النبي الامي.. "الامي" ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب, بل هي الصفة العظمى للنبي محمد!!

إنضم
30/07/2003
المشاركات
61
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
أدخل على هذا الموقع, وابحث عن هذه الدراسة
"الامي" ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب, بل هي أعظم صفات النبي محمد عليه الصلاة والسلام".
www.alassrar.com

وأهدي هذا البحث للشيخ الاستاذ "الخطيب".
 
السلام عليكم
بعد إذنك يا شيخ أبا أحمد فإني أجد النبي صلى الله عليه وسلم أميا بكل ما تعني الكلمة.
فهو أمي : نسبة إلى أم القرى.
وهو أمي: لأنه مبعوثا إلى كل الأمم لتكون أمة واحدة، ولأن الدين الذي جاء به يدعو لتوحيد الأمم في أمة واحدة.
وهو أمي : لا يقرأ ولا يكتب لأنه رسول الله إلى الناس كافة، والناس منهم الأميون ومنهم المتعلمون ، فبالنسبة للأميين لا توجد مشكلة ،
أما لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم متعلما (يقرأ ويكتب) لارتاب أولوا العلم فيه ولظنوا أنه أديب حكيم ألف القرآن من بنات أفكاره.
إذن فكلمة (أمي ) على إطلاقها بكل ما تعني تتجسد في رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام.
 
لم نقل إنه كان يقرأ ويكتب.... ولكن "الامي" كانت (مدحا) يساوي (النبي) و(الرسول)....

والذي لا يقرا ولا يكتب, ليست مدحا... إذ لو كانت مدحا لكان خلافها ذما, فمن مدح السخي, فقد عاب البخيل, ومن مدح الجسور فقد عاب الجبان بالضرورة, فيصبح مدح "الامي" ذما للقارئ الكاتب, وعلى راسهم عيسى ابن مريم {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل}!! فأي هاتين الصفتين مدحا؟؟؟

وأدلة الباحث, والبحث نفسه, -عندي أنا- أولى بالتصديق والقبول, بما ساق من البينات والهدى!!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

كنت أنوي في مشاركاتي الأولى هنا أن أبث لكم خبر موقع ’أسرار القرآن‘ الذي تفضل الأخ ’الشيخ أبو أحمد‘ بوضعه هنا وربما سبنقي بنشره بينكم.

أرى أن صاحب الموقع ذو بصيرة فذة وقد فتح الله عليه ما لم يفتح على غيره (إن لم يكن فعلاً له سلف بما اكتشفه)، ولا يجب أن نحقر معروفه وما أسداه من خدمة للإسلام وللتاريخ.

احتفوا بموقعه، وانشروه، وراسلوه إن كان لكم أي مأخذ عليه.
 
نحن نعلم أن الله تعالى ضرب المثل لرحمته بالمثل الأعلى للرحمة عند البشرألا وهي رحمة الوالدين ، فإذا أراد الأب أن يوصي أبناءه بطريقة غير مباشرة فإنه يختار الواسطة التي يثق بها الأبناء وتطمئن إليها أنفسهم.
وخير واسطة تطمئن إليها النفوس هي الأم .
وحتى على المستوى الجغرافي فإن الرسل أتوا من أمهات قرى أقوامهم.
وجاءت رسالة الإسلام من أم القرى (على إطلاقها = أم كل قرى الأرض) ، فالأم توجد أولا قبل الأبناء ، وكذلك وجدت مكة أولا قبل أية قرية لأن القرية هي مجموعة بيوت ، وأول بيت وضع للناس هو الذي بمكة بيت الله .
وسمي النبي الخاتم أميا لانتسابه إلى أم القرى ولأنه هو الواسطة التي خاطبنا الله من خلاله لنطمئن قلوبنا له كما يطمئن المرء ويثق بأمه.

هي كما قلت يا شيخ أبا أحمد صفة مدح ، وأيضا تتجلى صفة الأمية في النبي عليه الصلاة والسلام بكل معانيها.
 
بارك الله فيكم جميعاً. وهذا كلام له نوع تعلق وجدته للشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله في تعليقه على قول الطبري في تفسيره للآية (78) من سورة البقرة :(ومنهم أميون ).

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه:(ومنهم أميون)، ومن هؤلاء -اليهود الذين قص الله قصصهم في هذه الآيات, وأيأس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من إيمانهم فقال لهم: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله، ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه، وهم إذا لقوكم قالوا: آمنا، كما:-
1352 - حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية:(ومنهم أميون)، يعني: من اليهود.
1353 - وحدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.
1354 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد:(ومنهم أميون)، قال: أناس من يهود.
* * *
قال أبو جعفر: يعني بـ "الأميين" ، الذين لا يكتبون ولا يقرءون.

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" يقال منه:"رجل أمي بين الأمية.
كما:-

1356 - حدثني المثنى قال، حدثني سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن < 2-258 > المبارك, عن سفيان, عن منصور، عن إبراهيم:(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب)، قال: منهم من لا يحسن أن يكتب.

[color=0000FF]قال محمود شاكر تعليقاً على قول إبراهيم:(منهم من لا يحسن أن يكتب.) :[/color]
قوله "لا يحسن أن يكتب" نفى لمعرفة الكتابة، لا لجودة معرفة الكتابة، كما يسبق إلى الوهم. وقديما قام بعض أساتذتنا يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعرف الكتابة، ولكنة لا يحسنها، لخبر استدل به هو - أو اتبع فيه من استدل به من أعاجم المستشرقين - وهو ما جاء في تاريخ الطبري 3: 80 في شرح قصة الحديبية، حين جاء سهيل بن عمرو، لكتابة الصلح. روى الطبري عن البراء بن عازب قال:".. فلما كتب الكتاب، كتب:"هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله"، فقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله. قال لعلي: امح"رسول الله". قال: لا والله لا أمحاك أبدا. فأخذه رسول الله وليس يحسن يكتب: "فكتب مكان "رسول الله" "محمد"، فكتب: " هذا ما قاضى عليه محمد" .
فظن أولا أن ضمير الفاعل في قوله "فكتب مكان "رسول الله" - محمد" ، هو رسول الله صلى الله عليه. وليس كذلك بل هو: علي بن أبي طالب الكاتب. وفي الكلام اختصار، فإنه لما أمر عليا أن يمحو الكتاب فأبى، أخذه رسول الله، وليس يحسن يكتب، فمحاه. وتفسير ذلك قد أتى في حديث البخاري عن البراء بن عازب أيضًا 3: 184:"فقال لعلى" امحه. فقال على: ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى عليه وسلم بيده".وأخرى أنه أخطأ في معنى"يحسن"، فإنها هنا بمعنى"يعلم"، وهو أدب حسن في العبارة، حتى لا ينفي عنه العلم، وقد جاء في تفسير الطبري 21: 6 في تفسير قوله تعالى:"أحسن كل شيء خلقه"، ما نصه:"معنى ذلك: أعلم كل شيء خلقه. كأنهم وجهوا تأويل الكلام إلى أنه ألهم كل خلقه ما يحتاجون إليه. وأنه قوله:"أحسن"، إنما هو من قول القائل:"فلا يحسن كذا"، إذا كان يعلمه". هذا، والعرب تتأدب بمثل هذا، فتضع اللفظ مكان اللفظ؛ وتبطل بعض معناه، ليكون تنـزيها للسان، أو تكرمه للذي تخبر عنه. فمعنى قوله:"ليس يحسن يكتب"، أي ليس يعرف يكتب. وقد أطال السهيلي في الروض الأنف 1: 230 بكلام ليس يغني في تفسير هذا الكلمة.
 
الأمية في ذاتها صفة ذم
لكن يختلف حكمها إذا اقترنت
وليسم هذا علم القرائن فأدلته في الشرع لا تحصى كثرة
فمثلا دعوة كبار القوم ممدوحة لكنها إذا اقترنت بترك دعوة الضعفاء أصبحت الدعوة مذمومة
( عبس وتولى .. )
مثال آخر :
تعلم أمور الدنيا ممدوح لكن إذا اقترن بترك علم الدين أصبح مذموما
( ... يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون ...)
....الخ
أدلة كثيرة فإن تم الاتفاق على تلك القاعدة سينسحب الكلام إلى ( الأمية )
فالأمية في ذاتها مذمومة
ولكنها في حق الرسول صلى الله عليه وسلم صفة مدح لأنها ستكون دليلا أنه لم يأتِ بالقرآن من عند نفسه
فنحن "نمدح" الرسول ليس لذات الأمية وإنما لما يقتضيه المقام
لذا تجدنا نمدح الرسول بأميته فقط ، ولا نمدح سواه من المعاصرين لأن الأمية في حقنا مذمومة ، فمن منا الذي سينزل عليه قرآن مثل الرسول فيحتاج معه إلى إثبات أنه من عند الله لأنه لا يعرف قراءة ولا كتابة !؟

وكذلك الأمية في حق الصحابة صفة مدح لأنها ستكون دليلا أن العرب الذين كانوا آخر الأمم أصبحوا سادتها "بالقرآن" فأميتهم غير ممدوحة لذاتها وإنما لإثبات صحة القرآن
فأناس يطبقونه فينتقلون من آخر الأمم إلى أولها يدل على أنه كتاب معجز
( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
وإن كانوا من قبل لفي "ضلال مبين" )
فما سيقت ألفاظ الأمية في نصوص الشرع _سواء في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أو حق الصحابة _
إلا لأجل إثبات صدق القرآن ، فصارت الآمية في ذلك السياق ممدوحة
أما إذا رجعنا إلى "ذات" كلمة الأمية فلا يشك عاقل فضلا عن مسلم أنها مذمومة
فليس هناك كبير داعٍ لأن ننف عن الأمية معنىً اتفقت على وجوده كل العقلاء من جن وإنس وكفرة ومسلمين

والله أعلم
 
قال أبو علي :
فهو أمي : نسبة إلى أم القرى.
وهو أمي: لأنه مبعوثا إلى كل الأمم لتكون أمة واحدة، ولأن الدين الذي جاء به يدعو لتوحيد الأمم في أمة واحدة .
وهو أمي : لا يقرأ ولا يكتب لأنه رسول الله إلى الناس كافة، والناس منهم الأميون ومنهم المتعلمون ، فبالنسبة للأميين لا توجد مشكلة ،
..................
من حيث اللغة وعلومها لا يجوز أن يقال ان لعبارة (الأمي) هذه المشتقات من أصل واحد وفي آن واحد وبمعانيها المختلفة كما قيل: من أم القرى ( كنسبة !) , من الأمة ( والامم ) . الصواب أنه لا يكتب ولا يقرأ لعدم علمه بالقراءة والكتابة ولا بسبب أنه أرسل الى الناس كافة .
فللغة قواعدها .
هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى لا يجوز أن تعتبر العبارة (أمي) ذما , فما هو السبب للذم ؟ لا أعتقد أن أحدا في المجتمع المكي أو في مجتمع يثرب في عصر النبوة كان مذموما لمجرد عدم علمه بهذا الفن .

موراني
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]



[align=justify]كل عام والجميع بخير ..

الفاضل / الشيخ أبو أحمد .

لفظة الأمي .. لا تكون بالإطلاق ..... والقراءة والكتابة .. وسيلة تكتسب ( تعليمياً ) .. لغاية أسمى تحقق بها حدود الفوارق بين المتعلم والأمي ... لذا فالإلمام بالقراءة والكتابة هو التخلي عن الأمية ( المخصصة ) إلى غير رجعة ...... أما العلم والجهل فذاك شيئاً آخر ... ومقياس العلم والجهل يكون متحركاً بماهية ونوعية الرصيد المعلوماتي .. ومابين أقصى اليمين ( العالم ) وأقصى اليسار ( الجاهل ) يتذبذب مؤشر التقييم .. أما في القراءة والكتابة .. فالأمر ثابت ... يقرأ ويكتب .. فهو ( متعلم ) .. أو لا يقرأ ولا يكتب فهو ( أمي ) ..... ولا يكون العالم بأي حال جاهلاً .. في حين يكون اعلم العلماء أمياً ..


... ولفظة ( الأميين ) في القرآن تعود – تحديداً - لأمة المؤمنين الباقية على ملة إبراهيم وكان واقع الحال يقر بضياع ركيزة معلومات كتاب سيدنا إبراهيم عليه السلام .. ولما كانت كتب الله في الأمم تضيف للأرضية المعرفية لعموم الإنسان فتكاثر المتعلمين للقراءة والكتابة وتراجع أعداد الأميين هو ما يفرضه منطق الحال ... والعكس يحل بالأمة عند التفريط في معلومات كتاب نبيهم والذي يمثل للأمة ( المنهاج والشرعة ) التي إختارها سبحانه وتعالى لهم

.. وواقع أمة إبراهيم قبيل بعثة ( النبي ) محمد عليه السلام ( يغلب ) عليه الجهل المعلوماتي أو حتى القدرة على القراءة والكتابة .. وإن كان هناك ( قلة ) ممن يجيد القراءة والكتابة أو ممن يملك معلومات معرفية إكتسبها من خلال تأثره أو إطلاعه على كتب الله في أهل الكتاب .. فأميتهم بمعلومات كتاب الله الخاص بأمتهم حاضرة ... وهنا نرى أن لفظة ( الأميين ) .. كانت تحديداً بأميتهم وجهلهم لمعلومات كتاب الله في أمتهم .. ( ملة إبراهيم ) .

لذلك .. نرى أن حال محمد بن عبدالله عليه السلام قبل البعثة لا يخرج عن حال قومه فكان ( أمياً ) .. وما يدري ( ما الكتاب ) .. وما الإيمان ... ونعلم أن تفعيل الإيمان لا يكون إلا على ركيزة ( معلوماتية ) ..

قبل الوحي كان عليه السلام أميا ( معلوماتياً ) .. وهو تبعاً لذلك أمي القراءة والكتابة ..... أما بعد الوحي فالأمر بحاجة إلى تبيان .


.. فماذا عن ( أمية ) محمد بن عبدالله عليه السلام بعد البعثة ..


تلقى ( محمد ) عليه السلام نوعين من الوحي ... الأول ( تنزيل ) وهو كتاب الله الذي بين أيدينا اليوم .. وهو ( للناس كافة ) .... والثاني ( إنزال ) وهو الكتاب النبوي الذي أنزل على نبيه في ( خصوص قومه ) ... كما هي كتب الأنبياء الأخرى ... فبالنسبة للوحي الأول كان دوره فيه عليه السلام ( رسولاً ) من الله للناس كافة ودور رسول الله لا يتجاوز إيصال الرسالة ( المعلومات ) للمرسل إليه .. وقد فعل عليه السلام وأدى الأمانة وأوصل الرسالة ... وهاهو كتاب الله بين أيدينا خالي من أي شروحات أو تعليقات منه عليه السلام ... وهنا يكون ( الرسول ) ناقلاً ( الرسالة ) ... عن طريق قراءة الموحى إليه .. وكان عليه السلام يقرأه ( منطوقاً ) لكتبة الوحي ..
وتخصيص أميته عليه السلام في القراءة والكتابة من خلال الوحي الأول لا يتحقق .. حين كان ( ينطق ) بما ( يرى ) من وحي وينقله ( منطوقاً ) لكتبة الوحي ... ولكنه عليه السلام يتجاوز ذلك حين يراجع على كتبة الوحي ... ويصحح لهم ... ويأمرهم بالتعديل ... معللاً ذلك عليه السلام بإختلافها ( رسماً ) عن ما يراه فؤاديا مما أوحي إليه ... ولم يكن أي من كتبة الوحي أو من صحبه الكرام من كان يماريه ( ص ) على ما يرى .. وطالما أنه يرى معلومات الوحي رسماً وينطقها قولاً .. ليدونها ويخطها كتبة الوحي ... تنتفي هنا مقولة ( الرسول الأمي ) .. وهنا تأكيد على دقة ألفاظ القرآن .

الإنسان يتعلم الكتابة والقراءة ... كوسيلة لنقل المعلومة أو إستقبال المعلومة .. فالمعلومة هي الغاية ... فأمي المعلومات لا يقرأ ولا يكتب ... والعكس غير صحيح ... فالمتعلم يرتقي بعلمه بمقدار سعة الحيز المعلوماتي المكتسب لديه .. كذلك يبتعد ... ( والنبي ) .. تلقى معلومات الكتاب النبوي وحياً .. كما هم كافة الأنبياء .. وهنا يكون النبي متعلماً ( عن طريق الوحي ) .. بل إن القيمة المعلوماتية في الموحى إليه عليه السلام تجعله في مقام ( المعلم ) للناس كافة !! ونلاحظ هنا أن عدم إلمامه عليه السلام بالقراءة والكتابة لا تنتقص من درجته العلمية عليه أفضل الصلاة والسلام ... وذلك للأسباب التالية .
( 1 ) .. أن المعنيين بالرسالة ( أميين ) معلوماتياً .. وبذلك فغالبية المجتمع آنذاك لا يعرفون القراءة والكتابة جراء جهلهم المعلوماتي ... وإن كان هناك نسبة ضئيلة ممن يجيدون القراءة والكتابة .. فهم أميين معلوماتياً ما لم يسخروا إجادتهم للقراءة والكتابة إلى إكتساب معلوماتي يرتقي بهم من عالم الأمية إلى عالم المعرفة ... وفي كلا الحالين هم يجيدون القراءة والكتابة ... وثقافة المجتمع العربي زمن الرسول ( ص ) لا تمكن المعنيين بالرسالة من تلقي معلوماتها عن ( الطريق الأكاديمي ) والذي لابد أن يتخلله عنصر القراءة والكتابة .. لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يتلقوا تعليمات الرسالة الخاصة بهم من خلال ( المنطوق ) من نبيهم .. وأتبعوه في ضل قدراتهم من إستيعاب أداء طقوسهم ( حركياً ) ... والتي كان يعلمهم إياها نبيهم المصطفى عليه السلام ويعيش تطبيقها معهم .. بعيداً عن القراءة والكتابة ..

( 2 ) .. معلومات الكتاب النبوي الذي أنزل على نبيه كانت في الجانب ( الفكري ) لا ( العقلي ) منه عليه السلام .. والجانب العقلي يختص بـ ( الأرشفة ) وتخزين المعلومة المكتسبة ..والجانب الفكري يختص بـ ( الإدراك ) المعلوماتي .. وهنا عليه السلام كان مدركاً لمعلومات الكتاب النبوي بشكل كلي ... فهو يتعامل مع معلومات ( مدركة ) وليست مأرشفة ومقروءة ..
( 3 ) .. الوحي الثاني .. أو معلومات ( الكتاب النبوي ) كانت مقرونة بالحكمة .. وإن كان الكتاب هو ( المعلومات ) فالحكمة تكمن في ( القدرات ) .. وكل الأنبياء أنزل عليهم ( كتاب نبوي مقروناً بالحكمة ) وبدون ( الكتاب والحكمة ) لا يكون هناك نبياً ... لذا كانت قدرات الأنبياء الفكرية تفرض على واقع مجتمع الزمن المعاش التسليم بقوة قدراتهم وتميزهم الفكري .. وتأثيرهم الملموس في الإرتقاء بأرضية الإنسان المعرفية والتأثيرفي ثقافة ذلك الزمان .

والنبي محمد عليه السلام كان قبل الوحي أمياً في مجتمع أمي جراء تفريطهم كأمة في معلومات كتاب الله الذي جاء به نبيهم .. وبعد الوحي إختلف حاله عليه السلام ( المعلوماتي ) فأصبح يتبوء مقام ( النبوة ) .. والنبوة هي سرد اليقين المعلوماتي المتجاوز لحدود الزمن المعاش ( الغيبيات ) .. وكذلك ( المؤمنين ) بمعلومات كتاب الله في أمتهم وتفعيل إيمانهم رضي الله عنهم كان الوداع لخاصية مسمى القرآن لهم بـ ( الأميين ) .

الرسول .. لا يُتبع ... إنما الرسالة هي مناط الإتباع
النبي ... واجب الإتباع وأمره مناط الإتباع .

آخر النبيين ... آخر كتاب ( نبوي ) من الله ينزل في أمة من أمم بني الإنسان



علي قد أضفت ما يفيد ... وإن كنت أرى أن هناك ما يستدعي منك المراجعة .. فلا زلت أحد المشجعين لشخصكم الفاضل ولجهدكم الفاخر في تدبر آيات الله .. وما عنيته بالمراجعه هو ..

قوله تعالى ( .... فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا .. الآية )

السبع المثاني .... القرآن العظيم ... أم الكتاب .... الآيات المحكمات .. والأخر المتشابهات

قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين ) .

قوله تعالى ( ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي ) .[/align]

شكراً لك وللجميع .





.
 
الإخوة الكرام
إذا أطلق الله وصفا على شيء فإن الوصف يؤدي كل المقاصد والمعاني التي تتعلق بالصفة ، فإذا وصفنا الله بأننا أمة وسطا فإننا كذلك أمة وسطا في كل شيء يتعلق بالوسطية ، وبناء على هذا فإن كل معاني كلمة (أمي) نجدها متجلية ، وكل ملاحظاتنا صائبة .
وإن كنت أريد أن أضيف شيئا آخر حول أمية الرسول صلى الله عليه وسلم فإني اخترت هذه المرة أن أتبين الحكمة من تسمية النبي الخاتم ب (الأمي) ، فالله تعالى عزيز حكيم والمعجزة التي آتاها رسوله متعلقة باسمه (العزيز الحكيم) أي هي (حكمته) ، ومن تمام الحق أن تتمثل الحكمة في الرسول وفي ما جاء به، أي أن يكون الرسول نفسه آية (تجلت فيه حكمة الله) كما أن القرآن (آيات حكمة) ، وحتى عندنا نحن البشر فإننا نجد أنه من الصواب ومن الحكمة أن يكون وزير الصحة دكتورا في الطب ووزير الصناعة مهندسا .
إذن فلا بد أن في تسمية النبي الخاتم ب (الأمي) حكمة ، فما هي تلك الحكمة؟
بما أن الله اختار محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون رسولا إلى الإنسان (مطلقا) فإنه يجب أن يضرب به المثل للإنسان .
فالإنسان قبل أن يولد كان (روحا) في بطن أمه لبث فيه إلى أن (قدر) الله له أن يولد في ختام الشهر التاسع فيخرج إلى الدنيا (أميا) لا يعلم شيئا فيبدأ في التعلم.
أما ( قبل أن يولد كان (روحا) } فذلك (الروح) هو المسيح عليه الصلاة والسلام.
وأما (فيخرج إلى الدنيا (أميا) لا يعلم شيئا فيبدأ في التعلم). فذلك هو محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي أول ما تلقى من الوحي هو (إقرأ باسم ربك الذي خلق...).
وأما ((قدر) الله للإنسان أن يولد في ختام الشهر التاسع )، فشهر رمضان هو الشهر التاسع من السنة ، وفي ليلة من ليالي العشر الأواخر منه (قدر) الله ميلاد الرسالة .
رسالة الإسلام تتضمن اليقين الأعظم على الإطلاق، فلو أن رجلا ولد قبل البعثة وآتاه الله حكمة لنبأته برسول يجب أن يكون اسمه محمد وكتابه القرآن ومكانه ...
كانت هذه بعض آيات الله التي رأيناها في أنفسنا وسنرى آيات الله في الآفاق إن شاء الله.
 
لا شك في أن المشاركتين الأخريين تنبثقان في عرض الموضوع من الايمان بالله ورسوله النبي الخاتم .
غير أنني شخصيا لا أتدخل في هذه الأمور بل أود الاقتراب من القضية بفصل الايمان والعقيدة من المناهج العلمية والمعرفية . فمن يرفض هذا الموقف فليرفضه مشكورا , فمن يقبل منه شيئا يسيرا فليقبله مشكورا أيضا .
لقد كنت تمنيت أن أجد اجابة على ما ذكرت حول (ذم) عبارة ( الأمي)
فلم أجد . فلذلك أضيف : أغلبية الشعراء في الجاهلية لم يحسنوا الكتابة والقراءة الا أنهم كانوا من أشهر الشعراء في جزيرة العرب .
كانوا أميين ولم يكن بذلك بأس .

لا أقصد في هذا المجال مقارنة ما بين الشاعر والنبي كما فعله البعض الذين سبقونا .
بل أود أن أقول فحسب أن صفة الأمي بمعناها المذكور ( لا كتابة ولا قراءة) ليس بذم .

موراني
 
يا أستاذ موراني
كلمة (أمي) ليست ذما وإنما كلمة (جاهل) تعتبر ذما.
فالأمي هو الذي لا يعلم ، أما الجاهل فهو الذي يفهم قضية خاطئة وهو يحسب أنه على صواب .
فالذي يقف عند مسألة لا يعلم حلها فيقول : لا أدري، هذا لا يقال عنه إنه جاهل.
أما الذي لا يعلم ثم يزعم أنه يعلم فذلك هو الجاهل.

أتابع الآن بيان الحكمة في كون النبي الخاتم يجب أن يكون أميا.
هل من الحكمة أن ينزل الله قرآنا يقول : إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم) على رجل متعلم ؟
فالعلم هو أعظم رحمة ، ورحمة الله ينالها من هو أولى بها ، والأمي أولى وأحق أن يعلمه الله مالم يعلم من المتعلم. فالحكمة تقتضي أن توضع الأشياء في مواضعها، ووضع الشيء في موضعه هنا هو أن يكون المخاطب ب
: إقرأ......علم الإنسان ما لم يعلم) أميا لأنه هو الأولى والأحق بالعلم.
وهذا الأمي يجب أن يكون يتيم الأب والأم, لأن اليتيم هو الأولى والأحق برحمة الله ممن له أبوان أو له أحدهما.
فإذا كان عنوان رسالة الإسلام هو (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) فإن كل شيء متعلق بالرسالة يجب أن يكون محكما ، والحكمة تعرف ب (الحق ).
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
لقد وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بوصف "الأمي" في قوله تعالى من سورة الأعراف:

(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158))

والرسول صلى الله عليه وسلم وصف بهذا الوصف لأنه كان من أمة أمية، أي: أمة لا تقرأ ولا تكتب. وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره من حديث بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ"

وهذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه السلام هو الغالب على حال العرب في ذلك الزمن ، ولا يعني هذا أنه ليس فيهم من يعرف القراءة والكتابة ، ولا يعني أن هذا حث للأمة أن تبقى على هذا الحال كما فهمه أو يفهمه البعض ، وإنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم في سياق بيان أحكام الصيام ؛ بداية الشهر ونهايته ،فعلق الحكم بالرؤية المتيسرة لكل أحد فقال: "صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة". وهذا من اليسر الذي بني عليه الإسلام كما قال بن بطال في شرحه على البخاري:

"وإنما المعول على الرؤية في الأهلة التي جعلها الله مواقيت للناس في الصيام والحج والعدد والديون، وإنما لنا أن ننظر من علم الحساب ما يكون عيانا أو كالعيان، وأما ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون وتكييف الهيئات الغائبة عن الأبصار فقد نهينا عنه، وعن تكلفه."

والرسول صلى الله عليه وسلم كان ينطبق عليه هذا الوصف الذي ذكره عن أمته بنص الكتاب ، قال تعالى:

(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) سورة العنكبوت (48)

والآية واضحة في أنه لم يكن يتلو لأنه لا يعرف صورة الحرف ولا يقدر أن يخطه بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم. وهذا أمر قدره الله تعالى ليكون من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم والآية واضحة في ذلك.

وأما كون الأمية نقص في حقه صلى الله عليه وسلم فلا، نعم قد تكون في حق غيره، أما هو فلا.

كم ممن يجيد القراءة والكتابة ولكنك لا تأمنه على ثلاث من البهم.

أما النبي صلى الله عليه وسلم فهو معلم الدنيا.
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ولم يكن يكتب ولكن الله حباه عقلاً لا تساويه عقول العالمين ، وحباه قلبا لا تساويه قلوب العالمين ، وحياته وسيرته صلى الله عليه وسلم شاهدة بذلك.

النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كما يظنه البعض مجرد واسطة أو آلة ينقل ما سمع ويبلغه للآخرين وينتهي دوره ،لا.

لقد كلف صلى الله عليه وسلم بتقديم المثال الحي لوحي الله على الأرض ، كلف بإبلاغ الشريعة أولاً والدعوة إليها والجهاد من أجل التمكين لها في الأرض ومن ثم تربية الأتباع على التطبيق الصحيح لهذه الشريعة ، وما كان له ذلك لو لم يكن الله قد حباه من المعاني والصفات الخلقية ما تجعله أهلاً لذلك.

لقد كان صلى الله عليه وسلم الداعي والمربي والمعلم والمحاور والقائد والمقاتل والقاضي والأب والزوج والجار.....وهيهات هيهات أن يبلغ أحد مبلغه صلى الله عليه وسلم في أي جانب من هذا الجوانب.
وصدق الله العظيم القائل: ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة القلم (4)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .

أما بعد :

هناك قضية تخص هذا الموضوع انقدحت في الخاطر ، وهي أن الأمة الأمية كانت الأقرب إلى الفطرة السليمة في ذلك الوقت الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، ونبينا الكريم عليه السلام كان أقربهم جميعا إلى الفطرة فلم يسجد لصنم قط ولم يشرب خمرا ولم يأد بناته ، وكان على خلق كريم حتى لقبوه بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .

وهم أمة العرب كانت تعترف بوجود الله سبحانه ، وتحب مكارم الأخلاق ، وفي أنفسهم كان يوجد ما ينتقد سوء تصرفاتهم ، ولا أدل عل ذلك من أن بعضهم قبل الإسلام قد ترك الخمر لأنها أوصلته لما يأباه ، أو قد كره وأد بناته لفطرته السليمة ، أو بر أمه لفطرته السليمة.

وأذكر ما قاله الصحابي الجليل رضي الله عنه للنجاشي عندما استدعاه ليسأله ، فذكر له ما كان مستاء منه من حال الجاهلية ، وما أعجبه في الإسلام من توحيد وصلة رحم وغير ذلك .. والقصة مشهورة .

أما اليهود والنصارى فقد كانت كتبهم المحرفة والتي قلبت فيها كثير من الحقائق ، مما نكس فطرهم ، وقلب موازينهم ، قد أثرت عليهم ، وقد حميت أمة العرب الأمية لأميتها من ذلك .

قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ (الروم: 30)

وفي صحيح مسلم : {كان يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على الفطرة، ثم قال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: خرجت من النار }.

وقوله- صلى الله عليه وسلم-:
"كل مولود يولد على فطرة الإسلام فأبواه يهوِّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه".

فأمة العرب أقرب للتوحيد الذي يدعوا إليه الإسلام والأخلاق الفاضلة التي يدعوا إليها الإسلام ، فهم الأقدر على استيعابه وتقبله أسرع من غيرهم وعلى تطبيقه في حياتهم وبسرعة ،لهذه الأسباب جميعها كانوا مهيئين لنشره إلى غيرهم من الأمم ، ولهذا نجد أن الإسلام انتشر بقوةا بسبب تأثر الناس بأخلاق المسلمين وأسلوبهم في الحياة في وقت قياسي ، لا يمكن أن ينسبه محلل للسيف فقط فهذا إجحاف .

والله أعلم وأحكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .

فأمة العرب أقرب للتوحيد الذي يدعوا إليه الإسلام والأخلاق الفاضلة التي يدعوا إليها الإسلام ، فهم الأقدر على استيعابه وتقبله أسرع من غيرهم وعلى تطبيقه في حياتهم وبسرعة ،لهذه الأسباب جميعها كانوا مهيئين لنشره إلى غيرهم من الأمم ، ولهذا نجد أن الإسلام انتشر بقوةا بسبب تأثر الناس بأخلاق المسلمين وأسلوبهم في الحياة في وقت قياسي ، لا يمكن أن ينسبه محلل للسيف فقط فهذا إجحاف .

والله أعلم وأحكم.

الأخ الفاضل أبو الأشبال

السيف لم يكن له دور في قبول الإسلام أو رفضه، السيف إنما كان لفتح الطريق أمام الدعوة لتبلغ مسامع الناس وعقولهم.
الرسول صلى الله عليه وسلم حينما جهر بدعوته كبر ذلك على المتنفذين في مكة وأصحاب المصالح والأهواء ولهذا استخدموا القوة في المواجهة ولكن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالصبر إلى حين.
ولما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لم تكف قريش أذاها بل أخذت تهدد وتتوعد الأنصار بالحرب .
والرسول صلى الله عليهم وسلم عاهد اليهود ولم يبادرهم بقتال مطلقاً ولم يجبرهم على التخلي عن دينهم حتى نقضوا العهود.
والأعراب كانت تترصب بالمدينة وتغير عليها.
والقوى الكبرى "فارس والروم" كانت ترصد الدعوة وأخذت موقف العداء منها.

إذن القتال كان فرضه ضرورة لمواجهة الذين لا يريدون البشرية أن تسمع كلام الله ولا تعرف دينه وشريعته وهذا ما نراه إلى يومنا هذا فالقوى الكبرى لا تريد أن يطبق المسلمون بعض أحكام دينهم في بلدانهم الإسلامية ،فضلا أن يقبلوه حاكما ومهيمنا بصورة شمولية لأنه يقف في وجه مصالحهم وأطماعهم. وإذا سمحوا له أن ينتشرفي بلدانهم سمحوا له بخطوط حمراء لا يتجاوزها.

أما قبول الناس للإسلام فلم يكن بالقوة أبدا وإنما لأنه دين الفطرة والعقل متى ما خلي بين الناس وبين معرفته لم يقبلوا به بديلا، وهذا هي القاعدة من البداية من خديجة وأبي بكر رضي الله عنهما إلى آخر مسلم سينطق بالشهادة على هذه البسيطة.
 
الأخ الفاضل محب القرآن الكريم
أشكر لك تفضلك بالتوضيح ،
ولقد أشرت إلى نقطة وهي :
(القتال كان فرضه ضرورة لمواجهة الذين لا يريدون البشرية أن تسمع كلام الله ولا تعرف دينه وشريعته)
فهذه النقطة لا تعارض ما قلت سابقا :
( ولهذا نجد أن الإسلام انتشر بقوةا بسبب تأثر الناس بأخلاق المسلمين وأسلوبهم في الحياة في وقت قياسي ، لا يمكن أن ينسبه محلل للسيف فقط فهذا إجحاف )
فقد كان السيف يرفع لما ذكرت حضرتك كما تعلمنا .
فالسيف كان له دور،
فالخلاف لفظي بين ما قلت أنا وقلتم أنتم .
والله أعلم وأحكم.
 
بارك الله فيكم جميعاً. وهذا كلام له نوع تعلق وجدته للشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله في تعليقه على قول الطبري في تفسيره للآية (78) من سورة البقرة :(ومنهم أميون ).

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه:(ومنهم أميون)، ومن هؤلاء -اليهود الذين قص الله قصصهم في هذه الآيات, وأيأس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من إيمانهم فقال لهم: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله، ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه، وهم إذا لقوكم قالوا: آمنا، كما:-
1352 - حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية:(ومنهم أميون)، يعني: من اليهود.
1353 - وحدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.
1354 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد:(ومنهم أميون)، قال: أناس من يهود.
* * *
قال أبو جعفر: يعني بـ "الأميين" ، الذين لا يكتبون ولا يقرءون.

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" يقال منه:"رجل أمي بين الأمية.
كما:-

1356 - حدثني المثنى قال، حدثني سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن < 2-258 > المبارك, عن سفيان, عن منصور، عن إبراهيم:(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب)، قال: منهم من لا يحسن أن يكتب.

قال محمود شاكر تعليقاً على قول إبراهيم:(منهم من لا يحسن أن يكتب.) :
قوله "لا يحسن أن يكتب" نفى لمعرفة الكتابة، لا لجودة معرفة الكتابة، كما يسبق إلى الوهم. وقديما قام بعض أساتذتنا يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعرف الكتابة، ولكنة لا يحسنها، لخبر استدل به هو - أو اتبع فيه من استدل به من أعاجم المستشرقين - وهو ما جاء في تاريخ الطبري 3: 80 في شرح قصة الحديبية، حين جاء سهيل بن عمرو، لكتابة الصلح. روى الطبري عن البراء بن عازب قال:".. فلما كتب الكتاب، كتب:"هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله"، فقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله. قال لعلي: امح"رسول الله". قال: لا والله لا أمحاك أبدا. فأخذه رسول الله وليس يحسن يكتب: "فكتب مكان "رسول الله" "محمد"، فكتب: " هذا ما قاضى عليه محمد" .
فظن أولا أن ضمير الفاعل في قوله "فكتب مكان "رسول الله" - محمد" ، هو رسول الله صلى الله عليه. وليس كذلك بل هو: علي بن أبي طالب الكاتب. وفي الكلام اختصار، فإنه لما أمر عليا أن يمحو الكتاب فأبى، أخذه رسول الله، وليس يحسن يكتب، فمحاه. وتفسير ذلك قد أتى في حديث البخاري عن البراء بن عازب أيضًا 3: 184:"فقال لعلى" امحه. فقال على: ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى عليه وسلم بيده".وأخرى أنه أخطأ في معنى"يحسن"، فإنها هنا بمعنى"يعلم"، وهو أدب حسن في العبارة، حتى لا ينفي عنه العلم، وقد جاء في تفسير الطبري 21: 6 في تفسير قوله تعالى:"أحسن كل شيء خلقه"، ما نصه:"معنى ذلك: أعلم كل شيء خلقه. كأنهم وجهوا تأويل الكلام إلى أنه ألهم كل خلقه ما يحتاجون إليه. وأنه قوله:"أحسن"، إنما هو من قول القائل:"فلا يحسن كذا"، إذا كان يعلمه". هذا، والعرب تتأدب بمثل هذا، فتضع اللفظ مكان اللفظ؛ وتبطل بعض معناه، ليكون تنـزيها للسان، أو تكرمه للذي تخبر عنه. فمعنى قوله:"ليس يحسن يكتب"، أي ليس يعرف يكتب. وقد أطال السهيلي في الروض الأنف 1: 230 بكلام ليس يغني في تفسير هذا الكلمة.

جزاك الله كل خير شيخنا عبد الرحمن

وقبل فترة كنت اقراء في منتدى للباطنية والذين يقولون ان للقران باطن لايدركه غيرهم وكانوا يضحكون فيما بينهم من امية الرسول صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم انهم في قمة الجهل في القران وعلومه ولكنهم يستفيدون من الاطروحات التي تزعم انها اكتشفت اكتشفات جديدة في القران وكان ائمة المسلمين يجهلونها من ألف وربعمئة !!
 
الإشارة إلى كتاب أبي الوليد الباجي : تحقيق المذهب

الإشارة إلى كتاب أبي الوليد الباجي : تحقيق المذهب

بسم الله
معذرة لم أتمكن من قراءة كل المشاركات السابقة لكن من باب الإضافة
هناك كتاب لأبي الوليد الباجي المالكي اسمه تحقيق المذهب، حول دعوى كتابة النبي صلى الله عليه وسلم لاسمه،
وقد رد عليه الفهاء المالكية بردود مطبوعة في آخر الكتاب الآنف الذكر، وفيها مقدمة طيبة للمحقق أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حول أمية الرسول صلى الله عليه وسلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي الحبيب
ولد الديرة

وتخصيص أميته عليه السلام في القراءة والكتابة من خلال الوحي الأول لا يتحقق .. حين كان ( ينطق ) بما ( يرى ) من وحي وينقله ( منطوقاً ) لكتبة الوحي ... ولكنه عليه السلام يتجاوز ذلك حين يراجع على كتبة الوحي ... ويصحح لهم ... ويأمرهم بالتعديل ... معللاً ذلك عليه السلام بإختلافها ( رسماً ) عن ما يراه فؤاديا مما أوحي إليه ... ولم يكن أي من كتبة الوحي أو من صحبه الكرام من كان يماريه ( ص ) على ما يرى .. وطالما أنه يرى معلومات الوحي رسماً وينطقها قولاً .. ليدونها ويخطها كتبة الوحي ... تنتفي هنا مقولة ( الرسول الأمي ) .. وهنا تأكيد على دقة ألفاظ القرآن .


.
سلمت أخي، مع إيماني بهذا أن النبي نقل القرآن كما نقل الكتاب و علم أصحابه المنطوق كما علمهم المرسوم
هل من دليل من السنة على أن النبي محمد كان يراجع الكتبة على ما يراه فؤاده من الحروف و كان يوضح اختلاف الكتابة بينها..
فإني قرأت حديثا منسوبا إلى معاوية يوضح فيه كيفية كتابة البسملة و درجته ضعيف
و كلما وجدت حديثا عن هذا و جدت فيه ضعفا..
فهل من أحاديث صحيحة في ذلك أرجو تجميعها في هذا الباب

سلمكم الله تعالى
 
يرفع للإستفادة وأطرح سؤال للمناقشة.
كيف ننتقل من المحتوى التأثيلي (المدلول اللغوي الخاص) إلى المعنى الدلالي (العام) لوضع معنى إصطلاحي (مفهومي) نتمكّن من خلاله أن نضع {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} أمام {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} دون توهم أي إختلاف في المفهوم؟
 
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله

لي دراسة تحليلة مفصلة حول مفهوم الأمية
اضطرني إليها من تذرعوا بأن الأمية كانت علة استطلاع الهلال بالرؤية المباشرة
في حديث: "إنا أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب، الشهر هكذا وهكذا ..."
وأن الأمية قد زالت، ومن ثم، لا ينبغي التمسك بالرؤية!!!
ففندت آراءهم
وقد ظهر لي أن الأمية ليست محض العلم بالكتابة والقراءة
بل الثقافة المحمولة على متن ما يُقرأ ويكتب
فالأمي أنقى فطرة وأبعد عن تشويش الثقافات
وأن قلب الأمي كالوعاء الطاهر، بينما قلب القارئ الكاتب كالوعاء الذي لغى فيه اللاغون
لذا كان قلب النبي أطهر وأولى بأن يسكب الله تعالى فيه كلامه العلي
مثلما أن أحدنا يسكب طعامه في صحن طاهر مطهر، ولا يستسيغ أن يسكبه في غير ذلك!
والله سبحانه أعلى وأجل
لذا، ما كان الله ليُنزل كلامه العلي إلا على قلب طاهر، أي أمي لم يتغبش بثقافات الأمم
وهذه هي الدراسة
"فضيلة "الأُمِّية وبراءتها من يقين الحساب الفلكي في رؤية الهلال"

يسعدني تلقي آراءكم السديدة
عزالدين كزابر
 
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله


وقد ظهر لي أن الأمية ليست محض العلم بالكتابة والقراءة
بل الثقافة المحمولة على متن ما يُقرأ ويكتب
فالأمي أنقى فطرة وأبعد عن تشويش الثقافات
وأن قلب الأمي كالوعاء الطاهر، بينما قلب القارئ الكاتب كالوعاء الذي لغى فيه اللاغون
لذا كان قلب النبي أطهر وأولى بأن يسكب الله تعالى فيه كلامه العلي
مثلما أن أحدنا يسكب طعامه في صحن طاهر مطهر، ولا يستسيغ أن يسكبه في غير ذلك!
والله سبحانه أعلى وأجل
لذا، ما كان الله ليُنزل كلامه العلي إلا على قلب طاهر، أي أمي لم يتغبش بثقافات الأمم

يسعدني تلقي آراءكم السديدة
عزالدين كزابر
أعتقد أن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالأميّ لا علاقة له بمسألة الكتابة والقراءة ، فالقرآن قد وصف العرب بالأميين ، ومنهم من كان يقرأ ويكتب .
الأمي ، من لم تكن له صلة بالكتب السماوية السابقة ، ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ) ، من كتاب ، أي الكتب السابقة .
وبالتالي ، فليس هناك ما يمنع أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم عارفا بالكتابة والقراءة ، إن لم يكن من قبل ، فبعد نزول القرآن عليه .
إن تأكيد الكثيرين على أمية الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان بقصد دفع شبهة تأليف القرآن المنسوبة إليه ، ولست أرى في ذلك فائدة ، فهل تكفي معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بالكتابة والقراءة لتأليف القرآن ؟
إن معرفة الرسول بالقراءة والكتابة تخدم القرآن أكثر من جهله بها . إلا أن ما نجده في كتبنا هو عكس ذلك .
 
لم نقل إنه كان يقرأ ويكتب.... ولكن "الامي" كانت (مدحا) يساوي (النبي) و(الرسول)....

والذي لا يقرا ولا يكتب, ليست مدحا... إذ لو كانت مدحا لكان خلافها ذما, فمن مدح السخي, فقد عاب البخيل, ومن مدح الجسور فقد عاب الجبان بالضرورة, فيصبح مدح "الامي" ذما للقارئ الكاتب, وعلى راسهم عيسى ابن مريم {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل}!! فأي هاتين الصفتين مدحا؟؟؟

وأدلة الباحث, والبحث نفسه, -عندي أنا- أولى بالتصديق والقبول, بما ساق من البينات والهدى!!
بل كونه أميا دليلا على كون ما جاء به من عند الله لا من عند نفسه ,وقد ورد كونه صلى الله عليه وسلم رسولا نبيا أميا في قوله تعالى :
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَاَلَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ } .
{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ }.
أما كونه أميا صلى الله عليه وسلم ففيه من الحكمة ما يجعل كونه أميا مدحا له :
*فليس لأحد من البشر فضلا في تعليمه بل لله وحده .
*كون هذا الأمي علم الناس الكتاب والحكمة "كما دعا ابراهيم عليه السلام ربه عز وجل ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 129 ) )
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُون(151))
* ومن ذلك ما ذكره ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره :قال أبو جعفر : وهذا القول إبانة من الله جل ثناؤه عن أن الذين وعد موسى نبيه عليه السلام أن يكتب لهم الرحمة التي وصفها جل ثناؤه بقوله : " ورحمتي وسعت كل شيء " ، هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنه لا يعلم لله رسول وصف بهذه الصفة أعني "الأمي" غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وبذلك جاءت الروايات عن أهل التأويل .


* ومنه أن الله ذكر أن هذه صفة له موصوفا بها في التوراة والإنجيل وقد نقل عنهم هذا الوصف

* ومنه ان الأمية له لم تكن له جهلا بل هو أعلم من القاريء فيما يقرأ ومن ذلك ما ورد في صلح الحديبية عندما قال لعلي رضي الله عنه أرينيها فمسحها بيده وكتب اسمه وهو أمي .

* ومنه مغايرة حاله عن غيره من الأميين الذين وصفهم كان موصوفا بالجهل .

والله تعالى أعلم

*




 
أعتقد أن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالأميّ لا علاقة له بمسألة الكتابة والقراءة ، فالقرآن قد وصف العرب بالأميين ، ومنهم من كان يقرأ ويكتب .
الأمي ، من لم تكن له صلة بالكتب السماوية السابقة ، ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ) ، من كتاب ، أي الكتب السابقة .
وبالتالي ، فليس هناك ما يمنع أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم عارفا بالكتابة والقراءة ، إن لم يكن من قبل ، فبعد نزول القرآن عليه .
إن تأكيد الكثيرين على أمية الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان بقصد دفع شبهة تأليف القرآن المنسوبة إليه ، ولست أرى في ذلك فائدة ، فهل تكفي معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بالكتابة والقراءة لتأليف القرآن ؟
إن معرفة الرسول بالقراءة والكتابة تخدم القرآن أكثر من جهله بها . إلا أن ما نجده في كتبنا هو عكس ذلك .
بل وصفهم بالأميين لأن هذا حال أغلبهم :
قال أبن جرير :الله الذي بعث في الأميين رسولا منهم ، فقوله : هو كناية من اسم الله ، والأميون : هم العرب . وقد بينا فيما مضى المعنى الذي من أجله قيل للأمي أمي .

وبنحو الذي قلنا في الأميين في هذا الموضع قال أهل التأويل .

وقال الشنقيطي رحمه الله:قوله تعالى : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم .

بين الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - معنى الأميين في مذكرة الدراسة بقوله : الأميين أي : العرب ، والأمي : هو الذي لا يقرأ ولا يكتب ، وكذلك كان كثير من العرب . ا هـ .

وسمي أميا نسبة إلى أمه يوم ولدته لم يعرف القراءة ، ولا الكتابة وبقي على ذلك .

ومما يدل على أن المراد بالأميين هم العرب بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم لقوله تعالى : رسولا منهم كما يدل عليه قوله تعالى عن نبي الله إبراهيم : ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم [ 14 \ 37 ] ، و قوله تعالى : ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم [ 2 \ 129 ] .

قال الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - : وهذه الآية نص في أن الله تعالى استجاب دعوة نبيه إبراهيم - عليه السلام - فيهم ا هـ .

وفي الحديث : " إنا أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب ولا نحسب " ، وهذا حكم على المجموع لا على الجميع ؛ لأن في العرب من كان يكتب مثل كتبة الوحي ، عمر وعليا وغيرهم .

وقوله تعالى : رسولا منهم هو النبي - صلى الله عليه وسلم - بدليل قوله تعالى عن أهل الكتاب : الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل [ 7 \ 157 ] .

وقد بين تعالى أن المكتوب عندهم هو ما بشر به عيسى - عليه السلام - في قوله تعالى : ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد [ 61 \ 6 ] .

وكونه - صلى الله عليه وسلم - أميا بمعنى لا يكتب ، بينه قوله تعالى : وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك [ ص: 116 ] [ 49 \ 48 ] .

وبين تعالى الحكمة في كونه - صلى الله عليه وسلم - أميا مع أنه يتلو عليهم آياته ويزكيهم بنفي الريب عنه كما كانوا يزعمون أن ما جاء به صلى الله عليه وسلم : أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه [ 25 \ 5 ] فقال : إذا لارتاب المبطلون [ 29 \ 48 ] .

 
الأمي ، من لم تكن له صلة بالكتب السماوية السابقة
أعتقد يا أستاذ عبدالله أن هذه الفرضية، والتي اعتمد عليها كثير من المترجمين، ضعيفة جدّا ثم باطلة بظاهر نص القرآن {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} ؟
 

وهذه هي الدراسة
"فضيلة "الأُمِّية وبراءتها من يقين الحساب الفلكي في رؤية الهلال"

يسعدني تلقي آراءكم السديدة
عزالدين كزابر
إذا أردت أن تصيغ دلالة الأمية في «قالب مفهومي» يتجاوز الحدود الثقافية، في المميزات المعرفية لهذه الثقافة، فعليك أن تراعي نفس القواعد التواصلية التي تستخدم داخل هذه الثقافة - خصوصا عند تحديد المصطلحات ورسم النماذج العلمية. وهذا لا يتأتى إلا بشروط أهمها الإجماع حول تصورات محددة ثم معاني الكلمات التي تقترن بهذه التصورات. لتفادي عدم التناسق في الطرح لابد للدلالية أن تلعب دورا يتجاوز الخصائص الثقافية، وهذا في التطبيق يعني وضع جسر بين المناهج المختلفة التي بسبب إقتران الدلاليات ببيئتها الثقافية الخاصة تصبح قابلة للتأويل والإمتصاص من طرف الثقافات الأخرى كأن تسأل مثلا: (هل هذه المقولة في هذه الثقافة يمكن أن تنتقل إلى ثقافة أخرى متميزة بمعارف أخرى كالصناعة والطب إلى جانب الفلك العملي والحساب العملي حيث تؤدي نفس الدلالة؟).

أما من الناحية التاريخية فالدلالة التي تصيغها كمفهوم لابد أن تعتمد فيها على الجمع بين تطور (أو تغير) المعنى، والمعنى الخاص (التأثلي)، كأن تدرس إستخدام الأمية: هل المصطلح نشأ في حقبة تاريخية توالت في عصور الخلف، وإذا كان فهل وضعي مجرّد أم جاء نتيجة تطور / تغيّر في (تصور) معنى الأمية، وإذا كان هذا الأخير فلابد أن توفق بين المعنى الخاص من جانب، ومن الجانب الآخر الوثائق أو الروايات التي تستنتج منها هذا التطور.

وأما من الناحية الإجتماعية فإدخال دلالة الأمية في المفهومية لا يتأتى إلا بنظرية عامة لنظام اجتماعي اكتسب مجموعة من المعارف التي قام فيها هذا المجتمع بتحويل التجارب، والمعارف العامة عن طريق الملاحظات الأولية، الأفكار والتطبيقات إلى شبكة يتواصل من خلالها مكونات هذا المجتمع.

هذا ما أظن..

ويبقى، في نظري، المسلك الأكثر عمليا عن طريق التراث (لتشعبه وشمله لقضايا ثقافية اجتماعية وتاريخية) نفسه ولذلك سألت من قبل:
كيف ننتقل من المحتوى التأثيلي (المدلول اللغوي الخاص) إلى المعنى الدلالي (العام) لوضع معنى إصطلاحي (مفهومي) نتمكّن من خلاله أن نضع {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} أمام {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} دون توهم أي إختلاف في المفهوم؟
 
اعتقد ان رسول الله عليه وسلم تعلم القراءه ولكن ذلك في اخر ايام الدعوه وربما هذا كان تدبير الهي ليطلع الرسول علي كتابات القران التي تمت في هذا العصر والله اعلم
 
عودة
أعلى