(بعض هموم المقرئين والقراء في التلاوة واللغة في الإجازة)

إنضم
20/08/2003
المشاركات
611
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
المدينة النبوية
(بعض هموم المقرئين والقراء في التلاوة واللغة في الإجازة)
حرص بعض الطلاب الذين لقيتهم على الحديث معي عن هموم المتعلمين في حاضرنا اليوم فذكروا اشياء كثيرة منها:
- أنّ مواسم الدراسة للحصول على الإجازات في العلوم تعتبر من أصعب الأزمنة وأطولها وقتا،وأحصدها مالا وصحة.
أنه توجد فئات من المتعلمين من مفسرين يتوجون، وهم لايحفظون القرآن كاملا.
ومترجمين للقرآن لايحفظون آياته ولايقيمونها بشكل صحيح.
ومقرئين لم يجمعوا السبع والعشر ولم يفعلوا ذلك لتورعهم عن ذلك.
ولغويين لايقرؤون القراءات ويدرسونها نظريا.
ومقرئين لايسمحون بالجلوس عند غيرهم،ويشترطون التفرغ قلبا وقالبا،ويستقلون محفوظات طلبتهم، فليس إلا العشر الكبرى وإلا فلا .
وآخرين يقرئون بطرائق مختلفة .... في أماكن متعددة أوبعيدة ، أوغير مهيأة، وبعضها بأساليب مهيبة صعيبة فيها أحيانا مبالغات مؤثرة على النفوس وتهبط من معنوياتها... هذا غيض من فيض..
ــــ
لكن ما العلاجات؟
من العلاجات العاجلة في نظري:
السعي في موسم الإجازات إلى:
- طلب مقرئ مجاز قبل الاشتغال بالتفسير أوالترجمة أو باللغة للقراءة عليه وأخذ إجازة منه بذلك.
-تخصيص مراكز مستقلة للإقراء تستأنس بالأساليب العلمية المنهجية تحت رعاية مؤسسية،تحاول تبسيط طرائق التعليم وتبسيط اساليبها تشترط الدورات التدريبية للمقرئين قبل التدريس في تلك المراكز.
السعي لتخريج مجموعتين إحداهما:
- ذات صوت شجي وتجويد وترتيل مميز تعنى بتسجيله ومتابعته لفترات طويلة،
-والأخرى ذات دراسة علمية منهجية تتولى تقديم دراسات تخصصية في موضوعاته.
هذه بعض هموم أهل التلاوة في التلاوة واللغة في الإجازة فهل تتحقق هذه العلاجات لإذهاب هذه الهموم لدى الطلاب في الإجازة، أرجوا من الله ذلك.
 
لماذا هذا "التهافت " على "الإجازات " حيث أصبح الأمر وكأن "الإجازة " هي "الغاية " ؟؟؟
 
صدقت يا شيخنا الجكني وكلّ ذلك مع قصر الهمم فما بقي إلاّ أن يؤتى بالشيخ إلى بيت الطالب ليُقرئه ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
 
في الواقع يصعب علي الشيخ أن يحفظ علمه بدون سند ( لأنه لن يجد من يقرأ عليه )
ولو أُسنِد (وليس عنده علم ) فسينكشف حتما عند تصدره للإقراء .
فلا غني لنا عن العلم ولا غني لنا عن السند
 
والله لقد أنكأت يا شيخ أمين جرحاً غائراً في قلبي , وسأدخل من حيث تسائل شيخنا الجكني :
لماذا هذا التهافت على الإجازات ..؟
ومن أليمِ أو ظريفِ (اختر ايهما تشاء) ما واجهتُه في هذا الباب اني وجدت في الرياض شخصاً هو أبصر بصناعة وإبطال مفعول القنابل النووية منه بالقراءات , وقد اشترى إجازة العشر الصغرى وأصبح يتاجر بها ويبيع إسناد كل قارئ بمائة ريال, يعني لا يكلفك الحصول على العشر من طريقه المظلم إلا 2000 ريال فقط وانت واقف ريثما يسود اسمك على هذه الورقات البالية..!!!

وتمنيتُ حينها أن لو أخذ على ايدي هؤلا السفهاء , وأن تقام لجان متخصصة من أهل هذا الفن تتفرع لها فروع في مناحي العالم الإسلامي , وارى أن مجمع الملك فهد أو منظمة المؤتمر الإسلامي يصلحان لتبني مشروع الانطلاقة لمثل هذه اللجنة , بحيث تصادق على إجازات المجيزين والمجازين , وفق اختبارات معينة ومستويات منضبطة, ويحضر إليهم حملة الأسانيد والإجازات , فيصادقون للمشاهير والمتقنين ويخضعون غيرهم لاختبارات ومقابلات حتى يتم التأكد من أهليتهم وفق منهجية لا يسوغ معها لأحد أن يدلس أو يراوغ , حتى نوقف مثل هذه المهازل..!!

وهنا أنوه إلى أن إدارة التدريس بالمسجد النبوي الشريف بدأت في هذه الخطوة مؤخراً , حيث كان من قبلُ يصادق بعض الموظفين الذين لا يحفظون القرآن على الإجازات , ثمَّ تنبهوا لفداحة الخطأ ووضعوا لجنة متكونة من الشيخ المقرئ الفاضل/ محمد عبد الحميد أبو رواش , والشيخ الخلوق الحيي المتواضع المقرئ/ رشاد السيسي , وثالثهما الشيخ المقرئ / يوسف السمبري , وقلَّ عدد المجازين بالنسبة لما كان عليه من قبلُ بسبب مهابة الاختبار, فما المانعُ من تعميم مثل هذا الإجراء على المؤسسات العلمية , والحزم في تطبيقه دون ادنى مجاملة لأحد اعتباراً لجنسه أو منصبه..؟؟

ومن أجمل ما سمعته من الشيخ إبراهيم الأخضر حفظه الله أنه عاب ذات يومٍ على بعض الناس سعيه للإجازة وإغفالهم للإتقان و وذكر أنه وفد إليه بعض حملة الإجازات الذين يلحنون في الفاتحة..!!

ويسرني ان أشهد بشهادة حق أن الشيخ المقرئ/ محمد عبد الحميد أبو رواش - لا يعطي السند إلا للحفظة المتقنين ومن جاءك من عنده فلا تراجعه , اللهم إن طال العهد به ولم يكن مراجعاً لحفظه.
ذلك أن الشيخ لا يسمح للقارئ أن يقرأ عليه إلا بعد مقابلة في حفظ القرآن ومواضع التشابه , والتجويد النظري والتطبيقي , ثم ليس لديه المنهج السائد المتمثل في أن تأتي متى شئت لتقرأ ما تجود به نفسك , بل لا بد لك من ثني ركبتيك بشكل يومي من العصر إلى العشا لا يقطعكما إلا أداء الفريضة والراتبة , حتى تختم عليه القرآن فإن شئت في سبع او عشر او زد عليها , وإن كنت من خارج المدينة خصص لك عصر الخميس وفجر الجمعة غلى الإشراق , ومن قبل الجمعة بساعة أو تزيد ومن بعد صلاة العصر إلى العشاء حتى تختم فيما يتهيا لك من الوقت,وأعرف اقواماً قرأوا عليه حفص من طريقي الشاطبية والطيبة في 16 يوماً , هذه بالإضافة لما يتحفك به من لطائف الوقف والابتداء وملح الإعراب, وليس في إثبات ذلك للشيخ نفي له عن غيره وما شهدنا إلا بما علمنا.
 
أيها الإخوة الكرام :
إنّ الحديث عن (الإجازة القرآنية) في عطلة الصيف من الأشياء الجميلة ،وشيء مؤسف أن يتحدث لنا المفسرون عن (الإجازات القرآنية) وفوائدها ومزاياها ثم نقول ماشأننا بها،ولماذا كل هذا الضجيج؟
إخواني:
إنني باسم عضويتي في ملتقى التفسير والقراءات،وفي جمعية القرآن وعلومه...الخ ...
أرغب لكم جميعا بطلب شرعي وإلى الإخوة المقرئين بشكل خاص، وابن جزري زماننا في أسانيد القراءات (الدكتور الغوثاني) ،
ألا وهو سرعة القيام بإنشاء (مركز عالمي لإعطاء الإجازات والدورات العلمية في تخصص القراءات) ويكون مقره الدائم مدينة (جدة) لقربه من الحرمين وإمكانية الوصول إليه في المواسم الصيفية،وأن يكون على أساس منهج علمي يتولى عدد من علماء هذا الملتقى وضع مناهجه وترتيبها،وتدريسها في موسم الإجازة...وإقرار تكلفته الدراسية ...
أيها الإخوة: أحسب أنّه إذا ما تمّ هذا العمل فسيكون مفخرة لهذه البلاد الطيبة مهوى أفئدة المسلمين ..ومحط أنظارهم في شتى العلوم..
أخيراً: بهذه المناسبة الطيبة أناشد الشيخين الكريمين الدكتور مساعد الطيار،والدكتور عبد الرحمن الشهري حفظهما الله،وأسعدهما بصلاح أبنائهما وأبناء المسلمين..أن يسعو في هذا العمل لدى الجهات الخيرية والرسمية للإسهام فيه،
وإلى تنبني هذا المشروع الضخم الذي اسأل الله أن ينفعني به وإخواني، وجميع أبناء المسلمين . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
 
تكملة(3) في موضوع هموم الإجازة :
يقول بعض زملائنا الطلاب: كنت في أيام الدراسة في الجامعة الإسلامية، قد دخلت مطعما قريبا من شارع سلطانة، فوجدت صاحب المطعم وهو يريد أن يرغب في مطعمه قد وضع لافتة مكتوب عليها: (أردنا أن ننقلكم إلى القاهرة فنقلنا القاهرة إليكم)، قال فتعجبت من عبارته ونباهته،وأسلوبه في الترغيب الذي نفقده اليوم كطلبة علم شرعيين.
ومن ذلك أيضا ما حدثني عنه شيخ قراء تشاد حفظه الله في سنة ماضية وهو رغبته في زيارة الحرمين الشريفين لتلقي القراءات العشر الكبرى ،بعد أن تلقى الصغرى على شيخ قراء مصر من قبل، ولم يكن تنفيذ هذه الرغبة له حينها في الإمكان لتعذر وجود أسبابها..
كما اذكر ذات مرة أنه في إحدى الندوات القرآنية، ذكر بعض الإخوة قصة مقرئ عالي السند ،بحثوا عنه في دولة تركيا،فلم يجدوه إلا في قرية بعيدة وهو لايجيد العربية..
وغير هذا كثير مما هو محفوظ عند بقية إخواننا ومشايخنا ..
وأخيراً أقول إن من حفظ الله تعالى لهذه الأسانيد أن قيض الله لها رجالا يحتسبون في حفظها وتدريسها دون كلل أو تعب (كما نبه عليه شيخنا علامة زمانه الشيخ عبد العزيز القارئ في سنن القراء .. )
واليوم نجد من هؤلاء الكرام زميلنا الشيخ المقرئ ذي الصوت الجميل : إلياس البرماوي صاحب كتاب إمتاع الفضلاء بتراجم القراء المعروف في المدينة فهذا الشيخ الجليل ..في ظني أنه لايوجد في قاموس المقرئين مسند تقدمه أو كان في هذا العصر إلا له به علم أو له عنده ترجمة... حفظ الله علماءنا وقراءنا وأجزل لهم المثوبة والأجر إنه سميع مجيب...
 
تكملة (4) في هموم الإجازة:
كم يمكث الطالب لتلاوة القرآن الكريم كاملا اي ختمة لو اراد في ايام الإجازة؟
وكم يمكث لو أراد ختمة بالقراءات السبع، ثم العشر الصغرى، ثم الكبرى؟
ـــــــــــــــــــــــ
من تبشيرات الإجازة : تقديم كثير من دور الإقراء في هذه الفترة لدورات لتختيم القرآن بكامله وإعطاء الإجازة، كما أخبرني أحد زملائنا الكرام القائمين على هذه الدورات في المدينة.
من قصص الإجازات: سمعت عند شيخنا الشيخ عبد الله الأمين الشنقيطي حفظه الله،أن والده العلامة الشيخ الأمين طلب منه أيام بداية اشتغاله بالتعليم أن يبادر إلى ختم القرآن على أحد المشايخ وأخذ إجازة منه ، فذكر لي أنه لازم شيخنا الشيخ عبد الله عمر الشنقيطي حتى ختم عليه وأجازه.
وإلى لقاء في لطيفة أخرى قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
تكملة (4) في هموم الإجازة:
كم يمكث الطالب لتلاوة القرآن الكريم كاملا اي ختمة لو اراد في ايام الإجازة؟
وكم يمكث لو أراد ختمة بالقراءات السبع، ثم العشر الصغرى، ثم الكبرى؟
ـــــــــــــــــــــــ
من تبشيرات الإجازة : تقديم كثير من دور الإقراء في هذه الفترة لدورات لتختيم القرآن بكامله وإعطاء الإجازة، كما أخبرني أحد زملائنا الكرام القائمين على هذه الدورات في المدينة.
من قصص الإجازات: سمعت عند شيخنا الشيخ عبد الله الأمين الشنقيطي حفظه الله،أن والده العلامة الشيخ الأمين طلب منه أيام بداية اشتغاله بالتعليم أن يبادر إلى ختم القرآن على أحد المشايخ وأخذ إجازة منه ، فذكر لي أنه لازم شيخنا الشيخ عبد الله عمر الشنقيطي حتى ختم عليه وأجازه.
وإلى لقاء في لطيفة أخرى قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

آمل من القائمين على هذه الدورات تنظيم مقاعد داخلية أقصد للطلبة غير المقيمين في المدينة، بحيث يستطيع المرء أن يبعث ابناءه لمن يقوم عليهم من أهل الأمانة مدة إجازة الصيف.
وليكن بأقساط مناسبة تغطي التكلفة والمصاريف، فهذا أمر موجود في تركيا مثلا، على غرار المدارس الداخلية في أوربا لتعلم اللغة. وللأتراك سبق في هذا المجال، فلماذا لا يكون لتعليم القرآن وتحفيظه مخيمات ومدارس صيفية داخلية في مركز العلم ومنار الهدى في هذه الدنيا مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولولا عائق اللغة التركية لبعثت ابني مدة الإجازة الصيفية ليكمل حفظ القرآن هناك

وقد يقول قائل فلماذا لا تقوم أنت على تحفيظه أو تشرف عليه عندك أقول :

تغرب عن الأوطان في طلب العلا =وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تَفَرُّجُ هم ، واكتسـاب معيشــة =وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد

وفرصة أن أقصد المدينة كل أسبوعين مثلا على ما يقوله أهل مكة حج وبيع سبح.

.
 
تكملة (5)لموضوع الإجازة:
أخواني الكرام ومن داخل معنا في هذه المشاركة :
من الحلول المقبولة لهموم الإجازة:
أنّ من كانت بقربه مقرأة في مسجده أو بجوار سكنه فيمكنه تسجيل نفسه أو ابنه بها،
لكن المحزن هوأولئك البعيدين جدا عن هذه المقارئ.
وأكثر من هذا إشكالا هو وجود إخوة بعيدين عن منطق الإجازة هذا،ويصدون عنه تورعا،
فهل ينتبه هؤلاء إلى وجاهة موضوع الإجازة في الإجازة ويسعون إلى طريقةللوصول إليها اليوم قبل غد وقبل فوات الأوان،
لطيفة:
أذكر مرة عندما كنت في مقرأة شيخنا المقرئ الشيخ سيد لاشين حفظه الله وبارك في علمه كنت أشاهد مجموعات كبيرة من الراغبين في الإجازة منهم الكبير والصغير والطالب والمهندس،ولافرق بينهم عنده، وكان كل منهم مشغولا بوصول الدور إليه والقراءة والتسميع لمقرره عليه دون تأخير حتى لايضر بزملائه الآخرين ويؤخرهم،
وأذكر أنني قد ظللت على هذه الحال حتى ختمت عليه بالسبع في مدة ثلاث سنين أو أكثر ( طيلة أيام الأسبوع عدا الخميس دون توقف) حتى أجازني جزاه الله خيرا.
وقد قيل :بالله ثق وله أنب وبه استعن فإذا فعلت فأنت خير معان.والله الموفق .
 
تكملة: (6) هموم الإجازة في الإجازة:
من لطيف ماوجدته في هذا الموضوع ماسمعته من أحد المتحدثين في ندوة جهود شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، عن أنّ الشيخ الإمام رحمه الله درس (القراءات)على القراء آنذاك وحصل على إجازة فيها، وقد أفادني المتحدث جزاه الله خيراً بأن هذه الإجازة ثابتة في المصادر التي ترجمت للشيخ الإمام ومنها : (ثبت عبد الباقي)...
الشيء اللطيف الثاني: ماذكره الشيخ د. محمد بن فوزان بن حمد العُمر، الأستاذ الدراسات القرآنية المساعد ،كلية المعلمين – بالرياض، عن سبب تأليفه لكتاب إجازات القراء عن ماتوصل إليه، حيث قال :
فترجعُ أهمية البحث في موضوع إجازات القراء للارتباط الوثيق بينها وبين كتاب الله تعالى، إذ إن القراءة الصحيحة لكتاب الله تعالى لا تتحصَّل إلا بالتلقِّي والمشافهة والعرض والسَّماع. وهذه من خصائص القرآن الكريم الكُبرى التي تميز بها عن غيره من الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على عباده.
وذكر عن أسباب اختيار الموضوع: فقال: ترجع أسباب اختياري لهذا الموضوع لعدة أمور من أهمها:
-طرفة هذا الموضوع وجدَّته حيث لم يسبق حسب علمي طرق هذا الموضوع من قبلُ في بحثٍ أو كتابٍ منشور.
- وجود مباحث ومسائل مهمة في هذا الموضوع تحتاج إلى بحثٍ وتنقيبٍ وإبداء رأي من قبل المُختصين بهذا الجانب.
- وضع قواعد وضوابط وشروط لإجازات القراء يحتاج إليها المُجيز والمُجاز، تكون مجموعة ومستخرجة عن طريق الاستقراء لكتب القراءات القرآنية وأصولها والتجويد، وتراجم القراء.
- الإقبال الكبير على كتاب الله تعالى قراءةً وإقراءً، يحتاج القارئ والمقرئُ معها إلى الوقوف على جوانب من هذا البحث.
وقال: في خاتمة المطاف ذكر التالي:
- أهم الصُّعوبات:
- إن أهم الصعوبات التي واجهتني في هذا البحث هو عدم وجود مصادر مُستقلِّة، في هذا الجانب، مما جعلني أقوم باستقراء ما أمكن من كتبٍ في أصول الإقراء، والقراءات القرآنية والتجويد وتراجم القراء لاستخراج مآدةً علمية مناسبة.
- يُعدُّ البحث نواةً جديدة في هذا الموضوع، والتأسيس لأي شيء غالبًا ما يكون شآقًا وصعبًا.
- جميع المباحث الموجودة في هذا البحث عبارة عن إشاراتٍ ولطائف قمتُ بجمعها ووضعها في مكانها المناسب إن شاء الله تعالى.
أبرز النتائج والتوصيات:
- الإجازة القرآنية ليست حديثة عهد بل هي مرتبطة ارتباط وثيق بنزول القرآن الكريم، ومعارضةُ النبي  القرآن الكريم لجبريل -- هي أصل في هذا الموضوع.
- المباحث الموجودة هنا تحتاج إلى إضافاتٍ أُخرى من مباحث وضوابط وقواعد وشروط.
- هذا البحث هو محاولة جآدة وبداية لطرق هذا الموضوع لأكثر من باحث ليستغلظ، ويستوي على سوقه.
- الإجازة ليست شرطًا في الإقراء، كما أنهُ ليس كلُّ من أُجيزَ قادرًا على التصدُّر للإقراء.
- جواز أخذ المال على الإجازة إذا لم يشترط المقرئ ذلك.
- جواز الإجازة المجردة من العرض والسماع إذا تحققت أهلية القارئ.
- الإجازة في القرآن كله والعرض لبعضه، والإجازة بالسَّماع، والإجازة بأحرف الخلاف، هذه الأنواع الثلاثة يشترط على المُجيز أن يكون بلغ درجة كبيرة في الإتقان، ولا يتحصَّل ذلك إلا بكثرة العرض.
- جواز إجازة صغير السِّن إذا كان أمينًا عاقلاً دينًا، يُرى فيه النبوغُ والأهلية.
- الإجازة من المصحف إجازة خآصة لها شروطها وضوابطها الخآصة بها يجب الالتزام بها.
- التوصيات:
- التوصية بتفعيل دور الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه وذلك من خلال الآتي:
أولاً: وضع لجنة علمية مختصة لمراجعة ودراسة أسانيد المقرئين المشهورين في المملكة العربية السعودية لاعتماد أسانيدها وجعلها أصلاً ترجع إليه الأسانيد الأخرى الدائرة عليها، حتى تسلم الإجازات القرآنية من عبث العابثين، ومدعي العُلُو.
ثانيًا: عقد ندوات أُخرى مختصة في علم الإقراء والقراءات القرآنية والتجويد، حيث إن هذه العلوم خآصة بحاجة إلى دراسة أكثر وأعمق.
ثالثًا: توثيق الإجازات القرآنية واعتمادها من قبل الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه، بعد تدقيقها وفحصها.
رابعًا: توصية خآصة وهي احتفاظ المُجيز بنسخةٍ من إجازة القارئ لسلامة سنده من التدليس أو التزوير أو الخلط والتركيب.
جزى الله الشيخ الكريم على هذا الاهتمام بالإجازة القرآنية،ووفقنا ووفق المسلمين لحفظ كتابه علما وعملا.
تنبيه: هذه المعلومة من كتاب (إجازات القراء) مستقاة من النسخة الألكترونية الموجودة في ملتقى أهل التفسير.
 
1- لا رابطة وثيقة بين "الإجازة" والقرآن الكريم ،فالقرآن الكريم محفوظ قبل وبعد "الإجازة" وما أمر "الإجازة" والتكالب عليها في هذا العصر إلا بقية باقية من أثر التقليد للمحدثين أو للزينة والتفاخر والتكاثر.
2- مع احترامي وتقديري لزميلي د/العمر ود/أمين فإن القول :" الإجازة القرآنية ليست حديثة عهد بل هي مرتبطة ارتباط وثيق بنزول القرآن الكريم، ومعارضةُ النبي  القرآن الكريم لجبريل -- هي أصل في هذا الموضوع.": بل هي حديثة حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ،وإلا أين "إجازته صلى الله عليه وسلم لصحابته ،بل أين إجازتهم للتابعين .؟؟؟؟
القرآن والقراءات محفوظان بالتلقي وليس ب "الإجازة" رغماً عن أهل "مصطلح الحديث " ومن جاراهم واتبعهم ممن ليس منهم .
 
بناء على ما سبق:

لو قرأ شخص القرآن الكريم كاملا على شيخ بالقراءات السبع وهناك شهود على ذلك، لكن لم يتلفظ له الشيخ بالإجازة ولم يكتب له فيها شيئا إلى أن توفاه الله
هل له أن يقرئ الناس بهذا السند أم لا، علما أنه بإقرار أهل عصره موافق للجماعة في حروفه وألفاظه ؟

أرجو من الإخوة المشاركة
 
له أن يعلم القرآن بما تعلم، وأن يقرئ بما قرأ، لكن أن يجيز بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك لا نعلم أحدا يجيزه إلا بإجازة من الشيخ الذي قرأ عليه، وأنت تقول أنه لم يتلفظ له ولم يكتب له شيئا، ولو فتح هذا الباب لكثر الأدعياء، واختلط الهواء بالهباء، ونحن نعاني من كثرة المدعين والمتهافتين على الإجازة والسند، وقلة المتقنين والمجيدين للتلاوة، وإلى الله المشتكى.
وأرجع إلى مقال الشيخ أمين الشنقيطي وأود أن أوضح مسألة كنت عايشتها عن كثب إبان دراستي بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، واختلافي على مشايخ الإقراء بالمسجد النبوي، فالذي كنت أعتقده قبل استقراري بهذه المدينة المباركة أن الطالب الذي يريد الحصول على إجازة في قراءة أو رواية ما يجب أن يكون متوفرا فيه ثلاثة شروط:
حفظ القرآن حفظا متقنا، بحيث لا يشذ عنه شيء من المتشابه .
الإتقان والإجادة لأحكام التجويد وأساليب التلاوة، وحفظ ما يجب حفظه من متون التجويد كتحفة الأطفال ومتن الجزرية.
العلم الدقيق بأصول وفرش القراءة أو الرواية المراد جمعها.
أما إذا أراد أن يجمع السبع فيكون الشرط الثالث معدلا بأن يحفظ الشاطبية حفظا متقنا ملما بكل مسائلها، وبإضافة درة ابن الجزري إن أراد جمع العشر الصغرى
غير أن الذي كنت عاينته لم يكن في أكثر الأحايين كذلك، فلقد جلست في حلقات كبار المقرئين بالمدينة وسمعت تلاوات الطلبة فلم أجد الحائز على هذه الشروط إلا الثلة القليلة منهم، بل رأيت أحيانا تساهل بعض المشايخ بأن يأتيه بعض الطلبةغير الحاقظين لكتاب الله فضلا أن يكون ملما بأصول الرواية المطلوبة فيقرأ عليه، فاستغربت من فعل الشيخ مع جلالة قدره فأخبرني أنه أراد بذلك تشجيع حفظ كتاب الله بأحكامه ورواياته، فكتمت ذلك في نفسي حياء من الشيخ، وكان الأولى أن ينصح الطالب بالالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن وهي كثيرة عامرة بالمسجد النبوي، ويترك لحلقات الإقراء حرمتها وقداستها حتى لا يتعلق بها دعي، ولا ينتسب إليها لقيط، وبعض المشائخ الآخرين من كثرة ما يجلس للإقراء يعتريه الملل والتعب فتراه لا يدقق في تصويب أحكام التجويد ولا باستخراج الألحان الجلية للطالب فضلا عن الخفية، مع أن الواجب للملتحق بهذه الحلقات أن يصب اهتمامه للتخلص من الألحان الخفية، وأن يكون قد أزال نهائيا كل ما يشين قراءته من الألحان الجلية، -وأنا أقصد بالجلية هنا الجلية عند المتخصصين من أهل الأداء والتجويد، ليس الجلية التي يقصدها علماء القراءات في كتبهم من رفع المنصوب ونصب المجرور وغيرها- وأنا بكلمتي هذه لا أريد الانتقاص من مشايخنا الفضلاء لكنني أدعوهم من هذا المنبر إلى زيادة الإتقان والتدقيق، و أدعو كل من نذر نفسه لتعليم كتاب الله أن يحرص على نفع طلبته بأن يخرج منهم قراء متقنين أكفاء بأن ينشروا عنه علمه ويشيعوا سنده، وبالله التوفيق.
 
أبا المنذر أنا أتفق معك في أكثر ما ذكرت ولكني أجدني مضطرا لمخالفتك في جملة "أكـثـر الأحـايـيـن" ففيها نوع مبالغة , فلا زال في مشايخ الحرم النبوي من لا يسمح لغير المتقن الحافظ بالتلقي وحمل الإسناد, وهم فيما أعلم أكثر من المتساهلين ..
 
هموم في إجازات القراء(7):
إخواني الكرام:
في فرصة الإجازة يجوز التحاور حول (أحوال القراء) وذكر أكثر قضاياهم إلحاحا،
ونشاهد القراء اليوم وهم كثر ولله الحمد في الدور والجامعات منهم من يحمل الإجازة ومنهم من يحمل الشهادة.
ولاغبار على أحد،فمن تولّى شأن الإقراء فشأنه أخذ الأهبة له ومن تولى التأليف وإحصاء مسائل القراء فذلك من فروض الكفايات ويقوم عليه من ارتضاه....
وحسبنا أن الشرع الحنيف يقول : لاإفراط ولاتفريط

أيها الإخوة الكرام شيء آخر :
استوقفني عند المحاورات السابقة، وهو أنّ علماء الأمة وقراءها كلهم أصحاب إجازات ولم يخفوها أو يتوانوا عن الأخذ بها..ولوكان الأمر كما ذكر صديقنا الدكتور السالم جكني،لكان غير هذا ولما خالف أكثر هؤلاء أصوله التي يعتمد عليها سواء كان محدثا أم مقرئا.
شيء آخر أعجبني من قصص القوم:
خلال سنة ماضية كنت قد شاركت في دورة تدريبية قرآنية،في دولة تشاد، وفي تلك البلاد الإسلامية البعيدة، وجدت حفظة القرآن الكريم في كل مكان مامن موضع قدم فيها إلا وفيها حافظ حتى أنني سمعت باسم قبيلة يطلق عليها اسم القرآن لكثرة حفظتها...وقد وجدت شوقا كبيرا لديهم لهذه الإجازات وأحسب أنهم خير من يستحقها بعد هذا الجهد الطيب في الحفظ والإقبال عليه.
وماسمعته في موريتانيا الإسلامية أكثر من هذا وأعظم، فكل صغير يعقل شيئا لابد أن يكون قد قرأ القرآن وحفظه ويجازاي على ذلك وقد عرفنا عند شيخنا محمد الأمين الأيدة الشنقيطي من الإجازات الشيء الكثير..وفي هذا مايسعد الأمة ولايشقيها...وقد كنت اسمعه يقول:
ولايجوز أخذها من الكتب* كمابه قد صرحوا بل قد يجب* عليك أن تعرفها ممن يريك* كيفية النطق بها فاه لفيك.
وقدقيل : نفس عصام سودت عصاما * وعلمته الكروالإقداما
وصيرته ملكا همامـــــــا * حتى علا وجاوز الأقرانا.
والله الموفق...وإلى لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
وقفت للحافظ السيوطي على ما يلي:
قال تحت فائدة ما نصه:
الإجازة من الشيخ غير شرط في جواز التصدي للإقراء والإفادة، فمن علم من نفسه الأهلية جاز له ذلك وإن لم يجزه أحد. وعلى ذلك السلف الأولون والصدر الصالح، وكذلك في كل علم، وفي الإقراء والإفتاء، خلافا لما يتوهمه الأغبياء من اعتقاد كونها شرطا. وإنما اصطلح الناس على الإجازة لأن أهلية الشخص لا يعلمها غالبا من يريد الأخذ عنه من المبتدئين ونحوهم، لقصور مقامهم عن ذلك، والبحث عن الأهلية قبل الأخذ شرط، فجعلت الإجازة كالشهادة من الشيخ للمجاز بالأهلية.
اهـ بحروفه من الإتقان قبيل النوع الخامس والثلاثين

وطبعا الأهلية لا تعني القراءة من الكتب وبغير قراءة على المشايخ، بل هو يناقش مسألة من قرأ وتأهل لكن لم يجز بالإجازة المعتادة بين الناس، بدليل ذكره للسلف. وهم على نهج "القراءة سنة متبعة"، وحديث "اقرؤوا كما علمتم" وقوله "خذوا" وفي رواية "استقرئوا القرآن من أربعة"
 
هموم (7) في الإجازة:
الحمد لله على إنعامه والشكر له على تفضله وإحسانه، والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه وإخوانه،وبعد:
ممن ما ذكره السيوطي أعلاه :
نفهم أنه ينبغي ألا نشترط الإجازة لمن كملت أهليته حيث قال :
الإجازة من الشيخ غير شرط في جواز التصدي للإقراء والإفادة، فمن علم من نفسه الأهلية جاز له ذلك وإن لم يجزه أحد. وعلى ذلك السلف الأولون والصدر الصالح، وكذلك في كل علم، وفي الإقراء والإفتاء،

كما ينبغي أن نعرف شيئا عن اصطلاح الإجازة نفسه عند الناس كما حرره السيوطي بقوله:
.... اصطلح الناس على الإجازة لأن أهلية الشخص لا يعلمها غالبا من يريد الأخذ عنه من المبتدئين ونحوهم، لقصور مقامهم عن ذلك، والبحث عن الأهلية قبل الأخذ شرط، فجعلت الإجازة كالشهادة من الشيخ للمجاز بالأهلية ....
ـــــــــــــ
يقول د: الفوزان في كتابه إجازات القراء :
والإجازةُ في اصطلاح القُرَّاء هي: شهادةٌ من المُجيز للمُجاز لهُ في الإقراء...

ويقول ايضا:
إنَّ الإجازة شهادةٌ من المُجيز [المقرئ] إلى المُجاز [القارئ]، وهذه الشهادة تزكية للقارئ على حُسن أدائه وجودة قراءته.
وإن الناظر في تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه رضي الله عنهم على حُسن قراءتهم وجودتها إنما هي إجازة لفظية من خير البريِّة صلى الله عليه وسلم لخير القرون، وهم أصحابه رضوان الله تعالى عليهم وهي أوثق بلا شك من الإجازة الكتابية وذلك باعتبار المُجيز والمُجاز لهُ...الخ

قلت:
لقد أفاض الشيخ الفوزان جزاه الله خيرا في موضوع إجازات القراء وذكر هذه المباحث (المهمة):

المبحث الأول : تعريف الإجازة لغةً واصطلاحًا.
المبحث الثاني : تاريخ الإجازة القرآنية.
المبحث الثالث : الغرض من الإجازة القرآنية.
المبحث الرابع : شروط الإجازة القرآنية.
المبحث الخامس : الإشهاد على الإجازة القرآنية.
المبحث السادس : هل الإجازة شرط في الإقراء؟
المبحث السابع : أخذُ المال على الإجازة القرآنية.
المبحث الثامن : الفرق بين الإجازة المقرونة بالعرض والسَّماع والإجازة المُجرَّدة عنهما.
المبحث التاسع : الإجازة العامة.
المبحث العاشر : الإجازة بأحد أوجه الرواية.
المبحث الحادي عشر : الإجازُة في القرآن كُلِّه، والعرضُ لبعضه.
المبحث الثاني عشر : الإجازةُ بالسَّماع.
المبحث الثالث عشر : الإجازة بأحرف الخلاف - فقط.
المبحث الرابع عشر : التساهل والتشدُّد في الإجازة القرآنية.
المبحث الخامس عشر : إجازُة صغير السِّن.
المبحث السادس عشر : الإجازُة من المصحف.
المبحث السابع عشر : قواعُد عآمة في الإجازات القرآنية.


أيها الإخوة الكرام:
لدينا أمثلة على من كملت أهليتهم ولم تكن الشهادة شرطا في كمال أهليتهم منهم الشيخ الشنقيطي، والعلامة الشيخ ابن باز رحمهما الله، لم تكن لديهما تلك الشهادة مع كمال أهليتهم ولاغبار على علو كعبهم وسمو منزلتهم دونها،

لطيفة في الإجازة:
من لطائف الإجازة أو الشهادة:
ما كنت قديما قد سمعته من قصة طريفة عند بعض مشايخي رحمهم الله،
وهي أن عالما كبيرا كانوا يدرسون عليه شتى العلوم، لكنه لم يحصل على هذه الشهادة، فأراد بعض طلابه أن يمازحه مزحة ثقيلة،
فقال له مرة ياشيخنا الكريم نريد أن ندعوك إلى وليمة بمناسبة مدرسة سننشؤهاقريبا ،
فقال لامانع من حضور هذه الوليمة،
فلما حضر لهذه الوليمة قال لتلميذه ماسبب هذه المدرسة،
فقال له ياشيخنا الكريم هذه المدرسة أقمناها لأجل أن تحصل منها على الشهادة،
فتبسم منه الشيخ، وعرف أنها مزحة ثقيلة ...عفا الله عنا وعنا مشايخنا رحمهم الله وجزاهم عنا وعن أمتهم كل خير..
وإلى لقاء قريب إن شاء الله في لطيفة أخرى.....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الإخوة الفاضل

أنها صفحة لطيفة وفيها أخبار منيفة

ولي تعليق على مسألة القراءة والإجازة

كلام السيوطي رحمه إن سُلِّم به في مجال العلوم الأخرى فلا يُسَلَّم به في مجال القرآن والقراءات بالذات
وذلك لأن عمل العلماء والقراء ليس عليه

بدليل أن السيوطي نفسه رحمه الله قد درس علم القراءات بنفسه وألف شرحا على الشاطبية ومع ذلك فإنه غير معتبر في سلك علماء القراءات ولم نجد اسمه في أسانيد القراءات بل نجد اسمه في الأسانيد العامة في الحديث وغيره
ولا أعرف على حد علمي عالما متفوقا معتبرا في اسانيد القراءات أخذ هذا العلم بدون تلقٍّ وقراءة وتحمل عن شيوخه

وبناء على هذا فإني أفرع التفريع التالي :

ما نشاهده من علماء القراءات الذين درسوا في كليات أكاديمية وتخصصوا في القراءات وحصلوا فيها على أعلى الشهادات هؤلاء ينقسمون إلى قسمين :
1 ـ القسم الأول : الذين اكتفوا بهذا العلم وما درسوه نظريا في الجامعة وما حصلوا عليه من درجة عالية كالماجسيتر والدكتوراه

2ـ القسم الثاني : الذين لا زموا الشيوخ خارج اطار مقاعد الدراسة وتلقوا القرآن عليهم ختمة كاملة بالتدقيق والتمحيص والتحرير والإتقان حتى حصلوا على الإجازة منهم

ولا شك أن العبرة في القسم الثاني هؤلاء الذين يبحث عنهم لنجثو على الركب بين أيديهم ،
وأن القسم الأول على جلالة قدرهم وعلو مكانتهم لا تعتبر قراءتهم قراءة مسندة نعم هي علم ولكن ليسوا كا القسم الثاني





هذا شيء

وهناك صورة مهمة وهي :
لو أن شخصا متقنا حافظا مجيدا قرأ على شيخ القرآن من أوله إلى آخره ولم ينطق الشيخ بالاجازة في النهاية هذا لا يضر أصل قراءته والله أعلم ـ وهذا من وجهة نظري ـ ولي على ذلك أدلة ليس هنا محل بسطها

لأن القراءة هي أعلى مرتبة من الإجازة في طرق التحمل الثمانية

ولكن العلماء اصطلحوا على الإجازة في نهاية الختم القرآن أو ختم الكتاب لملحظين :
الأول : لجبر ما عسى أن يكون فات سهوا بالتلقي
الثاني : اعتراف وشهادة من الشيخ المجيز لللطالب المجاز بأنه وصل إلى مرتبة ينطق فيها الحروف كما نطقها هو وكما تلقاها على شيوخه وأنه يشهد أنه أهل لقراءة القرآن وإقرائه


ومع ذلك كله أقول :
إن التحفظ والاحتياط في مسألة القرآن والقراءات ينبغي أن يكون في أعلى مستوياته وهذا هو عمل العلماء بينما جرت عادتهم أن يتساهلوا في هذا الجانب في الحديث وبقية العلوم

وأما ذكركم لبعض كبار العلماء بأنهم كانوا أهلا للعلم وان لم يجازوا .... وهم من هم في التقوى والورع

أقول : نعم هذا في العلم والفقه والحديث ولكن في القرآن الأمر مختلف : فقد لاحظت ولاحظ غيري أن كبار مشايخنا من هيئة كبار العلماء بل ومن كبار علماء الأزهر ممن لم يتلقوا القرآن تلقيا كاملاً من أفواه الشيوخ لاحظنا أنهم لا يجيدون تلاوة القرآن الكريم ولا تجويده
وقد استمعت إلى تلاوة شيخنا الشيخ حماد الأنصاري والشيخ ابن باز وغيرهم وغيرهم من الكبار فلم أجدهم بلغوا مبلغ الإجادة لمخارج الحروف ولا عجب في ذلك ...
فالتلقي هو العمدة لأن في التلقي تدريبا للسان والنطق

واستمع إلى هذا الموقف الطريف

حدثني المقرئ الشيخ حسين خطاب شيخ القراء في دمشق رحمه الله في السجد النبوي الشريف أنه اجتمع ذات مرة عدد من قراء الشام مع عدد من كبار علماء المملكة في المدينة وكان ذلك في بيت العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله وفي استضافته ، فطلبوا من أحد القراء الضيوف أن يتحف المجلس بشيء من التلاوة على رواية ورش فقرأ : وكان مما قرأ لفظة : بلى
فقرأها على حسب رواية ورش بالإمالة الصغرى

فرده الشيخ ابن باز رحمه قائلا : إن القرآن فخم ففخموه
فاعترض الشيخ حسين خطاب قائلا : يا سماحة الشيخ القصد هنا تفخيم المعنى لا تفخيم اللفظ فهل تريد منا ان نقرأ لفظ بلى لوش مفخما هكذا ونطق به بلم مفخمة .... فهذا مما لا يقول به أحد

فسكت الشيخ ابن باز رحم الله الجميع
والشاهد من هذه الحكاية أن العلم شيء والتلقي والأخذ من أفواه العلماء شيء آخر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ماذكرته ياشيخنا الكريم:د: يحي غوثاني، شيء طيب، ولفت نظر القراء إليه جدير بالإشادة،
لكن احببت أن أشير إلى أننا نحتاج إلى شيء من الاطمئنان ياشيخنا الفاضل في عرض هذه القضية،
شيخي الكريم أحسب أنه يمكن أن يجاز القراء في تخصصهم،و حسب غيرهم أن يجاز بحسب مقدرتهم،
ولايخفى عليكم الحديث الصحيح الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ....

أما ما أريده توضيحه للإخوة هو:
أننا ينبغي أن نقدم صورة علمية عن سمو منزلة قراء الأمة وشدة ضبطهم وحرصهم في الدروس والمحافل والجامعات،
لكن في ظلّ هذه المنزلة السامية التي حبا الله بها القراء،
ينبغي أن نعلم أنه لايزال بعض الطالبين للإجازة ولما يحصلوا عليها يشكون - ككثير من الطلاب- من صعوبة شروط الحصول عليها، حتى أن بعضهم انسحب من دروسها أملا في تجدد خبرات معلميها،
وبعضهم يشكو من صعوبة طلبها من القراء الكبار ممن بلغوا من العمر عتيا حيث يصعب عليه سماع مايتلقاه وما يفيده من شيخه،
وهنا أقول لعل الأمل الكبير ياشيخنا الفاضل:
هو في إعادة توجيه هذه المسألة المهمة وجهتها الصحيحة بالتعريف بأصحابها ذوي الخبرة والقادرين على إفادة غيرهم،
والطلب إليهم بتقريب هذا العلم وتبسيطه لطلابه وترغيبهم فيه ، وملاحظة معنويتهم النفسية ،
وإسماع شكوى بعض طلبتهم إليهم من طول المدة،ومن صعوبة الوصول إليهم ،ونحو ذلك من أمور أخرى تساعد في تهيئة الظروف المناسبة لاستمرار هذه الإجازات الطيبة إن شاء الله....
حفظك الله ورعاك.
وإلى لقاء قريب إن شاء الله في التعريف بشيء من هموم اللغويين في التلاوة.والله الموفق.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
والطلب إليهم بتقريب هذا العلم وتبسيطه لطلابه وترغيبهم فيه ، وملاحظة معنويتهم النفسية ،
وإسماع شكوى بعض طلبتهم إليهم من طول المدة،ومن صعوبة الوصول إليهم .
.

السلام عليكم
سيدي الفاضل : الأحري أن نطلب من الطلبة الصبر في طلب العلم ،، ومعلوم أن الذي يريد أمرا يجب أن يكون ذا عزيمة وهمة عالية ، وإلا لم يسم طالب علم أصلا.

سيدي الفاضل : الذي يريد أن يتعلم يجب أن لا ينظر إلي نفسه وألا ينتظر من الشيخ أن يعامله باحترام ـ ودلع ـ بل عليه أن يهيئ نفسه لكل شئ ، وأن يعتاد أن يذل نفسه لشيخه ، لأنه هو الذي يحتاج للشيخ لا العكس . وإن أراد أن يتعلم الطالب وهو يجلس علي أريكته ، فهذا نطلق عليه المثل القائل عندنا في مصر :" عشم إبليس في الجنة "

وأذكر قصة ـ وأظنه للدار قطني إن لم تخني الذاكرة ـ أنه ترك القراءة علي أحد القراء لأنه مذهبه مخالف لمذهب الدار قطني . ولما مات الشيخ نظر الدار قطني إلي جنازة الشيخ وقال : ما ضره أني لم أقرأ عليه ؟؟؟؟؟؟ .

وسفيان ابن عيينة لما أُخبر بأن الطلبة كادوا ينفروا من غلظته وشدته قال سفيان ـ رحمه الله ـ هؤلاء سفهاء لأن يتركوا ما ينفعهم لسوء خلقي . ( وهذا تواضع منه رحمه الله )

ونصيحتي للطلبة أن يتعلموا أولا من طلبة العلم المتفوقين ، حتي يصلوا إلي إتقان طريقة الجمع بالقراءات بعدها يذهب إلي شيخ كبير ، فإن اختبره ووجده ماهرا ، قد يغض الطرف عن بعض الشروط المتعسفة ، وهذا مشاهد عند الكثيرين .


فالشيوخ دائما يفتخرون بالطلبة المجيدين ، وقد كان أحد إخواني يقترض بداية كل شهر مرتب الشيخ ، ودون أن يعرف الشيخ شيئا ، ثم مالبث إلا وإن قال له الشيخ يا بني : ادفع كذا ـ وأخذ منه فيما بعد بنسبة 10% فقط ، وترك له بنسبة 90% ، ثم أهداه الإجازة بمبلغ غاية في الزهد .

الصبر الصبر وكما قال القائل :
لأستسهلن الصعب أو أدرك المني ** فما انقادت الآمال إلا لصابر
والسلام عليكم
 
سعادة الدكتور أمين الشنقيطي

أتفق معكم في كثير مما ذكرتم

وهناك بعض الأمور أشير إليها :

1 ـ لم نعهد شيوخنا ولا واحدا منهم أنهم كانوا إذا قرؤوا على شيوخهم يشترطون أن يجيزوهم في نهاية القراءة
بل كان الأدب والتقدير والاحترام والتواضع يمنع حتى مجرد التفكير في ذلك ، فقد كانوا يعلموننا على أن يكون العلم للعلم والقراءة لأجل القراءة والتعلم والتعبد بتلاوة القرآن

وإنني لازمت عددا من شيوخي سنين طويلة فما خطر ببالي أن أكلمه عنه الإجازة إلا بعد (( من الجنة والناس ))
وجرت العادة أن نصمت أدبا واحتراماً عند الانتهاء ثم بعد ذلك يتكرم الشيخ فينطق بالإجازة


هكذا كان دأبهم ونَشَّأونا على ذلك

2 ـ بينما اليوم تجد بعض الطلبة يلهث وراء الإجازة لا وراء العلم .... فتراه يلح على الشيخ أن يختم بسرعة وأن يصور الإجازة قبل الختم خوفا من أن تضيع الفرصة

3 ـ أما تطويل المدة على الطالب حتى يختم فلا أرى ذلك إذا تحققت الشروط التالية :

1 ـ أن يكون الطالب حافظا مجيدا مثبتا للحفظه
2 ـ أن يكون متقنا للمخارج والصفات ويقرأ قراءة سليمة من اللحن الجلي رالخفي وخفي الخفي
3 ـ أن يتمتع الطالب بحسن خلق وأدب وتواضع ، بعيدا عن الرياء والسمعة والتشبع بما لم يعط
4 ـ أن يكون لدى الشيخ الاستعداد النفسي والزمني والمكاني للإقراء

فإذا وجدت هذه الشروط فلابأس من ختم القرآن الكريم في أقصر مدة زمنية فقد ختمت القرآن كاملا على أحد شيوخي في 3 سنوات وعلى أحد شيوخي ألاخرين في 14 جلسة فقط

ومن الحكمة في تطويل المدة على الطالب أن يتخلق بأخلاق الشيخ وأن يختبر الشيخ دينه وخلقه وأهليته العلمية والخلقية لحمل هذه الأمانة

فلقد أقرأت بعض الطلبة والطالباات مدة من الزمن وأنفقت لهم خالص أوقاتي ساعات متطاولات لوجه الله تعالى ومع ذلك اكتشفت في مدة متأخرة أنهم لا يستحقون هذه الإجازة لخلل في أخلاقياتهم وسلوكياتهم التي تتنافى مع لقب حملة القرآن ، فتوقفت عن إقرائهم .


وعلى هذا فأنا أؤيد المشايخ وأعذرهم في عدم التعجل في أن يختم عليهم الطالب وفي الحصول على الاجازة السريعة
فلابد من الملازمة والمصاحبة والمشامّة

لأننا في زمن عجيب
ترى الطالب يقرأ عند الشيخ وبعد أن يخرج من عنده يقع في غيبته !!!!

هذه بعض هموم الإجازات والأسانيد
وللحديث شؤون وشجون
 
هموم (8) في الإجازة:
الحمد لله أولا،وآخراً والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه وسلم،وبعد:
إخواني الكرام:
من يطالع مصادر كثير مطبوعة يجد فيها تعليقات تحجّم من القراءات القرآنية ،
وتجعلها من ذكريات الزمن الماضي،
لقد سجل بعضهم حروفا في قراءات القرآن ولم يرض أن تكون حقيقة واقعة يجب حفظها وتدارسها،
فيقول بعضهم :
القراءات أقرب لدائرة البحث التاريخي بعد زوال القراءات وبقاء قراءة واحدة...
وآخريقول : انتشار تسجيل صوتي للقراءات عجز الكثيرون من الناس عن فهم حقيقته ...
وآخر يقرر: أن اختلاف القراءات مبناه على اختلاف القراء.....
وبعضهم: يصمها بأنها منتج ثقافي...وليس أصلها الوحي..

إخواني القراء،ومن يهتم للقراءات القرآنية :
أمامنا بعض مقولات قيلت عن القراءات، وغيرها شيء كثير في مصادر معروفة، فهل من متتبع لهذه المقولات الحائرة،ليتولى ردها وبيان حالها؟
أخيراً أختم بقول الشافعي: رحمه الله:
قنعت بالقوت من زماني وصنت نفسي عن الهوان*خوفا من الناس أن يقولوا* فضل فلان على فلان* من كنت عن ماله غنيا فلاابالي إذا جفاني* ومن رآني بعين نقص *رأيته بالتي رآني*ومن رآني بعين تمّ *رايته كامل المعاني.
وإلى لقاء قريب ....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
(هموم في الإجازة (8 ) :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فرغبة مني في الترحّم على بعض مشايخ مشايخي في الإجازة، التي عندي ...إلى الشاطبي رحمه، ورحمهم الله تعالى ورحم من جاء بعده منهم،
ولأجل معرفة تراجمهم من المصادر،ومن إخواني المقرئين الكبار في هذا الملتقى حفظهم الله تعالى:
أذكر بعض هؤلاء المشايخ العلماء النابهين المعروفين:
وهم كما جاء في إجازة عندي:
عن شيخي (الشيخ سيد لاشين )حفظه الله ،أنه قرأ :
1-على الشيخ محمد عطا رزق،
2-على محمد إسماعيل الهمداني،
3- على عبد العزيز بن مصطفى السحار،
4-على محمد بن حسن الأبياري،
5-على أحمد مسعود الأبياري، وهو على مشايخ منهم:
6- علي صقر الجوهري،
7-على مصطفى الميهي،
8-على علي الميهي،
9-على علي البدري،
10-على أحمد الأسقاطي،
11- على أبي السعود بن أبي النور،
12-على شمس الدين المنوفي،
13على أحمد البنا،
14-على سلطان المزاحي،
15-على سيف الدين الفضالي،
16-على والد شحاذة اليمني،
17-على الناصر محمد سالم الطبلاوي،
18-على أحمد السنباطي،
19- على النويري،
20-على ابن الجزري،
21-على عبد الرحمن البغدادي،
22-على عبد الله الصائغ،
23-على علي بن شجاع العباسي(صهر الشاطبي)،
24-على الشاطبي،......
أخيراً أرجو من الإخوة المشايخ الفضلاء المسندين:
الشيخ الدكتور الغوثاني،الدكتور أنمار الشافعي،والشيخ الجوريشي،حفظهم الله،وغيرهم من المسندين،
إجالة النظر في المصادر الحديثة،وتحديد أكثرها ترجمة للقراء(للفترة مابعد الأسقاطي ت 1159هـ)،
بدء من الأعلام إلى معجم المؤلفين إلى تاريخ الجبرتي،اي في أعلام القرن الثالث عشر إلى عصرنا اليوم،
وتحديد أفضل كتاب يمكن الترجمة منه لكل(شيخ على حدة، )من أجل تحديد وفاتهم)، وتحديد ،من له ترجمة ومن لاترجمة له منهم.
فهذا كله حتى يتسنى الترجمة لهؤلاء الكبار رحمهم الله وأجزل لهم المثوبة،
وليطلع على تراجمهم طلابهم،ويعلموا أن القراءات القرآنية بإسنادها استمرت دون أن تنقطع بين الناس في أي قرن من هذه القرون المتأخرة.
وإلى لقاء قريب، مع المهارة والقراءة لنيل الإجازة .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
 
في ذاكرتي أن الشيخ تميم قام بهذا العمل .
آمل تأكيد المعلومة ممن له اتصال به .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمن يقرأ في الحديث الصحيح (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة...)،
ويتأمل في مطالب القراء من طلبتهم يجدها متوازنة، ومقبولة، غير بعيدة عن المنهجية الاستدلالية ،
ومن مطالب القراء التي طالب بها ابن الجزري المهارة في القراءة والجمع للقراءة بالطريقة المبنية على اسس قرائية صحيحة، فيقول رحمه الله: فالماهر الذي إذا ماوقفا* يبدا بوجه من عليه وقفا* يعطف أقربا فاقربا* مختصرا مستوعبا مرتبا*
وحين ننظر في طريقة القراء الطبيعية لنقل هذا الكم من القراءات نجدها منطقية لم تخرج مطلقا عن أصول الاستدلال الصحيحة.
ومن ذاق حلاوة المهارة عرف،
وقد سئل الأصمعي اي الرجلين أشعر أمسلم أم ابونواس؟،فحكم لأبي نواس،فقيل له أخوك ابوعبيد يحكم لمسلم،فقال ابوعبيد يروي الشعر،ولكنه لم يكابد مشقة العمل، وقيل من لم يذق لم يعرف.
والله الموفق.
 
أيها الإخوة الكرام :
إنّ الحديث عن (الإجازة القرآنية) في عطلة الصيف من الأشياء الجميلة ،وشيء مؤسف أن يتحدث لنا المفسرون عن (الإجازات القرآنية) وفوائدها ومزاياها ثم نقول ماشأننا بها،ولماذا كل هذا الضجيج؟
إخواني:
إنني باسم عضويتي في ملتقى التفسير والقراءات،وفي جمعية القرآن وعلومه...الخ ...
أرغب لكم جميعا بطلب شرعي وإلى الإخوة المقرئين بشكل خاص، وابن جزري زماننا في أسانيد القراءات (الدكتور الغوثاني) ،
ألا وهو سرعة القيام بإنشاء (مركز عالمي لإعطاء الإجازات والدورات العلمية في تخصص القراءات) ويكون مقره الدائم مدينة (جدة) لقربه من الحرمين وإمكانية الوصول إليه في المواسم الصيفية،وأن يكون على أساس منهج علمي يتولى عدد من علماء هذا الملتقى وضع مناهجه وترتيبها،وتدريسها في موسم الإجازة...وإقرار تكلفته الدراسية ...
أيها الإخوة: أحسب أنّه إذا ما تمّ هذا العمل فسيكون مفخرة لهذه البلاد الطيبة مهوى أفئدة المسلمين ..ومحط أنظارهم في شتى العلوم..
أخيراً: بهذه المناسبة الطيبة أناشد الشيخين الكريمين الدكتور مساعد الطيار،والدكتور عبد الرحمن الشهري حفظهما الله،وأسعدهما بصلاح أبنائهما وأبناء المسلمين..أن يسعو في هذا العمل لدى الجهات الخيرية والرسمية للإسهام فيه،
وإلى تنبني هذا المشروع الضخم الذي اسأل الله أن ينفعني به وإخواني، وجميع أبناء المسلمين . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.


جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم أمين الشنقيطي على هذه اللفتة المباركة
فإن مما يثلج الصدر في هذه العطلة الصيفية انتشار المقارئ بمدينة جدة وإقبال الكثيرين من الإخوة والأخوات على حفظ القرآن الكريم ودراسة التجويد والقراءات على أيدي متخصصين ومن ثم تأهيلهم للحصول على الإجازات القرآنية, وهذه بعض المقارئ المباركة
http://www.almaqraa.com/
http://islameiat.com/test/nshat.shtml
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أختي الكريمة نورة ،حفظك الله وبارك فيك، وأشكرك على اهتمامك بالقراء والمقرئين،
وإنها لسعادة غامرة لهذا الملتقى بوجود مثلك أختا كريمة لاتنسى من واجباتها العلمية شيئا،وقد كان لتبشيرك بالموقعين اللذين لم أعلم بهما إلا بعد مشاركتك الطيبة مايزيد في البشرى بتقدم مستوى القراءة والإقراء في المنتديات ، ومن خلال هذا الملتقى كذلك.
جزاك الله خيراً.
ولقد كنت كماقال الشاعر في من سبق في المحافل:
من لي بمثل سيرك المدلل * تمشي رويدا وتجي في الأول.
والله الموفق.
 
هموم (9) في الإجازة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
من المرغبات التي تجعل الشيخ يستمع لقراءة الطالب أن يمتاز ذلك الطالب بالتجويد وحسن الآداء والصوت،
وقد كان بعض المشايخ لايرغب إلا في الطالب الماهر ،فيستبقيه ليقرأ عليه،ويعطيه الإجازة،
ومن القصص الطريفة :أن بعض المشايخ الكبار رحمهم الله جاءه طالب يريد الإجازة، فلما سمع قراءته،قال الشيخ له هذه قراءة أهل الجن،ليست قراءة البشر، وحينها عرف الطالب صعوبة شروط ذلك الشيخ،فانصرف باحثا عن غيره ...... والله الموفق
 
هموم (9) في الإجازة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
من المرغبات التي تجعل الشيخ يستمع لقراءة الطالب أن يمتاز ذلك الطالب بالتجويد وحسن الآداء والصوت،
وقد كان بعض المشايخ لايرغب إلا في الطالب الماهر ،فيستبقيه ليقرأ عليه،ويعطيه الإجازة،
ومن القصص الطريفة :أن بعض المشايخ الكبار رحمهم الله جاءه طالب يريد الإجازة، فلما سمع قراءته،قال الشيخ له هذه قراءة أهل الجن،ليست قراءة البشر، وحينها عرف الطالب صعوبة شروط ذلك الشيخ،فانصرف باحثا عن غيره ...... والله الموفق

صدقت
 
هموم (10) في الإجازة،متعلقة بالبحث والتأليف عند أهل القراءة:
في هذه الإجازة، وفي فترات متقطعة؛قمت كعادتي بترتيب وتصنيف مجموعة من الموضوعات في التخصص، وحددتها بحسب أهميتها،لأختار منها واحداً مناسبا لتأليفه،فكانت المفاجأة الكبرى لي، فقد ظهرت لي الصعوبات البحثية الواحدة تلو الأخرى، على شكل أسئلة طويلة محرجة.
فتساءلت هل هذا هو الموضوع الناجح؟ أوهو ضعيف الحال غير قابل للنجاح ؟
وما المدى الذي يمكن أن يصل البحث إليه بعد طول نظر وعمل؟
وهل يجدى التنبأ الأولي بنتائجه لإنهائه قبل السيرفيه؟
كلها تجاذبات تصارعت حينها في الذهن،
ثمّ ظهر لي أنّ سببها اختلاطات صعيبة بين الاشتغال بـ(الدراسة)النظرية، وبـ(التدريس)، وعدم وجود تصور كامل لكتب مناهج البحث التخصصية، وللآراء الشخصية الفردية، ولأرآء الآخرين المستأنس بها دون نظر وتأمل.
فياترى هل معالجات هذه الهموم هي في طلب:
1- الأسلوب الأدبي،ودراسته والتأليف على منواله.
2- التفكير في الموضوع المناسب بجمع الآراء المختلفة وتحديد أفضلها.
3- التنسيق مع جهات بحثية مسؤولة كالمجلات العلمية،للتواصل مع مجموعة من المتخصصين في تسريع نجاح البحوث للإفادة منهم.
هذه جملة هموم بحثية، تزاحم أفكار كثير من القراء، والإجازة أحد سبل علاجها،ومن ثمّ ممارستها بشكل صحيح.والله أعلم.
 
تكملة لهموم (10) فيما يتعلق بعوائق متكررة في البحث وتأليف الكتب في التلاوة :
- أن يطلب إلى الباحث عمل إحصائية حول الموضوع والباحث لايجيد عملية الإحصاء هذه وفق شروطها المعتمدة..ولعدم تخصصه فيها..
-أن يحال الباحث حين تعمقه في بحثه إلى مشروع البحث الإجرائي وتكليفه بعمل استبانات ودراستها وفق منهجية تربوية متخصصة..ثم لايجد الوقت والتعاون اللازمين لغرضه..
- أن يضيع وقت الباحث في كتابة موضوع خارج تخصصه نتيجة لرغبة فردية جامحة لاتلبث أن تكون فرصة ضائعة في وقته غير مقدرة في عمله العلمي..
- أن يحرص الباحث على تناول الأفكار المحدودة في مجموعة بحوث لا تلقى من الجهات البحثية قبولا..
هذه بعض عوائق البحث .
لكن من المفيد جدا هنا أن يحاول الباحث التعرف على طرق بحثية متعددة،لفك هذه الإشكالات الظاهرة..
وأهم من ذلك : ماهو مطلوب بشكل خاص من ( ملتقى أهل القراءات) ألا وهو تكليف بعض الباحثين المتخصصين بـ(الإشراف التعاوني البحثي) الدائم لإنجاز هذه البحوث المشكلة،وذلك من خلال تقديم طلبات لمن يرغب في التعاون من الباحثين ذوي الخبرة السابقة، مع أصحاب هذه البحوث، وعن الإشراف المساعد من لجان الملتقى العلمية،وذلك عبر بريد الرسائل الخاصة،ونشر أسماء المشرفين المتعاونين. وفق الله الجميع..
 
تابع لهموم (10) في التأليف :
في المقالين السابقين حرصت على عرض جملة من الهموم التي قد يجدها الباحث أثناء تأليفه لبحوثه،
وفي هذا المقال الذي يتبع سابقيه حرصت على التنبيه على كثيرممّا قديقع للطلاب اثناء محاولة التأليف في تخصصهم، وفي غير تخصصهم ،
حيث يلاحظ الناظر في تلك الأبحاث تشتت ذهن الطالب والقارئ سواء مما ينتج عنه ضياع جهد الباحث بعد تأليفه لتلك المؤلفات.
هذا التشتت الذي يجده القارئ اليوم في كثير من(الآراء الشخصية والمقالات الخاصة والمشاركات العلمية) المطروحة، في ظني ليس جراء طرق البحث، ومعاناته، وإنما هو بسبب بعض آراء أولئك الباحثين الخاصة، التي لم تباشر طرق التفكير السديد.
وفي هذا الصدد وجدت بعض المفكرين قد عرض لجملة من هذه الآراء، تبرز ما يعانيه كثيرمن الطلاب اليوم في أثناء تفكيرهم، وكتابتهم للبحث.
وإليك أخي القارئ مقتطفات من ذلك، من كتاب (دور وسائل الإعلام في بناء ملكة التفكير السديد لدى الطلاب) . وهو للعلامة الأستاذ الدكتور سيد محمد ساداتي،أستاذ الإعلام الإسلامي،والمقرئ المعروف.
فممّا قرره حفظه الله في كتابه الطيب، مع تصرف بسيط مني، حيث جعلته على شكل نقاط مختصرة، ليكون أدعى للفهم والإدراك لمن يقرأه من الطلاب:
فممّا ذكره حفظه الله:
1- من الضروري تعليم ...أصول التفكير السديد عن طريق إيجاد برامج ومواد إذاعية وصحفية تهتم بهذا الجانب التربوي المهم كما يفعل الآخرون..
2- إن التسليم لغير الله ورسوله دون نقاش يؤدي إلى أن يتحول الناس إلى أدوات في أيدي القادة فيقدمون على عمل كل شيء دون تفكير..
3-قواعد التفكير: المقارنة،التلخيص،الملاحظة،التصنيف،التفسير،النقد، البـحث عن الافتراضيات،التخيل،نقل الخبرة من موقف إلى موقف.
4- من وسائل تحسين التفكير: الحوار وكثرة القراءة، والمطالعة، والكتابة.
ومنها التمرين الذي يستهدف تعزيز القدرة على استبعاد الأفكار غير الضرورية عن طريق بناء الإرادة ومباشرة الأسباب في وضع الطاقة العقلية والإرادية على قاعدة عملية مما يساعد ذلك المعنى،والعناية بصحة المعلومات ومطابقتها للواقع.
5-أخطاء التفكير:إساءة التعميم التسرع في الاستنتاج، الخطأ في استعمال التفكير النظري عند حل المشكلات التي تتطلب مشاهدة الواقع، والوقوف على حقائقه والاعتماد على مصادر ومعلومات غير صحيحة وعدم التفرقة بين النص وتفسيره وتدخل الهوى والعواطف في الحكم والمبالغة في التبسيط وتحويل التقدير إلى تقديس وأخطاء المقارنة وتناقض الموازين والخطأ في استعمال اللغة فالألفاظ تعرقل التفكير وتؤذيه اذا ما استخدمت بشكل عائم من غير أن يكون وراءها رصيد من أفكار صحيحة ..وما أكثر أخطاء التفكير الناتجة عن خداع الألفاظ، فالتفسير والتعميم التطبيق الفرض الاستقراء عمليات تتضرر بتلك الأخطاء .
أخيراً أرجو للجميع من الله التوفيق والسداد في القول والعمل، وأن يجزي علماءنا ومشايخنا،وأساتذتنا،خير الجزاء، إنه سميع قريب.
 
هموم (11) (قضية شخصية معلم القرآن الكريم)في الإجازة.
في هذا الموضوع الشيق شدتني مقتطفات من بحث قدمه الدكتور حازم سعيد حيدر لندوة عناية المملكة بالقرآن الكريم ،التي أقيمت في المدينة.
وقد قدمه مؤلفه الدكتور حازم بمقدمة لطيفة قال فيها:
فيعدُّ المدرس هو الأداة الفاعلة والعنصر الرئيس في نطاق التعليم والتربية، ومعرفة الصفات التي ينبغي أن يتحقق بها ويرتقي إليها، تمكننا من الوقوف على الدور الهام والحساس الذي يمكن له أن يصنعه .
ونجد أن من بواكير الاهتمام بمعلم القرآن الكريم بعث عثمان - رضي الله عنه - قراء مع المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار ؛ لتكون المصاحف قدوة لأهل تلك الديار، يأتمون بها في قراءتهم وصلواتهم، وليكون القارئ المبعوث معلماً لعامة أهل كل مصر القراءة وَفق مصحفهم .
وإن جاز أن تؤخذ بعض العلوم بلا معلِّم، فإن هذا الأمر لا يمكن حصوله أبداً في تعلّم قراءة القرآن الكريم ؛ لأن تعلمه متوقف على العرض والتلقي والمشافهة والإسناد، فلا بدَّ فيه من معلِّم يرجع إليه .
ويتناول هذا البحث قِوامة معلم القرآن الكريم، وصفاته الذاتية، والعلمية، والتربوية، التي تؤهله للمشاركة بمقومات شخصية تميزه في درب خيرية تعلّم القرآن وتعليمه، دون التطرق لأهداف التعليم القرآني، أو طرائقه، أو أخلاق طلاب الحلقالقرآنية، وغيرها من الآداب التي ينبغي توافرها في عملية التعليم .
والصفات التي يتحدث عنها البحث، هي بعض من صفات لازمة، ينبغي تحققها في معلم القرآن الكريم، وهي غير مقصورة على المتصدي للتعليم في الحلقات، بل هي متأكدة في حق كل متعاط لهذه العملية الشريفة، بصورة جماعية، أو فردية .
وذلك أن المعلم هو محور التعليم والدرس والتربية، فمهما وضعت من مناهج متقنة، وهيئت من ظروف ملائمة، ووفرت من وسائل معينة، كل ذلك لا يغني عن الأداة الفاعلة في العملية التعليمية، وهو المدرس الكفء في الموقع المناسب ؛ لأن عناصر التعليم قد تكون في غاية المواصفات المتقنة، لكنها تنحدر وتهبط على يد المدرس غير المؤهل، أو توجَّه من قبله
توجيهاً نافراً، أو تهمل ولا يفاد منها .
فلا غرو أن تكون دراسات جادة في تأصيل شخصية المعلم، وبيان دوره الفعَّال .
ولقد حرَص الخلفاء وعلية القوم ووعاة الناس - قديماً - على اختيار المدرس الناجح لأبنائهم، ونجد - اليوم - في عالم الناس من يحرص على التحاق ولده في المدرسة النموذجية، التي فيها نخبة من المدرسين الأكفاء ؛ لأن ثمرة التعليم وجناه مترتبة على تأهل المدرس بالصفات اللائقة، وأخذه بها في مسيرته المباركة .
إن تأهيل المدرس بالمقومات التي تصل به إلى المستوى المناسب من إقامة الدين - وهو أحد حملته ونقلته -، فالطلاب عيونهم مفتوحة على هذا الموجه، فيحسِّنون ما حسَّن، ويعيبون ما قبَّح، وقد يتأثر التلميذ - أحياناً - بمدرِّسه أكثر مما يتأثر بوالده، والطبع - كما يقال - سرَّاق ؛ لذلك ربط بعض السلف بين العلم والدين، وكانوا يتعلمون من معلميهم - أيضاً - الدلَّ والسمت والخلق .
ويسهم هذا البحث إسهاماً متواضعاً في بيان بعض الصفات الأساسية لمعلِّم القرآن الكريم، ويشير إلى وسائل مفيدة - أيضاً - لمدرس القراءات القرآنية من باب التتميم والإفادة .
(بحث المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريم)أحد بحوث ندوة عناية المملكة بالقرآن الكريم وعلومه،1421هـ)طبع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
ــــــــــ
وفي نظرتي القاصرة إلى هذه القضية المهمة أقول:
في عصرنا اليوم يتخرج معلمو ومعلمات القران الكريم، ولديهم حاجة ماسة إلى التوجيه الذاتي والتربوي والتخصصي، حتى يمكن اكتساب الشخصية العلمية ومقوماتها.
لا أعني تلك الجوانب التربوية المدروسة في المحاضرات والمصادر، بل أقصد تلك التي يكون نواتها الخبرة الشخصية الذاتية الطويلة، وتلك المكتسبة بفعل عوامل كثيرة أهمها الاحتكاك مع ذوي الخبرة الثرية بالمواهب والاكتشافات،وطول الممارسة.
ومن الطريف أن كثيرا ممن درسوا على مجموعة من المشايخ في الصغر، والكبر لابد أن تكون لديهم بعض الخبرات ومع هذا لا نجد من يذكرذلك، ولعله تورع منهم، علما بأن الحاجة ماسة إليه لديه كثير من الطلاب والخريجين.
في هذا الصدد أذكر تجربة لبعض الإخوة:
فقد ذكر لي أحد إخواننا أنه كان يدرس في صغره على شيخ معروف بالشدة والتركيز على تجويد القرآن الكريم، وكانت حلقته مشهودة،لكن إنتاج هذه الحلقة من الحفاظ ضئيل جداً، لذا حاول والد هذا الأخ نقل ابنه إلى معلم آخر لديه مرونة في التدريس والإقراء فكان أن تخرج ابنه في مدة وجيزة حافظا لكتاب الله عزوجل كاملاً.
تجربة أخرى:
حدثني الكثيرون عن أن الشخصية المقبولة في القراءة والإقراء، هي: تلك الشخصية المتواضعة، والغزيرة المعلومات، والفائدة، ولاسيما إذا كانت تهتم بجوانب أدبية أو ثقافية فذلك كله حسن جميل،وإن سعيد الحظ من رزقه الله بمعلم من هذه النوعية الممتازة.
وقد سمعت كثيرا من طلاب الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله ثناؤهم على طريقة تعليمه للكثيرين من طلبة العلم القادمين إليه، ومما حفظته عن بعضهم:
هو أنه كان يقوم بالتنسيق أولا بين الطلاب عنده في مجلسه، فيضع الطالب كثير الحركة والسؤال مع الطالب الهادئ المستوعب، وبعد انتهاء الدرس الذي هو بحسب رغبة الطالبين نفسيهما، يقوم بتكليفهما بعد انتهاء الدرس، بالتلاقي للمدارسة في دار أحدهما أو المسجد، لحفظ الدروس المطلوبة ، ثم في اليوم الثاني يكون الحضور عنده للسؤال والمدارسة فيما سبق ولمعرفة ماتحصل عندهم،
هذا وغيره جعل مدرسة (الشيخ الأمين الشنقيطي)رحمه الله ثرية بالتوجيهات والمقومات الأساسية لطالب العلمية في شتى المجالات العلمية،ومنها دون شك مجال قراءة القرآن وتعليمه.
وأخيرا أقول: إنّ مدرسة (الشيخ الأمين الشنقيطي) وغيرها من المدارس الناجحة،
لتحتاج منا اليوم إلى تخصيص بحوث رصينة شيقة، تسعى لاكتشاف بعض الجوانب الشخصية لمعلمي القرآن الكريم العلمية الحافلة بالعلم والعمل، والموهبة، والندية، والأساليب التربوية النافعة.
والله الموفق.
 
هموم (12) الغموض والوضوح في اللغة:
لقد تعرض بعض الكتاب إلى قضية الغموض والوضوح في اللغة، في كتاب جميل بعنوان (نظرات وآراء في اللغة العربية ..الحضارة الإسلامية.د: محمد بركات حمدي أبو علي )
وأشار في هذا الكتاب إلى هاتين القضيتين الهامتين،( وقد لخصتهما منه بحسب مافهمته) كمايلي:
- الغموض والوضوح كلمتان على نقيض من المعنى واختلاف في المفهوم،
-كتب اللغة تخبرنا أن غموض الكلام الذي خفي مأخذه ومعناه،
- الغموض منه ماهو سائغ كالرمزية التي نعرفها من خلال دراستنا في أدبنا العربي أي أنه يكون في الكلمة والجملة والموضوع قديما وحديثا ولكن هذه الرمزية بعضها مقبول محبوب إذا كستها وسائل ومسوغات تحتمل التفكير الدقيق العميق الذي يؤدي بالتالي إلى فهم سريرة من سرائر الصياغة أو الانتقال إلى معنى دقيق يعتمل في نفس صاحبه ويهمه إعلانه وإظهاره...فالصنعة الدقيقة التي ترهف الفكر وتعمل العقل في تفتيق الصدفة عن الجوهر هي رمزية سائغة تتيح للباحث الارتياح النفسي بعد النتائج ويحمد السرى كفاء عنائه وتفكيره لأنه وقع على فائدة...
-من الغموض ماهو مرفوض كالرمزية الحاضرة التي تسير في دائرة المذهب السريالي فهي أقرب إلى التعمية والفوضى منها إلى مذهب فني يقوم على أصول ودقائق فهي غير مهضومة ولامستساغة لاسيما الموضوعات التي نقرأها لأشخاص غير مكتملي الثقافة ...أشبا ه الأدباء..
-القضية دائرة بين المرسل والمستقبل والوسيط
- فالمرسل المبدع ...
- والمستقبل الآخذ..
- الوسيط النتاج الأدبي..
- أكثرنا يلمس خلال تجاربه مناهج مراحل الدراسة المختلفة من ابتدائية فإعدادية إلى ثانوية ثم الدراسة الجامعية فكل مرحلة لها فلسفة معينة في تقديم المادة وطرق تدريسها والبحوث التربوية ..تقوم على دراسات لمراحل حياة الإنسان المختلفة في إعداد زاد فكري يتناسب مع كل مرحلة فللمراهقة ثقافة،وللكبار أخرى.
- وهكذا نضمن سلامة مجتمعنا في احترام مانقدم له في الآداب والفلسفة والفنون في دائرة الوضوح وعدم الغموض ودون غصب أو عدم تقدير بل نجعل المستقبل أو الآخذ يلهج بالثناء ويؤكد الحق لأهله ويعرف أنه غير منسي أو مغفل في هذه الحياة..
- النتاج الأدبي تبدو أصالته في ألفاظه المنتقاة ومعانيه الغزيرة وصوره الرائعة وخياله اليقظة واهتمامه بالمجتمع وقضاياه الحية والتعبير عن نوازع الأفراد والجماعات وميولهم ومحاكاة وجدانهم،وشحناتهم العاطفية والاجتماعية المتنوعة المتعددة الألوان والظلال.
- عندها نكون قد فرقنا بين الغموض والرمزية التائهة الغامضة .. وبين الغموض والوضوح من جهة ثانية وحببنا إلى النفس الرمزية التي تنم عن فكر وثقافة وصنعة...
- الوضوح نور يبدد الظلمات ولكنه إذا عرض بابتذال وعدم اهتمام كان أقرب إلى الهذيان والتخبط منه إلى الفن والأدب...
- يجمل ذلك عبد القاهر الجرجاني :الأشياء المشتركة في الجنس المتفقة في النوع نستغني بثبوت الشبه بينها وقيام الاتفاق فيها عن تعمل وتأمل...
- وإنها لصنعة تستدعي جودة القريحة في أن يجمع أعناق المتنافرات المتباينات في ربقة ويعقد بين الأجنبيات معاقد نسبة وشبكة وماشرفت صنعة ولاذكر بالفضيلة عمل إلا لأنهما يحتاجان من دقة الفكر ولطف النظر ونفاذ الخاطر إلى مالايحتاج إليه غيرهما..
- فللغموض أنصاره وللوضوح مشايعوه وهؤلاء وأولئك لايختلفون في جمال الغموض المتكئ على الصنعة المرهفة وإعمال الفكر المثقف الذي ينادي بالأديب الناقد أن يقف عنده وقوفا عميقا وساعتها يرتفع بفنه من ذات الصدع إلى ذات الرجع وكذلك لايتنافرون في تذوق جلال المصنوع المتفق عليه مع السلامة ..لاعن صنعة مرذولة وغموض مقيت./75-60
*من كتاب نظرات وآراء في اللغة العربية ..الحضارة الإسلامية.د: محمد بركات حمدي أبو علي
قلت : ما أكثر الذين تشغلهم قضية الغموض في اللغة العربية اليوم، مما يجعل الحليم من هؤلاء حيراناً.
لذا قد صرح بعضهم بميله إلى الصراحة قولا وفعلا، قائلا:
أحب صراحتي قولا وفعلا *وأكره أن اميل إلى الرياء
ولست من الذين يرون خيرا *بإبقاء الحقيقة في الخفاء
* اللهم انفعنا بما علمتنا، وزدنا علما ماشاء الله كان، ونعوذ بالله من حال أهل النار.
 
هموم (13) في التأصيل، والملتقى:
بحث هذه الهموم في هذا الملتقى (جملة) لاتعني إبراز مواقف سلبية، تعجزنا عن اكتشاف معلومات وطرائق هامة حولها قد تتطلب الخبرة للبحث عنها،
بل هي تأتي من واقع التسليم بأن الواجب المهني: للعالـِم هو أن يمد الجمهور بحقائق آرائه التي تستند إلى الخبرة ...فالجمهور يحتاج إلى التثقيف، ويحتاج إلى حماية من مخاطر العلم..
ونحن اليوم في كثير من دروسنا العلمية وجلساتنا، يتساءل الواحد منا ،أين التأصيل المطلوب؟
فهل يعني المنهج الأصولي؟ أي طلب جهود الأصوليين الذين يدركون ابعاد القضية وكيفية استجابة المناهج للقضايا الكلية الأوسع.
كما تحدث عنه بتوسع في كتاب أساسيات التأصيل والتوجيه الإسلامي للعلوم والمعارف والفنون،للدكتور مقداد يالجن.
أم أن التأصيل شيء خيالي له مسماه ، لكن بعيد مداه ؟
من هذا المنطلق فالملتقى في حاجة إلى تعريف القارئ ببعض همومه الخاصة،في مثل هذه الموضوعات الملحة.
بأن يجعل ذلك أبرز أهدافه، فالهموم كثيرة، فهناك من يشكوا من غياب كثير من الاساسيات التربوية والاجتماعية والمنهجية عن واقعنا اليوم، ويسأل من اين تكون الخطوة الاولى لاكتساب الثقة في النفس؟ وكيف تكون هذه الثقة بالنفس سبيلا لتحفز العقل اكثر؟ فيتحدث بصراحة،وراحة، فيقدم العطاءات دون اسى على مافات ،يعمر ولايدمر ، يجول الافاق، عالي الاخلاق،يبغي التجديد على المدى البعيد.
متوكلا على الله وحده:متمثلا بقول الشاعر:
لاتخضعن لمخلوق على طمع * فان ذاك مضر منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه * فانما هي بين الكاف والنون
أخيرا : في ختم هذه الهموم في الإجازة، أجد أن لهذا الملتقى حقا علينا جميعا في تقديم التوجيه والإرشاد لما فيه خيره وصلاحه، فلقد ذهب وقت كثير في تحرير مشاركاته، وتقليب مداخلاته، فمما نتمنى أن نشاهده في مستقبله القادم إن شاء الله:
-أن يلجأ إلى أن يؤصل مشاركاته تأصيلا علميا كما تأصل غيره من الملتقيات خاصة تلك الإخبارية، والبحثية.
فحينها لا يصعب فهم عنوان أي مشاركة فيه، فهي تعبر عن مضمونها،بلفظة (مفتاحية يمكن البحث عنها في المحركات الكبرى كـ(قوقل)،
وأن يلتزم بطرح الأسئلة الواقعية عن حال وواقع الدروس العلمية في الدور والمؤسسات، فلاتوضع فيه كل الأسئلة في بوابة مشاركاته، حتى تجد ردا،فإذا حصلت الردود أصبحت ضمن بوابة المشاركات.
وأن يلتزم ويرعى المبادرة إلى تجلية المسائل التي يستقبلها الناس: كالإجازات وبدايات الدراسة، والاختبارات، والملتقيات والمؤتمرات والندوات،فيقدم جهده ومايمكنه من معالجاتها.
وأن يرسم بين الفينة والأخرى خطوطا مستقبلية للترشيح والمشاركة في الإشراف على الملتقى، وفق مجلس إدارة علمي ودورة ترشحية من الأعضاء الدائمين والفاعلين، ليختار من بينهم أعضاءه وفق برنامج مناسب.
أخيرا هذا دعاء لبض الصالحين يقول فيه : اللهم خذ بيدي في المضائق، واكشف لي وجوه الحقائق،ووفقني لما تحب،واعصمني من الزلل،ولاتسلب عني إحسانك،وقني مصارع السوء، واكفني كيد الحساد، وشماتة الأضداد، والطف بي في سائر تصرفاتي،واكفني من جميع جهاتي ياأرحم الراحمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
هموم (14) في طرق تدريس القرآن الكريم عند المقرئين الجامعيين.
في دروس مقرر القرآن الكريم طرق تدريس لابد للمقرئين من معرفتها،خاصة في مايستقبل من الأعوام الدراسية القادمة،
ورصداً لأجمل ماوقفت عليه من دراسات منهجية في هذا المجال من المحفوظ في مكتبتي، فقد اخترت بحثا منها يتناول هذه الطرق،بأسلوب منهجي علمي جميل وهو للدكتور محمود الخطيب قدمه لندوة عناية المملكة بالقرآن ،التي أقامها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة،
ففي مقدمته يقول:ويشرفني أن أساهم في هذه الندوة المباركة بالكتابة في موضوع:
" تقويم طرق تعليم القرآن الكريم في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي ".
ويقول في : مشكلة البحث:
نظراً لتطور طرق التعليم بصورة عامة وإمكان الإفادة من هذه الطرق في تعليم القرآن الكريم وتمسك كثير من المعلمين بالموروث من الأساليب والإجراءات غير التربوية التي تتم في الموقف الصفّي، كانت الحاجة لتقويم طرق تعليم القرآن الكريم السائدة في التعليم العام والتعليم الجامعي لمعرفة فاعليتها وجدواها.
هذا الأمر يتطلب طرح التساؤلات التالية:
1. ما طرق تعليم القرآن الكريم السائدة في التعليم العام؟ وما إيجابياتها وما سلبياتها؟.
2. ما طرق تعليم القرآن الكريم السائدة في التعليم الجامعي؟ وما إيجابياتها وما سلبياتها؟.
3. هل توجد فروق بين الطرق المختلفة لتعليم القرآن الكريم في المراحل المختلفة للتعليم؟.

وفي أهمية الموضوع يقول : وانطلاقاً من الدور التربوي والتعليمي والديني الهامّ للقرآن الكريم، تصبح الحاجة ماسّة إلى إجراء بحوث ودراسات للوقوف على طرق تدريس القرآن الكريم، وتقويمها، بتشخيص الواقع وقياس ما تم تحقيقه لتسديد نواحي الضعف وتعزيز جوانب القوة، والتعرف على الوسائل التي يجب تأمينها لتحسين طرق التعليم، للوصول إلى الطرق المثلى لتعليم القرآن الكريم مع إمكان الإفادة من التقانة الحديثة التي تناسب كل مرحلة من مراحل التعليم، كل ذلك لأهمية القرآن في بناء الشخصية المسلمة السّوية التي ستؤدي بالمسلم إلى احتلال مكان الصدارة كما كان عليه السلف الصالح.
ويقدم الباحث استبانة يمكن استخدامها في تقويم أداء المعلم الكريم في الموقف الصفي للكشف عن الأساليب المتبعة في مراحل التعليم المختلفة.
وفي خاتمة بحثه جاءت نتائجه وتوصياته :
أبرز نتائج البحث وتوصياته
أولاً: يمكن تلخيص أهم النتائج السابقة بما يلي:
1. يلتزم المعلمون في جميع مراحل التعليم بتلاوة الآيات الكريمة بطرق متعددة ولكن بنسب مختلفة، مع ملاحظة عدم اهتمام البعض بالوقوف على رؤوس الآيات وبخاصة معلمو الصفوف الابتدائية العليا.
2. يُلزم المعلمون الطلاب بالتقيد بأحكام التجويد في جميع المراحل.
3. يرى المعلمون جميعاً أن ترتيل الطلاب لآيات القرآن الكريم فيه فائدة في التعلم والتفكير والاستنباط.
4. يربط المعلمون معنى الآيات بالحياة العامة مع إعطاء الأمثلة.
5. يلتزم كل المعلمين في جميع المراحل على إكمال المقرر الدراسي.
6. يركز المعلمون على إجادة الطلاب للقراءة بغض النظر عن إكمال المقرر الدراسي عدا معلمي المرحلة المتوسطة والثانوية والمرحلة الجامعية.
7. لا يهتم معلمو القرآن الكريم في جميع مراحل التعليم بمحور اختبار التعلم القبلي سواء بتكليف الطلاب بقراءة آيات الدرس السابق أو مناقشتهم بمدلولات الألفاظ والمعنى الإجمالي للآيات أو ما شابه ذلك، وهذا يؤدي إلى إهمال الطلاب لمسألة مراجعة الدروس السابقة.
8. إن عنصر التشويق والتمهيد الجيد للدرس الجديد لإثارة اهتمام الطلاب لم يصل إلى درجة القبول في جميع مراحل التعليم.
9. عدم اهتمام معلمي القرآن الكريم في جميع المراحل بالقراءة الصامتة بالرغم مما لهذه الطريقة من آثار طيبة في تسهيل عملية التعلم والتعليم.
10. لا يهتم معلمو جميع مراحل التعليم بشكل عام بالقراءة الجماعية ولا بالقراءة الزمرية، ولا يميلون إلى تقسيم الطلاب إلى مجموعات مهما كثر عددهم.
11. عدم اتباع معلمي القرآن الكريم الطرق التربوية في تصحيح أخطاء الطلاب، حيث يقوم المعلمون بتصحيح الأخطاء بأنفسهم ولا يتركون الفرصة للطالب القارئ بتصحيح أخطائه، ثم من قبل طالب آخر، ثم يأتي دور المعلم.
12. يعتمد معلمو القرآن الكريم على الوسائل القديمة وخاصة السبورة الطباشيرية بالإضافة إلى المسجل في المرحلة الابتدائية فقط رغم تطور وسائل التعليم من شفافيات وأفلام ومختبرات لغة…الخ.
13. لا يهتم معلمو التعليم العام في جميع المراحل بالعناية بدور الطلاب، فلا يميلون تكليفهم بالتحضير للدرس الجديد.
14. لا يعتمد معلمو جميع مراحل التعليم العام على التلقين فقط في تعليم القرآن الكريم، في الوقت الذي اعتمد فيه معلمو المرحلة الجامعية على التلقين فقط.
15. لا يميل معلمو الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة إلى إجراء المسابقات في تلاوة القرآن الكريم.
ثانياً: من خلال النتائج السابقة فيمكن الأخذ بالتوصيات التالية:
1. أن يتولى مشرفو التربية الإسلامية مسألة التأكد من تطبيق المعلمين لجميع إجراءات تعليم القرآن بكل جدية بما يتلاءم مع كل مرحلة من مراحل التعليم مع إقامة دروس نموذجية لتعليم القرآن الكريم مع استخدام تقنيات التعليم الحديثة.
2. على معلمي القرآن الكريم الاهتمام بالتحضير لدروس القرآن الكريم وأخذ ما يلي بعين الاعتبار:
‌أ. التمهيد الجيد وتشويق الطلاب لدرس القرآن الكريم
‌ب. الاهتمام بجميع أنواع القراءة وبخاصة القراءة الصامتة والجماعية والجهرية والزمرية والفردية حسب كل مرحلة.
‌ج. اتباع الأصول التربوية في تصحيح أخطاء الطلاب.
‌د. استخدام الوسائل التعليمية المناسبة في الوقت المناسب.
‌ه. تفعيل دور الطلاب في حصص القرآن الكريم والعمل على زيادة دافعهم إلى التعلم، وتحسين مستوياتهم بكل الطرق الممكنة.
‌و. الاهتمام بالتلقين في تعليم القرآن الكريم في جميع مراحل التعليم.
‌ز. الاهتمام بالأنشطة غير الصفِّية لحفز الطلاب على تعلم القرآن الكريم، ومن ذلك إجراء المسابقات الجادة مع زيادة التعزيز المادي للطلاب.
والله الموفق
من بحث تقويم طرق تعليم القرآن الكريم
في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي
إعدادد. محمود بن إبراهيم الخطيب
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بالقنفذة
رئيس مركز البحوث والدراسات التربوية
أخيرا:
أقول لنفسي و لإخواني المقرئين الجامعيين، هذه لفتات مهمةفي طرق تدريس مقرر القرآن الكريم الجامعي والعام، وأحسب أن في جعبتهم غيرها،فأرجو أن يحرصوا عليها في دروسهم،لزيادة تحصيل طلابهم من مقرر القرآن الكريم في مايستقبل من أعوام دراسية قادمة إن شاء الله. والله الموفق.
 
هموم (15) مفردات مقرر القرآن الجامعي، الكم والكيف.
في هذا المقال سأحاول التعريف بمقرر القرآن الكريم الجامعي الحالي في بعض الجامعات الشرعية، وفي عجالة سريعة اقول:
مقرر القرآن الكريم الجامعي يهتم بتدريس الحفظ، والتصحيح للتجويد،للطلاب.
وهو مقرر له حيثيات كثيرة منها أنه :
يتم توزيعه إلى أجزاء ....
وهذه الأجزاء يمكن توزيعها إلى أرباع، توزع على أسابيع الدراسة.
كمية ماسيدرسه الطالب تختلف الكليات الشرعية في مقداره ، فمن الكليات من توزع المقرر إلى عشرة أجزاء على مستويات الدراسة الثمان،حفظا وتجويدا،ومنها من تنقص عن ذلك،
يقوم الطالب بحفظ هذه المقررات حفظا متقنا،يتابعه معه مدرسه في كل أسبوع..
لايدرس الطالب مقررا تجويديا بعينه، لكنه يطالب بقراءة كتب التجويد،وبتطبيق ماتعلمه من أحكام تجويد كان قد درسها...
يختبر الطالب في ماحفظه مع تطبيقه للتجويد في اثناء إجابته،
ثم تكون النتائج لمخرجات كل جامعة في المقرر..
فهل يعتني الطلاب بمقرر القرآن الكريم ويحافظوا عليه بعد تخرجهم،
هذا ما نرجوه جميعا من طلابنا الكرام. وفق الله الجميع.
 
هموم (16) هل طلابنا في التعليم الجامعي، الذين عرفناهم في سنوات الدراسة، ملازمون لما حصلوه من دروس مقرر القرآن الكريم؟
هذا السؤال المهم طرحته على نفسي، وحاولت ان أجد له إجابة شخصية لأسجلها كتجربة خاصة أستفيد منها في عملي المستقبلي، ويستفيد منه كذلك غيري من المعلمين.
إن هذا السؤال (الكبير) لايمكن التأكد من إجابته إلا من خلال دراسة إجرائية، لها خطواتها التربوية المعروفة التي تستفاد من أقسام التربية في الجامعات، وتعرف بالدراسة الميدانية،
ومن باب التعريف بهموم علمية رأيت أن أتناول ذلك كقضية بحثية يحتاج إليها الجميع لمعرفة شيء عن مستوى الطلاب العلمي في مقرر القرآن الكريم، أثناءوبعد الفترات الدراسية،
هذه الهموم تأتي من واقع تجربة ومشاهدة خاصة لكم هائل من الطلاب عرفته في المستويات الدراسة الجامعية الثمان، وهو يحتاج إلى دراسات ميدانية كثيرة :
أولا: دراسة عن صورة الطالب المتفوق النموذجية، الذي أتقن مفرادات المقرر، ونفذ متطلباته وتميز بالسلوكيات الحسنة.
ثانيا دراسة عن الفروق الظاهرة بين الطلاب المتفوقين عن غيرهم:
فبعض الطلاب المتفوقين نجدهم في المستوى الدراسي الأول قلة ، ونجدهم في المستوى الثامن بكثرة، وبعكس هذا نجد من هم غير متفوقين، وهذا الفرق البسيط يشبه مستويات كثير من الطلاب في اول محاضرة ومستواهم في آخر محاضرة وفرق كبير بينهما.
ثالثا : دراسة عن حال الطلاب بعد تخرجهم:
فإذا ابتعدنا عن نتائج الاختبارالمسجلة، فسنجد الطالب المتخرج ومضى عليه وقت طويل منذ تخرجه، ونجد كذلك من هو حديث التخرج، فهل كل الطلاب المتخرجين من الجامعات الشرعية سيدرسون مادة القرآن الكريم ؟وهل كلهم على مستوى عال في هذا المقرر، لمسته الجهات الوظيفية وسجلته في سجلاتها الشرفية؟
هذه بعض الزوايا النافعة، وهي في نظري محور دراسات علمية مفيدة للجميع،
أخيرا: يقول بعض الباحثين في خلاصة له في موضوع له يتعلق بمقرر القرآن، الكريم:هذا البحث المتواضع كان بمنزلة تقرير صريح وواضح لرصد الداء ووصف الدواء ، والحق يقال إن المعلم لا يتحمل وحده عبء انخفاض مستوى الوعي الديني عند الطلاب بل الطالب نفسه يتحمل العبء الأكبر ؛ لأن ترف الحياة قد شغله عن الاهتمام والتركيز والمتابعة الجادة والمشاركة والهدف الدراسي عند بعض الطلاب لايعدو أن يكون تسلية وشغلا للفراغ أو حصولا على راتب كما أن الكثرة الجادة تحجم عن المشاركة في الدرس حياء أو خوفاً من الوقوع في الخطأ أمام زملائـهم.وهذه كلها عوائق تحول دون النهوض بالعملية التعليمية وأوصي إخواني المعلمين بضرورة تحسين المستوى بالاطلاع الواسع وتجويد الأداء في حدود الإمكانات المتاحة وعذر مَنْ قَصَّر منهم شواغل الحياة بمتطلبات التحضر وما أكثرها وذهاب البركة من الوقت فقد صار ضيقاً عن التبعات والواجبات فضلا عن مقتضيات الحياة الاجتماعية بما فيها من عادات وتقاليد .انتهى من بحث تقويم طرق تعليم القرآن وعلومه د: سعيد شريدح.
ختاما: أسأل الله أن يوفق أبناءنا الطلاب وإخواننا المعلمين في حياتهم العلمية والعملية، وأن ينفع بهم إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.
 
هموم( 17) في تحقيق ماكان من التراث من كتب القراءات.
بداية من المهم الإشارة إلى أهمية تحقيق التراث الإسلامي فماحقق بالنسبة لماهو في مكتبات العالم ضئيل جدا،
ومن المعلوم أهمية إحياء هذا التراث،وإخراجه إلى النور ليراه الآخرون مرة أخرى بثوب جديد،فذلك من أولويات الباحثين.
وقد ناقش بعض أهل العلم والخبرة طريق تنظيم الإفادة من مجموعات المخطوطات في العالم،
من هؤلاء صاحب كتاب (عوامل تحصين الأمة).
وإليك مقتطفات منه: جعلتها على شكل أسئلة وأجوبة، عن موضوعها وتقديم حلول مقترحة له.
كالتالي: لماذا تحقيق المخطوطات؟ وماهي أبرز مشكلاتها؟ وبعض الآليات المقترحة؟
قال صاحب كتاب عوامل تحصين الأمة:
لعلنا نتفق جميعا أنّ من المشكلات البارزة لخدمة علومنا الإسلامية وخدمة تراثنا ... تنظيم الإفادة من (مجموعات المخطوطات) الموزعة في (مكتبات العالم) ،وسوف أحاول أن أقدم بعض الحلول العملية بعد وصف المشكلة الراهنة:
المشكلة : شهدت الفترة الأخيرة من تاريخنا المعاصر حركة إحياء لـ(لمخطوطات العربية) في مختلف العلوم الإسلامية، وأقبل الدارسون بحماسة لتحقيق التراث الإسلامي، تحقيقا علميا، غير أنه لم يكن هناك أسس ثابتة لعمليتي الانتقاء والتحقيق، ممّا جعل المسألة تكتنفها أشكال من الحيف والفوضى بحقّ المخطوط، والدّارسين ،فلم يعد الباحثون يملكون إجابة علمية عن الأسئلة التالية:
1- ماذا حقق من التّراث وماذا بقي؟
2- ما النّسخ المخطوطة المحفوظة في العالم لهذا المخطوط، أو ذاك؟
3- هل المخطوط المحقق رُوُعِيت فيه أصول التحقيق العلمي، ووصل إلى محققه النسخ المحفوظة في مكتبات العالم؟
4- هل يتعدد الجهد بين الباحثين لتحقيق المخطوط نفسه، فلايعلم الأول عن الثاني شيئا؟
المشكلة وجوابها: - بعد تصرف بسيط مني في عبارته- يقول :
تَعثّر الإجابة العلمية الحاسمة عن هذه الأسئلة، أبدى على السّاحة الظّواهر السّلبية التّالية:
- يقوم أحد المحققين بتحقيق وريقات من المخطوط، ويعلن عن هذا ثم يتوقف، وينتظر الآخرون ولايصدر شيء.
- يتمّ التّحقيق على أساس مخطوطات محدودة، ولايصل إلى المحقق علم بالنسخ الأخرى الضرورية لإتمام العمل العلمي.
- يقوم أكثر من محقّق في أكثر من بلد بتحقيق كتاب معين، وقد يعلم أصحاب العمل أولايعلمون، فيتعدّد الجهد، وتصرف طاقات كانت أولى بأن تصرف في مخطوطات أخرى غير محقّقة.
- أصبح الكتمان والخطف والإخفاء، أموراً تُلازم كثيراً من المحقّقين بحجة أنّ هناك من يسرع إلى تحقيق المخطوط، أوطبعه.
- يرغب كثير من الباحثين أن يتّجه إلى التّحقيق، ولايجد مايناسب، وقد يجد ولكن ثـمّة عقبات تحول دون الوصول إلى النسخ.
- ثـمّة مخطوطات لها أهميتها وقيمتها، ولكن يصعب الحصول عليها من طريق الأفراد، وقد يسهل من طريق هيبة الجامعة وقدرتها.
ثم يعرض المؤلف للحلول التي يراها نافعة من خلال (الجامعات الإسلامية)، وذلك بأن:
- يعقد ممثلوها اجتماعا لتوزيع العمل فتختص واحدة بمخطوطات الحديث مثلا،وتختص الثانية بعلوم العربية، وهكذا...
- إذا اختصت جامعة معينة بعلوم العربية مثلا ...أوفدت بعثة علمية متخصصة مزودة بفنيين في التصوير إلى مظان المخطوطات العربية في العالم ...ويتخصص فريق في الجامعة بتحليل هذه الأفلام لتزويد الحاسب الآلي بنتائج التحليل في شكل بطاقة مفصلة..
- تستطيع الجامعة التي تخصصت في علوم العربية مثلا أن تضع لنفسها خطة زمنية بأن تنجز خلال المرحلة الأولى حصر مظان المخطوطات من غير تصويرها، وفي مرحلة تالية تنجز التصوير في بلد معين كتركيا مثلا ...ومن الأفضل أن يتم التفاهم بين بلد الجامعة وبلد المخطوطات على نحو رسمي لكيلا تعرقل أعمال البعثة العلمية والفنية...
- تيسير المادة العلمية التي بناها السلف، هو في حقيقة أمره تيسير لمعرفة المنهج الذي احتذوه وساروا في أثره....
- من ناحية أخرى هذا التراث إن عرض عرضا دقيقا كمايريده أصحابه ثم درس دراسة تحليلية نقدية تقويمية فإن الأجيال ستفيد من العرض والتحليل فائدة حية،فإن الصالح منه ..سيعمق الصلة بالإسلام ،ويجعل الأجيال مؤسسة على تقوى ومعرفة غير الصالح منه سيجعل الأمة قادرة على رد مالايناسبها وماليس هو من الخير لها../49 من كتاب عوامل تحصين الأمة د:أحمد محمد الخراط،الناشر علي محمد العمير،1424هـ.
ختاما: يسرّني أن يقوم المتخصّصون،والمؤسسات العلمية بتفعيل هذه الآليات والحلول المقترحة. أسال الله أن يوفق الجميع لخدمة كتابه واتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم. والحمد لله رب العالمين.
فائدة :سبق كتابة هذا التعليق في مشاركة سابقة في ملتقى أهل التفسير.
 
هموم (18) في منهج البحث عند القراء في مؤلفاتهم؟
قال ابن الجزري في منجد المقرئين:
حال التصنيف أن يبدأ بما يعم النفع به وتكثر الحاجة إليه بعد تصحيح النية، والأولى أن يكون شيئا لم يسبق إلى مثله.. وليحذر مااستطاع وليحسن الثناء../69.
وقال: ولاشك عند كل ذي لب أن من تكلم في علم، ولوكان إماما فيه، وكان العلم يتعلق به علم آخر، وهو غير متقن لمايتعلق به، داخله الوهم والغلط عند حاجته إليه./46
وقال: ولاينبغي لمن وهبه الله عقلا وذهنا وعلما أن يجمد على كل ماوقع، ولكن ينظر كما نظر من قبله؛ فالحق أحق أن يتبع../46
وقال: ايها الإخوان أنى لكم أن تظنوا الظنون ألم تسمعوا قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون...)هبوا أنه لم يسعكم جهله !!
وقال: وهذه أوراق أرسلتها العراك، ونصبتها عليكم كالشباك، وعسى أن يقع فيها سعيد إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب... ماعُصٍم إلا الأنبياء ولو ورثهم العلماء .ولاتقليد في اعتقاد والله اسأل السداد./47.
أخيرا: هل ياترى رسم الباحثون في (علم القراءات)هذه الكلمات المضيئة في عقولهم، ليضعوها في بحوثهم، أسأل الله لي ولهم ذلك.
 
هموم (19) في توجيهات المحبيين لأحبتهم:
قرأت في كتاب جميل في مكتبتي عنوانه التوجيه غير المباشر وأثره في التربية وتغيير السلوك،للدكتور صالح بن عبد الله بن حميد حفظه الله، مسائل مهمة منها تتعلق بميزة التوجيه غير المباشر،
يقول صاحبه : إن ثمت ميزة واضحة لهذا النوع من التوجيه ذلكم هو شعور الفرد بأنه يكتسب هذه المعارف وتلك الخبرات باستقلالية تامة من غير توجيه، أو إلزام أو إكراه إنه يحس بحريته في التفكير والتعلم والاكتشاف، إنه تعلم واكتساب من غير إحساس باستعلاء من أحد بفضل علم أو تقدم خبرة،...
الى أن يقول: إن احساس النفس بالاستقلالية والاستعلاء لاتسمح في كثير من الأحيان بقبول أومرور توجيه مباشر آت من الآخرين،
والتوجيه غير المباشر يتفادى ذلك بالمرور من خلال طرقات ومسارب تجعل المقصود بالتوجيه، يحس وكأنه هو الذي فكر بنفسه واختار بإرادته،
وبهذا يرضي غروره ويسير باندفاع وقوة في الطريق التي رسمت له متوهما أنه يسير بمحض اختياره وإرادته..
ثم يستعرض حفظه الله بعض الأساليب التي يتم من خلالها التوجيه غير المباشر،
فيقول: من ذلك القدوة، البيئة، القصة، المشاهد التمثيلية، القراءة الحرة، بعض أساليب الخطاب مثل الكتابة، التورية، المعاريض مابال اقوام المداراة .../19.
- أذكر هنا بعض الأحبة مما كانوا يحبون التلقي عن مشايخهم، عزفوا عن لقائهم لعلمهم بتوجيهاتهم المباشرة لهم،فكان ذلك من آفات التوجيه ،
- أذكر هنا أنا وزميل لي كنا في مرحلة الإعادة، وبينما كنا نسير قابلنا شيخا لنا فكان أن أشار علينا أن نتدارك ظروفنا في مرحلة الإعادة وأنها مرحلة ذات مسؤولية كبيرة،فكان توجيهه في قمة التوجيه رحمه الله رحمة واسعة.
وفي فرصة عظيمة كهذه التي نعيشها في ملتقى أهل التفسير، ينبغي أن نتدارك هذه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا جميعا،لنصل بهذا الملتقى إلى مايصبوا إليه، ونصبوا إليه جميعا، وهو رضا الله عزوجل في الدارين.
والله الموفق.
 
هموم(20) عندما نطلب العلم كيف حالنا؟
ما كنا نشاهده في أثناء طلب العلم من بعض زملائنا من تجاوزات .. قرأت فيه محاضرة بعنوان (العلم في زمالة الاسلام)، للدكتور عبد الفتاح سلامة،في النادي الادبي بالمدينة المنورة، وسأعرض لما يتعلق بقضيتنا باختصار منها :

يقول فيها رحمه الله : فإذا طلب الإنسان العلم فإن القران يحتم عليه بأن يبدأه باسم الله ويحصله بقدرة الله ويطرق أسبابه وهو مستعين بقوة الله ،
إذ لاغرور ولاصلف ولاكبرياء ولاغطرسة ولا أي شيء من هذه الآفات الأخلاقية التي قد تندس إلى كيان الإنسان وتتسرب إلى نفسه،
والإنسان عندما يطلب العلم لابد أن يكون متدثرا بلثام الحياء والتواضع لأن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة ظن فيها أن علمه قد اكتمل فإن هذا هو الجهل بعينه..
وإذا كان الأمر كذلك فإن العلم يصبح عبادة من أجل العبادات في الإسلام ...
إن العلم في مدرسة القرآن فكر وتأمل ونظر عابد وقلب خاشع واستغلال نافع لنواميس الكون وأسرار الورود وتحليق وصعود
ليستشرف الإنسان بنفسه عوالم الجلال والجمال ويتساوق مع كائنات الله في سبحاتها الطهور ويتجاوب معها وهي تسبح لخالقها وتشهد له بالوحدانية والدينونة والهيمنة والاستعلاء..251 من كتاب دراسات في الفكر الاسلامي.

ونحن في ملتقى الكرام ،في حاجة إلى إدامة النظر في حالنا مع طلب العلم والعمل به، وان نعمل على تقييم درجات التزاماتنا بطلبه على هدي الأوليين..حفظ الله الجميع ،ووفقهم للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.آمين..
 
هموم (21) في الاشتغال بتقديم الاقتراحات، وتناسي المسؤوليات
يقول الشيخ سلمان العودة حفظه الله : كل مايفعله البعض أن يقترحوا على الآخرين،
والاقتراح هو جزء من المشاركة،
لكننا بهذا سنجد أنفسنا مع الأيام أمام اناس لايملكون إلا الاقتراح الذي يقدمونه ببساطة ودون دراسة أوترو ،
وأمام آخرين تكدست أمامهم الواجبات والاقتراحات حتى اثقلت كواهلهم وشغلتهم عن كثير من المهمات،
والمسألة تحتاج من رجال الإسلام إلى لفتة وتفكير، متى نشعر بالمسؤولية المباشرة الشخصية،
ونتحرك لها بفكر ثاقب ونستثمر إمكانات العصر ونسخرها لخدمة الدعوة والدين،
ومتى ننتقل من مجرد التشاكي والتباكي وتقاذف المسؤوليات إلى مرحلة العمل البناء المثمر.
.مقالات في المنهج سلمان فهد العودة المجموعة الأولى./91
 
بارك الله في الجميع .
واسال الله تعالى عاقبة هذا الموضوع خيرا ......... لان الاخلاص والصدق مع الله تعالى راس الامر كله .
وان يجنبنا اسوء الامثلة التي ضربها في كتابه العزيز لمن لا ينتفع من علمه- ولا يرجو ما عند الله ان يحذر من سوء العاقبة- : كمثل الكلب الذي يلهث ومثل الحمار يحمل اسفارا .
رزق الله اخوتي في الملتقى اجمعين العلم النافع والعمل به .
 
أخي الكريم: معن الحيالي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فهموم القراء ، عاقبتها خير إن شاء الله،

وحسبنا قول الشاعر:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت * ولاتلين إذا عدلتها الخشب

أخي الكريم :
هناك طلاب طريق السعادة التي رسمها القرآن الكريم،والمتمثلة في صلاح البال واطمئنان القلب،

وهناك شخصيات سلبية تهرب من مواجهة المشكلات وتسعد بالواقع مهما كان مؤلما..
نسأل الله أن نكون ممن يقول القول ويفعل الفعل ويعمل العمل، ونيته خاصة لله عزوجل،فهي النية التي تبارك العمل القليل وتحوله إلى عمل كبير، لقد ساق لنا القران أمثلة كثيرة على صحة النية فالصدقة إذا صاحبها الرياء محيت بركتها وإذا كان معها الإخلاص تحول قليلها إلى كثيرها، وبورك فيها. وفق الله الجميع.
 
هموم(22) في التذكير ببعض جهود العلماء القراء

في كتاب علماء ومفكرون عرفتهم، للشيخ محمد المجذوب رحمه الله ترجمة جميلة، للعلامة الشيخ محمد الأمين اليعقوبي الشنقيطي،
أحببت أن أحيط القارئ في هذه المشاركة ببعضها، مع بعض توضيحاتي الخاصة:
يقول الشيخ المجذوب رحمه الله :
ومن العقوق لحقوق العلم أن يمر الكاتب بدروس الشيخ هذه دون أن يعطي القارئ صورة وفية عنها، ولوبمنتهى الإيجاز:
تفتتح حلقة الدرس بآي من السورة المقصود تفسيرها ،يتلوها أحد تلاميذ الشيخ -
( قلت هما غالبا الشيخ سيدي ابراهيم بابه اليوسفي، والشيخ العالم بن عبد العزيز الايدلبي رحمهما الله)-
فاذا فرغ القارئ شرع الشيخ في عمله ،
فبدأ بالمفردات يعرض معانيها ومشتقاتها وكل مايتصل بها من قريب أو بعيد مستعينا على ذلك بمالايحصى من شواهد اللغة،
ومن ثم يتناول العلائق التركيبية بين المفردات فيعرض لضروب القراءات الواردة فيها، ووجوه الاعراب وماتقرر من المدلولات ،
فاذا انتهى صرف الأذهان إلى الاستنباط الفقهي، وماذهب إليه أصحابه من أشتات المفهوم مقارنا معلللا ..
مستعينا على ذلك بكل مايتطلبه المقام من علوم اللسان والبيان والاصول والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومايتصل بذلك من الإطلاق والتقييد ،
ولايفوته أن يربط بعض المعاني ببعض الوقائع المشابهة على صورة تثري المعرفة،
وتعمق أسباب الاقناع ،
وإذا كان المضمون قصصيا عمد إلى عناصر القصة فاستخرج عبرها وكشف نذرها وقاس مافيها من صور الماضي على مايعايشه الناس من أحداث الحاضر .
حتى إذا بلغ الدرس غايته انفض الحشد المتراص، وقد أخذ كل منه بقدر طاقته فلايفوت خيره العامي ويزود المثقف المتعمق بماهو أحوج مايكون إليه،
الحق إن الشيخ الأمين كان في هذه الدروس بحرا لايدرك البصر شاطئه...وحجة لاترد ....ووراء ذلك كله ذاكرة لم تضعف...تمده بسيل من المحفوظات المنظمة المنسقة المنسوبة،
وتساعده على الربط بين أول البحث وأوسطه وآخره،
كل ذلك في لغة عالية ...وبهذه الذاكرة يقدم درسه في الفصل، أو في المسجد ...فلايحتاج إلى تحضير ولاتفكير .انتهى..1/181_182
وفي محاضرة للشيخ عطية سالم رحمه الله، ضمنها تذكيرا بعلم الشيخ الأمين رحمه الله،
يقول فيها سمعت الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله يقول:
إن الكتابة أدعى لئلا ينسى الإنسان بعض النقاط...
ويقول أيضا عنه سمعته يقول لابنه الدكتور عبد الله في موضوع .. ياولدي لست بأذكى مني ولكنك شاب ..انتهى.
كتاب دراسات في الفكر الاسلامي/11
ومما كنت اسمعه من لطيف مايستشهد به الشيخ رحمه الله :قول بعضهم
فعلام تكثر حسرتي ووساوسي : والجوع يطرد بالرغيف اليابس
رحم الله علماء الامة ورحمنا معهم بمنه وفضله.والحمد لله رب العالمين.
 
فعلام تكثر حسرتي ووساوسي : والجوع يطرد بالرغيف اليابس
أخي د/أمين حفظكم الله ، لعلك كتبت البيت من الذاكرة ، وإلا فصوابه :
الجوع يطرد بالرغيف اليابس **** فعلام تكثر حسرتي ووساوسي
وقائل البيت هو : أبو سليمان المنطقي : محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني ،كان فاضلاً في العلوم الحكمية متقناً لها ،اجتمع بيحي بن عدي وأخذ عنه .البيت بعده أخر وهو :
والموت أنصف حين ساوى حكمه **** بين الخليفة والفقير البائس
والله أعلم .
 
هموم (21) في الاشتغال بتقديم الاقتراحات، وتناسي المسؤوليات
يقول الشيخ سلمان العودة حفظه الله : كل مايفعله البعض أن يقترحوا على الآخرين،
والاقتراح هو جزء من المشاركة،
لكننا بهذا سنجد أنفسنا مع الأيام أمام اناس لايملكون إلا الاقتراح الذي يقدمونه ببساطة ودون دراسة أو ترو ،
وأمام آخرين تكدست أمامهم الواجبات والاقتراحات حتى اثقلت كواهلهم وشغلتهم عن كثير من المهمات،
والمسألة تحتاج من رجال الإسلام إلى لفتة وتفكير، متى نشعر بالمسؤولية المباشرة الشخصية،
ونتحرك لها بفكر ثاقب ونستثمر إمكانات العصر ونسخرها لخدمة الدعوة والدين،
ومتى ننتقل من مجرد التشاكي والتباكي وتقاذف المسؤوليات إلى مرحلة العمل البناء المثمر.
.مقالات في المنهج سلمان فهد العودة المجموعة الأولى./91

أحسنت. أحسن الله إليك.
 
مشروع تعظيم قدر القرآن الكريم،طلبا لإشاعة تعظيمه بين الناس اليوم.
طرح علي بعض الإخوة الكرام هذا المشروع النبيل، وطلب مني كتابة مقال يسهم في التعريف به عند المتخصصين وجميع المسلمين؟
فأجبته من أين أبدأ ؟
فوجوه تعظيم القرآن الكريم، ومعرفة شأنه، وأسس تعاملنا معه،كلها أشياء معلومة من الدين بالضرورة، إذا فالأمر سيكون فيما لم ينتبه إليه الكثيرون من الناس من وجوه قد تخفى عليهم، أو تذهب عن مداركهم فتغيب عن وعيهم نسيانا من الشيطان.
فلزم حينئذ التذكير بـ (تعظيم القرآن الكريم)، على شكل مشروع كبير، متجدد يستمر ماستمرت تلك العوائق والموانع عن تعظيمه ومعرفة شأنه،
من الجميل أن يعتني بعض العلماء بذكر بوجوه (تعظيم القرآن)، كشعب من شعب الإيمان، ومنهم البيهقي رحمه الله فقد عدّد في كتابه شعب الإيمان، ستة وثلاثين وجها ،منها: تعلمه، وتعليمه ،وإدمان تلاوته، وإحضار القلب عند قراءته،والتفكر فيه،والاستعاذة، وقطع قراءته لسؤال الله تعالى، وحمده، والثناء عليه، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم،والشهادة له بالتبليغ ..الخ ماذكره.( شعب الإيمان/2/319).
ومن العلماء اليوم كذلك من اهتم بتعظيم القرآن الكريم وببيان وجوه تعظيمه ومنهم الشيخ: أسعد محمد سعيد الصاغرجي) في كتابه (تعظيم القرآن الكريم) حيث من يطالع هذا الكتاب سيجده قد تحدث في بيان مايجب علينا تجاه القرآن العظيم،ألا وهو الإيمان والتصديق،والاحترام، والتعظيم للقرآن العظيم، والعمل به من خلال معرفة وجوه تعظيمه السابقة التي أحصاها البيهقي رحمه الله. (/6 فمابعدها).
وأيضا من العلماء من قام بمحاولة لبيان شأن القرآن، وعلوه قدره في ذاته، وفي قدسيته في نفوس خلق الله،وسعى كذلك لإبراز شأن القرآن المجيد وأسراره وعلومه وفضائله على وجه العموم، وأحكامه وكل مايتعلق بعلو شأنه من خلال الأحاديث الصحيحة ، ونبه إلى أن الأحرى بالمسلم أن يعض عليه بالنواجذ ترتيلا وتفسيرا وتطبيقا،فكثير من المسلمين لايكاد كثير منهم أن يتلوه، أو يسمعه أو يتدبره ،ومن يتدبره ويفهم معناه لايكاد يطبق تعاليمه، فكان ذلك من الآفات التي هي سر تخلف الأمة التي كان آباؤها سادة الدنيا بسبب تلاوتهم له وتدبرهم له وتطبيقهم له. (بتصرف من كتاب معرفة شأن القرآن الكريم محمدأبو البشر رفيع الدين /3 ،30، 104).
أضف إلى ذلك أن منهم من قام بإبراز أسس التعامل مع القرآن الكريم، فنبه -في كتاب ألفه في ذلك- إلى أن المسلمين أينما كانوا يجب عليهم أن يعلموا فضل القرآن، فهو معجزة الإسلام الكبرى،بتركيبه العجيب ومعانيه الدقيقة وأخباره الصادقة ،فقد أخبر عن الماضي فلم يعارضه شيء ،وأخبر عن الحاضر في وقته فكان خير نظام، وخير أدب، وخير تشريع للأنام،وأخبر عن المستقبل والغيب فتحقق ماقاله بعد نزوله بمئات السنين ، ولازالت فيه أعاجيب لم يصل إليها العلم الحديث،وهو الذي به قد ارتفع به شأن المؤمنين ففي الحديث (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين)،
ومن جميل ما توصل إليه هذا الكتاب وضعه لبرنامج لتعظيم قدر القرآن الكريم على النحو التالي : تلاوة يومية، نبدأها بتطهير القلب وإشعاره بعظمة الله عزوجل، ونعلم عند قراءته أننا المقصودون بالخطاب ،ثم نقرأه بإحدى الكيفيات الثلاث وهي التحقيق، والتدوير، والحدر، كل ذلك بتلاوة تأملية نردد خلالها الآية والآيات ،ثم نحفظها، ،ثم نتعاهدها بكثرة القراءة لها في الصلاة ،وغيرها،على حذر من نسيانها، كي لانكون من أصحاب الكبائر ، ثم نتدبرها فذلك مفتاح العمل بها، وبأحكام ونظم وقواعد لجميع شؤون الكون، بعملين: أولهما عمل ذاتي، أي العمل بواجباته كالكف عن ماحرم ،والتحلي بآدابه الفاضلة وأخلاقه الحسنة التي أمر بها، وثانيهما عمل متعد، وذلك بإيصال الخير إلى الغير بالدعوة والتذكير.
ثم نعرف طريق العودة إلى القرآن،بأمور منها العودة اليه، والانتفاع به قبل أن تضيع منا الفرصة ويشتد بنا الندم،إذ هو يدعونا للانشغال به، والإكثار من تلاوته وتدبر ءاياته والعمل بما دل عليه قدر استطاعتنا، وألاّنبخل عليه بوقتنا، وأن نتضرع إلى الله أن يمن علينا بالعودة إلى كتابه والتمسك به،فاستشعار الحاجة الى العودة الى الله نقطة الابتداء لابد ان نترجمها على هيئة دعاء وتضرع الى الله، وأن نقوم كذلك بوضع القرآن في أعلى سلم الأولويات ،أي نعطيه أفضل أوقاتنا ونمكث معه أطول فترة ممكنة ،حيث من شان ذلك أن يسرع في خطى التغيير المنشود، وتغيير العقل، وبناء اليقين الصحيح فيه، وتغيير القلب، وطرد حب الدنيا، والهوى منه، وترويض النفس على لزوم الصدق ،والاخلاص،
حيث يذكر هنا أنه عندما كان (سير جنز جيمس ) يقرأ معلوماته عن الفلك على بعض المسلمين كان يرتعش من حدة العاطفة التى ملكته، وهو يحدث عن الله، وعن الإيمان وعظمته لما رأى من عظمة المجرات التي درسها؛ فكان أقرب للإسلام من كثير منا، عندما درس السماء ،أما نحن فنكتفى بقرائتها،ولم نتساءل ماهي؟ وماذا صنعنا مع هذه العلامات؟ وماهي الوسائل، والمبتكرات التى طورناها؟ من كتاب ( أبرز أسس التعامل مع القرآن الكريم للكبيسي، بتصرف 18،19 ،90).
وإلى لقاء قريب مع فكرة هذا المشروع وأهدافه، ومستهدفيه،إن شاء الله تعالى.
 
عودة
أعلى