بني إسرائيل وإفسادهم في الأرض (مرتين) دعوة للمدارسة.

إنضم
23/02/2015
المشاركات
564
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
غير معروف
أخبرنا الله في سورة الإسراء عن بني إسرائيل وأنهم سيفسدون في الأرض مرتين، وبعد كلا الإفسادتين سينتهي الأمر بخراب المسجد. هل من الممكن توضيح هاتين الإفسادتين تاريخياً؟ وماهي الاتجاهات التفسيرية لتلك الآيات؟
بارك الله فيكم و نفعنا الله بعلمكم ،،،،.
 
فعلاًَ ياحبذا لو أحد يثري هذا الموضوع , فهذه الآية الكريمة يقع فيها إشكال وخلاف كبير بين المفسرين و المؤرخين , والدخلاء..

أذكر أنني قرأت قبل عشر سنوات تقريباً شيئا من كتاب تاريخ فلسطين المصور لطارق السويدان, و أذكر أنه تعرض لهذه الآية وتفسيرها... ولكن لا أذكر تحديدا ماذا قال, عموماً إن تيسر لي العثور على الكتاب استعنت بالله ونقلت ماكتب...شكراً لطرحكم هذا الموضوع.
 
فعلاًَ ياحبذا لو أحد يثري هذا الموضوع , فهذه الآية الكريمة يقع فيها إشكال وخلاف كبير بين المفسرين و المؤرخين , والدخلاء..

أذكر أنني قرأت قبل عشر سنوات تقريباً شيئا من كتاب تاريخ فلسطين المصور لطارق السويدان, و أذكر أنه تعرض لهذه الآية وتفسيرها... ولكن لا أذكر تحديدا ماذا قال, عموماً إن تيسر لي العثور على الكتاب استعنت بالله ونقلت ماكتب...شكراً لطرحكم هذا الموضوع.
 
بما أن أحداً لم يشارك ، سأضع هذه المشاركة .

في البدء يجب أن نعلم أنه لم يذكر أحد من أصحاب أمهات كتب التفسير أن هاتيبن الإفسادتين
هي [نبوءة مستقبلية ] .

اختلف أصحاب التفسير في هاتين الإقاسدتين و والبعض وقع في أخطاء تاريخية .
والأقرب -والعلم عند الله- الآتي :

الإفسادة الأولى : قتل النبي أشعياء أو أرمياء، ثم تسليط بختنصر عليهم .
وقد أورد الطبري أن الإفسادة الأولى هي قتل زكريا عليه السلام ثم تسليط بختنصر! ولكن هذا لا يدعمه التاريخ، إذ أن بختنصر كان قبل زكريا بزمن طويل، ولاأدري هل صح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه أم لا .

الإفسادة الثانية : قتل النبي يحيى عليه السلام ، ثم تسليط الروم عليهم .
قال الطبري " وأما إفسادهم في الأرض المرة الآخرة ، فلا اختلاف بين أهل العلم أنه كان قتلهم يحيى بن زكريا . وقد اختلفوا في الذي سلطه الله عليهم منتقما به منهم عند ذلك "
قلت وهذا أمر غريب ، إذ كيف يقول أن قتل زكريا هو الإفسادة الأولى والمعروف أن ولده يحيى عليه السلام قتل قبله ! وأساساً لا يوجد زمن كبير بينهما . وهو نقل إسناداً عن ابن عباس وابن مسعود في ذلك لا أدري ماصحته .

أٍقول : كذلك إفسادهم في عدم إيمانهم بالمسيح عليه السلام ومحاولتهم قتله ، ولأن يحيى وعيسى عليهما السلام كانا متزامنان ، فهي إفسادة واحدة .

أما بختنصر فلم يسلط عليهم بعد ذلك، وفي ذلك يقول القرطبي "واختلف فيمن كان المبعوث عليهم في المرة الآخرة ; فقيل : بختنصر . وقاله القشيري أبو نصر ، لم يذكر غيره . قال السهيلي: وهذا لا يصح ; لأن قتل يحيى كان بعد رفع عيسى ، وبختنصر كان قبل عيسى ابن مريم - عليهما السلام - بزمان طويل ، وقبل الإسكندر ; وبين الإسكندر وعيسى نحو من ثلاثمائة سنة ، ولكنه أريد بالمرة الأخرى حين قتلوا شعيا ، فقد كانبختنصر إذ ذاك حيا ، فهو الذي قتلهم وخرب بيت المقدس وأتبعهم إلى مصر . وأخرجهم منها . وقال الثعلبي : ومن روى أنبختنصر هو الذي غزا بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بن زكريا فغلط عند أهل السير والأخبار ; لأنهم مجمعون على أنبختنصر إنما غزا بني إسرائيل عند قتلهم شعيا وفي عهد إرمياء . قالوا : ومن عهد إرمياء وتخريب بختنصر بيت المقدسإلى مولد يحيى بن زكريا - عليهما السلام - أربعمائة سنة وإحدى وستون سنة"
قلت هذا صحيح، والصحيح تاريخياً أن الروم هم من دمروا القدس سنة ٧٠ ميلادياً ، وليس ملكاً من بابل . وهذا الدمار معروف وفيه غُيّر اسم القدس إلى إيليا .

فالنتيجة بإيجاز :
١- الإفساد الأول : قتل أشعياء أو أرمياء ، المسلط عليهم : بختنصر وجنوده ( من ملوك بابل ).
٢ـ الإفساد الثاني : قتل يحيى ، ومحاولة قتل عيسى عليه السلام ، والمسلط عليهم الروم .
هذا والله أعلم.

مع التنبيه : أن الاختلاف في هذا يظل قائماً تاريخياً .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضلاً مراجعة هذا الرابط:
http://vb.tafsir.net/tafsir33110/#.Vf1S6hFViko
فإن وجدتم بارك الله فيكم مايمكن أن يثري المبحث فليكن علما بانه حوى أبرز الأقوال وتحليلها واستنباط ما ينطبق على معنى الىية واستبعاد ما يناقضها
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
هل من الممكن أخي الكريم أن تذكر ماتريد قوله بنقاط
بسيطة وجيزة ؟
مافهمته أنك ترى أن هذه الآية ( نبوءة) ، ماهو تصورك لهذه النبوءة ؟ فماهو الإفساد الأول وماهو الثاني ؟ .
 
الأول ما نحن فيه اليوم والثاني لم يأت بعد



وبذلك نقول أنه طبقا لمقارنة وقائع اليوم بالماضي وبالنظر للآيات الكريمة من سورة الإسراء فإن اليهود اليوم في علو كبير ، وافسدوا في الأرض كلها فقد احتلوا بيت المقدس وشردوا النساء والرجال والأطفال وأخرجوهم من ديارهم والإخراج من الديار من أعظم الفساد ، وقد افسدوا حين أشاعوا الربا والزنا الخراب والفساد في كافة أنحاء الأرض وملكوا الإعلام والمال والسياسة وأصبحوا في مأمن من العقاب والمحاسبة ومن يخالفهم أو ينتقدهم فقد ارتكب جرما.
ولن يوقف إفسادهم إلا باستعادة المسجد الأقصى (المرة الأولى) واستنقاذه من أيديهم فيجوسون المؤمنين من عباد الله خلال ديارهم ويستنقذون مقدسات المسلمين ، ولكن الغرب والعالم ينتفض لنصرتهم فيمددهم بأموال وبنين ويصبحون أكثر عددا وصوتا منهم قبل المرة الأولى فالعرب والمسلمون اليوم أكثر نفيرا (عددا) من اليهود ولكن إذا حشدت تلك الدول جنودها للدفاع عن إسرائيل فسيكونون أكثر عددا وهنا الفساد الثاني حيث يخرجون أكثر مما اخرجوا ويفسدون أكثر مما افسدوا ويدمرون ويحرقون أكثر مما دمروا ، ويدنسون المسجد ويحتلونه، ويمكثون لهم ما شاء الله أن يمكثون.
ثم أن الله يقيض من يقود الأمة للمرة الآخرة بعد أن يمكثون ما شاء الله لهم تحت نير الظلم والاضطهاد بأقوى واشد وانكى مما هو عليه الوضع اليوم وهنا المعركة الفاصلة التي يعيد الله فيها العزة للمؤمنين على عدوهم ويعاقب عدوهم وتكون فيه الغلبة للمؤمنين كما اخبرنا نبينا
slah.png
ولذلك تفصيل طويل يسقط على واقعنا بدقة ولكن لعله يكون في مقال آخر وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه وسلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أما بعد... جزاكم الله تعالى خيرا أستاذ عدنان وبارك بكم...أرى والله تعالى أعلم ان تحليلكم جيد جدا واني أوافقكم فيما ذهبت إليه..ولكن يا أخي الكريم ان الموضوع من الغيب فلا داعي للجزم فيه بل علينا ان نكثر من قول(والله تعالى أعلم)...فإننا لا نعلم ان هذا التفسير هو المراد بقول الله تعالى ام غيره..ولكن أقصى ما نقول هذا إجتهادنا...والله تعالى أعلم.
 
عندي أكثر من ملاحظة على عجالة :
١- التأكيد على أن ( لا ) أحد من أهل التفسير ذكر أنها [ نبوءة مستقبلية ] لم تقع بعد . بل كلهم ذهلب لوقوع هذا الأمر وانتهائه.


٢- ( عباداً لنا ) لا تعني بالضرورة كونهم مسلمون .
وتحليلك جميل لها ، لكن لا تعني بالضرورة ذلك ! ولا أدل من ذلك حديث يأجوج ومأجوج في صحيح البخاري ومسلم
حيث قال عليه الصلاة والسلام ( ... فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ) .

وقد ا أشار عن هذه النقطة صاحب ( زهرة التفاسير ) بقوله :
" وقال تعالى: عبادا لنا هنا إشارتان بيانيتان:


الإشارة الأولى: أنه عبر بـ (عباد) وذلك إشارة إلى أنهم خاضعون لإرادة الله تعالى فيهم.


والإشارة الثانية: إضافتهم له سبحانه وتعالى بما يفيد الاختصاص، ومؤدى ذلك أن الله جعلهم له لا لأجل العبودية والطاعة، بل ليكونوا آلة تأديب وتهذيب لمن يخرجون عن الهداية ويقعون في الفساد، وهؤلاء الجبارون هم طعمة لغيرهم إذا فسدوا، وهكذا يتدافع الشر، ويدفعه أخيرا الخير، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" انتهى .


٣- العلو في الأرض لا يعني بالضرورة الإفساد التي أشرت إليه ،أو أنه يشمل جميع الأرض ، فالله عزوجل أخبر عن فرعون أنه علا في الأرض ، والمعروف أن فرعون كان متحكما في أرض مصر فقط .
 
أخي الحبيب البهيجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظك الله وأحسن إليك ووفقني وإياك لكل خير
معاذ الله أن أجزم بشئ فما نتدبر ونستنبط ونخرج به سوى اجتهادات تقبل الخطأ والصواب ولم أجد نفسي جزمت ولكني صورت تسلسل الأحداث بناء على ما وصلت إليه كاحتمال قابل للوقوع وقد يأت من ينسف هذا القول ويرد عليه فأهلا بكل اجتهاد يعقب النظر والتدبر في كتاب الله.
والسلام عليكم
 
بسم1
١- التأكيد على أن ( لا ) أحد من أهل التفسير ذكر أنها [ نبوءة مستقبلية ] لم تقع بعد . بل كلهم ذهلب لوقوع هذا الأمر وانتهائه.


وهل قولهم قطعي ؟؟ علماً بأن حال بني إسرائيل لم يكن حين كتابة تلك التفاسير كحالهم اليوم ، ثم إني قد استعرضت أقوالهم وبينت وتسائلت في المقال الذي (لم ترغب في قراءته) فإن كان لك استدراك أو اعتراض فأقترح أن تقرأ المقال الأصلي بتأن ووترد عليه وهذا مما يثلج صدري.

٢- ( عباداً لنا ) لا تعني بالضرورة كونهم مسلمون .
وتحليلك جميل لها ، لكن لا تعني بالضرورة ذلك ! ولا أدل من ذلك حديث يأجوج ومأجوج في صحيح البخاري ومسلم ... الخ


الاحتجاج له عناصر كثيرة وليس مسألة العباد فقط وأحيلك لأصل المقال لتجد أن هناك ماهو أقوى وأجدر بالنظر كدخول المسجد مرتين لنفس العباد وهذا مالم يسبق وقوعه في الماضي (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة) ولو كانوا وثنيين أو مشركين لكان دخولهم نجاسة وليس له وجه لإيراده الى آخر ما حواه المقال.

٣- العلو في الأرض لا يعني بالضرورة الإفساد التي أشرت إليه ،أو أنه يشمل جميع الأرض ، فالله عزوجل أخبر عن فرعون أنه علا في الأرض ، والمعروف أن فرعون كان متحكما في أرض مصر فقط .


لو قرأت مقالي أخي الحبيب لعرفت أني لم أقل أن العلو في الأرض يلزمه الفساد ، ولكن كلام الله واضح { وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا } [الإسراء:4]
فهناك علو وفسادين لم أقله أنا بل ورد نصاً في كتاب الله وطابق الواقع بالآية وانظر للماضي ومتى كان لبني إسرائيل علو أكبر علوهم هذه الأيام ؟؟ فإن اردت أن يقتصر الفساد على أرض فلسطين وما أجرم اليهود فيها فهو كافٍ وإن تجوزت وقلت بل مفسدين في الأرض كلها ونشروا كل خلق ذميم وكل موبقة محرمة فذاك لك ايضاً ، وراجع ما قلته واقتبس وفند وكلي آذان صاغية وأعين فاحصة

ولك أخي جزيل شكري وصادق دعائي والسلام عليكم
 
أخبرنا الله في سورة الإسراء عن بني إسرائيل وأنهم سيفسدون في الأرض مرتين، وبعد كلا الإفسادتين سينتهي الأمر بخراب المسجد.
أين قيل هذا وان الأمر سينتهي بخراب المسجد ؟؟
 
بسم1

اسئلة هامة من واقع الآيات الكريمة ستمكن القارئ من التوصل لفهمها الفهم الصحيح بإذن الله

السؤال الأول : تاريخياً متى كان المسجد الأقصى تحت سلطة اليهود قبل العصر الحديث ؟؟
السؤال الثاني : تاريخياً متى كان اليهود عالين في الأرض قبل علوهم الأخير ؟
السؤال الثالث : تاريخياً متى دُخل المسجد الأقصى مرتين من فئة واحدة ؟
السؤال الرابع : هل دخول الكفار الوثنيين على مسجد للمسلمين بشارة ؟؟
 
بارك الله فيكم جميعاً على إثراء الموضوع.

أخي الدكتور عبدالرحيم ، أظنني قد قرأت البحث منذ مدة . وهو بحث جيد ، وعلى ما أظن هناك بحث آخر يشبهه من إحدى الجامعات الأردنية كذلك . دعني أوجز ملاحظاتي البسيطة على هذا البحث الذي خلص بأن الإفسادتين هما [ واحدة في زمن النبي صلى الله عليه وصحبه، والأخرى هي مانعيشه اليوم ]، فملاحظاتي بإيجاز :
١- بالرغم كون البحث سميك ومتوازن نوعاً ما، لكن شعرت بأن روح ( القضية الفلسطينية ) متواجدة في طياته ، وهو ما أفقده شيء من الحيادية - أو هذا ماشعرت به - ، وقد يكون هذا الأمر مبرر وله مايسوغه ، فإجرام اليهود واغتصابهم للأرض يكلم قلب الممسلم ويجعله في حيرة من أمره . لكن ما أقصده ، لو لم يكن هذا الكيان موجوداً اليوم ، ربما لم يخطر على بال أحد هذا التفسير أبداً .
٢- البحث عاب على فئة من المفسرين في العصر الحديث بالتزامهم تفسير مَن سلف، وقال أن عدم ربطهم للآيات بالواقع هو خلل، ولكن ( أقول ) قد يكون هذا الربط هو الخلل. بمعنى أن الحماسة لوعد الله بنصرة المؤمنين جعلتهم يقحمون الآيات إقحاماً في التاريخ الإسلامي دون وجه مبرر بالقدر الكاف.
٣- القول أن الإفساد الأول هو الذي حدث في (عصر الرسول صي الله عليه وسلم ) متكلف جداً ، وقد قرأت مايؤيد به هذا القول ، لكنه بعيد! وأوّل مايرد به على هذا القول ، هو حقيقة تاريخية! وهي أن اليهود في زمن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكونوا ( أهل علو ) بل كانوا يُمنون أنفسهم بهذا العلو مع النبي الموعود الذي ينتظرونه . وكانوا قلة بين كثرة ! والأمر الآخر هو أن الصحابة رضوان الله عليهم ( لم يستقذوا المسجد منهم ولم يتبروه )، بل أستنقذوه من النصارى الذين دنسوه والصحابة والمسلمون من بعدهم أعمروه .
٤- التمسك بأن كلمة ( عباداً لنا ) هي ضرورة بكونهم مؤمنين لا يخدمه النص النبوي والقرآني على الحقيقة .
٥- التراخي بـ( ثم ) ينطبق على تفسير السلف كذلك، فبين الهيكل الأول والثاني قرابة ٥٠٠ عام.
٦- التأكيد مجدداً على أن ( لا ) أحداً من السلف قال بأنها [نبوءة لم تقع] . وأنا أعي التقعيد الذي أشير إليه في البحث من اختلاف المفسرين وإمكانية تفسير الآيات من زاوية أخرى ، لكن يظل أن لا سلف لنا في هذا التفسير هو أمر لافت.

بالنسبة إليك أخي الفاضل عدنان ، فقد قرأت بحثك ( بتأن ) ولم أجد مايمكن أن أضيفه زيادةً على ملاحظاتي السابقة . أما سؤالك ، فقد قال الطبري في تفسيره "دخلوه فتبروه وخربوه ".


ملاحظات عامة :
١- يوجد أمر واحد ينغص على تفسير السلف ويعتبر نقطة لصالح التفسير الجديد
وهو قوله تعالى ( وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ) ، وهو إشعار بأنهم نفس القوم الذين في المرة الأولى .
والمعروف تاريخياً أن بابل هي غير الروم . وبعض السلف لم يعيروا لهذا انتبهاء لأنهم إنما يقولون أن العباد في المرة الآخرة هو بختنصر أو فارس من بابل . وكلهم بابليون ،ولكن هذا لا يدعمه التاريخ ،إذ أنه بعد قتل يحيى وقصد قتل عيسى عليهما السلام جاء الروم بعد ٤٠ سنة فدمروها تدميراً ، حتى قيل أن المؤرخ جوزيفس وصف التدمير على القدس " بأنه كأن لم تكن هناك مدينة ".
وهذا الإشكال قد يُجاب عليه أن في مصطلحات اليهود أن كل ماهو غير يهودي فهو أممي. فهم يقسمون الناس إلى يهودي أو أممي ( شعوبي ، وثني ) ،فيكون المراد بقوله (كما دخلوه أول مرة ) هو اسم جنس وليس بالضرورة هم قوم بعينهم. ويكون المعنى أنهم هم القوم الذين ليسوا منكم أيها اليهود.
٢- أن اليهود في العصر الحديث - وهي ملاحظة قد لم ننتبه لها بسبب جو الإحباط العام- وهي أن اليهود وعلى كل ماهم فيه من عدة وعتاد وأموال . لم يحكموا المسجد الأقصى إلى الآن ولم يبنوا فيه شبراً ! وهم مقهورون على أمرهم فيه. صحيح أنهم يدنسونه ويقتحمونه بين الفينة والأخرى لكن ليس لهم سيادة عليه في الحقيقة بمعنى السيادة التامة بل ولم يبنوا فيه هيكلاً .
والتاريخ مجمع على أنه لم يبني اليهود سوى هيكلين فقط
الأول : دمره البابليون .
الثاني : دمره الرومان .
٣- أما ملاحظتي هذه وهي "لفتة " في أن الآيات تقول لنا (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا)، وهذا قد تكون فيه إشارة أن لو عادوا وبنوا شيئاً سيهدم وأنه هو النذير بهلاك دولتهم اليوم والله أعلم . وعلى كل حال فالنصارى يؤزونهم أزاً لفعل ذلك . لأنه عند النصارى بناء الهيكل الثالث هو عودة عيسى عليه السلام والله أعلم .
 
"لفتة " في أن الآيات تقول لنا (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا)، وهذا قد تكون فيه إشارة أن لو عادوا وبنوا شيئاً سيهدم وأنه هو النذير بهلاك دولتهم اليوم والله أعلم . وعلى كل حال فالنصارى يؤزونهم أزاً لفعل ذلك . لأنه عند النصارى بناء الهيكل الثالث هو عودة عيسى عليه السلام والله أعلم .
احسنت أخي المكرم،
وهذا رأي د. فضل حسن عباس في محاضرة له، حيث جمع بين الآراء جميعها بـ " وإن عدتم عدنا ".
ويتميز خطاب القرآن الكريم بأنه خطاب سنن كونية عامة، العبرة فيها بعموم اللفظ، خطاب للكافة، وفي هذا رد على من يزعم تاريخية النص القرآني وحصره في بيئة زمانية مكانية لا يغادرها.
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أما بعد.. الاخ الفاضل اسلام..نريد رأيكم في بحث الاخ الكريم عدنان الغامدي..وماكتبه الاخوة الكرام وخالفوا التفاسير القديمة....بالموضوع..هدانا الله تعالى واياكم الى الحق والخير.
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أما بعد.. الاخ الفاضل اسلام..نريد رأيكم في بحث الاخ الكريم عدنان الغامدي..وماكتبه الاخوة الكرام وخالفوا التفاسير القديمة....بالموضوع..هدانا الله تعالى واياكم الى الحق والخير.

جزاك الله خيرا أخي الكريم...
وبعد..
إن مخالفة المفسرين في الآية جرأة عظيمة وتعدي على إجماع المسلمين الذي لا يجوز مخالفته.
 
الاخ اسلام
السلام عليكم
هل تقصد أن أقوال المفسرين حجة لا ينبغي عليها الخطأ ؟؟
فضلا تبيان الخطأ ومواضعه بدقة في التوجيه الذي أوردته علما أن المفسرين اختلفوا أنفسهم في تفسير هذا النص
 
الاخ اسلام
السلام عليكم
هل تقصد أن أقوال المفسرين حجة لا ينبغي عليها الخطأ ؟؟
فضلا تبيان الخطأ ومواضعه بدقة في التوجيه الذي أوردته علما أن المفسرين اختلفوا أنفسهم في تفسير هذا النص

أخي الكريم بارك الله فيك.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختلاف المفسرين وكذلك الفقهاء إجماع.. لا يجوز لأحد أن يخترع قولاً فوق أقوالهم، فإذا اختلفوا على قولين فلا يجوز إحداث ثالث، لأنهم أجمعوا مع اختلافهم على خلاف ما اختلفوا عليه.
وهذا ما لا يفهمه كثير من الناس..
يفهمون أن اختلاف المفسرين يسوِّغ لهم أن يخالفوهم كما اختلفوا هم مع أنفسهم، فيخترعوا أقوالا جديدة ليس عليها دليل، ولا أقصد بذلك الفوائد المستنبطة من الآية التي لا تخرج عن مظلة التفسير طبعاً.
والله تعالى أعلم.
 
مالفائدة إذا من اكاديمية التفسير التي يقوم عليها الإخوة وتخرج مفسرين ؟؟ ولماذا نتدبر طالما أن المفسرين رحمهم الله قد احاطوا بكل ما في كتاب الله ولم يعد ما نستنبطه ولا يوجد ما نستخرجه من معاني ودرر هذا الكتاب العظيم ؟؟
هذا رأيك الذي أرى في رأيي المتواضع أنه من أخطر ما يصرف المسلمين عن تدبر كتاب الله ذلك التدبر الذي أمر الله به في مواضع كثيرة من كتابه ثم يأتي من يقدس اقوال فوق قول الله ورسوله ويجعل النظر في كتاب الله محرم إلا ضمن ما قاله الأولين حتى وإن كان في بعض ما قيل مالا ينبغي ولا يصح لا عقلا ولا نقلا ويتعارض مع مواضع في كتاب الله وإن أردت جئتك به.
قرص مدمج أو كرت ذاكرة نحمل فيه الاسفار من كتب التفاسير ونغلق هذا المنتدى ونعطل أمر الله بتدبر كتاب الله والوقوف عند معانيه فما قلته حفظك الله تنزيه لنتاج بشري يعتريه الضعف والخلل والخطأ ولم يحدث كما قلت اجماع عليه بل كتبت الرسائل في الترجيح والرد من المتقدمين والمتأخرين.
وكم كنت أتمنى أن تبين لنا وفقك الله مواضع الخلل والانحراف في الفهم الذي تراه باطلا بدلا من اطلاق الأحكام ، لتقنعنا كيف أن هذا الفهم قاد لمنزلق خطير لأنه لم يكن مألوفاً في تفاسير الأولين حتى نتراجع ونعلن البراءة مما كتبناه.
والله الهادي إلى سواء السبيل
 
مالفائدة إذا من اكاديمية التفسير التي يقوم عليها الإخوة وتخرج مفسرين ؟؟ ولماذا نتدبر طالما أن المفسرين رحمهم الله قد احاطوا بكل ما في كتاب الله ولم يعد ما نستنبطه ولا يوجد ما نستخرجه من معاني ودرر هذا الكتاب العظيم ؟؟
هذا رأيك الذي أرى في رأيي المتواضع أنه من أخطر ما يصرف المسلمين عن تدبر كتاب الله ذلك التدبر الذي أمر الله به في مواضع كثيرة من كتابه ثم يأتي من يقدس اقوال فوق قول الله ورسوله ويجعل النظر في كتاب الله محرم إلا ضمن ما قاله الأولين حتى وإن كان في بعض ما قيل مالا ينبغي ولا يصح لا عقلا ولا نقلا ويتعارض مع مواضع في كتاب الله وإن أردت جئتك به.
قرص مدمج أو كرت ذاكرة نحمل فيه الاسفار من كتب التفاسير ونغلق هذا المنتدى ونعطل أمر الله بتدبر كتاب الله والوقوف عند معانيه فما قلته حفظك الله تنزيه لنتاج بشري يعتريه الضعف والخلل والخطأ ولم يحدث كما قلت اجماع عليه بل كتبت الرسائل في الترجيح والرد من المتقدمين والمتأخرين .
والله الهادي إلى سواء السبيل

جزاك الله خيرا أخي الكريم على اهتمامك..
فهذا الذي ذكرتَه -بارك الله فيك- ليس خروجا عن أقوال المفسرين، وهو ما عنيتُه في مشاركتي بقولي هناك (ولا أقصد بذلك الفوائد المستنبطة من الآية التي لا تخرج عن مظلة التفسير طبعاً)
وهل أنشأ الأخوة هذه المدرسة من أجل مخالفة المفسرين؟!
أخي الحبيب: ما تقرره في بحثك ليست مجرد فوائد مستنبطة من الآية في ظل تفسيرها، ولكنه تفسير جديد، فالفوائد هي التي يصلح فيها التجديد ويصلح فيها ما قلتَ من إنشاء الأكاديميات والمدارس من أجل تطويره، أما التفسير الذي اتفق عليه السلف -حتى ولو اختلفوا فيما بينهم- فلا يجوز الاقتراب منه أبداً.
 
أخي عدنان بارك الله فيك..
إن قوله تعالى بعد ذكر الإفسادين (وإن عدتم عدنا) يدخل فيه ما يحدث الآن، وهو ما أشار إليه الطبري كما في المختصر المشار إليه..
وليس هناك حاجة لمخالفة أقول المفسرين..
بارك الله فيك.
 
سؤال 1 : إذاً لا يوجد تفسير لكتاب الله سوى ما سلف ولا يحتمل سواه ابداً ؟؟
اليس كذلك ؟؟

سؤال 2 : ما حرمته بارك الله فيك من الاتيان بأي تفسير لم يطرقه المفسرين فما دليلك على التحريم وماهي العقوبة الشرعية ؟؟
 
سؤال 1 : إذاً لا يوجد تفسير لكتاب الله سوى ما سلف ولا يحتمل سواه ابداً ؟؟
اليس كذلك ؟؟

سؤال 2 : ما حرمته بارك الله فيك من الاتيان بأي تفسير لم يطرقه المفسرين فما دليلك على التحريم وماهي العقوبة الشرعية ؟؟

جزاكم الله خيرا أخي الحبيب على اهتمامك وطلبك وسؤالك عن الحق
هناك أربع كتب نستطيع من خلال الاطلاع عليها أن نقف على جواب سؤالك
وهي :
1- الإجماع في التفسير إعداد محمد بن عبد العزيز الخضري.
2- اختلاف السلف في التفسير تأليف محمد صالح محمد سليمان، تقديم الدكتور مساعد الطيار.
3- أسباب الخطأ في التفسير تأليف الدكتور طاهر محمود محمد يعقوب.
4- منهج الاستنباط من القرآن تاليف فهد بن مبارك بن عبد الله الوهبي.
وكل هذه الكتب متوفرة مصورة على الشبكة
........................يتبع
 
وهذه بعض النقولات من الكتاب الأول (الإجماع في التفسير) التي تدل على المراد.
ص73/ قال شيخ الإسلام : فَإِنَّهُمْ -يعني السلف- أَفْضَلُ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ خَيْرٌ مِنْ الِاقْتِدَاءِ بِمَنْ بَعْدَهُمْ وَمَعْرِفَةُ إجْمَاعِهِمْ وَنِزَاعِهِمْ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ خَيْرٌ وَأَنْفَعُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَا يُذْكَرُ مِنْ إجْمَاعِ غَيْرِهِمْ وَنِزَاعِهِمْ؛ وَذَلِكَ أَنَّ إجْمَاعَهُمْ لَا يَكُونُ إلَّا مَعْصُومًا وَإِذَا تَنَازَعُوا فَالْحَقُّ لَا يَخْرُجُ عَنْهُمْ فَيُمْكِنُ طَلَبُ الْحَقِّ فِي بَعْضِ أَقَاوِيلِهِمْ وَلَا يُحْكَمُ بِخَطَأِ قَوْلٍ مِنْ أَقْوَالِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ دَلَالَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى خِلَافِهِ.اهـ

ص80/ وجمهور الأصوليين على أنه متى اختلف أهل العصر في مسألة على قولين أو أكثر، فإنه لا يجوز لمن بعدهم إحداث قول آخر خارج عن أقوالهم، كالذي تقدم تقريره في اختلاف الصحابة، وأنه لا يجوز لمن بعدهم الزيادة على أقوالهم.اهـ

111-115/ الأساب التي توقع المفسر في مخالفة الإجماع... الأول: ضعف عنايتهم بآثار السلف، وإجماعهم، وخلافهم.. ولذلك تراهم ينقلون الخالف فيما أجمع عليه السلف..وقد يكون للسلف في تفسر الآية قولان، وهذا كما تقدم إجماع منهم على عدم جواز الزيادة، فيأتي هؤلاء بأقوال أخرى فيخرفون الإجماع....قال شيخ الإسلام: فَلَمْ يَبْقَ مَسْأَلَةٌ فِي الدِّينِ إلَّا وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهَا السَّلَفُ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ قَوْلٌ يُخَالِفُ ذَلِكَ الْقَوْلَ أَوْ يُوَافِقُهُ وَقَدْ بَسَطْنَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ أَنَّ الصَّوَابَ فِي أَقْوَالِهِمْ أَكْثَرُ وَأَحْسَنُ وَأَنَّ خَطَأَهُمْ أَخَفُّ مِنْ خَطَأِ الْمُتَأَخِّرِينَ وَأَنَّ الْمُتَأَخِّرِينَ أَكْثَرُ خَطَأً وَأَفْحَشُ وَهَذَا فِي جَمِيعِ عُلُومِ الدِّينِ؛ وَلِهَذَا أَمْثِلَةٌ كَثِيرَةٌ يَضِيقُ هَذَا الْمَوْضِعُ عَنْ اسْتِقْصَائِهَا وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ...الثاني: كونهم يعتقدون أشياء باطلة ثم يحملون القرآن عليها، ولو كان مخالفا لما أجمع عليه السلف.. يقول الشاطبي.. وَكَثِيرًا مَا تَجِدُ أَهْلَ الْبِدَعِ وَالضَّلَالَةِ يَسْتَدِلُّونَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، يُحَمِّلُونَهُمَا مَذَاهِبَهُمْ، وَيُغَبِّرُونَ بِمُشْتَبِهَاتِهِمَا فِي وُجُوهِ الْعَامَّةِ، وَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ عَلَى شيء..فَلِهَذَا كُلِّهِ يَجِبُ عَلَى كُلِّ نَاظِرٍ فِي الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ مُرَاعَاةُ مَا فَهِمَ مِنْهُ الْأَوَّلُونَ، وَمَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي الْعَمَلِ بِهِ؛ فَهُوَ أَحْرَى بِالصَّوَابِ، وَأَقْوَمُ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.اهـ...وقال شيخ الإسلام: فَإِنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةَ إذَا كَانَ لَهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ قَوْلٌ وَجَاءَ قَوْمٌ فَسَّرُوا الْآيَةَ بِقَوْلِ آخَرَ لِأَجْلِ مَذْهَبٍ اعْتَقَدُوهُ وَذَلِكَ الْمَذْهَبُ لَيْسَ مِنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ صَارُوا مُشَارِكِينَ لِلْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي مِثْلِ هَذَا. و " فِي الْجُمْلَةِ " مَنْ عَدَلَ عَنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَفْسِيرِهِمْ إلَى مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ كَانَ مُخْطِئًا فِي ذَلِكَ بَلْ مُبْتَدِعًا وَإِنْ كَانَ مُجْتَهِدًا مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ فَالْمَقْصُودُ بَيَانُ طُرُقِ الْعِلْمِ وَأَدِلَّتِهِ وَطُرُقِ الصَّوَابِ...وَقَدْ تَبَيَّنَ بِذَلِكَ أَنَّ مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ.اهـ

وبهذه النقولات ينتهي ما أردت نقله من هذا الكتاب، وأظنه يكفي، وبالإمكان الاطلاع على باقي الكتب الأربعة لمن أراد ذلك.
هذا والله وحده هو الأعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب
 
الأخ الكريم إسلام ، هل ورد في تفسير الآيات نص قطعي ثابت من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه ؟
أرجو قراءة البحث الذي وضعه الدكتور عبدالرحيم، فالمبحث الأول منه مهم جداً وجيد في هذا الباب .
 
الأخ الكريم إسلام ، هل ورد في تفسير الآيات نص قطعي ثابت من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه ؟
أرجو قراءة البحث الذي وضعه الدكتور عبدالرحيم، فالمبحث الأول منه مهم جداً وجيد في هذا الباب .
ص80/ وجمهور الأصوليين على أنه متى اختلف أهل العصر في مسألة على قولين أو أكثر، فإنه لا يجوز لمن بعدهم إحداث قول آخر خارج عن أقوالهم، كالذي تقدم تقريره في اختلاف الصحابة، وأنه لا يجوز لمن بعدهم الزيادة على أقوالهم.اهـ
 
" خير الدعاء دعاء #يوم_عرفة "
كتيب يسير من ٧ صفحات لأدعية حبيبنا محمد ﷺ.

نسخة إلكترونية:
http://t.co/cGjnkgda20

أحسنت بارك الله فيك..
وقد فهمت ما ترم إليه..
فأستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه..
إلى الإخوة الكرام، وخاصة الأخ عدنان، أحبكم جميعا في الله، واسأل الله أن يغفر لي ولكم، وأكتفي بما ذكرت في هذا الموضوع.
 
قرأت بحثاً في النت عن معنى الإفسادتين وهو اجتهاد وتفسير مثير للاهتمام ويستحق التأمل.

وملخصه كالآتي :

١- أن الإفسادين هما في المستقبل ولم يقعا بعد ، وهو تفسير يخالف تفسير السلف كما أشرنا من قبل.
والرد على ذلك من البحث أن هذه الآية هي:
في أمر الأخبار وليس الأحكام والحكمة ضالة المؤمن.

٢- أن الخطاب من قول تعالى { وقضينا إلى بني إسرائيل ....الآية } ، هو خطاب موجه للمسلمين بالدرجة الأولى. فالله عزوجل يخبر المسلمين أنه قضى لبني إسرائيل ذلك قدراً.

٣- بناء على النقطة الثانية فقوله تعالى { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا} ، هو خطاب موجه للمسلمين وليس لليهود.
فالله عزوجل يخبر المسلمين (سبب) وقوع الإفساد والعلو لليهود في المرة الأولى،
وذلك من خلال أن الله سيبعث على (المسلمين) عباداً له أولى بأس شديد.
وهم في نظر صاحب البحث
( النصارى الذين احتلو ديار المسلمين في القرن المنصرم ).
إذن { بعثنا عليكم } أي على المسلمين.

٤- الله عزوجل يكمل مخاطبة المسلمين بـ
{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا}
أي أن الله سيمد المسلمين بالمال والبنين ليمكنهم من إزالة علو اليهود الأول .

٥- يكمل الله مخاطبة المسلمين في الآية التالية:
{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ...},
ويرى صاحب البحث أن هذه الآية تقوي القول أن الخطاب للمسلمين وليس لليهود.

٦- قوله تعالى {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}
هنا إخبار من الله سبحانه وتعالى أن اليهود سيعلون مرة أخرى بعد هزيمتهم في المرة الأولى.
فيصبح قوله تعالى { لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ } أي وجوه المسلمين لأنه سيكون مهانة وذلة لهم بعد أن طهروه من اليهود .

٧- قوله تعالى {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}
أي أن اليهود سيدخلون المسجد في العلو الثاني لهم كما دخلوه أول مرة لكن هذه المرة هو دخول تخريب.
فيتبر اليهود ما علوا - أي ما بنوا هم من قبل ـ تتبيراً . فهو دخول تخريب.

٨- النتيجة هي :
العلو والإفساد الأول : هو مايحصل الآن بإقامة اليهود دولتهم.
العلو والإفساد الثاني : هو ما سيحصل منهم بدخولهم للأقصى مع المسيح الدجال .


٩- يستمر الله عزوجل في مخاطبة المسلمين وليس اليهود بقوله تعالى
{عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا}.
فعسى في القرآن الكريم موجبة ولايمكن أن يُخاطب بها اليهود.
فالله عزوجل يخبر المسلمين أنه سيرحمهم ويجعلهم يزيلون العلو الثاني لليهود من خلال رحمته سبحانه من دون كثرة الأسباب المادية.
لأن العلو الأول أزيل بأن الله نصر المسلمين فأمدهم بالمال وجعلهم أكثر نفيرا.
ويدل على حصول القتال الشديد.
أما الرحمة هنا فيتجلى فيها ضعف المسلمين فينصرهم الله برحمته الخالصة ( عسى ربكم أن يرحمكم ) ، وتلك الرحمة تتجلي بأن يمكن الله لنبيه وكلمته عيسى عليه السلام من القضاء على دجال اليهود في الأقصى والمؤمنون في ذلك الزمان قلة. لكن سيهرب اليهود ويتفرقون ويقتلهم المسلمون بسهولة خلف الشجر والحجر الذي يدل على مكانهم .

١٠- قوله تعالى { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ} أي إن عدتم أيها المسلمون لله عز وجل بطاعته والإنابة إليه ، عاد عليكم بالنصر والتمكين . وهذا فيه إشارة للرحمة الأخرى والنصر الذي سيقع بعد هزيمة الدجال واليهود.
وهي رحمة الله بهزيمة ياجوج وماجوج. وهذه الآية تؤكد أن الخطاب للمسلمين وليس لليهود.
إذ كيف سيعود اليهود مرة أخرى والله قد قضى في الكتاب أن علوهم مرتين فقط؟
فالله عزوجل سيحرز عباده للطور مع نبي الله عيسى عليه السلام فيضرع المسيح عليه السلام . فيرسل الله النغف من دونقتال.
أما الكافرين فالله جعل لهم جهنم حصيراً.

والله تعالى أعلم
 
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فيما يتعلق بالإفسادتين لم ألحظ أن أحداً قد أشار إلى دراسة الشيخ بسام جرار
وهي على الرابط التالي http://www.islamnoon.com/Derasat/Zawal/index.htm
::

وهناك ملحوظات سريعة أود الإشارة إليها في هذه العجالة:
1) الكلام عن قتل زكريا أو يحيى عليهما الصلاة والسلام، لا دليل عليه في الكتاب ولا صحيح السنة، وليس هناك مصدر نطمئن إليه لنأخذ عنه خبر أولئك الرسل الكرام، وإذا كنا لا نقبل بالنسبة لنبينا وصحابته إلى الخبر الصحيح فكيف بنا نقبل عمن قبله أخبارا بلا سند؟

2) وفي هذا الموضوع أيضاً فقد فند الدكتور صلاح الخالدي، والأستاذ بسام جرار، وكاتب هذه السطور مزاعم مقتل يحيى عليه السلام.

3) فسر الشيخ بسام جرار لماذا لم يذكر المفسرون القدامى أن أحد الإفسادين على الأقل هو مستقبلي، لأن الدولة الإسلامية كانت لقرون طويلة هي الدولة الأولى في العالم ومن الصعب عبى أي مسلم توقع أن يكون لليهود الذين كانوا في غاية الضعف والهوان دولة وفي الأرض المقدسة.
 
الأخ عبد الله الأحمد حفظه الله
أرجو تقبل فائق حبي واحترامي لشخصكم ورأيكم، ولكن لي عدد من الملاحظات على ما تفضلتم به:

1) قولكم ب ([FONT=&quot]أن الخطاب من قول تعالى [/FONT]{[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقضينا إلى بني إسرائيل ....الآية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]}[FONT=&quot] ، [/FONT]هو خطاب موجه للمسلمين [FONT=&quot]بالدرجة الأولى. فالله عزوجل يخبر المسلمين أنه قضى لبني إسرائيل ذلك قدراً). يخالف منطوق الأية التي تقول بأن الله تعالى قضى إلى بني إسرائيل في الكتاب، أي أخبرهم في كتابهم أنهم مفسدون في الأرض مرتين، وهذا مثل أحاديث الفتن من شأنه أن يحرص كل مؤمن وصالح على النجاة من الفتن وأن يكون له موقف إيجابي ولا يذوب في مجتمع الفساد والإفساد.
2) الأمر الثاني أن الله تعالى نزل علينا نحن المسلمين في قرآننا ما قضى به على بني إسرائيل، وفي ذلك فوائد منها أن نفهم لماذا نزع منهم الإمامة الدينية، وسلمها لمحمد وأمته، وذاك من أبرز معاني رحلة الإسراء وصلاة النبي إماما بالأنبياء على الجميع أفضل الصلوات والتسليم. وهذا من أسرار وجود اسمين للسورة ( الإسراء، وبني إسرائيل) فرحلة الإسراء جاءت لتعلن انتهاء دور بني إسرائيل وانتقال إمامة الدين إلى أمة محمد.
3) ويستفاد أيضاً أن الله تعالى يستبدل الأمة المتولية عن أمره ويسلم الراية لمن يستحقونها، وفي هذا تحذير للمؤمنين أن يتولوا فيستبدلوا.
4) كما قلت سابقا فإن الخطاب هو لبني إسرائيل لا للمسلمين ، وبالإمكان الاطلاع على دراسة الشيخ بسام جرار في تفسير آيات الإسراء على هذا الرابط [/FONT]
http://www.islamnoon.com/Derasat/Zawal/index.htm

كما أن لكاتب هذه السطور مقالة قصيرة منشور على الملتقى على هذا الرابط

https://vb.tafsir.net/tafsir54049/#.Wb2icbLyvIU
هذا وبالله التوفيق
 
السلام عليكم أخي طارق وشكراً لك على وضع رابط البحث للشيخ بسام.

في البداية البحث ليس لي ، بل قرأته في النت.

بالنسبة لقولك هذا
"قولكم ب (أن الخطاب من قول تعالى {وقضينا إلى بني إسرائيل ....الآية} ، هو خطاب موجه للمسلمين بالدرجة الأولى. فالله عزوجل يخبر المسلمين أنه قضى لبني إسرائيل ذلك قدراً). يخالف منطوق الأية التي تقول بأن الله تعالى قضى إلى بني إسرائيل في الكتاب، أي أخبرهم في كتابهم أنهم مفسدون في الأرض مرتين،"
لا أعلم كيف يخالفه ؟ سواء الخطاب موجه للمسلمين أو لليهود ، فذلك لا ينقض كون أن الله قدر لهم علوين اثنين. وصاحب البحث يقول أن (الكتاب) هنا تشير إلى الكتاب الذي قدر فيه كل شيء إلى يوم القيامة.

===========
فيما يتعلق ببحث الفاضل بسام جرار، فهو بحث جيد ومثير للاهتمام وللتو اطلعت عليه.
ولكن شعرت أن البحث غير مرتب. الذي يعيب البحث طريقة إخراجه فالتسلسل فيه صعب.


بعض التعليقات والملاحظات :

١- هو يقول أن تلك الآية نبوءة مستقبلية في (الوعد الثاني فقط) وهذه علقنا عليها كثيراً أنها تخالف قول من سبق.

٢- يقول أن إزالة العلو الأول - والذي هو مملكة إسرائيل المنقسمة - كان بيد ((
المصريون، والأشوريون، والكلدانيون. أما التدمير النهائي فكان بيد الآشوريين والكلدانيين)) والذين صاروا مسلمين فيما بعد .
لكن هل الله أمد بني إسرائيل وجعلهم أكثر نفيراً من جميع هؤلاء عندما رد الكرة عليهم ؟
الرد من الشيخ بسام هو
( {
وجعلناكم أكثر نفير}: والنّفير، هم الذين ينفرون إلى أرض المعركة للقتال. وعلى الرُّغم من أنّ العرب كانوا أكثر عدداً عام 1948م، إلا أنّ اليهود كانوا أكثر نفيراً؛ ففي الوقت الذي حشد فيه العرب (20) ألفاً، حشد اليهود أكثر من ثلاثة أضعاف (67) ألفا.) ا.هـ

٣- { وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا } وددت أن لو فسرها بشكل أوسع. وبالأخص أني لم أفهم مايريد من قوله عودة الضمائر إلى أعداء
بني إسرائيل ؟ فمثلاً ( ما علوا ) أي ما علا اليهود أم ما علا أعادؤهم؟

٤- البحث الذي وجدته في النت يقول أن قوله تعالى { عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا} هو خطاب للمسلمين وليس لليهود.
لأن (عسى) في القرآن موجبة فكيف ستكون لليهود ؟ كذلك لو كان الخطاب
لليهود لنقض هذا أول الآيات التي تؤكد أن لهم علوين اثنين فقط فكيف يعودون ؟
رد بسام جرار كان
(" وإن عُدتُم عُدْنا "، وهل نسينا أنّ عامة أتباع الدّجال هم من اليهود، وفق ما جاء في الحديث الصّحيح؟ بل إنّ بعض روايات الحديث الصحيحة تُصرّح بأنّ المقصود بالحديث قتال المسلمين تحت لواء المسيح عليه السّلام. ولا ننسى أنّ زحف الدجّال يكون من الشرق إلى الغرب، وهذا يشير إلى محاولة ثالثة للعودة إلى الأرض المقدّسة، ولكنّها تخفق، لانّ قضاء الله بمرّتين. وعلى ضوء ذلك يمكن أن نفهم بعض دلالات قوله تعالى: " وإنْ عُدتم عُدنا "، ويصبح القول بأنّ الحديث يُفيد علامةً من علامات يوم القيامة راجحاً.)

٥- ميزة بحث الشيخ بسام استخدام طريقة (تفسير القرآن بالقرآن ). كإشارته لكلمة
(وعدة الآخرة ) وهذه طريقة لا يتقنها الكثير لأنها تحتاج التعمق الكبير في الاستقراء.


٦- استخدام مايسمى ( الإعجاز العددي ) في نفسي منه شيء .
 
أعلم صديقاً له رسالة علمية في جامعة أوروبية حرة كما أذكر ، اشتغل على هذا الموضوع، ولعلني أتمكن من إيراد اسم الباحث وعنوان رسالته والجامعة وكيفية الوصول إلى الدراسة بإذنه تعالى
 
الأخ الحبيب عبد الله الأحمد

عودة إلى الحوار السابق:

1) أما قولكم : " [FONT=&quot]لا أعلم كيف يخالفه ؟ سواء الخطاب موجه للمسلمين أو لليهود ، فذلك لا ينقض كون أن الله قدر لهم علوين اثنين".
إن اختلاف الجهة الموجه إليها الخطاب ينبني عليه ضرورة اختلاف مضمون الخطاب، فإذا قال سبحانه:[/FONT]
[FONT=&quot]( [/FONT]وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا [104 : الإسراء]،
فالخطاب هنا لبني إسرائيل وهم الذين سيجاء بهم لفيفا.

وإذا قال سبحانه: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
[
186
: آل عمران]


فهذه الآية تخاطب المؤمنين وهم الذين سيتعرضون للبلاء، وهم المأمورون بالصبر والتقوى.
وهذان المثالان أخي الحبيب لتأكيد ما سبق قوله من أن الخطاب لبني إسرائيل وهم الذين سيكون منهم الفساد، ولو كان للمؤمنين لكانوا هم الذين سيفسدون، وليس هذا بالقول.

وبالمنطق نفسه أقول إن قوله تعالى {[FONT=&quot]وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن...[/FONT]}[FONT=&quot] هو أولا خطاب لبني إسرائيل في كتابهم المنزل عليهم، وهم الذين سيفسدون، ولو كان المخاطبون هم المؤمنين لكانوا هم الذين سيفسدون.
2) وبالطريقة ذاتها نفهم قوله تعالى [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]{[FONT=&quot] عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا[/FONT]}[FONT=&quot] فإنها استمرار لخطاب بني إسرائيل، ويمكن أن نفهم الإفسادين المذكورين على أنهما إفسادان في الأرض المقدسة ومعهما علو أي من خلال دولة، ولا يمنع ذلك من تكرر الإفسادات خارج الأرض المقدسة أو فيها ولكن من غير دولة، لكن كل عودة إلى الفساد تستدعي عودة في العقاب، وكل عودة منيبة تلقى توبة ومغفرة ورحمة.[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
وأكرر ما سبق وذكرته من أن هذا الخطاب ورد في سياقين، أولهما إخبار بني إسرائيل من خلال ما نزل إليهم من الكتاب... والثاني إخبار محمد صلى الله عليه وسلم وأمته في القرآن الكريم، بما أخبر الله به بني إسرائيل.
فإخبارهم بهذا القضاء له وظيفة ورسالة، وإخبارنا نحن أمة محمد به له رسالة أو رسائل منها مثلا أن سنن الله لا تحابي أحدا أننا إذا بدلنا فسوف يستبدل بنا قوما غيرنا، ومنها أننا أصبحنا أئمة الدين بعد أن أورثنا الله إياها لإفسادهم، ومنها أن إفساد بني إسرائيل المعاصر سينهيه تعالى وسيرد للمسلمين أقصاهم.

وبالنسبة لقولكم إن في النفس شيئا من الإعجاز العددي، فبإذنه تعالى سوف أتحدث عنه بعد قليل لأنني سأقوم إلى الصلاة.
 
الأخوة الكرام ... صحيح أن العلماء السابقين لهم فضل السبق والصدق وأن الاطلاع على أقوالهم مما يثري الفهم ويعين على إدراك المراد .. لكن أقوالهم غير معصومة ... وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم ... ولا ننسى أن ما قد نعتبره إجماعاً لهم على قول ليس هو في الحقيقة إلا ترديداً وإعادة من بعضهم لأقوال بعض ... وقد تكون تلك الأقوال من الإسرائيليات المخالفة للنص نفسه أو التي لا دليل عليها، كما أن الإجماع كمصطلح لا يدخل فيه أقوال المفسرين على امتداد العصور ... ويكاد ينحصر الإجماع الأصولي على عصر الصحابة.... ثم إن من خلود الكتاب وخلود معجزته أن يفاجئنا بما لم يسبق علمه ولا قوله، فلا داعي لأن نحجر واسعاً .
 
يبدو أن هناك ثمة سوء فهم .
عندما قال الباحث أن الخطاب للمسلمين بمعنى :
أن الله سبحانه وتعالى (يخبر) المسلمين أنه قضى لبني إسرائيل .... الخ
فعلى ذلك لا يلزم منه أن الإفساد سيكون من قبل المسلمين.
مثال ذلك :
لو قلت لك أني قضيت لخالد بكذا وكذا.
فالخطاب لك .أخبرك بما قضيت لخالد.

{ فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم ... الآية}
هنا يتبين الفرق.
الباحث يقول : عليكم ، أي على المسلمين،
وعليه يبني بحثه في بقية الآيات.

لو فصلت لي في الملاحظة رقم ٣، أكون شاكرا.
 
الأخ عبد الله الأحمد ... إن من حق كل مسلم بل من واجبه أن يغار على كتاب الله تعالى ودينه ... ولا يسارع إلى قبول أي شيء عنهما دون نظر وتمحيص وتفكر ... بل تلك ميزة المسلمين أنهم يعبدون الله على بصيرة ولا يقلدون تقليدا أعمى.

وبالنسبة للإعجاز العددي فالملاحظ أن قسما مما يقال فيه يمكن استساغته ، وفي بعضه شيء من التكلف، مثله مثل الإعجاز العلمي وحتى بعض ما يقال في الإعجاز البياني.

ولعل الذي في نفسك ناشئ من تحديد زمن زوال دولة الاحتلال عن الأقصى وهذا مما يُظن تعارضه مع علم الغيب الذي اختص الله تعالى به... وهو كذلك فإن ذلك غيب... لكن الله تعالى يُظهر على هذا الغيب ويكشف بوسائل وقد يحدد زمنه أو يبقيه أو يعطي إشارات عنه، ومنه:
1) رؤيا الملك في قصة يوسف عليه السلام تضمنت الحديث عن أربع عشرة سنة بين خصب وجدب مع كفر الملك.

2) لقد تكررت في زمن النبوة عبارة ( أظل زمن نبي) على ألسنة أهل الكتاب مع تحريف كتبهم، حيث إن الله تعالى أبقى في هذه الكتب صفات نبيه وصفات أصحابه والبلد التي سيهاجر إليه، وفوق ذلك زمان البعثة والهجرة.

فإذا كان الله تعالى قد جعل في رؤيا ملك كافر خبراً عن الغيب في المستقبل، وأبقى في كتاب أنزله حتى بعدما أصابه التحريف، أبقى إشارات زمانية لبعثة نبيه وهجرته فلماذا نستكثر أن يدخر سبحانه في قرآنه الحكيم الذي يجمع بين كونه كتاب هداية، ومعجزة دالة على النبوة، إشارات على أحداث زمانية في مفاصل هامة من حياة البشر بعامة والمسلمين بخاصة، في الماضي والمستقبل؟
 
الأخ الفاضل عبد الله الأحمد ... هل الملاحظة السابقة تتعلق بما كتبتُه ... إن كان الأمر كذلك فأرجو التكرم بالتوضيح حيث يظهر بالفعل أننا وقعنا في حيص بيص... وقد فقدنا شيئا من التواصل!! فضلا عن وجازة الرسالة واقتضابها.
 
أقصد هذه :
٣- { وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا }وددت أن لو فسرها بشكل أوسع. وبالأخص أني لم أفهم مايريد من قوله عودة الضمائر إلى أعداء
بني إسرائيل ؟ فمثلاً ( ما علوا ) أي ما علا اليهود أم ما علا أعادؤهم؟


فيما يتعلق بما يُسمى "بالإعجاز العددي" ، الموضوع فيه يطول .
قرأت كلاماً لأحد الإخوة الفضلاء هنا في هذا الشأن وكان كلاماً موفقاً.
لعلني أنشط للبحث عنه وأرسله إليك إن شاء الله لأني نسيت اسم ذلك الأخ.
على أن كل من تكلم في هذا المضمار وقع في التكلف الذي لا يُفهم.
كتقسيم على عدد معين أو شطر العدد لآحاد وعشرات دون وجه مبرر.
الشيخ بسام له مقدمة جميلة لكنه للأسف وقع فيما ينكر وخصوصاً عندما دخل في حساب الجُمّل .
قد يُقال أن هناك لطائف عددية في القرآن تثير الاهتمام وتستحق التأمل
لكن بقية ما أرى من أبحاث فيه تكلف كثير وغير مفهوم والله المستعان.

 
الأخ المكرم عبد الله الأحمد .. بالإشارة إلى قولكم:

أقصد هذه :
٣- وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا وددت أن لو فسرها بشكل أوسع. وبالأخص أني لم أفهم ما يريد من قوله عودة الضمائر إلى أعداء بني إسرائيل ؟ فمثلاً ( ما علوا ) أي ما علا اليهود أم ما علا أعداؤهم؟

دعنا نستخدم علم اللغة الرياضي، أعني: خاطب الله تعالى بني إسرائيل بالقول - نفتح قوساً لنص الخطاب كله ولا نغلقه إلا في ختام الخطاب-
وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب:[ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ....ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا]
أقصد أن كل النص هو خطاب لبني إسرائيل في كتابهم -
مع احتمال أن تكون عبارة ( وكان وعداً مفعولا) خطابا لأهل القرآن لبيان أن الإفساد الأول وعقابه قد وقعا بخلاف الإفساد الأخير-

وبالتالي يكون قوله سبحانه: ( وليتبروا ما علوا) هو أيضا خطاباً لبني إسرائيل عن أعدائهم الذين سيدخلون المسجد...
والمعنى أن هؤلاء المؤمنين سيتبرون ما يعلونه من بنيانكم وحصونكم ... أو سيتبرون مدة علوهم .. بحسب فهمنا لمعنى ( ما )هل هي موصولة بمعنى الذي، أو مصدرية ظرفية على تقدير المدة..

فصيغة الغائب عن أعداء بني إسرائيل، وصيغة المخاطب موجهة إليهم، وبهذا نفهم أيضا قوله سبحانه: ( ليسوءوا وجوهكم) فضمير الغائب يعني الفاعلين وهم أعداء بني إسرائيل، الذين سيسوءون وجوه المخاطبين وهم بنو إسرائيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من خلال الايات الكريمات ومداخلات الاخوة الافاضل اسمحوا لي ان أضع بين ايديكم ملخص لقناعتي الشخصية في هذه المسألة:
1- أن الله جل جلاله يعلمنا ما انزل في التوراة إلى بني إسرائيل عن حكمه النافذ نصا بصيغة المخاطب. بدليل الاية (واتينا موسى الكتاب ...... الا تتخذوا من دوني وكيلا)
فصيغة المخاطب تدل قطعا انهم بنو اسرائيل.
2- منذ اعلان قيام دولة اسرائيل ولغاية الان يصلي المسلمون في المسجد الاقصى بالرغم من الاحتلال القائم.
وسيأتي يوم يمنع فيه المسلمون من الاقتراب من المسجد الاقصى نهائيا وسيقومون ببناء هيكلهم فيه والله اعلم... وحسب المؤشرات فإن هذا سيكون قريبا. بمعنى انه سيتم احتلال المسجد احتلالا كليا. وهذا سيكون قمة العلو المعنوي (السيطرة على العالم بشتى المجالات) والمادي (بناء الهيكل) في الافساد الاول. (وعد اولاهما)
3- يبعث الله تعالى عباده المؤمنون ليجتاحوا القدس والسيطرة عليها. (بعثنا عليكم عبادا لنا اولوا بأس شديد)
4- ترد الكرة لبني إسرائيل ويخرجون المؤمنين من القدس. ويمدهم ربنا جل جلاله بالاموال والبنين وقوات عسكرية والتي سيقدمها العالم الغربي وامريكا لهم والله اعلم
وعندها يزيد افسادهم وطغيانهم وظلمهم (الافساد الثاني والعلو الكبير)
5- في هذه المرحلة سيعود المؤمنون مرة أخرى ويحرروا الاقصى وبيت المقدس من هذا الاحتلال.

وما أفهمه من الاية الكريمة ( ..... وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا)
1- الاحداث الثلاثة تدور حول المسجد نفسه (المسجد الاقصى) والقدس
2- المؤمنون الذين وصفهم الله تعالى ب (عبادا انا اولوا بأس شديد) هم نفسهم الذين يبعثهم الله فيحرروا القدس والأقصى وترد الكرة عليهم. ثم يعودوا ويحرروها مرة أخرى ويهدموا ما بني غي الاقصى ويهدموا علو بنو اسرائيل في العالم ويسودوا وجوههم

هذا والله تعالى اعلم
 
يرجى تصحيح الخطأ الاملائي في المداخله اعلاه (اولي بأس شديد)
 
الأخ المكرم خالد النجار حفظه الله تعالى

جزاكم الله خيراً على مداخلتكم، وأود إبداء الملحوظات الآتية:
أولاً): نعم أوافقكم على أن الخطاب لبني إسرائيل، بدلالة ( ألا تتخذوا من دوني وكيلا).

ثانياً) بالنسبة لقولكم : " 2- منذ اعلان قيام دولة اسرائيل ولغاية الان يصلي المسلمون في المسجد الاقصى بالرغم من الاحتلال القائم.
وسيأتي يوم يمنع فيه المسلمون من الاقتراب من المسجد الاقصى نهائيا وسيقومون ببناء هيكلهم فيه والله اعلم... وحسب المؤشرات فإن هذا سيكون قريبا. بمعنى انه سيتم احتلال المسجد احتلالا كليا. وهذا سيكون قمة العلو المعنوي (السيطرة على العالم بشتى المجالات) والمادي (بناء الهيكل) في الافساد الاول. (وعد اولاهما)
3- يبعث الله تعالى عباده المؤمنون ليجتاحوا القدس والسيطرة عليها. (بعثنا عليكم عبادا لنا اولوا بأس شديد)
"
أ- من الواضح أنكم تتبنون على هذا القول أن الإفسادتين لم تقعا، وأنهما قادمتان قريبا، وعلى قولكم فإن عنوان الإفسادة الأولى هو منع المسلمين نهائيا عن الأقصى وهدمه وإقامة الهيكل مكانه!!
وكأن حرمان الغالبية العظمى من مسلمي الأرض، ومعه غالبية الموجودين في فلسطين، ليس إفساداً.

ب- لعل من الأفضل ألا نخلط ما نستنبطه من الآيات الكريمة، بتوقعاتنا ومخاوفنا وأمانينا وتحليلاتنا السياسية، فليس في النص العزيز ما يشير إلى هدم الأقصى ولا بناء هيكلهم المزعوم، كما أنه ليس في النص ما ينفيه، والاحتمالان واردان، وحيث يدخل الاحتمال فإنه يبطل الاستدلال.
ج- وبالمنطق ذاته لا نجد دليلا على القول بأن أمريكا ستتدخل.

د- وعَوْداً إلى ما ذكرتم من أننا على أبواب الإفساد الأول، فإن الواقع - واقع دولة الاحتلال- يعزز فرضية أننا في زمن الإفساد الثاني؛ للأسباب الآتية:
1) قوله تعالى في أواخر سورة الإسراء ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) أي من أصول مختلطة، فهم ينحدرون من جنسيات وأصول تبلغ العشرات.
2) قوله تعالى في الإفساد الأخير: ( وأمددناكم بأموال وبنين) فالدعم المالي السنوي بالمليارات
كما أن شعب هذه الدولة كله مستورد، والهجرة من الخارج هي الأساس في تعداد الشعب.
3) قوله تعالى : ( وجعلناكم أكثر نفيرا) فقد كان تعداد جيشهم أكثر مقارنة بالجيوش العربية عام 1948 ، كما أن نسبة الجيش عندهم إلى عموم الشعب أكبر من نظيراتها في الدول العربية والإسلامية وقد تكون الأعلى عالميا، حتى ليقال: إن الجيش الإسرائيلي له شعب، عكس الأمم الأخرى التي لشعوبها جيوش.
ومن معاني أكثر نفيراً: أي أن قدرتهم على استدعاء الجيش إلى المعركة هي الأسرع، ومن معانيها أيضاً قدرتهم على استنفار العالم سياسيا وإعلاميا لصالحهم بعكس أمتنا.

وفي قوله تعالى: ( وليتبروا ما علوا تتبيرا) إشارة إلى نوعية السلاح ؛ ذلك أن السلاح على مدى العصور لم يكن يتبر ويفتت حصون الأعداء وأبنيتهم وبالكاد كان يمكن أن يهدم، لكن السلاح بعد اختراع البارود قد صار يتبر.
ومن جهة أخرى ففي الآية كما يبدو والله أعلم، إشارة إلى الطائرات والصواريخ بدلالة ( ما علوا)
وتفصيل هذه النقاط وغيرها في كتاب الشيخ بسام جرار على هذا الرابط

::
http://www.islamnoon.com/Derasat/Zawal/index.htm

ودمتم أخانا خالد.
 
عودة
أعلى