حوار هادئ مع علماء الأصوات

الشيخ محمد يحيى شريف، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فإن الإدغام والاظهار وتفخيم الراء وترقيقه من القراءة وليس من التجويد. للمظهَر مخرج محقق. والإدغام إلغاء المخرج أو والصفة معا، وهو حتى الآن كما ترون مخرج وصفة. فكل ما حدث فيه اختلاف بين القراء والرواة فقراءة وليس تجويدا.
أما ميكانيكية تكوين الصوت فجديد ما يذكره الأصواتيون من الصواب قديم عتيق لكنهم يسحرون بالعبارات المترجمة مما يعطي لهيبتهم الحضارية وزنها.
إن المرعشي، وأنتم من أعلم الناس به، قد فسر العملية بما يكفي دون أن يضفي شعوذة علمية، مثل "تدفق الهواء". إنه يسميه نفسا، ويتحدث عن كثرته وقلته وتأثير ذلك على الصوت المسموع. والنفس عبارة عن الهواء الذي نتفسه، وبتخزينه وإخراجه بالمقاس المعلوم وتصادم أو تباعد عضلات الفم وسماعه يسمى صوتا. وبهذا ترون أن كلمة "تدفق" رقية أعجمية، الغرض منها إيهام أن في الصواب القليل مما يقوله علماء الأصوات جديد. وليس الأمر كذلك.
 
فإن الإدغام والاظهار وتفخيم الراء وترقيقه من القراءة وليس من التجويد. للمظهَر مخرج محقق. والإدغام إلغاء المخرج أو والصفة معا، وهو حتى الآن كما ترون مخرج وصفة. فكل ما حدث فيه اختلاف بين القراء والرواة فقراءة وليس تجويدا
أمّا جوابك هذا فغريب جداً فإدغام {من مال} ممن اتّفق عليه القراء ، وكذا بالنسبة للراءات واللامات التي اتفق عليها القراء والخلاف في أصل الراء تفخيماً وترقيقاً لا يتعلّق بالرواية واختلاف القراء بل الأمر متعلّق بالدراية أيّ علم التجويد. ولا يخل كتاب في التجويد من أحكام الراءات واللامات والإدغام والإظهار مما اتفق عليه القراء. وما ذكرتُه لك من الأمثلة لا علاقة له البته بالخلاف الدائر من الروايات والقراءات. وقد قال ابن الجزري : وهو -أي التجويد- إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقّها. فما الفرق بين حقّ الحرف ومستحقّ الحرف ؟ أليس الصفات اللازمة ، والصفات العارضة التي تعترى الحرف أحياناً وتفارقه أحياناً أخرى كالترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار إذ كلّ ذلك مندرج تحت تعريف التجويد. وهذا أمر بديهي إن لم أبالغ.

أما ميكانيكية تكوين الصوت فجديد ما يذكره الأصواتيون من الصواب قديم عتيق لكنهم يسحرون بالعبارات المترجمة مما يعطي لهيبتهم الحضارية وزنها.
إن المرعشي، وأنتم من أعلم الناس به، قد فسر العملية بما يكفي دون أن يضفي شعوذة علمية، مثل "تدفق الهواء". إنه يسميه نفسا، ويتحدث عن كثرته وقلته وتأثير ذلك على الصوت المسموع. والنفس عبارة عن الهواء الذي نتفسه، وبتخزينه وإخراجه بالمقاس المعلوم وتصادم أو تباعد عضلات الفم وسماعه يسمى صوتا. وبهذا ترون أن كلمة "تدفق" رقية أعجمية، الغرض منها إيهام أن في الصواب القليل مما يقوله علماء الأصوات جديد. وليس الأمر كذلك.
يا أخي لا تهمّني العبارات فالمهمّ أنّ علم الأصوات فسّر بعض الظواهر الصوتية التي استفدتّ منها شخصية واستفاد منها طلابي الذي درسوا عليّ علم التجويد ، وقد حاورت شيخنا غانم الحمد في هذا المنتدى وكنت كمثلك معترضاً عليه ولكن مع الممارسة في التدريس ما استطعت أن أفسّر بعض الظواهر الصوتية إلاّ بعلم الأصوات. ولو تابعت حلقات التجويد لشيخنا العلامة أيمن سويد على الفضاييّات لرأيت تغييراً في الكثير من التعاريف على ضوء ما ذكره علماء الأصوات كاهتزاز الأوتار الصوتية في المجهور وغير ذلك ، أمّا الاصطلاحات التي لا يُرج منها قيمة إضافية تخدم الأداء من الناحية النظرية فينبغي إهمالها.
لا يمكن إهمال جميع ما في علم من العلوم فلنأخذ ما يصلح ونرمي ما لا يصلح. أمّا الإهمال بالجملة هكذا فليس من العلم بمكان.
ولا أريد أن نخوض في الجزئيات وتنرك بيت القصيد وهو أهمّيتة علم الأصوات في خدمة علم التجويد.
والعلم عند الله تعالى.
 
المسألة الرابعة :
أنا الآن مقتنع تماماً أنّ علم الأصوات مفيد جداً في تفسير بعض الظواهر الصوتية وحلّ بعض العقد النظرية والتي ما استطاع علم التجويد حلّها بوضوح تام ، فنأخذ على سبيل المثال صفة الجهر والهمس ، فالجهر والهمس متعلّقان بخروج النفس وانحباسه بقوّة الاعتماد أو ضعفه على المخرج ، وقد يلتبس هذا التعريف بتعريف الشدّة والرخاوة لتعلّقهما بخروج الصوت وعدم خروجه مع ضعف أو قوّة الاعتماد على المخرج ، والنفس قد يُطلق على الصوت فاحتاج الأمر إلى توضيح فبيّن المرعشي أنّ النفس المسموع هو صوت وغير المسموع هو النفس. ولكن بعلم الأصوات انكشف وجود الوترين الصوتيين واهتزازهما أوعدم اهتزازهما فزال الإشكال تماماً وهذا ملموس من الناحية العملية فالذال مجهورة والثاء مهموسة والفرق بينهما ليس في ضعف أو قوّة الاعتماد على المخرج بل هو باهتزاز الوترين الصوتيين ، فالحروف المهموسة لها مصدر واحد في التصويت وهو المخرج خلافاً للمجهور فله مصدران للتصويت المخرج والوتران الصوتيان وهو ما عبّر عنه سيبويه بصوت الصدر. فزال الإشكال تماماً.

السلام عليكم
أستاذنا الحبيب محمد يحيي شريف .. أقدر لكم تعاطفكم مع أهل الأصوات ، اقتنعتَ بما قالوه واستفدتَ منهم وخاصة ـ كما صرحتم ـ في صفتي الجهر والهمس .
وسأحدثك في هاتين الصفتين لأبين لك أين وصلوا في هذه المسألة التي استفدتَ أنت منها .
اهتزاز الوترين وعدمه شئ محسوس ومعلوم خاصة مع وفر الدواعي من أجهزة وغيرها إلا أنهم اختلفوا في تحديد هاتين الصفتين في بعض الحروف .
الهمزة ـ الطاء ـ القاف ـ الضاد ـ وووو .
انظرلهذا القول في حرف الطاء :
(
وقال د /عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان في كتابه "دروس في النظام الصوتي للغة العربية" : الطاء : أجمع المتقدّمون على أن الطاء من الأصوات المجهورة , وأما المتأخّرون فقال بعضهم :
إنـها مهموسة .
وقال بعضهم : إنـها مجهورة .
وقال بعضهم : إن هناك طاء مهموسة وأخرى مجهورة . ) ا.هـ

شيخنا كيف يختلفون كل هذه الاختلافات مع وفر الأجهزة ، فمن المفترض المسألة تقتصر علي اهتزاز الأوتار وعدمها فمن أين أتي الاختلاف ؟ .
قس علي ذلك في عدة أحرف . أما الهمزة فحدث ولا حرج في الاختلاف .
ولكن هل تعلم من أول من أثار الخلاف في (القاف والطاء ) سأتركك مع كلامهم هم :

وقال ا. خالد بسندي أستاذ مساعد: قسم اللغة العربية ـ كلية الآداب ـ جامعة الملك سعود في كتابه " قراءة في الجهر والهمس بين القدماء والمحدثين" : ....أن أول من أثار مشكلة الاختلاف بين القدماء والمحدثين فيما يتعلق بهذين الصوتين (القاف والطاء )هو براجستراسر في كتابه " التطور النحوي للغة العربية"
وهو مجموعة من المحاضرات ألقيت في الجامعة المصرية سنة 1929م . فذكر تحت عنوان "بين نطقنا ونطق القدماء" أن بعض الحروف ، يختلف نطقه الحالي ، عنه في الزمان القديم، وهي:( ق، ج، ط، ض، ظ ). أما القاف، فهي في العادة اليوم مهموسة، لكنها في الجدول مجهورة، كما هي الآن عند بعض البدو. والطاء أيضا مهموسة اليوم، مجهورة في الجدول. والفرق بينها وبين القاف أن نطق القاف العتيق. لا يزال باقيا في بعض الجهات ، ونطق الطاء العتيق قد انمحى وتلاشى تماما (براجستير التطور النحوي للغة العربية 16ـ 17) . وقد أشار رمضان عبد التواب في الحاشية تعقيباً على قول براجستراسر إلى أن " نطق الطاء العتيق قد انمحى وتلاشى تماماً" إلا أن هذا النطق ما يزال يسمع بوضوح في بعض جهات اليمن – عند قولهم مثلا: " الضبيب، الضباخ" ، في : "الطبيب والطباخ" مستشهدا بما قاله المستشرق أ. شاده في محاضراته: "علم الأصوات عند سبيويه وعندنا" . وقد روى المستشرق شادة عنهم :(مضر وقضع) ، في (مطر وقطع)( [ii]) .. )ا.هـ9:10

هل مثال في حرف واحد .. ولعلك تعلم حقيقة الأمر .
فمسألة الاهتزاز ـيا شيخ محمد ـ جعلهم ينكرون صحة نطق الطاء والقاف والهمزة عند القراء .. اشرح لنا نوع الاستفاد من خلال أقوالهم ؟
والسلام عليكم
 
أخي عبد الحكيم خذ من هذا العلم ما يفيدك ودع ما لا يفيدك ، ليس لي أن أخوض في الخلاف الدائر بينهم ، ولكنّي أستفدتّ شيئاً واحداً من هذه المسألة أنّ الفرق بين الثاء والذال مثلاً ليس في قوّة أو ضعف الاعتماد على المخرج ، إذ لو نطقت بالحرفين معاً تجد نفس الاعتماد وإنما الفرق هو في اهتزاز الوترين الصوتيين الذيْن جعلا الذال مجهورة قليلة النفس ، وعدم اهتزازهما في الثاء جعلا الهواء يمرّ من غير عارض فيتدفّق الهواء الكثير ويضعُف الصوت بذلك. وهذا التفسير لن تجده عند علماء التجويد بهذا التفصيل وإن كان قد أشار إليه سيبويه عند ذكره للحروف المشربة التي يصاحبها صوت الصدر ومراده من ذلك الحروف المجهورة.
هذا الذي ينفعني في المسألة ولا ولن ألتفت إلى الأقوال الأخرى التي لا تفيد.
إذن فعلم الأصوات مفيد بدليل إفادته لي في هذه الجزئيّة ، وهذا شأني يا سيدي لا يمكنك أن تعترض على شيء مارسته واستفدتُ منه بنفسي.
أمّا مسألة الطاء فقد كتبتُ في هذا الموضوع بعنوان : "الردّ على علماء الأصوات في مسألة همس الطاء" وهذا كبقيّة العلوم الأخرى التي نخضع للنقد في بعض المسائل دون البعض. فليس كلّ ما يقال صحيح أو ضعيف ، فالإنصاف والوسطيّة يا أخي كلّ مسألة يُنظر فيها على حدّة.
لو تكلّم علماء الأصوات في مسألة {أئمّة} لوافقتك مائة بالمائة. بسمة.
 
إغلاق حرب هامشية جدا

إغلاق حرب هامشية جدا

الشيخ محمد يحيى شريف، أسعد الله لحظاتكم
لإنهاء حرب هامشية على أطراف جدوى "علم" الأصوات نقول: إذا كان القرآن من جانبه النصي الصوتي الذاتي قراءة مروية وتجويد مرعيّ فقط فإن تقسيم المقسَّم إلى ما لا نهاية وتعديد الاعتبارات، كتسليط الضوء على ضوء أقوى منه في يوم مشمس، يؤدي - وفقط - إلى جدل طويل عقيم.
 
جزى الله الشيخ عبد الحكيم خيرا بنقله لنا ما نصه:
([FONT=&quot]وقال د /[/FONT][FONT=&quot]عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان في كتابه "دروس في النظام الصوتي للغة العربية"[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT][FONT=&quot]ا[/FONT][FONT=&quot]لطاء : أجمع المتقدّمون على أن الطاء من الأصوات المجهورة , وأما المتأخّرون فقال بعضهم : [/FONT]
[FONT=&quot]إنـها مهموسة .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال بعضهم : إنـها مجهورة .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال بعضهم : إن هناك طاء مهموسة وأخرى مجهورة . ) ا.هـ [/FONT]

ظننت أقرأ في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد، فبعد لأْيٍ علمت أني أقرأ اقتباسا من الدراسات الصوتية. ما الفرق بين الوترين والمنكبين في ظل هذا الخلاف ؟ أخطأ القدماء أم أصابوا فإنهم لم يختلفوا أبدا في جهرية الطاء. السبب في نظر الأصواتيين هو أنهم كانوا يملكون المشبه به فقط. وفي علم الأصوات، عكس علم البيان، المشبه أقوى، دائما وأبدا، من المشبه به.
 
أمر هذا الموضوع كله عجب من العجب،كلما قلنا انتهينا دخل الحلبة فارس جديد؛فهيج البذل أجمعا. والله المستعان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد​

أخواني المشايخ أريد أن أبدي رأيي في القضية فأقول وبالله التوفيق.

المسألة الأولى :​
ما ذكره المتقدّمون من علماء اللغة والتجويد فيما يتعلّق بالأداء كان (وما يزال ،أليس كذلك ؟) كافياً في حفظ القرءان الكريم من التغيير والتبديل لأنّ الله تعالى حفظ بهم القرءان الكريم وبالتالي فإنّ هذه القواعد التجويدية التي وضعت هي كفيلة بدورها الآن للحفاظ على الأداء الصحيح بالإضافة إلى التلقّي الصحيح عن الشيوخ المهرة بما تقتضيه هذه القواعد.(إذاً ما الداعي لأي جديد ؟)
والقدامى من علماء التجويد أخذوا من أهل اللغة ما يكفي ويسدّ حوائجهم لتقويم الأداء والحفاظ عليه ، فالحاجة محصورة في تصحيح ألفاظ القرءان الكريم من غير أن يتعدّى إلى ما يخرج عن الهدف المذكورة آنفاً. (القدامى من علماء التجويد هم أنفسهم أهل اللغة،فهل أخذوا من أنفسهم ؟،وإلا فقل لي من أهل اللغة القدامى لم يكن من علماء التجويد ؟ كان الهم عندهم - يا شيخنا- هما واحدا،وهو اتخاد القرآن إماما ورائدا،فجميع جهودهم كانت في خدمته،فتأمل)

المسألة الثانية :​
أنّ علم الأصوات مبنيّ عن التجارب التي يخضع لها عوامّ الناس وحتّى لو خضع لها المهرة من المقرئين لا يكفي لأنّ العبرة هي في معرفة الأداء العملي الذي عليه سلف الأمّة وهذا متعذّر.

المسألة الثالثة :
إنّ علم التجويد بما فيه مخارج الحروف والصفات وغير ذلك مبنيّ على الاجتهاد المحض فاختلفوا في عدد مخارج الحروف وصفاتها وفي بعض الأحكام مما لا يؤثّر على الأداء العملي وهو ما يسمّى بالخلاف اللفظي وهذا النوع من الخلاف مأذون فيه ما دام لا يمسّ الأداء المنقول بالرواية ، فقد استقرّ العمل في البداية على مذهب سيبويه في عدّ المخارج ثمّ استقرّ العمل على ما هو عليه اليوم بإضافة مخرج الجوف على مذهب الخليل ، وليس هناك ما يمنع الآن من الأخذ ببعض أقوال علماء الأصوات مما له قيمة إضافية معتبرة في فهم بعض الظواهر الصوتية مّما لا يغيّر الأداء المعمول به عند القراء. ولكن دائماً بحسب الحاجة ممّا تقتضيه الضرورة كسدّ فراغ أو توضيح غموض كما سأبيّنه في المسألة الرابعة. ( لا يوجد أي فراغ ولا أي غموض،كما لا توجد أي ضرورة،وإلا فقل لي:منذ متى وجد الفراغ والغموض والضرورة ؟ هل كانت منذ أنزل القرآن واستمر المسلمون على ذلك طيلة القرون الماضيةحتى جاء ما تسميه علم الأصوات على يد مؤسسيه الأوائل من الغربيين الكفارفي العصر الحديث؛ليسد الفراغ، ويزيل الغموض،ويسد الضرورة ؟!)

المسألة الرابعة :​
أنا الآن مقتنع تماماً أنّ علم الأصوات مفيد جداً في تفسير بعض الظواهر الصوتية وحلّ بعض العقد النظرية والتي ما استطاع علم التجويد حلّها بوضوح تام (مجرد أوهام ومحض خيالات، إذ لا توجد أي عقد، لا عملية ولا نظرية،وعبارة (الظواهر الصوتية) نفسها خطأ فاحش في اللغة والدين فضلا عن أداء القرآن،ولا توجد مشكلة لم يحلها علماء التجويد والعربية القدامى،فقد كان كل شيء عندهم واضحا وضوح الشمس في كبد السماء،فالقول بوجود عقد نظرية في التجويد و أصوات العربية عموما لم تحل بوضح تام إلا على يد علماء الأصوات حديثا جراءة غريبة على الحقيقة والحق،فراجع ذلك شيخنا الكريم) ، فنأخذ على سبيل المثال صفة الجهر والهمس ، فالجهر والهمس متعلّقان بخروج النفس وانحباسه بقوّة الاعتماد أو ضعفه على المخرج ، وقد يلتبس هذا التعريف بتعريف الشدّة والرخاوة لتعلّقهما بخروج الصوت وعدم خروجه مع ضعف أو قوّة الاعتماد على المخرج ، والنفس قد يُطلق على الصوت فاحتاج الأمر إلى توضيح فبيّن المرعشي أنّ النفس المسموع هو صوت وغير المسموع هو النفس. ولكن بعلم الأصوات انكشف وجود الوترين الصوتيين واهتزازهما أوعدم اهتزازهما فزال الإشكال تماماً وهذا ملموس من الناحية العملية فالذال مجهورة والثاء مهموسة والفرق بينهما ليس في ضعف أو قوّة الاعتماد على المخرج بل هو باهتزاز الوترين الصوتيين ، فالحروف المهموسة لها مصدر واحد في التصويت وهو المخرج خلافاً للمجهور فله مصدران للتصويت المخرج والوتران الصوتيان وهو ما عبّر عنه سيبويه بصوت الصدر. فزال الإشكال تماماً.(ما الإشكال أصلا حتى يزول ؟ أنت بهذا تزعم أن جميع علمائنا من السلف الكرام لم يكتشفوا هذا الإشكال المزعوم فضلا عن حله،وإلا فقل لي : من منهم ذكر وجود الإشكال في هذا من الأساس،ناهيك عن البحث عن الحلول التي ترى أنهم عجزوا عنها حتى جاء هذا المهدي المنتظر في العصر الحديث على يد هؤلاء الكفرة اللئام ومن تتلمذ على أيديهم؛ليكشف الإشكال أولا ثم يحله ؟ ثم قل لي : ما الضرر الذي كان واقعا على علماء التجويد قبل أن يكتشف الإشكال المزعوم ويحل حديثا ؟)


الخلاصة : لا ينبغي إهمال جميع ما في علم الأصوات بل ينبغي الأخذ منه ما يسدّ حاجة أهل الأداء في توضيح بعض الظواهر الصوتية وإزالة بعض الغموض ( يعلم الله أنه لا حاجة ولا غموض ولا ظواهر أصلا،فهذه كلها أمور متوهمة متخيلة حنفشارية) فيما لا يغيّر أداء ما عليه القراء. وقد قام شيخنا العلامة غانم قدوري الحمد عملاً جبّاراً في هذا الصدد ما عمله واحد من أهل القراءات (لم أفهم هذه الجملة،فما معنى:قام...عملا جبارا...هل تعني قدم أو أقام ؟) وكلّنا نستفيد من كتبه وننقل من أقواله بما في ذلك المعترضين عليه الآن( علام نصبت المعترضين ؟ ثم من المعترضون عليه الآن أو سابقا ؟ الذي أراه أن كل طالب علم له صلة بهذا المجال يفيد -وليس يستفيد - من الأعمال العلمية الجليلة الكبيرة الكثيرة التي قدمها الشيخ الدكتور العلامة غانم القدوري،وليس عمله منحصرا في علم الأصوات الحديث بل غالب ما قدمه مشكورا مأجورا بعيد عن هذا العلم الجديد المزعوم في العربية،وليست الإفادة من تلك الجهود العلمية له ولغيره بمانعة من مناقشة بعض آرائه في غيرها من المسائل،كما لا أرى في ذلك أي اعتراض عليه،إلا إذا كان عندك لكلمة(اعتراض) معنى آخر غير الذي أفهمه،فهو -بارك الله فيه وجزاه عن العلم وطلبته خير الجزاء يقول ما يراه صوابا،والآخرون يفعلون مثل ذلك بلا اعتراض عليه،وإذا كانت مناقشته في بعض آرائه ورد بعضها أو رفضها اعتراضا عليه،فقد حدث مثل هذا لكل أحد في تاريخ الإسلام إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما الإشكال في هذا حتى تنص عليه هنا ؟) ، فجزاه الله عنّا خير الجزاء ونسأله سبحانه أن يحفظه من كلّ مكروه وأن يوفّقه لما فيه الخير والصلاح وأن يجعله من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهدا والصالحين. آمين.(آمين آمين، لا أرضى بواحدة حتى أبلغها مليون آمينا)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ الكريم محمد يحيى شريف.
لا أدري هل قرأت الموضوع من أوله حتى يبدأ من حيث انتهى إخوتك هنا ؟ كم كنت أرجو ذلك.
أما وقد استأنفت الموضوع جذعة فأرجو أن يتسع صدرك لما رقمته بهذا اللون على مشاركتك الأولى،كما أرجو أن تسمح لي بوقفات أخرى مع مشاركاتك الأخرى هنا إذا وجدت لذلك وقتا،وإلا فقد كفاني بعض شيوخي ذلك.والسلام عليكم.
 
أخي عبد الحكيم خذ من هذا العلم ما يفيدك ودع ما لا يفيدك ، ليس لي أن أخوض في الخلاف الدائر بينهم .
ما رأيك يا شيخ محمد كلام قوي .. صحيح؟
ولكنّي أستفدتّ شيئاً واحداً من هذه المسألة أنّ الفرق بين الثاء والذال
هل هذه الاستفادة زادت عندك شيئا ؟
ما الذي سيزداد عندك إن علمت أن الوترين الذين لا تراهما اهتزا أم لم يهتزا ؟
طيب .. ما رأيك أن الطاء الحالية لا يهتز معهما الوتران ..
وما رأيك أن بعض أهل الأصوات يقولون لا فرق بين القراء وأهل الأصوات فالجهر والهمس واحد عندهما والاختلاف في التعبير ..هل خفي الاهتزاز عند القراء علي قول من قال هذا القول ؟

إذن فعلم الأصوات مفيد بدليل إفادته لي في هذه الجزئيّة ، وهذا شأني يا سيدي لا يمكنك أن تعترض على شيء مارسته واستفدتُ منه بنفسي.
هذا كان شأنك وقت أنكنت تدخره في نفسك .. أما وأنك كتبت للجمهور فخرجت من الخصوصية .
لو تكلّم علماء الأصوات في مسألة {أئمّة} لوافقتك مائة بالمائة. بسمة.
تبقي مصيبة لو دخلوا في ده كمان ..بسمة
عموما يا شيخ محمد قد تبين لك اضطرابهم .. وبعد جواب د. غانم سوف نلتقي إن شاء الله .
والسلام عليكم
 
أمر هذا الموضوع كله عجب من العجب،كلما قلنا انتهينا دخل الحلبة فارس جديد؛فهيج البذل أجمعا. والله المستعان.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ الكريم محمد يحيى شريف.
لا أدري هل قرأت الموضوع من أوله حتى يبدأ من حيث انتهى إخوتك هنا ؟ كم كنت أرجو ذلك.
أما وقد استأنفت الموضوع جذعة فأرجو أن يتسع صدرك لما رقمته بهذا اللون على مشاركتك الأولى،كما أرجو أن تسمح لي بوقفات أخرى مع مشاركاتك الأخرى هنا إذا وجدت لذلك وقتا،وإلا فقد كفاني بعض شيوخي ذلك.والسلام عليكم.
السلام عليكم
معذرة شيخنا الكريم لم أر هذه المداخلة لقد كنتُ أكتب ردا للشيخ محمد .
والعجيب شيخنا أن الجميع يزعمون بأن في هذا العلم فائدة ..وعند السؤال لاتجد فائدة يمكن للقارئ أن يأخذه ويقتبسه .
نسأل الله الهداية للجميع .
والسؤال عليكم
 
أمر هذا الموضوع كله عجب من العجب،كلما قلنا انتهينا دخل الحلبة فارس جديد؛فهيج البذل أجمعا. والله المستعان.
أما وقد استأنفت الموضوع جذعة فأرجو أن يتسع صدرك لما رقمته بهذا اللون على مشاركتك الأولى،كما أرجو أن تسمح لي بوقفات أخرى مع مشاركاتك الأخرى هنا إذا وجدت لذلك وقتا،وإلا فقد كفاني بعض شيوخي ذلك.والسلام عليكم.
لا أدري من الفارس الجديد فقد كتبت كثيراً في هذا الموضوع وفي هذا المنتدى المبارك وكان لي الشرف أن أحاور شيخنا غانم الحمد في الموضوع ، فأرجو أن تطّلع على الحوار لتدرك من الفارس الجديد. واعلم يا أخي أنّه لن يضيق صدري أبداً بما رددتّ عليّ ، ولن أُجهد نفسي في الردّ لأنّ الموضوع ما صار همّاً أو ثقلاً أحمله على كتفي وليست بحديث عهد بمسائل التجويد والقراءات لإدراك ما يصلح لي وما يصلح من العلوم للاستفادة منها ، فأنا ولله الحمد من المتصدّرين للإقراء وتعليم التجويد واستفدتّ كثيراً من كتب الشيخ غانم قدّوري الحمد فيما يتعلّق بعلم الأصوات واستفاد الطلبة كثيراً ، والنتيجة عندي ملمسوسة وحقيقة ، فقولوا ما شئتم.
والحمد لله ربّ العالمين.
 
لا أدري من الفارس الجديد فقد كتبت كثيراً في هذا الموضوع وفي هذا المنتدى المبارك وكان لي الشرف أن أحاور شيخنا غانم الحمد في الموضوع ، فأرجو أن تطّلع على الحوار لتدرك من الفارس الجديد. واعلم يا أخي أنّه لن يضيق صدري أبداً بما رددتّ عليّ ، ولن أُجهد نفسي في الردّ لأنّ الموضوع ما صار همّاً أو ثقلاً أحمله على كتفي وليست بحديث عهد بمسائل التجويد والقراءات لإدراك ما يصلح لي وما يصلح من العلوم للاستفادة منها ، فأنا ولله الحمد من المتصدّرين للإقراء وتعليم التجويد واستفدتّ كثيراً من كتب الشيخ غانم قدّوري الحمد فيما يتعلّق بعلم الأصوات واستفاد الطلبة كثيراً ، والنتيجة عندي ملمسوسة وحقيقة ، فقولوا ما شئتم.
والحمد لله ربّ العالمين.
السلام عليكم
أخي الحبيب الشيخ محمد يحيي شريف .
في الحقيقة مداخلتك هنا كانت مفاجأة لي أيضا كما هي عند شيخنا وأستاذنا د. سليمان خاطر .
وظاهر كلامك في مداخلتك أنك لم تقرأ لأهل الأصوات إلا القدر اليسير جدا ، وهذا ظاهر من عدم إدراكك لقضية الجهر والهمس واحتجاجك بأقوالهم دون معرفة ما يترتب عليه من مخالفات صريحة لقراء القرآن .
وتصدرك للإقراء شئ ـ شيخنا الجليل ـ وقراءتك لكتب أهل الأصوات بوعي شئ آخر .
احتججت بالثاء والذال فأخبرتك بالطاء والقاف ، فإن كنت استفدت من اهتزاز الوترين في الثاء والذال ، فمَن استفدت منهم يخبرونك بعدم الاهتزاز في الطاء والقاف .. فكيف لك أن تقبل الأول وهي مثبتة عن طريق الأجهزة الحديثة ، وترفض الأخري وهي أيضا مثبتة عن طريق الأجهزة .
فقولكم : والنتيجة عندي ملمسوسة وحقيقة ." مقالة واهم لايدرك حقيقة الأمر ،ولايدرك أين محل النزاع ،إنما هو إعجاب بأسلوب الكتابة ورصانتها دون وعي لمضمونها .
شيخنا الحبيب .. توسع في قراءة تراثنا ستجد فيها خيرا كثيرا ، بينما في علم الأصوات ستجد تشتتا كثيرا ولن تعرف رأس المسألة وانظرإلي هذه النقطة في هذه المسألة وسأضع لك قولين فقط بدلا من الأقوال المتعددة :
[FONT=&quot]اختلافهم في قضية الخاء والغين : [/FONT]
[FONT=&quot]أما الخاء والغين عند القراء وأهل العربية تخرج من أدني الحلق .[/FONT]​
[FONT=&quot]أما عند علماء الأصوات حدث فيه جدل كثير حول مخرج الحرفين .

[/FONT]​
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot] أ.د.صادق عبدالله أبو سليمان أ[/FONT][FONT=&quot]ستاذ العلو[/FONT][FONT=&quot]م اللغوية/ جامعة الأزهر بغزة عضو مجمع اللغة العربية المراسل بالقاهرة في كتابه " الجهاز النطقي "[/FONT][FONT=&quot] ذاكرا اختلاف علماء الأصوات في قضية الخاء والغين قائلا : [/FONT]​
[FONT=&quot]" أما الغين والخاء فجاءت نسبتهما إلى الطبق أو الحنك اللين أو الرخو مع الإشارة إلى أثر اللسان فيهما أحيانا، فهي عند تمام حسان ورمضان عبد التواب طبقيان[/FONT][FONT=&quot](مناهج البحث في اللغة)[/FONT][FONT=&quot].
وعند السعران حنكيان قَصِيّان([/FONT]
[FONT=&quot]علم اللغة مقدمة للقارئ العربي[/FONT][FONT=&quot]).
وعند بشر من أقصى الحنك([/FONT]
[FONT=&quot]علم اللغة العام- الأصوات: ص90+ علم الأصوات: ص184.).
[/FONT]
[FONT=&quot] وعند أحمد مختار عمر من الطبق اللين مع مؤخر اللسان([/FONT][FONT=&quot]دراسة الصوت اللغوي: ص271.)[/FONT][FONT=&quot].
وعند سعد مصلوح من مؤخر اللسان مع الحنك اللين[/FONT]
[FONT=&quot](دراسة السمع والكلام: ص201.).

[/FONT]
[FONT=&quot]..... ومن حيث وظيفته الصوتية وجدنا جمهور علماء العربية يقسمون الحلق وفق قربه من الفم أو بعده عنه إلى ثلاثة أقسام:[/FONT]
[FONT=&quot] أقصى الحلق: أي آخره من جهة مصدر الصوت، ويختصونه بصوتي الهمزة والهاء.[/FONT]
[FONT=&quot] ووسطه: وينتجون منه صوتي العين والحاء.[/FONT]
[FONT=&quot] وأدناه: أي أقربه من جهة الفم . ويتشكل فيه عندهم صوتا الخاء والغين".)ا.هـ [/FONT][FONT=&quot]ص7[/FONT]
[FONT=&quot]
وذهب د/ مصطفي التوني [/FONT]
[FONT=&quot]في كتابه "آليات النطق عند علماء التجويد " [/FONT][FONT=&quot]إلي عدم موافقة هذين المخرجين ( الغين والخاء ) مع معطيات البحث الحديث ( أي مع معطيات علماء الأصوات ) فقال : ( فقد يفهم من ذلك أنه الجزء الأعلي من التجويف البلعومي(الحلق) ـ يقصد الخاء والغين ـ وهو ما لايتفق مع معطيات البحث اللغوي الحديث ..)[/FONT][FONT=&quot]ص12

[/FONT]
[FONT=&quot]وهو أيضا لا يوافق من أن ( الغين والخاء) من أدني الحلق ، وذهب في هامش الصفحة التي بعدها : أن الخاء والغين مخرجهما الطبق ) "وسيأتي تفسير الطبق في كلام د/ جبل ".[/FONT]
[FONT=&quot]أما د/ جبل فقد ذهب أن استدراك علماء الأصوات للمحدثين في مخرجي ( الخاء والغين) ليس علي الإطلاق حيث قال : فاستدراك المحدثين بالنسبة لمخرج الغين والخاء لا ينسحب علي كل اللغويين العرب القدماء ، بل علي سيبويه ومن قلده في تحديد مخرج الغين والخاء )ص105 [/FONT]​

شيخنا الحبيب محمد يحيي شريف .. هل فهمت شيئا من هذا الاختلاف ؟
فجمهور العربية يقولون من أدني الفم والقضية انتهت .
أما أهل الأصوات فقد ذهبوا كل مذهب ورأيت أنت اختلافهم في تحديد مخرج الحرف ، حتي بلغتُ مبلغا قويا من الشك في أنهم ما استخدموا أجهزة حديثة أو أجهزة قديمة حتي توصلت لقول د.غانم في أنه لم يجلس علي جهاز ـ كما سبق ـ .
هل علمت الآن شيخنا محمد أن ما غاب عنك أكثر بكثير مما تحصلت عليه ؟
ولك أرق التحيات والمني .
محبكم
عبد الحكيم
والسلام عليكم
 
اللون الأخضر للشيخ محمد يحيى شريف
لا أدري من الفارس الجديد فقد كتبت كثيراً في هذا الموضوع وفي هذا المنتدى المبارك وكان لي الشرف أن أحاور شيخنا غانم الحمد في الموضوع ، فأرجو أن تطّلع على الحوار لتدرك من الفارس الجديد.
نعم الفارس الجديد هو أنتم فقط، فحسب، لا غير، لا سوى، ما عد، ما خلا، حاشا ! ألا يكفيكم فخرا أن تسمّوْا فارسا وخاصة في هذا المجال ؟ أما جدّتكم فنسبية جدا، يعني بالنسبة لهذه الصفحات، من ذا الذي يجهل صولاتكم وجولاتكم في هذا الملتقى العامر؟ من ؟ أما رجاؤكم للدكتور سليمان خاطر، ذي الخطر العظيم أن يطلع على الحوار ليدرك من الفارس الجديد، فـــ ال في قولكم الحوار جعلنا، بيانيا، نعتقد أنكم شاركتم في هذا الحوار الجاري، الذي فتحه الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق، نصره الله، منذ أسابيع ! ولكن بالرجوع إلى الصفحات الأربع وجدنا أنكم، فعلا، فارس جديد في حلبة الحوار الجاري. وأنكم تشيرون إلى حوار آخر.
وليست بحديث عهد بمسائل التجويد والقراءات لإدراك ما يصلح لي وما يصلح من العلوم للاستفادة منها ، فأنا ولله الحمد من المتصدّرين للإقراء وتعليم التجويد
الشيخ محمد ! الطريق السيّارُ الأمثل والأقصر للوصول إلى شخصنة الحوار هو مثل هذه العبارات، وذلك مما يحوّل الحوار إلى مسرحية، ذات شخصيات مثل: الحطيئة والزبرقان بن بدر وابن الخطاب وحسان رضي الله عنهما.
وليس أحد من مخاطبيكم بحديث عهد بمسائل التجويد والقراءات...........................
إنكم يا شيخ محمد، كما أخبرني به مواطنكم وعصريّكم، الدكتور عامر العرابي، يجتمع فيكم: علوُّ الهمة وشرفُ النسب والعراقةُ في العلم، فلا تُتْربوها بمثل هذه.
واستفدتّ كثيراً من كتب الشيخ غانم قدّوري الحمد فيما يتعلّق بعلم الأصوات واستفاد الطلبة كثيراً ، والنتيجة عندي ملمسوسة وحقيقة.
على خلافي أنا، المتصدر بالقراءة والإقراء مثلكم، وعلى خلاف مئات من معارفي، وبارك الله لكم ولطلبتكم في هذه النتيجة الملموسة الحقيقة.
فقولوا ما شئتم. {إنه بما تعملون بصير إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتب عزيز لا ياتيه البطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}
والحمد لله ربّ العالمين.{ قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينت من ربي}
 
السلام عليكم
أخي الحبيب الشيخ محمد يحيي شريف .
في الحقيقة مداخلتك هنا كانت مفاجأة لي أيضا كما هي عند شيخنا وأستاذنا د. سليمان خاطر .
وظاهر كلامك في مداخلتك أنك لم تقرأ لأهل الأصوات إلا القدر اليسير جدا ، وهذا ظاهر من عدم إدراكك لقضية الجهر والهمس واحتجاجك بأقوالهم دون معرفة ما يترتب عليه من مخالفات صريحة لقراء القرآن .
وتصدرك للإقراء شئ ـ شيخنا الجليل ـ وقراءتك لكتب أهل الأصوات بوعي شئ آخر .
احتججت بالثاء والذال فأخبرتك بالطاء والقاف ، فإن كنت استفدت من اهتزاز الوترين في الثاء والذال ، فمَن استفدت منهم يخبرونك بعدم الاهتزاز في الطاء والقاف .. فكيف لك أن تقبل الأول وهي مثبتة عن طريق الأجهزة الحديثة ، وترفض الأخري وهي أيضا مثبتة عن طريق الأجهزة .
فقولكم : والنتيجة عندي ملمسوسة وحقيقة ." مقالة واهم لايدرك حقيقة الأمر ،ولايدرك أين محل النزاع ،إنما هو إعجاب بأسلوب الكتابة ورصانتها دون وعي لمضمونها .
شيخنا الحبيب .. توسع في قراءة تراثنا ستجد فيها خيرا كثيرا ، بينما في علم الأصوات ستجد تشتتا كثيرا ولن تعرف رأس المسألة وانظرإلي هذه النقطة في هذه المسألة وسأضع لك قولين فقط بدلا من الأقوال المتعددة :
والله يا أخي عبد الحكيم لولا حبّي لك لتركت النقاش ولكن واجبي توضّح لك وجهة نظري :
نعم لم أتتبع ما ألّفه علماء الأصوات ولكنّي على علم بالخلافات الأساسّة الموجودة بين علماء التجويد وعلماء الأصوات لا سيما في حرف الطاء والقاف والضاد.
فأمّا الطاء والقاف فموقفي واضح في المسألة ، وقد حاولتُ وغيري الردّ بشدّة على القائلين بذلك ، ولا أرى لهما رواجاً وانتشاراً ولله الحمد ، فالباب بالنسبة لي أغلق وانتهى.
وأمّا الضاد فموقفي واضح وليس على أساس ما يقوله علماء الأصوات أبداً بل على ضوء ما سطّره أئمّة أهل الأداء المتقدّمين. فهو خلاف يدون بين لأهل الأداء لوحدهم ، وليس لعلماء الأصوات دخل في المسألة في نظري.
وقد وضّحت لكم أنّ ما يقوله علماء الأصوات لا ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار إذا كان له أثر في تغيير أداء حرف أو هيئة أدائيّة ، وهذا حدّ متين يجعلنا لا نخشى من الأداء الثابت بالرواية من التغيير ، فليس ولن يكون لعلم الأصوات سلطان من الناحية التطبيقية الأدائيّة أبداً. لأنّ هذا العلم مصدره الأداء ونصوص المتقدّمين من أهل الأداء ، وهذان المصدران كفيلان بحفظ الأداء من التغيير في وقتنا الحالي كما كان بالأمس ، ولن نستبدل علماً اعتنى بحفظ القرءان منذ قرون بعلم مستحدث يختلف تماماً عن علم التجويد من حيث المصدر والهدف.
أمّا من الناحية النظرية فالاجتهاد مفتوج كما كان في الماضي وسيكون في الحاضر والمستقبل. فالضاد وُصفت بأنّها متفشّية باجتهاد وهو غير صحيح بالنسبة لمذهب الجمهور ، والذين اختلفوا في ذلك ينطقونها بنفس الهيئة والكيفيّة وهذا هو المهم. وليس هناك ما يمنعني أن آخذ بأقوال بعض علماء الأصوات لتوضيح بعض الظواهر الصوتية إن كان فيها زيادة توضيح في غير ما يمسّ الأداء.

أمّا مسألة الغين والخاء. أخي الحبيب لا تفهمني غلط. وأريد بالمناسبة سؤال أخواني المشايخ لا سيما المعترضين عليّ. فأقول لهم : لو ثبت بالأجهزة وبطريقة مرئيّة ملموسة مثلاً أنّ الخاء والغين يخرجان من مخرج مغاير لما عليه علماء التجويد. ما المانع من تبنّي هذا القول فيما لا يؤثّر على أداء الحرفين في النطق والسمع ؟ وهذا المثال يوافق تماماً أنكار أحد كبار علماء الأمّة أنّ الأرض مكوّرة ثمّ رجع عن قوله لثبوت ذلك بالأجهزة المرئية.
بالإضافة إلى ذلك ينبغي عدم استبدال عبارات علماء التجويد بعبارات علماء الأصوات فيما لا فائدة فيه فاصطلاح "حروف الرخاوة" يغنيني عن استعمال اصطلاح "حروف لاحتكاكية" لأنّ هذا الصطلاح له مدلوله ومقتضاه الخاص عند علماء الأصوات تفريقاً بين الأجناس عندهم ، ولكن بالنسبة لنا فلن يأتي هذا اصطلاح بقيمة إضافيّة علميّة.
أخي الحبيب :
- إنّ المسائل التي نختلف فيها و علماء الأصوات في جهة الأداء محصورة ومعروفة ، ونحن نتفق فيها جميعاً ولله الحمد إلاّ في مسألة الضاد التي الخلاف فيها دائرٌ بيننا.
- ليس لعلماء الأصوات سلطان على علماء التجويد في الأداء المنقول لاختلاف المصادر والأهداف.
- عدم استعمال مصطلحات علماء الأصوات إلاّ إذا اقتضت الحاجّة لذلك.
- الاستفادة من علم الأصوات في تفسير بعض الظواهر الصوتية.
وأخيراً أقول للمشايخ المعترضين.
الذي حملني أن أتكلّم عن نفسي أي العبد الضعيف ليس من باب الافتخار والإعجاب بالنفس حاش لله ومعاذا الله. وإنّما المراد من ذلك أنّ تجربتي في الميدان تجعلني متأهّلاً أن آخذ من علم الأصوات ما أراه مفيداً.
وأستسمح مشايخنا الكرام إن كان في كلامي ما يُحرج.
والحمد لله ربّ العالمين.
 
شيخيّ الفاضلين وأستاذيّ الكريمين وأخوي العزيزين عبد الحكيم عبد الرازق ومحمد الحسن بوصو،بارك الله فيكما وجزاكما عن العلم وطلبته وعن الحق والحقيقة وسلف هذه الأمة الصالح من القراء وعلماء التجويد والعربية خير الجزاء.
وأشكر لكما جهدكما في هذا التحاور العلمي الذي كفيتماني فيه كثيرا من الكلام والشرح والبيان.
لا أدري إن كان في كلامي السابق من الشدة والغلظة والتجاوز ما يمنع حتى رد السلام الموجه إلى الشخص تعيينا ؟وهل كانت أسئلتي بعيدة عن الموضوع ؛فلا تستحق أن يلتفت إليها فضلا عن الرد عليها ؟ هل خرجت عن أخلاق أهل العلم وطلبته وآداب التحاور الواجب التزامها من الصغار أمثالي مع مشايخنا الكبار ؟
إن كان شيء من ذلك قد حدث فإني تائب منه إلى ربي ومستغفر ومعتذر مرة أخرى.
وإلا فقد حدث أخيرا ما كنت أخشاه من ضيق الصدر وعدم احتمال المخالف وإخراج التحاور العلمي الهادئ إلى ما لا صلة له به من كلام بعيد عنه وفهم أبعد وغضب من كنت أسعى جاهدا إلى عدم إغضابه،وكان أمر الله قدرا مقدورا.
الآن عدت إلى مقاعد جمهور المتابعين لما تكتبون، المستمتعين المستفيدين.
سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك.وصلى الله على حبيبنا محمد وآله وصحبه وسلم.والسلام عليكم.
 
شيخيّ الفاضلين وأستاذيّ الكريمين وأخوي العزيزين عبد الحكيم عبد الرازق ومحمد الحسن بوصو،بارك الله فيكما وجزاكما عن العلم وطلبته وعن الحق والحقيقة وسلف هذه الأمة الصالح من القراء وعلماء التجويد والعربية خير الجزاء.
وفيكم وبارك، وأيّد، ونصر، وهدى، ووفق.
وأشكر لكما جهدكما في هذا التحاور العلمي الذي كفيتماني فيه كثيرا من الكلام والشرح والبيان.
بل استعنّا بموضوعيتكم، واستفدنا بطرحكم المركّز، المؤدب، وفتحتم آفاقا كانت منغلقة
لا أدري إن كان في كلامي السابق من الشدة والغلظة والتجاوز ما يمنع حتى رد السلام الموجه إلى الشخص تعيينا ؟وهل كانت أسئلتي بعيدة عن الموضوع ؛فلا تستحق أن يلتفت إليها فضلا عن الرد عليها ؟ هل خرجت عن أخلاق أهل العلم وطلبته وآداب التحاور الواجب التزامها من الصغار أمثالي مع مشايخنا الكبار ؟
إن كان شيء من ذلك قد حدث فإني تائب منه إلى ربي ومستغفر ومعتذر مرة أخرى.
وإلا فقد حدث أخيرا ما كنت أخشاه من ضيق الصدر وعدم احتمال المخالف وإخراج التحاور العلمي الهادئ إلى ما لا صلة له به من كلام بعيد عنه وفهم أبعد وغضب من كنت أسعى جاهدا إلى عدم إغضابه،وكان أمر الله قدرا مقدورا.
قائل ذا الكلام لا يستطيع أن يجرح، إن عندكم إلا أدب مطبوع، وتواضع محمود، وسلوك رشيد، وكلام موزون بميزان الحق، وأسلوب متّزن.
الآن عدت إلى مقاعد جمهور المتابعين لما تكتبون، المستمتعين المستفيدين.
لن تتم المتعة والفائدة إلا بعدولكم عن رأيكم، ومشاركتكم بقلمكم، وإفادتكم لنا بعلمكم وبخبرتكم. الجرح يقاس بالدين أو بالمروءة، أو بهما معا، ولا أحد منهما يعتبر ضعيفَ الحجة ضحيةً، ولا قويَّ الحجة مجرما.
 
شيخيّ الفاضلين وأستاذيّ الكريمين وأخوي العزيزين عبد الحكيم عبد الرازق ومحمد الحسن بوصو،بارك الله فيكما وجزاكما عن العلم وطلبته وعن الحق والحقيقة وسلف هذه الأمة الصالح من القراء وعلماء التجويد والعربية خير الجزاء.
وأشكر لكما جهدكما في هذا التحاور العلمي الذي كفيتماني فيه كثيرا من الكلام والشرح والبيان.
السلام عليكم
شيخنا الجليل لايمكن لهذا الحوار أن يكون له طعم بدونكم . إن حاد الناس أعادهم قلمكم . وردهم علمكم .
وعند كتابة د.غانم لأجوبته لابد لقلمكم أن يجيب .. وهذا هو الأهم .
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكبير .
والشيخ محمد يحيي من الشيوخ الأفاضل والطيبين ولكنه حماسي " شويتين " .
أمّا مسألة الغين والخاء. أخي الحبيب لا تفهمني غلط. وأريد بالمناسبة سؤال أخواني المشايخ لا سيما المعترضين عليّ. فأقول لهم : لو ثبت بالأجهزة وبطريقة مرئيّة ملموسة مثلاً أنّ الخاء والغين يخرجان من مخرج مغاير لما عليه علماء التجويد. ما المانع من تبنّي هذا القول فيما لا يؤثّر على أداء الحرفين في النطق والسمع ؟ وهذا المثال يوافق تماماً أنكار أحد كبار علماء الأمّة أنّ الأرض مكوّرة ثمّ رجع عن قوله لثبوت ذلك بالأجهزة المرئية.
يا شيخنا الحبيب محمد يحيي. أين هي الأجهزة ؟
أما لو افترضنا أن الأجهزة أثبتت خلاف علماء التجويد سنقول : قال علماء التجويد كذا ، والأجهزة الحديثة قالت كذا .
"ما رأيك ؟ "
يا شيخنا أنت لم تفهم غرضي من إيراد المسألة ، أريد أن أخبرك أنهم لم يتفقوا علي شئ ، ولا يمكن أن يكون مثل هذا الخلاف أن يكون علما يؤخذ به ، ولو لم يقتربوا من القراء لسكتنا عن كلامهم مثل سكوتنا عن علم الفيزياء وغيرها من العلوم الأخري .
بالإضافة إلى ذلك ينبغي عدم استبدال عبارات علماء التجويد بعبارات علماء الأصوات فيما لا فائدة فيه فاصطلاح "حروف الرخاوة" يغنيني عن استعمال اصطلاح "حروف لاحتكاكية" لأنّ هذا الاصطلاح له مدلوله ومقتضاه الخاص عند علماء الأصوات تفريقاً بين الأجناس عندهم ، ولكن بالنسبة لنا فلن يأتي هذا اصطلاح بقيمة إضافيّة علميّة.
تطور مقبول

- إنّ المسائل التي نختلف فيها و علماء الأصوات في جهة الأداء محصورة ومعروفة ، ونحن نتفق فيها جميعاً ولله الحمد إلاّ في مسألة الضاد التي الخلاف فيها دائرٌ بيننا.
نطق أهل الأصوات للضاد ليس كنطق أهل القرآن ـ ممن يقولون بالضاد الظائية ـ أصلا . راجع مداخلتي عن الضاد .
- ليس لعلماء الأصوات سلطان على علماء التجويد في الأداء المنقول لاختلاف المصادر والأهداف.
لا يخالفك أحد
- عدم استعمال مصطلحات علماء الأصوات إلاّ إذا اقتضت الحاجّة لذلك.
وأين الحاجة هنا ؟ لا تقل لي اهتزاز الوترين لأنه يلزمك من هذا القول القول بهمس الطاء والقاف ووو .
- الاستفادة من علم الأصوات في تفسير بعض الظواهر الصوتية.
هات مثال ..
لو أردت أن أضع لك نقدا لكتاب " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد " لفعلت لو أعلم أنك ستستجيب . ولكنه اقرأه في الكتاب القادم إن شاء الله أفضل لك .
والسلام عليكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
من فوائدة علم الأصوات للمشتغلين بعلم التجويد​
كنت أعمل على كتابة وجهة نظري على نحو مفصل في جميع المسائل التي أثيرت في هذا الحوار ، وتبين لي أن توفية المسائل حقها من المناقشة يحتاج إلى وقت قد يؤثر على القيام بواجباتي التدريسية ، ونحن في منتصف الفصل الدراسي الأول ، وصرت بين أن أؤجل الموضوع برمته إلى حين فرصة أخرى ، أو أكتب تعليقي على نحو مختصر على ما أثير من مناقشات أو تساؤلات على شكل نقاط منفصلة ومتتابعة ، ونظراً إلى ما تكرر في المشاركات من انتظار البعض ما سوف أكتبه ، فإني اخترت الآن الطريق الثاني ، عسى أن يلبي رغبة المتحاورين وأن يحقق بعض ما ينتظرون ، وأود التذكير بأني لا أمثل (الأصواتيين) في ما أكتبه ، وإنما أعبر عن وجهة نظري المنبثقة من خلال دراستي لعلم التجويد في أشهر مصادره ، ودراستي لعلم الأصوات في ما ترجم من كتبه إلى العربية أو كُتِبَ بها ، ولا يلزم أن تتطابق وجهة نظري مع وجهة نظرهم .
وأول ما سأبدأ به هو الحديث عن فائدة علم الأصوات للمشتغلين بعلم التجويد ، معلمين ومتعلمين ، وتكرر التصريح من عدد من الإخوة المنكرين لتلك الفائدة المطالبة بذكر شيء من تلك الفوائد ، وقد ذَكَرَ بعض المشاركين شيئاً من ذلك لكن قيل : إن هذه أمور تافهة لا تستحق الذكر ، وأن علماء التجويد قد سبقوا إليها ، أو أن ما كتبه علماء التجويد يغني عنها. ومع ذلك فإني سوف أذكر ما تحقق عندي من فوائد دراسة علم الأصوات للمشتغلين بعلم التجويد :
(1) الكشف عن آلية إنتاج الأصوات اللغوية على نحو محدد ، وهو ما لم يتمكن المؤلفون في علم التجويد رحمهم الله من الحديث عنه على نحو مفصل ، لأن جانباً منه يتعلق بمعرفة أعضاء النطق ووظائفها ، وبعض تلك الأعضاء لم يكن منكشفاً لهم في ذلك الوقت .
ومعرفة دارس التجويد لتلك الآلية يجعله يحيط بالعناصر الصوتية المكونة للصوت ، ويفهم من خلالها سبب تمايز جرس الأصوات اللغوية واختلافها ، ويفسر له ما ينشأ لها في التركيب من أحكام ، ولعل هناك من يقول : لسنا بحاجة إلى معرفة تلك الآلية ، وإننا قد تعلمنا التجويد وأحكمناه ، وعَلَّمناه لتلامذتنا من غير أن نقف عليها ، أقول : هذا أمر حسن ، ولكن أحسن منه أن يقف الدارس عليها ، وقديماً قال الداني في مقدمة كتابه التحديد :" وقراء القرآن يتفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق ، فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتمييزاً ، وهو الحاذق النبيه ، ومنهم من يعلمه سماعاً وتقليداً وهو الغبي الفهيه ، والعلمُ فطنةً ودرايةً آكدُ منه سماعاً ورواية ، فللدراية ضبطها ونظمها ، وللرواية نقلها وتعلمها ، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم".
(2) الكشف عما خفي عن عين الناظر من أعضاء النطق ، خاصة الحنجرة والغضاريف المكونة لها ، وتجويف الحلق ، وبيان دورهما في إنتاج الأصوات اللغوية ، وتقديم صورة أكثر دقة لآلة النطق .
(3) إعطاء تحديد أكثر دقة لمخارج عدد من الأصوات ، من خلال الوسائل الحديثة التي يستعملها المشتغلون بعلم الأصوات ، مثل الأحناك الصناعية ، أو التصوير بالأشعة السينية وغيرها ، أو ناظور الحنجرة ، ولا يُبْطِلُ هذه الميزة ما عُرِضَ من نماذج لاضطراب بعض المحدثين في تحديد مخارج عدد من الأصوات ، فهذا الاضطراب لا يدل على أن هذا العلم لا فائدة منه البتة ، بقدر ما يدل على قصور هؤلاء الباحثين في استعمال وسائل هذا العلم على نحو دقيق.
وإذا قال البعض : نحن نكتفي بتحديد سيبويه للمخارج أو بتحديد الخليل ، ولسنا بحاجة إلى الدخول في اختلافات المحدثين في تحديد المخارج ، وإذا سلمنا بهذا القول في تحديد مخارج الصوامت فإن حاجة الدارس للتجويد ستظل قائمة لِمَا يقدمه علم الأصوات اللغوية في تحديد مخارج الأصوات المصوتة( الحركات وحروف المد) ، من خلال ما يسميه الدارسون بمنظومة الحركات المعيارية ، فيتحدد من خلالها مخرج كل صوت وصفاته ، سواء في ذلك الحركات الأصلية مثل الفتحة والضمة والكسرة وحروف المد ، أو الحركات الفرعية ، مثل صوت الإمالة وصوت الإشمام ، وليس هناك ما يمنع في تقديري من أن يقتبس الدارسون للتجويد هذا الجانب من علماء الأصوات ، إذا كان مفيداً ونافعاً .
(4) إعطاء تعريف أكثر دقة ووضوحاً لعدد من صفات الحروف ، خاصة الجهر والهمس ، والشدة والرخاوة ، فصياغة تعريف هذه الصفات في كتب التجويد لا تخلو من غموض وتعقيد ، وعلم الأصوات اللغوية قادر على تخليص الدارسين من الحيرة في فهم الصوت والنَّفَس الذي يقترن بتلك التعريفات ، فقد آل الأمر في الكتب المتأخرة والمعاصرة إلى تعريف هذه المصطلحات على هذا النحو :
الجهر : انحباس جري النفس عند النطق.
والهمس جريان النفس عند النطق بالحرف.
والشدة : انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف .
والرخاوة : جريان الصوت مع الحرف.
وسمعتُ من يقرأ القرآن ويقف على بعض الأصوات المهموسة الشديدة مثل الكاف والتاء بتسريب النَّفَس على نحو أكثر مما يتطلبه النطق بهذه الحروف ، وحين سألته عن ذلك قال : إنه يفعل ذلك لإعطاء هذه الحروف حقها من الهمس ، لأن الهمس هو جريان النَّفَس عند النطق بالحرف . وإذا كانت هذه حالة فردية فإن تلك التعريفات تظل مثل الأحاجي على الدارسين ، والخلاص منها يكمن في الأخذ بتعريف علم الأصوات اللغوية لهذه الصفات ، ولا يترتب على ذلك ما يخل بالقراءة ، حسب تقديري .
(5) ومن فوائد علم الأصوات اللغوية أيضاً قياس زمن كل صوت على نحو دقيق ، وهو ما كانت وسائل علماء التجويد قاصرة عنه ، وهم قد حاولوا تقدير زمن الحركة والغنة برفع الإصبع وخفضه وهو ما يمكن أن يختلف من شخص لآخر ، وإن كان التلقي الشفهي يضبط تلك الطريقة من القياس ، لكن أجهزة قياس الصوت الحديثة تعطي طول الصوت بأجزاء الثانية ، وهو أمر مفيد في وصف كثير من ظواهر النطق .
(6) من موضوعات علم الأصوات اللغوية الحديثة : المقطع ، والنبر ، والتنغيم ، وهذه الموضوعات على الرغم من أنها لا تزال في طور التقعيد في الدراسات الصوتية العربية ، لكنها ستكون مفيدة لمتعلم التجويد ، فقارئ القرآن يحقق في قراءته تلك الظواهر ، وإن لم تكن جزءاً من القواعد المدونة في كتب العلم.
(7) في الوقوف على الجانب الفيزياوي للصوت ، والجوانب المتعلقة بالسمع ، ما يوسع أفق الدارس ، ويجعله يفهم كيفية انتقال الصوت من المتكلم إلى أذن السامع ، وانتقال الإشارة إلى الدماغ ، ويقفه على آيات الله سبحانه في الخلق ، وإذا كانت هذه الجوانب ليست ذات فائدة أو ليست ضرورية للمتعلم في نظر البعض ، فإنها لا تخلو من فائدة في نظر الآخرين ، وإن كانت ليست بأهمية النقاط التي أشرت إليها في ما تقدم.
وأتوقع أن يكون هناك من يوافقني على هذه الفوائد التي ذكرتها لعلم الأصوات اللغوية ، وقد يكون هناك من يمكنه أن يضيف فوائد أخرى إلى ما ذكرته ، أو يعرضها على نحو أفضل ، وأتوقع في الوقت نفسه أن يكون هناك من يرفضها جملة وتفصيلاً ، كما ظهر في مشاركات عدد من الإخوة الرافضين لعلم الأصوات ، وإذا كان الأمر كذلك فآمل أن يرضى كل من الفريقين بما وهبه الله من فهم ، وألا ينكر على الآخرين فهمهم .
وإلى مناقشة مسألة أخرى من المسائل التي كانت موضع نقاش في هذا الحوار ، إن شاء الله ، وهو الموفق للصواب ، ويهدي إلى سواء السبيل.

 
بسم الله الرحمن الرحيم

كنتُ قد وعدت الإخوة بكتابة تَعْليقٍ أشيرُ فيه إشارات سريعة إلى تجربتي المتواضعة في تسخير علم الأصوات لخدمة متعلمي اللغة العربية في بلاد الغرب ، وأخوكم يُدَرِّسُ اللغة العربية في إحدى الجامعات الْكَنَدِيَّةِ في الولاية التي أقيم فيها ، ويقرئُ القرآن الكريم في مساجد المدينة.

1- إِنَّ مِنَ أَهَمِّ المشكلات التي يواجهها مُعَلِّمُ العربية لغير الناطقين بها...كيفية ترويض ألسنة الطلاب على النطق الصحيح لأصوات العربية ، ومعالجة مشكلات النطق وعيوبه لديهم.​
ولا ريب في أَنَّ مِنَ المناسب في بداية تعليم أصوات اللغة العربية مقارنة نظامها الصوتي بالنِّظام الصوتي للغة الأم لدى الْمُتَعلِّمين ، وهي الإنجليزية أو الفرنسية في هذه البلاد.​
وقد رأيتُ أنَّ عِلْمَ الأصوات خَيْرُ معين ومرشد للقيام بهذه الدراسة (التقابلية) ، ومُعَلَّمُ اللغة محتاج إلى ذلك ليتمكن من إبراز الأصوات اللغوية المشتركة وغير المشتركة ، وإدراك الفروق الدقيقة بين أصوات اللغتين وحقيقتها وكيفية النطق بها...وغير ذلك مما يساعد في تيسير سير العملية التعليمية.​
2- إنَّ تقدم علمي التشريح ووظائف الأعضاء كان له دَوْرٌ بارِزٌ في إثراء الدراسات الصوتية الحديثة بالوصف الدقيق لـِ (جهاز النُّطْقِ وأعضائه) ، ومِنَ المعلوم أنَّ وَصْفَ أعضاء آلة النطق وكيفية عملها عَامِلٌ مُهِمٌّ جدا في إدراك آلية إنتاج الأصوات اللغوية ، وفي تقريب صورة النطق الصحيح لِلْمُتَعَلِّمين.​
3- قد يصعب على بعض المتعلمين نُطْقُ بعض أصوات اللغة العربية التي لا توجد في لغتهم ، وقد لاحظتُ أنَّ طلابي يعانون مِنْ نطق الحاء والخاء والعين والغين والضاد وغير ذلك من الأصوات التي لا توجد في اللغة الأم (الإنجليزية).​
وكان لا بُدَّ من اللجوء إلى تفصيلات الأصواتيين في شرح آلية إنتاج هذه الأصوات ، فنقول مثلا بأنَّ الغين " صوتٌ رخو مجهور...فعند النطق به يندفع الهواء من الرئتين مارًّا بالحنجرة ، فَيُحَرِّك الوترين الصوتيين ، ثم يتخذ مجراه في الحلق حتى يصل إلى أدناه إلى الفم ، وهناك يضيق المجرى فَيُحْدِثُ الهواء نوعا من الحفيف ، وبذلك تتكون الغين " ، أَمَّا أَنْ نقول إِنَّ الْغَيْنَ تخرج من أدنى الحلق ونكتفي بهذا التحديد ، فإنَّ هذا الوصف ليس كافيا – في نظري - في تيسير تعليم الكيفية الصحيحة لنطق هذا الحرف نطقا صحيحا.​
قد يقول قائل...ولم الاعتماد على القسم النظري المعرفي في تعليم النطق الصحيح؟ أقول إنَّ التلقين لا يمكن الاعتماد عليه دائما في تسهيل العملية النطقية إذالم يُعَزَّزْ بِشَرْحٍ نَظَرِيٍّ دقيق.​
وكنتُ ألاحظ صعوبة الاعتماد على التلقين في الأصوات التي لا يمكن للمتعلم رؤية حركة أعضاء آلة النطق في الفم أثناء نطقها...وأجد من الضروري الإشارة إلى أنَّ المتعلم قد يخطئ في إدراك ما يَسْمَعُ ، ولا يخفى أنَّ خطأ السَّمْعِ يَتَرَتَّب عليه خطأ النُّطْقِ ، لأَِنَّ المتعلم أثناء التلقين ينطق معتمِدًا على ما يسمع.​
وأحسب أَنَّ منظار الحنجرة الحديث Fiber Optic Laryngoscope وسيلةٌ مفيدةٌ في دراسة الأصوات اللغوية التي تَخْرُجُ مِنَ الحنجرة والحلق ، وهذه الآلة تُمَكِّنُ الدَّارِسَ مِنْ أخْذِ صورٍ ثابتة ومتحركة للحنجرة والحلق أثناء الكلام.​
4- قد يجد المتعلم صعوبة في التمييز بين الحروف التي تشترك في مخرج واحد كالثاء والذال ، والخاء والغين ، فهل نقول للمتعلم مثلا إنَّ الثاء صوتٌ مهموس والذال صوتٌ مجهور ، فاحرص على أَنْ تُجْرِيَ النَّفَسَ مع الثاء وَتُضْعِفَ الاعتماد على الْمَخْرَجِ ، وَتَحْبِس جَرْيَ النَّفَسِ مع الذال وتقوِّي الاعتماد على المخرج؟!​
أم نقول إِنَّ ما يجعل جرس هذين الحرفين مختلفا في السمع هو اهتزاز الوترين الصَّوتيين مع الذال وعدم اهتزازهما مع الثاء؟
ولعلنا نلاحظ أَنَّ تعريف علماء الأصوات لظاهرتي الجهر والهمس أسهل في التطبيق ، فأنت تستطيع أَنْ تطلب من الدَّارس أَنْ ينطق مثلا صوت الذال بِنَفَسٍ متصل ثم يوقف اهتزاز الوترين الصَّوتيين مع الاستمرار في دفع النَّفَسِ...فإنه سوف يلاحظ حينئذ أنه يسمع صوت الثاء.​
5- لِمَ لا نستفيد من تعريف علماء الأصوات لصفتي الشِّدَّة والرخاوة؟ فقولنا " إنه قد يحصل قَفْلٌ تام لمجرى النَّفَسِ في موضع الاعتراض ، فيؤدِّي ذلك إلى حَبْسِ الهواء وضغطه لحظة خلف موضع القفل ، ثم ينفتح المجرى مُحْدِثًا صوتا شديدا...وقد يؤدي اعتراض آلة النطق إلى تضييق مجرى النَّفَسِ في موضع الاعتراض ، ويسمح للهواء بالمرور في منفذ ضيق ، فيؤدي ذلك إلى حدوث صوت رخو..." ، أوضح وأسهل من قولنا إنَّ الشدة " انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف ، لكمال قوة الاعتماد على مخرجه " ، وقولنا في الرخاوة " جريان الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال قوة الاعتماد على مخرجه ".​

هذا ما تيسير لي الإشارة إليه الآن ، وأحسب أَنَّ شيخنا الكريم عبد الرحمن الشهري لديه أكثر مما قلتُ ، فأرجو أَنْ يُكْرِمَنَا بما عنده مِنْ خير كثير.​

والله أعلم.​
 
قال الدكتور غانم قدوري الحمد جزاه الله خيرا:
وقديماً قال الداني في مقدمة كتابه التحديد :" وقراء القرآن يتفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق ، فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتمييزاً ، وهو الحاذق النبيه ، ومنهم من يعلمه سماعاً وتقليداً وهو الغبي الفهيه ، والعلمُ فطنةً ودرايةً آكدُ منه سماعاً ورواية ، فللدراية ضبطها ونظمها ، وللرواية نقلها وتعلمها ، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم".
هذا نقل صحيح، وكلام واضح، لكن الداني لم يعْنِ من كلامه أكثر من أن الدراية فهمٌ ومقارنةٌ بغرض تنظيم المعلومات وتبويبها، وتسهيل نقلها إلى آخر ممن ألزم الله سبحانه وتعالى النقل إليه. وأنتم تعلمون أن الحذق والنباهة ليسا كافيين في نقل القرآن والسنة. ما ضرر الغباوة إذ اكان الفهيه صادق الرواية ؟ وما نفع الحذق والنباهة،وحدهما، إذا كان ما أدى إليه اجتهادهما مخالفا لما عليه الثقات العدول الكمل الحذاق النبهاء.
الداني لم يرد أن يقول إن الفطنة والدراية في العلم (أوثق) من السماع والرواية وإنما قال "آكد" مع أن الراوي إذا عمل بما يخالف روايته تركت الرواية. والداني، على حذقه ونباهته، لم يلتزم أبدا، ولا مرة، بهذا الكلام.
لم يرد الداني أن يقول أكثر من أن بعض الناس يقرأون القرآن صحيحا مضبوطا مع جهلهم بنقول العلماء وكلام أهل اللغة، والبعض الآخر يضيف إلى إتقان الصوت الحذق والنباهة. وأن جمعهما أحسن. وهذا تماما ما يقوله أبو الحسن الحصْري (وأحسن كلام العرب إن كنت مقرئا وإلافتخطئ حين تقرأ أو تقري) ( ثلاث لغات في الصراط ولم يكن ليحسنها لم يقسه على صقر) لكنه لن يقبل أبدا أن يخطئ النحوي القرأة، مع أنه يقول بأنك لن تسلم من الخطإ إذا لم تعرف اللغة، وقل مثل ذلك في كلام الداني.

بعد هذه الملاحظة نقول: إن كلام الدكتور هنا جميل جدا، وأغلب فقراته صحيح، ولكنه بعيد - بآلاف السنين الضوئية - عن محل الخلاف.
الخلاف هو: ما العمل في حال تعارض نتائج علم الأصوات مع مرويات القراء ؟ نحن نريد هنا كلاما جريئا واضحا. الجواب الواضح عن هذا السؤال الواضح يُنْهي هذا الحوار الطويل. مع العلم أنه لم يطوّله إلا اللف والدوران والحوم حوله، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.

وإذا كانت هذه حالة فردية فإن تلك التعريفات تظل مثل الأحاجي على الدارسين ، والخلاص منها يكمن في الأخذ بتعريف علم الأصوات اللغوية لهذه الصفات ، ولا يترتب على ذلك ما يخل بالقراءة ، حسب تقديري .
نعم ! يترتب عليه إخلال كثير بالقراءة، ويترتب عليه الطعن في فهوم القراء، ويترتب عليه اتهامهم بالإجماع على الخطإ، وهو ما يفتح الباب أمام القول: "إذا جاز فعلا أن يُجمع القراء على خطإٍ في نطق الحرف، جاز عقلا أن يجمعوا على زيادة كلمة برمتها أو نقْصها، لأنه لم يتوفر فيهم تمام الضبط"
أليس قد روي "إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه، وإلا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" ولازمه لا تزوجوا من لا ترضون دينه. ونحن بسلوك علم الأصوات لا نرضى دينه، ولا نزوجه بنات أفكارنا.
على أن ما ذكره الأستاذ الفاضل عمار الخطيب من أنهم يستفيدون بعلم الأصوات في تدريس اللغة العربية بكندا فليس بمحل نقاش، وأنا شخصيا درست الفرنسية عبر هذه الوسائل.
(5) ومن فوائد علم الأصوات اللغوية أيضاً قياس زمن كل صوت على نحو دقيق ، وهو ما كانت وسائل علماء التجويد قاصرة عنه ، وهم قد حاولوا تقدير زمن الحركة والغنة برفع الإصبع وخفضه وهو ما يمكن أن يختلف من شخص لآخر ، وإن كان التلقي الشفهي يضبط تلك الطريقة من القياس ، لكن أجهزة قياس الصوت الحديثة تعطي طول الصوت بأجزاء الثانية ، وهو أمر مفيد في وصف كثير من ظواهر النطق .
من يستطيع من الأصواتيين عندما يخرج من المختبر أن يضبط الصوت بأجزاء الثانية ؟ {يقوم لكم الملك اليوم ظهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}
قلتم "وهو أمر مفيد في وصف كثير من ظواهر النطق" وددت لوقلتم وهو أمر مفيد في نطق كثير من الحروف.
 
السلام عليكم
الشيخ محمد الحسن البوصو كلامكم في غاية القوة والرصانة والله .
وصدقتم أنه في غير محل الخلاف،ولكن لي وقفة مع بعض الفوائد الأخري لأثبت لفضيلته أن القدامي لم يتجاهلوا التشريح العضوي للحنجرة والفم واللسان إلا أنهم وصفوا ما يعتمدون عليه نطقا فقط ومن له تأثير علي مخرج الحرف فقط .
وقولكم ( وأود التذكير بأني لا أمثل (الأصواتيين) في ما أكتبه ، وإنما أعبر عن وجهة نظري المنبثقة من خلال دراستي لعلم التجويد في أشهر مصادره ،))
هذه تبرئة طيبة وبداية تغير طيب في الكلام ودراية بأن ما يقوله أهل الأصوات فيه غث كبير .

وقولكم (
أتوقع في الوقت نفسه أن يكون هناك من يرفضها جملة وتفصيلاً ، كما ظهر في مشاركات عدد من الإخوة الرافضين لعلم الأصوات ، وإذا كان الأمر كذلك فآمل أن يرضى كل من الفريقين بما وهبه الله من فهم ، وألا ينكر على الآخرين فهمهم .))
نعم كلام صحيح في الجملة ولكن هناك بما يسمي تقويم الفكر فليس كل فكر يسمي فكرا ، وله أن ينكر إن تخطي فهم الآخرين المعقول .
وعند عودتي للبيت إن شاء الله ـ لي وقفة مع هذه الفوائد .
والبند الثالث والرابع من كلام أخي الشيخ عمار في غاية الغرابة وتدعوا للدهشة .
هل الاجنبي يحتاج للسماع أم يحتاج لكلام نظري طويل ؟
الشيخ العلامة الجوهري كان يجلسنا مع الطلبة الأجانب لتدريبهم قبل القراء عليه . وما كنا نفعل شيئا سوي النطق البطيئ لهم وينتهي الأمر .
ووالله كانوا يبرعون في نطق أحرف القرآن وكثيرا ما يصعب عليهم النطق خارج القرآن ..سبحان من يسر كلامه للعالمين
والسلام عليكم

 
قال الأستاذ الدكتور/ غانم قدوري الحمد
(4) إعطاء تعريف أكثر دقة ووضوحاً لعدد من صفات الحروف ، خاصة الجهر والهمس ، والشدة والرخاوة ، فصياغة تعريف هذه الصفات في كتب التجويد لا تخلو من غموض وتعقيد ، وعلم الأصوات اللغوية قادر على تخليص الدارسين من الحيرة في فهم الصوت والنَّفَس الذي يقترن بتلك التعريفات ، فقد آل الأمر في الكتب المتأخرة والمعاصرة إلى تعريف هذه المصطلحات على هذا النحو :
الجهر : انحباس جري النفس عند النطق.
والهمس جريان النفس عند النطق بالحرف.
والشدة : انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف .
والرخاوة : جريان الصوت مع الحرف.


من العجب العجاب أن هذا التعريف من الدقة والوضوح بمكان بحيث نتساءل عن جدوى التعبيرات البديلة. أما الفرق بين النفس والصوت فجلي جدا من كلام المرعشي، وأما جريانه وانحباسه فلا ندري أحدا من الخلق يحتاج إلى تفسيرهما. أين الغموض ؟

وعلم اللغة قادر على تخليص الدارسين من الحيرة في فهم الصوت والنفس الذي يقترن به تلك التعريفات.

لا حيرة ! ولا ورطة ! ولا إشكال في فهم الفرق بين النفس والصوت !
لولا ما لكم في قلوبنا من احترام، وما لأسلوبكم من رعاية حق مخاطبيكم لعددنا قولكم "علم اللغة"، في الفقرة أعلاه، تدليسا اشتماليا بـ"علم الأصوات"
 
لستُ بصدد التدخّل في الموضوع مرّة أخرى ، ولا أريد الانسحاب من النقاش قبل أن أطمئنّ بأنّه لم يبق في صدور إخواني المشايخ المعترضين شيء ، إذ نحاسب جميعاً يوم القيامة عن كلّ ما نقوله ونكتُبه ، فأعذر لشيخنا الدكتور سليمان خاطر على ما صدر منّي اتّجاهه إذ لم أكن أعرفه من قبل حتّى أخبرني عنه أخي الحبيب عبد الحكيم على الخاص.
والقصد الوحيد من تدخّلي في الموضوع هو مجرّد إشارة إلى إمكان الاعتبار ببعض أقول ببعض أقوال علماء الأصوات في توضيح بعض الظواهر الصوتية فيما لا يؤثّر على الأداء لا أكثر ولا أقلّ.
 

بعد هذه الملاحظة نقول: إن كلام الدكتور هنا جميل جدا، وأغلب فقراته صحيح، ولكنه بعيد - بآلاف السنين الضوئية - عن محل الخلاف.
الخلاف هو: ما العمل في حال تعارض نتائج علم الأصوات مع مرويات القراء ؟ نحن نريد هنا كلاما جريئا واضحا. الجواب الواضح عن هذا السؤال الواضح يُنْهي هذا الحوار الطويل. مع العلم أنه لم يطوّله إلا اللف والدوران والحوم حوله، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
أستاذنا الكريم ، تجدُ كلاما (جريئا واضحا) في جميع مشاركاتي في هذا الموضوع! وأرجو أن يقرأ الإخوةُ الْمُعْتَرِضون مشاركاتنا بعين الإنصاف والعدل ، وأنتم من المنصفين المقسطين إن شاء الله.
قلتم: " الخلاف هو: ما العمل في حال تعارض نتائج علم الأصوات مع مرويات القراء ؟ " اهـ
ستقرأ جوابا مفصلا اليوم أو غدا إن شاء الله.

على أن ما ذكره الأستاذ الفاضل عمار الخطيب من أنهم يستفيدون بعلم الأصوات في تدريس اللغة العربية بكندا فليس بمحل نقاش، وأنا شخصيا درست الفرنسية عبر هذه الوسائل.
جزاكم الله خيرا.
أرجو أن يقرأ الإخوة المعترضون هذه الفقرة مِنْ كلامكم...فإني فهمتُ مِنْ بعض المشاركات السابقة أنَّ علم الأصوات لا خير فيه البتة! ولقد أفادني علم الأصوات في تدريس التجويد باللغتين (الإنجليزية والعربية).


من يستطيع من الأصواتيين عندما يخرج من المختبر أن يضبط الصوت بأجزاء الثانية ؟
.
قال الدكتور منصور الغامدي (الصوتيات العربية ص159):
" فعلى سبيل المثال ، لا نزال نستخدم الحركة في قياس المد ، بينما هناك أجهزة عديدة يمكن أن تقيس أمد المد بشكل موضوعي وأكثر دقة..." اهـ
ويمكنكم الاطلاع على كتاب الدكتور محمد صالح الضالع ، التجويد القرآني - دراسة صوتية فيزيائية...

والله أعلم.
 
السيد عمار الخطيب، السلام عليكم ! أنا أجد صعوبة بالغة في الرد عليكم لأن المؤدب مع الناس، المهذب القول، يفرض الاحترام، ولكن اسمحوا لي، من باب المصافحة الضاغطة، أن ألفت انتباهكم إلى أن قولكم: أرجو أن يقرأ الإخوة المعترضون هذه الفقرة مِنْ كلامكم...فإني فهمتُ مِنْ بعض المشاركات السابقة أنَّ علم الأصوات لا خير فيه البتة! يعني أني أقر بفائدة علم الأصوات خلال دراستي الفرنسية عبرها. وإني لست المتنبي ولستم ابن خالويه ولا أحد من المتابعين سيف الدولة، ولكني
"أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم ممن شحمه ورم"
ويعلم الله أن الدارسين كانوا يتضايقون منها، وربما لأنها لم تكن تتكلم العربية أو لم يكن الهواء "يتدفق" منها
 
ولكن لي وقفة مع بعض الفوائد الأخري لأثبت لفضيلته أن القدامي لم يتجاهلوا التشريح العضوي للحنجرة والفم واللسان إلا أنهم وصفوا ما يعتمدون عليه نطقا فقط ومن له تأثير علي مخرج الحرف فقط .
أرجو أن يراجع الشيخ الحبيب عبد الحكيم كلامَ شيخنا الدكتور غانم ، فكلامه واضح دقيق...
الشيخ يقول: " الكشف عن آلية إنتاج الأصوات اللغوية على نحو محدد ، وهو ما لم يتمكن المؤلفون في علم التجويد رحمهم الله من الحديث عنه على نحو مفصل ، لأن جانباً منه يتعلق بمعرفة أعضاء النطق ووظائفها..." اهـ

لا أدري كيف يُفْهَمُ مِنْ كلام الشيخ أنَّ القدماء تجاهلوا " التشريح العضوي للحنجرة والفم واللسان "! وكلنا نعلم أَنَّ الشيخ يدعو في كتاباته وأبحاثه إلى الاستناد إلى المادة العلمية التي كتبها علماء السلف مِنْ علماء العربية والتجويد.
قوله هذا كقولي: " إنَّ تقدم علمي التشريح ووظائف الأعضاء كان له دَوْرٌ بارِزٌ في إثراء الدراسات الصوتية الحديثة بالوصف الدقيق لـِ (جهاز النُّطْقِ وأعضائه)..." اهـ

والبند الثالث والرابع من كلام أخي الشيخ عمار في غاية الغرابة وتدعوا للدهشة .
هل الاجنبي يحتاج للسماع أم يحتاج لكلام نظري طويل ؟
الشيخ العلامة الجوهري كان يجلسنا مع الطلبة الأجانب لتدريبهم قبل القراء عليه . وما كنا نفعل شيئا سوي النطق البطيئ لهم وينتهي الأمر .
ووالله كانوا يبرعون في نطق أحرف القرآن وكثيرا ما يصعب عليهم النطق خارج القرآن...
حياكم الله.
قلتم: " هل الاجنبي يحتاج للسماع أم يحتاج لكلام نظري طويل ؟ " اهـ
تجد الجواب في هذه الفقرة من كلامي:
" قد يقول قائل...ولم الاعتماد على القسم النظري المعرفي في تعليم النطق الصحيح؟ أقول إنَّ التلقين لا يمكن الاعتماد عليه دائما في تسهيل العملية النطقية إذالم يُعَزَّزْ بِشَرْحٍ نَظَرِيٍّ دقيق.
وكنتُ ألاحظ صعوبة الاعتماد على التلقين في الأصوات التي لا يمكن للمتعلم رؤية حركة أعضاء آلة النطق في الفم أثناء نطقها...وأجد من الضروري الإشارة إلى أنَّ المتعلم قد يخطئ في إدراك ما يَسْمَعُ ، ولا يخفى أنَّ خطأ السَّمْعِ يَتَرَتَّب عليه خطأ النُّطْقِ ، لأَِنَّ المتعلم أثناء التلقين ينطق معتمِدًا على ما يسمع. " اهـ
أنا أتحدث عن تجربتي المتواضعة ، وأخوك يُعَلِّم اللغة العربية ويشرح قواعدها بـ(الإنجليزية) في المراحل الأولى ، فطلاب المستوى الأول يتعلمون نظام اللغة الصوتي والكتابي...
قلتم: " الشيخ العلامة الجوهري كان يجلسنا مع الطلبة الأجانب لتدريبهم قبل القراء عليه . وما كنا نفعل شيئا سوي النطق البطيئ لهم وينتهي الأمر " اهـ
هذا ما أفعله أيضا ، لكن
لا يمكن الاعتماد عليه دائما... وما يصلح لبعض المتعلمين قد لا يصلح لغيرهم.
 
السيد عمار الخطيب، السلام عليكم ! أنا أجد صعوبة بالغة في الرد عليكم لأن المؤدب مع الناس، المهذب القول، يفرض الاحترام، ولكن اسمحوا لي، من باب المصافحة الضاغطة، أن ألفت انتباهكم إلى أن قولكم: أرجو أن يقرأ الإخوة المعترضون هذه الفقرة مِنْ كلامكم...فإني فهمتُ مِنْ بعض المشاركات السابقة أنَّ علم الأصوات لا خير فيه البتة! يعني أني أقر بفائدة علم الأصوات خلال دراستي الفرنسية عبرها. وإني لست المتنبي ولستم ابن خالويه ولا أحد من المتابعين سيف الدولة، ولكني
"أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم ممن شحمه ورم"
ويعلم الله أن الدارسين كانوا يتضايقون منها، وربما لأنها لم تكن تتكلم العربية أو لم يكن الهواء "يتدفق" منها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على أدبكم مع العبد الفقير ، وبارك الله فيكم.
أخوكم لا يريد أنْ يُقَوِّلَكُم ما لا تقولون ، ويظهر لي أنني قرأتُ عبارتكم على غير ما أردتم: " وأنا شخصيا دَرَّسْتُ الفرنسية عبر هذه الوسائل. " اهـ
لعلكم تقصدون (دَرَسْتُ)...ومهما يكن من أمركم ، فرأيكم محل تقدير واحترام.
وأحب أن أخبرك أنَّ العبد الضعيف قد أكرمه الله تعالى بالقراءة على عدد من الشيوخ المقرئين المصريين وغير المصريين ، أقول هذا كي لا يظن أحدٌ أنني متعاطفٌ مع أهل الأصوات لأني بعيدٌ عن التجويد والقراءات...وأخوكم طويلب علم له تجربته المتواضعة في تدريس اللغة العربية والتجويد في هذه البلاد.

جزاكم الله خيرا.
 
قال الأستاذ الدكتور/ غانم قدوري الحمد
من العجب العجاب أن هذا التعريف من الدقة والوضوح بمكان بحيث نتساءل عن جدوى التعبيرات البديلة. أما الفرق بين النفس والصوت فجلي جدا من كلام المرعشي، وأما جريانه وانحباسه فلا ندري أحدا من الخلق يحتاج إلى تفسيرهما. أين الغموض ؟
جزاكم الله خيرا.
قال محمد المرعشي:
" اعلم...أن صوت الحرف ، وإن كان مجهورا ، فهو لا يتحقق بدون النَّفَس ، لأنَّ حقيقة الصوت هي النَّفَسُ المسموع ، كما سبق ، فاحتباس الصوت يسلتزم احتباس النَّفَسِ معه ، وجريه جريه..." اهـ
أسألكم الآن: إذا قلتَ لطلابك في تعريف الجهر إنه (إنحباس جري النَّفَس عند النطق بالحرف) ، أقول لك يا أستاذنا الكريم:
أين الانحباس في جري النَّفَسِ عند نطق الحروف المدية أو الذال مثلا؟ وما سبب هذا الانحباس؟ وكيف ينحبس النَّفَسُ وهي أصواتٌ رخوة (فاحتباس الصوت يستلزم احتباس النَّفَسِ معه)؟
ألا تلاحظ أنَّ الاعتراض على دقة هذا التعريف ووضوحه سهل جدا؟

بارك الله فيكم.
 
أرجو أن يراجع الشيخ الحبيب عبد الحكيم كلامَ شيخنا الدكتور غانم ، فكلامه واضح دقيق...
الشيخ يقول: " الكشف عن آلية إنتاج الأصوات اللغوية على نحو محدد ، وهو ما لم يتمكن المؤلفون في علم التجويد رحمهم الله من الحديث عنه على نحو مفصل ، لأن جانباً منه يتعلق بمعرفة أعضاء النطق ووظائفها..." اهـ

لا أدري كيف يُفْهَمُ مِنْ كلام الشيخ أنَّ القدماء تجاهلوا " التشريح العضوي للحنجرة والفم واللسان "! وكلنا نعلم أَنَّ الشيخ يدعو في كتاباته وأبحاثه إلى الاستناد إلى المادة العلمية التي كتبها علماء السلف مِنْ علماء العربية والتجويد.
قوله هذا كقولي: " إنَّ تقدم علمي التشريح ووظائف الأعضاء كان له دَوْرٌ بارِزٌ في إثراء الدراسات الصوتية الحديثة بالوصف الدقيق لـِ (جهاز النُّطْقِ وأعضائه)..." اهـ
السلام عليكم
شيخنا الحبيب عمار الخطيب يبدو أنكم لم تعرفوا قصدي من هذا الكلام ولعلي أبهمته لضيق الوقت .
أعتقد أنكم تعرفون مقصد أهل الأصوات في مسألة تشريح الأعضاء وما زادوه .
فالقدامي ذكروا "الجوف" وثلاثة الحلق وأقرّ كثير من أهل الأصوات هذه الثلاثة . وذكروا اللهاة وأقصي اللسان ووسطه وحافتيه وطرفة . وذكروا الحنك الأعلي من أقصاه ووسطه الغار الأعلى وذكروا الأسنان وذكروا منها أصول الثنايا وأطراف الثنايا العلا و"الثنايا العلا وفويق الثنايا و"الضاحك" و"الناب" و"الرباعية. وذكروا الشفتين باطن الشفة السفلى وبين الشفتين وانطباق الشفتين . وهكذا كل ما يتعلق بآلات النطق .

أما المتأخرون فقد ذكروا الوترين وقال د.رضا : ولم يذكر القدامى تفاصيل أكثر في الصدر بسبب قلة المعارف في التشريح في ذلك العهد" وهو يقصد بذلك الصدر والوترين الصوتين كما قال هو : ولكن الملاحظ أن هؤلاء جميعا (النحاة واللغويين والقراء ) لم يتطرقوا إلى ذكر الوترين الصوتين باعتبارهما جزءا مهما في جهاز النطق، إذ عليهما تتوقف صفتا الجهر والهمس في الحروف والأصوات المختلفة.)).
وعلق د/ عبد الصبور شاهين في كتابه (أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي أبو عمر بن العلاء ) قائلا: ويبدوا أن سيبويه يقصد بعبارة (ويجري الصوت ) شيئا زائدا في حالة الجهر عن حالة الهمس ، إلا أنه لم يدرك أن منشأ هذه الزيادة في الحنجرة فقد كان يجهل تشريح الأعضاء الصوتية فكان أن عبر عن فكرته هذا التعبير الغامض العام .
أما علماء الأصوات فقد قام بعضهم بتغيير ما قد سبق وعندهم المخارج هكذا :
الحروف الشفوية
*شفوى/شفتانى/انفى/اهتزازى=م
*شفوى/شفتانى/انحباسى/اهتزازى=ب
*شفوى لسانى/شفتانى قبل لهوى/ليّن/اهتزازى=و
*شفوى/شفوى اسنانى/احتكاكى/لا اهتزازى=ف

الحروف اللسانية
ِِ*اكليلى(شمسى)/اسنانى/احتكاكى/لا اهتزازى=ث
*اكليلى(شمسى)/اسنانى/احتكاكى/اهتزازى=ذ ظ
*اكليلى(شمسى)/لثوى/انفى/اهتزازى=ن
*اكليلى(شمسى)/لثوى/انحباسى/لا اهتزازى=ت ط
*اكليلى(شمسى)/لثوى/انحباسى/اهتزازى=د والضاد الانحباسية
*اكليلى(شمسى)/لثوى/احتكاكى/لا اهتزازى=س ص
*اكليلى(شمسى)/لثوى/احتكاكى/اهتزازى=ز
*اكليلى(شمسى)/لثوى/انقباضى/اهتزازى=ر
*اكليلى(شمسى)/لثوى/جانبى احتكاكى/اهتزازى=الضاد الاحتكاكية
*اكليلى(شمسى)/لثوى/جانبى ليّن/اهتزازى=ل
*اكليلى(شمسى)/حنكى لثوى/احتكاكى/لا اهتزازى=ش
*خلفى/حنكى/انحباسى/اهتزازى=ج
*خلفى/حنكى/ليّن/اهتزازى=ي
*خلفى/قبل لهوى/انحباسى/لا اهتزازى=ك
*خلفى/قبل لهوى/احتكاكى/لا اهتزازى=خاء مرققة (مكسورة؟)
*خلفى/قبل لهوى/احتكاكى/ اهتزازى=غين مرققة (مكسورة؟)
*خلفى/ لهوى/انحباسى/لا اهتزازى=ق
*خلفى/لهوى/احتكاكى/لا اهتزازى=خاء
*خلفى/لهوى/احتكاكى ليّن/ اهتزازى=غين
*جذرى(جذر اللسان)/بلعومى(حلقى)/احتكاكى/لا اهتزازى=ح
*جذرى(جذر اللسان)/بلعومى(حلقى)/احتكاكى ليّن/ اهتزازى=ع

الحرفان الحنجريان
*حنجرى/مزمارى/انحباسى/لا اهتزازى=ء
*حنجرى/مزمارى/احتكاكى ليّن/لا اهتزازى=ه

وقد استخدم بعضهم هذه المصطلحات . وكل مصطلح يحتاج لكتاب . بينما غاير البعض واستخدم هذه المصطلحات :

  1. شفوي لساني
  2. اكليلي
  3. خلفي
  4. حلقي
  5. حنجري
وعند الدكتورة ضوة
الأَصْــــــــــــــــوَاتُ العَــــــــــــــــرَبِيَّة

م
رمــز الصـوت نــوعا لصوت صـفـة الصــــــوت
العربي الصوتي المخــــرج مــرور الهــواء وضــع الأوتــار صفـــة ثانــوية
1 ء صامت حنجري انفجاري لا مهموس ولا مجهور الترقيق
2 ب b صامت شفوي انفجاري مجهور الترقيق
3 ت t صامت أسناني لثوي انفجاري مهموس الترقيق
4 ث 0 صامت أسناني احتكاكي مهموس الترقيق
5 ج dj صامت حنكي وسيط مركب مجهور الترقيق
6 ح h صامت حلقي احتكاكي مهموس الترقيق
7 خ x صامت حنكي قصي احتكاكي مهموس التفخيم الدائم الجزئي
8 د d صامت أسناني لثوي انفجاري مجهور الترقيق
9 ذ صامت أسناني احتكاكي مجهور الترقيق
10 ر r صامت لثوي تكراري مجهور التفخيم العارض
11 ز z صامت أسناني لثوي احتكاكي مجهور الترقيق والصفير
12 س s صامت أسناني لثوي احتكاكي مهموس الترقيق والصفير
13 ش صامت حنكي وسيط احتكاكي مهموس الترقيق والتفشي
14 ص s صامت أسناني لثوي احتكاكي مهموس التفخيم الدائم الكلي والصفير
15 ض d صامت أسناني لثوي انفجاري مجهور التفخيم الدائم الكلي
16 ط t صامت أسناني لثوي انفجاري مهموس التفخيم الدائم الكلي
17 ظ صامت أسناني احتكاكي مجهور التفخيم الدائم الكلي
18 ع صامت حلقي احتكاكي مجهور الترقيق
19 غ صامت حنكي قصي احتكاكي مجهور التفخيم الدائم الجزئي
20 ف f صامت أسناني شفوي احتكاكي مهموس الترقيق
21 ق q صامت لهوي انفجاري مهموس التفخيم الدائم الجزئي
22 ك k صامت حنكي قصي انفجاري مهموس الترقيق
23 ل l صامت لثوي جانبي مجهور التفخيم العارض
24 م m صامت شفوي أنفي مجهور الترقيق والغـنة
25 ن n صامت لثوي أنفي مجهور الترقيق والغـنة
26 هـ h صامت حنجري احتكاكي مهموس الترقيق
27 و w صامت شفوي انزلاقي مجهور الترقيق
28 ي y صامت حنكي وسيط انزلاقي مجهور الترقيق
الجـزء المرتفع من اللسان درجـة ارتفاعه وضـع الشفـتين
29 ـُـ u حركة خلفية ضيقة الضم قصيرة
30 ـَـ a حركة متوسطة واسعة محايد قصيرة
31 ـِـ i حركة أمامية ضيقة الانفراج قصيرة
32 و uu حركة خلفية ضيقة الضم طويلة
33 ا aa حركة متوسطة واسعة محايد طويلة
34 ي ii حركة أمامية ضيقة الانفراج طويلة
ومن هذا كثير . وكأن من استيقظ مبكرا سبق ووضع مصطلحه مبكرا .
وأسأل الأخ عمار .. ألم يغير اكتشاف عمل الوترين من تغير بعض الأحرف صوتيا عند المحدثين ؟؟
ولعلي أعود بعدُ للفوائد .
والسلام عليكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(2)
دعوى تخطئة القراء
تكرر في الحوار الإشارة إلى أن المشتغلين بعلم الأصوات يُخَطِّئُون القراء ، وأنهم يصفون الأصوات بغير ما وصفها به القراء ، وهذه المقولة ليست دقيقة ، وتنم عن خلط في فهم جوانب الموضوع ، وسوف أبدأ أولاً بتحديد المقصود بكلمة القراء ، ثم أنتقل إلى مناقشة الجزء الثاني من القضية ، وهو دعوى تخطئة المشتغلين في علم الأصوات لهم ، ومخالفتهم لهم في وصف عدد من الأصوات.
لكلمة القُرَّاء دلالتان ، الأولى : أصحاب القراءات الصحيحة وغيرها ، مثل القراء السبعة ، والثلاثة المكملين لهم عشرة ، ثم قراء الشواذ ، والدلالة الثانية : علماء القراءة ممن يروي القراءات ، ويؤلف فيها أو حولها .
وأحسب أن الذين يقولون إن المشتغلين بعلم الأصوات ( وهم يريدون المؤلفين في علم أصوات العربية) يُخَطِّئُون القراء لا يقصدون أنهم يخطئون القراء العشرة أصحاب القراءات الصحيحة ، أو حتى قراء الشواذ ، فهؤلاء القراء لم يُؤْثَرْ عنهم وصف الأصوات بجهر أو همس أو غير ذلك ، وإنما رُوِيَتْ عنهم القراءة ، وجاء وصف الأصوات لاحقاً على يد اللغويين ، ثم علماء التجويد.
ولا يخفى عليكم أن من علماء السلف من ضَعَّفَ بعض قراءات السبعة ، مثل تضعيف النحويين قراءة حمزة (والأرحامِ) و(مصرخيِّ) ، وتضعيفهم قراءة ابن عامر ( قَتْلُ أولادَهُم شركائِهم) ، ووصل الأمر أن بعض المؤلفين في توجيه القراءات وتعليلها شارك في ذلك التضعيف ، ورد عليهم العلماء من القراء وبعض أهل اللغة ، واحتجوا لتك القراءات بما يبعد عنها شبهة الضعف من حيث اللغة ، ولكن لم يصل الأمر بهم حد إعلان البراءة من هؤلاء العلماء ومن مؤلفاتهم ، وإنكار فضلهم .
وإذا كان أصحاب دعوى تخطئة أهل الأصوات للقراء لا يقصدون تخطئة القراء العشرة ، وإنما يقصدون من جاء بعدهم من العلماء الذين لهم مؤلفات في القراءات أو علم التجويد ، فإن الأمر يسهل ، لأننا نكون قد ابتعدنا عن شبهة رد القراءات الصحيحة أو الطعن فيها ، أما المؤلفون في القراءات والتجويد فلا أحد من علماء الأمة ادعى العصمة لهم ، ولا هم ادعوا ذلك ، ومن يقرأ في كتب القوم يرى تخطئة بعضهم بعضاً ، ورد بعضهم على بعض ، وهو أمر محمود ما دام في حدود ما يدل عليه الدليل ، وهو من الجدال الحسن الذي يُثْرِي الفكر ، ويكشف عن الحقائق ، ويُنَمِّي العلم .
ودعوى تخطئة أهل الأصوات للقراء المزعومة تتركز حول وصف المتقدمين للطاء والقاف بالجهر ، ووصف المحدثين لهما بالهمس ، ويَلْحَقُ بذلك وصف الهمزة بالجهر ، ووصف بعض المحدثين لها بالهمس ، وبعضهم يسلب عنها الصفتين ، وللضاد مكان في هذا الجدل من حيث المخرج والصفة ، كما هو معروف ، وحَشْرُ الجيم مع الأصوات المختلَف فيها بين المتقدمين والمحدثين لا معنى له ، فالجيم صوت شديد ، فيها لاحقة من الرخاوة لا تخرجه عن صفة الشدة ، ومن ثم لن أعرج على الخلاف حوله ، وسبق لي مناقشة قضية هذه الأصوات في كتابي ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ) و ( المدخل إلى علم أصوات العربية ) ، وفي بعض الأبحاث ، وأحسب أن الإخوة المحاورين لا يكتفون بالإحالة إلى تلك الكتب والأبحاث ، فلعلهم قد اطلعوا على ما فيها ولم يشف غليلهم ، ولم تُزِلْ عن عقولهم ما علق فيها من دعوى تخطئة المشتغلين بالأصوات للقراء ، وسوف أحاول هنا التركيز على بيان أبعاد هذه القضية ، لأنها في تقديري لا تندرج في قضية التخطئة ، وإنما تدور حول تفسير مشكلة صوتية تتعلق بهذه الأصوات ، وسأناقش قضية كل حرف على حدة ، من غير تطرق إلى حرف الجيم ، لأنه في تقديري خارج موضوع الحوار.
الطاء : صوت أسناني لثوي ، شديد ، مطبق ، واخْتُلِفَ في وصفه بالهمس والجهر ، فالمتقدمون من علماء العربية والتجويد ، وتابعهم كثير من المشتغلين بعلم التجويد اليوم - يصفونه بالجهر ، ورائدهم في ذلك سيبويه ، رحمهم الله جميعاً ، والمحدثون من المشتغلين بعلم الأصوات خاصة يصفونه بالهمس ، بناء على مقياسهم للجهر والهمس ، وهو اهتزاز الوتريين الصوتيين في الجهر ، وعدمه في الهمس ، فالطاء صوت مهموس لعدم اهتزاز الوترين عند النطق به.
ولم يسارع المشتغلون بعلم الأصوات إلى تخطئة سيبويه في وصفه الطاء بالجهر ، وإنما تساءلوا : هل مقياس سيبويه للجهر هو عين مقياسهم ، ورجح أكثرهم أنه يريد بالمجهور ما أراد به المحدثون ، بدليل إشارته إلى أن المجهور يُشْرَبُ صوت الصدر ، ولم يكن سيبويه على علم بالوترين الصوتيين ، لكنه أحس بأثرهما على الأصوات ، ولا يخفى أن صياغته لتعريف الجهر في باب الإدغام خلت من الإشارة إلى صوت الصدر الذي صرح به في باب الوقف ، ونقله عنه تلميذه الأخفش حين سأله عن الفرق بين المجهور والمهموس ، كما هو مبين في شرح السيرافي للكتاب.
وبناء على ذلك بحث المشتغلون بعلم الأصوات في السبب الذي جعل سيبويه يصف الطاء والقاف والهمزة بالجهر ، وذكر بعضهم ثلاثة احتمالات لذلك، الأول : أن الطاء كان مجهوراً في زمن سيبويه ، ثم تحول مهموساً في وقت لاحق ، والثاني : أن سيبويه وصف صورة لهجية لنطق الطاء كانت مجهورة في زمانه . والثالث : أن سيبويه أخطأ في وصف الطاء بالجهر ، وأنه كان ولا يزاال مهموساً.
وإذا كان الأمر كذلك فهل يصح أن يقال : إن المشتغلين بعلم الأصوات خَطَّؤُوا سيبويه ، ومن تابعه من علماء العربية والتجويد ، الجواب : اللهم لا ، ثم هل يصح أن يقال : إنهم خَطَّؤُوا القراء ، الجواب : لا أيضاً ، فالجميع يسمع تلاوة القراء أهل الرواية والأداء ينطقون الطاء ، ويتخذها مقياساً لأصوات العربية الفصحى ، لكن أهل الأصوات يقولون إن الطاء في الأداء اليوم صوت مهموس ، والسائرون على خطى سيبويه اليوم يقولون إنه مجهور ، تقليداً لسيبويه ، فأهل الأصوات لا ينكرون نطق القراء لصوت الطاء ، ولا يَدْعُون إلى تغييره ، وإنما ناقشوا قضية أثارها وصف لسيبويه لهذا الصوت ، وأرجو أن يكون إخواننا المحاورون لنا قد وعوا أبعاد القضية ، وأن يكفوا عن ترديد تهمة تخطئة المشتغلين بالأصوات للقراء ، ولا يُغَيِّرُ من الموضوع شيئاً القول إن أول من ذكر هذه القضية هو المستشرق الألماني برجستراسر ، فلولا أن ما ذكره كان صواباً لما وجد المتابعة من الدارسين العرب اللاحقين.
وكان سيبويه قد قال وهو يتحدث عن صفة الإطباق : ( ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً ) وذلك يعني أن الطاء صوت مجهور عنده ، وأنا أدعو المحاورين إلى أن يجردوا الطاء من صفة الإطباق وينظروا إلى الصوت الذي ستؤول إليه : هل هو الدال أو التاء ؟ إذا : قالوا الدال ، قلنا : لهم جردوا صفة الإطباق عن الضاد وستجدون أنها ستؤول إلى الدال ، وتكونون قد أخطأتم في الجواب ، فإن قالوا : إذا جردنا الإطباق عن الطاء التي ينطقها القراء اليوم آلت إلى التاء ، قلنا : قد وافقتهم أهل الأصوات القائلين إن الطاء مهموسة ! وهل ستصفون أنفسكم حينئذ بأنكم قد خَطَّأتم القراء؟ وإذا أبيتم إلا التمسك بقولكم القديم المتناقض فلكم ذلك ، لكن لا تلزموا غيركم به.
وكنت قد استشهدت في بعض ما كتبتُ سابقاً عن الطاء والضاد بنطق بعض أهل اليمن للطاء مجهورة ، مثل نطق قراء القرآن من أهل مصر والشام للضاد ، ولم أقصد إلا إلى لفت الأنظار إلى أن ما قاله سيبويه عن الطاء ينطبق على هذا النطق ، وليس دعوة إلى تغيير النطق ، وقد أكد الإخوة المحاورون من اليمن أن ذلك النطق شائع في منطقة صنعاء.
وإذا فرغنا من قضية الطاء ، واتفقنا على أن أهل الأصوات لم يُخَطِئُوا القراء وإنما اختلفوا مع من وصفها بالجهر من علماء السلف ، وذلك بناء على معطيات علم الأصوات اليوم ، فإنه يمكن تناول قضية القاف ثم الهمزة والضاد.
القاف : صوت أقصى حنكي ، شديد ، مستعل ، وَصَفَهُ سيبويه بالجهر ، وتابعه على ذلك الوصف علماء العربية والتجويد المتقدمون ، ووصفه أهل الأصوات بأنه صوت مهموس ، بناء على فقدان اهتزاز الوترين الصوتيين عند النطق به ، وترد الاحتمالات الثلاث التي أشرت إليها عند الحديث عن تفسير وصف سيبويه الطاء بالجهر ، واستبعدت في أبحاثي السابقة أن يكون سيبويه حين وصف القاف بالجهر أنه كان يصف صوتاً آخر غير القاف التي ينطقها مجيدو القراءة في زماننا ، ولا أجد ضرورة للإطالة في الحديث عن القاف إذا كانت معالجتي لقضية الطاء المتقدمة قد وَفَّتِ الموضوع حقه.
الهمزة : صوت حنجري ، شديد ، وصفه سيبويه بالجهر ، وتابعه في ذلك علماء العربية والتجويد ، واختلف المحدثون في وصفه ، ليس لاضطراب منهجهم ، ولكن لأن طبيعة إنتاج الهمزة حملتهم على ذلك الاختلاف ، فمخرج الهمزة من بين الوترين الصوتيين بانطباقهما ، وحصر النفس ثم إطلاقه بالمباعدة بين الوترين ، وأنت ترى أنه لم يحدث اهتزاز للوترين في عملية إنتاج صوت الهمزة ، فلم يتأت وصف الهمزة بالجهر ، لكن من الدارسين للأصوات من وصف الهمزة بالهمس لعدم ذبذبة الوترين ، ونفى بعضهم كلا الصفتين عنها ، لأن الهمس ينتج من مرور النفس من خلال الوترين وهما متباعدان ، ولا يحدث ذلك عند نطق الهمزة، ولا ينم ذلك عن اضطراب ، وليس فيه تخطئة للقراء ، فهذه الهمزة التي ينطقها القراء اليوم هي التي وصفها سيبويه بالجهر ، ولهذا الوصف تعليلات لا أجد ضرورة لذكرها هنا ، وهي الهمزة التي وصفها بعض المحدثين بالهمس ، ووصفها آخرون بأنها لا مجهورة ولا مهموسة .
الضاد : صوت حافِيٌّ ، رخو ، مجهور ، مطبق ، مستطيل ، عند سيبويه ، واشتهر بصعوبة نطقه ، وكان قد تغير على ألسنة الناطقين بالعربية منذ وقت مبكر ، وحَذَّرَ علماء القراءة من الإخلال بنطقه ، وقد أُلِّفَتْ رسائل حول الضاد ، بعضها معجمات تجمع الألفاظ الظائية والضادية ، وبعضها مباحث عن الصورة المثلى لنطقه ، وورث المحدثون من أهل الأداء وأهل الأصوات ذلك التاريخ لصوت الضاد ، وانتصر فريق لهذا النطق وفريق لذاك ، ولا يتسع المقام للخوض في تفصيلات هذا الموضوع ، ولعل أهل الأصوات بُرَآءُ من اختلاق مشكلة الضاد ، فهي قديمة يتداولها أهل القراءة وأهل العربية .
وإذا كانت لي من كلمة أقولها في هذا المجال فهي أن على أهل الأداء التمسك بما تلقوه عن شيوخهم في نطق الضاد ، ولا بأس من النقاش بعد ذلك في الجوانب التاريخية للمشكلة . وأود الإشارة إلى أن بعض المتحدثين عن الضاد يُخْطِئُ في تفسير تحديد سيبويه لمخرج الضاد في قوله : ( من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس) فيحمل أول الحافة على طرف اللسان ، وهو تفسير غير صحيح ، فالحافة هي جانب اللسان ، وأولها هو الجزء الذي يقابل الأضراس من جهة أقصى اللسان ، وورد مثل ذلك التفسير للحافة في بعض مشاركات هذا الحوار ، وقرأته في بعض الكتابات عن الضاد من قبل ، ويؤدي ذلك إلى أحكام مخطوءة في موضوع الضاد.
آمل أني قد تمكنت من توضيح وجهة نظري في الموضوع ، وهي وجهة نظر يشاركني فيها ، وسبقني إليها ، كثير من المشتغلين بعلم الأصوات ، والاختلافات التي شرحتها حول الأصوات الأربعة تنبني على أسس موضوعية ، وليست من باب تصيد الذرائع للطعن على أحد ، وليس من يدعي الانتصار للقراء بأحرص من غيره على الحفاظ على القراءة سليمة من التحريف ، محفوظة من تلاعب أهل الأهواء ، وللقراء قدماء ومعاصرين فضلهم في حفظ نص القرآن الكريم ، وحمل رسالته عبر هذه القرون ، وحفاظهم على النطق العربي الفصيح بعيداً عن ظواهر اللحن والعجمة.
وأقول في ختام هذه الحلقة من تعليقي على مدارات هذا الحوار أني لا أستبعد أن ينبري أحد الإخوة بالرد على ما ورد فيها ، على نحو ما حصل في الحلقة الأولى ، والذي أرجوه أن يتطور مناخ الحوار إلى إطار جديد هو أن يكون من باب اختلاف وجهات النظر في فهم ومعالجة الموضوعات التي دار حولها النقاش ، وليس من باب احتكار الصواب عند طرف وتخطئة الطرف الآخر ، وكَيْلِ الاتهامات له ، وإلى حلقة جديدة ، إن شاء الله ، والله الموفق للصواب .
 
السلام عليكم
شيخنا الحبيب عمار الخطيب يبدو أنكم لم تعرفوا قصدي من هذا الكلام ولعلي أبهمته لضيق الوقت .
أعتقد أنكم تعرفون مقصد أهل الأصوات في مسألة تشريح الأعضاء وما زادوه .
أما المتأخرون فقد ذكروا الوترين...
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبا بكم.
شيخنا الكريم، نحن نتحدث عن الوصف الدقيق لجهاز النُّطْقِ وأعضائه...ويندرج تحت هذا الوصف معرفة مكوِّنات الحنجرة ودورها في إنتاج الصَّوْتِ وتنوعه ، أما مسألة تغير بعض الأصواتِ عِنْدَ الْمُحْدَثين ، وذلك لأنهم أدخلوا عاملا جديدا في تصنيف الأصوات (حالة الوترين الصوتيين عند إنتاج الصوت)...فهذا ليس محله الآن...بارك الله فيكم.
هل قولنا: " إنَّ تقدم علمي التشريح ووظائف الأعضاء كان له دَوْرٌ بارِزٌ في إثراء الدراسات الصوتية الحديثة بالوصف الدقيق لـِ (جهاز النُّطْقِ وأعضائه)..." اهـ
صوابٌ أم خطأ؟ أرى أَنَّ هذه المسألة واضحة ولا تحتاج إلى قُلْتَ وقُلْنا!

وأسأل الأخ عمار .. لم يغير اكتشاف عمل الوترين من تغير بعض الأحرف صوتيا عند المحدثين ؟؟
ولعلي أعود بعدُ للفوائد .
أخي الحبيب ، أرجو أن تتأمل جواب شيخنا (دعوى تخطئة القراء) بهدوء...بارك الله فيكم.
 
(( أقبل يدك ولا تفتح موضوع ( السين الثالثة ) لأنها محل اتفاق بين القراء والأصوات ولا نريدأن نفتح جبهة أخري ))
شيخنا وأستاذنا رصين الرصين .. هل أفهم من كلامكم أن سيبويهرحمه الله يخالف الخليل رحمه الله في الضاد ؟
لو توضح لنا شيخنا موقفك بوضوح لو سمحتم . بارك الله فيكم .
بارك الله فيكم يا شيخ
هذا كان مثالا فقط للتعقيد الذي يصطبغ به وصف الأصوات عند المحدثين
ولا داعي لفتحه؛ لطبيعته الخاصة، وعدم إشكاله في العربية
لكن ثمة نقطة هامة مهمة قد سبق لي الإشارة إليها مرارا وتكرارا
صدقني يا شيخ عبدالحكيم
الدرس السامي المقارن كفيل بحسم كثير من الخلافات، وهذا ما ينقص كثيرا من دكاترة العربية ممن ألف في الأصوات
ولم يعتمد المنهج المقارن، واكتفى بالمنهج الوصفي
وهذا العلم (اللغات السامية) هو الذي يميز عالم العربية من غيره، وقد سبقت الإشارة أنه كان ينقص الراحل الكبير
إبراهيم أنيس. وكل من كتب بعده وبعد كمال بشر، فإنما منهما أخذ وعليهما اعتمد.
ولا يستهينن دارس للعربية بهذا العلم العظيم؛ فإنه يفتح له آفاقا ومدارك جديدة
لقد تحير الصحابة رضي الله عنهم العرب الأقحاح في تفسير "أبا" التي قال فيها الإمام الشافعي رحمه الله "يعرفها أطفال اليمن"
وبخصوص سؤالك، أقول
الخليل رحمه الله ذكر مخرج الضاد، لكنه لم يذكر صفتها كما فعل سيبويه رحمه الله
ومعنى هذا أن الخليل قصر عن سيبويه بمراحل، وما قيمة قوله "الضاد شَجْريّة؛ لأن مَبْدَأها من شجْر الفم"
وما هو شجر الفم، وأين يقع بالضبط؟ هذا تعريف عام موهم مبهم
أما سيبويه فقد وصفها وصفا دقيقا، وبمفهوم المخالفة لا نخطئ فهمه إذ يقول
"ولولا الإطباق، لكانت الطاء دالا" ثم حديثه عن الضاد (الضعيفة) الذي تلقفه بعده ابن جني
ويدلك على صعوبة نطقها - في ذلك الزمان، فضلا عن اليوم - أن سيبويه يصف نطقها بالتكلف "إن شئت تكلفتها.."
والتكلف يعبر عن المشقة والصعوبة
وقد ذكرت لك أنه جاء في مناقب عمر رضي الله عنه أنه " كان يخرج الضاد من أي شدقيه شاء"
والخلاصة أن الطاء - عند سيبويه - كالدال مخرجا وصفة، فهما مجهورتان.أما الضاد فليست من هذا الباب
ولو كان نطقها بالسهولة التي نتصورها، ما وقع الخلاف في كتابتها،
وما وجدنا في تراثنا اللغوي عشرات التصانيف في التفريق بينهما
ومثلك لا يحتاج أن نذكره بما في التكوير "ضنين و ظنين" مع أن الفارق الدلالي بينهما شاسع وبعيد وعميق
أنا أفهم من هذا التراث أحد احتمالين:
1- إما أن الناس ينطقونها مصرية (دالا مفخمة) كطاء سيبويه (الطاء الصنعانية)
وعلى هذا جرى إبراهيم أنيس وكمال بشر، ومن جاء بعدهما فهذي مدرسة مصرية.
2- أو أن الناس ينطقونها عراقية ذالا مفخمة، وهذا هو نطق الخليج واليمن والشام.
والحاصل أن العامة يختزلونهما في صوت واحد، إما "طل - طهر: ظل - ظهر" أو "زابط: ضابط"
وليس للعاميات ذلك القانون الذي للمستويات الفصيحة، ولذا لا يستطاع تعليم العامية، كالفصحى
ومن الطرائف التي وقعت لزملائنا في العراق أنه سمعهم يقولون "جذب" فقال "جافي: كافي"
وفي مصر سمعهم يقولون "بالزبط" فذهب يطلب"البيز: البيض" فظنه الناس مجنونا
فلا العراقيون يقولون جافي، ولا المصريون يقولون "بيز"
على أنه غير خاف أن كبار الأصواتيين العراقيين إنما تخرجوا في الجامعات المصرية،
ودرسوا على أيدي علماء مصر الكبار،آخرهم د. عبدالصبور شاهين رحمه الله
وغني عن الذكر أن المصريين هم رواد جميع العلوم، ففرضوا - وحق لهم - فهومهم ومفاهيمهم من خلال مؤلفاتهم الرائدة
وكما قاد الأصواتيون المصريون الأصواتيين العرب من سائر الجنسيات، قاد القراء المصريون القراء من سائر الجنسيات
خاصة العمالقة (مصطفى إسماعيل - الحصري - عبدالباسط) رحمهم الله جميعا
وفي رأيي فإن علم التجويد انبثق عن علم الأصوات - وإن كانوا لم يسموه - حتى لا يزعل د. سليمان خاطر
إلا أن علم التجويد انفصل، فأصبح علما مستقلا منذ القرن الخامس على يد مكي والداني رحمهما الله
ثم استقر وترسخ بعدها بقرون على يدي ابن الجزري رحمه الله، وقد أشار الشيخ عمار إلى شيء من ذلك
ولما بدأ التأليف في علم الأصوات - على يد إبراهيم أنيس وكمال بشر - كان لا بد من الحديث عن جهود علماء التجويد
الذين هم تلاميذ الجيل الأول من اللغويين، وبرزت أهميتهم في أنهم وضعوا مصنفات خاصة مستقلة -
تأمل مثلا قول إبراهيم أنيس مثلا - نقلا عن ابن الجزري في التمهيد "إن المصريين - وبعض أهل المغرب
- ينطقون - بالضاد المعجمة - طاءً مهملة" (الأصوات اللغوية: 51 الهامش)
والباء هنا بدلية؛ ومعنى هذا أن ابن الجزري يخطّئ هذا النطق، الذي هو تماما نطق إخواننا المصريين لها.
ومثل هذا التصنيف المستقل هو ما لم يفعله الخليل وسيبويه وابن جني؛ فالعلوم اللغوية كانت - وما زالت متداخلة -
ونقرأ اليوم عن علم الصرف الصوتي
أما عند مكي ومن بعده، فظهر علم التجويد كأنه علم مستقل، وإلا فهو امتداد لعلم الأصوات، وتطور عنه
على أن لي تعريفا ألقيته على مسامع طلابي في الجامعة ووزارة الإعلام - من صحفيين ومذيعين -
كما ضمنته كتابي (لغة الإعلام) _تحت الطبع) وهو أن
"المتكلم الجيد - سواء كان مذيعا، أوقارئا، أو منشدا، أو حتى مغنيا - هو الذي إذا استمعت إليه، لم تعرف جنسيته"
فإذا عرفت جنسيته، فسبب ذلك أن طريقة نطق بني قومه هو الذي دلك عليه، وهذا قصور وعجز وضعف
وأبرز جانب في هذا التعريف - بطبيعة الحال - هو الصوت
فإذا وقع المتكلم في خطأ صوتي، فإنه يدرك بسهولة، بعكس ما لوكان خطأ نحويا أو دلاليا
فنحن نرضى من المذيعين والقراء بالحاصل - ولايكلف الله نفسا إلى وسعها -
أما ادعاء فلان أوفلان أن مخارج أصوات القراء مسندة إلى رسول اللهصل1 كألفاظ القراءات فهذا ما لا نقبله،
ولا يؤيده الواقع اللغوي التاريخي، ولا حتى الواقع المعاصر.
ولو شئنا أن نشق على المتكلمين لألزمناهم ليس فقط مخرج الصوت، بل ما هو أدق منه وأشق وأدق وأثقل وأصعب وأعسر
وهو ما يصطلح عليه الأصواتيون بـ (النبر: stress، والتنغيم: intonation)
ولكن (((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )))
والحمدلله
 
أخي الأستاذ الكريم أبا هشام ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكَ الله خيرا على مشاركاتك النافعة ، وبارك الله فيك ، وفي علمك.
أخاف أنْ يَتَشَتَّتَ الحوارُ ويطول في الحديث عن بعض المسائل الفرعية...أو مناقشة ما لم يَحِنْ وقته ، ونحن نناقش الآن مسألتين عَرَّجَ عليهما الإخوة الْمُعْتَرِضون ، فأرجو أنْ تكرمنا برأيك في هاتين المسألتين:
1- ما فائدة علم الأصوات؟ وماذا يمكن أَنْ يُقَدِّمَ لِمُعَلِّمِي وَمُتَعَلِّمِي تلاوة القرآن الكريم؟
2- دعوى تخطئة القُرَّاء
.

جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم.
 
فهل يصح أن يقال : إن المشتغلين بعلم الأصوات خَطَّؤُوا سيبويه ، ومن تابعه من علماء العربية والتجويد ، الجواب : اللهم لا .
ثم هل يصح أن يقال : إنهم خَطَّؤُوا القراء ، الجواب : لا أيضاً .
فالجميع يسمع تلاوة القراء أهل الرواية والأداء ينطقون الطاء ، ويتخذها مقياساً لأصوات العربية الفصحى ،.....وأن يكفوا عن ترديد تهمة تخطئة المشتغلين بالأصوات للقراء

سيدي الفاضل لقد كنتم تقولون في السابق بأن الخلاف لفظي والمسألة مجرد خلاف في وصف حرف دون المساس بأصل الحرف .
إذا كان هذا رأيكم قديما ..فانظر لقولكم :
فأهل الأصوات لا ينكرون نطق القراء لصوت الطاء ، ولا يَدْعُون إلى تغييره ، وإنما ناقشوا قضية أثارها وصف لسيبويه لهذا الصوت
فهل هذا الكلام صحيح ؟؟
وقلتم أيضا :
ودعوى تخطئة أهل الأصوات للقراء المزعومة تتركز حول وصف المتقدمين للطاء والقاف بالجهر
وبعد هذه التأكيدات من فضيلتكم بأن المسألة هامشية نذكر لكم تحليلكم للأمر :
وأنا أدعو المحاورين إلى أن يجردوا الطاء من صفة الإطباق وينظروا إلى الصوت الذي ستؤول إليه : هل هو الدال أو التاء ؟ إذا : قالوا الدال ، قلنا : لهم جردوا صفة الإطباق عن الضاد وستجدون أنها ستؤول إلى الدال ، وتكونون قد أخطأتم في الجواب ، فإن قالوا : إذا جردنا الإطباق عن الطاء التي ينطقها القراء اليوم آلت إلى التاء ، قلنا : قد وافقتهم أهل الأصوات القائلين إن الطاء مهموسة ! وهل ستصفون أنفسكم حينئذ بأنكم قد خَطَّأتم القراء؟ وإذا أبيتم إلا التمسك بقولكم القديم المتناقض فلكم ذلك ، لكن لا تلزموا غيركم به.
سيدي الفاضل ..إذا كان الطاء الحالية النظير المفخم للتاء ، والقدامي عندهم النظير المفخم للطاء هو الدال ..هل هذا خلاف لفظي ؟؟!!
ولاحظ ما تؤول إليه اختبار الطاء .. فإن قلنا هو الدال قال فضيلتكم
قلنا : لهم جردوا صفة الإطباق عن الضاد وستجدون أنها ستؤول إلى الدال
هل هذا خلاف لفظي يا سيدي ؟!!! من السهولة القول بأن هذا لم يفهم حقيقة الخلاف ـ وهي عبارات قد اعتدناها ـ ولكن غيركم يقرُّون به .. ولكن دعني أقول شيئا :
بصراحة شديدة سيدي الفاضل القضية بخلاف ما تقول به ، وما تحاول إثباته إنما من باب المجاملة لأهل فنّكم ، وأهل الأصوات إنما يقصدون الخلاف الحقيقي اللفظي وقد سمعنا كبراءهم وكذا تلامذة كبرائهم وهم ينطقون نطقا عمليا لأصوات الطاء وغيرها بخلاف ما نسمعه من مجيدي قراء القرآن .
ثم قلتم :
وأقول في ختام هذه الحلقة من تعليقي على مدارات هذا الحوار أني لا أستبعد أن ينبري أحد الإخوة بالرد على ما ورد فيها ، على نحو ما حصل في الحلقة الأولى ،
سيدي الفاضل كان ردي إحقاقا للحق . ولم يكن من قبيل الثورة والنهضة لنصرة القراء .
فإن كانت وجهة نظركم أن الخلاف نظري .. فلستم المقصودين بالكلام ، إنما أعني من تعرفهم . ولذا لن تجد ردا لي عليك في هذا الموضوع لأن الموضوع بالنسبة إليّ انكشف وظهر ولا أبغي أكثر من ذلك . لأن الكلام لن يضيف شيئا .
أما الزعم باعتراض النحاة علي القراء مثلا ومقارنة اعتراضهم باعتراض اهل الأصوات ، فأين هذا من ذاك .
فأهل الأصوات الحاليين وضْعهم مؤسف عند قراءة القرآن ، فليسوا أهلا لنقض مَن أحكموا نطق الكلمات والحروف من القراء ، ففاقد الشئ لا يعطيه .
وإذا كنتم تقرُّون بصريح عبارتكم أن الغرب هم من أسسوا هذا العلم ، فيصلح أن يجاب عن هذا بقولأبي حيان الأندلسي النحوي ، قال وهو يرد على الزمخشري :
( وأعجب لعجمي ضعيف في النحو ، يرد على عربي صريح محض ، قراءة متواترة ، موجود نظيرها في لسان العرب ، في غير ما بيت . . . وأعجب لسوء ظن الرجل بالقرّاء الأئمة ، الذين تخيرتهم هذه الأمة ، لنقل كتاب الله شرقاً وغرباً ، وقد اعتمد المسلمون على نقلهم لضبطهم وفهمهم وديانتهم ... ))ا.هـ تفسير البحر المحيط - 4/230.
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الحبيب ، أرجو أن تتأمل جواب شيخنا (دعوى تخطئة القراء) بهدوء...بارك الله فيكم.
شيخنا الحبيب عمار جزاكم الله خيرا علي هذا النصح ، وقد فعلت فوجدتكم قلتم :
أي أننا إذا أردنا أن نطبق هذه النظريات ونأخذ بها في تعليم قراءة القرآن...فإنه قد يَلْزَمُ مِنْ ذلك الإحالة إلى أصواتٍ بديلة في تلاوة القرآن الكريم ، .

واقرأ يا شيخ عمار لقول صاحب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد وهو يقول :
ومما يدل أيضا علي أن صوت الطاء العربية القديمة المجهورة كانت دالا مطبقة مثل صوت الضاد في نطق أهل مصر )208
ما رأيك ؟ ( خلاف نظري وتمشي )
الأمر ليس فرض أسلوب أو رأي في الموضوع ، فالفكر يكون مقبولا لو كان معقولا .
شيخنا عمار هل سألت آخرين من أهل الأصوات فأخبروك أن الخلاف نظري ؟
بارك الله فيكم
والسلام عليكم
 
واقرأ يا شيخ عمار لقول صاحب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد وهو يقول :
(ومما يدل أيضا علي أن صوت الطاء العربية القديمة المجهورة كانت دالا مطبقة مثل صوت الضاد في نطق أهل مصر )208
ما رأيك ؟ ( خلاف نظري وتمشي )
الأمر ليس فرض أسلوب أو رأي في الموضوع ، فالفكر يكون مقبولا لو كان معقولا .

بارك الله فيكم
والسلام عليكم

مرحبا بأخي الشيخ الحبيب عبد الحكيم عبد الرزاق.
شيخنا الكريم ،
رأي شيخنا الدكتور غانم واضح في نظري ، ألم تقرأ قوله:
" وكنت قد استشهدت في بعض ما كتبتُ سابقاً عن الطاء والضاد بنطق بعض أهل اليمن للطاء مجهورة ، مثل نطق قراء القرآن من أهل مصر والشام للضاد ، ولم أقصد إلا إلى لفت الأنظار إلى أنَّ ما قاله سيبويه عن الطاء ينطبق على هذا النطق ، وليس دعوة إلى تغيير النطق ، وقد أكد الإخوة المحاورون من اليمن أن ذلك النطق شائع في منطقة صنعاء. " اهـ
القضية تدور حول تفسير مشكلة صوتية تتعلق بهذه الأصوات ، وقولنا إنَّ الخلافَ نظريٌّ يعني أنَّ علماء الأصوات لا يقولون إن نطق القُرَّاءِ لهذه الأصوات خطأ يجب تغييره ، وقد قلتُ لكم مِنْ قبل إنَّ قولي:
" أي أننا إذا أردنا أن نطبق هذه النظريات ونأخذ بها في تعليم قراءة القرآن...فإنه قد يَلْزَمُ مِنْ ذلك الإحالة إلى أصواتٍ بديلة في تلاوة القرآن الكريم " اهـ
ليس جديدا ،
" لأنَّني بَيَّنْتُ أَنَّ ذلك لم يكن...وقلتُ إِنَّ تلك الحروف التي سمعتَها مِنْ علماء الأصوات اجتهادات منهم في محاولة محاكاة بعض الأصوات القديمة التي أصابها التطور في نظرهم...وهم لم يقولوا بوجوب الأخذ بها في تلاوة القرآن الكريم.

شيخنا عمار هل سألت آخرين من أهل الأصوات فأخبروك أن الخلاف نظري؟
لم أسأل ، ولا أظن أنَّ أهل الأصوات سينكرون علينا ما نقول إذا اطلعوا على هذا الحوار وفهموا ما نريدُ من قولنا إن الخلاف نظريٌّ...

شيخنا الحبيب ،
أنت تنظر إلى القضية من زاوية ، ونحن ننظر إليها مِنْ زاوية أخرى...
أنتم تقولون إنَّ الخلاف ليس نظريا...وتقولون إن أهل الأصوات يسارعون إلى تخطئة القراء ، لأنَّ دارسي الأصوات يناقشون أصوات هذه الحروف العربية...وهذا أمر مرتبط بتلاوة القرآن الكريم ، وقد يحاول بعضهم الاجتهاد في محاولة محاكاة
النطق القديم لهذه الأصوات.
ونحن نقول إنَّ اجتهادات علماء الأصوات تدور حول
حول تفسير مشكلة صوتية تتعلق بهذه الأصوات ، وليس دعوة إلى تغيير النطق في تلاوة القرآن الكريم ، لأننا كلنا نعلم أنَّ القراءة سنة متبعة.

ورأينا صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب.
جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم.

 
في سياق حوار هادئ دافع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد عن موقف علماء الأصوات من إحدى صفات الأحرف الثلاثة: الطاء والقاف والهمزة، التي أجمع القراء على أنها مجهورة. والضاد التي وصفها سيبويه ووصفها الخليل بصفة مغايرة.
بدأ كلامه بإنكار تخطئة علماء الأصوات للقراء، وأن ذلك مجرد دعوى وعنون بها مشاركته مشفوعة برقم 2، وأن القول بأن وصف المشتغلين بالأصوات مخالف لوصف القراء قول غير دقيق.
ثم برّأ أهل الأصوات بمخالفة القراء العشرة، أصحاب الاختيارات، لأنهم لم يؤثر عنهم كلام في هذا الموضوع، وبذلك سلِم أهل الأصوات من شبهة رد القراءات المتواترة، ونفى العصمة عن المؤلفين في التجويد.
ثم أخذ في شرح صفات الأحرف الثلاثة الأولى، فخلص إلى القول بأن الطاء التي ينطقها القراء اليوم صحيحة،(علم التجويد، دراسة صوتية ميسرة، دار عمار، ص 60) وإنما، لاعتبارات تتعلق بالمقياس (صوت الصدر، الوترين)، اختلف وصفهم لها، وهو اختلاف في وصف الحرف لا يؤثر في ذات الحرف. وأن أبعاد القضية تكمن هنا، يجب فهمها جيدا.
وتحدّى المصرّين على جهرية هذه الأحرف، أن يجردوا حرف الطاء من صفة الإطباق، وعندئذ سيجدون "تاء" وهو من حروف الهمس. ثم ذكَّر بأنه لم يدعُ أبدا إلى تغيير نطق القراء.
ولما انتقل إلى القاف استبعد تخطئة نطق مجيدي القراء لحرف القاف، وبرّأ علماء الأصوات من اختلاق قضية الضاد، مشيرا بذلك إلى تعريف سيبويه لمخرج وصفات حرف الضاد بشهادة عبد السلام هارون.
ثم أوصى القراء بالتمسك بما تلقوه عن شيوخهم في نطق الضاد بمخرجها وصفاتها، ولا بأس من الحوار في الجوانب التاريخية للمشكلة. ورأى عدم احتكار الانتصار للقراء، فكلنا حريصون على سلامة نص القرآن من أي تحريف.
وفي ختام مشاركته لم يستبعد، من بعض المحاورين، الردّ على بعض ما جاء في مشاركته، إيمانا منه بعدم عصمته، وأنه يؤخذ من قوله ويترك إذ لم يكن صاحب القبرصل1، لكنه رجا أن يكون الحوار في إطار آخر من باب اختلاف وجهات النظر والبحث عن الحق الذي هو مسمى آخر للحكمة التي هي ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها. ونعى على احتكار الصواب وتخطئة الطرف المقابل وكيْل الاتهامات له، ولم يستبعد أن يشارك مرة أخرى.
هذه هي الخطوط العريضة لمشاركة الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد.
التعقيب:
ليس المراد بالقراء أصحابَ الاختيارات العشرة، الذين يتضمن كلامه إمكانية عصمتهم - على الأقل في جانب الرواية - ولا المؤلفين، الذين قطع بعدم عصمتهم. وإنما المراد بالقراء المقرئون وأصحاب التلاوة المسجلة أو غير المسجلة ممن تلقوا عن مشايخهم صفة القراءة مسندة إلى النبي صل1، سواء كانوا مؤلفين أم غير مؤلفين، وسواء كانوا أصحاب اختيارات أم لم يكونوا وفي أي عصر عاشوا.

ثم إن هذ الكلام بهذ الطرح يعني أنه لم يوجد تعارض بين قراءة القراء المجيدين اليوم وبين ما يرتئيه علماء الأصوات، وهو شيء يغلق الحوار بإعدام الخلاف، ويسرّح المقاتلين، لأن الإسلام لا يعرف الجيش المستديم. لكن تحضرني حكاية مناسبة لموقفي من هذا القول.
زعموا أنه عاد قطٌّ من حجّه فجمع الفئران ووعظها وحثّها على العدل وترْك الظلم، وطلب منها إعادة الثقة فيه لأنه ذهب للحج وقد تاب قبل ذهابه، فأجابته الفئران: نحن لا نشك في حجك وإنما نشك في توبتك. ثم تفرقت من حوله. ونحن بموقف الفئران في طلبه أن نتحدث، فقط، عن الجوانب التاريخية للمشكلة. هل يمكن ذلك ؟ وكيف ؟ وهل يمكن لعلم الأصوات، دون سائر العلوم، أن تقف على اعوجاج دون محاولة تقويمه ؟ وهل يستطيع "علم الأصوات"، أن تتأبّد على التزام الحيدة بين الأجهزة والرواية؟ هل سيغلق علماء الأصوات مختبراتهم ويسلموا مفاتيحها للقراء وينصرفوا مشكورين ؟
على أن تحدّي الدكتور للقائلين بجهرية الطاء لا يلزمهم، لسبب بسيط هو أنه لا يمكن نطق الطاء بدون صفة الإطباق، لأن صفات الحرف - وإن سميت صفات - ذاتيةٌ. فكما لا يمكن تجريد الرئيس السنغالي السابق عبد جوف من صفة الطول لا يمكن تجريد الطاء من صفة الإطباق، وإلا كان حرفا آخر، وهذا الحرف هو المهموس وليس الطاء.
لو كان الدكتور في صف علماء الأصوات لوجدنا في وصيته للقراء بالحفاظ على ما تلقوه عن مشايخهم ردْما للهوة الواسعة بين وجهات النظر. لكن هل يمثّل الدكتور علماء الأصوات ؟ نص في إحدى مشاركاته على نفْي ذلك، لكنه على طول مشاركاته تصرفّ وِفْق ذلك.
وأود أن أنبه إلى أن المناقشة لا تكون مناقشة إلا إذا اعتبر كل طرف أن الحق، كل الحق، معه، وأن الطرف الآخر في باطل محض. وما عدا هذا فتعلُّمٌ أو استيضاح أو عبث مقيت.
 
أخي الأستاذ الكريم أبا هشام ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكَ الله خيرا على مشاركاتك النافعة ، وبارك الله فيك ، وفي علمك.
أخاف أنْ يَتَشَتَّتَ الحوارُ ويطول في الحديث عن بعض المسائل الفرعية...أو مناقشة ما لم يَحِنْ وقته ، ونحن نناقش الآن مسألتين عَرَّجَ عليهما الإخوة الْمُعْتَرِضون ، فأرجو أنْ تكرمنا برأيك في هاتين المسألتين:
1- ما فائدة علم الأصوات؟ وماذا يمكن أَنْ يُقَدِّمَ لِمُعَلِّمِي وَمُتَعَلِّمِي تلاوة القرآن الكريم؟
2- دعوى تخطئة القُرَّاء.
جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم.
لا بأس يا شيخ عمار، لكن
سألني الشيخ عبدالحكيم سؤالا، فلم يكن بد من الإجابة بشيء من التفصيل
وإلا قلنا، الله أعلم
أما بخصوص ما تفضلت به
فأظن أني قد بسطت رأيي فيما سبق، والآن ألخصه:
1- علم الأصوات هو الأساس، وما علم التجويد إلا انبثاق عنه، ونسخة مطورة.
ولابد من تدريسه - وأقصد النطقي الفونولوجي فقط - لكل من أراد إتقان مخارج أصوات العربية
سواء كان: قارئا، أو مذيعا، أو منشدا، أو مطربا.. وأضيف أو حتى محاضرا أو خطيبا سياسيا.
وأما علم الأصوات الفيزيائي والسمعي وغيرهما، فليسا من علوم اللغة بسبيل
وهما إلى الطب وعلم النفس والفسيولوجي أقرب.
وفائدته تتأتى من خلال مقارنة الصواب بالخطأ، فحينئذ ينبغي دراسة الإبدال والانحراف الصوتيين
- وهما الصورة الخاطئة للنطق الصحيح - من باب
وبضدها تتميز الأشياء، ومن باب
عرفت الشر لا للشــــ** ــر لكن لتوقيهِ
ومن لا يعرف الخــــيرَ ** من الشر يقعْ فـيهِ
والخلاصة: أن علم الأصوات خير لا بد منه، وليس شرا يجب اجتنابه كما أشار د. غانم في مقال سابق
وكما هي دعوى ودعوة الشيخ عبدالحكيم كاتب هذا الموضوع.
2- دعوى تخطئة القراء
كما أشار أستاذنا د. غانم، لا بد من تحديد المقصود
القراء القدامى، كما خطأ المازنيرحمه الله نافعارحمه الله في "معائش" فقد سبق أن المازني يقصد أن نافعا خالف اللغة المعتمدة (لغة قريش)
أما أنه خالف كلام العرب، فلا.. إلا أن هذا شيء وثبوت السند من نافع إلى رسول الله صل1 شيء آخر
وإن كان المقصود بالقراء الرواد المؤسسين (مصطفى إسماعيل - الحصري - عبدالباسط.. ) فضلا عمن دونهم
فهذا وارد؛ لأن هؤلاء تلقوا اللفظ، ولا يستطيع أحد أن يدعي أنه تلقى مخرج الصوت كذلك.
وتتبع التراث وكتب لحن العامة يدلنا أن نطق الأصوات تغير وتطور منذ سيبويه إلى ابن جني ومنذ مكي إلى ابن الجزري
فماذا نقول عن اليوم بعد ستة قرون أو أكثر
فهذي قدرات ومواهب ربانية (كالصوت الرخيم الحسن) وقد ذكرنا مرارا وتكرارا أن ضاد وطاء مصر مخالفة لوصف سيبويه
على حين يوافقه ضاد أبين وطاء صنعاء، وللأمانة العلمية نقول: بنسبة 80% وليس 100%
لأن وصف سيبويه دقيق مدهش، وكل من أوتي أذنا موسيقية - ولو لم يكن لغويا - يفرق تماما بين الضاد الضعيفة (عند سيبويه)
والطاء الصنعانية المجهورة القوية التي تقترب من الضاد المصرية (دال مفخمة) أقول تقترب ولا تطابق
والحمدلله
 
خطر لي الآن شيء، وهو
هل الوتران الصوتيان هما الطريقة الوحيدة لمعرفة الجهر؟
أظن المسارعة إلى تخطيء سيبويه - كما فهمت من كلام د. شاهين، رحمه الله، وغيره - غير سديدة
فقد ذكر د. إبراهيم انيس في (الأصوات اللغوية: 21) ثلاث وسائل لملاحظة الاهتزاز من عدمه
فلم نسارع إلى اتهام سيبويه؛ بدعوى أنه كان يجهل تشريح جهاز النطق؟
والأولى أن نقول:
لعله - رحمه الله - عرف ذلك بطريقة خاصة، قد تكون واحدة مما ذكره الأصواتيون
كإبراهيم أنيس أو حتى غيرها!
ومن ذا الذي يدعي الإحاطة، وأنه جمع فأوعى؟
وأما أنا شخصيا، فلا أقيم لبروكلمان - فضلا عن برجشتريسر وشاده - مع علمائنا الأوائل وزنا
فإنما هم ونحن مقتاتون على موائدهم
ومرة أخرى أقول:
لولا الخليل وسيبويه وابن جني وعبدالقاهر ومكي والداني وابن الجزري
ماراح دوسوسير وبروكلمان وبرجشتريسر وإبراهيم أنيس وغيرهم، ولا جاؤوا
والحمدلله
 
قال الدكتور محمد الحسن بوصو ، وفقه الله :
(على أن تحدّي الدكتور للقائلين بجهرية الطاء لا يلزمهم، لسبب بسيط هو أنه لا يمكن نطق الطاء بدون صفة الإطباق، لأن صفات الحرف - وإن سميت صفات - ذاتيةٌ. فكما لا يمكن تجريد الرئيس السنغالي السابق عبد جوف من صفة الطول لا يمكن تجريد الطاء من صفة الإطباق، وإلا كان حرفا آخر، وهذا الحرف هو المهموس وليس الطاء).
قولكم هذا يجعلني أشك في قدرتكم على فهم دقائق علم الأصوات ، وأهليتكم للحوار في دقائقه ، كيف تقول إنه لا يمكن تجريد الصوت عن صفته ، فكل الحروف (أو الأصوات) التي تخرج من مخرج واحد ، وتختلف في صفة واحدة يمكن تجريد الحرف من تلك الصفة ليتحول إلى نظيره الآخر ، فالدال إذا سلبتَ منه صفة الجهر صار تاء ، وهو ما يحدث في الإدغام في مثل ( قد تبين ) ، والصاد إذا سلبت منه صفة الإطباق صار سيناً ، والعكس صحيح فالسين إذا أَخَذَ صفة الاستعلاء ( أو الإطباق ) صار صاداً ، كما في قول العرب قي سقت : صقت ، وكما في نطق كلمة ( سلطان ) في العامية عندنا فتصير (صلطان ) ، وهذا ليس من مبتكرات علم الأصوات المعاصر ، وإنما هول قول سيبويه ، وقول علماء العربية والتجويد المتقدمين ، ويتعلمه عندنا المبتدئون بدراسة علم الأصوات ، والله أعلم .
أما قصة الفئران فأضيفها إلى طرائف هذا الحوار وأرجئ التعليق عليها إلى حين الفراغ من حلقات هذا النقاش ، إن شاء الله .
 
أخي الأستاذ الكريم أبا هشام ،
جزاكَ الله خيرا على تلبية طلبي ، وبارك الله فيك ، ونفع بك.
*************************************************
أستاذنا الشيخ الكريم محمد الحسن بوصو ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أدري لِمَ شَمَمْتُ رائحة الغضب في مشاركتكم السابقة ، وإني لأرجو أن أكون مخطئا!
أحبُّ أنْ أذكركم بمقولة أكرمتني بها من قبل: " إذا كان الحق يجرح فذلك ذنب الحق وليس ذنب قائله " اهـ
وكم أعجبني قول أستاذنا الكريم الدكتور سليمان:
" خبر أنَّ الشيخ الدكتور غانما بدأ يكتب إجابات علمية من الأخبار السارة للجميع هنا؛ ذلك أن عهدنا به أن ما يكتبه مفيد ، اتفقنا معه أو اختلفنا. ونسأل الله أن يوفقه في تلك الإجابات " اهـ
وهذا يذكرني بقول الشافعي: " ألا يستقيم أن نكون إخوانًا ، وإن لم نتفق في مسألة " اهـ
فأرجو أن تُقْبِلَ بوجه الرِّضى والقبول ، بارك الله فيك.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم.
 
القضية تدور حول تفسير مشكلة صوتية تتعلق بهذه الأصوات ، وقولنا إنَّ الخلافَ نظريٌّ يعني أنَّ علماء الأصوات لا يقولون إن نطق القُرَّاءِ لهذه الأصوات خطأ يجب تغييره ، وقد قلتُ لكم مِنْ قبل إنَّ قولي:
" أي أننا إذا أردنا أن نطبق هذه النظريات ونأخذ بها في تعليم قراءة القرآن...فإنه قد يَلْزَمُ مِنْ ذلك الإحالة إلى أصواتٍ بديلة في تلاوة القرآن الكريم " اهـ
ليس جديدا ،
" لأنَّني بَيَّنْتُ أَنَّ ذلك لم يكن...وقلتُ إِنَّ تلك الحروف التي سمعتَها مِنْ علماء الأصوات اجتهادات منهم في محاولة محاكاة بعض الأصوات القديمة التي أصابها التطور في نظرهم...وهم لم يقولوا بوجوب الأخذ بها في تلاوة القرآن الكريم
السلام عليكم
شيخنا عمار .. بل دعا البعض للأخذ بها في القرآن .. وقد حدثتكم ـ علي الخاص ـ عن خطورة هذا العلم علي القراء في مصر واتهام بعضهم والطعن في أسانيد القراء .
(يبدو يا شيخ عمار إنك خائف علي اسمك أن يضرب في سوق رواجة الكتب ..بسمة)

لم أسأل ، ولا أظن أنَّ أهل الأصوات سينكرون علينا ما نقول إذا اطلعوا على هذا الحوار وفهموا ما نريدُ من قولنا إن الخلاف نظريٌّ...
فهمهم فهم غربي ، أما أنتم يا شيخ عمار مسالمون ولكن صدقني سيتطور الأمر لأبعد مما تتخيل إن لم يكن هناك وقفة صارمة وتصدي واضح لما يسمونه بعلم الأصوات .
والشئ يبدأ بوجهة نظرٍ ثم سرعان ما يتطور حتي يكون عمليا . وأ . شاده وغيره من المستشرقين لم يبلغوا هذا المبلغ في بلادنا إلا بمساعدة بني جلدتنا تحت دعوي نأخذ من الغرب الطيب ونترك الخبيث ، ولم يفرقوا بين عجمية هؤلاء وبين عربية القراء .
شيخنا عمار ..لو سمع شخصٌ ما ـ مجرد سماع ـ أن القراء جانبهم الصواب في بعض الأحرف وأخطأوا في وصف بعض الأحرف .. ماذا يكون رد فعل هؤلاء الناس عند سماع مثل هذا ؟
[FONT=&quot]أو سمعوا ما يقول إبراهيم أنيس : " ليس من المحتمل أن يكون القدماء قد خلطوا في وصفهم بين صفتي الجهر والهمس فيما يتعلق بهذا الصوت، ولكن الذي أرجحه أن صوت الطاء كما وصفه القدماء كان يشبه الضاد الحديثة لدى المصريين" ( [FONT=&quot][/FONT]) .[/FONT]

http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&p=130602#_ednref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][/FONT] [FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] إبراهيم أنيس ، الأصوات اللغوية, 62-63.[/FONT]
هل سيبحثون في الأمر .. هل هو خلاف نظري أو خلاف عملي ؟
ثم تخطئة القراء فيما أجمعوا عليه لا يجوز ، فإن جواز الخطأ عليهم في حرف جاز أن يخطئوا في حرف آخر وهكذا .
وما نقله الداني وغيره من أخطاء القراء فإنما هي لبعض القراء وليس جميعهم . وإلا أين هم من هذه الأخطاء ؟
وانظر ما قاله أبو حيان رحمه الله في تفسيره عند قوله تعالي " فنعما هي " : و إنكار هؤلاء فيه نظر ، لأن أئمة القراءة لم يقرأوا إلاَّ بنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومتى تطرق إليهم الغلط فيما نقلوه من مثل هذا ، تطرق إليهم فيما سواه ، والذي نختاره ونقوله : إن نقل القراءات السبع متواتر لا يمكن وقوع الغلط فيه .)ا.هـ

وإذا كان الأمر كله ليس فيه شئ عملي ـ كما تقول ـ ..لم هذه البلبة والجلبة وتضيع وقت الناس في توضيح مقصد هذا وذاك ؟
واجتهادات الأصواتيين نحن في غنًا عنها فهم ليسوا أهلا لإقامة الأحرف ، ويجب أن نضعهم في حجمهم الطبيعي دون تهويل لأمرهم أو رفعا من مكانتهم ما دامت تسبب البلبة والصخب .

وأختم لك بقول أ. خالد بسندي : [FONT=&quot]ويرى حسام النعيمي ([FONT=&quot][/FONT]) أن "براجستراسر" أراد بالقاف العتيقة المجهورة التي سمعها من بعض البدو الكاف المجهورة أي صوت "ك". إذ لا نشك في أنه كان يسمع القاف في قول المصريين: "القاهرة" وكذلك ما يلفظه قرَّاء القرآن في مصر, وهذه هي القاف التي ترجح لدينا أنها القاف العربية القديمة؛ لأنه لا يتصور أن يُجْمِعَ قراء القرآن في كل بلاد الإسلام على هذا الصوت ، وهم يتلقون القراءة مشافهة من جيل إلى جيل، ثم نزعم أنه ليس الصوت القديم مع أن الكلمات التي بالقاف تلفظ في لهجاتهم المحلية لفظا مختلفاً، فالقاف في (قال) مثلا، في شمال إربد تنطق ([/FONT]G[FONT=&quot]) وفي فلسطين تنطق ([/FONT]K[FONT=&quot]) .[/FONT]
[FONT=&quot]أما ما قيل من أن علماءنا القدماء قد وصفوا صوتا آخر لذلك تغير صوت القاف فلا أبلغ في نقضه من قول سيبويه : " أنك لو جافيت بين حنكيك فبالغت ثم قلت: قق قق، لم تعد ذلك –مخلاً بالقاف . ولو فعلته بالكاف وما بعدها من حروف اللسان أخل ذلك بهن" ( [FONT=&quot][ii][/FONT]) وهذا دليل على دقة وصفهم , ومبلغ تأملهم الشخصي في بيان الأصوات ومخارجها وصفاتها .[/FONT]

http://vb.tafsir.net/#_ednref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][/FONT] [FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] حسام سعيد النعيمي ، أصوات العربية بين التحول والثبات، [/FONT][FONT=&quot]26.[/FONT]

http://vb.tafsir.net/#_ednref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][ii][/FONT] [FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] سيبويه، الكتاب ، 4/480[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]



هل كانت هذه النتيجة يحتاجها الناس لو سكت هؤلاء ؟
ليس الأمر أنك تنظرمن زاوية ونحن ننظر من زاوية ، بل الأمر ما النفع الذي يعود علينا من هذه الجلبة والنقاش ؟
لاتقل إثراء للمواضيع أو النقاش .. بعدما تبين لك ما آل إليه الأمر .
والسلام عليكم
 
يقول الأستاذ الدكتور/ غانم قدوري الحمد، حفظه الله بما يحفظ به عباده الصالحين:
كيف تقول إنه لا يمكن تجريد الصوت عن صفته ، فكل الحروف (أو الأصوات) التي تخرج من مخرج واحد ، وتختلف في صفة واحدة
مع أن هذا جانبيٌّ جدا بالنسبة لموضوع للحوار، فإن الأستاذ الدكتور لا يخلو من حالين: إما أنه لم يفهم الفقرة التي نقلها عني، لأن شرحه لسلب الصفة يؤيد ما ذهبت إليه نصا، وإما أنه أراد بهذا تحويل الحوار إلى أمور هامشية كهذه.
إذا سلبتَ صفة حرف إنما تنطق حرفا آخر. وأرجو أن يعاود الدكتور معلوماته ومنهجه في هذه النقطة. والذين حشدهم إنما يعْنُون بسلب صفة الحرف من باب الافتراض وليس من باب الإمكان. وهذه نقطة مهمة جدا، ومن أبعاد هذه القضية الهامشية. وأكرر مصرا على أن من المستحيل أن تنطق حرفا بدون واحد من صفاته. لا يحتسب بحسن النوايا في النطق.
من باب دقائق الفن، ننبه إلى أنه لا توجد أحرف تشترك في مخرج واحد. فلكل حرف مخرجه الخاص المتميز، قال:
والحصر تقريب وفي الحقيقة +++ لكل حرف بقعة دقيقة
إذ قال جمهور الورى ما نصه+++ لكل حرف بقعة تخصه
هذا قول جمهور الورى بمن فيهم سيبويه وبليغ حمدي، وليس قولي ولا قول الناظم، وعليه فإن قولكم "فكل الحروف (أو الأصوات) التي تخرج مخرج واحد" يفتقد الدقة.
فقد ضربنا صفحا عن كلمة "دعوى" في العنوان "دعوى تخطئة القراء 2" لأن لا نشتت الحوار.
ونشكركم على اعتبار قصة الفئران طرفة، لأني سُقت أو صُقت أو زُقرت (من باب سلب الصفات) القصة عفوا، ثم بعد مضيّ فترة تعديل المشاركة خطر ببالي أن من الممكن تفسير ذلك تفسيرا سيئا. وأعتذر عن الجرح.
 
قول الدكتور محمد الحسن : إن لكل حرف مخرجاً قول الجمهور غير دقيق ، فهذا قول ذكره ابن الحاجب ، ورده جمهور العلماء ، فالمخارج عند علماء العربية ستة عشر أو سبعة عشر ، على ما هو معروف ، وحاول بعض المتأخرين تأويل القول بأن لكل حرف مخرجاً بتقسيم المخارج إلى كلية وهي الستة عشر أو السبعة عشر ، ومخارج جزئية وهي ما يكون لكل حرف في داخل المخرج الكلي ، وهذا التأوبل بعيد ، ويظل الرأي الراجح عند المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين من علماء العربية والتجويد والأصوات أن من المخارج ما يشترك في المخرج الواحد ، اثنين وثلاثة وأربعة ، ومن ثم جاز أن تسلب صفة الحرف فيتحول إلى نظيره في المخرج ، كما صرح بذلك أهل الاختصاص ، ويظل سؤالي عن الحرف الذي يؤول إليه الطاء المجهور إذا سُلِبَ صفة الجهر ينتظر الجواب .
 
التعديل الأخير:
الشيخ الأستاد الدكتور غانم قدوري الحمد، سلمكم الله !
سموني بعد الآن بمحمد الحسن بوصو.
أنا آسف، لكن لم أحصل على درجة الدكتوراه، وجزاكم الله خيرا على إحسان الظن، وفائق التقدير.
وبعد : فقد ذكرتم وجهة نظركم هذه في كتابكم الذي أشرت إليه سابقا (علم التجويد، دراسة صوتية ميسرة، ص 55-56) وأيّدتم وجهة نظركم بأن رأي ابن الحاجب "لم يجد (له) سبيلا إلى أفكار الدارسين" وبرد ملا على القاري لتعدد المخارج بتعدد الحروف. وذكرتم المرآة كوسيلة لتحقيق مخارج الثاءوالذال والظاء.
وهذه النقطة مما لا أوافقكم فيه يادكتور، وقد تعجبت من احتجاجكم بملا علي القاري على ابن الحاجب. وأما الدراسات الصوتية فقد بيّنا مقدار نتائجها عندنا.
نحن نقول كما قال ابن الحاجب: بأن جمع أحرف في مخرج واحد وتفرقتها بالصفات من باب التقريب وإلا فإن لكل حرف مخرج خاص به يختلف عن مخرج أقرب حرف إليه. ولنأخذ الثاء والذال والظاء التي ذكرتموها فوضْع طرف اللسان بالنسبة لأطراف الثنايا يختلف في كل واحد منها عن الآخرين، إما من موقع الطرف من الثنايا أو من التصاقه. والرأي القائل: إن لكل حرف مخرجا مخالفا لمخرج الآخر وإلاّ لكان إياه" رأي وجيه، وإن تفضلتم بوصفه بأنه :"ناتج عن نظرة سطحية لا تدرك خصائص النطق الدقيقة"
ويقول قائل، يا سيدي هذا الذي تذكره ناتج عن وضع اللسان وليس عن مخرجه، نقول له: هذا لو أمكن فصل الحرف عن صفاته، واتفقنا على اعتبار عروض الصفات، وأنا أقول بأنها ذاتية.
أما سلب صفة الإطباق من حرف الطاء فالمطالب به أنتم، لأني أقول بأن أي حرف تنطق به بدون صفة الإطباق فليس طاء ولا صاد ولا ظاء ولا ضادا، سمّوه بعد ذلك بما تشاءون.
تقولون بأن الطاء بدون الإطباق تاء، وأنا أقول بأنه تاء ما دام ليست فيه صفة الإطباق، وأنتم تقولون بأنه طاء بدون صفة الإطباق. ما هذا ؟
على أن الحوار كان: هل حدث تخطئة أهل الأصوات للقراء ؟وأجبتم بأنه لم يحدث. وجزاكم الله خيرا !
وإذا تحقق تعارض بين علم الأصوات ومرويات القراء فأيهما أحق بالاتباع ؟ وقد أوصيتم القراء بالأخذ بما تلقوه عن شيوخهم. ونتساءل بعد ذلك عن جدوى دراسة علم الأصوات، ما دام لا يحرك ساكنا ولا يسكن متحركا.
 
أجهزة مختبر الصوت

جعل الإخوة المحاورون من أجهزة مختبر الصوت مادة للتفكه ، وصَفَّقَ بعضهم لبعض حين اكتشفوا أني لم استخدم تلك الأجهزة في أبحاثي في علم الأصوات والتجويد ، مع أني لم أَدَّعِ استعمال تلك الأجهزة ، وصَرَّحْتُ في بعض ما كتبتُ أن بعض الإشكالات يحتاج حلها إلى مثل تلك الأجهزة ، لكن لعدم توفرها عندنا تركت إعطاء رأي نهائي فيها ، ودَعَوْتُ في خاتمة أطروحتي للدكتوراه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) إلى تأسيس مركز للدراسات الصوتية العربية، يضم مختبراً للصوت، وقد جعل بعض المحاورين ذلك سبباً للزهد في ما كتبتُ، والتشكيك في صحة ما انتهيتُ إليه من نتائج.
وذهبوا إلى أن علم التجويد في غنى عن استعمال أجهزة الصوت، وصَرَّحَ بعضهم أن استعمال الأجهزة في تحليل الظواهر الصوتية للقراءة القرآنية قد يثير إشكالات، ويتسبب في مشكلات، فيكون ضرره أكبر من نفعه، وتساءلوا : ماذا لو جاءت الأجهزة بما يتناقض مع ما جاءت به الرواية، أيهما نتبع الرواية أو الأجهزة، وإذا كان الأمر كذلك فإنه لا يستحق إضاعة الوقت وصرف الأموال، وقد كفانا علماؤنا عن ذلك كله!
وهذا الموقف من استعمال أجهزة مختبر الصوت قد يكون نابعاً من عدم الإلمام بالعمليات التي تقوم بها تلك الأجهزة، والفوائد التي يمكن أن تحققها للدارسين للأصوات، وأثار ذلك في نفوس الرافضين للأجهزة شبهة التعارض بين ما يمكن أن تأتي به الأجهزة، وما تحقق في الرواية، وجعلني هذا الموقف أتحدث عن تلك الأجهزة في هذه الحلقة؛ لأن تخلفنا في استعمال تلك الأجهزة مظهر من مظاهر التخلف العلمي الذي يضرب أطنابه على بلداننا، وتفوت الباحثين والمعلمين والمتعلمين فوائد كثيرة من عدم توفر تلك الأجهزة .
ولا يخفى عليكم أن مختبرات الصوت نوعان : تعليمية ، وبحثية ، وقد تكون المختبرات التعليمية أكثر انتشاراً ، لكنها ليست مخصصة لتحليل الأصوات اللغوية، وإنما هي مخصصة لتعليم النطق الصحيح للغة العربية أو اللغات الأجنبية، وأحسب أن هذا النوع من الأجهزة ليس موضع تشكيك من أحد .
ولا أدري ما ضرر أجهزة مختبر الصوت البحثية التي يمكن أن تميز لنا بالصورة وبالخطوط البيانية الصوت المجهور من المهموس، والتي تقيس طول الصوت اللغوي بأجزاء الثانية، وتبين تفاوت الأصوات في الشدة، والدرجة ، وهذه الأجهزة جزء من منظومة أكبر تخدم اليوم أنشطة التعليم والاتصال والفيزياء والطب والعلوم الأخرى .
لست متخصصاً بشيء من هذه الأجهزة ، لكن ما كُتِبَ عنها يشير إلى أنها يمكن أن تقرب لدارس الأصوات فهم الظاهرة الصوتية فيزياوياً أو عضوياً ، ويمكن أن تسهم في حل المشكلات التي تواجه الباحثين في الأصوات ، بسبب تعقيد عملية إنتاج الأصوات وتغيرها من أدنى تغيير في شكل آلة النطق ، ويمكن التعرف على تلك الأجهزة من النظر في بعض كتب علم الأصوات اللغوية الحديثة ، مثل كتاب (أصوات اللغة) للدكتور عبد الرحمن أيوب ، و(دراسة الصوت اللغوي) للدكتور أحمد مختار عمر ، وتَحَدَّثَ الدكتور منصور بن محمد الغامدي في كتابه ( الصوتيات العربية ص175-187) عن تلك الأجهزة التي كان قد خبرها واستعملها في أبحاثه ، وسوف أقتصر على ذكر أهم تلك الأجهزة ودورها في عملية تحليل الصوت .
قال الدكتور الغامدي في الفصل الذي خصصه للحديث عن(أجهزة الأصواتيين) :" إن معظم الدراسات الأصواتية المعاصرة تقوم على استخدام أجهزة معقدة ومتطورة مما يعطي مصداقية للنتائج التي يصل إليها الأصواتي في دراساته ، وفيما يلي أسماء بعض الأجهزة الشائعة الاستخدام في فروع الصوتيات الثلاثة".
وتحدث عن أكثر من عشرة أجهزة ، اخترت ثلاثة منها للتعريف به هنا ، مع إضافة صورة لكل جهاز استخرجتها من شبكة المعلومات الدولية ( وهي أنواع كثيرة ) :
(1) منظار الحنجرة Laryngoscope
يتكون منظار الحنجرة الحديث من أنبوب مرن مصنوع من مادة ناقلة للأشعة الصوتية ، ينتهي أحد طرفيه بعدسة شيئية تكون متصلة في الغالب بآلة تصوير ، يتم إدخال الطرف الذي ينتهي بالعدسة الشيئية عبر إحدى فتحتي الأنف إلى التجويف الأنفي حتى تشرف على الحنجرة من خلف اللهاة ... ومن ميزات منظار الحنجرة أنه بإمكان الشخص الذي تقام عليه التجربة التحدث بصورة طبيعية ، إلى درجة كبيرة أثناء التجربة .
الحنجرة والحلق من أعضاء الجهاز الصوتي التي لا يمكن مشاهدتهما بالعين المجردة أثناء الكلام ، لذلك فإن منظار الحنجرة مفيد في تحديد الأعضاء التي تدخل في نطق الأصوات التي مخارجها من الحلق أو الحنجرة ، وهذا يفيد في دراسة مخارج أصوات كالعين والحاء والهمزة والهاء في اللغة العربية ، والتي لا تزال مخارجها وكيفية نطقها غير معروفة بشكل دقيق ، وهذه صورة لأحد أنواع منظار الحنجرة :

(2) راسم الذبذبات Oscilloscope
يقوم راسم الذبذبات بتحويل الطاقة الصوتية إلى طاقة كهربائية ، تعرض مع عامل الزمن على شاشة عرض صغيرة ، حيث تظهر التغييرات في شدة الصوت ، ويمكن تحديد زمن الذبذبة ، وما إذا كان الصوت مجهوراً أم مهموساً ، ومعرفة التردد الأساس للوترين الصوتيين ، وهذه صورته :

(3) المطياف أو راسم الأطياف Spectrograph
يقدم المطياف ثلاثة أبعاد للموجة الصوتية المرسومة ، وهي : التردد ، والشدة ، والزمن ، وهذا يعين الباحث في معرفة زمن الصوت ، والتردد الأساس ، والشدة ، ويفيد المطياف في دراسة المصوتات ، إذ الفرق الأساسي بين أغلب المصوتات هو فارق طيفي ، وتطورت صناعة المطياف بسرعة وظهرت منه عدة أجيال ، وهي تشترك جميعاً في عرض موجات الصوت الكلامية بأبعادها الثلاثة ، وهذه صورته :

وختم الدكتور منصور الغامدي حديثه عن أجهزة مختبر الصوت بقوله :" الصوتيات علم معملي يعتمد على التجارب التي بدورها تعتمد على معامل مجهزة تجهيزاً حديثاً يواكب التطور العلمي والتقني الذي نعيشه ، وهناك أجهزة تخدم فروع الصوتيات الثلاثة : النطقية والأكوستية(أي:الفيزياوية) والسمعية . فيمكن متابعة حركات الجهاز الصوتي وعضلاته والهواء المنساب داخله ، كما يمكن تسجيل موجات الصوت اللغوية وتحليلها ، إضافة إلى ذلك فإنه يمكن وضع تجارب واستخدام أجهزة دقيقة لمعرفة الكيفية التي تتم بها عمليتي السمع والإدراك، كل هذا الكم من الأجهزة تجعل النتائج التي يخرج بها الباحثون في علم الصوتيات دقيقة لدرجة كبيرة وتتمتع بالثبات والموضوعية".
ومما يؤسف له أن كثيراً من جامعاتنا تفتقر إلى معامل الصوتيات ، لعدم توفر الإمكانات المادية والبشرية المتخصصة ، فالتعامل مع هذه الأجهزة الحديثة يحتاج إلى خبرة وتدريب ، وقد سبقتنا الدول المتقدمة بصناعة هذه الأجهزة وتطويرها واستخدامها في دراسة لغاتهم .
ونحن لا نزال نتجادل عن جدوى هذه الأجهزة ، ويتخوف البعض منا من عاقبة استعمالها في دراسة أصوات العربية وتحليل نصوص القراءات القرآنية ، ويتساءل : ماذا نعمل إذا تعارضت نتائج هذه الأجهزة مع ما هو مقرر في الرواية ، أيهما نقدم الرواية أو ما تأتي به الأجهزة ؟ ويبدو لي أن هذا التساءل نابع من عدم المعرفة بهذه الأجهزة ، لأنها لا تخترع نطقاً جديداً ، وإنما هي تقوم بتحليل ما يقدم لها من مادة صوتية ، شأنها في هذا شأن أجهزة تسجيل الصوت ، التي تعيد ما يقدم لها من مادة ، ولكن قد تكشف الأجهزة خطأً وقع فيه الدارسون في وصف ظاهرة صوتية بالاستناد إلى الملاحظة الذاتية.
وكرر بعض الإخوة المحاورين القول بأنه لا توجد وسيلة للتحقق من صدق ما تأتي به هذه الأجهزة ، والجواب على ذلك سهل ، وهو أن هذه الأجهزة كما قال الدكتور منصور الغامدي : "تجعل النتائج التي يخرج بها الباحثون في علم الصوتيات دقيقة لدرجة كبيرة وتتمتع بالثبات والموضوعية"، فإذا ما أتقن التعامل معها جاءت نتائجها دقيقة ، والتطبيق كفيل ببيان أبعاد هذا القضية ومدى واقعيتها.
وأصبحت لدينا اليوم مجموعة من البحوث والدراسات الصوتية العربية التطبيقية التي استخدمت أجهزة مختبر الصوت الحديثة ، إذا افترضنا أن دراسات الرواد الأوائل لعلم الأصوات العربي لم يتحقق لها ذلك ، ومن أقدم هذه الدراسات كتاب الدكتور سلمان العاني Arabic phonology الذي ترجم إلى العربية بعنوان (التشكيل الصوتي في اللغة العربية) ، ومنها أبحاث الدكتور سمير شريف إستيتية ، وأبحاث تلامذته من طلاب الماجستير والدكتوراه ، وبين يدي كتاب (الخصائص النطقية والفيزيائية للصوامت الرنينية العربية) ، للدكتور فتح الله الصغير ، وهو أطروحته للدكتوراه التي أشرف عليها الدكتور سمير ، وذكر في مقدمتها سبعة أعمال أنجزت بالاعتماد على أجهزة مختبر الصوت ، ومنها مجموعة أبحاث كتبها الدكتور علي يحيى المباركي ، وكتاب التجويد القرآني دراسة صوتية فيزيائية للدكتور محمد صالح الضالع ، وغيرها.
وأختم هذه الحلقة بالدعوة إلى التكاتف لإنشاء معامل الأصوات، وأن يكون عندنا متخصصون بها، لديهم إلمام بعلم القراءات واللغة العربية، لننتقل من مرحلة نقل حقائق علم الأصوات من كتب الغربيين إلى مرحلة الإبداع والتطوير لهذا العلم بإمكاناتنا الذاتية، ولدينا من تراثنا العلمي رصيد كبير يمكن أن نبني عليه، وأن نصل إلى الريادة في هذا العلم ونجعله في خدمة قراءة القرآن الكريم واللغة العربية ، هدانا الله وإياكم إلى الحق المبين ، وجمعنا وإياكم عليه، آمين.
 
الأخ الأستاذ محمد الحسن ، وفقه الله
أما اشتراك أكثر من حرف في مخرج فهو رأي الجمهور ، وابن الجزري يقول في مقدمته:
مخارج الحروف سبعة عشر على الذي يختاره من اختبر​
وإذا أردت الأخذ بالرأي القائل بأن لكل حرف مخرجاً فأنت وما تختار .
وسَلْبُ الصفة من الحرف أيضاً قول الجمهور ، وإذا سُلِبَتِ الصفة المميزة من الحرف سيتحول قطعاً إلى صوت آخر ، وقولك إن الذال والثاء والظاء ليست من مخرج واحد لوجود تباين في وضع الللسان عند النطق بكل حرف منها ، فإن هذا القول قد ينطبق على الظاء لأن أقصى اللسان يستعلي عند النطق به ، لكن ذلك لا يخرجه عن مشاركته للذال والثاء في المخرج ، وإذا نطقنا بالذال نطقاً مستمراً وسلبنا صفة الجهر عنه ، أي أوقفنا اهتزاز الوترين ، فإن موضع اللسان لا يتغير من الأسنان لكن الصوت الناتج سوف يكون ثاء ، وهذا يدل على اشتراكهما في المخرج ، ويقال مثل ذلك في السين والزاي ، والتاء والدال ، والغين والخاء ، والفاء وvوالباء و p وما أشبهها ، وطلبي بسلب صفة الجهر من الطاء من هذا القبيل ، وهي أم الباب ، وليست قضية ثانوية في الحوار ، لأن قول المحدثين بأنها صوت مهموس يحمل على أنه تخطئة للقراء ، والأمر كما هو واضح ليس كذلك.
وتجديد السؤال عن فائدة علم الأصوات بعد ما ذكرته وما ذكره غيري يعني عدم القناعة بما ذكر من فوائد ، وليس لي ولا لغيري أن يحمل أحداً على القناعة بشيء وهو غير مقتنع به ، وأقول لك قناعتك ، وللآخرين قناعاتهم ، ولا فائدة من إعادة ما قيل.
ولكن لكي نتأكد من فائدة علم الأصوات لدارس التجويد من عدمها يمكن أخذ مجموعتين من المتعلمين الجدد ، تتعلم المجموعة الأولى التجويد من خلال أحد الكتب المتأخرة التي لم يتأثر كاتبوها بمعطيات علم الأصوات الحديث ، وتتعلم المجموعة الثانية علم التجويد من خلال المفاهيم الصوتية الحديثة ، وننظر في النتائج ، من حيث سرعة التعلم ، ووضوع الفهم ، ولي تجربة في تدريس علم التجويد في القاعات الدراسية وفي حلقات المساجد ، ودلت تلك التجربة على استفادة المتعلمين من معطيات علم الأصوات ، حتى لو قلتَ للمتعلم الطاء والقاف أصوات مهموسة ، لأنه سوف ينطقها النطق الصحيح . والله أعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل.
 
السلام عليكم
شيخنا عمار .. بل دعا البعض للأخذ بها في القرآن .. وقد حدثتكم ـ علي الخاص ـ عن خطورة هذا العلم علي القراء في مصر واتهام بعضهم والطعن في أسانيد القراء .
فهمهم فهم غربي ، أما أنتم يا شيخ عمار مسالمون ولكن صدقني سيتطور الأمر لأبعد مما تتخيل إن لم يكن هناك وقفة صارمة وتصدي واضح لما يسمونه بعلم الأصوات .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
1- شيخنا الكريم ،
هل هؤلاء الذين يدعون إلى أصوات بديلة في تلاوة القرآن الكريم قلة أم كثرة؟ ولعلك تذكر أسماءهم ، بارك الله فيكم.
أسأل لأنني أكاد أجزم أنَّ هذا مِنَ القليل النادر!
وأبشرك أنَّ الشيخ غانما وتلميذه عَمَّارًا أول المعارضين لهؤلاء! لكننا لن نترك علم الأصوات بسبب أخطاء بعض المنتسبين إليه...
2- الوقفة الصارمة مع مثل هؤلاء الذين يدعون إلى تغيير النطق في تلاوة القرآن الكريم أمر حَسَنٌ ، لكنْ ما ذنب علم الأصوات إن أخطأ بعض مَنْ ينتسبُ إليه؟!
رموني بعقم في الشباب وليتني ** عقمتُ فلم أجزع لقول عداتي!
وما أجمل قول شيخنا الكريم أبي عبد الله الشِّهْري:
" والذين ذكرتم من المؤلفين في الأصوات ممن يطعنون في بعض الأسانيد أو في شيء من أداء القراء ليسوا حجةً لإبطال هذا العلم واطراحه ، وهو علم فيه فوائد كثيرة... " اهـ

وإذا كان الأمر كله ليس فيه شئ عملي ـ كما تقول ـ ..لم هذه البلبة والجلبة وتضيع وقت الناس في توضيح مقصد هذا وذاك ؟
واجتهادات الأصواتيين نحن في غنًا عنها فهم ليسوا أهلا لإقامة الأحرف ، ويجب أن نضعهم في حجمهم الطبيعي دون تهويل لأمرهم أو رفعا من مكانتهم ما دامت تسبب البلبة والصخب .
ألم أقل لكم مِنْ قبل...خذ ما يفيد ، وألق ما لا يفيد في اليم؟!
وأنتَ أخذت بنصيحتي ، فألقيتَه كُلَّهُ في اليم! :)
شيخنا الكريم ، أنتم أقمتم حربا على علم الأصوات وأهله ، وقلتم إِنَّ هذا الْعِلْمَ شَرٌّ كله!
وإذا كان علماء الأصوات (ليسوا أهلا لإقامة الأحرف) ، فَلِمَ نترك هذا العلم لهم؟ أليس باستطاعتنا أَنْ نُسَخِّرَ هذا العلم وآلاته لخدمة مُعَلِّمي ومتعلمي تلاوة القرآن الكريم؟

هل كانت هذه النتيجة يحتاجها الناس لو سكت هؤلاء ؟
ليس الأمر أنك تنظرمن زاوية ونحن ننظر من زاوية ، بل الأمر ما النفع الذي يعود علينا من هذه الجلبة والنقاش ؟
لاتقل إثراء للمواضيع أو النقاش .. بعدما تبين لك ما آل إليه الأمر .
إذا لم تنفعنا اجتهادات علماء الأصوات في تفسير مشكلة صوتية تَتَعَلَّقُ ببعض أصوات اللغة العربية...فلن تضرنا! اقرأها كما تقرأ أي بحث تاريخيٍّ.
شيخنا الكريم ، هل إذا اختلف علماء الأصوات في بعض المسائل واجتهدوا فيها...نَرُدُّ ما أَثْبَتَتْهُ الدراسات الصوتية الحديثة من حقائق علمية مفيدة ، وننبذ أقوالهم كلها؟!
إني أخشى أن نعود إلى سؤالكم الأول: ما فائدة علم الأصوات؟ وماذا يمكن أن يُقَدِّمَ لمعلمي ومتعلمي تلاوة القرآن الكريم؟
وقد أجاب الشيخ غانم وغيره عن هذا السؤال ، ويظهر لي أنَّ الإخوة المعترِضين لا يزالون غير مقتنعين بفائدة هذا العلم...ولذا فلا فائدة تُرجى مِنْ إعادة ما قيل.

جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم.
 
ا
وهذه النقطة مما لا أوافقكم فيه يادكتور، وقد تعجبت من احتجاجكم بملا علي القاري على ابن الحاجب. وأما الدراسات الصوتية فقد بيّنا مقدار نتائجها عندنا.
السلام عليكم
صدقت شيخنا الحسن بوصو إن هذه الدراسات الصوتية وهذه الأجهزة لو كانت فيها فائدة لانتفع بها أهل الأصوات أنفسهم ، لا أن يصدروه إلي القراء ، لأن القراءة ليسوا بحاجة إلي هذه الأجهزة التي يدّعون نفعها للقراء ولتعليم التجويد عليه .
وليس هذا جمودا بل الدليل علي ذلك ما قاله د. عبد الصبور شاهين رحمه الله في مقدمة كتابه أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي "أبو عمرو بن العلا " حيث ذكر فيه : وقد كانت وسيلتنا إلي هذه الدراسة الاستماع إلي أداء شيوخ القراءة ، وفي سبيل ذلك قمنا بتسجيل الأمثلة التي تعد في نظرنا وسيلة لتحليل أصوات القراءة والتي تحتويها ظاهرة الإدغام وكان ذلك علي شريطين سجل بالقاهرة ، وسجل الآخر بمدينة أم درمان ، وكلاهما لقارئ مجيد متقن مشهود له بالضبط من شيوخه المشهورين . والمهم أن طريقة الأداء كانت واحدة لدي الرجلين بحيث لم نسجل في هذا الصدد فرقا يذكر ))ا.هـ ص10
فقدرة القراء المتقنين واضحة في قوة ضبط الإيقاع مهما كانوا متفرقين في البلاد .
والعجيب أن محل الخلاف هل جلسوا علي هذه الأجهزة أو لا ؟
فإذا بهم يستدلون بوجود الأجهزة ، فهذه الأجهزة تكلم عليها كثير من أهل الأصوات أمثال د. محمود السعران ، ود. أحمد مختار وقدما وصفا لهذه الأجهزة .
فالعبرة ليس في وجود الأجهزة ، العبرة هل جلسوا عليها أو لا ؟
فإن جلسوا عليها لم لم ينتفعوا به لأنفسهم ؟
فلقد كتبوا فوائدها وهم لم يجلسوا علي جهاز واحد .
وكلما تفكرت في كيفية عمل هذه الأجهزة انتابتني نوبة من الضحك .
لابد من وجود أصوات يقيس الجهاز الأصوات المقابلة عليها .
ولابد لهذه الأصوات أن تكون أصوات قراء .
طيب ..هم يعترضون علي القراء .. فأي صوت يكون ؟
فإن استحضروا أرواح سيبويه والخليل وابن جني واحتجوا بهم ، استحضرنا لهم أرواح نافع وعاصم وحمزة . فنكون متعادلين .
عموما مبارك عليكم الأجهزة .
والسلام عليكم
 
وإذا كان علماء الأصوات (ليسوا أهلا لإقامة الأحرف) ، فَلِمَ نترك هذا العلم لهم؟ أليس باستطاعتنا أَنْ نُسَخِّرَ هذا العلم وآلاته لخدمة مُعَلِّمي ومتعلمي تلاوة القرآن الكريم
السلام عليكم
معذرة شيخنا عمار . والله لم أر مداخلتك إلا بعد كتابتي لما سبق يعلم الله .
والعبارة المظللة بالأحمر قد تحدثت في المداخلة السابقة دون أن أعرف ما كتبته لعلكم تستفيدون أنتم بهذه الأجهزة .
فأعظم من قرؤوا القرآن علي وجه الأرض من قراء زماننا لم يروا هذه الأجهزة ولا يضاهيهم أحد في قوة الأداء .بل كلمن جاؤوا بعدهم أقل منهم في الإتقان ..رحم الله شيخنا الحصري وغيرهم من مشايخنا الكرام .
ولك تحياتي
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
معذرة شيخنا عمار . والله لم أر مداخلتك إلا بعد كتابتي لما سبق يعلم الله .
والعبارة المظللة بالأحمر قد تحدثت في المداخلة السابقة دون أن أعرف ما كتبته لعلكم تستفيدون أنتم بهذه الأجهزة .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا تثريب عليك يا شيخنا الكريم ، أسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولكم ، وأن يجعل ما نكتب في ميزان حسناتنا.

فأعظم من قرؤوا القرآن علي وجه الأرض من قراء زماننا لم يروا هذه الأجهزة ولا يضاهيهم أحد في قوة الأداء .بل كلمن جاؤوا بعدهم أقل منهم في الإتقان ..رحم الله شيخنا الحصري وغيرهم من مشايخنا الكرام .
ولك تحياتي
والسلام عليكم
صَدَقْتَ! لكنَّ هذه الأجهزة من الوسائل الحديثة التي قد يستخدمها بعض الْمُعَلِّمِين في تدريس التجويد...وكلنا يعلم أَنَّ هذه الأجهزة لا تسمن ولا تغني مِنْ جوع إذا لم يقرأ المتعلم على شيخٍ ضابط متقن ، وما هي إلا وسائل مساعدة فحسب.

والعجيب أن محل الخلاف هل جلسوا علي هذه الأجهزة أو لا ؟...
فالعبرة ليس في وجود الأجهزة ، العبرة هل جلسوا عليها أو لا؟...فلقد كتبوا فوائدها وهم لم يجلسوا علي جهاز واحد .
شيخنا الكريم ،
تَجِدُ الجوابَ في مشاركة شيخنا الدكتور غانم (أجهزة مختبر الصوت) :
" وأصبحت لدينا اليوم مجموعة من البحوث والدراسات الصوتية العربية التطبيقية التي استخدمت أجهزة مختبر الصوت الحديثة ، إذا افترضنا أن دراسات الرواد الأوائل لعلم الأصوات العربي لم يتحقق لها ذلك ، ومن أقدم هذه الدراسات كتاب الدكتور سلمان العاني Arabic phonology الذي ترجم إلى العربية بعنوان (التشكيل الصوتي في اللغة العربية) ، ومنها أبحاث الدكتور سمير شريف إستيتية ، وأبحاث تلامذته من طلاب الماجستير والدكتوراه ، وبين يدي كتاب (الخصائص النطقية والفيزيائية للصوامت الرنينية العربية) ، للدكتور فتح الله الصغير ، وهو أطروحته للدكتوراه التي أشرف عليها الدكتور سمير ، وذكر في مقدمتها سبعة أعمال أنجزت بالاعتماد على أجهزة مختبر الصوت ، ومنها مجموعة أبحاث كتبها الدكتور علي يحيى المباركي ، وكتاب التجويد القرآني دراسة صوتية فيزيائية للدكتور محمد صالح الضالع ، وغيرها." اهـ
وقال شيخنا الدكتور عبد الرحمن الشهري:
"
أما قضية استخدام هذه الأجهزة فقد جربت بعضها بنفسي، ولمست فائدتها الكبيرة في تعليم التجويد ولاسيما مخارج الحروف وصفاتها، والإدغام وغيره ، ودرجات الغنة ... الخ .
ولكن هناك من هو أعلم بها مني ودراسته في الماجستير والدكتوراه في هذه الصوتيات والأجهزة ، وهو أخي الدكتور منصور بن محمد الغامدي...
وهو خبير بأجهزة الصوتيات وأنواعها وعلم الصوتيات الحديث..." اهـ

شيخنا الكريم ، يظهر لي أنك تخشى أَنْ يخترع علماءُ الأصوات شيخا آلِيًّا يُعَلِّمُ النَّاسَ تلاوة القرآن الكريم! ويومئذ ستقول لي " مش أُلْتِلَّكْ نكسرها مِلْ أول! حنشتغل إيه ديلوقتي! " (ابتسامة).

بارك الله فيكم.
 
السلام عليكم
صدقت شيخنا الحسن بوصو إن هذه الدراسات الصوتية وهذه الأجهزة لو كانت فيها فائدة لانتفع بها أهل الأصوات أنفسهم ، لا أن يصدروه إلي القراء ، لأن القراءة ليسوا بحاجة إلي هذه الأجهزة التي يدّعون نفعها للقراء ولتعليم التجويد عليه .

الحقيقة يا شيخ عبد الحكيم أنه تمّ إعادة طرح الأجهزة من باب ما سمّى به أحد الشناقطة كتابه "كشف الغطا عما جرى بأرضنا من الخطا".
القارئ متهم دائما، والقدامى متهمون أحيانا وفي بعض الاحتمالات، أما الأجهزة فبريئة، بصك قضاة الأصوات، براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
إنهم، للتوضيح الواضح والبيان البيّن وقطع الاحتمالات يتخذون الوترين، أو وضع اليد على الناتئ من الوترين، أو وضع اليد على الجبهة، أو سد الأُذْن بالأصبع، وسيلة جديدة بديلة لانحباس وجريان النفس أو الصوت كشفا للغموض وحسما للخلاف لكن هذه الأجهزة المتوغلة، الكاشفة، المجرِّدة، العميقة النظر، الحساسة لم تمنعهم من الاختلاف في جهرية وهمسية الهمزة على ثلاث مذاهب متوازية، تجشّم الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد عناءَ نفْي التناقض عنها على الرغم من إصراره على صحة المنهج ونجاعة الأجهزة.
وقد أراد بعض أحبابنا في الحوار أن يهوّن القضية بنفي تناقض ما يقوله الأصواتيون وما عليه أهل الأداء المجيدون بقوله القريب من:
إن قولك: "السماء غائمة" وقول زميلك لنفس الحالة في نفس الوقت: "السماء صافية" قولان مختلفان لكنهما لا يغيران شيئا في السماء. فكذلك القول في القاف مثلا: فقول القراء بأنها مجهورة وقول أهل الأصوات بأنها مهموسة خلاف بيّن لكنه لا يؤثر في الحرف. وهذا كلام غير مستقيم،لأ القارئ إما أن يؤمن بهمسية القاف أو بجهريته، لا يمكن أن يكون محايدا، وعليه، وفق نتائج علم الأصوات، إما أن يضع يده على جبهته ويجتهد في إجهار القاف إيمانا بأهل الأصوات وإنكارا للقراء، أو يبقى على "همسه" له متبعا للسنة ومنكرا للبدعة.
 
عودة
أعلى