خاص لأهل التحريرات

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الجكني
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
شيخنا الشيخ الجكني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال ابن الجزري في نشره عند ذكر إسناده إلى كتاب التيسير لأبي عمرو الداني فقال في إسناده الأوّل :
حدثني به شيخنا الأستاذ شيخ الإقراء أبو المعالي محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن اللبان الدمشقي بعد أن قرأت عليه بمضمنه في شهور سنة ثمان وستين وسبعمائة قال أخبرنا به أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم المرادي العشاب بقراءتي لجميعه عليه بثغر الاسكندرية سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة وأراني خطه بذلك قال أخبرنا به أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أبي بكر الشبارتي قراءة عليه قال أخبرنا به أبو العباس أحمد بن علي بن يحيى الحصار قراءة وتلاوة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ......." أقول : وباقي الرجال أسندوا ذلك قراءة وتلاوة إلى المؤلف عليه رحمة الله تعالى. ثمّ قال ابن الجزري وهذا إسناد صحيح عال تسلسل لي الثاني بالأندلسيين منّي إلى المؤلف.
أقول : في هذا السند هناك من أسند القراءة فقط ومنهم من أسند القراءة والتلاوة فما الفرق ؟ الفرق وهو أنّ الأوّل قرأ على شيخه كتاب التيسير فقط والدليل على ذلك قول أبي المعالى قال أخبرنا به أبو العباس ........بقراءتي لجميعه عليه أي قرأ عليه جميع كتاب التيسير واكتفى بذلك ولم يسند عنه تلاوة أي لم يقرأ عليه القرءان بمضمنه. وحتّى إن سلمنا أنّ المعنى من قوله بقراءتي عليه أي القرءان فلماذا قيّده ب "جميعه " لو كانت قراءة جميع القرءان على الشيخ أمرٌ لازمٌ. ثمّ أخبر أبو محمد عبد الله بن يوسف أنّه أخذ على أبي العباس قراءة وتلاوة. أقول وهذا يدلّ على التفريق بين القراءة والتلاوة ، فالقراءة بمعني قرأ كتاب التيسير أي المتن والتلاوة أي قرأ القرءان بمضمون كتاب التيسير. فانظر يا شيخنا أنّ في الإسناد من لم يقرأ القرءان بمضمون التيسير وإنّما قرأ المتن ومع هذا قال ابن الجزري وهذا إسناد صحيح عالٍ ........."

وقال في الإسناد الثاني : قال بن الجزري " وأخبرني به أيضاً الشيخ الأصيل أبو العباس أحمد بن الحسن بن محمد ابن محمد المصري بالقاهرة المحروسة قراءة مني عليه قال أخبرنا به الشيخ أبو فارس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي زكنون التونسي قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرني به أبو بكر محمد بن أحمد بن مشليون البلنسي سماعاً عن أبي بكر ........قال أخبرني به والدي سماعاً ...قال أخبرني مؤلّفه الإمام أبو عمرو الداني إجازة.
أقول : في هذا السند لم يصرّح بالتلاوة وصّرّح بالقراءة أي المتن لأنّه قال " قراءة منّي عليه " وحتّى لو سلمنا أنّ معناه تلاوة القرءان فإنّ في السند المتبقي صُرّح بالسماع فقط وفي الأخير بالإجازة فقط من الإمام الداني. وفي هذا الإسناد إجازة للإمام الداني وهذا يدلّ أنّ الذي أخذ على الداني لم يقرأ عليه جميع القرءان بل أخذ عنه بالإجازة ولو قرأ عليه جميع القرءان لصرّح بذلك. ومع كلّ هذا فقد ذكر ابن الجزري هذا الإسناد وهذا يدلّ على صحّته.


وقال في الإسناد الثالث : وقرأت به القرءان كلّه من أوّله إلى آخره على شيخي الإمام العالم الصالح قاضي المسلمين أبي العباس أحمد بن الشيخ الإمام العالم .......وقال لي قرأته وقرأت به ...على والدي وأخبرني أنّه قرأه وقرأت به ..............قال قرأته وتلوت به على أبي داود سليمان بن نجاح قال قرأته وتلوت به على مؤلّفه الإمام أبي عمرو الداني. قال ابن الجزري وهذا أعلى إسناداً يوجد اليوم في الدنيا متصلاً واختصّ هذا الإسناد بتسلسل التلاوة والقراءة والسماع ومنّي إلى المؤلّف كلهم علماء ضابطون.

أقول : قد وصف ابن الجزري الإسناد الأخير بأنّه الأعلى والأحسن لأنّ رواته جمعوا بين القراءة والتلاوة والسماع أي قراءة المتن وتلاوة القرءان والسماع وهذا يدلّ على أنّ قراءة القرءان كله على الشيخ شرط كمال وليس شرط صحة والدليل على ذلك إسناده الأوّل الذي وصفه بأنّه صحيح مع عدم ثبوت التلاوة من بعض أصحاب الإسناد.
ومن جهة أخرى فإنّه ذكر في إسناده الأخير أنّه قرأ جميع القرءان فقال :" وقرأت به القرءان كلّه من أوّله إلى آخره على شيخي....". أقول لماذ لم يصرّح بذلك في الأسانيد الأخرى ؟ هذا يدلّ على أنّه لم يقرأ جميع القرءان في إسناده الأوّل والثاني.
وهذه الملاخظات مستخرجة من أسانيد أوّل كتاب مذكور في النشر بعضّ النظر عن المصادر الأخرى وأسانيدها. وإذا رجعت يا شيخنا إلى أسانيد الكتب الأخرى ستجد الكثير من العبارات ما يؤكّد على أنّ الكثير ممن أسند لهم ابن الجزري في نشره لم يقرءوا جميع القرءان على مشايخهم لأنّه فرّق ا بين القراءة والتلاوة والسماع والإخبار وقد استعمل بعضهم كلّ هذه الألفاظ في آن واحد وفي بعض الأحيان يجمع بين لفظين من هذه الألفاظ وفي بعض الأحيان ينفرد بلفظ واحدٍ وفي بعض الأحيان يقول قرأت القرءان كلّه من أوّله وآخره وفي معظم الأحيان لا يصرّح بذلك. وكلّ هذا يدلّ على أنّ صحة السند في القراءة تدور بين :
- قراءة المتن أوسماعه من الشيخ ،
- قراءة القرءان كلّه أو بعضه بمضمون الكتاب أو سماع القراءة من الشيخ ،
- والإجازة على ما ضبطه في كتابه منجد المقرئين.
وهذا كلّه يتناسب مع شرط ابن الجزري رحمة الله عليه ألا هو المعاصرة واللقاء بين الشيخ والتلميذ.
ويُفهم مما سبق أنّ أصحّ الأسانيد ما ورد فيها قراءة المتن وسماعه وتلاوة جميع القرءان على الشيخ إذن فالشرط هو شرط كمال وليس شرط صحة والعلم عند الله تعالى.
وقد يقول القائل كيف يجيز الشيخ بمجرّد سماع المتن من التلميذ.
الجواب إذا علم الشيخ وتأكّد من مهارة التلميذ في النطق بالأحكام أصولاً وفرشاً لأنّ الإمالة كيفيتها واحدة في جميع القراءات وفي جميع المصادر وهذا يقال في جميع الأحكام. وإن كان هناك لفظ له كيفية غير معروفة مرّ عليها التلميذ أثناء قراءة المتن فإنّ الشيخ يبيّن له تلك الكيفية وقد يأمر التلميذ أن ينطق بتلك الكيفية. ثمّ إذا تأكدّ الشيخ من مهارة التلميذ وأهليته أجازة ويعطيه سنداً في ذلك كما ذكر المؤلف في منجد المقرئين.

فلو قرأ عليك تلميذاً القراءات العشر الصغرى وأجزته على ذلك فلا شكّ أنّك أدرى بأهليته من غيرك ، فلو طلب منك مثلاً هذا التلميذ أن يقرأ عليك رواية ورش من الأصبهاني فيكفي أن يقرأ عليك مثلاً كتاب القول الأصدق فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق للشيخ الضباع ويقرأ عليك سورة البقرة بجميع الأوجه لكي تجيزة وإن كنّا لا ننصح بذلك إلاّ أنّ هذا السند يبقى صحيحاً لتوفّر فيه الشروط والعلم عند الله تعالى.

وأشكر شيخنا على هذا النقاش فلقد استفدتّ الكثير.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري
 
عفواص أخي محمد :
لم أنته بعد من الرد على مداخلتك الماضية والتي فيها بعض الملحوظات ،وأنت تعرف أننا في عطلة نهاية الأسبوع "وإن لبدنك عليك حقاً " فلو نتفق على أن لا ينزل أحد منا جديداً إلا بعد أن يرد زميله إما بالموافقة وإما بالمخالفة فيكون هذا أفضل وأجمع للانتباه 0
ومع هذا سأرد على كلامك الأخير مجملاً وأترك التفصيل للرد المفصل إن شاء الله 0
أخي محمد حفظك الله :
كل هذا الكلام الذي ذكرته هنا صحيح لا غبار عليه ،لكن فيه خلطاً وهو :
أن هذه "الأسانيد" ما عدا الإسناد الثالث هي أسانيده لقراءة "كتاب التيسير "وليست لقراءة القرآن بمضمن كتاب التيسير وهذا واضح من صنيع أكثر المؤلفين لكتب القراءات كالداني والهذلي وغيرهما ؛يذكرون "أسانيدهم "رواية وإجازة " ثم يعقبون بذكرها "قراءة " والمعول عليه في "الإقراء" هو :القراءة لا الرواية والإجازة 0
وهناك تفصيل آخر إن شاء الله0
لك تحيتي واحترامي0
رزقني الله وإياك القبول0
 
اضافة:
ومنهم الشيخ المعمر قطب الوجود، شيخ الإقراء في البلاد المصرية الشيخ الإمام محمد بن الشيخ قاسم بن إسماعيل البقري الأزهري. أخذ القراءات بسائر أنواعها عن الإمام العلامة الشيخ عبد الرحمن ركن الدين اليمني شيخ الإقراء في البلاد المصرية عن والده شحادة اليمني، وعن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الحق السنباطي. عن شحادة اليمني المزبور، وإنما أخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الحق لأنه مات والده وهو يقرأ عليه في سورة الأنعام فأكمله على ابن عبد الحق، وشحادة أخذه عن الشيخ ناصر الدين الطبلاوي، عن شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري، عن الشيخ عثمان الزبيدي، عن الحافظ أبي الخير محمد شمس الدين بن الجزري إمام كل مقرئ.قال شيخنا المرحوم صاحب هذه المشيخة: قرأت على الشيخ محمد البقري حين توجهت إلى مصر سنة 1071 للهجرة إفراداً وجمعاً للعشرة من طريق الطيبة ختماً كاملاً، وأفرد لي للأربعة التي فوق العشرة. ويروي الشيخ محمد البقري الحديث وغيره من العلوم عن الجماعات منهم الشيخ شمس الدين الفيومي، عن الحافظ عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة. ومنهم العلامة برهان الدين إبراهيم اللاقاني المالكي عن سالم السنهوري، عن النجم الغيطي، عن الشيخ زكريا.

مشيخة أبي المواهب الحنبلي
 
سبحان الله كنت أتأملها البارحة في مشيخة أبي المواهب ثم قلت لعلها خطأ مطبعي أو وهم فهل وقفتم على ترجمة لشخص يدعى عثمان الزبيدي؟
فهل هو ابن القنان الزبيري مثلا لكن وجدت وفاته متقدمة ولا يمكن لشيخ الإسلام القراءة عليه؟

وما زال في الجعبة شيء يسر الخاطر ولما يكتمل بعد، وفي انتظار الشيخين في نقاشهما يأتونا بالجديد.
 
أرى أخي محمد أنكم عن قصد أو عن غير قصد لا استعداد لديكم لضبط أسس وحدود النقاش في هذه المسألة ،مع أنها مسألة سهلة وواضحة ويمكن مناقشتها دون إدخال ما لا علاقة له بها فيها 0
مسألتنا هي :
1- إسناد العقبي "منقطع " وعلى من يخالف في هذا إثبات العكس بالدليل العلمي وليس بدليل "البركة " وحسن الظن وإن كنت ممن يقدر لأهل القرآن مكانتهم وأتشرف بخدمتهم ،ولكن "حسن الظن " شيء والبحث العلمي شيء آخر 0
وأرى أيضاً أنك يا أخي محمد لديك "هاجس" و "خيفة "على "الطيبة وطرقها" من أن نقاشنا سيؤدي بنا إلى "الطعن " فيها وفي "القراءات العشر" ،وهذا إن صح فاعلم يا أخي أنه لا علاقة بين الأمرين ،إذ القراءات ثبتت ولا مجال للرأي فيها ،أما "أسانيد " القراء وخاصة مابين ابن الجزري والمتولي جلها يشوبه شيء من الاضطراب ،ولماذا نذهب بعيداً وهذا الإمام زكريا الأنصاري رحمه الله وهو تلميذ للعقبي والنويري ؛يعني بينه وبين ابن الجزري رحمه الله رجل واحد يقول عن "أسانيد" بعض شيوخه بالحرف الواحد :
"000وفي إيراد أسانيد هؤلاء طول خصوصاً وفيها من (الخلط ما يحتاج لتحرير كثير )اهـ
فانظر يا أخي محمد من قائل هذا الكلام ،وقاله في حق من ؟؟
إنه الشيخ زكريا الأنصاري في حق "أسانيد شيوخه " 0
أفلا يمكن بعد ذلك أن يقع "الخلط الذي يحتاج لتحرير كثير " في أسانيد من جاء بعده ،وخصوصاً في مراحل متفاوتة "ضعف فيها " الاهتمام بالتحقيق والتدقيق وكثر الاعتماد على "حسن الظن " ؟؟؟؟
عود إلى المداخلة :
والآن وقد دخل الأخوة الفضلاء في النقاش فإني سأختصر في الرد على المفيد فأقول وبالله التوفيق:
كل كلامك يا شيخنا قائم على "منهج المحدثين " فالعبارة عبارتهم والعرض عرضهم والنتيجة نتيجتهم ،ومع ما على ذلك من الملحوظات إلا أنه أيضاً ليس في صالحك ،لأنك تأخذ من هذا المنهج ما يحلو لك أن تأخذ وتدع وتترك مالا يحلو لك :
أسألك أخي محمد :
هل هناك فرق عند المحدثين بين : "الإجازة " و "السماع " و "الإقراء " أم لا ؟
بمعنى : هل أحد من أهل الصنعة الحديثية يجوّز أن يقول أنه قرأ صحيح البخاري كاملاً على شيخه وهو لم يقرأ إلا بعضه ؟ وهل يجوّز أحد أن يبدل "سمعت " ب "قرأت" ؟وما حكم من فعل ذلك عند المحدثين ؟ وما هو الوصف الذي يوصف به فاعله؟
هذه كلها "إجازات " في مفهوم أهل الحديث ،ولكنها ليست على مرتبة واحدة وأنت تعرف ذلك ؟؟؟
أما صرفك الكلام والنقاش إلى "شروط " ابن الجزري وتواتر نشره فهذا لا يقدم ولا يؤخر في الموضوع ،إذ ليس في موضوعنا ،مع ما في كلامك من المبالغة الخطيرة في "النشر"حيث ادعيت له "التواتر "مع أن مؤلفه لم "يجرؤ"على ذلك ؟؟؟؟؟


قلت :
"إنك تقول أنّ إسناد النويري والعقبي منقطع ؟ طيّب لماذا ؟ لأنّهما لم يقرءا جميع القرءان على ابن الجزري. طيّب"
لا أدري ما نوع صيغة كلامك هذا :ءاستفهام أم استهزاء ؟؟
وعلى كل حال : عندي نصان من عالمين كبيرين لهما وزنهما في مجال "الرواية والدراية " وهما في نفس الوقت تلميذان للعقبي نصا فيهما على أنه :"قرأ على ابن الجزري بالعشر الفاتحة وإلى المفلحون في البقرة " ، فيا ترى ما ذا تسمي صاحب هذا السند إذا جاءك في سلسلة القراءات :ءاتسميه سنداً متصلاً أم ماذا ؟
ثم قلت :
"عندما نرجع إلى شرط ابن الجزري نلاحظ أنّه اشترط المعاصرة واللقاء فقط ولم يشترط أن يقرأ التلميذ على الشيخ جميع القرءان "
وأقول : هذا شرط ابن الجزري لاشك ،لكن :ما هو الحال بعد ابن الجزري ؟هل مشى كل العلماء على شرطه ؟
يا أخي محمد : إذا أردت أن تنظّر بابن الجزري رحمه الله فيجب أن يكون تنظيرك مطابقاً له في كل جزئياته :
ابن الجزري رحمه الله اشترط هذه الشروط ،وليس في "نشره " طريقاً " واحدة قرأ فيها التلميذ على شيخه بأي قراءة أو رواية أو طريق بالفاتحة وشيء يسير من القرآن ثم جاء ابن الجزري أو من قبله واعتمدها رواية "إقراء" 0
ثم قلت :
"لأنّ كلمة أداءاً لا تعني قراءة جميع القرءان"
لا أناقشك في معنى كلمة "أداء" ولكن هل لنا أن نقول :إن جميع الطرق في النشر أو بعضها لم يقرا بها الشيخ ابن الجزري على شيوخه بالقرآن كاملاً ؛مما يعني أن "النشر " وطرقه ليست "متصلة الإسناد بالقراءة بكامل القرآن ؛لأن كلمة "أداء " التي ذكر ابن الجزري أنه سيذكر ما وقع من الأسانيد بها ؛لا تعني قراءة القرآن كاملاً ؟؟
إذا كان هذا ما يفهم من عبارتك فيحق لنا أن نقول :"على النشر السلام " 0
ثم قلت :
: السند المعلول لو سلمنا أنّه معلول يرتقي إلى درجة الصحة بالمتابعات والشواهد وهذا فيما كان الراوي فيه ضعيف كالذي اختلط أوكان سيّء الحفظ وغير ذلك0"
هذا أيضاً على منهج المحدثين ،وانظر إلى التعارض في كلامك حتى وإن قاله أهل المصطلح :كيف يحكم على شيء واحد بحكمين نقيضين في مكان واحد ؟ كيف تحكم على السند بالإعلال ثم عليه نفسه بالصحة ؟ ذلك لا يمكن عقلاً ،وإذا حدث ذلك فهو بسبب "إسناد " آخر ،يقوي المتن ،ونحن هنا في مسألتنا لا نناقش "المتن " الذي تحاول إدماجه بين كل حين وحين
لابد يا أخي محمد أن نحتكم للقراءات بمنهجها وليس بمنهج المحدثين الذي لو أخذت به "لنسفت " القراءات كلها ولحكمت على أئمتها بالضعف وغيره لا ينفعك حينئذ القول بأنهم "ضعفاء في لحديث "ثقة" في القراءة " ؟؟؟؟
الخلاصة يا أخي محمد :
1- هل عندك إثبات على أن :
أ- العقبي قرأ بالعشر على ابن الجزري ؟
ب- النويري شارح الطيبة هو الموجود في سندها عن الشيخ زكريا الأنصاري ؟
هذا كل ما نريد بحثه وإثباته أو إبطاله 0
2لا يلزم من ذلك الطعن في الطيبة وطرقها 0
ولعلنا إذا انتهينا من هذه المسألة نذهب إن شاء الله تعالى إلى جميع المواضع التي يتجه فيها "النقد " في سلسلة "أسانيد المتأخرين 0
هذا هو "التحرير"المطلوب والواجب على أهل القراءات "دراية" 0
والله من وراء القصد0
 
وما زال في الجعبة شيء يسر الخاطر ولما يكتمل بعد، وفي انتظار الشيخين في نقاشهما يأتونا بالجديد."
شيخنا واستاذنا د/ أنمار :
أما العبد الضعيف فقد قال كل ما عنده حتى يأتي أخي محمد بشيء ينقضه 0
والمأمول منكم التعجيل بما يسر الخاطر0
 
في الضوء اللامع ج5 ص124
عثمان بن إبراهيم بن عمر بن علي بن عمر العلوي اليمني الزبيدي أخو الحافظ النفيس سليمان الماضي والجمال محمد الآتي .
قال الخزرجي في ترجمة أبيه من تاريخ اليمن كان مفرط الذكاء جيد الفهم حسن الحفظ للقرآن وربما قرأ شيئا من العلم وشارك مشاركة ضعيفة ، وتبعه في ذلك التقي بن فهد في معجمه فإنه أجاز له في استدعاء مؤرخ سنة ثلاث عشرة.

اهـ وكأنه غيره.

ولي عودة مع مولانا الجكني بأسانيد أخرى متصلة للنشر إن شاء الله تعالى
 
هذا نص آخر من اسناد اهل العراق لعله يساعد:

وقد أخبرنا شيخنا الحاج عبدالغفور أنه أخذ معظم القراءة عن العالم الشيخ سلطان بن ناصر الجبوريّ الخابوريّ البغداديّ، ثم أكمل الباقي لضيق الوقت على الشيخ إبراهيم بن الشيخ مصطفى،وهو أخذ بعضها عن شيخ الإسلام الشيخ خليل الخطيب في جامع الشيخ عبدالقادر الكيلانيّ، وبعضها عن الشيخ سلطان،وأخذ الشيخ سلطان أولاً عن الشيـخ عمر بن الشيخ حسين الجبوريّ، وهو عن الشيخ حسن بن الهنديّ وهو عن الشيخ حسن بن منصور المصريّ.
وأخذ ثانيا عن الشيخ خليل الخطيب وهو عن الحسنين المذكورين: المصريّ والهنديّ.
وأخذ ثالثا عن الشيخ محمّد أبي المواهب حضره بدمشق الشام لـمّا رحل إليها.
وهو قد قرأ على والده الشيخ عبد الباقي الحنبليّ الدمشقيّ، وعلى الشيخ سلطان بن أحمد المزاحيّ، وعلى الشيخ محمّد بن إسماعيل البقريّ، وقد عمّر فوق المائة بنحو خمس عشرة سنة .
والشيخ حسن المصريّ أخذ عن الشيخ الشبراملّسيّ وعن الشيخ محمّد البقريّ،وعن الشيخ عليّ الخياط الرشيديّ كلهم عن الشيخ زين الدين عبدالرحمن اليمنيّ، وكانت قراءة الخياط الرشيديّ أولا على الشيخ محمّد الشهير بأخي ناصر الدين، وهو قد قرأ على الشيخ محمّد البصري بقلبه، وعلى الشيخ محمّد الأنوريّ بمكة المشرّفة، وعلى الشيخ عبدالرحمن اليمنيّ.
أمّا الشيخ البصريّ والشيخ الأنوريّ: فقد قرءا على الشيخ محمد النحريريّ الضريريّ، وعلى الشيخ أبي النصر الطبلاويّ، وعلى الشيخ أحمد السيريّ، وقرأ الثلاثة على الشيخ ناصر الطبلاوي والد الشيخ أبي النصر عن كريم الدين الدواخليّ عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاريّ، وقرأ الأنوريّ ايضا على جده الشيخ عمر السوافي.
وأما الشيخ عبدالرحمن اليمنيّ: فقد أخذ القراءة عن عدة مشايخ، منهم: والده الشيخ شحاذه اليمنيّ، ومنهم: تلميذ والده الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الحق كلاهما عن الشيخ أبي النصر الطبلاويّ عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاريّ.
ومنهم: الشيخ عليّ بن غانم القدسيّ الحنفيّ عن الشيخ عبدالحق السنباطيّ عن الشيخ محمّد بن أسد عن ابن الجزريّ.
ومنهم: ملّا عليّ الهرويّ صاحب التآليف العديدة المشهور بـ(ملا علي القارئ) عن الشيخ عمر السوافي عن الناشري عن ابن الجزريّ.
واخذ القراءة القاضي زكريا عن أبي نعيم رضوان العقبيّ وعن الشهاب أحمد بن أبي بكر بن يوسف القلقيليّ الإسكندريّ وعلى الزين طاهر بن محمّد النويريّ المالكيّ، واخذ هؤلاء عن شيخ الإقراء الأستاذ محمّد بن محمّد بن محمّد الجزريّ بأسانيده الثابتة في نشره.
زاد الإسكندريّ عن أبي الفتح محمّد بن أحمد العسقلانيّ عن التقيّ محمّد بن أحمد بن عبد الخالق بن الصائغ عن الكمال أبي الحسن علي بن شجاع الضرير صهر الشاطبيّ عن الإمام أبي القاسم الشاطبيّ عن أبي الحسن عليّ بن محمّد بن هذيل عن أبي داود سليمان بن نجاح الأمويّ عن أبي عمرو عثمان بن سعيد الدانيّ مؤلّف: التيسير.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

قد حكمتَ على السند النويري والعقبي بالانقطاع ، وتعليلك للانقطاع هو أنهما لم يقرءا جميع القرءان على الشيخ. أسأل ما هو ضابط الانقطاع في إسناد القراءات ؟ بالتأكيد أنك لا تجيب برأيك ، بل لا بد أن تأتي بنص أو دليل على ذلك ، فلا بد من قاعدة تعرف الانقطاع في علم القراءات ثم نعتمد على تلك القاعدة للحكم على السند فلا نستدل بسند لإثبات انقطاعه كما تفعل الآن. أقول هات دليلاً واحداً يثبت أن صحة السند منوطة بقراءة التلميذ على الشيخ كل القرءان. بمعنى ما هو الضابط في الحكم على السند بالانقطاع وهل هذا الضابط منصوص عند الأئمة.

لقد اعتمدت في نقاشك على خبر شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وهو خبر نصدقه ولكن جعل ذلك الخبر سبباً في انقطاع السند من غير ضابط معتبر يثبت أنه انقطاع حقيقي فهذا مردود لعدم وجود دليل على ذلك

وكلامي لا علاقة له بالمحدثين أريد منك دليلاً صريحاً على أن صحة السند منوطة بقراءة التلميذ على الشيخ جميع القرءان ، فكما أن المحدثين ضبطوا الانقطاع ودونوه فصارت هذه الضوابط مرجعاً للحكم على السند فكذلك في علم القراءات فلا بد من ضابط أو نص نعتمد عليه للحكم على سند بأنّه منقطع فالمشكلة ليست في الخلط بين منهج المحدثين وأهل الأداء وإنما هو في ضبط الانقطاع.

وإني أثبت لك بالدليل والنص على أن قراءة جميع القرءان على الشيخ ليست شرطاً في صحة السند :

الدليل الأول : شرط ابن الجزري : أقول لوكانت قراءة جميع القرءان على شيخ سببا من أسباب الانقطاع لاشترطه ولجعله من شروطه لأن الشروط توضع درءاً للموانع فإن كان ذلك من موانع صحة السند لأدخله ضمن شروطه تفادياً منه.

الدليل الثاني : أسانيد ابن الجزري إلى أصحاب المصادر.
لقد ذكرتم في ردكم الاخير أن الإسناد الأول والثاني لكتاب التيسر هو سند في قراءة المتن فقط وبخلاف السند الثالث فهو السند المعتبر في التلاوة لأنه قرأ جميع القرءان على شيخه وهو كذلك عن شيخه إلى أن ينتهي إلى أبي عمرو الداني.
الجواب : لم أجد في إسناد كتاب مفردة يعقوب للداني التصريج بقراءة جميع القرءان. وهو كذلك في إسناد كتاب جامع البيان ، وكذا كتاب القاصد والروضة للظلمنكي والمجتبى للطرطوسي وغيرها. وصرح بقراءة جميع القرءان على شيخه كالشاطبية والتيسير. سؤال لماذا يصرح ابن الجزري في بعض الأحيان بقراءة جميع القرءان وفي بعض الأحيان لا يصرح. زيادة على ذلك أنه صرح في بعض الأسانيد أن بعض المشابخ ما قرءوا إلا جزءا من القرءان الكريم على بعض مشايخهم مثاله :

الأول : قال بن الجزري في إسناده الثاني إلى صاحب كتاب العنوان : وقرأت بما تضمنه جميع القرءان العظيم على الشيوخ الأئمة : الأستاذ أب المعالي بن اللبان بدمشق ، والعلامة أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي ابن أبي الحسن الحنفي ، وشيخ الإقراء أبي محمد عبد الرحمن ابن البغدادي وذلك بعد أن قرأته عليه وعلى الشيخ الإمام الأستاذ أبي بكر عبد الله بن أيدغدي الشمسي الشهير بابن الجندي المصريين وذلك بالديار المصرية إلا أني وصلت على الشيخ الرابع إلى قوله تعالى { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } من سورة النحل ......
أقول : أنما أخبر بقراءته بعض القرءان على الشيخ الرابع إستثناءاً لأنه في بداية السند قال " وقرأت بما تضمنه جميع القرءان...".
الثاني : وقال في إسناده الثاني إلى صاحب كتاب الهادي : وقرأت بمضمنه القرءان كله على الأستاذ أبي المعالى بن اللبان بدمشق وإلى أثناء سورة النحل على الأستاذ أبي بكر ابن الجندي......" وهذا الإسناد نجده كذلك في أسانيد كتاب الكافي.


الثالث : وقال في إسناده الثاني إلى صاحب كتاب التذكرة لابن غلبون : وقرأت بمضمنه القرءان كله على أبي عبد الله محمد بن الصائغ المذكور وأبي محمد عبد الرحمن بن أحمد الشافعي وإلى أثناء سورة النحل على الأستاذ أبي بكر بن أيدغدي بالديار المصرية.........." وهذا الإسناد موجود أيضا في أسانيد كتاب التلخيص لأبي مشعر.

الرابع : وقال في إسناده الثاني إلى صاحب كتاب السبعة : وقرأت القرءان بمضمنه على الشيخ أبي محمد بن البغدادي وإلى أثناء سورة النحل على أبي بكر بن الجندي ............"

الخامس : انظرإلى أسانيد كتاب المستنير وكتاب المبهج وكتاب الإيجاز وكتاب غاية الاختصار وكتاب المصباح وكتاب الكامل وكتاب عقد اللآلي وكتاب البستان وغيرها حيث تجد أن أحد الرواة قرأ إلى سورة النحل.


وقال في إسناد كتاب الكفاية لأبي محمد مؤلف كتاب الكنز المذكور أعلاه : وقرأت بمضمن الكتابين – أي الكنز والكفاية – بعض القرءان على الشيخ المقرئ المجود أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن الطحان المنبجي وقرأ بهما جميع القرءان على مؤلفهما.


وهناك كتب لم يصرح فيها بقراءة القرءان مطلقاً : ككتاب الشفعة وكتاب جمع الأصول وكتاب روضة القدير وكتاب الشرعة وهي كتب في القراءات.

أكتفي بهذا.

أقول : صرح ابن الجزري أن في هذه الأسانيد من لم يقرأ جميع القرءان ، وجعل هذه الأسانيد ضمن كتابه النشر الكبير ووصفها بأنها أصح ما يوجد في الدنيا بصيغة المبالغة ولم يكتف يوصفها أنها أسانيد صحيحة ، إذ لو كانت منقطعة لما بالغ في صحتها ولما وصفها بالصحة.

أقول : إن كان ابن الجزري رحمه الله تعالى لم يعتبر هذه الأسانيد بأنها منقطعة فعلى أي أساس يعتبرها الشيخ الجكني منقطة آلقواعد تختلف من وقت إلى وقت. إن كان الذي أخرج لهذه الأمة أصح الأسانيد وأعلاها وهذا لم يقع لغيره ممن سبقه من أهل العلم كما صرح ، لا يعتبر ذلك انقطاعاً وهو أعلم وأدرى بأسانيد ورجال نشره فكيف لا يعتبر من هو دونه وعلى أي أساس وما هو الدليل ؟

أما بالنسبة للمنهجية فلا بد من دراسة أسانيد كتاب النشر دراسة دقيقة ,وأن نفهم من خلال ذلك المصطلحات المستعملة وما هو معناها فنذكر على سبيل المثال : أخبرنا ، قرأت القرءان ، قرأت القرءان كله ، تلوت ، تلاوة ، سماعاً ........." ولا بد من دراسة أسانيد أمهات الكتب ككتاب جامع البيان وغيرها ، وبعد ذلك يمكننا أن نحكم على علة في السند على وفق ما هو مضبوط ومطبق في هذه المصادر ، فلا بد من ضوابط مبنية على أدلة ونصوص للأئمة لإسقاط أي سند.

الذي أريد أثباته في هذه المناقشة أن صحة السند ليست مشروطة بقراءة جميع القرءان على الشيخ وأن صحة السند يمكن حصره اعتماداً على كتاب النشر إلى أقسام :
- قراءة جميع القرءان على الشيخ
- قراءة بعض القرءان على الشيخ
- قراءة المتن أو سماعه على الشيخ
- السماع القرءان كما ذكر في منجد المقرئين عند قوله وله أن يقٌرئ بما سمع
- الإجازة
وهذا كله يدخل في ضمن اللقاء بين الشيخ والتلميذ واللقاء قد يستغرق وقتاً صغيراً وهذا الوقت القصير يتمكن من خلاله التلميذ أن يقرأ متناً أو جزءً من القرءان ، أما قراءة جميع القرءان فهي عموماً تستغرق مدة ولا يمكن التعبير عنها باللقاء. واللقاء هو أقل ما يمكن أن يقع بين الشيخ والتلميذ ومع ذلك فقد جعله شرطاً في كتابه النشر.

الآن نعود إلى إسناد النويري والعقبي : بغض النظر عن الحقيقة.

- إن قرءا جميع القرءان على ابن الجزري بمضمون النشر فسندهما صحيح.
- إن قرءا بعض القرءان على ابن الجزري بمضمون النشر فسندهما صحيح أيضاً.
- إن قرءا المتن أو سمعاه من ابن الجزري فسندهما صحيح.
- إن أخذا القراءة سماعاً من ابن الجزري فسندهما صحيح.
- إن أجازهما ابن الجزري على الإقراء فسندهما صحيح.
وهذا مأخوذ من نصوص كتاب النشر ومنجد المقرئين ولا يمكن أن يوصف السند بالانقطاع إلا إذا لم يثبت اللقاء بين الشيخ والتلميذ.

قد يقول القائل ما هو الدليل على أن ابن الجزري قد أجازهما. الجواب حسن الظن بهما لأنهما من أهل العدالة ولا يجوز تكذيبهما إلا بدليل. وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري لم ينف إجازة ابن الجزري لهما بل نفى عدم قراءة بعض القرءان أو كل القرءان على المؤلف بمضمون النشر. إذن فنفيُ الإجازة تحتاج إلى دليل لأنهما لم يوصفا بالكذب. والأصل فيهما العدالة. وإذا أسقطنا عدالتهما فيكون إسقاط إسنادهما من جهة عدالتهما وليس من جهة انقطاع سندهما. وإسقاط عدالتهما لا تكون إلا بأدلة تثبت بأنهما ما قرءا وما سمعا المتن والقرءان بالإجازة أو بغير الإجازة من ابن الجزري وهذا من الصعب إثباته إلا بالظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً.

ومسألتنا هذه تشبه مسألة الشيخ عبد الباسط هاشم مع الشيخ شمروخ حيث أنّ الكثير من كبار المشايخ أسقطوا هذا السند لجهالة الشيخ شمروخ ولكنكم اعتمدتم على أسلوب المحدثين لمعالجة هذا الموضوع واعتمدتم على عدالة الشيخ عبد الباسط هاشم ، طيب لماذا لم تنتهج نفس الطريقة لمعالجة سند النويري والعقبي. مع أنهما غير مجهولين بل يُعرفان ذاتاً وحالاً ولم تعتمد على عدالتهما في ذلك واعتمد على كلام الشيخ زكريا الأنصاري في إسقاط إسنادهما ولم تعتمد على أقوال علماء مصر في إسقاط سند شمروخ. زيادة على ذلك أنّ اللقاء ثابت قطعاً بين النويري والعقبي مع ابن الجزري. السوال لماذا اعتمد على أسلوب المحدثين في معالجة مسألة شمروخ خلافاً لمسألة النويري والعقبي ؟ لماذا اعتمدت على عدالة الشيخ عبد الباسط هاشم في مسألة شمروخ ولم تعتمد على عدالة النويري والعقبي ، لماذا اعتمدت على كلام الشيخ زكريا الأنصاري في إسقاط سند النويري والعقبي ولم تعتمد على أقوال مشايخ مصر كالشيخ المعصراوي لإسقاط سند الشيخ عبد الباسط هاشم عن الشيخ شمروخ. أرجو التوضيح.

هذا ما أردت قوله ولا أدعي أني على الحق إلا أني لا أقبل أي مسألة إلا إذا كانت أدلة المناقش مقنعة لا يشوبها شيء من الاحتمال والشك خاصة في إسقاط إسناد أو عدالة واحد من أهل الأداء.

وأخيرا أقول لشيخي وأستاذي الشيخ الجكني أعتذر مرة أخرى عن القسوة في الكلام إذا رأيت أني قد تجاوزت الحد معكم وحاش لله أن أستهزئ بمؤمن فضلاً عن رجل من أهل العلم والقرءان وإن غيرتي على القرءان وعلى ما يظهر لي من الحق تدفعني إلى التحمس في الكلام وأسأل الله تعالى أن يغفر لي ولسائر الأعضاء وزوار هذا المنتدى المبارك وآخر ذعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

محمد يحيى شريف الجزائري
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز الشيخ محمد يحي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
سألتم وقلتم :
" أسأل ما هو ضابط الانقطاع في إسناد القراءات ؟ بالتأكيد أنك لا تجيب برأيك ، بل لا بد أن تأتي بنص أو دليل على ذلك " ؟
والجواب هو :
الانقطاع : الذي أقصده هو :عدم اتصال السند بالقراءات العشر من الشيخ العقبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق ابن الجزري " وأعتقد أن هذا الكلام واضح يا سيدي ،وليس معنى هذا أن "أسانيد " العقبي كلها "منقطعة " ،هذا لا يقوله من يحاسب على كلامه ويعرف ما ذا يقول 0
وأنت يا أخي محمد لا زلت تحاول إلزامي بما لم أقله وما لم أرد بحثه ،يا أخي الفاضل :
الكلام موجه لسند الشيخين في هذه الجزئية فقط ،لا دخل لي بأسانيدهما الأخرى ،سواء عن ابن الجزري أم عن غيره 0
هذا :وقد طلبت مني دليلاً على هذا ،فخذه ،ولا آتيك بما يقوله أهل "مصطلح الحديث " بل آتيك به من كلام شيخي وشيخك الإمام ابن الجزري رحمه الله حيث قال بعد أن بين أن الداني في كتابه "التيسير " ذكر "إمالة " :(عمران و المحراب وإكراههن )قال رحمه الله :"وذكره –الإمالة – في التيسير من قراءته على أبي الفتح ،ولكنه (منقطع) بالنسبة إلى التيسير فإنه لم يقرأ على أبي الفتح بطريق النقاش عن الأخفش التي ذكرها في التيسير ،بل قرأ عليه بطريق أبي بكر محمد بن أحمد بن مرشد ...اهـ (1/65) .
فانظر إلى هذا المثال بتمعن تجد أن الإمام حكم على هذا الطريق ب "الانقطاع " لو نظر إليه من كتاب التيسير ، مع أن نفس الطريق "متصل " إلى النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب "جامع البيان " ،فلو أراد شخص ما أن يقرا بالإمالة لابن ذكوان في الكلمات الثلاث وقال إنها من "التيسير" يقال له :الطريق منقطع ،وهذا شيء واضح .
أما قولك :
" أريد منك دليلاً صريحاً على أن صحة السند منوطة بقراءة التلميذ على الشيخ جميع القرءان"
أقول :
يا أخي محمد كاتب هذه الحروف لم يقل ذلك ،بل لم أتكلم ألبتة على "صحة السند " وإنما أنكلم على "اتصاله أو انقطاعه "؟ وهذا قلته أكثر من مرة ،وشتان ما هما.
أي مبتدئ يعرف أن الشيخين قرءا على ابن الجزري ولا يستطيع أن ينفي عن أسانيدهما عنه "الصحة" وإلا كان هو نفسه في حاجة ماسة "للصحة" .
وقد أقمت لك أكثر من دليل على "انقطاع " سنديهما ولم تأت بدليل واحد ينفي ذلك ؟؟
وأما ما ذكره فضيلتكم من "أدلة " على أن قراءة جميع القرآن على الشيخ ليست شرطاً لصحة السند :فهو كلام خارج عن موضوعنا ،وأوافقك في بعضه في بعض صوره .
ولكن أقول بناء على ذكرك لبعض كتب "النشر ":
هل تعتبر هذه الكتب :
مفردة يعقوب للداني.و جامع البيان ، و القاصد والروضة والمجتبى والهادي التذكرة والتلخيص والسبعة والمستنير وكتاب المبهج وكتاب الإيجاز وكتاب غاية الاختصار وكتاب المصباح وكتاب الكامل وكتاب عقد اللآلي وكتاب البستان و الكفاية لأبي محمد مؤلف كتاب الكنز وغيرها :
كلها "أصولاً للنشر وجميع ما فيها من الطرق والقراءات مقروء به متواتر صحيح ؟أم تقصر ذلك على ما ذكره ابن الجزري في "طرقه" ؟؟
وهل تجعل كتاباً مثل كتاب "القاصد " للخزرجي الذي ليس له في النشر إلا طريقاً واحدة ؛تجعله مثل كتاب "الكامل " الذي هو أكثر الكتب طرقاً (134) تقريباً؟؟مع أن كلاً منهما مذكور في النشر ورواه ابن الجزري وقرأ بمضمن بعضها000
المسألة يا أخي محمد كما قال فضيلتكم :" أما بالنسبة للمنهجية فلا بد من دراسة أسانيد كتاب النشر دراسة دقيقة " وأستسمحك لنقل عبارتك لأنها جد قيمة وعلمية ولا بد من الأخذ بها ومراعاتها ووالله لا أقول ذلك مجاملة إذ لسنا في إطارها 0
أما قولكم :
"أقول : إن كان ابن الجزري رحمه الله تعالى لم يعتبر هذه الأسانيد بأنها منقطعة فعلى أي أساس يعتبرها الشيخ الجكني منقطة آلقواعد تختلف من وقت إلى وقت. إن كان الذي أخرج لهذه الأمة أصح الأسانيد وأعلاها وهذا لم يقع لغيره ممن سبقه من أهل العلم كما صرح ، لا يعتبر ذلك انقطاعاً وهو أعلم وأدرى بأسانيد ورجال نشره فكيف لا يعتبر من هو دونه وعلى أي أساس وما هو الدليل ؟
أقول :
"ابن الجزري لم يعتبر "الطرق" التي استقاها منقطعة لأنها ليست كذلك ولكن :لماذا لم يأخذ بجميع طرق كل الكتب التي ذكرها لو كانت كلها على وتيرة ومرتبة واحدة ؟ألا يعني هذا أن الإمام لاحظ شيئاً فيها منعه من أخذها ؟ ولماذا جاء العلماء بعد ذلك وقالوا هذا الكتاب الفلاني من أصول النشر لكن هذه الطريق ليست من طرق النشر ولا طيبته؟؟
ولاحظ أخي محمد أنك تحول الكلام إلى "النشر " وابن الجزري ،وكلامنا في :العقبي والنويري وسنديهما ،أم أنك تعتبر :العقبي والنويري "من أسانيد ابن الجزري وهو الذي اختارهما ؟فيا ترى لم لم يجعلهما في كتابه ؟؟ لا يلزم من صحة أسانيد ابن الجزري في كتابه النشر و"اتصالها" :اتصال أسانيد تلاميذه عنه خاصة الذين أجازهم ببعض القرآن 0
وأيضاً كل هذه العبارة :" فسندهما صحيح " التي كررتها أنت خمس مرات لا تقدم ولا تؤخر في الموضوع شيئاً إذ البحث هو "الاتصال والانقطاع " لا "الصحة والشذوذ "0ولا يلزم أيضاً من صحة سندهما اتصاله عن ابن الجزري بالقراءات العشر من طريق الطيبة .
ثم قلت :
"ولا يمكن أن يوصف السند بالانقطاع إلا إذا لم يثبت اللقاء بين الشيخ والتلميذ".
أقول :
" هل يفهم من هذا أن "اللقاء بين الشيخ والتلميذ يمكن أن يوصف به اتصال السند بالقرءات كاملة ؟؟؟
ثم ختمت مداخلتك القيمة بمسألة الشيخ عبد الباسط حفظه الله مع سند شيخه "شمروخ" وزعمت أني "اعتمدت "على عدالة الشيخ عبد الباسط – تبعاً لأسلوب المحدثين –واعتمدت على الشيخ زكريا ،ولم أعتمد على عدالة العقبي والنويري والشيخ المعصراوي حفظه الله .
وأقول جواباً على ذلك :
1- يعلم الله وحده أني عندما كتبت "الانتصار للشيخ عبد الباسط " لم أكن أعرف عنه إلا أنه مشهود له من أهل بلده بالعلم والإتقان وأنه من رجال هذا العلم "القراءات " ،وكنت قد سمعت وقرأت من خلال هذا الملتقى فقط عن "شمروخ " وقضيته ،ولم أبال بشي ،حتى وقعت في يدي تلك الورقات التي سماها صاحبها:تحذير الشيوخ " وقرأتها ويعلم الله أني قرأتها بتجرد وليس على البال الرد عليها لأن ذلك لا يهمني من قريب ولا بعيد .
لكن لما وجدت كاتب هذه الورقات ناقش القضية بأسلوب قال عنه إنه أسلوب علمي بأدلة لا تقبل البطلان :كتبت ما كتبت لشيء واحد وهو :
"هذه الأدلة التي جاء بها لا تنهض أن تكون أدلة علمية "يُكذّب " بها رجل من أهل القرآن أياًّ كان هذا الرجل ،فمن أراد أن يرد على الشيوخ فليأت بردود علمية لا تحتمل الاعتراض ولا البطلان 0
فالخلاصة :الرد كان لبيان بطلان "الأدلة " التي جاء بها ذلك الباحث ،ليس إلا ،وقد ذكرت فيها أني لا أدافع عن "سند " شمروخ ولا أنقضه 0فالقضية ليست عدالة شيخ ما ،بقدر ما هي بيان بطلان أدلة ما 0
وأما اتباع أسلوب المحدثين فاتبعته من باب "المناظرة " وليس من باب الاستدلال ،لأنه يقول المحدثون يقولون كذا ،وبينت له أن بعض المحدثين يخالفونه .
وأعتذر عن الإطالة في هذه الجزئية .
وأخيراً أقول :
لا عليك يا أخي محمد ،فثق تماماً يا أخي أني "أحبك لله وفي الله " وكل ما بيننا إنما هو خدمة لكتاب الله تعالى أحدنا مصيب فمثاب عليه بأجرين والآخر اجتهد لله فأخطأ فموعود بأجر وربنا كريم .
وأقول كلمة : لا تغضب منى ولا "تزعل " فإني أعدّك " لمسائل أخرى ،فالدرب طويل والمسائل كثيرة .
وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

شيخنا ، وإن كان لي بعض التعقيبات على ردكم الأخير ، أذكر من أهمها الجمع بين الصحة والانقطاع في آن واحد، فإن كان الانقطاع علة قادحة في السند فكيف يحكم عليه بالصحة إلاّ أنني أفضل أن ينتهي النقاش حتّى لا نضخّم الموضوع فوق منزلته. وخاصة إن اعتبرتم أنّ هذا الانقطاع لا يمسّ صحة سند العقبي والنويري من طريق الطيبة.

وأنتهز هذه الفرصة إلى بيان أهمّية البحث في مصادر القراءات لضبط معنى الانقطاع عند القراء على أسس علمية متينة بالدليل والبرهان ولا ينبغي أن يطلق هذا الاصطلاح على ما يقصده كل واحد منا. وهذا الباب من المواضيع الهامة في المقارنة بين منهج المحدثين ومنهج أهل القراءات.

وفي الأخير أشكر فضيلة الشيخ الجكني على إتحافنا بهذه المواضيع المثيرة للنقاش والتي تجلب النفع للجميع كما أنني أشكر مشرفي هذا الموقع لتخصيص مجالٍ خاصّ بعلم القراءات والتجويد والرسم والضبط.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري
 
وبدوري أشكرك فضيلة الشيخ محمد يحي شريف على مساهماتك في إثراء الموضوع ، ومداخلاتك العلمية ،وغيرتك على القراءات وأهلها ،وأدعو الله تعالى أن يتقبل مني ومنك 0
وبانتظار الشيخ الفاضل د/ أنمار حيث أشار أن لديه مداخلات "تسر الخاطر " 0
 
جزاكم الله خيرا على هذه المداخلات الكريمة من شيوخ وعلماء أفاضل جميعها تدل على علم وأدب بارك الله في الجميع
أصحاب الفضيلة ذكر الأزميري في البدائع ص5/ب مخطوطة الأزهر : أبا القاسم محمد بن محمد النويري حيث مثل في
شرح الطيبة (بلا خوف ) ... والحال أنه لم يقرأ على ابن الجزري من طريق الطيبة إلا جزءا من القرآن ، ولا يوثق به
ولا يعمل بما قاله ، ولا ينتهي إليه سندنا كما ادعاه الأستاذ ( أي يوسف زاده كما هو في اصطلاحه المعروف إذا
ذكر الأستاذ ) لأن شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري لم يقرأ على هذا النويري بل قرأ على العلامة المتقن المفنن
الزاهد الورع الدين طاهر بن محمد بن علي بن محمد بن عمر النويري المالكي شيخ القراء بالديار المصرية ، وعلى سائر
المشايخ كما ذكر الجمال يوسف بن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري
انتهى ما في الأزميري
ما رأي الأخوة الأفاضل في هذا النص زادكم الله علما وفهما ، وبارك الله في هذا المنتدى الكريم وأهله
 
الأخ أبو الجود حفظه الله :
الكلام المذكور قد نقله كاتب هذه الحروف في أول مناقشة هذا الموضوع فلعلك ترجع إليه ،وهو نص أقيمت حوله هذه المناقشات كلها من طرفي وطرف الشيخ الفاضل محمد يحي0
وهنا أذكر :ينبغي متابعة الموضوع - أي موضوع - من بدايته حتى تتضح الصورة كاملة0
 
جزاكم الله خيرا شيخنا ابا الجود على هذه الاضافة
وقد وجدت ايضا في اسانيد الشيخ العلامة إبراهيم السمنودي هذه المعلومة حيث قال:

"وقال شيخ الإسلام قرأت بها على السمدسي والسنباطي خمسة مشيوخاء الشهاب أحمد بن أسد الأميوطي والبرهان أبي العباس أحمد بن أبي بكر بن يوسف القلقيلي الاسكندري والزين أبي النعيم رضوان بن محمد بن يوسف النضيري العقبي ونور الدين علي بن محمد بن صالح المخزومي البلبيسي والزين طاهر بن محمد بن علي بن محمد بن علي النويري المالكي: وهو غير النويري شارع الطيبة والدرة كما قاله الجمال يوسف بن شيخ الإسلام وكما ذكره الأزميري في بدائه ، وقال الشيوخاء الأميوطي والقلقيلي والعقبي والبلبيسي والنويري خمستهم قرأنا بها على إمام القراء والمقرئين شمس الملة والدين محرر الطرق والروايات المحقق الحافظ أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي الشافعي مؤلف الطيبة والنشر والتحبير المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة هجرية بل الله ثراه بالرحمة والرضوان وأسكنه أعلى فراديس الجنان آمين.
 
السلام عليكم
فضيلة د/ الجكني ـ حفظه الله ـ
معذرة للتأخير في الرد ، فقد كنت أنتظر الشيخ محمد يحي شريف حتي يدلو بدلوه ، وفي نظري فقد أجاد وأحسن ، وأنا سأكمل ما انتهي إليه ـ إن شاء الله ـ .
قلتم : نحن نناقش سند العقبي والنويري فقط وهل هما موصولان أم منقطعان ؟؟

ولكني أريد أن أقدم بمقدمة قصيرة قبل الدخول في الموضوع .

أولا : لا نخالف في قول الشيخ زكريا ، ولكن نقاشي سيكون في النتيجة الأخيرة .

هل إن قرأ الشيخ بعضا من القرآن يكون منقطع الإسناد ؟؟

وهذا السؤال كان المقصود من المقدمات التي طرحها الشيخ محمد يحيي ، وفضيلتكم كنتم تنوهون بأنه خروج عن محل النقاش ، وليس الأمر كذلك ـ من وجهة نظري ـ .

ولكن هناك قضية مهمة يجب أن نضع لها ثقلا ألا وهي ما عليه عمل القراء في كل عصر .

ولقد كنتم وافقتموني من قبل علي جواز الإجازة ببعض القرآن ، ولكننا اختلفنا في مسألة الطريق ـ أي يكون الشيخ قد حصل علي السند من نفس الطريق كما مثلتم أعلاه ـ

وقبل نقل الأقوال أظن أنك توافقني في أهلية العلامة النويري .أليس كذلك ؟؟

قال النويري في مقدمة شرحه للطيبة في الفصل السابع فيما يقرئ به :" لا يجوز له أن يقرئ إلا بما قرأ أو سمع فإن قرأ نفس الحروف المختلف فيها خاصة أو سمعها أو ترك ما اتفق عليه جاز إقراؤه القرآن بها اتفاقا بالشرط ، وهو أن يكون ذاكرا إلي آخره كما تقدم ، ولكن لا يجوز أن يقول: قرأت بها القرآن كله وأجاز ابن مجاهد وغيره أن يقول المقرئ :قرأت برواية فلان القرآن من غير تأكيد إذا كان قرأ بعض القرآن وهوقول لا يعول عليه لأنه تدليس فاحش يلزم منه مفاسد كثيرة .

وهل يجوز له أن يقرئ بما أجيز له به علي أنواع الإجازة ؟. جوزه الجعبري مطلقا والظاهر: أنه إن تلا بذلك علي ذلك علي غيرذلك الشيخ أو سمعه وأراد أن يعلي سنده بذلك الشيخ أو يكثر طرقه جاز وحسن لأنه جعلها متابعة .

وقد فعل ذلك أبو حيان بالتجريد وغيره .عن ابن البخاري وغيره متابعة وكذا فعل الشيخ تقي الدين ابن الصائغ بالمستنبر عن الشيخ كمال الدين الضرير عن السلفي وقد قرأ بالإجازة أبو معشر الطبري وتبعه الجعبري وغيره وفي النفس منه شئ ولا بد مع ذلك من اشتراط الأهلية .صـ33

وهذا الكلام نقله الإمام القسطلاني في جـ1 صـ182 ونقله الشيخ إبراهيم عطوة في تحقيقه لشرح أبي شامة وزاد القسطلاني توضيحا فقال :
" الثالث : الإجازة المجردة : واختلف فيها ، والذي استقر عليه عمل أهل الحديث قاطبة العمل بها حتي صار إجماعا وأحيا الله بها كثيرا من دواوين الحديث وغيرها وقد قال الإمام أحمد : لو بطلت لضاع العلم .

وهل يلتحق بذلك الإجازة بالقراءات ؟ الظاهر : نعم ؛ ولكن قد منعه الحافظ أبو العلاء الهداني ، وبالغ في ذلك ؛حيث قال : إنه كبيرة من الكبائر ، وكأنه حيث لم يكن الشيخ أهلا ؛ لأن في القراءات أمورا لا تحكمها إلا المشافهة ، وإلا في المانع منه علي سبيل المتابعة ، إذا كان قد أحكم القرآن وصححه ، كما فعل أبو العلاء نفسه حتي يذكر سنده بالتلاوة ، ثم يردفه بالإجازة ، إما للعلو ، أو لمتابعة والاستشهاد ، بل شوق العروس لأبي معشر الطبري شيخ مكة ـ مشحون بقوله : كتب إليّ أبو العلاء الأهوازي وقد أقر بمضمنه ورواه الخلق عنه من غير نكير .

وأبلغ منه رواية الكمال الضرير ـ شيخ القراء بالديار المصرية ـ القراءات من المستنير ، لابن سوار ، عن الحافظ السلفي بالإجازة العامة ، كما ذكرته قريبا ، وتلقاه الناس خلفا عن سلف .

ولما قدم العلامة المقرئ الماهرالبارع المتقن الدقق أبو العباس أحمد بن شعبان بن الغزي للقاهرة سنة ست وستين وثمانمائة ، قرأ علي مشايخ العصر إذ ذاك بعض القراءات للسبعة . واستجازهم فأجابوه لذلك ، وكتبوا خطهم به العادة لما تحققوا من أهليته ، وتحقيقه وإتقانه وضبطه ))ا.هـ 182/183
سيدي الفاضل : لم يشترطوا قراءة القرآن كاملا فيما توفرت فيه الأهلية ، وما فعله ابن الجزري مع الشيخين ليس بجديد ، وعدوه سندا صحيحا متصلا لم يشكك فيه أحد .
والكلام واضح لا يحتاج لشرح .
وعليه فلا انقطاع لسند ولا شئ من ذلك .

ثم هذه الإجازة ليست إجازة فقط ، بل إجازة إقرا أيضا لأهليته لذلك ، وهذا ما فهمته من كلام الأئمة .
وهذا معمول به ليومنا هذا .
والسلام عليكم
 
أهلاً مرة أخرى بالشيخ الكريم :عبد الحكيم :
كما هو معلوم سِدنا الشيخ – أننا ل انناقش عدالة الشيخين رحمهما الله تعالى ،فهما فوق ذلك وهذا ما حاول أخي محمد إدخاله في النقاش ثم تبين له أن البحث فيه مضيعة للوقت 0
قلتم حفظكم الله:
"هل إن قرأ الشيخ بعضا من القرآن يكون منقطع الإسناد ؟؟
أقول : قراءة التلميذ أي ٍ كان على الشيخ ؛أي ٍ كان ؛شيئاً من القرآن ؛أي ٍ كان لا يسمى "إسناداً متصلاً بكامل القرآن "إقراء " إلا إذا كنا لا نقيم للمعاني والمصطلحات العلمية وزنا وليس معنى هذا وصف مثل سند العقبي – عموماً – بعدم الاتصال ،لا ،أسانيده الأخرى قد تكون متصلة أما الشئ المؤكد منه هو "عدم اتصاله " بالقراءات العشر من طريق ابن الجزري "قراءة" وليس "إجازة " 0
أما ما نقلتم عن النويري ما نقله عنه القسطلاني فبداية يجب التنبيه على أن هذا الكلام هو أصلاً لابن الجزري رحمه الله في المنجد " 0
والعجب من يأخذ به ويترك قول أبي العلاء الهمداني فهو – عندي – أقرب للصواب والحيطة وهي التي يجب الأخذ بها في ما يتعلق بكتاب الله تعالى ،خاصة لو أننا نظرنا إلى مكانة الشيخين :أعني :الجعبري وأبي العلاء ومن منهما مقدم في الفن وأكثر تحقيقاً لوجدنا الأولوية للثاني ،وهذا أسلوب أتذكر أن قام به الإمام الشوكاني رحمه الله عندما ذكر مخالفة النويري لابن الجزري 0
ثم قلتم :
"لم يشترطوا قراءة القرآن كاملا فيما توفرت فيه الأهلية ، وما فعله ابن الجزري مع الشيخين ليس بجديد ، وعدوه سندا صحيحا متصلا لم يشكك فيه أحد"
أجبت فيما مضى عن هذا بما محصله : لا نشترط قراءة كامل القران في الإجازة أما "صنيع " العلماء في "الإقراء فيدل على اشتراطه 0والله أعلم 0
ولكم كامل التحية والتقدير0 .
 
[السلام عليكم

شيخنا الفاضل : لو أجازه بمضمن الطيبة ..هل له أن يُقرئ بذلك ؟؟

أما الإقراء : هل أتيت لنا ـ غير مأمورين ـ بقول يؤيد ما ذكرتموه مع نفي غيره نصا ـ دون مفهموم المخالفة ـ ؟؟

وقول الهمداني : موجه بعدم اشتراط الأهلية .

ودمتم بخير
والسلام عليكم
 
[align=center]هذا؛ وقد وقفت على محاولة للشيخ المتولّي رحمة الله عليه نقلها عن الجعبري، حاول فيها تسويغ اختيار حفص للضمّ، مع روايته الفتح عن شيخه، فقال: قال الجعبري في شرح "الشاطبية": قول الأهوازي: أبو عمارة عن حفص عن عاصم، والخزاز([20]) عن هبيرة عن حفص عنه بضمّ الضاد كلّ ما في ‹الروم›، صريح في أن حفصاً نقل الضم عن عاصم. اهـ([21])

وزاد الجعبري بعد هذا الكلام –والشيخ المتولي لم ينقله-: وهذا جواب صحيح إن قصده الناظم،([22]) فإن قلت: كيف خالف مَن توقّفت صحة قراءته عليه؟
قلتُ: ما خالفه، بل نقل عنه ما قرأه عليه، ونقل عن غيره ما قرأه عليه،

لا أنه قرأ برأيه. اهـ([23])
وعليه، فإن ما أبهمه الأئمّة: الدانيُّ ومكيُّ والمؤلّف، وغيرهم في عباراتهم حتى فُهم من ظاهرها عدم قراءة حفص بالضمّ على عاصم، اتضح بهذا الكلام -أعني كلام الجعبري- أن ذلك الظاهر غير مرادهم رحمة الله عليهم أجمعين؛ لأنه لا يمكن بحال -عندي- أن أولئك الأئمة يجيزون قراءة منقطعة الإسناد.
أليس هذا الكلام يؤكده ما قاله الإمام ابن سوار في مستنيره بقوله :
اخبرنا ابو على الحسن بن على المقرئ _ باسناده الى_ ابى عمرو الدورى قال سألت أبا عمارةحمزة بن القاسم الكوفى الاحول وكان من اصحاب حمزة المعدودين فى القراءة عن سبب الاختلاف بين حفص بن سليمان وابى بكر بن عياش فقال على الخبير سقطت.
سألت حفص بن سليمان عن ذلك وقلت له ان ابا بكر بن عياش يخالفك عن عاصم فى حروف كثيرة ؟ قال ابوعمارة وكانت ام حفص تحت عاصم وعاصم رباه منذ كان طفلا.
فقال : قرأت هذه القراءة على عاصم حرفا حرفا ولم اخالف عاصما فى حرف من كتاب الله تعالى . واخبرنى عاصم أنه قرأ علَى أبِي عبد الرحمن السلمى وهى قراءة ابى عبد الرحمن التى اخذها عن اصحاب رسول الله(ص) : عثمان وعلى وزيد بن ثابت وعامتها عن على بن ابى طالب رضوان الله عليهم.
قال حفص فصححت القراءة على عاصم حتى لم اشك فى حرف منها.
وكان يقرأ بِهذه القراءة دهرا . وكان قد قرأ على زر بن حبيش صاحب عبد الله[ابن مسعود]فاختار بعد ان قطعت القراءة عليه من حروف عبد الله وحروف زر هذه القراءة التى علمها ابا بكر بن عياش.
قال حفص : فلم احب الرجوع عن قراءة ابى عبد الرحمن فثبت عليها : وهى قراءة عاصم التى لم يزل يقرؤها.
قال ابو عمارة : فهذا سبب الاختلاف بين حفص وابى بكر بن عياش عن عاصم.ا.هـ.
من المستنير لابن سوار طـ دار الصحابة صـ 93/94
 
عودة
أعلى