حوار هادئ مع علماء الأصوات

إنضم
09/04/2007
المشاركات
1,499
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
حوار هادئ مع علماء الأصوات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما
ثم أما بعد :

إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم
وبعد :

فقد كان الخلاف قديما بين النحاة والقراء في ثبوت قراءة وفي عدم ثبوتها ، وقد شنع ابن حزم ( ت 456 هـ ) على النحاة الذين يردون بعض القراءات ، لمخالفتها القياس بزعمهم ، ثم هم يثبتون اللغة بما هو دون القراءة ، فقال : ( ولا عجب أعجب ممن إن وجد لامرئ القيس ( ت نحو 130 – 180 ق . هـ ) ، أو لزهير ( ت 13 ق. هـ ) ، أو لجرير ( ت 110 هـ ) أو الحطيئة ، أو الطرماح ( ت نحو 125 هـ ) ، أو لأعرابي أسدي ، أو أسلمي ، أو تميمي ، أو من سائر أبناء العرب بوّال على عقبيه ، لفظاً في شعر ، أو نثر ، جعله في اللغة ، وقطع به ، ولم يعترض فيه ، ثم إذا وجد لله تعالى خالق اللغات وأهلها كلاماً لم يلتفت إليه ، ولا جعله حجة ، وجعل يصرفه عن وجهه ، و يحرفه عن مواضعه ، ويتحيل في إحالته عما أوقعه الله عليه ، وإذا وجد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلاماً فعل به مثل ذلك . ) الفصل في الملل والنحل 3 / 192 )من كتاب تلحين النحاة للقراء .

وقد استدل أبو حيان في رده على الزمخشري بقول أبي الفتح : (وقال أبو الفتح ـ ابن جني ـ : إذا اتفق كل شيء من ذلك نظر في حال العربي وما جاء به فإن كان فصيحاً وكان ما أورده يقبله القياس فالأولى أن يحسن به الظن ، لأنه يمكن أن يكون ذلك وقع إليه من لغة قديمة قد طال عهدها وعفا رسمها .
وقال أبو عمرو بن العلاء : ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير ونحوه ما روى ابن سيرين عن عمر بن الخطاب أنه حفظ أقل ذلك وذهب عنهم كثيره يعني الشعر في حكاية فيها طول . وقال أبو الفتح ـ ابن جني ـ : فإذا كان الأمر كذلك لم نقطع على الفصيح إذا سمع منه ما يخالف الجمهور بالخطأ؛ انتهى ، ملخصاً مقتصراً على بعض ما قاله.))

ثم تجد ابن جني بعد وضعه للقاعدة السابقة يقول في الخصائص : وكذلك قوله عز وجل: " فتوبوا إلى بارئكم " مختلساً غير ممكن كسر الهمزة، حتى دعا ذلك من لطف عليه تحصيل اللفظ، إلى أن ادعى أن أبا عمرو كان يسكن الهمزة، والذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة، لاحذفها البتة، وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذين رووه ساكناً. ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة، لكن أتوا من ضعف دراية.....)ا.هـ 1/20


ولقد تأثر بعض القراء بأقوال النحاة وذهبوا إلي ردِّ بعض القراءات وقد ذكر صاحب كتاب (تلحين النحاة للقراء ) أسبابا للتلحين فقال :
من أسباب تلحين النحويين للقراء
اعتمد النحويون في تلحين القراء على جملة من الأسباب ، منها :
1- أنهم كانوا يحتكمون إلى قواعدهم التي قعدوها هم ، أو قوانينهم التي سنوها ، فرد البصريون قراءات متواترة ، كالفصل بين المضاف والمضاف إليه ، وهي قراءة ابن عامر ، وكالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض ، وهي قراءة حمزة ، وغيرها مما سيرد _ إن شاء الله _ في هذا البحث .
2– أحياناً يخفى توجيه القراءة على بعض النحويين ، فيسارع إلى ردها ، كقراءة
( هئت لك ) بكسر الهاء ، وفتح التاء ، التي قال عنها أبو علي الفارسي ( ت 377 هـ ) : ( إنها وهم من الراوي ) ( ) . وكقراءة حمزة ( إلا أن يخافا ) ( ) بالبناء للمفعول ، قال الفراء عنها : ( ولا يعجبني ذلك ) ( ) . وكقراءة ابن كثير ( إن قتلهم كان خطاء كبيراً ) قال أبو حيان في البحر : ( قال النحاس : لا أعرف لها وجهاً ) ( ) .
3– ينظر بعض النحويين إلى الشائع من اللغات ، ويغفل عن غيره ، كقراءة ابن عامر ( يدعون ربهم بالغدوة ) ( ) . جاء في الكتاب : في ( غدوة ) لغتان ، اللغة الأولى استعمالها معرفة ، علم جنس ، فلا تدخل عليها أل ، واللغة الثانية : استعمالها نكرة ، فيجوز تعريفه ( ) . إلا أن أبا عبيدة لحن ابن عامر ، وقال إنما قرأ تلك القراءة اتباعاً لخط المصحف ، وليس في إثبات الواو في الكتاب دليل على القراءة بها ، لأنهم كتبوا الصلاة والزكوة بالواو ( الصلوة ) ( الزكوة ) ( ) .
4– رد بعض النحويين قراءة ربما وافقت القياس ، كقراءة ( أيمّة ) بالياء ، وقد قال الزمخشري : ( فأما التصريح بالياء فليس بقراءة ، ولا يجوز أن تكون قراءة ، ومن صرح بها فهو لاحن ) ( ) . وهي قراءة نافع في أحد وجهيه ، من طريق طيبة النشر ( ) .
يقول ابن خالويه ( ت 370 هـ ) : ( قد أجمع الناس جميعاً أن اللغة إذا وردت في القرآن فهي أفصح مما في غير القرآن ، لا خلاف في ذلك ) ( ) . ))ا.هـ 19

ولكننا إن نظرنا إلي طريقة القراء في التعامل مع مثل هذه الاعتراضات نجدهم قد أوضحوا منهجهم في قبول القراء وردها (قال الحافظ أبو عمرو الداني) في كتابه "جامع البيان" بعد ذكر إسكان (بارئكم ويأمركم) لأبي عمرو وحكاية إنكار سيبويه له فقال ـ أعني الداني ـ : والإسكان أصح في النقل وأكثر في الأداء وهو الذي اختاره وآخذ به، ثم لما ذكر نصوص رواته قال: وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل والرواية إذا ثبت عنهم لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها.))النشر1/20 وها هو شيخ الصنعة الإمام ابن مجاهد قد اعترض علي بعض القراءات وأيضا أمثال الداني ومكي أبي شامة وغيرهم ولم يأخذ القراء بهذه الاعتراضات والأمثلة والشواهد كثيرة في ذلك لمن له اطلاع في كتب هذا الفن .

ثم ظهر في زماننا علم يسمي علم الأصوات ، وقد قاموا بتخطئة القراء في بعض الأحرف مثل : الهمزة الضاد والقاف والطاء والجيم ،، كما جعل بعضهم مخرج الخاء والغين من أقصي اللسان مع مخرج القاف مستدلين بقول ابن سينا في ذلك . ثم الاعتراض علي بعض الصفات .
وأقرب هؤلاء إلي منهج القراء فضيلة د/ غانم قدوري ـ حفظه الله ـ وقد أراد أن ينهج منهجا متوسطا بين علم الأصوات وبين منهج القراء ، إلا أنه وضح عليه التأثر بما عليه علماء الأصوات ،، ولا يخلوا منهجه من تناقض . ولو تأملنا كتابه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ) واستئناسا ببعض مداخلاته نجد هذا الاضطراب في منهجه ، وقصوره في وضع رأي واضح وصريح في بعض المسائل .

ولو تحدثنا في قضية الهمزة :

بعد طرحه للأقوال في قضية الهمزة قال د/ غانم في خلاصته:
(ولكن الهمزة المجردة غير المسهلة نفتقد معها ذبذبة الوترين التي هي مصدر الجهر لأن الهمزة ما هي إلا انطباق الوترين ثم انفراجهما )ا.هـ 207

ويقصد بالهمزة المجردة أي المحققة ، فكما تري لم يضع رأيا قاطعا في المسألة ولم يوضح لنا هل همزتنا صحيحة أم خاطئة .. ولكن قد يلحظ من قوله : نفتقد معها ذبذبة الوترين ) أن الهمزة ليست مجهورة ، لأن الجهر عند علماء الأصوات عبارة عن اهتزاز الوترين وهذا لا يتحقق في الهمزة المحققة.

قضية القاف :

ثم أخذ د/ غانم يحلل هذه المسألة وقال في آخر كلماته : فإنه لم يبق أمامنا إلا أن نقول : إن سيبويه وَهِمَ في نسبة الجهر إلي القاف وهو أمر لا نستطيع أن نقطع به ن وكل ما نستطيع أن نقوله باطمئنان هو أن القاف في نطقها افصيح اليوم صوت مهموس وأن سيبويه وعلماء العربية وعلماء التجويد وصفوا القاف بأنها صوت مجهور وأن رسائلنا الآن عاجزة عن تفسير هذا الوصف علي نحو أكيد )219 الدراسات الصوتية .

وأيضا لم يضع رأيا قاطعا في هذه المسألة وهذا يتضح من قوله : وأن رسائلنا الآن عاجزة عن تفسير هذا الوصف علي نحو أكيد )

فلماذا العدول عن منهج القراء ؟؟

قضية الطاء :

قال د/ غانم : ولم يلاحظ أحد من العلماء المتقدمين تحول الطاء من الجهر إلي الهمس كما لا حظ كثير من منهم التحول الذي أصاب الضاد .وهذه الحالة تضع قضية الطاء في إطار آخر ، وهو احتمال الخطأ في وصف صوت الطاء بالجهر ، لكن النصوص السابقة لا سيما قول سيبويه (لولا الإطباق لصارت الطاء دالا ) تقف في وجه هذا الاحتمال بقوة تجعل الدارس يُحس بالحاجة إلي كثير من البحث قبل أن يعطي رأيا قاطعا في قضية الطاء .)ا.هـ212

وأيضا لم يضع رأيا قاطعا في هذه المسألة وهذا يتضح من قوله : تجعل الدارس يُحس بالحاجة إلي كثير من البحث قبل أن يعطي رأيا قاطعا في قضية الطاء .)


والقضية الوحيدة التي قطع فيها د/ غانم قضية الجيم حيث قال : ( ولا يعنينا هنا البحث في الأصل القديم للجيم العربية هل هو الجيم القاهرية أو الجيم القرشية (الفصيحة) أو الجيم الشامية لأننا علي يقين كامل من أن الجيم التي كان ستخدمها جمهور العرب وقت نزول القرآن هي الجيم التي ينطقها قراء القرآن وكثير من الناطقين للعربية اليوم ، وهي التي تحدث عنها علماء العربية وعلماء التجويد ووصفوها بأنها صوت شديد انفجاري يخرج من وسط اللسان مع ما يليه من الحنك الأعلي )ا.هـ 244

وكما تري أخي القارئ أن د/ غانم لم يجزم في كتابة برأي قاطع في المسائل التي قمت بعرضها من كتبه وليس من كتب الآخرين ثم نجده في لقاء في ملتقي أهل التفسير يقول د/ غانم : ، وأحسب أن المنهج العلمي يقتضي إعادة تعريف الصوت المجهور والصوت المهموس على نحو ما أكَّده علم الأصوات اللغوية المعاصر ، وإعادة النظر في عدِّ كل من القاف والطاء والهمزة أصواتاً مجهورة ، فليس من الإخلاص للعلم والنصح لطلبته الاستمرار في تلقينهم ما قام الدليل على عدم صحته . ))ا.هـ

أقول: إذا كان فضيلته لم يضع لنا قولا فصلا في المسألة كيف يقول لنا : وإعادة النظر في عدِّ كل من القاف والطاء والهمزة أصواتاً مجهورة ، فليس من الإخلاص للعلم والنصح لطلبته الاستمرار في تلقينهم ما قام الدليل على عدم صحته . ))ا.هـ
هل يصح هذا القول ؟؟؟؟؟؟

وله قول في جوابه علي د/ عبد الرحمان ("، أقول : أثْبِتْ لنا أوَّلاً ما تعتقد جازماً أنه الحق حتى ندع ما تصفه بأنه باطل .))
فهل يثبت لنا فضيلته صحة هذه الأحرف ؟؟

ثم نأتي إلي قضية الضاد :

في تعقيب للدكتور غانم قدوري علي ما أورد د/ عبد الرحمان الصالح في مسألة الضاد . وأنقل إليكم نصه : بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الدكتور عبد الرحمن الصالح ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد فإني اطلعتُ على ما كتبتَ - بالحرف الكبير - حول ترجيحي نُطْقَ الضاد الجاري على ألسنة جمهور القُرَّاء في بلاد المسلمين الذين نسمع تلاواتهم صباحَ مساءَ ، فجزاك الله تعالى كل خير على اهتمامك وحرصك ، ونصحك لي بالتخلي عما ترجَّح عندي أنه أولى من غيره ، وتحسبه أنت باطلاً ، ودعوتِكَ لي إلى متابعة ما قرره علماؤنا السابقون حول نطق الضاد ، وأشكر أيضاً الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري الذي أعلمني بمشاركتك مع رغبته بالتعليق عليها ، وكنت متردداً في بادئ الأمر في الكتابة حول الموضوع ، ولكني عدت لقراءة المشاركة مرة ثانية وترجح عندي أهمية مناقشة بعض الأفكار المتعلقة بموضوع الضاد ، وقد لفتت نظري حماستك للدعوة إلى اعتماد نطق الضاد التي وصفها سيبويه في قراءة القرآن ، وتركِ الضاد التي ينطقها جمهور القراء في زماننا ، ولعل الجميع يشاركك هذا الشعور ، ولكن أين هو ذلك النطق ؟

وتواردت على ذهني بعض الملاحظات حول الموضوع ، من غير خوض في التفاصيل ، لأنها أوسع من أن تستوعب في مثل هذا المقام ، ولكني أشير إلى ما يتعلق بالمبادئ التي يجب أن تعتمد في دراسة الموضوع ، والقواعد التي يمكن أن نستند إليها في ترجيح صورة ما من صور نطق الضاد .

(1) وجدتكم تشككون في أداء قراء القرآن من المصريين والشاميين ومن تابعهم في نطقهم من قراء العالم الإسلامي ، وتنسبونهم إلى العُجْمَةِ ، وهذا ما صرحتم به في قولكم :

" فتميلون مشايعة لمن حوّلت العُجمة أصواتهم من جمهور الشاميين والمصريين إلى أن الصواب في نطق الضاد هو (الشدةُ) لا (الرخاوة). فتريدونها أن تكون دالاً مفخمةً كما ينطقها جمهور القراء اليوم".

وقلتم في موضع آخر من مشاركتكم :"وقد رأيت كثيراً ممن لديهم إجازات في القراءات السبع والعشر لا يضبطون نُطقه، ولا يميزون بين جهرٍ وهمس أو شدّةٍ أو رخاوة بل يُقلدون كما عُلِّموا ، ولا نلومهم بعد "ُ.



ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة ، وليس من السهولة تخطئتهم بناءً على دعاوى غير مسندة ولا مُتَيَقَّنَة ، وإذا كنا نشكك في ضبط أكثر أصحاب الإجازات في القراءة فعلى من سنعتمد في ضبط القراءة ؟! وقولك عنهم :إنهم "يقلدون كما علِّموا" ، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات ، وقد جاء في الأثر :" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".

) لا نختلف في أن نطق جمهور القراء اليوم للضاد لا يتطابق مع وصف سيبويه ومن تابعه في ذلك من علماء السلف ، والقول : إن بعض القراء اليوم ينطق الضاد القديمة الرخوة التي وصفها سيبويه يحتاج إلى دراسة وتحقيق قبل القطع بأنه عين ذلك النطق القديم الذي يجب التحول إليه ، وأحسب أن مثل هذا الأمر لم يتحقق بعد ، فلم يتيسر لنا سماع ذلك النطق ، وهذه محطات التلاوة القرآنية تعمل ليل نهار ولم ألحظ في القراءات المقدمة فيها مثل ذلك النطق ، وأنا لا أنكر أنه بالإمكان تكلف نطق الضاد القديمة لمن يحاول ذلك ، لكننا لا يمكن الجزم أنه عين الضاد القديمة الرخوة الحافيَّة المجهورة المستطيلة ، مع ما في هذا الصوت المصنوع من غرابة وصعوبة تمنع من تعلمه وترداده بالسهولة المطلوبة في نطق القرآن ، ومن ثم فإن المسارعة إلى إطلاق الأحكام في هذا الموضوع الذي شغل العلماء قديماً وحديثاً قبل التحقق منه أمر لا يخلو من المجازفة غير المحمودة ، وإذا تحققنا من وجود من يروي الضاد القديمة بصورة لا تقبل الشك لزمنا المبادرة إلى تلقيها عنه واعتمادها في قراءتنا للقرآن الكريم .

(3) قد لا نختلف في الإقرار بأن هناك إشكالية تتعلق بنطق الضاد اليوم ، وبطريقة وصف الضاد في كتب تعليم التلاوة وكتب علم الأصوات ، والخروج من هذه الإشكاليات لا يتحقق بالدعوة التي أطلقتموها بقولكم :" وها أنا ذا أنسخ للإخوة القراء قولكم أستعديهم وأستنصرهم لما أعتقد جازماً أنه الحقّ على رأيكم الذي بان بطلانه، والذي أدعوكم أن تضربوا عنه صفحاً وتثنوا عنه عِطفاً ، فما يليقُ بمثلكم ارتكابه"، أقول : أثْبِتْ لنا أوَّلاً ما تعتقد جازماً أنه الحق حتى ندع ما تصفه بأنه باطل .

وأود أن ألفت نظركم ونظر القراء إلى أن الأمر لا يمكن أن يقرره شخص واحد أو مجموعة أشخاص ، وكنت قديماً قد دعوت إلى ضرورة التقاء ذوي الاختصاص والاهتمام بالموضوع للتباحث بشأنه وبلورة رأي يحظى بالإجماع حتى تتبناه المؤسسات العلمية و التعليمية ، ولكن لم يتحقق من ذلك شيء إلى الآن ، واكتفى المهتمون بالموضوع بالتحاور والتجادل على صفحات المواقع الإلكترونية ، و كثير مما كُتِبَ فيها يفتقر إلى المعرفة العلمية بالموضوع ، أو المنهجية في تناوله .

ولا أنكر أهمية الآراء الفردية في إنضاج الموضوع وبلورة موقف موحد حوله ، لكن ذلك لن يكون بديلاً عن عقد الندوات العلمية أو الحلقات النقاشية ، للوصول بالموضوع إلى نهايته المرجوة ، لطي صفحة الجدل حول الضاد التي طال أمدها .

(4) لا أجد ما يؤيد قولكم : إن سبب شيوع طريقة المصريين والشاميين في نطق الضاد ما ورد في بعض كتب الفقه من تشديد على وجوب التفريق بين الضاد والظاء ، فيبدو لي أن ذلك النطق عميق الجذور في مصر الشام ، ويجري على ألسنة العامة هناك من دون كلفة ولا مشقة .))ا.هـ كلامه حفظه الله .

هناك قواعد استخدمها د/ غانم في التعليق علي ما كتبه د/ عبد الرحمان الصالح .
أولا : (ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة ) استدلال بما عليه قراء مصر والشام أي ما اعتمده قراء المدرستين لعلو الإسناد في القطرين دون غيرهما .
أليست هذه الأحرف فيها إجماع قراء مصر والشام ؟؟

ثانيا : (وقولك عنهم :إنهم "يقلدون كما علِّموا" ، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات ، وقد جاء في الأثر :" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".)
صحة منهج القراء وأن التلقي أساس في هذا العلم

ثالثا : (، فيبدو لي أن ذلك النطق عميق الجذور في مصر والشام ، ويجري على ألسنة العامة هناك من دون كلفة ولا مشقة .)
سليقة نطق القراء للأحرف فيه دلالة علي قدم الأحرف ورسوخه .

ولو وضعنا لفضيلته نفس القواعد وطالبناه بتطبيق هذه القواعد التي وضعها لردِّ الضاد مع إقراره بعدم مطابقة الوصف القديم للوصف الحالي ، فكيف يكون تعقيب فضيلته ؟؟


وأنا شخصيا أعتقد أن الاستدلال بكلام أهل الأصوات مثل الاستدلال بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ما دام لا يخالف أصلا .
فكذا يكون التعامل مع علم الأصوات .

ويعلم الله أنني أكن كل حب وتقدير لفضيلة د/ غانم قدوري الحمد ، ولكن أحيانا قد نختلف في الرأي فقط .

وأسأل الله أن يجعل ما نكتبه خالصا لوجه وألا تكن علينا ترة يوم القيامة
والسلام عليكم
 
أشكر أخي الكريم الشيخ عبدالحكيم على هذا الطرح العلمي الهادئ ، وفي انتظار جواب الدكتور غانم الحمد رعاه الله .
علماً أن للدكتور غانم الحمد بحوث أخرى فيها تفصيلات ليست في (الدراسات الصوتية) بعضها منشور وبعضها لم ينشر بعدُ ، قد يكون فيها إيضاح لوجهة نظره ، مثل بحثه القيم (وجهة نظر جديدة في مخارج أصوات الحلق) . أسأل الله أن يؤيده بتوفيقه وعونه .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل الأستاذ عبد الحكيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وعلى زائري الملتقى ، والمشرفين عليه ، وأخص منهم الدكتور عبد الرحمن الشهري الذي له اهتمام بعلم الأصوات ، ولا بد أن تكون له وجهة نظر في ما يجري الحوار حوله ، عسى أن يتفضل بذكرها . وأنا أشكرك على دعوتك للحوار الهادئ مع علماء الأصوات ، وأنا في الحقيقة لست منهم ، ولكني دارس ومتعلم ، درست ما تيسر لي من مصادر علم الأصوات ، وتعلمت الكثير من القراءة في كتب تراثنا العلمي القديم وخدمتها ، واجتهدت بقدر ما أوتيت من فهم ، وما أتيح لي من معلومات ، أن أعيد كتابة علم أصوات العربية من خلال تراثنا الصوتي العربي القديم ، وأن أعيد كتابة علم التجويد من خلال ما حققه علم الأصوات اللغوية الحديث ، وأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك ، وحسبي أني اجتهدت ، وأرجو ألا أُحْرَمَ أجر المجتهدين ، وأسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق . أما بعد
فقد سبق لكم أن نسبتم مسائل إلى المشتغلين بعلم الأصوات في تعليقكم على الموضوع الذي عرضه الأستاذ محمد الأمين حول (الهاء والهمس والتسهيل ) ،ونقلتم بعض النصوص من كتابي ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) ، وأشرتم إلى ما فيها من اضطراب ، حسب رأيكم ، وتريثت في التعليق على ما كتبتم ، لكن ما دار من نقاش حول الموضوع دفعني إلى طرح هذا التساؤل : هل علم الأصوات اللغوية شر يجب اجتنابه ؟ في ملتقى أهل التفسير ، رغبة مني في إشراك من لهم اهتمام في الموضوع ، والاستئناس بوجهات نظرهم ، قبل الدخول في نقاش حول مسائل جزئية .
ووجدتكم الآن تدعون إلى حوار هادئ ، وشجعني ذلك للإلمام بجوانب مما أشرتم إليه ، والتعليق عليه ، عسى أن يقرب الحوار بين وجهات النظر ، وأعتذر لكم وللقراء عن عدم الدخول في التفاصيل الآن ، وأكتفي بالإشارة إلى ما يأتي :
(1) ما تفضلتم به من قياسِ ما يقوم به أهل الأصوات وهم يتناولون مسائل التجويد على تخطئة النحاة للقراء أمر غير مناسب ، لأن أهل الأصوات لا يخطئون القراء في ما هو من باب الرواية ، ولكنهم يقدمون تفسيرات صوتية لبعض الظواهر النطقية ، وقد يكون في تلك التفسيرات ما يخالف ما ذهب إليه علماء العربية والتجويد .
(2) اتخذتم مما كتبته مثالاً لما يقوم به أهل الأصوات من تخطئة القراء في حكمهم على بعض الحروف ، وذكرتم : الهمزة ، والضاد ، والقاف ، والطاء ، والجيم ، ومخرج الخاء والغين . ولا أجد في ما كتبتُ تخطئة للقراء ، ولم أقصد إلى ذلك ، ولا ينبغي أن يقع مني مثله ، ولكني كنت أعالج مشكلات علمية أثارها الدرس الصوتي الحديث ، وليس من الحكمة التغاضي عنها أو إهمالها ، كما أني لم أجد أحداً من دارسي الأصوات يُخَطِّئُون القراء في نطقهم للحروف المذكورة ، وإنما هم يجتهدون في فهم وصف علماء العربية والتجويد لهذه الحروف ، وإعطاء تفسير له .
(3) وَصَفَ علماء العربية القاف والطاء بأنهما صوتان مجهوران ، ووصفهما علماء الأصوات اليوم بأنهما صوتان مهموسان ، ولكل من الفريقين منطلقه في تعريف المجهور والمهموس، الذي انبنى عليه ذلك الوصف ، وقد لا يكون بين التعريفين تعارض ، ولا يتسع المقام لمناقشة هذه المسألة ، واجتهد الدارسون للأصوات اليوم في تفسير هذا التباين من غير أن يقول أحد منهم إن نطق القراء اليوم للحرفين خطأ .
ومثل ذلك موضوع الضاد ، فسيبويه وصف الضاد بأنه حافِيٌّ ، رخو ، مجهور ، مستطيل ، مطبق ، وهو في نطق القراء اليوم أو معظمهم : لثوي، شديد ، مجهور ، مطبق .
وعلى الدارسين اليوم أن يبحثوا في تفسير هذا الاختلاف ، وقد تتباين وجهات النظر ، بسبب اختلاف طبيعة البشر في الفهم والإدراك ، فسيبويه مثلاً وصف القاف بأنه مجهور ، واليوم هو مهموس في قراءة مجيدي القراءة ، وإذا قدرنا أن مفهوم سيبويه للمجهور هو مفهوم المحدثين له ، وإن لم يكن قد عرف دور الوترين لكنه أحس بأثرهما الصوتي ، فإنه مطلوب من الباحثين تفسير هذا التباين في وصف القاف ، وقد تتعدد وجهات النظر حوله ، وليس في ذلك بأس ، وكنتُ قد ناقشت هذا الأمر من قبل ، ولكني لم يترجح عندي أيُّ من الاحتمالات الواردة حوله ، ومن ثم قلتُ : إن الوسائل المتاحة لي لا تمكنني من ترجيح تفسير حول الموضوع ، وقد اتخذتم من هذه المسألة مثالاً للقصور والاضطراب ، وليس ثم قصور ولا اضطراب.
(4) ذكرتم أني يبدو على كتاباتي التأثر بما عليه علماء الأصوات في تناول بعض الظواهر ، وأن منهجي لا يخلو من تناقض واضطراب وقصور ...
ووجدت أنكم تنظرون إلى الموضوع من زاوية ضيقة تتلخص في وجوب التقيد بكل ما قاله علماء السلف في وصف الأصوات ، وأن من خالفهم في شيء من ذلك فقد خطأهم ، فإذا قال أهل الأصوات إن القاف والطاء مهموسان فهذا القول عندكم فيه تخطئة للقراء ، وليس الأمر كذلك في نظري ، فدارسو الأصوات من المحدثين وجدوا مسائل تحتاج إلى تفسير واجتهدوا في تفسيرها ، في ضوء ما توفر لهم من حقائق وقد يكونون مصيبين وقد يكونون مخطئين ، شأنهم شأن غيرهم من الباحثين .
ولا يخفى عليكم وجود فرق بين ما هو من قبيل الرواية ، وبين ما هو من قبيل الدراية ، فالأول ليس فيه مجال للاجتهاد ، والثاني فيه مجال للاجتهاد واختلاف وجهات النظر ، فإذا قرأنا مثلاً قوله تعالى : ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭼ ، فلن نختلف في القراءة ، ولكن إذا وصفنا صوت القاف والطاء ، فإنكم ستقولون إنهما مجهوران ، وسيقول غيركم إنهما مهموسان ، وإن لم يختلف الفريقان في قراءة الآية . وهكذا في أكثر المسائل التي أشرتم إليها ، والبحث والتمحيص هو الذي يرجح أحد القولين ، ولا داعي للقول إن من أخذ بأحد المذهبين قد خَطَّأ القراء ، أو انتقص من العلماء .
(5) لا يخفى أني قد أفدت في دارستي لبعض المسائل بما ثبت من حقائق في الدرس الصوتي الحديث ، ولا أجد غضاضة في ذلك ، وإن كان بعض ذلك قد ثبت أولاً على يد الغربيين ، لأن الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أولى بها ، ويجب أن نفرق بين حقائق هذا العلم وما أشبهه من العلوم التطبيقية ، وبين عقيدة من يشتغل بها ، لأن ما يعتقده المشتغلون بها لا ينعكس في أغلب الأحيان على ما يكتبون .
وإني على قناعة بصحة هذا المنهج ، الذي سار فيه كثير من الباحثين ذوي الغيرة على هذا الدين ، وقد حققوا نتائج مهمة في دراسة قضايا النطق العربي ، وقد وجدتُ في هذا المنهج ما يساعد في تجديد الدرس الصوتي العربي ، بشقيه : علم الأصوات في أقسام اللغة العربية ، وعلم التجويد في أقسام العلوم الشرعية ،لأنه سوف يحل كثيراً من إشكالاته ، وييسر على المتعلمين تناوله وفهم قضاياه ، وسرت مع هذا المنهج خطوات ، بقدر ما أتيح لي من وسائل ، وتعززت قناعتي بجدواه بعد أن كتبت قديماً أكثر من ألف صفحة في عدة كتب وأبحاث ، وكتبت حديثاً ألف صفحة أخرى في شرح المقدمة الجزرية وما حولها أو يتصل بها ، في ظل المنهج ذاته ، وقد حظي هذا العمل بتأييد وتسديد كبار علماء الأصوات والقراءات في وقتنا ، والحمد لله ، وإن كنت لا أدعي الكمال في ما كتبت ، أو العصمة في ما أخذت به أو ذهبت إليه ، ولكني اجتهدت في ما علمت ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، تقبل الله منا ومنكم ، وغفر لنا ولكم ، إنه هو الغفور الرحيم .
وختاماً أدعو إخواني المشتغلين بعلم التجويد وإقراء القرآن إلى الإقبال على دراسة علم الأصوات ليكتشفوا بأنفسهم ما يمكن أن يقدمه هذا العلم من فائدة في تيسير تعليم التلاوة وفهم المسائل المتعلقة بها ، ولا يلزم أن يجدوا فيه تفسيراً لجميع المسائل المعلقة ، فقد تقصر وسائلنا (بالواو وليس بالراء)عن تفسير بعض الظواهر ، لكن ذلك لا يغض من قيمة ما حققه علم الأصوات اللغوية من كشف لحقائق الصوت الإنساني ، وما يمكن أن يتحقق من ذلك في المستقبل ، وإذا كُسِرَتِ الحواجز وأُزِيلَتِ الحُجُب بين علم الأصوات اللغوية والمشتغلين بعلم التجويد فإن الدرس الصوتي العربي سوف ينطلق انطلاقة عظيمة ، تزيل الفجوة بين العلمين ، بل إنها سوف تنتهي بتوحيدهما في علم واحد ، يخدم القرآن ومتعلميه ، ويستخدم أحدث الوسائل ، من غير أن يخرج على ثوابت القراءة القرآنية التي تناقلتها الأمة عبر العصور .
هذا والله تعالى أعلم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
1/5/2008م
26/4/1429هـ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذنا الفاضل فضيلة ا.د غانم قدوري الحمد ـ سلمه الله ـ

لست ممن يرفضون العلم سواء كان غربيا أم شرقيا ، ولكن ألا تري ـ سيدي الفاضل ـ أن هذا العلم ( أداء الحروف) علم عربي محض خاص بنا نحن أبناء الأمة العربية ؟
ويكفي أن أقول لفضيلتكم بأن هناك من علماء الأصوات من يطعنون في أسانيد القراء فقالوا : هناك حلقة مفرغة في أسانيد القراء أدت إلي اختلاف هذه الأحرف .

وللأسف أيضا هناك من تأثر بطريقة علماء الأصوات وتركوا ما قرؤوا به ، فأصبحتَ الآن تنظر في كتاب من كتب التجويد الحديثة ، تظن أنه كتاب في مادة الأحياء ، وأحيانا تشعر بأنه كتاب في الطب ، قد ملئت بصور اللسان الحنجرة والرأس ، ثم تقرأ الأقوال فيخبرونك بأن الأوتار تهتز وتقترقب ثم تتباعد ثم يمر الهواء ثم ثم ثم ، بينما الأمر أبسط من ذلك ، لأن خلاصة الموضوع أن من قرأ للمحدثين بالتفصيلات المملة ، أو للقدامي باختصاراتهم السهلة الشاملة ، لا بد في نهاية الأمر من سماع الصوت من مجيدي قراءة القرآن الكريم . فلم هذه الأوصاف التي لا نراها ولن تفيدنا في شئ فهو علم لا ينفع وجهل لا يضر ؟؟ فالذي يعنينا في المسألة أين نضع ألسنتا أي نريد الأشياء التي نشعر بها فقط .

ولقد قرأت لأحد الإخوة كتب تعريفا في حرف الضاد ثم بالغ في الوصف ، ونقل عن أحد علماء الأصوات وصفه للضاد ،، فقلت له : يا أخي هذا الأستاذ الذي نقلت وصفه لا يقول بالضاد التي يقول بها الحصري ، فهو يصف ضادا أخري لا نقرأ بها . ثم أتيت له بأقوال هذا الأستاذ وهو يصرح بالضاد الظائية . فرأيت الخجل في عينيه فلم أزد عليه .
وهناك يا سيدي الفاضل من المحققين من دلسوا علي شيوخهم بسبب تأثرهم بالضاد الظائية .
هناك محقق في مصر اسمه : جمال السيد رفاعي وله بعض الكتب في المكتبات ، هذا الرجل كتب كتابا في الضاد الظائية وأورد فيمن قدموا له . الشيخ الزيات والشيخ ياسين عرفة وبعض الشيوخ . ومعلوم أن هؤلاء الشيوخ لا يقولون بالضاد الظائية ، والعجيب أن أقوال هؤلاء القراء الكبار وأشرطتهم موجودة في الأسواق وعلي صفحات النت ألم يخجل من إيراد أسمائهم ؟؟ فقلت له : يا شيخ هؤلاء ليسوا من أهل الظائية ؟ قال : قد قدموا لي في الكتاب وأنا صادق فيما أقول .

قلت له : فضيلتكم قد دلستم عليهم ، فأخبرتموهم أنكم ستعقبون من يقول بالضاد الشديدة ، وهؤلاء الشيوخ ـ كما تعلم ـ يقولون : بأن الضاد رخوة ويقصدون الضاد التي ينطق بها الحصري ، والضاد الشديدة ـ من وجهة نظرهم ـ تحريف وتبديل ، فبذلك ساغ لك هذا التقريظ من هؤلاء الأفاضل الذين ظنوا بك خيرا فخنت الأمانة العلمية .
فلم يستطع أن يدفع ما قلته ، ولكنه قال : هم الذين كتبوا لي
وعند سؤالي له : من أين لك الضاد الظائية ، قال قرأت علي الشيخ الجوهري إلي المائدة ، فطلبت منه أن ينطق ضاد الجوهري فنطق نطقا آخر قلت له : نطق من هذا؟ قال : نطق د/ جبل وهو من علماء الأصوات . ثم قال بأن السمنودي أقرَّ د/ جبل
والعجيب أن لهذا المحقق نظم للجمزوري في قراء ورش ، فلو بعث ابن الجزري من قبره ما استطاع أن يشرحها من كثرة التحريف والتبديل في الكتاب ، بل في الكلمات مثل كلمة (متم ) كتبها (منهم ) هذا بخلاف تركه لأكثر من ثلاثين بيتا في النظم فإنا لله وإنا إليه راجعون .
فقد أحزنني هذا الموقف وغيره . ولكن نعود إلي موضوعنا فيمكننا أن نجمع ما تفضل به فضيلتكم في نقاط ثلاث :

1. علماء الأصوات لا يخطئون القراء في نطقهم . وهذا يظهر من قولكم : (لأن أهل الأصوات لا يخطئون القراء في ما هو من باب الرواية ، ، كما أني لم أجد أحداً من دارسي الأصوات يُخَطِّئُون القراء في نطقهم للحروف المذكورة ، وإنما هم يجتهدون في فهم وصف علماء العربية والتجويد لهذه الحروف .)
2. الخلاف بين القراء والأصوات خلاف نظري وهذا يظهر من قولكم: فإذا قرأنا مثلاً قوله تعالى : ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭼ ، فلن نختلف في القراءة ، ولكن إذا وصفنا صوت القاف والطاء ، فإنكم ستقولون إنهما مجهوران ، وسيقول غيركم إنهما مهموسان ، وإن لم يختلف الفريقان في قراءة الآية . وهكذا في أكثر المسائل التي أشرتم إليها ،...))
3. عدم الإشكال في تلقي العلوم من غير المسلمين والحكمة ضالة المؤمن (ولا أجد غضاضة في ذلك ، وإن كان بعض ذلك قد ثبت أولاً على يد الغربيين ، ....... وبين عقيدة من يشتغل بها ، لأن ما يعتقده المشتغلون بها لا ينعكس في أغلب الأحيان على ما يكتبون . )).
الجواب : هذا الكلام عجيب من فضيلتكم ، والخلاف يا سيدي ليس نظريا كما تفضلتم بذلك بل الخلاف خلاف عملي .

قال د/ جبل : القاف الحقيقية هي قاف أهل الصعيد ،، كما لا يخفي علي فضيلتكم ما قاله علماء الأصوات بأن القاف العربية أقرب للغين كما في نطق أهل السودان ، والخلاف الدائر بينهم هل الجيم الفصحي الجيم القاهرية أم لا . ولولا ضيق الوقت لنقلت لكم أقوالهم .
ولقد كنت أحضر محاضرات د/ جبل فأجد نطق لبعض الحروف ليست كنطقنا ، وكذا ما قاله د/ عبد الصبور شاهين بأن هناك تغير في الطاء الفصحي وهي كانت نظير مفخم الضاد ثم همست وحدث تبادل في المخرج فأصبحت الطاء القديمة تنطق ضادا ، وأصبحت الطاء مفخم التاء .
هل يا سيدي نقول بأن الخلاف لفظي ؟؟ هذا مستحيل

أما بقية المداخلة فأطرح علي فضيلتكم ما طرحه فضيلة د. سليمان يوسف خاطر في مداخلته حيث قال فضيلته :

لما أرى من قلة العناية بالموضوع مع ما أعرفه من أهميته التي لا تخفى،أقترح أن تجيب أنت أو شيخنا الدكتور الحمد عن الأسئلة الآتية؛بغرض التشجيع على مناقشة الموضوع بصورة علمية:
ما المبادئ العشرة لعلم الأصوات ؟ أما المبادئ العشرة لعلم التجويد فمعروفة للجميع. ومتى نشأ علم الأصوات ؟ومن أول من أنشأه ؟وأين كان ذلك ؟
ما الفرق بين علم الأصوات وعلم التجويد ؟ (بم يتميز علم الأصوات عن علم التجويد(
ما الجديد الذي جاء به علماء الأصوات ولم يكن معروفا عند علماء التجويد والتلاوة ؟
ما الأخطاء التي كانت عند علماء التجويد؛فصححها علماء الأصوات ؟
هل الفرق بين العلمين في المصطلحات أو في المفاهيم ؟ أو في الحقائق العلمية ؟ وما الذي يستفيده المتقن للتجويد نظريا وتطبيقيا، من دراسة علم الأصوات ؟
هذا لأني أرى أن أكثر ما يكون اللف والدوران حوله، ويكون بسسبه توهيم السلف من القراء وعلماء العربية وتخطئتهم ورميهم بما يعلم الله أنهم منه براء،في علم الأصوات،كله في كتب التجويد بشكل أحسن وأحكم وأصح.والله أعلم.
أما الاستفادة من الأجهزة الحديثة كالمعامل الصوتية والوسائل التعليمية ونحوها في تدريس التجويد،فلعلها ليست محل خلاف.)) ا.هـ كلامه حفظه الله
 
الموضوع طبعا قديم، لكن تجديد كاتبه له في الألوكة نبهني إليه هنا
وقد أورد الأستاذ مسائل نحوية وصرفية، ولم يقتصر على الصوتية كما يدل عليه العنوان
فرد البصريون قراءات متواترة ، كالفصل بين المضاف والمضاف إليه ، وهي قراءة ابن عامر
رد ذلك سيبويه في النثر، وقبله في الشعر، شرط ألا يكون الفاصل أجنبيا، أما إذا كان أجنبيا فقد وصفه بالقبيح (الكتاب 1/ 176)
وتعجب أنه لما جاء إلى قول الفرزدق: بين ذراعي وجبهة الأسد، لم يجرؤ أن يعلق، مع أن شرطه غير متوفر؛ طبعا هيبة لمقام الفرزدق.
والغريب أن يرد ذلك لغوي معاصر - وهو مؤلف معجم القراءات القرآنية - د. أحمد مختار عمر ، ورغم إقرار المجمع اللغوي له، فقد رده في كتابه أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب و الإذاعيين: 172
أما اليوم فنحن نعتبر عدم الفصل هو الخطأ، خاصة في لغة الإعلام واللغة العلمية
فمن غير المقبول أن يقال: إعداد زيد وتنسيقه وتقديمه
بل الوجه أن يقال: إعداد وتنسيق وتقديم زيد
2– أحياناً يخفى توجيه القراءة على بعض النحويين ، فيسارع إلى ردها ، كقراءة
( هئت لك ) بكسر الهاء ، وفتح التاء
هذه القراءة - بهذا الوجه - مخالفة لكلام العرب، فتاء الفاعل مضمومة، ولاتفتح حتى في العاميات إلا السودانية. فحق لهم أن يتحيروا، ومادامت خالفت كلام العرب، فليست منه. وقد تكون سامية أخرى سوى العربية، وقد قيل حبشية.

ينظر بعض النحويين إلى الشائع من اللغات ، ويغفل عن غيره ، كقراءة ابن عامر ( يدعون ربهم بالغدوة ) ( ) . جاء في الكتاب : في ( غدوة ) لغتان ، اللغة الأولى استعمالها معرفة ، علم جنس ، فلا تدخل عليها أل ، واللغة الثانية : استعمالها نكرة ، فيجوز تعريفه ( ) . إلا أن أبا عبيدة لحن ابن عامر ، وقال إنما قرأ تلك القراءة اتباعاً لخط المصحف ، وليس في إثبات الواو في الكتاب دليل على القراءة بها ، لأنهم كتبوا الصلاة والزكوة بالواو ( الصلوة ) ( الزكوة ) ( )
غدوة في اللهجة اليمنية تعني غدا، ولعلكم تعلمون أنها كذلك في المغرب العربي بدوله الخمس، و(الأمازيغ: البربر: القبائل) أصولهم يمنية. ولو صح سند ابن عامر إلى رسول الله، فلا يدل سوى على الإقرار النبوي، لا أن جبريل أقرأه بجميع الوجوه.
ومعروف أن العرب في الجاهلية كانوا يعتمدون الإملاء السرياني، وأن الخط العربي أصلا تطور عن الخط النبطي، فيعضد هذا كلام أبي عبيدة. والسريان اليعاقبة الغربيون يفخمون الألف ويميلونها للواوحتى اليوم، وقد أخذوا هذا من اليمن وقد أشار إلى ذلك ابن جني (سر صناعة الإعراب 2/ 581) ومن بقايا السريانية اللهجة البحرينية - وقد كانت البحرين مستعمرة آرامية - ففيها (بوب - دور - نور) بدل (باب - دار - نار).
ثم ظهر في زماننا علم يسمي علم الأصوات ، وقد قاموا بتخطئة القراء في بعض الأحرف مثل : الهمزة الضاد والقاف والطاء والجيم ،، كما جعل بعضهم مخرج الخاء والغين من أقصي اللسان مع مخرج القاف مستدلين بقول ابن سينا في ذلك . ثم الاعتراض علي بعض الصفات .
أئذا وجدنا مخارج تلك الأصوات عند القراء مختلفة عن وصف سيبويه رواية عن مؤسس علم الأصوات الخليل، فكيف لا نقول خطأ؟ على أن هذا منهج معياري، وكان ينبغي أن يكون وصفيا
وبخصوص الأصوات التي ذكرتموها، بترتيبكم
الهمزة:
أحيلكم على كتاب د. رمضان عبدالتواب (مشكلة الهمزة) وهو على الشبكة. وليس من العلم أن نختصر كتابا في أسطر.
القاف:
هو صوت مجهور قطعا، وقل فيه ما قلت في الطاء قبله. وما زلنا نحن في اليمن ننطقه كما وصفه سيبويه، وهو نفس نطق (الجيم السامية: القاف البدوية) إلا أنه أخف قليلا.
الطاء:
هو صوت مجهور قطعا. إلا أن تأثر اللغويين العراقيين – ومنهم د. غانم - بنظرائهم المصرييين جعلهم يظنونه مهموسا؛ لأنه ينطق في اللهجة المصرية – التي غزت العالم الإسلامي من خلال الدراما – مهموسا، فهو تاء مفخمة، والصواب أنه دال مفخمة – كما وصفها سيبويه - وكما ننطقها نحن في اليمن. وإن كانت اللهجة الصنعانية تبالغ في جهره حتى يقترب من الضاد المصرية، ولا أقول العربية.
الضاد:
من الشائع أن العربية تفردت به، وهذا غير صحيح
فهو موجود في الأوجاريتية، وفي اليمنية القديمة (السبئية: الحميرية) وهما قبل العربية بقرون، فلئن وجد في العربية، فقد أخذته منهما ولم تعطه لهما.
ولذلك فمن الطبيعي أن نطق الضاد خطأ في مصروالسودان والشام - بدوله الأربع - (دال مفخمة) وفي العراق واليمن والخليج (ذال مفخمة: ظاء) وفي المغرب - بدوله الخمس ( ذال محضة)
وهكذا فإن صوت الضاد السامية العربية ما زال مجهولا، وكل ما يزعم أنه اكتشاف فإنما هو غلبة ظن، لا يقين.
وإذا أخذنا وصف سيبويه، فإن أقرب نطق له هو نطق لهجة محافظة (أبين) اليمنية، وهو صوت مائل قريب من اللام، فهناك يقال: قلب – بتفخيم اللام – بدل (قضب);. ويدل على ذلك الشاهد النحوي المعروف:
مال إلى أرطاة حقف فالطجع. أي اضطجع.
ويذكرونه عند وصف (التضجع) من لغات العرب القبيحة: كالفحفحة – العنعنة – التلتلة – العجعجة..
الجيم:
أكثر القراء اليوم ينطقونه معطشا مخرجه الغار (كجيم صعيد مصر)
في حين أنه من المقرر في علم اللغات السامية أن صوت الجيم العربية – كما كان ينطقها العرب في الجاهلية، وكما وصفه سيبويه، وكما أثبت البحث السامي - صوت لهوي قريب من القاف، وهو أشبه ما يكون بالجيم القاهرية، أو القاف البدوية. وإن شئنا الدقة، فهي الجيم السامية الإبية، جيم محافظ (إب) اليمنية، الموصوفة في قوله تعالى وفاكة وأبا.
وأنا شخصيا أعتقد أن الاستدلال بكلام أهل الأصوات مثل الاستدلال بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ما دام لا يخالف أصلا .
ما كان لكم أن تقولوا مثل هذا القول؛ فإن
علم الأصوات علم عظيم، لايقل أهمية عن النحو والصرف والدلالة.
بل هو أساسها، فلا تستطيع أن تبحث علما آخر دون الاستعانة به. فهو في العلوم اللغوية كعلم الحديث في العلوم الشرعية خادم لا مخدوم، لا يُستغنى عنه وقد يستقل بذاته.
إن هذا العلم الذي لم يعجبكم هو أعظم مفاخر العرب والمسلمين، والذي أدهش اللغويين الغربيين، وجعلهم يقرون - راغمة أنوفهم - للعرب بالسبق في علم الأصوات، هو أن الخليل - ومن بعده سيبيويه - تمكنا من وصف أصوات العربية وصفا دقيقا - وكانا مصيبين بنسبة 90% على الأقل، اعتمادا على الملاحظة الشخصية، في حين لم يتمكنوا هم من وصف أصوات اللاتينية - مثلا - إلا بالاستعانة بالوصف العربي، وأخيرا بأجهزة المختبر الصوتي، وهذا ما حملهم - منصفين وحاقدين - أن يرفعوا القبعة تحية للعرب. ويكفي أن تقرأ كتيب المستشرق الألماني شاده ( علم الأصوات عند سيبيويه وعندنا ) وقد ترجمه وعلق عليه د. حاتم الضامن.
وحتى هذه ال 10% لا نستطيع تخطيئها، بل الأولى أن نقول إن نطق الصوت اختلف من سيبويه إلى العصر العبيدي (الفاطمي) حيث ازدهر علم التجويد في مصر، وجرى توريث مدرسة القراءات المصرية، التي اعتمدها رواد الأصواتيين - بتعبير د. غانم - مقياسا للصواب والخطأ
والأولى أن نخطئ أنفسنا لا أن نخطئ سيبويه.


على أن بعض اللغويين العرب قد جانبه الصواب في ذلك؛ فادعى أن العرب استقوا ذلك من اليونان - كإبراهيم أنيس، أو من الهنود كأحمد مختار عمر. ويكفي أن نقول إن العرب هم أول من عرف وعرّف الجهر والهمس، والاحتكاك والانفجار وما بينهما.
وإذا كان علم النحو قد تأثر بالمنطق والفلسفة الإغريقيين، فإن علم الأصوات علم عربي من مبدئه إلى منتهاه. وهو أوثق العلوم اللغوية عرى، وأمتنها قواعد.

إن التصنيف في علم الأصوات بدأه د. إبراهيم أنيس في كتابه (الأصوات اللغوية) وقد صدرت طبعته الأولى قبل ما يزيد على نصف القرن. وفيه يصف الأصوات العربية وفق مجيدي القراء بتعبيره هو، وهؤلاء ليسوا مقياسا صحيحا؛ لأنهم مخالفون لوصف سيبويه. فتخطتهم أولى وأمثل من تخطيء سيبويه، الذي ليس بينه وبين الإسلام إلا قرنان أو أقل، وهذا مقتضى المنهج العلمي.
يلي ذلك كتاب د. كمال بشر (علم الأصوات) وهو أضخم ما صنف فيها. وقد صدرت طبعته الأولى - كما يذكر في مقدمته - في سبعينيات القرن الماضي. وكل من كتب في علم الأصوات - بما فيهم د. غانم - فإنما اعتمد نظرياتهما ومقولاتهما، وأخذ منهما ( أنيس وبشر) معظم الآراء المبثوثة في كتب الأصوات. وكل عمل رائ لابد أن يتخلله بعض الهنات، التي لا تقلل من شأنه وعظمته. وقد استدرك عليهما الجيل التالي من تلامذتهما بعض تلك التقريرات، كما فعل د. رمضان في كتابه (المدخل إلى علم اللغة)
ود. أحمد مختار عمر في كتابه (دراسة الصوت اللغوي)

والواقع أن جميع المصنفين في هذا الفن من شاميين أو عراقيين - كالدكتور غانم - أو خليجيين أو يمنيين أو مغاربة أو غيرهم، تأثروا بنظريات الأستاذين الرائدين (أنيس وبشر) وقد كتب للهجة المصرية الانتشار - بسبب الدراما - فأصبحت مقياسا للأصوات؛ فلذلك قيل: الضاد كما ينطقها المصريون، وهذا مخالف تماما لوصف سيبويه لها باعتراف اللغويين المصريين أنفسهم.
وكان الوجه أن تعتمد لهجة اليمن لا مصر لسببين:
1- أن اليمن بسبب بعدها الجغرافي لم تتأثر بغيرها من الحضارات الغازية، فلم تتعرض للغزو بعد الإسلام، ولم تصل إليها براثن المغول ولا الأتراك. ولذلك ظلت مدرسة القراءت فيها غضة طرية، تنطق الأصوات كما كان ينطقها الصحابة . وهذا ليس في الجانب الصوتي فقط، بل في الجانب الدلالي. ولكاتب هذه السطور بحث منشور بعضه في الملتقى عنوانه الألفاظ اليمنية في القرآن الكريم.
2- أن اليمن هو البلد الوحيد الذي كانت الهجرات السامية منه وليس إليه؛ فظل هو الأصل، وغيره فرع. وتجد بقايا المخارج الصحيحة للأصوات عند أصحاب الأصول اليمنية، كصعيد مصر والمغرب بدوله الخمس، ونحن نعتبر الخليج - بدوله الست - الامتداد الجغرافي والتاريخي لليمن.

قال د/ جبل : القاف الحقيقية هي قاف أهل الصعيد
.
صدق، ومعروف أن أصول الصعيد من اليمن، فكان الأولى أن يقال هي قاف اليمن.

 
السلام عليكم
في حقيقة الأمر وقت قرائتي لكلامكم تعجبت كثيرا وفي نظري كلام غير رصين وفيه ما فيه .
وحيث إن النقاط فيه كثرة فأكتفي بواحدة فإذا انتهينا انتقلنا للتي تليها .
QUOTE]غدوة في اللهجة اليمنية تعني غدا، ولعلكم تعلمون أنها كذلك في المغرب العربي بدوله الخمس، و(الأمازيغ: البربر: القبائل) أصولهم يمنية. ولو صح سند ابن عامر إلى رسول الله، فلا يدل سوى على الإقرار النبوي، لا أن جبريل أقرأه بجميع الوجوه[/QUOTE]
هذا كلام خطير للغاية وفيه طعن مبطن في القرآن ( نعيذك بالله من هذه ) .
هل للنبي صل1 أن يقرّ شيئا لم يأخذه عن جبريل عليه السلام ؟
وماذا تقول في هذا الحديث :
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقْرِئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكِدت أساوِره في الصلاة ، فتصَّبرت حتى سلّم ، فلَبَّبْتُهُ بردائه، فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال: أقرأنِيْها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: كذبت، أقرانيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تُقرئها، فقال: " أرسله، اقرأ يا هشام"، فقرأ القراءة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذلك أنزلت " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اقرأ يا عمر "، فقرأت التي أقرأني. فقال:"كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه ".

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ".

ألم يقرأ النبيصل1 الأحرف السبعة علي جبريل عليه السلام ؟؟!!
ولو قلنا : إنه لم يأخذ القرآن كله عن جبريل عليه السلام ..فمن أين لهصل1 أن يقرَّ كلمة في كتاب الله ليست عن رب العزة ؟؟
لعلها سبق قلم منكم ،أو طغيان فكرة ، فراجع المسألة شيخنا الجليل وقل لنا دليلك علي ما ذكرت إن كنت تقصد ما قلت .
ولعلي فهمتُ الكلام خطأ .
نامل بشرح تفصيلي للكلام
والسلام عليكم
 
شيخنا بارك الله فيكم
تركتم كل الكلام وبقيتم على هذي
هبوها سبق قلم، أو طغيان فكرة
فهل عندكم من تعليق على الباقي؟
 
شيخنا بارك الله فيكم . تركتم كل الكلام وبقيتم على هذي . هبوها سبق قلم، أو طغيان فكرة .فهل عندكم من تعليق على الباقي؟
السلام عليكم
شيخنا الكريم لايقال هذا القول وخاصة أن الكلام كله لك وأنت مسئول عن كل كلمة تكتبها ، ولست ممن يتعلقون بالهوامش ، ولكن درس للناس أن يستوعبوا ما يكتبوه حتي لا يُلام أحد . وانظر لمشاركتي السابقة قلت فيها :
وحيث إن النقاط فيه كثرة فأكتفي بواحدة فإذا انتهينا انتقلنا للتي تليها
وسبب تقديمي لهذه المسألة رأيتها أبشع النقاط فقدمتها ولكن لا ضير . فما دمتَ أقررت أن الكلام لم تكن تقصده . فقد انتهينا من هذه النقطة وننتقل للتي تليها .
وصدقني يا أخي كلامك لايوجد فيه شئ معضل أو يصعب الجواب عليه . فكل مسائل أهل الأصوات تحت يدي ـ كما ستري إن شاء الله ـ ولنبدأ بفقرة أخري من كلامكم :
هذه القراءة " ( هئت لك ) بكسر الهاء ، وفتح التاء "- بهذا الوجه - مخالفة لكلام العرب، فتاء الفاعل مضمومة، ولاتفتح حتى في العاميات إلا السودانية. فحق لهم أن يتحيروا، ومادامت خالفت كلام العرب، فليست منه. وقد تكون سامية أخرى سوى العربية، وقد قيل حبشية.
شيخنا الكريم ..التسرع في تخطئة القراء شئ خطير ، ولكن دعني أنقل لك من كلام النحاة أنفسهم :
قال ابن جني في المحتسب: فيها لغات : هَيْتَ لك ، وهِيتَ لك وووو) وكلها أسماء سمي بها الفعل بمنزلة صه مه وإيه في ذلك . ومعني هَيتَ وبقية أخواتها أسرع وبادر ..)ا.هـ
وقال الفاسي في شرحه ردا علي من ادعي أن راوي هذه القراء واهم : : والقراءة صحيحة وراويها غير واهم ومعناها تهيأ لي أمرك لأنها ما كانت تقدر الخلوة في كل وقت ، أو حسنت هيئتك .
و" لك " علي الوجهين بيان ؛ أي " لك أقول " ، ويحتمل من قرأ "هِيتَ" ..أن يكون أصلها الهمز ثم خفف فيكون الكلام فيها كالكلام في القراءة بالهمز وفتح التاء .)ا.هـ
فمن علم حجة علي من لا يعلم ، واللغة لا يحيط بها إلا نبي .
ما رأيك شيخنا في هذا القول ؟
والسلام عليكم
 
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
أنا لم أخطئ القراء، وحتى المازني لما خطأ قراءة (معائش) لم ينسب نافعا إلى الكذب أو الوهم، وإنما نسبه إلى الجهل بالعربية، وواضح أنه يقصد قواعد النحو، وليس اللغة
ومن تفضلت بذكرهم لم يفسروا لنا الإشكال، وهو نصب تاء الفاعل، فلذلك قال بعض المفسرين - وأنتم أدرى مني بهذا - إنها حبشية
أما قراءات هذا الموضع فهي موجودة جميعا على اليوتيوب بصوت الشيخ عبدالباسط رحمه الله.
وكان الحافز على كتابة هذا تهوينكم من شأن علم الأصوات، وتزهيدكم فيه، وهو أقوى علوم اللغة قواعد وأمتنها كما سبق
وما علم التجويد إلا تطور عنه
ومن الطبيعي أن الدراسات اللغوية جميعا كانت في أول تأسيسها لخدمة الكتاب العزيز
ثم استقلت بعد ذلك، وأصبحت علما قائما بذاته، يدرس لنفسه وفي نفسه، كأي علم آخر
وأنتم حفظكم الله قد استشهدتم بقول ابن جني "ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة، لكن أتوا من ضعف دراية"
وهذا يلخص الموضوع؛ فلم يكن علماؤنا القدامى - مفسرين ولغويين وغيرهم - يعرفون شيئا عن اللغات السامية الأخرى
وقد ضربت لكم مثالا، فما هو ماضي الفعل " صر" في " صرهن إليك" ؟ والإشكال في فتح تاء " هيت لك "
ومقارنة بسيطة بين ابن عباس ترجمان القرآن - الذي كان يقول بوجود الأعجمي في القرآن - والإمام الشافعي - الذي ينكره ويرده - كافية لبيان الفرق.
فابن عباس كان على ذُكر بشيء من تلك اللغات، من خلال الشعر الجاهلي، خاصة الأعشى الذي يكثر في كلامه الأعجمي، وكان على ذكر يسير بلغة حمير - وقد جاءت عليها ألفاظ من القرآن - ويبدو لي أنكم من رأي الشافعي لا ابن عباس رحم الله الجميع
 
أنا لم أخطئ القراء،
السلام عليكم
شيخنا الكريم ذلك ما كنا نبغ
ومن تفضلت بذكرهم لم يفسروا لنا الإشكال، وهو نصب تاء الفاعل، فلذلك قال بعض المفسرين - وأنتم أدرى مني بهذا - إنها حبشية
وقال الفاسي في شرحه ردا علي من ادعي أن راوي هذه القراء واهم : : والقراءة صحيحة وراويها غير واهم ومعناها تهيأ لي أمرك لأنها ما كانت تقدر الخلوة في كل وقت ، أو حسنَّت هيئتك .
و" لك " علي الوجهين بيان ؛ أي " لك أقول " ، ويحتمل من قرأ "هِيتَ" ..أن يكون أصلها الهمز ثم خفف فيكون الكلام فيها كالكلام في القراءة بالهمز وفتح التاء .)ا.هـ
انظر فيها مرة أخري شيخنا وسيتضح لك الأمر بعد وضع التشكيل .
أما بالنسبة لعربية الكلمة أو عجمتها لا دخل لها في الموضوع . سواء كانت الكلمة أعجمية أم عربية المهم أنها ثابتة عن رسول الله من طريق قارئها ، وهذا هو المقصود ؛ وهو إبعاد الوهم والغلط عن القارئ .
وكان الحافز على كتابة هذا تهوينكم من شأن علم الأصوات، وتزهيدكم فيه، وهو أقوى علوم اللغة قواعد وأمتنها كما سبق
وما علم التجويد إلا تطور عنه
أخي الكريم لابد أن تفرق بين علماء اللغة والنحو القدامي وبين أهل الأصوات في زماننا .
فعلماء العربية قديما كانوا حافظين لكتاب الله مجودين له . وسيبويه نسب له الهذلي قراءة في الكامل .
أما في زماننا الأمر يختلف تماما .
واقرأ هذه الفقرة للدكتور غانم وهو يتحدث عن الفرق بين التجويد والأصوات :
(1) النشأة : إن "علم التجويد" أقدم نشأة من (علم الأصوات) بما يقرب من عشرة قرون ، فالمؤلفات الجامعة في علم التجويد ظهرت في منتصف القرن الخامس الهجري ، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار سبق الغربيين إلى تأسيس علم الأصوات الحديث منذ القرن السابع عشر أو القرن الثامن عشر ، فإن علم التجويد يظل أقدم نشأة منه بستة قرون أو سبعة قرون .

(2) التسمية : إن مصطلح " علم التجويد " استعمل للدلالة على المباحث الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن الكريم ، وكانت تلك المباحث مختلطة بالمباحث النحوية والصرفية لدى علماء اللغة العربية ، ولم يفردوها بمصطلح خاص أو علم مستقل ، وقد حاول ابن جني ذلك في كتابه ( سر صناعة الإعراب ) حين عبَّر عن موضوع الكتاب بـ ( علم الأصوات والحروف ) ، لكن من جاء بعده من علماء العربية لم يوفقوا في استثمار تلك اللمحة من ابن جني والبناء عليها ، حتى تمكن علماء قراءة القرآن بعده من استخلاص المباحث الصوتية من كتب علماء العربية ، وأفردوها في كتب خاصة ، واختاروا لها تسمية جديدة ، كانت في أول الأمر تتكون من عنصرين : الأول المخارج والصفات ، والثاني التجويد والإتقان ، فسمَّى مكي بن أبي طالب كتابه " الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة بعلم مراتب الحروف ومخارجها وصفاتها وألقابها " ، لكن معاصره أبا عمرو الداني سمى كتابه " التحديد في الإتقان والتجويد " ، ثم غلبت كلمة التجويد في عناوين الكتب التي ألفها العلماء في العلم من بعدهما .

أما مصطلح " علم الأصوات اللغوية " فإنه مصطلح جديد ، استعمله المتخصصون بعلم اللغة العربية في العصر الحديث ، وجاء ترجمة للمصطلح الغربي الدال على هذا العلم ، ودرسوا تحته مباحث صوتية قديمة سبق إلى دراستها علماء العربية والتجويد ، ومباحث صوتية جديدة نقلوها من الدرس الصوتي الغربي ، على نحو ما يتبين في الفقرة الآتية . ))ا.هـ

وانظر لهذا القول : " وإذا أخذنا بنظر الاعتبار سبق الغربيين إلى تأسيس علم الأصوات الحديث منذ القرن السابع عشر أو القرن الثامن عشر ، فإن علم التجويد يظل أقدم نشأة منه بستة قرون أو سبعة قرون ."
فهذا كلام أهل الأصوات .
بينما كلامكم : أئذا وجدنا مخارج تلك الأصوات عند القراء مختلفة عن وصف سيبويه رواية عن مؤسس علم الأصوات الخليل، فكيف لا نقول خطأ؟ على أن هذا منهج معياري، وكان ينبغي أن يكون وصفيا)
المحدثين من أهل الأصوات لم يتركوا لا سيبويه ولا الخليل ولا القراء ـ كما ستري ـ
هل علمت حقيقة النشأة يا أخي ؟ ومن أين استقوا علمهم ؟
لوانتهينا من هذه انتقلنا للأحرف وسأنقل لك أقوالهم وتضارب أقوالهم وعدم استقرارهم علي قواعد مؤصلة مع امتلاكهم للأجهزة الحديثة التي تكون كفيلة في حسم النزاع وسأكتفي بنقل مسألة أو مسألتين فقط من كتابي " صرح الأعلام والسادات ..في التصدي لأقوال أهل الأصوات " أسأل التيسير والانتهاء من الكتاب .
والسلام عليكم
 
كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منكم صالح الأعمال
انظر فيها مرة أخري شيخنا وسيتضح لك الأمر بعد وضع التشكيل .
أنت شيخنا، وقد نظرت ونظر من هو أعلم مني؛ فلم يتبين شيء عربي - فيما نعلم - في فتح تاء (هيت) وكل ما ذكرتم وارد في قراءة (هيتُ - هئتُ) بضم التاء، وهما قراءتان أخريان كما تعلمون
أما بالنسبة لعربية الكلمة أو عجمتها لا دخل لها في الموضوع . سواء كانت الكلمة أعجمية أم عربية المهم أنها ثابتة عن رسول الله من طريق قارئها ، وهذا هو المقصود ؛ وهو إبعاد الوهم والغلط عن القارئ
هل أفهم من هذا الكلام أنكم تقولون بوجود الأعجمي في القرآن؟
فعلماء العربية قديما كانوا حافظين لكتاب الله مجودين له . وسيبويه نسب له الهذلي قراءة في الكامل .
أما في زماننا الأمر يختلف تماما
صدقتم شيخنا؛ وهاكم مثالا غريبا، كتب أحدهم:
قل "تأمل - تفكر" ولا تقل "تدبر"
واقرأ هذه الفقرة للدكتور غانم وهو يتحدث عن الفرق بين التجويد والأصوات :
(1) النشأة : إن "علم التجويد" أقدم نشأة من (علم الأصوات) بما يقرب من عشرة قرون ، فالمؤلفات الجامعة في علم التجويد ظهرت في منتصف القرن الخامس الهجري
الكتاب عندي، وقد تعجبت من قوله هذا؛ فإن مؤسس علم الصوات هو الخليل (175 هـ) وتلميذه سيبويه (180 هـ) ومن بعدهما ابن جني (392 هـ) وقد ذكر د. أحمد قدور في كتابه (أصالة علم الأصوات عند الخليل) أن ابن جني سطا في كتابه (سر صناعة الإعراب) على كثير من كلام سيبويه، ونسبه لنفسه. وينظر في بعض ذلك هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38005
ولست أدري معنى كلام د. غانم؛ فحتى لو قصد الاصطلاح، فعلم الأصوات سابق لعلم التجويد بكل تأكيد، و ما علم التجويد إلا امتداد واختصار لعلم الأصوات. أما إن كان يقصد الفصل - كما يظهر من كلامه - فهو أدرى مني أن العلوم اللغوية متداخلة، ومن الصعب فصل أحدها عن الآخر. فهذا حال علم الدلالة، وعلم الصرف، ولذلك قالوا "لا مشاحة في الاصطلاح" وهذا مكي - رحمه الله - لا يفرق بين الصوت والحرف، كما أشار د. غانم بنفسه.
وأما الغرب، فلولا أنهم سرقوا حضارة الإسلام بعد سقوط قرطبة والأندلس، ما رحوا ولا جاؤوا. ولاتكاد تجد علما تطبيقيا بحتا، إلا رواده عرب مسلمون، فضلا عن العلوم الإنسانية.
المحدثين من أهل الأصوات لم يتركوا لا سيبويه ولا الخليل ولا القراء ـ كما ستري ـ
قد يكون هذا عند المصابين بلوثة اسشتراقية، أما كبارهم كإبراهيم أنيس - وهو المؤسس - ورمضان عبدالتواب، وأحمد مختار عمر فلا. فهؤلاء لا يخطؤون سيبويه، وإنما يصفون الواقع، وهو أن نطقنا - يقصد المصريين - لبعض الأصوات لايطابق وصف سيبويه.
وقد ذكرت لكم السبب، وهو أنهم اعتمدوا طريقة مشيخة القراءات المصرية، وأهملوا ما عداها. وقد ذكرت لكم أيضا: أننا في اليمن ننطق الأصوات كما وصفها سيبويه، دونما اختلاف حتى في الضاد.
وقد ضمنت هذا في رسالتي للدكتوراة، وفيها فصل مستقل عن علم الأصوات.
شكر الله لكم، ووفقكم في كتابكم، وجميع مشاريعكم العلمية
وبارك فيكم وعليكم
 
وهذا يلخص الموضوع؛ فلم يكن علماؤنا القدامى - مفسرين ولغويين وغيرهم - يعرفون شيئا عن اللغات السامية الأخرى

ومقارنة بسيطة بين ابن عباس ترجمان القرآن - الذي كان يقول بوجود الأعجمي في القرآن - والإمام الشافعي - الذي ينكره ويرده - كافية لبيان الفرق.
فابن عباس كان على ذُكر بشيء من تلك اللغات، من خلال الشعر الجاهلي، خاصة الأعشى الذي يكثر في كلامه الأعجمي، وكان على ذكر يسير بلغة حمير - وقد جاءت عليها ألفاظ من القرآن - ويبدو لي أنكم من رأي الشافعي لا ابن عباس رحم الله الجميع

السلام عليكم

رحم الله علماءنا القدامى الذين اعتنوا بوظيفة الصوت وعرفوا مخرجه دون اعتماد على آلات وتشريحات لا تخرج منها بفائدة

علماؤنا فيما يظهر لي عرفوا اللغات السامية دون تسميتها بهذا الاسم فابن حزم رحمه الله ذكر في معنى كلامه أن العربية والعبرية والسريانية كانت لغة واحدة في الأصل وأبو حيان المفسر ألف نحو خاصا بلغة الحبشة والحبشة من اللغات السامية
وأبو عمر بن العلاء يقول في لغة حمير ( ما لسان حمير اليوم بلساننا ولا لغتهم بلغتنا )
وهذا تفسير لكلام علمائنا عندما يقولون هي لغة حبشية أو سريانية .... ومسألة المعرب في القرآن مسألة مشهورة ....

وقد كتبت فيها بحثا ناقشت فيه أحد المتخصصين في الساميات عن علمائنا واللغات السامية
 
السلام عليكم
علماؤنا فيما يظهر لي عرفوا اللغات السامية دون تسميتها بهذا الاسم
وعليكم السلام
قد ذكر هذه الإشارات د. رمضان عبدالتواب رحمه الله في كتابه (فصول في فقه العربية: 43) وقد ذكرت ذلك هنا
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=20935
وقد سبق ابن حزم إلى ذلك الخليل (175 هـ) ومع ذلك، فإنها كانت مجرد إشارات عابرة، ولا تدل على علم بتلك اللغات
ومقولة أبي عمرورحمه الله التي سقتها دليل واضح على ذلك؛ فشيخ العربية - وهو طبعا يقصد الجانب الدلالي - ينفي أي تشابه، وعلى هذه المقولة قامت نظرية انتحال الشعر الجاهلي التي قال بها بعض المستشرقين، وروج لها طه حسين. وقد أثبت الدرس الساامي المقارن بين اللغتين (اليمنية القديمة والسبئية) خطأ هذه المقولة. وهذه إحدى النتائج التي توصلت إليها في رسالتي للدكتوراة.

وقد كتبت فيها بحثا ناقشت فيه أحد المتخصصين في الساميات عن علمائنا واللغات ال
يسرني مناقشتك في هذا البحث، وإذا لم أكن مخطئا فأنت يمني مثلي؛ فلعلنا نلتقي في جامعة صنعاء مع بدء الدوام إن شاء الله
فأرجو أن تكتب لي رقمك في الخاص
كما يسرني التباحث مع الأستاذ المشار إليه. علما بأن ما تفضلت بذكره هو تخصصي الدقيق.
 
السلام عليكم
شيخنا الكريم كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منكم صالح الأعمال وغفر الله لي ولك وللمسلمين أجمعين .
أنت شيخنا، وقد نظرت ونظر من هو أعلم مني؛ فلم يتبين شيء عربي - فيما نعلم - في فتح تاء (هيت) وكل ما ذكرتم وارد في قراءة (هيتُ - هئتُ) بضم التاء، وهما قراءتان أخريان كما تعلمون
شيخنا الكريم موضوع فتح التاءوضمها وكسرها ليس من موضوعنا ."وقالت هيت لك" أي هلم وأقبل وتعال؛ ولا مصدر له ولا تصريف إنما هي لغات وارجع إلي ما قاله القرطبي رحمه الله في هذا الصدد .
هل أفهم من هذا الكلام أنكم تقولون بوجود الأعجمي في القرآن؟
وهذا ليس موضوعنا أيضا . وقصدت أن هذه ليست مهمة المهم ثبوتها عن النبي صل1 .
صدقتم شيخنا؛ وهاكم مثالا غريبا، كتب أحدهم:
قل "تأمل - تفكر" ولا تقل "تدبر"
مثال غريب بالفعل .." تفسير"
الكتاب عندي، وقد تعجبت من قوله هذا؛ فإن مؤسس علم الصوات هو الخليل (175 هـ) وتلميذه سيبويه (180 هـ) ومن بعدهما ابن جني (392 هـ) وقد ذكر د. أحمد قدور في كتابه (أصالة علم الأصوات عند الخليل) أن ابن جني سطا في كتابه (سر صناعة الإعراب) على كثير من كلام سيبويه، ونسبه لنفسه. وينظر في بعض ذلك هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38005
ولست أدري معنى كلام د. غانم؛ فحتى لو قصد الاصطلاح، فعلم الأصوات سابق لعلم التجويد بكل تأكيد، و ما علم التجويد إلا امتداد واختصار لعلم الأصوات. أما إن كان يقصد الفصل - كما يظهر من كلامه - فهو أدرى مني أن العلوم اللغوية متداخلة، ومن الصعب فصل أحدها عن الآخر. فهذا حال علم الدلالة، وعلم الصرف، ولذلك قالوا "لا مشاحة في الاصطلاح" وهذا مكي - رحمه الله - لا يفرق بين الصوت والحرف، كما أشار د. غانم بنفسه.
وأما الغرب، فلولا أنهم سرقوا حضارة الإسلام بعد سقوط قرطبة والأندلس، ما رحوا ولا جاؤوا. ولاتكاد تجد علما تطبيقيا بحتا، إلا رواده عرب مسلمون، فضلا عن العلوم الإنسانية.
وهذا من موضوعنا .. أخي الكريم أراك بالفعل لا تفرق بين الحديث عن الأحرف عند القدامي وبين ما عليه أهل الأصوات المحدثين . فهم يعترفون بأنه علم جديد بدليل أن وقّتوا له بداية ونشأة ومبادئ علم وووو . فالحديث معهم وليس مع الخليل وسيبويه وغيرهما من القدامي .
قد يكون هذا عند المصابين بلوثة اسشتراقية، أما كبارهم كإبراهيم أنيس - وهو المؤسس - ورمضان عبدالتواب، وأحمد مختار عمر فلا. فهؤلاء لا يخطؤون سيبويه، وإنما يصفون الواقع، وهو أن نطقنا - يقصد المصريين - لبعض الأصوات لايطابق وصف سيبويه.
وقد ذكرت لكم السبب، وهو أنهم اعتمدوا طريقة مشيخة القراءات المصرية، وأهملوا ما عداها.
هنا تعترف بأن المؤسس د.إبراهيم أنيس فأنا أقصد هؤلاء بالفعل . وقولك "فهؤلاء لا يخطؤون سيبويه، ) قول عجيب راجع أخي كتبهم وراجع قول د. إبراهيم في الجهر وما يقوله عن سيبويه في هذا الصدد ، وقول د.تمام حسان وهو يخطئ صراحة ابن الجزري في وصف الحروف مع أن ابن الجزري نقل ما قاله سيبويه . وقولهم باحتمال أن سيبويه أخطأ في الوصف وأشباه ذلك .
وقد ذكرت لكم أيضا: أننا في اليمن ننطق الأصوات كما وصفها سيبويه، دونما اختلاف حتى في الضاد.
شيخنا الفاضل أراك أحلت جميع الحروف إلي نطق أهل اليمن ،حتي عند الحديث عن صعيد مصر وصحة نطقهم لبعض الحروف ذكرت أن أهل الصعيد لهم جذور يمنية . ولاتنس شيخنا "الإيمان يماني " وأهل اليمن لهم فضلهم إلا أني سمعت أحدهم ينطق الضاد ظاءا ويخرج لسانه أيضا .
وقال أهل الأصوات : إن وصف الضاد الصحيحة تخلوا من الجزيرة العربية تماما ولا يوجد هذا النطق الآن لا في اليمن ولا في غيره . أليس هذا قول ا.شاده (علي ما أذكر ) وتبعه أهل الأصوات وقالوا به ونقلوه في كتبهم ؟

وقد ضمنت هذا في رسالتي للدكتوراة، وفيها فصل مستقل عن علم الأصوات
.
هل تقصد في هذا الفصل زمن سيبويه أم زماننا ؟ بسمة
ولعلي بعد انتهاء من نقطة النشأة نتناول الأحرف التي ذكرت . والله أعلم
والسلام عليكم
 
عيد مبارك وكل عام والجميع في خير وصحة وأمان وعافية ورضى.
ومن تفضلت بذكرهم لم يفسروا لنا الإشكال، وهو نصب تاء الفاعل،
أخي الكريم حفظك الله:
يزيل الإشكال بيانهم بأن هذه الكلمة اسم فعل بمعنى " أسرع"، كما يقول أبو حيان في تفسيره ضمن التوجيهات التي ساقها، بل ذكر أن قراءة ضم التاء أيضاً محتملة لأن تكون اسم فعل، وقد أورد الشيخ عبد الحكيم أقوال العلماء في ذلك، فلماذا الإصرار على جعل تائها تاء فاعل، ثم الاستشكال في نصبها؟
وقراءة فتح التاء في هذه الكلمة هي قراءة جميع القراء العشرة ما عدا ابن كثير وهشام في أحد وجهيه، فما دام وللقراءة وجه يمكن أن توجه به فلم الاستشكال عندئذٍ؟

موضوع فتح التاءوضمها وكسرها ليس من موضوعنا
صحيح أن هذا ليس من موضوع هذه الصفحة، ولكن لا ينبغي السكوت عنه، لا سيما والاستشكال فيه قد يؤدي إلى إنكار القراءة به، وخطورة ذلك أكثر من خطورة الموضوع الذي يدور حوله النقاش، والله أعلم.
تحياتي وتقديري للجميع.

 
صحيح أن هذا ليس من موضوع هذه الصفحة، ولكن لا ينبغي السكوت عنه، لا سيما والاستشكال فيه قد يؤدي إلى إنكار القراءة به، وخطورة ذلك أكثر من خطورة الموضوع الذي يدور حوله النقاش، والله أعلم.
تحياتي وتقديري للجميع
السلام عليكم
عيد مبارك يا شيخنا محمد الاهدل .
لاخطورة بالنسبة للشيخ الرصين . فهو يسأل عن الاستشكال فقط ، ولو لم يجد سيلحقها بأنها كلمة غير عربية ، المهم جواز القراءة بها أما قولكم "وخطورة ذلك أكثر من خطورة الموضوع الذي يدور حوله النقاش،) .
اقول ليس الأمر كذلك .. فالطعن في حرف أو أكثر هو طعن أشد من كون هذا الحرف ثابت في لغة أعجمية أو عربية .
وأهل الأصوات يقسمون لقسمين :
الأول يقولون :الخلاف نظري
الثاني :يقولون : الخلاف عملي
والصنف الثاني هم المعنون بكلامي وخطرهم أشد وكلامهم يدل علي عدم تواتر القراءات من جيل إلي جيل حتي وصل لزماننا .
ألا تري أنها أخطر .؟
والسلام عليكم

 
لاخطورة بالنسبة للشيخ الرصين . فهو يسأل عن الاستشكال فقط ، ولو لم يجد سيلحقها بأنها كلمة غير عربية ، المهم جواز القراءة بها أما قولكم "وخطورة ذلك أكثر من خطورة الموضوع الذي يدور حوله النقاش،) .
اقول ليس الأمر كذلك .. فالطعن في حرف أو أكثر هو طعن أشد من كون هذا الحرف ثابت في لغة أعجمية أو عربية .
وأهل الأصوات يقسمون لقسمين :
الأول يقولون :الخلاف نظري
الثاني :يقولون : الخلاف عملي
والصنف الثاني هم المعنون بكلامي وخطرهم أشد وكلامهم يدل علي عدم تواتر القراءات من جيل إلي جيل حتي وصل لزماننا .
ألا تري أنها أخطر .؟
شيخنا عبد الحكيم أكرمك الله:
أنا على يقين بأنه لا خطورة على أخي رصين حفظه الله، ولكن الذي أقصده أن بقاء الاستشكال، وعدم التسليم لما يقوله الموجهون لأي قراءة من القراءات قد يكون سبباً لرد تلك القراءة، وكلا الموضوعين مهم، ونحن متابعون لما تسطرونه في هذا الموضوع، وفق الله الجميع لقول الحق والعمل به.
 
شيخنا عبد الحكيم أكرمك الله:
أنا على يقين بأنه لا خطورة على أخي رصين حفظه الله، ولكن الذي أقصده أن بقاء الاستشكال، وعدم التسليم لما يقوله الموجهون لأي قراءة من القراءات قد يكون سبباً لرد تلك القراءة، وكلا الموضوعين مهم، ونحن متابعون لما تسطرونه في هذا الموضوع، وفق الله الجميع لقول الحق والعمل به.
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
ولي سؤال عندكم يا أهل اليمن :
قال الشيخ رصين الرصين ((وقد ذكرت لكم السبب، وهو أنهم اعتمدوا طريقة مشيخة القراءات المصرية، وأهملوا ما عداها. وقد ذكرت لكم أيضا: أننا في اليمن ننطق الأصوات كما وصفها سيبويه، دونما اختلاف حتى في الضاد.))ا.هـ
الطاء ينطقها بعض القبائل مثل الضاد .. هل سمع أحد بأذنه هذه اللغة في قبيلة يمنية ؟
والجيم والقاف وغيرها مما سبق .
فإن وجدت : هل يقول بهذه اللغة عوام القرية وقرائها أو مقتصرة علي عوامها ؟
وسؤالي ليس تشكيكا في قول أحد إلا أني وجدت أهل الأصوات ينقلون هذه اللهجة من أ. شادة ، ولم أجد أحدا منهم قال : إنه سمعها .
لأنني سألت بعض أهل الصعيد فلم يسمعوا من يقول في مطر ..مضر وما زال البحث جاريا .
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
 
يزيل الإشكال بيانهم بأن هذه الكلمة اسم فعل بمعنى " أسرع"، كما يقول أبو حيان في تفسيره ضمن التوجيهات التي ساقها، بل ذكر أن قراءة ضم التاء أيضاً محتملة لأن تكون اسم فعل،
هذا ليس بيانا بارك الله فيكم شيخنا
فموضوع اسم الفعل هو من أشد المسائل تعقيدا، وأصعبها تفسيرا في اللغة
مع ضم التاء ولو بلا همز - وهي قراءة ثابتة - نستطيع ربطه بالتهيؤ
أما ادعاء أنه اسم فعل وكفى، فلا يكفي ولا يقنع لغويا، تدري لماذا شيخنا؟؟
لأنه مثال وحيد فريد في كتاب الله، ولم يعرف في تراث الجاهلية، ما يرجح أنه لفظ غير عربي
وقد يكون مصريا قديما هيروغليفيا
الطاء ينطقها بعض القبائل مثل الضاد .. هل سمع أحد بأذنه هذه اللغة في قبيلة يمنية ؟
والجيم والقاف وغيرها مما سبق .
إليكم التفصيل،وسلوا غيري من أهل اليمن، شرط أن يكون فاهما لعلم الأصوات
الطاء الصنعانية مجهورة كما وصفها سيبويه، وليست مهموسة كما ينطقها قراء مصر
جيم محافظة إب لهوية كما وصفها سيبويه، وليست غاريةكما نسمعها من قراء مصر
القاف الصنعانية مجهورة كما وصفها سيبويه، وليست مهموسة كما ينطقها قراء مصر
وقد ذكرتم تعليق د. جبل، غير أنه وصفها بالصعيدية، ومعروف أن أصل الصعيد المصري قبائل اليمن
لأنني سألت بعض أهل الصعيد فلم يسمعوا من يقول في مطر ..مضر وما زال البحث جاريا
فهلا سألتم أصل الصعيد - وهو اليمن - ولو فعلتم لكففتم عن البحث
وهذا معروف مشهور جدا عن اللهجة الصنعاتية، غير أنه لا يلاحظه إلا لغوي أو قارئ مثلكم
أما د. شاده فليس حجة علينا
وأهل مكة أدرى بشعابها
 
إليكم التفصيل،وسلوا غيري من أهل اليمن، شرط أن يكون فاهما لعلم الأصوات
الطاء الصنعانية مجهورة كما وصفها سيبويه، وليست مهموسة كما ينطقها قراء مصر
جيم محافظة إب لهوية كما وصفها سيبويه، وليست غاريةكما نسمعها من قراء مصر
القاف الصنعانية مجهورة كما وصفها سيبويه، وليست مهموسة كما ينطقها قراء مصر
وقد ذكرتم تعليق د. جبل، غير أنه وصفها بالصعيدية، ومعروف أن أصل الصعيد المصري قبائل اليمن
فهلا سألتم أصل الصعيد - وهو اليمن - ولو فعلتم لكففتم عن البحث
وهذا معروف مشهور جدا عن اللهجة الصنعاتية، غير أنه لا يلاحظه إلا لغوي أو قارئ مثلكم
أما د. شاده فليس حجة علينا. وأهل مكة أدرى بشعابها
السلام عليكم
أخي الكريم العبارة الملونة غريبة لأن الصوت بين "مطر ـ مضر "يميزه أي أحد لوضوحه .
فهل أحد من الإخوة اليمنيين يرشدنا لما قاله الأخ رصين الرصين .
الأخ رصين من كتاباته أراه مبالغا كثيرا خاصة بما يتعلق باليمن .
فمصر جذوره يمنية . وآخر لم يعجبه الحال وقال مصر جذوره فلسطينية شامية ، واحترنا كمصريين لمن نقول : ياجدي ويا جدتي لليمنيين أم للفلسطنيين والشاميين؟ وإلي الله المشتكي من حال الأمة
والسلام عليكم
 
غير أنه لا يلاحظه إلا لغوي أو قارئ مثلكم
أظن أنني قارئ وإن لم أكن مثل شيخنا عبد الحكيم، ولكن بخصوص الحروف التي ذكرها شيخنا رصين بارك الله فيه بقوله:
الطاء الصنعانية مجهورة كما وصفها سيبويه، وليست مهموسة كما ينطقها قراء مصر
جيم محافظة إب لهوية كما وصفها سيبويه، وليست غاريةكما نسمعها من قراء مصر
القاف الصنعانية مجهورة كما وصفها سيبويه، وليست مهموسة كما ينطقها قراء مصر
أقول:
كلامه صحيح من حيث العموم، ولكن سلامة نطق هذه الأحرف هي من حيث بعض الصفات لا كلها، فمثلاً القاف الصنعانية وإن كانت مجهورة لكن نطقها أشبه ما يكون بالكاف باستثناء صفة الهمس منها، فكلمة (قل) ينطقونها (gul)، فحققوا فيها الجهر وأفقدوها بعض الصفات الأخرى، والله أعلم.
 
أقول:
كلامه صحيح من حيث العموم، ولكن سلامة نطق هذه الأحرف هي من حيث بعض الصفات لا كلها، فمثلاً القاف الصنعانية وإن كانت مجهورة لكن نطقها أشبه ما يكون بالكاف باستثناء صفة الهمس منها، فكلمة (قل) ينطقونها (gul)، فحققوا فيها الجهر وأفقدوها بعض الصفات الأخرى، والله أعلم.
السلام عليكم
هذا النطق موجود في صعيد مصر بخصوص القاف . لكن قراء الصعيد في حديثهم العادي يقولون به ولكنهم في قراءة القرآن لا يقولون به وهم تعلموا علي مشايخهم من أهل الصعيد . فلو كان كلام أهل الأصوات صحيحا لقال القراء به .
واقرأ هذه الآية بتلك اللهجة "{واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين }للصقك الناس في المحراب .
ثم هم مختلفون أشد ما يكون في مخرج هذه الحروف وصفاتها بمجرد ما يتهي العطل في جهازي سأضع لك فقرة طيبة إن شاء الله .
والسلام عليكم
 
واقرأ هذه الآية بتلك اللهجة "{واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين }للصقك الناس في المحراب .
هذه حلوة منك يا أبا عمر
icon7.gif

أرى أن ما كتبه الدكتور غانم قدوري كلام علمي مقنع، ولم أر الاعتراضات عليه تنهض يا أبا عمر .
والذين ذكرتم من المؤلفين في الأصوات ممن يطعنون في بعض الأسانيد أو في شيء من أداء القراء ليسوا حجةً لإبطال هذا العلم واطراحه ، وهو علم فيه فوائد كثيرة ، وأصول هذا العلم عربية في كلام الخليل وتلاميذه ومن بعدهم، ولكنه لم ينفرد علماً مستقلاً إلا مؤخراً ، علماً أن هذه مسألة فرعية على كل حال وإن لم نتفق عليها فهي لا تعود على أصل العلم بالإبطال، والعبرة بالقناعة بفائدته ، وتقديمه لإيضاحات كثيرة لمسائل لم تكن واضحة تَماماً من مسائل نطق الحروف ونحو ذلك .
وفقكم الله لكل خير .
 
هذه حلوة منك يا أبا عمر
icon7.gif

أرى أن ما كتبه الدكتور غانم قدوري كلام علمي مقنع، ولم أر الاعتراضات عليه تنهض يا أبا عمر .
والذين ذكرتم من المؤلفين في الأصوات ممن يطعنون في بعض الأسانيد أو في شيء من أداء القراء ليسوا حجةً لإبطال هذا العلم واطراحه ، وهو علم فيه فوائد كثيرة ، وأصول هذا العلم عربية في كلام الخليل وتلاميذه ومن بعدهم، ولكنه لم ينفرد علماً مستقلاً إلا مؤخراً ، علماً أن هذه مسألة فرعية على كل حال وإن لم نتفق عليها فهي لا تعود على أصل العلم بالإبطال، والعبرة بالقناعة بفائدته ، وتقديمه لإيضاحات كثيرة لمسائل لم تكن واضحة تَماماً من مسائل نطق الحروف ونحو ذلك .
وفقكم الله لكل خير .
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكبير علي ما تفضلتم به .
أنا بانتظار الجهاز فقط ، وكنت أنوي أن أضع مسألة أو مسألتين فقط من الكتاب ، ولأجلك شيخنا الكريم سأجعلهم ثلاث مسائل ولا أزيد عليهم ولا أنقص ، وفضيلتكم تحكمون مدي التخبط في تحديد مخرج الحرف أو تحديد صفته ، ما يقوله هذا ينقضه ذاك . وهذا مع وجود الأجهزة الحديثة .
وبمناسبة الأجهزة الحديثة ..وجدتهم جميعا يستدلون بالأجهزة الحديثة ولا بد من الخضوع لنتائجها .
والمفاجأة ـ شيخنا الكريم ـ أن أحدا منهم لم يجلس علي جهاز واحد من تلك الأجهزة . حتي د. غانم ـ حفظه الله ـ مع كثرة استدلالاته بالأجهزة وضرورة اتباعها صرح في حوار لمجلة الفرقان عام 2006 بأنه لم يجلس علي أي جهاز من الأجهزة الحديثة .
وتحدثت مع الشيخ عمار الخطيب في هذا الصدد .فأخبرني بأن أ.رضا زلاقي ـ علي ما أذكر ـ كتب رسالة في نتائج المختبر .
فسألته : هل جلس علي جهاز .
فلم يؤكد الخبر
حيروني والله يا شيخنا الكريم .
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكبير علي ما تفضلتم به .
أنا بانتظار الجهاز فقط ، وكنت أنوي أن أضع مسألة أو مسألتين فقط من الكتاب ، ولأجلك شيخنا الكريم سأجعلهم ثلاث مسائل ولا أزيد عليهم ولا أنقص ، وفضيلتكم تحكمون مدي التخبط في تحديد مخرج الحرف أو تحديد صفته ، ما يقوله هذا ينقضه ذاك . وهذا مع وجود الأجهزة الحديثة .
وبمناسبة الأجهزة الحديثة ..وجدتهم جميعا يستدلون بالأجهزة الحديثة ولا بد من الخضوع لنتائجها .
والمفاجأة ـ شيخنا الكريم ـ أن أحدا منهم لم يجلس علي جهاز واحد من تلك الأجهزة . حتي د. غانم ـ حفظه الله ـ مع كثرة استدلالاته بالأجهزة وضرورة اتباعها صرح في حوار لمجلة الفرقان عام 2006 بأنه لم يجلس علي أي جهاز من الأجهزة الحديثة .
وتحدثت مع الشيخ عمار الخطيب في هذا الصدد .فأخبرني بأن أ.رضا زلاقي ـ علي ما أذكر ـ كتب رسالة في نتائج المختبر .
فسألته : هل جلس علي جهاز .
فلم يؤكد الخبر
حيروني والله يا شيخنا الكريم .
والسلام عليكم

أحسنت أخي عبد الحكيم عبد الرزاق
لقد هممت أن أكتب ما ذكرته من أنهم ينقلون عن أساتذة الأصوات دون التأكد من ذلك ولكنني لم أكن متأكدا من أمر الدكتور غانم حتى قطعت بكلامك هذا قول كل خطيب فلله درك !!!

لابد أن يعلم الجميع أن بين القدماء والمحدثين بون شاسع ....
فالقدماء حصروا دراسة الصوت في الصوت النموذجي من وجهة نظرهم مع انطباق شروط الزمان والمكان فيه في حين ليس للمحدثين صوت نموذجي وإنما يوسعون دائرة دراسته فيدسون حتى صوت الأطفال !!!

ولا يفصل في هذه المسألة مسألة الأصوات في العصر الحديث إلا على الاعتماد على القراء المجيدين أصحاب السند العالي والله أعلم
 
أحسنت أخي عبد الحكيم عبد الرزاق
لقد هممت أن أكتب ما ذكرته من أنهم ينقلون عن أساتذة الأصوات دون التأكد من ذلك ولكنني لم أكن متأكدا من أمر الدكتور غانم حتى قطعت بكلامك هذا قول كل خطيب فلله درك !!!

لابد أن يعلم الجميع أن بين القدماء والمحدثين بون شاسع ....
فالقدماء حصروا دراسة الصوت في الصوت النموذجي من وجهة نظرهم مع انطباق شروط الزمان والمكان فيه في حين ليس للمحدثين صوت نموذجي وإنما يوسعون دائرة دراسته فيدسون حتى صوت الأطفال !!!

ولا يفصل في هذه المسألة مسألة الأصوات في العصر الحديث إلا على الاعتماد على القراء المجيدين أصحاب السند العالي والله أعلم
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الكريم .
وهذا نص د. غانم حفظه الله :
وعلى الرغم من أني لم أعمل على تلك الأجهزة لكني لمست فائدتها في دراسة الأصوات اللغوية من خلال قراءتي في كتب علم الصوت الحديثة العربية والمترجمة، وأحسب أن استعمال التقنيات الحديثة في دراسة الأصوات أمر مفيد للمشتغلين بالقراءات القرآنية وتعليم التلاوة، من جانب فهم القواعد ومن جانب تعليمها.
))ا.هـ
وهذا رابط الحوار :
http://www.hoffaz.org/alforqan/details.php?id=459
والسلام عليكم
 
ترددت كثيرا في الخوض في هذا الحوار المفيد لافتقاري إلى معرفة كافية لبيئة علم الأصوات وطريقة الحكم على الصوت العربي بموافقة أو مخالفة تعريف القدماء له.
لتكوين صورة تقريبية شخصية اشتريت، في صنعاء اليمن، بداية يونيو سنة 2007، عددا من كتب علماء الأصوات، وفيها مجموعة لا بأس بها من كتب الدكتور غانم قدوري الحمد في مجالات مختلفة، منها الدراسات الصوتية. وقد قرأت الجميع واجتهدت في الفهم أيما اجتهاد فلم أوفق في الحصول على طائل في أي من هذه الكتب. لعل السبب في عدم استفادتي هو أسلوب العلماء الحذر، والذي يستعمل فيه غالبا عبارات غير قاطعة.
وما ذكره هنا الشيخ الكريم عبد الحكيم عبد الرازق عن الدكتور غانم قدوري الحمد من أنه لم يعمل في الأجهزة، يضيف جديدا مهما في الحوار، وهو أن اختلاف النطق الحالي عن تعريفات القدماء قد وصل إلينا عن طريق الدكتور غانم بالسند كما وصل الضاد والقاف والحاء....التي يقرأ بها الحصري والمنشاوي ومحمد رفعت....إليهم بالسند. ومع تكافؤ الأدلة والأمارات فلا ترجيح، عسى أن يكون هذا هو سبب الأسلوب الحذر.
وقد ذكر الدكتور غانم للشيخ عبد الحكيم ما معناه - لأني لا أعرف كيف أقتبس من نوره - أنه لا يخفى عليه أن هناك جانبين: دراية ورواية وأنه يمكن الاجتهاد في الأول على خلاف الثاني.
إذا فرَّق الدكتور موضوعيِ الدراية والرواية، وجعل موضوع الدراية الصوت خارج القرآن، وجعل موضوع الرواية أصوات القرآن فهذا التفريق سيكون محل مناقشة تطول.
وأما إذا وحَّد الموضوعَ، فنرجو منه التوضيح بالإجابة على الأسئلة التالية: أين الفرق بين الدراية والرواية في حرف الحاء؟ وأين يوجد الاجتهاد فيه؟ وما نتيجة هذا الاجتهاد ؟
 
بخصوص استعمال هذه الأجهزة وتجربتها

أسأل الله لكم التوفيق يا أبا عمر وللمشايخ جميعاً وأن يرزقنا الهداية للحق والصواب .
أقدر لكم هذه الفوائد المتتالية التي تتحفوننا بها في هذا الموضوع وفي غيره وأسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه .
أما قضية استخدام هذه الأجهزة فقد جربت بعضها بنفسي، ولمست فائدتها الكبيرة في تعليم التجويد ولاسيما مخراج الحروف وصفاتها، والإدغام وغيره ، ودرجات الغنة ... الخ .
ولكن هناك من هو أعلم بها مني ودراسته في الماجستير والدكتوراه في هذه الصوتيات والأجهزة ، وهو أخي الدكتور منصور بن محمد الغامدي - وفقه الله - فهو أستاذ مشارك بجامعة الملك سعود وباحث متخصص في علم الصوتيات له عدد من المؤلفات والبحوث والمقالات في الصوتيات، ويعمل حالياً مديراً لمعهد بحوث الحاسب بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ورسالته في الدكتوراه بعنوان (تحليل الجهر وتوليده وإدراكه في الأصوات العربية) وهو مطبوع باللغة الإنجليزية.
وقد عزمتُ على استضافته في أحد لقاءات مركز تفسير الدورية للحديث عن (كيف يستفيد مدرس التجويد من علم الصوتيات الحديث) ونرى ما يمكنه أن يقول حول الموضوع ، ونطرح عليه هذه التساؤلات التي تفضلتم بها . وقد كنتُ أنوي أن يكون هو اللقاء السادس للمركز ولكن لبعض الظروف لعله يكون في لقاء قادم إما اللقاء التاسع أو العاشر إن شاء الله .
وهو خبير بأجهزة الصوتيات وأنواعها وعلم الصوتيات الحديث ، وله مؤلف في هذا متوفر على الانترنت هنا . وتجد بعض بحوثه هنا .
 
إذا فرَّق الدكتور موضوعيِ الدراية والرواية، وجعل موضوع الدراية الصوت خارج القرآن، وجعل موضوع الرواية أصوات القرآن فهذا التفريق سيكون محل مناقشة تطول.
وأما إذا وحَّد الموضوعَ، فنرجو منه التوضيح بالإجابة على الأسئلة التالية: أين الفرق بين الدراية والرواية في حرف الحاء؟ وأين يوجد الاجتهاد فيه؟ وما نتيجة هذا الاجتهاد ؟
السلام عليكم
شيخنا الكريم محمد الحسن بوصو جزاكم الله خيرا
الدراية عندهم معناها : الكلام النظري بمعني أنك قلت مثلا : القاف الحالية مجهورة .
هم يقولون لك : القاف مهموسة ..ولكنكما في النطق العملي النطقان متطابقان .
هذا الكلام كفيل بهدم علم الأصوات من جذوره إذا لم يكن هناك ثمة فرق بين جهرنا وهمسهم أو بين عكسهما ..فلم تخطئة القراء في شئ لا يقدم ولا يؤخر من جهة .
ومن جهة أخري ..لم تخصيص قرية معينة أو مدينة معينة بالنطق السليم لحرف معين دون القراء أو دون القري الأخري ؟
ومن جهة ثالثة .. إذا كنا متفقين في النطق العملي فما فائدة تلك الأجهزة التي يأمروننا بها ؟
هذه أسئلة لا مناص منها وبالجواب عنها ينحل الإشكال .
والسلام عليكم
 
بخصوص استعمال هذه الأجهزة وتجربتها

أسأل الله لكم التوفيق يا أبا عمر وللمشايخ جميعاً وأن يرزقنا الهداية للحق والصواب .
أقدر لكم هذه الفوائد المتتالية التي تتحفوننا بها في هذا الموضوع وفي غيره وأسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه .
أما قضية استخدام هذه الأجهزة فقد جربت بعضها بنفسي، ولمست فائدتها الكبيرة في تعليم التجويد ولاسيما مخراج الحروف وصفاتها، والإدغام وغيره ، ودرجات الغنة ... الخ .
ولكن هناك من هو أعلم بها مني ودراسته في الماجستير والدكتوراه في هذه الصوتيات والأجهزة ، وهو أخي الدكتور منصور بن محمد الغامدي - وفقه الله - فهو أستاذ مشارك بجامعة الملك سعود وباحث متخصص في علم الصوتيات له عدد من المؤلفات والبحوث والمقالات في الصوتيات، ويعمل حالياً مديراً لمعهد بحوث الحاسب بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ورسالته في الدكتوراه بعنوان (تحليل الجهر وتوليده وإدراكه في الأصوات العربية) وهو مطبوع باللغة الإنجليزية.
وقد عزمتُ على استضافته في أحد لقاءات مركز تفسير الدورية للحديث عن (كيف يستفيد مدرس التجويد من علم الصوتيات الحديث) ونرى ما يمكنه أن يقول حول الموضوع ، ونطرح عليه هذه التساؤلات التي تفضلتم بها . وقد كنتُ أنوي أن يكون هو اللقاء السادس للمركز ولكن لبعض الظروف لعله يكون في لقاء قادم إما اللقاء التاسع أو العاشر إن شاء الله .
وهو خبير بأجهزة الصوتيات وأنواعها وعلم الصوتيات الحديث ، وله مؤلف في هذا متوفر على الانترنت هنا . وتجد بعض بحوثه هنا .
السلام عليكم
معذرة شيخنا الكريم لم أر مقالتكم المباركة إلا بعد كتابة مداخلتي وبعد النظر في الرابط لي عودة ـ إن شاء الله ـ
والسلام عليكم
 
السلام عليكم،أيها الكرام ورحمة الله وبركاته.
تتبعت هذا التحاور العلمي بين أهل الاختصاص مستفيدا مستمتعا شاكرا لكل من شارك فيه برأيه داعيا للجميع بالتوفيق،ولم أكن أرغب في مشاركتكم،ولكني رأين أن عدم تحرير موضع النزاع بدقة قد يطيل التحاور دون فائدة تذكر،فاسمحوا بكلمة.
كثيرا ما قلنا إن مباحث الأصوات عند أهل الإسلام والعربية تدرس في علم التجويد وعلم الصرف وعلم النحو،ولا يوجد في علوم العربية والإسلام علم اسمه علم الأصوات،وقد أحصوا علوم العربية وعلوم القرآن نثرا ونظما ،فلم نسمع بشيء مستقل اسمه علم الأصوات،ومن ادعى غير هذا فنرجو أن يتكرم علينا بدليله من كتب أهل الشأن وهي معروفة ومنتشرة.
هذا من ناحية التسمية،والخطب فيها يسير.أما من حيث الحقيقة فعلم الأصوات كما عرف حديثا عند الغربيين ثم عند بعض من هم من بني جلدتنا وقد يتكلمون بألسنتنا،فهو شيء يختلف كثيرا عما عرف في تراث الإسلام والعربية،والحديث في هذا قد يطول.
ولنستفيد جميعا من هذا التحاور العلمي بين أهل الشأن وفرسان الميدان لا بد من التفريق بين مباحث الأصوات في تراثنا نظرا وتطبيقا وبين ما عرف بعلم الأصوات حديثا،وتركيز المناقشة على هذا الثاني دون الأول الذي يبدو لي أنه محل اتفاق؛لأن تلك المباحث نشأت مع علوم القرآن وعلوم العربية الأخرى على يد قراء القرآن منذ أنزل تطبيقا ،وبدأ الجانب التنظيري فيها مع نشأة تلك العلوم تدريجا على يد القراء أيضا قبل أن تتشعب تلك العلوم وتنقسم إلى علوم قرآن وعلوم عربية ثم ينقسم كل نوع إلى عدة علوم لها مختصون فيها وكتبها ومناهجها في التعلم والتعليم والتأليف،وهذا تاريخ معروف لا يتناطح عليه عنزان فضلا عن أن يختلف عليه شخصان.
النزاع كله عندي في فيما عرف حديثا بعلم الأصوات اللغوية،هل هو علم جديد أو هو ما كان عندنا قديما ثم أريد له أن ينفصل ويستقل علما برأسه ؟ وما فائدة ذلك للعلم وأهله وطلبته ؟ وإذا كان علما جديدا غير ما كان عند أسلافنا وإلى اليوم،ففيم يختلف عنه ؟ وهل هو علم ضروري ؟ ولمن ؟
هذا ما فصلت القول فيه من وجهة نظري الضعيف في مكان آخر من هذا الملتقى المبارك،فلم يعجب رأيي هناك بعض شيوخنا الكرام،فأسأل الله أن يكون في هذا تحديدا لوجهة التحاور في هذا الموضوع المهم الذي طال الكلام فيه.والله الموفق.
 
بخصوص استعمال هذه الأجهزة وتجربتها

أسأل الله لكم التوفيق يا أبا عمر وللمشايخ جميعاً وأن يرزقنا الهداية للحق والصواب .
أقدر لكم هذه الفوائد المتتالية التي تتحفوننا بها في هذا الموضوع وفي غيره وأسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه .
أما قضية استخدام هذه الأجهزة فقد جربت بعضها بنفسي، ولمست فائدتها الكبيرة في تعليم التجويد ولاسيما مخراج الحروف وصفاتها، والإدغام وغيره ، ودرجات الغنة ... الخ .
ولكن هناك من هو أعلم بها مني ودراسته في الماجستير والدكتوراه في هذه الصوتيات والأجهزة ، وهو أخي الدكتور منصور بن محمد الغامدي - وفقه الله - فهو أستاذ مشارك بجامعة الملك سعود وباحث متخصص في علم الصوتيات له عدد من المؤلفات والبحوث والمقالات في الصوتيات، ويعمل حالياً مديراً لمعهد بحوث الحاسب بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ورسالته في الدكتوراه بعنوان (تحليل الجهر وتوليده وإدراكه في الأصوات العربية) وهو مطبوع باللغة الإنجليزية.
وقد عزمتُ على استضافته في أحد لقاءات مركز تفسير الدورية للحديث عن (كيف يستفيد مدرس التجويد من علم الصوتيات الحديث) ونرى ما يمكنه أن يقول حول الموضوع ، ونطرح عليه هذه التساؤلات التي تفضلتم بها . وقد كنتُ أنوي أن يكون هو اللقاء السادس للمركز ولكن لبعض الظروف لعله يكون في لقاء قادم إما اللقاء التاسع أو العاشر إن شاء الله .
وهو خبير بأجهزة الصوتيات وأنواعها وعلم الصوتيات الحديث ، وله مؤلف في هذا متوفر على الانترنت هنا . وتجد بعض بحوثه هنا .
شيخنا المفضال ،بارك الله فيك.
ننتظر هذا اللقاء المهم الذي لا نريد أن نستبق نتائجه بأي تعليق،ولكن:أليس من الغريب أن يكون بحث في أصوات العربية بلغة إنجليزية ؟ أين كان هذا البحث ولماذا هو بالإنجليزية وهو في أصوات العربية وليس في أصوات الإنجليزية ؟
من نافلة القول: الحكم على الشيء فرع عن تصوره،ولم أتشرف بمعرفة الأخ الكريم الدكتور/منصور الغامدي،بارك الله فيه،وننتظر كلامه في هذا الشأن على أحر من الجمر لأهميته.وأسأل الله أن يوفقكم لتسجيل كلامه صوتيا كاملا،ونستمع إليه ثم يكون لكل حادث حديث.
وعلى كل قلت من قبل:لم أجد أحدا ممن درس علم الأصوات في الغرب على يد أصحابه يقيم كلامه بعربية فصيحة معربة ويقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل مع حرصي الشديد على أن أجد ولو واحدا من هؤلاء يغير رأيي فيهم.ولعل هذا من قصوري. والله المستعان.
 
بخصوص استعمال هذه الأجهزة وتجربتها
أما قضية استخدام هذه الأجهزة فقد جربت بعضها بنفسي، ولمست فائدتها الكبيرة في تعليم التجويد ولاسيما مخارج الحروف وصفاتها، والإدغام وغيره ، ودرجات الغنة ... الخ ..
السلام عليكم
أستاذنا الكبير عندي سؤال :
ما هي الفائدة التي استفدتموها من هذه الأجهزة وهي غير موجودة عن القراء المهرة ؟
ثم علي أي شئ تعتمد هذه الأجهزة في معرفة الصوت الصحيح ؟
بمعني هل أُدخل في الجهاز صوت قارئ بارع مثلا ويقيس الجهاز علي هذا الصوت ؟
وكيفية الاستفادة في حالة الإدغام ؟
أشياء كثيرة في نفسي وأكتفي بهذا القدر .
والسلام عليكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الذين كتبوا في هذا الموضوع ، والإخوة الذين نظروا فيه ، وزوار هذا الملتقى المبارك جميعاً :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وكل عام وأنتم بخير . وبعد
فلم يتح لي النظر في الملتقى منذ مدة ، وحرمني ذلك من متابعة هذا الحوار والإفادة من كثير من الملاحظات والمداخلات . والعودة إلى هذا الموضوع من جديد ، بعد مضي أكثر من سنتين على عرضه في الملتقى ، وبقوة هذه المرة ، دليل على بعد المسافة بين المتحاورين ، وفقهم الله جميعا للصواب.
ولا أجدني متحمساً للدخول في الحوار ، خاصة مناقشة ما عُرِضَ فيه من جزئيات لعدم جدوى ذلك في نظري ، خاصة إذا كان المتحاورون غير متفقين على الأسس التي يحتكمون إليها ، لكن حب النصيحة لإخواني المشتغلين بعلم التجويد والقراءات وعلم الأصوات ، وليس الانتصار للذات ، يدعوني للمشاركة في ما أحسب أنه مفيد في هذا المجال، والتذكير بالأمور الآتية:
(1) يبدو لي أن تبني مقولة (هدم علم الأصوات) وجعلها هدفاً للحوار أمر غير علمي ، أو غير موضوعي ، خاصة إذا كان من يسعى لذلك غير مطلع على أصول هذا العلم وفروعه ومناهجه ، وأقدر للأخ عبد الحكيم إشارته إلى أن من نافلة القول : أن الحكم على الشيء فرع من تصوره ، وأدعو الإخوة المتشككين في جدوى هذا العلم النظر في ما كُتِبَ فيه ، لاسيما بعض المؤلفات التي كتبها متخصصون بعلم الأصوات وعلم القراءات .
(2) الأصل في علم الأصوات أنه علم تطبيقي ، موضوعه النطق البشري ، وتفرعت عنه علوم ، منها : علم الأصوات النطقي ، وعلم الأصوات الفيزياوي ، وعلم الأصوات السمعي ، وتأسست له مناهج ، مذكورة في مقدمات كتب علم الأصوات ، واستجدت له وسائل تعتمد على الأجهزة التي تندرج تحت عنوان (مختبر الصوت) ، وليس لدي شك في فائدة دراسة هذه الفروع بقدر ما يتيسر للدارس ، وإن كانت الملاحظة الذاتية من أهم وسائل هذا العلم ، لكنها لا يمكن أن تدرك كثيراً من أسرار الصوت الإنساني .
(3) لاحظت أن بعض الإخوة يستدلون بأخطاء المشتغلين بعلم الأصوات للتحذير من خطورة هذا العلم ، وهذا منهج غير علمي ، فليس هناك باحث معصوم من الخطأ ، وإذا كان بعض الإخوة يتحفظ من الإفادة من مؤلفات غير المسلمين في هذا العلم ، فقد أصبح لدينا الآن مؤلفات كتبها باحثون عرب ومسلمون ، لا غبار على إيمانهم وإخلاصهم ، والله أعلم بحالهم ، فليس كل هذا العلم الآن منقول عن الغربيين ، فقد أصبحت لدينا مدارس ومراكز علمية تعتمد على الأجهزة الحديثة في دراسة الأصوات ، وتحليل الظواهر الصوتية في اللغة ، وفي القراءة ، من ذلك دراسات الأستاذ الدكتور منصور الغامدي التي أشار إليها الدكتور عبد الرحمن ، جزاه الله خيراً ، وبحوث الدكتور علي مباركي ، وما كتبه الدكتور سمير شريف إستيتية ، وتلامذته الذين أشرف على رسائلهم وأطاريحهم التي أنجزوها في جامعة اليرموك في الأردن ، بالاعتماد على أجهزة مركز النطق والكلام في الجامعة ، وهي كثيرة ، وغير ذلك مما لم أطلع عليه.
(4) استدل بعض الإخوة على هشاشة البحوث التي كُتِبَتْ في دراسة بعض ظواهر التجويد والقراءة ، مستفيدة من معطيات علم الأصوات ، بأن كاتبيها لم يستخدموا أجهزة مختبر الصوت ، ويذكرون مثالاً على ذلك بما كَتَبْتُهُ في هذا المجال ، أقول : إن هذه حجة ضعيفة ، لأن كثيراً من نتائج الدراسات الصوتية الحديثة الآن متاحة للدارسين ، وكثير منها يعد من الحقائق العلمية الثابتة التي يمكن للدارسين الإفادة منها وإن لم يتح لهم تجريبها في مختبرات الصوت . وإذا كان ذلك يعد نقصاً ، فليس ترك الموضوع جملة وتفصيلاً هو الحل لذلك النقص ، بل الموقف الصحيح أن تسعى الجامعات والمراكز المتخصصة إلى توفير تلك الأجهزة وجعلها في متناول يد الدارسين ، وليس تناسي وجودها .
(5) أود أن أبين للإخوة المهتمين بهذا الموضوع والمتابعين لما أكتب أن قناعتي بفائدة علم الأصوات اللغوية لدارس التجويد ومتعلم القراءة تتعزز يوماً بعد يوم ، فكلما تعمق الدارس في دراسة التراث الصوتي العربي ، وأتقن القراءة وحصل الرواية ، وكلما أبحر في ميدان علم الأصوات اللغوية اكتشف حقائق جديدة ، وتأكد لديه أيضاً أن علماء التجويد المتقدمين قد سبقوا إلى تأصيل كثير من قواعد هذا العلم من خلال ملاحظتهم الذاتية ، وأن ما جاء به علم الأصوات لا يلغي ما أنجزوه بل يعززه ويوضحه ويُقَوِّمُ جوانب القصور فيه ، وييسر تعلم القراءة وإتقان تجويدها . وآمل أن أتمكن من مراجعة ما كتبت بالاعتماد على أجهزة مختبر الصوت ، فإن لم أتمكن فإن ذلك لا يزعزع قناعتي بما كتبتُ ، وآمل أن يواصل المسيرة ويكمل الشوط الباحثون الشباب الذين استكملوا مستلزمات البحث في هذا المجال من إتقان القراءة ، والإلمام بعلم الأصوات ، والقدرة على استخدام أجهزة مختبر الصوت ، وحسبي أني حاولت بما أتيح لي من وسائل ، فحققت عددا من كتب علم التجويد ، وكتبت مجموعة أبحاث في علم التجويد ، في إطار منهج يحرص على الإفادة من حقائق علم الأصوات ، وختمت مسيرتي العلمية بالتأليف في اتجاهين : الأول يتمثل بإعادة كتابة علم الأصوات العربي من خلال الإفادة مما أنجزه علماء التجويد ، والثاني إعادة كتابة علم التجويد من خلال الإفادة مما كتبه علماء الأصوات ، والمحصلة النهائية المرجوة إزالة الفجوة بين العلمين ، وهي ليست كبيرة ، ومحو الجفوة بين الفريقين ، والله أعلم ، وهو يهدي إلى سواء السبيل.

15/12/1431هـ = 21/11/2010م
 
الدكتور غانم قدوري الحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فكل عام وأنتم بخير عميم
نشكركم على الرد السريع رغم انشغالكم، وتوضيح وجهة نظركم وثبات موقفكم من لدن مقابلتكم مع مجلة الفرقان إلى الآن - وأنا مشترك في هذه المجلة من سنين.
لا يوجد خلاف ومحل مناقشة من وجوب أخذ الفائدة الحلال من أي شخص، مسلم أو يهودي أو لاديني.......والمتحاورون في هذا الملتقى على شيء من النضج يقيهم من هذا الجمود، وما يأتي من بعض الإخوة المشاركين من الإشارة إلى أنه علم اخترعه الكفرة فهفوات. وإلا فكلهم يستمع من كبار قراء مصر من أجهزة صنعها الكفرة.
إن لم تجلسوا إلى هذه الأجهزة فليس الذين جلسوا إليها بأشهر منكم -على الأقل في أوساط القراء والمهتمين بالتجويد-. وقد قرأت كامل مرفق الدكتور عبد الرحمن الشهري، ووجدت الفرق بين كتاباتكم وكتاباته هو الصور التوضيحية فقط. وكلاكما أسلوبه راق وعلمي جدا.
لكن يؤسفنا أن مداخلاتكم الأخيرة كلها تنصبُّ في قالب الموعظة وتوضيح أدبيات فن علم الأصوات وتفريعاته وتاريخه وأساطينه دون الإجابات المحددة على ما يستشكله المشاركون، وخاصة أن ما ذكرتموه هنا موجود في كتاباتكم، التي أكدنا لكم أننا قرأناها. ولا أعرف أحدا من المشتغلين بالتجويد لم يقرأ لكم أكثر من كتاب. ولا تثار الأسئلة - والتساؤلات أيضا- وتوجه إليكم شخصيا إلا لغلبة الظن أن علم ذلك عندكم أو مراجعة الموضوع والاجتهاد فيه متاح لكم أكثر من أي آخر نعرفه ويمكننا مخاطبته.
إن السائلين لم يكتبوا ليعارضوا - ونعيذهم بالله من الانتصار للذات - ولكن في غمرة الشعور بقوة المذهب وضعف المذهب الآخر قد يشوب أسلوبهم بعض تراكيب توحي بالعناد، والاستشاطة غضبا للذات.
السؤال بصيغة أخرى، إذ لم تشيروا إليها في مداخلتكم الأخيرة: في حالة أنه تم التحقق من مخالفة النطق الحالي لنتائج علم الأصوات، وهو ما تحقق كما فهمت منكم، فإلى أيهما نرجع؟ إلى الرواية أم إلى الدراية ؟
والسلام عليكم
 
وقد أحصوا علوم العربية وعلوم القرآن نثرا ونظما ،فلم نسمع بشيء مستقل اسمه علم الأصوات،ومن ادعى غير هذا
فنرجو أن يتكرم علينا بدليله من كتب أهل الشأن وهي معروفة ومنتشرة
قد عرف العبقري ابن جني اللغة بأنها " أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم " الخصائص 1/33
وقد بلغ من دقة هذا التعريف ومتانته: أن علماء اللغة عربهم وعجمهم مجتمعين عجزوا أن يأتوا ببديل له، وكل تعريف آخر فإنما منه أخذ، وحوله يدندن.
أخي الكريم العبارة الملونة غريبة لأن الصوت بين "مطر ـ مضر "يميزه أي أحد لوضوحه .
أختلف معك أخي،
لدينا قبيلة تسمى (بني مطر) فلو أنك سمعت صنعانيا ينطقها لظننته يقول مضر، سوى أن ميمها مفتوحة
وأما همس الطاء، فإنما دخلنا من المذيعين والقراء الذين درسوا في مصر قبيل ثورة اليمن 1962
وخطر لي الآن شيء: بما أنك قارئ، قابحث عن تلاوات بأصوات قراء يمنيين قدامى، وسأذكر لك مثلا :
أحمد عبدالرحمن محبوب.. ومحمد القريطي، وهما قارئان قديمان، اسمع الفاتحة: صراط
فستمسع الطاء مجهورة كما وصفها سيبويه وكما ذكرت لك.
وإن وجدت وقتا فسأضع الرابط إن شاء الله
واحترنا كمصريين لمن نقول : ياجدي ويا جدتي لليمنيين أم للفلسطنيين والشاميين؟ وإلي الله المشتكي من حال الأمة .
هذا مجرد بحث علمي أخي، وإلا فـ
"دعوها؛ فإنها منتنة"، فلا تبتئس
كلامه صحيح من حيث العموم، ولكن سلامة نطق هذه الأحرف هي من حيث بعض الصفات لا كلها، فمثلاً القاف الصنعانية وإن كانت مجهورة لكن نطقها أشبه ما يكون بالكاف باستثناء صفة الهمس منها، فكلمة (قل) ينطقونها (gul)، فحققوا فيها الجهر وأفقدوها بعض الصفات الأخرى، والله أعلم.
يكفيني هذا،
ويجب أن تفرق يا شيخ بين القاف البدوية الغليظة المجهورة - قاف حضرموت - والقاف الصنعانية الخفيفة المجهورة أيضا
واقرأ هذه الآية بتلك اللهجة "{واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين }للصقك الناس في المحراب .
أليست القاف القاهرية تقترب من الكاف، خاصة مع نطق بعض الكلمات: قرآن - قانون ؟
والعكس مع الكاف، فينطقون "والكاظمين" كأنها قاظمين؟

ولمن كان مصريا أو في مصر أو يهتم باللهجات اليمنية، فثمة أربع رسائل هي:
1- لهجة ذمار: عبدالله السوسوة. دكتوراة (عين شمس)
2- لهجة شرعب: عبدالله العزعزي. دكتوراة (القاهرة)
3- لهجة خبان: محمد ضيف الله. ماجستير. (القاهرة)
4- لهجات اليمن القديم، دراسة صرفية صوتية حاسوبية: محمد ضيف الله . دكتوراة (القاهرة) 2009.
وألخص رأيي فأقول:
* قد أخطأ من خطّأ سيبويه؛ فهو إنما يصف أصوات لغة عاصرها وعايشها، وهو العالم الخبير بها. وإن وجدنا اختلافا في عصرنا الحاضر، فمقتضى العلم والمنهج الوصفي أن نخطئ أنفسنا، لا أن نخطئ سيبويه وأستاذه الخليل. وحتى لو خالفه من بعده، فلعل النطق تغير وتطور، وقد لا يحتاج التطور اللغوي عامة - والصوتي خاصة - لأكثر من نصف قرن، أو لعامل سياسي كما حدث في ثورة اليمن، وتلك الأميرة الطفلة الفرنسية التي كانت تلثغ في الراء، فمن حب الشعب الفرنسي لها ولأسرتها، اعتمد اللغويون الفرنسيون لثغتها، وإلا فقبل لويس السادس عشر كانت الراء الفرنسية واضحة بارزة.
* ذلك المختبر بأجهزته - مع كل الاحترام لكل أصواتي - ما الذي يضمن لنا أنه اعتمد النطق العربي الصحيح الفصيح؟ فما هو المعيار هنا؟
* يعرف كل لغوي معاصر أن علماءنا القدامى قد ارتكبوا خطأ جسيما، وهو الخلط بين مستويات اللغة، فكانوا يتحدثون عن المستوى الفصيح والعامي كأنهما شيء واحد، ومستوى واحد. وهذا خطأ جر إلى كثير من الإشكالات والخلافات.
وقد فصل في ذلك شيئا ما أ.د. علي أبوالمكارم في كتابيه
أصول التفكير النحوي - تقويم الفكر النحوي
والحمدلله
 

وكثير منها يعد من الحقائق العلمية الثابتة التي يمكن للدارسين الإفادة منها وإن لم يتح لهم تجريبها في مختبرات الصوت . وإذا كان ذلك يعد نقصاً ،
السلام عليكم
كيف شيخنا وصلت لكونها حقائق ثابتة .وإن لم تتح لكم تجريبها في مختبرات الصوت .؟؟
هل اعتمدتم علي أقوال المستشرقين أو العلماء الأوربيين في نتائج الأصوات . ؟
وما أجمل ماقاله الأخ رصين في هذا الصدد .
* ذلك المختبر بأجهزته - مع كل الاحترام لكل أصواتي - ما الذي يضمن لنا أنه اعتمد النطق العربي الصحيح الفصيح؟ فما هو المعيار هنا؟
* يعرف كل لغوي معاصر أن علماءنا القدامى قد ارتكبوا خطأ جسيما، وهو الخلط بين مستويات اللغة، فكانوا يتحدثون عن المستوى الفصيح والعامي كأنهما شيء واحد، ومستوى واحد. وهذا خطأ جر إلى كثير من الإشكالات والخلافات.
وقد فصل في ذلك شيئا ما أ.د. علي أبوالمكارم في كتابيه
أصول التفكير النحوي - تقويم الفكر النحوي
والحمدلله
والسلام عليكم
 
أخي المفضال الأستاذ رصين الرصين،بارك الله فيك.
أرجو أن تكون دقيقا في ردودك هنا،فنقلك لتعريف العبقري ابن جني -رحمه الله - للغة من كتابه الخصائص -وهو مما يعرفه الشداة في هذا العلم وغيره - لا صلة له بما اقتبسته من كلامي الطويل الذي أشك في أنك قرأته كله،فتأمل ،بارك الله فيك.
وصفك للقدماء بأنهم ارتكبوا خطأ جسيما هو الخطأ الجسيم فيما يبدو لي؛ إذ يعرف كل دارس للعربية وعلومها أنهم -رحمهم الله - لم يكونوا يعنون في الأساس بغير الفصيح؛لأن غرضهم من دراسة العربية وعلومها واضح كل الوضوح،وهو خدمة الكتاب الكريم والسنة المطهرة قراءة وفهما لفظا ومعنى،فما لهم والعامي ؟
وما عدا هذين من كلامك الأخير كلام رائع وأنا معك فيه،وأسأل الله أن يجزيك عنه خير الجزاء،ويغفر لي ولك وللجميع.
 
لتكوين صورة تقريبية شخصية اشتريت، في صنعاء اليمن، بداية يونيو سنة 2007، عددا من كتب علماء الأصوات، وفيها مجموعة لا بأس بها من كتب الدكتور غانم قدوري الحمد في مجالات مختلفة، منها الدراسات الصوتية. وقد قرأت الجميع واجتهدت في الفهم أيما اجتهاد فلم أوفق في الحصول على طائل في أي من هذه الكتب.

هذا كلامٌ عجيبٌ من الشيخ الكريم محمد الحسن ، فلو لم يكن من حسنات كتب شيخنا الكريم إلا إعادة كتابة مباحث علم التجويد ، وذلك بالاستناد إلى مصادره الأولى ، والتتبع التاريخي لبعض المسائل ، وإثراء موضوعات التجويد بكلام علماء اللغة المتقدمين...لكفى!

قال الشيخ الكريم محمد الحسن: " السؤال بصيغة أخرى، إذ لم تشيروا إليها في مداخلتكم الأخيرة: في حالة أنه تم التحقق من مخالفة النطق الحالي لنتائج علم الأصوات، وهو ما تحقق كما فهمت منكم، فإلى أيهما نرجع؟ إلى الرواية أم إلى الدراية ؟ " اهـ
لا يخفى أن التجويد قسمان:
1- القسم النظري المعرفي: وهو ما دونه علماء القراءة في كتبهم.
2- القسم العملي التطبيقي.
ورأي الشيخ أَنَّ عِلْمَ الأصوات لا يستطيع الاقتراب مما هو مِنْ قبيل الرواية ، أما ما كان مِنَ القسم النظري المعرفي...ففيه مجالٌ للاجتهاد ، ولعلنا نتفق على أنّ وَصْفَ القدماء وتحليلاتهم لطبيعة الصوت اللغوي ، وكيفية إنتاجه وتنوعه...ليستْ وحيًا مُنَزَّلاً يجب التَّسليم له!
ولعل مسألة الضاد خير مثال على كلامنا ، فقد لاحظ علماءُ الأصوات أَنَّ نُطْقَ جمهور القراء اليومَ لا يتطابق مع وصف سيبويه وغيره من علماء العربية والتجويد للضاد ، فاجتهدوا في
معالجة هذه القضية العلمية التي أثارتها الدراسات الصوتية الحديثة ، وذلك بمحاولة الجمع بين وصف القدماء ونطق المعاصرين ، واجتهاداتهم في هذا الجانب لا يترتب عليها شيءٌ من النَّاحية العملية ، لأنَّ علماءَ الأصوات لم يَدْعُوا إلى أصواتٍ بديلة يجب الأخذ بها في تلاوة القرآن الكريم ، وتلاوتهم لا تختلف عن تلاوتنا إن كانوا متقنين ، وكلنا نقول إنَّ التلقي عن القراء المهرة هو الأصل والأساس...فلعل هذا يحل الإشكال.
ومسألة الضاد من المسائل التي لا يزال القراء أنفسهم مختلفين فيها ، فمنهم مَنْ يقول بالضاد الظائية ، ومنهم من يقول بالضاد الطائية!
والشيخ الحبيب عبد الحكيم كَتَبَ (رسالة لأهل الضاد الظائية) عالج فيها هذه القضية ، واستشهد فيها بآراء علماء الأصوات...

ولكي لا يطول الحوار ويتشعَّب من غير أن نصل إلى نتائج مُقْنِعَة ، أقترح على شيخنا الكريم المشرف العام أبي عبد الله أن يُنَظِّمَ ملتقى أهل التفسير لقاء علميا مع الشيخين الكريمين الدكتور غانم الحمد ، والدكتور سمير شريف استيتية ، على غرار اللقاء الذي نُظِّمَ مع شيخنا الدكتور غانم قبل خمس سنوات.

جزاكم الله خيرا.

 
ورأي الشيخ أَنَّ عِلْمَ الأصوات لا يستطيع الاقتراب مما هو مِنْ قبيل الرواية ، أما ما كان مِنَ القسم النظري المعرفي...ففيه مجالٌ للاجتهاد .
السلام عليكم
الأستاذ عمار الخطيب بارك الله فيكم .
مع احترامي لهذا الكلام .. هذا رأي الشيخ غانم ونحن نحترمه .إذا كان الكلام كله من قبيل النظري فهذا لا إشكال .. ولكن الأمر في حقيقته عند أهل الأصوات ليس كذلك .
وأسألك سؤالا صريحا واضحا وأريد جوابا بنفس وضوح السؤال :
لماذا ذكر د/ غانم في مسألة الطاء أن قبيلة يمنية تنطقها نطقا صحيحا كما وصفه علماء اللغة قديما ؟
إذا كان من قبيل النظري ..لماذا أدخل بلدة بعينها ؟
والجواب علي هذا السؤال صعب ؛ لأنه إما يهدم ما ذكرتَه ، أو يخالف ما هو واقع عند أهل الأصوات .!!
ولعلنا نتفق على أنّ وَصْفَ القدماء وتحليلاتهم لطبيعة الصوت اللغوي ، وكيفية إنتاجه وتنوعه...ليستْ وحيًا مُنَزَّلاً يجب التَّسليم له!
كلام عجيب !!!
ولعل مسألة الضاد خير مثال على كلامنا ، فقد لاحظ علماءُ الأصوات أَنَّ نُطْقَ جمهور القراء اليومَ لا يتطابق مع وصف سيبويه وغيره من علماء العربية والتجويد للضاد ،

الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ـ حفظه الله ـ قال لي قولا سهلا : إن وصف الخليل بأن الضاد شجرية يوافق الضاد المنطوقة الآن .)ا.هـ
فلما بحثت عند أهل الأصوات وجدت د. مصطفي التوني يقول هذا القول : إن وصف الخليل يؤكد الضاد الحالية . والأمر أصبح منتهيا شيخنا الكريم . لأن وصف سيبويه ليس موجودا عندنا ولا عند أهل الأصوات ـ علي حدّ قولكم ـ .
حتي أهل الأصوات يخالفون تعريف سيبويه خذ هذه الفقرة اقرأها جيدا ووجّها لنا شيخنا الكريم :
د. عـامـر فـائـل بـلـحـــاف
دراســـات في المـهـــــرية
( صوت الضاد ... المخرج )


يحلو للكثير من الدارسين إطلاق تسمية لغة ( الضاد ) على العربيه .

ولهذا الصوت مخرج ( أي المكان الذي يخرج منه عند النطق به ) وصفه القدماء من علماء اللغه . واحتار في تفسيره المحدثون

وسنحاول في هذه الحلقه دراسة مخرج هذا الصوت بين العربيه والمهريه .

يذكر الخليل بن احمد الفراهيدي في معجمه ( العين ) مخرج الضاد بقوله :

( واما في المخرج : فإن الجيم والضاد والشين شجريه , لخروجها من شجر الفم , وهو مفرجه )

ويتابع سيبويه الخليل فيما ذكر , حين يقول : ( ومن بين اول حافة اللسان , ومايليها من الاضراس مخرج الضاد ) ويفصّل حديثه عن هذا المخرج بعد ذلك بقوله : ( إلا ان الضاد الضعيفه تتكلف من الجانب الايمن , وإن شئت تكلفتها من الجانب الايسر , وهو أخف , لانها من حافة اللسان مطبقة , لانك جمعت في الضاد تكلف الإطباق مع إزالته عن موضعه.
وإنما جاز هذا فيها لانك تحولها من اليسار الى الموضع الذي فيه اليمين وهي أخف , لانها من حافة اللسان , وانها تخالط مخرج غيرها بعد خروجها , فتستطيل حين تخالط حروف اللسان , فسهل تحويلها إلى الايسر , لانها تصير في حافة اللسان في الايسر إلى مثل ما كانت في الايمن ..)

ووصف سيبويه الاخير هذا المخرج الضاد , يبدو فيه من الدقه والتحديد الشي الكثير , فهو يقدم وصفاً واضحاً لطريقة خرووج الصوت , غير ان وصفه للمخرج هذا , يخالف الضاد التي ننطقها نحن اليوم , كما تخالف ماذكره علماء الاصوات المحدثون , الذين وصفو الضاد بأنها : اسنانيه لثويه .

وماذكره سيبويه ينسحب على غيره من العلماء القدامى , فابن جني في كتابه (سر صناعة الاعراب ) ينقل ماذكره سيبوية تماماً , حين يقول : ( ومن أول حافة اللسان ومايليها من الاضراس : مخرج الضاد , إلا إنك إن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن , وإن شئت من الأيسر )

إذاً فمخرج الضاد عند القدماء : طرف اللسان ومايليه من الأضراس , وهو وصف يخالفهم فيه المحدثون .

إذ يرى المحدثون ومنهم الدكتور / كمال بشر – أنّ مخرج الضاد: أسناني لثوي , وهي تخرج من نفس المخرج الذي تخرج منه أصوات : التاء , والدال , والطاء , واللام , والنون , ثم يذكر أن هذا المخرج يلتقي مع المخرج اللثوي , الذي تخرج منه اصوات : الراء , والزاي , والسين , والصاد , لدرجة يصعب معها التفريق بينهما .

ويهمنا هنا ما ناقش به الدكتور / كمال بشر ابن جني في مخرج الضاد ومكانها , حيث قال بعد وصف طويل : ( ويبدو ان ابن جني ركز نظره على التقاء طرف اللسان بالاسنان , واهمل التقاء الذي نتج عنه الاحتكاك الذي يعد خاصة مهمة من خواص هذه الاصوات الثلاثه ) . وقصد بالاصوات الثلاثه : الزاي والسين والصاد .

ويرى الكاتب – مع إجلاله للعالم الكبير الدكتور / كمال بشر – ان وصف القدماء لمخرج الضاد كان الاصوب بدليل وجود نطق لهذا الصوت من هذا المخرج , في لهجتين عربيتين جنوبيتين قديمتين هما : المهريه ووالشحريه ( الجباليه الظفاريه )

فألاولى : ينطق بها الآلاف من سكان المهره المحافظه اليمنيه المعروفه , والثانيه : بنطق بها الآلاف كذلك من سكان ظفار : الاقليم الجنوبي من سلطنة عمان .

فسكان تلك البقاع تخرج الضاد من السنتهم جانبيه انحرافيه,ملتصقه بالاضراس العليا , وفيها شي من التفشي .

وقديعترض معترض بأن (التفشي )صفه خاصه بصوت ( الشين ) , كما يذكر علماء الاصوات , وليس الضاد !!

والإجابه عن هذا الاعتراض عند ابن جني , احد افذاذ علم الاصوات في العربيه , الذي قال في كتابه السالف الذكر ( سر صناعة الإعراب ) : ( واما الضاد فلأن فيها طولاً وتفشياً ) .

والكاتب في نتيجته هذه مسبوق لا سابق , إذ اشار احد الباحثين , وهو : عادل محاد مريخ في كتابة العربيه ولهجاتها ... دراسة مقارنه بين الفاظ المعجم السبئي والفاظ لهجات عربيه قديمه ( الجباليه والمهريه ) أشار الى تطابق وصف القدماء لمخرج الضاد , مع طريقة نطقه – اليوم – فيما تبقى من اللهجات العربيه الجنوبيه , وقصد بــ ( ماتبقى ) : المهريه والشحريه الجباليه . يقول ( الضاد تخرج في لهجات الاحقاف من المخرج نفسه الذي تخرج منه الضاد , التي تحدث عنها الخليل بن احمد وسيبويه فهي تخرج من طرف اللسان , ومايليه من الاضراس , وبهذه الطريقه يخرج الصوت ( جانبياً ) من احد الاشداق ) .

ختاماً ..نستطيع ان نقرر الحقيقه التاليه : الضاد العربيه القديمه مازال ينطق بها في لسان المهره .))ا.هـ
وهذا الكلام يخالف بعض أهل الأصوات ..ما رأيكم شيخنا الكريم ؟
والسلام عليكم
 
هذا كلامٌ عجيبٌ من الشيخ الكريم محمد الحسن ، فلو لم يكن من حسنات كتب شيخنا الكريم إلا إعادة كتابة مباحث علم التجويد ، وذلك بالاستناد إلى مصادره الأولى ، والتتبع التاريخي لبعض المسائل ، وإثراء موضوعات التجويد بكلام علماء اللغة المتقدمين...لكفى!


لا يا سيدي عمار، وعمرك الله، كيف يلتقي إجلالنا للدكتور غانم والتقليل من شأنه. حسناته لا تنحصر في ما أشرتم إليه بل تتعداه علما وأدبا. ويكفي في ذلك إذعان الناس لكتاباته، وما هذا النقاش الطويل حول ما كتبه إلا لثقل وزن كلامه. ولا ننكر فضله هذا ، ولا نجيز لأحد أن ينكر ذلك، أو يستقل من جهوده. ولكننا نجيز لمن خالفه في الرأي أن يجاهر بذلك، ونعرف أن أفق الدكتور غانم فسيح، وصدره رحب للأسئلة والاستفسارات المتعلقة بطروحه.
نحن لا نخالف الدكتور في"إعادتـ(ـه)كتابة مباحث علم التجويد بالإستناد إلى مصادره الأولى، والتتبع التاريخي لبعض المسائل، وإثراء موضوعات التجويد بكلام علماء اللغة المتقدمين" فقد كتب عدد غير قليل من العلماء واختلفوا في بعض المخارج وفي بعض الصفات (الجزرية - الشاطبية - الدرر اللوامع) لكن ما دام اختلافهم في التفصيل والإجمال فلا نعلم أحدا نعى عليهم هذا الفعل.
أما ما يفعله الأصواتيون - أو على الأقل ما نفهمه من كلامهم - فهو أكثر وأخطر، فهو إنكار صفة وإحلال صفة أخرى مكانها، أو نقل مخرج من محل إلى محل آخر يغايره مما يغير الصوت المسموع كليا، لأنه لا نية في الصوت، ولا يتركب الصوت إلا من مخرج وصفة فقط. فتغير أحدهما أو كليهما يغير الصوت، نهائيا
قال الشيخ الكريم محمد الحسن: " السؤال بصيغة أخرى، إذ لم تشيروا إليها في مداخلتكم الأخيرة: في حالة أنه تم التحقق من مخالفة النطق الحالي لنتائج علم الأصوات، وهو ما تحقق كما فهمت منكم، فإلى أيهما نرجع؟ إلى الرواية أم إلى الدراية ؟ " اهـ
لا يخفى أن التجويد قسمان:
1- القسم النظري المعرفي: وهو ما دونه علماء القراءة في كتبهم.
2- القسم العملي التطبيقي.
ورأي الشيخ أَنَّ عِلْمَ الأصوات لا يستطيع الاقتراب مما هو مِنْ قبيل الرواية ، أما ما كان مِنَ القسم النظري المعرفي...ففيهحي مجالٌ للاجتهاد، ولعلنا نتفق على أنّ وَصْفَ القدماء وتحليلاتهم لطبيعة الصوت اللغوي ، وكيفية إنتاجه وتنوعه...ليستْ وحيًا مُنَزَّلاً يجب التَّسليم له!

لا كلام القدماء ولا كلام المحدثين وحي، لكن "القسم النظري المعرفي" عند القراء ليس إلا مساعدا لـ"لقسم العملي التطبيقي"، والتطبيقي عند القراء أصوات تتألف من مخارج وصفات فقط، فيما يخص الأصوات فلم يرو القراء إلا المخرج والصفة فحسب، ومن جانبهما التطبيقي فقط. ومن تكلم في المخرج فقد تكلم في الرواية ومن تكلم في الصفة فقد تكلم في الرواية.
أما إذا كان علم الأصوات يتناول الجانب النظري المعرفي وحده، ولا يؤثر في المخارج ولا في الصفات، إنما يلاحظ فقط الأطوار التي مرت بها الحروف لهجاتيا وقبليا وجغرافيا، وما أصابها من تغييرات في النطق في هذه الأطوار، والمقارنة بين النطق الحالي وتعريفات القدماء لها، دون أن يكون هناك إصلاح لما تحقق "بالحقائق العلمية" من أنه خطأ، فسيكون دراسة هذا العلم - في هذه الحالة- شيئا غير مجدٍ


ولعل مسألة الضاد خير مثال على كلامنا ، فقد لاحظ علماءُ الأصوات أَنَّ نُطْقَ جمهور القراء اليومَ لا يتطابق مع وصف سيبويه وغيره من علماء العربية والتجويد للضاد ، فاجتهدوا في معالجة هذه القضية العلمية التي أثارتها الدراسات الصوتية الحديثة ، وذلك بمحاولة الجمع بين وصف القدماء ونطق المعاصرين ، واجتهاداتهم في هذا الجانب لا يترتب عليها شيءٌ من النَّاحية العملية ،لأنَّ علماءَ الأصوات لم يَدْعُوا إلى أصواتٍ بديلة يجب الأخذ بها في تلاوة القرآن الكريم، وتلاوتهم لا تختلف عن تلاوتنا إن كانوا متقنين ، وكلنا نقول إنَّ التلقي عن القراء المهرة هو الأصل والأساس فلعل هذا يحل الإشكال بالتأكيد هذا هو الحل
ومسألة الضاد من المسائل التي لا يزال القراء أنفسهم مختلفين فيها ، فمنهم مَنْ يقول بالضاد الظائية ، ومنهم من يقول بالضاد الطائية!
والشيخ الحبيب عبد الحكيم كَتَبَ (رسالة لأهل الضاد الظائية) عالج فيها هذه القضية ، واستشهد فيها بآراء علماء الأصوات...

أما حرف الضاد فقد أشبعه الشيخ عبد الحكيم نقولا في مداخلته الماضية، ونقل عن سميّه ما نقلته عنه في شعبان 1424 هـ بمكة

وختاما أرشدونا على طريقة الاقتباس

جزاكم الله خيرا.
 
التعديل الأخير:
وأسألك سؤالا صريحا واضحا وأريد جوابا بنفس وضوح السؤال :
لماذا ذكر د/ غانم في مسألة الطاء أن قبيلة يمنية تنطقها نطقا صحيحا كما وصفه علماء اللغة قديما ؟
إذا كان من قبيل النظري ..لماذا أدخل بلدة بعينها ؟
والجواب علي هذا السؤال صعب ؛ لأنه إما يهدم ما ذكرتَه ، أو يخالف ما هو واقع عند أهل الأصوات .!!

الجواب سهل ميسور إن شاء الله.
قول الدكتور غانم لا يُفْهَمُ منه أنَّ نطق الطاء ضادا هو الحق الذي لا مرية فيه ، ولعل نقل كلام شيخنا في سياقه يدفع هذا الوهم:
" فذكر المستشرق شاده...أن سكان جنوب جزيرة العرب مثلا يلفظون الطاء كأنها ضاد المصريين...ويبدو أن قول شاده بأنَّ سكان جنوب الجزيرة العربية ينطقون بالطاء ذلك النطق فيه تعميم كبير ، فقد سمعتُ نطق كثير من أهل اليمن وقت إقامتي في حضرموت للتدريس في جامعتها...ولاحظتُ أنهم ينطقون بالطاء مهموسة مثل غيرهم من الناطقين بالعربية ، غير أنَّ أحد الطلبة شكا إليَّ لثغة في لسانه ، وعندما استوضحتُ منه حقيقة تلك اللثغة ، فإذا هي نطقه الطاء ضادا ، وسمعتُ منه ينطق: (اهدنا الصراط المستقيم): اهدنا الصراض المستقيم! وإذا بهذه اللثغة التي شكا منها هذا الطالب لهجة شائعة في قريته ، إحدى قرى صنعاء ، غاب عني اسمها الآن. " اهـ
فكيف يُفْهَمُ مِنْ هذا النَّصِّ وغيره أنَّ نطق الطَّاء ضادا هو النطق الصحيح الذي يجب الأخذ به في تلاوة القرآن الكريم؟! وقد أخبرتكم من قبل أنَّ شيخنا الكريم غانما قرأ على شيخ القراء في الموصل وأجازه في قراءة عاصم ، فالشيخ غانم قد عَرَضَ القرآن الكريم على شيخه ، وتعلم منه الكيفية الصحيحة لتلاوة القرآن الكريم.
وشيخنا يقول في مسألة الطاء: " ولا شك في أَنَّ القول بتطور صوت الطاء تقف في طريقه عقبات ، وتترتب عليه أمور ، فعلي الدارس أَنْ يلاحظ إجماع الناطقين بالعربية اليوم على نطق الطاء مهموسة ، ومنهم قراء القرآن الكريم الذين يُرْجَعُ إليهم دائما في تحقيق صورة النطق الصحيح ، وإذا كانت الوقائع تشير إلى حصول تطور في صوت الضاد على نحوٍ لا يقبل الرَّدَّ ، فإنَّ حصول تطور في الطاء يظل احتمالا أكثر مِنْ كونه حقيقة نهائية. " اهـ

شيخنا الحبيب ، لعلي أسألكم سؤالا ، هل رأيتَ عالما من علماء الأصوات جالسا في زاوية من زوايا المسجد يقرئ الناس القرآن الكريم بالنظريات والآراء الموجودة في كتب الأصواتيين؟!! كأن يقول مثلا ، قولوا: (اهدنا الصراض المستقيم)!
ونحنُ إنْ وجدنا من يدعو إلى مخالفة اعتماد التلقي عن الشيوخ المهرة المقرئين ، فلا نلتفتُ إليه.

قلتم تعليقا على قولي: " ولعلنا نتفق على أنّ وَصْفَ القدماء وتحليلاتهم لطبيعة الصوت اللغوي ، وكيفية إنتاجه وتنوعه...ليستْ وحيًا مُنَزَّلاً يجب التَّسليم له! "
كلام عجيب !!! " اهـ
مِمَّ تَعْجَبُ يا شيخنا الكريم؟
أريدُ أنَّ بعض ما دونه علماء الفَنِّ في كتبهم فيه مجال للاجتهاد ، كتحديد عدد مخارج الحروف العربية ، وعدد صفاتها ، ومسألة مراتب الغنة...ووصف بعض الأصوات وصفاتها ، وغير ذلك من مباحث القسم النظري المعرفي.
خذ على سبيل المثال تعريف علماء التجويد المتقدمين لصفة الاستعلاء بأنها علو اللسان إلى جهة الْحَنَكِ ، واستدراك المتأخرين عليهم بأنَّ الذي يعلو مِنَ اللسان إلى جهة الْحَنَكِ عند نطق الأصوات المستعلية هو أقصى اللسان.

والله أعلم.
 
إذا كان هناك رابط يشرح كيفية التعامل مع الألوان وتضخيم الخط والاقتباس وغيره فليتفضل علينا ـ فقد فقدت رسالة التسجيلـ والاهتمام بهذه الأمور يربكني كثيرا في الكتابة
 
الموضوع طبعا قديم، لكن تجديد كاتبه له في الألوكة نبهني إليه هنا
وقد أورد الأستاذ مسائل نحوية وصرفية، ولم يقتصر على الصوتية كما يدل عليه العنوان

رد ذلك سيبويه في النثر، وقبله في الشعر، شرط ألا يكون الفاصل أجنبيا، أما إذا كان أجنبيا فقد وصفه بالقبيح (الكتاب 1/ 176)
وتعجب أنه لما جاء إلى قول الفرزدق: بين ذراعي وجبهة الأسد، لم يجرؤ أن يعلق، مع أن شرطه غير متوفر؛ طبعا هيبة لمقام الفرزدق.
والغريب أن يرد ذلك لغوي معاصر - وهو مؤلف معجم القراءات القرآنية - د. أحمد مختار عمر ، ورغم إقرار المجمع اللغوي له، فقد رده في كتابه أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب و الإذاعيين: 172
أما اليوم فنحن نعتبر عدم الفصل هو الخطأ، خاصة في لغة الإعلام واللغة العلمية
فمن غير المقبول أن يقال: إعداد زيد وتنسيقه وتقديمه
بل الوجه أن يقال: إعداد وتنسيق وتقديم زيد

هذه القراءة - بهذا الوجه - مخالفة لكلام العرب، فتاء الفاعل مضمومة، ولاتفتح حتى في العاميات إلا السودانية. فحق لهم أن يتحيروا، ومادامت خالفت كلام العرب، فليست منه. وقد تكون سامية أخرى سوى العربية، وقد قيل حبشية.


غدوة في اللهجة اليمنية تعني غدا، ولعلكم تعلمون أنها كذلك في المغرب العربي بدوله الخمس، و(الأمازيغ: البربر: القبائل) أصولهم يمنية. ولو صح سند ابن عامر إلى رسول الله، فلا يدل سوى على الإقرار النبوي، لا أن جبريل أقرأه بجميع الوجوه.
ومعروف أن العرب في الجاهلية كانوا يعتمدون الإملاء السرياني، وأن الخط العربي أصلا تطور عن الخط النبطي، فيعضد هذا كلام أبي عبيدة. والسريان اليعاقبة الغربيون يفخمون الألف ويميلونها للواوحتى اليوم، وقد أخذوا هذا من اليمن وقد أشار إلى ذلك ابن جني (سر صناعة الإعراب 2/ 581) ومن بقايا السريانية اللهجة البحرينية - وقد كانت البحرين مستعمرة آرامية - ففيها (بوب - دور - نور) بدل (باب - دار - نار).

أئذا وجدنا مخارج تلك الأصوات عند القراء مختلفة عن وصف سيبويه رواية عن مؤسس علم الأصوات الخليل، فكيف لا نقول خطأ؟ على أن هذا منهج معياري، وكان ينبغي أن يكون وصفيا
وبخصوص الأصوات التي ذكرتموها، بترتيبكم
الهمزة:
أحيلكم على كتاب د. رمضان عبدالتواب (مشكلة الهمزة) وهو على الشبكة. وليس من العلم أن نختصر كتابا في أسطر.
القاف:
هو صوت مجهور قطعا، وقل فيه ما قلت في الطاء قبله. وما زلنا نحن في اليمن ننطقه كما وصفه سيبويه، وهو نفس نطق (الجيم السامية: القاف البدوية) إلا أنه أخف قليلا.
الطاء:
هو صوت مجهور قطعا. إلا أن تأثر اللغويين العراقيين – ومنهم د. غانم - بنظرائهم المصرييين جعلهم يظنونه مهموسا؛ لأنه ينطق في اللهجة المصرية – التي غزت العالم الإسلامي من خلال الدراما – مهموسا، فهو تاء مفخمة، والصواب أنه دال مفخمة – كما وصفها سيبويه - وكما ننطقها نحن في اليمن. وإن كانت اللهجة الصنعانية تبالغ في جهره حتى يقترب من الضاد المصرية، ولا أقول العربية.
الضاد:
من الشائع أن العربية تفردت به، وهذا غير صحيح
فهو موجود في الأوجاريتية، وفي اليمنية القديمة (السبئية: الحميرية) وهما قبل العربية بقرون، فلئن وجد في العربية، فقد أخذته منهما ولم تعطه لهما.
ولذلك فمن الطبيعي أن نطق الضاد خطأ في مصروالسودان والشام - بدوله الأربع - (دال مفخمة) وفي العراق واليمن والخليج (ذال مفخمة: ظاء) وفي المغرب - بدوله الخمس ( ذال محضة)
وهكذا فإن صوت الضاد السامية العربية ما زال مجهولا، وكل ما يزعم أنه اكتشاف فإنما هو غلبة ظن، لا يقين.
وإذا أخذنا وصف سيبويه، فإن أقرب نطق له هو نطق لهجة محافظة (أبين) اليمنية، وهو صوت مائل قريب من اللام، فهناك يقال: قلب – بتفخيم اللام – بدل (قضب);. ويدل على ذلك الشاهد النحوي المعروف:
مال إلى أرطاة حقف فالطجع. أي اضطجع.
ويذكرونه عند وصف (التضجع) من لغات العرب القبيحة: كالفحفحة – العنعنة – التلتلة – العجعجة..
الجيم:
أكثر القراء اليوم ينطقونه معطشا مخرجه الغار (كجيم صعيد مصر)
في حين أنه من المقرر في علم اللغات السامية أن صوت الجيم العربية – كما كان ينطقها العرب في الجاهلية، وكما وصفه سيبويه، وكما أثبت البحث السامي - صوت لهوي قريب من القاف، وهو أشبه ما يكون بالجيم القاهرية، أو القاف البدوية. وإن شئنا الدقة، فهي الجيم السامية الإبية، جيم محافظ (إب) اليمنية، الموصوفة في قوله تعالى وفاكة وأبا.

ما كان لكم أن تقولوا مثل هذا القول؛ فإن
علم الأصوات علم عظيم، لايقل أهمية عن النحو والصرف والدلالة.
بل هو أساسها، فلا تستطيع أن تبحث علما آخر دون الاستعانة به. فهو في العلوم اللغوية كعلم الحديث في العلوم الشرعية خادم لا مخدوم، لا يُستغنى عنه وقد يستقل بذاته.
إن هذا العلم الذي لم يعجبكم هو أعظم مفاخر العرب والمسلمين، والذي أدهش اللغويين الغربيين، وجعلهم يقرون - راغمة أنوفهم - للعرب بالسبق في علم الأصوات، هو أن الخليل - ومن بعده سيبيويه - تمكنا من وصف أصوات العربية وصفا دقيقا - وكانا مصيبين بنسبة 90% على الأقل، اعتمادا على الملاحظة الشخصية، في حين لم يتمكنوا هم من وصف أصوات اللاتينية - مثلا - إلا بالاستعانة بالوصف العربي، وأخيرا بأجهزة المختبر الصوتي، وهذا ما حملهم - منصفين وحاقدين - أن يرفعوا القبعة تحية للعرب. ويكفي أن تقرأ كتيب المستشرق الألماني شاده ( علم الأصوات عند سيبيويه وعندنا ) وقد ترجمه وعلق عليه د. حاتم الضامن.
وحتى هذه ال 10% لا نستطيع تخطيئها، بل الأولى أن نقول إن نطق الصوت اختلف من سيبويه إلى العصر العبيدي (الفاطمي) حيث ازدهر علم التجويد في مصر، وجرى توريث مدرسة القراءات المصرية، التي اعتمدها رواد الأصواتيين - بتعبير د. غانم - مقياسا للصواب والخطأ
والأولى أن نخطئ أنفسنا لا أن نخطئ سيبويه.


على أن بعض اللغويين العرب قد جانبه الصواب في ذلك؛ فادعى أن العرب استقوا ذلك من اليونان - كإبراهيم أنيس، أو من الهنود كأحمد مختار عمر. ويكفي أن نقول إن العرب هم أول من عرف وعرّف الجهر والهمس، والاحتكاك والانفجار وما بينهما.
وإذا كان علم النحو قد تأثر بالمنطق والفلسفة الإغريقيين، فإن علم الأصوات علم عربي من مبدئه إلى منتهاه. وهو أوثق العلوم اللغوية عرى، وأمتنها قواعد.

إن التصنيف في علم الأصوات بدأه د. إبراهيم أنيس في كتابه (الأصوات اللغوية) وقد صدرت طبعته الأولى قبل ما يزيد على نصف القرن. وفيه يصف الأصوات العربية وفق مجيدي القراء بتعبيره هو، وهؤلاء ليسوا مقياسا صحيحا؛ لأنهم مخالفون لوصف سيبويه. فتخطتهم أولى وأمثل من تخطيء سيبويه، الذي ليس بينه وبين الإسلام إلا قرنان أو أقل، وهذا مقتضى المنهج العلمي.
يلي ذلك كتاب د. كمال بشر (علم الأصوات) وهو أضخم ما صنف فيها. وقد صدرت طبعته الأولى - كما يذكر في مقدمته - في سبعينيات القرن الماضي. وكل من كتب في علم الأصوات - بما فيهم د. غانم - فإنما اعتمد نظرياتهما ومقولاتهما، وأخذ منهما ( أنيس وبشر) معظم الآراء المبثوثة في كتب الأصوات. وكل عمل رائ لابد أن يتخلله بعض الهنات، التي لا تقلل من شأنه وعظمته. وقد استدرك عليهما الجيل التالي من تلامذتهما بعض تلك التقريرات، كما فعل د. رمضان في كتابه (المدخل إلى علم اللغة)
ود. أحمد مختار عمر في كتابه (دراسة الصوت اللغوي)

والواقع أن جميع المصنفين في هذا الفن من شاميين أو عراقيين - كالدكتور غانم - أو خليجيين أو يمنيين أو مغاربة أو غيرهم، تأثروا بنظريات الأستاذين الرائدين (أنيس وبشر) وقد كتب للهجة المصرية الانتشار - بسبب الدراما - فأصبحت مقياسا للأصوات؛ فلذلك قيل: الضاد كما ينطقها المصريون، وهذا مخالف تماما لوصف سيبويه لها باعتراف اللغويين المصريين أنفسهم.
وكان الوجه أن تعتمد لهجة اليمن لا مصر لسببين:
1- أن اليمن بسبب بعدها الجغرافي لم تتأثر بغيرها من الحضارات الغازية، فلم تتعرض للغزو بعد الإسلام، ولم تصل إليها براثن المغول ولا الأتراك. ولذلك ظلت مدرسة القراءت فيها غضة طرية، تنطق الأصوات كما كان ينطقها الصحابة . وهذا ليس في الجانب الصوتي فقط، بل في الجانب الدلالي. ولكاتب هذه السطور بحث منشور بعضه في الملتقى عنوانه الألفاظ اليمنية في القرآن الكريم.
2- أن اليمن هو البلد الوحيد الذي كانت الهجرات السامية منه وليس إليه؛ فظل هو الأصل، وغيره فرع. وتجد بقايا المخارج الصحيحة للأصوات عند أصحاب الأصول اليمنية، كصعيد مصر والمغرب بدوله الخمس، ونحن نعتبر الخليج - بدوله الست - الامتداد الجغرافي والتاريخي لليمن.


صدق، ومعروف أن أصول الصعيد من اليمن، فكان الأولى أن يقال هي قاف اليمن.



جزاكم الله خيرا كثيرا على هذا الإثراء الكبير لهذا الموضوع المهم.. ونفعنا الله بعلمكم..

ولكن ثمة أسئلة من الممكن النظر إليها:
1- ذكرتكم في معرض كلامكم هذا قولكم (ولذلك فمن الطبيعي أن نطق الضاد خطأ في مصروالسودان والشام - بدوله الأربع - (دال مفخمة) وفي العراق واليمن والخليج (ذال مفخمة: ظاء) وفي المغرب - بدوله الخمس ( ذال محضة) )

وعلى هذا فطريقة أداء أهل مصر والسودان والشام فيه نوع خطأ

والسؤال..

هو أن علم التجويد علم سابق لعلم الأصوات بقرون كثيرة، وأن أهل التجويد والأداء تلقوه كابرا عن كابر تلقيا مستفيضا بالتواتر والاتقان.
فهل على كلامكم هذا يكون في هذه المدة نوع من التقصير في تلقي حرف الضاد الصحيحة؟
أم أنكم رميتم إلى قراءة أهل زماننا فحسب مع أنهم يحملون الأسانيد والتلقي من أمثال أكابر القراء والأداء؟

2- وإذا كان خفى أهل قراء هذا الزمان النطق الصحيح لحرف الضاد فما هي أمثل الطرق في معرفة المخرج مع الأداء ؟

وبارك الله فيكم لسعة صدركم.
 
إذا كان هناك رابط يشرح كيفية التعامل مع الألوان وتضخيم الخط والاقتباس وغيره فليتفضل علينا ـ فقد فقدت رسالة التسجيلـ والاهتمام بهذه الأمور يربكني كثيرا في الكتابة

شيخنا الكريم ، جزاكم الله خيرا على ردودكم المبارَكةَ.
لعلك تجد في هذا الموضوع ما يفيدك:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=20095

جزاكم الله خيرا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم


الإخوة الذين كتبوا في هذا الموضوع ، والإخوة الذين نظروا فيه ، وزوار هذا الملتقى المبارك جميعاً :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وكل عام وأنتم بخير . وبعد
فلم يتح لي النظر في الملتقى منذ مدة ، وحرمني ذلك من متابعة هذا الحوار والإفادة من كثير من الملاحظات والمداخلات . والعودة إلى هذا الموضوع من جديد ، بعد مضي أكثر من سنتين على عرضه في الملتقى ، وبقوة هذه المرة ، دليل على بعد المسافة بين المتحاورين ، وفقهم الله جميعا للصواب.
ولا أجدني متحمساً للدخول في الحوار ، خاصة مناقشة ما عُرِضَ فيه من جزئيات لعدم جدوى ذلك في نظري ، خاصة إذا كان المتحاورون غير متفقين على الأسس التي يحتكمون إليها ، لكن حب النصيحة لإخواني المشتغلين بعلم التجويد والقراءات وعلم الأصوات ، وليس الانتصار للذات ، يدعوني للمشاركة في ما أحسب أنه مفيد في هذا المجال، والتذكير بالأمور الآتية:
(1) يبدو لي أن تبني مقولة (هدم علم الأصوات) وجعلها هدفاً للحوار أمر غير علمي ، أو غير موضوعي ، خاصة إذا كان من يسعى لذلك غير مطلع على أصول هذا العلم وفروعه ومناهجه ، وأقدر للأخ عبد الحكيم إشارته إلى أن من نافلة القول : أن الحكم على الشيء فرع من تصوره ، وأدعو الإخوة المتشككين في جدوى هذا العلم النظر في ما كُتِبَ فيه ، لاسيما بعض المؤلفات التي كتبها متخصصون بعلم الأصوات وعلم القراءات .
(2) الأصل في علم الأصوات أنه علم تطبيقي ، موضوعه النطق البشري ، وتفرعت عنه علوم ، منها : علم الأصوات النطقي ، وعلم الأصوات الفيزياوي ، وعلم الأصوات السمعي ، وتأسست له مناهج ، مذكورة في مقدمات كتب علم الأصوات ، واستجدت له وسائل تعتمد على الأجهزة التي تندرج تحت عنوان (مختبر الصوت) ، وليس لدي شك في فائدة دراسة هذه الفروع بقدر ما يتيسر للدارس ، وإن كانت الملاحظة الذاتية من أهم وسائل هذا العلم ، لكنها لا يمكن أن تدرك كثيراً من أسرار الصوت الإنساني .
(3) لاحظت أن بعض الإخوة يستدلون بأخطاء المشتغلين بعلم الأصوات للتحذير من خطورة هذا العلم ، وهذا منهج غير علمي ، فليس هناك باحث معصوم من الخطأ ، وإذا كان بعض الإخوة يتحفظ من الإفادة من مؤلفات غير المسلمين في هذا العلم ، فقد أصبح لدينا الآن مؤلفات كتبها باحثون عرب ومسلمون ، لا غبار على إيمانهم وإخلاصهم ، والله أعلم بحالهم ، فليس كل هذا العلم الآن منقول عن الغربيين ، فقد أصبحت لدينا مدارس ومراكز علمية تعتمد على الأجهزة الحديثة في دراسة الأصوات ، وتحليل الظواهر الصوتية في اللغة ، وفي القراءة ، من ذلك دراسات الأستاذ الدكتور منصور الغامدي التي أشار إليها الدكتور عبد الرحمن ، جزاه الله خيراً ، وبحوث الدكتور علي مباركي ، وما كتبه الدكتور سمير شريف إستيتية ، وتلامذته الذين أشرف على رسائلهم وأطاريحهم التي أنجزوها في جامعة اليرموك في الأردن ، بالاعتماد على أجهزة مركز النطق والكلام في الجامعة ، وهي كثيرة ، وغير ذلك مما لم أطلع عليه.
(4) استدل بعض الإخوة على هشاشة البحوث التي كُتِبَتْ في دراسة بعض ظواهر التجويد والقراءة ، مستفيدة من معطيات علم الأصوات ، بأن كاتبيها لم يستخدموا أجهزة مختبر الصوت ، ويذكرون مثالاً على ذلك بما كَتَبْتُهُ في هذا المجال ، أقول : إن هذه حجة ضعيفة ، لأن كثيراً من نتائج الدراسات الصوتية الحديثة الآن متاحة للدارسين ، وكثير منها يعد من الحقائق العلمية الثابتة التي يمكن للدارسين الإفادة منها وإن لم يتح لهم تجريبها في مختبرات الصوت . وإذا كان ذلك يعد نقصاً ، فليس ترك الموضوع جملة وتفصيلاً هو الحل لذلك النقص ، بل الموقف الصحيح أن تسعى الجامعات والمراكز المتخصصة إلى توفير تلك الأجهزة وجعلها في متناول يد الدارسين ، وليس تناسي وجودها .
(5) أود أن أبين للإخوة المهتمين بهذا الموضوع والمتابعين لما أكتب أن قناعتي بفائدة علم الأصوات اللغوية لدارس التجويد ومتعلم القراءة تتعزز يوماً بعد يوم ، فكلما تعمق الدارس في دراسة التراث الصوتي العربي ، وأتقن القراءة وحصل الرواية ، وكلما أبحر في ميدان علم الأصوات اللغوية اكتشف حقائق جديدة ، وتأكد لديه أيضاً أن علماء التجويد المتقدمين قد سبقوا إلى تأصيل كثير من قواعد هذا العلم من خلال ملاحظتهم الذاتية ، وأن ما جاء به علم الأصوات لا يلغي ما أنجزوه بل يعززه ويوضحه ويُقَوِّمُ جوانب القصور فيه ، وييسر تعلم القراءة وإتقان تجويدها . وآمل أن أتمكن من مراجعة ما كتبت بالاعتماد على أجهزة مختبر الصوت ، فإن لم أتمكن فإن ذلك لا يزعزع قناعتي بما كتبتُ ، وآمل أن يواصل المسيرة ويكمل الشوط الباحثون الشباب الذين استكملوا مستلزمات البحث في هذا المجال من إتقان القراءة ، والإلمام بعلم الأصوات ، والقدرة على استخدام أجهزة مختبر الصوت ، وحسبي أني حاولت بما أتيح لي من وسائل ، فحققت عددا من كتب علم التجويد ، وكتبت مجموعة أبحاث في علم التجويد ، في إطار منهج يحرص على الإفادة من حقائق علم الأصوات ، وختمت مسيرتي العلمية بالتأليف في اتجاهين : الأول يتمثل بإعادة كتابة علم الأصوات العربي من خلال الإفادة مما أنجزه علماء التجويد ، والثاني إعادة كتابة علم التجويد من خلال الإفادة مما كتبه علماء الأصوات ، والمحصلة النهائية المرجوة إزالة الفجوة بين العلمين ، وهي ليست كبيرة ، ومحو الجفوة بين الفريقين ، والله أعلم ، وهو يهدي إلى سواء السبيل.


15/12/1431هـ = 21/11/2010م
بارك الله فيك -شيخنا المفضال - على هذه المشاركة الطويلة المفيدة،جزاك الله عليها خير الجزاء.وبارك الله في وقتك وعلمك وجهدك.ولعلك تسمح لنا ببعض النظرات في مواضع قليلة منها وإلا فهي كلها تحتاج في نظري إلى تعليق مناسب:
1-ما الأسس العلمية التي ترون أن المشاركين في هذا التحاور يمكن أن يتفقوا عليها ليحتكموا إليها ؟
2- لعل هذا من نقل العبد الضعيف وليس من نقل شيخه عبد الحكيم -بارك الله فيه ونفع به - وليس هذا مهما ولكن المهم أني أرجو أن أكون ممن اطلع على جل -ولا أقول كل - ما كتب في علم الأصوات الحديث،ومن ذلك بعض المراجع التي أشرتم إليها،وقد درست علم الأصوات مقررا دراسيا في أكثر من جامعة لأكثر من مرة في أكثر من بلد،فصحبته ما يقرب من عشرين عاما في علاقة لم تكن ودية دائما، فلم أرجع من ذلك بشيء يذكر،وكما ازددتم أنتم وغيركم يقينا بفائدة هذا العلم الحديث ازددت أنا يقينا بعدم جدواه بل بكثرة أضراره على الباحثين في علوم القرآن والعربية،أما على العامة ومن إليهم من أمثالي فأراه أشد ضررا؛فلست من المتشككين في جدواه بل من المتيقنين في عدم عدواه بل بضرره الكبير؛لأن كل ما في هذا العلم الحديث من صواب فهو عند السلف القدماء بأوضح عبارة وأنصع بيان مع التواضع والبركة والخير،وما لا فلا.والحديث في هذا يطول،ومن أراد التأكد أو المزيد أو هما معا فعليه بالمصادر والمراجع القديم منها والحديث،وأذكر منها على سبيل المثال:
*أثر القراءات في الأصوات والنحو،لعبد الصبور شاهين.
*المنهج الصوتي للبنية العربية،لعبد الصبور شاهين،أيضا.
*دراسة الصوت اللغوي،لأحمد مختار عمر.
*التفكير الصوتي عند العرب،لهنري فليش،ترجمة عبد الصبور شاهين.
*أصالة علم الأصوات عند الخليل من خلال مقدمة كتاب العين،لأحمد قدوري.
*الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني،لحسام سعيد النعيمي.
*الدراسات الصوتية عند علماء التجويد،لغانم قدوري الحمد.والمدخل إلى علم أصوات العربية، له أيضا.
*الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات،لعبد البديع النيرباني.
وفي بعض هذه الكتب كلام طويل الذيل قليل النيل عن الجانب النظري لعلم الأصوات،ولكن عند التطبيق أسمع جعجعة ولا ترى طحنا،كما يكثر في بعضها بعض الغمز والهمز والطعن في جهود السلف،وتلك شنشنة أعرفها من أخزم.
والمراجع القديمة في التراث أكثر وأشهر من أن أمثل لها.
ولعل العيب فيّ. والله أعلم.
3- القضية في نظري ليس قضية أخطاء بعض المتخصصين في هذ العلم ولكنها قضية جل المنتمين إليه بالحق والباطل وقضية منهج تقوم أصوله الألى عند أهله المؤسسين له على تخطئة جميع السلف من قراء القرآن والمتخصصين في علومه في جميع العصور في عدة أمور،تكثر عند بعضهم وتقل عند آخرين،وأنتم على ذلك من الشاهدين.
4-لا أحد هنا ينكر وجود مراكز ومدارس في بلادنا العربية وكثرة الكتب المؤلفة حديثا في هذا العلم،ولكن ما فائدتها ؟ وما الجديد الذي جاءت به ولم يكن عندنا ؟ وما قيمة هذا الجديد ؟
5-صحيح أن كثيرا من نتائج الدراسات الصوتية الحديثة أصبحت متاحة للدارسين،ولكن ليس صحيحا عندي أن شيئا منها من الحقائق العلمية الثابتة،فهي كلها -مبلغ علمي القاصر - مجرد ظنون-عدا ما كان معروفا نظرا وتطبيقا عند سلفنا الصالح من علماء القرآن وقراءاته وعلومه والعربية وعلومها- وأوهام وخيالات لا حقيقة لها في الواقع ولا تقوى تقوم بنفسها،وأكبر الأدلة على ذلك كثرة تعارضها واختلافها ورد أصحابها بعضهم على بعض. ولعل شيخنا المفضال اطلع في هذا الشأن على حقائق لم تصل إلينا،فليكرمنا بها مشكورا مأجورا.
6-هل تتكرم علينا ببعض الحقائق الجديدة التي اكتشفتها من خلال اطلاعك الواسع على علم الأصوات الحديث بعد صحبتك الطويلة لعلم التجويد ؟
7-تقولون:إن علماء التجويد سبقوا إلى تأصيل كثير من قواعد هذا العلم من خلال ملاحظتهم الذاتية:وهذا يدل على أنهم لم يأصلوا كل قواعد هذا العلم،فما الذي لم يأصلوه حتى جاء علم الأصوات الحديث فأصله ؟
8-لم تكن جهود السلف في التلاوة والتجويد ودراسة أصوات العربية من خلال القرون المتطاولة إلى العصر الحديث ضعيفة لتحتاج إلى تعزيز علم الأصوات الحديث،ولا معوجة لتحتاج إلى تقويمه،ولا ناقصة لتحتاج إلى إكماله.وهذه النقطة تحديدا من أكبر أخطاء بل خطايا بعض علماء الأصوات.وليتنا نحسن الظن بالسلف والفهم عنهم وتقديم ما ورثناه منهم للأجيال القادمة في أمانة ودقة،نظرا وتطبيقا سليمين،ثم إن كان عندنا ما نضيفه إلى جهودهم أضفناه. والله المستعان.
9- كل من يقرأ آخر هذا الكلام يراك تقارن بين علمين،و يبدو لي أنه لا يوجد حقيقة وواقعا إلا علم واحد هنا هو علم تجويد القرآن الذي به الإله أنزلا ،وهكذا منه إلينا وصلا. وأما الآخر الذي ترونه علما وأراه كسراب سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده علما،فما أكثر كتبه وعلماءه وأدعياءه،بل ما أقلها وأقلهم،والله يعلم أني لم أقل فندا*إني أفتح عيني حين أفتحها*على كثير ولكن لا أرى أحدا.
10- لا أحد هنا يحاول هدم ما عرف حديثا بعلم الأصوات،أو يسعى إلى إلغائه،ولا أحد قادر على ذلك إن هو حاول؛لأن علم الأصوات اللغوية الحديث مقرر دراسي في أقسام التخصص بأكثر جامعات العالم اليوم ومنذ وقت ليس بالقصير ،وله أهله المتخصصون فيه المدافعون عنه بالحق والباطل،كما له كثير من الكتب والمراجع،ولكن الذي نسعى إليه بكل ما نستطيع هو أن يدرس بمنهج عربي مبين ومن خلال مراجع التراث الإسلامي العربي مع التركيز في التطبيق على القرآن الكريم بقراءاته،ثم لنترك للآخرين علم أصوات لغاتهم يفعلون به ما يرونه مناسبا.
وبعد فهذه مجرد رؤوس أقلام عن هذه القضية الكبيرة،وهي مجرد رأي شخصي يراه صاحبه صوابا يحتمل الخطأ كما يرى رأي غيره هنا خطأ يحتمل الصواب. والعلم عند الله تعالى.
 
لا يا سيدي عمار، وعمرك الله، كيف يلتقي إجلالنا للدكتور غانم والتقليل من شأنه. حسناته لا تنحصر في ما أشرتم إليه بل تتعداه علما وأدبا. ويكفي في ذلك إذعان الناس لكتاباته، وما هذا النقاش الطويل حول ما كتبه إلا لثقل وزن كلامه. ولا ننكر فضله هذا ، ولا نجيز لأحد أن ينكر ذلك، أو يستقل من جهوده. ولكننا نجيز لمن خالفه في الرأي أن يجاهر بذلك، ونعرف أن أفق الدكتور غانم فسيح، وصدره رحب للأسئلة والاستفسارات المتعلقة بطروحه.

وختاما أرشدونا على طريقة الاقتباس

جزاكم الله خيرا.

جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم.
أحببتُ أن أستنطقكم كي لا يُفْهَمَ كلامكم على غير ما أردتم ، وأحمد الله إذْ أكرمنا بكم.

شيخنا الكريم ، تجد في الجهة اليسرى في ذيل كل مشاركة (مستطيلا) يحمل اسم (اقتباس) ، هذا الأمر يتيح لك خاصية الرد مع الاقتباس.
 
2- لعل هذا من نقل العبد الضعيف وليس من نقل شيخه عبد الحكيم -بارك الله فيه ونفع به - .
السلام عليكم
والله ما هذا إلا من تواضعكم . أستاذنا وشيخنا الكبير . ووالله إني لأحبكم في الله من قبل كتابتكم لهذه السطور .
لما رأيت في كتاباتكم من المحافظة علي ما عليه سلفنا الصالح .
بل أنا مَن أعرض عليكم ما أكتب . وجزاكم الله خيرا لقبولكم هذه المهمة .
وهذه الكلمات سأضعها في الكتاب إن شاء الله . وكل ما تكتبونه له أهمية عظمي عندي والله .
بارك الله فيكم ونفع بكم .
ودمتم حماة للقرآن وأهله .
والسلام عليكم
 
هذا حوار علمي ماتع جزى الله من اثاره وشارك فيه خيراً .
أشكر الدكتور غانم قدوري على تعقيبه المطول النافع ، وأشكر كل الباحثين المعقبين (محمد الحسن بوصو ، عمار الخطيب، رصين الرصين ، وغيرهم من الزملاء) ، وأسأل الله لهم جميعاً التوفيق والهداية للصواب ، وقد انتفعت بكل ما تفضلوا به .

ويبدو لي أن المعارضين لعلم الأصوات لديهم قناعات راسخة بعدم جدواه مبنية على قراءتهم وأخص أخي العزيز الدكتور سليمان خاطر - وفقه الله - وهو متخصص في اللغة العربية ، بل هو عندي مِنْ أَمثلِ المتخصصين في اللغة العربية بحسب معرفتي له ولكتابته، ولا أخفي عليه - وهو الحبيب القريب - أنني في غاية الاستغراب لما كتبه حول علم الأصوات، وعلى الرغم من قراءتي المتواضعة في كتبه إلا أنني أرى أهميته وفائدته، وعدم وجود هذا التعارض الذي بالغ إخواني في إظهاره بينه وبين علم التجويد، وبالغوا في التهوين من شأنه .
وعلى كل حال فإنني أجد هذا الموضوعَ فرصة مناسبة ليعود كل قارئ من الزملاء المتخصصين المعنيين بالأمر إلى كتبه ومسائله للتأمل فيها والنظر، والبحث عمن توسع في بحث هذه المسألة من الباحثين . وهذا كافٍ في الخروج بالفائدة من هذا النقاش العلمي الذي كان هادئاً .
ولعلنا في مركز تفسير نحرص على خدمة هذه المسألة بإتاحة لقاء حولها ، وكم نتمنى أن يتيسر لنا اللقاء بالدكتور غانم قدوري والدكتور سمير شريف للحديث حول هذا الموضوع، ولعل الله ييسر ذلك كما اقترح أخي الأستاذ عمار الخطيب حفظه الله .
بارك الله في علمكم جميعاً ، وجعلكم من أهل القرآن الذين يشفع لهم يوم القيامة عند ربهم .
 
السلام عليكم
أستاذنا الكبير عندي سؤال :
ما هي الفائدة التي استفدتموها من هذه الأجهزة وهي غير موجودة عن القراء المهرة ؟
ثم علي أي شئ تعتمد هذه الأجهزة في معرفة الصوت الصحيح ؟
بمعني هل أُدخل في الجهاز صوت قارئ بارع مثلا ويقيس الجهاز علي هذا الصوت ؟
وكيفية الاستفادة في حالة الإدغام ؟
أشياء كثيرة في نفسي وأكتفي بهذا القدر .
والسلام عليكم

أشار شيخنا الكريم أبو عبد الله الشهري إلى بعض فوائد هذه الأجهزة الحديثة في مشاركة قديمة كُتِبَتْ قبل أربع سنوات:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=4706
أرجو الاطلاع عليها ، بارك الله فيكم.
ولعلي أعود لأضع بين يديكم تجربتي المتواضعة في تسخير هذا العلم لخدمة دارسي اللغة العربية والتجويد في بلاد الغرب.
 
عودة
أعلى