جواهر تاريخية وعلمية وأخلاقية في نقض كلام شيعة وعلمانية من منهاج بن تيمية-أ طارق منينة

"وقوله إن أبا بكر كان معلما للصبيان في الجاهلية
فهذا من المنقول الذي لو كان صدقا لم يقدح فيه بل يدل على أنه كان عنده علم ومعرفة وكان جماعة من علماء المسلمين ...ومنهم علقمة بن أبي علقمة وكان يروى عنه مالك بن أنس وكان له مكتب يعلم فيه
ومنهم أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام المجمع على إمامته وفضله
فكيف إذا كان ذلك من الكذب المختلق
بل لو كان الصديق قبل الإسلام من الأرذلين لم يقدح ذلك فيه فقد كان سعد وابن مسعود وصهيب وبلال وغيرهم من المستضعفين وطلب المشركون من النبي صلى الله عليه و سلم طردهم فنهاه الله عن ذلك وأنزل ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى فإذا قدر أن الصديق كان من المستضعفين كعمار وصهيب وبلال لم يقدح ذلك في كمال أيمانه وتقواه كما لم يقدح في إيمان هؤلاء وتقواهم وأكمل الخلق عند الله أتقاهم
ولكن كلام الرافضة من جنس كلام المشركين الجاهلية يتعصبون للنسب والآباء لا للدين ويعيبون الإنسان بما لا ينقض إيمانه وتقواه وكل هذا من فعل الجاهلية ولهذا كانت الجاهلية ظاهرة عليهم فهم يشبهون الكفار من وجوه خالفوا بها أهل الإيمان والإسلام
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص543،545، تحقيق محمد رشاد سالم
 
"وقوله إن الصذيق كان خياطا في الإسلام ولما ولى أمر المسلمين منعه الناس عن الخياطه
كذب ظاهر يعرف كل أحد أنه كذب وإن كان لا غضاضة فيه لو كان حقا فإن أبا بكر لم يكن خياطا وإنما كان تاجرا تارة يسافر في تجارته وتارة لا يسافر وقد سافر إلى الشام في تجارته في الإسلام والتجارة كانت أفضل مكاسب قريش وكان خيار أهل الأموال منهم أهل التجارة وكانت العرب تعرفهم بالتجارة ولما ولى أراد أن يتجر لعياله فمنعه المسلمون وقالوا هذا يشغلك عن مصالح المسلمين
وكان عامة ملابسهم الأردية والأرز فكانت الخياطة فيهم قليلة جدا وقد كان بالمدينة خياط دعا النبي صلى الله عليه و سلم إلى بيته وأما المهاجرون المشهورون فما أعلم فيهم خياطا مع أن الخياطة من أحسن الصناعات وأجلها
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص545،546، تحقيق محمد رشاد سالم
 
"أن الخياطة من أحسن الصناعات وأجلها "
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص546، تحقيق محمد رشاد سالم
 
ذكرني هذا النص بكلام المستشرق الألماني نولدكه عندما قال (في كتابه تاريخ القرآن) إن عقلاء قريش آمنوا بمحمد!(صلى الله عليه وسلم)
"وإنفاق أبي بكر في طاعة الله ورسوله هو من المتواتر الذي تعرفه العامة والخاصة وكان له مال قبل الإسلام وكان معظما في قريش محببا مؤلفا خبيرا بأنساب العرب وأيامهم وكانوا يأتونه لمقاصد التجارة ولعلمه وإحسانه ولهذا لما خرج من مكة قال له ابن الدغنة مثلك لا يخرج ولا يخرج
ولم يعلم أحد من قريش وغيرهم عاب أبا بكر بعيب ولا نقصه ولا استرذله كما كانوا يفعلون بضعفاء المؤمنين ولم يكن له عندهم عيب إلا إيمانه بالله ورسوله كما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن قط به عيب عند قريش ولا نقص ولا يذمونه بشئ قط بل كان معظما عندهم بيتا ونسبا معروفا بمكارم الأخلاق والصدق والأمانة وكذلك صديقه الأكبر لم يكن له عيب عندهم من العيوب
وابن الدغنة سيد القارة إحدى قبائل العرب كان معظما عند قريش يجرون من أجاره لعظمته عندهم
وفي الصحيحين أن أبا بكر لما ابتلى المسلمون خرج مهاجرا إلى أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي فقال ابن الدغنة فإن مثلك لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار فارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فلم يكذب قريش بجوار ابن الدغنة وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذنا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ثم بدا له فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن وأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم إليهم فقالوا إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فجاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان
قالت عائشة فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلى ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد عليك جوارك وأرضى بجوار الله وذكر الحديث فقد وصفه ابن الدغنة بحضرة أشراف قريش بمثل ما وصفت به خديجة النبي صلى الله عليه و سلم لما نزل عليه الوحي وقال لها
لقد خشيت على عقلي فقالت له كلا والله لن يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقرى الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق
فهذه صفة النبي صلى الله عليه و سلم أفضل النبيين وصديقه أفضل الصديقين
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص546-549، تحقيق محمد رشاد سالم
 
بمثل ما وصفت به خديجة النبي صلى الله عليه و سلم لما نزل عليه الوحي
"أبي بكر ...وكان معظما في قريش محببا مؤلفا خبيرا بأنساب العرب وأيامهم وكانوا يأتونه لمقاصد التجارة ولعلمه وإحسانه ولهذا لما خرج من مكة قال له ابن الدغنة مثلك لا يخرج ولا يخرج ...وابن الدغنة سيد القارة إحدى قبائل العرب كان معظما عند قريش يجرون من أجاره لعظمته عندهم
وفي الصحيحين أن أبا بكر لما ابتلى المسلمون خرج مهاجرا إلى أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي فقال ابن الدغنة فإن مثلك لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار فارجع واعبد ربك ببلدك فرجع....فقد وصفه ابن الدغنة بحضرة أشراف قريش بمثل ما وصفت به خديجة النبي صلى الله عليه و سلم لما نزل عليه الوحي وقال لها لقد خشيت على عقلي فقالت له كلا والله لن يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقرى الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق
فهذه صفة النبي صلى الله عليه و سلم أفضل النبيين وصديقه أفضل الصديقين
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص546-549، تحقيق محمد رشاد سالم
 
عن قول الرسول عن الصديق رضي الله عنه أنه نفعه بماله ونفسه
:"أن إنفاق إبي بكر لم يكن نفقة على النبي صلى الله عليه و سلم في طعامه وكسوته فإن الله قد أغنى رسوله عن مال الخلق أجمعين بل كان معونة له على إقامة الإيمان فكان إنفاقه فيما يحبه الله ورسوله لا نفقة على نفس الرسول فاشترى المعذبين مثل بلال وعامر بن فهيرة وزنيرة وجماعة "
فهذه صفة النبي صلى الله عليه و سلم أفضل النبيين وصديقه أفضل الصديقين
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص551، تحقيق محمد رشاد سالم
 
عن الصديق رضي الله عنه
"كان يعين النبي صلى الله عليه و سلم بماله وقد حث النبي صلى الله عليه و سلم على الصدقة فجاء بماله كله وأصحاب الصفة كانوا فقراء فحث النبي صلى الله عليه و سلم على طعمتهم فذهب بثلاثة كما في الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال إن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء وإن النبي صلى الله عليه و سلم قال مرة
من كان طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس وسادس أو كما قال وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق نبي الله صلى الله عليه و سلم بعشرة وذكر الحديث
وروى زيد بن أسلم عن أبيه قال قال عمر أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتصدق ووافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال النبي صلى الله عليه و سلم
ما أبقيت لأهلك فقلت مثله قال وأتى أبو بكر بكل مال عنده فقال
يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك فقال أبقيت لهم الله ورسوله فقلت لا أسابقك إلى شيء أبدا رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص551، 552، تحقيق محمد رشاد سالم
 
نص رائع
"ولهذا قال ابن عباس إن الرزية كل الزرية ما حال بين النبي صلى الله عليه و سلم وبين الكتاب فإن ذلك رزية في حق من شك في خلافة الصديق وقدح فيها إذ لو كان الكتاب الذي هم به أمضاه لكانت شبهة هذا المرتاب تزول بذلك ويقول خلافته ثبتت بالنص الصريح الجلي فلما لم يوجد هذا كان رزية في حقه من غير تفريط من الله ورسوله بل قد بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم البلاغ المبين وبين الأدلة الكثيرة الدالة على أن الصديق أحق بالخلافة من غيره وأنه المقدم
وليست هذه رزية في حق أهل التقوى الذين يهتدون بالقرآن وإنما كانت رزية في حق من في قلبه مرض كما كان نسخ ما نسخه الله وإنزل القرآن وانهزام المسلمين يوم احد وغير ذلك من مصائب الدنيا رزية في حق من في قلبه مرض
قال تعالى فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله سورة آل عمران 7
وإن كانت هذه الأمور في حق من هداه الله مما يزيدهم الله به علما وإيمانا وهذا كوجود الشياطين من الجن والإنس يرفع الله به درجات أهل الإيمان بمخالفتهم ومجاهدتهم مع ما في وجودهم من الفتنة لمن أضلوه وأغووه
وهذا كقوله تعالى وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا سورة المدثر 31 وقوله وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه سورة البقرة 143
وقول موسى إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء سورة الأعراف 155
وقوله إنا مرسلو الناقة فتنة لهم سورة القمر 27
وقوله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم سورة الحج 52 54
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص574، 573، تحقيق محمد رشاد سالم
 
السقيفة وسعد بن عباده
"سعد بن عبادة الذي تخلف عن بيعته وعن القيام على أهل الإفك وعزله عن الإمارة يوم فتح مكة وقد روي أن الجن قتله وإن كان مع ذلك من السابقين الأولين من أهل الجنة "
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص581، تحقيق محمد رشاد سالم
 
"وكذلك عمر وعثمان أفضل من علي فإنه لم يكن له في قصة الإفك من نصرة الصديق وفي خلافة أبي بكر من القيام بطاعة الله ورسوله ومعاونته أبو بكر ما كان لغيره والله حكم عدل يجزي الناس بقدر أعمالهم وقد فضل الله النبيين بعضهم على بعض وفضل الرسل على غيرهم وأولو العزم أفضل من سائر الرسل وكذلك فضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار على غيرهم وكلهم أولياء الله وكلهم في الجنة وقد رفع الله درجات بعضهم على بعض فكل من كان إلى الصديق أقرب من المهاجرين والأنصار كان أفضل فما زال خيار المسلمين مع الصديق قديما وحديثا وذلك لكمال نفسه وإيمانه
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج8 ،ص581، تحقيق محمد رشاد سالم
 
انتهينا بحمد الله من موضوعات منهاج السنة لشيخ الإسلام بن تيمية ، وهو 8 أجزاء أما الجزء التاسع فهو جزء الفهارس 11 فهرس، من فهرس آيات القرآن حتى فهرس موضوعات الجزء التاسع أي فهرس الفهارس!
الأحد، ٢٢ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٥ | ٩ صفر ١٤٣٧
كتبه طارق منينة
ابن الشاطئ
 
هذه هي مقتبساتنا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية-من كتاب منهاج السنة-وهي بإختصار مختارة لتصحيح المفاهيم تصحيح ، وتقويم الموازين، ورد الزيغ، وإعلاء الفهم الإسلامي للتاريخ على الفهوم العجائزية والقبيلية والعلمانية، وبن تيمية يرد على كل من زور تاريخ الصحابة وحقيقة ما آمنوا به وقاموا حراساً عليه، وزور تاريخ الاحداث بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ، وكثير من حوادث التاريخ ومفاهم الشريعة الربانية تجاهها، ونفد منها الى الاسلام نفسه كالرافضة وأمثالهم من العلمانيين والليبراليين والكتاب المفترين كابراهيم عيسى وكل المجرمين العلمانيين الذين لايستحون من وصف الصحابة بما لم يصفهم به الوحي الرباني القرآني ولا بما قدموه للتاريخ البشري من خير عميم بعد النقلة العلمية التصورية الإعتقادية الحقيقية التي أنزلت في قرآن يقود، فكانت هي: التأسيسات الإسلامية للفعل الحضاري الشامل للكون والحياة والإنسان ، والتي أصبحت منهاج حركة يهيمن ، خصوصاً، بعد الإستقرار، وكثير من الفتوحات الممتدة وعمليات التحرير للشعوب المقهورة ،على سائر المعطيات الحضارية ويقودها للعمران الدنيوي والأخروي.
فهم الذين حملوا راية الدين، حتى استقرت البلاد وبدأت حضارة إنسانية عمرانية، علمية وإسلامية، استفاد منها الغرب كله بل وحتى يومنا هذا، فالتكنولوجيا هذه مرجعها أولا إلى المنهج الذي وجه الله الناس اليه، والصحابة حفظوا المنهج ونصوصه، والقرآن وعلومه، والدين وأصوله، والهداية والرحمة، فتحررت شعوب وإندمجت في إقامة حضارة الإسلام ، وكان ذلك كله رحمة للناس، فمن قاتل يومذاك في سبيل تحرير البشرية وتحرير الحضارة وتحرير القيم وتحرير العلم وتحرير الإنسان وحرر فعلاً الشعوب ولم يكره من لم يدخل الإسلام على الدخول فيه فإنما هو محمود حمدا كبيرا، والصحابة محمودون والنبي إسمه محمود وأحمد ومحمد.
رد على قدح نصر ابو زيد واخوانه لحديث الأئمة من قريش
نعم ،فتحوا البلاد والبلاد وُضعت فيها العلوم، ثم إنشئت فيها المختبرات والمكتبات والمراصد والجامعات والصيدليات والمستشفيات والآلات والتقنيات، ومنها أخذ الغرب واستفادت نساء أوروبا وأطفالها منذ القرون الماضية حتى يوم الناس هذا فكل مايوجد اليوم من خير فإنما تولد من أساسات التنزيل الذي حفظه الصحابة بأموالهم ودمائهم وأوقاتهم ودينهم وأخلاقهم.
قال بن تيمية(كمثال نضربه على بذلهم)
"و قد تصدق عثمان بألف بعير في سبيل الله في غزوة العسرة حتى قال النبي صلى الله عليه و سلم ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم والأنفاق في سبيل الله وفي إقامة الدين في أول الإسلام اعظم من صدقة على سائل محتاج و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم لا تسبوا أصحابي فوا الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه أخرجاه في الصحيحين
قال تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل أولئك اعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد و قاتلوا و كلا وعد الله الحسنى
فكذلك الإنفاق الذي صدر في أول الإسلام في إقامة الدين ما بقي له نظير يساويه "


منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ص23، تحقيق محمد رشاد سالم، طبعة 1976
وقال
:"وأما الخلفاء والصحابة فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان والإسلام والقرآن والعلم والمعارف والعبادات ودخول الجنة والنجاة من النار وانتصارهم على الكفار وعلو كلمة الله فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة الذين بلغوا الدين وجاهدوا في سبيل الله
وكل مؤمن آمن بالله فللصحابة رضي الله عنهم عليه فضل إلى يوم القيامة وكل خير فيه الشيعة وغيرهم فهو ببركة الصحابة وخير الصحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين فهم كانوا أقوم بكل خير في الدين والدنيا من سائر الصحابة

منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج6 ،ص376، تحقيق محمد رشاد سالم

وقال في نص مقارن، لمن تابعنا مع ( نقولات قصة الحضارة لديورانت)
"وخيار هذه الأمة هم الصحابة فلم يكن في الأمة أعظم اجتماعا على الهدى ودين الحق ولا أبعد عن التفرق والاختلاف منهم وكل ما يذكر عنهم مما فيه نقص فهذا إذا قيس إلى ما يوجد في غيرهم من الأمة كان قليلا من كثير وإذا قيس ما يوجد في الأمة إلى ما يوجد في سائر الأمم كان قليلا من كثير وإنما يغلط من يغلط أنه ينظر إلى السواد القليل في الثوب الأبيض ولا ينظر إلى الثوب الأسود الذي فيه بياض وهذا من الجهل والظلم بل يوزن هؤلاء بنظرائهم فيظهر الفضل والرجحان
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج6 ،ص366،367، تحقيق محمد رشاد سالم
والنص يظهر أن شيخ الإسلام ، كما في كتبه الأخرى، له إطلاع عميق على تاريخ الأمم وإختلافهم وفلسفاتهم وحروبهم الداخلية والخارجية بما لايدع مجالاً للشك أن بن تيمية عالم متبحر في العلوم التاريخية والفلسفية والمعرفية والقرآنية والحديثية والعربية وغيرها
وقال:
"فما جاء به الكتاب والسنة يشهد له ما يرينا الله من الآيات في الآفاق وفي أنفسنا قال تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق سورة فصلت 53 ومما أرانا أن رأينا آثار سبيل المتبعين لرسول الله صلى الله عليه و سلم المعصوم أصلح في دينهم ودنياهم ..."
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج6 ،ص417، 418تحقيق محمد رشاد سالم
قال أيضاً
rhm.png
:"واختلاف الناس قبل المسلمين أعظم بكثير من اختلاف المسلمين
وقد قال تعالى كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم سورة البقرة 213 قال ابن عباس كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام ثم اختلفوا بعد ذلك
وقال تعالى وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا سورة يونس 19 ...وقد قال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات سورة آل عمران 105
فهذه نصوص القرآن تخبر بالاختلاف والتفرق الذي كان في الأمم قبلنا وقال صلى الله عليه و سلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة
وقد أخبر الله من تكذيب قوم عاد وثمود وفرعون لأنبيائهم ما فيه عبرة
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ذروني ماتركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم وإذا نهيتكم عن شىء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم
وقال تعالى عن أهل الكتاب قبلنا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله سورة المائدة 64
وقال تعالى ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة سورة المائدة 14
وأمثال ذلك مما يعلم بالاضطرار في الأمم قبلنا من الاختلاف والنزاع والخلاف الواقع في غير أهل الملل أكثر منه في أهل الملل فكل من كان إلى متابعة الأنبياء أقرب كان الخلاف بينهم أقل
فالخلاف المنقول عن فلاسفة اليونان والهند وأمثالهم أمرلا يحصيه إلا الله وبعده الخلاف عن أعظم الملل ابتداعا كالرافضة فينا وبعد ذلك الخلاف الذي بين المعتزلة ونحوهم وبعد ذلك خلاف الفرق المنتسبة إلى الجماعة كالكلابية والكرامية والأشعرية ونحوهم ثم بعد ذلك اختلاف أهل الحديث وهم أقل الطوائف اختلافا في أصولهم لأن ميراثهم من النبوة أعظم من ميراث غيرهم فعصمهم حبل الله الذي اعتصموا به فقال واعتصموا بحبل الله جميعا سورة آل عمران 103
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج6 ،ص308-311، تحقيق محمد رشاد سالم

لن نتوقف عن مشروعنا مع قصة الحضارة لديورانت ولكن سنضم اليه (منهاج السنة النبوية) تسع مجلدات، بتحقيق محمد رشاد سالم وهي النسخة المنشورة على الشبكة، وقد توجد غيرها لكن الإحالة ستكون إليها إن شاء الله.
ولاشك أن منهاج السنة كتاب ثري جدا بفقه التاريخ ومعلوماته ووقائعه وبأمور عقائدية وتربوية وعقلية وغير ذلك مما يتمتع به فقه شيخ الاسلام رحمه الله
وإضافة إلى عنوان موضوعنا فيمكن إضافة عنوان إضافي مُفسر، وهو(تقريب كتاب منهاج السنة لشيخ الإسلام بن تيمية)
قال شيخ الإسلام

:"ومنهم من أدخل على الدين من الفساد مالا يحصيه إلا رب العباد فملاحدة الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم دخلوا وأعداء المسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا واستولوا بهم على بلاد الإسلام وسبوا الحريم وأخذوا الأموال وسفكوا الدم الحرام وجرى على الأمة بمعاونتهم من فساد الدين والدنيا ما لا يعلمه إلا رب العالمين
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ص11،12

محمد أركون ليس من الشيعة، ونعم هاشم صالح منهم، وأركون هو جزائري، أمازيغي، كما كتبت في هذا كثيرا، وعموما وجب التصحيح
 
لماذا يصنف بعض المستشرقين كتبا في الشيعة وكمثال كُتب هنري كوربان التي يحتفي بها العلماني محمد اركون ويستخدم منهجه سبيلا في الطعن في القرآن والمصحف والآيات!؟
أولا محمد اركون وتلميذه هاشم صالح هما من شيعة العرب (وللأخير أيضاً، مصنفات نقدية ومنها مصنف علماني دموي عن الإنتفاضات العربية)
لكن خلينا مع نص ابن تيمية فمن شبه أباه فما ظلم
:"ولهذا كان بينهم وبين اليهود من المشابهة في الخبث واتباع الهوى وغير ذلك من أخلاق اليهود وبينهم وبين النصارى من المشابهة في الغلو والجهل وغير ذلك من أخلاق النصارى ما أشبهوا به هؤلاء من وجه وهؤلاء من وجه وما زال الناس يصفونهم بذلك
منهاج السنة النبوية لابن تيمية ص22

محمد أركون ليس من الشيعة، أما هاشم صالح فنعم.
وكتبت في هذا كثيرا لكن هنا أخطأت ، وجدت ذلك أثناء المراجعة، وكنت أريد أن أعدل في النص الأصلي فلم أعرف طريقاً إلى ذلك.
نسيت كي
 
عودة
أعلى