اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن

وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«إذا أحب أحدكم أن يرى قدْر
نعمة الله عليه،


فلينظر إلى من تحته،

ولا ينظر إلى من فوقه» ( 1 ).



==============
([1])أخرجه ابن المبارك في الزهد (502)، وابن أبي الدنيا في الشكر: 29.
 
قال الشعبي:

الشكر نصف الإيمان
واليقين الإيمان كله.
 
قال سفيان الثوري:

كان يقال:
ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة
والرخاء مصيبة.
 
قال عمر بن عبد العزيز:

قيدوا نعم الله
بشكر الله
.
 
ولهذا كانوا يسمون الشكر:

(الحافظ
لأنه يحفظ النعم الموجودة،

و (الجالب
لأنه يجلب النعم المفقودة.
 
قال تعالى:

{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا
وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }

[البقرة: 216].
 
قال النبي صلى الله عليه وسلم :

«عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله
خير،
وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن،
إن أصابته سراء
شَكَر فكان خيرا له،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
»(1)،


==========
( 1 ) أخرجه مسلم (2999)، وابن حبان (2896)،
وأحمد (18934) من حديث صهيب.
 
وكلتا النعمتين ( السراء والضراء)
تحتاج مع الشكر إلى الصبر،

أما نعمة الضراء:
فاحتياجها إلى الصبر ظاهر،

وأما نعمة السراء:
فتحتاج إلى الصبر على الطاعة فيها،
فإن فتنة السراء أعظم من فتنة الضراء،

كما قال بعض السلف:

(ابتلينا بالضراء فصبرنا،
وابتلينا بالسراء فلم نصبر).
 
وفي الحديث:

« أعوذ بك من فتنة الفقر،
وشر فتنة الغنى »
[SUP]([1]) [/SUP]


===============
([1]) أخرجه البخاري (6386)، ومسلم (589)، وأبو داود (1543)،
والترمذي (3495)، وأحمد (24301) من حديث عائشة رضي الله عنها.
 
والفقر يصلح عليه خلق كثير،
والغنى لا يصلح عليه إلا أقل منهم،
ولهذا كان أكثر من يدخل الجنة المساكين،
لأن فتنة الفقر أهون.
 
عن رفاعة الزرقي

قَالَ:

لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ".
فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا فَقَالَ:


" اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ،

اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ،

وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ.

اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ،
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يحول ولا يزول
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالْأَمْنَ يَوْمَ الْحَرْبِ،

اللَّهُمَّ عَائِذًا بِكَ مِنْ سُوءِ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ مِنَّا

اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا،

وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.

اللهم توفنا مسلمين وأحينا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ ، غَيْرَ خَزَايَا، وَلَا مَفْتُونِينَ.

اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الذي يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ،

وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ.

اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، إله الحق".

رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد.
وصححه الإمام الألباني
 
دخل رجل على سهل بن عبد الله فقال :

« اللص دخل داري وأخذ متاعي ,

فقال : اشكر الله ،

فلو دخل اللص قلبك – وهو الشيطان

وأفسد عليك التوحيد ،

ماذا كنت تصنع ؟! ».

 
وكلاهما يحتاج إلى الصبر والشكر،
لكن لما كان في السراء: اللذة،
وفي الضراء: الألم،

اشتهر ذلك الشكر في السراء،
والصبر في الضراء،

ولأن صاحب السراء أحوج إلى الشكر،
وصاحب الضراء أحوج إلى الصبر،

فإن صبر هذا وشكر هذا واجب،
إذا تركه استحق العقاب.
 
يا من له الفضل محضا في بريته ...

وهو المؤمل في البأساء والباس

عودتني عادة أنت الكفيل بها ...

فلا تكلني إلى خلق من الناس

ولا تذل لهم من بعد عزته ...

وجهي المصون ولا تخفض لهم راسي

وابعث على يد من ترضاه من بشر ...

رزقي وصني عمن قلبه قاسي

فإن حبل رجائي فيك متصل ...
بحسن صنعك مقطوع عن الناس
 
قال تعالى:

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }

[إبراهيم: 5]،

فآياته المشهودة إنما ينتفع بها أهل الصبر والشكر
وهما سبب انتفاع صاحبهما بالآيات.

 
فالإيمان ينبني على الصبر والشكر
فنصفه صبر ونصفه شكر،

فعلى حسب صبر العبد وشكره تكون قوة إيمانه،

وآيات الله إنما ينتفع بها من آمن بالله وآياته،
ولا يتم له الإيمان إلا بالصبر والشكر،
فإن رأس الشكر التوحيد،
ورأس الصبر ترك إجابة داعي الهوى.

فإذا كان مشركا مُتبعا هواه
لم يكن صابرا ولا شكورا
فلا تكون الآيات نافعة له ولا مؤثرة فيه.
 
@almonajjid:


حسبك الله أنيسا فبه

يأنس المرء إذا المرء سعد



كل أنس بسواه زائل

وأنيس الله في عزِّ الأبد



zad




 
الشكر والتوحيد:

شرع الحمد ـ الذي هو
الشكر المقول ـ
أمام كل خطاب مع
التوحيد،

ففي الفاتحة
الشكر والتوحيد،

والخطب الشرعية لابد فيها من
الشكر والتوحيد،

والباقيات الصالحات كلمتان:

(
فسبحان الله وبحمده):
فيها الشكر والتنزيه والتعظيم ـ

(
ولا إله إلا الله والله أكبر)
فيها التوحيد والتكبير.

وقد قال تعالى:

{
فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
}

[غافر: 65][SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP].


================
([1]) الحسنة والسيئة - ابن تيمية - (75)، (39 – 40) (75).
 
الحمد
ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان،


والشكر
ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان.
 
حمدًا لله على نعمة التوحيد

{ واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب
ما كان لنا أن نشرك بالله (من شيء)
ذلك من فضل الله علينا (وعلى الناس)...}

@almoatbi
 
[h=2][/h]
@malturki:

قال رسول الله :

أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة...

يُسبِّح الله مائة تسبيحة

فيكتب الله له بها ألف حسنة

ويحط عنه بها ألف خطيئة

رواه مسلم
 
الحمد على الضراء

يوجبه مشهدان :

أحدهما :

علم العبد بأن الله سبحانه مستوجب لذلك ،

مستحق له لنفسه ،

فإنه أحسن كل شيء خلقه ،

وأتقن كل شيء ،

وهو العليم الحكيم الخبير الرحيم .

والثاني :

علمه بأن اختيار الله لعبده المؤمن

خير من اختياره لنفسه .
( 1 )


===========


( 1 ) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية


10 / 43 .
 
يقول الفخر الرازي

رحمه الله تعالى:


( والذي جرَّبتُه من أوَّلِ عُمري إلى آخره؛

أن الإنسان كلما عَوَّل في أمرٍ من الأمور على غير الله

صار ذلك سببًا إلى البلاء والمحنة،

والشدَّة والرزيَّة،

وإذا عَوَّل العبدُ على الله

ولم يرجع إلى أحد من الخلق

حصل ذلك المطلوب على أحسن الوجوه.


فهذه التجربة قد استمرت لي من أول عمري

إلى هذا الوقت الذي بلغت فيه إلى السابع والخمسين،

فعند هذا استقر قلبي

على أنَّه لا مصلحة للإنسان في التعويل على شيء

سوى فضل الله تعالى وإحسانه ).

مفاتيح الغيب ( 18 / 462).

منقول
 
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين (الحمد)
الذي هو رأس
الشكر،
وبين (
التوحيد والاستغفار)
إذا رفع رأسه من الركوع فيقول:

«
ربنا ولك الحمد،
ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما،
وملء ما شئت من شيء بعد،
أهل الثناء والمجد،
أحق ما قال العبد،
كلنا لك عبد،
لا مانع لما أعطيت،
ولا معطي لما منعت،
ولا ينفع ذا الجد منك الجد
»،

ثم يقول:
«
اللهم طهرني بالثلج والبرد، والماء البارد،
اللهم طهرني من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
»([1]).


=====================
([1]) أخرجه مسلم (476) (204)، وأحمد (19118)،
والنسائي (1/198)، وابن أبي شيبة (10/213).
 
attachment.php

 
فالحمد: بإزاء النعمة،

والاستغفار بإزاء الذنوب،

وذلك تصديق قوله تعالى:

{ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ

وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ }


[النساء: 79].
 
@almonajjid:

لنا بالله آمال وسلوى

وعند الله ما خاب الرجاء

إذا اشتدت رياح اليأس فينا

سيعقب ضيقَ شدتِها الرخاء

أمانينا لها رب كريم

إذا أعطى سيدهشنا العطاء
 
سبحان من لو سجدنا بالعيون له **

على حمى الشوك والمحمي من الإبرِ

لم نبلغ العُشر من معشار نعمته **

ولا العشير ولا عشرا من العشر

هو الرفيع فلا الأبصار تدركه **

سبحانه من مليك نافذ القدر

سبحان من هو أُنسِي إذا خلوت به **

في جوف ليلي وفي الظلماء والسحَرِ

أنت الحبيب وأنت الحب يا أملي **

من لي سواك ومن أرجوه يا ذخرِي

 
لكَ الحمدُ حمداً نستلذُّ به ذكراً
وإن كنتُ لا أحصي ثناءً ولا شكرا

لكَ الحمدُ حمداً طيباً يملا السما
وأقطارها والأرضَ والبرَّ والبحرا


لكَ الحمدُ حمداً سرمدياً مباركاَ
يقلُُّ مدادُ البحرِ عنْ كنههِ حصرا


لكَ الحمدُ تعظيماً لوجهكَ قائماً
يخصكَ في السراءِ مني وفي الضرا


لكَ الحمدُ مقروناً بشكركَ دائماً
لكَ الحمدُ في الأولى
لكَ الحمدُ في الأخرى

لكَ الحمدُ موصلاً بغيرِ نهاية ٍ
وأنت إلهي ما أحقَّ وما أحرى

لكَ الحمدُ ياذا الكبرياءِ ومنْ يكنْ
بحمدكَ ذا شكرٍ فقد أحرزَ الشكرا

لكَ الحمدُ حمداً لا يعدُّ لحاصرٍ
أيحصي الحصى َ والنبتَ والرملَ والقطرا

لكَ الحمدُ أضعافاً مضاعفة ً على
لطائفَ ما أحلى لدينا وما أمرا


لكَ الحمدُ ما أولاكَ بالحمدِ والثنا
على نعمٍ أتبعتها نعماً تترى


لكَ الحمدُ حمداً أنتَ وفقتنا لهُ
وعلمتنا منْ حمدكَ النظمَ والنثرا


لكَ الحمدُ حمداً نبتغيهِ وسيلة ً
إليكَ لتجديدِ اللطائفِ والبشرى


لكَ الحمدُ كمْ قلدتنا منْ صنيعة ٍ
وأبدلتنا بالعسرِ ياسيدي يسرا


لكَ الحمدُ كمْ منْ عثرة ٍ قدْ أقلتنا
ومنْ زلة ٍ ألبستنا معها سترا


لكَ الحمدُ كمْ خصصتني ورفعتني
على نظرائي منْ بني زمني قدرا


لكَ الحمدُ حمداً فيه وردي ومشرعي
إذا خابتِ الآمالُ في السنة ِ الغبرا


لكَ الحمدُ حمداً ينسخُ الفقر بالغنى
إذا حزتُ يا مولاي بعدَ الغنى فقرا
 
لا إله الا الله،

وحده لا شريك له،

له الملك،

وله الحمد،

وهو على كل شيء قدير،

لا إله إلا الله
أنجز وعده،


ونصر عبده،

وهزم الأحزاب وحده،

 
أحسنتُ ظنِّـي بربـي فارتويتُ رضا

وكيف أسخط من ذي الفضل والمنِّ

أفضـالُـهُ كـلّمـا ناديـتـه انهـمـرتْ

لا يُحـرم الخـير إلا سيّءُ الظـنِّ
 
الْحَمْدُ لِلَّهِ ،

اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنَا ،

وَرَزَقْتَنَا ، وَهَدَيْتَنَا ،

وَعَلَّمْتَنَا ، وَأَنْقَذْتَنَا ،

وَفَرَّجْتَ عَنَّا ،

لَكَ الْحَمْدُ بِالإِسْلامِ ، وَالْقُرْآنِ ،

وَلَكَ الْحَمْدُ بِالأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْمُعَافَاةِ ،

كَبَتَّ عَدُوَّنَا ،

وَبَسَطْتَ رِزْقَنَا ،

وَأَظْهَرْتَ أُمَّتَنَا ،

وَجَمَعَتْ فُرْقَتَنَا ،

وَأَحْسَنْتَ مُعَافَاتَنَا ،

وَمِنْ كُلِّ وَاللَّهِ مَا سَأَلْنَاكَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا ،

فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ حَمْدًا كَثِيرًا ،

لَكَ الْحَمْدُ بِكُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيْنَا

فِي قَدِيمٍ وَحَدِيثٍ ،

أَوْ سِرًّا أَوْ عَلانِيَةً ،

أَوْ خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً ،

أَوْ حَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ ،

أَوْ شَاهِدٍ أَوْ غَائِبٍ ،

لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى ،

وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ

 
أَوْلَيْتَـني نِعَـمًا أَبُوحُ بِشُكْرِهَـا

وَكَفَيْتَني كُـلَّ الأُمُورِ بِأَسْرِهَا

فَلأَشّكُرَنّكَ مَا حَيِيتُ وَإِنْ أمُت

فَلَتَشْكُرَنَّكَ أَعْظُمِيْ في قَبْرِهَا
 
. قال تعالى:

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ

وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ

وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }
 
{ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ
الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
}


{ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ }

بذاته الذي له الغنى المطلق التام، من جميع الوجوه،

ومن غناه،
أنه لا يحتاج إلى أحد من خلقه،


ولا يواليهم من ذلة، ولا يتكثر بهم من قلة،

ومن غناه،
أنه ما اتخذ صاحبة ولا ولدا،


ومن غناه،
أنه صمد، لا يأكل ولا يشرب،


ولا يحتاج إلى ما يحتاج إليه الخلق بوجه من الوجوه،

فهو يُطعِم ولا يُطعَم،

ومن غناه،
أن الخلق كلهم مفتقرون إليه،


في إيجادهم، وإعدادهم وإمدادهم، وفي دينهم ودنياهم،

ومن غناه،
أنه لو اجتمع من في السماوات ومن في الأرض،


الأحياء منهم والأموات، في صعيد واحد،

فسأل كل منهم ما بلغت أمنيته، فأعطاهم فوق أمانيهم،

ما نقص ذلك من ملكه شيء،

ومن غناه،
أن يده سحاء بالخير والبركات، الليل والنهار،


لم يزل إفضاله على الأنفاس،

ومن غناه وكرمه،
ما أودعه في دار كرامته،

مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،
ولا خطر على قلب بشر.


{ الْحَمِيدِ }

أي: المحمود في ذاته، وفي أسمائه، لكونها حسنى،

وفي صفاته، لكونها كلها صفات كمال،

وفي أفعاله،
لكونها دائرة بين العدل والإحسان والرحمة والحكمة


وفي شرعه،
لكونه لا يأمر إلا بما فيه مصلحة خالصة أو راجحة،


ولا ينهى إلا عما فيه مفسدة خالصة أو راجحة،


الذي له الحمد،
الذي يملأ ما في السماوات والأرض،


وما بينهما، وما شاء بعدها،

الذي لا يحصي العباد ثناء على حمده،

بل هو كما أثنى على نفسه،
وفوق ما يثني عليه عباده،


وهو المحمود على توفيق من يوفقه، وخذلان من يخذله،
وهو الغني في حمده،
الحميد في غناه.

 
يـا من إلـيه جميـع الـخلق يبتهـل *
وكـل حـيّ علـى رحمـاه يتكـل

يـا من نأى فرأى ما في القلـوب وما *
تـحت الثرى وحجاب الليل منسـدل

أنـت المنـادى بـه في كل حادثـة *
وأنـت ملجـأ من ضاقـت به الحيـل

أنـت الغيـاث لمن سُدَّت مذاهبـه *
أنـت الدليـل لمن ضـلت به السبـل

إنـا قصدنـاك والآمـال واقـعـة *
عليك ، والكـل ملهـوف ومبـتهل

فإن غفـرت فعن طَوْل وعن كـرم *
وإن سطـوت ؛ فأنت الحـاكم العـدل
 
يقول الشيخ عبد الرحـمن السعدي
رحـمه الله :


( الواجب على الخلق
إضافة النعم إلى الله قولاً واعترافاً ،
وبذلك
يتم التوحيد

فمن أنكر نعم الله بقلبه ولسانه ،
فذلك كافر ليس معه من الدين شيء .


ومن أقر بقلبه أن النعم كلها من الله وحده ،
وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله ،

وتارة يضيفها إلى نفسه وعمله وإلى سعي غيره
– كما هو جار على ألسنة كثير من الناس –
فهذا يجب على العبد أن يتوب منه ،
وأن لا يضيف النعم إلا إلى موليها،
وأن يجاهد نفسه على ذلك،

ولا يتحقق
الإيمان والتوحيد
إلا بإضافة النعم إلى الله قولاً واعترافاً )(1).



===============
[FONT=&quot]([FONT=&quot]1[/FONT])[/FONT] [FONT=&quot]القول السديد في مقاصد التوحيد ص (137 – 138 ) .[/FONT]

[FONT=&quot] وانظر : " المجموع الثمين من فتاوى ابن عثيمين " ( 1 / 106 ) . [/FONT]
 
يا من عصيتك جاهلاً...فسترتني ..

و تردُّ حـين أسيئ ..بالإحسان

كم جئت بابك ســائلا..فأجبتني ..

من قبل حتى أن يقــول لساني

واليوم جئتك تائــباً مستـغفراً ..

شئٌ بقلـــبي للـهدى نادانــــــــــي

عيـناى لو تبكي بقــية عمرها ..

لاحتاجت بعد العمر..عمراً ثانــــــــي

إن لــم أكن للـعفو أهلا ً خالقي ..

فأنـت أهل العفـــــو و الغــفـــران

روحي لنـورك يا إلهي قد هفت ..

و تشققت عطـــشا لهُ أركانـــــي

فاقبل بفضلك توبة القـلب الذي ..

قد جاء هرباً من دجى العصيــــان

واجعله في وجه الخـطايا ثابتاً ..

صـلباً.. قوياً ... ثابـت الإيمــــــــان

 
لك الحمد يا مستوجبَ الحمدِ دائما

على كل حالٍ حمدَ فانٍ لدائمِ

وسبحانك اللهم تسبيحَ شاكرٍ

لمعروفك المعروفِ يا ذا المراحمِ

فكم لك من سترٍ على كل خاطئٍ

وكم لك من برٍ على كل ظالمِ

وَجودُك موجودٌ وفضلك فائضٌ

وأنت الذي تـُرجى لكشف العظائمِ

وبابُك مفتـوحٌ لكل مؤمّـلٍ

وبِرُّك ممنـوحٌ لكل مصـارم

فيا فالق الإصباح والحب والنوى

ويا قاسم الأرزاق بين العوالم

ويا كافل الحيتان في لج بحرِها

ويا مؤنسًا في الأفْق وحشَ البهائمِ

ويا محصي الأوراق والنبتِ والحصى

ورملِ الفلا عدًا وقطْر الغمائم

إليكَ توسلنا بك اغفر ذنوبنا

وخفِّف عن العاصين ثقل المظالم

وحبب إلينا الحق واعصم قلوبَنا

من الزيغ والأهواءِ يا خير عاصمِ

ودمّر أعادينـا بسلطانك الذي

أذلَّ وأفنى كلَ عـاتٍ وغاشمِ

ومُنّ علينا يوم ينكشف الغطا

بستر خطايانا ومحو الجرائم

وصلّ على خير البرايـا نبيِّنا

محمدٍ المبعوث صفـوةِ آدم
 
لك الحمد مولانا على كل نعمة --

وشكراً لما أوليت من سابغ النعم

مننت علينا بعد كفر وظلمة --

وأنقذتنا من حندس الظلْمِ والظُلَم

وأكرمتنا بالهاشمي محمد --

وكشفت عنا ما نلاقي من الغمم

فتمِّم إله العرش ما قد نرومه --

وعجِّل لأهل الشرك بالبؤس والنقم

 
ِفَدَعْ سُؤْلَ عَبْدٍ ليس يَمْلِكُ رِزْقَهُ **

وَأَمِّلْ بِرَبٍّ فوقَ سُؤْلِ المُؤَمِّلِ

فَخَلِّ ضعيفًا دونَ حولٍ وقُوَّةٍ **

وبِاسْمِ القَوِيِّ الحقِّ سَبِّحْ وحَوْقلِ …..

هُوَ اللهُ رَبُّ الكونِ والكونُ عَبْدُهُ
فلا تَسْألَنَّ العبدَ واللهَ فَاسْألِ


هُوَ اللهُ مولانا لهُ المُلكُ وَحْدَهُ
وليسَ لِغَيْرِ اللهِ حَبَّةُ خَرْدَلِ

 
يا رب حـمداً ليس غيرك يحمدُ


يا من له كل الخلائق تصمدُ


أبواب غيرك ربنا قد أُوصدت


ورأيت بابك واسعاً لا يوصدُ
 
عودة
أعلى