قال الفاضل د مساعد الطيار
وقد كتبت معلقًا على ذلك، فأقول:
لا أزال أتعجب من حالنا نحن المعاصرين، ومن حرصنا على الجديد في تفسير المعاني، وكأن الله ادَّخر لنا من المعاني مالم يصل إليه السابقون، ولن يلحقنا به اللاحقون
قــلـــت قال تعالى {ثم إنا علينا بيانه} وثم تفيد التماطل والتراخي وكل زمان يأخد نصيبه من البيان وقال صلى الله عليه وسلم " و لا تنقضي عجائبه"الحديث وبالتالي فالمعاني الحالية لم يصل إليها السابقون وسيطـلع من يجئ بعدنا على اكثر مما وصلنا اليه
والقرءان كلام الله وهو ليس ملكا لاحد وهو كلام مطلق لا يقيد بما قاله فلان او غيره ولا يقيد برأي
قولك كأن الله إدخر لنا من المعاني مالم يصل اليه السابقون . قـلت هذا اتهام للحق سبحانه بالبخل وبأن خزائنه محدودة وعطاءه محظور وأن إسمه تعالى المعطي يجب عليه إعادة النظر فيه فهو أعطى السابقين وعجز عن إعطاء اللاحقين وان كلامه عجائبه تنقضي ....؟وهل الحق سبحان يدخر ؟؟ يدخر من يخاف الفقر ومن يخشى المنع ومن خزائنه محدودة.
ومن هذا تفسير (بيت العنكبوت) بهذا التفسير الذي ينقله الأستاذ المفيد فهد الأحمدي، وليس هو ببدع في هذا الفهم المغلوط، بل هو مسبوق إليه ببعض المعاصرين الذين ذهبوا إلى هذا الرأي الغريب العجيب
قلت أعجب وأغرب منه, مذهب من يحصر كلام الله في فهمه . ويقيده برأيه ويضع عليه الحواجز والضوابط ما انزل الله بها من سلطان والحق قال { أفلا يتدبرون القرءان }
وصاحب الرأي يظهر أنه لا يعرف ( أصول علم التفسير ) ، ولا ( المنهج الصحيح في التفسير)، لا يعرف متى يجوز له الاجتهاد، ومتى يلزمه الوقوف على ما قاله السابقون
قلت ؟؟؟؟ يقول ابن خلدون التقليد هو احياء الموتى. الظاهر أن استاذنا الفاضل هوصاحب المقولة الشهيرة [ما ترك السابق للاحق] .
في القرءان الكريم كنوزا جمة من العلوم والمعارف والمعاني والحقائق وباب التفسير والتاويل لم يغلق ولن يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها ولا بد ان يكون في كل جيل مفسرين ولأهل كل عصر علومهم وقضياهم واستنباطتهم وسيجدون في القرءان ما يبحثون عنه { ما فرطنا في الكتاب من شئ} فكــــــم ترك الاول للاخر بطبيعة الحال الـــــــكــــــثــــــيـــــــــــــــــــر وكم خبرية تكثيرية الكثير من علوم القرءان ومعانيه
كما لا يعرف كيف يضيف ما يصلح إضافته من الأقوال الحادثة بضوابط العلم المعروفة، دون أن يخطِّئ السابقين في فهمهم
قلت السابقون بشر الخطأ وارد في حقهم كلامهم ليس قرءانا يتلى {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}بحثت عن اية يقول فيها تعالى يا عبادي اذا اردتم ان تفسروا كلامي فعليكم بتتبع المنهج الصحيح واصول علم التفسير وان تقفوا على ما قاله السابقون للاسف لم اعثر عليها لم أجد الا { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} صحيح ياربي اقفال واقفال بالجمع وقوله تعالى { ِكتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَاب }ووجدت في الحديث مولانا رسول الله يدعوا لابن عباس رضي الله عنه :"اللهم فقهه في الدين وعلمه التاويل "
دون أن يخطِّئ السابقين في فهمهم من سبق داود أم سليمان بطبيعة الحال داود هو أب لسليمان سلام الله عليهما ومع ذلك في قضية النعاج كان الصواب مع اللاحق سليمان { فـــــفـــــهـــمـــنـــاهـــــا ســـــلـــــيــــمان}
وذلك ما لم يحصل ـ مع كل أسى ـ في مقالة الأستاذ فهد ( حفظه الله ووفقه).
وسأرتب التنبيه على الخطأ في هذا المقال في عدد من النقاط:
النقطة الأولى: إن الله خاطب الصحابة بلغتهم العربية التي يعرفونها، وأي تخطئة لهم من هذه الجهة فهي دليل على خطأ المخطِّئ لهم
قلت هذا الكلام عن } إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت } لايخطئ لا الصاحبة ولا غيرهم
و القرءان يخاطب البشر كلهم ولم ياتي ليخاطب الصحابة خاصة قال تعالى { ياايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا}
لو خاطب الصحابة خاصة لقال تعالى سنريكم اياتنا في الافاق بل قال { سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق}
ولم يقل لــــكــــم
وقال في سورة يس { وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } ولم يقل خلقنا لكم والايات كثيرة
خاطب الصحابة بلغتهم العربية وقال تعالى { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}{ِإنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} فهو عربي لقوم يعقلون ولقوم يعلمون اما لغيرهم فهو "مرموز"
هذا التفسير الذي ذكره في معنى (وهن بيت العنكبوت)، مع تخطئة ما تعارف عليه الناس قديمًا وحديثًا من معنى هذا الوهن يحمل مشكلات علمية كبيرة، وأذكر منها:
أنه يلزم ـ من هذين التفسيرين ـ احتمالان:
الأول : إما أن يكون قول السابقين صوابًا، وهذا القول خطأ
قول السابقين رضي الله عنهم صواب على حد فهمهم وتدبرهم للقرءان وعلى حد فتوحات زمانهم وعلى حسب ما يريد الله إظهاره من خبايا وخفايا كلامه { ثم إن علينا بيانه} .
الثاني: وإما أن يكون هذا القول صوابًا ، وقول السابقين خطأ
قلت
هذا القول صواب وقولك قول السابقين خطأ هو الخطأ. بعينه مقدمة صحيحة ونتيجة فاسدة .كلام اللاحقين يكمل كلام السابقين قلت لك كلام الله ليس ملكا لأحد ولا يعلم تاويله إلا الحق سبحانه ويوما ما سيأتي تاويله كما قال تعالى { يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه} فلا أحد يعرف مراد الله من الاية ولا أحد يمكن أن يجزم بأن ما قاله هو منتهى مراد الله
والمجتهد قد يصيب وقد يخطا وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد
وهذا الاحتمال الثاني هو ما ذهب إليه الأستاذ الفاضل بعبارته ( يعتقد معظمنا أن شبكة العنكبوت هي بيت العنكبوت الذي يعيش ويستقر فيه وهل قال يعتقد معظم السابقين ).
وينتج عن ذلك :
1 ـ أن الله خاطب الصحابة أهل اللغة العربية بما لا يعرفون معناه، فخاطبه بألفاظ عربية ذات رموز لا يعرفونها، ففسروه على غير مراد الله، ثم فهَّموا التابعين هذا المراد الخطأ، ثم تسلسل هذا الخطأ من الصحابة إلى يومنا هذا
ومن فسر هذه الاية من الصحابة حتى تقول ففسروه ؟؟
فخاطبهم بالفاظ عربية ذات رموز ؟؟؟ وما تقول في ألم وكهيعص , وطسم و...أهذه لغة غربية؟؟
على غير مراد الله ومن يعرف مراد الله ؟؟؟ {وما يعلم تاويله الا الله} لم أكن أعلم أن هناك من يعرف مراد الله من الاية ؟؟
ثم فهَّموا التابعين هذا المراد الخطأ ؟؟؟ أي مراد تتكلم عليه ؟؟؟ الصحابة فسروا ؟؟وفهموا؟؟
قال تعالى {وتلك الامثال نضربها للناس} ولم يقل للصحابة {وما يعقلها الا العالمون} وهل كان في الصحابة او في التابعين علماء احياء وعلماء فلك وعلماء بحار وهل كانت لهم معرفة بعلم الاجنة التشريحي ؟؟؟؟؟
2 ـ وهذا يعني أن الأمة كانت على ضلال في فهم مراد ربها في قوله : (أوهن البيوت)، فهل يا ترى يُصحِّح الأستاذ هذا؟ تفسيرات كلها مغلوطة وغير منطقية... وتعود ثاني للكلام على مراد الله
انت الذي عليك أيها الاخ الفاضل أن تصحح تعاملك مع كتا ب الله , الكتاب الازلي الذي كان قبل وجود اللغة العربية والاسم والفعل والفاعل ولاتكن أسير تقليد أحد مهما بلغ طول لحيته وصدى همهمته
3 ـ لو افترضنا صحَّة القولين معًا فإن من قواعد التفسير أن يُحمل كلام الله على المتبادر من دلالة ألفاظه، وليس على الأقلِّ منها أو الأنكر أو الأخفى ؛ إلا إذا وُجِد قرينة تدل على أنه يراد به غير الظاهر
كل الايات القرءانية ظاهرها حكم وباطنها حكمة [وإن استطعت أن تنفي هذا فافعل] بل الاية يمكن أن لاتحصر في معنى باطني واحد بل في عدة إشارات باطنية للقرآن باطن وللباطن باطن إلى سبعة أبطن { ابن تيمية مجموع الفتاوي} والحق تعالى {هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم }والكلام صفة المتكلم فكلامه كذلك له ظاهر وباطن
واذا وجدت قرينة كما تقول فالامور ظاهرة فلم يبق لنا مجال للكلام على الباطن اصبحت الامور ظاهرة فالايات التي تشير الى الحكمة مستورة
قصة موسى مع العبد الصالح ألا تشير الى الباطن لو لم يبينها الخضر هل كان أحدنا يهتدي إليها كلا وألف كلا
لو لم ترد هذه القصة في القرءان ووردت في الحديث لحكمتم عليه بالوضع والضعف ولا أصل له وإن كان في الرواة الخلفاء الراشدون ؟؟
والمتبادر للذهن في ( بيت العنكبوت ) هو نسجه، وعلى هذا سار المفسرون من الصحابة ون بعدهم إلى يومنا هذا.
وأما كون دلالة أوهن البيوت مأخوذة (من حيث الروابط الأسرية والمبادئ الأخلاقية وسيادة الخيانة والغدر والقسوة؛ فالأنثى تأكل الذكر بعد التلقيح وتأكل أبناءها بعد خروجهم من البيض كما يأكل الاخوة بعضهم البعض كلما سنحت لهم الفرصة) ، وهذا ما سمَّاه غيره بـ(الوهن الاجتماعي) = فإن هذا إذا صحَّ، فإنه بعيد خفيٌّ
ومن بعد ؟؟؟ وان كان بعيد خفي, ألا يصح القول به و الاستدلال به هذا كلام الله ألم يقل تعالى {سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق }ألم يقل { خلق الانسان علمه البيان } ألسنا من جنس الانسان أليس لنا نحن اللاحقون حق في البيان
لما تحصر كلام الله وتقيده بفهمك وبما وصل اليه نظرك {؟؟؟} التقليد يميت العقل .
وفي هذه الحالة يُقدَّم الظاهر الذي ذهبت إليه الأمة على هذا الخفيِّ الأنكر في دلالته على مراد الله
و هذا ليس بخفي يا أخي هذا جلي
هذا الخقي كان جنينا في بطن امه وعندما وصلنا الى اختراع الفحص بالذبذبات فوق الصوتية اكوكرافي عرفنا جنسه وهو في بطن امه أذكر أم انثى
ومن قال لك ان الامة ذهبت الى الظاهر ألم يقل ابوهريرة .
حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ
قِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ أَكْثَرْتَ أَكْثَرْتَ قَالَ فَلَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ وَلَمَا نَاظَرْتُمُونِي
النقطة الثانية: ليس كل ما صحَّ ثبوته من المكتشفات المعاصرة تصحُّ دلالة القرآن عليه
المكتشفات المعاصرة الصحيحة صحة لا ريب فيها تصح دلالة القرءان عليها إن نحن عرفنا الدلالة
ألم يقل تعالى{ مافرطنا في الكتاب من شئ } والشئ انكر النكرات فكل ما هو شئ موجود في القرءان:
وذلك أنه لو ثبت (الوهن الاجتماعي) المذكور في المكتشفات المعاصرة، فإنه لا يلزم أن يكون هو المراد بالوهن في الآية
أحـسـنت ,هنا تطلق كلام الله ولا تقيده صحيح ممكن ان لايكون هو المقصود في الاية او هو المقصود وهناك مسائل اخريات لم نصل إليها.
فإن قلت: فما يذكرونه من ثبوت قوة خيوط العنكبوت وأنه (أقوى من خيوط الفولاذ وجميع المعادن المعروفة)، فكيف الحال معه؟
فالجواب: إن الحال يرتبط بالمشاهدة، وليس بغيرها، والمشاهدة تثبت أنك بقشَّة صغيرة تستطيع أن تفسد بيت العنكبوت، وأي وهن أشد من هذا، وهل يخفى هذا الوهن على كل إنسان كائن من كان؟ تفسد البيت, لا الخيوط
وهل كل الناس تعرف صلابة خيط العنكبوت ؟وهل انت وانا كنا نعرف هذا لولا العلم ؟ وهل كنا نعرف ما يجري في البيت من سفك الدماء والقتل ؟ لولا العلم .هذا هو الوهن مع صلابة خيوطه فهو مصيدة ولم يعد للسكن .
أما إثبات أن خيوط العنكبوت أقوى من الفولاذ فذلك مما لا يدركه كل واحد، بل قد لا يصدقه كثير من العقلاء، وهم يرون بالمشاهدة وهن بيت العنكبوت المنسوج من خيوط
ولهذا قال تعالى وما يعقلها الا العالمون ولم يقل الا العقلاء ولم يقل يعقلها كل الناس.
وإذا كان الأمر كذلك، فما بالنا نذهب بالقرآن إلى هذه التأويلات المتعسفة، والأمور المستغربة، ونترك ما سارت عليه الأمة جيلاً بعد جيل؟ القرءان استمراري وهو كلام خالق هذا الكون .وما تقوله تحكم به على القرءان بالموت وتصلي عليه صلاة الجنازة وانه لا يساير كل الازمنة والدهور
وعليك ان تزيل من القرءان قوله تعالى{ ثــــــــــم إنا علينا بيانه} التي تفيد التماطل والتراخي
كبف لا تقبل تفسير علمي مقبول ؟؟؟
استمع الى ما قيل في تفسير قوله تعالى { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية}
الرازي: { فاليوم نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ } وفيه وجوه : الأول : { نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ } أي نلقيك بنجوة من الأرض وهي المكان المرتفع . الثاني : نخرجك من البحر ونخلصك مما وقع فيه قومك من قعر البحر ، ولكن بعد أن تغرق . وقوله : { بِبَدَنِكَ } في موضع الحال ، أي في الحال التي أنت فيه حينئذ لا روح فيك . الثالث : أن هذا وعد له بالنجاة على سبيل التهكم ، كما في قوله : { فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }انتهى
الالوسي:{ فاليوم نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ } تهكم به وتخييب له وحسم لأطماعه بالمرة ، والمراد فاليوم نخرجك مما وقع فيه قومك من قعر البحر ونجعلك طافياً ملابساً ببدنك عارياً عن الروح إلا أنه عبر عن ذلك بالتنجية مجازاً ، وجعل الجار والمجرور في موضع الحال من ضمير المخاطب لذلك مع ما فيه من التلويح بأن مراده بالإيمان هو النجاة ، وقيل : معنى الحال عارياً عن اللباس أو تام الأعضاء كاملها.انتهى اتختار التفسير المعاصر أم أقوال السابقين
وأترك لك حرية البحث عن اقوالهم في { مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان}
و{ نطفة من مني تمنى } و{ يخرج بين الصلب والترائب} وتكوين الجنين و.....
ثمَّ إن وجه الشبه في اتخاذ الأصنام باتخاذ العنكبوت بيتًا، إنما هو ( الضعف في كليهما) : ضعف الأصنام في نصرة عابديها ، كما يضعف بيت العنكبوت ( خيوطه ) في حمايته من الأذى
هذا هو الحكم المقصود من الاية .
وهذا المعنى ظاهر لكل الناس، ولا يحتاج إلى مزيد علم وبيان، الطاهر تقبله والخفي ترفضه كأن الكلام كلام مخلوق يمكن ان يخطأ وليس كلام خالق هذا الكون ؟؟؟أما القول الآخر فيحتاج إل إثباته مقدمات علمية،انت لا تقبل الاجتهاد وتريد ان تُـبقي القرءان على ما وقف عنده السابقون فلماذا تتكلم عن العلم .علم الاحياء لم يكن معروفا عند السابقين لا تتناقض وتجارب يجريها المدَّعون لذلك تُثبت ما قالوه، ثم بعد صدق قولهم، يلزم من ذلك صحَّة دلالة الآية عليه، وهذا مما يجهله كثير ممن يتعاطون مثل هذه التفسيرات المعاصرة انت نسيت ما قلته في اول كلامك قلت أنت :"لا أزال أتعجب من حالنا نحن المعاصرين، ومن حرصنا على الجديد في تفسير المعاني، وكأن الله ادَّخر لنا من المعاني مالم يصل إليه السابقون، ولن يلحقنا به اللاحقون"
والخلاصة: أنه لا يلزم من صدق المسألة المعاصرة في ذاته = صحَّةُ دلالة القرآن عليها، فهما جهتان منفكَّتان
لا, لا, بل يلزم ,,, لقوله تعالى {ما فرطنا في الكتاب من شئ } ولقوله سبحانه {سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبن لهم انه الحق } ولا تقل جهتان منفكتان هذا نظرك بل لا شئ في الوجود الا وهو من مقتضى القرءان عرفنا ذلك ام جهلناه {ما فرطنا في الكتاب من شئ}ولما قال في الكتاب ولم يقل في القرءان هذا سؤال ستجد جوابه ان شاء عند السابقين
النقطة الثالثة: أيهما أحقُّ بوصف الوهن ـ على هذا القول المعاصر ـ الأنثى أم الذكر من العنكبوت؟ الوهن متعلق بالبيت لا بالانثى ولا بالذكر
إن هذا القول المعاصر يدَّعي أن بيت العنكبوت هو بيت الأنثى، وأنها تفترس ذكرها وأولادها، وهذا موطن قوة فيها، وإنما الوهن هو الذكر، فكيف يستقيم وصف بيت الأنثى القوية بالوهن؟ لم يوصف الذكر بالوهن البيت هو الذي وصف بالوهن,,, ثــــبــــت !وقال القرءان بيت ولم يقل مسكن
كيف وهي التي تبقى على قيد الحياة عزيزة غير آبهة بما حصل من موت ذكرها، ولا موت أولادها؟هي تسير على وفق البرمجة الاولى المقدر لها قبل خلقها { قدر فهدى} { أعطى كل شئ خلقه ثم هدى}{أحسن كل شئ خلقه}هو ما نسميه الغريزة
وما دامت هذه سنة الله فيها ـ كما يقول البحث المعاصر ـ فكيف ندَّعي أن هذا وهــنًا؟ الظاهر أن الاخ الكريم لم يميز بين "وهن " و "ضعف"
أن أوهن البيوت على الإطلاق هو بيت العنكبوت، ثم قيَّد هذا الخبر بقوله { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }. والعلم الحديث قد أثبت أن بيت العنكبوت منسوج من أقوى الخيوط، ولا يفوقه قوة سوى الكوارتز المصهور،
وهذه الحقيقة يستطيع الإنسان أن يكتشفها بنفسه؛ حيث يمكنه بسهولة إزاحة بيت العنكبوت بسبب وزنه الخفيف، ولكن يصعب عليه قطعه، أو تغيير شكله الهندسي الدقيق { لو اسقطته على الارض يبقى شكله }ويدل عليه أيضًا أن الله تعالى -قال{ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } فأتى بأداة الشرط { لَوْ } المتضمنة معنى التمني لينفي بذلك علمهم مع تمني حصول ذلك العلم منهم. وكيف يكون بيت العنكبوت أوهن البيوت على الإطلاق، وهو منسوج من أقوى الخيوط ؟ فا جتمع في منشأة واحدة الحد الأدنى من الوهن، والحد الأقصى من القوة والمرونة ؟و ما ينبغي الإشارة إلى أن الآية الكريمة نصَّت على وهن بيت العنكبوت، لا على وهن الخيط الذي نسج منه. فلم يقل - سبحانه {إن أوهن الخيوط لخيط العنكبوت}والمعنى المراد منها: إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت رغم قوة ومتانة ومرونة خيوطه، التي نسج منها.. فالوهن ليس في خيط العنكبوت؛ وإنما هو في البيت، الذي نسج من ذلك الخيط.
وقال تعالى {أَوْهَنَ الْبُيُوتِ } ولم يقل: {أضعف البيوت} وذلك لأن الضعف هو من فعل الله تعالى؛ كما أن القوة كذلك تقول: خلقه الله ضعيفًا أو خلقه قويًا. ويكون في الجسد والرأي والعقل. قال تعالى { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} وقال تعالى { وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً } أما الوهن فهو من فعل المخلوق، وهو أن يفعل فعل الضعيف. تقول: وهن في الأمر يهن وهنًا، وهو واهن، إذا أخذ فيه أخذ الضعيف. والأمر موهون؛ ومنه قوله تعالى { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } أي: لا تفعلوا أفعال الضعفاء، وأنتم أقوياء على ما تطلبونه بتذليل الله إياه لكم. ويدل على صحة ما ذكرنا أنه لا يقال: خلقه الله واهنًا؛ كما يقال: خلقه الله ضعيفًا. وقيل الوهن: الضعف في العمل والأمر، وكذلك في العظم ونحوه{ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي } والضعف نقصان القوة. ويدل عليه قول الله تعالى في وصف المؤمنين المجاهدين{ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ } إشارة إلى نفي الحالتين عنهم في الجهاد. ويتلخص من ذلك كله: أن الوهن هو من فعل المخلوق، ويكون مادِّيَّا، ومعنويًّا. وهذا ما ينبغي أن يفهم من الوهن المنصوص عليه في الآية الكريمة.
ومن أخصِّ خصائص البيت وأوصافه أنه مأوى لصاحبه، يقيه من برد الشتاء، وحر الصيف، ويحميه من أذى الكائنات، التي هي أقوى منه. وهذا كله لا يتوفر في بيت العنكبوت على الرغم من الإعجاز في بنائه. ولا يخفى ذلك إلا على جاهل وأما وهنه من الناحية المعنوية فلأنه بيت محروم من معاني السكن والمودة والرحمة، التي يقوم على أساسها كل بيت سعيد . ولهذا عبَّر القرآن الكريم عنه بالبيت، لا بالمسكن؛ وذلك خلافًا لبيت النمل، الذي عبَّر عنه بالمسكن؛{ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ }وإنما سمِّيَ مسكنًا؛ لأنه سكن لصاحبه، وإلى هذا أشار الله - تعالى - بقوله: { وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً} { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا } وقد ثبت - كما تقدم - أن بيت العنكبوت بيت لا طمأنينة فيه، لا لأصحابه، ولا لزواره؛ لأنه بيت لم يعَدَّ في الأصل للسكن؛ وإنما أُعدِّ ليكون مصيدة،
بمن نقيسه؟ قسه بمنطقك وبمعرفة السابقين بعلم الاحياء وبعلم الطب وعلم الفلك وقل لنا كيف فهموا قوله تعالى { نطفة من مني تمنى }و{ ثم نكسو العظام لحما }و{ مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبعيان {وكل في فلك يسبحون وووو
إن كان الأمر كما يقولون، فليس في الأمر أي وهن اجتماعي إلا إذا قلنا إنَّ هذا نقصًا حقيقيًا
ليس هناك حياة زوجية ولا تعايش حتى نتكلم عن وهن احنماعي الوهن في البيت . هــــنـــــاك غريزت فطرت عليها العنكبوت { ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا}
وليس الأمر كذلك؛ لأن هذه سنة الله في العنكبوت ، وهذا إن كان نقصًا في غيرها، فهو كمال فيها تستقيم به حياتها التي قدَّر الله لها هذا القَدَر وهداه له ، كما قال تعالى ( والذي قدَّر فهدى
هذه حقا سنة الله في العنكبوت وأي شئ فكرت فيه ,وأي شئ لم يخطر على بالك فهو موجود في الكون الالهي للوسع الالهي في خلقه, والعلم هو الذي أرانا سنة الله في العنكبوت أفلا ندرجه في فهم الاية ؟؟؟ وزيادة في التدبر؟؟.
تبيه:
اللغة في (العنكبوت) وردت بالتذكير والتأنيث ( وهو الأكثر ) في هذا اللفظ، ولا دلالة في الآية على أن المراد أنثى العنكبوت دون ذكرها، وإنما المراد جنس العنكبوت.
فإن قلت : تأنيث ( اتخذت).
فالجواب: إن هذه دلالة محتملة، قد يراد بها الأنثى فقط، وقد يراد بها جنس الحشرة ( انثى وذكر
وقد اثبت العلم الحديث ان الانثى هي التي تنسج البيت لهذا قال سبحانه اتخدت .أالم يزدك هذا علما بقوله تعالى{ ما فرطنا في الكتاب من شئ}.ألا نستعين بالعلم على المزيد من فهم القرءان وللمزيد من التدبر
وأخيرًا:
أسأل الله أن يفتح عليَّ وعلى الأستاذ فهد، بل وعلى المسلمين من فهم كتابه الفهم الصحيح السليم، وأن يعمر قلوبنا بذكره وطاعته وتلاوة كتابه وتدبره. فهمه على وفق ما قاله السابقون وتدبره على وفق تدبرهم والوقوف عند حدودهم وما أخطأوا تأوبله نسكت عليه ونفترض انه صحيح انما النقص في فهمنا وعلينا ان نغير اسم المنتدى من منتدى اهل التفسير الى منتدى تفسير السابقين وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين جفت الاقلام
واخيرا ان كنت تحب أكل القديد ولا تحب اللحم الطري فأنت وشأنك ولكن لا تشوش على الناس الذين يحبون ان يروا كل المقتضيات الموجودة في القرءان تظهر في الكون الالهي { ثم ان علينا بيانه}
وكل من حاول أن يقصر فهم القرءان وتدبره وتفسيره على السابقين على القرون الاولى لان السابقين في ظنه قد استقصوا علوم القرءان ومعارفه وتفاسيرهم حوت كل العلوم القرءانية وأن كلامهم قرءانا لا سبيل للخطأ فيه .....ونرحب بالذين وقفوا موقفا وسطا فمنعوا التفسير بالرأى ,الرأى المذموم وأجازوا التفسير بالراي المحمود ووضعوا ضواط وشروطا لذلك
دع عقلك يا دكتور ينفتح لكلام الله أكثر و اترك هذا الغلو في التنقيص من اللاحقين فالحق سبحانه يقول {وما كان عطاء ربك محظورا} وتفسير القرءان فتح من الله وعطاء وهو ليس محصورا على السابقين فقط وتوسم الخير في امة سيدنا محمد فقد قال صلى الله عليه وسلم " أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره "
"ليدركن المسيح أقواما إنهم لمثلكم أو خير – ثلاثا . ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها
أسأل الله أن يفتح عليَّ وعلى الأستاذ مساعد الطيار ، بل وعلى المسلمين من فهم كتابه الفهم الصحيح السليم، وأن يعمر قلوبنا بذكره وطاعته وتلاوة كتابه وتدبره.