ختم الآيات بالأسماء والصفات (ابن القيم)

إنضم
26 نوفمبر 2007
المشاركات
429
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد الله الذي له لا إله إلا هو الأسماء الحسنى والصفات العليا، أنزل إلينا كتابه المبين، هدى وبشرى للمؤمنين، ليخرجهم به من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراطه المستقيم.
وأصلي وأسلم على الرسول الكريم، والنبي الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم مقاصد القرآن الكريم تعريف العباد بربهم جل وعلا، ليؤمنوا به ويوحدوه، ويذكروا آلاءه ويشكروه.
وإن من أجل نعم الله العظيمة، وآلائه الكريمة أن تعرف إلينا في كتابه الكريم بأسمائه وصفاته، وأظهر آثارها في أوامره ومخلوقاته.
فالقرآن الكريم وما يدل عليه أعظم طريق لمعرفة الله جلا وعلا والتعبد له بما يحب ويرضى، فتلك النعمة التي لا تعادلها نعمة، والمنحة التي سمت فوق كل منحة؛ فيعرف العبد ربه حال الرخاء فيذكره ويثني عليه ويشكره.
ويعرفه حال الشدة فيذكره ويلجأ إليه ويستغفره.
ولا يزال العبد يتربى ويترقى في مراقي العبودية لله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا حتى يتسنم الرتب العليا، ويعيش في جنة الدنيا التي من دخلها فهو في نعيم لا يوازيه نعيم، لا يأسف على فائت من الدنيا بل ولا يلتفت إليه؛ فما هو فيه من النعيم والخير العظيم يشغله عن التفكير فيما يفكر فيه أصحاب الهمم السفلية، والمطامع الدنيوية، إذ سمت روحه إلى الملكوت الأعلى، وطافت في رحاب أسماء الله الحسنى، وعرفت الله تعالى بما يسر لها من سبل معرفته، وأنعم عليها إذ وفقها وهداها لهذا وما كانت لتهتدي لولا أن هداها الله، وأيقنت أن ما جاءت به الرسل هو الحق من عند الله، تأنس بكتابه، وتتلذذ بخطابه، وترجو حسن ثوابه.
فإذا شهد قلبه ما لله تعالى من صفات الجلال والعظمة والهيبة، ذلت له وخضعت، وأطاعت له وأذعنت، وسلمت له وطلبت مرضاته، وتطهرت النفس من كل خلق لئيم، فذاب الكبر والعجب والغرور، واضمحل الرياء والنفاق، ونأت المطامع الدنيوية الصارفة عن المقامات العلية، وولى الشيطان خاسئاً هارباً من هذه الروح الزكية الكريمة التي يكاد يحرقه نورها.
وإذا شهد قلبه صفات جمال الله تعالى وكرمه، وإحسانه وإفضاله، اشرأبت للفوز بأسنى المنح، وتاقت إلى لقائه، فسمت نفسه وعلت، ورنت إلى ما لديه ورغبت، وتطهرت النفس من صفات الضعف والوهن والخور، فشمرت عن ساعد الجد، وأحسنت التقرب إلى الله تعالى بما يحب من الفرائض والنوافل حتى يكون الله تعالى سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، يعطيه ما يسأل، ويعيذه مما يستعيذ منه.
وولى الشيطان خاسئاً هارباً من هذه الروح الطيبة الزكية التي لا تلتفت إلى وساوسه وزخرف قوله، إذ عاينت بعين البصيرة الجمال الحقيقي، الذي يضمحل دونه كل جمال، جمال الذات، وجمال القول، وجمال الفعل، وجمال الصفات، وجمال الوعد، وجمال القبول، وجمال العفو، وجمال الإحسان ، وسائر صفاته التي حازت كل جمال فلا ينتهي القلب عند تأمل جماله تعالى حتى يسجد لله سجدة لا يود أنه يقوم منها.
وإذا شهد قلبه كريم عفو الله ومغفرته وأنه يغفر الذنب لمن دعاه ورجاه ولا يبالي، وأنه يفرح بتوبة عبده أعظم فرح أقبل إلى ربه وأناب، وطمع في مغفرته ومرضاته، ولا يزال إليه أواباً منيباً حتى يعود كيوم ولدته أمه نقياً من الذنوب والخطايا.
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم...

أحبتي في الله ما أجدرنا ونحن أهل القرآن أن نحيي سنة التلازم بين العلم والإيمان، فنتعلم لنزداد إيماناً، فنزداد علماً يزيدنا إيماناً، ونزداد إيماناً نوفق به لمزيد من العلم، فإذا فعلنا ذلك، ظهر فينا ما أراده الله لنا من مقاصد التنزيل الكريم، وكنا كما أراد لنا، وسيكون لنا كما رجونا وأحسنا الظن فيه جل وعلا، وكما وعدنا في كتابه الكريم (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) وهذا النصر له معان كثيرة حسية ومعنوية معروفة لديكم.
وما أكثر ما ابتليت به هذه الأمة في هذا الزمان من مظاهر الضعف والوهن، والتشرذم والاستنكاف، والغلو والتنطع، ويأبى الله إلا أن يعصم طائفة من هذه الأمة تستقيم على ما يحب لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، فمن ركب سفينتهم نجا، ومن نأى عنهم هلك، ومن خذلهم خُذل، ومن أرادهم بسوء كان الله خصمه.

وقد أنعم الله علي قبل نحو عقد من الزمان بقراءة كتب ابن القيم رحمه الله تعالى فلمست عنايته بهذا الباب، وحرصه عليه، وله كلام جميل متفرق في كتبه، منه ما هو مشهور عند طلاب العلم، فعكفت على جمع كلامه في الأسماء والصفات، ورأيت أن أعده بطريقة جديدة حتى يبدو كأنه مؤلف جديد لابن القيم رحمه الله تعالى، وجعلته ثلاثين باباً.

وكان من ضمن هذه الأبواب باب في بيانِ ما تضَمَّنَهُ خَتْمُ الآياتِ بالأسماءِ والصفاتِ من الفوائدِ الجليلةِ واللطائفِ البديعةِ.

وسأرفق لكم هذا الباب ليكون أجمل في العرض، ومن أحب أن يدرجه في الأصل فليفعل.
وأنا لا أعلم حدود ما يسمح به من المشاركات في هذا الملتقى الكريم، ولكني رأيت هذا الباب وثيق الصلة بعلوم القرآن الكريم.
ولأني أخلصت أبواب الكتاب من أي تعليقات في صلبه، ونسقته تنسيقاً متآلفا، قدمت للكتاب مقدمة وافية بينت فيها أهمية العناية بالأسماء الحسنى والصفات العليا وبعض الجوانب التطبيقية المفيدة لطالب العلم في حياته العلمية والعملية، واستدللت لذلك بآيات من الكتاب العزيز، لذلك أدرجت المقدمة وفيها سرد لأبواب الكتاب، فمن أراد أن يطلع على أي باب منها فليخبرني لأرسله إليه.
أسأل الله تعالى أن يتقبل مني ومنكم، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يقينا شر الأشرار، وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم وجزاكم الله خيرا
الموضوع قيم ومهم للغاية
وحفظت الملفات وللأسف لم تفتح معي
فهل يمكنكم - فضلا وكرما - إعادة رفعها
فقد حاولت أكثر من مرة ولم تفتح معي
والله يجزل لكم الأجر والمثوبة
 
[align=center]السلامُ عليكم ورحمة الله وبركــاته
********************************



ما شاء الله اللهم بارك

أجزل الله لكم الأجرَ والمثوبة شيخنا الكريم

وأختى الطيبة أمة الرحمن الملفات تعمل معى جيدا بفضل الله


لعلكِ أختى ليس لديكِ حزمة برامج ال" أوفيس " ؟

قومى بتغيير امتداد الملفات من doc إلى rtf

من خلال إعادة التسمية


وانظرى أتفتح معكِ أم لا [/align]
 
جزااااااااااااك الله خيرا يا شيخ

وبارك فى علمك ونفع بك

ولكنى أريد باقى الأبواب فهل لو ممكن تنزله أكرمك الله
 
جزاكم الله خيرا
فتحت الملفات
وأجزل الله لكم الأجر والمثوبة فالموضوع عظيم لتعلقه بأسماء الله وصفاته
لكن هل هذه جميع الآيات التي تكلم عنها ابن القيم في هذا الباب ؟
 
[align=center]السلامُ عليكم ورحمة الله وبركــاته

********************************

جزاكم الله شيخنا الكريم على هذا التجميع الماتع واسأل الله أن ينفع به

هل لى من سؤال

هل لحضرتك كتاب مطبوع يضم هذا التجميع بالإتفاق مع دار نشرمعينة؟

حقيقة هذا الباب من أهم وأمتع الأبواب ونأمل أن نحصل عليه في كتاب ليكون في متناول الجميع

فإن كان لحضرتك كتاب منشور نرجو إيراد اسم دار النشر.

.وهل نستطيع شراء الكتاب من معرض القاهرة الدولى للكتاب لهذا العام إن شاءالله؟

وإن كان ممكنا فأرجو أيضا إيراد اسم دار النشر وأى سراى إن أمكن !

وجزاكم الله خيرا[/align]
 
أحييكم جميعاً وأشكركم على إحسانكم الظن بأخيكم
كما أسعدني جداً استشعاركم لأهمية الموضوع وحاجة الأمة الماسة إليه ولا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن وتعاظمت، وماجت بحور الأهواء بأهلها وتلاطمت، وقذفت من فتن بها إلى غير قرار ، ولم ينج إلا من اعتصم بالله العزيز الرحيم، إذ لا عاصم من أمره إلا من رحم.
ولو أن الأمة آمنت بالله حق الإيمان، وتوكلت عليه حق التوكل، واتقته حق تقاته لم يكن هذا حالها، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، وهو الرجوع إلى الله تعالى والإنابة إليه واتباع هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء، في المنشط والمكره، وفي السيرة عبرة لمن اعتبر.
فالأمة بحاجة ماسة إلى أن يبذل أمثالكم جهودهم الحثيثة في دعوة الناس إلى الله عز وجل ، وتعريفهم بربهم جل وعلا وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا، اتساء برسل الله صلوات الله وسلامه عليهم
كما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين}
فما أجدر أهل القرآن أن يكونوا من أتباعه صلى الله عليه وسلم يدعون إلى الله على بصيرة؛ فإن الإيمان إذا وقر في القلب صدقته الجوارح، ولا يزال ينتشر في الناس انتشار الربيع حتى تصبح الأرض مخضرة بفضل الله تعالى ورحمته، يجدون من حلاوة الإيمان وبرد اليقين ما يجعل أحدهم يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار، لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، فبأولئك تستعيد الأمة عزها ومجدها، وبأولئك يغير الله ما بالأمة، وبأولئك يندحر أعداء الله، وتحل البركة في الأرض، ويعم الأمن والرخاء.


وأما بالنسبة للكتاب فهو لم يطبع بعد،
ومن أراد طباعته فالإذن متاح وهو صاحب فضل بنشره وتقريبه للناس
وكذلك من أراد تلخيصه أو إفراد بعض أبوابه بالنشر فله ذلك شريطة أن يراجع أهل العلم والفضل إذا لم يكن من أهل التخصص في هذا الباب حتى يكون عمله متقنا لا منتقداً.
وقد أرسلت نسخة إلكترونية من الكتاب عبر البريد الإلكتروني إلى إدارة الملتقى.
وسأضع له صفحة على الشبكة قريباً بإذن الله تعالى وأوافيكم برابطها الذي يمكن تحميل أبواب الكتاب من خلاله
وأسأله تعالى الإعانة والتوفيق


أمة الرحمن.. أنا اجتهدت في جمع كل ما له تعلق بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا في كتب ابن القيم رحمه الله
وقسمته على الأبواب الثلاثين المذكورة في الكتاب
ويصعب ادعاء الكمال في العمل لكنني قرأت جميع كتبه قراءة فاحصة ولخصت عددا منها فأرجو أنه لم يفتني منها شيء يحتاج إليه في هذا الباب سوى أني أحب أن أنبه إلى أمرين:

الأمر الأول: أني دققت الكتاب عدة مرات وفي آخر مرة حُذِفت بعض الحواشي التي تضم بعض الكلام المتكرر له وهي قليلة، واستدركتها بحمد الله، وهي في نسخة أخرى وسأوافيكم بها بإذن الله تعالى، لأنها ليست حاضرة لدي هذه الأيام.
الأمر الثاني: أني لم أدرج موضعين لهما تعلق ما بالباب:
الموضع الأول: شرحه لحديث: (ما من أحد أغير من الله) وهو في طريق الهجرتين.
الثاني: شرحه لحديث (خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك) وهو في الوابل الصيب
لأنه لم يجتمع لي من كلامه ما يكفي لصياغة باب في هذه المسألة.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى، وجعلنا من أهل العلم والإيمان والتقوى،
ووقانا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وشرور خلقه أجمعين.
 
جزاك الله خيراً.

ووفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.
 
[align=center]بااااااارك الله فيكم وشكر لكم سعيكم

نبارك لكم توفيق الله لكم لهذا الجهد المبارك

فحريَّ بهذا العلم أن تفنى فيه الأعمار وتبذل من أجله الأوقات

فشرف العلم بشرف المعلوم ..
[/align]
 

شيخي عبدالعزيز الداخل بارك الله فيك وجعل الجنه جزاءك

جهد عظيم نفع الله بك الإسلام والمسلمين وجعلك مباركاً أينما كنت ننتفع بعلمك دائماً .

حفظك الرحمن ورعاك ..
 
بارك الله فيك يا شيخ عبدالعزيز ونفع بعلمك وجعلك مباركاً أينما كنت.

أسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يزيدك علماً وفهماً.
 
على الرغم من الجهد الكبير الذي قام به فضيلة شيخنا الشيخ عبدالعزيز - رفع الله قدره وأجزل له الأجر والمثوبة - إلا أني أعتب على الأخوة في عدم الترحم والدعاء للأصل , وهو ابن القيم - نور الله ضريحه ورفع درجته في المهديين وسلك في الصالحين , وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء كفاء ما قدم - .
 
ما شاء الله اللهم بارك
 
قرأت الموضوع القيم بارك الله فيكم أخي الفاضل لكني لم أجد ملفات للتحميل فهل يمكن اعادة رفعها لتعم الفائدة بارك الله بكم
جزاكم الله خيراً ورحم علماءنا الأفاضل على ما أوصلوه لنا من علم نافع
 
الله المستعان ..
ما أسرع مر الليالي والأيام!
قرابة خمس سنوات مضت على هذا الموضوع وكأنما هي بضعة أشهر!!

الكتاب هنا لمن أراد احتماله على هيئة كتاب.
وهنا لمن أراد القراءة المباشرة في موضوعات الكتاب.
وختم الآيات بالأسماء والصفات هو الباب الثامن عشر من أبواب الكتاب.
 
على الرغم من الجهد الكبير الذي قام به فضيلة شيخنا الشيخ عبدالعزيز - رفع الله قدره وأجزل له الأجر والمثوبة - إلا أني أعتب على الأخوة في عدم الترحم والدعاء للأصل , وهو ابن القيم - نور الله ضريحه ورفع درجته في المهديين وسلك في الصالحين , وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء كفاء ما قدم - .

صدقت وأصبت.
 
عودة
أعلى