قريش عند هجرة النبي "ان النبي صلى الله عليه و سلم لما هاجر هو و أبو بكر إلى المدينة لم يكن للقوم غرض في طلب علي و إنما كان مطلوبهم النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و جعلوا في كل واحد منهما ديته لمن جاء به كما ثبت ذلك في الصحيح الذي لا يستريب أهل العلم في صحته و ترك عليا في فراشه ليظنوا ان النبي صلى الله عليه و سلم في البيت فلا يطلبوه فلما اصبحوا وجدوا عليا فظهرت خيبتهم و لم يؤذوا عليا بل سألوه عن النبي صلى الله عليه و سلم فاخبرهم انه لا علم له به و لم يكن هناك خوف على علي من أحد و إنما كان الخوف على النبي صلى الله عليه و سلم و صديقه و لو كان لهم في علي غرض لتعرضوا له لما وجدوه فلما لم يتعرضوا له دل على انهم لا غرض لهم فيه منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص113، تحقيق محمد رشاد سالم
و غير واحد من الصحابة قد فداه بنفسه في مواطن الحروب فمنهم من قتل بين يديه و منهم من شلت يده كطلحة بن عبد الله و هذا واجب على المؤمنين كلهم منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص113، تحقيق محمد رشاد سالم
"بل جبريل له عمل يختص به دون ميكائيل و ميكائيل له عمل يختص به دون جبريل كما جاء في الآثار أن الوحي و النصر لجبريل و أن الرزق و المطر لميكائيل ... منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص116، تحقيق محمد رشاد سالم
"لا ريب أن الفضيلة التي حصلت لأبي بكر قي الهجرة لم تحصل لغيره من الصحابة بالكتاب و السنة و الإجماع ...فهذا هو الدليل الصدق الذي لا كذب فيه يقول الله إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن أن الله معنا و مثل هذه الفضيلة لم تحصل لغير أبي بكر قطعا بخلاف الوقاية بالنفس فإنها لو كانت صحيحة فغير واحد من الصحابة وقى النبي صلى الله عليه و سلم بنفسه و هذا واجب على كل مؤمن ليس من الفضائل المختصة بالأكابر من الصحابة
و الأفضلية إنما تثبت بالخصائص لا بالمشتركات يبين ذلك انه لم ينقل أحد أن عليا أوذي في مبيته على فراش النبي و قد أوذي غيره في وقايتهم النبي صلى الله عليه و سلم تارة بالضرب و تارة بالجرح و تارة بالقتل فمن فداه و أوذي اعظم ممن فداه و لم يؤذ
و قد قال العلماء ما صح لعلي من الفضائل فهي مشتركة شاركه فيها غيره بخلاف الصديق فان كثيرا من فضائله و أكثرها خصائص له لا يشركه فيها غيره و هذا مبسوط في موضعه
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص121، تحقيق محمد رشاد سالم
"وقال تعالى ولا تلمزوا أنفسكم أي لا يلمز بعضكم بعضا فيطعن عليه ويعيبه وهذا نهي لجميع المؤمنين أن لا يفعل بعضهم ببعض هذا الطعن و العيب منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص124، تحقيق محمد رشاد سالم
و إلا فالإنسان قد يختار أن يهلك ويحيا ابنه والشيخ الكبير قد يختار الموت إذا بقى أقاربه في نعمة ومال وهذا موجود كثير منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص126، تحقيق محمد رشاد سالم
المباهلة "والنفوس تحنوا على أقاربها مالا تحنوا على غيرهم وكانوا يعلمون انه رسول الله صلى الله عليه و سلم ويعلمون انهم أن باهلوه نزلت البهلة عليهم وعلى أقاربهم واجتمع خوفهم على أنفسهم وعلى أقاربهم فكان ذلك أبلغ في امتناعهم و إلا فالإنسان قد يختار أن يهلك ويحيا ابنه والشيخ الكبير قد يختار الموت إذا بقى أقاربه في نعمة ومال وهذا موجود كثير فطلب منهم المباهلة بالأبناء والنساء والرجال والأقربين من الجانبين فلهذا دعا هؤلاء وآية المباهلة نزلت سنة عشر لما قدم وفد نجران ولم يكن النبي صلى الله عليه و سلم قد بقي من أعمامه إلا العباس والعباس لم يكن من السابقين الأولين ولا كان له به اختصاص كعلي و أما بنو عمه فلم يكن فيهم مثل علي وكان جعفر قد قتل قبل ذلك فان المباهلة كانت لما قدم وفد نجران سنة تسع أو عشر وجعفر قتل بمؤتة سنة ثمان فتعين علي رضي الله عنه وكونه تعين للمباهلة إذ ليس في الأقارب من يقوم مقامه لا يوجب أن يكون مساويا للنبي صلى الله عليه و سلم في شيء من الأشياء بل ولا أن يكون أفضل من سائر الصحابة مطلقا بل له بالمباهلة نوع فضيلة
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص126، تحقيق محمد رشاد سالم
"وكما كان يستفتح بصعاليك المهاجرين وكان يقول وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعائهم وصلاتهم و إخلاصهم ومن المعلوم أن هؤلاء وان كانوا مجابين فكثرة الدعاء ابلغ في الإجابة لكن لم يكن المقصود دعوة من دعاه لإجابة دعائه بل لأجل المقابلة بين الأهل والأهل منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص127، تحقيق محمد رشاد سالم تكملة النص :ونحن نعلم بالاضطرار أن النبي صلى الله عليه وسلم لوسلم لو دعا أبا بكر وعمر وعثمان و طلحة و الزبير وابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وغيرهم للمباهلة لكانوا من اعظم الناس استجابة لأمره وكان دعاء هؤلاء وغيرهم ابلغ في إجابة الدعاء لكن لم يأمره الله سبحانه بأخذهم معه لان ذلك لا يحصل به المقصود
فان المقصود أن أولئك يأتون بمن يشفقون عليه طبعا كأبنائهم ونسائهم ورجالهم الذين هم أقرب الناس إليهم فلو دعا النبي صلى الله عليه و سلم قوما أجانب لأتى أولئك بأجانب ولم يكن يشتد عليه نزول البهلة بأولئك الأجانب كما يشتد عليهم نزولها بالأقربين إليهم فان طبع البشر يخاف على أقربيه مالا يخاف على الأجانب فأمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يدعوا قرابته وأن يدعوا أولئك قرابتهم
و الناس عند المقابلة تقول كل طائفة للأخرى ارهنوا عندنا أبناءكم و نساءكم فلو رهنت إحدى الطائفتين أجنبيا لم يرض أولئك كما أنه لو دعا النبي الأجانب لم يرض أولئك المقابلون له و لا يلزم أن يكون أهل الرجل أفضل عند الله إذا قابل بهم لمن يقابله بأهله
فالاستدلال بما لا تثبت مقدماته باطل بالاتفاق و هو من القول بلا علم و من قفو الإنسان بما ليس له به علم و من المحاجة بغير علم منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص136، تحقيق محمد رشاد سالم
الرابع أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات ودا و هذا وعد منه صادق و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون و لم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه و أبو بكر و عمر رضي الله عنهما قد ابغضهما و سبهما الرافضة و النصيرية و الغالية و الإسماعيلية لكن معلوم أن الذين احبوا دينك أفضل و أكثر و أن الذين ابغضوهما ابعد عن الإسلام و اقل بخلاف علي فان الذين ابغضوه و قاتلوه هم خير من الذين ابغضوا أبا بكر و عمر بل شيعة عثمان الذين يحبونه و يبغضون عليا وان كانوا مبتدعين ظالمين فشيعة علي الذين يحبونه و يبغضون عثمان انقص منهم علما و دينا و أكثر جهلا و ظلما منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص137،138، تحقيق محمد رشاد سالم
"أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات ودا و هذا وعد منه صادق و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص137، تحقيق محمد رشاد سالم
و العزو إلى الفردوس و إلى أبي نعيم لا تقوم به حجة باتفاق أهل العلم منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص148، تحقيق محمد رشاد سالم و كتاب الفردوس للديلمي فيه موضوعات كثيرة ص139
"و لا ريب أن من حب عليا لله بما يستحقه من المحبة لله فذلك من الدليل على أيمانه و كذلك من احب الأنصار لأنهم نصروا الله و رسوله فذلك من علامات أيمانه و من ابغض عليا و الأنصار لما فيهم من الأيمان بالله و رسوله و الجهاد في سبيله فهو منافق و أما من احب الأنصار أو عليا أو غيرهم لأمر طبيعي مثل قرابة بينهما فهو كمحبة أبي طالب للنبي و ذلك لا ينفعه عند الله و من غلا في الأنصار أو في علي أو في المسيح أو في نبي فاحبه و اعتقد فيه فوق مرتبته فانه لم يحبه في الحقيقة إنما احب مالا وجود له كحب النصارى للمسيح فان المسيح أفضل من علي و هذه المحبة لا تنفعهم فإنه إنما ينفع الحب لله لا الحب مع الله
قال تعالى و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله و الذين آمنوا اشد حبا لله و من قدر انه سمع عن بعض الأنصار أمرا يوجب بغضه فأبغضه لذلك كان ضالا مخطئا و لم يكن منافقا بذلك و كذلك من اعتقد في بعض الصحابة اعتقادا غير مطابق و ظن فيه انه كان كافرا أو فاسقا فأبغضه لذلك كان جاهلا ظالما و لم يكن منافقا "
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص148،149 تحقيق محمد رشاد سالم
"فان الله قد ذكر في سورة التوبة و غيرها من علامات المنافقين و صفاتهم أمورا متعددة ليس في شيء منها بغض علي كقوله و منهم من يقول ائذن لي و لا تفتني إلا في الفتنة سقطوا و قوله و منهم من يلمزك في الصدقات فان أعطوا منها رضوا و إن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون و قوله و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله
و قوله و منهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن و لنكونن من الصالحين إلى قوله وبما كانوا يكذبون إلى أمثال ذلك من الصفات التي يصف بها المنافقين وذكر علاماتهم وذكر الأسباب الموجبة للنفاق وكل ما كان موجبا للنفاق فهو دليل عليه وعلامة له
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص149،150، تحقيق محمد رشاد سالم
...علامات النفاق مثل الكذب والخيانة و إخلاف الوعد والغدر...منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص151، تحقيق محمد رشاد سالم
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب و إذا وعد اخلف و إذا عاهد غدر و إذا خاصم فجر
في نص سابق لم ذكر بن تيمية أن البعض كره علي رضي الله عنه لقتاله في الفتنة، وأن هذا الكره هو اجتهادي من بعض الصحابة والتابعين ، او يكون كره مبتدع ضال، وهذا الأخير ينطبق على قاتل علي ، وأما هنا فيتكلم عن كره علي لسبب نصرته لله ولرسوله ، فهذا كره نفاق وليس ككره لأجل مايظن أنه مخالفة ومعصية "فانه من علم ما قام به على رضى الله عنه من الأيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله ثم ابغضه على ذلك فهو منافق ونفاق من يبغض الأنصار اظهر فان الأنصار قبيلة عظيمة لهم مدينة وهم الذين تبؤاالدار الدار والأيمان من قبل المهاجرين وبالهجرة إلى دارهم عز الأيمان واستظهر أهله وكان لهم من نصر الله ورسوله ما لم يكن لأهل مدينة غيرهم ولا لقبيلة سواهم فلا يبغضهم إلا منافق ومع هذا فليسوا بأفضل من المهاجرين بل المهاجرون أفضل منهم
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص152، تحقيق محمد رشاد سالم
تكلمة النص او بقيته:"ولهذا كان الذي قتل عمر كافرا يبغض دين الإسلام ويبغض الرسول و أمته فقتله بغضا للرسول ودينه و أمته و الذي قتل عليا كان يصلى ويصوم ويقرأ القران وقتله معتقدا أن الله ورسوله يحب قتل علي وفعل ذلك محبة لله ورسول في زعمه وان كان في ذلك مبتدعا ضالا والمقصود أن النفاق في بغض عمر اظهر منه في بغض علي ولهذا لما كان الرافضة من أعظم الطوائف نفاقا كانوا يسمون عمر فرعون الأمة و كانوا يوالون أبا لؤلؤة قاتله الله الذي هو من اكفر الخلق و أعظمهم عداوة لله ولرسوله
قد يسبق إلى الإسلام من سبقه غيره إلى الإنفاق والقتال ولهذا كان عمر رضي الله عنه ممن اسلم بعد تسعة وثلاثين وهو أفضل من أكثرهم بالنصوص الصحيحة وبإجماع الصحابة والتابعين وما علمت أحدا قط قال أن الزبير ونحوه أفضل من عمر و الزبير اسلم قبل عمر ولا قال من يعرف من أهل العلم إن عثمان أفضل من عمر وعثمان اسلم قبل عمر وان كان الفضل بالسبق إلى الإنفاق والقتال فمعلوم أن أبا بكر أخص بهذا فانه لم يجاهد قبله أحد لا بيده ولا بلسانه بل هو من حين آمن بالرسول ينفق ماله ويجاهد بحسب الإمكان فاشترى من المعذبين في الله غير واحد وكان يجاهد مع الرسول قبل الأمر بالقتال وبعد الأمر بالقتال كما قال تعالى وجاهدهم به جهادا كبيرا فكان أبو بكر اسبق الناس و أكملهم في أنواع الجهاد بالنفس والمال
ولهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح إن آمن الناس علي في صحبته وذات يده أبو بكر والصحبة بالنفس وذات اليد هو المال فاخبر النبي صلى الله عليه و سلم انه آمن الناس عليه في النفس والمال
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص156، تحقيق محمد رشاد سالم
"فان الخضر لما علم ثلاث مسائل لم يعلمها موسى لم يكن أفضل من موسى مطلقا والهدهد لما قال لسليمان أحطت بما لم تحط به لم يكن اعلم من سليمان مطلقا منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص159، تحقيق محمد رشاد سالم
من المعلوم بالتواتر أن جهاد أبي بكر بماله أعظم من جهاد علي فان أبا بكر كان موسرا قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم ما نفعني مال كمال أبي بكر وعلي كان فقيرا منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص159، تحقيق محمد رشاد سالم
عن نسخ قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقه "أما الذي ثبت فهو أن عليا رضي الله عنه تصدق و ناجى ثم نسخت الآية قبل أن يعمل بها غيره لكن الآيه لم توجب الصدقة عليهم لكن أمرهم إذا ناجوا أن يتصدقوا فمن لم يناج لم يكن عليه أن يتصدق و إذا لم تكن المناجاة واجبة لم يكن أحد ملوما إذا ترك ما ليس بواجب و من كان فيهم عاجزا عن الصدقة و لكن لو قدر لناجى فتصدق فله نيته و اجره و من لم يعرض له سبب يناجي لأجله لم يجعل ناقصا ...و لم يطل زمان عدم نسخ الآية ، حتى يُعلم أن الزمان الطويل لا بد أن يعرض فيه حاجة إلى المناجاة و بتقدير أن يكون أحدهم ترك المستحب فقد بينا غير مرة أن من فعل مستحبا لم يجب أن يكون أفضل من غيره مطلقا منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص161، تحقيق محمد رشاد سالم
"و تجهيز عثمان بألف بعير اعظم من صدقة علي بكثير كثير فإن الإنفاق في الجهاد كان فرضا بخلاف الصدقة إمام النجوى فإنه مشروط بمن يريد النجوى فمن لم يردها لم يكن عليه أن يتصدق منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص165، تحقيق محمد رشاد سالم
فباب الإنفاق في سبيل الله و غيره لكثير من المهاجرين و الأنصار فيه من الفضيلة ما ليس لعلي فإنه لم يكن له مال على عهد رسول الله صلى عليه و سلم منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص167، تحقيق محمد رشاد سالم
المناظرة "قولنا في هذا الكذب القبيح وأمثاله المطالبة بالصحة ليس بشك منا في أن هذا وأمثاله من اسمج الكذب أقبحه لكن علي طريق التنزل في المناظرة وأن هذا لو لم يعلم أنه كذب ولم يجز أن يحتج به حتى يثبت صدقه فإن الاستدلال بما لا تعلم صحته لا يجوز بالإتفاق فإنه قول بلا علم وهو حرام بالكتاب بالسنة والإجماع منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص168، تحقيق محمد رشاد سالم
أن ليلة الإسراء كانت بمكة قبل الهجرة بمدة قيل أنها سنة ونصف وقيل أنها خمس سنين وقيل غير ذلك منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص170، تحقيق محمد رشاد سالم
"قوله لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة و تعيها أذن واعية ...ا خطاب لبني آدم و حملهم في السفينة من اعظم الآيات قال تعالى و آية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون و خلقنا لهم من مثله ما يركبون و قال ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته أن في ذلك لآيات لكل صبار شكور منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص172، تحقيق محمد رشاد سالم
"فإنه لا يعلم في طوائف أهل البدع أوهى من حجج الرافضة بخلاف المعتزلة و نحوهم فإن لهم حججا و أدلة قد تشبه على كثير من أهل العلم و العقل أما الرافضة فليس لهم حجة قط تنفق إلا على جاهل أو ظالم صاحب هوى يقبل ما يوافق هواه سواء كان حقا أو باطلا و لهذا يقال فيهم ليس لهم عقل و لا نقل و لا دين صحيح و لا دنيا منصورة منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص172، تحقيق محمد رشاد سالم
تفسير الثعلبي وتفسير الواحدي"ومجرد رواية الثعلبي و الواحدي و أمثالهما لا تدل على أنه صحيح باتفاق أهل السنة و الشيعة و لو تنازع اثنان في مسالة من مسائل الأحكام و الفضائل و احتج أحدهما بحديث لم يذكر ما يدل على صحته إلا رواية الواحد من هؤلاء له في تفسيره لم يكن ذلك دليلا على صحته و لا حجة على منازعه باتفاق العلماء
و هؤلاء من عادتهم يروون ما رواه غيرهم و كثير من ذلك لا يعرفون هل هو صحيح أم ضعيف و يروون من الأحاديث الإسرائيليات ما يعلم غيرهم أنه باطل في نفس الأمر لأن وصفهم النقل لما نقل أو حكاية أقوال الناس و أن كان كثير من هذا و هذا باطلا و ربما تكلموا على صحة بعض المنقولات و ضعفها و لكن لا يطردون هذا و لا يلتزمونه
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص177، تحقيق محمد رشاد سالم
أن عليا أنما تزوج فاطمة بالمدينة و لم يدخل بها إلا بعد غزوة بدر كما ثبت ذلك في الصحيح و الحسن و الحسين ولدا بعد ذلك سنة ثلاث أو أربع و الناس متفقون على أن عليا لم يتزوج فاطمة إلا بالمدينة لم يولد له ولد إلا بالمدينة وهذا من العم العام المتواتر الذي يعرفه كل من عنده طرف من العلم بمثل هذه الأمور منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص179، تحقيق محمد رشاد سالم
سورة هل أتى مكية وفيها على طريقة السور المكية تقرير أصول الدين المشتركة
"و سورة هل اتى مكية باتفاق أهل التفسير و النقل لم يقل أحد منهم أنها مدنية و هي على طريقة السور المكية في تقرير أصول الدين المشتركة بين الأنبياء كالإيمان بالله و اليوم الآخر و ذكر الخلق والبعث و لهذا قيل أنه كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرؤها مع ألم تنزيل في فجر يوم الجمعة لأن فيه خلق آدم و فيه دخل الجنة و فيه تقوم الساعة
و هاتان السورتان متضمنتان لابتداء خلق السماوات و الأرض و خلق الإنسان إلى أن يدخل فريق الجنة و فريق النار
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص179،180، تحقيق محمد رشاد سالم
"و الله تعالى أنما مدح على الوفاء بالنذر لا على نفس عقد النذر و الرجل ينهى عن الظهار و أن ظاهر وجبت عليه كفارة للظهار و إذا عاود مدح على فعل الواجب و هو التكفير لا على نفس الظهار المحرم و كذلك إذا طلق امرأته ففارقها بالمعروف مدح على فعل ما أوجبه الطلاق لا نفس الطلاق المكروه و كذلك من باع أو اشترى فأعطى ما عليه مدح على فعل ما أوجبه العقد لا على نفس العقد الموجب و نظائر هذا كثيرة منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص182، تحقيق محمد رشاد سالم
"و أما الإيثار مع الخصاصة فهو اكمل من مجرد التصدق مع المحبة فإنه ليس كل متصدق محبا مؤثرا و لا كل متصدق يكون به خصاصة بل قد يتصدق بما يحب مع اكتفائه ببعضه مع محبة لا تبلغ به الخصاصة
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص184، تحقيق محمد رشاد سالم
"إبقاء الأطفال ثلاثة أيام جياعا و وصالهم ثلاثة أيام و مثل هذا الجوع قد يفسد العقل و البدن و الدين
و ليس هذا مثل قصة الأنصاري فإن ذلك بيتهم ليلة واحدة بلا عشاء و هذا قد يحتمله الصبيان بخلاف ثلاثة أيام بلياليها
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص185، تحقيق محمد رشاد سالم
لانقدس الصحابة ولكن(والنص ردا على اركون) :"من المعلوم أن إنفاق الصديق أمواله اعظم و أحب إلى الله و رسوله فإن إطعام الجائع من جنس الصدقة المطلقة التي يمكن كل واحد فعلها إلى يوم القيامة بل و كل أمة يطعمون جياعهم من المسلمين و غيرهم و أن كانوا لا يتقربون إلى الله بذلك بخلاف المؤمنين فإنهم يفعلون ذلك لوجه الله بهذا تميزوا كما قال تعالى عنهم أنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا و أما أنفاق الصديق و نحوه فإنه كان في أول الإسلام لتخليص من آمن و الكفار يؤذونه أو يريدون قتله مثل اشترائه بماله سبعة كانوا يعذبون في الله منهم بلال حتى قال عمر أبو بكر سيدنا و اعتق سيدنا يعني بلالا و إنفاقه على المحتاجين من أهل الإيمان و في نصر الإسلام حيث كان أهل الأرض قاطبة أعداء الإسلام و تلك النفقة ما بقي يمكن مثلها و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث المتفق على صحته
لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ أحدهم و لا نصيفه
و هذا في النفقة التي اختصوا بها و أما جنس إطعام الجائع مطلقا فهذا مشترك يمكن فعله إلي يوم القيامة
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص186،187، تحقيق محمد رشاد سالم
"و الله تعالى مدح الصادق فيما يجئ به و المصدق بهذا الحق فهذا مدح للنبي صلى الله عليه و سلم و لكل من آمن به و بما جاء به و هو سبحانه لم يقل و الذي جاء بالصدق و الذي صدق به فلم يجعلهما صنفين بل جعلهما صنفا واحدا لأن المراد مدح النوع الذي يجئ بالصدق و يصدق بالصدق فهو ممدوح على اجتماع الوصفين على أن لا يكون من شأنه إلا أن يجيء بالصدق و من شأنه أن يصدق بالصدق و قوله جاء بالصدق اسم جنس لكل صدق و أن كان القرآن أحق بالدخول في ذلك من غيره منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص190، تحقيق محمد رشاد سالم
نص متين مبين
"فلما ذم الله سبحانه من اتصف بأحد الوصفين الكذب على الله و التكذيب بالحق إذ كل منهما يستحق به الذم مدح ضدهما الخالي عنهما بأن يكون يجيء بالصدق لا بالكذب و أن يكون مع ذلك مصدقا بالحق لا يكون ممن يقوله هو و إذا قاله غيره لم يصدقه فإن من الناس من يصدق و لا يكذب لكن يكره أن غيره يقوم مقامه في ذلك حسدا و منافسة فيكذب غيره في غيره أو لا يصدقه بل يعرض عنه و فيهم من يصدق طائفة فيما قالت قبل أن يعلم ما قالوه اصدق هو أم كذب و الطائفة الأخرى لا يصدقها فيما إن كان صادقا بل إما أن يصدقها وإما أن يعرض عنها
و هذا موجود في عامة أهل الأهواء تجد كثيرا منهم صادقا فيما ينقله لكن ما ينقله عن طائفته يعرض عنه فلا يدخل هذا في المدح بل في الذم لأنه لم يصدق بالحق الذي جاءه والله قد ذم الكاذب والمكذب بالحق لقوله في غير آية ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه وقال ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته
ولهذا لما كان مما وصف الله به الأنبياء الذين هم أحق الناس بهذه الصفة أن كلا منهم يجيء بالصدق فلا يكذب فكل منهم صادق في نفسه مصدق لغيره ...وأنت تجد كثيرا من المنتسبين إلى علم و دين لا يكذبون فيما يقولونه بل لا يقولون إلا الصدق لكن لا يقبلون ما يخبر به غيرهم من الصدق بل يحملهم الهوى و الجهل على تكذيب غيرهم وإن كان صادقا أما تكذيب نظيره وإما تكذيب من ليس من طائفته و نفس تكذيب الصادق هو من الكذب ولهذا قرنه بالكاذب على الله فقال فمن اظلم ممن كذب على الله و كذب بالصدق إذ جاءه فكلاهما كاذب هذا كاذب فيما يخبر به عن الله و هذا كاذب فيما يخبر به عن المخبر عن الله و النصارى يكثر فيهم المفترون للكذب على الله و اليهود يكثر فيهم المكذبون بالحق و هو سبحانه ذكر المكذب بالصدق نوعا ثانيا لأنه أولا لم يذكر جميع أنواع الكذب بل ذكر من كذب على الله و أنت إذا تدبرت هذا و علمت أن كل واحد من الكذب على الله و التكذيب بالصدق مذموم و أن المدح لا يستحقه إلا من كان آتيا بالصدق مصدقا للصدق علمت أن هذا مما هدى الله به عباده إلى صراطه المستقيم
إذا تأملت هذا تبين لك أن كثيرا من الشر أو أكثره يقع من أحد هذين فتجد إحدى الطائفتين أو الرجلين من الناس لا يكذب فيما يخبر به من العلم لكن لا يقبل ما تأتي به الطائفة الأخرى فربما جمع بين الكذب على الله و التكذيب بالصدق و هذا وإن كان يوجد في عامة الطوائف شيء منه فليس في الطوائف ادخل في ذلك من الرافضة فإنما اعظم الطوائف كذبا على الله و على رسوله و على الصحابة و على ذوي القربى و كذلك هم من اعظم الطوائف تكذيبا بالصدق فيكذبون بالصدق الثابت المعلوم من المنقول الصحيح و المعقول الصريحمنهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص191-193، تحقيق محمد رشاد سالم
"و أما مجرد العزو إلى رواية أبي نعيم فليس حجة بالإتفاق و أبو نعيم له كتاب مشهور في فضائل الصحابة و قد ذكر قطعة من الفضائل في أول الحلية فإن كانوا يحتجون بما رواه فقد روى في فضائل أبي بكر و عمر و عثمان ما ينقض بنيانهم و يهدم أركانهم وإن كانوا لا يحتجون بما رواه فلا يعتمدون على نقله و نحن نرجع فيما رواه هو و غيره إلى أهل العلم بهذا الفن و الطرق التي بها يعلم صدق الحديث و كذبه من النظر في إسناده و رجاله و هل هم ثقات سمع بعضهم من بعض أم لا و ننظر إلى شواهد الحديث و ما يدل عليه على أحد الأمرين لا فرق عندنا بين ما يروى في فضائل علي أو فضائل غيره فما ثبت أنه صدق صدقناه و ما كان كذبا كذبناه فنحن نجيء بالصدق و نصدق به و لا نكذب صادقا و هذا معروف عند أئمة السنة و أما من افترى على الله كذبا أو كذب بالحق فعلينا أن نكذبه في كذبه وتكذيبه للحق كاتباع مسيلمة الكذاب و المكذبين بالحق الذي جاء به الرسول و اتبعه عليه المؤمنون به صديقه الأكبر و سائر المؤمنين
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص195، تحقيق محمد رشاد سالم
قال شيخ الإسلام
"فنحن و الله الذي لا اله إلا هو نعلم علما ضروريا في قلوبنا لا سبيل لنا إلى دفعه أن هذا الحديث كذب ما حدث به أبو هريرة و هكذا نظائره مما نقول فيه مثل ذلك
وكل من كان عارفا بعلم الحديث و بدين الإسلام يعرف و كل من لم يكن له بذلك علم لا يدخل معنا كما أن أهل الخبرة بالصرف يحلفون على ما يعلمون يعلمون أنه مغشوش وإن كان من لا خبرة له لا يميز بين المغشوش والصحيحمنهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص196، تحقيق محمد رشاد سالم
أما سياق الكلام فكالتالي:"فصل قال الرافضي البرهان الثالث و العشرون قوله تعالى هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين من طريق أبي نعيم عن أبي هريرة قال مكتوب على العرش لا اله إلا الله وحده لا شريك له محمد عبدي و رسولي أيدته بعلي بن أبي طالب و ذلك قوله في كتابه هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين يعني بعلي و هذه من اعظم الفضائل التي لم تحصل لغيره من الصحابة فيكون هو الإمام
و الجواب من وجوه أحدها المطالبة بصحة النقل و أما مجرد العزو إلى رواية أبي نعيم فليس حجة بالإتفاق و أبو نعيم له كتاب مشهور في فضائل الصحابة و قد ذكر قطعة من الفضائل في أول الحلية فإن كانوا يحتجون بما رواه فقد روى في فضائل أبي بكر و عمر و عثمان ما ينقض بنيانهم و يهدم أركانهم وإن كانوا لا يحتجون بما رواه فلا يعتمدون على نقله و نحن نرجع فيما رواه هو و غيره إلى أهل العلم بهذا الفن و الطرق التي بها يعلم صدق الحديث و كذبه من النظر في إسناده و رجاله و هل هم ثقات سمع بعضهم من بعض أم لا و ننظر إلى شواهد الحديث و ما يدل عليه على أحد الأمرين لا فرق عندنا بين ما يروى في فضائل علي أو فضائل غيره فما ثبت أنه صدق صدقناه و ما كان كذبا كذبناه" ص 194،195
"فإن عليا كان من أول من أسلم فكان الإسلام ضعيفا فلولا أن الله هدى من هداه إلى الإيمان و الهجرة و النصرة لم يحصل بعلي وحده شيء من التأييد و لم يكن إيمان الناس و هجرتهم و لا نصرتهم على يد علي و لم يكن علي منتصبا لا بمكة و لا بالمدينة للدعوة إلى الإيمان كما كان أبو بكر منتصبا لذلك و لم ينقل أنه أسلم على يد علي أحد من السابقين الأولين لا من المهاجرين ولا من الأنصار بل لا نعرف أنه أسلم على يد علي أحد من الصحابة لكن لما بعثه النبي صلى الله عليه و سلم إلى اليمن قد يكون قد أسلم على يديه من أسلم إن كان وقع ذلك و ليس أولئك من الصحابة وإنما أسلم أكابر الصحابة على يد أبي بكر و لا كان يدعو المشركين و يناظرهم كما كان أبو بكر يدعوهم و يناظرهم و لا كان المشركون يخافونه كما يخافون أبا بكر و عمر
بل قد ثبت في الصحاح و المساند و المغازي واتفق عليه الناس أنه لما كان يوم أحد وانهزم المسلمون صعد أبو سفيان على الجبل و قال أفي القوم محمد أفي القوم محمد فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تجيبوه
فقال أفي القوم ابن أبي قحافة أفي القوم ابن أبي قحافة فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تجيبوه
فقال أفي القوم ابن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تجيبوه فقال لأصحابه أما هؤلاء فقد كفيتموهم فلم يملك عمر رضي الله عنه نفسه أن قال كذبت يا عدو الله إن الذين عددت لأحياء و قد بقي لك ما يسوؤك فقال يوم بيوم بدر فقال عمر لا سواء قتلانا في الجنة و قتلاكم في النار ثم أخذ أبو سفيان يرتجز و يقول أُعل هبل أُعل هبل فقال النبي صلى الله عليه و سلم ألا تجيبوه فقالوا و ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل فقال إن لنا العزى و لا عزى لكم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ألا تجيبوه فقالوا و ما نقول قال قولوا الله مولانا و لا مولى لكم فقال ستجدون في القوم مثله لم آمر بها و لم تسؤني
فهذا جيش المشركين إذ ذاك لا يسال إلا على النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر فلو كان القوم خائفين من علي أو عثمان أو طلحة أو الزبير أو نحوهم أو كان للرسول تأييد بهؤلاء كتأييده بابي بكر و عمر لكان يسال عنهم كما يسال عن هؤلاء فإن المقتضى للسؤال قائم و المانع منتف و مع وجود القدرة و الداعي و انتفاء الصارف يجب معه وجود الفعل
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص187-199، تحقيق محمد رشاد سالم
و أما من يأخذ بنقل الكذابين و أحاديث الطرقية فباب الكذب مفتوح و هذا الكذب يتعلق بالكذب على الله و من اظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص199، تحقيق محمد رشاد سالم
و مجموع المغازي التي كان فيها القتال مع النبي صلى الله عليه و سلم تسع مغاز و المغازي كلها بضع و عشرون غزاة و أما السرايا فقد قيل إنها تبلغ سبعين منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص199، تحقيق محمد رشاد سالم
نص عن تطور الإيمان وأعداد المؤمنين من يوم البعثة حتى وفاة النبي؟ وتأييد النبي بالمؤمنين، وربما منهم أنت! :"...تأييده بالمؤمنين كلهم من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار الذين بايعوه تحت الشجرة و التابعين لهم بإحسان و قد كان المسلمون يوم بدر ثلاثمائة و ثلاث عشر و يوم أحد نحو سبعمائة و يوم الخندق اكثر من ألف أو قريبا من ذلك و يوم بيعة الرضوان ألفا و أربع مائة و هم الذين شهدوا فتح خيبر و يوم فتح مكة كانوا عشرة آلاف و يوم حنين كانوا اثنيعشر ألفا تلك العشرة و الطلقاء ألفان و أما تبوك فلا يحصى من شهدها بل كانوا اكثر من ثلاثين ألفا و أما حجة الوداع فلا يحصى من شهدها معه و كان قد أسلم على عهده أضعاف من رآه و كان من أصحابه و أيده الله بهم في حياته باليمن و غيرها و كل هؤلاء من المؤمنين الذين أيده الله بهم بل كل من آمن و جاهد إلى يوم القيامة دخل في هذا المعنى
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص200، تحقيق محمد رشاد سالم
تفسير
:"و لو أنهم رضوا ما أتاهم الله و رسوله و قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله و رسوله الآية فدعاهم إلى أن يرضوا ما اتاهم الله و رسوله و إلى أن يقولوا حسبنا الله و لا يقولوا حسبنا الله و رسوله
لأن الإيتاء يكون بأذن الرسول كما قال و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و أما الرغبة فإلى الله كما قال تعالى فإذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب
و كذلك التحسب الذي هو التوكل على الله وحده فلهذا أمروا أن يقولوا حسبنا الله و لا يقولوا و رسوله فإذا لم يجز أن يكون الله و رسوله حسب المؤمن كيف يكون المؤمنون مع الله حسبا لرسوله
و أيضا فالمؤمنون محتاجون إلى الله كحاجة الرسول إلى الله فلا بد لهم من حسبهم و لا يجوز أن يكون معونتهم و قوتهم من الرسول و قوة الرسول منهم فإذا هذا يستلزم الدور بل قوتهم من الله وقوة الرسول من الله فالله وحده يخلق قوتهم و الله وحده يخلق قوة الرسول
فهذا كقوله هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين و ألف بين قلوبهم فإنه وحده هو المؤيد للرسول بشيئين أحدهما نصره الذي ينصر به و الثاني بالمؤمنين الذين اتى بهم و هناك قال حسبك الله و لم يقل نصر الله فنصر الله منه كما أن المؤمنين من مخلوقاته أيضا فعطف ما منه على ما منه إذ كلاهما منه و أما هو سبحانه فلا يكون معه غيره في إحداث شيء من الأشياء بل هو وحده الخالق لكل ما سواه و لا يحتاج في شيء من ذلك إلى غيرهمنهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص204،205 ، تحقيق محمد رشاد سالم
"و إذا قيل أن عليا أنما لم يغلب معاوية و من معه لأن جيشه لا يطيعونه بل كانوا مختلفين عليه قيل فإذا كان من معه من المسلمين لم يطيعوه فكيف يطيعه الكفار الذين يكفرون بنبيه و به و هؤلاء الرافضة يجمعون بين النقيضين لفرط جهلهم و ظلمهم يجعلون عليا اكمل الناس قدرة و شجاعة حتى يجعلوه هو الذي اقام دين الرسول و أن الرسول كان محتاجا إليه و يقولون مثل هذا الكفر إذ يجعلونه شريكا لله في إقامة دين محمد ثم يصفونه بغاية العجز و الضعف و الجزع و التقية بعد ظهور الإسلام و قوته و دخول الناس فيه أفواجا و من المعلوم قطعا أن الناس بعد دخولهم في الدين الإسلام أتبع للحق منهم قبل دخولهم فيه فمن كان مشاركا لله في إقامة دين محمد حتى قهر الكفار و أسلم الناس كيف لا يفعل هذا في قهر طائفة بغوا عليه هم اقل من الكفار الموجودين عند بعثة الرسول و اقل منهم شوكة و اقرب إلى الحق منهم
فإن الكفار حين بعث الله محمدا كانوا اكثر ممن نازع عليا ابعد عن الحق فإن أهل الحجاز و الشام و اليمن و مصر و العراق و خرا سان و المغرب كلهم كانوا كفارا ما بين مشرك و كتابي و مجوسي و صابئ و لما مات النبي صلى الله عليه و سلم كانت جزيرة العرب قد ظهر فيها الإسلام و لما قتل عثمان كان الإسلام قد ظهر في الشام و مصر و العراق و خرا سان و المغرب
فكان أعداء الحق عند موت النبي صلى الله عليه و سلم اقل منهم و اضعف و اقل عداوة منهم له عند مبعثه و كذلك كانوا عند مقتل عثمان اقل منهم و اضعف و اقل عداوة منهم له حين بعث محمد صلى الله عليه و سلم فإن جميع الحق الذي كان يقاتل عليه علي هو جزء من الحق الذي قاتل عليه النبي صلى الله عليه و سلم فمن كذب بالحق الذي بعث به محمد صلى الله عليه و سلم و قاتله عليه كذب بما قاتل عليه علي من ذلك
فإذا كان على في هذه الحال قد ضعف وعجز عن نصر الحق ودفع الباطل فكيف يكون حاله حين المبعث وهو اضعف واعجز و أعداء الحق اعظم واكثر واشد عداوة
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص206،207 ، تحقيق محمد رشاد سالم
اهل مصر عند الفتح الاسلامي كانوا فرق مسيحية ويهودية ووثنية كما في كتب التاريخ "فإن أهل الحجاز و الشام و اليمن و مصر و العراق و خرا سان و المغرب كلهم كانوا كفارا ما بين مشرك و كتابي و مجوسي و صابئ و لما مات النبي صلى الله عليه و سلم كانت جزيرة العرب قد ظهر فيها الإسلام و لما قتل عثمان كان الإسلام قد ظهر في الشام و مصر و العراق و خرا سان و المغرب منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص207 ، تحقيق محمد رشاد سالم
" النصارى ادعوا في المسيح الإلهية وأنه رب كل شيء ومليكه وهو على كل شيء قدير ثم يجعلون أعداءه صفعوه ووضعوا الشوك على رأسه وصلبوه وأنه جعل يستغيث فلا يغيثوه فلا افلحوا بدعوى تلك القدرة القاهرة ولا بإثبات هذه الذلة التامة وأن قالوا كان هذا برضاه قيل فالرب إنما يرضى بأن يطاع لا بأن يعصى فإن كان قتله وصلبه برضاه كان ذلك عبادة وطاعة لله فيكون اليهود الذين صلبوه عابدين لله مطيعين في ذلك فيمدحون على ذلك لا يذمون وهذا من اعظم الجهل والكفر وهكذا يوجد من فيه شبه من النصارى والرافضة من الغلاة في أنفسهم وشيوخهم تجدهم في غاية الدعوى وفي غاية العجز منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ،ص208 ،209، تحقيق محمد رشاد سالم