أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 609
- مستوى التفاعل
- 26
- النقاط
- 28
48-
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ [يوسف : 45]
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ [يوسف : 46]
هذا من السرد المختزل العجيب:
فالجمل المتتالية في الآيتين قول واحد لمتكلم واحد هو صاحب السجن الناجي :
[أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا]
لاحظ فعلي الأمر "فَأَرْسِلُونِ" "أَفْتِنَا" جاءا في نسق خطاب واحد لكن شتان ما بينهما زمانا ومكانا ومخاطبا ومقصدا ومشهدا....ثمة ثغرة سردية واضحة يمكن سدها بقولنا- مثلا-
( فذهب إلى يوسف فقال يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا...)
لقد سدت الثغرة لكن سقطت البلاغة وشحب الإعجاز!
من عجيب سرد القرأن أن تقوم جملة واحدة مقام فصل من القصة...هذا ما اختزلته عبارة "فَأَرْسِلُونِ "
"أَرْسِلُونِ" لا بد أن تدل على جهة معهودة عند السامعين الحاضرين...وهذه الجهة لا بد أن يكونوا قد أخذوا علما عمن فيها وعما جرى فيها من أحداث...فيعلم من ذلك كله أن الفتى الناجي قد أخبرهم بما وقع له في السجن وظروف تعرفه على يوسف الصديق...
ولقائل أن يقول لم لا يرفع من درجة الاختزال بحذف جملة ( فَأَرْسِلُونِ) نفسها، والمتلقي قمين باستحضار المطوي من السرد والمحذوف منه..
نقول لا سواء فهذه دلالة المقام وتلك دلالة المقال...
ولقائل أن يقول ماذا لو صرح وما كنى، فقال مثلا:
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ[ وروى لهم ما تذكر] فَأَرْسِلُونِ
نقول لقد سدت الثغرة لكن سقطت البلاغة وشحب الإعجاز!
ألا ترى أن المتلقي في هذه الحالة سيكون سلبيا فقد أخبر بكل شيء...والقرآن يحب المتلقي المتدبرالمكتشف.. واعلم أن متعة المشاركة في السرد عند المتلقي لا تكاد تعدلها متعة!
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف : 3]
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ [يوسف : 45]
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ [يوسف : 46]
هذا من السرد المختزل العجيب:
فالجمل المتتالية في الآيتين قول واحد لمتكلم واحد هو صاحب السجن الناجي :
[أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا]
لاحظ فعلي الأمر "فَأَرْسِلُونِ" "أَفْتِنَا" جاءا في نسق خطاب واحد لكن شتان ما بينهما زمانا ومكانا ومخاطبا ومقصدا ومشهدا....ثمة ثغرة سردية واضحة يمكن سدها بقولنا- مثلا-
( فذهب إلى يوسف فقال يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا...)
لقد سدت الثغرة لكن سقطت البلاغة وشحب الإعجاز!
من عجيب سرد القرأن أن تقوم جملة واحدة مقام فصل من القصة...هذا ما اختزلته عبارة "فَأَرْسِلُونِ "
"أَرْسِلُونِ" لا بد أن تدل على جهة معهودة عند السامعين الحاضرين...وهذه الجهة لا بد أن يكونوا قد أخذوا علما عمن فيها وعما جرى فيها من أحداث...فيعلم من ذلك كله أن الفتى الناجي قد أخبرهم بما وقع له في السجن وظروف تعرفه على يوسف الصديق...
ولقائل أن يقول لم لا يرفع من درجة الاختزال بحذف جملة ( فَأَرْسِلُونِ) نفسها، والمتلقي قمين باستحضار المطوي من السرد والمحذوف منه..
نقول لا سواء فهذه دلالة المقام وتلك دلالة المقال...
ولقائل أن يقول ماذا لو صرح وما كنى، فقال مثلا:
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ[ وروى لهم ما تذكر] فَأَرْسِلُونِ
نقول لقد سدت الثغرة لكن سقطت البلاغة وشحب الإعجاز!
ألا ترى أن المتلقي في هذه الحالة سيكون سلبيا فقد أخبر بكل شيء...والقرآن يحب المتلقي المتدبرالمكتشف.. واعلم أن متعة المشاركة في السرد عند المتلقي لا تكاد تعدلها متعة!
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف : 3]