خاص لأهل التحريرات

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الجكني
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

الجكني

مشارك نشيط
إنضم
02/04/2006
المشاركات
1,286
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
الحمد لله الذي حرر عقول العلماء من سلطان الجهل ،ونوّر بصائرهم بنور العلم ،وأخذ عليهم العهد بتبيين العلم متى استقام الدليل ، ولم يتعبدهم بقول فلان وفلان متى خالف الدليل ،بل قال "قل هاتوا برهانكم " والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على النبي الخاتم ،المبعوث بالرحمة والتيسر والمحفوظ عن السهو و الغفلة في التبليغ ،ورضي الله عن صحابته الكرام بلغوا لنا القرآن كما سمعوه وتلقوه ،ولم يجتهدوا فيه بحرف بل قرؤا و أَقرؤا كما أُقرؤا ، فكان قولهم وفعلهم سنة يأخذها الآخر عن الأول ما تواتر الليل والنهار أما بعد :

لا شك أن القراءات العشر وصلت إلينا متواترة وصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمة لم تُهمل أي قراءة منها، ولا أصلاً من أصول تلك القراءة، بل حافظت عليها عن طريق حفظها في الصدور والسطور، وهذا تحقيق لوعد الله تعالى )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(.
لكنْ لمّا طال الزمن، وبَعُد العهد عن القراء أصحاب هذه القراءات، وأُلِّفت الكتب في قراءاتهم؛ جامعةً لمختلف رواياتهم، وتشعبت طرقهم، وابتكر الناس – لِقِصَر الهمم- طريقة (جمع القراءات) في ختمة واحدة، مخالفين في ذلك ما درج عليه السلف من إفراد كل رواية على حدة، نشأ ما سمّاه المتأخرون بـ(التحريرات).
ومادة ‹حرّ› في اللغة: خيار كل شيء،([1]) ومن ثَمَّ أطلق مجازاً على أكثر من معنى، يناسب (البحث) هنا منها: الفعلُ الحسن،([2]) ومنه قول طَرَفَة:([3])
[align=center]لا يكن حبّك داء قاتلاً * ليس هذا منك ماويّ بحرّ([4])[/align]
أي: ليس هذا منك بفعل حسن.
ومنه قولهم: تحريرُ الكتابِ وغيره، أي: تقويمُه وتخليصه، بإقامة حروفه، وتحسينه بإصلاح سَقَطِه.
أمّا تعريف (التحرير) اصطلاحاً عند القائلين به من أهل القراءات فهو: تنقيح القراءة من أي خطأ أو خلل.([5])
ويقصدون بذلك تمييز الأوجه والطُّرُق والروايات عن بعضها، وعدم اختلاطها في الأداء حتى لا يقع القارئ في التلفيق.([6])
فـ (التلفيق) و(التركيب) و(الخلط) المضافة إلى (القراءات) كلّها مصطلحات لمسمًّى واحد عندهم وهو: الانتقال من قراءة إلى أخرى، أثناء التلاوة، دون إعادة ولا تكرار لأوجه الخلاف، بل إن القارئ يقرأ آية؛ أو بعضها أو أكثر منها، على قراءة، ثم ينتقل إلى قراءة ما يليها وفق قراءة قارئ آخر؛ دون عطف لأوجه الخلاف في الموضع الواحد.

ويرى كاتب هذه الحروف أن (التحريرات) قسمان:
الأول: تحريرات في الطرق والروايات، كما فعل الإمام الداني في "التيسير" مقارنة بما في "جامع البيان" وكما فعل ابن الجزري في "نشره" حيث سبر غَوْر كثير من كتب القراءات، فحرّر منها هذه الطرق والروايات، وتلك سمة بارزة في كتب السلف المتعلّقة بالقراءات، حيث يبدؤن مؤلّفاتهم بذكر أسانيدهم المتصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن عندهم: لا بدّ لكل من قرأ بمضمّن كتاب أن يعرف طرقه.([7])

الثاني: تحريرات في (الأوجُه) وتفرّقوا فيه إلى ثلاث شعب:

الأولى: لم يَرِد عنهم فيها شيء ألبتة، قلَّ أو كثر، تلميحاً أو تصريحاً، وهم السلف الأقدمون، فلم يُعرَف عنهم فيما وصلنا عنهم من تراثهم ترتيب وجه على آخر، أو منعه عنه، وهم لم يحتاجوا إلى هذا؛ لأنهم كانوا يُفرِدون كلّ قراءة على حدة، بل كلّ رواية؛ ولا يبالون بطول الزمن أو قصره في ذلك.

الثانية: مَن جاء عنهم شيء منها، ولكن باقتصاد، وعدمِ فتح الباب على مصراعيه، منهم ابن الجزري كما سيأتي بيانه.

الثالثة: عكس السابقتين، حيث اهتموا بها كثيراً، وبالغوا فيها أشدّ مبالغة، وهم بعض المتأخرين، حتى إن بعضهم أفردها بالتأليف،([8]) فشعّبوا فيه الأقوال والتعقّبات، والأخذ والردّ، والجواز والمنع، إلى درجة أن بعضهم – وهو الشيخ القسطلاني - صرّح بأن عدم (التحريرات) يؤدّي إلى قراءة ما لم ينزل ،قال رحمه الله تعالى وتجاوز عنا وعنه :فإن قلت :هذه الأوجه التي يقرأ بها بين السور وغيرها التي ربما بلغ بعضها في بعض المواقع نحو (4000)أربعة آلاف وجه ؟؟هل لأهل الشأن فيها نقل يعتمد ون عليه ؟أو هو قياس من عند أنفسهم ؟ فإن كان الأول فبينوه وإن كان الثاني فأنتم تمنعونه اتفاقاً؟ أجيب : بأنه لما كان اعتماد أهل هذا الفن في القراءات على الأثبت في النقل بحيث كانوا في الضبط والمحافظة على ألفاظ القرآن في الدرجة القصوى حتى كانوا لا يسامحون بعضهم في حرف واحد اتفقوا على منع القياس المطلق الذي ليس له أصل يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه ،أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو أصل يعتمد فإنه يجوز عند عدم النص وغموض وجه الأداء بل لا يسمى ما كان كذلك قياساً على الوجه الاصطلاحي لأنه في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي ؛كما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وإثبات البسملة وعدمها وغير ذلك مما صرح به الأئمة 0(ق :242/أ )

ثم قال :وإذا ثبت محافظتهم على النقل هكذا وتجويزهم نوعاً من القياس فلا يحتاج المجيب عن هذ السؤال إلا لنقلها عن مثل هؤلاء الأئمة المعول عليهم في هذا الفن ،وأيضاً فغاية ما في ذلك القياس الجائز وهو واجب بحيث بلغت الألوف فإنما ذلك عند المتأخرين دون المتقنين (كذا في المخطوط ولعلها المتقدمين ) لأنهم كانوا يَقرءون القراءات طريقاً طريقاً فلا يقع لهم إلا القليل من الأوجه ،أما المتأخرون فيقرءونها رواية بل قراءة بل أكثر حتى صاروا يقرؤن الختمة الواحدة للسبعة أو العشرة فتشعبت الطرق وكثرت الأوجه وحينئذ يجب على القارئ الاحتراز عن التراكيب في الطرق والأوجه ويميز بعضها من بعض وإلا وقع في ما لا يجوز وقراءة ما لم ينزل وقد وقع في هذا كثير من المتأخرين لاسيما من وضع كتاباً مفردا في هذه الأوجه 0انتهى كلامه رحمه الله تعالى (ق243

ولما رأيت كيراً من أهل القراءات المتأخرين والمعاصرين ألزم نفسه والأمة معه بوجوب الأخذ بهذه التحريرات – والوجوب هنا الوجوب المصطلح عليه بتأثيم تاركه – حاولت قدر الجهد والفهم والسعة أن أبين أن هذا الإلزام لا يصح على الأمة لسببين رئيسيين :

الأول : أنه لم يأت عن من أنزلت عليه هذه القراءات صلى الله عليه وسلم 0

الثاني :الخلل العلمي في الضابط الذي يتحاكمون إليه ،فتراهم يمنعون وجهاً لعلة ما ،ثم في موضع آخر ومسألة أخري يجوزنه مع وجود نفس العلة 0

وهذا ما سأبينه وأعرضه على علماء هذا الملتقي لتقويمه وتصحيحه على فترات ومسائل ،ومتى انتهينا من مسألة أعرض الأخرى حتى لا يتشعب الموضوع وتقل الفائدة 0

وقبل ختام هذه المقدمة أ بدأ بذكر مسألتين أرى أنّهما مهمّتان حيث لم أر من تطرق إليهما من المحررين، وهما في حاجة ماسّة لمزيد من الدراسة حيث إن فيهما مخالفة لمنهج المتأخرين القائلين بوجوب العمل بالتحريرات.
وهاتان المسألتان هما :

الأولى: كلمتي )ضَعْفٍ( و)ضَعْفًا( في "الرّوم"([9]):

أجمعت كتب القراءات على أن عاصماً وحمزة قرآ الكلمتين بفتح الضاد، وأن الباقين قرؤوهما بالضمّ.
ثمّ صرّحت بأن حفصاً ورد عنه الاتفاق مع الباقين، أي إن له الضمّ أيضاً، فتحصَّل له وجهان: الفتح والضمّ.

وهنا مسألة من مسائل التحريرات، أهملها المحرّرون، وعرَّوها من التحرير، ومرّوا عليها مرور الكرام، مع أن فيها لمن أراد التحرير وطلب الحق كلاماً وتحريراً، وهي مسألة يتوجّه النقد فيها إلى القائلين والمائلين إلى وجوب (التحريرات) ولا مجانبة للحق والصواب إنْ قيل إنها تتجه أيضاً على الداني وابن الجزري رحمهما الله تعالى، كما سيذكر بعد قليل.
هذه المسألة هي: تجويز وجه (الضمّ) لحفص في الكلمتين المذكورتين وجعله مقروءاً به له.

والإشكال والنقد هو: أن جُلَّ كتب القراءات -التي تيسّر الاطلاع عليها- تنصّ على أن (الضمّ) لحفص إنما هو اختيار منه وليس رواية عن شيخه عاصم.

وهذه نصوص بعض الأئمّة المحقّقين:

1-قال ابن مجاهد: قرأ حفص عن نفسه لا عن عاصم بضم الضاد. اهـ([10])
2- قال ابن غلبون؛ بعد أن ذكر أصحاب الفتح شعبة، وحمزة، والمفضل فقط: وذكر حفصٌ أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا هاهنا. إلخ. اهـ([11]) 4- قال مكّي: ذكر عن حفص أنه رواه -الفتح- عن عاصم، واختارَ الضمّ لرواية قويت عنده. اهـ([12])

3- قال الداني: أبو بكر وحمزة )من ضعف( في الثلاثة بفتح الضاد، وكذلك روى حفص عن عاصم فيهنّ، غير أنه ترك ذلك واختار (الضمّ) اتّباعاً منه لرواية عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه ذلك بالضمّ، ورَدَّ عليه الفتح وأباه، قال-الداني-: وما رواه حفص عن عاصم عن أئمته أصحّ. اهـ([13])

5- قال المعدّل بعد أن ذكر خلاف القراء في الكلمتين: وإنما اختار حفص ذلك-الضم- برواية رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بالضمّ. اهـ([14])

فهذه النصوص وغيرها كثير عن الأئمّة المعتمدين، والكتب المعتمدة في القراءات، كلّها صريحة في عدم رواية حفصٍ (الضَمَّ) عن عاصم، وإنما هو مخالف له، باختياره بعد أن روى عنه الفتح.

وقد ورد هذا عن حفص نفسه حيث قال: ما خالفت عاصماً في شيء مما قرأت به عليه إلا ضَمَّ هذه الثلاثة الأحرف. اهـ([15])

ومحلّ الإشكال المتّجه إلى المحرّرين هو أن يُسْألوا: كيف أجزتم القراءة بهذا الوجه؟ فهو وإن كان صحيحاً عن حفصٍ؛ فإنه لم يقرأ به على شيخه، مما يعني أنه وجه منقطع الإسناد.

قال الجعبري رحمه الله عند قول الشاطبي رحمه الله:
»وفي الروم صف عن خُلف فصل«([16])
قال: إطلاقه الوجهين هنا لحفص قيل فيه نظر من وجهين:
كون حفص نقل الضم عن غير عاصم.
وكونه من طريق عمرو بن الصبّاح، وطريقه عن عبيد بن الصبّاح.
وهو في اصطلاح المحدِّثين (تدليس)...وكان ينبغي أن يقطع لعاصم بفتح الكلّ كالأصل.اهـ([17])

وبهذا تكونون قد وقعتم فيما منعتم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن تعليل حفص في اختياره (الضمّ) أنه من أجل الحديث، قولٌ -عند علماء القراءات- لا يقبل ولا يعتمد عليه لو كان الحديث صحيحاً ومتفقاً عليه، وبالأحرى إذا كان ضعيفاً كما هنا.([18])

أمّا اتجاه الإشكال على منهج المؤلّف زيادة على ما سبق، فهو أن يقال:
لماذا لم يُعامَل هذا الوجه معاملة زيادات الشاطبي؛ مع أن الفارق بينهما جوهري، وهو أن الزيادات غير منقطعة، وأقصى ما يقال فيها هو خروجها عن طرقه. وهذه مسألة فيها كلام كثير أرجو من الله تعالى التوفيق في بيانها لاحقاً 0

فعدمُ وقوف ابن الجزري – وهو عمدة المتأخرين في التحريرات- عند هذا الوجه لحفص كوقوفه عند الزيادات؛ والتنبيه على صحتها من عدمه، خروجٌ عن منهجه، بل عن طرقه، ومخالفٌ لما صرّح به هو نفسه حيث قال: إلا أن من عادتنا الجمع بين ما ثبت وصح من طرقنا لا نتخطّاه ولا نخطله بسواه. اهـ([19])

هذا؛ وقد وقفت على محاولة للشيخ المتولّي رحمة الله عليه نقلها عن الجعبري، حاول فيها تسويغ اختيار حفص للضمّ، مع روايته الفتح عن شيخه، فقال: قال الجعبري في شرح "الشاطبية": قول الأهوازي: أبو عمارة عن حفص عن عاصم، والخزاز([20]) عن هبيرة عن حفص عنه بضمّ الضاد كلّ ما في ‹الروم›، صريح في أن حفصاً نقل الضم عن عاصم. اهـ([21])

وزاد الجعبري بعد هذا الكلام –والشيخ المتولي لم ينقله-: وهذا جواب صحيح إن قصده الناظم،([22]) فإن قلت: كيف خالف مَن توقّفت صحة قراءته عليه؟
قلتُ: ما خالفه، بل نقل عنه ما قرأه عليه، ونقل عن غيره ما قرأه عليه،

لا أنه قرأ برأيه. اهـ([23])

وعليه، فإن ما أبهمه الأئمّة: الدانيُّ ومكيُّ والمؤلّف، وغيرهم في عباراتهم حتى فُهم من ظاهرها عدم قراءة حفص بالضمّ على عاصم، اتضح بهذا الكلام -أعني كلام الجعبري- أن ذلك الظاهر غير مرادهم رحمة الله عليهم أجمعين؛ لأنه لا يمكن بحال -عندي- أن أولئك الأئمة يجيزون قراءة منقطعة الإسناد.

وخلاصة القول في هذه المسألة: أن وجه الضمّ لحفص خارج عن طرق "التيسير" و"الشاطبية" و"النشر"، ومع ذلك -فكاتبه- يقرأ به تبعاً لمشايخه، وتحسيناً للظنّ بهم فيما قرؤا وأقرؤا به، من أنهم لا يقرؤن إلا بأثر، ولا يشترط في مثلي أن يعلم جميع الأسانيد، وما كنت لأصبح بدعاً في منع هذا الوجه الذي أجازه علماء القراءات مع خروجه عن جميع طرقهم الصغرى والكبرى، وما كتبت هذا إلا أمانة للعلم، وتقديماً للرواية على الدراية، وتبييناً لعدم انضباط منهج المتأخرين من المحرّرين في بعض المسائل. والله أعلم.

الثانية: مسألة: السكت بين السورتين ل(خلف) في اختياره:

صرّح ابن الجزري في موضعين؛ بعبارة مطلقة، تدلّ بمنطوقها ومفهومها على أن أبا العزّ القلانسيّ في "إرشاده" روى عن خلف -في اختياره- بكماله، أي من الروايتين: رواية إسحاق ورواية إدريس، السكتَ بين السورتين. وقال: رَوى عنه -خلف- أبو العزّ في "إرشاده" السكت بين السورتين.اهـ([24])

وقال في موضع آخر: واختلف عن خلف في اختياره بين الوصل والسكت،... ونَصَّ له صاحب "الإرشاد" على السكت. اهـ([25])

ودلالةُ هذا الكلام هي أن إسحاق وإدريس عن خلف يسكتان بين السورتين، وهذا فيه نظر من جهتين:
الأولى: أن "الإرشاد" ليس فيه لخلف إلا رواية واحدة وهي رواية إسحاق، وهي من طرق "النشر" وليس فيه رواية (إدريس) ألبتة.([26])
الثانية: في "الكفاية الكبرى" لأبي العزّ رواية إدريس، ولكنّها ليست من طرق "النشر" ولم يخترها المؤلّف في طرقه.([27])

وقد اضطرب -عندي- مذهب الشيخ الأزميري رحمه الله في هذه المسألة، فبعد أن قرّر أنَّ السكت لإسحاق، وأنه الأَولى ختم كلامه بالتصريح بقبول عموم كلام ابن الجزري فقال: ولكن أخذناه-السكت-لإدريس أيضاً اعتماداً على ابن الجزري.اهـ([28])

فَحَسْبَ المنهج الذي بنى عليه المحرّرون -وهو إمامهم- مذهبهم الصعب، كان عليه - رحمه الله - أن لا يأخذ بالسكت لإدريس بين السورتين، ولـماّ كُتِب عليه أخذه؛ فكان الأسلم أن يكون من " الكفاية الكبرى " لا "الإرشاد" فهو هنا رحمه الله لم يخلط طريقاً بطريق، بل خلط كتاباً بكتاب.

وقد كان الشيخ المتولّي رحمه الله أكثر دقّة -عندي- وأسلم منهجية وطريقاً، حيث قال بعد أن ذكر ما سبق: فكلام ابن الجزري المطلق يحمل على المقيّد. اهـ([29]) وهذا هو الصواب.

وخلاصة القول: أن السكت بين السورتين لخلف في اختياره إنما هو من رواية إسحاق، وعليه فيكون له –لخلف- وجهان: السكت وعدمه. والله أعلم.
وهناك كلام كثير أخرته حتي يأتي موعده المناسب 0
والله من وراء القصد0


---الحواشي -------
([1]) انظر: اللسان والقاموس والتاج (حرر)
([2]) انظر: أساس البلاغة والتاج (حرر)
([3]) اسمه الحقيقي: عمرو بن العبد، ينتهي نسبه إلى معدّ بن عدنان، شاعر جاهلي من أصحاب المعلّقات، يقال له: ابن العشرين؛ لأنه قتل وسنّه تلك، وقيل: بعدها بست، قتله عمرو بن هند.
انظر: طبقات الشعراء:1/138، الخزانة: 2/419425
([4]) البيت هو ثاني أبيات قصيدة عدتها (76) بيتاً يصف فيها أحواله وتنقّله في البلاد، مطلعها:
[align=center]أَصحوتَ اليوم أم شاقتك هرْ * ومن الحب جنون مستعر[/align]
انظر: مختار الشعر الجاهلي: 1/323
([5]) انظر: الفوائد المفهمة: 6
([6]) مأخوذ من: لفّق الثوب يلفقه لفقاً: وهو ضمّ إحدى الشقتين إلى الأخرى فتخيطها، والمراد هنا ضم أوجه على أوجه. انظر: اللسان (لفق)
([7]) انظر: غيث النفع: 35
([8]) منهم الشيخ علي بن عبد الله المنصوري (ت 1134 هـ) له: "تحرير الطرق والروايات في القراءات"، والشيخ محمد بن محمد بن خليل الطباخ (1205 هـ) له "هبة المنان في تحرير أوجه القرآن"، وغيره، والشيخ مصطفى الأزميري (ت 1155 هـ) وهو أشهر وأدقّ من تعقب ابن الجزري، والشيخ محمد بن أحمد المشهور بالمتولي (ت 1313 هـ) خاتمة المحررين إلى يومنا هذا، عُرِف بـ(ابن الجزري الصغير) لعلو كعبه في القراءات.
([9]) من الآية ( 54) الروم
([10]) السبعة: 508
([11]) التذكرة: 2/495
([12]) التبصرة: 635
([13]) التيسير: 175-176
([14]) تذكرة الحفاظ: 2/ ق: 178
([15]) النص من "التبصرة" 635، وانظره أيضاً في: غاية النهاية:1/254، النشر: 2/345، روضة الحفاظ: ق 178 وغيرها.
([16]) الشاطبية: 57
([17]) كنز المعاني: ق: 249
([18]) ضُعِّف الحديث؛ لأن فيه عطية العوفي. انظر: التيسير: 176
([19]) انظر النشر:1/192-193
([20]) أحمد بن علي بن الفضل، أبو جعفر، البغدادي، مقرئ، ماهر، ثقة، قرأ على هبيرة وغيره، قرأ عليه ابن مجاهد وابن شنبوذ وغيرهما. توفي سنة 286 هـ
انظر: غاية النهاية: 1/86-87، المعرفة:2/512، تاريخ بغداد: 4/303
([21]) الروض النضير: ق: 381 -382
([22]) يقصد به الإمام الشاطبي رحمه الله.تعالى
([23]) كنز المعاني: ق: 249-250، لكن يُرَدّ على هذا بأن حفصاً لم يتلق الضمّ عن عاصم نفسِه، حتى وإن كان عاصم أقرأه لبعض تلاميذه، وأيضاً: إن الضم وإن كان قرأ به عاصم إلا أنه لم يصلنا من الطرق المعتمدة لا "التيسير" ولا "الشاطبية" - وهما عمدة الجعبري- ولا "النشر" ولا "الطيبة". والله أعلم.
([24]) انظر :النشر: 1/191
([25]) انظر النشر: 1/259
([26]) انظر ، الإرشاد: 155-156
([27]) انظر: الكفاية الكبرى: 110-111
([28]) انظر: تحرير النشر: ق: 195/ ب، بدائع البرهان: ق: 10 و176
([29]) انظر: الروض النضير: ق: 36-37
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أشكركم كلّ الشكر على هذا الكلام العلمي الدقيق وهو في غاية الأهمّية وأريد أن أتدخّل في هذا الموضوع عسى الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه فأقول وبالله التوفيق :

لو تسائلنا لماذا انفرد المتأخرون في التأليف المستقلّ لعلم التحريرات خلافاً للمتقدين حيث إنّ ابن الجزري رحمه الله ألّف كتابه النشر وهذا الكتاب نقل فيه المصادر والأسانيد والقراءات من أصولٍ وفرشٍ والتحريرات المتمثلة في عزو كلّ وجه أو طريق إلى مصدره وبيان بعض الأوجه المردودة كالهمز مع الإدغام الكبير وغير ذلك ، وجميع هذه الأوجه لها مصادرها من مشافهة ونصوص ولا دخل للاجتهاد فيها إلاّ في حالة غموض الوجه أداءاً فيما لا نصّ فيه ، ففي هذه الحالة أجاز العلماء الاجتهاد أو القياس فيما تدعوا إليه الضرورة وتمسّ إليه الحاجة كما صرّح بذلك في نشره. فإذن كتاب النشر هو كتاب مستقلّ أساسه مصادر وأسانيد وأصول وفرش وتحريرات للقراءات العشر. وطرق هذا الكتاب محصورة ، فكلّ ما خرج عنها فلا يُقرأ به لانقطاع سنده ولوصحّ من قبل.
وأمّا المتأخرون فتلقوا القراءات العشر من طريق النشر وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين قسمٌ مقلّد لا يخرج عن ما تلقاه عن شيخه ومنهم المحقق الذي لا يكتفى بما تلقاه عن شيخه في أوجه كتاب النشر لأنّ العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية كما ذكر مكي والداني عليهما رحمة الله تعالى. وبما أنّ العلماء ومن بينهم ابن الجزري رحمه الله تعالى بشرٌ يخطئون ويصيبون والعصمة لا تكون إلاّ للأنبياء عليهم السلام قام المحققون بمقارنة ظاهر كلام النشر بأصوله فوجدوا خلاف يسيراً بين كتاب النشر وبين أصول كتابه وهذا الخلاف أمّا أن يكون وهم أو سهوٌ منه رحمه الله تعالى أو سهوٌ من شيخه الذي تلقّى منه بمضمون ذلك الكتاب وغير ذلك من الأسباب ، مع العلم أنّ المكتوب من المصادر لا يتغيّر بخلاف المشافهة التي يعتريها شيء من التغيير مع مرّ الزمان ، ثمّ إنّ كتاب النشر يحتوي على عدّة مصادر وأوجه وطرق ولا شكّ أنّ الوهم له نصيب معتبر في مثل هذا النوع من التآليف. وهذا السبب الذي جعل العلماء يقدّمون المصدر على ظاهر كلام النشر لأنّ المصدر هو عبارة عن النصّ الذي كتبه صاحب الكتاب أو ممن أخذ عنه فالأخذ من الكتاب أولى من أخذِه من الكتب التي تنقل مضمون ذلك الكتاب بعينه.
فالمتأخرون من المحققين انصدموا بمصدرين : الأوّل كتاب النشر ، الثاني : الكتب التي هي أصول النشر والتي نقل منها ماهو موجود في النشر. فالمحقق بين أمرين إمّا أن يقلّد ما تلقاه عن شيخه موافقاً لظاهر كلام النشر وهو يعلم في قرارة نفسه ضعف ذلك الوجه مقارنة مع المصدر ومع علمه أنّ ابن الجزري بشرٌ قد يُخطئ. وإمّا أن يأخذ بالمصدر والصواب. وهذا هو عين العلم لأنّه فطنة ودراية. وهذا السبب الذي جعل هذا العلم يستقلّ شيئا بعد شيء.

لو تسائلنا ما هو سبب الخلاف الذي وقع بين المحررين ؟ أقول يمكن حصر هذه الأسباب فيما يلي :

أوّلاً : اختلاف المحررين إلى مذهبين : هناك فتوى للشيخ الضباع رحمه الله تعالى وهو ردّ على سؤال من الشيخ إبراهيم شحاته السمنودي حفظه الله تعالى ونصّ السؤال هو : من هم العلماء الذين حرروا طيّبة النشر وما هو منهجهم ؟ فأجاب العلامة الضباع : " أوّلاً : أتباع المنصوري وهم : الميهي والأجهوري والعقباوي ، والطباخ ،والإبياري ،ووكذا المتوليّ أوّلاً. وهؤلاء كلهم كرجل واحد ، والخلف بينهم يسير ، وسببه وقوف كلّ منهم على أصول النشر التي تخالف تحرير المنصوري ( الآخذ بظاهر كلام النشر ). ثانياً : أتباع يوسف زاده ومنهم الأزميري ، والسمرقندي ، والبالوي ، وابن كريم ، والسيد هاشم ، وكذا المتولي آخراً ، وهؤلاء أذقّ نظراً وأقوم طريقة لأنّهم كانوا يراعون النشر مع أصوله جزئية جزئية ولا يأخذون إلاّ بالعزائم والتدقيق ، وهم الذين ينبغي أن يرجع إليهم ولا يؤخذ عن سواهم " انتهى كلامه ( أنظر تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات للشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى حفظه الله تعالى ص38،39،40.). قال الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى تعليقاً على هذه الفتوى : " أقول : من هذه الفتوى يتبيّن لنا أنّ الخلف بين القراء المحررين يسير ، وليس نتيجة لأهوائهم وإنّما نتيجة لوجهات النظر ، وكلّ منهم كان يجتهد ويفسّر ما في كتاب النشر ، إمّا على ما يفيد الظاهر أو بمراجعته على الأصول وهي الكتب المذكورة فيه ، فما بينهم ليس خلاقاً يؤدّي إلى التناقض والاضطراب وإنّما تفاوة الرواية والحفظ ، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ وسائر علماء التحرير عدول ، كلّ منهم ذكر ما انتهى إليه علمه بحسب التلقى والمشافهة عن شيوخه ، وعليه فلا اختلاف بينهم ، والذي يستفيد من عمل المحررين ويقدّر لهم جهدهم هو الذي تلقى القراءات بإسنادٍ خاصّ عن شيخ مسند." انتهى كلامه حفظه الله تعالى نفس المصدر ص40.

ثانياً : غموض بعض النصوص التي قد تحتمل عدّة معاني وهي قليلة جداً إمّا من ظاهر النشر أو من مصادره.

ثالثاً : قد لا يجد بعض المحررين جميع المصادر لكتاب النشر فيعتمد على المصادر التي هي بحوزته ويعتمد على أقوال من سبقه من المحررين أو على ظاهر كلام النشر فيما لم يكن بحوزته من المصادر.

رابعاً : تفاوت العلم والفطنة والدراية بين المحررين فيؤخذ ممن كانت له الحجة في تحرير وجه من الأوجه.

أمّا كلمة "ضعف" فلا تُعارض مذهب المحررين لا قريب ولا من بعيد لعدّة أسباب :

أوّلاً : الضمّ في { ضعف } في رواية حفص منصوص عليه في النشر وفي أصوله ، فلا تعارض بين النشر وأصوله وقد ذكرنا أنّ الخلاف بين المحررين ينحصر في المقارنة بين ما في النشر وبين أصوله.

ثانياً : قد تلقى العلماء هذا الوجه بالقبول عن حفص وهم لا يجتمعون على خطأ ولم أجد من ردّ هذا الوجه من القدامى فيما اطلعت عليه.

ثالثاً : حتّى وإن خالف حفص شيخه في هذه الكلمة إلاّ أنّه كان يعلم بتواترها عن غيره وكفى في ذلك شرفاً أنّها هي الكلمة الواحدة التي خالف فيها أحد الرواة شيخه ولله الحمد.

وأمّا مسألة البسملة بين السورتين لخلف في اختياره فإنّ الأزميري غير معصوم ، فبالحقّ تعرف أهله وليس العكس ولم يقل أحد من أهل العلم أنّ جميع ما ذهب إليه الأزميري صواب. والشاهد في جميع ما سبق أنّ العلامة الأزميري ما رجّح وجهاً برأيّ محضٍ مجرّد عن نصّ وهذا هو المهمّ.

والخلاصة مما ذكرنا أنّ جميع القراء الذين يتصل سندهم بابن الجزري يأخذون بالتحريرات في جميع الأقطار ولا يُقرأ اليوم بقصر البدل مع التقليل في ذوات الياء لورشٍ من الشاطبية ولكنّه يُقرأ من الطيبة فقط من طريق التلخيص لابن بليمة ولا يٌقرأ بالإدغام الكبير مع الهمز للسوسي ولم يختلف العلماء والمحررون في ذلك وهذا هو عين التحرير والعمل بالتحريرات هو المعمول به في مصر والشام والاستنبول والحجاز والمغرب والهند وباكستان وووووووو. ولا يُعرف إنكار هذه التحريرات من أناسٍ عرفوا قدر هذا العلم وتلقّوا القراءات بالسند المتصل حيث لا يمكن أن نهدم ما سهر عليه المحققون ونجعله هبآءاً منثوراً ولو قمنا بجمع جميع المشايخ الكبار الآن من جميع الأقطار فلا شك أنّهم لا يوافقون على ما ذهب إليه فضيلة الشيخ في كون أنّ التحريرات منهج مضطرب.
قال المتولي كلمته المعروفة " وإنّا أزميريون " أي على مذهب العلامة الأزميري ، والمتولي من هو رحمه الله تعالى الذي لُقّب بابن الجزري الصغير. وقال الشيخ الضباع ٍ " وهؤلاء – أي الأزميري وأتباعه - أذقّ نظراً وأقوم طريقة لأنّهم كانوا يراعون النشر مع أصوله جزئية جزئية ولا يأخذون إلاّ بالعزائم والتدقيق ، وهم الذين ينبغي أن يرجع إليهم ولا يؤخذ عن سواهم " انتهى كلامه ، وهذا قول تاج القراء العلامة الضباع وما أدراك ما العلامة الضباع وهذا المنهج أي منهج الأزميري في التحريرات هو المعمول به اليوم لأنّه موافق لأصول كتاب النشر وهو مبنيّ على الدقّة والجودة والإتقان ولا شكّ أنّ ذلك أولى من غيره لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام " من عمل عملاً فليتقنه " أو كما قال عليه الصلاة والسلام. ولا شكّ أيضاً أنّه لا يعرف قدر هذه الجهود إلاّ من مارس هذا العلم عملياً وداوم عليه وتفرّغ له لمدّة طويلة بخلاف من درسه دراسة سطحية أو تعرض لبعض مسائله فلا شكّ أنّه لا يقدّر لهذا العلم حقّ قدره بل يريد أن يحبط ما سهر عليه الفطاحلة في رمشة عين من غير أيّ مبالاة والأدهى في ذلك التجرّأ على تسمية ما ذهب إليه أهل الصنعة بالمنهج المضطرب. فإن اعتمد فضيلة الشيخ على هؤلاء الأفذاذ في مسألة الضاد من جهة ويضرب أقوالهم عرض الحائط في منهجهم للتحريرات فهو عين الاضطراب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة " والقائل " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون " واهب الألباب و منزل الكتاب ،والصلاة والسلام الأتمان على المعصوم من الغفلة والاضطراب ،نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم المآب ، أما بعد :
1- رحم الله من قال :"العلماء مصدقون فيما ينقلون ، مبحوث معهم فيما قالوه باجتهادهم " 0
2- كنت أتوقع من الشيخ محمد يحي أن ينقض ما ذكرته مسنداً إلى العلماء المحققين بالدليل العلمي – وهو الحكم النزيه عند الاختلاف- وإذا به يسطر كلاماً فرغنا من بحثه في مسألة الضاد التي تركت الحديث معه فيها ليقيني أننا لن نتفق فكأننا كل منا في وادي والآخر في وادي آخر 0
الشيخ الفاضل يتكلم عن نشأة التحريرات وأسبابها والعلماء الذين رأوا القول بها ، وهذا ليس هو ما تحدثت عنه وليس غرضي في البحث ،وإنما غرضي في البحث هو :
أ- هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل ؟
ب-هل التحريرات لها قواعد منضبطة سواء في منع وجه أو جوازه ؟
ج- هل التحريرات متصلة الإسناد قراءة إلى أصحاب الكتب ثم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟
د- هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد ؟
ه- هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره ممن يؤخذ عنه القرآن أن بين كذا وكذا (80) و(4000) ألف وجه أو ينقصون قليلاً أو يزيدون ؟
إلى غير ذلك من الأسئلة التي تحتاج منا إلى إعادة النظر في كثير من المسائل التي أخذناها أو قل لقِّنّاها وقيل لنا :إياكم والطعن فيها و00000الخ
3- مناقشة الشيخ شريف :
قلت :"فكل ما خرج عن طرق النشر لا يقرأ به لانقطاع سنده ولو صح من قبل " هل هذا الضابط صحيح ؟
4- قلت :" الضم في (ضعف ) منصوص عليه في النشر وفي أصوله 000الخ
الجواب : يا شيخ أنت تناقض نفسك من حيث لاتدري ؛ قبل قليل قلت "ما خرج عن طرق النشر لا يقرأ به لأنه منقطع الإسناد " ولا شك أن وجه الضم عن حفص من طريق الشاطبية منقطع الإسناد ليس عند ابن الجزري فقط وإنما عند كل كتب القراءات السبعة التي اعتمدت طريق عبيد بن الصباح عنه ،فليس قولك " وفي أصوله " بمغن عنك شيئاً ،فإذا كان حفص نفسه نص على أنه خالف شيخه فيها فمن أين ستأتي بما يصل هذه الطريق ؟؟؟
5- قلت :" تلقى العلماء هذا الوجه بالقبول 000" هذا دليل عليكم أيها الملزمون الأمة بالتحريرات ،لأن العلماء الذين تلقوه ما قالوا :"هذا خروج من حفص عن طريقه فلا تجوز القراءة به ،وهذا شيء من الاضطراب في منهجكم 0
وأما قولك "ولم أجد من رد هذا الوجه من القدامي " فلأنهم – والله أعلم – لم يكن عندهم هذا المنهج المستحدث بتجويز وجه على وجه ومنعه عنه ، بل الأمر ميسر كما قال تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر " ،وهذا قلته من عندي وأبرأ منه أمام الله تعالى إن ظهر لي بطلانه 0
6- قلت :" حتى وإن خالف حفص شيخه 000" جوابه" ادعاء يحتاج إلى دليل فمن أين عرفت أن (التواتر ) كان معروفاً في ذلك الوقت ؟ وإن كان معروفاً فهل يجوز متابعة شخص ما على مخالفته للتواتر ؟ أم أن القضية هي قضية رؤية السابقين واختلافهم في ما تجوز قراءته وما لا تجوز 7- وقلت :"إن جميع القراء الذين يتصل سندهم بابن الجزري يأخذون بالتحريرات 000في جميع الأقطار " ادعاء يحتاج إلى دليل ،إلا إذا كنت استقريت ذلك فالعهدة عليك "والعلماء مصدقون في أقوالهم "
7- وقلت:" ولا يقرأ اليوم بقصر البدل مع تقليل ذات الراء 00الخ " السؤال والبحث :لماذا لا يقرأ به ؟ ستقول إنه خروج عن طريقه ؟ وأقول : ما الفرق بينها وبين (ضعف) بالضم لحفص ؟
8- قلت :"ولا يعرف إنكار هذه التحريرات من أناس عرفوا قدر هذا العلم 000"جوابه :ولا يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أئمة القراءات السابقين المبالغة في التحريرات وادعاء أن من لم يأخذ بها يكون قارئاً لما لم ينزل ، ولا يعرف عن أحد أنه يجيز أخذ القراءة من الكتب وأن يتعدى ما قرأ به على شيوخه ،ولا يعرف 000الخ
9- أما قولك :" حتى نهدم ما سهر عليه المحققون ونجعله هباء منثوراً" جوابه : أما وسع هؤلاء المحققين ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسع أئمة القراءات من التيسير على الأمة وعدم القراءة والإقراء بما يقتضيه الضرب الحسابي حتى رأينا في كتب القراءات كأنك تقرأ كتاباً في الرياضيات ،ومن لم يصدق فلينظر أي كتاب من الكتب التي في (تحريرات الطيبة ) 0
10- يا أخي : والله الذي لا إله غيره إني لا أنكر ولا أطعن على من قرأ القراءات وتحريراتها بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكني أنكر هذا الموجود الآن وهو أن يأتي شخص ويأخذ سنداً على شيخه ثم يتولى الإقراء ويتعدى ما قرأ على شيخه ويأخذ بقرىء بما يجده في الكتب وهو لم يأخذه بالتلقي ،ويا ليته إذ فعل هذا التزم به لنفسه ولكنه أخذ يلزم به الناس ويدافع عنه ،وهنا أسأل سؤالاً لكل أحد ممن يهتم بالتحريرات :
هذه الأوجه التي أجازها الشيخ الأزميري والمتولي هل قرآ بها على شيوخهما ، أم أن اجتهادهما أداهما إليها ؟ فإن كان الأول – وليس هو كذلك – فلماذا يلزمان الأمة بأوجه ربما بعض الأمة لم يقرأ بها ؟ وإن كان الثاني فكيف يلزمان الأمة باجتهادهما ؟ مع علمي أن الشيخين رحمهما الله تعالى لم يلزما الأمة بشيء من ذلك 0
11-وقلت :" لو قمنا بجمع جمع الأمة 000الخ فالجواب :
اجمع جميع المشايخ واسألهم :
1- إذا رأينا من يجيز حكماً لعلة ما وفي موضع آخر يمنعه مع وجود نفس العلة ،ما ذا تسمون هذا ؟
2- كيف نجمع بين اختلافات المشايخ في المسألة الواحدة فما يجيزه فلان يمنعه فلان 0
12- وقلت :" قال المتولي أنا أزميريون 000الخ ،والجواب :
كلامنا ليس في فضل ومكانة هؤلاء العلماء كلامنا في عملهم هذا هل يناقض الأصول الأولية في هذا العلم أم لا ؟
وأيضاً : ما ذا نفعل بهذه الاستدراكات العلمية الوجيهة التي استدركها طالبان من كلية القرآن الكريم في تحقيقهما لكتاب الأزميري – والحق معهما لاشك في ذلك - ؟ أفكلما جاءنا من هو أنشط واستدرك نأخذ باستدراكاته وتصحيحاته ثم نقول إنه متواتر ونهاجم من يبين بطلانه ؟ مذهبكم يقول هذا ؟
13- أما قولك :" بخلاف من درسه دراسة سطحية000الخ فجوابه :
هذا كلام من لا يملك من الدليل على نقض هذا الآضطراب إلا بالتغني على الأطلال ، فالعلم يا أخي فتح من الله تعالى يعطيه لمن شاء من عباده ،وحاشا أن أكون أعني نفسي بهذا ،ولكن المسائل العلمية لا يجاوب عنها بمكانة الشيوخ ،ربما يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ، كان الأولى أن تنقض ما أثير بالدليل وتترك الشيخ المتولي والضباع رحمهما الله تعالى لما قدما ،فقد أديا ما عليهما وخدما كتاب الله تعالى بما قد لا يتوفر لغيرهما ، ولكن العلم لم يمت بموتهما ،نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنهما ويجمعنا معهما في بحبوحة جنته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من مات وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله 0
14- وأما قولك :" فإن اعتماد الشيخ على هؤلاء الأفذاذ في مسألة الضاد من جهة ويضرب أقوالهم عرض الحائط في منهجهم للتحريرات فهو عين الاضطراب " أقول :
وما ذا تسمي من يعرض عن أقوالهم في دفاعهم عن كتاب الله تعالى من أن يتطرق إليه التحريف بقراءة حرف مكان حرف ويقدم عليهم قولا 000ثم يتبعهم في مسألة مهما قيل فيها فهي أخف من ذلك بكثير وبينهما ما بين الأصول والفروع ؟
واعلم يا أخي أن نظرتي للشيوخ ليست نظرتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‘فهو وحده المعصوم عندي لا أحد غيره ،ويرحم الله الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الأزرق (ت 896) عندما قال :" ومخالفة التلميذ الشيخ في بعض المسائل إذا كان لها وجه وعليها دليل قائم يقبله غير الشيخ من العلماء ليس من سوء أدب التلميذ مع الشيخ ،ولكن مع ملازمة التوقير الدائم والإجلال الملائم ، فقد خالف ابن عباس عمر وعلياً وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم وكان قد أخذ عنهم ،وخالف كثير من التابعين بعض الصحابة ،وإنما أخذوا العلم عنهم ،وخالف مالك كثيرا ًمن أشياخه ،وخالف الشافعي وابن القاسم وأشهب مالكاً في كثير من المسائل ،وكان مالك أكبر أساتيذ الشافعي ،وقال : لا أحد أمنّ علي من مالك ،وكاد كل من أخذ العلم أن يخالفه بعض تلامذته في عدة مسائل ،ولم يزل ذلك دأب التلاميذ مع الأساتيذ إلى يومنا هذا ،وقال : وشاهدنا ذلك في أشياخنا مع أشياخهم رحمهم الله تعالى ،قال : ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه 0انتهى كلامه رحمه الله تعالى ونقلته مع طوله لنفاسته ولاحتياجي قبل غيرى لتعلمه وتعليمه 0
وإن عدتم عدنا ،والله من وراء القصد0
 
مسألة ثالثة : البدل مع ذات الياء

وهي من المسائل التي تبين أن المحررين ليس لهم ضابط يسيرون عليه ،فتارة يمنعون وجهاً لمجرد أنه من زيادات الشاطبي ، وتارة لا يبالون بذلك كما في مسألتنا هذه ،وإليكم التفصيل :

المراد بالبدل هو : أن تتقدم الهمزة على حرف المد نحو "ءامنوا " و "أوتوا " و"إيمانا"،فهذا فيه لورش ثلاثة أوجه : القصر والتوسط والإشباع ست حركات 0

والمراد بذات الياء هو الكلمة المنتهية بالياء ( الألف المقصورة ) نحو " الهدى " و " استوي " فهذا فيه لورش – ما لم يكن رأس آية ؛يعنى آخر كلمة في الآية – وجهان : الفتح والتقليل 0

لكن إذا اجتمعا نحو " فتلقى ءادم " و" ءاتى المال على حبه ذوى القربى" فما الحكم ؟

الذي يقتضيه الضرب الحسابي – وهذه عبارة بعضهم – أن فيها ستة أوجه حاصلة من ضرب ثلاثة البدل في وجهي ذات الياء كالتالى:

1- قصر البدل عليه الفتح والتقليل في ذات الياء

2-توسط البدل عليه نفس الوجهين 0

3- مد البدل عليه الوجهان كذلك 0

لكن قال المحررون : المقروء به من الشاطبية أربعة أوجه فقط وهي : قصر البدل وعليه فتح ذات الياء ،وتوسط البدل عليه تقليل ذات الياء ، ومد البدل عليه الوجهان في ذات الياء 0

وهنا قد يسأل سائل : وأين الاضطراب في المنهج الذي تدعيه ؟

فيقال : هؤلاء جعلوا هذه الأوجه الأربعة المذكور مقروءاً بها من الشاطبية ، وم يراعوا هنا " زيادات الشاطبي " على " التيسير " فلو استخرجنا المسألة من " التيسير " لوجدنا التالى :

"التوسط فقط في البدل ، والتقليل فقط في ذات الياء " هذا هو الذي في " التيسير " وما ذكره الشاطبي رحمه الله من قصر وإشباع في البدل ،وفتح في ذات الياء فهو كله خروج منه عنه 0 فما ذا نسمي هذا ؟؟ وللحديث بقية إن شاء الله 0
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

أخي فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قولكم : "أ- هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل ؟"

الجواب : هذا ليس على الإطلاق بل مرادهم قد يقرأ ما لم ينزل فمن قرأ مثلاً " فتلقى آدم من ربه كلمات " وخلط بين قراءة المكي وقراءة غيره بأن يرفع { آدم } و{ كلمات } أو ينصبهما فلا شكّ أنّ هذا لم ينزل على رسول الله تعلى.

قولكم "ب-هل التحريرات لها قواعد منضبطة سواء في منع وجه أو جوازه ؟"

الجواب : نعم للتحريرات قواعد منضبطة الأصول والمنهجية ومن أهمّها :
- المقارنة بين النشر وأصوله
- تقديم الأصول على ظاهر كلام النشر
- تخليص الطرق وعدم خلط بعضها ببعض : لأنّ القدامى كانوا لا يُقرؤون إلاّ بما تلقوه عن مشايخهم لأنّ القراءة سنة متبعة وهذا السبب الذي جعل المحررون لا يخلطون بين الطرق فكأنّما يقرءون لكل طريق على حدة اتباعاً لهذا الأصل وهو الإقراء بما أُخِذَ عن المشايخ. فإن قرأ صاحب المصباح وهو أبو الكرم الشهرزوري بقصر المنفصل مع توسط المتصل لحفص عن عاصم وهو قرأ بالإبدال في { آلذكرين } فلا بدّ من الالتزام بذلك لأنّه لو افترضنا أنّك قرأت على صاحب المصباح مثلاً فإنّك ستقرأ بقصر المنفصل مع توسط المتصل مع الإبدال في { آلذكرين } أخواتها والقراءة سنة متبعة ولا أقول أنّ ذلك واجبٌ يأثم تاركه وإنّها هو اتباع السند أي فمن قرأ أو أقرأ من طريق المصباح فلا بدّ أن تلتزم بما ورد في كتاب المصباح لأنّك ستعطي سنداً بمضمون ذلك الكتاب فإن خالفت الكتاب فقد خالفت السند ونسبت بعض الكلمات إلى صاحب الكتاب وهي غير واردة عنه فهذا مذموم ولا يحق أن تنسب إليه مالم يقرأ وما لم يُقرئ. فالمسألة متعلقة بالأمانة العلمية ونسبة كل وجه إلى صاحبه وعزو كلّ طريق إلى أصله كما كان يفعل سلف الأمّة عند إفراد القراءات.
- الاقتصار على أصول النشر وطرقه وتضعيف كلّ ما خرج عن مصادر النشر وطرقه.
وقد يقع الخلاف بين المحررين بأسباب ذكرناها لا حاجة لإعادتها.

قولكم "ج- هل التحريرات متصلة الإسناد قراءة إلى أصحاب الكتب ثم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟"
الجواب : هذا سؤال لا ينبغي أن يطرج لعدّة أسباب :

أوّلاً - لأنّ القدامى كانوا يفردون القراءات
ثانياً – هل تظنّ أنّ ورشاً قرأ الآية " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " أي بالقصر في { آمنوا } والتوسط أو الطول { أوتو} في آن واحد. أقول لا يمكن لقول ابن الجزري " واللفظ في نظيره كمثله " ولأنّ طرق القصر وطرق التوسط وطرق الطول في البدل منفصلة ولكلّ من هذه الطرق سند مستقل ولاشكّ أنّك لو أفردت كلّ وجه بسنده فإنّك لا تخلط ولا يحق لك أن تخلط بين الطرق ، وبعد ما استقرّ العمل بالجمع فصل العلماء هذه الطرق من بعضها ومنعوا الخلط اتباعاً للسند وموافقة للأسلاف في الالتزام بما أُخِذَ عن المشايخ من غير زيادة ولا نقصان.
ثالثاً : عمل المحررين يتمثّل في مقارنة النشر بأصوله. وفي عهد القدامى لم يكن كتاب النشر موجوداً. وقد ذكرت من قبل أنّ استقلال علم التحريرات كان نتيجة تصادم المحققين لمصدرين وهما النشر مع أصوله فكان لزاماً عليهم وضع منهجية لهذا التصادم. إذن فليس من المعقول أن يقال أن علم التحريرات لم يكن عند السلف فكذلك علم مصطلح الحديث وعلم أصول الفقه وغير ذلك من العلوم لم تكن في عهد الصحابة ولا التابعين ولا أتباع التابعين.

قولكم : " د- هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد ؟ "
الجواب : لا يجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد لأنّه لم يتوفر فيه شروط قبول القراءة الصحيحة. أمّا كلمة "ضعف" فلا دخل لها في الموضوع لأنّ ضمّها عند حفص متلقى بالقبول من القدامى وليس من المحررين فقط فإن ثبت ذلك الوجه في المصادر التي نقلت لنا القراءات وتلقى ذلك الوجه قبولاً من الفطاحل من غير نكير منهم وهو ثابت في الشاطبية والنشر فما ذنب المحررين وما دخلهم في هذه الكلمة والأمّة لا تجتمع على خطأ وإن أردت تخطئة القدامى في كلمة ضم {ضعف} لحفص فهذا شأنك مع العلم أنّ الوجه المقدّم هو { الفتح }.

قولكم "ه- هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره ممن يؤخذ عنه القرآن أن بين كذا وكذا (80) و(4000) ألف وجه أو ينقصون قليلاً أو يزيدون ؟
إلى غير ذلك من الأسئلة التي تحتاج منا إلى إعادة النظر في كثير من المسائل التي أخذناها أو قل لقِّنّاها وقيل لنا :إياكم والطعن فيها و00000الخ "

الجواب : لم يثبت ذلك عن النبيّ ولكن السلف ومن بينهم القراء العشرة كانوا يقرءون كلّ واحدٍ بقراءة مميزة عن غيره فنافع أقرأ قالون بالهمز وعدم الإفراط في المدّ وأقرأ ورش بغير الهمز مع الإفراط في المدّ ، وحمزة أقرأ خلف بالسكت المفصول نحو { خلو إلى } ولم يُقرئ خلادا بذلك وهكذا وهذا ما فعل اللزيدي مع السوسي والدوري. لو تساءلنا لماذا فعلوا ذلك أقول اتباعاً لمشايخهم وحتّى لا يخلطوا بين ما تلقوه عن مشايخهم حيث لو تلقوا القرءان بخلط الأوجه لأقرءوا بذلك.

قولكم "3- مناقشة الشيخ شريف :
قلت :"فكل ما خرج عن طرق النشر لا يقرأ به لانقطاع سنده ولو صح من قبل " هل هذا الضابط صحيح ؟
4- قلت :" الضم في (ضعف ) منصوص عليه في النشر وفي أصوله 000الخ

الجواب : يا شيخ أنت تناقض نفسك من حيث لاتدري ؛ قبل قليل قلت "ما خرج عن طرق النشر لا يقرأ به لأنه منقطع الإسناد " ولا شك أن وجه الضم عن حفص من طريق الشاطبية منقطع الإسناد ليس عند ابن الجزري فقط وإنما عند كل كتب القراءات السبعة التي اعتمدت طريق عبيد بن الصباح عنه ،فليس قولك " وفي أصوله " بمغن عنك شيئاً ،فإذا كان حفص نفسه نص على أنه خالف شيخه فيها فمن أين ستأتي بما يصل هذه الطريق ؟؟؟ "

الجواب : أخذ العلماء بهذا الوجه لحفص وتلقوه بالقبول وهو ثابت في النشر وطرقهولم ينكره أحد وهم لا يجتمعون على ضلالة ولا دخل للمحررين فإنّهم يعتمدون على النصوص ومن ضمن تلك النصوص ضم "ضعف" لحفص عن عاصم. فكان الأولى لك أن تردّ على ابن الجزري والشاطبي وغيره من الفطاحل بدل أن تتعرض للمحررين الذين ما خرجوا عن المنصوص وما خرجوا عن ما تلقوه عن مشايخهم.

قولكم "5- قلت :" تلقى العلماء هذا الوجه بالقبول 000" هذا دليل عليكم أيها الملزمون الأمة بالتحريرات ،لأن العلماء الذين تلقوه ما قالوا :"هذا خروج من حفص عن طريقه فلا تجوز القراءة به ،وهذا شيء من الاضطراب في منهجكم 0"
الجواب :
أوّلاً : هل هناك من قال واحد من العلماء ؟
ثانياً : لم يُلزم أحداً بالضم في { ضعف } بل للقارئ التخيير مع تقديم الفتح الذي هو الأصل،
ثالثاً : فقد تلقى العلماء ضمّ "ضعف" لحفص بالقبول وهو منصوص في كتبهم وهم لا يجتمعون على خطأ. وتواترها عن حفص يكفي في قبولها.
رابعاً : لم ينكر ذلك واحدٌ من القدامى


قولكم " وأما قولك "ولم أجد من رد هذا الوجه من القدامي " فلأنهم – والله أعلم – لم يكن عندهم هذا المنهج المستحدث بتجويز وجه على وجه ومنعه عنه ، بل الأمر ميسر كما قال تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر " ،وهذا قلته من عندي وأبرأ منه أمام الله تعالى إن ظهر لي بطلانه 0"

الجواب : لا علاقة الضمّ في "ضعف" مع التحريرات لأنّ القدامى تلقوا الضمّ في {ضعف} لحفص بالقبول مع عدم وجود علم التحريرات في ذلك الوقت. زيادة على ذلك أنّ جمع القراءات لا سيما القراءات الكبرى ليس في متداول الجميع بل هو خاصّ بفئة قليلة للحفاظ على السند. وأمّا العوام الذين يكتفون برواية واحدة أو قراءة فإنّه يسير وليس بعسير وهم ليسوا مطالبين بالأخذ بجميع الأوجه. إذن فالأخذ بالتحريرات لا يعني التعسير على الناس وحتى الخواص فليسوا مطالبين بالأخذ بجميع الأوجه وإنّما حصر تلك الأوجه من باب إتمام الفائدة والتدقيق في العلم وليس على سبيل الإجبار والتعسير على الناس.



قولكم " قلت :" حتى وإن خالف حفص شيخه 000" جوابه" ادعاء يحتاج إلى دليل فمن أين عرفت أن (التواتر ) كان معروفاً في ذلك الوقت ؟ وإن كان معروفاً فهل يجوز متابعة شخص ما على مخالفته للتواتر ؟ أم أن القضية هي قضية رؤية السابقين واختلافهم في ما تجوز قراءته وما لا تجوز"

الجواب : التواتر في حدّ ذاته حجّة لا يحتاج إلى من يقويه لا سيما فيما وردّ فيه النصّ ووافق أحد المصاحف العثمانية ووافق وجهاً من أوجه اللغة العربية و تلقاه أهل الأداء جيلاً بعد جيلاً من غير نكير منهم مع علمهم أنّ حفصاً خالف شيخه في هذه المسألة. ويمكن أن ترجع إلى كتاب النشر وإلى كتاب صريح النصّ سترى المصادر التي نقلت الضمّ في كلمة "ضعف" لحفص ،زيادة على ذلك أنّ ابن الجزري رحمه الله تعالى الذي لا تعترف إلاّ به عمِلَ بهذا الوجه ورواه في كتابه ولم ينكره وقرأ وأقرأ به. فلا تتجرّا يا شيخنا على ما لم يتجرّأ به ممن هو أعلم وأدرى فضلاً عن ما تلقاه أهل الإقراء بالقبول جيلاً بعد جيل ، فهيهات ثمّ هيهات.

قولكم : " 7- وقلت :"إن جميع القراء الذين يتصل سندهم بابن الجزري يأخذون بالتحريرات 000في جميع الأقطار " ادعاء يحتاج إلى دليل ،إلا إذا كنت استقريت ذلك فالعهدة عليك "والعلماء مصدقون في أقوالهم "

الجواب : أتحدّاك أن تجد واحداً من المشايخ المعتبرين الذين اتصل سندهم في القراءات لا يأخذ بهذه التحريرات. وقد تلقيت على جميع مشايخي بالتحريرات فبعضهم من مصر وبعضهم من دمشق وبعضهم من باكستان وبعضهم من الأفغان وحتّى في المغرب العربي كجامعة الزيتونة ومعاهد المغرب الأقصى يقرءون ويُقرءون بالتحريرات. أتريد أن تخالف جميع هذه المدارس ؟ أتريد أن أترك ما عليه جميع المشايخ وما ذهب إليه الأزميري والمتولي والضباع وأتّبعك أنت ؟ إلاّ إذا أصابني جنون فحينئذ ......


قولكم "7- وقلت:" ولا يقرأ اليوم بقصر البدل مع تقليل ذات الراء 00الخ " السؤال والبحث :لماذا لا يقرأ به ؟ ستقول إنه خروج عن طريقه ؟ وأقول : ما الفرق بينها وبين (ضعف) بالضم لحفص ؟"

الجواب : قصر البدل مع التقليل لورش لا يقرأ به من الشاطبية لعدم وروده في مصادر الشاطبية بخلاف الضمّ في الضعف فهو وارد في المصادر وتلقت الأمّة ذلك بالقبول أفهمت الفرق ؟

8- قولكم " قلت :"ولا يعرف إنكار هذه التحريرات من أناس عرفوا قدر هذا العلم 000"جوابه :ولا يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أئمة القراءات السابقين المبالغة في التحريرات وادعاء أن من لم يأخذ بها يكون قارئاً لما لم ينزل ، ولا يعرف عن أحد أنه يجيز أخذ القراءة من الكتب وأن يتعدى ما قرأ به على شيوخه ،ولا يعرف 000الخ

الجواب : هذه حيدة عن الجواب : كفى أنّ تخالف جميع من نقل القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحصر جميع الأوجه ليس من المبالغة بل هو من باب إتمام الفائدة ولا موجب للأخذ بجميع الأوجه كأوجه العارض والروم والإشمام والوقف لهشام وحمزة وغيرها إذ الأخذ بجميع الأوجه المحصورة في القراءة والإقراء لاشكّ أنّه من التنطّع وقد نصّ على ذلك الكثير من أهل العلم وإنّما يكفى أي يأتي بها طالب العلم الذي مرّة أو مرّتين من باب التعلّم والتدقق في العلم ققط.
وإن كنت مثلاً ترى جواز أوجه البدل مع وجهي الذات من غير تقييد فقد خالفت جميع القراء قاطبة سلفاً وخلفاً وهذا ما يزيد حريتي أنّك تخالف جميع القراء وتخالف المنصوص والمتلقى بالسند ولا تبالي وفي مسألة الضاد تأخذ بما عليه القراء اليوم ولا نصّ يؤيّد ذلك. أقول هذا هو عين الاضطراب وهناك مشكل في منهجك العلميّ. زيادة على ذلك أنّ أوجه البدل مع الذات أخذت بالمشافهة ولم تؤخذ من الكتب.




9- أما قولك :" أما وسع هؤلاء المحققين ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسع أئمة القراءات من التيسير على الأمة وعدم القراءة والإقراء بما يقتضيه الضرب الحسابي حتى رأينا في كتب القراءات كأنك تقرأ كتاباً في الرياضيات ،ومن لم يصدق فلينظر أي كتاب من الكتب التي في (تحريرات الطيبة ) 0

الجواب : يا شيخ هناك أوجه ذُكرت إتماماً للفائدة وهي أوجه العارض للسكون والروم والإشمام والقارئ لا يلزم بجميع الأوجه وإنّما ذكرت للحصر والدراية فقط.
قولكم : "10- يا أخي : والله الذي لا إله غيره إني لا أنكر ولا أطعن على من قرأ القراءات وتحريراتها بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكني أنكر هذا الموجود الآن وهو أن يأتي شخص ويأخذ سنداً على شيخه ثم يتولى الإقراء ويتعدى ما قرأ على شيخه ويأخذ بقرىء بما يجده في الكتب وهو لم يأخذه بالتلقي ،ويا ليته إذ فعل هذا التزم به لنفسه ولكنه أخذ يلزم به الناس ويدافع عنه ،وهنا أسأل سؤالاً لكل أحد ممن يهتم بالتحريرات :

هذه الأوجه التي أجازها الشيخ الأزميري والمتولي هل قرآ بها على شيوخهما ، أم أن اجتهادهما أداهما إليها ؟ فإن كان الأول – وليس هو كذلك – فلماذا يلزمان الأمة بأوجه ربما بعض الأمة لم يقرأ بها ؟ وإن كان الثاني فكيف يلزمان الأمة باجتهادهما ؟ مع علمي أن الشيخين رحمهما الله تعالى لم يلزما الأمة بشيء من ذلك 0

الجواب : أسألك سؤالاً واحداً أرجوا أن تجيب عنه من غير حيدة. لو قرأت على شيخك بوجه وهذا الوجه موافق لظاهر كلام النشر ، وصاحب النشر قد نسب هذا الوجه إلى كتابٍ من الكتب. وبعد سنوات تتمكن من الحصول على نُسخ مخطوطة لهذا الكتاب وفي جميع تلك النسخ يتبيّن أنّ مضمون تلك النسخ يخالف ما نصّه ابن الجزري مع العلم أنّه بشر يُخطئ ويصيب وكلامه ليس قرءاناً. فماذا تفعل كصفتك عالم محقق ؟
- إمّا أن تأخذ بظاهر النشر وقد تبيّن خطؤه.
- إمّا أن تأخذ بالأصل والصحيح. وهل يجوز أن تقرئ بوجه قد تبيّن ضعفه من ذلك الطريق حتّى وإن صحّ من طرق أخرى.
وسأضرب لك مثالاً لأنّي أدركت أنّك ما فهمت حقيقة التحريرات. فأقول : قصر المنفصل لحفص من الطيّبة متواترٌ وكذلك السكت على الهمز. فكلاهما متواتر ولا يجوز أن نقطع على تحريم من جمع بينهما في القراءة لتواترهما جملة. فطرق السكت لحفص هي كتاب التجريد لابن الفحام وكتاب الروضة للمالكي وكتاب التذكار لابن شيطا وهذه الطرق لم يرد فيها القصر في المنفصل. لو افترضنا أنّك قرأت برواية حفص عن عاصم على ابن الفحام صاحب التجريد أو قرأت على المالكي صاحب الروضة أو قرأت على ابن شيطا صاحب التذكار ، فهل تقرأ عليهم بقصر المنفصل أمّ بالمدّ ؟ الجواب بالمدّ لأنّهم ما قرءوا بالقصر وما تلقوا ذلك عن مشايخهم ، لذا فستقرأ عليهم بالمدّ لا غير لأنّه هو المنصوص عنهم.
واتباعاً لسند هؤلاء الذين قرءوا بالسكت مع المدّ ، ألزم المحققون المدّ على السكت اتباعاً للإسناد والنصّ لأنّ هؤلاء الثلاثة ما قرءوا بالقصر إطلاقاً بل قرءوا وأقرءوا بالمدّ ومذهبهم السكت على الهمز. إذاً في الجملة ندرك أنّ السكت والقصر لحفص متواتران في الجملة إلاّ أنّ خلطهما في قراءة واحدة لم ترد بالسند إلى حفص وهذا من التحقيق والدقة. إذن فالسكت والقصر لحفص لا شكّ في تواترهما ولا استدراك فيما تواتر جملة إلاّ أنّ التدقيق وهومنع السكت مع القصر هو الموافق للسند والطريق والنصّ وهو الأصحّ.
وهناك مثال بسيط وهو الغنّة في النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء حيث لم ترد من طرق الأزرق عن ورش مع أنّ ظاهر كلام النشر لا يمنع ذلك ولكن بالتحقيق والرجوع إلى مصادر طرق الأزرق وجد المحققون أنّه لا غنّة من تلك المصادر أي أنّه لم تتواتر الغنّة للأزرق عن ورش وإن تواترت الغنّة في حدّ ذاتها عن غير الأزرق. ومن جهة أخرى فهو تيسير وتخفيف على الناس فلو قرأت بجميع أوجه المدّ مع السكت وعدمه والغنة وعدمها ومدّ التعظيم وعدمه لحفص من طريق الطيّبة لكانت الأوجه كثيرة بالمقارنة مع ما حققه العلماء من منع الغنة مع السكت ومنع قصر المنفصل مع السكت وتعّين مدّ التعظيم على طول المتصل من الكامل وهكذا فهو تيسير لسقوط الكثير من الأوجه.


قولكم :"11-وقلت :" لو قمنا بجمع جمع الأمة 000الخ فالجواب :
اجمع جميع المشايخ واسألهم :
1- إذا رأينا من يجيز حكماً لعلة ما وفي موضع آخر يمنعه مع وجود نفس العلة ،ما ذا تسمون هذا ؟

الجواب : هات دليل ملموس على الجواز والمنع مع وجود نفس العلّة كما تدّعي

قولكم :"2- كيف نجمع بين اختلافات المشايخ في المسألة الواحدة فما يجيزه فلان يمنعه فلان 0"

الجواب : قد ذكرنا أسباب اختلاف المحررين فلا داعي للإجابة وكلام الشيخ عبد الرازق يشفى العليل ويروي الغليل.
12- وقلت :" قال المتولي أنا أزميريون 000الخ ،والجواب :
كلامنا ليس في فضل ومكانة هؤلاء العلماء كلامنا في عملهم هذا هل يناقض الأصول الأولية في هذا العلم أم لا ؟"

الجواب : ليس هناك أيّ تناقض لا من قريب ولا من بعيد فالعلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية والعلماء مهما بلغوا من العلم فإنّهم قد يخطئون لذا كان لزاماً على المحققين الرجوع إلى النصوص والمصادر لأنّها لا تتغيّر من جهة ومن جهة أخرى هي مضمون المشافهة التي تلقاها مؤلّفوا هذه النصوص بأسانيدهم إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام والتي اعتمد عليها ابن الجزري نفسه في كتابه النشر فماذا ينقصك من البيان بعد كلّ هذا.

قولكم :"وأيضاً : ما ذا نفعل بهذه الاستدراكات العلمية الوجيهة التي استدركها طالبان من كلية القرآن الكريم في تحقيقهما لكتاب الأزميري – والحق معهما لاشك في ذلك - ؟ أفكلما جاءنا من هو أنشط واستدرك نأخذ باستدراكاته وتصحيحاته ثم نقول إنه متواتر ونهاجم من يبين بطلانه ؟ مذهبكم يقول هذا ؟ "

الجواب : نعم فإنّ التحقيق لا يزال قائماً إلى قيام الساعة فمن كانت له البيّنة والدليل القطعيّ الذي لاا رآدّ له ، فما يسعنا إلاّ اتباعه وهذا في شتّى العلوم الشرعية وكما هو الحال في تصحيح الأحاديث وتضعيفها فقد استدرك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى على الكثير ممن سبقوه في الفنّ وهناك من يستدرك عليه الآن في التصحيح والتضعيف وهذا أشدّ لأنّ تضعيف الحديث وتصحيحه له عواقب على الأحكام الشرعية بخلاف التحريرات فإننا نعلم أنّ جميع ما في النشر مقطوع بصحته وأن لم نقطع بتواتر جميع ما ورد فيه جزئية جزئية إذ هو إمّا متواتر وإمّا صحيح متلقّى بالقبول والقطع حاصل بهما كما صرّح ابن الجزري في منجد المقرئين وإنّما الخلاف في التحريرات من حيث منع التركيب والخلط بين الطرق وفق ما ما ثبت بالنصّ والسند في المصادر.

13- قولكم : "أما قولك :" بخلاف من درسه دراسة سطحية000الخ فجوابه :
هذا كلام من لا يملك من الدليل على نقض هذا الآضطراب إلا بالتغني على الأطلال ، فالعلم يا أخي فتح من الله تعالى يعطيه لمن شاء من عباده ،وحاشا أن أكون أعني نفسي بهذا ،ولكن المسائل العلمية لا يجاوب عنها بمكانة الشيوخ ،ربما يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ، كان الأولى أن تنقض ما أثير بالدليل وتترك الشيخ المتولي والضباع رحمهما الله تعالى لما قدما ،فقد أديا ما عليهما وخدما كتاب الله تعالى بما قد لا يتوفر لغيرهما ، ولكن العلم لم يمت بموتهما ،نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنهما ويجمعنا معهما في بحبوحة جنته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من مات وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله 0"

الجواب : هل يعني الله فتح عليك ما لم يفتح على الشيخ الضباع والمتولي ؟ أتقارن نفسك بهما ؟ أتعي ما تقول ؟ أنك خالفت جميع القراء قاطبة ممن لهم سند في القراءات. أهناك سند في القراءات بغير التحريرات ؟ أم تريد أن تخترع لنا طريقة في جمع القراءات ؟ ما هي هذه الطريقة ؟ نريد أن نتعلّمها منك ؟ حتّى الآخذين بظاهر كلام النشر يقرءون بالتحريرات فقد منع المنصوري الذي يأخذ بظاهر كلام النشر وجه ترقيق لام {فصالا} على قصر البدل لورش وهو المذهب الذي كان عليه المتوليّ أوّلاً. فكلا المذهبين أمّا مذهب المنصوري وأتباعه وإمّا مذهب الأزميري وأتباعه يأخذون بالتحريرات ولهم مؤلّفات في ذلك. والأدهى من ذلك أنّك تنكر التحريرات جميعها وخالفت سائر المحررين والعلماء. لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.


قولكم : "14- وأما قولك :" فإن اعتماد الشيخ على هؤلاء الأفذاذ في مسألة الضاد من جهة ويضرب أقوالهم عرض الحائط في منهجهم للتحريرات فهو عين الاضطراب " أقول :
وما ذا تسمي من يعرض عن أقوالهم في دفاعهم عن كتاب الله تعالى من أن يتطرق إليه التحريف بقراءة حرف مكان حرف ويقدم عليهم قولا 000ثم يتبعهم في مسألة مهما قيل فيها فهي أخف من ذلك بكثير وبينهما ما بين الأصول والفروع ؟
واعلم يا أخي أن نظرتي للشيوخ ليست نظرتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‘فهو وحده المعصوم عندي لا أحد غيره ،ويرحم الله الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الأزرق (ت 896) عندما قال :" ومخالفة التلميذ الشيخ في بعض المسائل إذا كان لها وجه وعليها دليل قائم يقبله غير الشيخ من العلماء ليس من سوء أدب التلميذ مع الشيخ ،ولكن مع ملازمة التوقير الدائم والإجلال الملائم ، فقد خالف ابن عباس عمر وعلياً وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم وكان قد أخذ عنهم ،وخالف كثير من التابعين بعض الصحابة ،وإنما أخذوا العلم عنهم ،وخالف مالك كثيرا ًمن أشياخه ،وخالف الشافعي وابن القاسم وأشهب مالكاً في كثير من المسائل ،وكان مالك أكبر أساتيذ الشافعي ،وقال : لا أحد أمنّ علي من مالك ،وكاد كل من أخذ العلم أن يخالفه بعض تلامذته في عدة مسائل ،ولم يزل ذلك دأب التلاميذ مع الأساتيذ إلى يومنا هذا ،وقال : وشاهدنا ذلك في أشياخنا مع أشياخهم رحمهم الله تعالى ،قال : ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه 0انتهى كلامه رحمه الله تعالى ونقلته مع طوله لنفاسته ولاحتياجي قبل غيرى لتعلمه وتعليمه 0
وإن عدتم عدنا ،والله من وراء القصد0"
الجواب : مخالفة التلميذ لشيخه لا شكّ أنّه غير معيب ولكن مخالفة جميع المشايخ المتصل سندهم بالنبيّ عليه الصلاة والسلام لاشكّ أنّه مذموم فالقرءان وصل إلينا بالعلماء الذين أخذوا بالتحريرات من جميع الأقطار وفي جميع القرون ما بعد عصر جمع وتدوين القراءات ومن وقف على كتب القدامى وقفة فحص وتمعّن يدرك ذلك إدراكاً. ومن استصعب علماً أنقص من قدره.


أمّا مسألة اجتماع البدل والذات فقلت :لكن قال المحررون : المقروء به من الشاطبية أربعة أوجه فقط وهي : قصر البدل وعليه فتح ذات الياء ،وتوسط البدل عليه تقليل ذات الياء ، ومد البدل عليه الوجهان في ذات الياء 0

وهنا قد يسأل سائل : وأين الاضطراب في المنهج الذي تدعيه ؟

فيقال : هؤلاء جعلوا هذه الأوجه الأربعة المذكور مقروءاً بها من الشاطبية ، وم يراعوا هنا " زيادات الشاطبي " على " التيسير " فلو استخرجنا المسألة من " التيسير " لوجدنا التالى :

"التوسط فقط في البدل ، والتقليل فقط في ذات الياء " هذا هو الذي في " التيسير " وما ذكره الشاطبي رحمه الله من قصر وإشباع في البدل ،وفتح في ذات الياء فهو كله خروج منه عنه 0 فما ذا نسمي هذا ؟؟ وللحديث بقية إن شاء الله 0"

الجواب : كلامك يدلّ دلالة قطعية أنكم لم تمارسوا هذا العلم أدنى ممارسة. أجهل العلماء أنّ هناك زيادات زادها الإمام الشاطبيّ على كتاب التيسير للداني ؟ الجواب : إنّ العلماء لم يجهلوا وجود هذه الزيادات وتلقّوها بالقبول ومن بينهم ابن الجزري رحمه الله تعالى.
السؤال : لماذا تلقوها بالقبول ؟ لو كان يعلم فضيلة الشيخ الجواب لما استشكل الأمر ولكن عدم الممارسة لهذا العلم وعدم سؤال أهل العلم المتخصصين هو التي يترتّب عنه الشذوذ والخروج عن المقبول.
اعلم فضيلة الشيخ أنّ طرق الشاطبية تنحصر في:
- جميع ما ورد في كتب الداني من كتاب التيسير وجامع البيان والمفردات وغيرها.
- جميع المصادر التي ألّفها مشايخ الداني : ككتاب التذكرة لابن غلبون لأنّ ابن غلبون من شيوخ الداني وكتاب عبد المنعم شيخ ابن غلبون وهكذا.
فقصر البدل مع الفتح من التذكرة فقد قرأ الداني على ابن غلبون بذلك. وأمّا توسّط البدل والتقليل فمن التيسير وهو قراءة الداني على ابن خاقان. وأمّا طول البدل بوجهيه فهو من جامع البيان والمفردات وغير ذلك. إذاً فزيادات القصيد في البدل قرأ بها الداني على مشايخه وسند الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله يصل إلى الداني وهو تلقّى هذه الزيادات عن مشايخه إلى الداني ولأجل ذلك نظم كتاب التيسير وجعله الأصل وزاد زيادات على ما ورد في التيسير ولكنّها ثابته عن الداني في غير التيسير. لذلك جعل ابن الجزري الشاطبية كتاباً مستقلاً على كتاب التيسير حيث كثير ما يقول وهذا الوجه وارد في الشاطبية والتيسير أو التيسير فقط أو الشاطبية دون التيسير فكانت الشاطبية مصدراً مستقلاً عن التيسير وقد تلقّت الأمّة هذه القصيدة بالقبول ولا يُعلم كتاباً اشتُهِر في القراءات مثل الشاطبية. والآن قد يريد فضيلة الشيخ ردّ زيادات الشاطبية على التيسير؟ أقول إن كنت يا فضيلة الشيخ تجهل هذه الأشياء فمالك والمتوليّ والضباع عليهما رحمة الله تعالى.

أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ محمد يحي شريف
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
1- سألتك :هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل
فأجبتني :" هذا ليس على الإطلاق بل مرادهم قد يقرأ ما لم ينزل " ثم ضربت مثالاً بقراءة ابن كثير وخلطها مع قراءة غيره 0
وهذا إما تدليس منك – ولا أنزهك عنه – وإما استغفال لي ولغيري ممن يقرأ ما كتبنا ، :
أولاً : قولك " قد " هذا من كيسك للدفاع عن هذا الخطأ الذي لم تجرؤ أنت ولا غيرك ممن اتبع التقليد الأعمى أن يقف عنده ويبينه ،أفلا يمكن للإمام القسطلاني رحمه الله تعالى أن يقول "قد " لو كان يعنيها ، أولا يمكن للشيخ الصفاقسي رحمه الله أن يقولها لو كانت هي المراد ، أولا يمكن لشيخنا عبد الرازق حفظه الله تعالى أن يقولها لو كانت هي المراد ؟ أم أنك فقط تفسر كلام العلماء حسب ما تفهمه أنت وتلزمهم به وتدعي أنه هو مرادهم
ثانياً: سلمت لك جدلاً أن ذلك مرادهم ، ولكن لا لاأسلم لك أبداً بصحة المثال الذي ضربته ، فهو ليس مما نحن فيه ،وذكره هنا تدليس أو جهل بالمسألة وبيان ذلك للقراء :إن هذا المثال لا يدخل في مجال التحريرات ،لأن التحريرات هي في "الأوجه " والطرق " وليست في القراءات ، فالمثال المضروب هنا – عمداً أو استهبالاً – يعلم كل مبتدئ في القراءات أنه ليس مما يخوض فيه أهل التحريرات ، فنحن نتكلم في منع وجه أو تجويزه لراو واحد ،ولا نتكلم في من أدخل قراءة في قراءة وإن كان بعض العلماء أجاز ذلك ما لم يتغير المعنى كما هنا في المثال المضروب 0
فظهر من هذا أنك لم تجب على السؤال 0
2- وسألتك : هل التحريرات لها قواعد منضبطة في منع وجه أو تجويزه ؟
وأجبتني :"نعم لها قواعد " وذكرت أربعة قلت إنها من أهمها 0
ومع أنك لم تذكر مسائل أخرى أكثر أهمية مما ذكرت وهي التي فيها الاضطراب مثل الالتزام بالطرق وعدم القراءة بما خرج عنها ، فالذي يهمني مما ذكرت هو الرابع وهو قولك :" الاقتصار على أصول النشر وطرقه وتضعيف كل ما خرج عن مصادر النشر وطرقه 0
فأقول : أفهم من كلامك أن كل ما خرج عن النشر وطرقه فهو ضعيف ، فإن سلمت لي هذا الفهم فما قولك في من ضعف بعض الأوجه التي في النشر ؟
وأيضاً فما قولك في من قال بأن النشر لم يعتمد فيه صاحبه على كل الصحيح ؟
3- وأما قولك :" لأن القدامي كانوا لا يقرؤن إلا بما تلقوه عن مشايخهم لأن القراءة سنة متبعة 000الخ فأقول لك : وما ذا فعلتم أنتم أيها المحررون ؟ ولا أقصدك أنت شخصياً أو من هو في هذا العصر،لأني أعرف أنك – كما ذكرت قرأت على شيوخ في مختلف الأقطار – فإن كان سندك ينتهي إلى الشيخ المتولى رحمه الله تعالى ،فهل تجزم أن كل مروياته كانت بالسند المتصل منه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؟ أم أنه بعد أن أخذ الأسانيد من شيوخه وتولى الإقراء والتدريس وتأثر بالأزميري رحمه الله تعالى أخذ يعرض ما أجيز فيه من مشايخه على الكتب وبدأ يحرر ويصحح ويخطيء ويضعف ، حتى أصبح له مذهب أول ومذهب ثان ، وهكذا الإزميري رحمه الله تعالى ،والذي أريد قوله : هذه الأوجه التي اجتهد فيها الشيخ رحمه الله تعالى ما حكمها ؟ وهو نفسه قد صرح بأنه لم يقرأ بها وإنما أخذها من الكتب ؟
4- واسمع يا أخي : والله العظيم أحدثك قصة حدثت أمامي وهي أن أحد المشايخ المعروفين في المدينة المنورة وفي بيته فتح كتاب النشر المطبوع على مسألة ،فقلت له : يا شيخ إن في هذا الموضع سقطت كلمة ( غير ) من المطبوع وهي موجودة في ثماني نسخ خطية من النشر ،فأحضر نسخة خطية كانت عنده فرأى الكلمة ، فقال : كل الأوجه التي كنت أقرئ بها اعتماداً على النشر هنا خطأ فقلت له : وما ذا ستفعل ؟ وهل ستقرئ بالموجود في المخطوط أم المطبوع ؟ فقال بالذي في المخطوط ،قلت : ولكنك يا شيخ لم تقرأ به على شيوخك ؟ فسكت 0
والله هذا الذي حدث ولولا أشياء كثيرة لصرحت باسم هذا الشيخ ، ولكن ذلك لا يعنيني ، الذي يعنيني هو أن القراءة لا تؤخذ من الكتب أبدا ًوأن بعض من يتولى الإقراء يتعدى ما روى عن شيوخه ويأخذ من الكتب0
5- وما ذكرته عن المصباح وما فيه حفص فهذا لا أختلف فيه معك ، بل هذا يقال للمبالغين في التحريرات
6- وقلت :" هل تظن أن ورشاً قرأ 000الخ لا والله لا أظن ذلك لأني أعرف كيف كان القدامي يتلقون عن مشايخهم ،فلم يأخذوا القراءة من الكتب ولم يجتهدوا فيها ، ولم يمنعوا وجها ً على وجه ، ولم يقرؤوا تلاميذهم بما يجدونه في الكتب حتى وإن كان صحيحاً عند غيرهم ،ولم يكونوا 000الخ
7- قلت :" فكان عليهم وضع منهجية لهذا التصادم 00الخ"
والجواب : هذا هو مربط الفرس وهو محل النزاع الذي نتكلم فيه ، ما مدى الانضباط في هذا المنهج ، هل سار على وتيرة واحدة ؟ أم أنه طبق في بعض المسائل وتعارض في بعضها الآخر ؟
أنت تقول – حسب ما فهمت منك – أن المنهج منضبط ، ومحدثك يقول إنه مضطرب في بعض المسائل ،وذكرت لك بعضها وفي الجعبة كثير ،شارفت على الانتهاء منه وتسجيله في كتاب لعل الله ييسر إخراجه 0
8- وأما قولك :" فكذلك علم المصطلح وعلم أصول الفقه " فأقول : لا قياس مع وجود الفارق فالقرآن ليس كالحديث ، وهذا قد سبقك إليه شيخنا عبد الرازق حفظه الله ، ولكنك تنسى أو تتناسى أن ضعف السند في القراءات لا يؤثر في قبول القراءة إذا تواترت ولا يجوز ردها ،عكس الحديث الذي قد يلغى نهائياً لوجود علة ولو في فرد من أفراد سنده 0
9- وسألتك :" هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد ؟ فأجبتني بقولك:" لا يجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد " وعللت ذلك ثم قلت :" أما كلمة "ضعف" فلا دخل لها في الموضوع لأن ضمها عند حفص متلقي بالقبول من القدامى وليس من المحررين 0الخ
وأقول : عجيب قولك " لا دخل لها في الموضوع " وإذن على أهل التحريرات إضافة هذا الشرط والقيد وهو " إن انقطاع سند القراءة يجوز القراءة به إذا تلقاها القدامى بالقبول " حتى يسلموا من الاعتراض والوصف بعدم المنهجية في قبول القراءة 0
10-وأعجب منه قولك :" وهو ثابت في الشاطبية والنشر " أما الشاطبية فلا كلام فيها ، وأما في النشر فآمل منك بيان كيفية ثبوتها فيه : هل رواية أم حكاية ؟
وحتى تتضح لك المسألة فإني أنقل لك كلام النشر وهذا نصه :" وقد صح عنه الفتح والضم جميعاً فروى عنه عبيد وأبو الربيع الزهراني والفيل عن عمرو عنه الفتح رواية ، وروى عنه (ابن) هبيرة والقواس وزرعان عن عمرو الضم اختياراً " ثم قال : " وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ "انتهى كلامه رحمه الله :1/345
11- فانظر أيها المحرر : هل في المذكورين أحد من طرق التيسير ؟والذي من طرق التيسير هو عبيد وقد نص ابن الجزري نفسه على أنه روى عنه الفتح وذلك قوله "الفتح رواية"، وأما أبو الربيع الزهراني فهو أصلاً ليس من طرق النشر ألبتة ، وأما عمرو فليس من طرق التيسير البتة0
فكيف تأتي وتقول "إن الضم في النشر " وحتى لا (أدلس )على القراء فأقول :إن بحثنا إنما هو على التيسير والشاطبية، ولا علاقة لي بالطيبة ، ولنفرض أن كلامك صحيح : فما ذا نقول عن حفص نفسه الذي صرح بأنه لم يقرأ بالضم على عاصم ؟ وهذا نقله جل العلماء السابقين ؟ أم هو التقليد الأعمى حتى فيما هو ظاهر كاد الأعمى أن يراه ؟ عجبي ؟؟؟
12- وأما قولك:" إن أردت تخطئة القدامى 00الخ فهذا إنشاء أنت في نفسك تعرف أنه ليس صحيحاً ، أنا لا أخطئ أحداً لا القدامى ولا المعاصرين ،وأتحداك – وليس ذا من طبعي –أن تأتيني بنص خطَّأت فيه أحداً، وإنما أقول:هذا المنهج الذي تتبعه أنت وغيرك ممن يتشدد في التحريرات منهج (مضطرب ) ينقصه كثير من (التقنين ) وهذا يتلخص في شيء سهل جداً وهو: أنكم إذا منعتم وجهاً أو أجزتموه لعلة فدوروا مع العلة أينما دارت ،هذا كل ما في المسألة ،وشتان ما بين أن أخطئ أحداً بعينه وبين أن أحكم على منهج بالاضطراب 0
13- وسألتك :" هل ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم 00الخ " وأجبت بالنفي ، ويا ليتك سكتّ، ويا ليتك إذ لم تسكت أن تكون تكلمت بكلام في صلب الموضوع ، لا أحد يا أخي يجهل أن القراء العشرة كانوا يقرئون كل واحد قراءة مميزة 000الخ
14-وسألتني : "هل هناك منقال واحد من العلماء " ولم أفهم السؤال ،فياليتك توضحه
15- قلت أنت :" تلقى العلماء ضم ضعف لحفص بالقبول000الخ" سبق التعليق على هذه الجزئية، وأسألك سؤالاً محدداً : هل هي متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق حفص عن عاصم أم لا ؟
16-ثم قلت :" حتى الخواص ليسوا مطالبين بالأخذ بجميع الأوجه 00الخ " كلامك يحكم عليه أهل التحريرات فاسألهم ،فإن اتفقوا معك فالأمر بعد ذلك سهل 0
17- قولك :" ابن الجزري الذي لا تعترف إلا به " تحكم منك غير صحيح ، إذن لما أنتقدك ومنهجك ؟
وأما قولك :" رواه في كتابه ولم ينكره 00الخ " سبق التعليق عليه 0
18- وأما قولك :" فلا تتجرأ على ما لم يتجرأ به من هو أعلم وأدرى فضلاً عمن تلقاه أهل الإقراء بالقبول جيلا بعد جيل ،فهيهات ثم هيهات "
الجواب : أشكرك على هذه النصيحة المبطنة ب (0000) وعلى كل هذا خروج منك ، دع نصائحك لتلاميذك وأخبرني :هل الضم لحفص متصل الإسناد منك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق حفص من الشاطبية والتيسير ؟
وكيف نجمع بين قولك وقول الأئمة الداني وابن الجزري أنه "اختيار من حفص " وليس رواية ، أما مسألة القبول فهذه مسألة أخري تقال لمن ينكر الضم أصلاً ، وهذا عليك أن تبحث عنه عند غيري 0
19- وقلت لي :" أتحداك أن تجد واحدا من المشايخ المعتبرين لا يأخذ بهذه التحريرات 000الخ
وأقول : أشكرك أن سهلت علي المسألة، أذكر لك الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله تعالى ،وخذ نص كلامه :
" إذا علمت ذلك وجب عليك أن تعلم أن "التحريرات " التي يطنطن بها بعض علماء القراءات وبخاصة المحدثين منهم ويحملون الناس على التزامها والوقوف عندها ما هي إلا اختيارات للمصنفين في علم القراءات 0
قال :" على أن هذه التحريرات ليست محل اتفاق بين الذاهبين إليها ،بل هي محل أخذ ورد وجزر ومد فما يثبته هذا ينفيه ذاك وما يجيزه البعض منهم يمنعه البعض الآخر ،الأمر الذي يجعل القارئ مبلبل الفكر حائر الذهن مضطرب الإدراك ،يعرف ذلك كل من اطلع عليها وأمعن النظر فيها وسار في طرقها الوعرة ومتاهاتها الموحشة ولا ينبئك مثل خبير ،إن جلال القرآن يتقاضانا أن نربأ به عن أن يكون موضعاً للاختلاف والتناقض والتعارض وموطئاً للملاحاة والتعارض 0
قال :" وأخيراً لم تكن هذه التحريرات في الصدر الأول ولم ينبه عليها ولم يشر إليها أحد من شيوخ الإقراء وأئمة الأداء من القدامى وإنما استحدثت في القرن الحادي عشر من الهجرة وأول من أحدثها الشيخ شحاذة اليمني سامحه الله وعفا عنه وسار على نهجه ولده عبد الرحمن ،ثم قفي على أثرهما من جاء من العلماء بعدهما كالشيخ المنصوري والميهي وابنه الشيخ مصطفي والعبيدي والطباخ ،وبين هؤلاء اتفاق في مواضع واختلاف في أخري ثم جاء بعد هؤلاء الإزميري فألف كتابيه عمدة العرفان وبدائع البرهان في التحريرات فنقد كلام من سبقه وزيفه ونقضه
قال :" وآخر المصنفين في التحريرات المغفور له الشيخ المتولي فقد كان يقرأ ويقرئ بالتحريرات على مذهب المنصوري ومشايعيه وله فيها نظم بديع ،ثم عثر على نسخة من بدائع البرهان فاطلع عليها واقتنع بما فيها فرجع عن تحريرات المنصوري ومن حذا حذوه وأخذ يقرئ بمضمن البدائع المذكور ثم نظمه في (900) بيت تقريباً ولا زال بعض من يقرأ الطيبة في هذا العصر يحفظون نظم العلامة المتولي ويعولون على ما فيه ويقرئون به ويشيدون بذكره 0
ثم ختم رحمه الله تعالى كلامه بهذه النصيحة غير المبطنة ب (000) حيث قال رحمه الله :" وإني أنصح لكل من يروم درس علم القراءات وتحصيله ويريد أن يتصدى لقراءاته وإقرائه وتعلمه وتعليمه أن يطرح التحريرات جميعها جانباً سواء منها تحريرات المنصوري ومن اقتفي أثره وتحريرات الإزميري ومن ترسم خطاه ،وأن يعنى العناية كل العناية بحفظ متون القراءات واستظهارها كالشاطبية والدرة والطيبة والوقوف على دقائقها وأسرارها ومعرفة وجه كل قراءة وسر ها من لغة العرب بحيث إذا قرأ بأية قراءة أو رواية أو سئل عنها أو عن توجيهها لا يتعثر أو يتردد بل يكون دائم الاستحضار قوي الاستبصار فإن ذلك أجدى وأنفع والله تعالى أعلم 0انتهى
ولعلك تقول إن الشيخ مال إلى التحريرات في كتابه البدور ،فأقول لك :وهذا كتبه بعد البدور بزمن طويل ،حيث كتبه وهو في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كما أخبرني بذلك شيخنا عبد الرازق موسى حفظه الله 0
20- وقال شيخنا عبد الفتاح المرصفي رحمه الله تعالى وهو من أئمة العصر وممن يقول بالتحريرات :"ولا يجوز لأحد ما أن يقرأ بهذه الأحكام أخذاً من هذا الكتاب أو من غيره مما دُوّن فيه مثل ذلك دون أن يرجع إلى الشيوخ المقرئين المسندين في هذا الشأن فيأخذ عنهم ويعرض عليهم القرآن الكريم من أوله إلى آخره 0
قال :" وعليه فلا بد من الرجوع إلى التلقي من أفواه الشيوخ الذي هو الأصل في نقل القرآن الكريم ،وما تسطير قواعد هذا الفن في بطون الأسفار القديم منها والحديث إلا للاستئناس بها والرجوع إليها عند الحاجة 0
قال :" وإنما أردت أن أبين للقارئ إلى أي حد يخطئ أولئك الذين يطلقون الوجوه للناس فيعملون بها حال الأداء من غير توقيف ولا حساب 0
قال :" فإن الأصل في قراءة القرآن هو التلقي والرواية لا الاجتهاد ولا القياس ولله در شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حيث أفتى بعدم جواز القراءة بمجرد الرأي 0
21- ثم نقل رحمه الله تعالى عن الشيخ أفندي زادة ما نصه :" فلا يجوز لأحد قراءة القرآن من غير أخذ كامل عن أفواه الرجال المقرئين بالإسناد ،ويحرم تعليم علم القراءة باستنباط المسائل من كتب القوم بمطلق الرأي بغير تعلق على الترتيب المعتاد لأن أحد أركان القرآن اتصال السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلا انقطاع ،فالإقراء بلا سند متصل إليه عليه الصلاة والسلام مردود وممنوع عن الأخذ والإتباع 0انتهى هداية القارىء:1/299
22-وأما قولك :" إنك تلقيت على جميع شيوخك بالتحريرات 00الخ " فإن كنت قلته مفتخراً ؛وكما تحديتني ،فإني أتحداك أن تثبت لي اتصال سندك منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بضم الضاد في ( ضعف ) عن حفص من طريق التيسير 0وكأني أراك تقول "هذا متلقى بالقبول " وشتان ما بينهما على أني أقول:"شيوخك مقلدون للمتولي فهم وإن تعددوا حكمهم حكم رجل واحد0
23- وقلت لي :" أتريد أن أترك ما عليه جميع المشايخ وما ذهب إليه الإزميري والمتولي والضباع وأتبعك أنت ؟ إلا إذا أصابني جنون فحينئذ 000
فأجيبك :من طلب منك ذالك ؟ وكأني أراك خرجت عن طورك ؟ ؟؟ وعلى كل حال :الجنون أهون عندي من أن أقرأ حرفاً من كتاب الله تعالى لم يتصل سنده برسول الله صلي الله عليه وسلم 0
24- وقلت:" قصر البدل مع التقليل لورش لا يقرأ به من الشاطبية لعدم وروده في مصادر الشاطبية بخلاف الضم في الضعف (كذا ) فهو وارد في المصادر وتلقت الأمة ذلك بالقبول أفهمت الفرق ؟
وأجيبك :القبول شيء واتصال السند شيء
25- وأما قولك :" كفي أن تخالف جميع من نقل القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 000الخ
يا أخي أنت لا تخاطب طفلك ولا تخاطب تلميذا من تلاميذك حتى تأمر وتنهى ، نحن نتحدث في مسألة علمية متعلقة بكتاب الله تعالى فكيف تطلب منى أو من غيري ممن يخالفك فيها أن يكف عن بيان ما يراه غير صواب فيها ، أثبت ما تدعيه بالدليل وانقض قول خصمك بالدليل ودعك من هذا الأسلوب الذي 000
ثم إن قولك " جميع من نقل القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما هذا الضحك والاستهزاء بالعقول ،أم أنك لا تعقل ما تقول ،إن كلامك هذا يدخل فيه الصحابة والتابعون وكل الأمة قبل ابن الجزري ، فأثبت أني خالفت "جميع من نقل القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأهوّن عليك المسألة وأقصرها على القرن الأول فقط ،وإن شئت فاجعلها على عصر الصحابة فقط 0
26-وقولك :" ما يزيد في حريتي (كذا ،ولعلها حيرتي ) أنك تخالف المنصوص والمتلقي بالسند ولا تبالى0000وهناك مشكل في منهجك العلمي 000الخ
فأقول : لا زلتَ يا شيخ تستخدم ألفاظاً عامة لتلبس بها على القارئ وتصور له أن مخالفك جاء بقول شاذ لم يقل به أحد قبله ، فإن كنت لا تعلم أن هناك من أجاز أوجه البدل مع ذوات الياء من غير تقييد فهذا قصور منك في تتبع المسألة ، وإن كنت تعلم فهذا خيانة في العلم بأن تصور المسألة على أنها (مجمع ) عليها وتطلق عليها (جميع القراء ) وهي في الواقع ليست كذلك ، فاختر لنفسك أي الحالتين تختار 0
وأما عبارتك " مشكل في منهجك العلمي " هذا حكم منك على نفسك بأن هناك " مشكل في منهجك العلمي " لأنك بنيت رأيك على موقفي من مسألة الضاد ،وكنت اتبعت فيها من أخالفه في مسألة التحريرات ،وأنت نفس الشيء ،خالفتهم في الضاد ووافقتهم في التحريرات 0
27- وسألت سؤالاً مهماً في المسألة وهو : الأوجه التى أجازها الإزميري والمتولي هل قرآ بها على شيوخهما أم اجتهدا فيها وأخذاها من الكتب وخالفا ما قرآ به على شيوخهما وأخذا به سنداً متصلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم " ولم تجبني ، ولا أقول إنك لم تر السؤال لأنك أثبته في ردك
28-وسألتني بدلاً عنه سؤالاً وهو :"لو قرأت على شيخك بوجه وهذا الوجه موافق لظاهر النشر 000الخ "
وأجيبك :" أموت وألقى الله تعالى على الوجه الذي قرأت به على شيخي وأعطاني به سنداً متصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 0هذا ما أدين الله تعالى به 0
29-وأما قولك :" وفي جميع تلك النسخ يتبين أن مضمونها يخالف ما نصه ابن الجزري مع العلم أنه بشر يخطئ ويصيب وكلامه ليس قرآناً "
فجوابه : وهل النسخ الأخرى قرآن ومن كتبها ليسوا بشراً يصيبون ويخطئون ؟ ؟ ما هذا المنطق يارجل 0
30- قولك :" وسأضرب لك مثالاً لأني أدركت أنك ما فهمت حقيقة التحريرات 000
فجوابه : أما ما أدركته فهذا شيء يخصك لا أناقشك فيه وإن كنت أجزم بأنك لا زلت في مرحلة التصور 0
وأما المثال الذي ضربته فو كلام علمي رصين جيد لا أختلف معك فيه ولا عليه ،ولكن :لما أعطي سنداً برواية حفص من طريق الشاطبية والتيسير بالضم في (ضعف) ألا أكون قد أجزت وجهاً لم يقرأه حفص على شيخه ؟ هذه هي القضية يا شيخ 0
31- وسألتك : إذا رأينا من يجيز حكماً000الخ ولم تجبني وإنما طلبت دليلاً ملموساً ،فهاكه :
مسألة الفعل "رأى " سواء قبل ساكن أو متحرك :
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف للسوسي في إمالة الراء والهمزة من الأول وإمالة الراء من الثاني 0
جاء المحررون واتبعوا الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى وقالوا : إن هذا الخلاف لا يقرأ به للسوسي لأنه خروج عن طرق كتابه (وهو التيسير ) ،وهذا كلام وجيه من إمام القراءات ،فقد بين أنه من قراءة الداني على فارس من غير طريق أبي عمران الذي هو طريق التيسير 0
ذهبنا إلى التيسير فوجدنا فيه التالي :"رأى كوكباً " – ونحوه- أبو عمرو بإمالة الهمزة فقط 0
و " رءا القمر "-وبابه- أبو عمرو بفتح الراء0
ثم قال الداني : وروى أبو حمدون وأبو عبد الرحمن عن اليزيدي بإمالة فتحة الهمزة في ذلك كالأول أيضاً وكل صحيح معمول به 0انتهى كلامه :التيسير :104
وهذا نفسه نقله الإمام ابن الجزري وقال عنه : لا يصح – هذا الوجه – من طريق السوسي البتة وإنما روي من طريق أبي حمدون وأبي عبد الرحمن عن السوسي ومن طريقيهما حكاه في التيسير وصححه02/47
إذن :علة المنع هنا الخروج عن طريق التيسير ومجيئها من طريق أبي حمدون 0
32- نذهب إلى كلمة أخري وجدنا فيها نفس العلة وهي حكاية الداني لطريق أبي حمدون ،لكن بعض أهل التحريرات لم يمنع القراءة بل جوزها وذلك في :
"فبشر عباد" في سورة الزمر :
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى أن السوسي يفتح الياء وصلاً ويسكنها وقفاً ،أي أن الياء ثابتة عنه وصلاً ووقفاً 0
وفي التيسير :أبو شعيب – هو السوسي – "فبشر عباد" بياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف0ص:189
لكن قال بعض أهل التحريرات : إن هذا المذكور ليس من طريق الحرز ، بل طريقه الحذف في الحالين ،وعلى هذا ينبغي لمن يقرأ من طريق الحرز للسوسي أن يقتصر له على الحذف في الحالين 0إبراز المعاني 2/272ح 1
وارجع إلى ما كتبه شيخنا عبد الرازق في تعليقه على " الفتح الرحماني ص167 وما بعدها ففيه تدقيق لا يصدر إلا عن عالم محقق يعرف ما ذا يقول ،ولا تفهم أنى أوافقه في النتيجة وهي قوله :"أما في الوقف فله – السوسي- أن يثبتها ساكنة أو يحذفها ويسكن الدال 0
لأن الحذف إنما ذكره الداني عن أبى حمدون ،قال رحمه الله تعالى : "وقال أبو حمدون وغيره عن اليزيدي مفتوحة في الوصل محذوفة في الوقف 0ص189
ولعل الذين أجازوا رواية الحذف مع أنها عن شيخ خارج عن طرق التيسير هو عبارة الدانى : وهو عندي قياس قول أبي عمرو 0
33- فهاتان قراءتان فيهما علة واحدة أجيزت إحداهما ومنعت الأخرى 0 وعندي غيرها لكن أدخرها للبحث المطول الذي منشغل به الآن عن دراسة كتب التحريرات يسر الله ووفق إن كان فيه الخير 0
34- أما قولك :" العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية " فقول أراك معجب به كثيراً وتردده ترديد من ليس له من الأدلة غيره ، وهل هذا الذي نبحث فيه إلا من باب الدراية ؟ وأقول لك : في القراءات وحروف القرآن "السماع والرواية أحسن من الفطنة والدراية" ، إذ تعبدنا بما أقرئنا ولم نتعبد بما اجتهد فيه العلماء 0
ثم إن عبارتك "العلم " عامة تصدق على القراءة وغيرها ،فهل القراءة مثل العلم بالنحو والفقه والمنطق والأصول 00
35- وأما قولك :" فما ذا ينقصك من البيان بعد كل هذا ؟" أقول : أي بيان ؟ ينقصني أن تجيب :هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن قبله بعض العلماء بل كل العلماء ؟
36- وأما قولك :" نعم فإن التحقيق لا يزال قائماً 000
أقول : إذن افرح يا أخي بذلك ؟ولا تنكر على من بين بعض الاضطراب في منهج المتأخرين في بعض المسائل ، مع اعتقادي التام بأن القراءة لا تقاس على الحديث بحال من الأحوال 0
37- وأما قولك :" هل يعني الله فتح عليك ما لم يفتح على الشيخ الضباع والمتولي ؟
فالجواب : أين عقلك يا هذا ؟ ألا تدري ما عاقبة وما مدلول كلامك هذا ؟ أتستبعد على الله تعالى أن يفتح على بعض عبيده أفضل وأحسن وأكثر ، وليس مثل ، ما فتح على عبديه الشيخ المتولي والضباع ؟
أتحصر فتح الله تعالى على المتولي والضباع ؟
يا أخي اتق الله ولا تدخل أموراً في أمور ، فرب كلمة تقول لصاحبها دعني ؟؟؟
ومع هذا من قال إني قلت ذلك ؟ ولكني أقول كلمة فاسمعها واعقلها : أحمد الله تعالى أن أعطاني عقلاً وعلماً أميز به بين ما هو خطأ وصواب ، ولم يجعل تقليدي للعلماء مبنياً على حبي لهم ،وإنما باتباعي دليلهم فإن صح اتبعته وإن لا فلا لاأحاشي المتولى ولا الضباع ولا ابن الجزري ولا الداني رحمهم الله جميعاً فضلاً عمن سمىّ نفسه " طالب علم من الجزائر" 0

38- يا أخي لا تستغضب الناس فإن كان لك لسان فاعلم أن لغيرك مائة مثله وأكثر ،"وجزاء سيئة سيئة مثلها " "وإن عدتم عدنا " والعود لك ليس بأحمد 0
39- وأكررها لك أكثر من مرة : ناقش وانقض بالدليل ولا دخل لك بشخصي هل فتح الله علي أم لا ؟ فهذا ليس هو موضوعنا 0
فإن كنت لا تستطيع تبيين الخلط في منهج المحررين فدع غيرك الذي يستطيع 0
40- وأما قولك :" أتقارن نفسك بهما ؟ أتعي ما تقول
فأقول لك : والله لا أقارن نفسي بأدنى تلميذ من تلاميذهما فضلاً عنهما ، ولو أردت بفضل الله تعالى بيان ما لم يحالفهما فيه الصواب لفعلت ، لا أقول ذلك افتخاراً حاشا وكلا ،ولكن تحدثاً بنعمة من الله وفضله ، فصدق هذا أو لا تصدقه ، فالسفينة سائرة بإذن الله تعالى 0
وأما الشطر الثاني :والله ما كتبت حرفاً إلا وأعيه وأعي ما يدل عليه وعندي له حجة أقف بها أمام الله تعالى 0أيكفيك أم أزيد ؟؟
41- وقولك :" ما هي هذه الطريقة ؟نريد أن نتعلمها منك ؟
عندما يكون سؤالك سؤال الصادق في نفسه وبينه وبين الله تعالى لا سؤال مستكبر مستهزىء ستعرفها 0
42-وأما قولك :" والأدهى من ذلك أنك تنكر التحريرات جميعها وخالفت سائر المحررين والعلماء " فو الله الذي لا إله غيره إنك ما قلت حقاً ولا صواباً ،وأطلب منك دليلاً واحدا ً على صحة ما تقول 0
ومع هذا أقول لك : أنا لا أنكر التحريرات إلا التي منهجها مضطرب ولا يقوم على الدليل العلمي وإنما يقوم على الاجتهاد والتقليد والذي يحاول بعض المتأخرين إلزام الأمة به 0وحتي لو أنكرتها فأي غضاضة في ذلك ؟ المشكلة يا أخي أنكم تجعلون من يعترض على اجتهادكم أنه معترض على القراءات ،وهذا ليس صحيحاً إلا في عقل من لا يفهم الخلاف ،هذا إن كان له000
43- وقولك :" لكن مخالفة جميع المشايخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم لا شك أنه مذموم فالقرآن وصل إلينا بالعلماء الذين أخذوا بالتحريرات 00
أقول : ادعاء سمعناه كثيراً وأجبنا عنه مراراً 0
44- ثم قلت:" ومن استصعب علماً أنقص من قدره " وأقول : ومن بالغ في علم قدّسه وعماه عن الاضطراب الذي في منهج بعض أهله 0
45-ثم قلت :" كلامك يدل دلالة قطعية أنكم لم تمارسوا هذا العلم أدنى ممارسة 0
أفدنا يا من مارس هذا العلم 0
46-قلت :" أن طرق الشاطبية تنحصر في جميع ما ورد في كتب الداني والتي ألفها مشايخ الداني كالتذكرة00الخ
الجواب :
عيبك يا أخي محمد أنك تستخدم عبارات وتعطيها صيغة العموم والحصر كما هنا ،حيث حصرت طرق الشاطبية فى الداني ،ويرد عليك ابن الجزري نفسه حيث ذكر طريقاً في رواية الدوري ليست عن الداني ولا عن شيوخه حيث قال رحمه الله :
طريق السامري وهي الثانية عن ابن مجاهد 0000ومن قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على ابن شفيع على ابن سهل على الطرسوسي 00وقرأ الطرسوسي على أبى أحمد السامري 01/124
فهذا على الخصوص ،أما على العموم فكأنك يا أخي لا تدري أن للشاطبي أسانيد بكتب مكي وابن شريح وبالمستنير لابن سوار 0
47- ثم بدأت يا أخي تذكر كلاماً هو في غاية البعد عن التحرير ،مما يدل على صدق ما أذهب إليه أن منهج المحررين المتأخرين مضطرب ،وهذا كالتالي :
قلت :" وأما طول البدل فهو من جامع البيان والمفردات وغير ذلك"
أقول : إذا كان هذا الكلام باجتهاد منك فارجع وأعد النظر ، وإن كان علّمك إياه أحد شيوخك فأنصحك أن تغيره وتبحث عن شيخ أدق تحريراً 0
يا أخي لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون الداني روى الطول في البدل أو في غيره من المؤلفات ، وإن كان ذكره في الجامع فإنما ذكره لينقضه ،لأن الداني قال في الجامع ما نصه : "وكذلك ينبغي أن لا يفرط فيه في مذهب ورش وكذلك قرأت على الخاقاني وأبي الفتح عن قراءتهما ،وهو الذي يوجبه القياس ويحققه النظر وتدل عليه الآثار وتشهد بصحته النصوص ،وهو الذي أتولاه وآخذ به 0ص196
ثم أخذ الداني يذكر رواية المد وقال: وقد وقعت الرواية التي قرأنا على ابن خاقان وفارس بن أحمد إلى جماعة لم يتحقق معرفتهم ولا استكملت درايتهم ،فأفرطوا في إشباع التمكين إفراطاً أخرجوه بذلك عن حده ووزنه00
ثم ذكر أقوالهم وحجتهم والرد عليهم ،والذي يهمنا هو قوله :والوجهان – دليلا المد رواية وقياساً – لا دليل فيهما على مذهبهم ولا حجة فيهما لانتحالهم ،ويؤذنان بطول (كذا ولعلها ببطلان ) قولهم ورد دعواهم ويشهدان بقبيح مذاهبهم وسوء انتحالهم ،فأما ما ذكروه من النص الذي حقق ذلك عنهم فإن أصحاب ورش لم يريدوا بإطلاق المد على تلك الحروف وبأشباهها الزيادة في تمطيطها والمبالغة في تمكينها حتى يتجاوز بذلك صيغتها بل أرادوا به معنى آخر هو أولى وآكد وهو الدلالة على الفرق بين القراءتين في الكلمة المحتملة الوجهين من المد والقصر فيما اختلفوا فيه والإعلام بأن بعد الهمزة حرف مد فيما اتفق فيه لا غير 0
ثم قال : ومع ما بيناه ودللنا على صحته فإن عندنا عن ورش عن نافع نصوصاً ظاهرة مكشوفة تؤذن بنفي إشباع المد ونحن نذكرها بأسانيدها ليتحقق بها خطأ من أضاف ذلك إلى نافع من طريق ورش ونبين قبح مذهب من انتحل ذلك من أهل الأداء 0ص:199
ثم ذكر كل ذلك مما يصعب نقله هنا 0
فبعد هذا الكلام كيف نصف قائله بأنه يقول بالمد ؟؟؟
ويتلخص هذا :إن المد في البدل ليس من طرق الداني أصلاً 0
48- ثم قلت :" والآن يريد الشيخ رد زيادات الشاطبية على التسير "
والله ما قلت هذا ، بل العبد الضعيف دائماً ما ينادي بالإبقاء على زيادات الشاطبي وعدم ربطها بطرق التيسير للاختلاف بينهما 0وهذا يعرفه عني من يعرفني 0
49-أما ختام كلامك :" إن كنت يا شيخ تجهل هذه الأشياء فما لك والمتولى والضباع رحمهما الله تعالى "
أقول : وهل رأيتني جئت بشيء إلا وهو من مصادرهما ؟
50- وأخيراً :
هذا ما أراه صواباً ،فإن كان كذلك فالمحمود هو الله تعالى ،وإن كان غيره فأبرأ منه وأتوب إلى الله ، لكن حتى يأتي دليل علمي ينقضه 0
وليسمح لى أخي الشيخ شريف ،إن كان بدرت ألفاظ لا تليق بي ولا به ،وليعلم أن مكانته محفوظة في القلب ولكن المناظرات والمباحثات العلمية لابد لها من ألفاظ فيها بعض الشيء من القسوة لا للاستهزاء – حاشا – وإنما للتنبيه 0
ورحم الله من قال :" كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام خصمي خطأ يحتمل الصواب "
 
التعديل الأخير:
تتميم :
ومما يؤكد أن الداني لايرى الإشباع في البدل :عدم ذكره في ما تفرد به ورش في كتابه "التهذيب لما تفرد به كل واحد من القراء السبعة " مع أنه ذكر اللين ،والعجب أيضاً انه لم يذكر التوسط لورش 0
 
التعديل الأخير:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

قولكم : "1- سألتك :هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل
فأجبتني :" هذا ليس على الإطلاق بل مرادهم قد يقرأ ما لم ينزل " ثم ضربت مثالاً بقراءة ابن كثير وخلطها مع قراءة غيره 0
وهذا إما تدليس منك – ولا أنزهك عنه – وإما استغفال لي ولغيري ممن يقرأ ما كتبنا ، :
أولاً : قولك " قد " هذا من كيسك للدفاع عن هذا الخطأ الذي لم تجرؤ أنت ولا غيرك ممن اتبع التقليد الأعمى أن يقف عنده ويبينه ،أفلا يمكن للإمام القسطلاني رحمه الله تعالى أن يقول "قد " لو كان يعنيها ، أولا يمكن للشيخ الصفاقسي رحمه الله أن يقولها لو كانت هي المراد ، أولا يمكن لشيخنا عبد الرازق حفظه الله تعالى أن يقولها لو كانت هي المراد ؟ أم أنك فقط تفسر كلام العلماء حسب ما تفهمه أنت وتلزمهم به وتدعي أنه هو مرادهم
ثانياً: سلمت لك جدلاً أن ذلك مرادهم ، ولكن لا لاأسلم لك أبداً بصحة المثال الذي ضربته ، فهو ليس مما نحن فيه ،وذكره هنا تدليس أو جهل بالمسألة وبيان ذلك للقراء :إن هذا المثال لا يدخل في مجال التحريرات ،لأن التحريرات هي في "الأوجه " والطرق " وليست في القراءات ، فالمثال المضروب هنا – عمداً أو استهبالاً – يعلم كل مبتدئ في القراءات أنه ليس مما يخوض فيه أهل التحريرات ، فنحن نتكلم في منع وجه أو تجويزه لراو واحد ،ولا نتكلم في من أدخل قراءة في قراءة وإن كان بعض العلماء أجاز ذلك ما لم يتغير المعنى كما هنا في المثال المضروب 0
فظهر من هذا أنك لم تجب على السؤال 0"

الجواب : ما ذكرته يا شيخنا ليس تدليساً لعدّة أسباب :
أوّلاً : قال ابن الجزري عليه رحمة الله تعالى : " والصواب عندنا في ذلك التفصيل والعدول والتوسط إلى سواء السبيل فنقول إن كانت إحدى القراءتين مترتّبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ { فتلقى آدم من ربه كلمات } بالرفع فيهما أو بالنصب ......."وشبهه مما يركب بما لا تجيزه العربية ولا يصحّ في اللغة ، وأمّا ما لم يكن كذلك فإنّا نفرّق فيه بين مقام الرواية وغيرها فإن قرأت بذلك على سبيل الرواية فإنّه لا يجوز أيضاً من حيث أنّه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنّه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر وإن كنا نعيبه على أئمّة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام ، لا من وجه أنّ ذلك مكروه أو حرام إذ كلّ من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيّد المرسلين تخفيفاً عن الأمّة ، وتهويناً على أهل هذه الملّة." انتهى كلامه رحمه الله تعالى ( النشر 1/19).
من كلامه رحمه الله تعالى أقول ما يلي :

أ – إنّ هناك إفراط وتفريط في حكم التلفيق ، فمنهم من اعتبر أنّ ذلك غير منزّل على رسول الله عليه الصلاة والسلام مطلقاً فهذا إفراط ومنهم من أجازه مطلقاً ولا يفرّق بين العوام والخواصّ وبين مقام الرواية والإقراء وبين مقام التلاوة فقط وهذا تفريط.

ب – سؤالك كان واضحاً وهو : ":هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل" فأجبتك أنّ ذلك قد يفضي إلى القراءة بما لم ينزل ، وهذا صحيح لأنّ علّة الأخذ بالتحريرات هو الحتراز من التلفيق ، والتلفيق يدخل في عمومه الخلط بين القراءات والروايات والطرق. إذن فجوابي غير مردون لأنّ الرفع أو النصب في لفظي { ءادم } و{ كلمات } في الآية المذكورة يدخل في مضمون معنى التلفيق والاحتراز من التلفيق يكون بالتحريرات عموماً. فسؤالك عام يستحقّ إجابة عامّة.

ت – فرّق رحمه الله تعالى بين مقام الرواية والإقراء وبين مقام التلاوة. فلو صليت وراء إمامٍ يقرأ في الصلاة بقصر المنفصل لورش أو بمدّه قليلاً فلا شكّ أنّك لن تتحرّج كثيراً من ذلك لأنّ ذلك الإمام ليس ممن عُرِف بالقراءة والإقراء، بخلاف ما إذا كان جامعاً بين الدراية والرواية ويقرئ الناس بقصر المنفصل لورش من طريق الأزرق ثمّ يجيز على ذلك بسنده إلى الأزرق وهو يعلم أنّه لم يرد عن الأزرق. فهذا لا شكّ أنّه كذب في الرواية لأنّه نسب شيئاً لم يرد عن المنسوب. والمشايخ الجامعين للقراءات العشر لا شكّ أنّهم أهل رواية ودراية ولا يجوز لهم أي ينسبوا شيئاً إلى غير مصدره إذا كانوا على علمٍ بذلك حتّى وإن تلقّو ذلك عن مشايخهم لأنّ الخبر إذا تبيّن ضعفه إلى صاحبه وجب ترك الإخبار به.

ث – سأعرض مسألة تطبيقية في التحريرات وسأحاول من خلال ذلك إثبات بعض الأشياء. وسأعتمد على بعض أصول رواية حفص من طريق الطيّبة وهي :
- القصر والتوسط في المنفصل
- التوسط والطول في المتصل
- السكت على الهمز
- مدّ التعظيم
- العنّة في اللام والراء
فطرق السكت على الهمز لحفص هي طريق التجريد لابن الفحام وطريق الروضة للمالكي وكذا كتاب التذكار لابن شيطا على ما حققه الأزميري والمتولي. وجميع هذه الطرق روت المدّ في المنفصل. وقد ذكر ابن الجزري هذه الكتب في النشر وقرأ رحمه الله تعالى القراءات بمضمون هذه الكتب بالسند إلى أصحابها. وقد نصّ رحمه الله تعالى أنّ السكت لحفص هو من طريق التجريد والروضة فقال رحمه الله تعالى " فروى أبو علي المالكي البغدادي صاحب الروضة عن الحمامي عنه السكت على ما كان من كلمة أو كلمتين غير المدّ. ولم يذكر خلافاً عن الأشناني في ذلك. وروى أبو القاسم بن الفحام صاحب التجريد عن الفارسي عن الحمامي عنه السكت على ما كان من كلمتين ولام التعريف و{شيء} لا غير. " انتهى كلامه ( النشر 1/423).
وقد ذكر المحققون أنّ السكت على الهمز لحفص لم يرد من طرق القصر كما قال العلامة السمنودي المعاصر ( ولا سكت قبل الهمز من طرق القصر ) وهذا صحيح إذ إنّ ابن الجزري لم يذكر القصر من هذه الطرق إلاّ طريق الروضة للمالكي ولكن من طريق زرعان عن عمرو بن الصباح عن حفص والسكت للمالكي واردٌ من طريق الأشناني عن عبيد بن الصباح عن حفص.
لو تساءلنا : هل قرأ ابن الجزري السكت على الهمز بقصر المنفصل ؟ أو هل قرأ رحمه الله تعالى قصر المنفصل منع السكت بنوعيه ؟ الجواب لم يقرأ بذلك اعتماداً على ظاهر النشر وعلى ما حققه المحررون.
لو تسائلنا : هل أقرأ ابن الجزري بالقصر مع السكت على الهمز ؟ الجواب : يُحتمل ذلك ؟
فإن أقرأ بالسكت إلاّ مع المدّ فقد وافق أقوال المحررين ، وإن أقرأ بالسكت مع القصر فإنّه خالف السند لأنّه غير منصوص في نشره ولم يرد في أصول النشر على ما ذكره المحررون. أقول : إن كان ابن الجزري خالف السند والمشافهة في هذه الجزئية فلماذا يعيب فضيلة الشيخ على المحررين في مخالفتهم للمشافهة واتباعهم للنصّ مع أنّ النصّ ثابت لا يتغيّر مهما طال الزمن وهو الذي يبيّن الكيفية الصحيحة التي تلقاها ابن الجزري بسنده إلى أصحاب السكت وهو المدّ في المنفصل. وهذا كلّه إن سلمنا أنّ ابن الجزري رحمه الله أقرأ بوجه السكت مع قصر المنفصل ولا أظنّ أنّه أقرأ بهذا الوجه لأنّه إن فعل ذلك يعني أنّه نسب وجه القصر مع السكت لحفص إلى صاحب التجريد وإلى علي المالكي عن الأشناني والقصر لم يرد من هذه الطرق وهذا يُعتبر من الكذب في الرواية على ما ذكر هو رحمه الله تعالى. وابن الجزري من أهل الدراية والرواية لا شكّ في ذلك ، ولا يحق لمن كان في هذه المنزلة أن ينسب شيئاً إلى غير مصدره.

ج – لو افترضنا أنّه اجتمع في آية مد منفصل ومدّ متصل وسكت على الهمز وغنة في اللام والراء فكيف نقرأ هذه الآية لحفص من الطيّبة يا شيخنا ؟ هناك ثلاث حالاث والله أعلم :
الحالة الأولى : الجمع بين الأوجه بحيث لا يمنع منها شيء وهي كالتالي :
- قصر المنفصل مع توسط المتصل مع الغنة وعدمها والسكت بنوعيه وعدمه
- قصر المنفصل مع طول المتصل مع الغنة وعدمها والسكت بنوعيه وعدمه
- توسط المدين مع الغنة وعدمها والسكت بنوعيه وعدمه
- توسط المنفصل مع طول المتصل مع السكت بنوعيه وعدمه والغنة وعدمها
وهذا مذهب المتساهلين الذين يعتمدون على الضرب الحسابي من غير أيّ تقييد.

الحالة الثانية : الاعتماد على ما حققه المحررون في كتبهم وهي كالتالي :
- قصر المنفصل مع التوسط المتصل من غير سكت ولا غنة من المصباح وروضة المعدلّ
- قصر المنفصل مع طول المتصل من غير سكت مع الغنّة من الكامل ، وعدم الغنّة من التلخيص وغيره.
- توسط المدين من غير سكت وغنة من الشاطبية وغيره ، ومع الغنة من الوجيز ، والسكت الخاص من التجريد.
- توسط المنفصل مع طول المتصل من غير سكت ولا غنّة ، ومع الغنة من الكامل ، والسكت العام من الروضة للمالكي والتذكار.
وتمتنع الغنة مع السكت ، ويمتنع السكت مع قصر المنفصل ، ومدّ التعظيم لا يكون إلاّ مع طول المتصل من الكامل ، والسكت الخاص خاصّ بتوسط المدين من التجريد ، والسكت العام خاصّ بتوسط المنفصل مع طول المتصل من الروضة للمالكي والتذكار.

الحالة الثالثة : أن نقرأ بجميع أوجه المنفصل ثمّ جميع أوجه المتصل ثمّ وجهي السكت ثمّ وجهي الغنة حتة ننتهي من الآية أو ما يحسن الوقف عليه.

والآن سنقوم بالمقارنة بين الحالات الثلاث :
فالحالة الأولى سهلة في التلقي إلاّ أنّها تخالف ما تلقاه ابن الجزري بسنده إلى أصحاب الكتب لأنّه رحمه الله تعالى ما قرأ مثلاً وجه السكت على قصر المنفصل أو على الغنّة في اللام والراء لأنّ طرق السكت لم يرد فيها قصر للمنفصل ولا غنّة في اللام والراء ولا أظنّ أنّه أقرأ بذلك لأنّه ذكر رحمه الله تعالى أنّ ذلك يُعدّ من الكذب في الرواية وهو نسبة وجهٍ إلى غير مصدره. فإن أقرأ بذلك فقد خالف السند إذن فلا نعيب على من خالف السند من المحققين والمحررين واتّبع النصّ وما تلقاه ابن جزري حقيقة بسنده. أمّا الحالة الثانية وإن كانت صعبة من الحالة الأولى إلاّ أنّها أقرب وتوافق جملة ما تلقاه ابن الجزري بسنده إلى أصحاب الكتب وعزو كلّ طريق إلى صاحبه وإن كنا لا نقطع بصحّتها كلّية لورود خلاف بسيط بين المحررين إلاّ أنّها في الجملة أقرب إلى الصواب من الحالة الأولي. وأمّا الحالة الثالثة فلا شكّ أنّها غير مقبولة لعدم مراعات الوقف والابتداء وجمع جميع الأوجه في الكلمة الواحدة هي أشدّ خطأً من الحالة الأولى وهي لا تخضع لطرق الجمع التي ذكرها العلماء.
ونطلب من فضيلة الشيخ أن يختار لنا من هذه الحالات ما يراه صواباً أو يقترح لنا طريقة أخرى.

ح – قد تبيّن فيما سبق أنّ التحريرات ليست مبنية على الرأي المحض كما يدّعي فضيلة الشيخ ونطلب منه حفظه الله تعالى مرّة أخرى أن ينقل لنا مثالاً واحداً عن واحدٍ من المحررين اعتمد في مسألة من المسائل على رأيّ محض. بل جميع التحريرات تستند إلى نصوص ومصادر أو أصلٍ من الأصول وإن اختلفوا في بعض النصوص لغموضها ، ومن اعترض فعليه بالمثال والدليل.

خ – مخالفة المشافهة واتباع النصوص هو من التحقيق العلمي لأنّ التجربة أثبتت أنّ المشافهة قد يعتريها شيء من التغيير وسبب ذلك أنّ أصحاب الإسناد ليسوا في درجة واحدة من الإتقان فمنهم الثقة الفطن النبيه ومنهم المقلّد ومنهم الغافل ومنهم ومنهم والعلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية كما قال مكي القيسي والداني عليهما رحمة الله تعالى ولو كانت المشافهة لوحدها تكفي لما قام الجهابذه بتدوين الكتب في التجويد والقراءات نظماً ونثراً وذلك في القرون الأولى لأنّهم علموا أنّ هذه النصوص ستقوم بتعويض ما يعتري التلقي والمشافهة من النقص والإهمال والغفلة. وما نجده اليوم من الخلاف في بعض المسائل التجويدية كمسألة الضاد والفرجة في الميم المخفاة والإقلاب ، وكيفية القلقلة وووو أكبر دليل وكلّ يتمسّك بالسند والفصل في هذه المسائل لا يكون إلاّ بالنصوص.

د – أوّل من دوّن في التحريرات على وجه التقريب ، بشكل مستقل ، هو الحافظ ابن الجزري ، له تأليف يسمّى المسائل التبريزية جلّها في التحريرات وردّ فيها عن بعض مسائل التحريرات وغيرها ومن نظمه في اجتماع البدل وذات الياء فقال رحمه الله تعالى :
كآتي لورش افتح بمدّ وقصره..........وقلّل مع التوسيط والمدِّ مُكمّلاَ
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسّطن.....وقصْرٌ مع التقليل لم يكُ للملاَ
وله نظمُ في سوءات وآلان وغير ذلك كثير ومذكورٌ في النشر.
الشاهد : قد ذكر ابن الجزري رحمه الله تعالى الأوجه الأربعة عند اجتماع البدل والذات وصرّح بأنّ القصر مع التقليل لم يكن للملا أي لم لا يُقرأ به. وهذا يدلّ أنّه ما قرأ بهذا الوجه وما أقرأ به ، فبالله عليك هل يا فضيلة الشيخ هل بعد ما ذكره الحافظ ابن الجزري يمكن أن تقول أنّه يجوز القصر مع التقليل لورش ؟
أقول : إن منع رحمه الله تعالى هذا الوجه لأنّه غير منصوص ولأنّه لم يقرأ به مع أنّ قصر البدل متواترٌ وتقليل في ذات الياء متواترٌ أيضاً ، فما يمنع من الأخذ بالتحريرات ومنع الأوجه التي لم يقرأ بها ابن الجزري والتي لم تذكر في أصول النشر ؟ ما الفرق بين هذه المسألة ومسألة السكت مع القصر لحفص ؟
أريد جواباً يا فضيلة الشيخ.
-----------------------------------------

قولكم "2- وسألتك : هل التحريرات لها قواعد منضبطة في منع وجه أو تجويزه ؟
وأجبتني :"نعم لها قواعد " وذكرت أربعة قلت إنها من أهمها 0
ومع أنك لم تذكر مسائل أخرى أكثر أهمية مما ذكرت وهي التي فيها الاضطراب مثل الالتزام بالطرق وعدم القراءة بما خرج عنها ، فالذي يهمني مما ذكرت هو الرابع وهو قولك :" الاقتصار على أصول النشر وطرقه وتضعيف كل ما خرج عن مصادر النشر وطرقه 0
فأقول : أفهم من كلامك أن كل ما خرج عن النشر وطرقه فهو ضعيف ، فإن سلمت لي هذا الفهم فما قولك في من ضعف بعض الأوجه التي في النشر ؟
وأيضاً فما قولك في من قال بأن النشر لم يعتمد فيه صاحبه على كل الصحيح ؟"

الجواب : من المعلوم أنّ كلّ ما ورد في النشر إمّا متواتر وإمّا متلقّى بالقبول والقطع حاصل بهما وقد ذكر ابن الجزري الكتب التي روى منها القراءات وأسانيده إلى تلك المصادر ، وعلى هذا الأساس قام المحققون بحصر هذه الطرق لكلّ راوٍ من الرواة وقابلوها على ظاهر كلام النشر فما وافق أثبتوه وما خالف أخرجوه وهذا قليلٌ جداً مع العلم أنّ ذلك الوجه قد يكون متواتراً من طريق آخر أو رواية أخرى إلاّ أنّه لم يثبت من الطريق الذي نصّ عليه صاحب النشر. إذن فهذه الأوجه متواترة في الجملة ثابتة قي بعض الطرق إلاّ أن نسبتها إلى بعض الطرق يكون فيه نظراً فيكون الأولى عزوُها إلى مصدرها الأصلي. لا شكّ في تواتر قصر المنفصل والسكت على الهمز لحفص إلاّ أنّ الجمع بينهما لم يثبت من طرق النشر ولم يقرأ به ابن الجزري وكذلك الغنّة في اللام والراء للأزرق عن ورش فإنّه غير ثابت في طرق النشر وقد يكون في غير النشر وهكذا. فلا بدّ من التفريق بين ما هو متواترٌ جملة وما هو خروج عن الإسناد الذي تلقاه ابن الجزري إلى صاحب المصدر.

-------------------------------------------------

قولكم : "3- وأما قولك :" لأن القدامي كانوا لا يقرؤن إلا بما تلقوه عن مشايخهم لأن القراءة سنة متبعة 000الخ فأقول لك : وما ذا فعلتم أنتم أيها المحررون ؟ ولا أقصدك أنت شخصياً أو من هو في هذا العصر،لأني أعرف أنك – كما ذكرت قرأت على شيوخ في مختلف الأقطار – فإن كان سندك ينتهي إلى الشيخ المتولى رحمه الله تعالى ،فهل تجزم أن كل مروياته كانت بالسند المتصل منه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؟ أم أنه بعد أن أخذ الأسانيد من شيوخه وتولى الإقراء والتدريس وتأثر بالأزميري رحمه الله تعالى أخذ يعرض ما أجيز فيه من مشايخه على الكتب وبدأ يحرر ويصحح ويخطيء ويضعف ، حتى أصبح له مذهب أول ومذهب ثان ، وهكذا الإزميري رحمه الله تعالى ،والذي أريد قوله : هذه الأوجه التي اجتهد فيها الشيخ رحمه الله تعالى ما حكمها ؟ وهو نفسه قد صرح بأنه لم يقرأ بها وإنما أخذها من الكتب ؟"

الجواب : هل قرأ أو أقرأ ابن الجزري بقصر المنفصل مع السكت على الهمز لحفص عن عاصم ؟ فإن أجبت بنعم فما هو دليلك ويمكنني أن أثبت لك أنّه لم يقرأ بذلك الوجه لأنّه لم يصرّح بذلك من جهة ، ومن جهة أخرى أنّ طرق السكت لحفص لم يرد فيها قصر المنفصل. إذن فسند الشيخ المتولي في قصر المنفصل مع السكت لحفص منقطع لأنّ ابن الجزري لم يقرأ به. أقول : هذا يدلّ على جهد هؤلاء الأفذاذ في هذا العلم وبهذا ستفهم جيّداً أهمّية علم التحريرات. وما فعل المتولّي هو التعديل الانقطاع في السند الذي تنسبه إليه ولغيره. وهذا كلّه من الفطنة والدراية وهو أحسن من السماع والرواية ولا أدري من المقلّد هل هو الذي يتمسّك بالمشافهة وإذا أخطأ المشايخ أخطأ معهم أمّ الحاذق النبيه العالم بطرق النشر ورجاله ؟ أتريد أن تسوّي بين العوام والخواصّ ؟ قال تعالى { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } تريد أنّ تسوي بين رجلً تلقى القراءات العشر الكبري بالتقليد وليس له أيّ دراية بطرق النشر وأصوله بالذي يعلم دقائق كتاب النشر جزئية جزئية كالأزميري والمتوليّ وغيرهما ؟ هذا كلام غير معقول.

---------------------------------------------

قولكم "4- واسمع يا أخي : والله العظيم أحدثك قصة حدثت أمامي وهي أن أحد المشايخ المعروفين في المدينة المنورة وفي بيته فتح كتاب النشر المطبوع على مسألة ،فقلت له : يا شيخ إن في هذا الموضع سقطت كلمة ( غير ) من المطبوع وهي موجودة في ثماني نسخ خطية من النشر ،فأحضر نسخة خطية كانت عنده فرأى الكلمة ، فقال : كل الأوجه التي كنت أقرئ بها اعتماداً على النشر هنا خطأ فقلت له : وما ذا ستفعل ؟ وهل ستقرئ بالموجود في المخطوط أم المطبوع ؟ فقال بالذي في المخطوط ،قلت : ولكنك يا شيخ لم تقرأ به على شيوخك ؟ فسكت 0"

الجواب : لو كنتُ في مكان الشيخ لسألتك هل قرأ ابن الجزري بما في المخطوط أم لا ؟ فإن تلقى القراءات بمضمون ذلك المخطوط فلا شكّ أنّه يقدّم ما في المخطوط على ظاهر النشر لأنّ المخطوط أدقّ من النشر لأنّ كتاب النشرّ جمع فيه الكثير من المصادر وفيها اختصار وإطلاق وعموم لذا اختلف العلماء على مراد ظاهر النشر وما قطعوا في ذلك إلاّ بعد رجوعهم إلى الأصول والمصادر.

--------------------------------------

قولكم ":6- وقلت :" هل تظن أن ورشاً قرأ 000الخ لا والله لا أظن ذلك لأني أعرف كيف كان القدامي يتلقون عن مشايخهم ،فلم يأخذوا القراءة من الكتب ولم يجتهدوا فيها ، ولم يمنعوا وجها ً على وجه ، ولم يقرؤوا تلاميذهم بما يجدونه في الكتب حتى وإن كان صحيحاً عند غيرهم ،ولم يكونوا 000الخ "

الجواب : لماذا اختلفت قراءة ورش وقالون والمسيّبي وكلهم قرؤا على نافع ؟ ولكلّ من هؤلاء الثلاثة أصول وفرش يمتاز بها عن غيره ؟ لماذا اختلفت قراءة الرواة عن ورش وكلّ امتاز بوجه عن غيره في مدّ البدل ، وهذا يقال أيضاً لقالون في مدّ المنفصل مع الصلة في ميم الجمع. إن كان بإمكانك أن تفسّر ذلك فلك حينئذ أن تنتقد المحررين. أقول إن حافظ كلّ راوٍ من الرواة على الوجه الذي تلقاه عن شيخه من غير زيادة ولا نقصان وألزم نفسه بإقراء ما تلقاه عن شيخه فلماذا تريد أن تبطل ذالك اليوم في تجويز الخلط بين الطرق وقد علمت أنّهم ما خرجوا عن مشايخهم وعلى هذا الأساس بُنِي علم التحريرات ؟ وما ترك المحررون المشافهة في بعض الحالات إلاّ لعلمهم أنّ ابن الجزري لم يقرأ بها بالسند.

----------------------------
قولكم : "7- 8- وأما قولك :" فكذلك علم المصطلح وعلم أصول الفقه " فأقول : لا قياس مع وجود الفارق فالقرآن ليس كالحديث ، وهذا قد سبقك إليه شيخنا عبد الرازق حفظه الله ، ولكنك تنسى أو تتناسى أن ضعف السند في القراءات لا يؤثر في قبول القراءة إذا تواترت ولا يجوز ردها ،عكس الحديث الذي قد يلغى نهائياً لوجود علة ولو في فرد من أفراد سنده 0"

الجواب : أوافقك يا شيخنا ولكن هل السكت مع القصر لحفص قُرئ بالسند عند القدامى وإن تواترا في الجملة ؟ القصر مع التقليل لورش متواتران ولكن هل الجمع بينهما في القراءة وارد بالسند عند القدامى وقد صرّح ابن الجزري على عدم وروده.

--------------------------------------
قولكم : "9- وسألتك :" هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد ؟ فأجبتني بقولك:" لا يجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد " وعللت ذلك ثم قلت :" أما كلمة "ضعف" فلا دخل لها في الموضوع لأن ضمها عند حفص متلقي بالقبول من القدامى وليس من المحررين 0الخ
وأقول : عجيب قولك " لا دخل لها في الموضوع " وإذن على أهل التحريرات إضافة هذا الشرط والقيد وهو " إن انقطاع سند القراءة يجوز القراءة به إذا تلقاها القدامى بالقبول " حتى يسلموا من الاعتراض والوصف بعدم المنهجية في قبول القراءة 0"

الجواب : هل قرأ بن الجزري بوجه الضمّ في ضعف عن مشايخه ؟ هل أقرأ بذلك ؟ هل هو موجود في الشاطبية ؟ هل هو موجود في النشر ؟ وقد ذكرتَ أنّ انقطاع السند لا يؤثرّ إذا تواتر ذلك الوجه وقرأ به القدامى وابن الجزري وغيره. أمّا قصر البدل مع التقليل لم يقرأ به ابن الجزري وما أقرأ به وما قرأ به القدامى وهو غير منصوص عليه في المصادر إذن فهناك فرق كبير بين ضعف وبين قصر البدل مع التقليل, أفهمت يا شيخنا ؟

-------------------------------------
قولكم :"10-وأعجب منه قولك :" وهو ثابت في الشاطبية والنشر " أما الشاطبية فلا كلام فيها ، وأما في النشر فآمل منك بيان كيفية ثبوتها فيه : هل رواية أم حكاية ؟
وحتى تتضح لك المسألة فإني أنقل لك كلام النشر وهذا نصه :" وقد صح عنه الفتح والضم جميعاً فروى عنه عبيد وأبو الربيع الزهراني والفيل عن عمرو عنه الفتح رواية ، وروى عنه (ابن) هبيرة والقواس وزرعان عن عمرو الضم اختياراً " ثم قال : " وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ "انتهى كلامه رحمه الله :1/345
11- فانظر أيها المحرر : هل في المذكورين أحد من طرق التيسير ؟والذي من طرق التيسير هو عبيد وقد نص ابن الجزري نفسه على أنه روى عنه الفتح وذلك قوله "الفتح رواية"، وأما أبو الربيع الزهراني فهو أصلاً ليس من طرق النشر ألبتة ، وأما عمرو فليس من طرق التيسير البتة0
فكيف تأتي وتقول "إن الضم في النشر " وحتى لا (أدلس )على القراء فأقول :إن بحثنا إنما هو على التيسير والشاطبية، ولا علاقة لي بالطيبة ، ولنفرض أن كلامك صحيح : فما ذا نقول عن حفص نفسه الذي صرح بأنه لم يقرأ بالضم على عاصم ؟ وهذا نقله جل العلماء السابقين ؟ أم هو التقليد الأعمى حتى فيما هو ظاهر كاد الأعمى أن يراه ؟ عجبي ؟؟؟ "

الجواب : حتّى وإن ورد وجه الضمّ لحفص حكايةً إلاّ أنّه قرأ به القدامى وأقرءوا به وكلّ الذين تلقوا القراءات من طريق الشاطبية قرءوا به وأقرءوا به إلاّ أنّهم قدّموا وجه الفتح تفريقاً بين مقام الرواية والحكاية وهذا التفريق يكفي في تمييز بين الوجهين ولا يحفّزّ المحررين إلى تضعيف وجه الضمّ لأنّ القدامى فرّقوا بين الوجهين وقدّموا الفتح على الضمّ لثبوته روايةً.

----------------------------------
قولكم : "12- وأما قولك:" إن أردت تخطئة القدامى 00الخ فهذا إنشاء أنت في نفسك تعرف أنه ليس صحيحاً ، أنا لا أخطئ أحداً لا القدامى ولا المعاصرين ،وأتحداك – وليس ذا من طبعي –أن تأتيني بنص خطَّأت فيه أحداً، وإنما أقول:هذا المنهج الذي تتبعه أنت وغيرك ممن يتشدد في التحريرات منهج (مضطرب ) ينقصه كثير من (التقنين ) وهذا يتلخص في شيء سهل جداً وهو: أنكم إذا منعتم وجهاً أو أجزتموه لعلة فدوروا مع العلة أينما دارت ،هذا كل ما في المسألة ،وشتان ما بين أن أخطئ أحداً بعينه وبين أن أحكم على منهج بالاضطراب "
الجواب : هذا كلام عجيب هل الاضطراب أمرٌ محمود ؟ لا شكّ أنّه مذموم ثمّ تقول أنّي لم أخطّي أحداً. والمشكل أنّك تنكر التحريرات جملة وليس فقط المبالغة في ذلك. فأرجوا أن توضّح لنا ذلك لنفهم قصدك جيّداً وإلاّ فلا داعي للحوار.

------------------------------
قولكم : "سؤالاً محدداً : هل هي متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق حفص عن عاصم أم لا ؟"

الجواب : هو متواترٌ إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وحفص لم يكن موجوداً في عهد النبيّ عليه الصلاة والسام فلا تصحّ هذه العبارة ، والصحيح أن يقال هل تواتر هذا الوجه عن حفص ؟ الجواب نعم لأنّه أقرأ به وتواتر عند القدامى وتلقوه بالقبول وقرءوا وأقرءوا به من غير نكيروهو ثابت في النشر وأصوله."
--------------------------------

أمّا ما نقلته من فتوى الشيخ القاضي رحمه الله تعالى فأقول :
- كيف تلقّى الشيخ القراءات هل بالتحريرات أم لا
- كيف كان يُقرئ رحمه الله تعالى
- كيف أقرأ رحمه الله تعالى بعد هذه الفتوى
- إذا قال بترك التحريرات مطلقاً فما هو البديل ؟ كيف تكون طريقة جمع القراءات ؟
- عدم الأخذ بالتحريرات يفضي حتماً إلى أوجه لم يقرأ بها ابن الجزري عن مشايخه حال التركيب والالتزام بالطريق والسند هو المعهود عند السلف.
- الكلّ يؤخذ من قوله ويردّ إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وقد ردّ الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى على هذه الفتوى في كتابه "تأملات حول تحريرات لعلماء القراءات ".
وأمّا الشيخ المرصفي فقد قرأ وأقرأ بالتحريرات ويعتمد على أصول النشر وعلى ما ذكره الأزميري والمتوليّ بخلافك يا شيخنا فإنّك تنكر التحريرات مطلقاً فشتان بين الأمرين. ولا أظنّ أنّ الشيخ المرصفي رحمه الله تعالى سيفاوق على ما تقول.
----------------------------------

قولكم : "20- 22-وأما قولك :" إنك تلقيت على جميع شيوخك بالتحريرات 00الخ " فإن كنت قلته مفتخراً ؛وكما تحديتني ،فإني أتحداك أن تثبت لي اتصال سندك منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بضم الضاد في ( ضعف ) عن حفص من طريق التيسير 0وكأني أراك تقول "هذا متلقى بالقبول " وشتان ما بينهما على أني أقول:"شيوخك مقلدون للمتولي فهم وإن تعددوا حكمهم حكم رجل واحد0"

الجواب : مسألة ضعف لا علاقة لها بالشيخ المتوليّ فقد قرأ وأقرأ بها القدامى مع أننا تكلمنا في هذه المسألة مراراً ولكنّك تعضّ عليها بالنواجد لأنّك لم تجد غيرها وتعلم جيّداً أنّ جميع العلماء قدّموا الفتح للتفريق بين الرواية والحكاية.

-----------------------------------------------

قولكم : "23- وقلت لي :" أتريد أن أترك ما عليه جميع المشايخ وما ذهب إليه الإزميري والمتولي والضباع وأتبعك أنت ؟ إلا إذا أصابني جنون فحينئذ 000
فأجيبك :من طلب منك ذالك ؟ وكأني أراك خرجت عن طورك ؟ ؟؟ وعلى كل حال :الجنون أهون عندي من أن أقرأ حرفاً من كتاب الله تعالى لم يتصل سنده برسول الله صلي الله عليه وسلم 0"

الجواب : أريد أن تعطينا منهجية في جمع القراءات بحيث يتصل سندها بالنبيّ عليه الصلاة والسلام. فالنقد سهل ولكن أين البديل ؟ والله لو شرحت لنا البديل الذي تعوّضنا به عن ما تلقيناه عن مشايخنا وأتثتّ لنا صحّة سنده للنبيّ عليه الصلاة والسلام مشافهة ونصاً سأتّبعك في الحين والله الذي لا إله إلاّ هو.

------------------------------------------

قولكم : "27- وسألت سؤالاً مهماً في المسألة وهو : الأوجه التى أجازها الإزميري والمتولي هل قرآ بها على شيوخهما أم اجتهدا فيها وأخذاها من الكتب وخالفا ما قرآ به على شيوخهما وأخذا به سنداً متصلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم " ولم تجبني ، ولا أقول إنك لم تر السؤال لأنك أثبته في ردك "

الجواب : قصر المنفصل مع السكت لم يقرأ به ابن الجزري عن حفص بسنده إلى أصحاب السكت فلماذا تخالف إسناد ابن الجزري في السكت لحفص وتلوم المتولي والأزميري الذين وإن خالفا ما تلقياه عن مشايخهما إلاّ أنّهما وافقا ما تلقاه ابن الجزري بسنده إلى أصحاب السكت لحفص.

---------------------------------------------

قولكم : "28-وسألتني بدلاً عنه سؤالاً وهو :"لو قرأت على شيخك بوجه وهذا الوجه موافق لظاهر النشر 000الخ " وأجيبك :" أموت وألقى الله تعالى على الوجه الذي قرأت به على شيخي وأعطاني به سنداً متصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 0هذا ما أدين الله تعالى به 0"

الجواب : من المقلّد إذاً ؟ وكيف تتهم غيرك بالتقليد ؟ آلمشايخ كلّهم معصوصمون ؟

--------------------------------------------

قولكم : "29-وأما قولك :" وفي جميع تلك النسخ يتبين أن مضمونها يخالف ما نصه ابن الجزري مع العلم أنه بشر يخطئ ويصيب وكلامه ليس قرآناً "
فجوابه : وهل النسخ الأخرى قرآن ومن كتبها ليسوا بشراً يصيبون ويخطئون ؟ ؟ ما هذا المنطق يارجل 0

الجواب : نعم كلّهم بشر إلاّ أنّ الأخذ بالأصل هو الأسلم ويقوّي ذلك عدم اعتراض ابن الجزري على الأصل والمصدر وإقراره بمضمون ما تلقاه بسنده إلى صاحب المصدر. ثمّ إنّ المصدر أضبط من النشر الذي يحوي على الكثير من المصادر والأوجه والتي قد تكون سبباً في الوهم. والنشر في حدّ ذاته كتاب في القراءات يحتوى على أصول وفرش مع عزوها إلى مصادرها ولو ذكر المؤلّف رحمه الله تعالى التحريرات كما فعل في مسائله التبريزية لصار كتاباً ضخماً.

---------------------------------
قولكم : "30- قولك :" وسأضرب لك مثالاً لأني أدركت أنك ما فهمت حقيقة التحريرات 000
فجوابه : أما ما أدركته فهذا شيء يخصك لا أناقشك فيه وإن كنت أجزم بأنك لا زلت في مرحلة التصور 0
وأما المثال الذي ضربته فو كلام علمي رصين جيد لا أختلف معك فيه ولا عليه ،ولكن :لما أعطي سنداً برواية حفص من طريق الشاطبية والتيسير بالضم في (ضعف) ألا أكون قد أجزت وجهاً لم يقرأه حفص على شيخه ؟ هذه هي القضية يا شيخ 0"

الجواب : نعم ما زلت في مرحلة التصوّر وما أناقش إلاّ للتعلّم والاستفادة وقد أكون قاسياً معك لتُخرج ما في البطن لأزداد علماً وأمّا مسألة الضمّ فقد سبق الكلام عليها مراراً.

--------------------------------------

قولكم : "31- وسألتك : إذا رأينا من يجيز حكماً000الخ ولم تجبني وإنما طلبت دليلاً ملموساً ،فهاكه :
مسألة الفعل "رأى " سواء قبل ساكن أو متحرك :
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف للسوسي في إمالة الراء والهمزة من الأول وإمالة الراء من الثاني 0
جاء المحررون واتبعوا الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى وقالوا : إن هذا الخلاف لا يقرأ به للسوسي لأنه خروج عن طرق كتابه (وهو التيسير ) ،وهذا كلام وجيه من إمام القراءات ،فقد بين أنه من قراءة الداني على فارس من غير طريق أبي عمران الذي هو طريق التيسير 0
ذهبنا إلى التيسير فوجدنا فيه التالي :"رأى كوكباً " – ونحوه- أبو عمرو بإمالة الهمزة فقط 0
و " رءا القمر "-وبابه- أبو عمرو بفتح الراء0
ثم قال الداني : وروى أبو حمدون وأبو عبد الرحمن عن اليزيدي بإمالة فتحة الهمزة في ذلك كالأول أيضاً وكل صحيح معمول به 0انتهى كلامه :التيسير :104
وهذا نفسه نقله الإمام ابن الجزري وقال عنه : لا يصح – هذا الوجه – من طريق السوسي البتة وإنما روي من طريق أبي حمدون وأبي عبد الرحمن عن السوسي ومن طريقيهما حكاه في التيسير وصححه02/47
إذن :علة المنع هنا الخروج عن طريق التيسير ومجيئها من طريق أبي حمدون 0

الجواب : إن لم يرد هذا الوجه في التيسير وفي طرق الشاطبية الأخرى فلا شكّ أنّه خروج من الطريق. وهذا لا إشكال فيه وإنّما الإشكان يكون في حالة ورود هذا الوجه في أحد طرق الشاطبية دون التيسير ، وردّه العلماء بمجرّد عدم وروده في التيسير. فإذا لم يثبت الوجه في طرق الشاطبية فيكون الاعتماد على الأصل أولى أي كتاب التيسير في الحكم على الوجه.
---------------------------------------------


قولكم ": 32- نذهب إلى كلمة أخري وجدنا فيها نفس العلة وهي حكاية الداني لطريق أبي حمدون ،لكن بعض أهل التحريرات لم يمنع القراءة بل جوزها وذلك في :
"فبشر عباد" في سورة الزمر :
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى أن السوسي يفتح الياء وصلاً ويسكنها وقفاً ،أي أن الياء ثابتة عنه وصلاً ووقفاً 0
وفي التيسير :أبو شعيب – هو السوسي – "فبشر عباد" بياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف0ص:189
لكن قال بعض أهل التحريرات : إن هذا المذكور ليس من طريق الحرز ، بل طريقه الحذف في الحالين ،وعلى هذا ينبغي لمن يقرأ من طريق الحرز للسوسي أن يقتصر له على الحذف في الحالين 0إبراز المعاني 2/272ح 1
وارجع إلى ما كتبه شيخنا عبد الرازق في تعليقه على " الفتح الرحماني ص167 وما بعدها ففيه تدقيق لا يصدر إلا عن عالم محقق يعرف ما ذا يقول ،ولا تفهم أنى أوافقه في النتيجة وهي قوله :"أما في الوقف فله – السوسي- أن يثبتها ساكنة أو يحذفها ويسكن الدال 0
لأن الحذف إنما ذكره الداني عن أبى حمدون ،قال رحمه الله تعالى : "وقال أبو حمدون وغيره عن اليزيدي مفتوحة في الوصل محذوفة في الوقف 0ص189
ولعل الذين أجازوا رواية الحذف مع أنها عن شيخ خارج عن طرق التيسير هو عبارة الدانى : وهو عندي قياس قول أبي عمرو 0
33- فهاتان قراءتان فيهما علة واحدة أجيزت إحداهما ومنعت الأخرى 0 وعندي غيرها لكن أدخرها للبحث المطول الذي منشغل به الآن عن دراسة كتب التحريرات يسر الله ووفق إن كان فيه الخير 0"

الجواب : التحريرات خاضعة للتحقيق في كلّ زمان والحقّ مع من كانت له البيّنة والحجّة القاطعة ولا أخالفك أنّ هناك خلاف واضطراب في بعض التحريرات.

-----------------------------------------------

قولكم : "34- أما قولك :" العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية " فقول أراك معجب به كثيراً وتردده ترديد من ليس له من الأدلة غيره ، وهل هذا الذي نبحث فيه إلا من باب الدراية ؟ وأقول لك : في القراءات وحروف القرآن "السماع والرواية أحسن من الفطنة والدراية" ، إذ تعبدنا بما أقرئنا ولم نتعبد بما اجتهد فيه العلماء 0
ثم إن عبارتك "العلم " عامة تصدق على القراءة وغيرها ،فهل القراءة مثل العلم بالنحو والفقه والمنطق والأصول 00"

الجواب : هذا كلام مكي القيسي والداني ومرادهما أنّ بالدراية والفطنة يمكن أن تتعرّف على قوّة الوجه المقروء به من صحّة وشذوذ وضعف وإنّ السماع والرواية من غير فطنة ودراية يحملك على التقليد الأعمى وهذا الذي تقول به أي أتّبع السند وخلاص.

------------------------------------------


قولكم :"46-قلت :" أن طرق الشاطبية تنحصر في جميع ما ورد في كتب الداني والتي ألفها مشايخ الداني كالتذكرة00الخ"
الجواب : لم أقم بحصر جميع طرق الشاطبية لأنّي ذكرت ذلك من جهة العموم وخلاصة ما أردتّ قوله أنّ الوجه إذا لم يرد من طريق التيسير فلا يعني أنّه ليس من طريق الشاطبية فتعجّبت كيف لا تدرك هذا الأصل ؟ إن كان لك علمٌ في ذلك فما وجه سؤالكم إذن ؟

-------------------------------

الخلاصة :
يا شيخنا أعتذر إليكم إن كان هناك تجاوزات في الألفاظ ولا أدري حتّى الآن هل تنكر التحريرات مطلقاً أو بعض الأوجه التي اضطرب فيها العلماء وهذه الأوجه قليلة كما تعلم والسؤال كيف نتعامل مع هذه الأوجه المضطربة إمّا أن نرجع إلى المصادر وهي تطبع الآن ولله الحمد. أم نقتصر على المشافهة وإن خالفت المصادر صراحةً. ولا بدّ للعلماء أن يجدوا حلاً لذلك والأولى فيما أعتقده هو حصر هذه الاضطرابات والتحقيق فيها وهذا أولى من ردّ التحريرات جملة وإبطال كلّ ما قام به المحررون من عهد ابن الجزري إلى يومنا والقول بأنّ منهج المحررين مضطرب على الإطلاق ليس صحيحاً لأنّ الخلاف بين أتباع الأزميري قليلٌ جداً والخلاف بين أتباع المنصوري قليل جداً كذلك ولا يمسّ تواتر أوجه النشر جملة وإنّما الخلاف هو في عزو كلّ طريق إلى مصدره من غير زيادة ولا نقصان ولا شكّ أنّ ذلك أحوط وأسلم من باب التدقيق والتحقيق . أمّا الخلاف الذي يؤدّي إلى الفرقة والتباغض بين القراء فلا شكّ أنّ في ذلك مفسدة إذ كلّ ما ورد في النشر إمّا متواتر أو متلقى بالقبول والقطع حاصل بهما.

أكتفي بما أقول وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري

ً
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الشيخ محمد يحي شريف :
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
قرأت ما سطرته يدكم الكريمة ،وخطه يراعكم الدقيق البليغ، وصدقني يا أخي لم أصدق بادئ الأمر أن هذا الأسلوب العلمي في الطرح هو أسلوبكم ؛لما عهدته في مقالاتكم السابقة من الأسلوب القاسي والهجوم العنيف اتجاه مخالفكم ،حتى إني هممت بالانسحاب من النقاش 0
والآن وقد رفعتم الأسلوب إلى هذا الأسلوب الراقي والرائع فقد أثلجتم الصدر وجددتم حب النقاش والطرح العلمي 0
أولاً: لاحظت أننا نتفق على مسألة مهمة في الموضوع وهي :" وجود بعض الاضطراب في منهج بعض المحررين المتأخرين " وهذا ما صرحتم به في مقالتكم الأخيرة ،وما كنتُ قد قررته سابقاً 0
لو لم يكن من الفوائد مع النقاش معكم إلا هذه الفائدة لكفت ،لأن ما يكون بعد ذلك فهو خلاف سهل يعود في الطريقة التي ننظر بها إليه وكيفية تصحيحه ،وهو ما أشرتم إليه في آخر كلامكم 0
ثانياً : ليس معنى كلامي هذا أني أسلم لكم كل ما ذكرتم هنا ، لا ، وإنما قصدي أن أشير إلى أن النقاش بدأ يؤتي ثماره حتى يتنبه أهل القراءات إلى هذا المطروح فيأخذوا في دراسته وتقويم ما يصلح منه للتقويم ورد ما ليس كذلك 0
بعد هاتين النقطتين أذكر ما لم أوافقك عليه في طرحك الأخير ، فليتسع لي صدرك ،فأقول وبالله التوفيق:
1- قولك :" قال اين الجزري :والصواب عندنا في ذلك التفصيل 00الخ
تلاحظ يا شيخنا أن الإمام يتكلم عن خلط قراءة بقراءة ، وهذا لا نختلف فيه وإن كان بعض العلماء أجازه ما لم يؤد إلى معنى مغاير ،وهو ما حام حوله الإمام في آخر كلامه 0
2- أما ما ذكرته في الفقرة (ث) وما بعدها فلا أناقشك فيه لأنه من طريق الطيبة ن ونحن كلامنا إنما هو على تحريرات الشاطبية ، ومع ذلك لي وقفات قصيرة فيما ذكرتم وهي كالتالي :
أ- تحدثتم عن حفص ،وهذا فهمت منه أن مرادكم حفص بكماله يعنى من طريقي عبيد وعمرو ، وهذا غير دقيق ،لأن القصر لحفص إنما هو عن عبيد ،وهو ما ذكرتموه بعد ذلك 0
ب- قلتم :" وقد ذكر المحققون أن السكت على الهمز لحفص لم يرد من طرق القصر كما قال العلامة السمنودي "
وأقول : كان الأولى نسبة هذا القول لابن الجزري نفسه لأنه هو الذي قاله في النشر:1/321
ج- قولك :"ولا أظن أنه قرأ بهذا الوجه " ظنك في محله ،لأن عبارته في النشر صريحة في ذلك 0
تعقيب مهم :
قلتم :" قصر المنفصل مع التوسط من غير سكت ولا غنة من المصباح وروضة المعدل "
أقول : أما المصباح فلا تعليق عليه ،وأما روضة المعدل فيحتاج إثبات ذلك إلى دليل وبرهان ،ولا يكون ألبتة إلا إذا رجع ابن الجزري للدنيا وأدخل طريق روضة المعدل من رواية حفص في النشر 0
هنا يا شيخنا خطأ علمي مشهور عند أهل القراءات المعاصرين ،ولا أدري إلى الآن أين مصدره الأساس 0
كيف يكون قصر المنفصل لحفص من طريق روضة المعدل وابن الجزري رحمه الله لم يأخذ أي طريق عنه فيه ،بل لم يأخذ عن الروضة لعاصم إلا طريقاً واحدة وهي عن شعبة وليس عن حفص فالخلاصة : إن روضة المعدل ليس منها أي طريق عن حفص من طرق النشر ،وعليه كيف يقال القصر لحفص من طريق روضة المعدل ؟،فمن يقرأ من أهل التحريرات بالقصر لحفص ويقول إنها من روضة المعدل فإنه يقرأ بطريق لا وجود لها في النشر 0
3- قلتم :" ونطلب أن يختار لنا من هذه الحالات ما يراه صواباً000الخ
أقول : لو ضربت لي مثالاً من تحريرات الشاطبية ربما بينت لك ،أما الطيبة فلا علاقة لي بها وقلت ذلك مراراً وتكراراً ،ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه فلم يتعداها 0
4- قلتم:"هل بعد ما ذكره ابن الجزري يمكن أن تقول أنه يجوز القصر مع التقليل لورش "
الجواب : ليس أنا الذي أقول هذا ، بل الشاطبي وابن بليمة وكل من نقل الأوجه المذكورة ولم يقيد ويمنع وجهاً على وجه
5- قلتم :"فلا بد من التفريق بين ما هو متواتر جملة وما هو خروج عن الإسناد الذي تلقاه ابن الجزري 00الخ
الجواب: هذا هو الذي نتكلم فيه :خروج عن الاسناد أحياناً يأخذه المحررون وأحياناً يمنعونه 0
6- قلتم :" تريد أن تسوي بين رجل تلقى القراءات 00الخ
فأقول :إن كنت تقصدني فطب نفساً ،أنا لم أتلق القراءات العشر الكبرى ولذا لا أتكلم فيما بعد السبعة وإن كان عندي فيها مؤاخذات على المحررين فيها ،وإن كنت تقصد غيري فهو وشأنه 0
7- ثم قلتم :" الصحيح أن يقال هل تواتر عن حفص ؟الجواب نعم لأنه 000الخ
الجواب : هذا سهو منك يا شيخنا وتسرع ، فما ذا يفيد تواترها عن حفص وغيره إذا لم يصح تواترها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
8- قلتم : " لأنك لم تجد غيرها 000الخ
أقول : عندي غيرها يا شيخ لكني رأيتك مركزاً عليها فمشيت معك 0
9- قلتم :" لو شرحت لنا البديل 000
الجواب : البديل هو ألا تتعدى ما قرأت به على شيوخك وأعطوك عليه سنداً متصلاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،ولا تأخذ القراءة من الكتب 0
الخلاصة :
اعلم يا شيخ محمد رزقني الله وإياك العلم النافع وخدمة كتابه أني :
1- لا أنكر التحريرات مطلقاً ،وإنما أنكر ما لم يتلق عن الشيوخ مباشرة ثم تلزم به الأمة0
2- لم أقل إن منهج التحريرات مضطرب ،وإنما قلت ولا أزال أقول: إن (منهج ) المتأخرين من أهل التحريرات مضطرب ،وشتان ما بينهما 0
3- كل ما قلته لم آت به من كيسي وإنما هو موجود في كتب السلف من علماء القراءات 0
هذا ما أردت قوله ،واختصرت الموضوع جداً وركزت على ما أختلف معك فيه اختلافاً أرى أنه جوهري لا لفظي 0
ورحم الله من قال :" كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام خصمي خطأ يحتمل الصواب "
والله يحفظ الجميع 0
 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

أخي فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لم أتعرّض في ردّي السابق إلى مسألتين :


فيما يخصّ طرق الشاطبية فإنّها تختصّ بما ورد عن الداني وكلّ ما كان من طريقه. قال العلامة سلطان المزّاحي : " فإن قلت من أين يعلم أنّ مكياً وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبي ؟ قلتُ : لأنّ الشاطبي ينتهي سنده للداني لأنّه أخذ القراءة عن أبي الحسن عن ابن هذيل عن أبي داود الأموتي عن الداني وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في التيسير أم جامع البيان أم المفردات فهو طريق له وما خرج عن ذلك فليس من طريقه ، ومكي وابن بليمة ليسا من طريق الداني. أمّا مكي فإنّه كان معاصراً للداني وتوفي قبله بست سنين وأشهر لأنّ مكياً توف يفي ثاني المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، والداني توفي في نصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، ولا يكون من طريقه إلاّ إن كان شيخاً له ، ولا نعلم أحداً ذكره من مشايخه إذ مشايخ الداني الذي أسند قراءة عنهم : أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن محمد بن خاقان ، أبو الفتح فارس ابن أحمد ، وأبو الحسن طاهر بن غلبون كما يعلم ذلك من مراجعة النشر. أمّا ابن بليمة فتأخرت وفاته عن الداني بثمانية ستين سنة ، فهو إن كان موجوداً عند وفاة الداني لم يكن متأهّلاً لأن يأخذ القراءة عنه حتى يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر إذ لو كان كذلك لذكره من مشايخه ، فاتضحا أنّهما ليسا من طريقه ، ومن هنا يعلم أنّ كلّ من تأخّرت وفاته كصاحب التجريد والإعلان والمبهج وأبي العز القلانسي والغرناطي صاحب الإقناع ةالشهرزوري صاحب المصباح وصاحب الكامل والمفيد أو كان معاصراً له ولم يعد من مشايخه ليس من طريقه." انتهى كلامه رحمه الله وبركاته (رسالة الشيخ سلطان المزاحي في أجوبة المسائل العشرين ص23 و24 ).
أقول : من خلال كلامه رحمه الله تعالى ندرك أنّ طرق الشاطبية هو ما رواه الداني سواء من التيسير أو جامع البيان أو المفردات أو ما رواه مشايخه في الإسناد كطاهر ابن غلبون وغيره. وإنّ رواية ورش عن النافع تشمل كل ما قرأ الداني بهذه الرواية عن مشايخه وهم أبو القاسم خلف بن خاقان وفارس بن أحمد وطاهر ابن غلبون ولا يقتصر على ما رواه عن أبي القاسم خلف بن خاقان وهو شيخه في رواية ورش من كتاب التيسير. وعلى ما تقدّم يظهر جلياً أنّه ليس كلّ ما خرج عن التيسير هو خروج عن طرق الشاطبية.

وأمّا ما يتعلّق بطول البدل لورش فقد اختلف العلماء في نسبة هذا الوجه إلى الداني في جامع البيان فمنهم من نفاه للداني كالعلامة المارغني في كتابه نجوم الطوالع ومنهم من أثبته للداني تأوّلاً لما ذكره في جامع البيان ، قال الشيخ الضباع في كتابه المطلوب : " ( الأوّل ) : الإشباع – أي إشباع البدل – وهو طريق صاحب الهداية والعنوان والمجتبى والتجريد والكافي والكامل وهو أحد الثلاثة في الشاطبية وذكره صاحب لطائف الإشارات للداني من قلااءته على أبي الفتح وابن خاقان " انتهى كلامه (المطلوب ص3).
قال الشيخ جمال الدين محمد شرف " .....وبه قرأ الداني على أبي الفتح وابن خاقان على ما في اللطائف ويظهر من قوله في جامع البيان نصّه : فروى أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه أي تمكين حروف المدّ واللين بعد الهمز تمكيناً أوسط بزيادة يسيرة وهي كالزيادة التي تزيدها من هذه الطرق في تمطيطهنّ مع تأخّر الهمز في المتصل والمنفصل مطابقة لمذهبه في التحقيق ، وبهذا قرأت على ابن خاقان وقرأت على أبي الحسن بن غلبون بغير زيادة تمكينٍ لحرف المدّ فيما تقدّم " أ ه مختصراً من جامع البيان على ما في البدائع " انتهى كلام الشيخ جمال الدين محمد شرف (رواية ورش وتحريراتها من طريق طيبة النشر ص18). قوله : على ما في البدائع أي بدائع البرهان للأزميري رحمه الله تعالى. وسأنقل كلام الداني من جامع البيان ، قال رحمه الله تعالى : ....فروى أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه أداء تمكينها تمكيناً وسطاً بزيادة يسيرة ، وهي كزيادة التي تزيدها من هذا الطريق في تمطيطهنّ مع تأخّر الهمز في المتصل والمنفصل مطابقة لمذهبه في التحقيق وتحكمها المشافهة ..." انتهي كلامه رحمه الله تعالى ( جامع البيان ص193).
أقول كلامه يحتمل الطول في البدل لقوله " تمكينها تمكيناً وسطاً بزيادة يسيرة " أقول فما معنى قوله بزيادة يسيرة ؟ وقوله " وهي كزيادة التي تزيدها من هذا الطريق في تمطيطهنّ مه تأخّر الهمز في المتصل والمنفصل " أقول ومقدار المنفصل والمتصل لورش هو الطول وهذا الذي جعل بعض العلماء ثببتون طول البدل من جامع البيان اعتماداً على النصّ المذكور وليس على اساس اجتهادٍ كما يظنّ البعض.

والآن سأعود إلى ردّكم الأخير فأقول وبالله التوفيق :

قولكم : "1- قولك :" قال اين الجزري :والصواب عندنا في ذلك التفصيل 00الخ
تلاحظ يا شيخنا أن الإمام يتكلم عن خلط قراءة بقراءة ، وهذا لا نختلف فيه وإن كان بعض العلماء أجازه ما لم يؤد إلى معنى مغاير ،وهو ما حام حوله الإمام في آخر كلامه 0"

الجواب : ذكر ابن الجزري الخلط بين القراءات على وجه العموم وهذا لا يمنع دخول الروايات والطرق في المقصود لعدّة أسباب :
- لأنّ لفظ القراءات أعمّ من غيرها ويصحّ أن تقول قراءة ورش أو قراءة قالون.
- الخلاف بين القراءات دائرٌ بين الأصول والفرش فكذلك بين الروايات وحتّى بين الطرق فيما بينها.
- قد حرّر ابن الجزري أوجه البدل والذات في رواية ورش في مسائله التبريزية ولا شكّ أنّ التفريع الذي ذكره يختصّ بطرق ورش ولا يختصّ بالقراءات فكلامه في مسائله التبريزية تفسير وتبيين ما نصّه في نشره.
-------------------------
قولكم : "2- أما ما ذكرته في الفقرة (ث) وما بعدها فلا أناقشك فيه لأنه من طريق الطيبة ن ونحن كلامنا إنما هو على تحريرات الشاطبية ، ومع ذلك لي وقفات قصيرة فيما ذكرتم وهي كالتالي :
أ- تحدثتم عن حفص ،وهذا فهمت منه أن مرادكم حفص بكماله يعنى من طريقي عبيد وعمرو ، وهذا غير دقيق ،لأن القصر لحفص إنما هو عن عبيد ،وهو ما ذكرتموه بعد ذلك 0"

الجواب : كلّ طرق القصر لحفص أو معظهما هي من طرق عمرو بن الصباح إن لم تخني ذاكرتي انظر صريح النصّ.

------------------------------------
قولكم "قلتم : قصر المنفصل مع التوسط من غير سكت ولا غنة من المصباح وروضة المعدل "

الجواب : جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ على هذا الاعتراض وهذا يدلّ على اطلاعكم الواسع وأخبركم أنّه وقع خلاف كبيرٌ في هذه المسألة وسأختصر لكم هذا الخلاف فيما يلي : عندما نرجع إلى النشر نجد أنّ الوارد من طريق روضة المعدّل هو قصر االمنفصل مع طول المتصل فالقصر له منصوص في النشر وأمّا طول المتصل فهو مذهب جمهور أهل العراق ومن بينهم المعدلّ صاحب الروضة. وهذا ما وجدناه في صريح النصّ للشيخ الضباع وقد ألزم بعض المحققين وجه توسط المتصل من طريق روضة المعدّل خلافاً لظاهر كلام النظر وكلام صاحب صريح النصّ وسألنا بعض المشايخ عن هذا التعارض ومن بينهم الشيخ عبد الرافع بن رضوان علي حفظه الله تعالى حيث أخبر أنّ في المخطوط لكتاب روضة المعدلّ وجد التوسط وهو الذي وجده الشيخ عامر السيد عثمان والشيخ إبراهيم شحاته السمنودي وقد ذكر المحققون أنّ كلّ ما ورد من طريقه الطول في المتصل جاز له وجه التوسط في المتصل وهو قول الشيخ الضباع نفسه في صريح النصّ. وقلت في نفسي إنّ الضباع اطلع على المخطوط أيضاً ولعلّه وجد غموضاً في النصّ فأخذ بظاهر كلام النشر. وما زلت أتساءل دائماً إن كان كلّ ما ورد من طريقه الطول في المتصل جاز فيه التوسط ، فلماذا لم يثبتوا وجه الطول في المتصل من طريق روضة المعدل واقتصروا على التوسّط ؟ ولماذ لم يجيزوا السكت العام لحفص على وجه توسط المتصل وقد ذكرنا أنّ السكت العام يختصّ بطول المتصل.
وما ذكرت وجه توسط المتصل لصاحب االروضة إلاّ لثقتي بالمشايخ الثقات الذين اطلعوا على المخطوط ودرءاً للفتنة التي وقعت من أجل هذه المسألة زيادة على ذلك أنّه ليس هناك فرق كبير بين طريق المصباح ( قصر المنفصل مع توسط المتصل ) وبين طريق الروضة للمعدّل وهذا باختصار شديد.
------------------------
قولكم : "3- 4- قلتم:"هل بعد ما ذكره ابن الجزري يمكن أن تقول أنه يجوز القصر مع التقليل لورش "
الجواب : ليس أنا الذي أقول هذا ، بل الشاطبي وابن بليمة وكل من نقل الأوجه المذكورة ولم يقيد ويمنع وجهاً على وجه"

الجواب : وماذا تقول فيما حرّره إمام الفنّ ابن الجزري في مسائله التبريزية والإمام الشاطبي لم يقيّد الإدغام الكبير مع الإبدال للسوسي والذي قيّده تلميذه السخاوي وهو تلقى ذلك عنه ، وهذا يدلّ أنّ في التحريرات لا ينبغي أن يؤخذ بظاهر كلام الإمام الشاطبيّ إن خالف المشافهة وأصول طرقه. وابن بليمة ليس من طرق الشاطبية كما سبق من فتوى الشيخ سلطان وإن جاز من الطيّبة.

----------------------
قولكم : "5- 7- ثم قلتم :" الصحيح أن يقال هل تواتر عن حفص ؟الجواب نعم لأنه 000الخ
الجواب : هذا سهو منك يا شيخنا وتسرع ، فما ذا يفيد تواترها عن حفص وغيره إذا لم يصح تواترها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب : كان ينبغي أن يقال هل تواتر من حفص إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. فأجيب تواتر عن النبيّ عليه الصلاة والسلام وتواتر عن حفص ولم يقرأ به حفص بسنده.

------------------------
قولكم : "8- 9- قلتم :" لو شرحت لنا البديل 000
الجواب : البديل هو ألا تتعدى ما قرأت به على شيوخك وأعطوك عليه سنداً متصلاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،ولا تأخذ القراءة من الكتب 0"

الجواب : لا أعلم واحداً يُقرئ الآن بما تقول به ، فلا يمكنك أن تحقق ما تقول ، وإن خالفت المشايخ الآن في الإقراء فإنّك ستقع في المحظور الذي تحذّر منه. حيث لا يوجد من يقرئ بغير التحريرات.
-----------------------------------------
قولكم : "الخلاصة :
اعلم يا شيخ محمد رزقني الله وإياك العلم النافع وخدمة كتابه أني :
1- لا أنكر التحريرات مطلقاً ،وإنما أنكر ما لم يتلق عن الشيوخ مباشرة ثم تلزم به الأمة0
2- لم أقل إن منهج التحريرات مضطرب ،وإنما قلت ولا أزال أقول: إن (منهج ) المتأخرين من أهل التحريرات مضطرب ،وشتان ما بينهما 0"

الجواب : إذا تبيّن الحقّ وجب الأخذ به خاصّة فيما اتفق عليه العلماء والمحررون ووافق النصوص وهم لا يجتمعوع على خطأ وقد علمنا أنّ المشافهة في حدّ ذاتها لا يمكن الاعتماد عليها لوحدها لضعف الهمم وقلّة الحذاق من أهل العلم وووووو. وعلى ما تقدّم فلا ينبغي إزالة ما ذهب إليه المحققون بل نأخذ بما اتفقوا عليه ونسأل الله تعالى أن يقيّض رجالاً ينظرون في المختلف فيه وأن يبيّنوا الحقّ في ذلك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائر.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متعكم الله بالصحة والعافية ونفعنا بكم وبعلمكم والحقيقة أني استفدت كثيراً من هذا البحث بينكم
ولي بعض الإلحاقات اضعها هنا للشيخين الكريمين
أولا طريق قصر المنفصل لحفص من روضة المعدل لم يختاره ولم يورده ابن الجزري في النشر ولم يذكر إسناداً له ، وكنت منذ أن سجلت كتاب الروضة كرسالة جامعية تناقشنا في ذلك أنا والشيخ أيمن رشدي وكان يذهب إلى المنع من الإقراء بهذا الطريق لعدم ورودها في النشر ثم باحثت شيخنا الشيخ محمود سيبويه رحمه الله في ذلك وعرضت عليه أن طريق المصباح قريب من طريق الروضة وعرضت عليه قول الشيخ الضباع في مقدمة صريح النص ( وكذا من روضة المالكي وروضة المعدل على ما حرره الأزميري زيادة على مافي النشر ) فقال لي رحمه الله أن الإقراء بطريق المصباح أولى لترك الخلاف .
ويقول المتولي رحمه الله في الروض عن مسألة مشابهه ( لأن ابن مجاهد ليس من طرقه بل من طرق الدوري وإلا لكان تحرير الطرق عبثا بل لو ذكر الإدغام في كتابه السبعة من رواية السوسي لم يكن من طريق الطيبة لعدم إسناده في النشر إلى السوسي ) ( الروض تحقيق رمضان ص 111 ).
وللشيخ محمد شريف فائدة أن المعدل ليس من العراقيين ، وكما أن الروضة ليس فيها الا التوسط في المتصل من طريق الولي والطول من طريق غيره ذلك لأن المعدل جعل مراتب المد المتصل ست مراتب وجعل طرق عاصم إلا الأعشى والولي عن عمرو عن حفص في المرتبة الثالثة وجعل طريق الولي عن عمرو عن حفص في المرتبة الخامسة وذلك لما هو معلوم أنه لا يقرأ بقصر المتصل للجميع.
وأما المد المنفصل فجعله مرتبتين القصر والمد ، وقد يحمل المد هنا على ترتيبه للمد المتصل.
وللفائدة حول التحريرات هذه أماكن في النشر أحيل الشيخين إليها في النشر ج1/423 ، ج1/427 ، ج2/51 ، ج2/168
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ محمد شريف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
في البداية أرحب بالشيخ الفاضل والأخ العزيز عاصم قاريء حفظه الله تعالى ،وأشكره على إثراء هذا النقاش بمداخلته المهمة 0
ثم أقول وبالله التوفيق :
1- قلت يا أخي محمد :"فيما يخص طرق الشاطبية فإنها تختص بما ورد عن الداني ،وكل ما كان من طريقه " ثم نقلت كلاما ً طويلاً عن الشيخ المزاحي رحمه الله تعالى وعلقت عليه بقولك :"من خلال كلامه ندرك أن طرق الشاطبية هو ما رواه الداني سواء من التيسير أو جامع البيان أو المفردات أو ما رواه مشايخه في الإسناد كطاهر ابن غلبون 00الخ
الجواب : العبد الضعيف لا يسلم لكم ولا للشيخ المزاحي في كل ما ذكرتماه ،فهو رحمه الله تعالى ،وأنتم حفظكم الله - وأطال عمركم ورزقنا وإياكم الصحة والعافية والعلم النافع - صادقان مصدقان في ما تنقلانه ، لكنه مناقش ومبحوث معكما في ما تقولانه باجتهادكما ،وذلك كالتالي :
أ- قوله :" وما خرج عن ذلك – طرق الداني – فليس من طريقه –الشاطبي – " 0
أقول : هذا التعميم لا يسلم ؛لأنه ثبت أن للشاطبي طرقاً لا تمر على الداني ،ويهمني هنا "مكي بن أبي طالب" حيث ثبت أن للشاطبي طرقاً عنه ،وهذا موجود في أسانيد الشاطبي التي ذكرها تلميذه السخاوي رحمه الله تعالى في بداية شرحه للشاطبية " فتح الوصيد " حيث قال رحمه الله :"أخذ – الشاطبي – القراءة عن ابن هذيل والنفزي وقد رأيت أن أذكر ما كتباه له لما في ذلك من معرفة سنده المتصل بالأئمة السبعة ثم أذكر إن شاء الله عند ذكر الأئمة السبعة اتصال قراءتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لابد من معرفة ذلك لمن ترجع قراءته إلى هذا السند 0
ثم نقل الإمام الإجازة التي كتبها الشيخ النفزي للشاطبي ومنها في رواية ورش إسناده إلى مكي بن أبي طالب وإلى عبد الجبار الطرسوسي صاحب كتاب "المجتبى "والخزرجي صاحب "القاصد"والطلمنكي صاحب "الروضة " وهي كلها من أصول النشر 0(فتح الوصيد:1/15)
واخترت هنا رواية ورش لأبين أن كلام الشيخ المزاحي فيه نظر وهو :
ابن الجزري رحمه الله ذكر في رواية قالون من طريق أبي نشيط قال :
" طريق ابن غصن قرأ بها الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي الحسن بن شفيع على ابن سهل على ابن غصن ،وقرأ ابن غصن على عبد المنعم ابن غلبون وقرأ على أبي سهل وقرأ على القزاز وقرأ على أبي حسان وقرأ على أبي نشيط "النشر :1/101-102
فهذه الطريق للشاطبي عن ابن غلبون الأب ،وقد رواها عنه ابنه لكن ليست من طرق الشاطبي ، أعني :أن الشاطبي يلتقي سنده في هذه الطريق مع ابن غلبون الابن عند الأب ، والابن لاشك أنه من شيوخ الداني ،فهل يصح أن نقول :إن هذه الطريق تعتبر من طرق التيسير لمجرد أن الداني قرأ على ابن غلبون الابن ؟
قد تقول :لا، لا تعتبر لأن الداني لم يقرأ بها على الابن 0
فأقول :إذن تصحح العبارة " أو ما رواه مشايخه في الإسناد كطاهر 00
وإن قلتم :نعم تعتبر طريقاً – ولا أظنكم تقولونه- فأقول في هذه الحالة : نحن في حاجة إذن إلى توضيح وتعريف :ماالمراد بطريق فلان وفلان؟
2- وأيضاً عبارة :" وكل ما كان من طرقه " أرى إن فيها ظلماً – تجوزاً-للشاطبي ومنظومته ،أعني معاملة الشاطبية على أنها نسخة (غير مصححة ) من "التيسير " فما زادته عنه وما خرجت فيه عنه يرمى فلا يقرأ به أو يضعف فلا يؤخذ به ، ومعاملة الشاطبي على أنه (نسخة مكررة ) من الداني ،فما خالفه فيه فلا يعتبر 000الخ
أقول هذا ظلم ، وليس كلامي هذا من المحبة أو العاطفة ،لا ،بل أجزم أن كل أهل القراءات يحبون الشاطبي والشاطبية ، ولكن أقوله من باب "المنهج العلمي وهو ما أبينه في هاتين النقطتين :
الأولى : ثبت لكل من درس الشاطبية أن الشاطبي قال فيها :
وفي يسرها "التيسير " رمت اختصاره فأجنت بعون الله منه مؤملا
وألفافها "زادت " بنشر فوائد 0000
إذن : الشاطبي صرح بأن له زيادات على التيسير ،وهذه الزيادات لم يأت بها من كيسه واجتهاده ،بل نقطع ونجزم أنه رواها عن شيوخه ،وهذا ما توضحه النقطة الثانية وهي :
الثانية : اتضح من خلال السخاوي والنشر أن للشاطبي طرقاً أخرى غير التيسير ،بل غير طرق الداني أصلاً ،وهذه الطرق قرأ بها ابن الجزري مما يعطيها ميزة مهمة وهي "اتصال سندها " 0
3- قلتم :" وعلى ما تقدم يظهر جلياً أنه ليس كل ما خرج عن التيسير هو خروج عن طرق الشاطبية"
أتفق معك ،لكن السؤال هو : كل ما خرج به الشاطبي عن التيسير ما حكمه؟
4- أما مسألة مد البدل لورش فكلام الداني فيها صريح في منعه ،والتأويل هنا غير مستساغ ،لأن من دواعي التأويل عدم إمكانية حمل الظاهر على الحقيقة لصارف ،وهو غير موجود هنا 0
5- ثم قلت :" أقول كلامه يحتمل الطول في البدل لقوله"تمكينها تمكيناً وسطاً بزيادة يسيرة " ثم سألت :"فما معنى قوله زيادة يسيرة وقوله كزيادة 0000الخ
أقول : هذه مصطلحات عند أهل القراءات ،أعني "التمكين" و"الزيادة اليسيرة " وقد بينها الداني رحمه الله بقوله:
" والتمكين عند أهل الأداء منزلة بين المد والقصر " جامع البيان :186(طبعة محمد صدوق الجزائري) فهذا نص واضح صريح فسر به الداني نفسه كلامه ،والمرء أدرى بمراده من غيره ،والله أعلم 0
6- أما قولكم " لأن لفظ القراءات أعم 000الخ
الجواب: هذا صحيح ،لكن المصطلح عليه اليوم ومن زمن ابن الجزري هو التفريق بينها بما هو معلوم لديكم 0
7- أما قولكم :" كل طرق القصر لحفص 000الخ
فالحق معكم والخطأ مني إذ سبق قلمي من (عمرو )إلى (عبيد) 0
تعليق مهم جداً في مسألة قصر المنفصل من روضة المعدل:
ذكرت سابقاً أن من يقرأ بقصر المنفصل لحفص من طريق روضة المعدل يكون قارئاً لرواية لا توجد في النشر 0
وأضيف هنا : كان الأولى عدم وجود هذا الخلاف الكبير الذي ذكرته لوضوح المسألة في النشر ، فليس في طرقه عن حفص روضة المعدل نهائياً فلماذا تذكر هذه المسألة ؟ ومن أول من جاء بها ؟
وأيضاً فإن ما ذكره الشيخ عاصم حفظه الله ،وهو أخبر وأعرف منى ،وقد عاش مع "الروضة للمعدل " زمناً عرف فيه منهجه وما يتعلق به وعهدي به أنه حققه على نسختين وليست نسخة واحدة، أكد ما قلته سابقاً أن القصر ليس من طرق النشر 0
8- وكنت سابقاً قد توصلت إلى رأي في هذه المسألة لم أر أحداً ذكره ،ولا أستطيع عرضه الآن إلا بعد أن أرى سنداً متصلاً به إلى المعدل عن طريق ابن الجزري ( فإن كان لديك أو تعرف من عنده ذلك فيا ليتك يا شيخنا تتحفني به ) لأن الرأي المذكور هو خلاصة لدراسة في النشر 0
- 9- وأما قولكم :" والإمام الشاطبي لم يقيد الإدغام الكبير مع الإبدال للسوسي 000الخ
- 10-فالجواب : أن الشاطبي هو الذي قيده بدليل أنه كان يقريء به كما نقله السخاوي ، فالسخاوي لم يزد على أنه هو الذي نقل لنا مذهب الشاطبي في ذلك
- 0والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله تعالى.

فيما يخصّ طرق الشاطبيّ رحمه الله تعالى لم أجد من فصّل في المسألة تفصيلاً شاملاً ملمّاً بجميع الجوانب وعلى هذا الأساس لا بدّ من حصر :
- أوّلاً : جميع الطرق الإمام الشاطبي عن مشايخه والتي لم تثبت عن الداني عليه رحمة الله تعالى.
- ثانياً : جميع طرق الإمام الشاطبي التي رواه الداني في غير التيسير.
-ثالثاً : حميع طرق الإمام الشاطبي التي ثبتت عن مشايخ الداني ومشايخ مشايخه والتي لم تُنسب إلى الداني رواية ، وهذا لا بدّ من التدقيق والنظر فيه من قرب.
رابعاً : جميع مرويات الإمام الشاطبيّ والتي هي مروية في كتاب التيسير.
وبالتالي يمكن حصر جميع طرق الحرز بصفة نهائية.

أقول : ما تقوم به يا شيخنا هو عملّ جبار فلذلك أعتبرك من المحررين للشاطبية وما تقوم به من التحقيق في طرق الحرز هو الذي قام به الأزميري والمتولّي وغيرهما رحمهما الله تعالى في طرق النشر وطرق الشاطبية بالنسبة لطرق الطيّبة هي كالنهر بالنسبة للبحر ولا بدّ من عزيمة كبيرة وهمّة عالية وصبر ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء فلا ينبغي إهمال ما قاموا به من عمل جبارٍ ، وقد أشرتَ إليّ جزاك الله خيراً أنّ السكت لم يرد من طرق القصر لحفص قاله ابن الجزري وهذا يدلّ على أنّ كتاب النشر يحتوي على التحريرات وعلى هذا الأساس قام المحررون باتّباع هذا المنهج. ولا أنكر أنّ في هذه التحريرات نوع من الاضطراب في بعض المسائل ولكن لا ينبغي الإطلاق ، والقول بأنّ المنهج الذي نهجه الأزميري والمتولي منهج مضطرب مطلقاً غير صحيح لأننا لو قمنا بتقدير نسبة الاضطراب مقارنة مع المسائل المتفق عليها فإنّها لا تتجاوز العشرين بالمائة فلا ينبغي هدم الثمانين بالمائة زيادة على ذلك حصر الأسانيد والتدقيق فيها وبيان ما قد خرج من طرق النشر وما هو من طرقه ممن لم يذكره ابن الجزري ووووو. فكلّ هذه الجهود لا شكّ أنّها تفيد طلبة العلم وأهل الاختصاص وبذلك يمتاز العالم من العامّي والمتبع من المقلّد وقد ذكر القدامى أنّ المقرئ لا بدّ أن يكون عارفاً بالطرق والأسانيد وهذا ما قام به المحررون لكتاب النشر. أمّا المسائل المضطربة فإنّ اضطرابها سيزول بإذن الله لأنّ المخطوط يُطبع الآن والطبع يخضع لضوابط ومن بينها إثبات صحّة النصّ إلى صاحبة ومقابلة المخطوط بغيره ووووو.
ومن الاضطرابات التي وقعت مسألة قصر المنفصل مع توسط المتصل لحفص عن عاصم من طريق روضة المعدّل حيث لم يرد هذا الطريق في النشر وقد أثبته العلامة الضباع في صريح النصّ تبعاً للأزميري ولكن بقصر المنفصل مع طول المتصل ثمّ جاء الشيخ عامر رحمه الله تعالى والشيخ السمنودي حفظه الله تعالى وغيرهما فأثبتوا التوسط في المتصل خلافاً للشيخ الضباع وعملاً بما في المخطوط ثمّ أخبرني الشيخ عبد الرافع أنّه اطلع على المخطوط ووجد وجه السكت في { بل ران } و{ من راق } خلافاً لما ذكره المحررون من قبل ، فوقعت في حيرة كبيرة .
ومن أهمّ أسباب هذا الاضطراب : أنّ المستدرك لا يبيّن سبب ذلك الاستدراك حيث أنّ شيخ الضباع لم يذكر في صريح النصّ السبب الذي حمل الأزميري في إثبات طريق روضة المعدّل لحفص زيادة على ما في النشر ، ولم يذكر الشيخ عامر والشيخ السمنودي العلّة أو السبب الذي حلملهما على إثبات وجه التوسط خلافاً لما ذكره الشيخ الضباع وهكذا. وما قرأت القرءان بقصر المنفصل وتوسط المتصل لحفص إلاّ من المصباح لا غير عن الشيخ جمعة أبو أنس بدمشق وهو عن الشيخ عبد العزيز عيون السود وهو عن العلامة الضباع بسنده. ولا أقرئ بهذا الوجه إلاّ من المصباح.
وبالمناسبة أشكر الشيخ عاصم على تدخله والذي قد نبهني أنّ المعدّل ليس عرقياً وقد اطلعت على ترجمته في غاية النهاية فوجدتّ أنّه مصريّ ولي بعض الأسئلة للشيخ عاصم المتعلّقة بكتاب روضة المعدّل :

- لماذا أضاف الأزميري طريق روضة المعدّل إلى طرق حفص في النشر.
- أرجوا أن تنقل لنا نصّ صاحب الروضة في إثبات قصر المنفصل لحفص مع توسطه من طريق المعدّل عن الولي.

-------------------------------
أعود إلى شيخنا الجنكي حفظه الله تعالى :
قولكم : 4- أما مسألة مد البدل لورش فكلام الداني فيها صريح في منعه ،والتأويل هنا غير مستساغ ،لأن من دواعي التأويل عدم إمكانية حمل الظاهر على الحقيقة لصارف ،وهو غير موجود هنا 0
5- ثم قلت :" أقول كلامه يحتمل الطول في البدل لقوله"تمكينها تمكيناً وسطاً بزيادة يسيرة " ثم سألت :"فما معنى قوله زيادة يسيرة وقوله كزيادة 0000الخ
أقول : هذه مصطلحات عند أهل القراءات ،أعني "التمكين" و"الزيادة اليسيرة " وقد بينها الداني رحمه الله بقوله:
" والتمكين عند أهل الأداء منزلة بين المد والقصر " جامع البيان :186(طبعة محمد صدوق الجزائري) فهذا نص واضح صريح فسر به الداني نفسه كلامه ،والمرء أدرى بمراده من غيره ،والله أعلم 0"

الجواب : كان باستطاعة الداني الاستغناء عن ذلك اللفظ أي ( زيادة يسيرة ) كما فعل في التيسير وغيره. ولماذا سوّى رحمه الله تعالى البدل بالمدّ المتصل والمنفصل وهو يتكلّم عن ورواية ورش ؟ إن كان هذا الوجه غير ثابت للداني فلماذا زاده الإمام الشاطبي عليه رحمة الله وهل هذا الوجه قرأ به مشايخ الداني ؟
وهل ثبت هذا الوجه في المصادر الأخرى مع اتصال سند الشاطبيّ رحمه الله تعالى إلى أصحاب تلك المصادر ؟ وما هي هذه المصادر وما هي أسانيد الشاطبيّ رحمه الله تعالى إلى أصحاب المصادر ؟
-------------------------------
قولكم : "الجواب: هذا صحيح ،لكن المصطلح عليه اليوم ومن زمن ابن الجزري هو التفريق بينها بما هو معلوم لديكم 0"


الجواب : الفرق بين القراءات هو الأصول والفرش وهو كذلك بين الروايات و بين الطرق ، ومن أسند شيئاً إلى قراءة مع عدم ثبوتها في تلك القراءة فهو كذب في الرواية وهذا يقال أيضاً في الروايات والطرق. إذ العلّة هي هي ومن نسب شيئاً إلى رواية أو طريق فيدخل في باب الكذب أيضاً فالكذب هو الكذب ولا يختصّ الكذب بالقراءات دون الروايات والطرق.

قولكم : "7- وأضيف هنا : كان الأولى عدم وجود هذا الخلاف الكبير الذي ذكرته لوضوح المسألة في النشر ، فليس في طرقه عن حفص روضة المعدل نهائياً فلماذا تذكر هذه المسألة ؟ ومن أول من جاء بها ؟

الجواب : أوافقك يا شيخنا على ما تقول في هذه المسألة وقد وضحت ذلك جيّداً أعلاه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري
 
أخي الشيخ محمد يحي شريف حفظه الله وسلمه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
أشكر لكم ما عبرتم به اتجاه شخصي الضعيف ، وكل هذا لا أستحقه ولم أبلغ ربعه فضلاً عن نصفه ، وإنما هو تواضع منكم جزاكم الله عني خيراً
شيخنا الكريم :
1- أضم صوتي لصوتكم بخصوص النقاط الأربعة التي صدرتم بها كلامكم لما لها من أهمية كبرى في توضيح كثير من أسرار الشاطبية ،وما يؤدي إليه معرفتها من إيجاد حلول لكثير من المسائل التي اضطرب فيها بعض المتأخرين في منهجهم للتحريرات 0
أخي الكريم :
2- قد يكون من أسباب هذا الاضطراب – عند بعض المحررين – هو عدم الانتباه لهذه المسائل الأربعة ،واتكالهم على الأخذ عن أئمة التحريرات من باب حسن الظن بهم ،وهذا كما هو معلوم لا يكفي في بعض المسائل العلمية ،وإلا لما رأينا الشيوخ يستدرك بعضهم على بعض0
3- وما يفعله العبد الضعيف لا أسميه استدراكاً على العلماء ،حاشا وكلا ،لأنه لا يستدرك على العلماء إلا من هو عالم ؛وكم تعجبني تلك الكلمة التي قرأتها في إحدى الحواشي في كتاب "العواصم "للإمام ابن العربي رحمه الله عن بعض الشيوخ :" لا ينبغي الاعتراض على الشيوخ لمن هو في سن الشباب" وإنما أذكر اعتراضات الشيوخ على الشيوخ ، فما أنا إلا ناقل ،ثم يأتي بعد ذلك العلماء المتخصصون ويقبلوا ما هو الحق ويردوا ما ليس كذلك 0
4- وأما قصر المنفصل لحفص من طريق روضة المعدل فلا شك أنها معضلة ،لكن كما قلت لو رأينا إسنادها إلى المعدل من طريق ابن الجزري لربما وجدنا لها حلاً 0ونحن بانتظار من يذكر لنا سند الأزميري أو المتولي أو غيرهما ممن عنده ذلك 0
5- وأما قولكم :" كان باستطاعة الداني الاستغناء عن ذلك اللفظ00
فالجواب – والله أعلم – أنه يريد أن يبين أن هذا "التمكين " وهو الزيادة على المد الطبيعي إنما هو "زيادة يسيرة " وهي بمقدار ألف واحدة0انظر الجامع :193
وهذا ،هو المناسب لمذهب الداني ،لأنه صرح بإنكاره لوجه الإشباع ،حتى وإن كان قد رواه،وهذا قد يدخل في باب " التحريرات" الذي نحن وإياكم بصدوده 0 والله أعلم 0
6- وأما سؤالكم :" لما ذا زاده الشاطبي ؟ وهل قرأ به شيوخ الداني ؟
فالجواب – والعلم عند الله – أن الشاطبي زاده لأنه صح عنده من طرق مكي ، فهو من طرقه وإن لم يبلغ ذلك الشيخ المزاحي رحمه الله كما بينه السخاوي تلميذ الشاطبي 0
وأما هل قرأ به شيوخ الداني ؟ فالذي يظهر من "جامع البيان " أن بعضهم قرأ به 0
هذا ،والله تعالى أعلم 0
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ محمد يحي حسب طلبك انقل لك كلام المعدل رحمه الله
قال رحمه الله :
( باب المد والقصر :
قرأ أهل الحجاز إلا ورشاً غير الأصبهاني عنه ، وأهل البصرة ، والنقاش عن الحلواني عن هشام ، والولي عن عمرو بن الصباح عن حفص ، بتمكين حروف المد واللين من غير مد ، وهن ثلاثة أحرف : الألف ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً ، والياء المكسور ما قبلها ، والواو المضموم ما قبلها ، وذلك إذا كن في آخر كلمة واستقبلتهن همزة من كلمة أخرى ، وهذا الذي يُترجم عنه مد حرف لحرف ، نحو ( بما أنزل إليك ) و ( قالوا آمنا ) و ( في أنفسكم ) وما أشبه ذلك .
وقرأ الباقون بالتمكين والمد .
فإن كانت هذه الحروف مع الهمزة في كلمة واحدة لم يختلفوا في التمكين والمد نحو ( شاء ) و ( سيئ ) و ( وتنوء ) وما أشبه ذلك ، غير أنهم يتفاضلون في ترتيب المد حسب ما يأتي ذكره إن شاء الله )
ثم قال رحمه الله :
( مسئلة : إن قال قائل ما ترتيب المد الذي قصد القراء التفاضل فيه وكيف مذاهبهم ؟
الجواب : أن يقال القراء متفاضلون في المد على ما جاء به الترتيب نصاً وغير نصٍ .
فأطولهم مداً حمزة والأعشى وورش إلا الأصبهاني وقتيبة .
ثم أهل الشام إلا النقاش عن الحلواني عن هشام .
ثم عاصم إلا الأعشى والأعمش .
ثم الكسائي إلا قتيبة وخلف في اختياره .
ثم أهل البصرة والنقاش عن الحلواني عن هشام والولي عن عمرو بن الصباح .
ثم أهل الحجاز إلا ورشاً غير الأصبهاني وهم اقل الناس مداً )
أما الأزميري فزاد طريق المعدل وغير طريق المعدل كما هو ظاهر في كتابه اتحاف البررة بما سكت عنه نشر العشرة وكما في تقريب حصول المقاصد وعمدة العرفان .
والشاطبي له طرق غير التيسير ومنها ما ذكره الشيخ السالم في رواية قالون ومنها في رواية ورش طريق الداني عن ابن خاقان عن الأنماطي عن أحمد عن النحاس .
وهو يعتمد على كتب الداني غير التيسير في هذه الزايادات غالباً ، إلا في مواضع قليلة معدودة اعتمد فيها على مكي وابن شريح .
ومن هذه الزيادات في الشاطبية ما سأل عن الشيخ السالم من المد الطويل أو التوسط أو القصر في البدل والتقليل أو الفتح في ذوات الياء ما لم تكن رأس آية وغير ذوات الراء لورش .
ففتح ذوات الياء مالم تكن رأس آية أو غير ذوات الراء مع قصر البدل هو طريق ابن غلبون من جامع الداني لكنه من غير طريق النحاس ، وتقليلها مع التوسط هو طريق ابن خاقان وابوالفتح فارس من جامع البيان أيضا ، أما تقليلها مع المد الطويل فهو عنهما أيضا وذلك للخلاف في تعريف المد التام كما ذكر ذلك ابن الجزري وقبله الداني وهو مذهب ابن شريح صاحب الكافي ، بقي فتحها مع المد وهو ما ذكره مكي .
ولم أجد نصاً عن أحد يقول بالقصر مع التقليل ، أو الفتح مع التوسط ؟ فهل وجدتم نصاً بذلك غير ظاهر الشاطبية والنشر ؟ وهل يقرأ به على مذهب أهل التحرير من الطيبة ومن أي كتاب ؟
 
أخي الشيخ عاصم السلاام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على إجابتكم المباركة إلاّ أنّه لم يتضح لي سبب إدراج طريق المعدّل ضمن طرق النشر وأشكر بالمناسبة فضيلة الشيخ الدكتور الجنكي على الحوار المفيد الذي استفدتّ منه الكثير وأسأل الله تعالى أن يحفظه ويحفظ الشيخ عاصم من كلّ مكروه وبعد


قد نظم ابن الجزري رحمه الله تعالى اجتماع البدل وذات الياء في مسائله التبريزية حيث قال :
كآتي لورش افتح بمدّ وقصره..........وقلّل مع التوسيط والمدِّ مُكمّلاَ
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسّطن.....وقصْرٌ مع التقليل لم يكُ للملاَ

أقول : فأخبر أنّ فتح الذوات مع توسط البدل ثابت في تلخيص ابن بلّيمة وهو من طرق النشر وأمّا القصر مع التقليل فلم يكن للملأ أي لم يرد. وهذا ما أكّده المحررون والعلم عند الله تعالى.

محمد يحيى شريف الجزائري
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوايا :الشيخ محمد والشيخ عاصم حفظهما الله تعالى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
1- بقي علينا البحث عن مصدر الشيخ الأزميري رحمه الله تعالى في قصر المنفصل لحفص من طريق روضة المعدل ،وهل هو رواية منه أم اجتهاداً ،وذلك لا يمكن إلا بالرجوع إلى أسانيده في تلك الرواية ، هذا ما عندي في هذه القضية 0
2- أما مسألة قصر البدل مع تقليل ذات الياء وتوسطه مع فتحها فأشارككم القول بأني لم أجد من قال به غير ما هو محتمل من كلام الشاطبي في الشاطبية 0
وبالمناسبة :
عندي مخطوط صغير صورته من مكتبة الحرم المكي تحت رقم عام (183)ورقم خاص (54) مكتوب على غلافه "
"رسالة في القراءة لبعض المتقدمين " وتبتدئ ب:
"بسم الله الرحمن الرحيم : هذا من النشر المفقود في أكثر النسخ قبل فرش الحروف :وحيث انتهى الحال فلنذكر مثلاً من القرآن 00الخ
وهذه الرسالة لا توجد في جميع النسخ التي اعتمدت عليها في تحقيق النشر وعدتها (8) إلا في واحدة منها 0
وظهر أنها ليست لابن الجزري وإنما هي لأحد تلاميذه لأسباب ذكرتها في محلها 0
الشاهد أن أول مسألة في هذه الرسالة هي مسألة "اجتماع البدل مع ذات الياء لورش" وجاء فيها:
فيه بالتركيب ستة أوجه يصح من طريق الشاطبية أربعة ومن طريق التيسير واحد ومن طريق الطيبة والنشر خمسة 0 ثم ذكر خمسة منها وقال : فهذه الأوجه الخمسة صحيحة تخرج من نصوصهم ،وبقي الوجه السادس وهو :
" القصر مع بين بين قال شيخنا ( قلت يقصد به ابن الجزري ) لا أعلم نصاً لأحد عن الأزرق ،وإن كان يحتمله كلام الشاطبي ،ولكن لا آخذ به وإن كنت قرأت في ذلك ستة فلا أقرأ إلا بما حققوه "
ثم قال صاحب الرسالة : " وقد نظم ذلك شيخنا – ابن الجزري – رحمه الله قديماً بيتين ،ورأيت البيتين مكتوبين في حاشية كتاب لبعض تلاميذه الذي استفاد منه في الروم فكتبتهما وذكرتهما للشيخ حين رحلت إليه بشيراز 0"ثم ذكر البيتين اللذين تفضل بذكرهما الشيخ محمد 0
3- والآن وقد ثبت أن القصر مع التقليل لم يك للملا ،كيف نوجه كلام الشاطبي رحمه الله تعالى ؟
أقول وبالله التوفيق "
يمكن أن نعتذر للشاطبي أنه ذهب في هذه المسألة إلى التركيب ،حيث ركب مذهباً من مذهبين وهما عن شيوخه ‘ وكنت قديماً أقول :هذا لا يصح ،حتى وجدت أكبر إمام من أئمة القراءات وهو الداني فعله ،فقلت لعل الشاطبي استأنس به وفعله، ومع ذلك لا أجزم به 0
و الداني قد فعله فيما نقله عنه ابن الجزري في النشر :2/51حيث قال الرابع :الإمالة مطلقاً بين بين أي رؤوس الآي وغيرها إلا أن يكون رأس آية فيها ضمير تأنيث وهذا مذهب الداني في التيسير والمفردات "وهو مذهب مركب من مذهبي شيوخه " انتهى وقد نقل هذا الكلام ولم يعلق عليه مما يدل على قبوله الشيخ المتولي رحمه الله في الروض النضير :116
هذا ما قلته وأعرضه عليكم ‘فإن كان صواباً فمن الله ،وإن كان الآخر فأبرأ منه 0
وأكرر احترامي وتقديري للشيخ محمد يحي شريف الذي لمست فيه الغيرة على كتاب الله تعالى وقراءاته وعلماء القراءات ،وقد – يعلم الله – استفدت منه أكثر مما أفدته ، ولا أعتبر أنى أفدته إن كنت أفدته ، فذلك تواضع منه ،هذا وإني لا أعرف شخصه الكريم ولا يعرفني ،ولكن العلم والنقاش العلمي هو أدق وأصح بطاقة تعريفية بين طلاب العلم الذي أرجو الله أن يجعلنا منهم 0
وأقول كلمة حق : إن هذه المسائل والإشكالات التي طرحتها عليه ليس هو أول من تطرح عليه ،ولكنه أول من وجدت عنده العلم والاستعداد إلى نقاشها بالدليل وليس بالعاطفة ،فو الله لا يزايد علي أحد في محبتي للعلماء وخاصة أهل القراءات 0
والله من وراء القصد 0
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ محمد يحي حفظه الله ، شكر الله لك ردك وجزاك خيرا
قال ابن بليمة في التلخيص قال : { وأما همزة ( آمن الرسول ) و ( ءامنهم من خوف ) على قراءة نافع فإن بعض شيوخنا يشيرون بمدة يسيرة وبعضهم يمنعون ، والقصر والله أعلم أصوب لعلة الفرق يسن الخبر والاستخبار } ص 26 ، وتطبيق ابن الجزري أنه عنى التوسط ج1/339 ، وما ذاك إلا لأن زميلي ابن بليمة عن شيوخه ابن الفحام والمعدل ما ذكرا غير المد ، وأما القصر فاختيار ابن بليمة لا روايته .
وقال ابن بليمة { وقرأ ورش جميع ذلك بين اللفظين إلا ماكان من ذلك في سورة آواخر آياها ( ها ألف ) فإنه أخلص الفتح فيه ، وهذا الذي لا يوجد غيره } ص 46 ، ومشى ابن الجزري رحمه الله على الفتح عن ابن بليمة ج2/48
لكن نص ابن بليمة واضح فأين الفتح ؟
أخي الشيخ السالم حفظه الله ، شكرالله لك وجزاك خيرا
الشاطبي رحمه الله لم يركب مذهباً .
فهو ترك تطبيق البدل والتقليل والفتح في ذوات الياء للمشافهة والتعليم ، هذا ما ظهر لي ، لأنه عند ذكر أحكام مد البدل مشى على ما ذكره الداني في جامعه .
وكذا فعل في أحكام ذوات الياء جرى على ما ذكره الداني في جامعه .
فلذلك أطلق الخلاف دون التعرض للجمع في الأحكام
ولو راجعنا جامع البيان وغيره لوضح لك جليا أن من قال بقصر البدل لم يذكر إلا الفتح ولم يكن مثل هذا ليغفل عنه مثل الشاطبي .
أما قول ابن الجزري أن الداني ركب مذهباً فراجع جامع البيان وتأمله هل تجد كلام ابن الجزري صحيحاً ؟
 
أخي الشيخ عاصم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
ما اعتذرت به عن الشاطبي هو احتمال لا أجزم به ، وما اعتذرتم أنتم به عنه أيضاً احتمال وجيه عندي خاصة وأنه فعل مثله في الإدغام الكبير 0
لكن الإشارة إلى عدم صحة كلام ابن الجزري عن الداني فغير واضحة عندي ،خاصة وأن ابن الجزري يتكلم عن "التيسير " الذي هو من أصول " النشر " عكس "جامع البيان " الذي هو ليس من أصوله 0
ولكم تحياتي 0
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ السالم
كأني بك قد التبس عليك الأمر حين كتابتك للرد ، فجامع البيان والتيسير كلاهما من أصول النشر ، ومثلك أدرى بالنشر من غيره .
أما عن كلام ابن الجزري عن التيسير والمفردات وعن تركيب الداني فأردت حين أحلتك لجامع البيان أن تقرأ عبارة للداني التي توضح موقفه ورأيه من الموضوع كله .
فرأيه الواضح هناك يوضح المشكل الذي كلامه في التيسير والمفردات .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ عاصم : عصمني الله وإياه من الزلل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
اعلم يا أخي وصديقي القديم الذي لي أكثر من عشر سنوات لم أكحل عيني بطلعته ورؤيته أني لم يلتبس علي الأمر ولم أَهِم ، وما قلت الذي قلت إلا وأعرفه 0
عندما قلت "جامع البيان " ليس من أصول النشر ،فهو كذلك ، وهذه دقيقة من الدقائق الخفية في "النشر " والتي لا ينتبه إليها إلا من عاشر النشر وسهر معه وأخذ من تفكيره زمناً ليس بالقصير ،حتى وصل إلى مرحلة يرى فيها ابن الجزري مناماً 0
يا سيدي :هنا خلط "منهجي " لم ينتبه إليه كثير من المعاصرين المختصين في القراءات خاصة الأكاديميين منهم ،حيث حسبوا أن كل كتاب مذكور في النشر هو من "أصوله " وهذا الخلط سببه – والله أعلم – التأثر بمناهج البحث التي يدرسونها في الدراسات العليا في العلوم الأخرى التي علمتنا وعلمتهم أن "المصادر " يدخل فيها كل ما اعتمد عليه المؤلف لأي كتاب في تأليف كتابه حتى ولو أخذ منه سطراً واحداً أو معلومة واحدة ،وهذا لا نناقشه الآن من حيث الدقة أو عدمها ،وإنما سأتكلم - إن سمحت لي – عن "النشر "باختصار،فأقول وبالله التوفيق :
مصادر كتاب "النشر في القراءات العشر" نوعان :
الأول : عامة ؛وهذه تدخل تحت المصطلح السابق ذكره ،فتشمل كل كتاب اعتمد عليه ابن الجزري سواء صرح به أم لم يصرح ، وهذا يدخل فيه "جامع البيان "و "المفردات " وكل الكتب التي في القراءات والحديث والتفسير والنحو واللغة 000الخ ،وليست مرادة بالبحث عند أهل "التحريرات "
الثاني : خاصة ؛ وهي المرادة هنا ؛وهي التي قدمت أن المعاصرين غفلوا عنها ،والمراد بهذه الخاصة هي :" الكتب التي استقى منها ابن الجزري طرقه حتى ولو كان طريقاً واحدة ،وهذه هي الكتب الموجودة في قسم "الأسانيد " فقط ،وهذا أيضاً هو مراد علماء "التحريرات " بأن الكتاب الفلاني ليس من أصوله أو من طرقه ،وقولهم أن الكتاب الفلاني في قراءة فلان ليس من أصوله وطرقه 0
فقولي "ليس من أصوله " مرادي :"ليس من طرقه " يعني لم يذكره ابن الجزري في مبحث الطرق 0
والقضية تحتمل كلاماً أكثر لكن هذا بإيجاز 0
والله أعلم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله تعالى وبعد

أخي فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أسأل الله تعالى أي يحفظكم من كلّ مكروه وأي يرفعكم بهذا القرءان يوم تبلى السرائر.

كتاب جامع البيان من أصول الشاطبية لأنّه من مؤلّفات الداني وكلّ ما رواه الداني يدخل في ضمن طرق الشاطبية كما أخبربذلك العلامة سلطان المزاحي عليه رحمة الله تعالى ، ومن المعلوم أيضاً أنّ طرق الشاطبية هي جزء من طرق الطيّبة لأنّ صاحب النشر زاد طرقاً على ما في الحرز ، وعلى ما تقدّم فإنّ طرق الشاطبية هي هي طرق الطيّبة ولا عكس.

فإن كان كتاب جامع البيان من طرق الشاطبية فهو بالضرورة من طرق الطيّبة ولأجل هذا نجد المحررين يعتمدون على جامع البيان في تحريرات الطيّبة كالأزميري والمتولي والضباع وغيرهم.

وقد نسب ابن الجزري رحمه الله تعالى بعض الأوجه إلى جامع البيان واعتمد عليها وهذا يدلّ على أنّ جامع البيان من الأصول والعلم عند الله.

أخوكم محمد يحيى شريف الجزائري
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي وحبيبي الشيخ الدكتور السالم
طبعاً ليس مثلي من يناقش في أمور النشر مع من درسه وسبره مثلك.
ولكن صدقني أخي الكريم أني ومذ كنت في الجامعة أفرق بين أصول النشر وبين مصادره.
وأعرف عدد أصوله وما هي ؟ وكم طريقاً من كل أصل ؟ وكم طريقاً استقى لكل راوية من كل أصل .
وعندي والحمدلله مشجرات لجميع طرق النشر مرتبة حسب الأصول وأخرى مرتبة حسب الطرق ، عملتها قبل أكثر من عشر سنين عندما كنت في السنة المنهجية بالجامعة وراجعتها مع الشيخ سيبويه رحمه الله تعالى ، ثم راجعتها على ثلاث مخطوطات للنشر .
فأنا والحمدلله لم تختلط علي مسألة أصول النشر التي أخذ منها أسانيده وبين مصادره ومراجعه .
وكما أني أَعلَمُ حفظك الله أن ابن الجزري عندما ساق أسانيده لم يورد ذكر جامع البيان فيقول وطريق الداني أو وعن الداني أو ومن قراءة الداني ويسكت دون عزوه لكتاب وهذه الطرق 28 وعشرون طريقاً ، سوى التيسير ومفردة يعقوب فيذكرهما عند أخذه منهما .
ولكنك تعلم معي أنه لم يذكر حين عدد الكتب التي سيأخذ منها الطرق سوى التيسير والجامع للداني ومفردة يعقوب ، فإذن لم نصرف ذكر عند الداني عند وروده في غير طرق يعقوب إلى كتاب غير الجامع ؟
ويعضد هذا أن ابن الجزري عند ذكر الخلاف في المسائل يصدر دائماً بقول الداني في التيسير والجامع ، وقد يورد المفردات وغيرها ، لكن بالاستقراء يتضح لك أن جل طرق المفردات وغيرها هي في الجامع .
وكفائدة ابن الجزري عرض طرق جامع البيان بما دخل في مضمن تلاوته بالإعلان للصفراوي وكذا كتب غير جامع البيان ليس هذا وقت بيانها .
وقد نقول أن الأصل حينئذ هو الإعلان وليس تلك الكتب لكن هذا نقضه ابن الجزري بنفسه حين أورد الخلاف من تلك الكتب .
واتفق معك أن هناك طرقاً ساقها ابن الجزري عن طريق الداني وليست في جامع البيان ، لكن هذا لاينفي أن جامع البيان أصل من أصول النشر ، وغاية مايدل عليه أن هناك كتباً أخرى للداني قد تدخل كأصول للنشر .
ومع هذا فلست بالذي أقدم بين يديك في مسألة كهذه وأنت أنت في النشر .
وأما عن تكحيل عينيك برؤيتي من عشر سنين فحفظهما الله لك وكحلهما برؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم بجنات النعيم وجمعنا الله بكم فيها ، وإن كان أحد خسر في العشر التي لم نر بعضنا فيها فهو أخوك الصغير ففاته الاستفادة منك ومن علمك رعاك الله .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ محمد يحي أسعد الله حياتي وحياته في الدارين
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
ذهبتُ إلى أن "جامع البيان " للداني ليس من أصول " النشر " بالمفهوم الذي ذكرته سابقاً ،وهذه الأدلة التي بنيت عليها هذا الحكم :
1- أن ابن الجزري رحمه الله عندما بدأ في ذكر الكتب التي (روى منها القراءات ،وكان كتاب " الجامع " ثالثهم ؛بعد "التيسير " و"مفردة "يعقوب للداني ، تلاحظ أنه صرح بأنه يرويه "إجازة " قال :" أخبرني به الشيخ 000الخ (النشر :1/61) ولم يذكر بعد ذلك ما يذكره عادة في الكتب التي هي من طرقه كالتيسير والشاطبية والمصباح والكامل وغيرهما " قرأت به أو بمضمنه " 0
2- لما انتهى من تعداد "الكتب " قال : هذا ما حضرني من الكتب التي رويت منها هذه القراءات من الروايات والطرق (بالنص والأداء ) 0
3- قال بعد ذلك مباشرة :" وها أنا أذكر الأسانيد التي (أدّت ) القراءة لأصحاب هذه الكتب من الطرق المذكورة ، وأذكرما وقع من الأسانيد بالطرق المذكورة (بطريق الأداء فقط) حسبما صح عندي من أخبار الأئمة قراءة قراءة ورواية رواية وطريقاً طريقاً (1/98)
4- ثم ذكر الطرق (الأدائية) للقراءات العشرة وعددها (1117) طريق ولم يصرح في موضع واحد منه باسم (جامع البيان ) ألبتة ،فما معنى هذا يا أهل القراءات ؟
5- لو قلنا إن "جامع البيان " من أصول – طرق – النشر فهذا معناه إن كل الطرق التي فيه هي من أصوله ن وهذا ينافي الواقع ، بل يؤدي إلى القراءة بطرق غير متواترة وغير متصلة الإسناد 0
6- نأتي لمسألة مهمة قد يعترض بها ،وهي :
نلاحظ الشيخ الأزميري والمتولي بل والإمام ابن الجزري رحمهم الله يرجعون للجامع ويقوون به بعض المسائل ،فما معنى هذا ؟
الجواب – والله أعلم – أنهم ما فعلوا ذلك في كل طرق الجامع ،وإنما في "طرق "الداني التي ربما وهم فيها في التيسير،فرجوعهم للجامع هو من باب "تصحيح " لما في التيسير ،(وهذا يحتاج إلى استقراء كامل لم أنته منه بعد )
7- أضرب مثالاً على أن "الجامع " ليس من أصول " النشر " :
في رواية خلاد من طريق ابن الهيثم ذكر ابن الجزري طريقين للداني عنه ؛إحداهما من قراءة الداني على ابن غلبون والأخرى من قراءته على فارس ولم يصرح ب"الجامع " ،لكن بالرجوع إليه وجدنا الثانية – طريق فارس – ولم نجد الأولى ،فما معنى هذا ؟
في المسألة كلام آخر ،أكتفي بهذا خوف السآمة والملل 0
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ عاصم حفظه الله وسلمه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
قرأت ردكم الكريم وأزيد على ما ذكرتُه في مداخلتي مع الشيخ محمد يحي :
أن في النشر طرقاً كثيرة ليست من الكتب التي روى منها هذه القراءات ،وهو ما أسميه " طرق أدائية " لابن الجزري ، وهو ما يصرح به ابن الجزري بقوله " من طريق فلان " أو " من قراءة فلان " فهذا التغيير في العبارة ليس هملاً وإنما هو لغرض عند ابن الجزري هو الإشارة إلى قراءته هذه الطريق مسلسلة من شيوخه إلى صاحب الكتاب مع عدم وجودها في الكتاب 0
والسؤال هو : ما العلة في عدم ذكر ابن الجزري للجامع ولا مرة واحدة في طرقه وأسانيده ؟
ولكم كامل احترامي وتقديري 0
 
أشكر فضيلة الشيخ الدكتور الجكني على هذا البحث الرائع الماتع ، فقد استفدت منه كثيراً ودعوت له بالتوفيق والفهم في كتاب الله . كما أشكر كل المداخلين الذين أفادوا وأجادوا بارك الله فيهم . وكم ننتفع بمثل هذه الموضوعات الدقيقة المتميزة في هذا الملتقى .
 
السلام عليكم
أري أن الصواب في المسألة ما ذهب إليه الأخ الجنيد الله ، وهناك بعض النصوص من النشر

((وهذا كتاب جامع البيان له في قراآت السبعة فيه عنهم أكثر من خمسمائة رواية وطريق))

((كتاب جامع البيان
في القراءات السبع يشتمل على نيف وخمسمائة رواية وطريق عن الأئمة السبعة وهو كتاب جليل في هذا العلم لم يؤلف مثله للإمام الحافظ الكبير أبي عمرو الداني قيل أنه جمع فيه كل ما يعلمه في هذا العلم.))

((على أن الداني قال في جامع البيان: وبالوجهين قرأت ذلك واختار الإدغام لاطراده وجريه على قياس نظائره ثم قال: فإن سكن ما قبل الواو وسواء كان هاء أو غيرها فلا خوف في إدغام الواو في مثلها وذلك نحو (وهو وليهم) و (خذ العفو وأمر) قلت وإنما نبه على ما قبل الواو فيه ساكن وسوى فيه بين الهاء وغيرها من أجل ما رواه بعضهم من الإظهار في (فهو وليهم) في الأنعام. (فهو وليهم) في النحل (وهو واقع بهم) في الشورى. فلا يعتد بهذا الخلاف لضعف حجته وانفراد روايته عن الجادة. فإن الذي ذكر في هو المضموم الهاء مفقود هنا وإن قيل بتوالي الاعلال فيلزم..))
(( وقد كشفته من جامع البيان فوجدته قد نص على أنه من قراءته على أبي الفتح عن عبد الباقي بن الحسن الخرساني عن أبي الحسن بن خليع عن مسلم بن عبيد الله بن محمد عن أبيه عن الحلواني وليس عبيد الله بن محمد من طرق التيسير ولا الشاطبية.))

((ولم يذكر في جامع البيان عن الحلواني سواه وهي طريق إبراهيم الطبري وغلام الهراس عن أبي بويان وطريق جعفر بن محمد عن الحلواني وأطلق الخلاف عنه صاحب التيسير والشاطبي ومن تبعهما.))
((وذكرها الحافظ أبو عمرو الداني في جامع البيان خمس مراتب سوى القصر فزاد مرتبة سادسة فوق الطولى التي ذكرها في التيسير.))

(((والمرتبة الثالثة) فوقها قليلاً وهي التوسط عند الجميع وقدرت بثلاث ألفات وقدرها الهذلي وغيره بألفين نصف ونقل عن شيخه عبد الله بن محمد الطبرائي الذراع قدر ألفين. وهو ممن يقول أن التي قبلها قدر ألف ونصف ثم هذه المرتبة في التيسير والتذكرة وتلخيص العبارات لابن عامر والكسائي في الضربين وكذا في جامع البيان سوى قتيبة عن الكسائي.))

وكل هذا وغيره في دلالة علي ماقاله الأخ جنيدالله ((ويعضد هذا أن ابن الجزري عند ذكر الخلاف في المسائل يصدر دائماً بقول الداني في التيسير والجامع ))
والسلام عليكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد طول غياب عن "تفعيل "هذا المبحث أعاود اليوم لأضع "مسألتين اثنتين"أمام "مشايخ التحريرات " بقصد "المذاكرة " والاستفادة لاغير 0
ولست هنا في مجال "الطعن "أو "التخطيء لأحد ما ،بل هي بعض ما يحتاج إلى "إعادة النظر فيه0
المسألة الأولى :
رأيت كثيراً من "أسانيد " القراء الذين يقرؤون بنظم "الطيبة " جلّها إن لم تكن كلها هي من "طريق " الشيخ المقرئ المجود المحدث :"رضوان العقبى " وهو عن الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى 0
وهذا بحد ذاته شيء لا يدعو للاستغراب ،بل هو شيء عادي 0
لكن الذي يدعو للاستغراب هو عندما نعرف أن الشيخ "رضوان " رحمه الله لم يقرأ على الإمام ابن الجزري رحمه الله إلا :"الفاتحة ومن بداية البقرة إلى قوله تعالى "المفلحون " بالقراءات العشر "وهذا قد صرح به الإمام السخاوي رحمه الله ؛وهو تلميذ لرضوان 0(الضوء اللامع :3/226)
والعجب أن الإمام ابن حجر رحمه الله في "معجمه " لم يذكر قراءته على ابن الجزري مع أنه صرح بأنه – رضوان – اعتنى بها وفاق فيها0
وكذا الشيخ ابن فهد في "معجم شيوخه " لم يذكر قراة رضوان على ابن الجزري عندما ذكر شيوخه في الإقراء بل جاء ذكر ابن الجزري عرضا 0
وعلى هذا :
كيف "يصح ط إسناد أحد طرقه " لم يقرأ القرآن "كاملاً " على الشيخ ؟؟
ولا يفهم من هذا أننا "نطعن في "أسانيد الطيبة بل "النقد موجه إلى الأسانيد التي فيها "رضوان العقبى رحمه الله ،وشتان ما بينهما 0
المسألة الثانية :
نلاحظ كثيرا من أهل القراءات ؛وأهل "التحريرات خصوصاً – يهتمون كثيرا بالتوثيق من كتاب "شرح الطيبة " للإمام النويري رحمه الله ،مع أنه والحق يقال- ليس بذاك الكتاب ،نظراً لوجود النشر إذ هو في الحقيقة ليس إلا "صورة "منه وهذا رأي شخصي قد لا أوافق عليه ،وقد لا يكون له أي اعتبار ، لكن :
ما رأي المخالف في هذا الكلام الآتي :
"وتبع الأستاذ ُ في تعميمه الشيخ َ أبا القاسم محمد بن محمد النويري حيث مثّل في "شرح الطيبة " ب "لا خوف " ،والحال أنه : لم يقرأ على ابن الجزري من "طريق الطيبة " إلا جزءاً من القرآن ،ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله ،ولا ينتهي "سندنا " إليه كما ادعاه الأستاذ ؛لأن شيخ الإسلام القاضي زكرياء الأنصاري لم يقرأ على هذا النويري ،بل قرأ على العلامة المفتي الزاهد الورع الزين :طاهر بن محمد بن علي بن محمد بن عمر النويري المالكي شيخ القراء بالديار المصرية وعلى سائر المشايخ كما ذكر الجمال يوسف بن زكرياء الأنصاري0اهـ
وهذا الكلام الطويل "المهم " هو لإمام "التحريرات " و "المحررين الشيخ افزميري رحمه الله في بداية كتابه "بدائع البرهان "
والمسألتان مطروحتان للنقاش 0
والله من وراء القصد 0
 
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

شيخنا العزيز جزاك الله خيراً على الإشكال الذي طرحت والذي يستحق أن يسسط الكلام فيه. وقد راودني هذا السؤال عدّة مرات.
ولست بصدد الإجابة عن السؤال إذ الإجابة عليه تتطلب باعاً ودراسة معتبرة وإنما هو تدخل فقط. ولا استطيع إلاّ أتدخل في هذا النوع من المسائل.
فأقول وبالله التوفيق :
إن أجاز الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى الشيخ رضوان العقبي والشيخ النويري رحمهما الله تعالى بالقراءة والإقراء بمضون النشر وطيّبته. فحسبنا بذلك ولا أظنّ أن ابن الجزري أمام الفنّ يجيز بمضمون نشره الكبير من لا أهلية له على القراءة والإقراء. وقد وقع له ذلك مع بعض مشايخه رحمه الله تعالىحيث أجيز بمضمون بعض الكتب ولم يتمم القراءة - أي ابن الجزري - كما ذكر في كتابه النشر. هذا من جهة

نحن نعلم جميعاً أنّ كتاب النشر يحوي على المتواتر والصحيح المتتفاض والقطع حاصل بهما. وعلى هذا الأساس فليس هناك علّة توجب القدح في طرق النشر ولايشك واحد في صحة أسانيد كتاب النشر وما تضمنه من أصول وفرش. فإن كان كذلك فيجوز في نظري الاعتماد على رواية النويري ورضوان العقبي متابعة لغيرهما الذين قرءوا جميع القرءان بمضمون النشر على ابن الجزري وخاصّة أنّهما من الثقات ويكفي في ذلك أجازة ابن الجزريّ لهما.

ونعلم جميعاً أنّه يجوز التساهل - إن صح التعبير - في المتابعات والشواهد ما لا يجوز في غيرهما وقد يرتقي المعلول على درجة الصحّة بسبب الشواهد والمتابعات. فإن تواتر إسناد كتاب النشر أداءً عن ابن الجزري من طرق أخرى صحيحة فلا حرج من جوااز إثبات الإسناد من طريق النويري والعقبي بالمتابعة. زيادة على ذلك أنهما من الثقات في هذا الفنّ ولا ننسى أنّهما أجيزا من طرف المؤلّف الذي هو أعلم وأدرى بكتابه من غيره وأدرى بمن يستحقّ القراءة والإقراء بمضمون كتابه من غيره.


وهذا مجرّد رأي ولا أدّعي الكمال فيما أقول والعلم عند الله تعالى.


محمد يحيى شريف الجزائري
 
جزاكم الله خيرا شيوخنا الأفاضل على هذا النقاش العلمي الرائع
وانقل هنا للفائدة والمناقشة:


الاخوة الفضلاء اعزكم الله من الجدير بالذكر ان بعض اخواننا اعزهم الله
عند عد التسلسل المؤدى الى الرواية او القراءة لايضعون فى الحسبان ماذا قرا الشيخ وهل اجيز بختمة كاملة ام لا والختمة الكاملة افضل فاذا نظرنا الى الاسانيد المذكورة سابقا وجدنا ذكر ان الشيخ عد الرحمن اليمنى بينه وبين ابن الجزرى ثلاثة رجال لكن السؤال الذى يطرح نفسه من اى طريق هذا
والجواب ان الشيخ المرصفى رحمه الله ذكر فى كتابه هداية القارى ان العلامة عبد الرحمن اليمنى قرا على العلامة على بن غانم المقدسى للسبعة فقط وهذا المثبت فى كثير من اجازات المسجد الاحمدى وبها اجزت لكن المؤسف ان بعض العادين لاقرب السند واعلاه يجعلون هذا فى عد طرق الدرة والعشر الكبرى وهو الذى يرفضه العقل والنقل والمعروف من الاجازات وسير العلماء ان العلامة عبد الرحمن اليمنى قرا بالكبرى والصغرى على الشهاب احمد بن احمد بن عبد الحق السنباطى على العلامة شحاذة اليمنى الذى قرا العشر الصغرى على الشيخ احمد المسيرى المصرى المعروف بصهر الطبلاوى القارى على ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوى وقرا شحاذة بالكبرى على ناصر الدين الطبلاوى نفسه كما هو المذكور فى جميع الاسانيد والطبلاوى على شيح الاسلام زكريا الانصارى على( العقبى(السبعة)*والمخزومى (السبعة)*والقلقيلى(السبعة) والنويرى( الكبرى والصغرى),والاميوطى لااعلم السبعة ام زاد عليه الدرة لكن شيخ الاسلام لم يقرا الكبرى الا على النويرى المالكى وقرا العقبى على ابن الجزرى الى المفلحون فى البقرة جمعا للسبعة واجازه ابن الجزرى فكيف يد خل فى سند الدرة والطيبة وقرا العقبى الحتمة كاملة على غير ابن الجزرى وسنده الاخر مذكور بالملتقى اما الاميوطى والقلقيلى والمخزومى والنويرى كلهم قرءوا على ابن الجزرى فاذا كتبت سندا للدرة او الطيبة فاحتياطا ان نذكر قراءة شيح الاسلام على النويرى على ابن الجزرى وهو الاسلم اما للسبعة فلاحرج فى ذكر هولاء الخمسة لعدم حدوث الخلط حينئذ فالحاصل وجود ثلاثة رجال يقينا يين العلامة عبدالرحمن اليمنى وبين ابن الجزرى من السبعة فقط ومن الدرة والطيبة خمس رجال يقينا لكن السنباطى المذكور قرا على الجمال يوسف بن شيخ الاسلام على والده شيخ الاسلام فعلا بذلك السند درجة لكنا لانعرف للصغرى ام للكبرى فتكون للصغرى احتياطا * وكذلك قرا العلامة على والده فمات اثناء الجمع للسبع الىالاية 41 النساء*لكن السابقون كانوا لايجمعون الا بعد الافراد السبعة او للعشرة*والخلاصة انه ((بين العلامة عبدالرحمن اليمنى وبين ابن الجزرى.ثلاثة رجال من الشاطبية يقينا*واربعة من الدرة يقينا*وخمسة من الطيبة احتياطا للامانة وعدم الخلط*الا ان يثبت احد ان السنباطى قرا بالطيبة على الجمال يو سف وهو كذلك على والده شيخ الاسلام حتى يكون العدد اربعة*))واحيرا اقول وبالله التوفيق ان اعلى اسنادا لحفص هو للشيخ الطرابيشى اما قول ان الشيخ محمد عبد الحميد السكندري يساويه من الكفاية او غيرها من طرق النشر فهذا خطا لانهم عدواعلى قراءة اليمنى على المقدسى ولم تكن الا من الشاطبية ** والله اعلم ** والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول عن هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34483
 
الســـــــــــــــلام عليكــــــــــــــــــــــم

أحسن الله إليك فضيلة د/ الجكني ...واسمح لهذه بهذه المداخلة .

ذكرتم :" كيف "يصح ط إسناد أحد طرقه " لم يقرأ القرآن "كاملاً " على الشيخ ؟؟

فضيلة د/ الجكني مثل هذا لا يضر في هذا العلم ، ما دام هناك ثقة في هذا القارئ ، وقد وضح الشيخ محمد يحيي شريف ذلك وأجاد .


وهناك الشيخ الزيات ـ رحمه الله ـ يفعل ذلك .

وقد سمعت عن شيخ قرأ القراءات علي الشيخ المرصفي ، ثم ذهب المرصفي به إلي الشيخ الزيات وسمع منه قريبا ما سبق وأجازه . وتقريبا هو من شيوخكم الذين عاصرتموهم وقرأتم عليه .والله أعلم

والشيخ أحمد مصطفي قال لأحد من قرؤوا عليه ذلك ولكن الأخ رفض الذهاب للزيات وقراءة آية أو آيتين ويجاز بذلك الكبري .

مادام هناك ثقة من الشيخ وثقة في طريقة تعليمه للطلبة فلا شئ في ذلك . وعليه لا يضر النويري ما قيل فيه .

ثانيا : ذكرتم :" كتاب "شرح الطيبة " للإمام النويري رحمه الله ،مع أنه والحق يقال- ليس بذاك الكتاب ،نظراً لوجود النشر إذ هو في الحقيقة ليس إلا "صورة "منه" .

ليس الأمر هكذا بالضبط ، فقد تعقب النويري ابن الجزري ، ولعل أِشهر هذه المواضيع قضية صحة السند وما ذهب فيه ابن الجزري في آخر أمره . وله بعض التوجيهات الطيبة . والكتاب مثل كتاب إتحاف فضلاء البشر حيث اختصر الشيخ البنا النشر ، ومع ذلك له بعض التعقيبات الطيبة مثل تعقبه لمسألة تفخيم الراء في البشر والفجر ، وأيضا تنبيه أحيانا علي ما هو مقروء به اليوم .

ونعود للنويري .. وله شرح جيد مطبوع للدرة وتناول الشرح بطريقة رائعة وهو مطبوع اليوم ، ولا يزال الشيوخ ينهلون منه .
وله شرح في الشاطبية مخطوط ، ذكره القسطلاني وقال عنه بأنه شرح واف . فمكانة الرجل العلمية معروفة .

ولا حجة في قول الأزميري " ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله " .

فلو ثبتت قراءة النويري ولو قدرا يسيرا علي ابن الجزري فهو كاف في علو مكانة النويري ، وتلقي الكثيرون شرحه بالقبول وعده البعض من أفضل الشروح .وينظر في كلام الشيخ محمد يحيي . والله أعلم
والسلام عليكم
 
كنت أريد أن أذكر مداخلتي على كلام الشيخين محمد يحي وعبد الحكيم كلاً على حدة ،لكن لما رأيت الشيخ عبد الحكيم "يعضد " كلامه بكلام الشيخ محمد فضّلت أن تكون المداخلة واحدة 0
و قبل الشروع في ذلك أود التنبيه إلى نقطتين مهمتين يجب مراعاتهما في النقاش وهما :
1- أني لا "أنكر تواتر القراءات العشر ولا أطعن فيها ،ولا أبيح القول بذلك ،فالقراءات العشر "متواترة " "صحيحة " عن النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على من ردها أو أنكرها أن يكون أنكر شيئاً من الدين معلوماً بالضرورة ،وكلنا نعرف حكم هذا والعياذ بالله تعالى 0
2- لا تلازم عندي بين "نقد بعض الأسانيد لبعض القراء " وكذا نقد وبيان "أوجه الاضطراب " في عمل بعض "أهل التحريرات " وبين الحكم على القراءات ،فنقد هذه المذكورات وبيان "ضعف منهجها " شيء ،والطعن في القراءات شيء آخر 0
بعد بيان هاتين النقطتين أتجه للمداخلة مع الشيخين الكريمين،فأقول وبالله التوفيق:
أولاً :المداخلة على الشيح شريف:
قال الشيخ محمد :" إن أجاز الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى الشيخ رضوان العقبي والشيخ النويري رحمهما الله تعالى بالقراءة والإقراء بمضمون النشر وطيّبته. فحسبنا بذلك" اهـ
أقول : يجب أولاً إثبات أن إجازة ابن الجزري رحمه الله للشيخين المذكورين كانت "بمضمن النشر وطيبته" فالمعروف عند ابن الجزري رحمه الله هو "الإجازة " أي إجازة من يقرأ عليه ولو بضع آيات ،ولم نجد الشيخ يقول لمن أجازه بهذا النوع من الإجازة :"أجزته بمضمن كذا " لأن هذا يعد كذباً في الإجازة ،إذ كيف يتصور من الشيخ الجزري رحمه الله أن يقول :أجزت فلاناً "بمضمن " الكتاب الفلاني وهو لم يقرأ عليه بذلك ،بل إذا كان الشيخ نفسه يرى أن قول القائل :"قرأت برواية كذا القرآن من غير تأكيد إذا كان قرأ بعض القرآن " قول لا يعوًل عليه ،وإليك نص كلامه بعد أن ذكر قول ذلك القائل :"وهذا قول لا يعول عليه ،وكنت قد ملت إليه ثم ظهر لي أنه تدليس فاحش يلزم منه مفاسد كثيرة فرجعت عنه 0اهـ (المنجد :54) وهذا الكلام جاء به عند سؤال : هل يجوز أن يقول :قرأت بها القرآن كله ؟ قال : لا يخلو ؛إما أن يكون قرأ القرآن بتلك الرواية على شيخه أصولاً وفرشاً ولم يفته إلا تلك الأحرف ،فيلفظ بها بعد ذلك أو قبله ،أو لا ،فإن كان فيجوز له ذلك وإلا فلا 0اهـ
إذن : نحن في انتظار إفادتكم أو أي أحد من أهل القراءات حول "إجازة " ابن الجزري للعقبي "بمضمن " كتابيه أو أحدهما 0،وأيضاً نصاً صريحاً من العقبي نفسه يقول فيه :إنه قرأ على ابن الجزري ب "مضمن" كتابه " القرآن كاملاً 0
وهنا نقطة جديرة بالاهتمام والدرس وهي : أن المعروف في زمن ابن الجزري وقبله كان العلماء :الشيوخ والتلاميذ ينصون على "نوع " قراءتهم وإقرائهم فيقول الشيخ مثلاً قرأ علي فلان قراءة أو رواية كذا بكذا أو بمضمن كذا ،وهذا مما لا نلاحظة بكثرة بعد زمن ابن الجزري بقليل وكاد يندثر الآن إن لم يكن اندثر 0فالله المستعان 0
ثم قال الشيخ محمد حفظه الله : فحسبنا بذلك ولا أظنّ أن ابن الجزري أمام الفنّ يجيز بمضمون نشره الكبير من لا أهلية له على القراءة والإقراء."
أقول : وكاتب هذه الحروف يوافقك على هذا الكلام ،وأزيد : ولا أظنه يقول لأحد "أجزتك بمضمن كتاب " وهو لم يقرأ عليه بمضمنه " ولاحظ أخي الكريم الفرق بين "الإجازة العامة والإجازة ب "مضمن "0
وأما القول بأن الشيخ فعل ذلك مع بعض مشايخه ،فهذا معلوم وواقع فعلاً ،ولا يمكن –عندي – أن يقاس عليه كتاب "النشر " وذلك لأن هذه الكتب طرقها معروفة ومعلومة ومقروء بها عند جل علماء عصره ممن هم معه ،فلو أجاز الشيخ أحداً ممن قرأ بمضمن هذه الكتب على شيخ آخر يعرفه ابن الجزري ثم أجازه بناء على تلك المعرفة فإن هذه الصورة غير موجودة في النشر لأن طرق "النشر " هي من "تحرير " مؤلفه ولا يمكن أن يجيز ها "قراءة" إلا لمن قرأ بها عليه 0
ثم قلت يا شيخ محمد :" وعلى هذا الأساس فليس هناك علّة توجب القدح في طرق النشر ولا يشك واحد في صحة أسانيد كتاب النشر وما تضمنه من أصول وفرش " 0
أقول : نحن لا نطعن في طرق النشر التي من ابن الجزري إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،وإنما "ننقد " بعض ما هو بيننا وبينه ،ولا أعتقد أخي الكريم أنك تجعل "طرق " ما بعد ابن الجزري كطرقه هو منه إلى منتهى السند ،من حيث الضبط والإتقان و "التحرير" و "الدقة " في التعبير بالاجازة وبيانها هل هي "عرض " أو "سماع " وهل هي لكل القرآن أم بعضه أم مجرد فقط قراءة الفاتحة وبضع آيات من القرآن ؟؟؟؟
فالكلام يا أخي العزيز ليس في "طرق النشر " ألبتة ، بل الكلام في "عدم المنهجية " في بعض أسانيد المتأخرين من حيث بيان نوع قراءتهم على الشيوخ0 0
ثم قلت :" فإن كان كذلك فيجوز في نظري الاعتماد على رواية النويري ورضوان العقبي متابعة لغيرهما الذين قرءوا جميع القرءان بمضمون النشر على ابن الجزري وخاصّة أنّهما من الثقات ويكفي في ذلك أجازة ابن الجزريّ لهما."0
أقول : بينت لك أنه "ما كان كذلك "0
وأيضاً : الكلام ليس في "ثقة وعدالة " الشيخين العقبي والنويري رحمهما الله تعالى ،ويكفيهما "توثيق " علماء عصرهم لهم ،ويكفي الشيخ العقبي رحمه الله "تزكية " الإمام ابن حجر رحمه الله له واعتناؤه به ، إنما الكلام هو في "حالة " سندهما عن ابن الجزري رحمه الله ،ومهما كان ذلك حتى لو قرآ عليه آية واحدة فلا علاقة لذلك بمكانتهما "جرحاً أو تعديلاً "0
وأما عبارتك الأخيرة "أنهما من الثقات ويكفي إجازة ابن الجزري لهما " فهو كلام أقرب هو إلى "العاطفة " منه إلى "المنهج العلمي "فهل نفهم منه :أن ابن الجزري لم يكن يجيز إلا الثقة ؟ أم نفهم أن كل من أجازه ابن الجزري فهو ثقة ؟ أم نقول :إن ضابط "الثقة " هو من أجازه ابن الجزري ؟
ابن الجزري رحمه الله كغيره من العلماء يجيز من يقرا عليه ولا يشترط الثقة وعدمها ،ومنذ متى كانت"الثقة " من شروط الإجازة عند العلماء ؟
يا أخي هذا "التصنيف " إنما هو من "مواليد " هذا العصر ؟؟؟
ثم قلت : ونعلم جميعاً أنّه يجوز التساهل - إن صح التعبير - في المتابعات والشواهد ما لا يجوز في غيرهما وقد يرتقي المعلول على درجة الصحّة بسبب الشواهد والمتابعات "
أقول : هذه من مسائل علم "مصطلح الحديث " ولا يمكنني مناقشتك فيها " فأتركها لأهله ، مع جزمي أننا من "الخطأ " كل الخطأ أن "نستعير " وأن ندخل "مصطلحات أي علم في علم آخر ،وأكبر دليل على ذلك ما لاحظناه على بعض من تولى "تحقيق " كتاب مهم من كتب القراءات فعامل رجال القراءات معاملة رجال الحديث "فتفنن " في الجرح والتعديل فيهم مما يضحك منه 0
ثم قلت قولاً آمل منك – تكرماً – لا أمراً مراجعته وإعادة النظر فيه وهو قولك :" فإن تواتر إسناد كتاب النشر أداءً عن ابن الجزري "0
أقول : أين من يقرأ "كتاب" النشر مسنداً وأداء ؟؟؟لا يعرف إلا قلة من الأفراد ،ولكن قلت في نفسي لعل الشيخ محمد حفظه الله يقصد "طرق النشر " وليس "كتاب النشر " والفرق بينهما كبير جداً وواضح لمن تأمل ،والله أعلم 0
أما كلامك الأخير فقد سبق بيان الملحوظات عليه 0
ثانياً :المداخلة على الشيخ عبد الحكيم حفظه الله :
قال فضيلته :" مثل هذا لا يضر في هذا العلم ، ما دام هناك ثقة في هذا القارئ"0
أقول : يا سِدنا الشيخ : أنا أتفق معكم في هذا ،وأنه "معمول " به بين أهل هذا العلم قديماً وحديثاً ،لكن هنا في مسألتنا هذه لا يمكن الموافقة معكم والشيخ محمد فيما ذهبتما إليه وذلك للفارق وهو ما سأضرب عليه مثالاً حتى يكون أوضح :
لنفرض أن فضيلتكم والشيخ محمد قرأ أحدكما على الشيخ المر صفي والآخر قرأ على الشيخ الزيات ختمة كاملة وأجازكما الشيخان بها بسندهما المتصل إلى ابن الجزري ،ثم واصل كل منكما المسيرة وأخذ يقرئ الناس بهذا السند 0
جاء العبد الضعيف وقرأ على أحدكما وختم ختمة وأعطاه السند ثم رغب في "تعداد " أسانيده وطلب من شيخه أن يذهب به إلى زميله ليتوسط له في إعطائه السند فجاء الشيخ إلى زميله و"عرّفه " به وأنه ختم عليه لكن يريد السند "تعدداً " فماذا سيكون موقف الشيخ الآخر ؟ طبعاً سيقول إن الشيخ الذي قرأ عليه هذا الطالب هو زميلي وأعرفه وأعرف مكانته وما دام أن هذا الطالب ختم عليه وأجازه فأنا أعطيه السند لو قرأ علي شيئاً من القرآن 0
هذه الصورة هي التي كانت موجودة ومعروفة فالشيخ "يجيز " على "إجازة" شيخ يعرفه ،وهذا لا يضر لأن "السندين "مصدرهما واحد وهو :ابن الجزري رحمه الله ،فهذا العبد الضعيف لن يخرج في قراءته وإقرائه بعد ذلك عن ابن الجزري لأنه هو "قطب السند "
لكن : لو كان السندان مختلفين بمعنى أن أحدهما ينتهي إلى الداني مثلاً عن طريق ابن الجزري ،والآخر لا يمر على ابن الجزري أصلاً ،فهل في هذه الحالة يكتفى بقراءة جزء من القرآن أو بضع آيات ويعطى الإجازة " وتكون "معتبرة " في الإقراء ؟؟ هذا ما نبحث فيه هنا وهو نفس موقف العقبي والنويري :
العقبي والنويري كل واحد منهما له شيوخ غير ابن الجزري رحمهم الله تعالى ،وكل منهما أيضاً لم يقرأ على ابن الجزري كامل القرآن بالعشر – حسب المصادر – فكيف يراد منا أن نقبل "إسناديهما " بالعشر عنه ؟ المفروض أن تقبل أسانيدهما من غير طريق ابن الجزري 0
أما ما مثل به فضيلة الشيخ عبد الحكيم من صنيع المشايخ الزيات والمر صفي رحم الله الجميع فهذا أيضاً ليس من باب مسألتنا ،إذ هما في نهاية الأمر لم يجيزا إلا شخصاً قرأ على غيرهما بنفس السند المتصل إلى ابن الجزري ،ولم يجيزا شخصاً قرأ بالقراءات العشر من طرق غير النشر ثم أجازوه بطرق النشر وهو لم يقرأها كاملة 0هذه هي الصورة بالنسبة لإسناد العقبي 0
ثم قال الشيخ :" ليس الأمر هكذا بالضبط ، فقد تعقب النويري ابن الجزري000الخ "
أقول : لا زلت أكرر أن جل من كتب في القراءات العشر بعد ابن الجزري إنما "أخذ " حروف ونصوص ابن الجزري ووضعها في كتابه ونسبها لنفسه لا أحاشى أحداً ولا أستثني شخصاً –فيما وقفت عليه غير الشيخ الأزميري رحمه الله ،فهو بحد ذاته "مدرسة " وإن كان يسبح في "بحر " ابن الجزري لكنه لم يستخدم "مجاديفه " بل "نمّق " العبارة وأعاد سبكها و "فصصها " و "نخلها " واعترض عليها الاعتراض العلمي الذي توصل إليه باجتهاده والفتح الذي فتح الله به عليه ،ولم يعترض على ابن الجزري اعتراض من لم يجد ما يعترض به عليه إلا بتبديل حرف مكان حرف أو جملة مكان جملة ،وحتى هو في هذه إنما يأخذ عبارة ابن الجزري من كتبه الأخرى ولهذا آمل من المنصف أن يعود إلى جلّ إن لم يكن : كتب التحريرات والمحررين – غير الإزميري – ويقابلها على النشر فسيجد :لا أقول الكلام هو هو ،بل سيجد الحروف هي هي ،والتفريعات هي هي 0
بعد هذا :هنا سؤال يطرح نفسه : ما هو الضابط والمعيار الذي به "تقيّم " الكتب المختصِرة- بكسر الصاد – للكتب المختصرة؛بفتح الصاد ؟
أما النويري رحمه الله فنحن لا نشك في إمامته ومقدرته على التأليف ولكن كتابه هذا "شرح الطيبة " إنما هو "صورة مصغرة مختصرة من النشر "0
وما ذكره الشيخ عبد الحكيم حفظه الله من أن له "تعقبات " على ابن الجزري كقضية السند وغيرها فنقول: ما هي القيمة العلمية لهذه التعقيبات ؟ وأين "تعقباته " في المسائل العويصة في النشر التي يمكن فيها مخالفة رأي ابن الجزري ؟ وهل نعتبر الرد على ابن الجزري في مسألة أو حتى عشر مسائل – إن وجدت – "ميزة " لشرح النويري تخرجه من دائرة أنه "اختصر " النشر وأخذ كلام ابن الجزري بفصه بل بنصه وحرفه 0
وأقول كلمة بيني وبين الله :لا أعلم أحداً – فيما اطلعت عليه- واطلاعي قاصر – من كتب القراءات بعد ابن الجزري وقف مع ابن الجزري وقفات علمية قوية في مختلف المسائل سواء "الإسنادية " أو " الأصولية " وغيرها غير رجل واحد اسمه :محمد بن أحمد القاهري (القرن العاشر ) في كتابه :"بحر الجوامع " الذي كان أيضاً لم يسلم من "أخذ " عبارة النشر بنصها وفصها –إلا أنه وقف وقفات ولم يسلم بكل ما قاله ابن الجزري مما هو من مسائل الاجتهاد القائم على الأدلة العقلية والأصولية0
والخلاصة : ليس الكلام موجه لشخص النويري نفسه أو شخص العقبي نفسه أو غيرهما من العلماء ،إنما الكلام والنزاع هو في "تقييم " إسناد العقبي و"كتاب" النويري ؟ وهذا لا يعترض عليه بمثل قول الشيخ :"ومكانة الرجل العلمية معروفة " اهـ
ثم قال الشيخ حفظه الله :" ولا حجة في قول الأزميري " ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله "0
أقول : أقدر رأي الشيخ وأحترمه لكن لا أقول به ولا أراه0
ثم ختمتم كلامكم حفظكم الله بهذا :" فلو ثبتت قراءة النويري ولو قدرا يسيرا علي ابن الجزري فهو كاف في علو مكانة النويري ، وتلقي الكثيرون شرحه بالقبول وعده البعض من أفضل الشروح "اهـ.
أقول : إذن هل نفهم :أن كل من قرأ على ابن الجزري ولو قدراً يسيراً فهو كاف في علو مكانته ؟ وهل علو المكانة منوط بالقراءة على ابن الجزري ؟ إذن هناك مئات من الناس "مكانتهم عالية " لأنهم قرؤوا على ابن الجزري ،ولا نشك أنهم ليسوا على مرتبة واحدة ؟؟
هذا يا سِدنا الشيخ "تصنيف " عاطفي " وليس "تصنيفاً " علمياً " إن سمحتم لي بهذه الكلمة 0
هذا ما رأيت أن أكتبه هنا مناقشة للشيخين الكريمين ،مع أن في بعض ماقلته وكتبته لا يؤخذ مفرداً عن بعض ما كتبه الشيخ إبراهيم الجو ريشي حفظه الله ،ففي ما نقله في مداخلته السابقة مزيد بيان وتوضيح لما أجملته هنا 0
والله من وراء القصد
 
السلام عليكم
سأجيب عن الفقرة الخاصة بعبد الحكيم ، وربنا مع الشيخ محمد يحيي شريف

ذكرتم : " لكن : لو كان السندان مختلفين بمعنى أن أحدهما ينتهي إلى الداني مثلاً عن طريق ابن الجزري ،والآخر لا يمر على ابن الجزري أصلاً ،فهل في هذه الحالة يكتفى بقراءة جزء من القرآن أو بضع آيات ويعطى الإجازة " وتكون "معتبرة " في الإقراء ؟؟ هذا ما نبحث فيه هنا وهو نفس موقف العقبي والنويري "

الجواب : يا سيدي الفاضل لا فرق بين المسألتين سواء اختلفت الأسانيد أم اتفقت . فالعبرة بالمادة العلمية عند الطالب ، وقد ثبت ذلك بشاهدة شيخ معتمد للطالب .

يا سيدي الفاضل : الأسانيد في حقيقتها إثبات مادة علمية للطالب هذا هو الأصل في الإجازة ـ بصرف النظر عن تساهل البعض أو تشدده ـ وقد حدث بإتقان الطالب ، وليس المعني من السند ترتيب الأسماء .



ذكرتم :" .... فكيف يراد منا أن نقبل "إسناديهما " بالعشر عنه ؟ المفروض أن تقبل أسانيدهما من غير طريق ابن الجزري 0"

الجواب : يا سيدي الفاضل : هذا افتراض منكم ، والمعمول به غير ذلك . هل أثبتم قولكم ، فأنتم خالفتم ما هو معمول به .

والشيخ الذي ضربته لك مثلا يفعل هذا يعطي السند بطريق الزيات أولا ثم يأتي باسم المرصفي وعدهما سندان .. (( وده ماشي في سوق القراء )) وهذا معمول به ولا ضير وسواء اتفق الطريق أم لا .


ذكرتم :" أما النويري رحمه الله فنحن لا نشك في إمامته ومقدرته على التأليف ولكن كتابه هذا "شرح الطيبة " إنما هو "صورة مصغرة مختصرة من النشر "0.

الجواب : يا سيدي الفاضل هناك أمر غريب في شرح المتون .

لو قارنت شروح تلاميذ الشيوخ المباشرين للناظم ، لا تجد غالبا تعقبات إلا القدر اليسير .
بل يبررون لمشايخهم .

قارن بين شرح السخاوي للشاطبية مع شرح أبي شامة ستجد نفس الفرق .

ابن الناظم ليست له تعقبات علي شرح أبيه ويكاد يرجححه في أغلب المسائل .

وشروح مثل شروح الجزرية قارن بين شرح عبد الدائم الأزهري (ت870) وبين شرح مثل شرح الملا علي القارئ ستجد الفرق ..وهذا واضح .

فكون النويري يؤيد ما ذهب إليه ابن الجزري شيئ طبعي في سائر الطلبة . ومن النادر أن يتعقب شيخه ..



ذكرتم : ثم قال الشيخ حفظه الله :" ولا حجة في قول الأزميري " ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله "0
أقول : أقدر رأي الشيخ وأحترمه لكن لا أقول به ولا أراه0"


الجواب : سيدي الفاضل : هل جاء الأزميري بما يدل به علي كلامه ؟؟

أقصد : هل أورد دليلا علميا علي هذا الذم ؟؟

فالإدعاء بغير بينة لا يلتفت إليه ـ بصرف النظر عن القائل ـ وعدم موافقتكم علي هذا الرأي يوحي بأن لديكم دليلا علي قول الأزميري ، بصرف النظر عن أنه أخذ كلام ابن الجزري بنصه أم لا .
ولو سلمنا بذلك ، فترتيب الكلام ـ كما لا يخفي عليكم ـ يحتاج إلي علم جمٍّ وخاصة في شرح مثل شرح الطيبة . هل توافقني في ذلك يا سيدي ؟؟؟؟؟


ذكرتم : أقول : إذن هل نفهم :أن كل من قرأ على ابن الجزري ولو قدراً يسيراً فهو كاف في علو مكانته ؟ وهل علو المكانة منوط بالقراءة على ابن الجزري ؟ إذن هناك مئات من الناس "مكانتهم عالية " لأنهم قرؤوا على ابن الجزري ،ولا نشك أنهم ليسوا على مرتبة واحدة ؟؟""

الجواب : سيدي الفاضل : هل نفهم من قولكم بأن ابن الجزري يجيز من ليس أهلا لذلك ؟؟
وابن الجزري لم يجزه بمجرد حضوره في مجلسه ، بل سمعه ولو كان هذا القدر قليلا بالنسبة إليكم ، ولكن بالنسبة لابن الجزري فهو قدر كاف ، وإلا كيف نوجه إجازة ابن الجزري لهذين الشيخين مع هذا القدر اليسير ؟؟

ولعل الأمر قد تبين لفضيلتكم أن الأمر ليس من باب العاطفة ، بل هي نظرة واقعية للأمر ، ومع الثقة في إمام مثل ابن الجزري ، وهو أدري بمن بحال من يجيزه .
والسلام عليكم
 
توجد أسانيد موصلة لابن الجزري موضحة ومفصلة تغني عما سبق، وتزيل أي لبس. وما حصل ما حصل إلا بسبب الاختصار وطلب العلو. ولعلي أزيد الأمر إيضاحا بنقل ما تيسر جمعه في أقرب فرصة إن شاء الله تعالى.
 
إليكم مشايخي الكرام أسانيد شيخ الإسلام زكريا الأنصاري

2946d9cd5b.jpg
[/img]
 
مصدر المخطوطة:
بيانات المخطوط

اسم الكتاب :اجازات الشيخ زكريا الانصارى لبعض العلماء فى رواية كتبه والكتب التى كان يدرسها لهم
اسم المؤلف : .......
المقدمة
به ابو حامد احمد بن محمد بن يحى بن بلال البزاز وهو اول حديث سمعته منه ... ان رسول الله ... قال الراحمون يرحمهم الرحمن ...
الخاتمة
وفى سودة بنت زمعة نزلت هذه الاية ( وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا ) ...
العنوان من صنع المفهرس: اجازات الشيخ زكريا الانصارى لبعض العلماء فى رواية طتبه والكتب التى كان يدرسها لهم
جمعها احد العلماء يعتقد انه محمد بن يشبك اليوسفى العنوان اخذ من الكتاب لبعض العلماء فى رواية طتبه والكتب التى كان يدرسها لهم جمعها احد العلماء يعتقد انه محمد بن يشبك اليوسفى العنوان اخذ من الكتاب
رقم النسخة:324653
عدد الأوراق: 152 ورقة/ورقات
عدد الملفات المرفقة : 16 ملف/ملفات
ت
مصدر المخطوط : موقع مخطوطات الأزهر الشريف مصر جزى الله القائمين عليه خيرا
المصدر المنزل منه : ملتقى اهل الحديث بارك الله فيه وفي أهله
عنوان موقع مخطوطات مكتبة الأزهر:
http://www.alazharonline.org

ادعوا لاخيكم واستغفروا له ولوالديه

أبو يعلى البيضاوي
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد


أقول مجيباً على شيخي الجكني :

ليس من الواجب إثبات إجازة ابن الجزري للنويري أو العقبي بمضمون النشر والطيّبة لأنّ الأصل في الرجال العدالة ولا تسقط العدالة إلاّ بالدليل وهما من العلماء الكبار المشهود لهم بالعلم والأمانة. ويكفي في إثبات إجازة ابن الجزري لهما أنّهما أسندا القراءات بمضمون النشر إلى المؤلّف وليس هناك أيّ مبررٍ في اتهامهما بالتدليس لأننا لو أسقطنا ذلك الإسناد لعدم وجود دليل يثبت الإجازة بمضمون النشر لصار اتهاماً لهما بالتدليس وقد يصل الأمر إلى اتهامهما بالكذب إذا اعتبرنا أنهما أسندا شيئاً إلى المؤلّف من غير إجازة. وقد لقب العلامة العقبي بشيخ الشيوخ في وقته ( انظر صورة إجازة العلامة الضباع في آخر كتاب متن الشاطبية الذي ضبطه وصححه وراجعة فضيلة الشيخ تميم الزعبي ). وانطلاقاً من عدالتهما وإمامتهما في هذا الفنّ فعلى المتهم لهما بالتدليس أن يأتي بالدليل الصريح على عدم إجازة ابن الجزري لهما بمضمون النشر. فأصحاب الحديث لا يتهمون أحداً بالتدليس إلاّ بالدليل والبرهان. فالدليل على المدّعي.
قولكم "ولا أظنه يقول لأحد – أي ابن الجزري - أجزتك بمضمن كتاب " وهو لم يقرأ عليه بمضمنه"
أقول : هذا الأمر يعود للمجيز لأنّه أعلم بتلميذه من غيره وقد يجيزه لفطنته وبراعته وهذا أمرٌ خاصّ بالمجيز لا يمكن لأحد أن يتدخّل فيه والإجازة العامّة يدخل في مضمونها الإجازة الخاصّة بمضمون النشر وقد قرأ عليه الفاتحة وأوائل البقرة بمضمون النشر وهذا يدلّ على خصوصية الإجازة بمضمون النشر. ومن أسقط هذه الإجازة فقد أسقط في نظري هيبة ابن الجزري رحمه الله تعالى إمام الفنّ فانتبه إلى عواقب هذا الكلام.

قولكم " ولا يمكن عندي أن يقاس عليه كتاب النشر وذلك لأنّ هذه الكتب طرقها معروفة ....."

الجواب : كذلك طرق النشر معروفة ومضبوطة ومحصورة وليس المشكل في ضخامة الكتابة وأنّما المشكل في جواز الإجازة في حالات معيّنة وهناك كتب فاقت كتاب النشر ضخامة ككتاب الكامل للهذلي وغيرها.

وقد ذكرتُ تواتر كتاب النشر لسبب واحد وهو التذكير أنّ في علم الحديث إذا كان المتن صحيحاً فيمكن للإسناد المعلول لهذا المتن الارتقاء إلى درجة الصحة مع وجود علّة في الراوي. فما بالك بكتاب مجمعٍ على صحة ما فيه مما يفيد القطع والناقلون له من الثقات الكبار المشهود لهم بالعلم والأمانة كالنويري والعقبي ومما يزيد ذلك قوّة أجازة ابن الجزريّ لهما والإجازة لهما بمضمون النشر لها وزن ثقيل لا يمكن مقارنتها بالإجازة في حديث أو حديثين.

لا يمكننا أن نتفلسف في هذه المسألة بالذات ونحاول أن نجد ضابطاً لها لأنّ صحة كتاب النشر مقطوع بها والناقلين للكتاب معروفون ومحصورون إذن فلا فائدة في نظري أن نخوض في المسألة وحتّى لو وصلنا إلى إسقاط إسناد النويري والعقبي وما يتصل بهما فما هي الفائدة ؟ بل هذا يؤدّي إلى إسقاط كلّ الأسانيد التي تتصل بالشيخين وفي هذه الأسانيد نجد من الأفذاذ الذين حافظوا على نقل كتاب النشر أداءً وشرحاً وتحريراً. وكلّ هذا لا يمسّ صحة كتاب النشر وطرقه ؟
هل منزلة صحيح البخاري تسقط لأجل علّة ظهرت في أؤلائك الذين نقلوا الكتاب بالإسناد ؟ لا شك أنّ منزلة صحيح البخاري لا تسقط وهو كذلك بالنسبة للنشر ، إذن فالخوض في هذا النوع من المسائل لا يؤدّي إلى نتيجة لأنّ الأمور محصورة من جهة الكتاب ومن جهة الرجال فالمجال محصورٌ ومغلوق بخلاف ما إذا كان المجال مفتوحاً فالأمر يحتاج إلى ضبط ودراسة والعلم عند الله تعالى.

قولكم " إنما الكلام والنزاع هو في تقييم الإسناد " : أقول ما الفائدة من تقييم الإسناد ؟ تقييم الإسناد يكون لأجل تقييم المتن. فإن كان المتن صحيحاً فما الفائدة من تقييم الإسناد في أمورٍمحصورة بالنشر والنويري والعقبي.



والخلاصة من هذا الكلام أنّ كلّ من ثبتت قراءته على ابن الجزري رحمه الله تعالى بالإجازة ممن ثبتت عدالته وأمانته ممن عرف بالعلم والورع واشتهر في الآفاق وأسند قراءته مباشرة إلى ابن الجزري رحمه الله تعالى فسنده مقبول وخاصّة أننا نتكلّم عن شيخين وما أدراك ما الشيخان والحمد لله أنّ الناقلين لكتاب النشر أداءً ممن تتلمذوا على ابن الجزري ممن يتصل سند المعاصرين بهم عرفوا جميعاً بالأمانة والعدالة وتبقى مسألة ختم القرءان على المؤلّف وهي لا تضرّ لتعلّقها بأمثال النويري ةالعقبي رحمهما الله تعالى.


والعلم عند الله تعالى.
 
السلام عليكم سدنا الشيخ عبد الحكيم ،وأخي الشيخ محمد يحي شريف حفظهما الله:
قرأت المداخلتين اللتين تكرمتما بهما لإثراء النقاش في هذه المسألة المهمة ،وظهر لي أن هناك نقاطاً أثرتموها وأدخلتموها في النقاش وهي مما أتفق معكم بل وجميع أهل القراءات متفقون عليها لأنها من باب "الثوابت في هذا العلم
وكالعادة أبدأ أولا ً مع الشيخ عبد الحكيم ثم الشيخ محمد ،فأقول للشيخ عبد الحكيم، والله تعالى هو الموفق :
من الشرف لي أن أكون أحد من "تفضلتم وتكرمتم " بالمناقشة معه ،في هذا الحوار العلمي والذي أدعو الله تعالى أن يجعله خالصاً لوجهه لا لغرض سوى بيان الحق 0
شيخي الكريم :
قلتم :" لا فرق بين المسألتين سواء اختلفت الأسانيد أم اتفقت . فالعبرة بالمادة العلمية عند الطالب ، وقد ثبت ذلك بشهادة شيخ معتمد للطالب "اهـ
أقول : وهل قامت "التحريرات " أو قعدت إلا من أجل "الأسانيد " ؟؟
فلو كان الأمر كما يقول سِدنا الشيخ " لا فرق بين المسألتين سواء اختلفت الأسانيد أم اتفقت " . لكان هذا "دليلاً " على القائلين بوجوب التحريرات الذين "أنكروا و "ضعفوا" بل "ومنعوا " من القراءة أو الإقراء ب "زيادات الشاطبية على التيسير ،وبزياداته على الداني بحجة "الخروج عن الطريق " وليس بسبب "صحة القراءة من عدمها " ،وإذا كان ذلك كذلك يكون سِدنا الشيخ قد وافق كاتب هذه الحروف في أن بعض "مناهج المحررين "مضطربة " وهو عين المقصود من طرح هذا البحث "خاص لأهل التحريرات"0
ثم قلتم :" هذا افتراض منكم" :
أقول : هذا الافتراض جئت به لبيان أن لو كانت المسألة فقط هي "أسانيد " موصولة – وهذا هو الحق – لكان على قراء "الطيبة " أن يقرؤا بأسانيد الشيخ النويري والعقبي "المتصلة " منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،وهذا معناه أنهم لن يجدوها منهما عن ابن الجزري ،وأما لو كانت المسألة فقط هي :النويري والعقبي و "الطيبة " لكان عليهم الالتزام بما قرآه على ابن الجزري وأجازهما به نوهو "بعض القرآن" 0وهذا ما لا ترضون به لا أنتم ولا الشيخ محمد يحي 0
ثم قلتم : "هناك أمر غريب في شرح المتون 0000الخ"
أقول : كلام جميل وأوافق على أغلبه لكن قولكم :" فكون النويري يؤيد ما ذهب إليه ابن الجزري شيئ طبعي في سائر الطلبة . ومن النادر أن يتعقب شيخه" ..لا أوافقكم عليه ؛لأن المسألة في حق "شرح النويري " ليست مسألة "تأييده " لشيخه ابن الجزري أو عدم تأييده بل المسألة هي أنه :أخذ "نص " كلام ابن الجزري وحروفه ، فهو شرح "الطيبة " بنص حروف وكلمات ابن الجزري في "النشر " والحق يقال هذا لم ينفرد به هو وحده ،بل هذا سمة كل من"تعرض "للطيبة " وعلى سبيل المثال :انظر – تكرماً وفضلاً لا أمراً – في "الجواهر المكللة " و"الروض النضير " وغيرهما 0
فهذا الصنيع لا يسمى – على الأقل عندي – "تأييداً " بل هو إلى :الاختصار "أقرب مع تحسين العبارة للمشايخ ،وإلا هو في مناهج البحث العلمي في عصرنا يسمى بأشد من ذلك ،ونحن نتعامل مع الأئمة والعلماء من باب تقديرهم وحسن الظن بهم وتزكيتهم خاصة أهل القرآن كلام الله تعالى0
ثم قلتم :" هل أورد دليلا علميا علي هذا الذم ؟؟:
أقول : اتضح الآن أن الدليل الذي بنى عليه الأزميري كلامه - والله أعلم – هو كلام الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله وهو ما نقله لنا الشيخ إبراهيم الجوريشي أعلاه وهو نص واضح وصريح ،على المخالف أن يأتي بدليل ينقضه 0
ثم إن الشيخ الإزميري نفسه يقول بأن "أسانيده " لا تمر على النويري شارح الطيبة،وهو أدرى مني بأسانيده ،وكثير من أسانيد أهل "الطيبة " تمر على "الإزميري " فعليهم التمسك بهذا السند وعدم الإقراء بسند النويري حتى لو كان بالعشر الموصولة0
ثم قلتم حفظكم الله :" هل نفهم من قولكم بأن ابن الجزري يجيز من ليس أهلا لذلك ؟؟
أشرت سابقاً :أن ابن الجزري رحمه الله كان كغيره من العلماء "يجيز " من يقرأ عليه ولا يشترط الثقة والعدالة والاتقان فهذه أمور لا علاقة لها بالاجازة ،ولا تنس يا فضيلة الشيخ أن ابن الجزري كان "كثير الترحال والتجوال " وكان يجيز في كل بلد حل فيه اليوم واليومين ،بل كان يجيز من يركب معه "السفينة ط في السفر 0
ثم ختمتم الكلام بقولكم :" ومع الثقة في إمام مثل ابن الجزري ، وهو أدري بمن بحال من يجيزه "
أقول : النزاع ليس في "ثقة" ابن الجزري ،فإدخال هذا في النقاش هو من باب ما لا علاقة له به 0

أما الشيخ محمد يحي شريف حفظه الله:
فأقول له :
أرى أنك يا سيدي خرجت بنا عن موضوع النقاش الأصلي وهو :أن العقبي والنويري -شارح الطيبة- لم يقرآ القرآن كاملاً بالعشر على ابن الجزري رحمه الله ،إلى الحديث عن :
1- عدالة الشيخين وأمانتهما
2- بعدهما عن التدليس وأن ليس هناك "مبرر " لرميهما به لما قد يؤدي إلى وصفهما ب "الكذب "0
3- وصفك وكلامك عن النشر ب "القطع " ،وهذه النقطة بالذات آمل إعادة النظر فيها لو كنت تكتب بالمصطلحات العلمية المتعارف عليها ،فلا كتاب "مقطوع " به إلا كتاب الله عز وجل ،وحتى"صحيح البخاري وهو أجل كتاب بعد كتاب الله:العلماء متنازعون في "قطعيته " والقول الصحيح الذي ندين الله به أنه ليس "قطعياً "فهذه الكلمة يا أخي لها مدلول خاص فلا تستخدم في غيره 0
4- ربطك بين الكلام على إسناد هذين الشيخين و"الطعن " في النشر وطرقه 0
5- حوًلت الكلام إلى "طرق النشر ط وصحتها مما هو خروج واضح عن مسار الموضوع0
إلى غير ذلك مما هو مدون في كلامك 0
ولم أرك شيخي العزيز تطرقت إلى "تفنيد " ما كتبه العبد الضعيف ُ سابقاً0
ولكن إجمالاً أقول:
1- لا علاقة إطلاقاً بين الحديث عن أسانيد الشيخين :العقبي والنويري الشارح وبين وصفهما بالتدليس ومن ثم "الكذب " 0
2- عدالة الشيخين وإمامتهما – والتي هي مسلم بها – لا تعني "عصمتهما" بحال من الأحوال ،بل من الأمانة العلمية أن ننقل عنهما ما نقلاه هما عن نفسيهما وهو عدم القراءة على ابن الجزري بالعشر كاملة فضلاً عن نقل الشيخ زكريا والشيخ السخاوي ذلك عنهما أيضاً 0
فكاتب هذه الحروف يا أخي محمد لم يأت بشيء من "كيسه " ولم يطعن في أحد من أهل القرآن لا العقبي والنويري ولا من هو فوقهما أو هو دونهما 0
فيا ليتك يا شيخ محمد تناقش بالدليل العلمي وليس ببيان "مايلزم وما لا يلزم " من كلام المخالف لك في الرأي ،فو الله العلي العظيم لقد آمنا بالقرآن وصدقنا به وحفظناه قبل أن نعرف "النويري والعفبي ،ومن هو فوقهما ومن هو دونهما وتصديقنا بالقرآن الكريم لا يزعزعه ولا يؤثر فيه "التسليم أو عدم التسليم بأسانيد أهل "الطيبة " بل ولا بأسانيد النشر كلها أترى يا أخي "أن من "لازم " التصديق بالقرآن والقراءات " التصديق بالنشر وطرقه ،فضلاً عن غيره ؟؟؟ الجواب لشيخنا محمد يحي حفظه الله 0
نحن نتكلم في مسألة علمية قابلة للنقاش ،بل أرى من الواجب مناقشتها لأن فيها على أقل تقدير :إما بيان لخطأ عند السابقين ومن أخذ بقولهم من المعاصرين وهو القول بأن العقبي لم يقرأ بالعشر على ابن الجزري إلا بضع آيات ،والنويري شارح الطيبة ليس هو النويري شيخ الشيخ زكريا ،وإما تأكيد لذلك فيجاب عنه جواباً علمياً صحيحاً صريحاً لا لبس فيه ولا اتهامات ولا "إلزام ما لا يلزم " 0
وقبل أن أختم أسأل الشيخ محمد :
ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله أن الشيخ "العقبي " ترك "الفن – القراءات – واتجه إلى الحديث وعلومه ،فما معنى هذا الكلام منه رحمه الله ؟؟


ثم ختمتم بكلام بينت الرد عليه سابقاً في مداخلاتي مع الشيخ عبد الحكيم حفظني الله وإياكما 0
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

قال ابن الجزري في منجد المقرئين : ولا يجوز له أن يُقرئ إلاّ بما قرأ أو سمع فإن قرأ الحروف المختلف فيها أو سمعها فلا خلاف في جواز إقرائه القرءان العظيم بها بالشرط المتقدّم وهو أن يكون ذاكراً كيفية تلاوته......

وقال : فإن شكّ في شيء فلا يستنكف أن يسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتاب حتى يتحقق بطريق القطع أو غلبة الظنّ. فإن لم وإلاّ فلينبّه على ذلك بخطّه في الإجازة وأمّا من نسي أو ترك فلا يعدل عليه إلاّ لضرورة كونه انفرد بسند عال أو طريق لا توجد عند غيره وعند ذلك والحالة هذه ، لا يخلو :
إمّا أن يكون القارئ عليه مستحضراً ذاكراً عالماً بما يقرأ أو لا. فإن كان فسائغ جائزٌ وإلاّ فحرام ممنوع.

وقال : هل يجوز أن يُقرئ القرءان بما أجيز له على أنواع الإجازة ؟
جوّز ذلك العلامة الجعبري مطلقاً ومنعه الحافظ الحجة أبو العلاء الهمذاني وجعله من أكبر الكبائر. وعندي – أي ابن الجزري – أنّه لا يخلو إمّا أن يكون تلا بذلك ، أوسمعه فأراد أن يُعليَ السند ، أو يُكثر الطرق فحعلها متابعة أو لا. فإن كان فجائز حسن ، فعل ذلك العلامة أبو حيان في كتاب التجريد وغيره عن أبي الحسن البخاري وغيره متابعة، وكذا فعل الشيخ الإمام تقي الدين محمد بن أحمد الصائغ بالمستنير عن الشيخ كمال الدين الضرير عن السّلفي. وممن أقرأ بالإجازة من غير متابعة الإمام أبو مشعر الطبري و الإمام الجعبري وغيرهما وعندي في ذلك نظر ، لكن لابدّ من اشتراط الأهلية. اتنهى كلامه رحمه الله تعالى.

أقول : كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى يدلّ على أنّه لا يجوز للمقرئ أن يُقرئ إلاّ بما قرأ أو سمع إذا كان ذاكراً للخلاف من أصول وفرش. كما أنّه يجوز أن يٌقرئ بما أجيز سواء بالمتابعة أم لا إذا أراد أن يُعليَ سنده وذلك منوط بالأهلية.


وقد بيّن ابن الجزري شرطه في النشر حيث قال : وقولنا وصحّ سندها فإنّا نعني به أي يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله كذا حتّى تنتهي وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمّة هذا الشأن الضابطين له غير معدودة عندهم من الغلط أو مما شذّ بها بعضهم. وقال : وجملة ما تحرّر عنهم من الطرق بالتقريب نحو ألف طريق وهي أصحّ ما يوجد اليوم في الدنيا وأعلاه لم نذكر فيها إلاّ من ثبت عندنا أو عند من تقدّمنا من أئمّتنا عدالته ، وتحقق لقيه لمن أخذ عنه وصحّت معاصرته ، وهذا الالتزام لم يقع لغيرنا ممن ألّف في هذا العلم. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

أقول : من خلال كلام ابن الجزري يمكن اختصار شرطه بما يلي :

أولاً : أن يروي العدل الضابط عن مثله.
ثانياً : شهرة القراءة عند الأئمّة الضابطين.
ثالثاً : ثبوت المعاصرة مع اللقيا بين الشيخ والتلميذ

والآن يمكننا أن نقوم بتقييم إسناد النويري والعقبي على ضوء ما نقلناه عن ابن الجزري من أقوال وشروط.

- هل هما من أهل العدل والضبط ؟ الجواب لا شكّ في ذلك
- هل مضمون ما أقرءوا به مشهورٌ عند الأئمّة الضابطين ؟ الجواب لا شكّ في ذلك وهو مضمون كتاب النشر لابن الجزري.
- هل ثبتت معاصرتهما لابن الجزري وثبت اللقاء بينهما وبين ابن الجزري ؟ الجواب نعم.
- هل أقرءا بما قرءا أو سمعاه من المشايخ ؟ الجواب نعم لأنّ اللقاء بابن الجزري يستلزم ذلك ضرورة لذا اقتصر ابن الجزري على ثبوت اللقاء بين الشيخ والتلميذ ولم يشترط أكثر من ذلك.
- هل هما من المؤهلين للإقراء ؟ بل هما من العلماء الجهابذة في هذا الفنّ بل يمكنهما الاستغناء حتّى عن المتابعة إذا أجيزا كما ذكر ابن الجزري عليه رحمة الله تعالى.
- هل قراءة القرءان من أوّله إلى آخره على الشيخ شرط في الإجازة ؟ الجواب هو شرط كمال وليس شرط صحة للسند لعدم ورود دليل في ذلك إلاّ أنّ أكثر المتأخرين يشترطون ذلك لضعف الهمم ولقلّة الطلبة الماهرين المتقنين ودرءً لما يترتّب من التساهل في ذلك وهو الذي لا بدّ منه في هذا الوقت والعلم عند الله تعالى.

محمد يحيى شريف الجزائري.



.
 
السلام عليكم
سيدي الفاضل : أنا لا أتناقش معكم ، بل أتعلم من فضيلتكم . وهذا ما أعتقده في نفسي

ووالله ليس غرضي من أي حوار إلا إظهار ما يبدوا لي من الحقائق بصرف النظر عن كوني أصبت أم أخطأت .


ذكرتم : " وهل قامت "التحريرات " أو قعدت إلا من أجل "الأسانيد " ؟؟

الجواب : يا سيدي الفاضل يبدوا أنكم أخذتم العبارة عامة ، فقصدي في موضوع النويري خاصة ، وهناك فرق بين ما نحن بصدده وبين التحريرات .

قال الشيخ عبد الرزاق علي موسي :"... وبينوا ما فيها من الأوجه الجائزة والممنوعة كالأزميرى فى بدائعه والمنصورى والسيد هاشم والمتولي فى روضه وغيرهم من العلماء الذين كانوا يراعون النشر مع أصوله ويردون كل خلاف إلى أصله جزئية جزئية لأن كتاب النشر هو أول كتاب جمع فيه الإمام المحقق الحافظ ابن الجزرى القراءات العشر المتواترة فى كتاب واحد ..))ا.هـ تأملات


فلا يخفي علي فضيلتكم أن التحريرات مبناها علي كلام ابن الجزري ومقارنة هذا الكلام بمصادره المختلفة ـ أي الكتب التي اعتمد عليها ابن الجزري ـ بمعني هل ما حرره ابن الجزري موافق لمن نقل عنه أم لا ؟؟

أما ما بعد ابن الجزري إنما قاموا بالمقارنة بين ابن الجزري ومصادره ـ كما سبق ـ ولم يمنعوا وجها بناء علي نظرية من عند أنفسهم ، هذا هو المقرر عند المحررين ، مع مراعاة شهرة الوجه .

وخلاصة هذه النقطة : أن أصحاب المصادر كتبوا ووضعوا ما قرؤوا به ، وترك ابن الجزري من انفرادات بعض القراء أصحاب المصادر . فهناك فرق بين عصر ابن الجزري ومن سبقوه وبين عصر من بعدهم .

فلا نقول مثلا : طريق الأزميري أو طريق المتولي ، بل هذا ما رجحه الأزميري أو المتولي بناء علي الأصول التي لديه ، وبصرف النظر عن كونه اضطرب أم لا .. والفرق واضح .



ذكرتم :" اتضح الآن أن الدليل الذي بنى عليه الأزميري كلامه - والله أعلم – هو كلام الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله وهو ما نقله لنا الشيخ إبراهيم الجوريشي أعلاه وهو نص واضح وصريح ،على المخالف أن يأتي بدليل ينقضه""

الجواب : سؤال يا سيدي الفاضل : هل هذا القول انفراد من الشيخ زكريا الأنصاري ؟؟ أم هناك من قال من أقرانه بذلك ؟؟
ومع فرض صحته لو رجعتم لترجمة ابن حجر لابن الجزري ستري عجبا في أقوال ابن حجر ، ويقول في ابن الجزري أكثر ما قيل في النويري بالنسبة لمسألة التأليف ـ مع تحفظي من إيراد الترجمة حتي لا يظن أحد شيئا ـ وأظن لا يصعب علي فضيلتكم الإتيان بالترجمة . فلا أخفي عليك لو قارنت ترجيح ابن الجزري في النشر لهي موافقة لترجيحات الداني في أكثرها .

وضع كتاب الدر النثير بجوار النشر وستري تشابها كثيرا دون نسبة .
ومع ذلك لا يشك أحد بأن ابن الجزري محقق وإمام أهل الفن .

ذكرتم : أشرت سابقاً :أن ابن الجزري رحمه الله كان كغيره من العلماء "يجيز " من يقرأ عليه ولا يشترط الثقة والعدالة والاتقان فهذه أمور لا علاقة لها بالاجازة "

الجواب: سيدي الفاضل أنا لا أقصد العدالة من جهة الأخلاق .
والأهلية التي أقصدها أهلية الإجادة فقط .

((ثم ختمتم الكلام بقولكم :" ومع الثقة في إمام مثل ابن الجزري ، وهو أدري بمن بحال من يجيزه "
أقول : النزاع ليس في "ثقة" ابن الجزري ،فإدخال هذا في النقاش هو من باب ما لا علاقة له به 0((
الجواب: أيضا يا سيدي أنا أقصد الفقرة الثانية وهي"، وهو أدري بحال من يجيزه "
أي هذا يستحق الإجازة أم لا ؟


ومعذرة للإختصار لضيق الوقت .
والسلام عليكم
 
أخي الشيخ الفاضل محمد يحي :
أرى أن كلام الحافظ ابن الجزري رحمه الله الذي نقلتموه من :المنجد " لا علاقة له بموضوعنا إلا في حالة أن نقول إن سند العقبي والنويري يصحا في طريق الطيبة "قراءة " لهما في نفسيهما لا "إقراء" منهما لغيرهما ،وشتان بين الأمرين ،فكاتب هذه الحروف لا ينكر أن ابن الجزري "أجازهما " ولكن الذي فيه النظر هو :هل نقول إن هذه الإجازة "تخول " لهما أن "يسندا القراءات العشر من طريق ابن الجزري وهما لم يقرءا عليه بها كلها أم لا ؟
الذي أقوله :هذه الإجازة هي لهما لا يجوز لهما أن يجيزا بها غيرهما إلا بمثلها ،طالما أننا نشترط في السند أن يكون "متصلاً "بالقراءة وليس بالإجازة 0
وما ذكرتم بعد ذلك أنا أتفق معكم فيه إلا قولكم :
" هل أقرءا بما قرءا أو سمعاه من المشايخ ؟ الجواب نعم0
فلي عنده وقفة :
نعم ؛هما أقرآ بما قرآ أو سمعاه من المشايخ بدليل ما نقله عنهما الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله ،فكل واحد منهما صرح بالمقدار الذي قرأ به على ابن الجزري ولم يقل أحد منهما أنه قرأ العشر بالقرآن كاملاً ،وهذا دليل على ورعهما وأمانتهما ،ويجب أن نقف عند ذلك كما وقفا هما أنفسهما ،ولا نزيد – بحجة عدالتهما – عليهما في إسناديهما 0
ثم قلتم حفظكم الله :
"هل قراءة القرءان من أوّله إلى آخره على الشيخ شرط في الإجازة ؟ الجواب هو شرط كمال وليس شرط صحة للسند لعدم ورود دليل في ذلك إلاّ أنّ أكثر المتأخرين يشترطون ذلك لضعف الهمم ولقلّة الطلبة الماهرين المتقنين ودرءً لما يترتّب من التساهل في ذلك وهو الذي لا بدّ منه في هذا الوقت والعلم عند الله تعالى"
أقول : "الإجازة " بحد ذاتها ليست "شرطاً " إذ بربك قل لي كم نسبة المسلمين الحاملين ل "الإجازة " ، بل قد رأينا في الواقع والمشاهدة كثيراً من المقرئين هم أكثر اتقاناً وحفظاً ممن "يتبجح " بالإجازة "
وكلامنا ليس في هذا ،كلامنا يا أخي محمد هو :
المبالغون من أهل "التحريرات " يشترطون اتصال السند بالقراءة من أوله إلى منتهاه في "الإقراء " وليس في "الإجازة " ،وعندنا أدلة قوية أن العقبي والنويري لم يقرآ القرآن بالعشر كاملاً على ابن الجزري ؟ ما حكم هذين السندين فقط ؟ هل يقول المجيز بهما :أنهما قرآ كامل القرآن فيكون مخبراً عن شيء ليس له عليه دليل ؟ أم يجيز كما أجازهما شيخهما وكما أجازا هما تلاميذهما ،فتكون "أسانيد " الطيبة " من هذين الطريقين أسانيد "إجازة " لا أسانيد "قراءة " والله أعلم 0

أما الشيخ عبد الحكيم حفظه الله فأقول لفضيلته :
هذا تواضع منكم حفظكم الله ؛فأنتم المشايخ ونحن التلاميذ "حقيقة " لا "مجازاً " ولا "تواضعاً "كذاباً" ،و"العين ما تعلو على الحاجب " ولكن اعتبرني سدنا الشيخ تلميذاً "مشاغباً " وما أكثرهم في هذا الزمن ،ومشاغبتي في العلم ،وهذا أسلوب تعلمته من أحد مشايخي حيث كان يقول لنا :كان عندنا شيخ علاّمة في التفسير واللغة والفقه ولكنه كان لا "يعطي " ما عنده خارج الدرس إلا إذا "نكشناه " هكذا عبارته ،ومعناها واضح 0
وأعتذر عن هذا التطويل 0
قلتم يا سِدنا الشيخ :
"هل هذا القول انفراد من الشيخ زكريا الأنصاري ؟؟ أم هناك من قال من أقرانه بذلك ؟؟
وأجيب : بالنسبة للشيخ العقبي فقد ذكر ذلك عنه الشيخ السخاوي رحمه الله ؛وهو من كبار تلاميذه ؛أعني السخاوي من كبار تلاميذ العقبي ،وهو أعرف به من غيره ،ولو تفضل سعادتكم بالرجوع إليها في الضوء اللامع سيجد ذلك 0
أما بالنسبة للنويري فلا أدري بل اعتمدت على ما ذكره الإزميري ،وسأرجع إلى الضوء اللامع لمعرفة ذلك 0
أما ما أشرتم إليه عند ابن حجر والدر النثير و"موافقة " ابن الجزري للداني في الترجيحات ،فهذا كلام وقفت عليه وعلى غيره مما سيرى النور بإذن الله تعالى لما يخرج "النشر " يسر الله ذلك 0
والحق يا شيخنا كان "صنيع " ابن الجزري المشار إليه ليس مثل "صنيع " النويري وغيره ممن اعتمد على ابن الجزري ؛فابن الجزري يأخذ "بحرفنة و"فهلوة " إن صح التعبير ،وأيضاً يأخذ ما منه "بد " وشخصيته واضحة المعالم في كتبه أما الآخرون فأخذهم هو "صورة طبق الأصل " للكتاب كله وشتان ما بينهما0
والله أعلم
 
أخي الشيخ الجكني لم تذكر دليلاً واحداً يثبت ما تقول :

ففرقت بين القراءة والإقراء أي أنّ الإجازة على القراءة تختلف عن الإجازة على الإقراء : وهذا فيه نظر لعدّة أسباب :

أوّلاً : ما هو دليلك على أنّ ابن الجزري أجازهما بالقراءة دون الإقراء ، أريد دليلاً صريحاً وليس مجرّد ظنّ واستنتاج ، فالنقد لا يكون بهذه الطريقة أي بالاحتمالات.

ثانياً : هل لك دليل أو مثال أو نصّ في الإجازة بالقراءة دون الإقراء ؟ لأنّ الإجازة في حدّ ذاتها شهادة على أهلية المجاز فإن كان مؤهّلا على القراءة فيكون مؤهّلاً بالضرورة على الإقراء لأنّ المجيز شهد أنّ قراءته صحيحة بإجازته له على القراءة ، اللهمّ إلاّ إذا كان المجاز جاهلاً بما يقرأ أو كان من العوام ، فأُجيز فقط على القراءة لأجل نطقه السليم وجهله من جهة الدراية. أمّا كون الإجازة على الإقراء تستلزم قراءة القرءان من أوّله إلى آخره فلا دليل على ذلك خاصّة فيما كان متأهّلاً. وأطالبك بالدليل.

ثالثاً : لم يشترط ابن الجزري في نشرته ما تشترطه أنت ، ونحن نعلم أنّ في طرق النشر أسانيد أثبتها ابن الجزري ومن ضمن هذه الطرق من لم يقرأ جميع القرءان على شيخه والدليل على ذلك شرطه الذي ألزم به نفسه إذ لو بُنيت جميع طرق النشر على قراءة جميع القرءان على الشيخ لأدخل ذلك ضمن شرطه. زيادة على ذلك أنّه أورد في منجد المقرئين الأمثلة على ذلك بالمتابعة وبغير المتابعة ولم يسقط شرط الإقراء للمجاز حتّى عند عدم المتابعة إذا كان متأهّلاً. أقول : أن كان ذلك موجوداً في طرق النشر ولم يشترطه وهو قرأ وأقرأ بمضمون جميع ذلك فكيف تسقط ذلك عن غيره ممن ثبتت أهليّته. فانظر شيخي أنّني لا أتكلّم عن عاطفة. فالنقد في هذه المسألة تتطلبّ دراسة في منهجية القدامى على الإجازة وما هي ضوابطها وبعد ذلك يمكن الحكم على السند.

قولكم "ولم يقل أحد منهما أنه قرأ العشر بالقرآن كاملاً "

الجواب : هل هو شرط لردّ السند ؟ إن كان كذلك فما هو الدليل وأقصد بالدليل النصّ وليس مجرّد رأي ؟
هل هو من شروط ابن الجزري في النشر ؟ إن كان كذلك فما هو الدليل ؟ إن لم يكن كذلك فكيف تشترطه أنت خاصّة مع أمثال النويري والعقبي ؟


قولكم : " "الإجازة " بحد ذاتها ليست "شرطاً " قل لي بربك قل لي كم نسبة المسلمين الحاملين للإجازة بل قد رأينا في الواقع والمشاهدة كثيراً من المقرئين هم أكثر اتقاناً وحفظاً ممن "يتبجح " بالإجازة"

الجواب : نعم هذا موجود إذ الإجازة أصبحت موضة العصر كما قال العالم المحقق الشيخ أيمن سويد
ولكن شيخي العزيز لا تتخذ ذلك ذريعة لإسقاط إسناد النويري والعقبي ولا يمكن بأيّ حال إنزال منزلتهما إلى منزلة من يتبجّح بالإجازة. فهذه مسألة علمية تبنى على النصوص والبرهان ولا تبنى على العاطفة.


أمّا أولائك الذين تصفهم بالمتشددين في التحريرات الذين يشترطون اتصال السند.

الجواب : إن كانوا من المتشددين فكيف تستدلّ بمنهجهم هذه المرّةإأن سلمنا أنّ استدلالك بذلك صحيحاً هذا من جهة. من جهة أخرى ما هو دليلك على أنّ الإجازة لوحدها لا تكفي في اتصال السند ؟ ما هو دليلك على أنّ اتصال السند منوط بقراءة جميع القرءان على الشيخ ؟ المتشددون لم يسقطوا أيّ وجه في النشر بسبب ما تذكر بل أسقطوا بعض الأوجه عموماً درءا للتركيب والخلط بين الطرق. وابن الجزري في نشره أثبت صحة جميع أسانيده في النشر حيث قال وهي أصحّ ما يوجد في الدنيا ، ومن ضمن هذه الأسانيد ما أخذ بالإجازة دون قراءة جميع القرءان على الشيخ. أقول إن كان المتشددون لم يعترضوا على النشر من هذه الحيثية وابن الجزري شهد بصحة جميع ذلك فكيف بك تسقط بهذه البساطة إسناد النويري والعقبي من غير أيّ دليل معتبر ؟

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري
 
أخي الشيخ محمد يحي حفظه الله :
أرى أنكم "خرجتم" بالنقاش إلى مالا علاقة له به ،حيث تركتم الموضوع الأساس وهو البحث في المسألتين :
1- إسناد الشيخ العقبي رحمه الله وأنه ليس متصلاً ولا "قراءة " بل "إجازة " 0
2- النويري المذكور في أسانيد "الطيبة " ليس هو النويري "شارح الطيبة "0
وقد لاحظت من بداية مناقشاتكم "تحويل النقاش إلى :
1-مكانة الشيخين
-2عدالتهما وضبطهما
3- إجازة ابن الجزري لهما 0000الخ
وهذا كله لا علاقة له في بحثنا ألبتة 0
وعليه أقول قبل أن أجيب فضيلتكم على كل ما طرحتموه الآن :إن كان لديكم ما تدفعون به المسألتين المذكورتين فنحن في انتظار رؤيته منكم ،وأما مجرد فقط الحديث عن العدالة والمكانة والإجازة والتفصيل فيها حسب رؤية المحدثين00 الخ فهذا لم نناقش فيه أساساً ولا يلزمنا حتى يؤتى به لأننا نعترض على معاملة "القراءات " وعلومها معاملة الحديث وعلومه ،وآمل أن لا تكون "الصبغة الحديثية ط قد طغت عليك حتى تلزم بها غيرك في العلوم الأخرى ،والله الموفق 0
قال فضيلتكم :
"ففرقت بين القراءة والإقراء أي أنّ الإجازة على القراءة تختلف عن الإجازة على الإقراء"
وطبعاً تقصدون كاتب هذه الحروف ،وأقول : ليس محدثك هو من فرق بين القراءة والإقراء بل العلماء هم الذين فعلوا ذلك ،وقد نقلت في موضوع سابق في هذا الملتقى تحت عنوان :"نظرات في كتاب الإرشاد لابن غلبون" بعض نصوصهم التي أرى أن من الواجب على من أراد أن يتكلم في أسانيد القراءات الرجوع إليها والتمعن فيها ،وعدم القياس بمذهب المحدثين الذين يحاولون وبشكل الوسائل إرغامنا على الإيمان به في مجال القراءات متناسين أو ناسين أن لكل علم أصوله وضوابطه ومصطلحاته0
فلو تكرم فضيلتكم بالاطلاع على ذلك 0
ثم قلتم :
" ما هو دليلك على أنّ ابن الجزري أجازهما بالقراءة دون الإقراء ، أريد دليلاً صريحاً وليس مجرّد ظنّ واستنتاج"
أقول :وأطالبكم أيضاً بذكر دليلكم على أنه أجازهما بالإقراء دون القراءة ؟
ولا تظن أخي الكريم أن جوابي هذا جواباً "جدلياً منطقياً " لا والله ،ما قصدت ذلك وإنما قصدت التنبيه إلى أننا لا نملك نصاً "صريحاً من ابن الجزري رحمه الله يعتمد عليه من يقول بقولكم أنه أجازهما بما تقول 0
ومع هذا :أقول لك : دليلي هو كلام الشيخين نفسيهما وهو ما نقله عنهما الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله ،وهذا لا يحتاج منك كثير عناء ،بل اضغط على "الماوس " للأعلى قليلاً فستجد ما قاله الأنصاري نقلاً عنهما ،وهو قد ذكر "أسانيده"عن خمسة من شيوخه على الترتيب الآتي :
1- الزين أبي النعيم رضوان العقبي0
2- علي بن محمد البلبيسي
3- الزين طاهر بن محمد بن علي النويري "ودقق في الاسم"
4- عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عياش
5- أحمد بن أبي بكر القلقيلي
هكذا ذكرهم بهذا الترتيب ومهم ّ التمعن فيه لما سيبني عليه بعد ذلك ،والذي يهمنا هنا هو أن الشيخ العقبي هو رقم (1) لما ذكر أنه قرأ عليه جمعاً للأئمة السبعة قال :
"زاد هو –الأول وهو العقبي –والأخير –القلقيلي – وكذا الثالث –طاهر النويري-:تلونا على الإمام ابن الجزري ؛قال الأخير – القلقيلي – للسبع،وقال الثالث – النويري – للعشر إلى أول النساء ،وقال الأول – العقبي – للعشر أيضاً لكن الفاتحة وإلى المفلحون "انتهى بنصه ما عدا مابين الشرطتين فهو منى للإيضاح0
ألا يكفي هذا دليلاً على أن إسناد العقبي إنما هو للفاتحة وفاتحة البقرة فقط 0
ثم قلت :
" لأنّ الإجازة في حدّ ذاتها شهادة على أهلية المجاز فإن كان مؤهّلا على القراءة فيكون مؤهّلاً بالضرورة على الإقراء ط
أقول : لا أوافقك على ذلك نبدليل أن العلماء ومنهم ابن الجزري رحمه الله أجاز بكتابه النشر الأطفال الذين لم يحفظوا شيئاً من القرآن ،بل أجاز الذين لم يولدوا بعد ،ولا أعتقد أنك تجهل هذا الصنيع عند العلماء حيث كانوا يأخذون أبناءهم ليسمعوهم وسجلوا أسماءهم ضمن من يجاز ؟؟
أفبعد هذا يقال إن الإجازة "في حد ذاتها شهادة على أهلية المجاز000
ثم لا علاقة بين كونه مؤهلاً للقراءة كونه مؤهلاً للإقراء بالضرورة ،والله أعلم 0
ثم قلت :
"أمّا كون الإجازة على الإقراء تستلزم قراءة القرءان من أوّله إلى آخره فلا دليل على ذلك خاصّة فيما كان متأهّلاً. وأطالبك بالدليل"
أقول : هذا تغيير للموضوع المطروح للنقاش أصلاً فبحثنا ليس عن "الإجازة والأسانيد " وضوابطها ومنهجها 00الخ وقد قلت لك سابقاً :إن "الإجازة ليست في حد ذاتها شرطاً للقراءة أو الإقراء 0
نحن نناقش سند العقبي والنويري فقط وهل هما موصولان أم منقطعان ،أما ما ذكرته أنت فهذا يناقشك فيه أهل الحديث 0
ثم قلت :
"لم يشترط ابن الجزري في نشرته ما تشترطه أنت "
الكلام ليس في شرط ابن الجزري وطرقه منه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،الكلام في إسناد العقبي والنويري اللذين عندك ؟ لا علاقة بأسانيد النشر هنا0
ثم قلت :
"ونحن نعلم أنّ في طرق النشر أسانيد أثبتها ابن الجزري ومن ضمن هذه الطرق من لم يقرأ جميع القرءان على شيخه والدليل على ذلك شرطه الذي ألزم به نفسه إذ لو بُنيت جميع طرق النشر على قراءة جميع القرءان على الشيخ لأدخل ذلك ضمن شرطه000الخ
أقول :
هذا الكلام كأنك جئت به لتؤكد على أن في النشر ما يشبه مسألتنا هذه ،فإن كان ذلك كذلك فإني أقولها لك بكل صراحة : أتحدى أن يأتي أحد بإسناد واحد ولو في طريق واحدة في النشر فيها أن التلميذ قرأ على الشيخ جزءاً من القران ثم جاء ابن الجزري وعمم ذلك ،كما يفعل أهل التحريرات المبالغين هنا 0
ولن أطيل في هذا لأن كلام ابن الجزري وحده يرد عليه ،قال رحمه الله بعد أن انتهى من تعداد الكتب التي قرأها على شيوخه وقرا بمضمن بعضها القران الكريم – وهي التي يظن بعض الناس أنها أصول النشر ،قال رحمه الله :
"فهذا ما حضرني من الكتب التي "رويت " منها هذه القراءات من هذه الروايات والطرق بالنص والأداء
ثم قال وهو بيت القصيد :
" وها أنا أذكر الأسانيد التي "أدت " إلي القراءة لأصحاب الكتب من الطرق المذكورة ،وأذكر ما وقع من "الأسانيد بالطرق المذكورة :بطريق الأداء فقط "(لاحظ وتمعن أخي محمد )حسبما صح عندي قراءة قراءة ورواية رواية وطريقاً طريقاً0اهـ(النشر :1/98)
وأيضاً: لماذا كان ابن الجزري ينبه في النشر على المقدار الذي قرأ به على بعض شيوخه ولماذا لم يدخل ذلك في طرقه ؟؟
أما قولك في نفس هذه الفقرة"ومن ضمن هذه الطرق من لم يقرأ جميع القرءان على شيخه"فأقول :أرنا هذا في النشر ؟
نعم :قد تكون تقصد ما ذكره في رواية شعبة أن يحي العليمي ويحي بن آدم أنه قيل فيهما أنهما لم يعرضا على شعبة ؟
فإن كان هذا قصدك فالمسألة أيضاً ليست مما نحن فيه ؛لأن هذين قيل بعرضهما وقيل بقراءتهما الحروف ،وفي كلتا الحالتين "حروف القراءات " متصلة منهما بشيخهما ،أما العقبي فإنه ليس عندنا ما يثبت أنه زاد على الفاتحة وإلى المفلحون أو أنه قرأ الحروف 0
ثم قلت :
"أن كان ذلك موجوداً في طرق النشر ولم يشترطه وهو قرأ وأقرأ بمضمون جميع ذلك فكيف تسقط ذلك عن غيره ممن ثبتت أهليّته"
أقول : وكيف أسقط هو نفسه الطرق التي لم يذكرها في كتابه مع أنه قرأ بها على شيوخه كما أخبر ؟
قلت: تتخذ ذلك ذريعة لإسقاط إسناد النويري والعقبي
كن منصفاً وطالب نفسك : كيف تجيز لنفسك القراءة بسند منقطع صاحبه لم يقرأ على شيخه به وصاحبه أيضاً ترك القراءات واتجه إلى علم آخر و00وووو
إذا كان أهل القراءات ليس لهم سند إلا هذا فهذا من تكاسلهم وعدم اهتمامهم بما يدافعون به عمن يبين خطأهم00؟؟
ثم قلت :
"إن كانوا من المتشددين فكيف تستدلّ بمنهجهم"
لعلك ما فهمتني أخي محمد :كاتب هذه الحروف لا يستدل بمنهج المحررين المضطرب علمياً ،والذي أقوله إنما أقوله لبيان اضطرابهم ،ولو تكرمتم تأتوني بمسألة واحدة أستدل فيها بهم ؟؟
ثم قلت :
"ومن ضمن هذه الأسانيد ما أخذ بالإجازة دون قراءة جميع القرءان على الشيخ "
أقول :إيتي بالدليل من النشر ؟؟
أما ما تركت التعليق عليه فأرى أن الحديث فيه تضييع للوقت في شيء غير مطالبين به أصلاً وليس محل نقاشنا 0
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

إننا ندور في دائرة لا مخرج منها ، إنك تقول أنّ إسناد النويري والعقبي منقطع ؟ طيّب لماذا ؟ لأنّهما لم يقرءا جميع القرءان على ابن الجزري. طيّب.

عندما نرجع إلى شرط ابن الجزري نلاحظ أنّه اشترط المعاصرة واللقاء فقط ولم يشترط أن يقرأ التلميذ على الشيخ جميع القرءان وليس هناك دليل صريح على ذلك بل هو استنتاج منك فقط لأنّ كلمة أداءاً لا تعني قراءة جميع القرءان لأنّ التلميذ المتأهل العالم يتساهل معه ما لا يتساهل في غيره والشيخ المجيز ترجع إليه هذه المسأولية لأنّها أمانة علمية ، ويمكن أن يختم التلميذ على الشيخ جميع القرءان ولكنّه غير متأهّل ولا يستحقّ الإجازة بخلاف المتأهل فيمكن للشيخ أن يحكم عليه بالأهلية في البداية وأن يجيزه إذا كان منأكّداً من براعتة رواية ودراية بما سيجيزه عليه. وهذا لا يصادم شرط ابن الجزري عليه رحمة الله تعالى. إذن فكلّ متأهّل مستحقّ للإجازة إذا أجازه شيخه والإجازة سبب في اتصال السند على ضوء ما ذكره ابن الجزري لأنّ الإجازة دلاله على الأهليه بخلاف الذي قرأ جميع القرءان على شيخه فقد لا يُجاز لعدم أهليته. إذن فالمسألة متعلّقة بالأهليه أكثر مما هي متعلّقة بقراءة جميع القرءان. وهذا الذي جعل بن الجزري يركّز على الأهلية حتّى عند عدم المتابعة ولم يشر إلى وجوب ختم جميع القرءان على الشيخ لا من قريب ولا من بعيد. بل أتحدّ الشيخ الجكني أن يأتي بنصّ صريح من ابن الجزري أو من سبقه من أهل العلم يشترط قراءة جميع القرءان على الشيخ لإثبات صحة السند. بل اقتصر ابن الجزري على المعاصرة واللقاء وهو أصحّ ما يوجد في الدنيا.

ثانياً : لو أنّ السند متوقف على قراءة جميع القرءان على الشيخ فلم لم يجعله شرطاً من شروط النشر ؟ ما أجبت على السؤال. ولكنّك تريد التحدّي حيدة عن الجواب بقولك" أتحدّ أن يأتوا بمثال واحد من النشر" الجواب : لا يمكنني أن أجد لك مثالاً لأنّ صحة السند لايتوقّف على ما تشترطه أنت. وفي أسانيد القراءات تجد لفظ "وهو قرأ على " وهذا يعمّ الخاتم للقرءان على الشيخ وغيره. والعام يبقى على إطلاقة إذا لم يخصّص بدليل. إذن فعليك بالدليل بالدليل لتخصيص ذلك العموم. وما وجدتّ إلاّ لفظ " أداءً " لتستدل به مع العلم أنّ هذه الكلمة لا تدلّ على ختم جميع القرءان على الشيخ.

ثالثاً : النقد يحتاج إلى دليل قاطع وليس بالاحتمالات والاستنتاجات

رابعاً : أما تعلم أنّ المتواتر لا يحتاج إلى التدقيق في السند. لأنّ السند سببه التأكّد من الخبر. إن كان الخبر متواتراً عند العوام والخواص وتلقته الأمّة بالقبول فما الفائدة من تضييع الوقت في السند ، وقد ذكر ابن عبد البر في كتابه التمهيد على أنّ الخبر إذا تواتر وتلقته الأمّة بالقبول فضعف سنده لا يضرّ وسأنقل لك النصّ بإذن الله تعالى.
كتاب النشر متواتر ، أسانيده منتشرة ، لو أحصينا المجازين بالعشر الكبرى لجاوزوا المائة وتواتر كتاب النشر معروف عند صغار طلبة العلم. فما الفائدة من نقد إسناد النويري والعقبي ؟ ستجيب لتقييم السند. سؤال : لماذا ؟ ما الفائدة ؟ وحتّى لو وصلت في الأخير إلى أنّ إسناد النويري والعقبي ضعيف فما الفائدة ؟ فكتاب النشر متواتر لا يحتاج إلى من يقوّيه.

خامساً : السند المعلول لو سلمنا أنّه معلول يرتقي إلى درجة الصحة بالمتابعات والشواهد وهذا فيما كان الراوي فيه ضعيف كالذي اختلط أوكان سيّء الحفظ وغير ذلك. فما بالك إذا كان الراوي من الثقات ومن أهل العلم وكان المتن متواتراً في غاية التواتر ؟

سادساً :ففي علم الحديث هناك علل معروفة قد نصّها أهل العلم للحكم على الحديث. فالسند يتوقف على أحوال الرواة ، ويتوقّف على المعاصرة أو اللقاء بين الراوى وشيخه ولا يكون الثقة معروفا بالتدليس إذا عنعن وغير ذلك ......" وفي المتن ينظر في زيادات الثقات إذا خالفت أم لا وغير ذلك. أريد أن أقول من خلال ما ذكرت أنّ هذه العلل التي توجب تضعيف الحديث معروفة ومحصورة حيث لا يمكن للمحدّث أن يضعّف حديثاً بعلّة ليست منقولة ومنصوصة أي معتبرة عند أهل الاختصاص وهم علماء الحديث وهذه العلل واضحة في الشروط . بخلاف ما يقوله الشيخ الجكني فإنّه يضعّف السند من غير علّة منصوصة عند أهل الاختصاص ولا تخالف شروط الأئمّة في إثبات صحة القراءة.

سابعاً : فقد ذكر ابن الجزري في نشرة أنّ القراءة إذا توترت لا تحتاج إلى الشرطين أي صحة الوجه لغة وصحة السند. والقراءات العشر من النشر من المتواتر عندنا.

والعلم عند الله تعالى

محمد يحيى شريف الجزائري
 
عودة
أعلى