير مراد الله، ثم فهَّموا التابعين هذا المراد الخطأ، ثم تسلسل هذا الخطأ من الصحابة إلى يومنا هذا
ومن فسر هذه الاية من الصحابة حتى تقول ففسروه ؟؟
فخاطبهم بالفاظ عربية ذات رموز ؟؟؟ وما تقول في ألم وكهيعص , وطسم و...أهذه لغة غربية؟؟
على غير مراد الله ومن يعرف مراد الله ؟؟؟ {وما يعلم تاويله الا الله} لم أكن أعلم أن هناك من يعرف مراد الله من الاية ؟؟
ثم فهَّموا التابعين هذا المراد الخطأ ؟؟؟ أي مراد تتكلم عليه ؟؟؟ الصحابة فسروا ؟؟وفهموا؟؟
قال تعالى {وتلك الامثال نضربها للناس} ولم يقل للصحابة {وما يعقلها الا العالمون} وهل كان في الصحابة او في التابعين علماء احياء وعلماء فلك وعلماء بحار وهل كانت لهم معرفة بعلم الاجنة التشريحي ؟؟؟؟؟
2 ـ وهذا يعني أن الأمة كانت على ضلال في فهم مراد ربها في قوله : (أوهن البيوت)، فهل يا ترى يُصحِّح الأستاذ هذا؟ تفسيرات كلها مغلوطة وغير منطقية... وتعود ثاني للكلام على مراد الله
انت الذي عليك أيها الاخ الفاضل أن تصحح تعاملك مع كتا ب الله , الكتاب الازلي الذي كان قبل وجود اللغة العربية والاسم والفعل والفاعل ولاتكن أسير تقليد أحد مهما بلغ طول لحيته وصدى همهمته
3 ـ لو افترضنا صحَّة القولين معًا فإن من قواعد التفسير أن يُحمل كلام الله على المتبادر من دلالة ألفاظه، وليس على الأقلِّ منها أو الأنكر أو الأخفى ؛ إلا إذا وُجِد قرينة تدل على أنه يراد به غير الظاهر
كل الايات القرءانية ظاهرها حكم وباطنها حكمة [وإن استطعت أن تنفي هذا فافعل] بل الاية يمكن أن لاتحصر في معنى باطني واحد بل في عدة إشارات باطنية للقرآن باطن وللباطن باطن إلى سبعة أبطن { ابن تيمية مجموع الفتاوي} والحق تعالى {هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم }والكلام صفة المتكلم فكلامه كذلك له ظاهر وباطن
واذا وجدت قرينة كما تقول فالامور ظاهرة فلم يبق لنا مجال للكلام على الباطن اصبحت الامور ظاهرة فالايات التي تشير الى الحكمة مستورة
قصة موسى مع العبد الصالح ألا تشير الى الباطن لو لم يبينها الخضر هل كان أحدنا يهتدي إليها كلا وألف كلا
لو لم ترد هذه القصة في القرءان ووردت في الحديث لحكمتم عليه بالوضع والضعف ولا أصل له وإن كان في الرواة الخلفاء الراشدون ؟؟

والمتبادر للذهن في ( بيت العنكبوت ) هو نسجه، وعلى هذا سار المفسرون من الصحابة ون بعدهم إلى يومنا هذا.
وأما كون دلالة أوهن البيوت مأخوذة (من حيث الروابط الأسرية والمبادئ الأخلاقية وسيادة الخيانة والغدر والقسوة؛ فالأنثى تأكل الذكر بعد التلقيح وتأكل أبناءها بعد خروجهم من البيض كما يأكل الاخوة بعضهم البعض كلما سنحت لهم الفرصة) ، وهذا ما سمَّاه غيره بـ(الوهن الاجتماعي) = فإن هذا إذا صحَّ، فإنه بعيد خفيٌّ
ومن بعد ؟؟؟ وان كان بعيد خفي, ألا يصح القول به و الاستدلال به هذا كلام الله ألم يقل تعالى {سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق }ألم يقل { خلق الانسان علمه البيان } ألسنا من جنس الانسان أليس لنا نحن اللاحقون حق في البيان
لما تحصر كلام الله وتقيده بفهمك وبما وصل اليه نظرك {؟؟؟} التقليد يميت العقل .
وفي هذه الحالة يُقدَّم الظاهر الذي ذهبت إليه الأمة على هذا الخفيِّ الأنكر في دلالته على مراد الله
و هذا ليس بخفي يا أخي هذا جلي
هذا الخقي كان جنينا في بطن امه وعندما وصلنا الى اختراع الفحص بالذبذبات فوق الصوتية اكوكرافي عرفنا جنسه وهو في بطن امه أذكر أم انثى
ومن قال لك ان الامة ذهبت الى الظاهر ألم يقل ابوهريرة .
حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ
قِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ أَكْثَرْتَ أَكْثَرْتَ قَالَ فَلَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ وَلَمَا نَاظَرْتُمُونِي

النقطة الثانية: ليس كل ما صحَّ ثبوته من المكتشفات المعاصرة تصحُّ دلالة القرآن عليه
المكتشفات المعاصرة الصحيحة صحة لا ريب فيها تصح دلالة القرءان عليها إن نحن عرفنا الدلالة
ألم يقل تعالى{ مافرطنا في الكتاب من شئ } والشئ انكر النكرات فكل ما هو شئ موجود في القرءان:
وذلك أنه لو ثبت (الوهن الاجتماعي) المذكور في المكتشفات المعاصرة، فإنه لا يلزم أن يكون هو المراد بالوهن في الآية
أحـسـنت ,هنا تطلق كلام الله ولا تقيده صحيح ممكن ان لايكون هو المقصود في الاية او هو المقصود وهناك مسائل اخريات لم نصل إليها.
فإن قلت: فما يذكرونه من ثبوت قوة خيوط العنكبوت وأنه (أقوى من خيوط الفولاذ وجميع المعادن المعروفة)، فكيف الحال معه؟
فالجواب: إن الحال يرتبط بالمشاهدة، وليس بغيرها، والمشاهدة تثبت أنك بقشَّة صغيرة تستطيع أن تفسد بيت العنكبوت، وأي وهن أشد من هذا، وهل يخفى هذا الوهن على كل إنسان كائن من كان؟ تفسد البيت, لا الخيوط
وهل كل الناس تعرف صلابة خيط العنكبوت ؟وهل انت وانا كنا نعرف هذا لولا العلم ؟ وهل كنا نعرف ما يجري في البيت من سفك الدماء والقتل ؟ لولا العلم .هذا هو الوهن مع صلابة خيوطه فهو مصيدة ولم يعد للسكن .
أما إثبات أن خيوط العنكبوت أقوى من الفولاذ فذلك مما لا يدركه كل واحد، بل قد لا يصدقه كثير من العقلاء، وهم يرون بالمشاهدة وهن بيت العنكبوت المنسوج من خيوط
ولهذا قال تعالى وما يعقلها الا العالمون ولم يقل الا العقلاء ولم يقل يعقلها كل الناس.
وإذا كان الأمر كذلك، فما بالنا نذهب بالقرآن إلى هذه التأويلات المتعسفة، والأمور المستغربة، ونترك ما سارت عليه الأمة جيلاً بعد جيل؟ القرءان استمراري وهو كلام خالق هذا الكون .وما تقوله تحكم به على القرءان بالموت وتصلي عليه صلاة الجنازة وانه لا يساير كل الازمنة والدهور
وعليك ان تزيل من القرءان قوله تعالى{ ثــــــــــم إنا علينا بيانه} التي تفيد التماطل والتراخي
كبف لا تقبل تفسير علمي مقبول ؟؟؟
استمع الى ما قيل في تفسير قوله تعالى { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية}
الرازي: { فاليوم نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ } وفيه وجوه : الأول : { نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ } أي نلقيك بنجوة من الأرض وهي المكان المرتفع . الثاني : نخرجك من البحر ونخلصك مما وقع فيه قومك من قعر البحر ، ولكن بعد أن تغرق . وقوله : { بِبَدَنِكَ } في موضع الحال ، أي في الحال التي أنت فيه حينئذ لا روح فيك . الثالث : أن هذا وعد له بالنجاة على سبيل التهكم ، كما في قوله : { فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }انتهى
الالوسي:{ فاليوم نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ } تهكم به وتخييب له وحسم لأطماعه بالمرة ، والمراد فاليوم نخرجك مما وقع فيه قومك من قعر البحر ونجعلك طافياً ملابساً ببدنك عارياً عن الروح إلا أنه عبر عن ذلك بالتنجية مجازاً ، وجعل الجار والمجرور في موضع الحال من ضمير المخاطب لذلك مع ما فيه من التلويح بأن مراده بالإيمان هو النجاة ، وقيل : معنى الحال عارياً عن اللباس أو تام الأعضاء كاملها.انتهى اتختار التفسير المعاصر أم أقوال السابقين
وأترك لك حرية البحث عن اقوالهم في { مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان}
و{ نطفة من مني تمنى } و{ يخرج بين الصلب والترائب} وتكوين الجنين و.....
ثمَّ إن وجه الشبه في اتخاذ الأصنام باتخاذ العنكبوت بيتًا، إنما هو ( الضعف في كليهما) : ضعف الأصنام في نصرة عابديها ، كما يضعف بيت العنكبوت ( خيوطه ) في حمايته من الأذى
هذا هو الحكم المقصود من الاية .
وهذا المعنى ظاهر لكل الناس، ولا يحتاج إلى مزيد علم وبيان، الطاهر تقبله والخفي ترفضه كأن الكلام كلام مخلوق يمكن ان يخطأ وليس كلام خالق هذا الكون ؟؟؟أما القول الآخر فيحتاج إل إثباته مقدمات علمية،انت لا تقبل الاجتهاد وتريد ان تُـبقي القرءان على ما وقف عنده السابقون فلماذا تتكلم عن العلم .علم الاحياء لم يكن معروفا عند السابقين لا تتناقض وتجارب يجريها المدَّعون لذلك تُثبت ما قالوه، ثم بعد صدق قولهم، يلزم من ذلك صحَّة دلالة الآية عليه، وهذا مما يجهله كثير ممن يتعاطون مثل هذه التفسيرات المعاصرة انت نسيت ما قلته في اول كلامك قلت أنت :"لا أزال أتعجب من حالنا نحن المعاصرين، ومن حرصنا على الجديد في تفسير المعاني، وكأن الله ادَّخر لنا من المعاني مالم يصل إليه السابقون، ولن يلحقنا به اللاحقون"
والخلاصة: أنه لا يلزم من صدق المسألة المعاصرة في ذاته = صحَّةُ دلالة القرآن عليها، فهما جهتان منفكَّتان
لا, لا, بل يلزم ,,, لقوله تعالى {ما فرطنا في الكتاب من شئ } ولقوله سبحانه {سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبن لهم انه الحق } ولا تقل جهتان منفكتان هذا نظرك بل لا شئ في الوجود الا وهو من مقتضى القرءان عرفنا ذلك ام جهلناه {ما فرطنا في الكتاب من شئ}ولما قال في الكتاب ولم يقل في القرءان هذا سؤال ستجد جوابه ان شاء عند السابقين
النقطة الثالثة: أيهما أحقُّ بوصف الوهن ـ على هذا القول المعاصر ـ الأنثى أم الذكر من العنكبوت؟ الوهن متعلق بالبيت لا بالانثى ولا بالذكر
إن هذا القول المعاصر يدَّعي أن بيت العنكبوت هو بيت الأنثى، وأنها تفترس ذكرها وأولادها، وهذا موطن قوة فيها، وإنما الوهن هو الذكر، فكيف يستقيم وصف بيت الأنثى القوية بالوهن؟ لم يوصف الذكر بالوهن البيت هو الذي وصف بالوهن,,, ثــــبــــت !وقال القرءان بيت ولم يقل مسكن
كيف وهي التي تبقى على قيد الحياة عزيزة غير آبهة بما حصل من موت ذكرها، ولا موت أولادها؟هي تسير على وفق البرمجة الاولى المقدر لها قبل خلقها { قدر فهدى} { أعطى كل شئ خلقه ثم هدى}{أحسن كل شئ خلقه}هو ما نسميه الغريزة
وما دامت هذه سنة الله فيها ـ كما يقول البحث المعاصر ـ فكيف ندَّعي أن هذا وهــنًا؟ الظاهر أن الاخ الكريم لم يميز بين "وهن " و "ضعف"
أن أوهن البيوت على الإطلاق هو بيت العنكبوت، ثم قيَّد هذا الخبر بقوله { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }. والعلم الحديث قد أثبت أن بيت العنكبوت منسوج من أقوى الخيوط، ولا يفوقه قوة سوى الكوارتز المصهور،
وهذه ‏الحقيقة يستطيع الإنسان أن يكتشفها بنفسه؛ حيث يمكنه بسهولة إزاحة بيت العنكبوت بسبب وزنه ‏الخفيف، ولكن يصعب عليه قطعه، أو تغيير شكله الهندسي الدقيق { لو اسقطته على الارض يبقى شكله }ويدل عليه أيضًا أن الله تعالى -قال{ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } فأتى بأداة الشرط { لَوْ } المتضمنة معنى التمني لينفي بذلك علمهم مع تمني حصول ذلك العلم منهم. وكيف يكون بيت العنكبوت أوهن البيوت على الإطلاق، وهو منسوج من أقوى الخيوط ؟ فا جتمع في منشأة واحدة الحد الأدنى ‏من الوهن، والحد الأقصى من القوة والمرونة ؟و ما ينبغي الإشارة إلى أن الآية الكريمة نصَّت على وهن بيت العنكبوت، لا على وهن الخيط الذي نسج منه. فلم يقل - سبحانه {إن أوهن الخيوط لخيط العنكبوت}والمعنى المراد منها: إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت رغم قوة ومتانة ومرونة خيوطه، التي نسج منها.. فالوهن ليس في خيط العنكبوت؛ وإنما هو في البيت، الذي نسج من ذلك الخيط.
وقال تعالى {أَوْهَنَ الْبُيُوتِ } ولم يقل: {أضعف البيوت} وذلك لأن الضعف هو من فعل الله تعالى؛ كما أن القوة كذلك تقول: خلقه الله ضعيفًا أو خلقه قويًا. ويكون في الجسد والرأي والعقل. قال تعالى { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} وقال تعالى { وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً } أما الوهن فهو من فعل المخلوق، وهو أن يفعل فعل الضعيف. تقول: وهن في الأمر يهن وهنًا، وهو واهن، إذا أخذ فيه أخذ الضعيف. والأمر موهون؛ ومنه قوله تعالى { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } أي: لا تفعلوا أفعال الضعفاء، وأنتم أقوياء على ما تطلبونه بتذليل الله إياه لكم. ويدل على صحة ما ذكرنا أنه لا يقال: خلقه الله واهنًا؛ كما يقال: خلقه الله ضعيفًا. وقيل الوهن: الضعف في العمل والأمر، وكذلك في العظم ونحوه{ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي } والضعف نقصان القوة. ويدل عليه قول الله تعالى في وصف المؤمنين المجاهدين{ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ } إشارة إلى نفي الحالتين عنهم في الجهاد. ويتلخص من ذلك كله: أن الوهن هو من فعل المخلوق، ويكون مادِّيَّا، ومعنويًّا. وهذا ما ينبغي أن يفهم من الوهن المنصوص عليه في الآية الكريمة.
ومن أخصِّ خصائص البيت وأوصافه أنه مأوى لصاحبه، يقيه من برد الشتاء، وحر الصيف، ويحميه من أذى الكائنات، التي هي أقوى منه. وهذا كله لا يتوفر في بيت العنكبوت على الرغم من الإعجاز في بنائه. ولا يخفى ذلك إلا على جاهل وأما وهنه من الناحية المعنوية فلأنه بيت محروم من معاني السكن والمودة والرحمة، التي يقوم على أساسها كل بيت سعيد‏ . ‏ولهذا عبَّر القرآن الكريم عنه بالبيت، لا بالمسكن؛ وذلك خلافًا لبيت النمل، الذي عبَّر عنه بالمسكن؛{ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ }وإنما سمِّيَ مسكنًا؛ لأنه سكن لصاحبه، وإلى هذا أشار الله - تعالى - بقوله: { وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً} { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا } وقد ثبت - كما تقدم - أن بيت العنكبوت بيت لا طمأنينة فيه، لا لأصحابه، ولا لزواره؛ لأنه بيت لم يعَدَّ في الأصل للسكن؛ وإنما أُعدِّ ليكون مصيدة،
بمن نقيسه؟ قسه بمنطقك وبمعرفة السابقين بعلم الاحياء وبعلم الطب وعلم الفلك وقل لنا كيف فهموا قوله تعالى { نطفة من مني تمنى }و{ ثم نكسو العظام لحما }و{ مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبعيان {وكل في فلك يسبحون وووو
إن كان الأمر كما يقولون، فليس في الأمر أي وهن اجتماعي إلا إذا قلنا إنَّ هذا نقصًا حقيقيًا
ليس هناك حياة زوجية ولا تعايش حتى نتكلم عن وهن احنماعي الوهن في البيت . هــــنـــــاك غريزت فطرت عليها العنكبوت { ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا}
وليس الأمر كذلك؛ لأن هذه سنة الله في العنكبوت ، وهذا إن كان نقصًا في غيرها، فهو كمال فيها تستقيم به حياتها التي قدَّر الله لها هذا القَدَر وهداه له ، كما قال تعالى ( والذي قدَّر فهدى
هذه حقا سنة الله في العنكبوت وأي شئ فكرت فيه ,وأي شئ لم يخطر على بالك فهو موجود في الكون الالهي للوسع الالهي في خلقه, والعلم هو الذي أرانا سنة الله في العنكبوت أفلا ندرجه في فهم الاية ؟؟؟ وزيادة في التدبر؟؟.
تبيه:
اللغة في (العنكبوت) وردت بالتذكير والتأنيث ( وهو الأكثر ) في هذا اللفظ، ولا دلالة في الآية على أن المراد أنثى العنكبوت دون ذكرها، وإنما المراد جنس العنكبوت.
فإن قلت : تأنيث ( اتخذت).
فالجواب: إن هذه دلالة محتملة، قد يراد بها الأنثى فقط، وقد يراد بها جنس الحشرة ( انثى وذكر
وقد اثبت العلم الحديث ان الانثى هي التي تنسج البيت لهذا قال سبحانه اتخدت .أالم يزدك هذا علما بقوله تعالى{ ما فرطنا في الكتاب من شئ}.ألا نستعين بالعلم على المزيد من فهم القرءان وللمزيد من التدبر
وأخيرًا:
أسأل الله أن يفتح عليَّ وعلى الأستاذ فهد، بل وعلى المسلمين من فهم كتابه الفهم الصحيح السليم، وأن يعمر قلوبنا بذكره وطاعته وتلاوة كتابه وتدبره. فهمه على وفق ما قاله السابقون وتدبره على وفق تدبرهم والوقوف عند حدودهم وما أخطأوا تأوبله نسكت عليه ونفترض انه صحيح انما النقص في فهمنا وعلينا ان نغير اسم المنتدى من منتدى اهل التفسير الى منتدى تفسير السابقين وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين جفت الاقلام
واخيرا ان كنت تحب أكل القديد ولا تحب اللحم الطري فأنت وشأنك ولكن لا تشوش على الناس الذين يحبون ان يروا كل المقتضيات الموجودة في القرءان تظهر في الكون الالهي { ثم ان علينا بيانه}

وكل من حاول أن يقصر فهم القرءان وتدبره وتفسيره على السابقين على القرون الاولى لان السابقين في ظنه قد استقصوا علوم القرءان ومعارفه وتفاسيرهم حوت كل العلوم القرءانية وأن كلامهم قرءانا لا سبيل للخطأ فيه .....ونرحب بالذين وقفوا موقفا وسطا فمنعوا التفسير بالرأى ,الرأى المذموم وأجازوا التفسير بالراي المحمود ووضعوا ضواط وشروطا لذلك

دع عقلك يا دكتور ينفتح لكلام الله أكثر و اترك هذا الغلو في التنقيص من اللاحقين فالحق سبحانه يقول {وما كان عطاء ربك محظورا} وتفسير القرءان فتح من الله وعطاء وهو ليس محصورا على السابقين فقط وتوسم الخير في امة سيدنا محمد فقد قال صلى الله عليه وسلم " أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره "
"ليدركن المسيح أقواما إنهم لمثلكم أو خير – ثلاثا . ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها
أسأل الله أن يفتح عليَّ وعلى الأستاذ مساعد الطيار ، بل وعلى المسلمين من فهم كتابه الفهم الصحيح السليم، وأن يعمر قلوبنا بذكره وطاعته وتلاوة كتابه وتدبره.








 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الطبيب الاريب لحميتي محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برغم اني اتفق معك في ان كتاب الله ليس حكرا على احد دون احد فكل مسلم مطالب بالتدبر والتفكر الا انني اراك اغلظت القول على شيخنا الدكتور مساعد وبلغ منك الغضب مبلغا لا مبرر له ونحن اخي تواجدنا هنا ليستفيد كل منا من اخيه وانا اثق بأن فضيلة الدكتور يتسع صدره لكل ما قلت وقد لا يثرب عليك ولكن الامانة في ابداء الرأي حتمت علي ان ابدي ملاحظتي بغض النظر عن محتوى الرد العلمي المجرد وبارك الله فيك
 
أخي الفاضل لحميتي محمد وفقه الله
دعني أخاطبك مخاطبة الأخ لأخيه مباشرة بعيدا عن التكلف، فما أنا إلا محبّ ومقدر.

ما ذكرته من أن كتاب الله تعالى هو المعجزة الخالدة، لا تنقضي عجائبه، ولا يحتكر أحدٌ فهمه، هي حقائق لا ينكرها مسلم بله علماء التفسير الذين سبروا مناهجه وعرفوا طرائقه وأفنوا أعمارهم في ضبط أصوله.
فعندما يصلنا منهم كلام ينبغي أن نتعامل معه المعاملة اللائقة بكلام الخبير المتمرس، فنتروى في فهمه، وندقق في عباراته، ونفهم مقاصده، ونجمعه بنظائره من الكلام حتى نصل إلى الصورة الكاملة التي تؤهلنا بعدها للنقد.

دعني أقيس ما حدث هنا بما قد يحدث في المعامل أو مراكز الأبحاث الطبية: إذا جاء تقرير من استشاري في حالة من صميم تخصصه يوصي فيها بإجراء معين يجب اتباعه، هل التصرف الصحيح هو نقد تقريره مباشرة، ثم التجرؤ برده وتخطئته، أم دراسته أولا، والبحث عن المراجع والفحوصات التي اعتمدها وبنى عليها التقرير، ومن ثم تقديم النقد بصورة منهجية علمية؟
هو الأخير ولا شك.
هذا ما حصل هنا تماما وفقك الله.

أضيف سؤالا متعلقا بما سبق: ما أول شرط ينبغي اعتماده لإجازة أي كلام في أي علم من العلوم؟
أليس هو فهم لغة العلم الذي يُراد الكلام فيه؟

كذلك التفسير، علم ككل العلوم، له المتخصصون فيه والخبراء، وله لغته التي تعارفوا عليها، وأصوله التي اعتمدوها، فلا يسمح بحال أن يتكلم فيه متكلم إلا بفهم هذه اللغة، واستيعاب هذه الأصول، عندها يُسمع الكلام، ويُنظر في النقد، ولو كان مخالفا بالطبع مادام ملتزما بما سبق.

أخي الحبيب الطبيب لحميتي وفقه الله ورعاه، قد اطلعت على مشاركاتك من أول يوم سجل فيه، وتتبعتها، ووجدتها في غالب الأحوال إما من البدهيات التي لا تضيف جديدا، أو مما لم يلتزم لغة علم التفسير، ولم يفهم أصوله ومناهج أهله وطرقهم في الحديث.
وأنا أهيب بك أن تكون على مقدار ما وهبك الله من العلم والحذق...

والدكتور مساعد أفاض في هذه الموضوع في غيرما موضع، ومن أراد الاستزادة فيمكنه الاطلاع على هذا الموضوع كمثال:
http://vb.tafsir.net/tafsir384/

والله الهادي إلى سواء السبيل
 
قد اختلف معك اخي محمد العبادي فكتاب الله لا يشبه العلم به وتدبره ومحاولة معرفة معانيه بالطب الذي يحصر حكرا على عالم به بل كتاب الله يجب ان يطرقه كل احد ويعمل عقله فيه كل موحد مسلم والا اصبحنا كبني اسرائيل الذين احتكروا رهبانهم وحاخاماتهم كتاب الله وابقوا العامة تبعا لهم ولتفسيراتهم فهم نصبوا انفسهم تراجمة الكتاب وسدنته ولهم وحدهم العلم والفهم والناس قطعان يجب ان تتبع بدون نقاش ولا جدال ، فاقول هذه صورة قميئة من صور الهجران الذميم لكتاب الله والاستحواذ عليه دون غيره ورب رجل من العامة فتح الله عليه في آية حارت فيها افهام العلماء فأخذتهم العزة بالاثم فانتقصوا من رأيه وشنعوا عليه لعله لا يعود للتدخل فيما لا يعنيه كما يحسبون ووضعوا كهذه التشبيهات التي اتيت بها بان التفسير كعلوم الفضاء والطب والهندسة لا ينبغي ان يتصدى له الا دكتور مع مرتبة الشرف ، فكبلوا الناس ببدع وضعها بشر يصيبون ويخطئون واختلقوا مناهج ما انزل الله بها من سلطان والزموا المسلمين بها او كادوا
وفقنا الله واياكم لما فيه فهم كتاب الله على الوجه الذي يرضي الله عنا وصلى الله على سيدنا محمد وآله
 
لازِمُ كلامِك يا شيخ عدنان = أن أفسِّر مشاركتَكَ السابقة - وكلَّ كلامك - وفقَ ما أريد ، وما يحلو لي !

فيمكنني مثلا أن أفهم من كلامكَ السابق أنك ترى علم التفسير باطلا ! وكذلك علم الفقه ! وأصولهما جميعا !

ولا يحق لك الإنكار عليّ ؛ بأن تقول مثلا : ( أنا لا أقصد ذلك ، إنما قصدتُ كذا وكذا ) !

لأنك إن رضيتَ لكلام الله عز وجل أن يُفَسَّر بالظنون والأوهام والأهواء ، بلا ضوابط ولا مناهج ولا أصول ، ويتكلم فيه العامة بما شاءوا من غير نكير عليهم من أيِّ أحدٍ كان = فما دونه من الكلام أولى ، ومن ذلك كلامك !

وفقنا الله وإياكم لما يحب ، وشغلنا وإياكم بما يرضيه .
 
علم التفسير علم تعلمته انت فلا تلزم به المسلمين وتمنعهم من النظر في كتاب الله الا بآلتك المبتدعة التي تخصك وحدك ، او عن طريقك وحدك لا بالتلميح ولا بالتصريح، واما التفسير بالظنون والاهواء وتحميل كلام الله مالا يحتمل فقد ارتكبه الكثير من ارباب هذه العلوم انفسهم فالعلم بها غير لازم ومن تعلمها فلا يلزم سواه ونحن نعرف ان كبار مفسري القرآن رفض بعضهم اقوال بعض ونبذ بعضهم آراء بعض فهل سببه ان تلك العلوم لم تكن قد ظهرت في زمن بعضهم ؟
ولن اقول انا قصدت كذا وعنيت كذا لانك والقراء الكرام تفهم ما اقصده جيدا فلا داعي لحمله عنوة لتوصل فكرتك فالمهم ان فكرتي وصلت بل هي وصلت لأولي الألباب وارجو ان تكون أولهم
والسلام عليكم
 
على رسلك أخي عدنان، وأرجو ألا تأخذك ردة الفعل من مواقف أخرى وفقك الله.
فقد قرأت تعقيبك، وفيه كلام جيد، واستنباطات موفقة، ولغة راقية.

أما تعقيباتك الأخيرة فلا أظنها ذات صلة بما قلت بل بشيء آخر، ولعلك تعود إلى بعض ما كتبته للتأكد:

ما ذكرته من أن كتاب الله تعالى هو المعجزة الخالدة، لا تنقضي عجائبه، ولا يحتكر أحدٌ فهمه، هي حقائق لا ينكرها مسلم بله علماء التفسير الذين سبروا مناهجه وعرفوا طرائقه وأفنوا أعمارهم في ضبط أصوله.
فعندما يصلنا منهم كلام ينبغي أن نتعامل معه المعاملة اللائقة بكلام الخبير المتمرس، فنتروى في فهمه، وندقق في عباراته، ونفهم مقاصده، ونجمعه بنظائره من الكلام حتى نصل إلى الصورة الكاملة التي تؤهلنا بعدها للنقد.

كذلك التفسير، علم ككل العلوم، له المتخصصون فيه والخبراء، وله لغته التي تعارفوا عليها، وأصوله التي اعتمدوها، فلا يسمح بحال أن يتكلم فيه متكلم إلا بفهم هذه اللغة، واستيعاب هذه الأصول، عندها يُسمع الكلام، ويُنظر في النقد، ولو كان مخالفا بالطبع مادام ملتزما بما سبق.

هل فيما سبق أن فهم القرآن حكرٌ على أحد، أو على دكتور بمرتبة الشرف :)

الكلام في أن ثمت أصولا، كما لكل شيء أصول.
ما الذي يجعلنا ننتقد شيئا ما؟ إلا بالرجوع إلى أصول نحتكم إليها كالتي استخدمتها في نقدك، وإلا كان كل كلام قابلا لأي تأويل كما قال أخي حسين.

على كلٍّ..
نعم القرآن كتاب هداية للناس جميعا، لكن فيه ما يفهمه كل الناس، وفيه ما تعرفه العرب من كلامها، وفيه ما لا يفهمه إلا العلماء، وفيه ما لا يعلمه إلا الله كما قال ابن عباس، وليس حكرا على أحد ولا على تخصص، والله تعالى يفتح بالفهم على من يشاء، وفي الوقت ذاته فليس القرآن كلأً مباحا لكل أحد، والناس ليسو في الفهم سواء، كما أن العالم بأصوله ولغة أهله ليس كمن لم يعلمها..
هذه مسلمات لا أظنها تغيب عن ذهن أحد.
أكرر شكري على مشاركاتك..
وأسأل الله أن يجعل شهر رمضان بابا لنا جميعا لفهم كتابه كما يحب ويرضى.​
 


ذلك التفسير، علم ككل العلوم، له المتخصصون فيه والخبراء، وله لغته التي تعارفوا عليها، وأصوله التي اعتمدوها، فلا يسمح بحال أن يتكلم فيه متكلم إلا بفهم هذه اللغة، واستيعاب هذه الأصول، عندها يُسمع الكلام، ويُنظر في النقد، ولو كان مخالفا بالطبع مادام ملتزما بما سبق
[FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot]سؤال[/FONT][FONT=&quot] : كيف تمنع ولا تسمح أن يتكلم متكلم لا يفهم لغتك ؟ بمعنى آخر [/FONT][FONT=&quot]ما هو سلطانك[/FONT][FONT=&quot] في المنع ؟؟ حديث ؟ قرآن ؟؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

 
اولا اخي الكريم لست بشيخ
ثانيا فأنازع في ماذا ؟ هل هو ملك انازعك فيه ، هو كتاب الله لكل عباده وليس ملك او سلطان
 
المعضلة عند الأخ ( لحميتي محمد ) - صاحب المداخلة رقم ( 17 ) - أن لديه مشكلة مُرَكّبة من شِقْيْن :
الأول - أنه لا يعلم أصول التفسير ، و لا يريد تعلمها ، بل هو لا يعترف أصلا بذلك العلم و قواعده ، و لا بعلمائه .
الثاني - أنه لا يعلم أصول الفقه ، و لا يريد تعلمه ، بل لعله لم يسمع به على التحقيق و التفصيل .
و لذا كتب ما كتب بكل تقَحّم و تجاسر ، بغير تقدير و احترام لأهل العلم السابقين و اللاحقين !

و لو كان له علم بأصول الفقه ، و قواعده لَعَلِمَ مبحث القواعد الأصولية اللغوية ، و منه قسم : الواضح الدلالة و مراتبه - في النصوص و الألفاظ الشرعية - ، و لعلم معنى اللفظ الظاهر ، و أن حُكْمه أنه يجب العمل بما ظهر منه ما لم يقم دليل يقتضي العمل بغير ظاهره؛ لأن الأصل عدم صرف اللفظ عن ظاهره إلا إذا اقتضى ذلك دليل . وأنه يحتمل التأويل أي صرفه عن ظاهره وإرادة معنى آخر منه، فإذا كان الظاهر عاما يحتمل أن يخصص، وإن كان مطلقًا يحتمل أن يقيد، وإن كان حقيقة يحتمل أن يراد به معنى مجازي، وغير ذلك من وجوه التأويل.

وإذا لم يُبْنَ التأويل على دليل شرعي صحيح، بل بني على الأهواء والأغراض والانتصار لبعض الآراء كان تأويلا غير صحيح. [ علم أصول الفقه ، للشيخ خلاّف ]

- و هو ما وقع فيه الكاتب و مَن نقل عنه ، في تفسير قوله تعالى : { {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ } ؛ إذ صرف معنى لفظه عن ظاهره و حقيقته - و هو الضعف و الوهن المادي المعروف و المحسوس للبيت ، إلى المعنى المجازي ، و هو الوهن في الصلات الأُسَرية و الاجتماعية بين أفراد ذلك البيت من الأنثى و الذكر والذّرية ؛ للقول بافتراس الأنثى للذكر بعد التزاوج و التلاقح ، و كذا لافتراس الأنثى الأم لأولادها بعد ولادتهم أو لافتراس الأولاد لأمهم بعد ذلك .
و هو تأويل غير صحيح ؛ لأنه بغير أي دليل معتبر !

- و أَدّل دليل و أوضح سبيل على فساد ذلك التأويل أن يُقال لصاحبه : ما وصف بيت العنكبوت هذا قبل وجود و دخول ذلك الذكر و افتراسه ؟
هل يوصف ذلك البيت بالقوة أم بالوهن ؟

*** *** ***

و أخشى أن يكون عدم اعتراف الكاتب - الحميتي محمد - بحقيقة الألفاظ و صرفها عن ظاهرها ، له اعتقاد و ارتباط بكلام منشور لكاتب له نفس اسمه ، في مقالة بعنوان : ( الحلول ، الاتحاد و الوحدة ) . قال فيها : ( ... ألفاظ اللغة موضوعة أصلا للمحسوسات ومصبوبة في قوالب العقل ولذلك كانت كل كلمة عندهم رمزا استخدم لا لغرضه المألوف. ... ) . اهـ
صحيح أنه يتكلم عن غيره ، و لكنه يسوق التبريرات و التقريرات .
 
قال الفاضل د مساعد الطيار
وقد كتبت معلقًا على ذلك، فأقول:
.......قلت السابقون بشر الخطأ وارد في حقهم كلامهم ليس قرءانا يتلى {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}بحثت عن اية يقول فيها تعالى يا عبادي اذا اردتم ان تفسروا كلامي فعليكم بتتبع المنهج الصحيح واصول علم التفسير وان تقفوا على ما قاله السابقون للاسف لم اعثر عليها لم أجد الا { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} صحيح ياربي اقفال واقفال بالجمع .....
............
انت الذي عليك أيها الاخ الفاضل أن تصحح تعاملك مع كتا ب الله , الكتاب الازلي الذي كان قبل وجود اللغة العربية والاسم والفعل والفاعل ولاتكن أسير تقليد أحد مهما بلغ طول لحيته وصدى همهمته
...........

القرءان استمراري وهو كلام خالق هذا الكون .وما تقوله تحكم به على القرءان بالموت وتصلي عليه صلاة الجنازة وانه لا يساير كل الازمنة والدهور
....................
وأخيرًا:
أسأل الله أن يفتح عليَّ وعلى الأستاذ فهد، بل وعلى المسلمين من فهم كتابه الفهم الصحيح السليم، وأن يعمر قلوبنا بذكره وطاعته وتلاوة كتابه وتدبره. فهمه على وفق ما قاله السابقون وتدبره على وفق تدبرهم والوقوف عند حدودهم وما أخطأوا تأوبله نسكت عليه ونفترض انه صحيح انما النقص في فهمنا وعلينا ان نغير اسم المنتدى من منتدى اهل التفسير الى منتدى تفسير السابقين وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين جفت الاقلام
واخيرا ان كنت تحب أكل القديد ولا تحب اللحم الطري فأنت وشأنك ولكن لا تشوش على الناس الذين يحبون ان يروا كل المقتضيات الموجودة في القرءان تظهر في الكون الالهي { ثم ان علينا بيانه}
كان الحوار مدارسة للآية الكريمة من سورة العنكبوت ، و مذاكرة لآراء المفسرين المتقدمين و المتأخرين ، و مراجعة لأقاويل بعض الكُتّاب المعاصرين ، حوارا ذي صفة و صبغة علمية ، مع اختلاف الآراء في ذلك التفسير العصري للآية الكريمة { و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت }- حتى جاء ( لحميتي ) صاحب الكلام أعلاه فأفسد الحوار و تدنى في انتقاده لِما كتبه الأخ الكريم د . مساعد الطيار بأسلوب هابط لا يليق بطالب علم مبتدئ ، فضلا عن أن يكون حاملا لدرجة علمية كما يدعي ، و في الاقتباس أعلاه أمثلة على ذلك .
فضلا عن تكلمه عن القرآن الكريم بما لا يجوز و لا يليق ؛ كقوله : تصلي عليه صلاة الجنازة .
و كذا غمزه في أكل القديد - و هو قطع اللحم المملح المجفف في الشمس - باعتباره شيئا و رمزا للقديم ، و ما علم المتجاهل المتغافل أنه من طعام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، و في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في " مسنده " عن جابر بن عبد الله : " أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَدِيدَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ قَدِيدِ الْأَضْحَى " . و كذا رواه ابن حبّان و صحّحه .
و على أي حال ، فالقديد الجاف أحب إلينا من ( اللانشون ) الطري و المورتديلا ؛ فالأول لحم معروف حلال ، و الآخران غير معروف مكوناتهما . فكفاه غمزا و تمحكا بقضية الحداثة و المعاصرة ، تلك المناهضة و المعادية للأصالة و الرصانة ، سواء في العلم أو في غيره .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
 
من مميزات المفردة القرآنية

من مميزات المفردة القرآنية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
يقول كاتب المقالة : ".. قبل الإجابة على هذا السؤال لاحظ أن كلمة العنكبوت وردت في الآية الكريمة بصيغة التأنيث لا التذكير (اتخذت بيتا). فالعلماء لم يكتشفوا إلا مؤخرا أن أنثى العنكبوت هي من تتخذ البيت للسكن والتفريخ وهي من تفرز الخيوط الحريرية وتغزل شبكة الصيد للإيقاع بالفريسة."


هذه العبارة هي أصل المقالة حيث حام حولها الكاتب دون أن يعطيها حقها في التحليل . فالعنكبوت تتخذ بيتا للسكن ، وهذا البيت هو أوهن البيوت على الإطلاق في عالم الحشرات. وهذه حقيقة يعرفها العربي منذ نزول القرآن ، وهي باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وكل ما يأتي من معارف جديدة في هذا الشأن فهي خادمة لهذه الظاهرة العجيبة من خلق الله .
فالوهن يتجلى في كل شيء : ابتداء في البيت المبني من خيوط واهية سرعان ما يصيبها التلف من العناصر الخارجية في حجمها الطبيعي . والقرآن يؤكد ذلك : (بيت العنكبوت) ، ولم يقل خيوط العنكبوت المصنعة في المعامل .
فالوهن مفردة قرآنية تبتدئ بما هو معروف عند العربي وقت نزول القرآن وتشمل كل المعاني الممكنة في عالم الشهادة في حياة الناس .
يقول عبد الصبور شاهين : " وبين المعنى الأصلي والمعنى القرآني مسافة تنتهي إلى المجهول ، فهو بلا شك البعد الإلهي في الدلالة ، وهو بعد لانهائي ، على شكل مخروط ، الذي يبدأ بنقطة ، وينتهي إلى علم الله اللامحدود "

مع فائق التقدير والاحترام
 
دلالة مفردة (وهن) في القرآن الكريم

دلالة مفردة (وهن) في القرآن الكريم

إذا تتبعنا مفردة (وهن) من خلال المعجم القرآني وجدنا أنها ذكرت 9 مرات كالتالي : وهَنَ/وهَنوا/تَهِنوا/وهْن/وهْناً/أوْهَن/مُوهِن. وكلها تدل على الضعف .
يقول الراغب الأصفهاني (ت: 502هـ) : " الوَهْنُ : ضعف من حيث الخَلق ، أو الخُلق.
قال تعالى : {قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي}[مريم:4] ،{ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ} [آل عمران:146].."
 
دراسة المثل داخل سياقه القرآني

دراسة المثل داخل سياقه القرآني

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت41
هذا مثل ضربه الله لبيان الفرق بين ولاية الله وولاية غير الله . ودراسة هذا المثل تكون ضمن السياق الذي جاء فيه .
يقول تعالى في سورة العنكبوت : [...فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{40} مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ{41} إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{42} وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ{43}]
ولاية الله توفر لنا الأمن والطمأنينة والاستقرار والحماية ، بينما من يتخذ أولياء من دون الله ، فلا أمن لهم ولا حماية ولا طمأنينة ، فهم معرضون لانتقام الله وعذابه في كل وقت وحين ، لا تحميهم من عذاب الله بيوتهم المختلفة مهما شيدوها من كل أنواع العمران ، و لا تنفعهم ولايتهم لغير الله شيئا ، لأن العزة لله جميعا . فحالهم كحال العنكبوت اتخذت بيتا . وإن أوهم البيوت لبيت العنكبوت في عرف الإنسان ، حيث يستطيع أن يتلفه بجرة أصبع .
إذا كان الأمر كذلك ، فلا حاجة لنا أن نناقش قضية الخيوط الفولاذية لبيت العنكبوت مقارنة مع ما يشيده الذين اتخذوا من دون الله أولياء من أنواع العمران المختلفة ، فلم ينفعهم ذلك وكانوا عرضة لأنواع العذاب الذي حاق بهم ، كما لا ينفع العنكبوتَ قوتُها وإرهابُها وفتُكها وبطشها ، لأن للمشركين قوة وبطش وعلو ، فما نفعهم ذلك عندما جاءهم عذاب الله : {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الروم9
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ }هود101
ولاية الله هي الأمن والحصانة والطمأنينة والحفظ والسعادة .
وولاية غير الله هي الوهن بكل أنواعه ، ضعف مادي وضعف معنوي بكل ما تحمله مفردة (وهْن) من الاجتهادات الإنسانية في كل العصور والأزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
والله أعلم وأحكم
 
وللعنكبوت بيت في الماء واهن أيضا كوهن بيته على اليابسة !

https://m.youtube.com/watch?v=eXLGJv5pdXM&feature=youtu.be
 
حاولت فتح مقطع اليوتيوب للدكتور كحيل في شرحه عن بيت العنكبوت في الماء من خلال الرابط في مشاركتي أعلاه.. إلا أنه لم يفتح!
فهل يتكرم الإشراف التقني بمعالجة الرابط ليصبح ممكنا مطالعته، وجزاهم الله خيرا.
 
بسم1
قال تعالى{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
من تفسير الطبرى:مثل الذين اتخذوا الآلهة والأوثان من دون الله أولياء يرجون نَصْرها ونفعها عند حاجتهم إليها في ضعف احتيالهم، وقبح رواياتهم، وسوء اختيارهم لأنفسهم،( كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ ) في ضعفها، وقلة احتيالها لنفسها،( اتَّخَذَتْ بَيْتًا ) لنفسها ، كيما يُكِنهَا، فلم يغن عنها شيئا عند حاجتها إليه، فكذلك هؤلاء المشركون لم يغن عنهم حين نزل بهم أمر الله، وحلّ بهم سخطه أولياؤُهم الذين اتخذوهم من دون الله شيئا، ولم يدفعوا عنهم ما أحلّ الله بهم من سخطه بعبادتهم إياهم.انتهى
وهذا هو المعنى الظاهر كما قال أهل العلم فالراصد لبيت العنكبوت يرى بعينه المجردة الهوان فيه وسهولة هدمه.أما الراصد لأحد أعمدة البيت نظرة فيزيائية مجهرية اليوم يجد أن الحقيقة العلمية تقول بأن خيط العنكبوت يتمتع بمرونة عالية وقوة كبيىرة جدا حتى أنه يسمى بيوصلب فقال البعض بالتناقض مع الحقيقة القرآنية وهذا لم يحدث لأن التشبيه التمثيلى فى الآية بوهن البيت وليس بخيوطه والمعنى أنه برغم قوة الخيوط التى علمناها الآن فإن العنكبوت تنسج منه أهون البيوت وهذا مايحدث عندما تكون الولاية لغير الله عز وجل فتصبح القوة وهنا.ويقول أهل العلم التطبيقى تعتبر الخصلات الحريرية التي تكون نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ، ولا يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور، ويتمدد الخيط الرفيع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك أطلق العلماء عليه اسم "الفولاذ الحيوي" أو "الفولاذ البيولوجي"، وهو أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة احتماله 300 ألف رطل للبوصة المربعة، فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام مكون من خيوط العنكبوت فسيُمْكِنه حَمل طائرة جامبو بكل سهولة .والسؤال هنا هل تنسج العنكبوت مثل هذا السمك حتى نقول بالتناقض مع وهن البيت ؟ الإجابة لا بل تنسج بيت واهن رغم قوة الخيوط.قال تعالى{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا } فالغزل القوى مكون من شعيرات دقيقة واهنة من الصوف أو الوبر أو القطن حتى يصير خيطا قويا.فلا وهن التيلة أدى إلى وهن الخيط كما أن قوة الخيط لم تؤدى إلى قوة البيت.
قال تعالى{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} فالولاية لله عز وجل يصاحبها قوة البنيان وثباته والولاية لغير الله يصاحبها الإنهيار والهلاك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(كمثل الْعنكبُوت اتّخذتْ بيْتًا وإنّ أوْهن الْبُيُوت لبيْتُ الْعنكبُوت لوْ كانُوا يعْلمُون). سورة العنكبوت الآية 41

وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ سورة النحل الآية 68

فلا يستوي بين قوم(النحل) اتخدت بيوتا لان الله اوحى لها و بين قوم اتخدت بيوتا من دون أن يوحي إليها (العنكبوت)

فكيفية اتخاذ البيوت هي المسؤولة عن مدى قوة البيوت

و الله اعلم
 
بسم1
الأخت |بهجة
فى ضوء أن العنكبوت لم يوحى إليها هل هى لم تتخذ من الجبال بيوتا؟
وهل هى صنعت لنفسها بيتا قويا يوما ما ؟
وبالنسبة إلى النحل معروف عنها أنها تصنع خلايا شمعية لإنتاج العسل فهل اشتهرت هذه الخلايا بالقوة؟
أم الجبال الراسخة القوية من صنعها؟
أن الله عز وجل ضرب لنا مثل الذين اتخذوا من دونه أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وبين أن هوان البيت كهوان ماأتخذوا.فماذا عن علاقة أولياء الله بمثل لم يضربه الله عز وجل فى النحل؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم
و هل اشتهرت بيوت النحل بضعف القوة؟...

فالقوة انواع .... اما قوة المسلم هي في إيمانه و اعتصامه بحبل الله
ان الامثال التي جاءت في القرآن جاءت لتسهيل فهم المتدبر فإذا لم يكن قادر على فهمها يجب عليه البحث في القرآن و للبحث شروط ....

فاذا كانت علاقة مثل العنكبوت بالمثل الذي ضربه الله في النحل لا يساوي شيئا بالنسبة لك فهو يساوي الكثير بالنسبة لي و لاناس أخريين....

فنحن هنا لتسليط الضوء على الاشياء لكي نصل ان نفهم الايات .....

قوله تعالى:مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ

و السلام
الله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم
ان في آخر الآية كلمة "لو كانوا يعلمون" و هذا يدل على اشياء كثيرة



و السلام
 
بسم1
سبحان من قدر فهدى
قال ابن القيم رحمه الله:لم ينفى الله عز وجل عنهم علمهم بهوان بيت العنكبوت ولكن علمهم بهوان ما اتخذوا .
 
بسم الله الرحمن الرحيم


لو كانوا يعلمون توجد في عدة ايات في القران الكريم....

كقوله تعالى:

"وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" سورة العنكبوت الآية 64

"كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " سورة القلم الآية 33

"وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" سورة البقرة 103

"فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" سورة الزمر الاية 26


و الحمد لله رب العالمين
 
فالإشكال المزعوم في فهم تلك الآية متولد من التوظيف المغلوط لبعض المعلومات العلمية ؛ فما يقال عن قوة و صلابة خيوط بيت العنكبوت تدحضه المشاهدة و المعاينة ، و ليس الخبر كالمعاينة .

شاهدت بعيني في إحدى الأفلام الوثائقية الأجنبية أنواع معينة من العناكب خيوطها قويّة جداً لدرجة أنهم استطاعوا أن يُعلّقوا عليها كاميرا كتف كبيرة ، وكان هذا إشكال كبير بالنسبة لي ، حتى قرأت كلام الدكتور مساعد الطيار ووجدت فيه الخلاصة :


3 ـ لو افترضنا صحَّة القولين معًا فإن من قواعد التفسير أن يُحمل كلام الله على المتبادر من دلالة ألفاظه، وليس على الأقلِّ منها أو الأنكر أو الأخفى ؛ إلا إذا وُجِد قرينة تدل على أنه يراد به غير الظاهر

النقطة الثانية: ليس كل ما صحَّ ثبوته من المكتشفات المعاصرة تصحُّ دلالة القرآن عليه:

في هذا الكلام الكفاية ، فليس معنى صحة معنى آخر ، أن هذا المعنى الآخر هو مراد الله ، الأمر فعلاً خطير
فرق بين أن نقول: عقوقك لوالديك ظلم، أكل مال اليتيم ظلم، الرشوة والوساطة لمن لا يستحق ظلم .
فهذا حق، وكلمة الظلم فعلاً تشملهم، لكن لا يجوز أن نجعل هذا المعنى " الآخر " مرادًا لله في قوله " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ". فقضية أن المعنى صحيح في نفسه شئ ، وقضية أن الآية الفلانية تدل على هذا المعنى شئ آخر .

أذكر أثناء قراءتي " التثقيفية " في كتب أصول التفسير للأساتذة الجامعيين المعاصرين ، لأني لست متخصص في الدراسات القرآنية بل في القانون الوضعي، قرأت قولاً لابن عطية ، أثنى على أحد " التفسيرات الإشارية " التي ذكرها واحد ممن سبقوه،

ثم علّق عليه بعبارة لا أذكر نص كلامه فيها ولكن معناها " ما أجمل هذا المعنى وأقربه للحق، لكن هذه الآية لا تدل عليه بل قد تدل عليه آية أخرى " هذا كان معنى كلام ابن عطية

وهنا تنبّهت لنفس المعنى الذي أشار له الدكتور مساعد، ليس أن معنىً ما " حق " أن نلصقه بكل آية " قد " تدل عليه من قريب أو من بعيد . لأن التفسير هو " بيان مراد الله من الآية " وهذا لا يتفق مع أن نُلصِق في كل آية نرى لها صلة بمعنى معيناً هذا المعنى، إلا بعد أن نتأكد أن هذا المعنى هو مراد الله من خلال إعمال قواعد التفسير.

فالقول بأن " هذا التفسير باطل " لا يلزم منه بطلان الكلام نفسه، بل قد يكون الكلام حق، ومقبول عند العلماء، ويُدرسونه لطلابهم فوق هذا وذاك، بل ويستشهدون أثناء تدريس هذا المعنى لطلابهم بآيات من القرآن، لكن ليست هذه الآية تحديداً مما تورَد بصدد الكلام عن هذا المعنى. وإن صحت دلالة آية أخرى على نفس المعنى . فبطلان تفسير ما لآية ما شئ ، وبطلان نفس المعنى المطروح من خلال هذا التفسير شئ آخر تماماً.

ما أجمل قواعد التفسير، اللهم فقِّهنا في ديننا .
 
عودة
أعلى