حوار مع باحث نصراني قام بمحاولة ترتيب سور القرآن الكريم بالتسلسل التاريخي

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
الحمد لله رب العالمين الذي هدانا للحق ، ونعوذ بالله من أحوال أهل الضلال ، ونسأل الله الثبات على الحق حتى نلقاه غير مغيرين ولا مبدلين .
قرأتُ ما دار في هذا الحوار، وأشكر كل من شارك فيه بعلم وأدب ، ويمكن بعد انتهاء الحوار التعليق بما يلي :
1- ظهر من خلال الحوار أن الدكتور سامي عوض يفتقر إلى أبجديات أصول البحث العلمي، كما يفتقر إلى أدب الحوار، حيث سخر عدة مرات من محاوريه، وتَهرَّب من الإجابات ، وتكلم بغير علم . وما أصدق قول الله تعالى فيه :( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) .

2- القرآن الكريم هو كلام الله حقيقةً المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم محفوظ بحفظ الله له ، لا يضره تشكيك سامي عوض أو غيره ، وقد حاول أبو جهل والوليد بن المغيرة وأضرابهم من كبار الكفار الذين هم أعقل بكثير من سامي عوض وأعلم منه بكل شيء يتعلق بالقرآن، وقد ذكر الله شبهاتهم وردَّها في القرآن وتحدَّاهم أن يأتوا بِمثله وعجزوا ، فغيرهم أشدُّ عجزاً .

3- أُقَدِّرُ غَيْرةَ الإخوة الفضلاء والأخوات التي ظهرت في الحوار انتصارا للقرآن ولله ورسوله وللحق وللبحث العلمي ، وأنا مثلهم يؤلمني الاستخفاف بالله وكتابه ورسوله من أمثال الكافر بهم سامي عوض ، ولكننا نرغب أن يكون هذا الحوار مرجعا على الانترنت يهتدي إليه كل من يبحث عن اسم (سامي عوض ) و ما فعله في هذا المقترح الذي يلبس بقوله (حسب مقترح الأزهر) وهو لم يفهم مقصود الأزهر بهذا ولا فكرة ترتيب السور حسب النزول ولا الفوائد منها . ولكن نحن نقول ذلك مبلغهم من العلم، وهو قد رضي بالكفر وأعلنه وكرره، ولا يضيرنا ذلك شيئا. وأحب دوما في مثل هذه الحوارات والمناظرات أن نخلي بين المتناظرين حتى يأخذ الحوار حقه من الوقت والحجاج ، وهو مفيد للمسلم أن يتعلم كيف يحاور الكافر كما فعل إبراهيم عليه السلام مع النمرود وهي مناظرة قصها الله علينا في سورة البقرة، وهي هنا تتكرر في هذا الحوار وغيره من الآف الحوارات بين المؤمنين والكافرين . المشكلة أننا نتمنى بقاء مثل هذه الحوارات مقصورة على فئة من الباحثين وطلبة العلم الذين يستوعبون المقصود بها ، ولكن في زمن الانترنت لم يعد هناك مكان لمثل هذه الخصوصيات ، فلو حذفناها من هنا ففي المواقع الأخرى متسع ونخشى أن تكون هناك بلا رد وبيان فيضل بها من يضل . ولذلك أرجو أن يتحلى الجميع بالتأني والصبر وعدم الاستعجال وإتاحة الفرصة للمشرفين لإدارة مثل هذه الحوارات ، ولا بأس من التواصل مع المشرفين بواسطة الرسائل الخاصة بالمقترحات والأفكار حول الحوارات ، فإِنَّ تَمكين الجميع من الكتابة والنشر بدون أي قيود في الملتقى يُحمِّلُهم مسئولية استخدام هذه الحرية بذكاء وأدب ، فالتحدي في مثل هذه الحوارات هو التأني والحكمة والهدوء ، وليس المسارعة إلى الدخول فيها بكتابة أي شيء ، وأحسب أن هذا من أنفع ما يكون لتربية الإنسان نفسه على الصبر والأناة .

4- مثل هذه الحوارات تعلم الصبر وكظم الغيظ، والحرص على تخير العبارات ، وهي تربي في الباحث الجاد هذا الجانب المهم ، وإلا فليس بنا هداية سامي عوض فلعله ممن أضله الله على علم وهو أعلم بنفسه منا جميعاً وأنه ليس له في العلم بما يتكلم عنه قليل ولا كثير، ولكن بنا مَنْ قَد يُصدِّقُه من قليلي العلم وإن كانوا قليلاً ، فهو قد عجز عن إقامة الدليل على أي شيء إلا على عجزه .

5- مثل هذا الحوار يبين لنا الخلل المنهجي في الجامعات الغربية التي تدعي المنهجية والجودة في مخرجاتها، وهي تسند تدريس العلوم إلى من لا يحسنون فهمها فضلا عن الأمانة في تعليمها وتدريسها بشكل صحيح ، فكيف يسند للدكتور سامي عوض تعليم العلوم الإسلامية وهو بهذا المستوى العلمي والأخلاقي المتواضع، وهذا يكشف لنا عن الضعف العلمي الذي انتشر في الجامعات الغربية في مدرسي مثل هذه التخصصات ، وهذه رسالة للباحثين الغيورين على البحث العلمي أن يسدوا مثل هذه الثغرات من الباحثين المسلمين وغيرهم، فوجود أمثال د. سامي عوض في هذه الجامعات إساءة كبيرة لها ولمستواها الأكاديمي .

6- هذا الحوار يكشف للباحثين المسلمين حجم الكيد الذي يتعرض له القرآن والإسلام من أعدائه من النصارى واليهود، والجهود التي يبذلونها بدعمٍ أو بغيره لصد الناس عن الإسلام، وقد ذكر الله لنا ذلك في القرآن الكريم في مواضع كثيرة من مثل قوله :( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون) . وهو ما يحدث الآن في هذا الحوار ، فالطاعنون والساخرون والمستهزئون كثيرون وبالرغم من ذلك يزداد الحقُ انتشاراً ، والقرآنُ ظهوراً ، والإسلامُ عزةً ، ولو لم يكن في أمثال هذه النقاشات من الفوائد إلا انبعاث أمثالكم أيها الإخوة والأخوات للرد والنقاش ومعرفة ما يدور في العالم اليوم من أمثال هذه الطعون لكان ذلك مفيداً لنا إن شاء الله ، ومحفزاً للعناية بتحصين أجيالنا وأنفسنا من التأثر بهذه الأكاذيب ودراسة تاريخ الطعن في القرآن الكريم والإسلام ، فالشبهات والأكاذيب تتكرر وتتجدد في الأشخاص والأقلام وهي نفسها من حيث المضمون ، وأنصحكم بقراءة كتاب زميلنا الدكتور عبدالمحسن المطيري
فقد استوفى الكلام عن تاريخ هذه الطعون وأنه لا جديد فيها يذكر ، وإِنَّما الجديد في الوسائل والأسماء الطاعنة .

7- أنصح بالعودة لقراءة كتاب الأديب العالم مصطفى صادق الرافعي رحمه الله الذي جمع فيه مقالاته في الدفاع عن القرآن الكريم بعنوان (تحت راية القرآن) ولا سيما مقدمته التي كتبها الرافعي فهي تذكرنا بأن هذه الطعون فرصة لتوثيق صلتنا وعلمنا بالقرآن وتوثيقه والجهود الجبارة التي بذلها العلماء على مر التاريخ لخدمة القرآن ، وكذلك تلفت نظرنا لهؤلاء الطاعنين المكذبين وما بذلوها ولا يزالون في سبيل الصد عن القرآن ، وكيف تكون العاقبة دوما للحق وأهله .

8- أشكر أخي محمود الشنقيطي وكل من شارك في هذا الحوار بعلم ، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر كتابه ، وأن يكفينا شرور المبطلين والكافرين .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى